تحقيق الذات عند المرأة المسلمة تصحيح

بناء الذات العاطفية عند الفتاة
تسع نسوة متعلّقات به«‏ )9( .
حدَّ‏ ثنا ‏سعد بن عبد اهلل عن ‏أحمد بن ممد ابن عيسى،‏ عن ممد بن
‏سنان عن ‏أبي خالد القماط عن ‏ضريس عن ‏أبي عبداهلل قال:»إنَّ‏ اهلل
تبارك وتعاىل جعل الشهوة عشرة ‏أجزاء تسعة منها يف النساء وواحدة
يف الرجال«‏ )10( .
ج-‏ التفريق بني الأولد يف املضاجع وذلك حلفظ مشاعرالفتاة وعدم
تسبيب ‏أي ‏إحتكاك مُوؤذٍ‏ . قال الإمام الصادق قال رسول اهلل:»الصبي
والصبي،‏ والصبي والصبية،‏ والصبية والصبية،‏ يفرّق بينهم يف املضاجع
لعشر ‏سنني«‏ )11( .
د-‏ تنُّب مصافحة الرجل الأجنبي لها ملِ‏ ‏َا يف ذلك من تسبيب لإثارة نار
الشهوة بني الفتاة والشاب،‏ وإذا كانت بالغة يُحرم ذلك،‏ فقد ورد عن
‏أبي عبد اهلل ‏أنَّه قال:»ل يحلُّ‏ للرجل ‏أن يصافح املرأة ‏إلّ‏ ‏إمرأة يحرم
عليه ‏أن يتزوجها«‏ )12( .
ه-‏ احلرص على تعليمها وتربيتها على عدم ‏إبداء زينتها ‏أمام الأجانب
حتى ل تُستثار ‏شهوتها وعاطفتها بطريقة غري ‏صحيحة،‏ ول تكون فتنة
لغريها،‏ وأمَّا مع البلوغ فهو حرام،‏ قال اهلل تعاىل:چ ڳ ڳ ڳ ڱ
ڱ ڱ ڱچ )13( .
‏إنَّ‏ هذا النوع من الضوابط العاطفيّة،‏ الإيجابية والسلبيّة،‏ يدلّ‏ بوضوح
على ‏ضرورة تكوين الشخصيّة الأُنثويّة بشكل ‏صحيح يُسهم يف بناء
ذاتها بشكل ‏سليم،‏ ويوؤهّ‏ لها لتحمّ‏ ل مضوؤوليّاتها فيما بعد على نحو ل ينع
9- وسائل الشيعة احلر العاملي،‏ م،‏ ‏س،‏ 61/20.
-10 الكايف .1 / 338 : 5
11- وسائل الشيعة،‏ احلر العاملي،‏ م،‏ ن،‏ 231/2.
12- الكايف،‏ الكليني،‏ م،‏ ‏س،‏ 525/5.
13- ‏سورة النور:‏ اآية‎31‎‏.‏
من ‏إكمال ذاتها وحتقيق كافّة ‏أهدافها الدنيويّة والأُخرويّة.‏
ويكن القول ‏إنّ‏ البناء العاطفي يف ‏شخصيّة الأُنثى ‏أساسي يف بناء
ذاتها وإرضاء مشاعرها بحيث ‏أنَّه ينع من تسلّل الأزمات العاطفيّة ‏إىل
‏شخصيتها يف مستقبلها العاجل والآجل.‏
لكن مع الأسف،‏ فهناك بعض الأمهات والآباء يتعاملون مع بناتهنَّ‏
كاأنهنَّ‏ خادمات وأنهنّ‏ وُجدنَ‏ خلدمة ‏إخوتهن الذكور،‏ وأحياناً‏ يتصرف
الأخ الأكرب وكاأنّ‏ له الولية على ‏أخته،‏ بحيث تشعر وكاأنَّها ‏إنسان مُقيَّد
بكرثة الأوامر،‏ وبعيدة عن الشعور بالأمن النفسي والعاطفي.‏
وبحسب الدراسات العلميّة وفق نظرية علم النفس الإسالمي وعلم
النفس الأكاديي،‏ فاإنّ‏ لهذا الأمر ‏آثاراً‏ ‏سلبية على الفتاة،‏ ممِ‏ ‏َّا قد يُحدِ‏ ثُ‏
لها عُ‏ قداً‏ نفسيّة وعاطفيّة وإنهزاميّة رمبا تصل بها ‏إىل حدّ‏ الإكتئاب ‏أو تقع
يف حالة تعرثّ‏ يف حياتها وقلق واضطراب،‏ وقد يدفَعُ‏ ها ذلك للتفكري عن
بديل خارج البيت،‏ فوسائل التواصل الإجتماعي استطاعت ‏أن تصل
‏إىل ‏أكرث الأماكن خصوصيّة،‏ كغُ‏ رف النوم،‏ وحتى يف اخللوات،‏ وبالتايل
قد تلجاأ ‏إليها الفتاة متوهِّ‏ مة ً ‏أنَّها تعوِّضها عن النقص العاطفي الذي
خسرته من الأم والأب.‏
يف قبال ذلك لو عدنا ‏إىل مدرسة النبي الأخالقية لوجدنا ‏أنَّه يُعلّم
‏أصحابه كيفية التعامل مع بناتهم الإناث بدرجة عالية من العطف
والإهتمام الوجداين.‏ يُقال حينما ‏أُخرب النبي بولدة ابنته الزهراء
رأى الإنقباض يف وجوه ‏أصحابه فقال على الفور:‏ ‏»ما لكم!‏ ريحانة
اشمّ‏ ها ورزقها على اهلل عز وجلّ‏ » )14( .
وورد يف بعض الأحاديث القدسية ‏أنَّ‏ النبي موسى ‏ضاأل اهلل تعاىل:»يا
14- املجلسي)الول(:‏ حمد تقي،‏ روضة املتقني يف ‏شرح ماليحضره الفقيه،‏ لط،‏ العلمية،‏ قم،‏ لس،‏
597/8. مكارم الخلقن ‏ص‎251‎‏.‏
بناء الذات العاطفية عند الفتاة
43
42