08.09.2020 Views

مقصِد السلام في شريعة الإسلام

أطروحة هذا البحث هي بيان أن من مقاصد الإسلام وشريعته: إخمادَ الحروب ونشرَ السلام والوئام بين الناس، أفرادا وجماعات.

أطروحة هذا البحث هي بيان أن من مقاصد الإسلام وشريعته: إخمادَ الحروب ونشرَ السلام والوئام بين الناس، أفرادا وجماعات.

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

وفيها التنبيه على ثالثة

ورأم

خامتة

ال بد من مراعاهتا:‏

أوهلا:‏ أننا حني نتحدث عن كون اإلسالم قاصدا إىل إطفاء احلروب وإقامة السالم بني الناس،‏

فإن السالم العاملي التام قد يتحقق ويسود يف فرتة ما من فرتات التاريخ،‏ وقد ال يتحقق أبدا،‏ وهللا أعلم.‏

وقد يتحقق ذلك بشكل تقرييب،‏ حبيث يغلب السلم وتتقلص دائرة احلروب،‏ حىت ال تقع إال يف فلتات

عابرة،‏ سرعان ما

يتم

اّللَُّ{‏ ‏]املائدة:‏ 64[.

إطفاؤها

ومعاجلة ، أسباهبا

وسواء كان هذا أو ذاك،‏ أو مل يتأ ات

وآفاهتا،‏ وتكثي السلم وضماانهتا،‏ وهو األقرب،‏ فإن

كما قال تعاىل:‏

من وراء هذا املقصد

جمرد

‏}كُلَّم ا أ وْق دُوا ان ر ا ل لْح رْب أ طْف أه ا

وهذا املسعى

إال خفض احلروب

اجلنوح املتزايد إىل السلم،‏ وتغليب منطق

التفاهم والوفاق،‏ سيكون رحبا كبيا وخيا عميما للبشرية.‏ وهذه هي احلالة األكثر واقعية وتوقعا،‏ واألكثر

مطابقة لقول علمائنا:‏ ‏"الرسل بعثت جبلب املصاحل وتفثريها،‏ ودرء املفاسد وتقليلها".‏

مبعىن أن

مقصد السالم التام حىت إن مل يصل بنا عمليا إال إىل ‏"تفثري السلم وتقليل احلرب"،‏ فبها ونعمت.‏

- السالم العاملي أن واثنيها:‏

وحىت السالم الثنائي

-

ال ‏َيكن أن ققه طرف واحد مهما

تسامى وتسامح،‏ وإمنا يتحقق ابمليل املتبادل والعزم املشرتك وااللتزام املتساوي.‏ فكون املسلمني مساملني

ملتزمني ابلعدل واإلحسان،‏ والرب واإلقساط،‏ ليس كافيا لتحقيق السالم واستدامته،‏ بل ال بد من حتقق

ذلك لدى الطرف اآلخر،‏ أو األطراف األخرى.‏ ولذلك جند آايت التصاحل واملساملة تستحضر الطرف

املقابل،‏ وتشرتط رغبته واستعداده:‏

‏}وَإِنْ‏ جَنَحُوا لِلسالْمِ‏ فَاجْنَحْ‏ هلََاِ{‏ ‏]األنفال:‏

.]61

‏}فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ‏ فَاسْتَقِيمُوا هلَُمْ{‏ ‏]التوبة:‏ 7[.

‏}فَإِنِ‏ اعْتَزَلُوكُمْ‏ ف ‏َلَمْ‏ ي ‏ُقَاتِلُوكُمْ‏ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ‏ السالَمَ‏ فَمَا جَعَلَ‏ اللاُ‏ لَكُمْ‏ عَلَيْهِمْ‏ سَبِيالً‏ } ‏]النساء:‏

.]90

27

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!