27.08.2021 Aufrufe

Yearbook Talitha Kumi 2021

Sie wollen auch ein ePaper? Erhöhen Sie die Reichweite Ihrer Titel.

YUMPU macht aus Druck-PDFs automatisch weboptimierte ePaper, die Google liebt.

خاطرةٌ‏ عن الكورونا

يوم إصابتي لن أنساه

املعلمة رىب أبو عمشا املعلمة ناديا حبيبة

حلَّ‏ الرّبيع علينا ضيفاً‏ ، وبعده الصّ‏ يف مرّ‏ مرورَ‏ السّ‏ حاب منذ تفي جائحة فايروس كورونا بالعامل العام املايض

، وتاله الخريفُ‏ ثمّ‏ الشّ‏ تاء ونحنُ‏ نتساءلُ‏ :” متى سنعودُ‏ ‏،وانا أتابعُ‏ بشكلٍ‏ دائمٍ‏ املقاالت والدراسات التي تناولت

إىل حياتنا الطّ‏ بيعية !” تلك الحياةٌ‏ التّي لطاملا مل تُعجِبِ‏ طرق انتشار الفايروس واسلوب العدوى وأعراض اإلصابة

الكثريينَ‏ منّا وأردنا تغيريها ، ولكن رسَ‏ عان ما أصبحنا نتوقُ‏ به.‏ فلم أكن أعلم أن هذا الفايروس سيغزو بدين فأنا

مَن كنتُ‏ باستمرار اتبع االحتياطات الوقائية والتي باتت

إىل تلكَ‏ التفاصيلِ‏ الصغريةِ‏ فيها:‏ كعناقِ‏ األحبّة ، ورشُ‏ ‏ْبِ‏ قهوةِ‏

جزءا من حيايت . إالّ‏ أنني أُصبتُ‏ به يف السادس عرش من

ترشين الثاين

الصّ‏ باح مع الجريانِ‏ ، والتّجوّل يف األسواق ، واالجتامع مع

األقاربِ‏ واألهل يف املناسباتِ‏ واألعياد ، هذا العدوُّ‏ الخفيُّ‏ بعد يومني من اإلصابة بدأتُ‏ أشعر بأعراض غريبة

قلب حياتنا رأساً‏ عىل عقب ، فأصبح العامل قاطبةً‏ يعيشُ‏ متثلت بصداعٍ‏ شديد ٍ وحمى لفرتة قصرية وآالم يف املفاصل

نفسَ‏ الخوفِ‏ ال فرقَ‏ بنيَ‏ رئيسٍ‏ ومرؤوس ، غنيّ‏ أو فقري والعضالت ‏،وسعال جاف ‏،والتي افقدتني القدرة عىل

، شابّ‏ أم شيخ فهو ال يرحمُ‏ أحداً‏ ، الجميعُ‏ سواسيّةٌ‏ يف النهوض والعمل ومامرسة الحياة الطبيعية ملدة اسبوعني

وكأنني يف سباق مع الزمن ، كانت لدي قناعة بأمر أعلمه

مواجهةِ‏ خطر هذا الفريوس .

لكن رغم ما عانيناه منه إال أننا تعلمنا دروساً‏ قيّمةً‏ يف مسبقاً‏ بأنه ال يوجد دواء له سوى العالج باملضادات

الحيوية والفيتامينات املقوية للجسم ‏.ومع ذلك كان امياين

الحياة وأهمّها تقديرُ‏ نعمةِ‏ الصّ‏ حةِ‏ ، ووجود مَنْ‏ نحبّ‏

بالله أوال بأن هذه الفرتة سوف تنتهي .

هناك لحظات مفصلية يف حياتنا ال نستطيع أن نعي بها

بجانبنا ، ودخلٍ‏ ثابتٍ‏ لإلنسان ، فالكر منّا فقد مصدر دخله

، وآخرون خرسوا رؤوس أموالهم ومشاريعهم ، ناهيكَ‏ عن عندما تأتينا فجأة ‏.تنزل علينا حالة من السكينة ‏،ويبدو

الخسائرِ‏ يف األرواح والّتي تركت جرحاً‏ دامياً‏ ، وألوّل مرة يف لنا وكأننا نقف وراء سحابة عالية ونتأمل يف هذا الكون .

حياتنا وبعيداً‏ عن عاداتنا وتقاليدنا أصبحنا نسمع مبصطلحٍ‏ العائلة مهام ضعفت تبقى الحصن الحصني لكل مَن يلجأ

جديدٍ‏ ( التّباعد االجتامعيّ‏ ) الّذي صعّب حياتنا ووضعنا يف إليها عندما يتسلل له الوباء ‏.وكذلك األصدقاء الذين هم

رصاعٍ‏ مع أنفسنا وأعادنا نحو غريزة البقاء ، فهذا الفريوس عملة نادرة يعطونك دعامً‏ نفسياً‏ ومعنوياً‏ يجعلك تقاوم

ال يرحمُ‏ أحداً‏ ، باإلضافة إىل الضغوط اإلعالميّة واملتمثلة املرض وتتغلب عليه .

لستُ‏ الوحيدة التي مرت بهذه التجربة فهناك الكثري

بجملة “ خليك يف البيت “ والّتي أصبحت تُرَدّدُ‏ عىل

ممن أصابوا به ، فهذا الفايروس ليس بالسهل وال يجب

مسامعنا إعالميّاً‏ قبلَ‏ كلّ‏ مؤمترٍ‏ صِ‏ حفيّ‏ ، كلّ‏ هذه الظروف

االستهانة به ‏.وتأثري التامسك العائيل والعالقات القوية

الّتي مررنا بها وما نزلنا منرّ‏ بها تدفعنا إىل التساؤل عن بني األصدقاءِ‏ لالفالت قدر االمكان من اإلصابة بالعدوى

مصري البرشية وتُعيُدنا إىل تكرارِ‏ السّ‏ ؤال : متى نعود إىل ‏.يعني التقدير وقبول االعذار لعدم االختالط بهم بحيث

مينع انتشار العدوى بينهم . فدرهم وقاية خري من قنطار

حياتنا الطّبيعيّة ؟!!‏

عالج .

13

Hurra! Ihre Datei wurde hochgeladen und ist bereit für die Veröffentlichung.

Erfolgreich gespeichert!

Leider ist etwas schief gelaufen!