08.09.2020 Views

مقصِد السلام في شريعة الإسلام

أطروحة هذا البحث هي بيان أن من مقاصد الإسلام وشريعته: إخمادَ الحروب ونشرَ السلام والوئام بين الناس، أفرادا وجماعات.

أطروحة هذا البحث هي بيان أن من مقاصد الإسلام وشريعته: إخمادَ الحروب ونشرَ السلام والوئام بين الناس، أفرادا وجماعات.

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

.

‏"وملا نزلت آية اجلزية كان فيها أن احملاِربني ال يعقد هلم عهد إال ابلصغار واجلزية"‏ 25

وخالصة كالمه يف قوله:‏ ‏"األصل الذي عليه اجلمهور:‏ أنه إذا كان القتال ألجل احلراب،‏ فكل

من سامل ومل ارِب ال يقاتَل،‏ سواء كان كتابيا أو مشركا.‏ اجلمهور يقولون هبذا.‏ وهذا مذهب مالك وأيب

حنيفة وغيمها"‏ . 26

وقوله:‏ ‏"وقول اجلمهور هو الذي يدل عليه الكتاب والسنة واالعتبار"‏

. 27

رأي ابن القيم

وهو كالعادة مؤيد ومؤكد لرأي شيخه ابن تيمية.‏

قال رمحه هللا:‏ ‏"فلما بعث هللا رسوله صلى هللا عليه وسلم استجاب له وخللفائه بعده أكثر أهل

األداين طوعا واختيارا،‏ ومل يُكره أحدا قط على الدين،‏ وإمنا كان يقاتل من اربه ويقاتله،‏ وأما من سامله

وهادنه فلم يقاتله ومل يكرهه على الدخول يف دينه،‏

امتثاال ألمر ربه سبحانه وتعاىل حيث يقول:‏

‏)ال

إكراه يف الدين قد تبني الرشد من الغي(،‏ وهذا نفي يف معىن النهي،‏ أي ال تكرهوا أحدا على الدين.‏

نزلت هذه اآلية يف رجال من الصحابة كان هلم أوالد قد هتودوا وتنصروا قبل اإلسالم،‏ فلما جاء اإلسالم

أسلم اآلابء وأرادوا إكراه األوالد على الدين،‏ فنهاهم هللا سبحانه وتعاىل عن ذلك حىت يكونوا هم الذين

خيتارون الدخول يف اإلسالم...‏

ومن

أتمل سية النيب صلى هللا عليه وسلم تبني له أنه مل يكره أحدا على دينه قط،‏

وأنه إمنا

قاتل من قاتله،‏ وأما من هادنه فلم يقاتله ما دام مقيما على هدنته،‏ مل ينقض عهده،‏ بل أمره هللا تعاىل

يفي هلم بعهدهم ما استقاموا له،‏ كما قال تعاىل:‏ ‏)فما استقاموا لفم فاستقيموا هلم(.‏

َ

أن

فلما قدم املدينة صاحل اليهودَ‏ وأقرهم على دينهم،‏ فلما حاربوه ونقضوا عهده وبدءوه ابلقتال قاتلهم،‏ فم ان

على بعضهم،‏ وأجلى بعضهم،‏ وقتل بعضهم.‏ وكذلك ملا هادن قريشا عشر سنني مل يبدأهم بقتال حىت

15

25

26

27

159/158. ص-‏

املرجع نفسه -

.179/178

-

املرجع نفسه ص‎90‎

.

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!