تحقيق الذات عند المرأة المسلمة تصحيح

حتقيق الذات بني الواقع واخليال
ثامناً:‏ حتقيق الذات العلمية -
مِ‏ ن حقّ‏ املرأة ‏أن تتعلَّم ‏أحكام دينها،‏ وأن تواكب علوم عصرها حلاجة
املجتمع الشديدة ملشاركتها يف تطوير املجتمع.‏ فالحظ مثالً‏ ، ما ورد
يف احلديث الشريف من قوله:»طلب العلم فريضة على كل مسلم
ومسلمة«‏ )27( .
وعليه فاإنَّ‏ كالّ‏ ً من الرجل واملرأة،‏ وبحسب الطاقات والقدرات املودَعة
فيهما يحقّقان ذاتيهما،‏ واملرأة اليوم حتقّق طموحها العلمي وميولها
الثقايف املتنوّع،‏ وتقوم بكافة واجباتها احلياتيّة والإجتماعيّة،‏ وحتصل
على التكامل الذاتي يف العلوم الدينيّة والطبابة والهندسة وغري ذلك.‏
‏إذًا هي حتقّق كمالت نفسيّة وفكريّة وترتقي مراتب عالية لأنَّها برهنت
على ‏أنَّها قادرة ‏أن تكون زوجةً‏ وأُمّاً‏ ومعلمةً‏ وطبيبةً‏ و..و..و...يف وقت
واحد،‏ وتشارك ‏أيضاً‏ بالأنشطة الإجتماعيّة طبقاً‏ لظروفها اخلاصة،‏ ممّا
يجعلها تسري يف طريق التكامل الذاتي.‏
تاسعًا:‏ حتقيق الذات العمليّة-‏
‏إنَّ‏ نظرة الإسالم ‏إىل عالقة املرأة بالرجل هي عالقة تكامل ل تساوي كما
تقول الثقافة الغربيّة،‏ ‏أي ‏أنَّه بنظر الإسالم هناك مشاركة بني الزوجني يف
احلياة،‏ يقول اهلل تعاىل:چ ۆ ۆ ۈ ۈ ۇٴ ۋ چ )28( ، وهذا يعني
‏أنَّ‏ الأب والأم يتشاركان يف تربية الأولد،‏ فهي ربّة منزل بالدرجة الأوىل
قبل ‏أن حتوز على ‏أي ‏صفة من الصفات الإكتسابيّة خارج املنزل.‏
ويف الوقت ذاته تسعى لأن يكون لها دور على مستوى العمل والإنتاج
‏ضمن ‏ضوابط الدّ‏ ين والأخالق،‏ ومن هنا على املرأة املتزوجة ‏أن ل
تنسى ‏أنّها حتقق ذاتها ‏ضمن عائلتها مع زوجها وأولدها قبل حتقيق ذلك
خارج منزلها وعائلتها.‏
لكن مع الأسف فاإنَّ‏ الأسرة التقليدية ‏)الأب والأم والأولد(‏ بدأت اليوم
بالإنقراض يف الدول الغربيّة وأخذ يظهر ذلك ‏أيضً‏ ا يف بعض جمتمعاتنا،‏
والسبب يف ذلك ‏أنَّ‏ املرأة تريد ‏أن حتقّق ذاتها بالعمل والإنتاج خارج
‏أسرتها على حساب مصلحة عائلتها،‏ فعمل املرأة خارج املنزل قد يحقّق
ذاتها لكنه يبقى ‏أقل بكثري من الشعور بالزوجيّة والأمومة لأنَّهما ‏شعور
فطري يساعد على حتصيل السعادة.‏
‏أمّا عمل املرأة خارج املنزل فيبقى عمالً‏ ‏إضافيًا تتطلّبه ‏أحيانًا متغريّ‏ ات
احلياة واملجتمع والثقافة احلاكمة،‏ فالإقتصاد العاملي هو من فرض هذه
املنظومات اجلديدة،‏ فقديًا مل يكن هناك ‏)رياض لالأطفال - Nursery
)School بل كان هناك مُرضِ‏ عة،‏ ‏أمّا اليوم فالِ‏ أنَّ‏ املرأة تعطي للعمل وقتًا
‏أكرث من بيتها فهي مضطّ‏ رة لوضع ابنها يف روضة ‏أطفال،‏ وهذا يعود
‏أحياناً‏ بنتائج ‏سلبيّةً‏ على نفسية الولد حيث يشعر بفراغ عاطفي وتشتيت
ذهني يف داخله.‏
وعليه فال بدّ‏ من ترتيب الأولويّات،‏ وهذه قاعدة عامّة لنجاح الإنسان يف
حياته.‏
حتقيق الذات بني الواقع واخليال
8- Academic Self-Actualization
9- Practical Self-Actualization
27- املجلسي،‏ حممد باقر،‏ بحار الأنوار،‏ ط‎2‎‏،‏ مؤسسة الوفاء،‏ بريوت،‏ ‎1403‎ه،‏ 162/1.
28- ‏سورة الإسراء:اآية 24.
23
22