20.07.2020 Views

تحقيق الذات عند المرأة المسلمة تصحيح

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

قيمة الذَّ‏ ات الأُنثويّة يف بعض اأحاديث

النبي والعِ‏ رتة الطاهرة

فالتعامل مع الزوجة فنّ‏ بحدّ‏ ذاته،‏ وعلى الزوج ‏أن يطبّق فنّ‏ الإحتواء

املعتدل ‏سواء كان احتواءاً‏ فكريّاً‏ ‏أو ‏إحتواءاً‏ ‏إنفعاليًا ‏أو جسديًا،‏ وهنا نعني

‏أن يستمع ملشاكلها ويتفهّ‏ م ‏أفكارها ويصرب عليها ويتحمّ‏ لها ويتشارك معها

يف حلّ‏ املشكالت،‏ فالزوجة حتتاج ‏إىل من يفهم نفسيّتها ويشعر بقيمة

وجودها.‏

‏إنّ‏ الإسالم ‏أَوىلَ‏ عناية كربى للمرأة،‏ فمنح الزوجة حقوقها املاديّة واملعنويّة

‏إزاء حقوق الزوج عليها وشرَّع ذلك على ‏أساس العدل ورعاية مصلحة

الطرفني معاً.‏

وإذا عُ‏ دنا ‏إىل رسالة احلقوق لالإمام السجّ‏ اد ، نرى ‏أنَّ‏ حُ‏ ‏سن اخللق

وطيب املعشر يف قائمة احلقوق الزوجيّة،‏ وحديث الإمام زين العابدين

يفصّ‏ ل ذلك الأمر يف رسالته،‏ فَمِ‏ مَّ‏ ا جاء عنه:‏

‏»وأما حقّ‏ رعيّتك مبلك النكاح ، فاأن تعلم ‏أنَّ‏ اهلل جعلها ‏سكنًا ومسرتاحً‏ ا

وأنسً‏ ا وواقية،‏ وكذلك كل واحد منكما يجب ‏أن يحمد اهلل على ‏صاحبه

ويعلم ‏أنَّ‏ ذلك نعمة منه عليه،‏ ووجب ‏أن يحسن ‏صحبة نعمة اهلل ويكرمها

ويرفق بها وإن كان حقك عليها ‏أغلظ وطاعتك بها ‏ألزم يف ما ‏أحببت

وكرهت ما مل تكن معصية،‏ فاإنَّ‏ لها حق الرحمة واملوؤانسة،‏ وموضع

السكون ‏إليها قضاء اللذة التي ل بدّ‏ من قضائها وذلك عظيم«‏ )18( .

وقد ورد عن الصادق ‏أّنّه قال:‏ « ل غنى بالزوج عن ثالثة ‏أشياء يف ما

بينه وبني زوجته وهي:‏‎1‎ املوافقة ليجتلب بها موافقتها ومبتها وهواها،‏

وحسن خُ‏ لُقِ‏ هِ‏ معها.‏

‎2‎ واستعماله استمالة قلبها بالهيئة احلسنة يف عينها.‏

18- بحار الأنوار،‏ العلمة املجلسي،‏ م،‏ ‏س،‏ 14/71.

‎3‎ وتوسعته عليها«‏ )1( .

ويستخلص مِ‏ ن ‏أمثال هذه الأحاديث الأمور التالية :

‎1‎ حُ‏ ‏سن اخلُلق ‏ضروري لتمتني العالقة وضمان السعادة

والإستقرارالنفسي لكال الطرفني،‏ فعن الرسول : ‏»أحسن الناس ‏إياناً‏

‏أحسنهم خُ‏ لُقاً‏ وألطَ‏ فهم باأهله وأنا ‏ألطَ‏ فكم باأهلي«‏ )2( .

‎2‎ النفقة على حاجاتها الشخصيّة من ماأكل ومشرب ومسكن ‏شرعي

الخ...،‏ فعن الإمام السجّ‏ اد ‏أنّه قال:‏ « ‏إنَّ‏ ‏أرضاكم عند اهلل ‏أسبغكم

قيمة الذَّ‏ ات الأُنثويّة يف بعض اأحاديث

النبي والعِ‏ رتة الطاهرة

على عياله«‏ )3( .

‎3‎ الوصال وإشباع حاجاتها العاطفيّة،‏ حيث روي عن الإمام علي ‏أنَّه

قال:»إذا ‏أراد ‏أحدكم ‏أن ياأتي زوجته فال يعجّ‏ لها فاإنَّ‏ للنساء حوائج«‏ )4( .

ولالإضاءة ‏أكرث على هذه املفاهيم الإسالميّة العالية،‏ ‏سنتوقف على عدد

من روايات املعصومني التي تبنيّ‏ هذه احلقيقة وتبنيّ‏ حقوق الزوجة

والتي لها جميل الأثر نذكر منها:‏

‏أ رُوي عن رسول اهلل ‏:»ما زال جربائيل يوصيني باملرأة حتى ظننت

‏أنّه ل ينبغي طالقها ‏إلّ‏ من فاحشة مبينة«‏ )5( .

ب عن الإمام علي بن احلسني السجّ‏ اد ‏أنّه قال:‏ ‏»وأمّا حقّ‏ الزوجة

فاأن تعلم ‏أنَّ‏ اهلل عزّ‏ وجلّ‏ جعلها لك ‏سكنًا وأنسً‏ ا،‏ فتعلم ‏أنّ‏ ذلك نعمة

من اهلل عليك فتكرمها وترفق بها وإن كان حقّك عليها ‏أوجب فاإنَّ‏ لها

1- حتف العقول،‏ ابن ‏شعبة احلراين،‏ م،‏ ‏س،‏ ‏ص‎323‎‏.‏

2- بحار الأنوار،‏ العلمة املجلسي،م،‏ ‏س،‏ 382/68.

3- بحار النوار،‏ العلمة املجلسي،‏ م،‏ ن،‏ 73/101.

4- احلر العاملي،‏ حممد بن احلسن،‏ وسائل الشيعة،‏ ط‎2‎‏،‏ مؤسسة اآل البيت لإحياء الرتاث،‏ قم،‏ ‎1414‎ه،‏

.177/15

5- بحار الأنوار،‏ العلمة املجلسي،‏ م،‏ ‏س،‏‎58‎ /103/253.

35

34

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!