01.03.2014 Views

El-BAHITH REVIEW Number 09 _ University Of Ouargla Algeria

Annual refereed journal of applied reserch in economic, commercial and managment sciences

Annual refereed journal of applied reserch in economic, commercial and managment sciences

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

دورية أكاديمية محكمة،‏ سنوية<br />

تصدر عن<br />

ورقلةلة<br />

قاصدي مرباح<br />

جامعة<br />

الجزائر -<br />

التسيير<br />

والتجارية وعلوم<br />

المتعلقة بالعلوم الاقتصادية<br />

التطبيقية<br />

تهتم المجلة بنشر الأبحاث<br />

2011<br />

/<br />

التاسع العدد <strong>09</strong><br />

ISSN : 1112-3613 :<br />

-<br />

2002/110<br />

إيداع قانوني رقم :<br />

ردمد


مجلة الباحث - دورية علمية محكمة<br />

تصدر عن جامعة قاصدي مرباح<br />

الجزائر ورقلة -<br />

هيئة التحرير<br />

: مدير المجلة<br />

رئيس التحرير:‏<br />

: مدير النشر<br />

أ.د/‏<br />

بوطرفاية احمد ‏(رئيس الجامعة)‏<br />

د/‏ شعوبي محمود فوزي<br />

د/خليفة عبد القادر<br />

أعضاء الهيئة العلمية الإستشارية الدائمة<br />

:<br />

أ.د/‏ أقاسم قادة ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

أ.د/‏ سيرجيو برنسياري ‏(جامعة أنكونا إيطاليا)‏<br />

أ.د/‏ عبد الرحيم عبد الحميد الساعاتي ‏(جامعة الملك عبد العزيز<br />

أ.د/‏ رفعت عودة االله الشتاق ‏(الجامعة الأردنية الهاشمية الأردن)‏<br />

أ.د/‏ محفوظ احمد جودة ‏(جامعة العلوم التطبيقية الأردن)‏<br />

أ.د/‏ قدي عبد ايد ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

أ.د/‏ تومي صالح ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

أ.د/‏ عماري عمار ‏(جامعة سطيف)‏<br />

أ.د/‏ رحال علي ‏(جامعة باتنة)‏<br />

أ.د/‏ راتول محمد ‏(جامعة الشلف)‏<br />

أ.د/‏ بختي ابراهيم ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

أ.د/‏ براق محمد ‏(المدرسة العليا للتجارة الجزائر)‏<br />

أ.د/‏ ناصر دادي عدون ‏(المدرسة العليا للتجارة الجزائر)‏<br />

أ.د/‏ الدواي الشيخ ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

أ.د/‏ هواري معراج ‏(المركز الجامعي بغرداية)‏<br />

أ.د/‏ فرحي محمد ‏(المدرسة العليا للتجارة الجزائر)‏<br />

أ.د/‏ مفتاح صالح ‏(جامعة بسكرة)‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

السعودية)‏<br />

3


أعضاء الهيئة العلمية الإستشارية المشاركة في هذا العدد<br />

:<br />

د/‏ بلال سمير ‏(جامعة قالمة)‏<br />

د/‏ رفاع شريفة ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ سليمان ناصر ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ قريشي محمد جموعي ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ نوفيل حديد ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

د/‏ مصيطفى عبد اللطيف ‏(المركز الجامعي بغرداية)‏<br />

د/‏ بن عيشاوي احمد ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ بن ساسي إلياس ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ شعوبي محمود فوزي ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ بن قرينة محمد حمزة ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ بوعلام بوعمار ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ شيخي محمد ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ بن عيشة باديس ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

معلومات الاتصال بالمجلة<br />

:<br />

-<br />

:<br />

جامعة قاصدي مرباح ورقلة<br />

مخبر الجامعة،‏ المؤسسة والتنمية المحلية المستدامة<br />

موقع الإنترنت<br />

البريد الالكتروني<br />

http://rcweb.luedld.net<br />

rcweb@luedld.net :<br />

5


الة في النشر قواعد<br />

- 1<br />

الباحث،‏ مجلة علمية أكاديمية محكمة،‏ تم بنشر الأبحاث التطبيقية المتعلقة بالعلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،‏ التي لم<br />

نشرها سابقا ً،‏ و المعالجة بأسلوب علمي موثق.‏<br />

يتم<br />

– 2<br />

ترسل المقالات وجوبا في شكل ملف مرفق عبر البريد الإلكتروني للمجلة المدون أدناه،‏ ويشترط أن يكون المقال مكتوبا ببرنامج<br />

Microsoft Word<br />

RTF. بنسق<br />

‏(نوع الخط بالعربية<br />

: Arabic ،Traditional مقاسه<br />

: Roman ،Times New مقاسه<br />

: 14، أما اللغة الأجنبية<br />

فنوع الخط<br />

: 12)، يراعى في حجم المقال كحد أقصى 15 صفحة،‏ بما فيها المصادر،‏ الهوامش،‏ الجداول<br />

والرسوم التوضيحية،‏ ويجب أن ترقم الصفحات ترقيما ً متسلسلا ً ؛ ويرفق الباحث ملخصا ً عن البحث لا يزيد عن<br />

المقال ‏(نوع الخط<br />

5<br />

: Arabic ،Traditional مقاسه<br />

على ضرورة احترام علامات الضبط<br />

: 12)، مع ضرورة إدراج الكلمات المفتاحية<br />

أسطر بلغة تحرير<br />

(Les mots clés)<br />

(La ponctuation)<br />

اليمن 2.6<br />

سم ومن اليسار 1.5 سم ؛ والمسافة بين الأسطر تقدر ب 0.88 سم.‏<br />

؛ وننبه<br />

؛ أما بالنسبة لهوامش الصفحة من الأعلى والأسفل 2.54 سم ومن<br />

وبغرض تسهيل مهمة الإلتزام بالشكل المطلوب،‏ يمكنكم تحميل ملف قالب بصيغة الوورد من موقع الة،‏ جاهز للكتابة فيه<br />

مباشرة ‏(النسخة العربية<br />

:<br />

،Article_Ar.dot أو النسخة الفرنسية<br />

،(Article_Fr.dot :<br />

على أساس أن هذا الملف يتماشى<br />

مع الشروط المذكورة ‏(يجب أن يكون المقال نسخة مطابقة شكلا للملف القالب)‏ ؛ لمزيد من التوضيح،‏ يمكن الإطلاع بالموقع<br />

الإلكتروني للمجلة على مقال معياري<br />

.Article_Standard.pdf<br />

- 3<br />

- 4<br />

ترفق المادة المقدمة للنشر بنبذة عن الباحث متضمنة اسمه بالعربية وباللاتينية مع عنوان بريده الإلكتروني،‏ وذكر أرقام الهاتف<br />

والفاكس ‏(إن أمكن)‏ ؛ وفي حالة وجود أكثر من باحث يتم مراسلة الاسم الذي يجب أن يرد أولا ً في ترتيب الأسماء.‏<br />

مادة النشر تكون موثقة كما يلي<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

بالنسبة للكتب<br />

بالنسبة للمجلة<br />

:<br />

:<br />

بالنسبة لمراجع الانترنت<br />

:<br />

- 5<br />

إسم المؤلف،‏ ‏"عنوان الكتاب"،‏ دار النشر ‏(الناشر)،‏ مكان النشر وسنة النشر،‏ رقم الصفحة.‏<br />

إسم المؤلف،‏ ‏"عنوان المقال"،‏ عنوان الة،‏ العدد،‏ مكان النشر وسنة النشر،‏ رقم الصفحة.‏<br />

إسم المؤلف،‏ ‏"عنوان المقال"،‏ تاريخ التصفح،‏ العنوان الإلكتروني كاملا ‏(يشمل الملف).‏<br />

توضع الإحالات والمراجع والمصادر والجداول في آخر المقال،‏ وترقم بالتسلسل حسب ظهورها في النص،‏ ‏(مراجع المقال هي فقط<br />

تلك المراجع والمصادر المقتبس منها فعلا).‏<br />

- 6<br />

يحق للمجلة ‏(إذا رأت ضرورة لذلك)‏ إجراء بعض التعديلات الشكلية على المادة المقدمة للنشر دون المساس بمضموا ؛ الة غير<br />

ملزمة برد المقالات غير المقبولة للنشر.‏<br />

- 7<br />

-8<br />

-9<br />

- 10<br />

تعبر مضامين المواد المنشورة في الة عن آراء أصحاا،‏ ولا تمثل بالضرورة رأي الة.‏<br />

على صاحب المقال متابعة سير عملية نشر مقاله،‏ من خلال موقع الة<br />

http://rcweb.luedld.net/pa.htm :<br />

ننبه على أن كل مقال يخالف شروط النشر لا يؤخذ بعين الاعتبار،‏ والة غير معنية بإعلام صاحب المقال بذلك.‏<br />

ترسل المواد وتوجه المراسلات فقط عن طريق البريد الإلكتروني<br />

rcweb@luedld.net :<br />

http://rcweb.luedld.net<br />

-<br />

يمكنم الإطلاع على قواعد النشر هذه،‏ من خلال موقع الة<br />

:<br />

7


مجلة<br />

الباحث - العدد 2011 / <strong>09</strong><br />

المحتويات<br />

22 - 11<br />

معوقات<br />

تبني إستراتيجية للإعلان الإلكتروني في سوق التأمين المصري،‏ أسامة ربيع أمين سليمان<br />

- 23<br />

إشكالية التحكم في وسائل الدفع البنكية وأثرها على الخدمات المصرفية،‏ عبد القادر بحيح 36<br />

- 37<br />

، –<br />

–<br />

وسائل الدفع التقليدية في الجزائر الوضعية والآفاق وهيبة عبد الرحيم 48<br />

- 49<br />

،<br />

مبررات ودوافع التوجه الحديث لأنظمة الصرف الدولية بربري محمد الأمين 60<br />

- 61<br />

التعويم المدار للدينار الجزائري بين التصريحات والواقع،‏ سمير آيت يحي 71<br />

- 73<br />

المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي،‏ لقمان معزوز & شريف بودري 86<br />

- 87<br />

مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي،‏ عبد الناصر موسي & محمد قريشي 100<br />

-101<br />

دراسة إحصائية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري،‏ محمود فوزي شعوبي & عبد العزيز شيخاوي 115<br />

-117<br />

تحديد مثلوية سلاسل الإمداد باستخدام البرمجة الخطية بالأهداف،‏ نسيمة لعرج مجاهد & مصطفى طويطي 127<br />

-129<br />

" ،<br />

تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر دراسة تقييمية لبرنامج ميدا سليمة غدير أحمد 142<br />

،"<br />

150-143<br />

،"PME II"<br />

سي<br />

اسة تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر مع التركيز على برنامج<br />

سهام عبد الكريم<br />

163 -151<br />

الشراكة الأورو جزائرية بين متطلبات الانفتاح الاقتصادي والتنمية المستقلة،‏ بن سمينة عزيزة<br />

-165<br />

واقع مراقبة التسيير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر،‏ محمد الصغير قريشي 177<br />

192 -179<br />

،<br />

دور<br />

التسويق الزراعي في تحسين الأمن الغذائي<br />

عبد الحق بن تفات<br />

202 -193<br />

الأمن الغذائي في المغرب العربي،‏ الطاهر مبروكي<br />

212-203<br />

مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص في التنمية الوطنية في الجزائر،‏ خميس خليل<br />

-213<br />

تشخيص المتغيرات الجديدة في سوق النفط وأثرها على استقرار الأسعار 2008 سعد االله داود 220<br />

،2010 –<br />

234-221<br />

النفط<br />

والطاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة،‏ مخلفي أمينة<br />

9


242 -235<br />

إشكالية الماء الشروب في ولاية ورقلة،‏ محسن زوبيدة<br />

مشروع العملة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي دراسة مقارنة لمعايير التقارب الاقتصادي "، صديقي أحمد 252<br />

-243<br />

الصكوك الإسلامية ودورها في تطوير السوق المالية الإسلامية،‏ نوال بن عمارة 264<br />

-253<br />

268 -265<br />

"<br />

-269<br />

"<br />

أهمية السيولة النقدية وأهمية القطاع المصرفي"‏ للاقتصاد،‏ محمد الجموعي قريشي<br />

أزمة السيولة النقدية في الجزائر أسباب وحلول،‏ سليمان ناصر 272<br />

Systèmes de contrôle de gestion et performance : essai de modélisation, Khalifa<br />

AHSINA<br />

Diversité et performance de la participation budgétaire : cas des entreprises au<br />

Maroc, Azzouz ELHAMMA<br />

Determinants of Savings: An Empirical Evidence from African Countries, 1990-<br />

1999, Salih Mustafa Ahmed Mualley<br />

PAS "D’ARGENT LIQUIDE" DANS LE SYSTEME BANCAIRE ET POSTAL<br />

EN ALGERIE, Abdelghani LAIDOUNI<br />

1-10<br />

11-20<br />

21-30<br />

31-36<br />

10


ميت<br />

مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

معوقات تبني إستراتيجية للإعلان الإلكتروني في سوق التأمين المصري<br />

د/‏ أسامة ربيع أمين سليمان<br />

مدرس بقسم الإحصاء والرياضيات والتأمين<br />

كلية التجارة بالسادات – جامعة المنوفية مصر<br />

–<br />

:<br />

ملخص على الرغم من الأهمية البالغة للإعلان الإلكتروني،‏ كأحد أساليب التسويق الحديثة التي تعتمد على شبكة الإنترنت في تسويق المنتجات،‏ إلا أن<br />

تلك الأساليب لم تلق أي اهتمام من جانب شركات التأمين في سوق التأمين المصري.‏ وتوصلت الدراسة الحالية إلى أن أهم العوامل،‏ التي كانت عائقا في<br />

هذا الشأن،‏ تمثلت في:‏ حداثة مفهوم الإعلان الإلكتروني وعدم الاهتمام بالإعلان بصفة عامة في الترويج للخدمات التأمينية،‏ بالإضافة إلى عدم التأييد الكاف<br />

من جانب الإدارة العليا لمثل هذه الأساليب الحديثة،‏ وأخيرا عدم وجود الخبرة الكافية لتخطيط وتنفيذ الحملات الإعلانية على شبكة الإنترنت.‏<br />

: الكلمات المفتاح<br />

الإعلان الإلكتروني،‏ شركات التأمين،‏ المزيج الترويجي،‏ تسويق الخدمات التأمينية.‏<br />

–<br />

–<br />

–<br />

–<br />

: في<br />

الاقتصادية -<br />

تمهيد ظل الاتجاه العالمي نحو توفير المزيد من الحرية في ممارسة النشاط التأميني ‏-في جميع دول العالم على مختلف توجهاا السياسية<br />

و من خلال تخفيض الرقابة الحكومية والقيود المفروضة من جانب هيئات الرقابة على نشاط التأمين،‏ والتي تمثلت في<br />

تحرير الأسعار،‏ وزيادة دور القطاع الخاص سواء عن طريق الخصخصة أو السماح للشركات الخاصة بالعمل في سوق التأمين،‏ هذا<br />

فضلا عن السماح للشركات الأجنبية بالنفاذ إلى الأسواق الوطنية،‏ وذلك تطبيقا لبنود الاتفاقية الدولية لتحرير التجارة الدولية في مجال<br />

الخدمات<br />

.GATS<br />

-<br />

ومع التقدم الهائل في الآونة الأخيرة-‏ في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات،‏ وتعاظم دور الشبكات الإلكترونية في مجال تسويق<br />

السلع والخدمات عبر شبكة الإنترنت،‏ كأحد أبرز التطبيقات التي تمخضت عن هذا التطور،‏ والذي يتوقع معه حدوث تغييرا جذريا في<br />

الهياكل الأساسية للقطاعات الاقتصادية المختلفة-‏ بما في ذلك قطاع التأمين-‏ الذي لن يكون بمنأى أو معزل عن تلك التطورات.‏<br />

وفى ظل حقيقة ما تعانيه الدول النامية من ضعف الكيانات الاقتصادية،‏ وافتقارها إلى المقومات المادية و البشرية و التكنولوجية في<br />

مختلف القطاعات الاقتصادية،‏ ومن بينها قطاع التأمين،‏ وذلك بالمقارنة بالدول المتقدمة.‏<br />

إعداد الإستراتيجيات المناسبة التي تكفل لشركات التأمين تحقيق أكبر استفادة ممكنة بالاستعانة بمختلف<br />

من الأهمية بمكان فإنه أدوات ووسائل والتكنولوجيا الحديثة في تنفيذ العمليات والأنشطة التسويقية لتدعيم قدرا التنافسية.‏ كما يعد الاهتمام بوظيفة<br />

أحد الركائز الرئيسية عند بناء تلك<br />

كالتسويق الإلكتروني التسويق بصفة عامة،‏ والتطورات الحديثة في هذا اال الإستراتيجيات.‏<br />

–<br />

ومن أجل التعرف،‏ عن قرب،‏ عن مدى تبني شركات التأمين للمفاهيم الحديثة للتسويق،‏ وخاصة الإعلان الإلكتروني باعتباره أبسط<br />

عناصر المزيج الترويجي الذي تستطيع الشركات أن تقوم بتنفيذه بأقل قدر من اهود والتكلفة،‏ قام الباحث بعدد من الزيارات الميدانية<br />

والمقابلات الشخصية مع بعض المسؤولين عن إدارة التسويق،‏ بصفة عامة،‏ والترويج والإعلان،‏ بصفة خاصة،‏ لعدد من شركات<br />

التأمين العاملة في سوق التأمين المصري.‏ وقد لاحظ الباحث أن هناك عدم إدراك بأهمية هذا النوع من أساليب التسويق الحديثة،‏<br />

وينطبق ذلك على معظم شركات التأمين،‏ إن لم يكن جميعها،‏ وبصرف النظر عن خبرة شركة التأمين أو حجم رأس المال....الخ.‏ هذا<br />

ما دعى الباحث إلى التفكير في دراسة وتحليل اتجاهات شركات التأمين العاملة في سوق التأمين المصري نحو الإعلان الإلكتروني،‏<br />

كأحد أهم جوانب التسويق الإلكتروني المعتمد على شبكة المعلومات الدولية ‏"الإنترنت".‏<br />

الجزء الباقي من الدراسة،‏ سوف<br />

: تنظيمه،‏ كما يلي<br />

11


تاقوعم<br />

نيبت<br />

ةيجيتارتسإ<br />

نلاعلإل<br />

في نيورتكللإا<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

يرصلما<br />

12<br />

.1<br />

راطلإا<br />

يجهنلما<br />

.ةساردلل<br />

.2<br />

نلاعلإا<br />

:نيورتكللإا<br />

موهفلما<br />

-<br />

ايازلما<br />

-<br />

.تايجيتارتسلإا<br />

.3<br />

ةساردلا<br />

:ةيناديلما<br />

جئاتن<br />

ليلحتلا<br />

يئاصحلإا<br />

ضورفل<br />

.ةساردلا<br />

.4<br />

جئاتنلا<br />

.تايصوتلاو<br />

1<br />

–<br />

راطلإا<br />

يجهنلما<br />

ةساردلل<br />

:<br />

1.1<br />

ةلكشم<br />

ثحبلا<br />

:<br />

لثمتت<br />

ةلكشم<br />

في ثحبلا<br />

ةباجلإا<br />

ىلع<br />

لاؤسلا<br />

" :لياتلا<br />

ام<br />

يه<br />

تاقوعم<br />

نيبت<br />

تاكرش<br />

في ،ينمأتلا<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

،يرصلما<br />

ةيجيتارتسلإ<br />

نلاعلإل<br />

،نيورتكللإا<br />

برع<br />

ةكبش<br />

،تنرتنلإا<br />

نع<br />

تامدلخا<br />

ةينيمأتلا<br />

تيلا<br />

."اهمدقت<br />

1.2<br />

ضورف<br />

ثحبلا<br />

:<br />

موقي<br />

ثحبلا<br />

ىلع<br />

ساسأ<br />

ضرف<br />

يسيئر<br />

وهو<br />

:<br />

كانه<br />

ةقلاع<br />

،ةيونعم<br />

تاذ<br />

ةللاد<br />

،ةيئاصحإ<br />

ينب<br />

مدع<br />

نيبنت<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

في<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

ةيجيتارتسلإ<br />

نلاعلإل<br />

نيورتكللإا<br />

تامدخلل<br />

ةينيمأتلا<br />

برع<br />

ةكبش<br />

تنرتنلإا<br />

دحاوو<br />

وأ<br />

رثكأ<br />

نم<br />

تايرغتلما<br />

ةيلاتلا<br />

:<br />

.1<br />

ةثادح<br />

موهفم<br />

نلاعلإا<br />

.نيورتكللإا<br />

.2<br />

فعض<br />

ةفاقث<br />

في تنرتنلإا<br />

عمتا<br />

.يرصلما<br />

.3<br />

مدع<br />

دوجو<br />

دييأتلا<br />

،فياكلا<br />

بناج نم<br />

ةرادلإا<br />

،ايلعلا<br />

لثلم<br />

هذه<br />

عاونلأا<br />

نم<br />

ميهافلما<br />

في ةثيدلحا<br />

.قيوستلا<br />

.4<br />

مدع<br />

عانتقلاا<br />

ىودبج<br />

هذه<br />

ةليسولا<br />

نم<br />

لئاسو<br />

نلاعلإا<br />

نع<br />

تامدلخا<br />

.ةينيمأتلا<br />

.5<br />

ةبوعص<br />

ةرادإ<br />

تلاملحا<br />

ةينلاعلإا<br />

.ةينورتكللإا<br />

.6<br />

في صقن<br />

تاءافكلا<br />

ةيرشبلا<br />

في ةصصختلما<br />

اذه<br />

عونلا<br />

نم<br />

.نلاعلإا<br />

.7<br />

مدع<br />

ةبرخ دوجو<br />

ةقباس<br />

ةكرشلل<br />

ةيفيكب<br />

طيطتخ<br />

ذيفنتو<br />

اذه<br />

عونلا<br />

نم<br />

.تلاملحا<br />

.8<br />

عافترا<br />

فيلاكتلا<br />

ةصالخا<br />

نيبتب<br />

ةيجيتارتسإ<br />

نلاعلإل<br />

.نيورتكللإا<br />

.9<br />

فعض<br />

مامتهلاا<br />

،نلاعلإاب<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

ةليسوك<br />

.ةييجورت<br />

مدع.10<br />

ةمئلام<br />

ةسايس<br />

نلاعلإا<br />

تامدلخ نيورتكللإا<br />

ينمأتلا<br />

ةعانص)<br />

ينمأتلا<br />

نم<br />

تاعانصلا<br />

ةفيثك<br />

.(تامولعلما<br />

1.3<br />

تاساردلا<br />

ةقباسلا<br />

:<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

مستت<br />

تاساردلا<br />

تيلا<br />

تلوانت<br />

تاددمح<br />

رارق<br />

قيبطت<br />

ةسايس<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

تنرتنلإا<br />

نم<br />

بناج<br />

تاكرش<br />

،ينمأتلا<br />

ةردنلاب<br />

.ةيبسنلا<br />

ىلعف<br />

ىوتسلما<br />

يللمحا<br />

،يميلقلإاو<br />

ىلعو<br />

دح<br />

ملع<br />

،ثحابلا<br />

دعبو<br />

ثحبلا<br />

رركتلما<br />

في<br />

دعاوق<br />

تانايبلا<br />

ةيللمحا<br />

ةيميلقلإاو<br />

فيو<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

،ةيلودلا<br />

لم<br />

نكمتي<br />

ثحابلا<br />

نم<br />

لوصلحا<br />

ىلع<br />

ةيأ<br />

ةسارد<br />

وأ<br />

ثبح<br />

لوانتي<br />

اذه<br />

.عوضولما<br />

لمو<br />

فلتيخ<br />

رملأا<br />

ايرثك<br />

ىلع<br />

ىوتسلما<br />

.ليودلا<br />

نكلو<br />

مظعم<br />

تاساردلا<br />

تناك<br />

ةبصنم<br />

ىلع<br />

تاهاتجإ<br />

ءلامعلا<br />

ونح<br />

نلاعلإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

.ةيلودلا<br />

ىلعف<br />

ليبس<br />

،لاثلما<br />

في<br />

ةسارد<br />

Schlosser and et al<br />

(1)<br />

تراشأ<br />

لىا<br />

نأ<br />

ءلامعلا<br />

نوري<br />

نأ<br />

نلاعلإا<br />

،نيورتكللإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

،ةيلودلا<br />

ةليسو<br />

ةديج<br />

يرفوتل<br />

تامولعلما<br />

تيلا<br />

نودمتعي<br />

اهيلع<br />

في<br />

ذاتخإ<br />

رارق<br />

.ءارشلا<br />

امأ<br />

ةسارد<br />

Ducoffe<br />

(2)<br />

دقف<br />

تفاضأ<br />

داعبأ<br />

،ىرخأ<br />

اميف<br />

قلعتي<br />

تاهاتجإب<br />

ءلامعلا<br />

ونح<br />

نلاعلإا<br />

،نيورتكللإا<br />

تلثتم<br />

في<br />

ةيفرتلا<br />

ةيلستلاو<br />

تيلا<br />

لصيح<br />

اهيلع<br />

كلهتسلما<br />

وهو<br />

ددصب<br />

حفصت<br />

تلاملحا<br />

ةينلاعلإا<br />

ةينورتكللإا<br />

ىلع<br />

،تنرتنلإا<br />

امك<br />

تراشأ<br />

اضيأ<br />

سفن<br />

ةساردلا<br />

نأ<br />

ءلامعلا<br />

مهيدل<br />

ةقثلا<br />

ةيقادصلماو<br />

في<br />

اذه<br />

عونلا<br />

نم<br />

.نلاعلإا<br />

هذهو<br />

جئاتنلا<br />

قفتت<br />

عم<br />

ام<br />

تلصوت<br />

اله<br />

تاساردلا<br />

ةفلتخلما<br />

تيلا<br />

تلوانت<br />

تاهاتجإ<br />

ءلامعلا<br />

ونح<br />

نلاعلإا<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

تيلاو<br />

تناك<br />

في<br />

اهلممج<br />

لثتم<br />

هاتجإ<br />

بيايجإ<br />

(3)<br />

.<br />

امك<br />

هنأ<br />

كانه<br />

ضعب<br />

تاساردلا<br />

تيلا<br />

تلواح<br />

يمدقت<br />

جذونم<br />

يفصو<br />

لماوعلل<br />

تيلا<br />

لكشت<br />

مسرتو<br />

تاهاتجإ<br />

تاعانقو<br />

ءلامعلا<br />

ينكلهتسلماو<br />

ونح<br />

نلاعلإا<br />

،نيورتكللإا<br />

امو<br />

هلثيم<br />

نم<br />

ةميق<br />

ةفاضم<br />

ءوض في كلهتسملل<br />

تايرغتلما<br />

.ةيفارجويمدلا<br />

(4)


ةلمج<br />

ثحابلا<br />

–<br />

ددع<br />

<strong>09</strong><br />

2011 /<br />

13<br />

1.4<br />

فادهأ<br />

ثحبلا<br />

:<br />

لثمتت<br />

فادهأ<br />

هذه<br />

في ةساردلا<br />

:<br />

(أ<br />

ةسارد<br />

ايازلما<br />

بساكلماو<br />

تىلا<br />

نكيم<br />

نأ<br />

اهققتح<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

نم<br />

ءارو<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

برع<br />

ةكبش<br />

.تنرتنلإا<br />

(ب<br />

ةفرعم<br />

تاهاتجإ<br />

تاعانقو<br />

ينلوئسلما<br />

نع<br />

في ،قيوستلا<br />

تاكرش<br />

،ينمأتلا<br />

ونح<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

.تنرتنلإا<br />

(ج<br />

ءانب<br />

جذونم<br />

يفصو<br />

بابسلأل<br />

ةقيقلحا<br />

ءارو<br />

مدع<br />

نيبت<br />

تأشنم<br />

ينمأتلا<br />

ةيرصلما<br />

ةيجيتارتسإ<br />

نلاعلإل<br />

نيورتكللإا<br />

تامدخلل<br />

ةينيمأتلا<br />

برع<br />

ةكبش<br />

.تنرتنلأا<br />

1.5<br />

دودح<br />

ةساردلا<br />

:<br />

برتعي<br />

موهفم<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

اموهفم<br />

،اعساو<br />

لمشي<br />

لئاسو<br />

،ةددعتم<br />

:لثم<br />

نلاعلإا<br />

للاخ نم<br />

فتاولها<br />

،ةلاقنلا<br />

،نويزفيلتلا<br />

،...،تنرتنلإا<br />

.لخا<br />

انهو<br />

فوس<br />

رصتقت<br />

ةساردلا<br />

ىلع<br />

نلاعلإا<br />

للاخ نم<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

ةيتوبكنعلا<br />

"<br />

"تنرتنلإا<br />

.طقف<br />

امك<br />

رصتقتس<br />

ةساردلا<br />

ىلع<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

في ةلماعلا<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

،يرصلما<br />

تيلاو<br />

كلتتم<br />

اعقوم<br />

اينورتكلا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

،تنرتنلإا<br />

رمو<br />

ىلع<br />

اهتلوازم<br />

طاشنل<br />

ينمأتلا<br />

رثكأ<br />

5 نم<br />

،تاونس<br />

ةرتفك<br />

.ةيمكتح<br />

1.6<br />

عمتمج<br />

،ةساردلا<br />

مجحو<br />

ةنيعلا<br />

:<br />

لثمتي<br />

عمتمج<br />

ةساردلا<br />

في<br />

ين وؤسلما<br />

ل<br />

نع<br />

طاشنلا<br />

يقيوستلا<br />

في<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

ةلماعلا<br />

في<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

.يرصلما<br />

لاإ<br />

هنأ<br />

ارظن<br />

ةبوعصل<br />

ديدتح<br />

راطإ<br />

عمتمج<br />

،ةساردلا<br />

بابسلأ<br />

ةديدع<br />

:اهنم<br />

فلاتخإ<br />

تايمسلما<br />

ةفيظولا<br />

ينمئاقلل<br />

وأ<br />

ينلوئسلما<br />

نع<br />

ةفيظو<br />

،نلاعلإا<br />

فلاتخإ<br />

لكايلها<br />

ةيرادلإا<br />

ةرادلإ<br />

قيوستلا<br />

لخادتو<br />

تاصاصتخلإا<br />

ةقلعتلما<br />

ةفيظوب<br />

قيوستلا<br />

ينب<br />

ترادإ<br />

.ةفلتمخ<br />

ةفاضلإاب<br />

لىا<br />

ضفر<br />

ضعب<br />

تاكرشلا<br />

ءاطعإ<br />

تانايب<br />

قلعتت<br />

ددعب<br />

ينمئاقلا<br />

ىلع<br />

ةفيظو<br />

قيوستلا<br />

.مهيدل<br />

ءانبو<br />

هيلع<br />

دقف<br />

تم<br />

ضارتفإ<br />

نأ<br />

عمتا<br />

لمح<br />

ةساردلا<br />

وه<br />

عمتمج<br />

يرغ<br />

.دودمح<br />

تمو<br />

مجح ديدتح<br />

في ،ةنيعلا<br />

لظ<br />

ةيضرف<br />

عمتا<br />

يرغ<br />

،دودلمحا<br />

مادختسإب<br />

ةلداعلما<br />

ةيلاتلا<br />

:<br />

2 2<br />

2<br />

( ) *<br />

z<br />

s<br />

n<br />

d<br />

a<br />

=<br />

2<br />

( )<br />

z a<br />

:<br />

عبرم<br />

ةجردلا<br />

ةيرايعلما<br />

؛<br />

2<br />

S<br />

:<br />

،نيابتلا<br />

متيو<br />

هباسح<br />

امك<br />

يلي<br />

(s 2 = p (1-p)) :<br />

؛<br />

2<br />

:d<br />

عبرم<br />

ةبسن<br />

أطلخا<br />

حومسلما<br />

.هب<br />

في ضيوعتلابو<br />

ةلداعم<br />

ريدقت<br />

مجح<br />

،ةنيعلا<br />

،p = 0.5<br />

0.05<br />

،a =<br />

2<br />

1%<br />

.d =<br />

دنج<br />

نأ<br />

مجح<br />

ةنيعلا<br />

بولطلما<br />

وه<br />

96<br />

.ةدرفم<br />

دقو<br />

ماق<br />

ثحابلا<br />

عيزوتب<br />

102<br />

ةمئاق<br />

،نايبتسإ<br />

تغلب<br />

ةبسن<br />

ةباجتسلإا<br />

،% 59<br />

دنعو<br />

صحف<br />

مئاوق<br />

ءاصقتسلإا<br />

تيلا<br />

تم<br />

درلا<br />

اهيلع<br />

تم<br />

داعبتسإ<br />

13<br />

ةمئاق<br />

نم<br />

هذه<br />

،مئاوقلا<br />

امإ<br />

دوجول<br />

ءاطخأ<br />

وأ<br />

مدعل<br />

ةيدلجا<br />

نم<br />

بناج<br />

ىصقتسلما<br />

.مهنم<br />

لياتلابو<br />

نوكي<br />

ددعلا<br />

يئاهنلا<br />

مئاوقل<br />

نايبتسلإا<br />

تيلا<br />

يرجأ<br />

ليلحتلا<br />

يئاصحلإا<br />

ىلع<br />

اانايب<br />

وه<br />

48<br />

.ةنايبتسإ<br />

1.7<br />

عاونأ<br />

،تانايبلا<br />

اهرداصمو<br />

:<br />

اميف<br />

قلعتي<br />

عاونأب<br />

تانايبلا<br />

تىلا<br />

تدمتعا<br />

اهيلع<br />

،ةساردلا<br />

دنج<br />

اأ<br />

مسقنت<br />

لىا<br />

ينعون<br />

-:<br />

عونلا<br />

لولأا<br />

:<br />

تانايبلا<br />

ةيلولأا<br />

:<br />

فى لثمتت<br />

ءارآ<br />

تادرفم<br />

ةنيعلا<br />

نع<br />

تايرغتم<br />

،ةساردلا<br />

كلذو<br />

للاخ نم<br />

بولسأ<br />

.ءاصقتسلإا<br />

عونلا<br />

نىاثلا<br />

:<br />

تانايبلا<br />

:ةيوناثلا<br />

فى لثمتت<br />

-:<br />

(أ<br />

مجح<br />

قافنلإا<br />

ىلع<br />

نلاعلإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

،ةيلودلا<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

مجحو<br />

قفنلما<br />

ىلع<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

ةبسنلاب<br />

تامدخلل<br />

،ةينيمأتلا<br />

.ةصاخ ةفصب<br />

(ب<br />

تانايبلا<br />

ةصالخا<br />

روطتب<br />

دادعأ<br />

ىمدختسم<br />

ةكبش<br />

تنرتنلإا<br />

ءاوس<br />

ايلمح<br />

وأ<br />

.ايميلقإ<br />

.2<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

2.1<br />

ةمدقم<br />

:<br />

دمتعت<br />

،تاكرشلا<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

ىلع<br />

في نلاعلإا<br />

طيشنت<br />

تاعيبلما<br />

.اهيدل<br />

لثمتتو<br />

مهأ<br />

لئاسو<br />

في نلاعلإا<br />

:<br />

نلاعلإا<br />

يئرلما<br />

نويزفلتلا)<br />

وأ<br />

رود<br />

،(امنيسلا<br />

نلاعلإاو<br />

عومسلما<br />

،(ةعاذلإا)<br />

تانلاعلإاو<br />

ةءورقلما<br />

لثم)<br />

فحصلا<br />

.(تلااو<br />

ابمرو<br />

تناك<br />

هذه<br />

لئاسولا


تاقوعم<br />

نيبت<br />

ةيجيتارتسإ<br />

نلاعلإل<br />

في نيورتكللإا<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

يرصلما<br />

14<br />

لثتم<br />

ردصلما<br />

لوصلح يسيئرلا<br />

كلهتسلما<br />

ىلع<br />

تامولعلما<br />

ةقلعتلما<br />

جتنلماب<br />

يذلا<br />

في بغري<br />

هءارش<br />

لبق<br />

روهظ<br />

.تنرتنلإا<br />

نكلو<br />

عم<br />

روهظ<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

،ةيلودلا<br />

تأدب<br />

ةركف<br />

مادختسا<br />

تنرتنلاا<br />

ةليسوك<br />

ةينلاعإ<br />

ثيح .ةيقيوستو<br />

ظحلا<br />

في نوينعلما<br />

اذه<br />

،لاا<br />

ءادتبإ<br />

نم<br />

ماع<br />

،1994<br />

ةدايزلا<br />

ةرمتسلما<br />

في ةدرطضلماو<br />

ددع<br />

يمدختسم<br />

تنرتنلاا<br />

لكشب<br />

،يربك<br />

امم<br />

لعيج<br />

تنرتنلاا<br />

ةليسو<br />

ةينلاعإ<br />

ةيقيوستو<br />

ةحجان<br />

(5)<br />

.<br />

فيو<br />

،ريرقت<br />

ماع<br />

،2001<br />

همدق<br />

بتكم<br />

نلاعلإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

تنرتنلإا<br />

Internet Advertising Bureau<br />

تايلاولاب<br />

ةدحتلما<br />

،ةيكيرملأا<br />

راشأ<br />

اذه<br />

ريرقتلا<br />

لىا<br />

نأ<br />

ينيلابلا<br />

ةدوجولما<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

،ةيلودلا<br />

نوكت<br />

ضارغلأ<br />

ةفلتمخ<br />

:<br />

%52<br />

ديبرلل<br />

،نيورتكللإا<br />

%22<br />

ةءارقل<br />

،رابخلأا<br />

%21<br />

،ةيلستلل<br />

%4<br />

،ءارشلل<br />

%3<br />

،تادازملل<br />

%2<br />

ثحبلل<br />

نع<br />

ءاقدصلأا<br />

(6)<br />

.<br />

لودلجاو<br />

(1)<br />

حضوي<br />

ةدايزلا<br />

،ةدرطلما<br />

ةفاضلإاب<br />

لىإ<br />

ةماخض<br />

مجح<br />

،قفنلما<br />

في<br />

تايلاولا<br />

ةدحتلما<br />

،ةيكيرملأا<br />

ىلع<br />

نلاعلإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

ةيلودلا<br />

"<br />

."تنرتنلإا<br />

ظحلايو<br />

انه<br />

ةدايز<br />

مجح<br />

قفنلما<br />

ىلع<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

تنرتنلإا<br />

للاخ<br />

ةرتفلا<br />

نم<br />

تىح 2006<br />

2010<br />

ابم<br />

ديزي<br />

نع<br />

،فعضلا<br />

وهو<br />

ام<br />

سكعي<br />

ةيهملأا<br />

ةيربكلا<br />

هذله<br />

ةليسولا<br />

ةثيدلحا<br />

نم<br />

لئاسو<br />

.جيورتلا<br />

امك<br />

سكعي<br />

–<br />

اضيأ<br />

–<br />

لودلجا<br />

،(2)<br />

رادقم<br />

ديازتلا<br />

مجح في رمتسلما<br />

قفنلما<br />

ىلع<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

بناج نم<br />

تاكرش<br />

في ينمأتلا<br />

تايلاولا<br />

ةدحتلما<br />

.ةيكيرملأا<br />

نمو<br />

ظحلالما<br />

نأ<br />

غلبلما<br />

للاخ قفنلما<br />

ةرتفلا<br />

نم<br />

تىح 2006<br />

2010<br />

دق<br />

داز<br />

رثكأب<br />

نم<br />

ينترم<br />

في فصنو<br />

ماع<br />

2010<br />

في هنع<br />

ماع<br />

.2006<br />

اذهو<br />

ام<br />

سكعي<br />

ىدم<br />

ةدايز<br />

،يعولا<br />

بناج نم<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

،ةيكيرملأا<br />

ةيهمأب<br />

نلاعلإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

.تنرتنلإا<br />

دويو<br />

نأ<br />

يرشي<br />

ثحابلا<br />

انه<br />

لىإ<br />

هنأ<br />

لم<br />

رفاوتي<br />

ةيأ<br />

تانايب<br />

مجح نع<br />

قفنلما<br />

ىلع<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

بناج نم<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

ءاوس<br />

ىلع<br />

ىوتسلما<br />

في يللمحا<br />

رصم<br />

وأ<br />

ىلع<br />

ىوتسلما<br />

في يميلقلإا<br />

لماعلا<br />

.بيرعلا<br />

2.2<br />

موهفم<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

:<br />

دعي<br />

فيرعتلا<br />

رثكلأا<br />

،اعويش<br />

تىح<br />

،نلآا<br />

موهفلم<br />

،قيوستلا<br />

وه<br />

فيرعتلا<br />

يذلا<br />

همدق<br />

رلتوك<br />

Cotler<br />

،<br />

ثيح<br />

فرع<br />

قيوستلا<br />

هنأب<br />

ةعوممج"<br />

ةطشنلأا<br />

ةيرشبلا<br />

تيلا<br />

فدهتست<br />

ليهست<br />

تايلمع<br />

لدابتلا<br />

علسلل<br />

تامدلخاو<br />

نم<br />

جتنلما<br />

لىإ<br />

."كلتهسلما<br />

امك<br />

برتعي<br />

لوأ<br />

نم<br />

مدق<br />

موهفم<br />

جيزلما<br />

يقيوستلا<br />

وه<br />

Jeremy McCarthy<br />

ذاتسأ<br />

ةرادإ<br />

لامعلأا<br />

ةعمابج<br />

،درفراه<br />

كلذو<br />

في<br />

ةيادب<br />

تانيتسلا<br />

نم<br />

نرقلا<br />

،قباسلا<br />

فرعيو<br />

اذه<br />

جيزلما<br />

ب<br />

،4 P'S<br />

:يهو<br />

جتنلما<br />

,Product<br />

رعسلاو<br />

,Price<br />

جيورتلاو<br />

,Promotion<br />

عيزوتلا<br />

وأ<br />

ناكلما<br />

.Place<br />

فيو<br />

ةلاح<br />

جيزلما<br />

يقيوستلا<br />

،تامدخلل<br />

فيضي<br />

ضعبلا<br />

3<br />

رصانع<br />

ىرخأ<br />

:جيزملل<br />

سانلا<br />

People<br />

نيذلا<br />

نومدقي<br />

,ةمدلخا<br />

وأ<br />

ةئيبلا<br />

ةيدالما<br />

Physical environment<br />

,<br />

وأ<br />

ةيلمع<br />

ةمدلخا<br />

اهسفن<br />

انهو،Process<br />

نوكن<br />

ددصب<br />

.7P's<br />

رصانعو<br />

جيزلما<br />

،ييجورتلا<br />

دنج<br />

اأ<br />

نوكتت<br />

:نم<br />

عيبلا<br />

،يصخشلا<br />

عيبلاو<br />

يرغ<br />

يصخشلا<br />

نمو<br />

هتلثمأ<br />

:<br />

جيورت<br />

،تاعيبلما<br />

تاقلاعلا<br />

،ةماعلا<br />

،ةياعدلا<br />

.نلاعلإا<br />

نمو<br />

لئاسولا<br />

ةمدختسلما<br />

في<br />

نلاعلإا<br />

:<br />

-فحصلا<br />

-نويزفيلتلا<br />

-ةعاذلإا<br />

،تلاا<br />

تاقصللما<br />

،تاتفلالاو<br />

تانلاعلإا<br />

،ةكرحتلما<br />

ديبرلا<br />

،رشابلما<br />

تانلاعلإا<br />

برع<br />

،تنرتنلإا<br />

نلاعلإا<br />

برع<br />

ديبرلا<br />

.لخا...نيورتكللإا<br />

لياتلابو<br />

نكيم<br />

فيرعت<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

هنأب<br />

دحأ"<br />

تاسايسلا<br />

ةييجورتلا<br />

تيلا<br />

دمتعت<br />

ىلع<br />

لئاسولا<br />

وأ<br />

طئاسولا<br />

في ةينورتكللإا<br />

لقن<br />

ةلاسرلا<br />

ةيقيوستلا<br />

فد<br />

بذج<br />

،ءلامعلا<br />

مهعانقإو<br />

ءارشب<br />

."جتنلما<br />

2.3<br />

ايازم<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

:<br />

مهاسي<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

في<br />

حتف<br />

لاا<br />

مامأ<br />

عيجم<br />

ينقوسلما<br />

ضرعل<br />

ماجتنم<br />

جيورتلاو<br />

،اله<br />

نود<br />

ةجالحا<br />

لىا<br />

سأر<br />

.مخض لام<br />

حبصأف<br />

ناكملإاب<br />

نلآا<br />

ةلحم ميمصت<br />

ةينلاعإ<br />

ةينورتكلإ<br />

ةياعدلاو<br />

تاجتنملل<br />

لباقبم<br />

يدام<br />

طيسب<br />

ادج<br />

(7)<br />

.<br />

.1<br />

مستت<br />

تايلآ<br />

قرطو<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

ةلوهسلاب<br />

في ةعرسلاو<br />

ذيفنت<br />

تلاملحا<br />

،ةينلاعلإا<br />

ةنراقم<br />

تايلآب<br />

نلاعلإا<br />

.يديلقتلا<br />

.2<br />

للاخ نم<br />

مادختسإ<br />

تاينقتلا<br />

ةيمجبرلا<br />

ةبحاصلما<br />

ةئيبل<br />

قيوستلا<br />

نيورتكللإا<br />

تايلمعلو<br />

في ةياعدلا<br />

هذه<br />

ةئيبلا<br />

،ةيمقرلا<br />

نكيم<br />

ةطاسبب<br />

مييقت<br />

سايقو<br />

ىدم<br />

في حاجنلا<br />

ةلحم يأ<br />

،ةينلاعإ<br />

ديدتحو<br />

طاقن<br />

فعضلا<br />

،ةوقلاو<br />

ةلوهسو<br />

ءارجإ<br />

تلايدعتلا<br />

،ةبولطلما<br />

وهو<br />

ام<br />

بعصي<br />

ةلاح في ةقيقتح<br />

نلاعلإا<br />

يديلقتلا<br />

(8)<br />

.


ةلمج<br />

ثحابلا<br />

–<br />

ددع<br />

<strong>09</strong><br />

2011 /<br />

15<br />

.3<br />

نلاعلإا<br />

برع<br />

تنرتنلاا<br />

رثكأ<br />

،هيلعاف<br />

تابو<br />

يزاوي<br />

نلاعلإا<br />

برع<br />

ةزهجلأا<br />

ةيئرلما<br />

,ةعومسلماو<br />

ثيح<br />

نأ<br />

تنرتنلاا<br />

رفوي<br />

ةيذغتلا<br />

ةيسكعلا<br />

feedback<br />

ةأشنملل<br />

للاخ نم<br />

ةفرعم<br />

ددع<br />

راوز<br />

،عقولما<br />

تاراسفتسلااو<br />

تيلا<br />

اهاقلتت<br />

تآشنلما<br />

نم<br />

اهئلامع<br />

.ينبقترلما<br />

(9)<br />

.4<br />

لهسي<br />

حتف<br />

تاونق<br />

ةديدج لاصتإ<br />

عم<br />

،ءلامعلا<br />

لكشب<br />

لضفأ<br />

نم<br />

نلاعلإا<br />

يديلقتلا<br />

(10)<br />

.<br />

.5<br />

للاخ نم<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

نوكت<br />

كانه<br />

ةيناكمإ<br />

لوصولل<br />

لىا<br />

ليمعلا<br />

في فدهتسلما<br />

يأ<br />

في ناكم<br />

لماعلا<br />

فيو<br />

نمز<br />

يسايق<br />

(11)<br />

.<br />

.6<br />

دعاسي<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

تاكرشلا<br />

ىلع<br />

ريوطت<br />

علسو<br />

،ةديدج تامدخو<br />

للاخ نم<br />

،تاراسفتسإ<br />

،ةلئسأو<br />

تابلطو<br />

ءلامعلا<br />

(12)<br />

.<br />

.7<br />

ةروص ينستح<br />

ةكرشلا<br />

يدل<br />

ءلامعلا<br />

ينيلالحا<br />

.ينبقترلماو<br />

.8<br />

ينستح<br />

فقولما<br />

يسفانتلا<br />

.ةكرشلل<br />

2.4<br />

تايجيتارتسإ<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

:<br />

كانه<br />

رثكأ<br />

نم<br />

ةقيرط<br />

نكيم<br />

قوسملل<br />

نأ<br />

دمتعي<br />

في اهيلع<br />

لامج<br />

جيورتلا<br />

،نيورتكللإا<br />

ذيفنتو<br />

تلاملحا<br />

ةينلاعلإا<br />

برع<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

"ةيلودلا<br />

،"تنرتنلإا<br />

جتنملل<br />

يذلا<br />

.همدقي<br />

ةعيبطبو<br />

،لالحا<br />

فوس<br />

راتيخ<br />

قوسلما<br />

ةدحاو<br />

وأ<br />

رثكأ<br />

نم<br />

ينب<br />

كلت<br />

،قرطلا<br />

ابم<br />

مءلاتي<br />

عم<br />

:<br />

)أ<br />

(<br />

ةعيبط<br />

ةعلسلا<br />

وأ<br />

ةمدلخا<br />

.ةمدقلما<br />

)ب<br />

(<br />

تابرلخا<br />

تاراهلماو<br />

ةيصخشلا<br />

.قوسملل<br />

)ج<br />

(<br />

ىوتسلما<br />

نيقتلا<br />

وأ<br />

يجولونكتلا<br />

تيلا<br />

فوس<br />

دمتعي<br />

هيلع<br />

في قوسلما<br />

ةيلمع<br />

جيورتلا<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

فيو<br />

نلاعلإا<br />

.ةصاخ ةفصب<br />

)د<br />

(<br />

اذه<br />

ةفاضلإاب<br />

لىإ<br />

تاناكملإا<br />

ةيدالما<br />

ةصصخلما<br />

بناج نم<br />

قوسلما<br />

ذيفنتل<br />

هذه<br />

ططلخا<br />

وأ<br />

تلاملحا<br />

.ةينلاعلإا<br />

ةفصبو<br />

،ةماع<br />

لثمتت<br />

مهأ<br />

قرط<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

في تنرتنلإا<br />

:<br />

o<br />

تاكرمح<br />

ثحبلا<br />

Search Engine<br />

o<br />

عقاولما<br />

ةينورتكللإا<br />

تايدتنلماو<br />

Advertising via Websites and Forums<br />

o<br />

ديبرلا<br />

نيورتكللإا<br />

E-mail Ads<br />

2.4.1<br />

ةيجيتارتسإ<br />

نلاعلإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

تاكرمح<br />

ثحبلا<br />

Search Engines Ads<br />

تاكرمح<br />

ثحبلا<br />

ام<br />

يه<br />

لاإ<br />

عقاوم<br />

ةينورتكلإ<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

،تنرتنلإا<br />

مت<br />

ةسرهفب<br />

عقاولما<br />

ةقيرطب<br />

،ةيلمع<br />

لهسي<br />

اهعم<br />

لوصولا<br />

لىإ<br />

هذه<br />

،عقاولما<br />

نم<br />

للاخ<br />

ام<br />

فرعي<br />

تاملكلاب<br />

ةيحاتفلما<br />

وأ<br />

تاملكلا<br />

.ةيليلدلا<br />

لثتمو<br />

تاكرمح<br />

ثحبلا<br />

دحأ<br />

رداصلما<br />

ةمالها<br />

لوصحلل<br />

ىلع<br />

،تامولعلما<br />

يرشتو<br />

ضعب<br />

تايئاصحلإا<br />

لىإ<br />

نأ<br />

رثكأ<br />

نم<br />

%85<br />

نم<br />

يحفصتم<br />

تنرتنلإا<br />

نومدختسي<br />

تاكرمح<br />

ثحبلا<br />

لوصولل<br />

لىإ<br />

ام<br />

نوثحبي<br />

هنع<br />

(13)<br />

.<br />

ةفصبو<br />

ةماع<br />

برتعي<br />

رهشأ<br />

مهأو<br />

قرط<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

تاكرمح<br />

ثحبلا<br />

وه<br />

ماظن<br />

Google<br />

AdWords<br />

،<br />

يذلاو<br />

نم<br />

هللاخ<br />

عيطتسي<br />

نلعلما<br />

نأ<br />

دديح<br />

تاملك<br />

ةيسيئر<br />

،keyword<br />

في<br />

ةلاح<br />

ثحبلا<br />

اهنع<br />

في<br />

كرمح<br />

ثحبلا<br />

نم<br />

بناج<br />

،هيمدختسم<br />

رهظي<br />

نلاعلإا<br />

صالخا<br />

نلعلماب<br />

وأ<br />

،قوسلما<br />

رهظيو<br />

نلاعلإا<br />

امإ<br />

ىلعأ<br />

وأ<br />

راوبج<br />

ليطتسم<br />

ثحبلا<br />

،ةرشابم<br />

امك<br />

وه<br />

حضوم<br />

لكشلاب<br />

.(1)<br />

تازيمم<br />

في نلاعلإا<br />

تاكرمح<br />

ثحبلا<br />

(14)<br />

:<br />

حرشل<br />

مهأ<br />

تازيملما<br />

تيلا<br />

اهرفوي<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

نع<br />

قيرط<br />

تاكرمح<br />

،ثحبلا<br />

فوس<br />

ذخأن<br />

ماظن<br />

،Google AdWords<br />

لاثمك<br />

،يلمع<br />

داشرتسلال<br />

هب<br />

:<br />

.1<br />

ضافنخا<br />

فيلاكتلا<br />

:<br />

أ<br />

لقأب<br />

فيلاكت<br />

تىح ،ةنكمم<br />

10<br />

رلاود<br />

يكيرمأ<br />

،طقف<br />

عيطتسي<br />

قوسلما<br />

وأ<br />

نلعلما<br />

نأ<br />

نلعي<br />

امع<br />

همدقي<br />

تامدخ نم<br />

وأ<br />

.علس<br />

ب<br />

لا<br />

متي<br />

ةبسامح<br />

نلعلما<br />

لاإ<br />

امدنع<br />

رقني<br />

،نوحفصتلما<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

،تنرتنلإا<br />

ىلع<br />

،نلاعلإا<br />

سيلو<br />

دنع<br />

.هروهظ


تاقوعم<br />

نيبت<br />

ةيجيتارتسإ<br />

نلاعلإل<br />

في نيورتكللإا<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

يرصلما<br />

16<br />

ج<br />

مكحتلا<br />

في<br />

فيلاكتلا<br />

:<br />

نكيم<br />

نلعملل<br />

مكحتلا<br />

في<br />

لكش<br />

قفنلما<br />

ىلع<br />

.نلاعلإا<br />

نلعلماف<br />

وه<br />

يذلا<br />

دديح<br />

غلبلما<br />

يذلا<br />

هعفديس<br />

في<br />

،Google AdWords<br />

امك<br />

هنأ<br />

نكيم<br />

نأ<br />

دديح<br />

ةينازيلما<br />

،ةيمويلا<br />

ةفلكتلاو<br />

في ،ىوصقلا<br />

لك<br />

ةرم<br />

رقني<br />

حفصتلما<br />

اهيف<br />

ىلع<br />

.نلاعلإا<br />

.2<br />

لوصولا<br />

لىإ<br />

ءلامعلا<br />

ينفدهتسلما<br />

:<br />

عيطتسي<br />

،نلعلما<br />

ىلع<br />

لجوج<br />

،زدروودآ<br />

نأ<br />

دديح<br />

وأ<br />

ررقي<br />

وأ<br />

راتيخ<br />

تاملكلا<br />

ةيسيئرلا<br />

روهظل<br />

،نلاعلإا<br />

ثيبح<br />

ققيح<br />

نلعلما<br />

ىصقأ<br />

دح<br />

نكمم<br />

نم<br />

ةدافتسلاا<br />

نم<br />

ةينازيلما<br />

ةصصخلما<br />

نم<br />

نلاعلإا<br />

للاخ<br />

تاكرمح<br />

.ثحبلا<br />

اذ<br />

،لكشلا<br />

دكأتي<br />

نلعلما<br />

نم<br />

ضرع<br />

نلاعلإا<br />

مامأ<br />

روهملجا<br />

يذلا<br />

عقوتي<br />

همامتها<br />

ابم<br />

همدقي<br />

نم<br />

تاجتنم<br />

.مله<br />

.3<br />

فادهتسلاا<br />

يللمحا<br />

يميلقلإاو<br />

:<br />

نم<br />

للاخ<br />

نلاعلإا<br />

ىلع<br />

تاكرمح<br />

،ثحبلا<br />

عيطتسي<br />

نلعلما<br />

نأ<br />

دديح<br />

ةقطنلما<br />

ةيفارغلجا<br />

تيلا<br />

بغري<br />

نأ<br />

رهظي<br />

اهيف<br />

نلاعلإا<br />

مامأ<br />

ينحفصتلما<br />

في<br />

هذه<br />

ةقطنلما<br />

.طقف<br />

،لاثمف<br />

نكيم<br />

بلط<br />

ضرع<br />

نلاعلإا<br />

مامأ<br />

ءلامعلا<br />

ينلصتلما<br />

ةكبشب<br />

تنرتنلإا<br />

في<br />

قاطن<br />

ةفاسم<br />

200<br />

ارتموليك<br />

لاثم<br />

نم<br />

عقوم<br />

ةسسؤلما<br />

.ةنلعلما<br />

وأ<br />

نوحفصتلما<br />

لخاد<br />

ةنيدم<br />

ةنيعم<br />

نأك)<br />

رصتقي<br />

روهظ<br />

نلاعلإا<br />

ىلع<br />

ينحفصتلما<br />

نم<br />

ةرهاقلا<br />

ىبركلا<br />

.(طقف<br />

.4<br />

ةنورلما<br />

ةلاح في :<br />

نلاعلإا<br />

ىلع<br />

تاكرمح<br />

،ثحبلا<br />

نكيم<br />

نلعملل<br />

نأ<br />

موقي<br />

ليدعتب<br />

تايوتمح<br />

في نلاعلإا<br />

يأ<br />

،تقو<br />

امفيكو<br />

،ءاشي<br />

ءوض في<br />

.تادجتسلما<br />

2.4.2<br />

ةيجيتارتسإ<br />

نلاعلإا<br />

برع<br />

عقاولما<br />

ةينورتكللإا<br />

تايدتنلماو<br />

Advertising via websites and forums<br />

انه<br />

موقي<br />

نلعلما<br />

قافتلااب<br />

عم<br />

عقاوم<br />

ةينورتكلإ<br />

وأ<br />

تايدتنم<br />

،ةنيعم<br />

هبجوبم<br />

موقي<br />

نلعلما<br />

عفدب<br />

ةفلكت<br />

متي<br />

قافتلاا<br />

في اهيلع<br />

لباقم<br />

نأ<br />

حامسلا<br />

نلعملل<br />

ضرعب<br />

ةلاسرلا<br />

ةينلاعلإا<br />

تيلا<br />

.اهديري<br />

ذخأيو<br />

اذه<br />

عونلا<br />

نم<br />

نلاعلإا<br />

لاكشأ<br />

ةفلتمخ<br />

اهنم<br />

ىلع<br />

ليبس<br />

لاثلما<br />

(1) :<br />

ةطرشلأا<br />

ةينلاعلإا<br />

(تارنابلا)<br />

.Banner Ads<br />

(2)<br />

تانلاعلإا<br />

ةقثبنلما<br />

.Pop-Up Ads<br />

(3)<br />

تانلاعلإا<br />

.Text Ads ةيصنلا<br />

(4)<br />

تانلاعإ<br />

ويديفلا<br />

.Video Ads<br />

(5)<br />

ةياعر<br />

عقاولما<br />

.On-Site Sponsorships<br />

برتعتو<br />

هذه<br />

ةيجيتارتسلإا<br />

نم<br />

تايجيتارتسإ<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

نم<br />

رثكأ<br />

عاونلأا<br />

في اراشتنا<br />

نطولا<br />

.بيرعلا<br />

2.4.3<br />

ةيجيتارتسإ<br />

نلاعلإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

ديبرلا<br />

نيورتكللإا<br />

E-Mail Ads<br />

لم<br />

دعي<br />

ديبرلا<br />

نيورتكللإا<br />

درمج<br />

ةليسو<br />

لصاوتلل<br />

عيرسلا<br />

ينب<br />

،دارفلأا<br />

تاسسؤلماو<br />

،بسحف<br />

لب<br />

نإ<br />

يرثكلا<br />

نم<br />

سانلا<br />

لكشب)<br />

،(يدرف<br />

كلذكو<br />

،تاكرشلا<br />

هنورمثتسي<br />

في<br />

قيوستلا<br />

،ماجتنلم<br />

ءاوس<br />

تناكأ<br />

ةعلس<br />

مأ<br />

،ةمدخ<br />

ببسب<br />

هتردق<br />

ىلع<br />

ليصوت<br />

لئاسر<br />

لىإ<br />

ينيلام<br />

؛صاخشلأا<br />

وهو<br />

ام<br />

قليخ<br />

اقوس<br />

ةعساو<br />

.جتنملل<br />

لب<br />

نإ<br />

كانه<br />

نلآا<br />

تاكرش<br />

ةصصختم<br />

في<br />

لامج<br />

قيوستلا<br />

ميمصتو<br />

تلاملحا<br />

ةيقيوستلا<br />

نم<br />

للاخ<br />

ديبرلا<br />

.نيورتكللإا<br />

اممو<br />

وه<br />

ريدج<br />

،ركذلاب<br />

مغر<br />

نأ<br />

ديبرلا<br />

نيورتكيللإا<br />

ناك<br />

ًامدختسم<br />

ةرتفل<br />

،ةليوط<br />

ملف<br />

نكي<br />

ًلااعف<br />

في ةياغلل<br />

ةيلمع<br />

تىح قيوستلا<br />

لئاوأ<br />

.تاينيعستلا<br />

(15)<br />

2.4.3.1<br />

ضعب<br />

تاءاصحلإا<br />

ةمالها<br />

نع<br />

مادختسا<br />

ديبرلا<br />

في نيورتكللإا<br />

لامج<br />

قيوستلا<br />

(16)<br />

:<br />

.1<br />

اقفوو<br />

ريراقتل<br />

ارشن<br />

ةعوممج<br />

meta-group<br />

قيوستلل<br />

في نيورتكللإا<br />

ماع<br />

2003<br />

دجو<br />

نأ<br />

لدعم<br />

ةباجتسا<br />

ءلامعلا<br />

ديبرلل<br />

نيورتكللإا<br />

حوارتت<br />

ام<br />

ينب<br />

15-10<br />

%في<br />

ينح<br />

نأ<br />

تلادعم<br />

ةباجتسلاا<br />

ديبرلل<br />

يداعلا<br />

حوارتت<br />

ام<br />

.%3-1 ينب<br />

.2<br />

يرشيو<br />

ريرقت<br />

Forester's Market Research<br />

لىإ<br />

هنأ<br />

تم<br />

لاسرإ<br />

ام<br />

برقي<br />

نم<br />

430<br />

رايلم<br />

ديرب<br />

يقيوست<br />

في نيورتكلإ<br />

اكيرمأ<br />

ماع<br />

2002<br />

طسوتبم<br />

ةفلكت<br />

ديبرلل<br />

دحاولا<br />

ام<br />

برقي<br />

نم<br />

فصن<br />

تنس<br />

أي )<br />

0.005<br />

.(رلاودلا<br />

.3<br />

في<br />

ريرقت<br />

لودل<br />

داتحلاا<br />

،بيرولأا<br />

دجو<br />

نأ<br />

%35<br />

نم<br />

تاعورشلما<br />

ةيرغصلا<br />

موقت<br />

مادختساب<br />

ديبرلا<br />

في نيورتكللإا<br />

تايلمع<br />

ءارشلا<br />

،عيبلاو<br />

%38و<br />

في هنومدختسي<br />

ريوطت<br />

،تاجتنلما<br />

%27و<br />

في هنومدختسي<br />

لوصولا<br />

لىإ<br />

.ددج ءلامع<br />

.4<br />

فيو<br />

علاطتسا<br />

،يأرلل<br />

دجو<br />

نأ<br />

%78<br />

نم<br />

ءلامعلا<br />

نولضفي<br />

ديبرلا<br />

يقيوستلا<br />

،نيورتكللإا<br />

ةقيرطك<br />

،لصاوتلل<br />

%17 نأو<br />

مهنم<br />

نولضفي<br />

ديبرلا<br />

،يداعلا<br />

ةبسنلاو<br />

ةيقابلا<br />

قرطلل<br />

.ىرخلأا


ةلمج<br />

ثحابلا<br />

–<br />

ددع<br />

<strong>09</strong><br />

2011 /<br />

17<br />

2.4.3.2<br />

تازيمم<br />

نلاعلإا<br />

نع<br />

قيرط<br />

ديبرلا<br />

،نيورتكللإا<br />

ةنراقم<br />

بيلاسأب<br />

نلاعلإا<br />

ةيديلقتلا<br />

:<br />

.1<br />

رثكأ<br />

ةعرس<br />

ةنراقم<br />

ديبرلاب<br />

.يداعلا<br />

.2<br />

لقأ<br />

اجاعزإ<br />

ةنراقم<br />

تالماكلماب<br />

.ةينوفيلتلا<br />

.3<br />

رثكأ<br />

ةيلعاف<br />

نم<br />

نلاعلإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

تارشنلا<br />

تابيتكلاو<br />

ةيقرولا<br />

.ةيديلقتلا<br />

.4<br />

لا<br />

لقني<br />

فطاوعلا<br />

لاو<br />

رهظي<br />

مدع<br />

ةردقلا<br />

ىلع<br />

فرصتلا<br />

بناج نم<br />

لاجر<br />

.عيبلا<br />

.5<br />

ةعرسلا<br />

في ةقئافلا<br />

لقن<br />

ةلاسرلا<br />

.ةينلاعلإا<br />

.6<br />

ضافنخا<br />

،ةفلكتلا<br />

اذإ<br />

ام<br />

تنروق<br />

اهيرغب<br />

نم<br />

لئاسولا<br />

ةيديلقتلا<br />

،نوفيلتلا)<br />

،سكافلا<br />

ديبرلا<br />

،يداعلا<br />

ةلباقلما<br />

.(ةيصخشلا<br />

.7<br />

راشتنلاا<br />

:عساولا<br />

ذإ<br />

نكيم<br />

ليصوت<br />

ةلملحا<br />

ةينلاعلإا<br />

،فللآل<br />

لب<br />

،ينيلاملل<br />

نم<br />

ءلامعلا<br />

ءاوس<br />

ينيلالحا<br />

وأ<br />

ينبقترلما<br />

نم<br />

للاخ<br />

ديرب<br />

نيورتكلا<br />

دحاو<br />

(17)<br />

.<br />

2.5<br />

روطت<br />

دادعأ<br />

يمدختسم<br />

ةكبش<br />

،تنرتنلإا<br />

ىودجو<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

ةليسوك<br />

جيورتلل<br />

:<br />

اننكيم<br />

فرعتلا<br />

ىلع<br />

،ةيهمأ<br />

وأ<br />

،ىودج<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

ةسارد<br />

دادعأ<br />

يمدختسم<br />

،تنرتنلإا<br />

ىلع<br />

رابتعا<br />

مأ<br />

ءلامعلا<br />

ينعقوتلما<br />

وأ<br />

ينفدهتسلما<br />

في<br />

ةلاح<br />

ذيفنت<br />

تلاملحا<br />

ةينلاعلإا<br />

ةينورتكللإا<br />

برع<br />

ةكبش<br />

.تنرتنلإا<br />

تانايبلا<br />

ةدوجولما<br />

في<br />

لودلجا<br />

(3)<br />

حضوت<br />

روطت<br />

دادعأ<br />

يمدختسم<br />

ةكبش<br />

تنرتنلإا<br />

ىلع<br />

ىوتسم<br />

ةراق<br />

.ايقيرفأ<br />

اقفو<br />

تانايبل<br />

اذه<br />

،لودلجا<br />

دنج<br />

نأ<br />

رصم<br />

لتتح<br />

ةبترلما<br />

ةيناثلا<br />

دعب<br />

،اييرجين<br />

نم<br />

ثيح<br />

ددع<br />

يمدختسم<br />

تنرتنلإا<br />

في<br />

ةراق<br />

،ايقيرفأ<br />

كلذو<br />

في<br />

ماع<br />

،2010<br />

لتتحو<br />

ةبترلما<br />

ةعبارلا<br />

نم<br />

ثيح<br />

ةبسن<br />

يمدختسم<br />

تنرتنلإا<br />

لىإ<br />

ددع<br />

.ناكسلا<br />

ءانبو<br />

ىلع<br />

كلذ<br />

اننكيم<br />

لوقلا<br />

نأ<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

ةيرصلما<br />

دق<br />

تردهأ<br />

يرثكلا<br />

نم<br />

صرفلا<br />

ةيقيوستلا<br />

ةحاتلما<br />

للاخ نم<br />

ةبطامخ<br />

وأ<br />

هيجوت<br />

ةلاسر<br />

ةلحم وأ<br />

ةينلاعإ<br />

رثكلأ<br />

نم<br />

17<br />

نويلم<br />

مدختسم<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

.تنرتنلإا<br />

.3<br />

ةساردلا<br />

ةيناديلما<br />

3.1<br />

لكيه<br />

ةمئاق<br />

ءاصقتسلاا<br />

:<br />

تنمضت<br />

ةمئاق<br />

،ءاصقتسلاا<br />

تيلا<br />

تم<br />

الهاسرإ<br />

ين وئسملل<br />

ل<br />

نع<br />

طاشنلا<br />

في يقيوستلا<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

في ةلماعلا<br />

قوس<br />

ينماتلا<br />

،يرصلما<br />

(6)<br />

.ةلئسأ<br />

لاؤسلا<br />

لولأا<br />

:<br />

قلعتي<br />

تانايبلاب<br />

ةماعلا<br />

.ةيفارجويمدلاو<br />

لاؤسلا<br />

:نياثلا<br />

ناكو<br />

فدهي<br />

لىإ<br />

ةفرعم<br />

ةجرد<br />

مامتها<br />

ةكرش<br />

،ينمأتلا<br />

تيلا<br />

لمعي<br />

ا<br />

ىصقتسلما<br />

،هنم<br />

ةليسوب<br />

نلاعلإا<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

ءاوس<br />

في<br />

فحصلا<br />

وأ<br />

نويزفيلتلا<br />

وأ<br />

يأ<br />

ةليسو<br />

.ىرخأ<br />

تلثتم<br />

تلاالحا<br />

ةفلتخلما<br />

ةباجلإل<br />

:<br />

مامتها<br />

،يربك<br />

مامتها<br />

،طسوتم<br />

لا<br />

دجوي<br />

.مامتها<br />

لاؤسلا<br />

:ثلاثلا<br />

هيفو<br />

تم<br />

لاؤس<br />

ىصقتسلما<br />

مهنم<br />

نع<br />

ىدم<br />

عانتقلاا<br />

نأب<br />

نلاعلإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

ةكبش<br />

تنرتنلإا<br />

ةليسو<br />

ةلاعف<br />

نلاعلإل<br />

نع<br />

تامدلخا<br />

،ةينيمأتلا<br />

تم<br />

دامتعلاا<br />

انه<br />

ىلع<br />

سايقم<br />

تركيل<br />

تاهاتجلال<br />

وذ<br />

سملخا<br />

تاجرد<br />

عنتقم)<br />

،اماتم<br />

،عنتقم<br />

،ديامح<br />

يرغ<br />

،عنتقم<br />

يرغ<br />

عنتقم<br />

ىلع<br />

.(قلاطلإا<br />

لاؤسلا<br />

:عبارلا<br />

هيفو<br />

لئس<br />

ىصقتسلما<br />

مهنم<br />

نع<br />

ةيهام<br />

لئاسو<br />

نلاعلإا<br />

ةينورتكللإا<br />

تيلا<br />

قبس<br />

ةكرشل<br />

ينمأتلا<br />

مايقلا<br />

،ا<br />

ددعو<br />

تارم<br />

،مادختسلاا<br />

ةرتفلاو<br />

ةينمزلا<br />

لكل<br />

،ةليسو<br />

فيو<br />

اذه<br />

لاؤسلا<br />

ضرع<br />

ةعبرأ<br />

عاونأ<br />

ةيسيئر<br />

نلاعلإل<br />

:نيورتكللإا<br />

نلاعلإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

تاكرمح<br />

،ثحبلا<br />

نلاعلإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

ديبرلا<br />

،نيورتكللإا<br />

ايرخأو<br />

نلاعلإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

عقاولما<br />

،تايدتنلماو<br />

ثم<br />

ةباجإ<br />

ةحوتفم<br />

نع<br />

يأ<br />

ةليسو<br />

ىرخأ<br />

دق<br />

نوكت<br />

ةكرش<br />

ينمأتلا<br />

دق<br />

.اهتمدختسا<br />

لاؤسلا<br />

:سمالخا<br />

نمضت<br />

ةلئسأ<br />

نع<br />

بابسلأا<br />

،ةعقوتلما<br />

نمو<br />

ةهجو<br />

رظن<br />

ىصقتسلما<br />

،مهنم<br />

ءارو<br />

مدع<br />

نيبت<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

في<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

يرصلما<br />

ةسايسل<br />

ةلعاف<br />

نلاعلإل<br />

نم<br />

للاخ<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

"ةيلودلا<br />

،تنرتنلإا<br />

انهو<br />

تم<br />

دامتعلاا<br />

انه<br />

ىلع<br />

سايقم<br />

تركيل<br />

تاهاتجلال<br />

وذ<br />

سملخا<br />

تاجرد<br />

قفاوم)<br />

،اماتم<br />

،قفاوم<br />

،ديامح<br />

يرغ<br />

،قفاوم<br />

يرغ<br />

قفاوم<br />

ىلع<br />

.(قلاطلإا


تاقوعم<br />

نيبت<br />

ةيجيتارتسإ<br />

نلاعلإل<br />

في نيورتكللإا<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

يرصلما<br />

18<br />

،ايرخأو<br />

لاؤسلا<br />

:سداسلا<br />

وهو<br />

قلعتي<br />

عقوتب<br />

وأ<br />

يأر<br />

ىصقتسلما<br />

هنم<br />

نع<br />

لبقتسم<br />

نلاعلإا<br />

في نيورتكللإا<br />

قيوست<br />

تامدلخا<br />

،ةينيمأتلا<br />

لهو<br />

ىظحيس<br />

مامتهاب<br />

في<br />

لبقتسلما<br />

بيرقلا<br />

للاخ)<br />

رشعلا<br />

تاونس<br />

،(ةمداقلا<br />

تلثتمو<br />

تاباجلإا<br />

ةفلتخلما<br />

ىلع<br />

اذه<br />

لاؤسلا<br />

في<br />

:<br />

،معن<br />

،لا<br />

.ديامح<br />

3.2<br />

تاءاصحلإا<br />

ةيفصولا<br />

:<br />

لودلجا<br />

(4)<br />

حضوي<br />

راركتلا<br />

بيسنلا<br />

ىصقتسملل<br />

مهنم<br />

بسح<br />

لماوعلا<br />

ةيفارجويمدلا<br />

:<br />

ةيكلم<br />

سأر<br />

،لالما<br />

ددع<br />

تاونس<br />

في ةبرلخا<br />

لامج<br />

قيوست<br />

تامدلخا<br />

،ةينيمأتلا<br />

ىوتسلما<br />

،يميلعتلا<br />

ايرخأو<br />

عونلا<br />

ةفصبو<br />

،ةماع<br />

تم<br />

دامتعلاا<br />

ىلع<br />

راركتلا<br />

بيسنلا<br />

ليلحتل<br />

ضعب<br />

بناولجا<br />

تيلا<br />

اهتلشم<br />

.ةساردلا<br />

،لاثمف<br />

اميف<br />

قلعتي<br />

ةجردب<br />

مامتها<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

في ةلماعلا<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

يرصلما<br />

ةليسوب<br />

،نلاعلإا<br />

في ءاوس<br />

فحصلا<br />

وأ<br />

نويزفيلتلا<br />

وأ<br />

يأ<br />

ةليسو<br />

ىرخأ<br />

لاؤسلا)<br />

.،(نياثلا<br />

دنج<br />

نأ<br />

جئاتنلا<br />

ةنيبلما<br />

في<br />

لودلجا<br />

،(5)<br />

حضوت<br />

نأ<br />

ام<br />

برقي<br />

نم<br />

%73.3<br />

نم<br />

يصقتسلما<br />

مهنم<br />

نوري<br />

نأ<br />

ةليسو<br />

نلاعلإا<br />

في<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

لا<br />

ىظتح<br />

مامتهلااب<br />

فياكلا<br />

نم<br />

بناج<br />

يذختم<br />

رارقلا<br />

نأشب<br />

ةسايسلا<br />

ةيقيوستلا<br />

في<br />

هذه<br />

.تاكرشلا<br />

في<br />

ينح<br />

نأ<br />

%24.6<br />

نوري<br />

اأ<br />

ىظتح<br />

مامتهاب<br />

.طسوتم<br />

%2.1 امأ<br />

طقف<br />

مهف<br />

نوري<br />

نأ<br />

في نلاعلإا<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

ىظيح<br />

مامتهاب<br />

.يربك<br />

امأ<br />

ةبسنلاب<br />

ىدلم<br />

عانتقا<br />

ىصقتسلما<br />

مهنم<br />

ةيلعافب<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

نم<br />

للاخ<br />

ةكبش<br />

ةليسوك،تنرتنلإا<br />

نلاعلإل<br />

في<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

لاؤسلا)<br />

،(ثلاثلا<br />

،<br />

يرشت<br />

جئاتنلا<br />

ةحضولما<br />

لودلجاب<br />

(6)<br />

نأ<br />

% 56.2<br />

نودقتعي<br />

اأ<br />

ةليسو<br />

ةلعاف<br />

ةمهمو<br />

جيورتلل<br />

تامدخلل<br />

.ةينيمأتلا<br />

في<br />

لباقم<br />

%27.1<br />

نوري<br />

اأ<br />

ةليسو<br />

يرغ<br />

.ةلاعف<br />

امنيب<br />

%16.7<br />

ناك<br />

مهيأر<br />

اديامح<br />

يرغو<br />

نيرداق<br />

ىلع<br />

لوصولا<br />

لىإ<br />

مكح<br />

ددمح<br />

في<br />

اذه<br />

.نأشلا<br />

اميفو<br />

قلعتي<br />

ةجردب<br />

نيبت<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

ةيجيتارتسلإ<br />

نلاعلإل<br />

نيورتكللإا<br />

لاؤسلا)<br />

،(عبارلا<br />

دنع<br />

طيطتخ<br />

جيزلما<br />

،يقيوستلا<br />

حضوأ<br />

ىصقتسلما<br />

مهنم<br />

هنأ<br />

لا<br />

متي<br />

دامتعلاا<br />

ىلع<br />

يأ<br />

ةليسو<br />

نم<br />

لئاسو<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

تيلا<br />

لئس<br />

اهنع<br />

ىصقتسلما<br />

،مهنم<br />

امم<br />

لدي<br />

ىلع<br />

بايغلا<br />

ماتلا<br />

يعولل<br />

وأ<br />

كاردلإا<br />

ةيهملأ<br />

هذه<br />

في ةليسولا<br />

جيورتلا<br />

تامدخلل<br />

ةينيمأتلا<br />

تيلا<br />

اهمدقت<br />

تاكرش<br />

،ينمأتلا<br />

ىلع<br />

مغرلا<br />

نم<br />

عانتقلاا<br />

،اهتيهمأب<br />

امك<br />

انحضوأ<br />

.اقباس<br />

نأشبو<br />

تاعقوتلا<br />

لوح<br />

لبقتسم<br />

ةليسو<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

جيورتلل<br />

نع<br />

تامدلخا<br />

ةينيمأتلا<br />

لاؤسلا)<br />

،(سداسلا<br />

امكو<br />

وه<br />

حضوم<br />

لودلجاب<br />

،(7)<br />

ىري<br />

ام<br />

برقي<br />

نم<br />

%64.7<br />

نم<br />

ىصقتسلما<br />

مهنم<br />

نأ<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

تامدخلل<br />

ةينيمأتلا<br />

فوس<br />

ىظيح<br />

مامتهاب<br />

في سوملم<br />

لبقتسلما<br />

في .بيرقلا<br />

ينح<br />

نأ<br />

%27.1<br />

لا<br />

نوعقوتي<br />

نأ<br />

ىظتح<br />

هذه<br />

ةسايسلا<br />

مامتهاب<br />

نم<br />

بناج<br />

يذختم<br />

في رارقلا<br />

تاكرش<br />

.ينمأتلا<br />

امأ<br />

نوديالمحا<br />

اوناكف<br />

%8.2 نولثيم<br />

نم<br />

ىصقتسلما<br />

.مهنم<br />

3.3<br />

جئاتن<br />

تارابتخا<br />

ضورفلا<br />

:<br />

ةساردل<br />

ةيونعلما<br />

ةيئاصحلإا<br />

تايرغتلم<br />

،ةساردلا<br />

تيلا<br />

لثتم<br />

تاقوعم<br />

نيبت<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

نلاعلإل<br />

نيورتكللإا<br />

ةليسوك<br />

جيورتلل<br />

الم<br />

همدقت<br />

نم<br />

تامدخ<br />

ةينيمأت<br />

لاؤسلا)<br />

،(سمالخا<br />

تم<br />

دامتعلاا<br />

ىلع<br />

رابتخلاا<br />

يملعملالا<br />

رابتخإ<br />

ةراشلإا<br />

ةبترلاو<br />

نسكوكليول<br />

.Wilcoxon Signed Rank Test<br />

كلذو<br />

ضورفلل<br />

ةيئاصحلإا<br />

ةيلاتلا<br />

:<br />

ضرفلا<br />

يمدعلا<br />

0 : 3)<br />

،( H median£<br />

لباقم<br />

ضرفلا<br />

ليدبلا<br />

1 : 3)<br />

،( H medianf<br />

دنع<br />

ىوتسم<br />

ةيونعم<br />

،%5<br />

جئاتنلاو<br />

ةحضولما<br />

لودلجاب )<br />

،(7<br />

ينبت<br />

نأ<br />

تايرغتلما<br />

تاذ<br />

ةللادلا<br />

ةيئاصحلإا<br />

يه<br />

:<br />

ةثادح .1<br />

موهفم<br />

نلاعلإا<br />

.نيورتكللإا<br />

.2<br />

مدع<br />

دوجو<br />

دييأت<br />

فاك<br />

نم<br />

بناج<br />

ةرادلإا<br />

ايلعلا<br />

لثلم<br />

هذه<br />

عاونلأا<br />

نم<br />

ميهافلما<br />

في ةثيدلحا<br />

.قيوستلا<br />

.3<br />

مدع<br />

دوجو<br />

ةبرخ<br />

ةقباس<br />

ةيفيكب<br />

طيطتخ<br />

ذيفنتو<br />

اذه<br />

عونلا<br />

نم<br />

.تلاملحا<br />

فعض .4<br />

مامتهلاا<br />

،نلاعلإاب<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

ةليسوك<br />

.ةييجورت


ةلمج<br />

ثحابلا<br />

–<br />

ددع<br />

<strong>09</strong><br />

2011 /<br />

19<br />

ةنراقمللو<br />

ينب<br />

تاهاتجا<br />

ىصقتسلما<br />

،مهنم<br />

لوح<br />

تايرغتم<br />

ةساردلا<br />

بسح<br />

ةيكلم<br />

سأر<br />

،لالما<br />

يأ<br />

ةنراقلما<br />

ينب<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

ةيرصلما<br />

تاذ<br />

سأر<br />

لالما<br />

،نيطولا<br />

تاكرشو<br />

ينمأتلا<br />

ةيرصلما<br />

ةكولملما<br />

.بناجلأل<br />

تم<br />

مادختسإ<br />

رابتخلاا<br />

يملعملالا<br />

في<br />

ةلاح<br />

ينتنيع<br />

ينتلقتسم<br />

رابتخإ"<br />

نام<br />

–<br />

."نييتو<br />

جئاتنو<br />

اذه<br />

رابتخلاا<br />

ةحضوم<br />

لودلجاب<br />

،(8)<br />

نمو<br />

اذه<br />

لودلجا<br />

حضتي<br />

انل<br />

نأ<br />

كانه<br />

فلاتخا<br />

يونعم<br />

في<br />

طيسو<br />

ءارلآا<br />

ينب<br />

ىصقتسلما<br />

مهنم<br />

في<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

تاذ<br />

سأر<br />

لالما<br />

كولملما<br />

،بناجلأل<br />

تاكرشو<br />

ينمأتلا<br />

تاذ<br />

سأر<br />

لالما<br />

نيطولا<br />

لوح<br />

تايرغتلما<br />

ةيلاتلا<br />

:<br />

.1<br />

فعض<br />

مامتهلاا<br />

،نلاعلإاب<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

ةليسوك<br />

.ةييجورت<br />

.2<br />

في صقن<br />

تاءافكلا<br />

ةيرشبلا<br />

في ةصصختلما<br />

اذه<br />

عونلا<br />

نم<br />

.نلاعلإا<br />

.3<br />

ةبوعص<br />

ةرادإ<br />

تلاملحا<br />

ةينلاعلإا<br />

.ةينورتكللإا<br />

.4<br />

مدع<br />

عانتقلاا<br />

ىودبج<br />

هذه<br />

ةليسولا<br />

نلاعلإل<br />

نع<br />

تامدلخا<br />

.ةينيمأتلا<br />

.5<br />

جئاتنلا<br />

تايصوتلاو<br />

:<br />

5.1<br />

جئاتنلا<br />

:<br />

اننكيم<br />

صيخلت<br />

مهأ<br />

جئاتنلا<br />

تيلا<br />

تلصوت<br />

اهيلإ<br />

ةساردلا<br />

في ةيلالحا<br />

ينتطقنلا<br />

ينتيلاتلا<br />

:<br />

.1<br />

مدع<br />

دوجو<br />

يأ<br />

مامتها<br />

نم<br />

بناج<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

ةيرصلما<br />

ةسايسب<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

تامولعلما<br />

ةيلودلا<br />

"<br />

."تنرتنلإا<br />

لمو<br />

نكي<br />

نلاعلإا<br />

نيورتكللإا<br />

هل<br />

يأ<br />

رود<br />

في<br />

تايلمع<br />

جيورتلا<br />

تامدخلل<br />

ةينيمأتلا<br />

تيلا<br />

اهمدقت<br />

هذه<br />

.تاكرشلا<br />

وهو<br />

ام<br />

جتن<br />

عايض هنع<br />

ديدعلل<br />

نم<br />

صرفلا<br />

ةيقيوستلا<br />

تيلا<br />

ناك<br />

نم<br />

نكملما<br />

نأ<br />

معدت<br />

اهفقوم<br />

في يسفانتلا<br />

قوس<br />

،ينمأتلا<br />

رملأا<br />

يذلا<br />

في سكعني<br />

ةياهنلا<br />

ىلع<br />

معد<br />

ةءلالما<br />

ةيلالما<br />

،ةكرشلل<br />

للاخ نم<br />

ةدايز<br />

تاقفدتلا<br />

ةيدقنلا<br />

ةلخادلا<br />

في ةلثمتلما<br />

طاسقلأا<br />

ةلصحتلما<br />

نم<br />

ءلاؤه<br />

ءلامعلا<br />

.ينبقترلما<br />

.2<br />

تلثتم<br />

مهأ<br />

تاقوعلما<br />

تلاح تيلا<br />

نود<br />

قيبطتلا<br />

لاعفلا<br />

نلاعلإل<br />

نيورتكللإا<br />

ىلع<br />

ةكبش<br />

في تنرتنلإا<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

:في يرصلما<br />

ةثادح .أ<br />

موهفم<br />

نلاعلإا<br />

.نيورتكللإا<br />

.ب<br />

مدع<br />

دوجو<br />

دييأت<br />

فاك<br />

نم<br />

بناج<br />

ةرادلإا<br />

ايلعلا<br />

لثلم<br />

هذه<br />

عاونلأا<br />

نم<br />

ميهافلما<br />

في ةثيدلحا<br />

.قيوستلا<br />

.ج<br />

مدع<br />

دوجو<br />

ةبرخ<br />

ةقباس<br />

ةيفيكب<br />

طيطتخ<br />

ذيفنتو<br />

اذه<br />

عونلا<br />

نم<br />

.تلاملحا<br />

فعض .د<br />

مامتهلاا<br />

،نلاعلإاب<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

ةليسوك<br />

.ةييجورت<br />

5.2<br />

تايصوتلا<br />

:<br />

نإ<br />

مدع<br />

ةباجتسا<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

في ،ةينطولا<br />

،رصم<br />

لودلاو<br />

ةيمانلا<br />

ةفصب<br />

،ةماع<br />

تاروطتلل<br />

في ةنهارلا<br />

لامج<br />

قيوستلا<br />

نيورتكللإا<br />

ةعرسلاب<br />

،ةيفاكلا<br />

دادعإو<br />

ططلخا<br />

ةبسانلما<br />

،اهتهجاولم<br />

نم<br />

هنأش<br />

نأ<br />

في اهلعيج<br />

فقوم<br />

بعصي<br />

هعم<br />

قيقتح<br />

يأ<br />

ايازم<br />

.ةيسفانت<br />

لب<br />

نمو<br />

لمتلمحا<br />

نأ<br />

دقفت<br />

هذه<br />

تاكرشلا<br />

ةردقلا<br />

ىلع<br />

،ةسفانلما<br />

جورلخاو<br />

نم<br />

قوس<br />

ينمأتلا<br />

،ايلك<br />

وأ<br />

نأ<br />

لوحتت<br />

لىإ<br />

درمج<br />

طيسو<br />

لمعي<br />

باسلح<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

.ةيبنجلأا<br />

لياتلابو<br />

نامرح<br />

داصتقلاا<br />

يموقلا<br />

نم<br />

رودلا<br />

يويلحا<br />

عاطقل<br />

ينمأتلا<br />

هتاماهسإو<br />

في<br />

لامج<br />

ليوتم<br />

ططخ<br />

ةيمنتلا<br />

ةيداصتقلاا<br />

و<br />

في ةيعامتجلاا<br />

.عمتا<br />

اذل<br />

يصوي<br />

ثحابلا<br />

ةرورضب<br />

مامتها<br />

تاكرش<br />

ينمأتلا<br />

في<br />

قوس<br />

ينماتلا<br />

يرصلما<br />

نلاعلإاب<br />

نيورتكللإا<br />

برع<br />

ةكبش<br />

.تنرتنلإا<br />

رملأا<br />

يذلا<br />

اهدعاسي<br />

في<br />

قيقتح<br />

يرثكلا<br />

نم<br />

ايازلما<br />

،ةيسفانتلا<br />

ةصاخ<br />

في<br />

لظ<br />

ام<br />

عتمتي<br />

زيمتي<br />

هب<br />

اذه<br />

عونلا<br />

نم<br />

لئاسو<br />

نلاعلإا<br />

نم<br />

ايازم<br />

ةديدع<br />

لثم<br />

ضافنخا<br />

،فيلاكتلا<br />

.لخا...،ةنورلما


معوقات تبني إستراتيجية للإعلان الإلكتروني في سوق التأمين المصري<br />

(1) حجم<br />

جدول المنفق على الإعلان على شبكة الإنترنت،‏<br />

في الولايات المتحدة الأمريكية،‏ بالنسبة للخدمات المالية،‏ خلال<br />

2006 وحتى 2010<br />

السنة<br />

2006<br />

2007<br />

2008<br />

20<strong>09</strong><br />

2010<br />

القيمة ‏(بالمليار دولار)‏<br />

2.54<br />

3.26<br />

4.32<br />

5.10<br />

5.85<br />

الرقم القياسي (%)<br />

100<br />

128<br />

170<br />

200<br />

230<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

المصدر:‏<br />

الفترة من<br />

جدول(‏‎2‎‏)‏ حجم إنفاق شركات التأمين على الإعلان الإلكتروني للخدمات<br />

التأمينية،‏ في الولايات المتحدة الأمريكية،‏ خلال الفترة<br />

السنة<br />

القيمة ‏(بالمليار دولار)‏<br />

من 2006 وحتى 2010<br />

0.72<br />

0.98<br />

1.38<br />

1.68<br />

1.99<br />

2006<br />

2007<br />

2008<br />

20<strong>09</strong><br />

2010<br />

http://www.Emarketer.Com<br />

جدول (3) أعداد مستخدمي شبكة الإنترنت في قارة أفريقيا ‏(العدد بالمليون)‏<br />

الرقم القياسي (%)<br />

100<br />

136<br />

192<br />

233<br />

276<br />

دول<br />

أفريقية<br />

عدد مستخدمي<br />

الإنترنت–‏ ديسمبر<br />

عدد مستخدمي<br />

ديسمبر<br />

عدد<br />

السكان<br />

2010<br />

نسبة عدد مستخدمي<br />

الإنترنت في 2010<br />

معدل النمو<br />

2000-2010<br />

نسبة عدد<br />

مستخدمي<br />

الإنترنت على<br />

مستوى القارة<br />

الترتيب<br />

على<br />

مستوى<br />

القارة<br />

الإنترنت –<br />

%<br />

‏(التغلغل)‏ % 2000 2010<br />

%<br />

1 39.6 21,891.1 28.9 152.2 0.2 44.0<br />

نيجيريا إلى عدد السكان<br />

مصر 2 15.4 3,691.1 21.2 80.5 0.5 17.1<br />

المغرب 3 9.4 10,342.5 33.0 31.6 0.1 10.4<br />

جنوب أفريقيا 4 4.8 120.8 10.8 49.1 2.4 5.3<br />

الجزائر 5 4.3 9,300.0 13.6 34.6 0.1 4.7<br />

السودان 6 3.8 13,900.0 10.0 42.0 0.0 4.2<br />

كينيا 7 3.6 1,897.8 10.0 40.0 0.2 4.0<br />

تونس 8 3.2 3,500.0 34.0 10.6 0.1 3.6<br />

أوغندا 9 2.9 7,900.0 9.6 33.4 0.0 3.2<br />

زيمبابوي 10 1.3 2,744.0 12.2 11.7 0.1 1.4<br />

المصدر:‏ http://www.Internetworldstats.Com<br />

المتغير<br />

الديموجرافي<br />

ملكية رأس المال<br />

النوع<br />

سنوات الخبرة<br />

المستوى التعليمي<br />

جدول (4) المتغيرات الديموجرافية للمستقصى منهم %<br />

وطني<br />

أجنبي<br />

ذكر<br />

أنثى<br />

الحالات<br />

أقل من 3 سنوات<br />

من 3 إلى 10 سنوات<br />

أكثر من 10 سنوات<br />

أقل من جامعي<br />

جامعي<br />

دراسات عليا<br />

العدد<br />

32<br />

النسبة<br />

جدول (5) درجة الاهتمام<br />

الحالات المختلفة<br />

لا يوجد اهتمام<br />

اهتمام متوسط<br />

اهتمام كبير<br />

بالإعلان<br />

التأمين<br />

النسبة المئوية<br />

كوسيلة ترويجية في شركات<br />

73.3<br />

24.6<br />

2.1<br />

المصدر:‏ من نتائج التحليل الإحصائي<br />

66.7<br />

33.3<br />

85.4<br />

14.6<br />

14.6<br />

27.1<br />

58.3<br />

4.2<br />

85.4<br />

10.4<br />

16<br />

41<br />

7<br />

7<br />

13<br />

28<br />

2<br />

41<br />

5<br />

20


مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

جدول (6) درجة الاقتناع بفاعلية الإعلان الإلكتروني<br />

التأمين<br />

الحالات المختلفة<br />

مقتنع تماما<br />

مقتنع<br />

محايد<br />

غير مقتنع<br />

غير مقتنع على الإطلاق<br />

للترويج للخدمات التأمينية في شركات<br />

النسبة المئوية<br />

جدول (7) هل سيحظى<br />

نعم<br />

لا<br />

محايد<br />

الإعلان الإلكتروني باهتمام<br />

التأمين المصرية ؟<br />

الحالات المختلفة<br />

كبير من جانب شركات<br />

النسبة المئوية<br />

64.7<br />

27.1<br />

8.2<br />

39.7<br />

16.5<br />

16.7<br />

12.5<br />

14.6<br />

المصدر:‏ من نتائج التحليل الإحصائي<br />

جدول (8) نتائج إختبار ‏"إختبار ولكوكسن"‏<br />

المتغيرات<br />

الوسط<br />

الحسابي<br />

الإنحراف المعياري<br />

إختبار<br />

Wilcoxon Signed Rank<br />

الإحتمال<br />

P. Value<br />

0.000 *<br />

0.949<br />

0.000 *<br />

0.997<br />

0.999<br />

1.000<br />

0.000 *<br />

1.000<br />

0.000 *<br />

0.965<br />

Test<br />

إحصائي الإختبار<br />

W<br />

837<br />

273<br />

1007.5<br />

193.5<br />

157.5<br />

155.0<br />

801.5<br />

49.5<br />

1176<br />

57<br />

0.8626<br />

1.31262<br />

1.15470<br />

1.16616<br />

1.22312<br />

1.12337<br />

1.00332<br />

1.03464<br />

0.46841<br />

1.05100<br />

3.9792<br />

2.6458<br />

4.1667<br />

2.4583<br />

2.3125<br />

2.1875<br />

3.8125<br />

1.6875<br />

4.6875<br />

2.7083<br />

حداثة مفهوم الإعلان الإلكتروني<br />

ضعف ثقافة الإنترنت في اتمع المصري<br />

عدم وجود تأييد كاف من جانب الإدارة العليا لمثل هذه الأنواع من المفاهيم<br />

الحديثة في التسويق<br />

عدم<br />

الاقتناع بجدوى هذه الوسيلة للإعلان عن الخدمات التأمينية<br />

صعوبة إدارة الحملات الإعلانية الإلكترونية<br />

نقص في الكفاءات البشرية المتخصصة في هذا النوع من الإعلان.‏<br />

عدم وجود خبرة سابقة بكيفية تخطيط وتنفيذ هذا النوع من الحملات.‏<br />

ارتفاع<br />

ضعف<br />

التكاليف الخاصة بتبني إستراتيجية التسويق الإلكتروني.‏<br />

الاهتمام بالإعلان،‏ بصفة عامة،‏ كوسيلة ترويجية.‏<br />

عدم ملائمة سياسة الإعلان الإلكتروني لخدمات التأمين ‏(صناعة التأمين من<br />

الصناعات كثيفة المعلومات.‏<br />

* معنوية عند مستوى معنوية %5.<br />

المصدر:‏ من نتائج التحليل الإحصائي<br />

جدول<br />

المتغيرات<br />

(9)<br />

ويتني"‏ – مان " إختبار " نتائج إختبار<br />

إحصائي الاختبار<br />

إختبار<br />

Mann-Whitney<br />

Z<br />

- 1.317<br />

- 0.507<br />

- 1.635<br />

- 3.718<br />

- 3.8<strong>09</strong><br />

- 2.181<br />

- 0.622<br />

- 0.269<br />

- 6.537<br />

- 0.970<br />

الإحتمال<br />

P. Value<br />

0.188<br />

0.612<br />

0.102<br />

* 0.000<br />

* 0.000<br />

* 0.029<br />

0.534<br />

0.234<br />

* 0.000<br />

0.332<br />

حداثة مفهوم الإعلان الإلكتروني<br />

ضعف ثقافة الإنترنت في اتمع المصري<br />

عدم وجود تأييد كاف من جانب الإدارة العليا لمثل هذه الأنواع من المفاهيم الحديثة في التسويق<br />

عدم الاقتناع بجدوى هذه الوسيلة للإعلان عن الخدمات التأمينية<br />

صعوبة إدارة الحملات الإعلانية الإلكترونية<br />

نقص في الكفاءات البشرية المتخصصة في هذا النوع من الإعلان<br />

عدم وجود خبرة سابقة بكيفية تخطيط وتنفيذ هذا النوع من الحملات<br />

ارتفاع التكاليف الخاصة بتبني إستراتيجية للإعلان الإلكتروني<br />

ضعف الاهتمام بالإعلان،‏ بصفة عامة،‏ كوسيلة ترويجية<br />

عدم ملائمة سياسة الإعلان الإلكتروني لخدمات التأمين ‏(صناعة التأمين من الصناعات كثيفة المعلومات<br />

* معنوية عند مستوى معنوية %5.<br />

المصدر:‏ من نتائج التحليل الإحصائي<br />

21


معوقات تبني إستراتيجية للإعلان الإلكتروني في سوق التأمين المصري<br />

الشكل(‏‎1‎‏)‏<br />

الصفحة الإلكترونية لمحرك البحث ‏"جوجل"‏<br />

المصدر:‏ من شبكة المعلومات الدولية ‏"الإنترنت"‏<br />

الإحالات والمراجع:‏<br />

1 Schlosser, A.E., Shavitt, S.; And Kanfer, A. "Survey <strong>Of</strong> Internet Users' Attitudes Toward Internet Advertising",<br />

Journal <strong>Of</strong> Interactive Marketing, 13, 3, 1999, pp 34–54.<br />

2<br />

Ducoffe, R.H., "Advertising Value And Advertising On The Web", Journal <strong>Of</strong> Advertising Research, 36, 5, 1996, pp<br />

21–35.<br />

3 Shimp, T.A., "Attitudes Toward The Ads As A Mediator <strong>Of</strong> Consumer Brand Choice", Journal <strong>Of</strong> Advertising, 10, 2,<br />

1981, pp 9–15.<br />

4<br />

Shavitt, S.; Lowrey, P.; And Haefner, J.," Public Attitudes Toward Advertising: More Favorable Than You Might<br />

Think", Journal <strong>Of</strong> Advertising Research, 38, 4 (1998), 7–22.<br />

غيداء عبد االله الجریفاني،‏ التسویق الإلكتروني في المملكة العربية السعودیة،‏ ورقة عمل،‏ الملتقى الإداري الثاني:‏ الإدارة والمتغيرات العالمية الجدیدة،‏<br />

1997، ص ص<br />

.10 - 7<br />

6 Internet Advertising Bureau Report, Accessed Aug.,2010, http://Www.Iab.Net .<br />

7 Hanson, W., "Principles <strong>Of</strong> Internet Marketing", (2nd Ed.), Englewood Cliffs, NJ:Prentice Hall, 1999, p 435.<br />

8 http://www.Kenanaonline.Com/Page/8330, Accessed Aug.,2010.<br />

غيداء عبد االله الجریفاني،‏ ‏"التسویق الإلكتروني في المملكة العربية السعودیة"،‏ ورقة عمل،‏ الملتقى الإداري الثاني:‏ الإدارة والمتغيرات العالمية الجدیدة،‏<br />

،1997 ص .14<br />

10 Davis, J., "A Guide To Web Marketing: Successful Promotion On The Net", UK: Kogan Page Limited, 2000, p108.<br />

11 Janal, D. S., "Online Marketing Handbook", New York: Van Nostrand Reinhold, 1995, pp 231-244.<br />

12 Hanson, W., "Principles <strong>Of</strong> Internet Marketing", (2nd Ed.), Englewood Cliffs, NJ:Prentice Hall, 1999, p 435.<br />

13<br />

http://www.E-Marketips.Com/Articles/Website-Safety.Php, Accessed Jan.,2011.<br />

14 http://www.Kenanaonline.Com/Page/8330, Accessed Aug.,2010.<br />

15<br />

http://www.Kenanaonline.Com/Page/8330, Accessed Oct.,2010.<br />

16<br />

http://www.Meta-Group.Com/Aboutus.Html, Accessed feb.,20<strong>09</strong>.<br />

17 http://www.Tech-Faq.Com/Lang/Ar/, Accessed feb.,20<strong>09</strong>.<br />

5<br />

9<br />

22


2011<br />

<strong>09</strong><br />

1222<br />

2691<br />

behih22@hotmail.com<br />

23


1222 2691<br />

2661<br />

2662<br />

2<br />

2691<br />

1222<br />

29<br />

2<br />

1<br />

1<br />

2261<br />

Agence d’exploitation<br />

269<br />

10222<br />

1220<br />

1222<br />

2111<br />

19122 1229<br />

19122<br />

24


2011<br />

<strong>09</strong><br />

1<br />

1<br />

Moyens de paiement fiduciaire<br />

Moyens de paiement scriptural<br />

Moyens de paiement électronique<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

25


1222 2691<br />

<br />

<br />

<br />

2 1 1<br />

(TPE)<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

1 1 1<br />

(DAB)<br />

2<br />

<br />

26


2011<br />

<strong>09</strong><br />

2<br />

2691<br />

M1<br />

<br />

<br />

02<br />

1202022<br />

1202022<br />

(M1)<br />

<br />

<br />

<br />

27


1222 2691<br />

<br />

<br />

<br />

•<br />

•<br />

3<br />

1<br />

28


2011<br />

<strong>09</strong><br />

12<br />

(V)<br />

En temps réels<br />

M.V = P. T<br />

(V)<br />

.<br />

2<br />

T<br />

1<br />

3<br />

2<br />

1<br />

1<br />

3<br />

2<br />

2<br />

1<br />

3<br />

2<br />

3<br />

1<br />

3<br />

2<br />

2<br />

29


2691<br />

1222<br />

30<br />

3<br />

3<br />

1<br />

3<br />

2<br />

.<br />

4<br />

<br />

<br />

Avue ou à échéance.<br />

<br />

4<br />

1<br />

<br />

sur<br />

place<br />

48<br />

<br />

15<br />

<br />

21<br />

<br />

<br />

24<br />

48<br />

22<br />

4<br />

1<br />

1<br />

<br />

<br />

<br />

5<br />

<br />

<br />

24<br />

30<br />

<br />

24<br />

48<br />

30<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

suspens


2011<br />

<strong>09</strong><br />

:<br />

6<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

Convention inter bancaire instaurant la remise inter bancaire au lieu et<br />

place de recouvreur CCP (1986).<br />

Instauration de la compensation nationale des valeurs (échanges des EES)<br />

(1998-2001) régionale.<br />

Modernisation de l’outil informatique et des moyens de télécommunication.<br />

Acheminement des valeurs par AME<br />

7<br />

<br />

<br />

1<br />

7<br />

Physique<br />

Dématérialisation<br />

1<br />

1<br />

7<br />

<br />

<br />

31


1222 2691<br />

2<br />

1<br />

7<br />

mise en place du RIB<br />

RIB<br />

1<br />

2<br />

1<br />

7<br />

03<br />

05<br />

10<br />

02<br />

La normalisation les moyens des paiements<br />

1989 12 19 23 89<br />

2<br />

2<br />

1<br />

7<br />

1995<br />

01<br />

05<br />

95 05<br />

<br />

80<br />

x175<br />

1995 01 25<br />

95 05<br />

OCRB<br />

15<br />

2<br />

5± 95<br />

20 RIB<br />

07<br />

14<br />

OCRB<br />

(±1)<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

94<br />

63<br />

Support Informatique<br />

<br />

<br />

<br />

2005<br />

02<br />

06<br />

02<br />

05<br />

<br />

<br />

32


2011<br />

<strong>09</strong><br />

Domiciliation<br />

bancaire<br />

<br />

<br />

05<br />

la lettre de change<br />

2006<br />

02<br />

06<br />

02<br />

1<br />

2<br />

2<br />

7<br />

7<br />

support Informatique<br />

2004<br />

11<br />

10<br />

15<br />

04<br />

la bancarisation<br />

1<br />

8<br />

8<br />

2<br />

8<br />

.<br />

9<br />

33


1222 2691<br />

1<br />

11<br />

11<br />

temps réel<br />

<br />

2<br />

11<br />

1990<br />

04<br />

14<br />

10<br />

90<br />

<br />

M1<br />

le taux de bancarisation<br />

3<br />

11<br />

34


2011<br />

<strong>09</strong><br />

2<br />

1222<br />

2691<br />

2<br />

1222<br />

111<br />

211<br />

511<br />

1111<br />

15<br />

11<br />

21<br />

51<br />

11<br />

12<br />

15<br />

11<br />

21<br />

111<br />

2<br />

35


1222 2691<br />

1<br />

41<br />

2002<br />

1<br />

193<br />

2008 2007<br />

2008<br />

1962<br />

2<br />

1990<br />

04<br />

14<br />

10<br />

90<br />

3<br />

www.banque d’algérie.dz<br />

2008<br />

13<br />

4<br />

تصزيحاث محافظ بنك الجزائز أمام مجلس األمت بتاريخ ‎13‎جىيليت ‎2008‎‏،مىقع بنك االلكتزوني لبنك الجزائز www.banque d’algérie.dz<br />

6 - Claude dragon, dider geiben-les moyens de paiement des espèces à la monnaie électronique, la revue banque<br />

éditeur, paris, p63- 1997.<br />

7 -Amour Benhlima, pratique des techniques bancaires –édition dahlab, p52-1997.<br />

-<br />

5<br />

8 - Claude dragon, dider geiben-les moyens de paiement des espèces à la monnaie électronique, la revue banque éditeur,<br />

paris, p47- 1997<br />

. 9 - les Moyen de Paiement, Jean-Pierre Toernig Presses Universitaires de France,1999 p39.<br />

‏-مذكزة نيل شهادة الماجستيز للباحث ‏"بحيح عبدالقادر " ، بعنىان دراست تقيميت لنظام الدفع المصزفي الجزائزي 2008-1962 ، جامعت وهزان سنت<br />

‎2008/2007‎‏،ص‎291‎<br />

11 - CLAUD DRAGAND les moyens de paiements p.84.<br />

.<br />

10<br />

1229<br />

11<br />

12<br />

13 - les moyens de paiement –Claude dragon éditeur la revue banque paris ,p39-1997<br />

14 - La taille du chèque : 175x80 (±1) mm<br />

587<br />

15<br />

36


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

وسائل الدفع التقليدية في الجزائر<br />

–<br />

الوضعية والآفاق<br />

–<br />

وهيبة عبد الرحيم،‏<br />

المركز الجامعي-تمنراست-‏ الجزائر<br />

wahibawahiba80@yahoo.fr<br />

:<br />

ملخص يعرف عن الجمهور الجزائري اعتماده في الصفقات التجارية والمالية الكبيرة منها والصغيرة على السيولة النقود،‏ وبالتالي عدم ثقته في وسائل الدفع<br />

البديلة عنها،‏ واختيار وسيلة الدفع هذه عن غيرها منذ القديم له مبرراته،‏ ولعل أقوى هذه المبررات اكتظاظ المحاكم الجزائرية بالشكاوى المتعلقة بإصدار<br />

شيكات بدون رصيد،‏ كذلك اتمع في حد ذاته لا يفهم سوى لغة السيولة النقدية لغياب الثقافة المصرفية ولعل للأمية دور في ذلك،‏ وبطبيعة الحال الدور<br />

الأكبر يعود للجهاز المصرفي الذي ساهم بتردي الخدمات التي يقدمها في انتشار هذه الظاهرة.‏ والنظام المصرفي الجزائري يدرك السمعة السيئة التي نسبت إليه<br />

بشأن نوعية الخدمات وعدم وجود ثقة تامة بينه وبين عملائه،‏ وهي أخطر مشكلة قد يواجهها البنك الذي يعتبر مؤسسة تسعى لتحقيق الربح.‏<br />

: الكلمات المفتاح<br />

وسائل الدفع التقليدية في الجزائر،‏ تحديث نظام الدفع في الجزائر.‏<br />

%80<br />

:<br />

1<br />

:<br />

تمهيد :<br />

لا زالت أغلب التعاملات والصفقات التجارية في الجزائر تتم نقدا،‏ حيث بينت الدراسات ‏"بأن من التعاملات الجارية<br />

في الجزائر لازالت تتم نقدا"‏ . ويأتي الشيك في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في وسائل الدفع التقليدية وتليه التحويلات التي مثلت<br />

من العمليات البنكية سنة 2000، أما السفتجة والسند لأمر فهما قليلا الاستعمال،‏ وعليه فإجمالا وسائل الدفع التقليدية في<br />

الجزائر تأتي في المرتبة الثانية والنقود ‏(قطع نقدية وأوراق نقدية)‏ هي التي تحظى بحصة الأسد من وسائل الدفع في الجزائر ؛ والسؤال<br />

المطروح هنا هو كيف يمكن للنظام المصرفي الجزائري إعادة الاعتبار لوسائل الدفع التقليدية ؟ للإجابة على هذا التساؤل فإننا<br />

سنعالج الموضوع في النقاط التالية<br />

وضعية وسائل الدفع التقليدية في الجزائر؛<br />

المشاكل الناجمة عن استخدام وسائل الدفع التقليدية؛<br />

إعادة الاعتبار لوسائل الدفع التقليدية؛<br />

تحديث نظام الدفع في الجزائر؛<br />

%10<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

-1<br />

المكونات الرئيسية لمشروع تحديث نظام الدفع في الجزائر.‏<br />

وضعية وسائل الدفع التقليدية في الجزائر :<br />

تتضمن وسائل الدفع التقليدية مجموعة من الأوراق التجارية وبعض الوسائل البديلة للنقود كالشيك والسفتجة والسند<br />

لأمر،‏ و يمكن الإطلاع على وضعية وسائل الدفع التقليدية في الجزائر من خلال التطرق لحجم هذه الوسائل المعروضة على غرف<br />

المقاصة عبر الوطن وهذا حسب بنك الجزائر،‏ وهو ما يوضحه الجدول (1) في الفترة الممتدة من 2003 إلى غاية 2005.<br />

ويتبين من الجدول أن حجم وسائل الدفع يبقى محدودا من حيث العدد بينما حجمها بالقيمة يشهد تطورا ً من سنة إلى أخرى<br />

ويعود ذلك للتطورات الاقتصادية،‏ كما يمكن ملاحظة هيمنة الشيكات على باقي وسائل الدفع وقد يكون ذلك أكثر وضوحا من<br />

خلال استخراج النسب المئوية الموضحة في الجدول<br />

.(2)<br />

وحتى تتضح الصورة أكثر سنتناول كل وسيلة على حدة لمعرفة عدد وقيمة كل وسيلة تعرض على غرف المقاصة،‏ بما يشمل<br />

القابلة للدفع منها والمرفوضة الدفع.‏<br />

أولا-‏ الشيك<br />

يوضح الجدول<br />

(3)<br />

عمليات الدفع بالشيك التي تم معالجتها في غرف المقاصة.‏<br />

:<br />

37


ب ِ<br />

وسائل الدفع التقليدية في الجزائر – الوضعية و الآفاق –<br />

_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

ب<br />

تعود أسباب الشيكات غير القابلة للدفع لانعدام الرصيد أو لأسباب أخرى ‏(كعدم مطابقة الإمضاء،‏ تخلف أحد البيانات<br />

اللازمة في الشيك...الخ)،‏ واستعمال الشيك كوسيلة دفع يتم خصيصا من قبل أصحاب الحسابات البريدية والخزينة،‏ كما له أهمية<br />

لدى المؤسسات والإدارات وكذا الخواص.‏<br />

أما إذا ما نظرنا إلى البنوك فسنلاحظ ارتفاع مبالغ الشيكات المسحوبة على البنك الخارجي الجزائري حيث يحتل المرتبة الأولى<br />

من حيث ارتفاع مبالغ الشيكات مقارنة بباقي البنوك الجزائرية (1485222 دج من إجمالي المبالغ المسحوبة على البنوك والتي تقدر<br />

1741868 و 2002 سنة 4399354<br />

دج من إجمالي المبالغ المسحوبة على البنوك والتي تقدر ب ِ<br />

2003) و يعود ذلك لأن هذا البنك مكلف بالشيكات المستلمة التي تخص نظام المالية البترولي.‏<br />

4367794<br />

سنة<br />

ثانيا-‏ الدفع بأوامر التحويل<br />

:<br />

حجم التحويلات التي تمر بالمقاصة بين البنوك محدودة سواء بالعدد أو بالمبلغ مقارنة بالشيكات وهي تتعلق خصيصا بإشعارات<br />

الاقتطاع الآلية للفواتير ‏(فاتورة الماء،‏ الكهرباء،‏ الهاتف،...الخ)،‏ ويوضح الجدول<br />

للفترة<br />

(4)<br />

.2005-2003<br />

عدد ومبلغ التحويلات المقدمة في غرف المقاصة<br />

بمبلغ<br />

الشيكات<br />

يتضح من خلال الجدول أن استعمال أوامر التحويل قليل مقارنة بالشيكات ‏(عدد الشيكات لسنة<br />

هو 2003<br />

4399354<br />

4367794<br />

دج،‏ أما سنة<br />

2004<br />

فقدر عددها<br />

4825560<br />

بمبلغ<br />

5292908<br />

دج،‏ و سنة<br />

2005<br />

5804200 بملغ 4417875<br />

سجلت عدد<br />

دج)،‏ أي أن الشيكات تفوق التحويلات من حيث العدد والقيمة،‏ كما أن حالات رفض<br />

عمليات التحويل هو الآخر منخفض مقارنة بالشيكات ‏(سجلت الشيكات حالات عدم السداد تقدر ب ِ 136380<br />

سنة 2003<br />

135967<br />

116267 و 2004 شيك سنة<br />

عكس الشيكات التي تعاني من ظاهرة الشيكات المنعدمة الرصيد.‏<br />

سنة 2005)، لأن وسيلة الدفع هذه لا تفتح الكثير من اال لعمليات الاحتيال<br />

ثالثا-‏ السفتجة والسندات لأمر<br />

:<br />

استعمالات السفتجة والسند لأمر كوسائل دفع محدودة جدا ً في الجزائر،‏ فالمؤسسات العمومية نادرا ً ما تكتتب سندات،‏ وأغلب<br />

السندات لأمر والسفتجات المقدمة لغرف المقاصة تخص المؤسسات الخاصة،‏ و يوضح الجدول<br />

للدفع.‏<br />

(5)<br />

قلة استعمال هاتين الوسيلتين<br />

يثبت هذا الجدول قلة استعمال هاتين الوسيلتين في الجزائر مقارنة بالتحويلات وعليه فاستعمالاا منخفضة جدا ً مقارنة<br />

بالشيكات ‏(فعلى سبيل المثال سنة<br />

استعمال وكما يوضح الجدول<br />

خاصة التجار اتين الوسيلتين.‏<br />

2005<br />

سجلت حالات استعمال الشيك<br />

4417875<br />

أما التحويلات سجلت<br />

452919<br />

(5)<br />

سجلت السندات لأمر والسفتجات مجتمعة<br />

48271<br />

استعمال)‏ ويعود ذلك لعدم ثقة العملاء<br />

38


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-2<br />

المشاكل الناجمة عن استخدام وسائل الدفع التقليدية :<br />

سنركز في دراستنا على الشيك باعتباره أكثر وسيلة دفع تقليدية استعمالا في الجزائر،‏ وعموما وسائل الدفع التقليدية في<br />

الجزائر تعاني من التماطل المفرط في معالجتها وضعف كبير في التألية (AUTOMATISATION)<br />

: إلى<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

2<br />

لعمليات المعالجة ، هذا بالإضافة<br />

استخدام الطرق اليدوية على مستوى الوكالات مما يؤدي إلى طوابير انتظار طويلة رغم توفر الوسائل التقنية ووسائل<br />

الإعلام الآلي،‏<br />

مشاكل ذات طابع إداري ‏(تسليم البريد،‏ دفاتر الشيكات،‏ طلبات الاستعلام ووثائق الإثبات)‏ ترغم العميل على التنقل إلى<br />

الوكالة التي تدير حسابه،‏<br />

ندرة إرسال مستخلصات الحسابات والكشوف الدورية إلى مقر سكن الزبائن،‏<br />

قد يستغرق الحصول على دفتر الشيكات في المتوسط<br />

14<br />

•<br />

يوما ً ويمكن أن تصل هذه المدة إلى أكثر من ثلاثة أسابيع في<br />

القرض الشعبي الجزائري،‏ وتنخفض هذه المدة إلى تسعة أيام لدى بنك الفلاحة والتنمية الريفية على سبيل المثال،‏ أما فيما<br />

يخص التحويلات المالية فقد تنتظر المؤسسات في المتوسط 17 يوما،‏<br />

يتعمد الكثير من الأشخاص عدم الإمضاء بصورة صحيحة على الشيك،‏ حتى لا يتمكن حامله من الحصول على المبلغ،‏<br />

هذا بالإضافة لخطر الشيك بدون رصيد،‏ خاصة مع ثقل الإجراءات القانونية والقضائية يجعل الأفراد يتهاونون في تقديم<br />

هذه الشيكات للعدالة،‏ مما يشجع على إصدار العديد من الشيكات بدون رصيد.‏<br />

رغم قلة استعمال وسائل الدفع في الجزائر إلا أا تسجل الكثير من حالات عدم الدفع وأكثرها الشيكات بسبب انعدام الرصيد<br />

أو عدم كفايته أو حتى لأسباب أخرى،‏ ويب ني الجدول (6) حجم وسائل الدفع بالعدد والمبلغ غير المسددة.‏<br />

يلاحظ أن أكثر حوادث الدفع تسجلها الشيكات،‏ رغم ذلك فهي سجلت انخفاضا ً محسوسا ً ‏(من<br />

135967<br />

116267 إلى 2004<br />

شيك سنة 2005)، وقد يعود ذلك إلى اتخاذ إجراءات جديدة تخص الشيكات انطلاقا ً من سنة<br />

شيك سنة<br />

2004<br />

والمتعلقة بكيفية تداول الشيكات بين البنوك بطريقة إلكترونية وتوحيد الرموز والأرقام التي تتضمنها الشيكات مما يسمح بالتعرف على<br />

أي خلل،‏ و قد دخل هذا النظام الذي يطلق عليه بنظام الدفع الشامل حيز التطبيق بداية سنة 2006.<br />

وحسب غرف المقاصة لبنك الجزائر فإن حوادث الدفع للشيكات تعود أساسا للشيكات بدون رصيد أو عدم كفايته كما<br />

يوضحه الجدول<br />

.(7)<br />

حيث يتبين أن معدل<br />

71,75<br />

2004<br />

تنص المادة<br />

ويصل هذا المعدل إلى<br />

68,33<br />

374<br />

النقص في الرصيد<br />

من حالات عدم الدفع بالنسبة للشيكات يعود سببه لانعدام الرصيد سنة<br />

سنة 2005، وهذا رغم الإجراءات المتخذة لمواجهة مشكل الشيكات بدون رصيد حيث<br />

من قانون العقوبات ‏"يعاقب بالحبس من سنة إلى<br />

5<br />

:<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

سنوات وبغرامة مالية لا تقل عن قيمة الشيك أو عن قيمة<br />

كل من أصدر بسوء نية شيكا لا يقابله رصيد قائم وقابل للصرف أو كان الرصيد اقل من قيمة الشيك أو قام بسحب<br />

الرصيد كله أو بعضه بعد إصدار الشيك أو منع المسحوب عليه من صرفه،‏<br />

كل من قبل أو ظهر شيكا صادرا في الظروف المشار إليها في الفقرة السابقة مع علمه بذلك،‏<br />

كل من أصدر أو قبل أو ظهر شيكا واشترط عدم صرفه فورا بل جعله كضمان،‏<br />

39


وسائل الدفع التقليدية في الجزائر – الوضعية و الآفاق –<br />

_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

كما تنص المادة<br />

375<br />

أو عن قيمة النقص في الرصيد<br />

:<br />

.1<br />

.2<br />

كل من زور أو زيف شيكا،‏<br />

من نفس القانون على أن ‏"يعاقب بالحبس من سنة إلى عشر سنوات وبغرامة لا تقل عن قيمة الشيك<br />

3<br />

كل من قبل استلام شيكا ً مزورا ً أو مزيفا ً مع علمه بذلك .<br />

هذا بالإضافة إلى وجود مصلحتين تابعتين لبنك الجزائر تتولى متابعة حوادث الدفع وهما<br />

:<br />

-<br />

مركزية عوارض الدفع التي تم إنشاؤها بموجب النظام<br />

03/92<br />

1992 مارس 22 المؤرخ في<br />

-<br />

من أجل تجميع المعلومات<br />

المرتبطة بعوارض دفع الشيكات لعدم كفاية الرصيد والقيام بتبليغ هذه المعلومات إلى الوسطاء الماليين المعنيين،‏ حيث يهدف<br />

4<br />

إلى تطهير النظام المصرفي من المعاملات التي تنطوي على العناصر الغش وخلق قواعد للتعامل المالي يقوم على أساس الثقة<br />

من هذا المنطلق تعد هذه المديرية بيانا إحصائيا كل شهر وكل سنة،‏<br />

مديرية الشبكة التي تم بوسائل الدفع غير المسددة من المدفوعات ما بين البنوك التي تمر بغرف المقاصة،‏ وهي تعد نشرة<br />

إحصائية شهرية وسنوية حول إجمالي وسائل الدفع المتبادلة في غرف المقاصة.‏<br />

-3<br />

إعادة الاعتبار لوسائل الدفع التقليدية :<br />

لقد تم في إطار إعادة الاعتبار لوسائل الدفع التقليدية وللحد من هيمنة النقود على المعاملات<br />

جديد للصك ووسائل الدفع الأخرى يدخل حيز التطبيق ابتداء من 01<br />

التجارية،‏ إدخال جهاز أمني<br />

سبتمبر 2006.<br />

ويتضمن هذا المشروع الاستعمال الإجباري لوسائل الدفع بالنسبة للمبالغ التي تزيد عن<br />

العملات الورقية،‏ وقد صدر مرسوم يخص هذا المشروع،‏ إذ يتعلق الأمر بالمرسوم التنفيذي رقم<br />

50000<br />

442-05<br />

دج سعيا للحد من تداول<br />

12 مؤرخ في<br />

نوفمبر 14 الموافق ل 1426<br />

شوال<br />

5<br />

، 2005 والذي يبين الحد المطبق على عمليات الدفع التي يجب أن تتم بوسائل الدفع وعن طريق<br />

القنوات البنكية والمالية بحيث تنص المادة الثانية من هذا المرسوم على<br />

:<br />

50000)<br />

‏"يجب أن يتم كل دفع يتجاوز مبلغ خمسين ألف دينار<br />

دج)‏ بواسطة صك،‏ تحويل،‏ بطاقة دفع،‏ الاقتطاع،‏ السفتجة،‏ السند لأمر وكل وسيلة دفع كتابية أخرى"،‏ ويستثني هذا<br />

القانون الأشخاص الطبيعيين غير المقيمين في مادته الثالثة كما يلي:‏ ‏"يجوز للأشخاص الطبيعيين غير المقيمين في الجزائر أن يدفعوا نقدا<br />

مبلغا يفوق الحد المذكور في المادة<br />

02<br />

أعلاه،‏ شريطة تبرير صفتهم كغير مقيمين".‏<br />

أما من يخالف أحكام هذا المرسوم فسيعاقب بدفع غرامة مالية وذلك حسب المادة<br />

04<br />

التي تنص على ما يلي : ‏"أي شخص<br />

7<br />

6<br />

كان يقبل الدفع بطريقة مخالفة للمادة (06) ، يعاقب بغرامة مالية تقدر ب 50000 دج إلى 500000 دج"‏ .<br />

مما يعني أن من يقوم بالدفع نقدا في العمليات التي تفوق<br />

تتراوح من دج إلى<br />

عليه المادة الخامسة من نفس القانون.‏<br />

50000<br />

500000<br />

50000<br />

دج،‏ باستثناء غير المقيمين،‏ فستسلط عليه غرامة مالية<br />

دج،‏ وسريان مفعول هذا المرسوم يكون ابتداء من أول سبتمبر 2006، حسب ما نصت<br />

40


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

وعليه فابتداء من سبتمبر<br />

عمليات الدفع التي تكون أكثر من<br />

2006<br />

50000<br />

الجزائريون سواء كانوا أفرادا ً أو مؤسسات لن يتمكنوا من استعمال السيولة النقدية في<br />

500 دج ‏(حوالي<br />

القانون في بادئ الأمر باستخدام الشيك ثم بوسائل الدفع الأخرى التي نص عليها القانون.‏<br />

أوروا)،‏ وذلك بقوة القانون ما عدا غير المقيمين،‏ وسيتم تنفيذ هذا<br />

لكن حسب وجهة نظرنا فإن هذا القانون لن يحد من استعمال السيولة النقدية كما هو متوقع لها،‏ لأن السوق الموازية تلعب<br />

دورا ً كبيرا ً في اقتصاد الجزائر وبالتالي ستصعب من تحقيق هدف هذا القانون الجديد،‏ حيث بلغ حجم هذه السوق سنة<br />

8<br />

2004 نسبة<br />

%30<br />

من الناتج المحلي أي ما يقارب<br />

19<br />

مليار$،‏ حيث يسيطر الاقتصاد الموازي على %40 من الكتلة النقدية في الجزائر.‏<br />

كذلك في إطار إعادة الاعتبار لوسائل الدفع التقليدية،‏ بدأت الجزائر في تطبيق مشروع يتعلق بتحديث طرق التحصيل ومعالجة<br />

هذه الوسائل خاصة منها الشيك لأهميته مقارنة بوسائل الدفع الأخرى،‏ إذ ترمي هذه العملية إلى إلغاء المادية لوسائل الدفع والاقتصار<br />

على تبادل المعطيات باستخدام الصور الالكترونية عوضا عن التبادل المادي وذلك باستخدام أجهزة SCANNER"<br />

الإطار تقوم البنوك بما يلي<br />

9<br />

" ، وفي هذا<br />

:<br />

التسجيل الرقمي للشيكات،‏ والتي تكون قيمتها أقل من<br />

دج،‏ 50000<br />

التسجيل الرقمي وتصوير الشيك باستخدام جهاز سكانير،‏ وذلك للشيكات التي مبالغها تكون بين<br />

و‎200000‎ دج،‏<br />

دج 50000<br />

التسجيل الرقمي وتصوير الشيك بجهاز سكانير وتحويل ورقة الشيك للأرشيف وذلك عندما يكون مبلغه أعلى من<br />

دج.‏ 200000<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ويجب أن تحترم البنوك مواعيد المعالجة،‏ بحيث يجب على كل بنك إرسال الشيكات للمقاصة في مدة أقصاها يومان،‏ ويجب أن<br />

10<br />

تتم المقاصة في مدة أقصاها ثلاثة أيام .<br />

كما أن هناك مشروع يتم العمل عليه ويتعلق بالناحية القانونية من أجل محاربة الشيكات بدون رصيد،‏ يجعل البنوك تتصل بمراكز<br />

الشيكات غير المدفوعة،‏ قبل إصدار دفتر الشيكات،‏ وضرورة الإعلان على مستوى هذا المركز عن كل عملية إصدار شيك بدون<br />

رصيد أو غير كافي الرصيد،‏ كما يتم أيضا مراجعة القانون التجاري ليتضمن الوسائل الجديدة والمتطورة كالاقتطاعات وبطاقات<br />

الدفع.‏<br />

في هذا الإطار تم تشكيل مجموعة عمل مكلفة بالمراجعة الإجمالية للقانون التجاري الجزائري،‏ لوضع التعديلات المناسبة لاقتصاد<br />

السوق،‏ ويشمل المشروع أيضا مراجعة القانون المدني وإدراج التوقيع الالكتروني كدليل إثبات،‏ وذلك في إطار تطوير العمليات<br />

التجارية والمالية،‏ وهذا حسب<br />

11<br />

وزير العدل وحافظ الأختام .<br />

لتحديث وسائل الدفع في الجزائر لا بد أولا ً من تحديث النظام بكامله،‏ ومنذ بضع سنوات كثر الحديث في الجزائر عن ضرورة<br />

تطوير القطاع المالي والمصرفي والذي يشمل نظام الدفع،‏ حيث ينصرف مدلول التحديث إلى إدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال<br />

في النشاط المالي والمصرفي،‏ مع ما يتطلب ذلك من تحديث كل من أنظمة الدفع والسحب،‏ الائتمان،‏ التحويلات المالية،‏ الخدمات<br />

المصرفية ‏(مثل كشوف الحسابات)،‏ التنظيم الداخلي للمصرف.‏<br />

41


وسائل الدفع التقليدية في الجزائر – الوضعية و الآفاق –<br />

_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

-4<br />

تحديث نظام الدفع في الجزائر :<br />

يتكون نظام الدفع لدولة ما من الهيئات المالية الوسيطة،‏ عمليات التسوية ‏(المقاصة)‏ ووسائل الدفع سواء الكتابية<br />

أو الالكترونية،‏ والهيئات في الجزائر التي تتدخل مباشرة في خلق و/أو تسيير وسائل الدفع هي<br />

الهيئات والمؤسسات المالية،‏<br />

- البنوك التجارية،‏ - بنك الجزائر،‏ :-<br />

الخزينة العمومية،‏ -<br />

-<br />

مراكز الصكوك البريدية.‏<br />

ويعتبر<br />

نظام الدفع لدولة ما مؤشرا ً لمدى فعالية ونشاط اقتصاد تلك الدولة،‏ خاصة بمفهوم اقتصاد السوق،‏ ويجب أن يتضمن هذه<br />

النظام نظام معلوماتي واتصالات بين الهيئات المكونة له.‏<br />

فتطور المؤسسات وتقدمها فيما يخص الوساطة البنكية متعلق بتطور وسائل الدفع،‏ حيث أن التكنولوجيات الجديدة لتحويل<br />

البيانات والتطور في المعلوماتية تعتبر القواعد الأساسية للتحسين الفعال في مجالات الدفع سواء في الدول المتقدمة أو الدول السائرة في<br />

طريق النمو.‏<br />

يجب أن يضمن تطوير نظام<br />

−<br />

−<br />

−<br />

12<br />

دفع أي دولة تحقيق الأهداف الآتية :<br />

تبني نظام دفع وقوانين تناسب حاجيات المستخدمين ‏(خواص،‏ مؤسسات وإدارات)‏ وإلزامية تحقيق اقتصاد متطور تتطلب<br />

التكفل بنشر استخدام وسائل دفع الكترونية،‏<br />

تخفيض فترات المقاصة خاصة المتعلقة بعمليات التبادل خارج مكان الدفع والتي تستخدم وسائل الدفع الورقية ‏(شيك،‏ سند<br />

لأمر،‏ سفتجة)،‏<br />

تعميم وتحسين ميكانيزمات تغطية الشيكات ووسائل الدفع الأخرى التي تعتمد على الدعامة الورقية،‏ وكذلك نظام<br />

التحويلات.‏<br />

وتحاول اموعة البنكية الجزائرية تحقيق خمس نقاط هي<br />

:<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

تطوير شبكة اتصالات بنكية،‏<br />

استخدام هذه الشبكة بما يتلاءم وتسيير وسائل الدفع والعمليات البنكية،‏<br />

وضع في المتناول نظام معلوماتي للبنوك يسمح بتوسيع العمليات عن بعد،‏<br />

انطلاق الأعمال المتضمنة تنسيق،‏ تنظيم وتسيير وسائل الدفع التي تعتمد على الدعائم الورقية،‏ تأليتها لأقصى حد ومحاولة<br />

تخفيض مدة معالجتها،‏<br />

وضع مقاصة الكترونية بالتنسيق مع البنك المركزي.‏<br />

وفي هذا الإطار تم وضع مشاريع وطنية في الفترة<br />

2002-2001<br />

لتطوير و تحديث النظام المالي وتبنى هذا المشروع وزارة المالية<br />

والوزير المنتدب المكلف بالإصلاح المالي،‏ بنك الجزائر،‏ وزارة البريد والمواصلات،‏ الجمعية المهنية للمؤسسات المصرفية والمالية وهذا<br />

بالتعاون التقني والمالي للبنك العالمي،‏ حيث تتعلق هذه المشاريع بتطوير وتحديث طرق معالجة وسائل الدفع الكلاسيكية ‏(الشيك،‏<br />

التحويل،‏ السفتجة،‏ السند لأمر)‏ من خلال المقاصة الالكترونية،‏ وتبني إجراءات تحد من حالات الغش والتزوير لهذه الوسائل،‏ كما<br />

تشمل هذه المشاريع إدخال وسائل دفع الكترونية ‏(بطاقة السحب والدفع)،‏ هذا بالإضافة إلى مشروع يخص التحويلات ذات المبالغ<br />

42


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

التي تفوق مليون دج حيث سيتم معالجتها في الوقت الحقيقي ،(RTGS) وشملت هذه المشاريع أيضا تطوير الاتصالات عن بعد،‏<br />

13<br />

وهذا بالاستناد إلى تحديث نظام الدفع وتطوير نظام المعلوماتية لبنك الجزائر وفي إطار هذا المشروع استفادت الجزائر بمساعدة من<br />

البنك العالمي تقدر ب<br />

16,5<br />

14<br />

مليون دولار أمريكي .<br />

أما أهداف هذا المشروع فتركز على النقاط التالية<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

وضع في المتناول بنية تحتية تسمح بأكبر فعالية لمعالجة العمليات داخل البنوك والسوق المالي وخاصة تطوير نظام الدفع<br />

للمبالغ الكبيرة،‏<br />

تطوير النظام المعلوماتي لبنك الجزائر،‏ إذ يعتبر ذلك ضرورة مكملة لتطور نظام الدفع ومعالجة العمليات التي تخص السياسة<br />

النقدية،‏ تغطية الصرف،...الخ،‏<br />

تطوير المعايير المستقبلية لنظام المقاصة للصفقات ذات المبالغ الصغيرة،‏ وهو شرط حتمي لتطورها،‏<br />

تقوية و دعم البنية التحتية للاتصالات عن بعد بين بنك الجزائر والمقرات الاجتماعية للبنوك،‏ الهيئات المالية،‏ مراكز الصكوك<br />

البريدية،‏ الخزينة العمومية وشبكة الاتصالات عن بعد ستساهم حتما في تسهيل عمليات التبادل ومعالجة قطعة بقطعة<br />

عمليات الدفع وتبادل البيانات والمعلومات بين وعبر البنوك.‏<br />

وينتهي هذا المشروع بنظام دفع بين البنوك متطور يحقق مستوى دفع للمبالغ الكبيرة في الوقت الحقيقي ونظام الدفع الشامل<br />

للمبالغ الصغيرة والمتوسطة،‏ الذي يضمن ويؤمن تحويل الأموال بطريقة فعالة،‏ آمنة وسريعة.‏<br />

ترقية استعمال وسائل الدفع الكلاسيكية وذلك حتى تحل محل النقود في الجزائر،‏ وهذا لن يتم إلا بتحسين النوعية و<br />

التخفيض في مدة المعالجة و التسوية،‏<br />

15<br />

توحيد وسائل الدفع وتوحيد مقاييس التبادل .<br />

وفي إطار هذا المشروع تم وضع برنامج أعمال يتكون من أربع مجموعات تعمل على مستوى البنوك وهذا بحضور مستشاري<br />

البنك العالمي من أجل دراسة المشروع،‏ حيث تجتمع هذه اموعات بطريقة منتظمة على مستوى البنك المركزي لمناقشة الأعمال<br />

المحققة وطريقة العمل،‏<br />

16<br />

ويتعلق الأمر باموعات التالية :<br />

-1<br />

مجموعة " الهندسة الإجمالية"‏<br />

:<br />

تتكفل بالمبادلات بين البنوك ومركز المقاصة التي تتم بشكل الكتروني،‏ انطلاقا من التجريد المادي<br />

"dématérialisation" للشيك وذلك باستخدام تقنية صورة الشيك،‏ وتكون البداية بالشيكات ذات المبالغ الكبيرة،‏ حيث تتكفل<br />

هذه اموعة بكافة النقاط المتعقلة بتطوير الشيك والمقاصة الالكترونية،‏ والاعتماد على الدعائم الالكترونية بدلا من الورقية،‏<br />

-2<br />

مجموعة ‏"وسائل الدفع"‏<br />

:<br />

للنقود DAB<br />

تقوم اموعة بتحليل نوعي لمختلف وسائل الدفع الكلاسيكية بالإضافة للسحب من الموزعات الآلية<br />

والدفع بالبطاقة مع محاولة معرفة ايجابيات ومشاكل هذا النظام من وجهة نظر البنك المركزي،‏ البنوك التجارية وحتى<br />

العملاء لمحاولة إيجاد الحلول،‏ بالإضافة إلى تحليل كمي لوسائل الدفع يعتمد على التدفقات الحالية والمتوقعة مما يسمح بمعرفة حدود<br />

النظام المعلوماتي الحالي للبنوك مدى قدرته على إعداد إحصائيات حول حركة وسائل الدفع.‏<br />

43


وسائل الدفع التقليدية في الجزائر – الوضعية و الآفاق –<br />

_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

-3<br />

اموعة ‏"النقدية"‏<br />

:<br />

-4<br />

يتلخص عملها في دراسة القواعد الرئيسية لوضع نظام بين البنوك حول الدفع والسحب بالبطاقة البنكية،‏<br />

كما قامت اموعة بمناقشة العراقيل التي تواجهها النقدية في الجزائر،‏ كما ناقشت المواضيع المتعلقة بأنواع البطاقات الوطنية والدولية،‏<br />

نوع البطاقة ذات رقاقة من نوع ،EMV عمولة البنك،‏ دراسات السوق،‏ طبيعة بنية البنوك.‏<br />

مجموعة ‏"القانون"‏<br />

:<br />

يرتكز عملها على واقع معالجة حوادث عدم الدفع من وجهة النصوص القانونية،‏ وكذلك الوضعية الحالية<br />

لعملية توحيد مختلف وسائل الدفع التي لا تتميز بتماثل وطني.‏<br />

-5<br />

المكونات الرئيسية لمشروع تحديث نظام الدفع في الجزائر<br />

:<br />

من أهم ما طرح في إطار تحديث نظام الدفع في الجزائر والجاري العمل به ابتداء من سنة 2006 هو<br />

:<br />

-<br />

-<br />

نظام الدفع للمبالغ الكبيرة والذي يطلق عليه نظام الدفع الفوري للمبالغ<br />

الكبيرة RTGS"<br />

أي<br />

Le Système De<br />

Réel" ،"Paiement De Gros Montants En Temps ويقوم هذا النظام بعمليات تحويل المبالغ الكبيرة إذ تصنف<br />

بأا عمليات استعجاليه،‏<br />

نظام الدفع الشامل أو المكثف<br />

"Le Système de Paiement de Masse"<br />

مل وسائل الدفع التقليدية والالكترونية،‏ بمعنى المعالجة الالكترونية للمبالغ الصغيرة والمتوسطة.‏<br />

ويقوم هذا النظام المقاصة الآلية والالكترونية<br />

:<br />

أولا-‏ نظام الدفع الفوري للمبالغ الكبيرة يعرف نظام الدفع الفوري للمبالغ الكبيرة ‏"بأنه نظام يخص أوامر الدفع التي<br />

تتم ما بين البنوك باستخدام التحويلات البنكية أو البريدية للمبالغ الكبيرة أو للدفع الفوري المحقق من قبل المشاركين في هذا<br />

18<br />

17<br />

النظام"‏ ، وهو نظام يخص ما يلي :<br />

RTGS<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الأموال المحولة بين البنوك أو مع البنك المركزي،‏ مما يسمح بتحسين طريقة تسيير السيولة والاحتياط الإجباري بتقليل<br />

المخاطر التنظيمية،‏<br />

المعالجة السريعة للمدفوعات التجارية بين المؤسسات والذي له أهمية كبيرة نظرا لأنه يساهم في ترقية التجارة وتطوير<br />

الاقتصاد،‏<br />

تنظيم الصفقات التي تتم في أسواق رأس المال كالبورصة والسوق النقدي،‏ مما يحسن ويزيد من تطورها،‏<br />

ويسمح هذا النظام بتنظيم أوامر تحويل الأموال التي تعادل وتفوق مليون دينار ومعالجتها في الوقت الحقيقي على أا عمليات<br />

19<br />

استعجالية وفورية وبصورة إجمالية ‏(عملية بعملية)‏ وذلك دون تأجيل،‏ أي أنه يخص فقط عمليات الدفع التي تتم بالتحويلات .<br />

أما المشاركون في هذا النظام فهم<br />

20<br />

نوعان ، مشاركون بصورة مباشرة ‏(مرتبطون مباشرة بنظام RTGS المنظم من طرف بنك<br />

الجزائر)‏ و مشاركون بصورة غير مباشرة ‏(الولوج للنظام يتم باستخدام خدمات المشاركين المباشرين)،‏ ويتحمل هذان النوعان<br />

المسؤولية الكاملة فيما يتعلق بعمليام الحسابية المفتوحة لدى نظام<br />

RTGS<br />

التدفقات المتعلقة بالتحويل من بنك إلى أخر ومن حساب عميل إلى آخر.‏<br />

والحسابات لدى بنك الجزائر،‏ وتخص هذه العمليات<br />

وقد شاركت كافة البنوك والمؤسسات المالية في هذا النظام بالإضافة للخزينة العمومية وبريد الجزائر وغيرها من الهيئات ليتم<br />

بواسطته إجراء كافة العمليات المصرفية والمالية بين البنوك وبين البنوك وبنك الجزائر،‏ منها التحويلات لفائدة أرصدة العملاء.‏ وتجدر<br />

الإشارة إلى أن هذا النظام دخل حيز التطبيق انطلاقا من<br />

21<br />

08 فيفري . 2006<br />

44


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

ثانيا-‏ نظام الدفع الشامل<br />

:<br />

يتعلق هذا النظام بتطوير وسائل الدفع وعمليات معالجتها سواء وسائل الدفع التقليدية أو الالكترونية<br />

‏(البطاقات البنكية)،‏ وفي سنة 2002 تم وضع مجموعة عمل تولت تسطير الاستراتيجيات المتعلقة بعمليات الدفع والدفع الشامل.‏<br />

ويتعلق الأمر بصفة خاصة بالمقاصة الالكترونية والتفكير في وضع النصوص القانونية لمثل هذا التطور،‏ ووضع شبكة للتحويل ونظام<br />

22<br />

معلوماتي للمشاركين أو المنخرطين في النظام،‏ كذلك وضع الشروط الملائمة لتطوير وسائل الدفع،‏ خصوصا،‏ الوسائل الالكترونية .<br />

وتخص العملية الدفع بالشيك،‏ التحويل،‏ السفتجة،‏ السند لأمر،‏ النقدية،‏ إشعار بالاقتطاع ‏(هي وسيلة دفع استعملت حديثا في<br />

الجزائر،‏ وهي تشبه التحويل حيث تسمح بتحويل أموال العملاء من حسام إلى حساب آخر،‏ فهو تصريح مستمر يعطيه المدين إلى<br />

دائنه لاقتطاع من حسابه دائما وفي تواريخ منتظمة وتستعمل هذه الوسيلة خصيصا لدفع الفواتير ‏(الكهرباء،‏ الغاز،‏ الماء..الخ)‏ وذلك<br />

23<br />

بطريقة منتظمة سواء للمبالغ الثابتة أو المستمرة)‏ .<br />

−<br />

−<br />

−<br />

24<br />

وفي إطار هذا المشروع يقوم بنك الجزائر مع اموعة البنكية بالتخطيط لما يلي :<br />

هندسة نظام المقاصة وذلك بوضع تبادل وسائل الدفع تحت الشكل الالكتروني ومجردة من الشكل المادي،‏ وضع أرشيف<br />

لوسائل الدفع الورقية التي سيتم معالجتها باستخدام أجهزة سكانير،‏ النظام المعلواتي،‏ كيفية إدارة وتسيير المقاصة،...)،‏<br />

التعريف بالنظام وبأهدافه،‏ نوع المشاركين،‏ الدور والمسؤوليات المسيرة للنظام،‏ الوسائل المعالجة وفق النظام،‏ مراقبة النظام،‏<br />

قوانين الأمان،‏ الشروط التقنية للدخول للنظام...الخ،‏<br />

تقدير الأسعار المكلفة للنظام.‏<br />

ونظام الدفع الشامل من صلاحية الوزير المنتدب المكلف بالإصلاح المالي،‏ وقد دخل المشروع حيز التنفيذ انطلاقا من<br />

2006. وتجدر الإشارة إلى أن نظام<br />

النظام و يفضل أن تتم في نفس يوم إجراء<br />

15<br />

RTGS<br />

ماي<br />

يكون على اتصال ذه المقاصة لتأمين تسوية الأرصدة المتعددة للمشاركين وتحويلات<br />

25<br />

المقاصة حتى يتم معالجتها في الوقت الحقيقي .<br />

أما من يتكفل بإدارة عمليات نظام التبادلات لمقاصة الدفع الشامل فهو مركز المقاصة المسبقة ما بين البنوك (CPI)<br />

–<br />

(Centre de Pré-compensation Interbancaire)<br />

-1<br />

-2<br />

تسيير التبادلات للمقاصة الالكترونية وأرشفة البيانات،‏<br />

تسيير تدفقات المبادلات و حساب الأرصدة المتعددة للمشاركين المختلفين لنظام<br />

26<br />

وهو فرع لدى بنك الجزائر والذي يتولى بالضبط أربع مهام هي :<br />

،RTGS<br />

-3<br />

-4<br />

الإشراف على عمل النظام،‏<br />

التحكم في ضمان سرية المعلومات المتبادلة بين البنوك.‏<br />

أما الهيئات التي تتدخل في نظام المقاصة الالكترونية من أجل عمليات الدفع الشامل فهي<br />

- :<br />

- بريد الجزائر،‏ -<br />

:<br />

الخزينة العمومية.‏<br />

بنك الجزائر،‏ ‏-البنوك التجارية،‏<br />

خلاصة يعتبر الجهاز المصرفي قطاعا ً حساسا ً داخل أي اقتصاد وبتواجده في مركز النشاطات الاقتصادية فإنه يلعب بذلك دور<br />

خطير،‏ ويتمثل أساس ًا في الوساطة المالية بين صاحب العجز المالي وصاحب الفائض المالي،‏ ولأداء هذا الدور يقدم أدوات ووسائل دفع<br />

45


وسائل الدفع التقليدية في الجزائر – الوضعية و الآفاق –<br />

_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

تسهل انتقال الأموال بأدنى تكلفة وفي أقصر وقت ممكن،‏ وهذه التقنيات تتطور بفعل تطور النشاطات البنكية،‏ وعليه أي تأخر في هذا<br />

اال قد يعرض الاقتصاد للشلل،‏ وهذا ما هو حاصل في الاقتصاد الجزائري.‏<br />

ولحسن الحظ أدركت البنوك الجزائرية حتمية تحسين خدماا لاسيما وسائل الدفع التي لا تحتل في الاقتصاد الجزائري المكانة<br />

والأهمية التي تتسم ا لدى الدول المتقدمة،‏ لذلك فأمام النظام المصرفي الجزائري الكثير من الأعمال والخطوات الواجب إتباعها لإعادة<br />

الاعتبار لوسائل الدفع التقليدية أولا،‏ وإدخال ثقافة وسائل الدفع الالكترونية ثانيا حتى تتخلص من الطابع النقدي الذي يميز هذا<br />

اتمع.‏<br />

وقد تميزت سنة<br />

2006<br />

بانطلاق عدة مشاريع في إطار تحديث وسائل الدفع سواء من طرف البنوك أو من طرف مؤسسة بريد<br />

الجزائر لدورها الكبير في عمليات الدفع في الجزائر،‏ وذلك بداية بمشروع البطاقات البنكية للسحب والدفع التي تغني عن حمل<br />

واستخدام السيول النقدية في عمليات الشراء،‏ ثم نظام الدفع الفوري للمبالغ الكبيرة ونظام الدفع الشامل الذي يخص المبالغ الصغيرة،‏<br />

هذا بالإضافة لصدور قانون يجبر على حتمية استخدام وسائل الدفع في العمليات التي تفوق<br />

المقاصة الالكترونية في منتصف هذه السنة.‏<br />

50000<br />

دج،‏ لتنتهي العملية بتطبيق<br />

يمكن القول بأن الجزائر بدأت تتبع الخطوات الصحيحة نحو تطوير وتحديث وسائل الدفع،‏ لكن الأمر لن ينته هنا بل عليها القيام<br />

بمزيد من الدراسات في هذا اال آخذة بعين الاعتبار تجربة الدول ااورة وحتى الدول المتقدمة من أجل تجنب المشاكل التي تتخبط<br />

ا،‏ كما يجب عدم التوقف عند البطاقات فحسب لنقول أن هذا النظام يطبق وسائل دفع الكترونية بل لا بد من خوض تجربة<br />

الوسائل الأخرى كالنقود الالكترونية والشيكات الالكترونية وغيرها نظرا لأهميتها خاصة في عالم التجارة الالكترونية،‏ مما سيساعد<br />

الجزائر على ممارسة التجارة الالكترونية،‏ عندما تبدأ في الاهتمام ذا النوع من التجارة العالمية.‏<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

الشيكات<br />

سفتجة + سند لأمر<br />

التحویلات<br />

المجموع<br />

الجدول (1) :<br />

العدد<br />

تطور حجم وسائل الدفع المقدمة للتحصيل بغرف المقاصة ببنك الجزائر للفترة<br />

‏(المبلغ بالمليون دج)‏<br />

.(2005-2003)<br />

2005<br />

2004<br />

2003<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

5804200 4417875 4737623 4308762 4367794 4399354<br />

107469 48271 91770 46720 120335 43206<br />

527220 452915 463515 470078 397668 489754<br />

6439889 4919061 5292908 4825560 4885797 4932314<br />

Source: "Mouvement Des Chambres De Compensation", Document Interne De La Banque D'algerie.<br />

(2) : الجدول<br />

2005<br />

2004<br />

2003<br />

%89,81 %89,29 %89,19<br />

%1,86<br />

%0,97<br />

%0,88<br />

%8,19<br />

%9,74<br />

%9,93<br />

%100<br />

%100<br />

%100<br />

Source: "Mouvement Des Chambres De Compensation", op.cit.<br />

الشيكات<br />

السفتجة + السند لامر<br />

التحویلات<br />

المجموع<br />

تطور نسبة وسائل الدفع في الجزائر للفترة (2005-2003).<br />

46


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الجدول (3) :<br />

وضعية الشيكات التي تم معالجتها عبر غرف المقاصة ببنك الجزائر في الفترة (2005-2003).<br />

‏(المبلغ بالمليون دج)‏<br />

2005<br />

2004<br />

2003<br />

شيكات قابل للدفع<br />

شيكات غير قابلة للدفع<br />

المجموع<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

5712930<br />

91270<br />

5804200<br />

4301608 4624978 4172795 4237801 4262974<br />

116267 112675 135967 129993 136380<br />

4417875 5292908 4825560 4367794 4399354<br />

Source: "Mouvement Des Chambres De Compensation", op.cit.<br />

حجم التحويلات التي تم معالجتها عبر غرف المقاصة ببنك الجزائر في الفترة (2005-2003).<br />

‏(المبلغ بالمليون دج)‏<br />

2005<br />

2004<br />

2003<br />

الجدول (4) :<br />

تحویلات قابلة للدفع<br />

تحویلات غير قابلة للدفع<br />

المجموع<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

526861<br />

359<br />

527220<br />

451183 463249 468522 397398 487891<br />

1732 266 1556 1863 324<br />

452919 643515 470078 397668 489754<br />

Source: "Mouvement Des Chambres De Compensation", op.cit.<br />

الجدول (5) :<br />

حجم السندات لأمر و السفتجات المقدمة لغرف المقاصة ببنك الجزائر في الفترة (2005-2003).<br />

‏(المبلغ بالمليون دج)‏<br />

2005<br />

2004<br />

2003<br />

‏(السفتجة + سند لأمر)‏ القابلة للدفع<br />

‏(السفتجة + سند لأمر)‏ غير القابلة للدفع<br />

المجموع<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

92945<br />

15524<br />

108469<br />

42058 84394 42<strong>09</strong>9 101199 39414<br />

6213 7376 4621 19136 3792<br />

48271 91770 46720 120335 43206<br />

Source: "Mouvement Des Chambres De Compensation", op.cit.<br />

تطور بنية وسائل الدفع غير القابلة للدفع المعروضة على غرف المقاصة ببنك الجزائر الفترة (2005-2003).<br />

‏(المبلغ بالمليون دج)‏<br />

2005<br />

2004<br />

2003<br />

الجدول (6) :<br />

الشيكات<br />

سفتجة + سند لأمر<br />

التحویلات<br />

المجموع<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

91270<br />

15524<br />

359<br />

107153<br />

116267 112675 135967 129993 136380<br />

6213 7376 4621 19136 3792<br />

1732 266 1556 269 1863<br />

124212 120317 12144 149398 142035<br />

Source: "Mouvement Des Chambres De Compensation", op.cit.<br />

الجدول (7) : حجم الشيكات غير القابلة للدفع في الجزائر<br />

لسنتي 2004 و 2005. ‏(المبلغ بالمليون دج)‏<br />

2005<br />

2004<br />

الشيكات بدون رصيد (1)<br />

أسباب أخرى ‏(تواقيع غير مطابقة،‏ حساب مجمد بسبب حجز أو توقيف...)‏<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

العدد<br />

المبلغ<br />

62366<br />

28904<br />

91270<br />

68,33<br />

79522<br />

36745<br />

116267<br />

68,40<br />

80845 98132<br />

31830 37835<br />

112675 135967<br />

المجموع (2)<br />

71,75 72,17<br />

المعدل (2/1)<br />

Source: "Mouvement Des Chambres De Compensation", op.cit.<br />

47


_____________________________________________________________________________________________________________________<br />

وسائل الدفع التقليدية في الجزائر – الوضعية و الآفاق –<br />

.2005<br />

الإحالات والمراجع :<br />

يايسي فريد،‏ الملتقى الذي نظمه مركز تطوير التكنولوجيا الحديثة بالتعاون مع الشركة الكندية لمحطات الدفع الالكتروني المباشر،‏ 14 ديسمبر<br />

2<br />

- "Système De Paiements éléments Pour Une Solution Interbancaire", BNA Finance, 2 éme Année,<br />

N°6, Octobre/Décembre 2003, p31.<br />

3<br />

- وزارة العدل،‏ ‏"قانون العقوبات"،‏ الديوان الوطني للأشغال العمومية،‏ 1999، ص 105.<br />

4<br />

- بلهاشمي جيلالي طارق،‏ ‏"الإصلاحات المصرفية في الجزائر"،‏ مجلة آفاق،‏ العدد 04، الجمعية العلمية الثقافية،‏ كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير،‏<br />

- 1<br />

جامعة البليدة،‏ سبتمبر 2005، ص 60.<br />

5<br />

- مرسوم تنفيذي رقم 442-05، مؤرخ في 06 فبراير 2005، الصادر بالجريدة الرسمية،‏ رقم 75، بتاريخ:‏ 20 نوفمبر 2005.<br />

6<br />

- المادة 06 من نفس القانون تنص على ‏"كل دفع بمبلغ أعلى من القيمة المحددة من قبل القانون يجب أن تتم عن طريق وسائل الدفع عبر الدوائر البنكية<br />

فيفري 2005.<br />

ماي 2006،<br />

http:// www.arabic.peopledaily.com.<br />

والمالية".‏<br />

المادة 31، المرسوم التنفيذي رقم 01-05، المؤرخ في 06 فبراير 2005، الصادر بالجريدة الرسمية،‏ رقم 11، تاريخ:‏ <strong>09</strong><br />

‏"وزير الخارجية:‏ 250 مليون دولار خسائر الجزائر من السوق الموازية"،‏ الجزائر،‏ ‏(على الخط)‏ 20<br />

9 -"Trois Etapes Pour Un Nouveau Système De Paiement", BDL Revue, N°03, Décembre, 2004, p 21.<br />

10 -"Normes Interbancaires De Gestion Automatiser Des Instrument De Paiement", Document Interne De La<br />

Banque D'Algérie, Février 2005, p [19-23].<br />

11 - "Nouvelles Dispositions Pour Les Emission De Chèques", Media Banque, N°78, Juillet 2005,<br />

p23.<br />

12 -"Les Existence D'une Economie Moderne Et Perforante", Media Banque, Le Journal Interne De<br />

La Banque D'Algérie, N° 76, Février/Mars 2005, p 13.<br />

13 -"Modernisation Des Moyens De Paiement", BNA REPERE, 2 eme Année, N°13, Février 2003, p 1.<br />

14 -"Evolution Economique Et Monétaire En Algérie", Rapport 2002, Banque D'Algérie,<br />

Juin 2002, p 69.<br />

15 -"Evolution Economique Et Monétaire En Algérie", Rapport 2001, Banque D'Algérie, Juillet 2002, p 56.<br />

16 -"Réforme De L'infrastructure Du Système Et Instruments De Paiements", BNA Finance, N° 3,<br />

Janvier/Mars 2005, p [22-23].<br />

17 -Abdelhamid Hadj Arabe, "Les Risques Lies Aux Systèmes De Paiement", Media Banque, Le Journal<br />

Interne De La Banque D'Algérie, N°81, Décembre 2005/Janvier 2006, p [10-13].<br />

18 - "Evolution Economique Et Monétaire En Algérie", Rapport 2001, op.cit, p 71.<br />

19 -"Système De Paiement RTGS", Média Banque, op.cit, N°67, 2003, p [12-13].<br />

20 -"Système RTGS", Document Interne De La Banque D'Algérie, 13 Mai 2005, p 34.<br />

21 - op.cit, p [15-16]<br />

22 -"Evolution Economique Et Monétaire En Algérie", Rapport 2002, op.cit, p 3.<br />

23 -"AVIS De Prélèvement", vue le: 18 Mars 2006, http//: www.cir.fr.<br />

24 -"Evolution Economique Et Monétaire En Algérie", Rapport 2001, op.cit, p 58.<br />

25 -" Le Système De Paiements", BNA Finance, N° 5, 2 eme Année, Septembre 2003, p 24.<br />

26 -"Normes Interbancaires De Gestion Automatiser Des Instrument De Paiement", Document Interne De<br />

La Banque D'Algérie, Février 2005, p 5.<br />

7<br />

-<br />

8<br />

-<br />

48


مبررات ودوافع التوجه الحديث لأنظمة الصرف الدولية<br />

- دراسة حالة سعر صرف الدينار الجزائري-‏<br />

مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

- 49 -<br />

:<br />

:<br />

بربري محمد أمين<br />

جامعة الشلف،‏ الجزائر<br />

ملخص قامت الكثير من الدول النامية باتخاذ جملة من الإصلاحات الاقتصادية قصد مواكبة تطور الاقتصاد العالمي،‏ وعلى رأس هذه<br />

الإصلاحات هو إعادة النظر إلى نظام الصرف القادر على إعطاء دفع ودعم قوي للاقتصاد الوطني.‏ والجزائر كغيرها من الدول تبنت الخطوة<br />

الانتقالية للاقتصاد محاولة في ذلك الخروج من الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر،‏ ومن بين الجوانب التي حظيت باهتمام كبير من قبل السلطة<br />

النقدية هو العمل على رسم خطة إستراتيجية قصد إعطاء قيمة حقيقية للعملة الوطنية من خلال تبني خطوات تدريجية لتحرير سعر صرف الدينار<br />

الجزائري.‏ كل هذا قصد المساهمة في إحداث تغيير وجهة سلوك العديد من المتغيرات الاقتصادية إلى الاتجاه المرغوب تماشيا ً مع الإصلاحات<br />

والأهداف الاقتصادية.‏<br />

الكلمات المفتاحية : أنظمة سعر الصرف،‏ ظاهرة التفريغ،‏ الدينار الجزائري.‏<br />

؛ 2-<br />

-1<br />

-1<br />

تمهيد يعيش الاقتصاد العالمي اليوم جملة من التحولات الاقتصادية،‏ وعلى رأسها أنظمة الصرف الدولية التي أصبحت تتجه<br />

نحو إعطاء قدر كبير من المرونة،‏ بعد أن أثبتت الأنظمة الوسيطة فشلها لمواجهة تحديات العولمة الاقتصادية وخاصة التوسع<br />

الهائل والضخم لحركة رؤوس الأموال ؛ والدينار الجزائري سلك هو الآخر مسلك هذه الظاهرة من خلال تدخل السلطة<br />

النقدية الجزائرية بداية بإحداث جملة من الانزلاقات التدريجية في سنة 1987، وتبعتها جملة من الإصلاحات والتعديلات<br />

التدريجية إلى أن أصبحت العملة الوطنية تعيش حاليا ً تحت كنف ما يسمى بنظام التعويم المدار،‏ وهذا كله قصد تقريب الدينار<br />

الجزائري من قيمته الحقيقية وجعله متغير يلعب دوره المهم في التأثير على مختلف المتغيرات الاقتصادية الكلية والجزئية.‏<br />

دفعنا هذا الاهتمام إلى طرح إشكالية البحث التالية : " ما مدى تكيف الدينار الجزائري مع التوجه الحالي لأنظمة الصرف"‏ ؟<br />

وقصد الإلمام بجوانب هذا الموضوع قسمنا هذا البحث إلى محوريين رئيسين هما :<br />

التوجه الحديث لأنظمة الصرف الحديثة الدينار الجزائري أمام ظاهرة التعويم.‏<br />

التوجه الحديث لأنظمة الصرف الدولية<br />

عقب ايار نظام ‏"بريتون وودز"‏ عرف النظام النقدي الدولي عدة أنظمة للصرف،‏ كانت تصب بين طرفي نظام الصرف<br />

الثابت ونظام الصرف العائم الذي يعتبر بمثابة تحور حاصل في الأنظمة المتبعة على امتداد التطور التاريخي له.‏<br />

ترتيبات أنظمة الصرف الحديثة : يتضمن الجدول (1) قائمة تحتوي على تسعة ترتيبات سائدة اليوم ، لخصها العالم<br />

الاقتصادي سنة 1999، وهي مرتبة من الأعلى إلى الأسفل حسب درجة الثبات.‏ وتتضمن : الترتيبات الحديثة:‏<br />

الترتيبات الثابتة بحق،‏ مثل منطقة الفرنك للجماعة المالية الإفريقية ؛ ومجالس إدارة العملة التي تستحوذ فيها السلطة النقدية<br />

على مائة في المائة من الاحتياطات بالعملة الأجنبية مقابل القاعدة النقدية،‏ ويتغير فيها عرض الأموال تلقائيا ً مع حالة ميزان<br />

المدفوعات،‏ ولا يكون فيها دور للسياسة النقدية الاستنسابية بما في ذلك المقرض الأخير ؛ والدولرة التي تذهب خطوة أخرى<br />

إلى الأمام وتقضي على العملة الوطنية تماما ً ‏(أو بشكل أكثر عمومية،‏ اتخاذ عملة أجنبية أخرى كعملة إبراء قانونية)‏ ؛<br />

واتحادات العملة التي تأخذ فيها الدول الأعضاء بنفس العملة.‏<br />

-<br />

-<br />

1<br />

-<br />

-<br />

Frankel<br />

-<br />

-1-1<br />

وتتراوح الترتيبات الوسيطة من : الربط القابل للتعديل الذي يمكن في إطاره للبلدان أن تعدل دوريا ً عمليات الربط<br />

الخاصة ا ؛ إلى الربط المتحرك الذي يعدل فيه الربط بانتظام في مجموعة من عمليات تخفيض القيمة ؛ إلى الربط بسلة<br />

عملات الذي يحدد فيه سعر الصرف حسب سلة مرجحة من العملات الأجنبية،‏ إلى المناطق أو النطاقات المستهدفة التي<br />

تتدخل فيها السلطات عندما يصل سعر الصرف إلى هوامش معلن عنها من قبل،‏ على أي من جانبي سعر التعادل المركزي<br />

وتمتاز هذه الترتيبات بضيق التقلب.‏ وأسعار الصرف العائمة التي تنقسم إلى أسعار الصرف العائمة الحرة التي لا تتدخل<br />

فيها السلطات وتسمح فيها لسعر الصرف بأن تحدده قوى السوق ؛ وأسعار الصرف العائمة الموجهة التي يتم التدخل فيها<br />

للمساندة ؛ والخط الفاصل بين الترتيبات الثابتة والترتيبات الوسيطة هو ما إذا كانت السياسة إلزامية إلى التثبيت تمثل التزام<br />

-<br />

-<br />

- :<br />

-


مبررات ودوافع التوجه الحديث لأنظمة الصرف الدولية<br />

مؤسسيا ً،‏ والخط الفاصل بين الترتيبات الوسيطة وترتيبات التعويم هو ما إذا كان هناك نطاق مستهدف محدد تتدخل السلطة<br />

في إطاره.‏ وفي العموم نجد في الأخير أن أنظمة الصرف تنقسم في مجملها إلى نظامين:‏ نظام الصرف الثابت،‏ ونظام الصرف<br />

المرن.‏ بحيث أن النظام الأول يتم فيه تثبيت قيمة العملة إلى قاعدة نقدية معينة،‏ على غرار النظام الآخر تترك قيمة العملة<br />

تحددها قوى السوق.‏ مع أن النظامين يتعرضان إلى شيء من التعديل من قبل السلطات النقدية،‏ محدثة في ذلك تغييرا ً في<br />

ميكانيزم النظامين ووجهة حركة قيمة العملة الوطنية،‏ هذا ما جعل النظام النقدي الدولي يعيش نوع من الأنظمة المختلفة<br />

سالفة الذكر.‏ إن المفاضلة بين نظامي الصرف المرن والصرف الثابت غير ممكن بشكل عام،‏ ولكن يرتكز الاختيار على عدد<br />

من العوامل تتمثل في الأهداف الاقتصادية التي يسعى إلى تحقيقها مصممو السياسات الاقتصادية،‏ ومصدر الصدمات التي<br />

يتعرض لها الاقتصاد،‏ بالإضافة إلى سماته الهيكلية،‏ وفي ضوء ذلك فإن تغير الأهداف ومصادر الصدمات وهيكل الاقتصاد كلها<br />

أمور تستدعي تغييرا ً في نظام الصرف الأنسب والأمثل للاقتصاد المعني.‏<br />

و وصندوق النقد الدولي على أن سعر الصرف العائم<br />

ويتفق كل من و<br />

يوفر لإقتصاد البلد الحماية من الصدمات الحقيقية مثل التغير في الطلب على الصادرات أو في معدلات التبادل التجاري،‏ في<br />

حين يكون سعر الصرف الثابت مرغوبا ً في حالة التصدي للصدمات الاسمية مثل حدوث تحول في الطلب على النقد،‏ وبالتالي<br />

فإن الخيار السليم يتوقف على قدرت السلطات ) النقدية والمالية ( على تحديد مصدر وطبيعة الصدمات ) إسمية أو حقيقية (<br />

إن كانت مؤقتة أو دائمة ويمكن أن نلخص هذه الحالات في الجدول (2).<br />

S.Fisher<br />

- 50 -<br />

Mundell-fleming<br />

Friedman<br />

-2-1<br />

ظاهرة التفريغ التي تعيشها أنظمة الصرف الدولية : إن الكثير من اقتصاديات الدول وأمام العولمة الاقتصادية تبنت<br />

في السنوات الأخيرة نظم لسعر صرف عملاا مبتعدة عن نظم الربط المرنة بعملات أخرى،‏ التي أصبحت أحد العوامل في<br />

كل أزمة مالية كبرى ابتدءا ً من أزمة المكسيك في اية عام 1994، وأزمة تايلندا واندونيسيا وكوريا في عام<br />

روسيا والبرازيل في عام 1998، والأرجنتين وتركيا في عام 2000، وتركيا مرة أخرى في عام 2001.<br />

وليس من المستغرب الآن،‏ أن يقوم كثير من واضعي السياسات بالتحذير من استخدام أسعار الصرف المربوطة القابلة<br />

للتعديل ) الربط المرن)‏ في الدول المنفتحة أمام تدفقات رؤوس الأموال،‏ وهذا الاعتقاد بأن النظم الوسيطة فيما بين الربط<br />

الجامد والتعويم الحر غير قابلة للصمود والتي يطلق عليها ب " النظرة ثنائية القطب أو الحل المعتمد على ركنيين"،‏ وقد قبل<br />

عدد متزايد من الدول هذا الحل سواء راضية أو كارهة،‏ ونقصت نسبة الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي التي اتبعت<br />

الترتيبات الوسطية خلال تسعينات القرن الماضي،‏ بينما ازدادت نسبة الدول التي اتبعت نظم الربط الجامد والترتيبات الأكثر<br />

مرونة.‏<br />

1997، ثم<br />

.<br />

2<br />

كما نلاحظ أن الكثير من الدول فتحت أبواا أمام حركة رؤوس الأموال،‏ هذا ما أجبرها على أن تعمل حسابات دقيقة<br />

فيما يخص الاختيار الأحسن لنظام سعر صرف عملتها تماشيا ً مع ظروفها الاقتصادية ومسيرا المستقبلية،‏ في هذا السياق يدعوا<br />

الاقتصادي ‏"ستانلي فيشر"‏ ،Stanley Fischer هذه الدول أن نظم الربط لا يمكنها الصمود أمام الصدمات الخارجية،‏ إلا<br />

إذا كانت من نظم الربط الجامد،‏ والتي تدعمها التزامات سياسية مثل:‏ إنشاء مجالس العملة،‏ الدولرة،‏ اليوروة ) أو بشكل<br />

أكثر عمومية اتخاذ عملة أجنبية أخرى كعملة إبراء قانونية )، أو العضوية في اتحاد نقدي.‏ ويستبعد هذا القول نظم الربط<br />

الثابتة أو الربط القابل للتعديل،‏ أو النظم التي تتسم بنطاق ضيق للتقلب تؤدي إلى أن تلتزم الحكومة بموجبها الدفاع عن قيمة<br />

معينة ) أو نطاق من القيم ( لسعر الصرف،‏ ولكنها لا تلتزم بتخصيص سياسة نقدية ) وأحيانا ً سياسة مالية ( رد الدفاع عن<br />

السعر الرسمي،‏ كما يمكنها إتباع تشكيلة كبيرة من ترتيبات أسعار الصرف المرنة ابتداء من التعويم الحر إلى تشكيلة من نظم<br />

أسعار الصرف المتحركة التي تتسم بنطاق واسع التقلب<br />

كما أن العامل الذي يقف ضد نظم الربط،‏ هو بطبيعة الحال التجربة المريرة فيما يتعلق بالربط القابل للتعديل في إطار نظام<br />

بريتون وودز،‏ الذي اار أمام هجمات المضاربة والأزمات الآسيوية الأخيرة،‏ التي انطوت في معظمها على ترتيبات الربط<br />

المتحرك.‏ وما نلاحظه اليوم أن العالم يتحرك نحو نظام سعر الصرف العائم هذا التوجه أطلق عليه صندوق النقد الدولي إسم


مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

ظاهرة التفريغ،‏ ولعل أبرز دراسة استخدمت مخطط التصنيف على أساس قانوني هي تلك التي أجراها (2001)، Fisher<br />

الذي يقدم دليلا ً على حدوث عملية تفريغ.‏ ففي الفترة الممتدة من سنة إلى 1999، انخفضت نسبة البلدان الأعضاء<br />

في صندوق النقد الدولي التي تتبع نظام وسيط من بلدا ً)‏ إلى بلدا ً)،‏ وارتفعت نسبة البلدان الأعضاء<br />

التي تأخذ بالربط الجامد من بلد)‏ إلى بلد)،‏ في حين ازدادت نسبة البلدان التي تأخذ بالتعويم من<br />

1991<br />

63) %34<br />

98 ) %62<br />

45) %24<br />

25) %16<br />

36) %23 بلد)‏ إلى %42 77) بلدا ً .(<br />

ومع ذلك فإن (2002) يذهب في آخر نظرة له على البيانات ذات الصلة،‏ إلا أن عددا ً أكبر من البلدان النامية<br />

(2001) أيضا ً إلى<br />

اختارت في العقد الماضي،‏ أسعار الصرف المرنة بدلا ً من الربط الجامد،‏ كما وصل<br />

نتيجة مماثلة،‏ حيث أن %36 من البلدان النامية كان لها في عام ترتيبات للربط،‏ وفي عام كان<br />

من البلدان لديها نوع من الربط و‎%52‎ لديها ترتيبات مرنة لأسعار الصرف.‏ إن التوجه الحالي نحو التعويم يرجعه الكثير من<br />

) في سنة 2003)، أن البلدان التي استطاعت أن تأخذ بالتعويم المحض،‏<br />

الاقتصاديين ومن بينهم<br />

كانت أكثر تقدما ً ماليا ً من تلك التي لم تستطع ‏(باستثناء الاقتصاديات الصغيرة التي يوجد فيها انفتاح كبير أو لديها علاقات<br />

تجارية وثيقة ببلد كبير اختار أن لا يلجأ للتعويم وأن يتقيد بدلا ً من ذلك بالربط الجامد).‏ فالتعويم اليوم هو نتاج للنضج المالي )<br />

ويتجلى ذلك النضج في الأسواق المالية المفتوحة والعميقة،‏ والعملات المستقرة والسلامة المالية،‏ ويتضح هذا من خلال القدرة<br />

على إصدار أوراق مالية دولية بالعملة المحلية)،‏ وتطور الهياكل التكنولوجية والمؤسسية،‏ والقيود التي تسمح لراسمي السياسة<br />

بإتباع سياسة نقدية ومالية مستقرة،‏ دون التقيد بمحور ارتكاز اسمي خارجي.‏ كما أضاف الاقتصادي<br />

إلى ذلك أن التعويم يتلاءم مع النمو الاقتصادي والتضخم المتدني ، وهكذا كانت ديناميكية النظام النقدي الدولي<br />

وتطور نظام سعر الصرف يحركها التطور المالي والتكامل المالي الدولي والأزمات المالية،‏ كتلك التي حدثت في ثمانينات<br />

وتسعينات القرن الماضي،‏ هي النقاط الحاسمة التي تبين الخطوط الفاصلة من حيث النظام بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية،‏<br />

هذه الأخيرة ليس لديها بعد نضج مالي كافي لكي تأخذ بالتعويم،‏ ثمة نوع من هذه الترتيبات يبدو أنه طريق واعد يمكن أن<br />

تسلكه البلدان في أثناء توجهها نحو التعويم والمسمى " التعويم الموجه أو المدار".‏<br />

%45 فقط<br />

Reinhardt et<br />

larain et velasco<br />

1996<br />

3<br />

1976<br />

bordo et flandreau<br />

:<br />

4<br />

Frankel<br />

Rogoff<br />

-3-1<br />

•<br />

ظروف الانتقال من نظام الصرف الثابت إلى نظام الصرف المرن : إن الكثير من الدول،‏ تخلت عن نظام الصرف<br />

الثابت وتبنت نظام الصرف المرن ) الشيلي،‏ البرازيل،‏ المكسيك،‏ إسرائيل،‏ بولونيا،‏ لبنان،‏ اليمن...الخ )، والملاحظ أن وجهة<br />

أنظمة الصرف الدولية اتجاه تبني شكل من أشكال التعويم هي في ارتفاع كبير.‏ والسبب يرجع في ذلك إلى زيادة حجم<br />

العلاقات الاقتصادية الدولية،‏ والتحركات الكبيرة لرؤوس الأموال،‏ وفي العموم يعتبر نظام الصرف المرن أحسن طريقة<br />

للتصدي إلى الصدمات الخارجية،‏ كما أنه يساهم في توسيع درجة استقلالية السياسة النقدية،‏ كما يبقى أمام السلطات النقدية<br />

مسؤولية تبني سياسة اقتصادية كلية قوية ومستقرة قصد التقليل من تكاليف هذا التوجه.‏<br />

أ-‏ شروط الانتقال من سعر الصرف الثابت إلى المرن : كيف على اقتصاد بلد ما أن يقلص من تحمل التكاليف عند المرحلة<br />

الانتقالية ؟ وبأي وتيرة تكون عملية الانتقال ؟ وفي أي وقت لابد من تحرير التدفقات الرأسمالية:‏ قبل أو بعد التخلي عن نظام<br />

الصرف الثابت ؟ ومن هذا سوف نحاول الإجابة على هذه المشاكل في شأن الدول التي تود أن تترك عملتها تخضع لآليات<br />

السوق،‏ كما نحاول تقديم اقتراحات بشأن هذه العملية التي تعتبر مجازفة:‏ بحيث تعتبر الوضعية الاقتصادية ) الكلية والجزئية (<br />

والهياكل المؤسساتية الجيدة للبلد قادرة على أن تضمن نجاح العملية الانتقالية،‏ كما يعتبر سوق الصرف دور مهم ومحدد<br />

أساسي في نجاح هذه العملية.‏<br />

سوق الصرف : يجب على الدولة أن يكون لها سوق صرف عميقة وتتمتع بسيولة كافية وقادر على تحديد سعر العملة<br />

الوطنية بشفافية،‏ وما نشاهده على مستوى الدول النامية أن لها أسواق صرف ضعيفة وضيقة النشاط،‏ ومن أجل النهوض ذه<br />

الأسواق إلى المستوى المطلوب لابد من<br />

- 51 -


مبررات ودوافع التوجه الحديث لأنظمة الصرف الدولية<br />

:<br />

5<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

الحد من الدور الذي تلعبه البنوك المركزية في التأثير على نشاط العملة؛<br />

تطوير المعلومات فيما يخص منبع ومصب العملات الأجنبية،‏ من خلال توفير معلومات حول الوضعية الاقتصادية<br />

وتطور المؤشرات الاقتصادية من أجل المساعدة في التنبؤ؛<br />

الإلغاء التدريجي للقيود التي تقف أمام حركة العملات الأجنبية؛<br />

تنسيق وتبسيط التشريعات القانونية المتعلقة بتنظيم الصرف،‏ والعمل على تحديدها بشكل محكم من أجل تفادي<br />

إدخال تعديل في كل مرة قصد تعزيز الثقة والمصداقية في السوق؛<br />

إعادة النظر في التعليمات الخاصة بمخاطر الصرف وتوكيل المؤسسات المالية في تسييرها بشكل جيد.‏<br />

التدخلات الرسمية : إن الدولة أمامها مسؤولية رسم سياساا التي تخدم أهدافها مع مراعاة الوقت ودرجة التدخل في<br />

سوق الصرف،‏ فيما يخص الدولة ذات نظام الصرف الثابت فإن البنك المركزي يكون حر في تدخلاته،‏ أما في نظام الصرف<br />

المرن يتدخل البنك المركزي فقط من أجل تعديل تلك الانحرافات الكبيرة في سعر صرف عملاا،‏ إن هذا التدخل يواجه عدة<br />

صعوبات بسبب<br />

إن التقلبات الحادثة في سعر الصرف على المدى القصير لا تعكس دائما ً إلزامية التدخل،‏ فلابد من معرفة<br />

انعكاسات هذا التقلب على مختلف المتغيرات الاقتصادية؛<br />

إن التدخل لا يثبت دائما ً نجاعته كما حدث هذا مع الشيلي والمكسيك وتركيا؛<br />

إن التدخلات الفعالة تختلف باختلاف الآثار التي يمكن أن تشكلها تقلبات سعر الصرف،‏ التي دف كلها إلى<br />

تقوية الثقة في سوق الصرف؛<br />

إن التذبذبات الكبيرة الحادثة في سعر الصرف لا تمكننا من التقيد بطريقة واحدة لقياس سعر الصرف التوازني.‏<br />

تطور نظام الضبط والسياسة النقدية : إن الدولة مطالبة برسم نظام جيد للضبط الاقتصادي وصياغة جيدة للسياسة<br />

النقدية مع تقديم النتائج التقديرية مسبقا ً.‏ إن هذين النقطتين أساسيتين في منهج الانتقال لنظام الصرف،‏ ومن أجل إيجاد طريقة<br />

مثلى للضبط الاسمي ) أي الحد من التضخم )، قامت الكثير من الدول بترك هذه المهمة لسعر الصرف،‏ بحيث هو الذي<br />

يستطيع أن يلعب هذا الدور،‏ ومن هذا المنطلق كانت البداية بتوسيع مجال تقلب العملة كمرحلة تمهيدية للوصول إلى التعويم.‏<br />

إن مدة الانتقال تبقى مرهونة بطبيعة ودرجة هيكلة المؤسسات والاقتصاد الوطني،‏ والسهر على تقوية وتفعيل السياسة<br />

النقدية التي يعتبر هدفها الأساسي هو استقرار الأسعار.‏<br />

تسيير مخاطر الصرف : إن الكثير من الدول تعاني من مخاطر الصرف على مستوى العديد من القطاعات الاقتصادية،‏ لذا<br />

لابد عليها أن تساهم في تطوير الوسائل الكفيلة بتسيير هذه المخاطر ومراقبتها قصد التخفيف من حدا،‏ إلا أن الكثير من<br />

الاقتصاديين يرجعون سبب الزوبعة المالية التي ضربت المكسيك وشرق آسيا إلى سوء تسيير السيولة من العملة الصعبة.‏ ومن<br />

هذا المنطلق يجب أن يكون موضوع الحماية من مخاطر الصرف ثقافة يكتسبها جميع المتعاملين الاقتصاديين.‏<br />

ولهذا ينصح الدولة التي تريد مغادرة نظام الصرف الثابت أن تراعي أصولها وخصومها من العملة الصعبة،‏ وخاصة أن نظام<br />

الصرف المرن هو الأكثر عرضة للكثير من المخاطر،‏ فلابد من فرض رقابة وتسيير دائم لهذه الموارد،‏ فيمكن أن تكون<br />

الانطلاقة من تكليف المؤسسات المالية الأخذ ذه الحماية عن طريق الاهتمام أكثر بالمعلومة المتاحة،‏ وتبني طرق حسابية<br />

وتقنية تمكنهم من التحكم والتنبؤ ذه الأخطار،‏ كما يجب عليها أن تقوم بإعداد سياسة وإجراءات داخلية احترازية للتصدي<br />

للآثار السلبية.‏<br />

متى يتم تحرير تدفقات رؤوس الأموال : يبقى المشكل المطروح هو:‏ هل الدولة تقوم بتحرير تدفقات رؤوس الأموال قبل<br />

أو بعد تبني نظام الصرف المرن.‏ إن تجربة الكثير من الدول النامية خلال عشر سنوات الأخيرة سجلت الأخطار التي يمكن أن<br />

يشكلها الاختيار الأول ) المكسيك في اية 1994، تايلندا في جويلية 1997، برازيل في بداية 1999)، إن التدفقات<br />

- 52 -


مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

.<br />

6<br />

الكبيرة لرؤوس الأموال بشكل مرتفع سوف يجبر حتما ً السلطات النقدية على أن تدخل مرونة في سعر صرف عملتها من<br />

أجل تفادي حدوث توتر في الاقتصاد المحلي ) مثل ما حدث مع الشيلي وبولونيا في سنة 1990). حتى بالنسبة للدول التي<br />

تقوم بتحرير تدفقات رؤوس الأموال قبل ضمان مرونة في سعر العملة يمكن أن يحدث حالة اللاتوازن في وضعية السيولة<br />

الداخلية،‏ وتدهور وضعية الاقتصاد الكلي وتكون عرضة لهجمات المضاربة.‏ أما إذا كان الانتقال إلى نظام الصرف المرن<br />

مرفوق بتحرير حسابات رأس المال وتحرير تدفقات رؤوس الأموال لن يشكل هذا خطر على وضعية الاقتصاد الوطني.‏<br />

ب-‏ وتيرة الانتقال إلى نظام الصرف المرن : من الأحسن للدولة أن تنتهج خطوات تدريجية قصد الوصول إلى التعويم الحر<br />

لعملتها،‏ كأن تقوم في البداية بتبني نظام الربط إلى عملة معينة ) على حسب درجة المبادلات التجارية ( ثم الانتقال إلى سلة<br />

من العملات،‏ ثم بعد ذلك القيام بتوسيع مجال تقلب سعر العملة بشكل تدريجي،‏ أما إذا كان الانتقال سريع فإن الدولة<br />

بإمكاا أن تتحمل عواقب وخيمة نتيجة هذا الانتقال<br />

كما يعتبر تطور المؤسسات والأسواق من بين المحددات الأساسية لنجاح عملية الانتقال،‏ إن الوجهة التدريجية من دون شك<br />

هي أحسن سبيل وأنجع طريقة للوصول إلى الهدف بأقل التكاليف.‏ كما يشترط أن يكون هذا الانتقال التدريجي يتماشى مع<br />

الوضعية الاقتصادية للبلد محل الدراسة،‏ والقيام بترشيد مجال تقلب العملة تفاديا ً للتعديلات المتوالية،‏ التي تؤثر على المصداقية<br />

والثقة في السياسة النقدية والعملة.‏<br />

ومن جهة أخرى فإن على البلد الذي يمتلك اقتصاد مستقر وسياسة نقدية قوية فيمكن له أن يتبنى نظام التعويم من دون<br />

الحاجة إلى الانتقال التدريجي.‏<br />

أما عن الدول التي بدأت بتحرير حركة تدفقات رؤوس الأموال ) السماح المطلق لتحرك رؤوس الأموال من وإلى الخارج<br />

أو العكس من دون قيود ( قبل تبني نظام الصرف المرن،‏ يجب عليها أن تكون تتمتع بما يلي : استقلالية البنك المركزي،‏<br />

تطوير وسائل التنبؤ بالتضخم،‏ العمل على تجسيد الشفافية في السياسة النقدية،‏ تطوير نظام المعلومات الخاصة بمخاطر<br />

الصرف.‏ ثم القيام بإدخال مرونة في نظام الضبط قصد تفعيل نشاط سوق الصرف والعمل على تطوير ميكانيزمات عملياته.‏<br />

والحقيقة أن الشروط الواجب توفرها لكي نكون متفائلين بنجاح سياسة التعويم من دون مشاكل كبيرة،‏ هي أن يكون لدى<br />

الدولة مركزا ً ماليا ً متطورا ً سليما ً،‏ ودرجة عالية من تنسيق السياسات المالية والنقدية،‏ ونظاما ً ماليا ً متطورا ً جدا ً،‏ واستقلال<br />

البنك المركزي في إدارة السياسة الاقتصادية وتفويضا ً لتحقيق استقرار الأسعار،‏ قنوات نقل مفهومة جيدا ً إلى حد كبير بين<br />

أدوات السياسة النقدية والتضخم،‏ وجدارة بالثقة مبنية على سجل انجازات متين من المسؤولية والشفافية<br />

.<br />

8<br />

7<br />

ج-‏ دواعي تعويم العملة : إن الجدل الدائر حول مزايا نظم التعويم بالمقارنة بنظم أخرى لتحديد السعر أو اتخاذ ركيزة ليس<br />

بجديد،‏ وما يلاحظ على مستوى النظام النقدي الدولي ظاهرة التفريغ المتوجهة إلى التعويم بشكل كبير وخاصة عقب الأزمات<br />

المالية والصرف التي مست العديد من الدول،‏ كما تم تعزيز النداء بالتعويم من قبل الاقتصادي ‏"ميلتون فريدمان"‏<br />

دواعي هذا التوجه إلى هذا الشكل من أشكال نظم الصرف التي يرجعها الكثير من الاقتصاديين إلى<br />

، ومن<br />

9<br />

:<br />

10<br />

2.5<br />

•<br />

الاحتياطات غير كافية : كان هذا هو أوضح الأسباب،‏ فبدون احتياطات كافية يكون أي التزام بالدفاع عن سعر صرف<br />

ثابت،التزاما ً ما لا يدعو إلى المصداقية،‏ وهذا ما اختبرته أسواق الصرف الأجنبي على وجه السرعة،‏ بحيث تصل عمليات<br />

الصرف الأجنبي إلى تريليون دولار في اليوم في العالم أجمع،‏ وبالتالي الأمر يتعقد بكثير مع عمليات المضاربة والمراجحة<br />

التي يمارسها سماسرة الصرف،‏ ما يكفي السلطات النقدية أن تتدخل يوميا ً من أجل الحفاظ على استقرار سعر عملتها.‏<br />

- 53 -


مبررات ودوافع التوجه الحديث لأنظمة الصرف الدولية<br />

•<br />

•<br />

•<br />

-2<br />

الحاجة إلى المعلومات : من العسير بالنسبة لأي بلد أن يحاول تقرير سعر صرف متوازن مستدام في ظل أنظمة الصرف<br />

الثابت،‏ وتغدوا المهمة أشد تعقيدا ً إذا كان البلد يقوم بإصلاحات واسعة هيكلية،‏ وعلى صعيد الاقتصاد الكلي ) مثل<br />

الخصخصة وتقليص حجم تدخل الدولة،‏ وتحرير التجارة الخارجية والمبادلات الأجنبية ( فإذا كان تحديد سعر الصرف على<br />

مستوى بعيد عن التوازن يترتب على ذلك ما يدعو السلطات إلى إعادة تحديد سعر الصرف لتصحيح هذا الخطأ،‏ وهذا<br />

بدوره من شأنه أن يقوض الثقة،‏ كما يقلل من وضوح الإشارات المتعلقة باتجاه سياسات الحكومة في المراحل المبكرة<br />

للإصلاح.‏<br />

الافتقار إلى الاستقرار على صعيد الاقتصاد الكلي : كان هذا الافتقار واضحا ً في معظم البلدان التي اختارت التعويم<br />

‏(مثل البرازيل والبيرو وروسيا ورومانيا،‏ والزايير ( وكان يعاني من ارتفاع الضغوط التضخمية في المراحل الأولى للإصلاح،‏ أو<br />

عدم وجود برامج قوية بالقدر الكافي،‏ وفي مثل هذه الظروف لا يكون في الوسع تصحيح أسعار الصرف المحددة بالسرعة<br />

الكافية لتلاحق موائمات الأسعار أو لتقوم بتحديد الإمكانيات الكبيرة لعمليات المراجحة في مواجهة سعر الصرف في السوق<br />

الموازي.‏ ومن هنا لم يكن أمام السلطات إلا اختيار واحد هو السماح للسوق بأن تحدد سعر الصرف مباشرة،‏ إذا ما أريد<br />

اجتناب تحول عمليات الصرف الأجنبي إلى السوق الموازية،‏ مع ما لهذا من آثار عكسية من حيث التهرب من الضرائب<br />

والخروج على القانون وفقدان السيطرة الاقتصادية،‏ والواقع أن رغبة ‏"لاتفيا وليتوانيا"‏ في الكف عن استيراد التضخم من<br />

روسيا قد أدت ما إلى تعويم عملاما،‏ ومن الناحية الأخرى اختارت استونيا،‏ بما عندها من احتياطات دولية وفيرة أن تربط<br />

عملتها بالمارك الألماني،‏ وذلك في إطار مجالس العملة ويمثل ترتيب مجلس العملة الكامل ضرب من ضروب نظم الصرف المحدد<br />

الذي من شأنه النهوض بمصداقية السياسات الاقتصادية على الصعيد الكلي.‏ ولكن حتى في هذه الحالة لابد أن يلقى الس<br />

تعزيزا ً من سياسات مالية ونقدية قوية ومستمرة،‏ وأن يكون الجزاء عن انزلاق السياسة من حيث المصداقية جزءا ً شديدا ً.‏<br />

الاعتبارات السياسية : وأخيرا ً،‏ فإنه لا يمكن الفصل بين اختيار نظام لسعر الصرف وبين هذه الاعتبارات،‏ وفي معظم<br />

الحالات كانت البلدان التي اختيرت كعينة على درجة من العسر المالي الشديد،‏ بحيث بينت السلطات أن هناك أسبابا ً قوية<br />

تدعو إلى ترك السوق مسؤول عن تصحيح سعر الصرف،‏ وهو يقلل تلقائيا ً من التأثير على المصالح الراسخة،‏ يضاف إلى هذا<br />

أنه فيما يتعلق باقتصاديات التخطيط المركزي السابقة،‏ كان الانتقال إلى ترتيبات للصرف تقررها السوق دليلا ً على إجراء<br />

تغيير جوهري في السياسة الاقتصادية.‏<br />

الدينار الجزائري أمام ظاهرة التعويم<br />

لقد قامت السلطات النقدية الجزائرية باتخاذ العديد من الإصلاحات،‏ التي مست سعر صرف الدينار الجزائري بداية من<br />

سنة 1987، وأ ُعتبرت كمرحلة للعودة بالدينار الجزائري إلى قيمته الحقيقية،‏ ثم تلتها بعد ذلك سلسلة من التخفيضات التي<br />

انتهت بالتخلي عن نظام الربط في أفريل معلنة بذلك عن إعطاء الدينار الجزائري شيء من المرونة،‏ من خلال مجلس<br />

إدارة العملة والتي اعتبرت على أا مرحلة تمهيدية لنظام التعويم المدار،‏ الذي تبنته الجزائر بداية من الفاتح جانفي<br />

من خلال إنشاء سوق ما بين البنوك إلى يومنا ؛ كما يتبين لنا من هذا التحرير الذي شهده الدينار الجزائري،‏ كان<br />

المقصود من ورائه تحقيق العديد من الأبعاد الاقتصادية بجانب الغرض الرئيسي،‏ الذي يتمثل في تقريب الدينار الجزائري من<br />

قيمته الحقيقية بالإضافة إلى تحسين وضعية الميزان التجاري.‏<br />

:<br />

1994<br />

(le fixing)<br />

1996<br />

-1-2<br />

الخطوات الم ُنتهجة للوصول إلى التعويم الم ُدار للدينار الجزائري لقد تبنت السلطة النقدية خطوات تدريجية<br />

للوصول بالدينار الجزائري إلى اتخاذه شكل من أشكال التعويم،‏ فكانت البداية الفعلية لانطلاق خطوات تحرير سعر صرف<br />

الدينار مباشرة بعد الأزمة البترولية التي مست الاقتصاد الجزائري،‏ وتركته في نفس الوقت يستفيد من الأخطاء والفراغات<br />

الموجودة على مستواه.‏ فكان للدينار الجزائري نصيب لا بأس به من مجمل الإصلاحات التي أ ُتخذت في شأن الاقتصاد الوطني.‏<br />

- 54 -


مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

أ-‏ مرحلة ثبات الدينار إلى الفرنك الفرنسي : إن الاقتصاد الجزائري وجد نفسه ضعيفا ً بعد خروج الاستعمار الفرنسي،‏<br />

هذا ما أجبر الأطراف الفاعلة بذل اهود قصد النهوض به وإعادة هيكلة أسسه من جديد،‏ فتم تأسيس البنك المركزي في<br />

اية 1962، في حين كان يشهد نظام التجارة الخارجية والمدفوعات حرية تامة في ظل التعاون الاقتصادي والمالي مع الدولة<br />

المستعمرة،‏ إلى أن قررت الجزائر الخروج من منطقة الفرنك الفرنسي وفرض نظام الرقابة في أكتوبر 1963، بسبب السلبيات<br />

التي كشفها هذا الانفتاح،‏ ثم بعدها تم إنشاء الدينار الجزائري في أفريل الذي كان ثابتا ً مقابل الفرنك الفرنسي إلى<br />

غاية تاريخ تخفيض قيمة الفرنك الفرنسي مقابل الدولار الأمريكي بعد تعرضه لأحداث الذي عرف فيها الدينار<br />

الجزائري انخفاض طفيف،‏ وتزامنت كذلك هذه الفترة مع تطبيق المخطط الثلاثي الأول ) 1969-1967) الذي تطلب<br />

استقرار سعر صرف الدينار،‏ هذا ما جعل الدينار لا يتبع انخفاض الفرنك الفرنسي رغم استمرار العلاقة بين العملتين خلال<br />

فترة ما بين أوت – 1969 ديسمبر 1973.<br />

،1971<br />

1968<br />

1964<br />

ب-‏ مرحلة الربط إلى سلة من العملات : وأمام ايار نظام بريتون وودز وإقرار مبدأ تعويم العملات في سنة<br />

لجأت السلطات النقدية الجزائرية منذ بداية جانفي إلى استعمال نظام صرف يربط الدينار الجزائري بسلة مكونة من<br />

عملة،‏ قصد الاحتفاظ على استقراره وكذا استقلاليته عن أية عملة من العملات القوية،‏ واستمر هذا النظام لفترة طويلة<br />

إلى غاية سنة 1994. مع العلم أا فترة شهدت مجموعة من الإصلاحات التي مست سعر صرف الدينار،‏ فكانت البداية بعد<br />

الأزمة البترولية التي هزت الاقتصاد الوطني في سنة 1986، الذي أرغمها على تبني خطى سريعة من أجل تغيير وجهة النظام<br />

الاقتصادي إلى اقتصاد السوق،‏ فأ ُخذ موضوع استعادة الدينار الجزائري لقيمته الحقيقية حصة الأسد من البرامج الإصلاحية،‏<br />

فتم إدخال تعديل على معدل الصرف الرسمي بغية إيصاله إلى مستوى توازن الطلب الوطني على السلع والخدمات الأجنبية مع<br />

المتاح من العملة الصعبة ولإجراء عملية التعديل،‏ تبنت السلطة النقدية سياسة الانزلاق التدريجي للدينار من اية إلى<br />

بداية 1991، التي رافقتها جهود من أجل إعادة النظر في تحرير التجارة الخارجية وتدفقات رؤوس الأموال،‏ وبتاريخ<br />

وفقا ً لما تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي تم اتخاذ قرار التخفيض بنسبة %22 للدينار،‏ ثم استمر<br />

بعده التخفيض الضعيف خلال الفترة 1994-1991، وبموجب اتفاق آخر مع صندوق النقد الدولي في<br />

الذي اقتضى تخفيضا ً آخر بمقدار %40.17، لتصل عدد الوحدات المقابلة للدولار الأمريكي إلى دينار للدولار الواحد،‏<br />

والتي كانت كذلك مرفقة بجهود كبيرة قصد تحرير الاقتصاد الوطني.‏<br />

1987<br />

1994/04/16<br />

36<br />

1974<br />

1994<br />

14<br />

1991/<strong>09</strong>/30<br />

ج-‏ مرحلة مجالس العملة : وفي أواخر سبتمبر تم اتخاذ قرار التخلي عن نظام الربط إلى سلة من العملات،‏<br />

ليعوض بنظام جلسات التثبيت بداية من 1994/10/01. تضم جلسات التثبيت ممثلي المصارف التجارية تحت<br />

إشراف بنك الجزائر والتي كانت تنظم أسبوعيا ً،‏ لكن سرعان ما أصبحت يومية . ويتم من خلالها عرض المبلغ المتاح من<br />

العملات الصعبة معبرا ً عنها بدلالة العملة المحورية ‏(الدولار الأمريكي)‏ على أساس سعر صرف أدنى،‏ ثم تقوم المصارف بطلب<br />

المبلغ المراد الحصول عليه،‏ ويتم تعديل سعر صرف الدينار تدريجيا ً من خلال عرض بنك الجزائر للعملات الصعبة وطلب<br />

المصارف التجارية عليها عن طريق المناقصة،‏ وذا يتم تحديد سعر صرف الدينار عند أقل عرض،‏ الذي كان مرفق ببرنامج<br />

التعديل الهيكلي،‏ الذي جاء من أجل تعزيز الإصلاحات والنهوض بالاقتصاد الوطني،‏ وهكذا استمر هذا النظام إلى غاية<br />

1995/12/31، كما ساهمت برامج الاستقرار وتحسن مستوى الاحتياطي الصرف إلى إنشاء سوق صرف مابين البنوك<br />

دف تعزيز قابلية تحويل الدينار الجزائري.‏<br />

11<br />

"Fixing"<br />

د-‏ سوق الصرف البينية : إيمانا ً بأهمية سوق الصرف الأجنبي في تحديد أسعار الصرف،‏ تم تأسيس سوق ما بين البنوك<br />

والإعلان عن تبني نظام التعويم المدار،‏ الذي أصبح من خلاله الدينار يتحدد<br />

الذي انطلق نشاطه رسميا ً في<br />

وفق العرض والطلب،‏ الذي تمارسه يوميا ً جميع البنوك التجارية بما فيها البنك المركزي والمؤسسات المالية مع إجبارية تدخل<br />

البنك المركزي من أجل حماية الدينار من تدهور قيمته.‏<br />

وهكذا أصبح الدينار الجزائري بفضل المراحل التمهيدية التي كانت قبل نظام جلسات التثبيت التي ساهمت بدورها في رسم<br />

الخطط العريضة التي يود الدينار الوصول إليها،‏ إلى غاية الوصول به الآن إلى تبنيه شكل من أشكال التعويم ) التعويم المدار (<br />

1996/01/02<br />

- 55 -


مبررات ودوافع التوجه الحديث لأنظمة الصرف الدولية<br />

وتمكينه من أن يحظى بالاهتمام،‏ بوضعيته ومستقبله في رسم كل السياسات الاقتصادية،‏ وخاصة بعد أن استطاع نظام التعويم<br />

المدار أن يقلص الفارق الذي كان موجود بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازي بحوالي (%12.5-9 ). وفي نفس الوقت<br />

السوق الرسمي هو الآخر استرجع عافيته وتوسع بسبب الإصلاحات والتحفيزات التي مست خاصة نظام المدفوعات والتجارة<br />

الخارجية،‏ بالإضافة إلى دخول العديد من البنوك والمؤسسات المالية الخاصة.‏<br />

1990<br />

ه-‏ قابلية تحويل الدينار الجزائري : مع بداية تحرير التجارة الخارجية التي كانت في سنة تم كذلك تعزيز قابلية<br />

تحويل الدينار فيما يخص عمليات التحويل الجارية،‏ إلى غاية سنة الذي تم من خلالها تعزيز قابلية تحويل الدينار على<br />

عمليات التجارة الخارجية،‏ وفي ظل تبني نظام الصرف المرن في غضون سنة تم تحرير المدفوعات على جميع عمليات<br />

الاستيراد،‏ وفي جوان تم السماح للمقيمين بتحويل الدينار إلى عملات أجنبية،‏ إذا تعلق الأمر بالمعالجة الطبية في<br />

الخارج أو مواصلة الدراسة بشرط أن يكون الملف مرفق ببيانات تثبت الوجهة والغرض،‏ مع وضع سقوف للتحويل لا يمكن<br />

للمستفيد أن يتجاوزها.‏ وكذلك في أوت رخص البنك المركزي للمسافرين إلى الخارج القيام بعملية التحويل<br />

في حدود مبلغ سنوي معين والذي تم تنفيذه في سبتمبر على مستوى كل البنوك التجارية والمؤسسات المالية،‏<br />

كما رخص البنك المركزي للطالبين على العملات الأجنبية من أجل الدفع أو التحويل فيما يخص المعاملات الجارية،‏ ما عدا<br />

تحويلات رؤوس الأموال<br />

1994<br />

1991<br />

1997<br />

- 56 -<br />

1997<br />

15<br />

28<br />

1995<br />

.<br />

12<br />

-2-2<br />

البعد الاقتصادي لتحرير سعر صرف الدينار الجزائري : إن مختلف التعديلات والإجراءات المتخذة من قبل<br />

السلطات النقدية اتجاه سعر صرف الدينار الجزائري والنظام المصرفي،‏ والتي كانت بداية انطلاقها متزامنة مع أزمة<br />

وفي إطار التركيز على وضعية الدينار الجزائري كانت دف في مجملها هذه الإصلاحات،‏ إلى استرجاع القيمة الحقيقية للعملة<br />

الوطنية بشكل تدريجي وفي نفس الوقت إعطاء فرصة للحكومة والمؤسسات الاقتصادية الجزائرية بأن تتجاوب مع هذا التغيير<br />

بالشكل التدريجي كذلك،‏ طمعا ً في انتعاش وضعية العديد من المؤشرات الاقتصادية.‏ مع العلم أن الخطوات التحريرية التي<br />

مست نظام صرف الدينار،‏ انتهت بالتعويم المدار للدينار الجزائري،‏ والتي كانت ترمي إلى عدة أبعاد اقتصادية،‏ منها<br />

هو تقريب قيمة الدينار الجزائري من قيمته الحقيقية،‏ وتقليص الفارق الموجود بين السعر الرسمي والسعر الموازي؛<br />

الحد من نشاط وتوسع سوق الصرف الموازي،‏ وهذا عن طريق تحسين وتكثيف العمليات التي تمارسها البنوك الخاصة<br />

بالتحويل والصرف بأقل تكلفة،‏ هذا ما يزيد من تشجيع الأعوان الاقتصاديين للتقرب أكثر إلى هذه السوق التي أصبح<br />

فيها سعر الصرف الرسمي غير بعيد عن سعر الصرف الموازي؛<br />

يساهم في جلب الاستثمار الأجنبي المباشر وأشكال أخرى من الاستثمار إلى الداخل بحكم انخفاض تكلفة إقامة<br />

المشاريع الاستثمارية بالنسبة للأجنبي مع مراعاة مناخ الاستثمار؛<br />

يساهم في تنشيط وتفعيل قطاع السياحة بحكم انخفاض تكلفتها مع الأخذ بعين الاعتبار تحسين وترقية مناخ السياحة؛<br />

يعمل على ترشيد الاستهلاك بسبب أنه يساهم في ارتفاع أسعار المواد المستوردة وعليه ينمي جانب العقلانية في<br />

الاستهلاك ومنه انخفاض الواردات غير الأساسية؛<br />

يعمل على تخفيض الواردات وزيادة الصادرات ومنه تحسين وضعية الميزان التجاري؛<br />

يساهم في تنشيط وتفعيل الجهاز الإنتاجي بسبب نمو الطلب الخارجي المتزايد ومنه تحسين وضعية العديد من المتغيرات<br />

الاقتصادية ) كتقليص البطالة ‏...الخ ‏)؛<br />

يساهم في تعزيز استقلالية البنك المركزي،‏ وكذلك نمو حجم احتياطي الصرف بسبب تقلص تدخلات البنك المركزي<br />

في سوق الصرف،‏ وبالتالي يعطي فسحة للسلطات العمومية بأن تستغلها في إعادة بناء وهيكلة النقص الموجود في<br />

اقتصاد البلد؛<br />

من شأنه أن يكشف عن الوضعية الحقيقية للقدرة التنافسية ومنطق القبول بالنسبة للمنتج المحلي بالنسبة للأجنبي؛<br />

يساهم في تنشيط وتفعيل السوق النقدي الجزائري من خلال الخبرة وتعزيز الكفاءة التي يستفيد منها المتدخلين في هذا<br />

السوق فيما يخص شؤون إدارة معرفة أسرار آليات السوق؛<br />

،1986<br />

:<br />

13<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />


مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

15<br />

14<br />

له دور كبير في تخفيض الضغوط التضخمية وتقليص ضغوط المضاربة ؛<br />

يعزز قدرة الدولة على التكيف مع الصدمات وأن تتفاعل معها،‏ فسعر الصرف المرن يمكنه امتصاص بعض آثار<br />

الصدمات الخارجية التي لولاه لانتقلت بكاملها إلى الاقتصاد الحقيقي أو إلى بعض قطاعاته؛<br />

يحد من هروب وتحويل رؤوس الأموال إلى الخارج وبالتالي احتمال إعادة تمويل أشكال مختلفة من الاستثمارات بطريقة<br />

مباشرة أو غير مباشرة؛<br />

يساهم في تنشيط وتفعيل السوق المالي والنهوض به إلى مستوى الأسواق الدولية؛<br />

تسمح للدينار الجزائري بأن يلعب دوره في التأثير والتأث ُر على/‏ من كل التغيرات التي تمس الاقتصاد الوطني؛<br />

يساهم في تقليص هوامش الربح الكبيرة والانتهازية التي يمارسها بعض التجار والمنتجين،‏ وعليه تنعكس بالإيجاب على<br />

القدرة الشرائية للمواطن الجزائري؛<br />

تعمل على تعزيز وتسهيل خطى أشكال الاندماج والشراكة مع الأطراف الخارجية؛<br />

تساهم في تحفيز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على النمو وتشجعها على تنمية قدرا التنافسية،‏ وتشجيعها على<br />

اللجوء إلى الإنتاج الاحلالي للواردات ؛<br />

تساهم كذلك في تغيير نظرة المستهلك إلى المنتوج المحلي؛<br />

يلزم المؤسسات الاقتصادية وخاصة البنوك والمؤسسات المالية على اتخاذ تدابير في شأن تعزيز الرقابة الداخلية والخارجية<br />

اتجاه مختلف المخاطر المرتقبة ‏(كمخاطر الصرف)؛<br />

يشجع على المنافسة بين البنوك من جانب تحسين وترقية الجودة وسرعة أداء الخدمات.‏<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

:<br />

-3-2<br />

مرونة الدينار الجزائري شكلية أم حقيقية نكتشف من خلال تتبع مسيرة الدينار الجزائري أنه سلك هو الآخر<br />

مسلك الظاهرة التي تكلم عليها صندوق النقد الدولي وهي التوجه نحو إعطاء قدر كبير من المرونة لسعر صرف عملات الكثير<br />

من الدول والخروج عن دائرة نظم الصرف الثابتة،‏ في هذا الإطار استطاعت السلطة النقدية الجزائرية بفضل سياسة التحرير<br />

التدريجي التي تبنتها منذ سنة إلى غاية تبنيها شكل من أشكال التعويم وهو التعويم المدار،‏ وتقليص ذلك الفارق الذي<br />

كان موجود بين سعر الصرف الرسمي والموازي،‏ وأصبح للعملة الوطنية الجزائرية دور كبير في التأثير والتأثر على/من تطور<br />

الكثير من المتغيرات الاقتصادية،‏ ومن أجل اكتشاف حقيقة جوانب هذه الخطوات ومقارنتها بالواقع الاقتصادي،‏ في الوقت<br />

الذي يتكلم الكثير من الاقتصاديين على حقيقة وشكلية نظام الصرف الجزائري المتبنى.‏ أمام هذه المعطيات نحاول أن نجعل<br />

انطلاقتنا تكون بعرض مبدأ التعويم والذي ينص على أن العملة الوطنية تتحدد على أساس آليات السوق ) العرض والطلب<br />

على العملة )، كما يعتبر جانبي ميزان المدفوعات أحسن تعبير عن هذه الآلية،‏ بحيث الجانب الدائن يعبر عن الطلب على العملة<br />

الوطنية والجانب المدين يعبر عن عرض العملة الوطنية،‏ وعليه إذا كان الرصيد موجب معناه يوجد فيه زيادة الطلب مقارنة<br />

بالعرض على العملة المحلية،‏ هذا ما يجعل قيمة العملة الوطنية ترتفع ويحدث العكس في حالة العجز.‏<br />

1987<br />

وقصد إلقاء الضوء على وضعية وحقيقة هذه الآلية في الاقتصاد الجزائري نحاول عرض تطور وضعية ميزان المدفوعات<br />

؛ نلاحظ من خلال الجدول الموجود في الملاحق أن الفترة الممتدة ما<br />

والدينار الجزائري خلال الفترة<br />

التي سادها نظام الربط إلى سلة من العملات بالإضافة إلى الإصلاحات التي قامت ا السلطة<br />

بين سنة<br />

النقدية محاولة إدخال إصلاحات على سياسة سعر الصرف الدينار الجزائري قصد تقريبه من قيمته الحقيقية وهذا بفضل<br />

التخفيضات التدريجية التي كانت بداية تطبيقها من سنة كما رأينا سابقا ً،‏ وعلى هذا الأساس نلاحظ أن الدينار<br />

الجزائري فقد من قيمته نسبة %160 إلا أن هذا الانخفاض الذي مس سعر صرف الدينار الجزائر لم يشكل تأثير على<br />

وضعية العديد من المؤشرات الاقتصادية وعلى رأسهم ميزان المدفوعات الذي عرف تذبذب تبعا ً لوضعية أسعار البترول رغم<br />

أن ميزان المدفوعات يمثل طرفي العرض والطلب على عملة البلد،‏ وفي أكتوبر أعلنت السلطة النقدية الجزائرية عن<br />

بداية تطبيق نظام الصرف المرن في إطار نظام جلسات التثبيت الذي استمر إلى غاية ديسمبر 1995، هذه الفترة هي الأخرى<br />

(3)<br />

1994<br />

1987<br />

2004/1990<br />

1993-1990<br />

- 57 -


مبررات ودوافع التوجه الحديث لأنظمة الصرف الدولية<br />

لم يشكل هذا الإجراء أو السياسة المتبعة من طرف السلطة النقدية الجزائرية أي تأثير على مختلف المؤشرات الاقتصادية بسبب<br />

الوضع الأمني السائد في ذلك الوقت،‏ ما دفع الحكومة عن تجميد العديد من المشاريع الاقتصادية التنموية هذا كان سبب<br />

رئيسي للوضعية السيئة التي آلت إليها المؤشرات الاقتصادية الكلية والجزئية،‏ لكن ما يعتبر ايجابي من وراء هذا الإجراء هو<br />

زيادة تقريب الدينار الجزائري إلى قيمته الحقيقية وتقليص الفجوة القائمة بين سعر الصرف الاسمي والحقيقي،‏ وبداية من تاريخ<br />

الذي تزامن مع تطبيق نظام التعويم المدار والذي ما زال إلا يومنا هذا مطبقا ً في الجزائر،‏ وملاحظ في هذه<br />

الفترة أن الدينار الجزائري فقد من قيمته %26 ومن جهة أخرى نلاحظ أن رصيد ميزان المدفوعات سجل تطور إيجابي<br />

ملحوظ في سنة بنسبة %155.5 مقارنة بالسنة الفارطة،‏ في المقابل نلاحظ أن الدينار الجزائري انخفضت قيمته<br />

بنسبة %5.48 كدليل منافي لمبدأ النظرية الاقتصادية،‏ وما يفهم عند مقارنة هذه النسب أن السلطة النقدية قامت ببيع العملة<br />

المحلية قدر ذلك الفارق الموجود بين النسبتين،‏ وهذا ثقيل جدا ً على السلطة النقدية من باب الواقع،‏ وتكررت هذه الملاحظات<br />

في العديد من المواقع مثل ما حدث في سنة بحيث تطور رصيد ميزان المدفوعات بنسبة %441.22 مقارنة بسنة<br />

إلا أنه في المقابل انخفضت قيمة الدينار الجزائري بنسبة %13.06، وتكررت هذه الملاحظة في كل السنوات الموالية.‏<br />

2000<br />

1997<br />

1996/01/02<br />

1999<br />

هذا دليل على أن السلطة النقدية لا تحترم مبدأ التعويم المدار بل تدعي أا تتبنى هذا الشكل من أشكال التعويم ) وهو<br />

التعويم المدار ( بكل جوانبه إلا أن التطبيق مخالف تماما ً لذلك،‏ إلا أنه في الحقيقة مازال الدينار الجزائري يعيش تحت كنف نظام<br />

الصرف الثابت والمتحكم في وضعيته هو السلطة النقدية ما دام أن قيمة الدينار لا تتأثر بجوانب العرض والطلب عليه،‏ وهذا ما<br />

الذي تكلم في العديد من المرات،‏ على وجود الكثير من الدول تنتهج شكل من أشكال<br />

أشار إليه<br />

التعويم إلا أا في الحقيقة تطبق خلاف ذلك.‏<br />

Reinhardt et Rogoff<br />

137<br />

الخلاصة :<br />

إن الخطوات والإصلاحات التدريجية التي مست نظام الصرف الجزائري قصد التوجه به نحو إعطاء قدر كبير<br />

من المرونة للدينار دليل على استجابة الدينار الجزائري لظاهرة التفريغ التي تعيشها أنظمة الصرف الدولية،‏ وعلى هذا الأساس<br />

استطاعت السلطة النقدية أن تقرب الدينار الجزائري من قيمته الحقيقية وتقليص الفارق الموجود بين السعر الرسمي والموازي<br />

بفضل التوجه السليم لمختلف التعديلات والإصلاحات التي استطاعت أن تمنح الوقت اللازم والسامح للمتغيرات الاقتصادية<br />

الكلية والجزئية أن تتأقلم بشكل جيد مع هذا التوجه بأقل التكاليف،‏ وتزامن هذا التحرير التدريجي مع اتفاق الشراكة الأورو<br />

المتوسطية والدخول المرتقب للجزائر في المنظمة العالمية للتجارة،‏ هذا ما يجعل الحكومة الجزائرية أمام مسؤولية الاجتهاد أكثر<br />

لتعزيز قابلية تحويل الدينار الجزائري والعمل على تحسين من نوعية وكفاءة خدمات المنظومة المصرفية خاصة سرعة عمليات<br />

الصرف والتحويل،‏ مع السهر على تقليص ظاهرة لجوء العملات الأجنبية إلى السوق الموازي،‏ والمطلوب الرئيسي من الحكومة<br />

الجزائرية هو أن تعزز وتحسن من وضعية الاقتصاد الحقيقي مستغلة الإيرادات الكبيرة التي تجنيها من اقتصاد الريع واحتياطاا<br />

التي تجاوزت مليار دولار أمريكي وخاصة ما زاد أهمية فكرة الاهتمام بالاقتصاد الحقيقي ) اقتصاد خارج المحروقات (<br />

هي الانخفاض الحاد لأسعار المحروقات الذي سجلته الأسواق العالمية في غضون الأزمة المالية الراهنة.‏<br />

- 58 -


مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

النظام<br />

(1)<br />

الجدول : نظم أسعار الصرف المختلفة ) التقسيم الحديث ).<br />

مجالس العملة ) الدولرة)،‏ 3- أسعار الصرف الثابتة بحق.‏<br />

أولا:‏ الترتيبات الثابتة<br />

ثانيا:‏ الترتيبات الوسيطة الربط القابل للتعديل،‏ 2- الربط المتحرك،‏ 3- الربط بسلة عملات،‏ 4- المناطق أو النطاقات المستهدفة.‏<br />

ثالثا:‏ أسعار الصرف العائمة:‏ 1- أسعار الصرف العائمة الموجهة،‏ 2- أسعار الصرف العائمة الحرة.‏<br />

المصدر:‏ د.مايكل بوردو،‏ " المنظور التاريخي لاختيار نظام سعر الصرف "، ، مداخلة في ندوة نظمت من قبل " معهد السياسات الاقتصادية "- صندوق النقد العربي-‏ بالتنسيق<br />

مع صندوق النقد الدولي في 17-16 ديسمبر‎2002‎ ، تحت عنوان " نظم وسياسات سعر الصرف "، ص ص:‏‎24-23‎‏.‏<br />

التعويم الحر<br />

التعويم المدار<br />

: -1 اتحادات العملة ، -2<br />

-1 :<br />

free float<br />

managed<br />

float<br />

الربط مع الزحف<br />

crawling peg<br />

ثابت مع هامش أو منطقة<br />

مستهدفة<br />

fixed with<br />

margin or target<br />

zone<br />

ثابت ولكن قابل للتعديل<br />

الجدول<br />

الوصف<br />

حرية كاملة لقوى السوق<br />

يتدخل البنك المركزي ولكن عادة للحد من<br />

التقلبات فقط<br />

يتدخل البنك المركزي في تحقيق تعديل<br />

خاضع للسيطرة في سعر الصرف وعادة ما<br />

يكون ذلك بصورة مستمرة<br />

يسمح له بالتقلب في حدود هذا الهامش<br />

ولكن يتدخل البنك المركزي لمنع المعدل من<br />

تعدي هذا الهامش<br />

(2) : وصف عام لنظم سعر الصرف الأجنبي.‏<br />

الملاحظات<br />

رغم إمكانية تطبيقه من الناحية النظرية إلا أنه عمليا ً من النادر إستمراره لفترة طويلة حيث<br />

يرغب البنك المركزي في العادة في التدخل بدرجة محدودة<br />

شائع الوجود،‏ المشكلة أن البنك المركزي لا يعرف ما إذا كانت حركة سعر الصرف هي<br />

تقلب قصير الأجل أم علامة على وجود اتجاه أساسي<br />

موجود بصورة أكثر شيوعا ً ولكن مستمر فقط في حالة اتفاق السوق مع رؤية البنك<br />

المركزي لتعديل مسار المعدل،‏ ويمكن أن تكون الإصلاحات وفقا لصيغة ما ) مثال:‏ للتأثير<br />

على الربط بسلة من العملات أو لتعكس إختلاف معدلات التضخم مع الدول المنافسة،‏<br />

وعادة ما يتم نشر صيغة أو قواعد التعديل الأخرى<br />

مثل نظام النقد الأوروبي الذي يعمل في ظل هامش يتراوح بين حدي<br />

فإذا ما اقترب المعدل أو وصل للحد فان البنك المركزي يواجه اختيارات أو تحديات كما هو<br />

الحال في نظام الصرف الثابت.‏<br />

%10.5 و %15<br />

fixed<br />

but<br />

adjustable<br />

ثابت،‏ ) ويتدخل البنك المركزي إذا لزم<br />

ذلك ( لفترات ممتدة،‏ وهو وإن كان في<br />

حدود هوامش ضيقة إلا أنه قابل للتعديل في<br />

حالة عدم التوازن أو في حالة وجود ضغوط<br />

لا يمكن تحملها<br />

يعد نسخة أكثر صرامة وشدة من نظام<br />

ثابت ولكن قابل للتعديل<br />

bretton woods<br />

حيث كان الحد الأقصى لهامش التقلبات %1 على أي من<br />

نظام<br />

جانبي النسبة المعلنة مقابل الدولار،‏ وقد شاع استخدام هذا النظام في الفترة<br />

-1945<br />

indefinite fixity<br />

.1972<br />

ولكن لا يمكن ضمانه،‏ قد يكون الإصلاح<br />

يقصد الثبات الدائم<br />

ثابت من قبل البنك المركزي<br />

ضروريا ً حتى وإن يتم صراحة الاعتراف بإمكانية قياسه،‏ خلافا ً لذلك يحظر التدخل نادرا ً هذه<br />

الأيام ولكن قد يظهر كمقدمة للاتحاد النقدي الأوروبي.‏ بعض الأمثلة التاريخية لإرجاء الثبات<br />

fixed by central<br />

bank<br />

إذا ما كانت هناك تعبئة منخفضة أو قيود على رأس المال ) مثال:‏ الجنيه البريطاني والجنيه<br />

الايرلندي حتى 1979<br />

نظام آلي وصارم يضمن تحول النقود الأساسية عند معدل ثابت ومن ثم بالمراجعة أو الموازنة<br />

النقود الأساسية ) = العملة + ميزانية البنوك ثابت بمجلس النقد ) معيار يتضمن سعر قريب من معدل السوق،‏ إلا أن الضغط على مكان آخر داخل<br />

لدى البنك المركزي ( ولابد من تغطيتها الاقتصاد ) مثال:‏ على البنوك،‏ الأنشطة أو الأسعار ( قد يزيد الضغوط السياسية لتغيير المعدل<br />

بالكامل بالعملة الأجنبية ) الذهب ( عند أو للتنازل عن نظام مجلس النقد<br />

معدل ثابت<br />

وهنا يظهر تساؤل حول ما إذا كانت الدولة تابعة بالكامل لدولة أخرى في تحديد السياسة<br />

التنازل عن العملة المستقلة وإتباع عملة عملة موحدة<br />

النقدية ونيل الرسوم أو يسمح لها بحصة<br />

أخرى<br />

المصدر:‏ محمود محي الدين وأحمد كجوك،‏ " سياسات سعر الصرف في مصر "، مداخلة في ندوة قام بتنظيمها ‏"معهد السياسات الاقتصادية " "- صندوق النقد العربي-‏<br />

بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي في 17-16 ديسمبر‎2002‎‏،‏ تحت عنوان " نظم وسياسات سعر الصرف " ، ص<br />

.212 :<br />

(<br />

arbitrage<br />

fixed but<br />

adjustable<br />

الذهب ( by fixed<br />

currency board or<br />

a gold standard<br />

unified<br />

currency<br />

- 59 -


مبررات ودوافع التوجه الحديث لأنظمة الصرف الدولية<br />

الجدول (3) : تطور رصيد ميزان المدفوعات وسعر صرف الدينار الجزائري (2008-1990)<br />

الوحدة:‏ مليار دولار.‏<br />

ف‎2008/1‎<br />

19.69<br />

61.8851<br />

2007<br />

29.55<br />

69.30<br />

1998<br />

-1.74<br />

58.8<br />

2006 2005<br />

17.73 16.94<br />

72.64 73.36<br />

1997 1996<br />

1.16 -2.<strong>09</strong><br />

57.7 54.7<br />

2004<br />

9.25<br />

72.06<br />

1995<br />

-6.32<br />

47.6<br />

2003<br />

7.47<br />

77.4<br />

1994<br />

-4.38<br />

35.1<br />

2002<br />

3.66<br />

79.7<br />

1993<br />

-0.01<br />

23.4<br />

2001<br />

6.19<br />

77.3<br />

1992<br />

0.23<br />

2000<br />

7.57<br />

75.3<br />

1991<br />

0.53<br />

18.5<br />

1999<br />

-2.38<br />

66.6<br />

1990<br />

0.21-<br />

رصيد الميزان الكلي<br />

سعر صرف الدينار مقابل ‎1‎دولار<br />

رصيد الميزان الكلي<br />

سعر صرف الدينار مقابل<br />

المصدر:‏ بنك الجزائر<br />

21.8<br />

1 دولار 9.0<br />

الإحالات والمراجع :<br />

د.مايكل بوردو،‏ " المنظور التاريخي لاختيار نظام سعر الصرف "، مداخلة في ندوة نظمت من قبل " معهد السياسات الاقتصادية "- صندوق<br />

النقد العربي-‏ بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي في 17-16<br />

ديسمبر‎2002‎ ، تحت عنوان " نظم وسياسات سعر الصرف ‏".مرجع سبق ذكره<br />

1<br />

ص:‏ 23.<br />

2 ستانلي فيشر،‏ " أنظمة سعر الصرف "، مجلة التمويل والتنمية،‏ يونيه‎2001‎‏.‏ ص:‏ 18.<br />

د.ناصر السعيدي،‏ " خيارات نظم سعر الصرف من المنظور التاريخي ودروس للبلدان العربية "، ندوة نظمها صندوق النقد العربي بعنوان " نظم<br />

وسياسات الصرف "، مرجع سبق ذكره،‏ ص:‏‎64‎‏.‏<br />

4 Cem karacadag, rupa duttagupta, gilda Fernandez et shogo ishili, " des taux fixes aux taux flottants:<br />

une aventure a tenter ", revue du finance et développement, décembre 2004, p: 21.<br />

5 Paul r.krugman et maurice obstfeld , "économie internationale ", de boeck université 2003, p :570.<br />

6 Bernard guillochon et annie kawecki , "économie internationale ", dunod 2006, pp : 263-264.<br />

7 Cem karacadag, rupa duttagupta, gilda Fernandez et shogo ishili, " des taux fixes aux taux flottants:<br />

une aventure a tenter ", op-cit, p:23.<br />

8 Abdel Ali djbili and vitali kramarenko, " Choosing Exchange régimes in the middle east and north<br />

africa ", revue of finance and development, march 2003. p :33.<br />

9 Résumé de colloque, " les taux de change flottants: une nouvelle analyse ", a la banque du canada en<br />

novembre 2000. www.banqueducanada.ca/fr/conference/cn2000-nov-f.htm, 12/01/2005.<br />

10<br />

-28<br />

.29<br />

11 A. Hiouani, " le marché interbancaire des changes en algerie ", média-bank, n°24 juin-juillet 1996.<br />

هرنان كورتي،‏ ودوغلاس وبيتر.ج.كيرك،‏ " تجربة استخدام أسعار الصرف العائمة "، مجلة التمويل والتنمية،‏ جوان 1993. ص ص:‏<br />

p:5.<br />

12 La banque d'Algérie, " La convertibilité du dinar ", média bank, août/ septembre 1996, n°53, p: 16.<br />

بربري محمد أمين،‏ " سياسة التحرير التدريجي للدينار وانعكاساا على تطور وضعية عناصر ميزان المدفوعات الجزائري خلال الفترة 1990-<br />

"، مذكرة ماجستير علوم اقتصادية جامعة الشلف،‏ سنة 2006. ص ص:‏ 122-120.<br />

2003<br />

14<br />

Peter j.quirk, " quel régime de change pour ancrer l'inflation ", revue du finances et développement, mars<br />

1996. pp: 42-44.<br />

دين دي روزا وجوشوا غرين،‏ " انخفاض المتزامن لأسعار العملة،‏ هل يضر بالصادرات من إفريقيا جنوب الصحراء ؟ "، مجلة التمويل والتنمية،‏<br />

3<br />

13<br />

15<br />

مارس 1991. ص:‏ 34.<br />

- 60 -


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

التعويم المدار للدينار الجزائري بين التصريحات والواقع<br />

أ.‏<br />

آيت يحي سمير،‏ جامعة تبسة،‏ الجزائر<br />

say082@yahoo.com<br />

ملخص تعمل هذه الدراسة على إظهار إن كان الدينار الجزائري يتبع فعلا نظام التعويم المدار المصرح به من طرف بنك الجزائر أم أنه في الحقيقة لا يقوم<br />

بذلك وإنما اضطر لمثل تلك التصريحات خوفا من الضغوطات الغربية التي تدعم التوجه العالمي نحو التعويم،‏ وبالتالي الحكم على أن الدينار الجزائري يعاني من<br />

الظاهرة التي أطلق عليها كافو ورينهارت بظاهرة الخوف من التعويم.‏<br />

الكلمات المفتاح<br />

سنة 2000<br />

:<br />

تمهيد :<br />

التعويم المدار،‏ الخوف من التعويم،‏ الثنائية القطبية،‏ الدينار الجزائري.‏<br />

بعد ايار نظام الصرف الثابت القابل للتعديل الذي كانت تتبناه اتفاقية بروتن وودز،‏ دخل العالم فيما يمكن أن أسميه<br />

ب ‏"اللانظام النقدي الدولي"‏ الذي أصبح يمتاز بالفوضى المنظمة والتي أخذت تخدم مصالح دول ما على حساب غالبية الدول<br />

الأخرى،‏ وهو ما جعل من تصنيف أنظمة الصرف يعتبر في الوقت الحالي،‏ حتى بالنسبة للمؤسسات المتخصصة كصندوق النقد<br />

الدولي،‏ من أهم التحديات على المستوى التجريبي.‏<br />

غير أنه يمكن تمييز طريقتين لترتيب الدول حسب أنظمة صرفها.‏ الأول يعتمد على التصريح الرسمي لهذه الدول أمام صندوق<br />

النقد الدولي،‏ والأمر يتعلق هنا بأنظمة الصرف القانونية ‏(القولية).‏ بيد أن محدودية هذه المقاربة تتمثل في أن الدول<br />

‏–خاصة منها<br />

النامية-‏ لا تتصرف بالضرورة كما في تصريحها الرسمي،‏ وهو السبب الذي دفع بصندوق النقد الدولي والمختصين في الشؤون النقدية<br />

الدولية إلى التخلي عن التصنيف القانوني<br />

صرف الدول.‏<br />

(de jure)<br />

واستبداله بالتصنيف الفعلي(‏facto (de الذي يعتمد على السلوك الفعلي لأنظمة<br />

وباعتبار الجزائر من الدول النامية،‏ فقد شهدت إثر الأزمة الاقتصادية التي مرت ا سنة<br />

1986<br />

والاضطرابات الاجتماعية التي<br />

تلت تلك الأزمة،‏ توجها أساسيا في السياسة الاقتصادية من اقتصاد اشتراكي إلى الاقتصاد الحر،‏ وهو ما واكبه تغيير العديد من<br />

القوانين التي تعمل على مسايرة هذا التوجه وبالخصوص نظام صرف الدينار الجزائري الذي شهد منذ الاستقلال سنة 1962 إلى غاية<br />

يومنا هذا العديد من التطورات حيث بدأ يتجه شيئا فشيء من نظام صرف ثابت إلى نظام صرف مرن يوصف بحسب تصريحات<br />

السلطات النقدية الجزائرية أنه تعويم مدار.‏<br />

تعمل هذه الدراسة على إظهار إن كان الدينار الجزائري يتبع فعلا نظام التعويم المدار المصرح به من طرف بنك الجزائر<br />

لصندوق النقد الدولي أم أنه في الحقيقة لا يقوم بذلك وإنما اضطر لمثل تلك التصريحات خوفا من الضغوطات الغربية التي تدعم التوجه<br />

العالمي نحو التعويم.‏<br />

الإشكالية : من خلال ما سبق تبرز معالم إشكالية البحث كالتالي:‏ هل يمكن الحكم على أن نظام صرف الدينار الجزائري<br />

يختلف بين تصريحات السلطات النقدية المسؤولة في الجزائر والواقع المطبق،‏ وبالتالي هل يعاني الدينار الجزائري من الظاهرة التي<br />

أطلق عليها كالفو ورينهارت ظاهرة الخوف من التعويم ؟<br />

وبناء على الإشكالية المطروحة يمكن تقسيم البحث إلى النقاط التالية<br />

:<br />

-1<br />

التعويم المدار ضمن الترتيبات المختلفة لأنظمة الصرف<br />

؛ 2-<br />

-3<br />

الدينار الجزائري من التثبيت إلى التعويم المدار<br />

؛ 4-<br />

ظاهرة الخوف من التعويم؛<br />

الدينار الجزائري وظاهرة الخوف من التعويم.‏<br />

61


_________________________________________________________________________________________________________________<br />

التعويم المدار للدينار الجزائري بين التصريحات والواقع<br />

:<br />

-1<br />

التعويم المدار ضمن الترتيبات المختلفة لأنظمة الصرف كانت ترتيبات أنظمة الصرف قبل سنة 1999 لا ترتكز إلا على<br />

متغير واحد:‏ التصريح الرسمي لكل دولة عضوه لصندوق النقد الدولي عن نظام صرفها المتبع.‏ حيث لا يهتم هنا صندوق النقد الدولي<br />

بمراقبة مدى مطابقة هذا التصنيف للتطبيق الواقعي لهذه الدول في إطار تسيير سعر صرفها أم لا.‏<br />

%60<br />

غير أنه،‏ وبعد سنة 1999، أكد صندوق النقد الدولي أن من الدول المصنفة ضمن أنظمة صرف ذات درجة عالية من<br />

1<br />

المرونة هي في الواقع تتبنى أنظمة الربط . فبعض الدول صرحت بأا تتبنى أنظمة صرف مرنة،‏ غير أنه في الأفعال وجد أن السلطات<br />

المعنية لهذه الدول تبحث على استقرار عملتها من خلال ربطها بعملة أجنبية قوية،‏ وهو ما دفع صندوق النقد الدولي مراجعة نفسه<br />

2<br />

في هذا التوجه.‏ فأصبحت تصريحات الدول الأعضاء تصحح من خلال الملاحظة الإحصائية لتذبذبات سوق الصرف ، وهو ما خلق<br />

ترتيب جديد يحاول أن يتعرف على الممارسات الحقيقية من خلال تسيير الصرف بتحليل المعطيات المالية ‏(سعر الصرف،‏ الاحتياطات<br />

الرسمية،‏ سعر الفائدة...)‏ ويكملوا بمعلومات حول استراتيجيات السياسات النقدية المتبناة من قبل الدول الأعضاء ‏(محاربة التضخم)‏<br />

والنية الصريحة وغير الصريحة<br />

أكثر واقعية.‏<br />

–<br />

الضمنية-‏ للسلطات النقدية.‏ هذه الطريقة التي يمكن أن تصنف كهجينة،‏ سمحت أن تعطي ترتيبات<br />

أصبح الاختيار بحسب صندوق النقد الدولي بعد سنة<br />

1999<br />

:<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

يتكون من القطبين المتطرفين حيث يكون سعر الصرف إما ثابت<br />

أو نظام صرف مرن بالكامل،‏ بالإضافة إلى وسط تجتمع فيه جميع الأنظمة الوسيطة التي تحتوي تطبيقات مختلفة وكثيرة ويجمعها<br />

صندوق النقد الدولي في ثلاث فئات أساسية:‏ الربط داخل نطاقات أفقية،‏ أنظمة الربط المتحركة ‏(الزاحفة)‏ والنطاقات المتحركة.‏ أما<br />

الربط الجامد فيتكون بدوره من : الاتحادات النقدية،‏ مجلس العملة بالإضافة إلى ترتيبات اتفاقيات الربط.‏<br />

وفيما يخص ركن التعويم فإن مبدؤه الأساسي ينص على أن العملة الوطنية تتحدد وفق آليات سوق الصرف،‏ من خلال العرض<br />

والطلب على العملة،‏ حيث يعبر طرفي ميزان المدفوعات أحسن تعبير عن هذه الآلية.‏ فأي فائض في ميزان المدفوعات يعبر عن زيادة<br />

الطلب على العملة المحلية مقارنة بالعرض،‏ وهذا ما يجعل قيمة العملة الوطنية ترتفع ويحدث العكس في حالة العجز،‏ ويستعمل صندوق<br />

النقد الدولي الفئتين التاليتين<br />

التعويم المدار : يكون دون الإعلان المسبق لمسار سعر الصرف،‏ حيث تتدخل السلطات النقدية ممثلة في البنك المركزي في سوق<br />

الصرف،‏ دون أن يحدد مسبقا أهداف سعر الصرف،‏ أو دون المبادرة في تطبيق هذه الأهداف.‏ المؤشرات التي تستعمل لتسيير<br />

سعر الصرف تترك عموما لتقديرات السلطات،‏ بما فيها مثلا وضعية ميزان المدفوعات،‏ مستوى الاحتياطات الدولية وتطور<br />

السوق الموازية.‏ لا تكون التعديلات بالضرورة أوتوماتيكية.‏<br />

التعويم المستقل : يتم تحديد سعر الصرف في السوق،‏ مع التدخل في سوق الصرف دف تلطيف التقلبات القوية لسعر<br />

الصرف،‏ وبالتالي العمل على استقرار مستواه.‏<br />

كما يوجد نوع آخر للتعويم لكنه يبقى نظري فقط،‏ يجدر بنا إضافته وهو<br />

:<br />

التعويم الحر : يتم فيه تحديد سعر الصرف في السوق دون تدخل في سوق الصرف.‏ تنتج التغيرات في احتياطات الصرف عن<br />

العوامل التقنية فقط.‏<br />

القراءة المتأنية في عرض التعريفات السابقة يظهر اختلاف مهم فيما بين التصنيفات.‏ ففي حين أن نظام الصرف المستقل والحر<br />

يتطلب أن يكون مسار سعر الصرف محدد بشكل أساسي من خلال السوق ‏(أي أن السوق هو المحدد)،‏ فإن التعويم المدار يتحدد<br />

مسار سعر صرفه من طرف البنك المركزي وليس السوق.‏<br />

62


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

من جهة أخرى،‏ الذي يميز التعويم المدار عن بقية الحلول الوسيطة ) الربط داخل نطاقات أفقية،‏ الربط الزاحف والنطاقات<br />

المتحركة)،‏ والتي تتحدد في كلا النوعين من طرف البنك المركزي،‏ أنه لا يوجد للتعويم المدار مسار محدد مسبقا لسعر الصرف على<br />

عكس الحلول الوسيطة التي يتحدد فيها سعر الصرف من خلال تدخل البنك المركزي لتحديد قيمة صرف العملة داخل نطاقات<br />

محددة مسبقا أو سعر مركزي معلن عنه مسبقا.‏<br />

شكل (1)<br />

: أنظمة الصرف المسيرة<br />

أهداف التدخل<br />

تلطيف التقلبات<br />

تعويم مستقل<br />

هدف معلن مسبقا<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الصرف اللزج<br />

نطاق التقلبات<br />

نطاقات لزجة.‏<br />

استهداف سعر الصرف<br />

دون هدف معلن<br />

تعويم مدار<br />

Source : HANEN Gharbi (2005), « La gestion des taux de change dans les pays émergents : la leçon des<br />

expériences récentes », document de travail, OFCE, N° 2005-06, p3. Disponible sur site Internet :<br />

www.ofce.sciences-po.fr/pdf/dtravail/WP2005-06.pdf<br />

الأنظمة الوسيطة تم إذا بأنظمة الصرف المسيرة بشكل فعلي،‏ أي أن تسيير سعر الصرف يتم من خلال قاعدة التسيير<br />

الرسمي،‏ التي يعلن فيها البنك المركزي قاعدة التدخل التي تسمح له ببلوغ سعر صرف اسمي أو حقيقي مستهدف أما نظام التعويم<br />

المدار فيكون فيه التسيير بشكل سري وحذر ومتحفظ<br />

discrétionnaire<br />

:<br />

-2<br />

وليس رسمي،‏ والذي لا يعلن فيه البنك المركزي قاعدة<br />

للتدخل ولا أهداف الصرف المنتظر بلوغها.إتباع التعويم المدار يسمح بأكثر استقلالية للسياسة النقدية التي يصبح الصرف فيها ليس<br />

هدفا في حد ذاته،‏ كما يصبح ليس لدى المضاربين سعر مستهدف يمكن مهاجمته.‏ غير أن التسيير السري يمكن أن يرفع من مخاطر<br />

الصرف وبالتالي يخفض من تدفقات رؤوس الأموال قصيرة الأجل.‏<br />

ظاهرة الخوف من التعويم من خلال التصنيفات السابقة يمكن طرح التساؤل التالي:‏ ما الذي دفع صندوق النقد الدولي بعدم<br />

وضع الثقة الكافية لتصريحات الدول المعنية بتصنيفات أنظمة صرفها،‏ وما الذي يدفع هذه الدول إلى التصريح بإتباع نظام صرف لا<br />

يتم تبنيه فعليا ؟<br />

أساسي<br />

أجابت دراسة قيمة سنة<br />

2000<br />

عن التساؤل السابق قام ا كالفو وراينهارت<br />

Calvo&Reinhart<br />

حيث أصبحت عنصر<br />

في تحليل تسيير أنظمة الصرف الخاصة باقتصاديات الدول ‏(خاصة منها النامية التي تعاني أكثر من غيرها من مشكلة<br />

المصداقية).‏ حسب المؤلف َين،‏ فإن الكثير من الدول تعلن أا تعوم عملاا،‏ إلا أنه يظهر جليا في تطبيقاا أا لا تقوم بذلك وهذا ما<br />

3<br />

يبين حالة وباء يسمى ب ‏"الخوف من التعويم"‏ ، والذي يمكن تعريفه أنه ‏"التحفظ من ترك معدل الصرف عائم بحرية بالرغم من<br />

4<br />

الإعلان الرسمي للتعويم"‏ . حيث كانت إستراتيجية هذه الدراسة هي مقارنة ما تقول الدول أنه تفعله ‏(عبر تصريحاا الرسمية لصندوق<br />

النقد الدولي)‏ وما تفعله فعلا ‏(يمكن وصفه من خلال حركة أسعار صرفها).‏<br />

63


_________________________________________________________________________________________________________________<br />

التعويم المدار للدينار الجزائري بين التصريحات والواقع<br />

أدت نتائج<br />

Calvo&Reinhart<br />

الدول النامية وذلك منذ ايار نظام بروتن وودز<br />

، في النهاية إلى نتيجة جامعة وهي أن ‏"الخوف من التعويم"‏ هو ظاهرة منتشرة بقوة خاصة لدى<br />

1973<br />

وتفوق نظام التعويم عن نظام التثبيت على مستوى النظام النقدي الدولي.‏<br />

5<br />

ويعود السبب في ذلك لفرضية الثنائية القطبية.‏ فقد اقترح العديد من المختصين الاقتصاديين إتباع إما التعويم التام،أو الربط<br />

الجامد متهمين الأنظمة الوسيطة بأا أنظمة لا تستطيع المقاومة والتحمل أمام التدفقات المتزايدة لرؤوس الأموال على المستوى<br />

الدولي،‏ وأا السبب الرئيسي للأزمات المالية التي حدثت مؤخرا للأسواق الناشئة حيث تكون دائما عرضة للهجمات المضاربية في<br />

ظل اقتصاد عالمي يشهد اليوم عولمة مالية متزايدة.‏ وبالتالي أصبحت أصوات هؤلاء الاقتصاديين،‏ الذين يطلق عليهم اسم "<br />

الأرثوذكسية الجديدة"،‏ تطالب وتؤيد فكرة إتباع ما اصطلح عليه ب ‏"الثنائية القطبية"‏ أي الاختفاء الكلي للأنظمة الوسيطة،‏<br />

واتجاه جميع الدول في المدى الطويل إلى إحدى القطبين المتطرفين،‏ إما:‏ التعويم التام أو الربط الجامد.‏ وهذا التفسير يعتمد على نظرية<br />

الثلاثية المستحيلة التي تؤكد في فحواها أنه لا تستطيع البلدان أن تختار سوى اثنين فقط من ثلاث نتائج ممكنة:‏ استقرار سعر الصرف،‏<br />

حرية حركة رؤوس الأموال،‏ الاستقلالية في قيادة السياسة النقدية.‏ حيث أفضت الثلاثية المستحيلة مؤخرا إلى الرأي الثنائي القائل بأنه<br />

مع زيادة حركة رأس المال يصبح الاختيار الممكن الوحيد لنظام سعر الصرف هو إما الربط الجامد الفائق في أشكاله الثلاثة ‏(اتحادات<br />

العملة،‏ الدولرة،‏ مجلس العملة)‏ أو التعويم المستقل.‏ والواقع أن البلدان المتقدمة إما تعمد إلى التعويم أو تكون جزءا من الاتحاد<br />

الاقتصادي والنقدي الأوروبي.‏ أما البلدان النامية فتواجه مشاكل خاصة تجعل هذا التقسيم الثنائي البسيط أكثر صعوبة عما هو وارد<br />

هنا.‏<br />

انتقد ويليامسون<br />

(2000)<br />

6<br />

فكرة الثنائية القطبية حيث يعتقد وبقوة أن معظم الدول ذات الأسواق النامية ‏–بالخصوص دول<br />

شرق آسيا-‏ تنفر من التعويم.‏ ويرجع ويليامسون السبب في ذلك إلى أن الدول النامية تصنف نفسها كمعومة لأن هذا ما يرغب<br />

صندوق النقد الدولي أن يسمعه.‏ فتقرير ميلتزر<br />

Meltzer<br />

الذي تم طرحه من طرف الكونغرس الأمريكي من أجل تزكية الإصلاح<br />

الأساسي للمؤسسات المالية الدولية يقول فيه:‏ " اللجنة تزكي أنه ‏...ينبغي على صندوق النقد الدولي استعمال سياسته الاستشارية<br />

7<br />

لتزكية وفرض أنظمة الربط الجامد ‏(مجلس العملة،‏ الدولرة)‏ أو معدلات صرف عائمة " . أي أن إجراءات الانتقال نحو القطبين<br />

ستكون بسبب الضغوطات المطبقة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية باستعمال أداته وهي صندوق النقد الدولي.‏ وذا يكون<br />

ويليامسون قد وجه انتقاد بصفة غير مباشرة للأورثوذكسية الجديدة التي تؤكد البعد العام للتخلي عن الأنظمة الوسيطة لصالح أنظمة<br />

عائمة لكن دون الجزم بالاختفاء النهائي لهذه الأنظمة.‏<br />

ساند فرنكل(‏‎2003‎‏)‏<br />

رأي ويليامسون<br />

(2001)<br />

أن العالم الغربي هو الذي يطبق ضغط رهيب على الدول النامية لإتباع<br />

8<br />

الحلول المتطرفة،‏ وعلى رأسهم الأكاديميين الموالين لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية ، بالإضافة إلى أن مجلس العلاقات الخارجية<br />

ووزارات مالية اموعة السبعة<br />

(G7)<br />

اقترحت على صندوق النقد الدولي أن يفرض على الدول التي تعاني من مشاكل في تبني نظام<br />

صرف وسيط أن تتبع وبطريقة ‏"نظامية"‏ ربط عملتها بالعملات المهمة.‏ كل هذه الضغوطات دفعت الدول – خاصة منها النامية-‏ إلى<br />

الإعلان الرسمي عن تبني أنظمة صرف هي في الحقيقة لا تتبناها.‏<br />

:<br />

-3<br />

الدينار الجزائري من التثبيت إلى التعويم المدار قبل الخوض في مناقشة إن كان التعويم المدار الذي تصرح به السلطات النقدية<br />

يتم تبنيه فعليا أم لا،‏ فإنه يكون من الجدير أولا سرد مختصر لتطور نظام الصرف في الجزائر.‏<br />

64


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

فقد شهد الدينار الجزائري منذ نشأته سنة<br />

1964<br />

إلى غاية يومنا هذا تحولات عديدة كانت تتماشى بحسب الأوضاع<br />

الاقتصادية السائدة في الجزائر،‏ حيث عرف خطوات تدريجية في انتقاله من نظام صرف ثابت إلى نظام صرف عائم.‏<br />

-1.3<br />

سعر الصرف الثابت (1987-1964)<br />

: في يوم<br />

1964 أبريل 10<br />

180<br />

تم إنشاء الوحدة النقدية الجزائرية ‏"الدينار<br />

الجزائري"‏ التي ثبتت قيمتها آنذاك ب ملغ من الذهب الخالص وبالتالي عوض ‏"الدينار الجزائري"‏ عملة ‏"الفرنك الفرنسي<br />

الجديد"،‏ الذي كان هو عملة الجزائر أثناء الاستعمار،‏ بسعر صرف : واحد دينار=‏ واحد فرنك فرنسي جديد.‏ وقد كان سعر<br />

صرف الدينار الجزائري مسيرا إداريا ويتميز بالاستقلال والثبات لمدة طويلة،‏ يقضي بتسخير كل الأدوات الاقتصادية لهدف تحقيق<br />

المخططات التنموية من طرف السلطات المركزية آنذاك.‏ وقد أدى تسيير سعر صرف الدينار ذه الكيفية إلى تحديد تكلفة إدارية<br />

وليست اقتصادية للعملة الصعبة بمعنى أن سعر العملة الصعبة بالدينار لا تربطه أي علاقة<br />

–<br />

كما كان من المفروض أن يكون-‏ بأداء<br />

وكفاءة الاقتصاد الوطني وهكذا انفصل عن الواقع الاقتصادي فنتج عن ذلك سلوك غير عقلاني في استخدام الموارد الأكثر ندرة<br />

والمتمثلة في العملة الصعبة.‏ أضف إلى ذلك أن هذا الأسلوب قد أعطى لسعر صرف الدينار قيمتين:‏ الأولى تحددها السلطات النقدية<br />

9<br />

إداريا والثانية تحدد في السوق الموازية ‏(السوق السوداء)‏ .<br />

وبعد ايار نظام بروتن وودز تخلت الجزائر عن ربط عملتها بالفرنك الفرنسي وأصبحت قيمة الدينار الجزائري مثبتة بسلة<br />

10<br />

عملات مختارة حسب أهمية شركائها التجاريين (14 عملة كان الدولار الأكثر ترجيحا من بين هذه العملات)‏ مما سمح للجزائر<br />

بالخروج ائيا من منطقة الفرنك.‏ وقد كان الدينار يتذبذب مقابل هذه العملات بطريقة سلبية دون مراعاة أي علاقة مع الوضعية<br />

11<br />

الاقتصادية أو المالية للدولة و/أو الفرق في التضخم ‏(تعادل القوة الشرائية)‏ أو الإنتاجية بين الجزائر والدول المصدرة لها . كما<br />

يسمح تثبيت الدينار بسلة عملات باستقرار سعر الصرف الفعلي الاسمي إلا أنه لا يقصي احتمال قابلية تغير الأسعار الثنائية مقابل<br />

العملات المشك ّلة للسلة،‏ فهذا النوع من التثبيت للعملة المحلية يزيد من مخاطر الصرف بالنسبة للأعوان الاقتصاديين.كما تم تجاهل دور<br />

سعر صرف الدينار الجزائري من طرف المسؤولين على تسيير الاقتصاد واستعمل بطريقة غير عملية ودون دراية لأهميته.‏ ومنذ سنة<br />

1974، أدت القيود المفروضة للدخول لسوق الصرف والمصحوبة بسياسات نظام حصص الواردات إلى نشوء سوق صرف موازي<br />

جعل السلطات العامة ترفع من قيمة الدينار الجزائري.‏<br />

أدى رفع قيمة الدينار وعدم إعطائها القيمة الحقيقية إلى زيادة في أسعار عوامل الإنتاج للسلع والخدمات المحلية مقارنة<br />

بنظيراا المنتجة في الخارج فنتج عنه ضعف إنتاجية القطاع الوطني وعدم قدرته على منافسة القطاعات الأجنبية خاصة بعد بلوغ قيمة<br />

الدينار ذروا بين<br />

1983<br />

و 1986، إلى أن وصل سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الفرنك الفرنسي سنة<br />

الموازي إلى 4 دينار لكل واحد فرنك والغريب أنه في السوق الرسمي كان 0.8 دينار مقابل واحد فرنك فرنسي.‏<br />

1987<br />

1986<br />

:<br />

(1987<br />

–<br />

-2.3<br />

-<br />

في السوق<br />

سعر الصرف الديناميكي ‏(منذ نتج عن التدهور المفاجئ لسعر البترول سنة دخول الاقتصاد<br />

الوطني أزمة حادة تأكد من خلالها بلوغ النظام المتبع خلال ما يفوق العشريتين-‏ محدوديته مما استوجب إجراء إصلاحات نقدية<br />

ومالية،‏ ولقد تمت عملية تعديل معدل صرف الدينار وفقا للمراحل التالية:‏<br />

أ من إلى : قامت هذه المرحلة على تنظيم انزلاق تدريجي ومراقب لسعر الصرف طبق خلال فترة<br />

1993<br />

1987<br />

طويلة نوعا ما امتدت من اية سنة<br />

من<br />

1987<br />

4.936<br />

دينار للدولار الواحد في اية<br />

إلى غاية سبتمبر 1992. وخلال هذه المرحلة بالذات انتقل معدل سعر صرف الدينار<br />

10.476 إلى 1987<br />

دج/دولار اية كانون الأول/ديسمبر<br />

و 1990<br />

65


_________________________________________________________________________________________________________________<br />

التعويم المدار للدينار الجزائري بين التصريحات والواقع<br />

‎15.889‎دج/دولار اية كانون الثاني/يناير‎1991‎<br />

‎17.8‎دج/دولار اية آذار/مارس<br />

ثم<br />

‎16.595‎دج/دولار اية فبراير من نفس السنة ليستقر في حوالي<br />

12<br />

1991 ‏.أي أن قيمة الدينار انخفضت في مدة ثلاثة أشهر ب %70 هذا دون تصريح رسمي<br />

من طرف السلطات النقدية.‏ إلا أنه بدأ التخفيض الصريح في بداية سبتمبر<br />

الدينار بنسبة %22 بالنسبة للدولار ليصل إلى<br />

1991<br />

بعد أن اتخذ مجلس النقد والقرض قرارا بتخفيض<br />

13<br />

‎22.5‎دج/دولار ولقد تميز سعر صرف الدينار بالاستقرار حول هذه النسبة .<br />

14<br />

أدى الانزلاق والتخفيض الاسمي إلى انخفاض قيمة الدينار بشكل قوي،‏ ولأن هذا التخفيض كان عبئا ثقيلا على<br />

الشركات وأيضا المستهلكين،‏ قررت السلطات إعطائه فترة راحة بالرجوع مرة أخرى إلى التسيير الإداري للعملات الرسمية وذلك<br />

بتثبيت سعر الصرف الاسمي في قيمته المحددة في اية<br />

1992<br />

.1993<br />

ب-‏<br />

سياسة التخفيض (1994)<br />

ب<br />

‎23‎دينار/دولار تقريبا ومعادلته السوق الموازي للعملات سنة<br />

: أ ُرغمت السلطات العامة انتهاج سياسة تخفيض قيمة الدينار ب<br />

%7.3<br />

%40.17 ثم 1994<br />

‏(بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي وذلك إلى غاية<br />

في نيسان/أبريل من نفس السنة بعد أن بدأت الجزائر تطبيق برنامج التعديل الهيكلي منذ سنة<br />

في آذار/مارس<br />

1994<br />

1998<br />

الذي كان فيه تعديل سعر الصرف من أهم الإجراءات المتخذة وذلك من<br />

أجل البحث عن التوازنات الخارجية).‏ على ضوء هذا القرار أصبح سعر صرف الدينار ‎36‎دينار/دولار كما تم الاتفاق مع صندوق<br />

النقد الدولي على تقنية جديدة لتحديد سعر صرف الدينار مفادها أن يسمح مجلس النقد والقرض بانزلاق الدينار إلى<br />

وتم الاعتماد على هذه الطريقة في بداية الثلث الأخير من سنة<br />

40<br />

1994<br />

إلى أواخر سنة<br />

1995<br />

دج/دولار،‏<br />

وتمثل هذه العملية مرحلة انتقالية<br />

وتجريبية لمرحلة تطبيق الصرف العائم وتمرينا للبنوك التجارية وبنك الجزائر ومهلة لإعداد القوانين والإجراءات لمواجهة متطلبات سوق<br />

15<br />

الصرف .<br />

ج-‏<br />

قابلية تحويل الدينار:‏ انتقلت الجزائر إلى مرحلة ‏"قابلية تحويل الدينار"‏ لجميع المعاملات الجارية وكذا خلق سوق بيني ‏(ما<br />

بين البنوك)‏ للصرف الذي يسمح للبنوك التجارية من التصرف بكل حرية بالعملات الأجنبية المتحصل عليها من طرف زبائنها وكان<br />

ذلك في كانون الثاني/يناير<br />

1996<br />

واعتبر كأول خطوة حقيقية للتوجه نحو تطبيق سعر الصرف العائم.‏ ولقد بدأت الجزائر تطبيق،‏<br />

منذ سنوات 1990، سياسات للتصحيح رغبة في إرساء أساس يسمح بالتبادل الحر لعملتها المحلية مقابل العملات الأجنبية وبالتالي<br />

أصبحت تركز جهودها على الاتجاه صوب ‏"القابلية الجارية<br />

:<br />

للتحويل"‏ وهي تختلف عن ‏"القابلية الكاملة للتحويل"‏ التي من مؤداها<br />

إزالة جميع قيود الصرف المفروضة على كل من المعاملات الدولية الجارية وانتقال رؤوس الأموال‎16‎‏.‏ وفيما يلي أهم الخطوات التي<br />

تبعتها الجزائر في شأن تحرير عملتها الوطنية<br />

دخلت قابلية التحويل الجارية للدينار الجزائري حيز التطبيق سنة 1994، ذلك أن تحرير المدفوعات بالنسبة للواردات الجزائرية<br />

17<br />

بدأ تنفيذه الفعلي خلال هذه السنة . هذه المرحلة تم تدعيمها بتطبيق ما يسمى في تشرين الأول/أكتوبر<br />

Fixing session<br />

1994<br />

إلى غاية اية<br />

1995<br />

ويتعلق الأمر ببيع العملات الأجنبية بالمزاد من طرف بنك الجزائر بغية السماح بتوفير الشروط<br />

اللازمة لإنشاء سوق صرف.‏ بالتالي كان ينبغي يئة وتنظيم القواعد والإجراءات وخاصة الموارد البشرية التي يتطلبها هذا النوع<br />

من الأسواق دف تثبيت وتحديد سعر الصرف عن طريق التوازن بين الطلب والعرض في هذا السوق .<br />

−<br />

66


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

بدأت المرحلة الثانية من إجراءات قابلية التحويل الجارية للدينار في حزيران/يونيو<br />

1995<br />

وتتعلق بنفقات الصحة والتعليم التي تسمى<br />

بنفقات"‏ المعاملات الجارية غير المنظورة"‏ ويتم تحديدها بقيمة معينة خلال السنة بالنسبة للمرضى المحليين الذين يتابعون العلاج في<br />

الخارج وأيضا بالنسبة للطلبة المحليين الذين يزاولون الدراسة خارج التراب الوطني.‏<br />

أعطى بنك الجزائر في أوت 1997، حق صرف قيمة معينة لنفقات السفر إلى الخارج وكان تكملة لسلسلة الإجراءات السابقة<br />

وأصبح هذا الحق قابل للتنفيذ في<br />

15 سبتمبر 1997<br />

على مستوى شبابيك التوزيع للبنوك والمؤسسات المالية الوسيطة المعتمدة.‏<br />

−<br />

−<br />

د-‏<br />

هكذا خص بنك الجزائر الطلب على العملات الأجنبية لتحقيق المدفوعات أو التحويلات الموجهة أساسا للمعاملات الجارية<br />

وليس لتحويلات رؤوس الأموال غير المرخصة.‏ بالتالي دخلت الجزائر مرحلة قابلية تحويل الدينار التي تبعتها في نفس الوقت إجراء<br />

الرقابة على الصرف المطبق بصرامة خاصة فيما يتعلق الأمر بالتوافق بين التدفقات المالية وتدفقات السلع والخدمات بين الجزائر وباقي<br />

دول العالم.‏<br />

سوق الصرف ما بين العملات<br />

: تلت مرحلة<br />

fixing<br />

التي تم الاستغناء عنها بسرعة ‏(‏اية<br />

الصرف ما بين البنوك التي جاءت لتعزز أهداف برنامج التعديل الهيكلي للفترة ‏(أبريل 1995<br />

مارس 1998).<br />

1995) مرحلة سوق<br />

سوق الصرف ما بين البنوك الذي يعتبر قسم هام من السوق النقدي هو المكان الذي يتم فيه التقاء العرض والطلب على<br />

العملات.‏ تم تأسيسه من طرف بنك الجزائر حسب القرار رقم ليوم كانون الأول ديسمبر المتعلق بسوق<br />

الصرف والتعليمة رقم ليوم ديسمبر المتعلقة بقواعد ووضعيات الصرف والتعليمة رقم ليوم<br />

ديسمبر المتعلقة بتنظيم وطريقة عمل سوق الصرف ما بين البنوك،‏ الذي يهدف إلى معالجة جميع عمليات الصرف ‏(بيع<br />

وشراء)‏ على الحساب ولأجل بين العملة المحلية والعملات الأجنبية الأخرى القابلة للتحويل بحرية كما يتم فيه أيضا تحديد سعر<br />

صرف العملات عن طريق ميكانيزم التقاء العرض مع الطلب.‏ يشارك في هذا السوق كل من البنوك التجارية والمؤسسات المالية التي<br />

تستطيع الحضور بصفة عارضي وطالبي العملات . وكما تم التطرق إليه سابقا فمنذ تطبيق برنامج الاستقرار والتعديل الهيكلي<br />

وبالضبط منذ كانون الثاني/يناير‎1996‎ يتم تسيير سعر سعر صرف الدينار حسب نظام التعويم المدار،‏ مما يمك ّن البنك المركزي من<br />

تعديله إن كانت لذلك ضرورة.‏ كما أن هذا التوجيه يطبق بطريقة غامضة وسرية من خلال عدم الإعلان المسبق لمسار هذا التعويم<br />

وهذا النظام مطبق،‏ بحسب تصريحات بنك الجزائر،‏ إلى غاية يومنا هذا.‏<br />

27<br />

1995<br />

95-79<br />

18<br />

23<br />

08-95<br />

1995<br />

19<br />

26<br />

95-78<br />

1995<br />

-4<br />

الدينار الجزائري وظاهرة الخوف من التعويم<br />

:<br />

مما سبق عرف الدينار الجزائري خطوات تدريجية في انتقاله من نظام صرف ثابت إلى نظام صرف يقول المسؤولون عن<br />

السلطات النقدية في الجزائر أنه نظام التعويم المدار وهذا يؤكد أن نظام صرف الدينار الجزائري سلك هو الآخر مسلك الظاهرة التي<br />

تكلم عنها صندوق النقد الدولي وأيضا الأورثوذكسية الجديدة وهي تدعيم الثنائية القطبية والتوجه نحو أحد القطبين وهو قطب<br />

التعويم . كل هذا يفتح اال للنقاش في هذا الخصوص عن مدى مصداقية هذه التصريحات خاصة ما يمكن استنتاجه بشأن الجزائر أا<br />

كانت مرغمة على إتباع التوجه من النظام الثابت إلى التعويم المدار تحت شروط صندوق النقد الدولي في<br />

ظل ما يسمى بمخطط<br />

التعديل الهيكلي من جهة،‏ ورغبة في إعطاء نظام صرف جديد يتماشى والاتجاه الجديد للجزائر من الاقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق<br />

من جهة ثانية.‏<br />

في هذا الشأن،‏ يمكن مناقشة مدى مطابقة ظاهرة الخوف من التعويم على الدينار الجزائري من ثلاث زوايا أجدها مهمة<br />

:<br />

67


ب ِ<br />

_________________________________________________________________________________________________________________<br />

التعويم المدار للدينار الجزائري بين التصريحات والواقع<br />

-1.4<br />

%418 2000<br />

إلى<br />

من زاوية ميزان المدفوعات<br />

:<br />

يبين الجدول (01) من الملحق أن رصيد ميزان المدفوعات ارتفع بين سنتي<br />

و 1999<br />

مقابل انخفاض في قيمة الدينار مقابل الدولار خلال نفس الفترة ب ِ %13.08، كما تواصل التزايد المستمر<br />

للأرصدة الموجبة لميزان المدفوعات الجزائري خلال السنوات الموالية نتيجة الإيرادات المرتفعة لصادرات المحروقات التي تمثل<br />

صادرات الجزائر،‏ والمتأثرة هي الأخرى بالزيادة الكبيرة في الأسعار العالمية للبترول التي انتقلت من<br />

%97<br />

25.24<br />

دولار/برميل سنة<br />

من<br />

2002<br />

99.97<br />

بأزيد من<br />

دولار/برميل سنة<br />

2008<br />

أي بارتفاع يقدر بأربعة أضعاف.‏ أدى ذلك إلى ارتفاع رصيد ميزان المدفوعات سنة<br />

2008<br />

9<br />

أضعاف مقارنة برصيده خلال 2002. ورغم هذا التزايد الغير مسبوق في رصيد ميزان المدفوعات الجزائري إلا أن قيمة<br />

الدينار الجزائري شهدت ارتفاع طفيف أمام الدولار خلال الفترة<br />

2004-2002<br />

منتقلا من<br />

79.68<br />

72.61<br />

دينار لواحد دولار ثم بقي هذا السعر ثابتا إلى غاية<br />

2006<br />

ثم عرف ارتفاعا آخرا ب<br />

%6.9<br />

دينار لواحد دولار إلى<br />

سنة 2008، وهذا راجع<br />

للانخفاض الشديد لقيمة الدولار في أسواق الصرف العالمية متأثرا بالأزمة المالية العالمية التي بدأت حدا منذ تشرين الأول/أكتوبر<br />

2008. أما بالنسبة لليورو فقد شهد الدينار الجزائري على العموم انخفاض شديد ومتواصل أمام هذه العملة خلال الفترة السابقة<br />

منتقلا من<br />

يورو سنة<br />

75.34<br />

دينار لواحد يورو سنة<br />

100.27 إلى 2002<br />

دينار لواحد يورو سنة<br />

104.78 ثم إلى 2008<br />

20<strong>09</strong><br />

أي بانخفاض قدر ب<br />

%39<br />

مقارنة بسنة<br />

2002<br />

دينار لواحد<br />

وهي نسبة مرتفعة ومتناقضة مع تطور ميزان المدفوعات<br />

الجزائري لنفس الفترة.‏ وهو ما يخالف كليا منطق التعويم المدار للعملة.‏ فالنتائج السابقة تبين أن بنك الجزائر يعمل على التدخل في<br />

سوق الصرف بكميات كبيرة وهذا من أجل المحافظة دائما على القيمة الدنيا للدينار الجزائري وتتحجج السلطات النقدية بأن ذلك<br />

يعمل على رفع القدرة التنافسية للمنتجات خارج المحروقات من خلال العمل على استقرار سعر الصرف الفعلي الحقيقي للدينار،‏<br />

وهذه الحجة باطلة ولا توافق مبدأ التعويم المدار الذي يتدخل فيه البنك المركزي بشكل سري لكن ليس من أجل العمل على تخفيض<br />

قيمة العملة بشكل مستمر وطويل المدى.‏<br />

-2.4<br />

من زاوية تسيير الاحتياطات<br />

ارتفاعا مذهلا فاق كل التوقعات منتقلا من<br />

:<br />

4.4<br />

من حيث احتياطات الصرف الرسمية للجزائر،‏ فقد شهد تطور الاحتياطات الرسمية<br />

مليار دولار سنة<br />

بوتيرة متسارعة ومتزايدة خلال السنوات الموالية إلى أن بلغ سنة<br />

11.9 إلى 1999<br />

ما قيمته 20<strong>09</strong><br />

مليار دولار سنة 2000، ثم واصل الارتفاع<br />

148.91<br />

مليار دولار أي ما يعادل تقريبا<br />

34<br />

ضعف قيمته مقارنة بسنة 1999، وهو الأمر الذي وضع الجزائر ضمن الدول الأساسية الأولى في امتلاك احتياطات الصرف على<br />

المستوى العالمي،‏ وأصبح معدل تغطية واردات السلع والخدمات من طرف احتياطات الصرف سنة<br />

مقابل<br />

20<strong>09</strong><br />

تقدر بأكثر من<br />

36<br />

2008 شهر سنة 35<br />

شهر سنة 24 وما يقارب<br />

شهر<br />

20<br />

2004 ‏.هذه الزيادة كانت نتيجة التحسن المستمر في فائض الرصيد<br />

الإجمالي لميزان المدفوعات خلال العشرية السابقة،‏ غير أن هذا السلوك لاحتياطات الصرف يوافق نظام الصرف الثابت ‏(والوسيط<br />

القريب من الثابت)‏ وليس العائم،‏ ذلك أن النظريات الاقتصادية وفي ظل نظام الصرف المرن تقبل أن التغير في احتياطات الصرف<br />

تكون معدومة ‏(أو تغيرات طفيفة جدا).‏ بالتعريف،‏ فإن السلطات النقدية لا تتدخل في الأسواق لاستقرار سعر الصرف إلا وقت<br />

الضرورة،‏ ونتيجة لذلك،‏ لا يتغير المخزون الرسمي لاحتياطات الصرف،‏ أي أن سعر الصرف في ظل النظام العائم يكون متغير داخلي.‏<br />

وبالعكس،‏ في ظل نظام الصرف الثابت،‏ فإن احتياطي الصرف يتغير بسبب تدخل السلطات النقدية في أسواق الصرف للحفاظ على<br />

ثبات سعر الصرف أو تغيره بشكل طفيف وعليه يكون التغير في احتياطي الصرف هو المتغير الداخلي،‏ وهي الحالة التي تنطبق على<br />

حالة الاحتياطات في الجزائر متمثلة في الارتفاع المستمر لهذه الاحتياطات ويكون ذلك على حساب ارتفاع قيمة الدينار الجزائري،‏<br />

حيث نلاحظ أن الفائض الموجود في ميزان المدفوعات خلال سنة معينة يتم إضافته إلى احتياطات الصرف الرسمية من جهة<br />

والتدخلات في سوق الصرف من جهة أخرى،‏ وهذا بعد إعادة تقييم هذه الاحتياطات بسعر الصرف الجديد،‏ وهو ما حدث للجزائر<br />

68


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

20<strong>09</strong>-2002<br />

بقيم متفاوتة،‏ غير أن هذه التدخلات كانت بكميات كبيرة وليست طفيفة أفرزت النتائج السابقة،‏<br />

خلال الفترة<br />

وكلما كانت التدخلات في سوق الصرف كبيرة كلما اتجه نظام الصرف نحو الجمود وابتعد عن التعويم.‏<br />

-3.4<br />

من زاوية مقاومة الصدمات<br />

:<br />

تعرضت الجزائر كباقي معظم دول العالم لآثار سلبية جراء الأزمة المالية العالمية التي<br />

بلغت ذروا في تشرين الأول/أكتوبر 2008، حيث تعتبر هذه الأزمة صدمة خارجية حقيقية بالنسبة للجزائر ‏(دخول العالم الغربي<br />

حالة ركود)،‏ وهي صدمات مرتبطة بالمبادلات والتي تعود أساسا للتغيرات التي تصيب الحساب الجاري للدولة والتي بدورها تكون<br />

سبب في تقلب الصادرات والواردات،‏ وهو ما حدث للجزائر سنة<br />

20<strong>09</strong><br />

من خلال الانخفاض الشديد للصادرات الجزائرية،‏ ويعود<br />

السبب في ذلك إلى التراجع الكبير في متوسط سعر البترول الذي بدأ ينخفض بشكل كبير بسبب انخفاض الطلب عليه نتيجة الركود<br />

العالمي.‏ فبعد القمة التاريخية التي وصل إليها بأكثر من<br />

البرنت إلى أن بلغ نقطة أدنى من<br />

145<br />

دولار/برميل خلال الأسبوع الثاني من تموز/يوليو<br />

2008<br />

35<br />

دولار/برميل اية كانون الأول/ديسمبر<br />

العالمية،‏ فنتج عن ذلك أن اار رصيد ميزان المدفوعات الجزائري من<br />

2008<br />

36.99<br />

سقط سعر<br />

أمام الاختلالات المتواصلة للوضعية الاقتصادية<br />

مليار دولار سنة<br />

فقط سنة 20<strong>09</strong>. وأمام هذا الوضع وجد تناقض كبير في التقرير السنوي لبنك الجزائر سنة<br />

03.86 إلى 2008<br />

20<strong>09</strong><br />

مليار دولار<br />

عندما يقول أن الارتفاع المتزايد<br />

في احتياطات الصرف عمل على حماية الاقتصاد الجزائري من الصدمات الخارجية الحقيقية ‏(وهنا المقصود هو الأزمة المالية العالمية)،‏<br />

غير أن هذا التصريح يؤكد مرة أخرى أن النظام المتبع والذي يتجاوب مع مثل هذه الظروف هو نظام الصرف الأقرب للتثبيت منه<br />

للتعويم،‏ ذلك أنه في ظل نظام الصرف العائم فإن الاقتصاد يقي نفسه من الصدمات الخارجية الحقيقية بانخفاض معتبر في قيمة العملة<br />

المحلية ‏(نتيجة انخفاض الطلب على الصادرات)‏ وهو ما لم يحدث للدينار الجزائري بين سنتي<br />

2008<br />

:<br />

و‎20<strong>09</strong>‎‏،‏ وليس بالتدخل بشكل<br />

معتبر في سوق الصرف من أجل حماية قيمة العملة المحلية مثلما حدث للجزائر.‏ وعليه فإن تقارير السلطات النقدية الجزائرية تمتاز<br />

بتناقضات عميقة وكبيرة تضعف من مصداقية نظام الصرف المتبع.‏<br />

خلاصة إن ما يميز نظام الصرف السابق أنه لا يزال في أدنى مستوياته وأن السلطات النقدية الجزائرية قامت باختيار نظام صرف<br />

ثابت مقنع ‏(خفي)‏ بالرغم من إعلاا الرسمي لصندوق النقد الدولي أا تتبع نظام صرف عائم مدار.‏ فالذي يميز التعويم المدار عن بقية<br />

التصنيفات الوسيطة أنه يكون دون إعلان مسبق لمسار سعر الصرف غير أنه في الجزائر فإن مسار سعر الصرف فيها واضح وهو ترك<br />

الدينار الجزائري دائما في أدنى مستوياته.‏ من خلال الدراسة السابقة فإن اختبار الفرض الذي تم صياغته في التقديم صحيح،‏ ذلك أن<br />

هذا البحث أثبت أن الدينار الجزائري يعاني من ظاهرة الخوف من التعويم وان السلطات النقدية تقوم بتصريح إتباع نظام الصرف<br />

العائم المدار لكنه في الحقيقة هو أقرب لنظام الربط منه من نظام التعويم.‏ إن الأمر الذي دفع ببنك الجزائر إلى مثل هذه التصريحات هي<br />

الضغوطات المطبقة من طرف صندوق النقد الدولي على الجزائر ابتداء من سنة في إطار ما يسمى ببرنامج التعديل الهيكلي.‏<br />

غير أنه من غير المفهوم اقتصاديا الاستمرار في السعر المتدني للعملة دون الانتباه إلى أن ذلك لا يخدم تنافسية الاقتصاد.‏ فصادرات<br />

الجزائر تحتكرها المحروقات بنسبة أعلى من ومدفوعات هذه الصادرات مسعرة بالدولار وبالتالي فلا شيء من الصادرات يتأثر<br />

بسعر الصرف لأا تخص مادة غير تنافسية والتي تخضع لحصص الأوبك وسوقها تتصف بالمركزية من جهة والعقود طويلة الأجل فيما<br />

يتعلق بالغاز من جهة ثانية وبالتالي لا شيء يتحقق لصالح المصدر على سلم التنافسية بسبب ضعف بنية الصادرات خارج المحروقات.‏<br />

أما بالنسبة للواردات فترك الدينار في مستوياته المتدنية يعمل على ارتفاع أسعار المواد الأولية والتجهيزات ويزيد من عجز المؤسسات<br />

وكبح الاستثمارات التي تعتبر مصدر أساسي للنمو وبالتالي ظلت واردات الجزائر مرتفعة في أغلب السلع الأساسية.‏ وعند السعر<br />

المتدني لصرف العملة الوطنية تنتقل الكلفة إلى الأسعار عند الاستيراد وتضطر الحكومة إلى تحمل جزء من هذه التكاليف عن طريق<br />

دعم الأسعار ولكن الجزء الأكبر يتحمله المستهلك مما يضعف من قدرته الشرائية.‏ وهو ما يدفعنا إلى اقتراح التوصيات التالية:‏<br />

1994<br />

%97<br />

69


_________________________________________________________________________________________________________________<br />

التعويم المدار للدينار الجزائري بين التصريحات والواقع<br />

-<br />

باعتبار الجزائر من دول الجنوب،‏ وأما التحديات النقدية الدولية المعاصرة وبالرغم من الضغوطات المطبقة من طرف العالم<br />

الغربي،‏ فمن الشجاعة بمكان أن نعترف أن اختيار تعويم عملة الدينار،‏ ليست<br />

–<br />

على الأقل حاليا<br />

–<br />

-<br />

-<br />

-<br />

في موقف قوة يساعدها على<br />

جعل العملة قابلة للطلب والعرض بحرية في السوق،‏ خاصة وأن السوق المالي الجزائري حاليا غير متحرر بالشكل الكافي بل ويعتبر<br />

مقيد خارجيا.‏<br />

إن ربط الدينار الجزائري بسلة تتكون أساسا من الدولار واليورو يبدو مثالي،‏ وذلك بترجيحات تختلف وتتنوع من وقت<br />

لآخر(مرنة)‏ بحسب اختلاف وتنوع التجارة الخارجية للجزائر.‏<br />

سيكون بنك الجزائر مطالب بتنويع احتياطاته بين الدولار،‏ اليورو ‏(وبدرجة أقل الين الياباني)‏ حسب توزيع التجارة الخارجية<br />

للجزائر بين منطقة الدولار،‏ منطقة اليورو ومنطقة الين.‏ فتنويع الاحتياطي مع توجه تفضيلي لليورو سيقلل من مخاطر الصرف المتأتية<br />

من تقلبات أسعار العملات.‏<br />

إن محاربة الآثار المختلفة للتدفقات الكبيرة للنقد الأجنبي يحتاج إلى سياسة مبنية أساسا على إصلاحات هيكلية وتبني<br />

سياسات اقتصادية ومالية شجاعة يشارك فيها مجموع المؤسسات والمتعاملين الاقتصاديين والشركاء الاجتماعيين.‏ فالثروة المالية الكبرى<br />

للجزائر ليست مصحوبة بتقييم جيد للمحيط المؤسساتي والإداري والقانوني والاجتماعي.‏ إن نعمة الثروة لا تتمثل في مجرد تملكها أو<br />

التبذير في إنفاقها ولكن في استخدامها بطريقة حكيمة وهو ما يوافق أن الجزائر لها فرصة كبيرة من أجل الإقلاع والعمل على تنويع<br />

صادراا خارج المحروقات لأنه لا يكفي حرص البنك المركزي على سعر صرف الدينار الجزائري الفعلي الحقيقي وإنما وهو الأصل أن<br />

تستثمر الجزائر في قطاعات خارج المحروقات من أجل جعلها منتوجات أكثر تنافسية أمام الدول المتقدمة،‏ الأمر الذي يعمل على رفع<br />

القيمة الحقيقية للدينار أمام العملات الرئيسية وهو الأساس.‏<br />

ملحق الجداول<br />

20<strong>09</strong><br />

03.86<br />

62.25<br />

148.91<br />

2008<br />

36.99<br />

99.97<br />

143.10<br />

الوحدة مليار دولار<br />

رصيد ميزان المدفوعات<br />

المتوسط السنوي لسعر البرميل<br />

من النفط ‏(دولار/برميل)‏<br />

احتياطي الصرف ‏(دون<br />

احتساب الذهب)‏<br />

جدول (1)<br />

: تطور ميزان المدفوعات الجزائري واحتياطي الصرف خلال الفترة (20<strong>09</strong>-1997)<br />

2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 1997<br />

29.55 17.73 16.94 9.25 7.47 3.65 6.19<br />

74.95 65.85 54.64 38.66 29.03 25.24 24.85<br />

110.18 77.78 56.18 43.11 32.92 23.11 17.96<br />

7.57 2.38- 1.74- 1.16<br />

28.50 17.81 12.84 19.49<br />

11.9 4.4 6.84 8.05<br />

المصدر:‏ بالاعتماد على التقارير السنوية لبنك الجزائر.‏<br />

20<strong>09</strong><br />

72.6460<br />

104.7798<br />

117.2134<br />

78.8283<br />

جدول (2)<br />

2002<br />

79.6861<br />

75.3454<br />

119.7752<br />

63.7481<br />

: سعر صرف الدينار الجزائري أمام أهم العملات الارتكازية (20<strong>09</strong>-2002)<br />

2008<br />

64.5684<br />

100.2749<br />

111.1135<br />

78.8814<br />

2007 2006 2005 2004<br />

69.3656 72.6464 73.3627 72.6128<br />

98.3302 93.7545 87.0176 98.9507<br />

133.4863 139.8275 126.7356 139.8649<br />

59.6483 59.8622<br />

62.5762<br />

70.7116<br />

2003<br />

77.3768<br />

87.4722<br />

126.4033<br />

66.7833<br />

الدينار أمام الدولار<br />

الدينار أمام اليورو<br />

الدينار أمام الجنيه<br />

الاسترليني<br />

الدينار أمام الين الياباني<br />

المصدر:‏ بنك الجزائر.‏<br />

70


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الإحالات والمراجع :<br />

1 JEAN-PIERRE Allegret, « Les régimes de change dans les marchés émergents », Vuibert, Paris, 2005 , p16.<br />

2<br />

الدول الأعضاء لصندوق النقد الدولي مجبرين بتقديم تصريحاتهم خلال 30 يوم بعد انخراطهم في الصندوق وهم مجبرين أيضا بإعلان التغيرات التي<br />

تطرأ على سعر الصرف.‏<br />

3 CALVO. G. A, REINHART. M , ( 2000 ) « Fear of floating », NBER, working paper 7993. Available via Internet :<br />

www.nber.org/papers/w7993.pdf<br />

4 HANEN Gharbi (2005), « La gestion des taux de change dans les pays émergents : la leçon des expériences<br />

récentes », document de travail, OFCE, N° 2005-06, p38. Disponible sur site Internet : www.ofce.sciencespo.fr/pdf/dtravail/WP2005-06.pdf<br />

لعل أبرزهم Eichengreen… .fisher, Summer,<br />

5<br />

6<br />

ويليامسون المعروف عنه بتأييد النظام الذي كان يلقبه بارك ودورنبيش<br />

BBC حيث « The BBC rules » ب (1999) Park &<br />

Dornbusch<br />

تعني:‏ Basket, Band,Crawl ‏(السلة،‏ النطاق والزحف)‏ وهي تدل على الأنظمة الوسيطة.‏<br />

7 (Meltzer 2000, p08).<br />

8<br />

من بينهم<br />

.Eichengreen (1999), Minton-Beddoes (1999)<br />

9<br />

بلعزوز بن علي،"انعكاس الإصلاحات الاقتصادية على التوازن النقدي في الجزائر"‏ ، مجلة بحوث اقتصادية عربية،‏ العددان<br />

ص ص‎36.35‎‏.‏<br />

،31/30 القاهرة،‏ ،2003<br />

10<br />

هذه العملات هي:‏ الدولار الأمريكي،‏ الشيلينغ النمساوي،‏ الفرنك البلجيكي،الدولار الكندي،‏ الكورون الدانمارآي،‏ المارك الألماني،‏ الفرنك الفرنسي،‏<br />

الليرة الايطالية،‏ الفلورة الهولندية،‏ الكورون النرويجي،‏ الجنيه الإسترليني،‏ البيزيتا الاسبانية،‏ الكورون السويدي،‏ والفرنك السويسري.‏<br />

11 Mourad Benachenhou, « inflation, dévaluation, et marginalisation »,DAR ECH’RIFA , Alger, s a p, p19.<br />

12 Mourad Benachenhou, op.cit, p23.<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

تجدر الإشارة إلى أن مسؤولي تسيير الاقتصاد آنذاك آانوا يتجنبون آلمة ‏"تخفيض"‏ ويستبدلونها بعبارات أخرى مثل:‏ ‏"انزلاق الدينار"‏ ثم تعديل قيمة<br />

الدينار في السوق"‏ ‏(وهو نفس الشيء بالنسبة لكلمة ‏"إعادة الجدولة"‏ التي آانوا يستبدلونها بكلمة ‏"إعادة التمويل"...الخ).‏<br />

نميز هنا بين التخفيض الاسمي والتخفيض الحقيقي،‏ فلكي تتحصل على معدل التخفيض الحقيقي،‏ يجب أن نصحح معدل التخفيض الاسمي عن طريق<br />

العلاقة بين مؤشرات الأسعار الوطنية والأجنبية.‏ بمعنى آخر،‏ ينبغي أن نعدل معدل التضخم الوطني مع معدل التضخم لاقتصاديات الشرآاء التجاريين،‏ هذا<br />

إذا أردنا أن نضع حد لانحراف القيمة الخارجية للعملة الوطنية .<br />

بلعزوز بن علي ، مرجع سابق،‏ ص‎37‎‏.‏<br />

صالح نصولى،‏ بيتر آورنيليوس،‏ أندرياس جورجيو،‏ ‏"جهد جاد في شمال إفريقيا لجعل العملات قابلة للتحويل"،‏ مجلة التمويل والتنمية،‏ المجلد<br />

العدد‎4‎‏،‏ ديسمبر 1996، ص‎44‎‏.‏<br />

،29<br />

17 Banque d’Algérie, (Evolution économique et monétaire en Algérie), Rapport 2002, p30.<br />

18<br />

CNES, projet de rapport sur (Regards sur la politique monétaire en Algérie), 26 session plénière 2005, p116.<br />

19<br />

آان عدد المتدخلون في سوق الصرف ما بين العملات إلى نهاية جوان<br />

،2003<br />

20<br />

خاصة ،(BAD) ‎1‎مؤسسة تعاونية،‏ ‎11‎مؤسسة مالية غير بنكية ‏(وأغلبها مستثمرون مؤسساتيون).‏<br />

من التقرير السنوي لبنك الجزائر،‏ سنة 20<strong>09</strong>.<br />

37 متدخل منهم:‏ 20 بنك ، 4 مؤسسات مالية،‏ ‎1‎مؤسسة مالية ذات حالة<br />

71


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي<br />

أ/‏ لقمان معزوز،‏<br />

أ/‏ شريف بودري،‏<br />

loqmanma02@hotmail.fr<br />

:<br />

Boudri.chrif@yahoo.fr<br />

جامعة الشلف،‏ الجزائر<br />

ملخص يعتبر الدولار الأمريكي العملة الارتكازية الأولى في العالم ويعزى ذلك إلى أنه أكثر العملات استعمالا في تمويل التجارة والمدفوعات الخارجية،‏<br />

كما أنه عملة الدفع في تجارة النفط الدولية بالإضافة إلى أنه عملة التدخل للمحافظة على أسعار العملات الأخرى،‏ ومع ظهور عملة الأورو الأوروبي<br />

باعتباره ثاني أهم عملة دوليا في العالم بعد الدولار الأمريكي أصبح بروزه الدولي لا يتجاوز تراث العملات الأوروبية التي حل الأورو محلها فحسب،‏ ولكن<br />

يتجاوز مركز الجنيه الإسترليني والين الياباني والفرنك السويسري.‏ بناء على ما تقدم تخلص الورقة البحثية للإجابة على الإشكالية المطروحة والمتمثلة في حدة<br />

المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي.‏<br />

: الكلمات المفتاح<br />

النظام النقدي الدولي،‏ النظام النقدي الأوروبي،‏ العملات الارتكازية،‏ الاحتياطيات الدولية.‏<br />

تمهيد :<br />

جاءت اتفاقية بريون وودز لتعبر عن مصالح القوة الاقتصادية الدولية الصاعدة وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية التي<br />

خرجت من الحرب العالمية الثانية باعتبارها قائد العالم الرأسمالي المتقدم،‏ واحتل الدولار الأمريكي مكانة بارزة في السوق الدولية<br />

وبالتدريج حل الدولار محل الذهب والجنيه الإسترليني كعملة الارتكاز التي يرتكز إليها النظام النقدي الدولي وكوسيلة الدفع الرئيسية<br />

في المعاملات الدولية وكعملة احتياط ارتكازية تحتفظ ا السلطات النقدية في معظم بلدان العالم،‏ وبحلول عام ظهر منافس<br />

جديد للدولار وهو الأورو،‏ العملة الأوروبية الموحدة التي تضم عملات سبعة عشر دولة،‏ آخرها دولة استونيا في مستهل العام<br />

2011، وبظهور المنافس الجديد شكل نقطة تحول جديدة على صعيد الأسواق الدولية سمحت لدول منطقة الأورو بامتلاك مقومات<br />

اقتصادية تمكنها من مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وتجعلها تتمتع بنفوذ دولي لا يمكن تجاهله،‏ وتضاربت الآراء واختلفت بشأن<br />

العملة التي ستفوز بمركز الصدارة في النظام النقدي الدولي والوضعية التي سيؤول إليها النظام بوجود عملتين متنافستين.‏<br />

1999<br />

:<br />

والسؤال المطروح هنا هو هل يتوفر في الأورو المقومات التي تجعله يرتقي إلى مستوى العملة الدولية المنافسة للدولار في<br />

ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي ؟ للإجابة على هذا التساؤل فإننا سنعالج الموضوع في النقاط التالية<br />

-:<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

-1<br />

النظام النقدي الدولي من قاعدة الذهب إلى قاعدة التعويم المدار؛<br />

مكانة الدولار والأورو دوليا ً؛<br />

الأورو والدولار وصراع السيطرة على محور النظام النقدي الدولي.‏<br />

النظام النقدي الدولي من قاعدة الذهب إلى قاعدة التعويم المدار<br />

بعد ظهور النقود وقيامها بالوظائف الأساسية أصبح من الضروري على الدولة أن تتدخل للإشراف على نظامها النقدي<br />

وفقا للنمو والمصلحة التي تراها،‏ هذا على المستوى الداخلي للدولة أما على المستوى الدولي فإننا نجد أن الأمر لا يختلف فالنقود تدخل<br />

بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في التبادل بين الدول ولذلك فإنه لا بد من وجود نظام نقدي عالمي كفء تكون مهمته الأساسية<br />

تسهيل وتنظيم هذه العمليات أي عمليات التبادل الدولية ومن أجل معرفة ماهية النظام النقدي الدولي نتطرق إلى أهم تعاريف النظام<br />

النقدي الدولي،‏ وأهم مراحله.‏<br />

.1-1<br />

تعريف النظام النقدي الدولي<br />

للتأثير على المدفوعات الدولية<br />

:<br />

.<br />

1<br />

يشير النظام النقدي الدولي إلى مجموعة القواعد والأعراف والأدوات والتسهيلات والمنظمات<br />

73


____________________________________________________________________________________________________________<br />

المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي<br />

:<br />

:<br />

.<br />

2<br />

:<br />

كما يعرف على أنه مجموعة القواعد والآليات والتنظيمات التي تتكفل بتصريف أمور العلاقات النقدية بين الدول على نحو<br />

يدعم فعالية التجارة متعدد الأطراف مما سبق نستخلص التعريف الشامل أو الإجمالي التالي : أن النظام النقدي الدولي هو مجموعة<br />

القواعد والآليات والتنظيمات التي تتكفل بتسوية المدفوعات الدولية وتصريف أمور العلاقات النقدية بين الدول على نحو يدعم فعالية<br />

التجارة الخارجية الدولية متعدد الأطراف.‏<br />

‎2-1‎‏.مراحل النظام النقدي الدولي عرف النظام النقدي الدولي مراحل عدة ارتبطت بالظروف الاقتصادية والسياسية التي ميزت<br />

هذه المراحل والتي يمكن ذكر أهمها فيما يلي<br />

1-2-1. مرحلة قاعدة الذهب منذ بداية القرن التاسع عشر ارتكزت الأنظمة النقدية في البلدان الصناعية على قاعدة الذهب<br />

واستمر العمل ذه القاعدة إلى غاية بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914، وكانت هذه القاعدة تعمل عن طريق معادلة قيمة العملة<br />

مع قيمة وزن معين من الذهب الخالص ‏(أوقية ذهب=‏ دولار أمريكي)‏ ، بحيث يمكن مبادلة العملة بالذهب أو العكس بسعر<br />

رسمي ثابت.‏<br />

3<br />

20,67<br />

:<br />

:<br />

–<br />

-<br />

-<br />

ولنظام قاعدة الذهب خصائص عديدة يمكن إجمالها فيما يلي<br />

شكل الذهب الجزء الأكبر من احتياطيات البنوك المركزية،‏ واستخدم كعملة للمدفوعات وأصبح له وظيفة مزدوجة،‏ حيث اعتبر<br />

وسيلة مدفوعات لتسوية الالتزامات على الصعيد الدولي ووسيط للدفع في الأسواق المحلية؛<br />

كانت التغيرات الحاصلة في مخزون الذهب تمثل المؤشر الأساسي لإعادة التوازن،‏ حيث تزول الاختلالات في موازين المدفوعات آليا ً<br />

فالدولة ذات العجز في ميزان المدفوعات يتطلب منها سداد قيمة العجز بالذهب ومنه تقليص الكتلة النقدية الأمر الذي يؤدي إلى<br />

الانكماش وتدني الأسعار،‏ ويحدث العكس لدى الدولة ذات الفائض حيث يؤدي الذهب المتدفق عليها إلى ارتفاع الأسعار.‏<br />

2-2-1. مرحلة قاعدة الصرف بالذهب نتيجة للتطورات الحاصلة في التجارة الدولية والتي صاحبتها تحركات كبيرة للتدفقات<br />

النقدية والمالية بين الدول بعد الحرب العالمية الأولى،‏ والتي تتطلب سيولة نقدية كافية وهو ما لم تستطع البنوك المركزية تحقيقه من تغطية<br />

بالذهب،‏ أدركت القوى النقدية العالمية أمريكا وانجلترا وفرنسا ابتداء من عام حتمية إعادة النظام النقدي الدولي وذلك<br />

بإعادة الاعتبار للذهب حتى يصبح أساس المعاملات،‏ ولهذا واجهت هذه القوى مشكلة ندرة الذهب وعدم كفايته من جهة وضغط<br />

الطلب عليه من جهة أخرى فخرجت بفكرة جديدة تحقق مزايا قاعدة الذهب فكانت قاعدة الصرف بالذهب.‏<br />

4<br />

1922<br />

–<br />

:<br />

وتقوم هذه الآلية على تحديد سعر صرف ثابت للعملة الوطنية بعملة أجنبية قابلة للصرف بالذهب وهي جوهر صيغة الصرف<br />

بالذهب،‏ حيث توفر على السلطات النقدية تكوين احتياطيات من الذهب غطاء لعملتها،‏ إذ يمكنها الاحتفاظ بعملات أجنبية قابلة<br />

للتحويل إلى ذهب وسندات وأصول أخرى كغطاء لعملتها.‏<br />

3-2-1. نظام بريتون وودز كنتيجة لما حصل في فترة الثلاثينيات من القرن العشرين من تقلبات عنيفة مست أسعار صرف<br />

العملات وما قامت به الدول من تخفيضات لأسعار صرف عملاا تشجيعا ً لصادراا والإقلال من وارداا دون النظر إلى الاختلالات<br />

التي تنجم عن العلاقات الاقتصادية الدولية والتقييد الذي مس حركة التجارة الخارجية والتي تحولت من تجارة متعددة الأطراف إلى<br />

تجارة ثنائية بسبب الرقابة على الصرف الأجنبي،‏ بحيث أدت إلى عدم استقرار العلاقات الاقتصادية الدولية،‏ ورأت كل من أمريكا<br />

وبريطانيا في بداية سنة أن تعملا على بناء نظام نقدي جديد يكون أساسا ً لعلاقات نقدية لما بعد الحرب.‏<br />

وفي عام<br />

1943<br />

1944<br />

5<br />

تم انعقاد مؤتمر بريتون وودز تحت رعاية الأمم المتحدة،‏ وتضمن المؤتمر الموضوعات التالية :<br />

74


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

- ضمان حرية التحويل بين العملات الدولية المختلفة؛<br />

تحقيق التوازن في موازين المدفوعات؛<br />

وضع نظام لأسعار الصرف يمنع التقلبات العنيفة فيما بينها؛<br />

دراسة جانب الاحتياطيات الدولية لتوفير السيولة الدولية؛<br />

الإدارة الدولية للنظام النقدي الدولي الجديد.‏<br />

:<br />

6<br />

:<br />

وكان الهدف الأساسي من المؤتمر هو إقامة مجموعة من القواعد للنظام النقدي الدولي والقضاء على النقائص والعيوب التي<br />

ميزت الأنظمة النقدية السابقة،‏ وتمثلت هذه القواعد في<br />

- ضبط كل العملات على أساس الذهب أو الدولار باعتباره كنقد ادخار دولي وحيد،‏ والذي حددت قيمته مقابل الذهب كما يلي:‏<br />

أوقية ذهب؛<br />

كما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتأمين تحويل الدولارات الموجودة لدى البنوك المركزية إلى ذهب،‏ إضافة إلى التزام الدول<br />

بالتدخل في سوق الصرف حفاظا ً على تذبذبات معدلات الصرف داخل مجال [-%1، +%1] مقارنة بالسعر الرسمي؛<br />

- إنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير.‏<br />

1973<br />

1 دولار أمريكي = 35<br />

-<br />

4-2-1. قاعدة التعويم المدار منذ سنة أصبح النظام النقدي الدولي يقوم على قاعدة التقويم المدار لأسعار الصرف هذه<br />

القاعدة التي فرضت نفسها ولم يقصد أحد اجتيازها لأن نظام التقويم كان نتيجة ايار نظام ‏"بروتون وودز"،‏ ولم تأت كمرحلة تزيل<br />

ما قبلها من المراحل بل لمواجهة الفوضى التي سادت أسواق الصرف الأجنبي والمضاربات التي أحدثت العديد من الاختلالات.‏<br />

وفقا لهذه القاعدة تقوم السلطات النقدية في كل دولة بمسؤولية التدخل في أسواق الصرف الأجنبي للحد من آثار التقلبات<br />

قصيرة الآجل لأسعار الصرف دون محاولة التأثير على اتجاهات أسعار الصرف في المدى الطويل،‏ وهكذا انتهى الأمر إلى تحرك صندوق<br />

النقد الدولي في اتجاه إدخال تعديلات على اتفاقية إنشائه،‏ وتم التوصل إلى اتفاق بيان بعض أحكام الصندوق أطلق عليه اتفاقية<br />

‏"جامايكا"‏ والذي دخل حيز التنفيذ في بعد أن حصل على الأغلبية المطلوبة من مجموعة القوة التصويتية من مجموع<br />

الدول الأعضاء في الصندوق ؛ انعقد مؤتمر جامايكا في جانفي أين لمح الصندوق النقد الدولي بنظام حرية سعر الصرف أو<br />

نظام التعويم،‏ وقد تضمن التعديل الثاني لاتفاق صندوق النقد الدولي بعض الأحكام الجديدة فيما يتعلق بدور الذهب في النظام النقدي<br />

الدولي نلخصها فيما يلي:‏<br />

إلغاء السعر الرسمي للذهب والسماح للبنوك المركزية للدول الأعضاء ببيع وشراء الذهب في الأسواق بدون قيود؛<br />

إاء دور الذهب كوحدة لتقييم حقوق السحب الخاصة وعدم إمكان اتخاذه كأساس لتقويم العملات الوطنية للدول الأعضاء في<br />

الصندوق حتى لو أعيد نظام أسعار التعادل مستقبلا؛<br />

إلغاء كل الأحكام المنظمة باستخدام الذهب في التعامل ما بين الصندوق والدول الأعضاء ومن ذلك على سبيل المثال عدم<br />

استخدام الذهب في دفع حصة الأعضاء الجدد في الصندوق أو عند زيادة حصص الأعضاء القدماء في الصندوق.‏<br />

%60<br />

1976<br />

1978<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-2<br />

مكانة الدولار والأورو دوليا ً<br />

مع ظهور عملة الأورو الأوروبي باعتباره ثاني أهم عملة دوليا في العالم بعد الدولار الأمريكي أصبح بروزه الدولي لا يتجاوز<br />

تراث العملات الأوروبية التي حل الأورو محلها فحسب،‏ ولكن يتجاوز مركز الجنيه الإسترليني والين الياباني والفرنك السويسري.‏<br />

من خلال هذا المحور،‏ سيتم إبراز مكانة ودور كلا ً من عملتي الدولار الأمريكي والأورو الأوروبي في الاقتصاد العالمي.‏<br />

75


____________________________________________________________________________________________________________<br />

المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي<br />

:<br />

:<br />

:<br />

.1-2<br />

الدولار،‏ العملة المحورية للنظام النقدي الدولي يعتبر الدولار العملة المحورية وعملة الاحتياط الدولية إلى جانب كونه<br />

العملة الأساسية التي تقبل في التسويات الدولية،‏ مما أتاح للدولار المزيد من السيطرة على النظام النقدي الدولي وذلك من خلال<br />

التأثير على المؤسسات النقدية العالمية ودرجة السيولة الدولية<br />

.1-1-2<br />

تسوية المدفوعات في ظل نظام قاعدة الذهب لعب نظام قاعدة الذهب دور فعال وبارز في تحقيق التنسيق النقدي بين<br />

الدول،‏ باعتبار أن الذهب وسيط عالمي في المبادلات فهو يتمتع بصفة العمومية والقبول التام بين الاقتصادات المختلفة،‏ ففي إطار هذا<br />

النظام كانت عملات الدول تتساوى بالذهب نتيجة استخدامه كنقد في تسوية المدفوعات الدولية،‏ كما أسهم الذهب في الحفاظ على<br />

القيمة الاقتصادية للنقود وعلى تحقيق التوازن والاستقرار النقدي بين نمو النشاط الاقتصادي الداخلي والمبادلات الخارجية بالإضافة إلى<br />

تثبيته لأسعار الصرف بين عملات الدول.‏<br />

وقد اار النظام النقدي على قاعدة الذهب لأسباب عديدة من أهمها:‏ جمود نظام الذهب،‏ وعدم تقييم بعض العملات<br />

تقييما صحيحا،‏ كذلك النظام الشاذ للمدفوعات الخارجية ‏(تعويضات الحرب)،‏ بالإضافة إلى التسابق بين الدول في فرض تعريفات<br />

جمركية عالية،‏ واتجاه بعض البنوك المركزية إلى اكتناز الذهب،‏ وعليه كان لابد من البدء بالعمل لإيجاد قواعد أساسية لنظام نقدي<br />

جديد يجنب مساوئ النظام السابق،‏ ويحتفظ في الوقت نفسه بميزاته.‏<br />

:<br />

7<br />

:<br />

.2-1-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تسوية المدفوعات في ظل النظام النقدي ‏"بريتون وودز"‏ لقد حدد مؤتمر بريتون وودز الذي عقد في ولاية نيوهامبشر<br />

في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1944، بالمواصفات الأساسية التالية<br />

تثبيت سعر الدولار بالذهب وإمكانية تحويله إلى ذهب؛<br />

تحديد أسعار صرف عملات الدول الأعضاء على أساس الذهب أو الدولار؛<br />

السماح بتقلبات أسعار الصرف في حدود ‎11‎‏%؛<br />

تعديل أسعار صرف عملات الدول الأعضاء التي تعاني عجزا هيكليا في ميزان مدفوعاا بنسبة<br />

.%10<br />

:<br />

:<br />

وقد كانت الدول تعالج العجز المؤقت في ميزان مدفوعاا عن طريق اللجوء إلى صندوق النقد الدولي للاقتراض منه بعملات<br />

الدول الأخرى في إطار حقوق السحب العادية،‏ عن طريق شراء الدولة العضو لعملات الدول الأعضاء التي تحتاج إليها مقابل الذهب<br />

أو بعض العملات الأساسية كالدولار أو بمقدار من عملتها،‏ وتفرض على الدولة شروطا عند حد معين من هذه السحوبات ولم تكن<br />

تعتبر هذه الأخيرة قروضا أو إعانات،‏ وإنما تمثل سحبا من حصة الدولة في الصندوق،‏ وذلك لمواجهة العجز القصير الأمد في موازين<br />

المدفوعات،‏ أما إذا كان عدم التوازن ذا طبيعة هيكلية فقد كان يتم تعديل أسعار الصرف عن طريق رفع قيمة العملة أو تخفيضها.‏<br />

‎2-2‎‏.الأورو،‏ العملة الأوروبية الموحدة تعود فكرة إنشاء وحدة نقدية أوروبية إلى سنوات الخمسينيات من القرن العشرين،‏ ونظرا<br />

لوجود نظام بريتون وودز لم تتحمس الدول الأوروبية إلى إقامة نظام خاص ا وذلك نظرا لأسبقية الملفات الاقتصادية الخاصة بإقامة<br />

سوق موحدة أوروبية على القضايا النقدية،‏ إلا أنه ومع ايار نظام بريتون وودز واشتداد الاختلالات النقدية الدولية سارعت الدول<br />

الأوروبية إلى تجسيد مشروع الوحدة بدءا ً بإقامة نظام نقدي أوروبي إلى إنشاء عملة أوروبية موحدة.‏<br />

.1-2-2<br />

تطور النظام النقدي الأوروبي يتضح مما سبق أنه مع ايار نظام بريتون وودز وإذ زادت معدلات العجز في ميزان<br />

المدفوعات الأمريكي وانخفض الدولار بنسبة %10 في فيفري 1971، ظهرت الحاجة إلى إصدار وحدة نقد أوروبية مستقلة بدأت<br />

بالترتيبات التي سميت ‏"الثعبان النقدي الأوروبي"‏ ثم النظام النقدي الأوروبي الذي تبعه تقرير ديلور وأخيرا اتفاقية ماستريخت<br />

.<br />

8<br />

76


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

.1-1-2-2<br />

نظام الثعبان النقدي إزاء هذه التطورات،‏ قررت مجموعة من ست دول أوروبية العمل على تحقيق وحدة نقدية فيما<br />

بينها تجنبا لمخاطر تقلبات أسعار الصرف،‏ وتم الاتفاق عام على تقليص حدود التقلبات في أسعار صرف عملاا وتحقيق<br />

المزيد من التكامل والتطوير في أنظمتها النقدية واستحدثت مستويات جديدة للتقلبات في أسعار صرف العملات،‏ الواحدة اتجاه<br />

الأخرى بحدود %2,25 على جانبي السعر المركزي الاسمي المباشر لكل عملة اتجاه الأخرى.‏<br />

1972<br />

9<br />

:<br />

أطلق على التقلبات في أسعار صرف عملات الدول الأوروبية اتجاه بعضها البعض وتقلبات أسعار صرف هذه العملات<br />

اتجاه الدولار اسم ‏"الثعبان النقدي الأوروبي داخل النفق"‏ ، وقد عمل هذا الترتيب على تقليص الحد الأقصى للتقلبات في أي وقت<br />

كان بين أسعار صرف عملتين من عملات اموعة الأوروبية مقومة بالدولار،‏ وهو ما يعرف بالثعبان في حين يسمح للسعر مقابل<br />

الدولار بأن يتحرك بحرية تامة وفقا لتأثيرات قوى السوق،‏ ولكن ضمن حدود التقلبات المسموح ا وهو ما يعرف بالنفق.‏<br />

فالثعبان يتمثل في سعري أقوى وأضعف عملتين من عملات اموعة اتجاه الدولار،‏ حيث تقع العملات القوية أعلى هامش<br />

التقلب ‏(أعلى الثعبان)،‏ أما العملات الضعيفة فتقع أسفل هامش التقلب ‏(أسفل الثعبان)،‏ وفي حالة عدم التدخل بواسطة الدولار<br />

ضمن حدود التقلبات المتفق عليها فإن وضع الثعبان النقدي الأوروبي داخل النفق واتساعه يتقرران بتأثير قوى السوق ضمن حدود<br />

يتفق عليها.‏<br />

1957<br />

.2-1-2-2<br />

النظام النقدي الأوروبي تعود الإرهاصات المبكرة للنظام النقدي الأوروبي إلى إعلان روما في عام التي<br />

انبثقت منه السوق الأوروبية المشتركة وبعده بعام تكون ما يسمى باموعة الاقتصادية الأوروبية،‏ وقد انطوى هذا التجمع الإقليمي<br />

الكبير للدول الأوروبية على إيجاد مرتكزات للتعاون المشترك بما يحقق لها إطار سياسيا واقتصاديا يوحدها تجاه التكتلات الاقتصادية<br />

العالمية المنافسة،‏ ومن الطبيعي أن يستلزم تحقيق ذلك تنفيذ قائمة من المتطلبات الاقتصادية داخل الكتلة الأوروبية تأتي في مقدمتها خلق<br />

نظام نقدي أوروبي قادر على الإيفاء باحتياجاا من السيولة،‏ وإدارة وتسوية المعاملات الدولية لأعضائه.‏<br />

1979<br />

1978<br />

ومع انعقاد اجتماع بروكسل عام توج بإقامة نظام نقدي أوروبي ودخل حيز التنفيذ عام انتمت إليه كافة<br />

الدول الأعضاء باستثناء بريطانيا،‏ وقد انطوى هذا النظام على المبادئ الرئيسية التالية<br />

الاعتماد على وحدة النقد الأوروبية في تسوية المعاملات النقدية بين الدول الأعضاء،‏ والتي تعتبر بمثابة متوسط مرجح<br />

لعملات الدول المنضمة إلى الاتحاد الأوروبي،‏ وتتحدد نسبة تمثيل عملة كل دولة في السلة على حجم ناتجها الوطني الإجمالي وحجم<br />

تجارا الخارجية مع باقي الدول الأعضاء،‏ هذا ويتم تغيير الأوزان النسبية لعملات الدول الأعضاء دوريا كل خمس سنوات،‏ أو في<br />

حال تقلبات في أسعار العملة بحدود %25 أو أكثر؛<br />

استخدام وحدة النقد الأوروبية كأساس للتعامل النقدي،‏ ومع السماح امش للتغير في سعر العملة بحدود<br />

إعطاء هامش أوسع في الحالات الاستثنائية على أن يتم إنقاصه تدريجيا ؛<br />

للبنوك المركزية الحق بالتدخل بالشراء والبيع للحفاظ على سعر العملة داخل الهامش المسموح به؛<br />

مساهمة الدول الأعضاء بنسبة %20 من احتياطياا الذهبية،‏ و‎%20‎ من احتياطياا الدولارية في صندوق النقد الأوروبي،‏ وتستلم<br />

بدلها وحدات النقد الأوروبية كعملة للتدخل،‏ وتتكون وحدة النقد الأوروبية من سلة من العملات وفقا للأوزان النسبية لها؛<br />

- تعزيز التعاون المالي والنقدي فيما بين الدول الأعضاء للحفاظ على استقرار سعر التبادل والحد من المضاربة.‏<br />

%2,25، ويمكن<br />

:<br />

10<br />

:<br />

(ECU)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

.2-2-2<br />

اتفاقية الوحدة الأوروبية ‏"ماستريخت"‏ كان من الطبيعي أن تم الحكومات الأوروبية باستكمال عمل الاتحاد النقدي<br />

الأوروبي،‏ لذلك عقدت الدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي مؤتمر قمة في فيفري 1992 في المدينة الهولندية ماستريخت لوضع التعديلات<br />

النهائية لمعاهدة روما ولتوقيع الاتفاقية الجديدة للوحدة الأوروبية تم وضع مجموعة معايير للانضمام إلى منطقة الأورو،‏ تمثل إطار عمل<br />

77


____________________________________________________________________________________________________________<br />

المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي<br />

وضوابط عمل توجيهية حافزة ودافعة كما أا تمثل مرجعيات ومرشدة للعمل الوحدوي الأوروبي،‏ وجدير بالذكر أنه قد وضعت عدة<br />

معايير قياسية كشرط مسبق لازم تحقيقه لانضمام أي دولة إلى الاتفاق وهي :<br />

.1-2-2-2<br />

نسبة عجز الموازنة العامة إلى الناتج المحلي الإجمالي<br />

للموازنة في الدولة حدود %3 من ناتجها المحلي الإجمالي<br />

:<br />

:<br />

.<br />

11<br />

:<br />

:<br />

:<br />

.2-2-2-2<br />

اشترطت معاهدة ماستريخت أن لا يتجاوز نسبة العجز السنوي<br />

نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي فالدين العام لم يعد مجرد رصيد تقوم الدولة بسداده بقدر ما أصبح أداة<br />

لتطوير أداء الدولة،‏ وقد نجحت كثير من الدول في ضبط إنفاقها العام من خلال حسن إدارة الدين العام فجانب من النفقات العامة<br />

يذهب إلى خدمة الدين العام وسداد فوائده وأقساطه وأعبائه،‏ ومن ثم فإن العلاقات التناسبية ما بين رصيد وحجم الدين،‏ وما بين<br />

القدرة على سداد أعبائه وخدمته يتم دراستها جيدا،‏ وقد وجد أنه من المناسب أن لا يتعدى حجم الدين في أي وقت من الأوقات<br />

حدود %60 من الناتج المحلي الإجمالي للدولة بالأسعار الثابتة.‏<br />

.3-2-2-2<br />

معدل التضخم حددت معاهدة ماستريخت شرط التقارب الذي يؤهل الدول المعنية للانضمام إلى الوحدة النقدية<br />

الأوروبية المتمثل في معدلات التضخم،‏ على أن لا تتجاوز هذه المعدلات حدود %1,5 عن المتوسط الحسابي للدول الأعضاء الأقل<br />

تضخما.‏<br />

سعر الفائدة بالنظر إلى أهمية سعر الفائدة في توجيه الاستثمارات بين مختلف الدول اشترطت معاهدة ماستريخت ألا<br />

يتجاوز سعر الفائدة على السندات الحكومية الطويلة الأجل حدود %2 عن المتوسط السائد في الدول الأعضاء الثلاث ذاا،‏ وذلك<br />

من أجل خلق مزيد من الشفافية في الأسعار وزيادة المنافسة ورفع معدلات النمو الاقتصادي في الدول الأعضاء.‏<br />

.4-2-2-2<br />

.5-2-2-2<br />

سعر الصرف واجهت الدول الأوروبية متاعب كبيرة نتيجة تعدد عملاا ومن ثم تعدد أسعار الصرف فيما بينها،‏<br />

وانطلاقا من هذا الواقع ألزمت معاهدة ماستريخت دول الاتحاد الأوروبي الراغبة في العضوية في الوحدة النقدية أن تبقى عملتها مدة<br />

سنتين ضمن النطاق الضيق لآلية سعر الصرف في النظام النقدي الأوروبي ، أي السماح بتقلبات سعر صرف العملة في الحدود<br />

المقررة دون اللجوء إلى تخفيض سعر العملة مقابل عملة أي من الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.‏<br />

12<br />

-3<br />

الأورو والدولار وصراع السيطرة على محور النظام النقدي الدولي<br />

على الرغم من أن فكرة استبدال الدولار بعملة أخرى لا تزال بعيدة لحد ما لأن النظام النقدي الدولي في الواقع لا يزال يرتكز على<br />

الدولار الأمريكي،‏ وعلى الرغم من تأثير هذا الأخير على كافة أنواع المعاملات الاقتصادية الدولية إلا أن ظهور الأورو والوزن<br />

الاقتصادي الذي يتمتع به على الصعيد الاقتصادي العالمي،‏ أصبح يزاحم الدولار في المعاملات المالية والتجارية العالمية،‏ بل هناك من<br />

ذهب إلى إحلال الأورو محل الدولار كعملة دولية على المدى الطويل في ميزان المعاملات الاقتصادية العالمية.‏<br />

:<br />

.1-3<br />

المقارنة بين استخدام الأورو واستخدام الدولار دوليا ً يمكن المقارنة بين استخدام الأورو كعملة دولية وبين استخدام<br />

الدولار،‏ فنحو ثلث الدول التي تربط عملاا بعملة أخرى تستخدم الأورو كعملة تثبيت وتشمل في الغالب دولا ً غير أعضاء في<br />

منطقة الأورو والاتحاد الأوروبي أو التي يحتمل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي والدول الإفريقية المتحدثة بالفرنسية،‏ وتستخدم معظم<br />

دول الثلثين الباقية - في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية الدولار كعملة تثبيت،‏ وبمراجعة هذا في اية عام<br />

نجد أن احتياطيات النقد الأجنبي المسعرة بالدولار تضم نحو ثلثي إجمالي العالم من الاحتياطيات الرسمية بالنقد الأجنبي المعرف تكوين<br />

عملاا والجدول يبين ذلك.‏<br />

20<strong>09</strong><br />

-<br />

(1)<br />

78


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

تشكل العملات الارتكازية المصدر الأول لمكونات الاحتياطيات الدولية،‏ وباعتبار الدولار الأمريكي العملة الارتكازية<br />

الأولى منذ اية الحرب العالمية الثانية وعلى الرغم من انخفاض دوره نسبيا بعد ايار نظام بريتون وودز عاد ليكون أكثر العملات<br />

استعمالا كعملة احتياطية دولية،‏ وتأتي الصين في المركز الأول بين دول الاحتياط الكبرى من الدولار حيث بلغ عام قيمة<br />

تريليوني دولار.‏<br />

20<strong>09</strong><br />

وتعتبر منطقة الشرق الأوسط والدول العربية من أكثر الدول التي تحتفظ بالاحتياطي من الدولار في العالم فالاحتياطي الرسمي<br />

الدولي من الدولار يتركز في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا حيث وصل في عام إلى حوالي تريليون دولار أمريكي،‏<br />

وتأتي أمريكا اللاتينية في المركز الثاني بحوالي تريليون دولار،‏ ثم بعد ذلك باقي دول آسيا دون الصين ، ويظهر الجدول أن<br />

نصيب الدولار الأمريكي في الاحتياطيات الدولية انخفض من %71,0 في العام إلى %62,2 في العام<br />

%58,5، على التوالي في البلدان النامية.‏<br />

(1)<br />

20<strong>09</strong>، ومن<br />

20<strong>09</strong><br />

4,6<br />

13<br />

%27,3 عام<br />

20<strong>09</strong><br />

1999<br />

3,8<br />

%74,2 إلى<br />

في<br />

وتظهر البيانات الواردة في الشكل (1) زيادة في دور الأورو من ‎1999‎إلى<br />

%24,8 في الدول النامية والدول الصناعية على التوالي لنفس<br />

الاحتياطيات الدولية،‏ ومن<br />

الفترة،‏ وهو بذلك يحتل المرتبة الثانية.‏<br />

%17,9 عام<br />

%17,5 إلى %30,1 ومن %18,0 إلى<br />

مما تقدم سابقا ً،‏ فإنه يدل على أن مكانة الدولار الأمريكي كأهم عملة احتياط في العالم بط تدريجيا بينما ترتفع مكانة<br />

الأورو باستمرار،‏ وفي الوقت نفسه فإن ازدياد الأورو تماسكا كليا أمام الدولار يعكس أن السوق تميل إلى الأورو تدريجيا،‏ وجاءت<br />

الأزمة المالية العالمية حسب الاقتصادي بسام الحجار لتسجل مواقع ضعف جديدة للدولار الأمريكي أمام الأورو،‏ وبالإمكان<br />

تفسير قوة الأورو أمام الدولار إلى العوامل التالية:‏<br />

2008<br />

-<br />

التباطؤ في الاقتصاد الأمريكي،‏ حيث لجأت السلطات النقدية إلى تخفيض الفائدة بسبب الأزمة مقابل بنوك مركزية الأوروبي<br />

والياباني،‏ وبسبب تراجع النمو الاقتصادي الأمريكي من نسب %0,7 في بداية العام عمد البنك المركزي<br />

الأمريكي إلى خفض الفائدة على الدولار من %6 لدعم حركة الاقتراض،‏ وتفاديا ً لركود اقتصادي محتمل عمد البنك<br />

المركزي الأمريكي إلى تخفيض الفوائد على دفعات لتصل إلى %3,75 لتصبح أقل من مستواها في أوربا،‏ وواصل البنك الفدرالي<br />

تخفيض الفوائد حتى جوان من العام لتحط على نسبة %1 أدنى مستوى له<br />

2001<br />

.<br />

14<br />

%1,9 إلى<br />

%6,5 إلى<br />

2003<br />

2004<br />

-<br />

قررت الولايات المتحدة الأمريكية البدء في مرحلة جديدة من الفوائد المرتفعة وبخطى متسارعة لتصل إلى<br />

وفي جوان عام إلى %1,98، هذا في الوقت<br />

إلى %5,02، لتصل عام حوالي %5,7 ثم لتعاود انخفاضها من جديد وبدءًا من العام ولتشكل<br />

إلى %4,28 في العام الذي سجلت فيه الفائدة الأوروبية ارتفاعا ً من %2,11 في العام %4,86 عام<br />

2008<br />

2007<br />

2007<br />

2002<br />

.(2)<br />

.<br />

15<br />

2008<br />

-<br />

-<br />

إقبال العديد من البنوك المركزية في العالم على تنويع احتياطياا من العملات الارتكازية للتحويل على حساب الدولار،‏ من خلال<br />

تحويل جزء من احتياطياا الدولارية إلى الأورو وذلك لتفادي مخاطر ناتجة عن الانخفاضات في سعر صرف الدولار أمام الأورو كما<br />

يوضحه الشكل<br />

تزايد حدة أزمة السيولة في الولايات المتحدة الأمريكية مع تفاقم عجز الموازنة الأمريكية حيث استمر ارتفاع عجز الموازنة<br />

الأمريكية من مليار دولار عام إلى مليار دولار عام ثم إلى مليار دولار عام<br />

والجدول فالارتفاع المستمر لعجز الموازنة الأمريكية ابتداءً‏ من عام دفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الاستدانة من<br />

الخارج،‏ وقد بلغ الدين العام الأمريكي 11,875 تريليون دولار عام ليرتفع إلى 13,786 تريليون دولار عام<br />

،2010<br />

.2010<br />

1555,6<br />

20<strong>09</strong><br />

2002<br />

20<strong>09</strong><br />

1412,7<br />

2002<br />

157,8<br />

،(2)<br />

79


____________________________________________________________________________________________________________<br />

المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي<br />

∗<br />

-<br />

أيضا من الأسباب التي تفسر قوة الأورو أمام الدولار،‏ تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن سياسة الدولار القوي لتخفيف العجز<br />

في الميزان التجاري،‏ حيث لجأت إلى عملية التيسير الكمي الأولى بقيمة 1,25 تريليون دولار عام ، والثانية بقيمة<br />

مليار دولار عام 2010، وذلك بتوسيع نطاق الاحتفاظ بالأوراق المالية في حساب النظام الفدرالي للسوق المفتوحة،‏ لتشجيع عملية<br />

استعادة النشاط الاقتصادي والحد من اختلال الميزان التجاري الأمريكي،‏ وبذلك زادت الولايات المتحدة من حجم الكتلة النقدية مما<br />

ساعد على تدني قيمة الدولار دون أن يؤثر ايجابيا على حجم الصادرات الأمريكية<br />

600<br />

16<br />

2008<br />

.<br />

17<br />

:<br />

.2-3<br />

الأورو يواجه الدولار منذ إصدار شكل الأورو نجاحا لدوله الأعضاء،‏ ويمكن القول أن الأورو حقق هدفه لدفع عملية<br />

التكامل وارتفعت مكانة الأورو الدولية باستمرار،‏ وتصاعد سعر صرفه الكلي مقابل الدولار الأمريكي.‏<br />

وتشير دراسة لجيفري فرنكل يتنبأ فيها بأن الأورو سوف يحل محل الدولار كعملة احتياط عالمية خلال عشر سنوات،‏ ومن<br />

وجهة نظره فإن الأورو سوف يتجاوز الدولار لأول مرة في عام من حيث الاحتياطيات العالمية للبنوك المركزية في العالم،‏<br />

فتنبؤ فرنكل مرتبط بدراسة كان قد قام ا هو وشين متري عام وقد توصلا إلى هذه النتيجة من خلال تحليل محددات الطلب<br />

على الاحتياطيات العالمية من النقد الأجنبي والتي يحتل فيها الدولار المركز الأول وبناء على نتائج النموذج القياسي تم وضع عدة<br />

سيناريوهات للعلاقة بين الدولار والأورو حتى عام 2040.<br />

2015<br />

2008<br />

ويعول فرنكل في دراسته على الدروس التاريخية المستفادة من العلاقة بين الدولار والجنيه الإسترليني،‏ حيث أنه على الرغم<br />

من تجاوز الاقتصاد الأمريكي للاقتصاد البريطاني من حيث الحجم فإن الدولار لم يتجاوز الإسترليني إلا في حالات نادرة أي أن هناك<br />

فترات تأخير يمكن أيضا أن تتكرر في العلاقة بين الدولار والأورو حسب فرنكل والشكل يوضح الدراسة التي قام ا جيفري<br />

فرنكل وشين متري.‏<br />

(3)<br />

ويرى الاقتصادي محمد إبراهيم السقا أن استشهاد فرنكل بتكرار العلاقة بين الدولار والجنيه الإسترليني ليس في محله تماما ً،‏<br />

والحجة في ذلك أن صعود الدولار كعملة دولية في ذلك الوقت كان لظروف عالمية أملت أن يحتل الدولار مكانة العملة الدولية في<br />

ظل عدم قدرة العالم العودة لنظام الذهب،‏ وفي وقت لم تكن هناك عملة احتياط دولية أصلا،‏ في حين كان الدور العالمي للإسترليني<br />

قد انتهى بنهاية العشرينيات من القرن العشرين تقريبا ً،‏ ولذلك أجمعت الدول المؤتمرة في بريتون وودز على ضرورة العودة لنظام<br />

الذهب من خلال الدولار الأمريكي،‏ أي استخدامه في احتياطيات البنوك المركزية للعالم بدلا من الذهب على أن تكون الولايات<br />

المتحدة مستعدة لتحويل هذه الدولارات إلى ذهب عند حاجتها لذلك<br />

.<br />

18<br />

أما الحجة الثانية فهي أن دول العالم في الماضي كانت مستعدة لدفع التكلفة المالية اللازمة للحيلولة دون تفاقم العجز في<br />

ميزان المدفوعات الأمريكي،‏ إلا أنه ومنذ عام فقدت الولايات المتحدة جانبا كبيرا ً من التعاطف الدولي حول شرعية ما تقوم<br />

به من عمليات عسكرية خارج حدودها ومن ثم لم تجد من يقدم الدعم لميزاا التجاري الذي استمر رصيده في العجز لعقود والشكل<br />

يوضح ذلك،‏ في مقابل ما أسمته حرا على الإرهاب وهو ما يمهد لتراجع دور الدولار عالميا في ظل العجز المتفاقم للميزان<br />

التجاري الأمريكي.‏<br />

2001<br />

(4)<br />

من ناحية أخرى،‏ فإن آخر البيانات المتاحة عن احتياطيات النقد الأجنبي لدول العالم وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي<br />

والمعروضة سابقا تشير إلى أن الطلب على الدولار كعملة احتياط سار على نحو مماثل للطلب على الأورو،‏ على الرغم من أزمة<br />

الدولار الأمريكي،‏ وأن الدولار مازال المكون الأول لاحتياطيات البنوك المركزية في دول العالم من النقد الأجنبي،‏ وأنه على الرغم من<br />

80


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

ظروف الأزمة التي يمر ا الاقتصاد الأمريكي خصوصا أثناء وبعد الأزمة المالية العالمية 2008، فإن الدولار الأمريكي لم يشهد ذلك<br />

الهبوط الحاد في الطلب مثلما تتوقع دراسة فرنكل ومتري.‏<br />

:<br />

.3-3<br />

التحديات التي تعيق الأورو عن احتلال مكانة الدولار بالرغم من التخطيط الدقيق لعملية إصدار الأورو،‏ إلا أن هناك<br />

نقط استفهام وتحديات كبيرة تواجه الأورو وتعكس بعض الغموض على دوره المستقبلي في النظام النقدي الدولي وقدرته على احتلال<br />

مكانة الدولار وأهمها :<br />

:<br />

:<br />

.1-3-3<br />

اختلاف السياسات الاقتصادية السائدة في منطقة الأورو العقبة الأكبر أمام الأورو تنبع من طبيعة هذه العملة،‏ كوا<br />

تضم في اسمها ومضموا دولا ً ذات اختلافات كبيرة في ما يتعلق بحجم الاقتصاد والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية<br />

السائدة،‏ صحيح أن البنك المركزي الأوروبي المسئول عن توحيد السياسات النقدية المتعلقة بالأورو يشكل بنكا مستقلا تماما ً وتعتبر<br />

قراراته ملزمة لجميع الأطراف،‏ إلا أنه سوف يعمل على نحو طبيعي على تحقيق مصالح دول منطقة الأورو عامة وبالتالي فإن أغلب<br />

قراراته سوف تكون توفيقية بما يحقق مصالح جميع الأطراف وهذا قد يضعف من قوة الأورو على المستوى العالمي،‏ وهذا هو السبب<br />

الأساسي الذي أدى إلى انخفاض قيمة الأورو بما يقارب %20 في السنة الأولى من صدوره عام 1999، ولكنه حقق استقرارا نسبيا<br />

نوعا ما وعاود الصعود مجددا على نحو لافت للنظر.‏<br />

.2-3-3<br />

الثقل السياسي والعسكري الأمريكي وهناك عامل آخر يتميز به الدولار من الأورو،‏ وهو الثقل السياسي والعسكري<br />

للولايات المتحدة الأمريكية في العالم،‏ فالتدخل المتواصل في قضايا الشعوب وسياساا والتدخل العسكري يعطي الدولار قوة كبيرة<br />

ويسهم في نشره بقوة في أنحاء العالم،‏ وهذا ما لوحظ بعد أحداث سبتمبر التي لم تؤثر كثيرا في قيمة الدولار بالنظر إلى<br />

ضخامة نتائجها السلبية على الاقتصاد الأمريكي،‏ ويعزى ذلك إلى اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات مالية ونقدية معتمدة على المكانة<br />

التي يحتلها الدولار ومن ورائه الاقتصاد الأمريكي في العالم،‏ وهذا يشكل تحديا للأورو<br />

.<br />

19<br />

2001<br />

:<br />

:<br />

:<br />

.3-3-3<br />

الأحزاب اليمينية المتطرفة في منطقة الأورو ظهور الأحزاب اليمينية المتطرفة وازدياد دورها ونشاطها السياسي في<br />

الاتحاد الأوروبي،‏ وهي تمتلك توجها نحو الانفصال عن الاتحاد وإعادة الهوية الوطنية إلى كل دولة منه ويشكل هذا نقطة استفهام<br />

أخرى حول مستقبل الاتحاد وعملة الأورو،‏ ولو أن الاتفاقيات المنعقدة بين الدول الأوروبية قلصت بشكل كبير إمكانية حدوث<br />

أزمات من هذا النوع قد تؤثر في مستقبل الاتحاد الأوروبي وتكامله،‏ إلا أن التاريخ أثبت أنه لا يسير على قواعد محددة.‏<br />

.4-3-3<br />

السياسات الاقتصادية الأمريكية تحديات تواجه الأورو أمام الدولار الأمريكي،‏ وهي تعرقل استمراره في الانتعاش<br />

بالنظر إلى السياسات الاقتصادية الأمريكية المتغيرة الخاصة بالضرائب والفائدة،‏ فتخفيض الضرائب الأمريكية سيؤدي إلى زيادة الإنفاق<br />

الاستثماري والاستهلاكي وتحفيز الاستهلاك والاستثمار وبالتالي زيادة معدل النمو،‏ مما يشكل دعما للدولار أمام الأورو.‏<br />

الأزمة المالية العالمية لعام صحيح أن شرارا بدأت منتصف عام وطفت للسطح عام وهي 2008<br />

ناتجة عن أزمة الرهن العقاري بالولايات المتحدة الأمريكية،‏ وانتقلت من أزمة مالية خاصة بالأسواق المالية إلى أزمة حقيقية دد<br />

الاقتصاد العالمي بالركود ، وأثرت تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الأمريكي ومؤسساته المالية والاقتصادية،‏ كما أربكت هذه الأزمة<br />

مسيرة أوروبا التاريخية صوب اتحاد تتوثق عراه دوما ً ولسنوات كثيرة تقدم المشروع الأوروبي بسلاسة مضيفا أعضاء جدد وملغيا<br />

الحواجز التي تقسم كيانه ومحققا ازدهارا متزايدا ً،‏ وهذه الأزمة هي بمثابة أول اختبار كبير تعرضت له منطقة الأورو كاشفة عن عيوب<br />

في الإطار أخفتها السنوات السابقة<br />

2007<br />

2008<br />

.<br />

21<br />

20<br />

.5-3-3<br />

81


____________________________________________________________________________________________________________<br />

المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي<br />

%7,1<br />

22<br />

فقد تأثر الاقتصاد الأوروبي عموما واقتصاد منطقة الأورو خصوصا،‏ حيث انخفض معدل النمو في هذه المنطقة من<br />

، وانعكس هذا التراجع في معدل النمو على معدل البطالة بالارتفاع،‏ وهو ما دفع قادة منطقة<br />

عام إلى<br />

الأورو إلى تبني خطة إنقاذ مالي تعتمد على تقديم الدعم للمؤسسات المالية المتضررة وتستند أساسا ً إلى ضخ أموال عامة في المصارف<br />

المتضررة وضمان الودائع،‏ كما تسعى إلى ضمان القروض بين المصارف ، كما شارك صندوق النقد الدولي عن كثب في جهود<br />

المنطقة مقدما ً الدعم المالي للدول التي تتمتع بأسس اقتصادية سليمة لكنها مازالت معرضة لخطر التضرر من العواقب الناتجة عن الأزمة<br />

وعمل على تقديم المشورة السياسية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي من خلال تقديم النصح الخاص ببناء الثقة في التأمين متعدد<br />

الأطراف<br />

23<br />

: 2010<br />

25<br />

2010<br />

%4,2 عام 2008<br />

2007<br />

.<br />

24<br />

.6-3-3<br />

.<br />

26<br />

أزمة الديون السيادية الأوروبية لعام اندلعت هذه الأزمة باعتبارها من أخطر المشاكل التي تعرضت لها منطقة<br />

الأورو في عقدها الأول فصل الربيع من عام ، حينما دفعت كلا ً من اليونان آيرلندا لطلب مساعدات من الاتحاد الأوروبي<br />

وصندوق النقد الدولي وفق برنامج يلزم الدولتين بإجراءات تقشفية حازمة،‏ فقد اهتزت منطقة الأورو قبل أن يتمكن الانتعاش من<br />

اكتساب الفعالية اللازمة وانتشرت الأزمة على الصعيد الدولي مهددة النظام المالي والتعافي الإقليمي والعالمي من آثار الأزمة المالية<br />

2010<br />

110<br />

2008<br />

ففي ماي عام اتفق وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي على منح اليونان المثقلة بالديون قرضا ً<br />

بقيمة مليار أورو بشرط الالتزام بخطة تقشف صارمة،‏ وفي الشهر نفسه أقر الاتحاد الأوروبي خطة إنقاذ بقيمة مليار<br />

أورو،‏ والأمر نفسه وقع مع آيرلندا حينما قاما البنك المركزي الأوروبي والصندوق بتقديم قرض بقيمة مليار أورو مقابل تنفيذ<br />

خطة تقشف حازمة ؛ وقد تزايد القلق بشأن انتقال عدوى الأزمة لدول أوروبية أخرى وفي مقدمتها البرتغال واسبانيا وايطاليا في<br />

ظل تفاقم ديوا كما يوضحه الشكل (5)، متجاوزة بذلك أحد معايير اتفاقية ماستريخت التي تحدد نسبة %60 كحد أقصى للدين<br />

العام إلى الناتج المحلي الإجمالي،‏ مما أدى إلى حدوث اضطرابات في بعض أسواق التمويل وفي بعض الحالات وصلت فروق أسعار<br />

الفائدة على السندات الحكومية إلى مستويات مرتفعة قياسية تفوق كثيرا ً المستويات العادية لها<br />

750<br />

85<br />

.<br />

28<br />

(5)<br />

2008<br />

27<br />

و‎20<strong>09</strong>‎ نجد أن الدول الأربعة شهدت ارتفاعا ً في نسبة ديوا السيادية إلى ناتجها المحلي<br />

ومع القيام بمقارنة عامي إلى<br />

يشير إلى أن اليونان ارتفعت ديوا السيادية من<br />

الإجمالي لكن بنسب مختلفة،‏ فحسب الشكل %115,1، أيضا ايطاليا عرفت ارتفاعا ً في نسبة ديوا السيادية إلى ناتجها المحلي حيث انتقلت من<br />

20<strong>09</strong>، لتأتي اسبانيا التي عرفت هي<br />

بالإضافة إلى البرتغال هي الأخرى شهدت ارتفاعا ً من<br />

إلى<br />

أيضا تفاقما ً في نسبة ديوا السيادية إلى ناتجها المحلي إذ انتقلت من نسبة<br />

%99,2 عام 2008<br />

%104 إلى %115,8 عام<br />

%53,2 عام .20<strong>09</strong><br />

%66,3 إلى %76,8 عام<br />

%39,7 عام 2008<br />

20<strong>09</strong><br />

ولعل تفاقم الديون السيادية لمنطقة الأورو يعود إلى عدة أسباب أهمها<br />

:<br />

29<br />

-<br />

-<br />

تحمس الدول صاحبة الديون إلى استيفاء شروط الانضمام إلى منطقة الأورو فقامت بالإفراط في الاقتراض من أجل رفع معدلات<br />

النمو وتحسين الأداء الاقتصادي،‏ وكذا تعمد تلفيق بعض المؤشرات خاصة المؤشر المتعلق بعجز الموازنة العامة وهو ما جعل هذه الدول<br />

تعلن في وقت متأخر حقيقة عن وضعها المالي،‏ وكانت المؤشرات الحقيقية مفاجئة في كثير من هذه الدول خصوصا عندما حان وقت<br />

السداد كان الارتباك وحل ّت الأزمة ؛<br />

2008<br />

أيضا من أسباب تفاقم الديون لهذه الدول تداعيات الأزمة المالية العالمية عندما قامت بعمليات الإقراض الواسعة للحيلولة<br />

دون إفلاس العديد من بنوكها والمؤسسات المالية ففي إيطاليا مثلا قامت بتوفير تمويل بقيمة مليار أورو لقطاع البنوك ومن دون<br />

20<br />

82


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

–<br />

:<br />

ضمانات،‏ وهي إجراءات قامت ا هذه الدول للحد من آثار الأزمة المالية العالمية التي هددت بالفعل استقرار الاقتصاد العالمي،‏ فما<br />

كان من هذه الدول صاحبة الملاءات المالية الضعيفة إلا ّ اللجوء إلى المديونية الخارجية لتمويلها بالأموال اللازمة لذلك،‏ وهو ما أدى إلى<br />

تفاقم ديوا والاتجاه نحو الصعود.‏<br />

خلاصة بعد هذا الاستعراض الموجز لحدة المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي تبين لنا أنه على<br />

الرغم من ظهور المنافس الجديد العملة الأوروبية الموحدة-‏ الذي شكل نقطة تحول جديدة على صعيد الأسواق الدولية سمحت<br />

لدول منطقة الأورو بامتلاك مقومات اقتصادية تمكنها من مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وتجعلها تتمتع بنفوذ دولي لا يمكن<br />

تجاهله،‏ إلا أن الطلب على الدولار كعملة احتياط سار على نحو مماثل للطلب على الأورو،‏ على الرغم من أزمة الدولار الأمريكي،‏<br />

وأن الدولار مازال المكون الأول لاحتياطيات البنوك المركزية في دول العالم من النقد الأجنبي،‏ وأنه على الرغم من ظروف الأزمة التي<br />

يمر ا الاقتصاد الأمريكي خصوصا أثناء وبعد الأزمة المالية العالمية فإن الدولار الأمريكي لا يزال العملة الارتكازية الأولى في<br />

النظام النقدي الدولي.‏<br />

،2008<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

نصيب الدولار والأورو من إجمالي الحيازات الرسمية للاحتياطيات الدولية من العملات الأجنبية 20<strong>09</strong>-1999 ‏(الوحدة<br />

السنوات<br />

الدولار الأمريكي<br />

الأورو الأوروبي<br />

باقي العملات<br />

السنوات<br />

الدولار الأمريكي<br />

الأورو الأوروبي<br />

باقي العملات<br />

: نسبة مئوية)‏<br />

الجدول (1) -<br />

2004 2003 2002 2001 2000 1999<br />

65,9 65,9 67,1 71,5 71,1 71,0<br />

24,8 25,2 23,8 19,2 18,3 17,9<br />

9,3 8,9 9,1 9,3 10,6 11,1<br />

20<strong>09</strong> 2008 2007 2006 2005<br />

62,2 64,1 64,1 65,5 66,9<br />

27,3 26,4 26,3 25,1 24,0<br />

10,5 9,5 9,6 9,4 9,1<br />

Source: International Monetary Fund (IMF), International Financial Statistics, Annual Report, 2010.<br />

الشكل (1)-<br />

نصيب الدولار والأورو من إجمالي الحيازات الرسمية للاحتياطيات الدولية من العملات الأجنبية<br />

‏(الوحدة:‏ نسب مئوية)‏<br />

1999 لعامي و‎20<strong>09</strong>‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات<br />

الجدول (1).<br />

83


____________________________________________________________________________________________________________<br />

المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي<br />

متوسط سعر<br />

الشكل (2)- الصرف المتبادل ما بين الأورو والدولار (2010-1999 (<br />

Source: Unidted Nations Conference on Trade And Development Statistics (UNCTAD), Exchange Rates<br />

Crossrates, Annual Report, 2011.<br />

2010-1999<br />

الجدول (2)-<br />

2004 2003 2002 2001 2000 1999<br />

412,7 - 377,6 - 157,8 - 128,2 236,2 125,6<br />

2010 20<strong>09</strong> 2008 2007 2006 2005<br />

1555,6 - 1412,7 - 458,6 - 160,7 - 248,2 - 318,3 -<br />

Source: John Woolley and Gerhard Peters, Federal Budget Surpluses or Deficits, Budget of The United<br />

States Government, 2011.<br />

رصيد الموازنة الأمريكية السنوي<br />

السنوات<br />

رصيد الموازنة الأمريكية<br />

السنوات<br />

رصيد الموازنة الأمريكية<br />

‏(الوحدة : مليار دولار)‏<br />

8<br />

الشكل (3)- سيناريو استخدام الدولار والأورو في الاحتياطيات الدولية من النقد الأجنبي<br />

7<br />

6<br />

5<br />

USD<br />

EUR Forecast<br />

4<br />

3<br />

2<br />

DEM/EUR<br />

USD Forecast<br />

1<br />

0<br />

1980 1990 2000 2010 2020<br />

2030 2040<br />

Source: Jeffrey A.Frankel and Menzie Chinn, the Euro May over the Next 15 Years Surpass the Dollar as<br />

Leading International Currency, April 2008, p 17.<br />

84


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الشكل (4)-<br />

رصيد الميزان التجاري الأمريكي خلال الفترة<br />

‏(الوحدة:‏ مليار دولار)‏<br />

2010 -1980<br />

Source: U.S. Census Bureau Foreign Trade Division, 2011.<br />

الشكل (5)-<br />

الديون السيادية لبعض دول منطقة الأورو لعامي<br />

و‎20<strong>09</strong>‎ 2008<br />

، ‏(الوحدة : نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي)‏<br />

Source: Département Des Études Économiques De La Société Générale, Les Risques En Europe Du Sud Et<br />

La Spécificité Italienne, Juin 2010, P 24.<br />

الإحالات والمراجع :<br />

1<br />

- صبحي تادريس قريصة،‏ النقود والبنوك والعلاقات الاقتصادية الدولية،‏ دار النهضة العربية،‏ بيروت،‏<br />

،1984 ص .14<br />

-<br />

2<br />

سامي عفيفي حاتم،‏ التجارة الخارجية بين التنظيم والتنظير،‏ الدار المصرية اللبنانية،‏ القاهرة،‏ 1999، ص<br />

.161<br />

-<br />

3<br />

مدحت صادق،‏ النقود الدولية وعمليات الصرف الأجنبي،‏ دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع،‏ القاهرة،‏<br />

،1997 ص .13<br />

4<br />

- ضياء مجيد الموسوي،‏ الاقتصاد النقدي قواعد-‏ نظم-‏ نظريات-‏ سياسات-‏ مؤسسات نقدية،‏ دار الفكر،‏ الجزائر،‏<br />

5<br />

- مدحت صادق،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص 28.<br />

،1993 ص .55<br />

6 -H.BENIESSAD, Economie Internationale, opu, Alger, 1983, PP 102-104.<br />

.146-133<br />

-<br />

7<br />

رمزي زكي،‏ التاريخ النقدي للتخلف،‏ مجلة عالم المعرفة،‏ العدد رقم 118، الكويت،‏ أكتوبر 1987، ص ص<br />

8<br />

- مجدي محمود شهاب،‏ الوحدة النقدية الأوروبية الإشكاليات والآثار المحتملة على المنطقة العربية،‏ الدار الجامعية،‏ الإسكندرية،‏ سنة النشر مجهولة،‏ ص 70.<br />

85


____________________________________________________________________________________________________________<br />

المنافسة بين الدولار والأورو في ظل لا استقرار النظام النقدي الدولي<br />

9<br />

- صالح فلاحي،‏ نظام النقد الدولي ومعضلة الدول الفقيرة،‏ مجلة اتحاد الجامعات العربية للعلوم التطبيقية،‏ الد<br />

،01 العدد ،03 سبتمبر ،1999 ص .72<br />

-<br />

10<br />

عماد يونس،‏ وحدة النقد تاريخ<br />

-<br />

أهداف ومؤثرات على الاقتصاد العالمي وعلى العالم العربي،‏ المؤسسة الحديثة للكتاب،‏ لبنان،‏ 2005، ص<br />

.55<br />

-<br />

11<br />

فاروق محمود الحمد،‏ الوحدة النقدية الأوروبية واليورو:‏ النشأة،‏ التطور والآثار،‏ سلسلة رسائل البنك الصناعي،‏ العدد<br />

،61 الكويت،‏ ،2000 ص .39<br />

،2002 ص .257<br />

-<br />

12<br />

عرفات تقي الحسني،‏ التمويل الدولي،‏ دار مجدلاوي للنشر،‏ الطبعة الثانية،‏ عمان،‏<br />

13<br />

- خالد حنفي وآخرون،‏ النظام النقدي العالمي بعد الأزمة العالمية ‏(رؤية عربية)،‏ ورقة بحث مقدمة للمؤتمر العلمي العاشر حول:‏ الاقتصادات العربية<br />

وتطورات ما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية،‏ الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية،‏ لبنان،‏ 20/19 ديسمبر<br />

،20<strong>09</strong> ، ص ص .17- 16<br />

،2007 ص .28<br />

-<br />

14<br />

اتحاد المصارف العربية،‏ النشرة المصرفية العربية،‏ الفصل الثالث،‏ سبتمبر<br />

15<br />

- بسام الحجار،‏ نظام النقد العالمي وأسعار الصرف،‏ دار المنهل اللبناني،‏ الطبعة الأولى،‏ لبنان،‏ 20<strong>09</strong> ص،‏<br />

.56<br />

∗<br />

- يعد التيسير الكمي إحدى أدوات السياسة النقدية التي تستخدم في أوقات الأزمات،‏ وتعني خطة التيسير الكمي عملية خلق النقود من فراغ،‏ حيث<br />

سيقوم الاحتياطي الفدرالي بزيادة الأساس النقدي في الولايات المتحدة الأمريكية،‏ واستخدامه لشراء السندات الحكومية من المؤسسات المالية التي يفترض أن<br />

تستخدم هذه الزيادة في الأساس النقدي في عمليات الإقراض وزيادة حجم الائتمان،‏ وهو ما يؤدي إلى زيادة عملية خلق النقود بصورة مضاعفة،‏ يعتمد<br />

ذلك على قيمة المضاعف النقدي.‏<br />

16 - John Canally, Fed Surprises Market with Massive Quantitative Easing, March 19, 20<strong>09</strong>, P 01.<br />

17<br />

- جورج كوبر،‏ ترجمة محمود محيي الدين،‏ الأزمة المالية العالمية وخرافة السوق الكفء،‏ ضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع،‏ القاهرة،‏ 20<strong>09</strong>، ص<br />

18<br />

- محمد إبراهيم السقا،‏ هل يتجاوز اليورو الدولار خلال عشر سنوات،‏ منشور على الموقع:‏<br />

.63<br />

شوهد بتاريخ:‏ 2011/02/22.<br />

19<br />

- عباس كاظم جاسم الدعمي،‏ أثر السياسات النقدية والمالية في مؤشرات أداء سوق الأوراق المالية ‏(دراسة تطبيقية في مصر والولايات المتحدة الأمريكية<br />

،2008 ص .196<br />

،http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=561136<br />

شتاء<br />

للمدة -2006)، 1990 أطروحة لنيل درجة دكتوراه فلسفة في العلوم الاقتصادية،‏ جامعة الكوفة،‏<br />

20<br />

- نبيل بوفليح،‏ دور صناديق الثروة السيادية في معالجة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية،‏ مجلة بحوث اقتصادية عربية،‏ العددان 49-48، خريف - 20<strong>09</strong><br />

،2010 ص .93<br />

-<br />

21<br />

ماريك بيلكا،‏ أوروبا في شدة،‏ مجلة التمويل والتنمية،‏ صندوق النقد الدولي،‏ الد<br />

،46 العدد ،02 جوان ،20<strong>09</strong> ص .08<br />

.42<br />

20<strong>09</strong><br />

-<br />

22<br />

البنك الدولي،‏ التقرير السنوي للبنك الدولي ص،‏<br />

23<br />

- محمد أحمد زيدان،‏ فصول الأزمة المالية العالمية:‏ أسباا،‏ جذورها وتبعاا الاقتصادية،‏ ورقة بحث مقدمة لمؤتمر حول:‏ الأزمة المالية العالمية وكيفية<br />

علاجها من منظور النظام الاقتصادي الغربي والإسلامي،‏ جامعة الجنان،‏ لبنان،‏ يومي:‏ مارس<br />

،20<strong>09</strong> ص .18<br />

14/13<br />

24<br />

- جين بيزاني وفيرى،‏ إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي،‏ مجلة التمويل والتنمية،‏ صندوق النقد الدولي،‏ الد<br />

،46 العدد ،01 مارس ،20<strong>09</strong> ص .12<br />

،46 العدد ،02 جوان ،20<strong>09</strong> ص .19<br />

-<br />

25<br />

بارى ايشنجرين،‏ اختبار إجهاد لليورو،‏ مجلة التمويل والتنمية،‏ الد<br />

26<br />

- دراسة أجراها خبراء صندوق النقد الدولي،‏ آفاق الاقتصاد العالمي:‏ التعافي والمخاطر واستعادة التوازن،‏ صندوق النقد الدولي،‏ أكتوبر 2010، ص 72.<br />

27 - Commission Européenne, Procès-verbal de la mille neuf cent trente-huitième réunion de la Commission tenue à<br />

Bruxelles, PV(2010) 1938 final, Strasbourg, le 14 décembre 2010, P 13.<br />

28<br />

،2011 ص .02<br />

-<br />

تقرير الاستقرار المالي،‏ الاستقرار المالي العالمي لا يزال معرضا للخطر،‏ صندوق النقد الدولي،‏ جانفي<br />

29<br />

- التقرير الاقتصادي الصادر عن مجلس الغرف السعودية،‏ الديون اليونانية وأزمة اليورو:‏ الدروس المستفادة لدول مجلس التعاون الخليجي،‏ المملكة العربية<br />

السعودية،‏ العدد<br />

،19 جويلية ،2010 ص .15<br />

86


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي<br />

‏(دراسة حالة كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة -<br />

بسكرة -<br />

الجزائر)‏<br />

د.موسي عبد الناصر،‏<br />

أستاذ محاضر<br />

أ - جامعة بسكرة<br />

– الجزائر<br />

-<br />

mouci_nacer@yahoo.fr<br />

–<br />

-<br />

grichi_mohamed@yahoo.com<br />

-<br />

:<br />

محمد قريشي،‏ أستاذ مساعد<br />

أ - جامعة بسكرة<br />

الجزائر<br />

ملخص لتكنولوجيا المعلومات الحديثة دورا رئيسيا في إحداث التحولات المختلفة في العمل الإداري،‏ حيث ساهمت في تطوير الكثير من مراحل العمل<br />

الإداري وتطوير أساليبه وتوفير المعلومات في الوقت المناسب وبأقل وتكلفة،‏ إا العديد من المزايا التي تمنحها تكنولوجيا المعلومات الحديثة للعمل الإداري من<br />

خلال تطبيق الإدارة الالكترونية صبغة الجودة على أعمال ونشاطات المؤسسة المختلفة،‏ الأمر الذي بدوره يمكنها من تحسين أدائها وتحقيق الجودة بشكل<br />

أفضل.‏ وفي هذا المقال دف إلى التعرف على مدى مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي في الجزائر.‏ ولتحقيق ذلك<br />

صيغت أربع فرضيات،‏ اختبرت بواسطة مجموعة من الأساليب الإحصائية،‏ واستخدمت الاستبانة كأداة رئيسة لجمع البيانات والمعلومات من عينة الدراسة.‏<br />

النتائج المتحصل عليها تشير إلى وجود علاقات ارتباط دالة وموجبة بين أبعاد الإدارة الالكترونية بشكل منفرد،‏ مع أبعاد العمل الإداري مجتمعة.‏<br />

: الكلمات الدالة<br />

تمهيد :<br />

الإدارة الالكترونية،‏ الأجهزة والمعدات،‏ شبكة الاتصالات،‏ صناع المعرفة،‏ العمل الإداري،‏ جامعة بسكرة.‏<br />

يواجه العمل الإداري تحديات وتغيرات سريعة ومتعددة وعلى رأسها التغيرات التكنولوجية التي أتاحتها تكنولوجيا المعلومات<br />

بمكوناا المختلفة،‏ وخاصة الإنترنت،‏ الإنترانت والإكسترانت،‏ تزايد استخدام الحاسب الآلي،‏ ثورة المعلومات،‏ والتطور في الفكر<br />

الإداري.‏ فقد غزت تكنولوجيا المعلومات مختلف جوانب العمل الإداري في جميع المؤسسات؛ إذ لا نجد مؤسسة تخلو من قواعد<br />

بيانات لوظائف إدارية مختلفة،‏ وأصبحت قواعد البيانات من ضروريات المؤسسة العصرية وبدوا لا تستطيع المؤسسة الاستمرار في<br />

العمل،‏ لذا أصبح التغيير الإداري من أهم سمات الوقت الحاضر والذي ينبغي التعامل معه وتوظيفه بكفاءة عالية لأنه أصبح ضرورة<br />

حتمية.‏ وقد كان ذلك بمثابة تنبيه لمسيري المؤسسات بأهمية الاستجابة للمستجدات من حولهم حتى يستطيع المسير أن يفهم بيئة التغيير<br />

ومن ثمة حسن إدارا والتعامل معها بايجابية،‏ ونتيجة لهذا التغيير فقد انتقل العمل الإداري مستفيدا من تكنولوجيا المعلومات الإدارية<br />

من الأساليب التقليدية التي تعتمد على المعاملات الورقية والإجراءات الروتينية إلى الأساليب الإلكترونية في الإدارة.‏ والإدارة<br />

الالكترونية هنا تمثل نوعا من الاستجابة القوية لتحديات عالم القرن الواحد والعشرين التي تختصر العولمة والفضاء الرقمي والمعرفة<br />

وثورة الإنترنت كل متغيراته وحركة اتجاهاته.‏ هذه الإدارة التي تعود فكرا إلى سنة في الولايات المتحدة ثم بدأت تنمو<br />

وتتطور لا سيما بعد استخدام شبكة الإنترنت حتى أصبح الآن الكثير من المؤسسات بل والدول تدير أنشطتها المتنوعة دون الحاجة<br />

إلى استخدام الأساليب الروتينية المختلفة.‏<br />

1973<br />

:<br />

فالحاجة إلى استخدام الورق تناقصت نوعا ما،‏ وأصبح المسير يمارس أنشطته في أي وقت وفي أي مكان وبكفاءة عالية مما كان في<br />

السابق.‏ وعليه فالإدارة الإلكترونية هي المدرسة الأحدث في الإدارة،‏ تقوم على استخدام الإنترنت وشبكات الأعمال في انجاز العمل<br />

الإداري من تخطيط،‏ تنظيم،‏ توجيه،‏ ورقابة الكترونيا.‏ وسنحاول في هذا المقال تحليل العلاقة بين المتغيرين محل الدراسة.‏<br />

-1<br />

.1-1<br />

الإطار العام للبحث وإجراءاته<br />

إشكالية البحث أخذ موضوعا ‏"الإدارة الالكترونية"‏ و ‏"العمل الإداري"‏ يستحوذان على اهتمام مختلف المستويات الإدارية<br />

في المؤسسات والدول،‏ وذلك لأهميتهما في تطوير تلك المؤسسات.‏ ومن هنا جاءت إشكالية بحثنا هذا على النحو التالي<br />

ما مدى مساهمة الإدارة الإلكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي الجزائرية ؟<br />

و يمكن التعرف على مضامين هذه الإشكالية من خلال طرح التساؤلات الآتية<br />

:<br />

:<br />

هل هناك تصور واضح عن الإدارة الإلكترونية لدى إدارة الكلية محل الدراسة ؟<br />

كيف تساهم الإدارة الإلكترونية في تطوير عمليات التخطيط،‏ التنظيم،‏ التوجيه،‏ الرقابة،‏ وفي عملية الرقابة ؟<br />

−<br />

−<br />

87


مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي ‏(دراسة حالة كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة - بسكرة –<br />

الجزائر)‏<br />

________________________________________<br />

.2-1<br />

: أهمية البحث<br />

يكتسي بحثنا أهمية بالغة وذلك للأسباب التالية<br />

:<br />

تتضح أهمية البحث من تناولنا موضوع يتعلق بتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لصالح تطوير العمل الإداري في<br />

الجامعة.‏<br />

يضيف هذا البحث معرفة جديدة تسهم في تقدم وتطور العمل الإداري في المؤسسات.‏<br />

أهمية العمل الإداري في المؤسسات من خلال إسهامه في تحقيق أهداف المؤسسة بالإشارة إلى كيفية تطويره وتفعيله.‏<br />

−<br />

−<br />

−<br />

3-1. أهداف البحث<br />

:<br />

نسعى إلى تحقيق الأهداف التالية<br />

:<br />

إبراز أهمية العمل الإداري وزيادة فعاليته من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات.‏<br />

تسليط الضوء على واقع الإدارة الإلكترونية في المؤسسة محل الدراسة.‏<br />

التعرف على درجة تطبيق الإدارة الإلكترونية في الكلية محل الدراسة ومدى مساهمتها في تطوير العمل الإداري.‏<br />

تقديم بعض التوصيات المناسبة في هذا اال.‏<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

:<br />

:<br />

.4-1<br />

فرضيات البحث يمكن وضع الفرضية الرئيسية التالية<br />

‏"توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الإدارة الإلكترونية وتطوير العمل الإداري بكلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة بسكرة<br />

ويندرج ضمن هذه الفرضية الفرضيات الفرعية التالية<br />

."<br />

:<br />

توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين استخدام الأجهزة والمعدات وتطوير العمل الإداري بالكلية محل الدراسة.‏<br />

توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين استخدام البرمجيات وتطوير العمل الإداري بالكلية محل الدراسة.‏<br />

توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين استخدام شبكات الاتصال وتطوير العمل الإداري بالكلية محل الدراسة.‏<br />

توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين استخدام صناع المعرفة وتطوير العمل الإداري بالكلية محل الدراسة.‏<br />

(Hardware)<br />

(Software)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

:<br />

142<br />

5-1<br />

مجتمع وعينة البحث يتكون مجتمع البحث المستهدف من العاملين الإداريين في كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة بسكرة<br />

والبالغ عددهم عامل،‏ واعتمدنا طريقة العينة العشوائية في اختيار عينة البحث البالغ حجمها عامل،‏ وقد تم توزيع الاستبانة<br />

عليهم عبر زيارات ميدانية لأفراد عينة البحث،‏ أسترد منها استبانه،‏ وبعد فحصها لم يستبعد أي منها نظرا لتحقيقها شروط<br />

الإجابة الصحيحة.‏<br />

اعتمدنا على التقارير الرسمية للجامعة والكلية محل الدراسة وعلى الاستبانة وتعد أداة البحث الأساسية في جمع كافة البيانات<br />

والمعلومات المتعلقة باختبار الفرضيات.‏ كما أا أداة مناسبة لاستطلاع الآراء وقياس الاتجاهات ووجهات النظر.‏<br />

وقد تم تقسيم استبانة البحث إلى قسمين،‏ يشمل الأول أبعاد متغير الإدارة الإلكترونية وهي أربعة،‏ الأول يضم ست<br />

عبارات،‏ الثاني سبع عبارات،‏ بينما الثالث يضم ثلاثة عشر عبارة،‏ في حين أن البعد الرابع يضم أربع عبارات ؛ بينما يمثل القسم الثاني<br />

أبعاد متغير العمل الإداري وهي خمسة،‏ الأول يضم خمس عبارات،‏ الثاني يضم ست عبارات،‏ الثالث يضم أربع عبارات،‏ بينما البعد<br />

الرابع يضم ثلاث عبارات،‏ في حين البعد الأخير يضم ثلاث عبارات.‏<br />

50<br />

40<br />

وقد بلغ معامل صدق الاستبانة (0.965)، في حين بلغ معامل الثبات ألفا كرونباخ (0.932)، مما يدل على تميز الاستبانة<br />

بالصدق والثبات.‏ مما يجعلنا على ثقة بصلاحيتها لتحليل النتائج والإجابة على كافة تساؤلات البحث واختبار الفرضيات.‏<br />

-2<br />

ماهية الإدارة الإلكترونية<br />

تعتبر الإدارة الالكترونية من الأساليب المعاصرة التي تسعى لتحويل المؤسسات<br />

المعلومات في انجاز جميع أعمالها ومعاملاا الوظيفية ووظائفها الإدارية.‏<br />

مؤسسات إلى<br />

الكترونية تستخدم تكنولوجيا<br />

88


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

. 1-2<br />

مفهوم الإدارة الالكترونية للإدارة الالكترونية العديد من المفاهيم،‏ يمكن إيجاز أهمها فيما يلي :<br />

الإدارة الالكترونية حسب نجم عبود نجم هي ‏"العملية الإدارية القائمة على الإمكانيات المتميزة للانترنت وشبكات الأعمال<br />

في التخطيط والتوجيه والرقابة على الموارد والقدرات الجوهرية للمؤسسة والآخرين بدون حدود من أجل تحقيق أهداف المؤسسة"‏<br />

وبرأي أحمد محمد غيم الإدارة الالكترونية هي"أداء العمليات بين مجموعة من الشركاء من خلال استخدام تكنولوجيا<br />

المعلومات متطورة بغية زيادة كفاءة وفعالية الأداء"‏<br />

وينظر إليها محمد سمير أحمد بأا"‏ تنفيذ الأعمال والمعاملات التي تتم بين طرفين أو أكثر سواء من الأفراد أو<br />

المؤسسات من خلال استخدام شبكات الاتصالات الالكترونية"‏<br />

وفي ضوء المفاهيم آنفة الذكر،‏ يتضح أن الإدارة الالكترونية تعتمد أساسا على استخدام خليط من تكنولوجيا المعلومات<br />

والاتصالات في القيام بجميع العمليات الإدارية الخاصة بمؤسسة ما،‏ وذلك دف تحسين أداءها وتعزيز مركزها التنافسي.‏<br />

.<br />

1<br />

.<br />

3<br />

.<br />

(2004)<br />

2<br />

(20<strong>09</strong>)<br />

:<br />

(2004)<br />

2-2<br />

فوائد الإدارة الالكترونية إن الاهتمام الكبير الذي يوليه العالم المتقدم باستخدام تكنولوجيا المعلومات بمكوناا المختلفة سببه<br />

الأهمية والفوائد الكبيرة التي تقدمها هذه الأخيرة،‏ ولذلك بدأت الدول تتسابق في تطبيق الإدارة الالكترونية نظرا للفوائد التي تحققها<br />

وفيما يلي أهم فوائد الإدارة الالكترونية<br />

تبسيط الإجراءات داخل المؤسسات وهذا ينعكس ايجابيا على مستوى الخدمات التي تقدم إلى المواطنين،‏ ومنه اختصار وقت تنفيذ<br />

انجاز المعاملات الإدارية المختلفة.‏<br />

تسهيل إجراء الاتصال بين الدوائر المختلفة للمؤسسة وكذلك مع المؤسسات الأخرى.‏<br />

الدقة والموضوعية في انجاز العمليات المختلفة داخل المؤسسة.‏<br />

تقليل استخدام الورق بشكل ملحوظ وهذا ما يؤثر إيجابا على عمل المؤسسة.‏<br />

كما أن تقليل استخدام الورق يعالج مشكلة تعاني منها أغلب المؤسسات في عملية الحفظ والتوثيق مما يؤدي إلى عدم الحاجة إلى<br />

أماكن التخزين حيث يتم الاستفادة منها في أمور أخرى.‏<br />

.<br />

4<br />

:<br />

5<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

3-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أهداف الإدارة الالكترونية يمكن تلخيص أهم أهداف الإدارة الالكترونية في<br />

تقديم الخدمات للمستفيدين بصورة مرضية خلال 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.‏<br />

تحقيق السرعة المطلوبة لانجاز العمل وبتكلفة مالية مناسبة.‏<br />

إيجاد مجتمع قادر على التعامل مع متغيرات العصر التكنولوجي.‏<br />

تعميق مفهوم الشفافية والبعد عن المحسوبية.‏<br />

الحفاظ على حقوق الموظفين من حيث تنمية روح الإبداع والابتكار.‏<br />

الحفاظ على أمن و سرية المعلومات و تقليل مخاطر فقدها.‏<br />

6<br />

النقاط التالية :<br />

:<br />

-3<br />

تتكون الإدارة الإلكترونية من أربعة عناصر أساسية هي<br />

عناصر الإدارة الإلكترونية ويقع في قلب هذه المكونات صناع المعرفة من<br />

الاتصالات<br />

الإنسانية والوظيفية لمنظومة الإدارة الإلكترونية.‏<br />

:<br />

Communication Network<br />

:<br />

:<br />

7<br />

1-3<br />

-<br />

-<br />

عتاد الحاسوب،‏ والبرمجيات،‏ وشبكة<br />

الخبراء والمختصين الذين يمثلون البنية<br />

عتاد الحاسوب يقصد به أجهزة الحاسوب وملحقاا.‏ ونظرا لتطور برامج الحاسوب والزيادة المستمرة في عدد مستخدمي<br />

الأجهزة في المؤسسات فانه من الأفضل للمؤسسة السعي وراء امتلاك أحدث ما توصل إليه صانعوا العتاد في العالم حتى تحقق ميزتين<br />

أساسيتين هما<br />

توفير تكاليف التطوير المستمر وتكاليف الصيانة.‏<br />

ملائمة عتاد الحاسوب للتطورات البرمجية وبرمجيات نظم المعلومات.‏<br />

89


مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي ‏(دراسة حالة كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة - بسكرة –<br />

الجزائر)‏<br />

________________________________________<br />

.<br />

9<br />

:<br />

:<br />

.<br />

8<br />

2-3<br />

4-3<br />

البرمجيات والشبكات البرمجيات هي مجموعة برامج المستخدمة لتشغيل جهاز الحاسب الآلي والاستفادة من إمكانياته<br />

المختلفة بينما الشبكات فهي الوصلات الإلكترونية الممتدة عبر نسيج اتصالي لشبكات الإنترانت،‏ الإكسترانت،‏ وشبكة الإنترنت<br />

التي تمثل شبكة القيمة للمؤسسة ولإدارا الإلكترونية<br />

والمديرون<br />

صناع المعرفة وهو العنصر الأهم في منظومة الإدارة الإلكترونية من القيادات الرقمية<br />

والمحللون للموارد المعرفية ورأس المال الفكري في المؤسسة.‏ ويتولى صناع المعرفة إدارة التعاضد الإستراتيجي لعناصر الإدارة الإلكترونية<br />

من جهة وتغيير طرق التفكير السائدة للوصول إلى ثقافة المعرفة من جهة أخرى<br />

وبناء على ما سبق يمكن القول بأن الإدارة الإلكترونية هي الإدارة التي تمارس عناصرها ‏(البرمجيات،‏ المكونات المادية،‏ الشبكات،‏<br />

وصناع المعرفة)‏ أو وظائفها ‏(التخطيط الإلكتروني،‏ التنظيم الإلكتروني،‏ القيادة الإلكترونية،‏ والرقابة الإلكترونية)‏ وفقا لمتطلبات<br />

المواكبة والاستخدام الكفء والفعال لتكنولوجيا المعلومات.‏<br />

،Leaderships Digital<br />

.<br />

10<br />

.<br />

11<br />

:<br />

-4<br />

1-4<br />

متطلبات تطبيق الإدارة الإلكترونية<br />

تمثل الإدارة الإلكترونية تحولا شاملا في المفاهيم والنظريات والأساليب والإجراءات والهياكل والتشريعات التي تقوم عليها الإدارة<br />

التقليدية،‏ وهي ليست وصفة جاهزة أو خبرة مستوردة يمكن نقلها وتطبيقها فقط،‏ بل إا عملية معقدة ونظام متكامل من المكونات<br />

التقنية والمعلوماتية والمالية والتشريعية والبيئية والبشرية وغيرها،‏ وبالتالي لا بد من توفر متطلبات عديدة ومتكاملة لتطبيق الإدارة<br />

الإلكترونية وإخراجها إلى حيز الواقع العملي.‏<br />

المتطلبات الإدارية:‏ وتتمثل فيما يلي<br />

أ-‏ وضع الإستراتيجيات وخطط التأسيس:‏ ويتطلب ذلك تشكيل إدارة أو هيئة لتخطيط ومتابعة وتنفيذ ووضع الخطط لمشروع<br />

الإدارة الإلكترونية والاستعانة بالجهات الاستشارية والبحثية لدراسة ووضع المواصفات العامة ومقاييس الإدارة الإلكترونية،‏ والتكامل<br />

والتوافق بين المعلومات المرتبطة بأكثر من جهة<br />

ب-‏ القيادة والدعم الإداري:‏ من أهم العوامل المؤثرة في أي مشروع كان هو القيادة وهي المفتاح الرئيسي لنجاح أو فشل أي<br />

منها،‏ إذ أن دعم الإدارة وقدرا على إيجاد بيئة مناسبة للعمل تلعب دورا رئيسيا في نجاح أي عمل أو فشله،‏ كما أن التزام القيادة<br />

يعتبر أمرا ضروريا لدعم كل نقطة من نقاط إستراتيجيات المؤسسة،‏ كذلك متابعة القيادة للمشروع وتقديم المعلومات المرتدة سيضمن<br />

نجاح المشروع وتطويره،‏ كما أن قناعة واهتمام ومساندة الإدارة العليا لتطبيق تكنولوجيا المعلومات في المؤسسات كافة يعتبر أحد<br />

العوامل الحرجة والمساعدة في تحقيق نجاح تطبيق الإدارة الإلكترونية<br />

.<br />

12<br />

13<br />

ج-‏ الهيكل التنظيمي:‏ أصبح النموذج الهرمي التقليدي للمؤسسة الذي واكب عصر الصناعة لم يعد ملائما لنماذج الأعمال<br />

الجديدة في عصر تكنولوجيا المعلومات والأعمال الإلكترونية،‏ إذ نجد أن الهياكل التنظيمية الملائمة للأعمال الإلكترونية هي المصفوفات<br />

والشبكات وتنظيمات الخلايا الحية المرتبة بنسيج الاتصالات . ويتطلب تطبيق الإدارة الإلكترونية إجراء تغيرات في الجوانب الهيكلية<br />

والتنظيمية والإجراءات والأساليب،‏ بحيث تتناسب مع مبادئ الإدارة الإلكترونية وذلك عن طريق استحداث إدارات جديدة أو إلغاء<br />

أو دمج بعض الإدارات مع بعضها،‏ وإعادة الإجراءات والعمليات الداخلية بما يكفل توفير الظروف الملائمة لتطبيق الإدارة الإلكترونية<br />

بشكل أسرع وأكثر كفاءة وفاعلية مع مراعاة أن يتم ذلك التحول في إطار زمني متدرج من المراحل التطورية<br />

د-‏ تعليم وتدريب العاملين،‏ توعية وتثقيف المتعاملين:‏ تتطلب الإدارة الإلكترونية إحداث تغيرات جذرية في نوعية الموارد<br />

البشرية الملائمة لها وهذا يعني إعادة النظر بنظم التعليم والتدريب الحالية لمواكبة متطلبات التحول الجديد بما في ذلك إعداد الخطط<br />

والبرامج والأساليب التعليمية والتدريبية على كافة المستويات،‏ بالإضافة إلى توعية أفراد اتمع بثقافة وطبيعة الإدارة الإلكترونية ويئة<br />

الاستعداد النفسي والسلوكي والتقني والمادي وغير ذلك من متطلبات التكيف مع متطلبات الإدارة الإلكترونية<br />

.<br />

.<br />

14<br />

15<br />

90


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

ه-‏ وضع الأطر التشريعية وتحديثها وفقا للمستجدات:‏ أي إصدار القوانين والأنظمة والإجراءات التي تسهل التحول نحو<br />

الإدارة الإلكترونية وتلبي متطلبات التكيف معها،‏ لأن معظم التشريعات والقوانين نشأت في بيئة تقليدية،‏ لذا فإا قد أسست لأداء<br />

العمل وفقا لمعايير الانتقال واللقاء المباشر بين الموظف وطالب الخدمة،‏ وكذا الاعتماد على شهادات الإثبات الموثقة،‏ وبالطبع فإن<br />

التحول إلى الإدارة الإلكترونية يحتاج بيئة قانونية وتشريعية مختلفة . كما أن وجود التشريعات والنصوص القانونية يسهل عمل<br />

الإدارة الإلكترونية ويضفي عليها المشروعية والمصداقية على كافة النتائج القانونية المترتبة عليها<br />

.<br />

17<br />

16<br />

2-4<br />

المتطلبات البشرية:‏ يعتبر العنصر البشري من أهم الموارد التي يمكن استثمارها لتحقيق النجاح في أي مشروع وفي أي مؤسسة،‏<br />

وله أهمية كبيرة في تطبيق الإدارة الإلكترونية حيث يعتبر المنشأ للإدارة الإلكترونية،‏ فهو الذي اكتشفها ثم طورها وسخرها لتحقيق<br />

أهدافها التي يصبو إليها،‏ لذلك فإن الإدارة الإلكترونية من و إلى العنصر البشري فهم الخبراء والمختصون العاملون في حقل المعرفة،‏<br />

الذين يمثلون البنية الإنسانية ورأس المال الفكري في المؤسسة،‏ يتولون إدارة التعاضد الإستراتيجي لعناصر الإدارة الإلكترونية ومنهم:‏<br />

المديرون والوكلاء والمساعدون،‏ المبرمجون،‏ ضابط البيانات،‏ والمشغل أو المحرر<br />

.<br />

18<br />

.<br />

19<br />

:<br />

3-4<br />

المتطلبات التقنية وتتمثل في توفير البنية التحتية للإدارة الإلكترونية والتي تشمل تطوير وتحسين شبكة الاتصالات بحيث<br />

تكون متكاملة وجاهزة للاستخدام واستيعاب الكم الهائل من الاتصالات في آن واحد،‏ لكي تحقق الهدف من استخدام شبكة<br />

الإنترنت،‏ بالإضافة إلى توفير التكنولوجيا الرقمية الملائمة من تجهيزات وحاسبات آلية وأجهزة ومعدات وأنظمة وقواعد البيانات<br />

والبرامج،‏ وتوفير خدمات البريد الرقمي،‏ وتوفير كل ذلك بالاستخدام الفردي أو المؤسسي على أوسع نطاق ممكن<br />

وعلى العموم فان البنية التحتية التقنية تنقسم إلى<br />

أ-‏ البنية التحتية الصلبة للأعمال الإلكترونية وتتمثل في كل التوصيلات الأرضية والخلوية عن بعد وأجهزة الحاسوب<br />

والشبكات وتكنولوجيا المعلومات المادية الضرورية لممارسة الأعمال الإلكترونية وتبادل البيانات إلكترونيا.‏<br />

ب-‏ البنية التحتية الناعمة للأعمال الإلكترونية وتشمل مجموعة الخدمات والمعلومات والخبرات وبرمجيات النظم التشغيلية<br />

للشبكات وبرمجيات التطبيقات التي يتم من خلالها إنجاز وظائف الأعمال الإلكترونية<br />

شبكات الاتصال:‏ أهم هذه الشبكات<br />

.<br />

20<br />

.<br />

21<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ج -<br />

-<br />

شبكة الانترنت وهي عبارة عن شبكة عملاقة من الحواسيب المتشابكة حول العالم وتربط اتمعات بكل<br />

قطاعاا ونشاطاا المختلفة.تمكن مستعمليها من الوصول إلى المعلومات المختلفة عن طريق هذه الحواسيب<br />

الشبكة الداخلية أو الانترانت هي شبكة اتصال خاصة تستخدم الموارد المتاحة للانترنت بغية توزيع المعلومات<br />

داخل المؤسسة،‏ ويمكن موعات خاصة فقط من الوصول إليها<br />

.<br />

22<br />

.<br />

23<br />

: (Intranet)<br />

(internet)<br />

-<br />

-<br />

الشبكة الخارجية أو الاكسترانت وهي امتداد للشبكة الداخلية بحيث تسمح موعات خارجية والتي لها<br />

علاقة بطبيعة نشاط المؤسسة ‏(كالموردين،‏ الزبائن،‏ وأطراف أخرى)‏ بالاطلاع على المعلومات التي يتم عرضها بواسطة الانترانت<br />

وما يجب الإشارة إليه،‏ هو أن شبكتي الإنترانت والإكسترانت تستخدم تكنولوجيا المعلومات للانتقال بالمؤسسة إلى مستوى<br />

العمل بالإدارة الإلكترونية في بيئتها الداخلية،‏ وفي إدارة علاقاا مع بيئتها الخارجية.‏ ففي الوقت الذي تربط شبكة الإنترانت أوصال<br />

المؤسسة في الداخل فإن شبكة الإكسترانت تستخدم لبناء روابط اتصالات إلكترونية مباشرة و فورية مع الزبائن من جهة واهزين<br />

من جهة أخرى<br />

.<br />

24<br />

: (Extranet)<br />

:<br />

.<br />

25<br />

4-4<br />

المتطلبات الأمنية تعد مسألة أمن المعلومات من أهم معضلات العمل إلكترونيا ؛ بمعنى أن المعلومات والوثائق التي يجرى<br />

حفظها وتطبيق إجراءات المعالجة والنقل عليها إلكترونيا لتنفيذ متطلبات العمل يجب الحفاظ على أمنها حيث يجب توفر الأمن<br />

الالكتروني والسرية الالكترونية على مستوى عال لحماية المعلومات الوطنية والشخصية ولصون الأرشيف الالكتروني من أي عبث<br />

،<br />

26<br />

91


مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي ‏(دراسة حالة كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة - بسكرة –<br />

الجزائر)‏<br />

________________________________________<br />

:<br />

29<br />

:<br />

:<br />

28<br />

.<br />

27<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-5<br />

1-5<br />

والتركيز على أمن الدولة أو الأفراد إما بوضع الأمن في برمجيات البرتوكول للشبكة أو باستخدام التوقيع الالكتروني أو بكلمة<br />

مرور<br />

ولتحقيق أمن المعلومات وتقليص التأثيرات السلبية على استخدام شبكة الانترنت فإن الإدارة الالكترونية تتطلب القيام ببعض<br />

الإجراءات منها<br />

وضع السياسات الأمنية لتقنيات المعلومات بما فيها خدمة الانترنت.‏<br />

تبني إستراتيجية وطنية لأمن المعلومات بحيث يضمن تعاون أجهزة القطاعين العام والخاص.‏<br />

وضع القوانين واللوائح التنظيمية التي تحد من السطو الالكتروني وانتهاكات خصوصية المعلومات في الإدارة الالكترونية.‏<br />

وهناك عدة متطلبات أخرى لحماية أمن نظم المعلومات وهي<br />

يجب على الإدارة العليا في المؤسسة دعم أمن نظم المعلومات لديها،‏ وأن تكل هذه المسؤولية لأشخاص محددين.‏<br />

تحديد الحماية اللازمة لنظم التشغيل والتطبيقات المختلفة.‏<br />

تحديد آليات المراقبة والتفتيش لنظم المعلومات والشبكات الحاسوبية.‏<br />

الاحتفاظ بنسخ احتياطية لنظم المعلومات بشكل آمن.‏<br />

تشفير المعلومات التي يتم حفظها وتخزينها ونقلها على مختلف الوسائط.‏<br />

ماهية العمل الإداري<br />

يتكون العمل الإداري من وظائف ونشاطات محددة يؤدي تنفيذها إلى ضمان السير الحسن لكافة أعمال المؤسسة.‏ وبالتالي<br />

فإن هذا الأمر بدوره سوف يحقق الأهداف المنشودة للمؤسسة والمتمثلة في البقاء والاستمرار في سوق المنافسة.‏ وعلى العموم،‏ فإن<br />

الحديث عن العمل الإداري يعني الحديث عن الوظائف التالية:‏<br />

التخطيط تعيش منظمات الأعمال في وقتنا الحالي في ظروف دائمة التغير،‏ فأذواق المستهلكين ورغبام في تطور مستمر،‏<br />

وطرق وأساليب العمل في تطور دائم.‏ وعليه فإذا تركت المؤسسة أمورها تسير حيثما اتفق ووفقا للصدفة،‏ في مثل هذه الظروف فإن<br />

الفشل مصيرها لا محالة.‏<br />

من هنا فإنه من الضروري أن تم إدارة أي مؤسسة مهما كان نوعها بدراسة موقفها الحالي وماذا تريد أن تحقق في المستقبل<br />

القريب والبعيد،‏ وتختار أنسب الطرق التي يمكن أن توصلها إلى ذالك.‏ هذا كله لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال عملية التخطيط.‏<br />

وإذا نظرنا من الوجهة العملية نجد أن التخطيط يسبق منطقيا باقي الوظائف الإدارية الأخرى،‏ فالتخطيط يتضمن التحديد الواضح<br />

والدقيق للأهداف التي ينبغي أن توجه إليها جهود المنظمة والكيفية التي يمكن أن تتحقق ا<br />

ويعرف هنري فايول التخطيط بأنه عملية التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل<br />

وتسعى منظمات الأعمال في وقتنا الحالي إلى التميز في الأداء والبحث عن الأساليب المثلى التي تمكنها من التكيف مع كافة<br />

المتغيرات على الصعيدين العالمي والمحلي،‏ واللحاق بالتطورات التكنولوجية الحديثة في أساليب الإنتاج والتسويق ومواجهة المنافسة<br />

الداخلية والخارجية ، وتحقيق أهداف البقاء والاستمرار والنمو.‏<br />

.<br />

31<br />

.<br />

30<br />

.<br />

32<br />

:<br />

:<br />

2-5<br />

3-5<br />

التنظيم يعتبر التنظيم الوظيفة الثانية المهمة بين الوظائف الإدارية،‏ وهي تلازم عملية التخطيط وتعادلها في الأهمية.‏ فالتنظيم هو<br />

وظيفة من وظائف المسير تنطوي على تحديد الأنشطة المطلوب إنجازها لتحقيق الأهداف،‏ وتحديد الأفراد الذين سيقومون بتنفيذ هذه<br />

الأنشطة،‏ بحيث يتم إسناد نشاط معين إلى الشخص الذي تتواءم قدراته مع متطلبات هذا النشاط وتحديد مراكز السلطة والمسؤولية،‏<br />

أساليب الإشراف والتنسيق بين الأنشطة،‏ بالإضافة إلى بناء الهيكل التنظيمي الذي يوضح من الذي يقوم بماذا،‏ ومن المسؤول عن<br />

ماذا...الخ ، والنتائج المطلوب تحقيقها<br />

التوجيه والقيادة التوجيه هو عملية التأثير على سلوك الأفراد لضمان تركيز جهودهم وتعبئة طاقام حول الهدف المنشود،‏<br />

بما يتطلبه هذا الأمر من تفهم لطبيعة السلوك الإنساني،‏ ومن حسن التحفيز والقيادة والاتصال<br />

.<br />

33<br />

92


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

والقيادة هي جوهر وظيفة التوجيه،‏ وبالتالي يمكن تعريفها على أا عملية التأثير على الأفراد باتجاه تحقيق أهداف المؤسسة.‏ والنقطة<br />

الأساسية التي يجب التركيز عليها،‏ هي أن المؤسسات بحاجة للقيادة القوية والنظام الإداري القوي وهذا لتحقيق الفعالية ومواجهة كافة<br />

التحديات الراهنة،‏ وإيجاد رؤى مستقبلية،‏ وخلق التركيب التنظيمي الكفء،‏ والإشراف على العمليات اليومية<br />

.<br />

34<br />

.<br />

35<br />

:<br />

:<br />

4-5<br />

5-5<br />

الرقابة تعتبر الرقابة عنصرا رئيسيا و هاما من عناصر العملية الإدارية التي يقوم ا المسير في أي مستوى إداري.‏ وتظهر<br />

أهميتها في كوا أداة تعمل على تحديد وقياس درجة أداء الأنشطة التي تتم في المؤسسات من أجل تحقيق أهدافها.‏ والرقابة عملية<br />

مخططة ومنظمة دف إلى وضع معايير للأداء يفترض أن تكون موضوعة سلفا لأوجه النشاطات المختلفة،‏ وتتفق كذلك مع الأهداف<br />

المنشودة.‏ فهي الجهاز العصبي للنظام الإداري لكوا تتعرض لكل خلية من خلاياه تتأثر ا وتؤثر فيها.‏ وعلى العموم يمكن تعريف<br />

الرقابة على أا عملية قياس وتصحيح أداء الأنشطة المسندة للمرؤوسين بغية التأكد من أن أهداف المؤسسة والخطط التي صممت<br />

للوصول إليها قد تحققت فعلا<br />

اتخاذ القرار تمثل عملية اتخاذ القرار أحد الأنشطة الرئيسية للقادة الإداريين،‏ وهذه العملية تتضمن الاختيار بين البدائل،‏ فهي<br />

شريان الحياة لأي مؤسسة،‏ وإذا توقف هذا الشريان عن العمل تعرضت حياة المؤسسة للخطر ؛ فعملية اتخاذ القرار هي نشاط له صفة<br />

الاستمرارية يعتمد بالدرجة الأولى على المعلومات المتاحة عن الظروف والأوضاع المحيطة.‏ إضافة إلى ذلك،‏ فإن عملية اتخاذ القرارات<br />

هي عملية متغلغلة في الوظائف الرئيسية التالية : التخطيط،‏ التنظيم،‏ التوجيه،‏ والرقابة،‏ حيث نجد أن كل وظيفة من هذه الوظائف لا<br />

يمكن لها أن تتم أو يمارسها الأفراد دون الاعتماد على عملية اتخاذ القرارات<br />

.<br />

36<br />

-6<br />

مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري<br />

إن الإدارة الالكترونية نمط جديد من الإدارة ترك أثاره الواسعة على المؤسسات ومجالات عملها وعلى استراتيجياا ووظائفها،‏ وفي<br />

الواقع إن التأثيرات لا تعود فقط إلى البعد التكنولوجي المتمثل في التكنولوجيا الرقمية،‏ وإنما أيضا إلى البعد الإداري المتمثل بتطور<br />

المفاهيم الإدارية التي تراكمت لعقود عديدة وأصبحت تعمل على تحقيق المزيد من المرونة الإدارية في التفويض والتمكين الإداري<br />

والإدارة القائمة على الفريق.‏ وقد ساهمت الثورة الرقمية في إحداث تغيرات عميقة في بيئة العمل وأساليبه أهمها<br />

الانتقال من إدارة النشاط المادي إلى إدارة النشاط الافتراضي.‏<br />

الانتقال من الإدارة المباشرة وجها لوجه إلى الإدارة عن بعد.‏<br />

الانتقال من التنظيم الهرمي القائم على سلسلة الأوامر إلى التنظيم الشبكي.‏<br />

الانتقال من القيادة المرتكزة على المهام أو على العاملين إلى القيادة المرتكزة على المزيج تكنولوجيا زبون.‏<br />

الانتقال من الرقابة بمفهوم مقارنة الأداء الفعلي مع المخطط إلى الرقابة المباشرة الآنية.‏<br />

:<br />

37<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

38<br />

إن هذه التغيرات أوجدت اتجاهين واضحين في تقييم آثار هذه المتغيرات على الإدارة ووظائفها<br />

الأول يرى أن الانترنت والثورة الرقمية يمكن أن تؤدي إلى اية المؤسسات وإعادة توزيع مهام الإدارة ، وبالتالي فإن الثورة الرقمية<br />

حولت الاستراتيجيات إلى فتات ، فتطايرت نظم الإدارة التقليدية وتناثرت مبادئها ودخلت عصرا جديدا يتطلب البحث عن نمط<br />

جديد هو الإدارة الرقمية ‏(الالكترونية).‏<br />

الثاني يرى أن الإدارة هي الإدارة بنفس القوة التي يؤكد فيها المستثمرين على أن الأعمال هي الأعمال،‏ وبالتالي فان الإدارة<br />

ووظائفها رغم تأثرها العميق وإعادة النظر في أبعادها وماضيها،‏ تظل تمثل القلب النابض للمؤسسات وإن تخطيط وتنظيم وتوجيه<br />

الأعمال والرقابة عليها أصبحت تتم بشكل أكثر كفاءة وفعالية وذلك نتيجة اعتمادها على الإدارة الالكترونية.‏ وفيما يلي سوف يتم<br />

توضيح مختلف هذه الوظائف بشكلها الجديد والمطور.‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

1-6<br />

مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير عملية التخطيط نتيجة للتطورات الهائلة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والتنافسية<br />

العالية أصبح التخطيط يتم بأكثر فعالية وقادر على مواكبة مختلف المستجدات والتطورات،‏ حيث أصبح التخطيط ذا الشكل يعرف<br />

93


مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي ‏(دراسة حالة كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة - بسكرة –<br />

الجزائر)‏<br />

________________________________________<br />

ب"‏ التخطيط الالكتروني"،‏ الذي يعني تحديد ما يراد عمله آنيا ومستقبلا بالاعتماد على تدفق معلوماتي من داخل وخارج المؤسسة<br />

وبتعاون مشترك بين القمة والقاعدة بالإفادة من الشبكة الالكترونية لمواجهة متطلبات الأسواق المتغيرة وحاجات الزبائن وتفضيلام<br />

المحتملة ووفقا لخطط طويلة الأمد ذات مرونة عالية وتجزئة واضحة وسهلة لخطط آنية وقصيرة الأمد<br />

وعموما فان التخطيط الالكتروني لا يختلف عن التخطيط التقليدي من حيث أن كلاهما ينصبان على وضع الأهداف وتحديد<br />

وسائل تحقيق هذه الأهداف ولكنهما يختلفان من حيث الآليات والممارسات.‏<br />

تساهم الإدارة الالكترونية في تطوير عملية التخطيط من خلال<br />

نقل عملية التخطيط من ممارسة احتكارية للمستويات العليا إلى ممارسة للمستويات التنفيذية وهذا يساهم من جهة في تنمية قدرام<br />

ومن جهة أخرى في توسيع قاعدة المشاركة الجماعية.‏<br />

إلزام المؤسسات بتحقيق سرعة الاستجابة لمتطلبات العملاء كأسبقية تنافسية يقدم على أساسها العميل اتخاذ القرار عن مدى<br />

استمراره مع هذه المؤسسة من عدمه،‏ لأن العميل في ظل موقعه الالكتروني سيوصل احتياجاته فورا إلى المؤسسة وعلى هذه الأخيرة<br />

أن تستجيب فورا لتلبيتها.‏<br />

- جعل محور التخطيط ليس المؤسسة فحسب بل السوق وحاجات العملاء المحتملة وعلى هذا الأساس ستكون المؤسسة ملزمة<br />

بتكييف بيئتها الداخلية مع متطلبات السوق وهو أحد أهم مؤشرات البقاء<br />

زيادة قدرة المؤسسة على تشخيص المشاكل نتيجة قدرا على تحصيل المعلومات.‏<br />

دعم قدرة المؤسسة على تحديد البدائل المختلفة،‏ وتقويم كل بديل.‏<br />

زيادة قدرة المؤسسة على محاكاة الواقع والنمذجة الواقعية باستخدام نظم المعلومات الالكترونية.‏<br />

القدرة على تفعيل ودعم القرارات .<br />

القدرة على مجاراة قصر الوقت المتاح لمتخذ القرار في عصر الثورة المعلوماتية باستخدام المزايا التي وفرا تلك الثورة<br />

.<br />

41<br />

.<br />

39<br />

.<br />

40<br />

:<br />

:<br />

.<br />

42<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

2-6<br />

مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير عملية التنظيم يعتبر التنظيم وظيفة إدارية مكملة لوظيفة التخطيط حيث تحوله إلى واقع قابل<br />

للتنفيذ ونتيجة للتغيرات والتطورات الكبيرة في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات أصبحت عملية التنظيم تتم بشكل أكثر كفاءة<br />

وفعالية وقادر على مسايرة مختلف المستجدات،‏ حيث أصبح التنظيم ذا الشكل يعرف ب"‏ التنظيم الالكتروني ". وعلى العموم يمكن<br />

توضيح مدى مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير عملية التنظيم من خلال النقاط التالية<br />

التنظيم الالكتروني هو تنظيم مرن يسمح بالاتصال والتعاون بين مختلف الأفراد.‏<br />

التشبيك الواسع بين جميع العاملين عن طريق الشبكة الداخلية وهذا ما يحقق الصلات القائمة في الوقت الحقيقي وفي كل مكان<br />

في المؤسسة.‏ ولا شك أن هذه الصلات القائمة على الإنترانت ستؤدي إلى تجاوز هرمية الاتصالات الموجودة في أشكال التنظيم التقليدي.‏<br />

اعتمادا على شبكات الأعمال والإنترنت أصبح بالإمكان تحقيق نمط جديد من المؤسسات يعمل على إنتاج سلع معينة كما هو الحال في<br />

، أو تقديم خدمات افتراضية عبر التوسط بين مؤسسات أخرى والزبائن.‏<br />

المصنع الافتراضي<br />

- تحقيق تغيرات مهمة في قوة العمل مما ينعكس بشكل كبير على المؤسسة.‏ وهذه التغيرات نجدها على الأقل في جانبين هما:‏<br />

استخدام عمال ذوي تخصصات ومهارات عالية من مهنيي وعمال المعرفة الذين لا يمكن التعامل معهم أو استغلال قدرام من خلال أنماط<br />

التنظيم التقليدية.‏<br />

استخدام العاملين عن بعد على أساس الحاسوب.‏<br />

تحويل الزبائن من متلقين سلبيين إلى مشاركين فعاليين وذلك من خلال مشاركتهم في تصميم المنتجات التي يطلبوا واختيار الخصائص<br />

وتوليفاا التي يحددوا عبر الحاسوب فتقوم المؤسسة بإنتاجها.‏<br />

:<br />

43<br />

(Intranet)<br />

(Virtual factory)<br />

:<br />

44<br />

*<br />

-<br />

-<br />

-<br />

*<br />

-<br />

3-6<br />

-<br />

مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير عملية التوجيه:‏ يمكن توضيح مدى مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير عملية التوجيه<br />

من خلال النقاط التالية<br />

توفير كم هائل من المعلومات يوميا في كل وقت وذلك لتوجيه جهود العاملين وأنشطتهم.‏<br />

94


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

4-6<br />

توفير الاتصال المستمر بين القادة والمرؤوسين من خلال الشبكة الداخلية.‏<br />

توفير الاتصال المستمر بين القادة والموردين والشركاء الآخرين عبر شبكة الاكسترانت.‏<br />

زيادة القدرة على الابتكار ؛ كالإتيان بخدمات وأساليب ومنتجات جديدة.‏<br />

زيادة القدرة على التحفيز وانجاز المهام.‏<br />

زيادة الرغبة في المبادرة من أجل حل المشكلات.‏<br />

زيادة المهام والمرونة في التكيف مع البيئة المتغيرة.‏<br />

زيادة خدمة العاملين والموردين والزبائن بشكل أفضل.‏<br />

:<br />

.<br />

45<br />

مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير عملية الرقابة يؤخذ على الرقابة التقليدية أا تركز على الماضي،‏ حيث تأتي الرقابة بعد<br />

التخطيط والتنفيذ وتم بالمقارنة بين الأهداف والمعايير المحددة من ناحية والأداء الفعلي من ناحية أخرى لتحديد الفجوة الزمنية بين اكتشاف<br />

الانحراف وتصحيحه.‏ لكن نتيجة للتطور الكبير في مجال تكنولوجيا المعلومات أصبحت عملية الرقابة تتم بشكل جيد وكفء وبذلك أصبح<br />

يطلق عليها ‏"الرقابة الالكترونية"،‏ فهي تسمح بالرقابة الفورية بمساعدة الشبكة الداخلية للمؤسسة ‏،ومن ثم تقليص الفجوة الزمنية بين الانحراف<br />

وتصحيحه،‏ كما أا عملية مستمرة متجددة تكشف عن الانحراف أولا بأول،‏ من خلال تدفق المعلومات والتشبيك بين المديرين والعاملين<br />

والموردين والمستهلكين،‏ وهذا ما يزيد من قدرة الرقابة الإلكترونية على توفير إمكانية متابعة العمليات المختلفة وسير القرارات المتنوعة وتصحيح<br />

الأخطاء في كافة أنواع المؤسسات<br />

لا شك أن الرقابة الإلكترونية تحقق استخداما فعالا لأنظمة وشبكات المعلومات القائمة على الإنترنت بكل ما يعنيه من<br />

فحص وتدقيق ومتابعة آنية وشاملة وهذا ما يحقق لها مزايا كثيرة يمكن تحديدها بالآتي<br />

تحقيق الرقابة بالوقت الحقيقي وفي الآن بدلا من الرقابة القائمة على الماضي،‏ فهي تحقق الرقابة بالنقرات بدلا من الرقابة بالتقارير.‏<br />

أا تحقق الرقابة المستمرة بدلا من الرقابة الدورية بما يولد تدفقا مستمرا للمعلومات الرقابية في كل وقت بدلا من الرقابة المتقطعة<br />

لإجرائها في أوقات متباعدة وبشكل دوري.‏<br />

إن الرقابة الإلكترونية تحفز العلاقات القائمة على الثقة وهذا ما يقلل الجهد الإداري المطلوب في الرقابة.‏<br />

تساعد على انخراط الجميع في معرفة ماذا يوجد في المؤسسة إلى حد كبير من أجل تحقيق مستلزمات الرقابة والحد من المفاجآت<br />

والأزمات في أعمال المؤسسة.‏<br />

توسيع الرقابة إلى عملية الشراء،‏ الموردون،‏ المؤسسات المشتركة في شبكة الأعمال الخارجية،‏ الزبائن وبالتأكيد إلى العاملين عن بعد<br />

وهذا ما لم يكن ممكنا في السابق.‏<br />

إن الرقابة الإلكترونية تقلص مع الوقت من أهمية الرقابة القائمة على المدخلات أو العمليات أو الأنشطة لصالح التأكيد المتزايد على<br />

النتائج فهي إذن أقرب إلى الرقابة بالنتائج.‏<br />

:<br />

46<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

5-6<br />

47<br />

مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير عملية اتخاذ القرار : ويتم ذلك من خلال ما يلي<br />

- سرعة الحصول على بيانات دقيقة ؛ - صحة وتكامل المعلومات ؛ - مساعدة الإدارة في اتخاذ القرارات عن طريق التقارير الإحصائية ؛<br />

- تحسين الاتصالات الإدارية ؛ - دعم القدرة على تحديد البدائل المختلفة وتقويم كل بديل.‏<br />

:<br />

-7<br />

وصف المتغيرات الأساسية وتحليل علاقات الارتباط<br />

يركز هذا الجزء على وصف المتغيرات الأساسية للبحث واختبار صحة فرضياته الموضوعة،‏ كما يلي :<br />

.1-7<br />

وصف المتغيرات الأساسية للبحث<br />

والعمل الإداري)،‏ وذلك كما يلي :<br />

:<br />

1-1-7<br />

وصف أبعاد متغير الإدارة الالكترونية<br />

:<br />

يتضمن هذا الجانب وصفا لأبعاد المتغيرات الأساسية للبحث ‏(الإدارة الالكترونية<br />

بينت النتائج الحاصلة من معالجة معطيات الاستبانة المتعلقة ذا المتغير ما يلي<br />

:<br />

95


مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي ‏(دراسة حالة كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة - بسكرة –<br />

الجزائر)‏<br />

________________________________________<br />

(4.20)<br />

(5<br />

أ-‏ حقق بعد الأجهزة والمعدات متوسطا حسابيا قدره بانحراف معياري (0.5076)، والملاحظ أن قيمة هذا<br />

المتوسط تنتمي إلى الفئة ‏(من إلى حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ مما يشير إلى الموافقة التامة لأفراد العينة على هذا البعد،‏<br />

أي أن أفراد عينة البحث يعتقدون أن الأجهزة والمعدات تساهم بشكل كبير في تطوير العمل الإداري بالكلية محل الدراسة.‏<br />

ب-‏ حقق بعد البرمجيات متوسطا حسابيا قدره بانحراف معياري (0.50)، والملاحظ أن قيمة هذا المتوسط تنتمي إلى الفئة<br />

‏(من إلى حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ وعليه نستنتج أن درجة موافقة أفراد العينة على هذا البعد كانت ‏"موافق"،‏<br />

ومن ثم يمكننا القول أن البرمجيات تساهم كذلك في تطوير العمل الإداري بالكلية محل الدراسة.‏<br />

ج-‏ حقق بعد شبكة الاتصالات متوسطا حسابيا قدره بانحراف معياري (0.58)، والملاحظ أن قيمة هذا المتوسط تنتمي<br />

إلى الفئة ‏(من إلى حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ وبالتالي نستنتج أن درجة موافقة أفراد العينة على هذا البعد<br />

موافق "، وعليه يمكننا القول أن شبكة الاتصالات تساهم بشكل كبير في تطوير العمل الإداري بالكلية محل الدراسة وتزيد<br />

من فعاليته.‏<br />

د-‏ حقق بعد صناع المعرفة متوسطا حسابيا جيدا قدره بانحراف معياري (0.71)، والملاحظ أيضا أن قيمة هذا المتوسط<br />

تنتمي إلى الفئة ‏(من إلى ( حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ وعليه نستنتج أن درجة موافقة أفراد العينة على هذا البعد<br />

موافق "، ومن ثم يمكننا القول أن صناع المعرفة يساهمون بشكل جيد وفعال في تطوير العمل الإداري بالكلية محل الدراسة.‏<br />

ه حقق متغير الإدارة الالكترونية كاملا متوسطا حسابيا قدره بانحراف معياري (0.45)، والملاحظ أيضا أن قيمة هذا<br />

المتوسط تنتمي إلى الفئة ‏(من إلى حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ وعليه نستنتج أن درجة موافقة أفراد العينة على<br />

هذا المتغير ككل كانت ‏"موافق"،‏ ومن هنا يمكننا القول أن الإدارة الالكترونية تساهم حقيقة وبشكل كبير في تطوير العمل الإداري<br />

بالكلية محل الدراسة بشكل خاص،‏ وفي جامعة بسكرة بشكل عام.‏<br />

(3.90)<br />

(3.81)<br />

(3.79)<br />

-<br />

(3.89)<br />

( 4.19<br />

-<br />

:<br />

4.20<br />

4.19<br />

( 4.19<br />

3.40<br />

( 4.19<br />

3.40<br />

3.40<br />

3.40<br />

كانت "<br />

كانت "<br />

-<br />

2-1-7<br />

-<br />

بينت النتائج الحاصلة من معالجة معطيات الاستبانة المتعلقة ذا المتغير ما يلي :<br />

وصف أبعاد متغير العمل الإداري بانحراف معياري (0.64)، والملاحظ أن قيمة هذا المتوسط تنتمي إلى الفئة<br />

حقق بعد التخطيط متوسطا حسابيا قدره أ إلى 4.19) حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ وعليه نستنتج أن درجة موافقة أفراد العينة على هذا البعد كانت ‏"موافق"،‏<br />

‏(من وبالتالي نستنتج أن التخطيط يمثل أول وظيفة من وظائف العمل الإداري في الكلية محل الدراسة.‏<br />

بانحراف معياري (0.53)، والملاحظ أن قيمة هذا المتوسط تنتمي إلى الفئة<br />

حقق بعد التنظيم متوسطا حسابيا قدره ب حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ وعليه نستنتج أن درجة موافقة أفراد العينة على هذا البعد كانت ‏"موافق"،‏<br />

إلى ‏(من ومن ثم يمكننا القول أن التنظيم هو وظيفة جد هامة من وظائف العمل الإداري في الكلية محل الدراسة.‏<br />

بانحراف معياري (0.68)، والملاحظ أن قيمة هذا المتوسط تنتمي إلى الفئة<br />

حقق بعد التوجيه متوسطا حسابيا قدره ج حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ وبالتالي نستنتج أن درجة موافقة أفراد عينة البحث على هذا البعد كانت "<br />

إلى ‏(من موافق "، وهذا يعني أن التوجيه يعتبر أيضا وظيفة جد هامة من وظائف العمل الإداري بالكلية محل الدراسة.‏<br />

والملاحظ أيضا أن قيمة هذا المتوسط تنتمي<br />

بانحراف معياري حقق بعد الرقابة متوسطا حسابيا جيدا قدره د حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ وعليه نستنتج أن درجة موافقة أفراد عينة البحث على هذا<br />

إلى إلى الفئة ‏(من البعد كانت " موافق "، ومن ثم يمكننا القول أن الرقابة تعتبر كذلك من أهم وظائف العمل الإداري بالكلية محل الدراسة.‏<br />

والملاحظ أيضا أن قيمة هذا المتوسط تنتمي إلى<br />

بانحراف معياري حقق بعد اتخاذ القرار متوسطا حسابيا قدره ه حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ ومنه نستنتج أن درجة موافقة أفراد عينة البحث على هذا البعد<br />

إلى الفئة ‏(من موافق "، وبالتالي يمكننا القول أن اتخاذ القرار يمثل وظيفة جد هامة من وظائف العمل الإداري بالكلية محل الدراسة،‏ حيث<br />

نجد أنه في كل وظيفة من الوظائف السابقة ) التخطيط،‏ التنظيم،‏ التوجيه،‏ الرقابة)‏ هناك عملية اتخاذ القرار.‏<br />

،(0.72)<br />

،(0.64)<br />

(3.99)<br />

(4.03)<br />

(4.14)<br />

(3.97)<br />

(3.94)<br />

( 4.19<br />

(4.19<br />

(4.19<br />

(4.19<br />

3.40<br />

3.40<br />

3.40<br />

3.40<br />

3.40<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

كانت "<br />

96


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

بانحراف معياري (0.52)، والملاحظ أيضا أن قيمة هذا<br />

و-‏ حقق متغير العمل الإداري كاملا متوسطا حسابيا قدره درجة موافقة أفراد<br />

حسب مقياس ليكرت المستخدم،‏ وعليه نستنتج أن إلى المتوسط هي كبيرة وتنتمي إلى الفئة ‏(من العينة على هذا المتغير ككل كانت ‏"موافق".‏<br />

(4.02)<br />

(4.19<br />

3.40<br />

2-7<br />

تحليل علاقات الارتباط واختبار الفرضيات:‏<br />

نستخدم لهذا الغرض ولاختبار الفرضيات الموضوعة معامل ارتباط سبيرمان الرتبي،‏ وقد بينت النتائج الحاصلة من معالجة<br />

معطيات الاستبانة المتعلقة ذين المتغيرين ِ عند مستوى معنوية ودرجات حرية (39)، ما يلي :<br />

α = 5%<br />

1-2-7<br />

علاقة الأجهزة والمعدات بأبعاد العمل الإداري:‏ حققت هذه العلاقة معامل ارتباط قوي جدا حيث بلغ<br />

وهو دال معنويا عند المستوى (0.05)، إضافة إلى ذلك كانت قيمة المحسوبة أكبر من الجدولية وتشير تلك<br />

النتيجة إلى أن استخدام الكلية محل الدراسة للأجهزة والمعدات الحاسوبية من شأنه أن يساهم في تطوير العمل الإداري ا ويزيد من<br />

فعاليته،‏ وذلك من خلال سهولة الوصول إلى المعلومات وتقنين الدخول إليها،‏ كذلك تخفيض كثافة العمل وتخفيض التكاليف،‏<br />

بالإضافة إلى توفير المعلومات الضرورية للإدارة العليا دف إيجاد القرار السليم.‏ وبالتالي فالنتيجة المتحصل عليها تشير إلى قبول<br />

الفرضية البديلة التي تأكد على وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين استخدام الأجهزة والمعدات وتطوير العمل الإداري بالكلية محل<br />

الدراسة عند مستوى المعنوية<br />

(0.96)<br />

،(2.021)<br />

(14.89)<br />

(t)<br />

.α = 5%<br />

2-2-7<br />

علاقة البرمجيات بأبعاد العمل الإداري:‏ حققت هذه العلاقة أيضا معامل ارتباط قوي جدا حيث بلغ وهو<br />

دال معنويا عند المستوى (0.05)، إضافة إلى ذلك كانت قيمة المحسوبة أكبر من الجدولية وتشير تلك<br />

النتيجة إلى أن استخدام الكلية محل الدراسة للبرمجيات من شأنه أن يساهم في تطوير العمل الإداري ا ويزيد من فعاليته،‏ وذلك من<br />

خلال توفير بيئة عمل مرنة تواكب جميع التغيرات،‏ وتحقيق الرقابة الفورية والمستمرة لاكتشاف الانحراف أول بأول وتصحيحه،‏<br />

كذلك ترتيب موارد الكلية بطريقة تجعل أنشطتها تسهم في تحقيق الأهداف،‏ هذا بالإضافة إلى تقديم آليات فعالة لاتخاذ القرار.‏<br />

وبالتالي فالنتيجة المتحصل عليها تشير إلى قبول الفرضية البديلة التي تأكد على وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين استخدام<br />

البرمجيات وتطوير العمل الإداري بالكلية محل الدراسة عند مستوى المعنوية<br />

(0.92)<br />

(2.021)<br />

(11.22)<br />

.α = 5%<br />

(t)<br />

3-2-7<br />

علاقة شبكة الاتصالات بأبعاد العمل الإداري:‏ حققت هذه العلاقة معامل ارتباط قوي جدا حيث بلغ وهو دال<br />

معنويا عند المستوى إضافة إلى ذلك كانت قيمة المحسوبة أكبر من الجدولية وتشير تلك النتيجة إلى<br />

أن استخدام الكلية محل الدراسة لشبكة الاتصالات من شأنه أن يساهم في تطوير العمل الإداري ا ويزيد من كفاءته وفعاليته،‏ وذلك<br />

من خلال سرعة الاتصال وسهولة تبادل المعلومات بين جميع الأطراف التي لها علاقة مع الكلية،‏ وتجاوز الهرمية التنظيمية بالتشارك<br />

الواسع والمستمر بين العاملين في الكلية وذلك اعتمادا على شبكة الانترانت،‏ أيضا سرعة انتشار نتائج الرقابة فالجميع يعرف ماذا<br />

يحدث في الكلية.‏ وعليه فالنتيجة المتحصل عليها تشير إلى قبول الفرضية البديلة التي تأكد على وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين<br />

استخدام الكلية محل الدراسة لشبكة الاتصالات وتطوير العمل الإداري عند مستوى المعنوية<br />

(0.95)<br />

،(2.021)<br />

.α = 5%<br />

(8.76)<br />

(t)<br />

،(0.05)<br />

4-2-7<br />

علاقة صناع المعرفة بأبعاد العمل الإداري:‏ نلاحظ أيضا أن هذه العلاقة حققت معامل ارتباط قوي جدا بلغ<br />

وهو دال معنويا عند المستوى إضافة إلى ذلك كانت قيمة المحسوبة أكبر من الجدولية وتشير تلك<br />

النتيجة إلى أن اعتماد الكلية محل الدراسة على صناع المعرفة من شأنه أن يساهم في تطوير العمل الإداري،‏ وذلك من خلال مساهمتهم<br />

الجادة والفعالة في عملية التخطيط ووضع الأهداف والتنبؤ ا،‏ وتنظيم وتنسيق الموارد المادية والبشرية بشكل يخدم تحقيق تلك<br />

الأهداف،‏ ونقل رغبات الإدارة من اللغة العادية إلى إحدى لغات البرمجة التي يمكن للحاسوب التعامل معها.‏ وبالتالي فالنتيجة المتحصل<br />

عليها تشير إلى قبول الفرضية البديلة التي تأكد على وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين صناع المعرفة وتطوير العمل الإداري بالكلية<br />

محل الدراسة عند مستوى المعنوية<br />

(0.94)<br />

،(2.021)<br />

(6.98)<br />

(t)<br />

،(0.05)<br />

.α = 5%<br />

خلاصة : في ضوء وصف متغيرات البحث وتحليل علاقات الارتباط،‏ يمكن استنتاج الآتي<br />

:<br />

97


مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي ‏(دراسة حالة كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة - بسكرة –<br />

الجزائر)‏<br />

________________________________________<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تمثل الإدارة الالكترونية منهجا حديثا يقوم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث يتميز هذا المنهج الحديث بمميزات<br />

وخصائص تميزه عن غيره من المناهج.‏<br />

الإدارة الإلكترونية تتوفر على مجموعة من العناصر ‏(الأجهزة والمعدات،‏ البرمجيات،‏ الشبكات،‏ صناع المعرفة)‏ التي تساعد<br />

المؤسسة في أداء أعمالها ومختلف وظائفها الإدارية.‏<br />

استخدام الإدارة الإلكترونية يؤدي إلى التغلب على العديد من المشاكل التي كانت تعيق مسيرة العمل مثل عامل الوقت،‏ أمن<br />

المعلومات،‏ حواجز المكان والزمان وغيرها.‏<br />

تطبيق الإدارة الالكترونية في أي مؤسسة يستلزم توفر مجموعة من المتطلبات.‏<br />

تطبيق الإدارة الإلكترونية يعمل على زيادة فعالية وكفاءة أداء العاملين بدرجة كبيرة من خلال مساهمتها الجادة في رفع<br />

إنتاجية العاملين،‏ توفير وقت وجهد العاملين،‏ وتقليل التكاليف...الخ .<br />

أن اعتماد المؤسسة محل الدراسة على الأجهزة والمعدات يمكنها من الوصول إلى المعلومات في الوقت المناسب وبكل سهولة<br />

مع تقنين الدخول إليها،‏ وهذا ما يؤكد صحة الفرضية الأولى.‏<br />

أن اعتماد المؤسسة محل الدراسة على الأجهزة والمعدات يمكنها أيضا من تخفيض كثافة العمل،‏ وتخفيض مختلف التكاليف،‏<br />

وهذا ما يؤكد صحة الفرضية الأولى.‏<br />

تساهم البرمجيات في تطوير وتفعيل العمل الإداري بالكلية محل الدراسة وذلك من خلال المعالجة الالكترونية لمختلف بياناا،‏<br />

وهذا ما يؤكد صحة الفرضية الثانية.‏<br />

البرمجيات تمكن الكلية محل الدراسة من توفير بيئة عمل مرنة تواكب جميع التغيرات والتطورات،‏ وهذا ما يؤكد صحة<br />

الفرضية الثانية.‏<br />

البرمجيات تمكن الكلية محل الدراسة من تحقيق الرقابة الفورية والمستمرة لاكتشاف الانحرافات أولا بأول وتصحيحها،‏ وهذا<br />

ما يؤكد صحة الفرضية الثانية.‏<br />

البرمجيات كذلك تمكن الكلية محل الدراسة من ترتيب مواردها بطريقة تجعل أنشطتها تسهم في تحقيق أهدافها،‏ وهذا ما<br />

يؤكد صحة الفرضية الثانية.‏<br />

-<br />

-<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

البرمجيات تمكن الكلية من تقديم آليات فعالة وداعمة على اتخاذ القرار،‏ وهذا ما يؤكد صحة الفرضية الثانية أيضا.‏<br />

تساهم شبكات الاتصال في تطوير العمل الإداري بالكلية محل الدراسة وذلك من خلال<br />

كفاءة وسرعة الاتصال وسهولة نقل وتبادل المعلومات؛<br />

تمكين جميع العاملين من المساهمة في التخطيط في كل موقع وفي كل وقت؛<br />

تجاوز الهرمية التنظيمية والتشارك الواسع والمستمر بين مختلف العاملين؛<br />

تحفيز العاملين وتوجيه جهودهم نحو انجاز المهام الموكلة لهم؛<br />

القدرة على معرفة المتغيرات الخاصة بالتنفيذ أول بأول وبالوقت الحقيقي؛<br />

متابعة تنفيذ الأعمال والخطط واكتشاف الانحرافات بشكل مستمر؛<br />

تقليص الفجوة الزمنية بين الانحراف وتصحيحه.‏<br />

يؤكد هذا كله صحة الفرضية الثالثة.‏<br />

:<br />

-<br />

-<br />

صناع المعرفة يساهمون بشكل فعال في عملية التخطيط ووضع الأهداف والتنبؤ ا،‏ وهذا ما يؤكد صحة الفرضية الرابعة.‏<br />

صناع المعرفة يساهمون في تنظيم وتنسيق الموارد المادية والبشرية بشكل يخدم تحقيق تلك الأهداف،‏ وهذا أيضا ما يؤكد<br />

صحة الفرضية الرابعة.‏<br />

98


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-<br />

-<br />

صناع المعرفة يعملون على تحقيق رقابة فعالة من أجل الحصول على نتائج مطابقة للمعايير الموضوعة،‏ وهذا ما يؤكد صحة<br />

الفرضية الرابعة.‏<br />

صناع المعرفة يعملون على نقل رغبات الإدارة من اللغة العادية إلى إحدى لغات البرمجة التي يمكن للحاسب الآلي التعامل<br />

معها،‏ وهذا ما يؤكد صحة الفرضية الرابعة.‏<br />

بناءا على ما سبق،‏ نؤكد أن جميع علاقات الارتباط لأبعاد الإدارة الالكترونية بشكل منفرد مع أبعاد العمل الإداري مجتمعة كانت<br />

علاقات موجبة ودالة معنويا.‏<br />

استنادا إلى استنتاجات البحث،‏ يمكن وضع التوصيات التالية:‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

عقد دورات تدريبية متخصصة في مجال تطبيق الإدارة الإلكترونية لجميع العاملين بالكلية محل الدراسة.‏<br />

تطوير نظم العمل وأساليبه.‏<br />

الاهتمام بالبنية التحتية للتقنية والشبكات داخل جامعة بسكرة بشكل عام وكلية العلوم والتكنولوجيا بشكل خاص.‏<br />

تحقيق التميز في مجال الإدارة الالكترونية يساهم في الرفع من مستوى أداء العاملين بالكلية محل الدراسة.‏<br />

جلب الكفاءات البشرية المتميزة في مجال الإدارة الإلكترونية من مدربين واستشاريين وخبراء لتطوير البرامج ومواكبة مختلف<br />

التطورات التكنولوجية.‏<br />

قيام إدارة الكلية بشكل خاص وإدارة الجامعة بشكل عام ببث الثقة والطمأنينة في نفوس العاملين للتغلب على المخاوف التي يبديها<br />

البعض من تطبيق الإدارة الإلكترونية،‏ أو مقاومة بعض المدراء خوفا على مراكزهم القيادية نتيجة التغيرات التي تطرأ نتيجة تطبيق<br />

الإدارة الإلكترونية إذ أن طبيعة مهام الإدارة الإلكترونية هو التخلص من البيروقراطية في الأداء والتحول نحو شفافية الأداء.‏<br />

الإحالات والمراجع :<br />

نجم عبود نجم،‏ -<br />

الإدارة الإلكترونية(‏ الإستراتيجية و الوظائف و المشكلات)،‏ دار المريخ،‏ المملكة العربية السعودية،‏ ‎2004‎‏،ص 127<br />

. 1<br />

. 30<br />

-2<br />

. -3<br />

أحمد محمد غنيم،‏ الإدارة الإلكترونية(‏ آفاق الحاضر وتطلعات المستقبل )، المكتبة العصرية،‏ 2004/2003 ص،‏<br />

محمد سمير أحمد،‏ الإدارة الإلكترونية،‏ ط‎1‎‏،‏ دار المسيرة،‏ عمان،‏ الأردن،‏ 20<strong>09</strong>، ص 43<br />

4- سعد غالب ياسين،‏ نظم المعلومات الإدارية،‏ ط‎1‎‏،‏ دار اليازوري العلمية،‏ عمان،‏ الأردن،‏ ‎20<strong>09</strong>‎‏،ص . 204<br />

علاء عبد الرزاق السالمي،‏ خالد إبراهيم السليطي،‏ الإدارة الإلكترونية،‏ ط‎1‎‏،‏ دار وائل للنشر و التوزيع،‏ عمان،‏ الأردن،‏ ص ص‎37-36‎<br />

. -5<br />

. -6<br />

محمد أحمد سمير،‏ مرجع سابق،‏ ص 73<br />

37. ص،‏<br />

7- يوسف محمد يوسف أبو أمونه ، واقع إدارة الموارد البشرية إلكترونيا في الجامعات الفلسطينية النظامية ‏–قطاع غزة،‏ رسالة ماجستير في إدارة الأعمال(‏ غير منشورة)،‏ الجامعة<br />

الإسلامية،‏ كلية الدراسات العليا،غزة،‏ فلسطين،‏‎20<strong>09</strong>‎<br />

8- خليفة بن صالح بن خليفة المسعود ، المتطلبات البشرية والمادية لتطبيق الإدارة الالكترونية في المدارس الحكومية،‏ رسالة ماجستير في الإدارة التربوية والتخطيط ‏(غير منشورة)،جامعة أم<br />

القرى،‏ كلية التربية،‏ قسم الإدارة التربوية والتخطيط،‏ المملكة العربية السعودية،‏‎2008‎ ص،‏<br />

.41<br />

. -9<br />

. -10<br />

سعد غالب ياسين،‏ الإدارة الإلكترونية وآفاق تطبيقاا العربية،‏ الإدارة العامة للنشر والتوزيع،‏ الرياض،‏ المملكة العربية السعودية،‏ 2005،، ص‎25‎<br />

نفس المرجع ، ص‎25‎<br />

11- إيهاب خميس أحمد المير،‏ متطلبات تنمية الموارد البشرية لتطبيق الإدارة الإلكترونية ) دراسة تطبيقية على العاملين بالإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية في مملكة البحرين)،‏ رسالة<br />

ماجستير في العلوم الإدارية ‏(غير منشورة)،‏ جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية،‏ كلية الدراسات العليا،‏ قسم العلوم الإدارية،المملكة العربية السعودية،‏ 2007<br />

25. ص،‏<br />

12- محمد جمال أكرم عمار،‏ مدى إمكانية تطبيق الإدارة الإلكترونية بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين بمكتب غزة الإقليمي ودورها في تحسين أداء العاملين،‏ رسالة ماجستير في إدارة<br />

الأعمال ‏(غير منشورة)،‏ الجامعة الإسلامية،‏ كلية التجارة،قسم لإدارة الأعمال،‏ غزة،‏ فلسطين،‏‎20<strong>09</strong>‎‏،‏ ص 71.<br />

13- نفس المرجع،‏ ص . 72<br />

14- إيهاب خميس أحمد المير،‏ مرجع سابق،‏ ص‎30‎ .<br />

نفس المرجع ، ص 33<br />

. -15<br />

99


مساهمة الإدارة الالكترونية في تطوير العمل الإداري بمؤسسات التعليم العالي ‏(دراسة حالة كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة - بسكرة –<br />

الجزائر)‏<br />

________________________________________<br />

محمد جمال أكرم عمار،‏ مرجع سابق،‏ ص‎73‎<br />

. -16<br />

17- محمد بن سعيد محمد العريشي،‏ إمكانية تطبيق الإدارة الالكترونية في الإدارة العامة للتربوية والتعليم بالعاصمة المقدسة ) بنين)،‏ رسالة ماجستير في الإدارة التربوية والتخطيط ) غير<br />

منشورة )، جامعة أم القرى،‏ كلية التربية،‏ قسم الإدارة التربوية والتخطيط،‏ المملكة العربية السعودية،‏‎2008‎‏،‏ ص‎52‎‏.‏<br />

محمد جمال أكرم عمار،‏ مرجع سابق ، ص‎73‎<br />

. -18<br />

19- خليفة بن صالح بن خليفة مسعود،‏ مرجع سابق،‏ ص‎45‎ .<br />

20- إيهاب خميس أحمد المير،‏ مرجع سابق،‏ ص . 29<br />

21- نجم عبود نجم،‏ مرجع سابق،‏ ص . 54<br />

ص‎41‎‏.‏<br />

22- عبد الناصر موسي،‏ محمد قريشي،‏ أثر تكنولوجيا المعلومات على النظام الإداري في منظمات الأعمال،‏ مجلة العلوم الإنسانية،‏ ع‎21‎‏،‏ جامعة بسكرة،‏ الجزائر،‏ مارس 2011،<br />

23- عصام محمد البحيصي،‏ تكنولوجيا المعلومات الحديثة وأثرها على القرارات الإدارية في منظمات الأعمال – دراسة استطلاعية للواقع الفلسطيني،‏ مجلة الجامعة الإسلامية ‏(سلسلة<br />

الدراسات<br />

الإنسانية)،‏ م‎14‎‏،‏ ع‎01‎‏،‏ الجامعة الإسلامية،‏ غزة،‏ فلسطين،‏ يناير 2006<br />

161. ص،‏<br />

24- نفس المرجع،‏ ص‎162‎‏.‏<br />

25- سعد غالب ياسين،‏ الإدارة الإلكترونية و آفاق تطبيقاا العربية،‏ مرجع سابق،‏ ص ص 69-68 .<br />

26- إيهاب خميس أحمد المير،‏ مرجع سابق،‏ ص . 35<br />

محمد بن سعيد محمد العريشي،‏ مرجع سابق،‏ ص ص 47<br />

. -27<br />

28- إيهاب خميس أحمد المير،‏ مرجع سابق،‏ ص ص 35- 36 .<br />

29- محمد جمال أكرم عمار،‏ مرجع سابق،‏ ص . 77<br />

رفاعي محمد رفاعي،‏ الأصول العلمية للإدارة والتنظيم،‏ النشر ‏(المؤلف)،‏ دار الهاني للطباعة،‏ مصر،‏ 1999، ص 139<br />

. -30<br />

ط،‏<br />

35- الإدارة العامة لتصميم وتطوير المناهج،‏ مبادئ إدارة الأعمال،‏ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني،‏ المملكة العربية السعودية،‏ ص . 18<br />

36- إجلال عبد المنعم حافظ وآخرون،‏ أساسيات إدارة الأعمال،‏ مطابع الدار الهندسية،‏ مركز التعليم المفتوح بكلية التجارة،‏ جامعة عين شمس،‏ مصر،‏ 2004، ص . 95<br />

33- محمد رفيق الطيب،‏ مدخل للتسيير ‏(أساسيات،‏ وظائف،‏ تقنيات)،‏ ج‎1‎<br />

2، ديوان المطبوعات الجامعية،‏ بن عكنون،‏ الجزائر،‏ 2006، ص 41.<br />

34- ماجدة العطية،‏ سلوك المنظمة ‏(سلوك الفرد والجماعة )، ط‎1‎‏،‏ دار الشروق للنشر والتوزيع،‏ عمان،‏ الأردن،‏ 2003، ص ص‎215‎ – 216.<br />

35- الإدارة العامة لتصميم وتطوير المناهج،‏ مرجع سابق،‏ ص . 82<br />

36- عايدة نخلة رزق االله وآخرون،‏ السلوك التنظيمي ) النظرية والتطبيق)،‏ مطابع الدار الهندسية،‏ مركز التعليم المفتوح بكلية التجارة،‏ جامعة عين شمس،‏ مصر،‏ 2000، ص ص :<br />

.245 -244<br />

37- نجم عبود نجم،‏ مرجع سابق،‏ ص ص‎235‎‏-‏ . 236<br />

محمد أحمد سمير،‏ مرجع سابق،‏ ص 248<br />

. -38<br />

39- عادل حرحوش المفرجي وآخرون،‏ الإدارة الالكترونية ‏(مرتكزات فكرية ومتطلبات تأسيس عملية)،‏ المنظمة العربية للتنمية الإدارية،‏ مصر،‏ 2007، ص‎79‎‏.‏<br />

40- نفس المرجع،‏ ص‎99‎ .<br />

محمد بن سعيد محمد العريشي،‏ مرجع سابق،‏ ص ص : 41-40<br />

. -41<br />

. 140<br />

-42<br />

موفق حديد محمد،‏ الإدارة : المبادئ النظريات والوظائف،‏ ط‎01‎‏،‏ دار حامد،‏ عمان،‏ الأردن،‏‎2001‎ ص،‏<br />

- 43 نجم عبود نجم،‏ مرجع سابق،‏ ص ص‎251‎‏-‏ . 258<br />

44- نفس المرجع،‏ ص ص:‏ 267-260 .<br />

45- هيثم حمود الشبلي،‏ مروان محمد النسور،‏ إدارة المنشآت المعاصرة،‏ ط‎1‎‏،‏ دار صفاء للنشر والتوزيع،‏ عمان،‏ الأردن،‏ 20<strong>09</strong>،<br />

نجم عبود نجم،‏ مرجع سابق،‏ ص ص : 277- 278<br />

. -46<br />

. - 47<br />

محمد بن سعيد محمد العريشي،‏ مرجع سابق،‏ ص : 49<br />

ص‎446‎‏.‏<br />

100


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

دراسة إحصائية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري<br />

خلال الفترة 1974-<br />

2007<br />

:<br />

محمود فوزي شعوبي،‏ mfchaoubi@gmail.com<br />

عبد العزيز شيخاوي،‏ chikhaouia@gmail.com<br />

جامعة ورقلة،‏ الجزائر<br />

ملخص تختلف مساهمة القطاعات المشك ّلة للاقتصاد الوطني في أهم ّيتها من فترة إلى أخرى تبعا للأولوية المخصصة لها،‏ وسوف نحاول في هذا المقال ومن<br />

خلال تحليل إحصائي لبعض المتغيرات المتعلقة بقطاع الجلود والأحذية التعرف على أهمية هذا القطاع ومن ثم َة أداءه خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1974<br />

التي تعتبر طويلة نسبيا،‏ وحيث تعاقبت أكثر من حكومة لكل منها برامجها وسياساا المتمايزة،‏ ونتوقع أن ّ لهذا تأثيرا على أداء القطاع محل الدراسة<br />

ضمن مجموع القطاعات المشكلة للاقتصاد الجزائري،‏ نعتبر النتائج المتوصل إليها مهمة وتحتاج هذه الدراسة إلى تحي ِين.‏<br />

–<br />

2007<br />

: الكلمات المفتاح<br />

الجلود والأحذية،‏ حساب الإنتاج،‏ حساب الاستغلال،‏ التحليل العاملي.‏<br />

1<br />

المناخ ،<br />

:<br />

تمهيد يعتبر الاشتغال بجلود الحيوانات من أقدم ما عرفه الإنسان من فنون وحرف،‏ وكان من أهم استخداماته الأولى في حياته<br />

كلباس وللحماية من التقلبات وكدروع في الحروب،‏ ورغم استعمال إنسان ما قبل التاريخ للجلد إلا انه لم يكن يعرف<br />

المحافظة عليه من التعفن،‏ حيث لم يهتد آنذاك إلى ما يسمى بالدباغة ‏(وهي مصطلح يعبر عن عملية تحويل الجلد القابل للتعفن إلى مادة<br />

طبيعية متعددة الاستعمال وبعيدة المدى ومتينة للاستعمالات المختلفة).‏<br />

وقد استطاع الإنسان على مر الزمان اكتشاف العديد من التقنيات للحفاظ على مادة الجلود كطريقة التدخين التي تعد أقدم<br />

طريقة،‏ والمعالجة بالملح،‏ الضرب وفرك الجلد بأدوات حادة ؛ وفي العصور القديمة استطاع المصريون دباغة الجلود باستخدام مادة<br />

الشب.‏ وخلال القرن الثامن كان الفضل للعرب في تطوير الدباغة المصنوعة من أوراق السماق،‏ ولحاء السنط والبلوط.‏ وعملية<br />

تجفيف الجلد في الهواء الطلق الذي أعطى شكلا مميزا لهذه الجلود ومن ثم صناعة الأحذية،‏ وتجليد الكتب،...‏ الخ.‏<br />

ومع بداية القرن السادس عشر،‏ توسعت المادة الجلدية لتشمل جلود العجول،‏ الضأن والغزال،‏ وحتى بعض الأصناف<br />

الأخرى كالسحالي والثعابين والتماسيح.‏<br />

في ويعود الفضل<br />

اكتشاف الدباغة بالوسائل الحديثة للفرنسي<br />

1860 سنة M. Michel<br />

Lyon بمدينة (châtaignier)<br />

هذه الطريقة في مصنعه ب ِ<br />

حيث استعمل نبات القسطل<br />

؛ ثم قام .J Alégatiere صاحب مصنع دباغة بإظهار فوائد وأهمية هذا الاكتشاف.‏ عندما طبق<br />

Lyon :<br />

تأسيس أول مصنع للدباغة الحديثة ب ِ<br />

1864 سنة<br />

وأعطت نتائج جيدة<br />

ثم قام الفرنسي ؛<br />

M. Kouch<br />

Lyon :<br />

بفرنسا ثم انتشرت هذه المدابغ ب ِ<br />

Annonay :<br />

لصاحبها<br />

الذي كان له الفضل في<br />

MM. Ribes et<br />

.<br />

Meyzonnier 2<br />

وبفضل التكنولوجيات الحديثة وتطور العلوم ذات الصلة كالكيمياء وغيرها ارتقت هذه الفنون والحرف لتصبح صناعة قائمة<br />

لها خصائصها ومقوماا ولتشكل قطاعا اقتصاديا ضمن القطاعات المكونة للاقتصاديات الوطنية.‏<br />

وسنحاول في هذا المقال تتبع تطور أهمية قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الوطني من خلال مساهمته في تشكيل<br />

حساب الإنتاج وحساب الاستغلال.‏ وعليه فإن ّ إشكالية هذا المقال تتمثل في السؤال التالي :<br />

ما هي العوامل المفسرة لأهمية قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الوطني ؟<br />

يتكون هذا<br />

المقال من ثلاثة<br />

محاور،‏<br />

نقدم في الأول تحليلا إحصائيا لمساهمة قطاع الجلود<br />

3<br />

والأحذية<br />

في تشكيل متغيرات<br />

الدراسة.‏ ونحاول في الثاني تحديد أهمية هذه المساهمة.‏ أما المحور الثالث فه مخصصة للبحث عن العوامل المفسرة لأهم ّية القطاع ضمن<br />

الاقتصاد الوطني.‏ ولهذا الغرض فقد استخدمنا مجموعة من الأدوات والأساليب الإحصائية،‏ تمثلت في بعض مؤشرات النزعة المركزية<br />

101


ينتب<br />

_________________________________________________________________________________<br />

دراسة إحصائية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري خلال الفترة 1974- 2007<br />

والتشتت ومعاملات الارتباط،...إلخ.‏<br />

المتغيرات المدروسة.‏<br />

كما استخدمنا طريقة التحليل العاملي إلى مركبات أساسية لتقديم تفسيرا<br />

للعلاقات التي تربط<br />

أولا -<br />

التحليل الإحصائي لمساهمة قطاع الجلود والأحذية<br />

نعتمد في هذا المقال<br />

4<br />

على متغيرات حساب الإنتاج وحساب الاستغلال لتسعة عشر قطاعا تمث ّل الاقتصاد الجزائري ، خلال<br />

الفترة الممتدة ما بين سنتي 2007-1974، ودف الكشف عن وزن ومدى أهمية قطاع الجلود والأحذية،‏ اعتمدنا في تشكيل<br />

قاعدة البيانات الإحصائية على مساهمة هذا القطاع في اموع الكلي للقطاعات.‏<br />

وعليه،‏ تم َّ حساب قيم ثماني متغيرات ‏(تتعلق بحساب الإنتاج وحساب الاستغلال)‏ لأربع وثلاثين مشاهدة تمث ِّل سنوات<br />

الدراسة،‏ وتشير هذه القيم إلى وزن وأهمية قطاع الجلود والأحذية بين إجمالي القطاعات الاقتصادية من منظور الحسابين المذكورين<br />

كما هو مبين في<br />

الجدول (1).<br />

1-1<br />

التحليل الإحصائي لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في تشكيل متغيرات الدراسة : نسعى إلى الإجابة على السؤال التالي<br />

ما هي الخصائص الإحصائية لقيم متغيرات الدراسة ؟<br />

:<br />

:<br />

بالاعتماد على بعض قيم الإحصاءات الوصفية والمحسوبة لمتغيرات الدراسة وبالاستعانة بالأشكال البيانية المرافقة الم ُوضحة<br />

لتطور قيم هذه المتغيرات،‏ نخلص إلى ما يلي<br />

1-1-1<br />

النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الإنتاج الخام الوطني<br />

:<br />

تبين من قيم هذه المتغيرة (PPBS) أن َّ<br />

مساهمة هذا القطاع في إجمالي الإنتاج الخام المحق َّق على المستوى الوطني خلال فترة الدراسة كانت محصورة بين أقل قيمة<br />

% 0.05<br />

%، 0.28 ومنه فان<br />

% 0.42<br />

% 1.00<br />

2007<br />

مسجلة سنة وأعلى قيمة مسجلة سنة 1974، بمتوسط بلغ َ وبانحراف معياري<br />

5<br />

مقدار معامل الاختلاف هو‎65.41‎ % الذي يؤش‏ّر على تذبب قيم هذه المتغيرة،‏ كما هو م‏ُوضح في الشكل (1)، فإن ّ هذه المساهمة<br />

استمرت في الانخفاض باستثناء الفترة بين السنتين<br />

1979<br />

(PPBS)<br />

بالمتغيرات الأخر بمعاملات ارتباط لا تقل عن<br />

و‎1990‎‏،‏ التي شهدت فيها استقرارا،‏ ثم تعاود الانخفاض.‏ وترتبط المتغيرة<br />

% 80.1<br />

وهو مع المتغيرة<br />

.(PENES)<br />

.0.01<br />

وجميعها دل َّة عند مستوى معنوية<br />

2-1-1<br />

النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الاستهلاك الوسيط الوطني<br />

:<br />

ت ينب من قيم هذه المتغيرة (PCIS)<br />

أن َّ مساهمة هذا القطاع في إجمالي الاستهلاك الوسيط المحق َّق على المستوى الوطني خلال فترة الدراسة كانت محصورة بين أقل قيمة<br />

% 0.11<br />

مسجلة سنة<br />

2007<br />

وأعلى قيمة<br />

%1.78<br />

مسجلة سنة 1974، بمتوسط بلغ َ<br />

% 0.66<br />

وبانحراف<br />

معياري‎0.42‎ %،<br />

.(2)<br />

ومنه فان مقدار معامل الاختلاف هو‎%63.53‎‏،‏ الذي يؤش‏ّر على تذبب قيم هذه المتغيرة المتناقصة باستمرار،‏ كما يبينه الشكل<br />

وترتبط المتغيرة<br />

(PCIS)<br />

عند مستوى معنوية 0.01.<br />

بالمتغيرات الأخر بمعاملات ارتباط لا تقل عن<br />

% 74.8<br />

وهو مع المتغيرة<br />

.(PENES)<br />

وجميعها دل َّة<br />

3-1-1<br />

النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي القيمة المضافة الوطني<br />

:<br />

من قيم هذه المتغيرة (PVAS) أن َّ<br />

مساهمة هذا القطاع في إجمالي الإنتاج الخام المحق َّق على المستوى الوطني خلال فترة الدراسة كانت محصورة بين أقل قيمة<br />

مسجلة سنة<br />

% 0.03<br />

2007<br />

وأعلى قيمة<br />

% 0.57<br />

مسجلة سنة 1975، بمتوسط بلغ َ<br />

% 0.29<br />

وبانحراف معياري‎%67.02‎‏،‏ ومنه فان<br />

102


بينت<br />

________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

المتغيرة<br />

مقدار معامل الاختلاف هو‎28.86‎ %، الذي يؤش‏ّر على تذبب قيم هذه المتغيرة المتناقصة باستمرار،‏ كما يبينه الشكل (3). وترتبط<br />

(PVAS)<br />

بالمتغيرات الأخر بمعاملات ارتباط لا تقل عن<br />

% 79.1<br />

معنوية 0.01.<br />

4-1-1<br />

قيمة<br />

النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي استهلاك الأصول الثابتة الوطني<br />

وهو مع المتغيرة .(PCFFS) وجميعها دل َّة عند مستوى<br />

:<br />

ت ينب من قيم هذه المتغيرة<br />

(PCFFS) أن َّ مساهمة هذا القطاع في إجمالي الأصول الثابتة المحق َّق على المستوى الوطني خلال فترة الدراسة كانت محصورة بين أقل<br />

%0.03<br />

مسجلة سنة<br />

2007<br />

وأعلى قيمة<br />

معياري‎0.19‎ %، ومنه فان مقدار معامل الاختلاف هو<br />

المتناقص،‏ كما يبينه الشكل (4). وترتبط المتغيرة<br />

ارتباط وكان مع المتغيرة<br />

% 0.88<br />

مسجلة سنة 1974، بمتوسط بلغ َ<br />

% 0.29<br />

66.86<br />

(PCFFS)<br />

وبانحراف<br />

%، الذي يؤش‏ّر على تذبب قيم هذه المتغيرة ذات الاتجاه<br />

بالمتغيرات الأخر بمعاملات ارتباط لا تقل عن<br />

% 49.9<br />

،(PENES)<br />

5 -1 -1<br />

وجميعها دل َّة عند مستوى معنوية 0.01.<br />

النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الدخل الداخلي الوطني<br />

:<br />

وهو أضعف<br />

ت ينب من قيم هذه المتغيرة (PRIS)<br />

أن َّ مساهمة هذا القطاع في إجمالي الدخل الداخلي المحق َّق على المستوى الوطني خلال فترة الدراسة كانت محصورة بين أقل قيمة<br />

% 0.03<br />

مسجلة سنة<br />

2007<br />

وأعلى قيمة<br />

% 0.55<br />

مسجلة سنة 1975، بمتوسط بلغ َ<br />

% 0.29<br />

.(5)<br />

وبانحراف معياري‎%0.20‎‏،‏<br />

ومنه فان مقدار معامل الاختلاف هو‎68.70‎ %، الذي يؤش‏ّر على تذبب قيم هذه المتغيرة ذات الاتجاه المتناقص،‏ كما يبينه الشكل<br />

وترتبط المتغيرة<br />

(PRIS)<br />

بالمتغيرات الأخر بمعاملات ارتباط لا تقل عن<br />

% 74.9<br />

،(PCFFS)<br />

وجميعها دل َّة عند مستوى معنوية 0.01.<br />

وهو أضعف ارتباط وكان مع المتغيرة<br />

6-1-1<br />

النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الضرائب المرتبطة بالإنتاج الوطني<br />

:<br />

ت ينب من قيم هذه المتغيرة<br />

(PILPS) أن َّ مساهمة هذا القطاع في إجمالي الضرائب المرتبطة بالإنتاج المحق َّق على المستوى الوطني خلال فترة الدراسة كانت<br />

محصورة بين أقل قيمة<br />

%0.02<br />

مسجلة سنة<br />

2007<br />

وأعلى قيمة<br />

% 0.90<br />

مسجلة سنة 1988، بمتوسط بلغ َ<br />

% 0.29<br />

وبانحراف معياري‎0.27‎ %، ومنه فان مقدار معامل الاختلاف هو‎%93.56‎‏،‏ الذي يؤش‏ّر على تذبب قيم هذه المتغيرة ذات الاتجاه<br />

المتناقص رغم بعض القيم الشاذة،‏ كما يبينه الشكل (6). وترتبط المتغيرة<br />

(PILPS)<br />

% 54.7<br />

وهو أضعف ارتباط وكان مع المتغيرة<br />

،(PENES)<br />

وجميعها دل َّة عند مستوى معنوية<br />

بالمتغيرات الأخر بمعاملات ارتباط لا تقل عن<br />

.0.01<br />

7-1-1<br />

النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي تعويض الأجراء الوطني<br />

:<br />

من قيم هذه المتغيرة (PRSS) أن َّ<br />

مساهمة هذا القطاع في إجمالي تعويض الأجراء المحق َّق على المستوى الوطني خلال فترة الدراسة كانت محصورة بين أقل قيمة<br />

مسجلة سنة 1997 وأعلى قيمة %1.14 مسجلة<br />

%0.<strong>09</strong><br />

سنة 1974، بمتوسط بلغ َ % 0.61<br />

وبانحراف<br />

معياري‎0.32‎ %،<br />

ومنه فان مقدار معامل الاختلاف هو‎%53.28‎‏،‏ الذي يؤش‏ّر على تجانس في قيم هذه المتغيرة ذات الاتجاه المتناقص،‏ كما يبينه الشكل<br />

(7) الآخذ في الانحدار.‏ وترتبط المتغيرة<br />

(PRSS)<br />

بالمتغيرات الأخر بمعاملات ارتباط لا تقل عن<br />

% 76.4<br />

،(PENES)<br />

وجميعها دل َّة عند مستوى معنوية 0.01.<br />

وهو وكان مع المتغيرة<br />

103


_________________________________________________________________________________<br />

دراسة إحصائية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري خلال الفترة 1974- 2007<br />

8-1-1<br />

قيمة<br />

النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الفائض الصافي للاستغلال الوطني<br />

:<br />

%<br />

ت ينب<br />

من قيم هذه المتغيرة<br />

(PENES) أن َّ مساهمة هذا القطاع في إجمالي الإنتاج الخام المحق َّق على المستوى الوطني خلال فترة الدراسة كانت محصورة بين أقل<br />

-0.01<br />

مسجلة سنة<br />

1995<br />

وأعلى قيمة<br />

%<br />

0.30<br />

سنة مسجلة<br />

1978، بمتوسط بلغ َ<br />

%0.12<br />

وبانحراف<br />

معياري‎0.10‎ %، ومنه فان مقدار معامل الاختلاف هو %84.06، الذي يؤش‏ّر على تذبب عنيف جدا في قيم هذه المتغيرة مقارنة<br />

بغيرها مع تميز اتجاهها بالتناقص،‏ كما يبينه الشكل (8).<br />

ثانيا :<br />

تحديد أهمية مساهمة قطاع الجلود والأحذية في تشكيل متغيرات الدراسة<br />

نحاول أن<br />

ندرس الفروق التي يمكن أن تكون في متوسطات متغيرات الدراسة<br />

الثماني مثنى مثنى،‏<br />

وسنستخدم الاختبار<br />

الإحصائي لعينتين مستقلتين Test d'échantillons indépendants الذي يزودنا بمعلومات تمكننا من الحكم على أي<br />

المتغيرات لها متوسط أكبر.‏ وبالتالي نريد اختبار الفرضية الصفرية التي تنص على عدم وجود فروق دال ّة إحصائيا في مساهمة قطاع الجلود والأحذية في<br />

t-student<br />

الاقتصاد الوطني من خلال متغيرات الدراسة بين سنتي 2007-1974.<br />

:<br />

1-2<br />

فحص اختبار تجانس التباين في متغيرات الدراسة تعتمد قيمة إحصاءة<br />

6<br />

تحقق فرضية تجانس تباين قيم المتغيرات من عدمه ، وعليه نختبر الفرضيتين التاليتين :<br />

t-student<br />

-1<br />

-2<br />

تباينات قيم متغيرات الدراسة متساوية<br />

متوسطات قيم متغيرات الدراسة متساوية.‏<br />

نستخدم للكشف عن تحقق فرضية تجانس التباين بين متغيرات الدراسة الثماني إحصاءة<br />

درجات الحرية<br />

يوفر<br />

للعينات المستقلة في حساا على مدى<br />

Levene<br />

وقد بلغة قيمتها<br />

15.<strong>09</strong>3<br />

( ddl 1 = 7;<br />

ddl2<br />

= 264)<br />

، و بما أن ّ نتيجة هذا الاختبار دال ّة إحصائيا لأن ّ :<br />

Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

عند<br />

فإن ّ<br />

هذا يشير إلى عدم تحقق فرضية تجانس التباين بين قيم المتغيرات،‏ وتعني هذه النتيجة أن َّ اثنين على الأقل من متغيرات الدراسة ليس لهما<br />

نفس التباين.‏<br />

الجدول (2)<br />

كل البيانات اللازمة لحساب قيمة الإحصاءة<br />

التي بلغة قيمتها F<br />

16.593<br />

مستوى الدلالة المرافق،‏ وتؤكد هذه النتيجة على وجود فروق في متوسطات قيم متغيرات الدراسة.‏<br />

وهي دال ّة إحصائيا كما يتبين من<br />

ولتحديد المتغيرات ذات المتوسطات المختلفة ينبغي إجراء اختبار إحصائي لتساوي المتوسطات في حالة العينات المستقلة،‏ وكانت<br />

: النتائج كما يلي‎7‎<br />

1-1-2<br />

-1<br />

مقارنة متوسط النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في الإنتاج الخام الوطني مع باقي متغيرات الدراسة<br />

الأخرى.‏<br />

بالنسبة للثنائية<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

PPBS-PCIS)<br />

( : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.007 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالإحصاءة<br />

Test-t<br />

-2<br />

حيث الاحتمال<br />

ومجال الثقة المحسوب<br />

للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين حيث أن النسبة المئوية لمساهمة القطاع في إجمالي الاستهلاك الوسيط<br />

الوطني يزيد عن المساهمة في إجمالي الإنتاج الخام الوطني.‏<br />

بالنسبة للثنائية PVAS) (PPBS- : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار Levene حيث الاحتمال<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.004 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالإحصاءة<br />

Test-t<br />

ومجال الثقة المحسوب<br />

104


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-3<br />

للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين حيث أن النسبة المئوية لمساهمة القطاع في إجمالي القيمة المضافة الوطني<br />

يقل عن المساهمة في إجمالي الإنتاج الخام الوطني.‏<br />

بالنسبة للثنائية PCFFS) (PPBS- : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

Levene<br />

Test-t<br />

، Sig. = 0.001 p α = 0.05<br />

F<br />

F<br />

-4<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالإحصاءة<br />

الاحتمال المرفق بقيمة الإحصاءة بلغ<br />

المحسوب للفرق في المتوسطين بينا عدم تساوي المتوسطين وأن ّ الفرق هو لصالح المتغيرة .(PPBS)<br />

حيث<br />

ومجال الثقة<br />

بالنسبة للثنائية PRIS) (PPBS- : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار Levene حيث الاحتمال<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة بلغ<br />

للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية تساوي المتوسطين.‏<br />

، Sig. = 0.008 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالإحصاءة<br />

Test-t<br />

-5<br />

بالنسبة للثنائية PILPS) (PPBS- : تتحقق لهما فرضية تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene حيث<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.346 f α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالإحصاءة<br />

Test-t<br />

-6<br />

للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PPBS)<br />

ومجال الثقة المحسوب<br />

الاحتمال<br />

ومجال الثقة المحسوب<br />

بالنسبة للثنائية PRSS) (PPBS- : تتحقق لهما فرضية تساوي التباين كما تبين من اختبار Levene حيث الاحتمال<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.303 f α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PRSS)<br />

Test-t<br />

-7<br />

بالنسبة للثنائية PENES) (PPBS- : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

الاحتمال المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

ومجال الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PPBS)<br />

ومجال<br />

حيث<br />

Test-t<br />

2-1-2<br />

الدراسة الأخرى.‏<br />

-1<br />

مقارنة متوسط النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الاستهلاك الوسيط الوطني مع باقي متغيرات<br />

بالنسبة للثنائية PVAS) (PCIS - : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار Levene حيث الاحتمال<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PCIS)<br />

Test-t<br />

-2<br />

ومجال<br />

بالنسبة للثنائية (PCIS-PCFFS) : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار Levene حيث الاحتمال<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PCIS)<br />

Test-t<br />

-3<br />

بالنسبة للثنائية PRIS) (PCIS- : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene حيث<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PCIS)<br />

Test-t<br />

-4<br />

بالنسبة للثنائية PILPS) (PCIS- : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene حيث<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.002 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PCIS)<br />

Test-t<br />

ومجال<br />

الاحتمال<br />

ومجال<br />

الاحتمال<br />

ومجال<br />

105


_________________________________________________________________________________<br />

دراسة إحصائية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري خلال الفترة 1974- 2007<br />

-5<br />

بالنسبة للثنائية PRSS) (PCIS- : تتحقق لهما فرضية تساوي التباين كما تبين من اختبار Levene حيث الاحتمال<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.072 f α = 0.05<br />

الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية تساوي المتوسطين.‏<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

Test-t<br />

-6<br />

بالنسبة للثنائية PENES) (PCIS- : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

الاحتمال المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

ومجال الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PCIS)<br />

ومجال<br />

حيث<br />

Test-t<br />

3-1-2<br />

الأخرى.‏<br />

-1<br />

مقارنة متوسط النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي القيمة المضافة الوطنية مع باقي متغيرات الدراسة<br />

بالنسبة للثنائية (PVAS-PCFFS) : تتحقق لهما فرضية تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.187 f α = 0.05<br />

المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية تساوي المتوسطين.‏<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

حيث الاحتمال<br />

t-Test<br />

-2<br />

بالنسبة للثنائية (PVAS-PRIS) : تتحقق لهما فرضية تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

بقيمة الإحصاءة<br />

Levene حيث<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.639 f α = 0.05<br />

المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية تساوي المتوسطين.‏<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

t-Test<br />

-3<br />

بالنسبة للثنائية (PVAS-PILPS) : تتحقق لهما فرضية تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.180 f α = 0.05<br />

المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية تساوي المتوسطين.‏<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

ومجال الثقة<br />

الاحتمال المرفق<br />

ومجال الثقة<br />

حيث الاحتمال<br />

t-Test<br />

-4<br />

ومجال الثقة<br />

بالنسبة للثنائية (PVAS-PRSS) : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار Levene حيث الاحتمال<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PRSS)<br />

t-Test<br />

-5<br />

بالنسبة للثنائية (PVAS-PENES) : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

الاحتمال المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

ومجال الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PVAS)<br />

ومجال الثقة<br />

حيث<br />

t-Test<br />

4-1-2<br />

مقارنة متوسط النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي استهلاك الأصول الثابتة الوطنية مع باقي<br />

متغيرات الدراسة الأخرى.‏<br />

-1<br />

بالنسبة للثنائية (PCFFS-PRIS) : تتحقق لهما فرضية تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.102 f α = 0.05<br />

الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية تساوي المتوسطين.‏<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

حيث الاحتمال<br />

Test-t<br />

Levene<br />

-2<br />

بالنسبة للثنائية (PCFFS-PILPS) : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

الاحتمال المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.039 p α = 0.05<br />

ومجال الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية تساوي المتوسطين.‏<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

ومجال<br />

حيث<br />

t-Test<br />

106


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-2<br />

بالنسبة للثنائية (PCFFS-PRSS) : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار Levene حيث الاحتمال<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PRSS)<br />

t-Test<br />

-3<br />

بالنسبة للثنائية (PCFFS-PENES) : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

الاحتمال المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.019 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

ومجال الثقة<br />

ومجال الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PCFFS)<br />

حيث<br />

t-Test<br />

5-1-2<br />

الدراسة الأخرى.‏<br />

-1<br />

مقارنة متوسط النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الدخل الداخلي الوطني مع باقي متغيرات<br />

بالنسبة للثنائية (PRIS-PILPS) : تتحقق لهما فرضية تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.273 f α = 0.05<br />

المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية تساوي المتوسطين.‏<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

حيث الاحتمال<br />

t-Test<br />

-2<br />

بالنسبة للثنائية (PRIS-PRSS) : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.001 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PRSS)<br />

ومجال الثقة<br />

حيث الاحتمال<br />

t-Test<br />

-3<br />

ومجال الثقة<br />

بالنسبة للثنائية (PRIS-PENES) : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار Levene حيث الاحتمال<br />

المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PRIS)<br />

t-Test<br />

ومجال الثقة<br />

6-1-2<br />

مقارنة متوسط النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الضرائب المرتبطة بالإنتاج الوطني مع باقي<br />

متغيرات الدراسة الأخرى.‏<br />

-1<br />

بالنسبة للثنائية (PILPS-PRSS) : تتحقق لهما فرضية تساوي التباين كما تبين من اختبار Levene حيث الاحتمال المرفق<br />

بقيمة الإحصاءة<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.079 f α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PRSS)<br />

t-Test<br />

-2<br />

بالنسبة للثنائية (PILPS-PENES) : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما تبين من اختبار<br />

الاحتمال المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

ومجال الثقة<br />

ومجال الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PILPS)<br />

حيث<br />

t-Test<br />

7-1-2<br />

-1<br />

مقارنة متوسط النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي تعويضات الأجراء الوطني مع باقي متغيرات<br />

الدراسة الأخرى.‏<br />

بالنسبة للثنائية (PRSS-PENES) : تتحقق لهما فرضية عدم تساوي التباين كما<br />

الاحتمال المرفق بقيمة الإحصاءة<br />

من اختبار تبين<br />

Levene<br />

بلغ F<br />

ومجال الثقة المحسوب للفرق في المتوسطين بينا<br />

، Sig. = 0.000 p α = 0.05<br />

إلا أن الاحتمال المرفق بالقيمة المحسوبة للإحصاءة<br />

تحقق فرضية عدم تساوي المتوسطين وأن ّ هذا الفرق هو لصالح المتغيرة .(PRSS)<br />

حيث<br />

t-Test<br />

107


_________________________________________________________________________________<br />

دراسة إحصائية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري خلال الفترة 1974- 2007<br />

:<br />

ثالثا.البحث عن العوامل المفسرة لوزن وأهمية قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري<br />

8<br />

استخدمنا طريقة التحليل إلى مركبات أساسية ، تعني عبارة ‏"العامل"‏ هنا مجموعة أبعاد أو متغيرات خفية تتضمن عددا من<br />

9<br />

المتغيرات المرتبطة خطيا،‏ وتتحدد المتغيرات في كل عامل وفقا لدرجة تشبعها فيه . وباعتبار المتغيرات مرتبطة،‏ بنسب مختلفة،‏ بكافة<br />

العوامل المستخرجة فإن تحديد انتماء المتغير إلى عامل ما يتم وفقا لأعلى درجة من درجات التشبع ‏(الارتباط).‏<br />

نحاول الإجابة على السؤال التالي<br />

1-3<br />

أ-‏<br />

انطلاقا من المتغيرات المعبرة عن مساهمة قطاع الجلود والأحذية في حساب الإنتاج وحساب الاستغلال،‏ ما هي العوامل المفسرة لأهمية هذا<br />

القطاع في الاقتصاد الوطني ؟<br />

10<br />

اختبار تحقق فرضيات التحليل العاملي إلى مركبات أساسية لهذه الطريقة مجموعة من الفرضيات . يعتمد التحليل العاملي<br />

إلى مركبات أساسية على مصفوفة الارتباطات بين متغيرات الدراسة تمهيدا لحساب التباينات المشتركة والقيم الذاتية وارتباط المتغيرات<br />

بالعوامل المفسرة للظاهرة موضوع الدراسة والتحليل.‏<br />

:<br />

11<br />

الفرضية الأولى لهذا التحليل هي اختلاف القيمة المطلقة لمحدد مصفوفة معاملات الارتباط عن الصفر،‏ وهو محقق حيث<br />

:<br />

Déterminant = 2.53E-013<br />

ب-‏ يبين<br />

الجدول (3)<br />

وهي أن لا تقل قيمة مؤشر<br />

مما يدل على سلامة معطيات ونتائج التحليل.‏<br />

نتائج اختبار كايزر-ماير-أولكن<br />

،(K-M-O)<br />

(K-M-O)<br />

والذي يشير إلى مدى تحق ّق الفرضية الثانية لهذا التحليل<br />

عن %50. وهذا محقق حيث بلغت قيمته 0.772، مما يدل على كفاية العينة موضوع<br />

الدراسة.‏ كما تظهر نتيجة اختبار دالة،‏ ويعد هذا مؤشرا لاختلاف مصفوفة الارتباط عن مصفوفة الوحدة،‏ بمعنى أنه توجد<br />

تباينات مشتركة بين متغيرات الدراسة تشكل مجموعة العوامل الخفية،‏ وهو ما نسعى إلى الكشف عنه.‏<br />

Bartlett<br />

ج-‏ نحصل على نسب التباين المشترك بين متغيرات الدراسة من خلال قيم مصفوفة معاملات الارتباط الصورية كما هو مبين في<br />

الجدول (4)<br />

Matrices) ،(Anti-Image وتفيد هذه المصفوفة في التحقق من فرضية كفاية العينة لكل متغير من متغيرات الدراسة،‏<br />

وإذا تتبعنا قيم القطر الرئيسي لهذه المصفوفة نجد أن لجميع هذه المتغيرات معامل ارتباط صوري ضمن اال<br />

يدل على استيفاءها جميعا لفرضية كفاية العينة لكل متغيرة.‏<br />

،<br />

[ 0 . 722 ; 0.<br />

855]<br />

2-3<br />

جودة تمثيل المتغيرات<br />

:<br />

مما<br />

الهدف من استخدام طريقة التحليل العاملي إلى مركبات أساسية هو إيجاد حد أدنى من المتغيرات يمثل<br />

كافة المتغيرات الأولية المقترحة،‏ والسؤال المطروح،‏ ما مدى جودة التمثيل لهذه المتغيرات ؟<br />

جودة تمثيل المتغيرات انطلاقا من معاملات الارتباط المتعدد وكذا مقدار التباينات المشتركة بين المتغيرات،‏<br />

يبين حاصل مجموع مربعات التباينات المشتركة عند كل متغير في العوامل المستخرجة.‏ وهكذا،‏<br />

وتدل قيم العمود الثاني<br />

تبدوا متغيرات الدراسة ذات جودة عالية للتمثيل.‏<br />

(Extraction)<br />

الجدول (5)<br />

3-3<br />

استخراج القيم الذاتية<br />

:<br />

ينطلق التحليل حسب هذه الطريقة من البحث عن القيم الذاتية والنسب المرتبطة بالمحاور العاملية،‏<br />

حيث تشير القيمة الذ ّاتية إلى كمية التباين المفسر في المتغيرات من قبل العامل الذي ارتبطت به،‏ بمعنى تشتت المتغيرات حول كل محور<br />

عاملي.‏ ولهذا الغرض ندرج الجدول (6) والذي يبين القيمتين ِ الذاتيتين ِ المأخوذتين ونسبتا التشتت المقابلتي ِن لكل محور عاملي،‏ حيث<br />

12<br />

تم تحديد عاملين أساسين،‏ بناء على أحد الاتجاهات المتعلقة بقيمة الارتباط الذي ينبغي أخذها بعين الاعتبار ، ونظرا لخصائص العينة<br />

موضوع الدراسة،‏ فإننا سنعتمد في تحديد العوامل على ما لا يقل عن القيمة 0.65 كنسبة لقبول ارتباط المتغير بالمحور المفسر.‏<br />

108


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

نرك ّز في الجدول<br />

(6)<br />

على القسمين الثاني عن الأول،‏ لكوما ناتجان عن استخدام طريقة التحليل إلى مركبات أساسية.‏ غير<br />

أننا سنعتمد في التفسير على القسم الثالث،‏ والذي يشير إلى القيم الذاتية بعد عملية تدوير المحاور،‏ حيث دف هذه الأخيرة إلى تحويل<br />

مصفوفة الارتباطات الأولية إلى مصفوفة ارتباطات مكافئة لها تتسم بقدر كبير من الوضوح،‏ وذلك من خلال تعظيم الارتباطات<br />

13<br />

الكبرى وتحجيم الارتباطات الصغرى .<br />

يتبين أن العوامل المأخوذة،‏ وعددها اثنان،‏ تفسر<br />

% 95.224<br />

14<br />

من الظاهرة محل الدراسة ، وهي نسبة تعتبر عالية للاكتفاء<br />

بالمحورين الأول والثاني كعاملين مفسرين لأهمية قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري خلال الفترة الممتدة ما بين<br />

-1974<br />

.2007<br />

يتبين من جدول القيم الذاتية بعد التدوير أن نسبة التشتت الإجمالي للعوامل المستخرجة ‏(عاملين ِ)‏ كانت<br />

حيث تتوزع هذه النسب عليهما كما يلي<br />

،% 95.224<br />

:<br />

= 4.393 ؛λ<br />

1<br />

-<br />

-<br />

يفسر العامل الأول % 54,916 من التشتت الإجمالي،‏ ويقابل أعلى قيمة ذاتية وهي<br />

يفسر العامل الثاني % 40,308 من التشتت الإجمالي،‏ ويقابل القيمة الذاتية التالية مباشرة وهي<br />

λ 2 = 3.225<br />

؛ ولم نراع في هذا<br />

أسلوب ‏"كايزر"،‏ الذي يستبعد العوامل ذات القيم الذاتية الأقل من الواحد الصحيح.‏ ذلك أن َّ عدد العوامل المأخوذة في الاعتبار<br />

لوصف ظاهرة ما يرتبط بطبيعة وهدف البحث والدقة المطلوبة.‏<br />

يحدد القيم الذاتية التي يمكن أخذها وتلك التي يمكن استبعادها حسب أسلوب<br />

: Cattell (1966)<br />

نلاحظ من الشكل البياني ،Scee Plot أن القيم الذاتية ذات الانحدار الشديد تكون في اال [2-1] للعوامل،‏ وبذلك نجد<br />

أن عدد القيم الذاتية المقابلة للعوامل المستخرجة هو إثنان،‏ بعدها تميل بقية القيم إلى الانحدار الأفقي،‏ وهي بذلك مستبعدة من<br />

النموذج.‏ وبفضل عملية التدوير للمحاور الأساسية،‏ وكذا الاتجاه المعتمد في تعيين أدنى قيمة مقبولة للارتباط ‏(حيث حددت في<br />

دراستنا هذه ب 0.65)، تحصلنا على معادلات العوامل قبل التدوير<br />

( C ; )<br />

وبعد التدوير<br />

: التالي ( C ) 21 ; C 22<br />

11 C 12<br />

C<br />

11<br />

= 0.<br />

99PPBS<br />

+ 0.<br />

99PVAS<br />

+ 0.<br />

98PCIS<br />

+ 0.<br />

98PRIS<br />

+ 0.<br />

98PRSS<br />

+ 0.<br />

88PILPS<br />

+ 0.<br />

86PCFFS<br />

+ 0.<br />

81PENES<br />

...( 1)<br />

C<br />

12<br />

= −0.<br />

02PPBS<br />

+ 0.<br />

10PVAS<br />

− 0.<br />

11PCIS<br />

+ 0.<br />

15PRIS<br />

− 0.<br />

02PRSS<br />

− 0.<br />

25PILPS<br />

− 0.<br />

41PCFFS<br />

+ 0.<br />

57PENES<br />

...( 2 )<br />

C<br />

21<br />

= 0.<br />

78PPBS<br />

+ 0.<br />

70PVAS<br />

+ 0.<br />

82PCIS<br />

+ 0.<br />

66PRIS<br />

+ 0.<br />

76PRSS<br />

+ 0.<br />

84PILPS<br />

+ 0.<br />

92PCFFS<br />

+ 0.<br />

26PENES<br />

...( 3 )<br />

C<br />

22<br />

= 0.<br />

63PPBS<br />

+ 0.<br />

71PVAS<br />

+ 0.<br />

55PCIS<br />

+ 0.<br />

75PRIS<br />

+ 0.<br />

61PRSS<br />

+ 0.<br />

38PILPS<br />

+ 0.<br />

23PCFFS<br />

+ 0.<br />

95PENES<br />

...( 4 )<br />

تمكننا هذه المعادلات من ملاحظة المتغيرات المرتبطة بكل عامل من العوامل المستخرجة،‏ مما يسهل عملية تفسيرها والكشف<br />

15<br />

عن المعاني التي تتضمنها.‏ ولقد اعتمدنا في تسمية العوامل المستخرجة على أسلوبي الوصف والسببية ، ذلك أن متغيرات الدراسة<br />

عبارة عن مؤشرات اقتصادية ‏(حساب الإنتاج وحساب الاستغلال)‏ تسمح بالوصف،‏ كما تسمح بتحديد السبب انطلاقا من<br />

تفسيراا الاقتصادية.‏ فينبغي أن يأخذ التفسير المبني على السببية بعين الاعتبار طبيعة المتغيرات التي ارتبطت بالعامل،‏ الإلمام بالظروف<br />

ذات الصلة بالظاهرة محل الدراسة والاعتماد عل النظريات والاتجاهات السائدة في اال الذي تنتمي إليه الظاهرة.‏<br />

4-3<br />

تسمية العوامل المستخرجة<br />

:<br />

لأهمية قطاع الجلود و الأحذية في الاقتصاد الجزائري . 16<br />

-1<br />

وصف العامل الأول<br />

انطلاقا من مصفوفة العوامل بعد تدوير المحاور،‏ يمكن تقديم الوصف التالي للعاملين المفسرين<br />

: كلا من المتغيرات<br />

: استهلاك الأصول الثابتة،‏ الاستهلاك الوسيط وتعويضات الأجراء يمكن اعتبارها<br />

مدخلات للعملية الإنتاجية.‏ كما أن الضرائب المتعلقة بالإنتاج هي في الحقيقة ضرائب على طبيعة النشاط الإنتاجي،‏ ومن ثم يمكن اعتبارها<br />

1<strong>09</strong>


_________________________________________________________________________________<br />

دراسة إحصائية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري خلال الفترة 1974- 2007<br />

-2<br />

جزءا من أعباء الاستغلال بالنسبة للمؤسسة وجزءا من الإيرادات بالنسبة للدولة.‏ وبإضافة الإنتاج الخام إلى العناصر السالفة الذكر<br />

يمكننا وصف العامل الأول بأنه عبارة عن عناصر السلسلة الإنتاجية كما يمكن اعتباره مدخلات ومخرجات للإنتاج.‏<br />

وصف العامل الثاني : من خلال العلاقة المحاسبية بين الدخل الداخلي،‏ الفائض الصافي للاستغلال والقيمة المضافة،‏ يمكن وصف<br />

هذه المتغيرات بأا تتعلق بالدخل الوطني،‏ ومن ثم يمكن القول بأن هذا العامل يمثل الدخل الوطني.‏ وعليه،‏ يمكن القول بأن أهمية قطاع<br />

الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري تظهر من خلال مساهمته في مدخلات ومخرجات العملية الإنتاجية ومساهمته في الدخل الوطني<br />

الناتج عنها.‏ ويوضح هذا بالشكل ‏(أ)‏ حيث ترتبط بالمركبة الأولى المتغيرات الخمس الم ُكونة للعامل الأول،‏ كما ترتبط بالمركبة الثانية<br />

المتغيرات الثلاث الم ُعبر عنها بالعامل الثاني وهذه النتيجة هي بعد عملية تدوير المحاور العاملية.‏ كما يعكس نفس الشكل جودة التمثيل<br />

العالية،‏ لابتعاد نقاط المتغيرات عن مركز الدائرة المرسومة داخل المربع واقتراا من محيطها<br />

17<br />

‏(تسمي دائرة الارتباطات)‏ .<br />

5-3<br />

تلخيص سنوات الدراسة في عدد محدود من اموعات الجزئية<br />

:<br />

هل يمكن أن نلخص سنوات الدراسة في عدد محدود من اموعات الجزئية ؟<br />

نحاول في هذه الفقرة أن نقدم إجابة على السؤال التالي<br />

:<br />

الهدف هو تحديد مجموعة السنوات المتشاة بالنظر إلى متغيرات الدراسة،‏ لهذا الغرض وانطلاقا من النتائج الحاصلة في الفقرة السابقة،‏<br />

نسقط سنوات الدراسة في معلم محوريه العاملين الأول والثاني المأخوذين،‏ كما هو مبين في الشكل ‏(ب)‏ لا يظهر تفحصه أي اتجاه<br />

18<br />

عام واضح لتوزع مجموعة السنوات تبعا لترتيبها،‏ وباللجوء إلى طريقة التحليل العنقودي الهرمي،‏ حصلنا على رسم الشجرة :<br />

‎1‎‏-إذا قبلنا بمجموعتين،‏ فإن َّ اموعة الأولى تضم السنوات<br />

1976<br />

،1975<br />

،1974<br />

سلوكا مختلفا عن سلوك اموعة الثانية والتي تضم باقي سنوات الدراسة.‏<br />

‎2‎‏-إذا قبلنا بثلاث مجموعات،‏ فإن َّ الأولى تضم السنوات<br />

1976 ،1975 ،1974<br />

1978<br />

إلى 1994، أما باقي السنوات فهي تشك ّل اموعة الثالثة.‏<br />

وهكذا وبالنظر إلى نتائج<br />

التحليل الهرمي<br />

وبالأخذ في الاعتبار<br />

المحور في الوارد النتائج<br />

نصنف الفترة المدروسة في أربع مجموعات،‏ حيث تبقي اموعة الأولى مكونة من السنوات<br />

بينما تشكل السنوات من<br />

و‎1977‎‏،‏ ولهذه اموعة من السنوات<br />

و‎1977‎‏،‏ وتضم اموعة الثانية السنوات من<br />

الأول والأشكال البيانية المرافقة،‏ يمكن أن<br />

1976 ،1975 ،1974<br />

1990 إلى سنة 1978<br />

و‎1994‎‏،‏ وتشكل باقي السنوات اموعة الرابعة.‏<br />

اموعة الثانية،‏ وتتكون اموعة الثالثة من السنوات<br />

و‎1977‎‏،‏<br />

1993 ،1992 ،1991<br />

يمكن تحديد عدد اموعات على أساس معايير تتحدد من خلال الدراية بتطور السياسات الخاصة بالقطاع والقطاعات المتفاعلة<br />

معه.‏ بمعنى أنه لا يمكن تفسير مثل هذه النتيجة لقطاع الجلود والأحذية بمعزل عن باقي القطاعات الاقتصادية وطبيعة السياسات<br />

المختلفة التي اعتمدا الدولة خلال فترة الدراسة،‏ إضافة إلى الظروف السياسية والاقتصادية وغيرها.‏<br />

: خلاصة<br />

يتبين من التحليل الإحصائي لمتغيرات الدراسة ما يلي<br />

:<br />

-<br />

أن ّ جميع معاملات الاختلاف المحسوبة لمتغيرات الدراسة كانت عالية جدا في قيمتها وتعبر هذه النتيجة على التباعد الكبير بين<br />

قيم هذه السلاسل.‏<br />

-<br />

أن جميع معاملات الارتباطات المحسوبة لمتغيرات الدراسة كانت عالية في قيمتها ودال َّة إحصائيا عند مستوي معنوية أقل من<br />

.0.001<br />

-<br />

أن مساهمة قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الوطني من خلال متغيرات حساب الإنتاج وحساب الاستغلال كانت في تناقص<br />

مستمر خلال فترة الدراسة.‏<br />

110


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

من خلال نتائج التحليل العاملي،‏ تبين أن العوامل المفسرة لوزن وأهمية قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الوطني يمكن اختصارها<br />

في عامل َين هما : الأول مدخلات ومخرجات الإنتاج والثاني الدخل الوطني.‏<br />

وضع تصنيف لسنوات الدراسة في مجموعات جزئية تزيد أو تنقص في عددها حسب حركة السهم يمينا أو يسارا المبين في الشكل<br />

،Dendrogram يتوقف على أهداف الدراسة والدقة المطلوبة في التحليل،‏ إل َّا أن َّ تصنيف الفترة المدروسة في أربع مجموعات يبدو<br />

مقبولا وسيساعد في إعطاء التفسيرات المناسبة.‏<br />

-<br />

-<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

الجدول (1) تطور مساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي حساب الإنتاج وحساب الاستغلال %<br />

Année PPBS PCIS PVAS PCFFS PRIS PILPS PRSS PENES Année PPBS PCIS PVAS PCFFS PRIS PILPS PRSS PENES<br />

1974 1.000 1.784 0.557 0.884 0.528 0.747 1.137 0.170 1991 0.484 0.862 0.292 0.399 0.284 0.279 0.648 0.145<br />

1975 0.907 1.399 0.567 0.695 0.553 0.749 1.000 0.238 1992 0.390 0.689 0.233 0.398 0.222 0.141 0.637 0.077<br />

1976 0.805 1.203 0.536 0.530 0.537 0.694 1.080 0.157 1993 0.335 0.528 0.216 0.428 0.191 0.154 0.534 0.035<br />

1977 0.743 1.102 0.517 0.457 0.524 0.877 0.929 0.159 1994 0.317 0.479 0.215 0.345 0.200 0.132 0.587 0.055<br />

1978 0.737 1.077 0.525 0.500 0.527 0.318 0.930 0.301 1995 0.232 0.405 0.135 0.336 0.116 0.<strong>09</strong>3 0.513 -0.014<br />

1979 0.593 0.890 0.414 0.290 0.428 0.330 0.768 0.222 1996 0.170 0.299 0.101 0.251 0.086 0.072 0.430 -0.014<br />

1980 0.595 0.844 0.455 0.400 0.461 0.361 0.966 0.160 1997 0.074 0.117 0.051 0.038 0.052 0.020 0.086 0.049<br />

1981 0.544 0.748 0.423 0.342 0.432 0.330 0.882 0.180 1998 0.186 0.298 0.116 0.234 0.104 0.069 0.432 0.004<br />

1982 0.601 0.876 0.453 0.315 0.470 0.345 0.889 0.204 1999 0.135 0.218 0.084 0.130 0.079 0.047 0.281 0.027<br />

1983 0.577 0.854 0.411 0.218 0.437 0.373 0.769 0.196 2000 0.118 0.216 0.070 0.133 0.065 0.033 0.264 0.029<br />

1984 0.589 0.889 0.419 0.300 0.434 0.223 0.785 0.256 2001 0.113 0.206 0.065 0.078 0.064 0.041 0.261 0.023<br />

1985 0.601 0.924 0.425 0.292 0.443 0.531 0.824 0.169 2002 0.124 0.224 0.071 0.064 0.072 0.040 0.194 0.050<br />

1986 0.633 0.888 0.482 0.262 0.516 0.559 0.796 0.254 2003 0.105 0.206 0.058 0.058 0.058 0.035 0.168 0.039<br />

1987 0.625 0.863 0.473 0.290 0.501 0.442 0.797 0.266 2004 0.<strong>09</strong>6 0.195 0.053 0.052 0.053 0.031 0.162 0.035<br />

1988 0.611 0.963 0.4<strong>09</strong> 0.390 0.411 0.899 0.752 -0.0<strong>09</strong> 2005 0.078 0.172 0.042 0.043 0.042 0.023 0.159 0.027<br />

1989 0.601 0.952 0.405 0.352 0.411 0.316 0.835 0.186 2006 0.063 0.135 0.035 0.038 0.035 0.019 0.129 0.023<br />

1990 0.602 0.953 0.410 0.324 0.418 0.372 0.872 0.221 2007 0.053 0.111 0.030 0.028 0.030 0.016 0.100 0.021<br />

محسوبة انطلاقا من بيانات<br />

1- Collections Statistiques, Série E: Statistiques Économiques , N° 131,<br />

2- RETROSPECTIVE DES COMPTES ECONOMIQUES DE 1963 A 2005, ONS, Alger, Novembre 2006 ;<br />

3- http://www.ons.dz/-Compte-de-production-et-compte-d-.html?debut_articles=10#pagination_articles<br />

:<br />

المرجع :<br />

111


_________________________________________________________________________________<br />

دراسة إحصائية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري خلال الفترة 1974- 2007<br />

Variable<br />

ANOVA<br />

الجدول 2) (<br />

Somme<br />

des carrés ddl Moyenne<br />

des carrés F Sig.<br />

جدول (5 ( جودة تمثيل المتغيرات<br />

Qualité de représentation (Communalities)<br />

Initial<br />

Extraction<br />

Inter-groupes 8,042 7 1,149 16,593 0,000<br />

Intra-groupes 18,279 264 0,069<br />

Total 26,321 271<br />

Indice KMO et test de Bartlett<br />

جدول (3)<br />

Kaiser-Meyer-Olkin Measure of Sampling Adequacy. 0,772<br />

Approx. Chi-Square 855,617<br />

PPBS 1,000 0,998<br />

PCIS 1,000 0,975<br />

PVAS 1,000 0,992<br />

PCFFS 1,000 0,899<br />

PRIS 1,000 0,986<br />

PILPS 1,000 0,840<br />

Bartlett's Test of Sphericity<br />

Df 28<br />

PRSS 1,000 0,952<br />

Sig. 0,000<br />

جدول (4 ( قسم من مصفوفة الارتباط الصورية<br />

PENES 1,000 0,977<br />

Méthode d'extraction : Analyse en composantes principales.<br />

PPBS PCIS PVAS PCFFS PRIS PILPS PRSS PENES<br />

0,802 a 0,807 a 0,734 a 0,753 a 0,742 a 0,752 a 0,855 a 0,722 a<br />

a. Measures of Sampling Adequacy(MSA)<br />

ملاحظة : اكتفينا بقيم القطر الرئيسي فقط<br />

جدول (6) القيم الذاتية ونسب التشتت حول المحاور العاملية Variance totale expliquée<br />

Composante<br />

Valeurs propres initiales<br />

Extraction Sommes des<br />

carrés des facteurs retenus<br />

Somme des carrés des facteurs<br />

retenus pour la rotation<br />

Total<br />

% de la variance % cumulés Total % de la variance % cumulés Total % de la variance % cumulés<br />

1 7,024 87,803 87,803 7,024 87,803 87,803 4,393 54,916 54,916<br />

2 0,594 7,421 95,224 0,594 7,421 95,224 3,225 40,308 95,224<br />

ملاحظة : اكتفينا بالقيمتين ِ الذاتيتين الأولى والثانية principales. Méthode d'extraction : Analyse en composantes<br />

112


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الشكل (1) تطور النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الإنتاج الخام الوطني<br />

الشكل (2) تطور النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الاستهلاك<br />

الوسيط الوطني<br />

الشكل (3) تطور النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي القيمة المضافة<br />

الوطني<br />

الشكل (4) تطور النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي استهلاك<br />

الأصول الثابتة الوطني<br />

الشكل (5) تطور النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الدخل الداخلي<br />

الوطني<br />

الشكل (6) تطور النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الضرائب<br />

المرتبطة بالإنتاج الوطني<br />

الشكل (7) تطور النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي تعويض الأجراء<br />

الوطني<br />

الشكل (8) تطور النسبة المئوية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في إجمالي الفائض<br />

الصافي للاستغلال الوطني<br />

المرجع : مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول (1)<br />

113


_________________________________________________________________________________<br />

دراسة إحصائية لمساهمة قطاع الجلود والأحذية في الاقتصاد الجزائري خلال الفترة 1974- 2007<br />

ال شكل ‏(أ)‏<br />

الشكل ‏(ب)‏<br />

-<br />

1<br />

الإحالات والمراجع :<br />

2 - L’histoire technique de l’industrie, N°120 Ecole centrale de Lyon Bib Michel Serres, 1914, P.P 4-5<br />

- 3 قطاع الجلود والأحذية هو القطاع الم ُصنف رقم اثنا عشرة بالنسبة للديوان الوطني للإحصاء مصدر بيانات هذه الدراسة.‏<br />

http://www.ons.dz/-Compte-de-production-et-compte-d-.html<br />

أنظر :<br />

- ضمن نشاطات مخبر ‏"الجامعة،‏ المؤسسة والتنمية المحلية المستدامة"‏ بجامعة ورقلة،‏ فإن محتوى هذا الفصل يدخل ضمن محاور البحث الثالث سلسلة بحوث دف إلى تحديد مساهمة<br />

كل قطاع في الاقتصاد الوطني الم ُقسم إلى تسعة عشر قطاعا ‏(حسب تصنيف الديوان الوطني للإحصاء).‏<br />

114


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-<br />

4<br />

التعريف ذه المتغيرات وكيفية حساا والعلاقات المحاسبية الكائنة بينها،‏ أنظر : محمود فوزي شعوبي (2007)، السياحة والفندقة في الجزائر،‏ دراسة قياسية<br />

جامعة الجزائر،‏ كل ّية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير،‏ أطروحة دكتوراه العلوم في القياس الاقتصادي،‏ غير منشورة،‏ ص.ص 155-151.<br />

،2002/1974 –<br />

-<br />

5<br />

معامل الاختلاف أو التشتت النسبي VARIATION) =(COEFF. DE ‏(الانحراف المعياري للسلسلة/المتوسط الحسابي)‏ *100<br />

وكلما قلت قيمته عن<br />

%15 كلما دل<br />

ذلك على تجانس قيم المتغيرة،‏ لمزيد من الإطلاع أنظر في هذا :<br />

Gérald Baillargeon (1989) : Probabilités Statistique et technique de Régression, les éditions SMG, Québec Canada, PP<br />

31-32.<br />

6<br />

7<br />

- محمود فوزي شعوبي،‏ مطبوعة تحليل المعطيات،‏ مقدمة لطلاب السنة الأولى،‏ تخصص نمذجة اقتصادية،‏ دفعة . 2007<br />

- لدينا ثماني متغيرات،‏ وبالتالي فإن عدد المقارنات هو 28<br />

2<br />

. C 8<br />

=<br />

8<br />

9<br />

10<br />

11<br />

12<br />

- خالد بن سعد الجضعي (2005)، تقنيات صنع القرار تطبيقات حاسوبية،‏ الجزء الثاني،‏ دار الأصحاب للنشر والتوزيع،‏ الرياض،‏ ص‎471‎ ‏[بتصرف].‏<br />

- تشير درجة التشبع إلى معامل ارتباط كل متغير بالعامل،‏ وبتربيع هذه القيمة نحصل على نسبة التباين المفسر في المتغير من قبل العامل.‏<br />

- تفصيل هذه الفرضيات،‏ أنظر:‏<br />

خالد بن سعد الجضعي (2005)، تقنيات صنع القرار تطبيقات حاسوبية،‏ الجزء الثاني،‏<br />

- محدد مصفوفة معاملات الارتباط يساوي حاصل جداء القيم الذاتية لهذه المصفوفة.‏<br />

- مزيدا من الشرح أنظر:‏ عبد الوهاب دادن،‏ محمود فوزي شعوبي،‏ " تحليل السلوك الاقتصادي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصناعية في الجزائر خلال الفترة 2006-1990-<br />

مدخل التحليل إلى مركبات أساسية"،‏ ملتقى الاقتصاد الصناعي وأهميته في تصميم وقيادة السياسات الصناعية في الاقتصاديات الناشئة ، كلية العلوم الاقتصادية والتسيير،‏ جامعة بسكرة،‏<br />

03-02 ديسمبر .2008<br />

-<br />

-<br />

13<br />

14<br />

16<br />

فضلا أنظر ‏[خالد بن سعد الجضعي،‏ مرجع سابق،‏ ص‎496-495‎‏.]‏<br />

النسب الإجمالية للتباين المفسر قبل عملية التدوير مساوية لتلك المحسوبة بعد عملية التدوير،‏ ولا يكمن الاختلاف إلا في توزيع تلك النسب على العوامل المستخرجة.‏<br />

- توجد عدة أساليب لتحديد عدد العوامل ‏(المحاور الأساسية)،‏ ومن بينها أسلوب التباين المفسر،‏ حيث يتجه بعض المحللين إلى إدراج العوامل التي تفسر نسبة محددة من التباين.‏ غير أننا<br />

سنعتمد في دراستنا هذه على أسلوبي » Criterion « Kaiser و Plot» .«Scree<br />

15<br />

- عبد الوهاب دادن،‏ محمود فوزي شعوبي،‏ مرجع سابق.‏<br />

التفسير يعود للأستاذ:‏ عبد الوهاب دادن.‏<br />

- 17<br />

محمود فوزي شعوبي،‏ النسب المالية من منظور التحليل العاملي،‏ نحو بناء نموذج للتصنيف،‏ حالة تعاونية الحبوب والخضار الجافة CCLS ورقلة-الجزائر،‏ رسالة ماجستير غير<br />

منشورة،‏ جامعة الجزائر،‏‎1998/1997‎‏،‏ ص ص<br />

.121 ،120<br />

18<br />

- حركة السهم النازل في الرسم يمينا أو يسارا يحدد عدد اموعات المرغوب.‏<br />

115


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-<br />

:<br />

تحديد مثلوية سلاسل الإمداد باستخدام البرمجة الخطية بالأهداف المرجحة<br />

دراسة حالة شركة أطلس كيمياء بمغنية–‏<br />

نسيمة لعرج مجاهد،‏ جامعة تلمسان،‏ الجزائر<br />

l-m-nassima@live.fr<br />

مصطفى طويطي،‏ جامعة البويرة،‏ الجزائر<br />

kaizen1982@yahoo.fr<br />

ملخص يهدف هذا المقال إلى توضيح دور إدارة سلسلة الإمداد في ترشيد القرارات الإدارية وذلك من خلال محاولة اقتراح نموذج رياضي لحل مشكل<br />

سلاسل الإمداد لمؤسسة صناعية جزائرية والمتمثلة في شركة أطلس كيمياء بمغنية،‏ حيث يسعى النموذج إلى تدنية تكاليف الإمداد من جهة وتعظيم الربح<br />

ليتم في الأخير حل النموذج الرياضي<br />

الكلي من جهة أخرى،‏ وهذا بالاستعانة بالبرمجة الخطية بالأهداف المرجحة<br />

المقترح باستخدام البرنامج LINDO<br />

الكلمات المفتاح سلسلة الإمداد،‏ اتخاذ القرار،‏ النموذج،‏ البرمجة بالأهداف المرجحة،‏ شركة أطلس كيمياء.‏<br />

Weighted Goal Programming<br />

.<br />

1<br />

:<br />

تمهيد :<br />

تواجه المؤسسات اليوم العديد من التحديات سواء في بيئة عملها الداخلية مثل ضرورة كفاءة المنظمة في استخدام مواردها<br />

وإمكانياا المتاحة ، وفي بيئة عملها الخارجية مثل ضغوط المنافسة الموجودة في الأسواق،‏ نتائج العولمة التي تدور حول فتح الأسواق<br />

المحلية للمنتجات الأجنبية ، ضف إلى ذلك التطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال وتوسيع استخدام دائرة<br />

المعلومات وخاصة الانترنت التي ساهمت بكثير في انفتاح الأسواق،‏ وبروز اتجاهات واستخدامات جديدة في الاقتصاد الحديث المعتمد<br />

على هذه التكنولوجيات كبروز مفهوم التجارة الالكترونية،‏<br />

،<br />

NTIC<br />

.<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

التسويق الالكتروني،‏ نظم إدارة العملاء الإلكترونية...الخ .<br />

هذه التغيرات التي حدثت بطريقة فجائية وسريعة تجاوزت قدرات هذه المنظمات على التكيف معها ، وأدت إلى عجزها عن<br />

مواصلة معدل الأداء مما جعل المؤسسات الصناعية والخدمية المختلفة تعمل من أجل إيجاد مواقع وحصص سوقية لها في السوق العالمي<br />

بالإضافة إلى السوق الداخلي وتبحث عن عوامل النجاح لتعزيز مركزها التنافسي في الأسواق وتحقيق مزايا عدة.‏<br />

كما أصبح تنافس المؤسسات ليس فقط من خلال عرض منتجات ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة,‏ بل وأيضا تقديم هذه<br />

المنتجات وإتاحتها في المكان المناسب وفي الوقت المناسب وبالكميات المطلوبة التي تتوافق مع احتياجات الزبون.‏ لقد فرضت متطلبات<br />

التنافسية على المؤسسة ضرورة إعادة النظر في بناء أنظمتها والتمركز حول العمليات الموجهة إلى الزبون التي تضمن لها مكانة متميزة<br />

في السوق وأبرزها بناء نظام إمداد فعال,‏ باعتبار أن الإمداد هو السبيل الأساسي لربط المؤسسة بمحيطها وتحقيق إمكانية الوصول إلى<br />

زبائنها وتلبية حاجام ورغبام<br />

وباعتبار أن البحوث في العلوم الاجتماعية لم تعد تقتصر على عرض المشاكل ودراسة الظواهر وتحديد الأسباب واستخلاص<br />

النتائج واتخاذ القرارات بطريقة سطحية مجردة بعيدة عن أسلوب الموضوعية والقياس،‏ بل أصبح الاتجاه العام السائد يعتمد على<br />

استخدام طرق القياس الكمية ومناهج إحصائية وذلك لتصنيف هذه الظواهر العلمية وإبراز خصائصها وتحليل العلاقات المتبادلة فيما<br />

بينها على أساس موضوعي<br />

وعليه فإن إشكالية هذه المقال تدور حول كيفية اقتراح نموذج رياضي لسلسة الإمداد الخاصة بشركة أطلس كيمياء والتي<br />

تعتبر من المؤسسات الوطنية المهمة كوا تزود المستهلك الوطني بالمواد الدسمة ذات الاستهلاك الواسع:‏ الصابون ، الغليسيرين والزيت،‏<br />

هذا بالاستعانة بالبرمجة الخطية بالأهداف المرجحة ‏،وعليه سوف نعالج هذه الإشكالية بالاعتماد على المحاور الرئيسية التالية:‏<br />

الإطار المفاهيمي لإدارة سلسلة الإمداد ؛<br />

الصيغة الرياضية لنموذج البرمجة بالأهداف لسلاسل الإمداد ؛<br />

نمذجة سلسلة الإمداد في شركة أطلس كيمياء<br />

Atlas؛ chimie<br />

117


__________________________________________________________________________<br />

تحديد مثلوية سلاسل الإمداد باستخدام البرمجة الخطية بالأهداف - دراسة حالة شركة أطلس كيمياء بمغنية–‏<br />

،<br />

-1<br />

الإطار المفاهيمي لإدارة سلسلة الإمداد<br />

إن التطورات التي تشهدها العديد من المؤسسات الصناعية منها أو الخدمية يمكن إسناده إلى قدرة هذه المؤسسات على إيجاد<br />

أدوات حديثة مكنتها من الاستفادة القصوى من الأطراف التي تعمل معها من أجل توفير احتياجات أسواقها وبما يتوافق مع رغبات<br />

وتطلعات المستهلكين بأكثر الطرق كفاءة وبراعة وبأقل التكاليف الممكنة ، لهذا لم يعد السعر هو الأداة الوحيدة التي تحقق هذه<br />

الأهداف وإنما تم استهجان بعض الأساليب الإدارية التي أظهرت فعليتها في هذا الجانب والتي يعتبر الإمداد أحد أهم هذه التقنيات<br />

الحديثة فبعد النجاحات التي حققها في الميدان العسكري تم انتقل هذا المفهوم في بداية القرن إلى الميدان الاقتصادي عن طريق<br />

سنة والتي تطرق فيها إلى عمليات التوزيع المادي للمنتجات الفلاحية من خلال الإشارة إلى جانب الإمداد في<br />

عمليات التوزيع وتوضيح دوره بالاستعانة بالطرق رياضية ‏،ورغم اعتراف العديد من الباحثين بأهمية هذه التقنية بالنسبة للمؤسسة إلا<br />

أنه لم ينظر إليه كوظيفة مستقلة وقائمة بذاا إلا بعد سنة التي تعتبر نقطة الانطلاقة الفعلية لتطور إدارة سلسلة الإمداد<br />

.<br />

20<br />

1945<br />

1901<br />

CROWELL<br />

-1-1<br />

مفهوم إدارة سلسلة الإمداد : إن دراسة إدارة سلسلة الإمداد تحتاج إلى فهم مضمون الإمداد أولا يقصد بالإمداد<br />

تبعا لس إدارة الإمداد CLM على أنه عملية تخطيط وتنفيذ ورقابة التدفق والتخزين الكفء والفعال للمواد الأولية والمنتجات النهائية<br />

وربط ونقل المعلومة من نقطة الاستهلاك لغرض مقابلة وإرضاء متطلبات العملاء<br />

أما فيختصر مفهوم الإمداد في أنه " جلب ما يلزم،‏ أين ما يلزم ومتى يلزم"‏<br />

ومن هنا يمكن استنتاج عدة أنواع للإمداد تختلف باختلاف أهدافها وهي<br />

إمداد التموين : الذي يسمح بجلب المواد الأولية الضرورية لعملية الإنتاج إلى المصانع.‏<br />

إمداد التموين العام والذي يسمح بجلب أو شراء المواد المختلفة الضرورية لنشاط المؤسسات الخدمية أو الإدارات<br />

‏(مستلزمات المكاتب على سبيل المثال).‏<br />

إمداد التوزيع : ويتمثل في إمداد الموزعين للمستهلكين النهائيين بالمواد المحتاجين إليها،‏ إما في المساحات التجارية الكبيرة،‏<br />

أو بالبيع الشخصي.‏<br />

الإمداد المساند أو الداعم : ظهر هذا النوع من الإمداد في القطاع العسكري ولكنه امتد إلى قطاعات أخرى مثل:‏ قطاع<br />

الطائرات،‏ الطاقة،‏ الصناعة...‏ الخ<br />

نشاط يسمى بالخدمة ما بعد البيع : وهو قريب جدا من الإمداد الداعم أو المساند،‏ إلا أن هذا النشاط يتم على مستوى<br />

السوق أين تباع المنتجات.‏<br />

، ويعني استرداد المنتجات التي لا يرغب<br />

الإمداد في الاتجاه المعاكس<br />

فيها المستهلك أو التي تحتاج إلى إصلاح،‏ ويعني كذلك تشخيص النفايات الصناعية،‏ والتغليف،‏ والمواد غير المستعملة.‏<br />

، حيث<br />

.<br />

3<br />

.<br />

2<br />

:<br />

4<br />

: ويسمى باللغة الفرنسية Logistique à l’envers<br />

:<br />

PIMOR<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

إلى<br />

أما بالنسبة لسلسلة الإمداد كما ترجمها كل من L’AFNOR<br />

لفهم هذا المصطلح<br />

يفضل العبارة الأمريكية<br />

والذي يعرفها بأا المراحل المتتالية لإنتاج وتوزيع المنتج من مورد موردي المنتجين إلى زبائن زبائنهم"‏<br />

كما يمكن تعريفها على أا:‏ ‏"الإطار النظري الذي تستخدمه المنظمة لتحقيق التكامل بين وظائفها المختلفة والتي تبدأ من<br />

الموردين و تنتهي عند المستهلك النهائي و ذلك لتدفق سلع وخدمات المنظمة و المعلومات ذات الصلة بغرض كفاءة إدارة المنظمة<br />

لعملياا الداخلية وتعظيم قيمة منتجاا وخدماا من وجهة نظر عملائها وملاكها"‏<br />

،<br />

chaîne d’approvisionnement ,<br />

« Supply Chain »<br />

5<br />

.<br />

وأيضا ASLOG<br />

.<br />

6<br />

PIMOR.Y ‏،لكن logistique globale,chaîne logistique<br />

"<br />

بالرغم من تزايد الاهتمام بموضوع إدارة سلاسل الإمداد إلا أن هذا المفهوم مازال غامضا حيث لم يتم التوصل إلى تعريف<br />

واضح ومحدد له كما هو الحال بالنسبة للمفاهيم الإدارية الأخرى ؛ لأجل ذلك تم مقاربة هذا المفهوم من خلال عدة تعاريف<br />

بأا العملية المسئولة عن<br />

فتعرف إدارة سلاسل الإمداد أو ما يعرف بالمصطلح الأنجلوساكسوني<br />

،<br />

« Supply chain management »<br />

118


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

تنمية و إدارة نظام الإمداد الكلي للمنظمة بمكوناا الداخلية والخارجية و على المستوى التشغيلي،‏ فإنه يتضمن ويتجاوز أنشطة كل<br />

من الشراء والتوريد بالإضافة إلى امتلاكه للعديد من نواحي التركيز الاستراتيجي<br />

.<br />

7<br />

أيضا عرفت إدارة شبكات الإمداد بالعملية التي تختص بإدارة جميع الأنشطة اللازمة لتحريك المواد الخام والنصف مصنعة<br />

والمنتجات تامة الصنع من وإلى المشروع وبين مختلف أنشطة المشروع ؛ ويؤكد هذا التعريف على أنشطة الإمدادات السابقة لعملية<br />

الإنتاج وهي ما يطلق عليها أنشطة التوريد المادي،‏ وأنشطة الإمداد اللاحقة لعملية الإنتاج أي الإمداد التسويقي وهي أنشطة التوزيع<br />

المادي.‏<br />

8<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-2-1<br />

أهداف إدارة سلسلة الإمداد : بالوقوف على مفهوم إدارة سلسلة الإمداد نستنتج أن المؤسسة تسعى من خلال تطبيقها<br />

تسعى من وراء تطبيق لهذا المفهوم إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية و التي تتمثل فيما يلي:‏<br />

تحقيق إشباع المستهلك وذلك بتوفير السلع في الوقت والمكان المناسبين.‏<br />

تخفيض تكاليف الإمداد إلى أدنى حد ممكن مع الإبقاء على مستوى معين من الخدمة.‏<br />

التنسيق بين تدفق المواد والمعلومات عن طريق وضع نظام معلومات إداري فعال.‏<br />

-3-1<br />

مزايا إدارة سلسلة الإمداد : إن تبني المؤسسة الصناعية إدارة شبكة الإمداد كفلسفة جديدة في الإدارة من أجل تحقيق<br />

الأهداف السابقة الذكر،‏ ينتج عنه مزايا تساعد على التحكم الجيد في تكاليف أنشطة الإمداد وذلك كما يلي<br />

إن ارتكاز إدارة شبكة الإمداد على النظرة الشاملة في التسيير ومركزية السلطة،‏ يسمح بالمساءلة الدقيقة عن مدى تحقيق الأهداف<br />

المسطرة،‏ وأيضا معالجة المشاكل الخاصة بالأنشطة الفرعية من خلال التنسيق الذي يتم من مركز واحد،‏ هذا ما يساعد في تقييم أداء<br />

وظيفة الإمداد بطريقة موضوعية.‏<br />

إن تواجد مسؤول واحد يشرف على إدارة الإمداد داخل المؤسسة وكل الأنشطة الخاصة بتلك الإدارة،‏ يسهل من عملية التنسيق<br />

ويرفع من كفاءة الأداء،‏ حيث أن تحرك كل الأقسام التي تحت إشرافه كوحدة واحدة وتعاوا يساعد في انجاز أنشطة الإمداد بكفاءة<br />

عالية،‏ هذا ما يؤدي إلى تقديم أحسن خدمة للعملاء.‏<br />

بما أن وظائف المؤسسة مترابطة ومتكاملة،‏ فان تطبيق إدارة شبكة الإمداد يؤدي إلى السرعة والفعالية في الإنجاز والاتصال،‏ فمثلا<br />

عند تخطيط الاحتياجات من المواد تقوم إدارة المشتريات بمراقبة مستوى مخزون هذه المواد،‏ وعلى ضوء ذلك تصدر الأوامر بالشراء في<br />

الوقت المناسب،‏ فتتبع ورقابة مستويات المخزون ينتج عنه قرارات دف إلى تخفيض تكلفته،‏ تحسين معدل دورانه،‏ تخفيض عدد<br />

مرات نفاذ المخزون وتخفيض فترة التوريد إذا تطلب الأمر ذلك،‏ فكل هذا يؤدي إلى تحقيق مستوى أداء جيد.‏<br />

إن استخدام أنظمة الحاسبات الآلية لتجميع وتحليل البيانات يساعد في اتخاذ القرارات الفعالة،‏ وهذا ما يمكن تحقيقه في ظل إدارة<br />

شبكة الإمداد.‏<br />

يترتب على تطبيق إدارة شبكة الإمداد خلق روح الفريق داخل المؤسسة التي ينتج عنها تعاون وتنسيق فعال،‏ حيث لا ينظر الفرد<br />

إلى الوظيفة التي يمارسها فقط،‏ وإنما تأثيرها على الوظائف الأخرى وتأثير تلك الوظائف على وظيفته.‏<br />

إن الإدارة الفعالة لشبكة الإمداد تؤدي إلى تحسين ربحية المؤسسة،‏ عن طريق تخفيض التكاليف الكلية للإمداد والرفع من مستوى<br />

الخدمة المقدمة للعملاء هذا ما ينتج عنه زيادة في حجم المبيعات.‏<br />

:<br />

9<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-2<br />

الصياغة الرياضية لنموذج البرمجة بالأهداف لسلاسل الإمداد<br />

أثبتت العديد من الدراسات التي تم بمواضيع الوحدات الاقتصادية إلى أن المؤسسات لا تسعى لتحقيق هدف واحد وإنما<br />

هي مجبرة على تحقيق عدة أهداف قد تتعارض فيما بينها،‏ و دف تجاوز نقائص أساليب الأمثلية المتعلقة بمثالية هدف واحد إما<br />

التي تتضمن<br />

التعظيم أو التدنية،‏ الأمر الذي أدى إلى ظهور أساليب التحليل متعدد المعايير<br />

تحقيق وفي وقت متزامن عدة أهداف متنوعة ومتناقضة بشكل علمي مع المحافظة على الطابع الإنساني لعملية اتخاذ القرار حيث تعتبر<br />

méthodes d’agrégation multicritère<br />

119


__________________________________________________________________________<br />

تحديد مثلوية سلاسل الإمداد باستخدام البرمجة الخطية بالأهداف - دراسة حالة شركة أطلس كيمياء بمغنية–‏<br />

أهم تقنياته،‏ وهي ما تتوافق مع الأهداف المتعددة للإمداد ) تدنية التكاليف،‏ تعظيم الربح،‏<br />

البرمجة بالأهداف<br />

تدنية زمن الخدمة،‏ وتحسين جودة الخدمات المقدمة للزبائن…‏<br />

فإن نموذج البرمجة بالأهداف ‏"عبارة عن منهجية رياضية مرنة وواقعية<br />

وحسب<br />

موجهة بالأساس لمعالجة مسائل اتخاذ القرار المعقدة والتي تتضمن الأخذ بعين الاعتبار عدة أهداف إضافة للكثير من المتغيرات<br />

والقيود"‏<br />

الخ ).<br />

Goal Programing<br />

(1998)Carlos Romero & MehrdadTamiz<br />

.<br />

10<br />

، وذلك<br />

11<br />

أما عن المنهجية فهي تم بالبحث عن الحل الذي يصغر بقدر الإمكان اموع المطلق للانحرافات بالنسبة للقيم المستهدفة<br />

كما يوضحه الجدول التالي الذي يبين مختلف الحالات الممكنة لهذه الانحرافات<br />

:<br />

12<br />

نوع القيد<br />

المعادلة التي يأخذها القيد<br />

الانحرافات التي تظهر في الدالة الاقتصادية<br />

+<br />

δ i<br />

−<br />

δ i<br />

+ −<br />

δ<br />

+<br />

i δ i<br />

+ −<br />

( x) −<br />

δ<br />

+<br />

i δ i bi<br />

+ −<br />

( x) −<br />

δ<br />

+<br />

i δ i bi<br />

+ −<br />

( x) −<br />

δ<br />

+<br />

i δ i bi<br />

f i<br />

=<br />

f i<br />

=<br />

f i<br />

=<br />

f<br />

i<br />

( x) ≤ bi<br />

f () x ≥ i bi<br />

f () x = i bi<br />

ومن أبرز نماذج البرمجة الخطية بالأهداف في الظروف التأكد نجد البرمجة بالأهداف المعيارية<br />

التي تعمل على تدنية مجموع القيم المطلقة لانحرافات النتائج عن الأهداف،‏ حيث يتم كتابة الصياغة الرياضية لها<br />

بالعلاقات التالية<br />

(Standard Goal<br />

،<br />

:<br />

Programming)<br />

13<br />

δ + i<br />

δ − i<br />

+ −<br />

( x )<br />

مع العلم أن جداء الانحرافات الموجبة والسالبة معدوم،‏ لأن<br />

حيث أنه لا يمكن أن نصل إلى قيمة أكبر من الهدف وأصغر منه في آن واحد,‏ مع :<br />

و الانحراف<br />

لا يمكن أن يتحققا معا.‏<br />

δ i<br />

δ i<br />

: a ij معاملات التكنولوجيا المتعلق بمتغيرات القرار.‏<br />

: B شعاع العمود للكميات المتاحة.‏<br />

C: مصفوفة المعاملات المتعلقة بقيود الموارد المتاحة.‏<br />

δ: + i هو الانحراف الايجابي عن مستوى الطموح<br />

δ: − i هو الانحراف السلبي عن مستوى الطموح<br />

bi<br />

المحدد للهدف<br />

المحدد للهدف<br />

.i<br />

.i<br />

bi<br />

وبالرغم من أن صياغة نموذج البرمجة الخطية بالأهداف في شكله المعياري لقيت رواجا مهما في البداية،‏ إلا أن ذلك لم يتواصل<br />

بسبب ظهور مجموعة من الملاحظات من بعض الباحثين والتي تركزت حول التجريد التام من أفضليات متخذ القرار بحيث يقتصر<br />

120


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

المحلل الكمي فقط على معطيات حول مستويات الطموح للأهداف وبعض برامترات المسألة دون أي اهتمام لأفضليات متخذ القرار،‏<br />

لحل هذه المشكلة<br />

كما أنه لا يمكن تطبيقه في جميع الحالات اتخاذ القرار الواقعية،‏ من أجل ذلك سعى كل من<br />

عن طريق تقديم نموذج آخر بعد نموذج المعياري وهو نموذج البرمجة بالأهداف المرجحة الذي يعتمد على إضافة بعض المعاملات<br />

على النموذج المعياري وهي مخصصة للانحرافات الموجبة والسالبة تتماشى هذه المعاملات مع أهمية الهدف,‏ فكلما كان الهدف مهما<br />

كلما كانت المعاملات المضافة لانحرافات مرتفعة والعكس صحيح والشكل التحليلي لهذا النموذج يكتب على الشكل التالي<br />

:<br />

15<br />

Cooper et Charnes<br />

14<br />

،<br />

وبالتالي تعد البرمجة بالأهداف المعيارية حالة خاصة من البرمجة بالأهداف المرجحة<br />

حيث<br />

: معامل الأهمية المرتبط بالانحراف السالب<br />

.<br />

+ −<br />

( w = w = 1)<br />

j<br />

.δ − i<br />

.δ − i<br />

j<br />

wi<br />

−<br />

w i<br />

+<br />

16<br />

وحسب Martel et Aouni.B<br />

:<br />

: معامل الأهمية المرتبط بالانحراف الموجب<br />

كلما كانت النسبة المئوية ل<br />

wi<br />

-3<br />

أكبر،‏ صغر الانحراف<br />

نمذجة سلسلة الإمداد في شركة أطلس كيمياء<br />

سوف نحاول نمذجة أهداف وقيود سلاسل الإمداد في شركة أطلس كيمياء<br />

حلها باستعمال البرمجة الخطية بالأهداف المرجحة.‏<br />

Atlas chimie<br />

-1-3<br />

المتعلق بالقيد i.<br />

17<br />

في شكل معادلات ومتراجحات رياضية،‏ ليتم<br />

هدف المقال : على اعتبار أن الأعمال اللوجيستية في السنوات الأخيرة أصبحت تشكل أهمية كبيرة ومتزايدة بالنسبة للعديد<br />

من منظمات الأعمال،‏ كوا تؤدي إلى إضافة حقيقية للقيمة،‏ كما أن تكلفة الأعمال اللوجستية تمثل نسبة كبيرة من إجمالي<br />

التكاليف بالنسبة لجميع منظمات الأعمال،‏ حيث أثبتت العديد من الدراسات في السنوات الأخيرة أن متوسط تكلفة الأعمال<br />

اللوجستية بلغت من إجمالي تكاليف التشغيل على مستوى المنظمة،‏ سنحاول من خلال هذا المقال إبراز فعالية أسلوب<br />

البرمجة الخطية بالأهداف المرجحة في إدارة سلاسل الإمداد في مؤسسة صناعية جزائرية والمتمثلة في شركة أطلس كيمياء التي تعتمد<br />

على الطرق التقليدية في عملية اتخاذ القرارات والتي ترتكز أساسا على خبرة متخذ القرار وتجاربه السابقة ومل الأساليب العلمية<br />

الحديثة في الإدارة واتخاذ القرار مما يجعلها تتحمل تكاليف إضافية،‏ وتعاني من العديد من المشاكل ك َ<br />

ارتفاع تكاليف الإنتاج خاصة تكاليف نقل المنتجات وجلب المواد الأولية.‏<br />

:<br />

%60 -50<br />

-<br />

-<br />

-<br />

التكاليف المرتفعة للمواد الأولية عالية الجودة.‏<br />

التسيير العشوائي لسلاسل الإمداد وعدم وجود مخططات مدروسة لها.‏<br />

121


__________________________________________________________________________<br />

تحديد مثلوية سلاسل الإمداد باستخدام البرمجة الخطية بالأهداف - دراسة حالة شركة أطلس كيمياء بمغنية–‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-2-3<br />

يقدر ب<br />

عدم التنسيق بين عملية الإنتاج،‏ نقل والتسويق.‏<br />

مشاكل النقل والتوزيع.‏<br />

وجود منافسة شديدة تواجهها هذه الشركة.‏<br />

سياسة شركة أطلس كيمياء :<br />

29048975<br />

تضع شركة أطلس كيمياء في كل عام مخطط سنوي حيت دف فيه إلى تحقيق ربح صافي<br />

دج على الأقل،‏ وكذا تريد أن لا تتجاوز التكاليف الكلية للإمداد<br />

380290500<br />

دج،‏ وحسب مدير شركة<br />

أطلس كيمياء ومع اشتداد المنافسة التي تواجهها شركته فانه يعطي الأولية لهدف تدنية تكاليف شبكة إمداد مع المحافظة على مستوى<br />

الربح وعليه تكون أهمية<br />

( w i<br />

)<br />

لكل هدف كالتالي<br />

2 :<br />

للهدف الأول،‏<br />

للهدف الثاني.‏ 1<br />

+<br />

−<br />

w1 = 2,<br />

w2<br />

= 1<br />

حسب تقديرات متخذ القرار في شركة أطلس كيمياء بالنسبة لمبيعات السنوية من المنتجات الثلاث هي كالتالي :<br />

‎11030000‎كغ من المبيعات المتنبأ ا للصابون ؛ ل من المبيعات المتنبأ ا للغليسرين.‏<br />

ل من المبيعات المتنبأ ا لزيت عباد الشمس.‏<br />

سعر التكلفة وربح الوحدة بالنسبة لمنتجات الشركة كما يظهره الجدول (1).<br />

الموارد المتاحة سنويا لدى الشركة كما يبين الجدول<br />

.(2)<br />

685106.38-<br />

-<br />

4051280-<br />

بالنسبة للقيود الطاقة التخزينية والطاقة الإنتاجية المؤسسة لا تعاني مشاكل فيها.‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-3-3<br />

إعداد النموذج الرياضي العام<br />

:<br />

:<br />

X1<br />

أ-‏ فرضيات المنتوجات المنتجات المراد تطبيق البرمجة الخطية بالأهداف عليها هي :<br />

: الكمية المنتجة من صابون الغسيل.‏ : الكمية المنتجة من الغليسرين.‏<br />

ب-‏ فرضيات الموارد المتاحة<br />

X3<br />

X2<br />

:<br />

ب-‏‎1‎‏-‏ فرضيات المواد الأولية غير المستغلة<br />

ب-‏‎2‎‏-‏ فرضيات وحدات القياس<br />

:<br />

الرموز المستعملة هي الرمز<br />

i<br />

: الكمية المنتجة من زيت عباد الشمس.‏<br />

.<br />

Ei حيث 6) .. 3 (1.2. =<br />

:<br />

نستعمل الكيلوغرام بالنسبة للصابون،‏ ونستعمل اللتر للزيت والغليسرين.‏<br />

كما نعتمد الدينار الجزائري في قياس الربح الكلي والتكاليف الكلية للإمداد لأنه يمثل العملة المعتمدة من طرف المؤسسة محل الدراسة.‏<br />

4-3- صياغة وحل مشكل سلاسل الإمداد في شركة أطلس كيمياء باستخدام البرمجة الخطية المرجحة<br />

المسألة باستخدام نموذج البرمجة بالأهداف المرجحة تكتب بالشكل التالي<br />

:<br />

:<br />

الصياغة الرياضية لهذا<br />

122


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

+<br />

δ 1<br />

-<br />

-<br />

نلاحظ أن دالة الهدف هي مجموع انحرافين وهما<br />

الانحراف الموجب بالنسبة للهدف الأول وهو انحراف غير مرغوب فيه وبالتالي يجب تجنبه والتخفيف من أثره.‏<br />

بالنسبة للهدف الثاني وهو انحراف غير مرغوب فيه لأنه انحراف أقل من مستوى الطموح وبالتالي يجب<br />

تجنبه.‏<br />

ولحل هذه المسألة تم استخدام برنامج الذي يمكننا من الحصول على النتائج بسرعة كبيرة وبدقة،‏ والنتائج كما<br />

يوضحا الجدول (3)، والذي يتيح لمتخذ القرار في الشركة أطلس كيمياء مختلف متغيرات القرار المتعلقة بمستوى الإنتاج السنوي محققا<br />

في نفس الوقت أدني تكلفة كلية للإمداد وأعظم ربح محترما قيود وشروط المؤسسة،‏ حيث من خلال الجدول (3) يمكن استنتاج ما<br />

يلي<br />

لتحقيق ربح صافي يقدر ب دج على الأقل وحتى لا تتجاوز التكاليف الكلية للإمداد لمنتجات شركة أطلس<br />

كيمياء دج،‏ يجب على مسيري الشركة إتباع الخطة الإنتاجية التالية وهي ‎741460.812‎طن من الصابون<br />

و‎685106.375‎ ل من الغليسرين و‎2500000‎ ل من الزيت.‏<br />

:<br />

(4)<br />

: إنتاج<br />

Lindo 6.1<br />

29048975<br />

-<br />

δ 2<br />

الانحراف السالب<br />

380290500<br />

:<br />

بمقارنة النتائج المتحصل عليها من خلال عملية النمذجة مع المعلومات المقدمة لنا سابقا كما يظهر الجدول نلاحظ أن<br />

للهدف الأول وهو تدنية التكاليف تم تحققه بنسبة ، أما الهدف الثاني والمتمثل في الربح تم تحقيقه بنسبة أحسن من مستوى<br />

الأهداف ويعني ذلك تحقق الأهداف المرجوة من عملية النمذجة،‏ حيث سعينا إلى إيجاد حلول وسطى"‏compromis‏"‏ توفيقية فيما<br />

بينها تسمح بالاستغلال الأمثل للموارد المتاحة والمحدودة وتحقق الأهداف المسطرة والتي تتعارض فيما بينها.‏<br />

أما بالنسبة للطاقات غير المستغلة<br />

الصودا الكمية غير المستغلة<br />

%92.24<br />

(Slack Variables)<br />

ويمكن للمؤسسة أن تستغلها مرة أخرى<br />

:<br />

(E1) تساوي 1891964.25)<br />

:<br />

-<br />

الكمية : تربة مزيلة للون ؛ آغ)‏<br />

غير المستغلة<br />

(E2)<br />

464980.56)<br />

المستغلة<br />

الكمية : أكسيد التيتان ؛ آغ)‏<br />

غير المستغلة<br />

(E3) تساوي 4332.68)<br />

: حمض الكلور ؛ آغ)‏<br />

(E4) تساوي 19931.49)<br />

الكمية : ؛ فحم فعال ( آغ<br />

غير المستغلة<br />

(E5) تساوي 48629.78)<br />

( آغ<br />

: حمض الليمون -<br />

تم استغلال كل هذا المادة الأولية<br />

تم استغلال فقط (108035.75 كغ)،‏<br />

(E6) تساوي 0)<br />

). آغ<br />

كغ)،‏ (35019.44<br />

كغ)،‏ (68.51 كغ)،‏ (667.32<br />

كغ)‏ (1370.21<br />

؛<br />

0) ،<br />

الكمية<br />

كغ)‏<br />

تساوي<br />

غير<br />

بالنسبة<br />

لهذه المواد الأولية على الترتيب،‏ ونلاحظ أن لجميع المواد الأولية طاقات غير مستغلة معتبرة مقارنة بما هو متاح ماعدا حمض الليمون<br />

حيت تم استخدام هذا المادة الأولية كليا .<br />

بالنسبة لقيود المبيعات المتنبأ ا للصابون،‏ الغليسرين وزيت عباد الشمس على التوالي،‏ وما يمكن الإشارة إليه انه بالرغم ما<br />

يميز التخمين الشخصي والاعتماد على خبرة متخذ القرار بانخفاض كلفتها كوا مقبولة في الحالات التي تتصف فيها المبيعات<br />

بالاستقرار إلا أن عدم استخدام الأساليب العلمية يجعل شركة أطلس كيمياء تتحمل تكاليف إضافية هي في غنى عنها وهذا ما يتضح<br />

من خلال الفرق بين توقعات المؤسسة والبديل المقترح ماعدا منتوج الغليسرين أين تطابقت توقعات المؤسسة مع البديل المقترح.‏<br />

بالنسبة لأسعار الظل<br />

∆ 1<br />

= 10288539 ; ∆2<br />

= 0 ; ∆3<br />

= 1551280 . 13<br />

(5) ب Price) ( Dual<br />

( Shadow Price)<br />

المواد الأولية وهي موضحة في جدول رقم<br />

جميعها معدومة وهذا يعني أن إضافة أي كيلوغرام من هذا المواد الأولي لن يؤثر على أهداف شركة أطلس كيمياء.‏<br />

نلاحظ أن<br />

وهذا ما يؤكد أن الشيء الأساسي المهم لصياغة مثل هذه النماذج الرياضية هو ضرورة توفر قاعدة بيانات صلبة،‏ في هذا الجانب<br />

لاحظنا بعض النقائص في مجال المحاسبة التحليلية للشركة خصوصا من ناحية المعلومات الخاصة بتكاليف الإنتاج،‏ مستوى الأرباح<br />

ورقم الأعمال وذلك بحجة سرية هذه المعلومات.‏<br />

123


__________________________________________________________________________<br />

تحديد مثلوية سلاسل الإمداد باستخدام البرمجة الخطية بالأهداف - دراسة حالة شركة أطلس كيمياء بمغنية–‏<br />

α<br />

:<br />

-4-3<br />

تحليل الحساسية ما تجدر الإشارة إليه انه في الغالب الوصول إلى الحل الأمثل لا يعتبر اية العملية التي استعملت من أجلها<br />

البرمجة الخطية بالأهداف،‏ فقد يهتم متخذ القرار بمعرفة ماذا يحدث إذا تغيرت المعطيات التي تم الاعتماد عليها عند صياغة المسألة<br />

الأصلية،‏ قد يهمنا على سبيل المثال معرفة أثر التغيير في مستوى الطموح للأهداف أو معرفة أثر تغيير كمية المواد الأولية المتوفرة سنويا<br />

أو أثر التغير في حالة ظهور منتوج جديد أو معرفة أثر إضافة قيد أو إخراج آخر من المسألة على الحل الأمثل المتحصل عليه مع بقاء<br />

المعطيات الأخرى على حالها،‏ فتقنيات تحليل الحساسية تمكننا من قياس آثار التغيرات واتخاذ التدابير اللازمة دون إعادة المسألة من<br />

جديد،‏ وفي هذا المقال سنركز فقط على أثر التغيير في مستوى الطموح للأهداف وكذا أثر التغيير في كمية الموارد لما لها من دور<br />

هام.‏<br />

:<br />

α ≠ 0<br />

-1-4-3<br />

-<br />

أثر التغيير في مستوى الطموح للأهداف في هذه الحالة نفترض أن مستوى طموح الربح الكلي أو التكلفة الكلية<br />

للإمداد تغير بمقدار مجهول وليكن حيث فما هو اال الذي يبقى أساس الحل الأمثل المتحصل عليه ؟<br />

إذا افترضنا أن مستوى الطموح الهدف الأول والمثمثل في التكلفة الكلية للإمداد تغير بمقدار مع ثبات العوامل الأخرى<br />

وحتى نبقي الحل الأمثل ثابتا لابد أن تكون αتنتمي للمجال التالي<br />

بمعنى الحدود الصغرى التي يمكن أن يأخذها مستوى طموح التكلفة الكلية للإمداد دج وبمكن أن ترفع إلى ما لا اية<br />

و هذا دائما في إطار فرضية ثبات بقية المعاملات الأخرى.‏<br />

إذا افترضنا أن مستوى الطموح الهدف الثاني والمتمثل في الربح الكلي تغير بمقدار مع ثبات العوامل الأخرى وحتى نبقي<br />

الحل الأمثل ثابتا لابد أن تكون αتنتمي للمجال التالي:‏<br />

وهذا يعني أن الحدود الصغرى التي يمكن أن يأخذها مستوى طموح الربح الكلي دج وبمكن أن ترفع إلى<br />

α<br />

] 16964086 [<br />

α ∈ ,+∞<br />

α ∈<br />

16964086<br />

α<br />

] 1890725 ,558605 .63[<br />

1890725<br />

:<br />

:<br />

-<br />

558605.63<br />

α<br />

-2-4-3<br />

دج و هذا دائما في إطار فرضية ثبات بقية المعاملات الأخرى.‏<br />

α<br />

أثر التغيير في كمية الموارد هنا نفترض أن الكمية الخاصة بنوع معين من المواد الأولية المتوفرة سنويا قد تتغير بمقدار<br />

معين وليكن فما هو مجال التغيير الذي يبقي أساس الحل الأمثل ثابتا ؟ هنا لا بد من الإشارة إلى أن عناصر العمود الأخير في<br />

الجدول الأمثل هي التي سوف تتأثر بإدخال مع ثبات العوامل الأخرى.‏<br />

وإذا افترضنا أن كمية الاستهلاك السنوي للصودا تغيرت بمقدار وحتى يبقى أساس الحل الأمثل ثابتا لا بد أن<br />

:<br />

α<br />

] 1891964 .25 [<br />

α ∈ ,+∞<br />

:<br />

نفس الشيء بالنسبة لبقية المواد الأولية المتوفرة سنويا في شركة أطلس كيمياء كما هو مبين في جدول (5)<br />

إذا افترضنا أن كمية الاستهلاك السنوي تربة مزيلة للون تغيرت بمقدار مع ثبات العوامل الأخرى وحتى نبقي الحل الأمثل<br />

α<br />

αتنتمي للمجال التالي:‏ [ ]<br />

α ∈ − 464980 .56,<br />

+∞<br />

ثابتا لابد أن تكون<br />

وإذا افترضنا أن كمية الاستهلاك السنوي أكسيد التيتان تغيرت بمقدار مع ثبات العوامل الأخرى وحتى نبقي الحل الأمثل<br />

ثابتا لابد أن تكون αتنتمي للمجال التالي:‏<br />

وإذا افترضنا أن كمية الاستهلاك السنوي لحمض الكلور تغير بمقدار مع ثبات العوامل الأخرى وحتى نبقي الحل الأمثل<br />

ثابتا لابد أن تكون αتنتمي للمجال التالي:‏<br />

وإذا افترضنا أن كمية الاستهلاك السنوي للفحم الفعال تغير بمقدار مع ثبات العوامل الأخرى وحتى نبقي الحل الأمثل<br />

ثابتا لابد أن تكون αتنتمي للمجال التالي:‏<br />

وإذا افترضنا أن كمية الاستهلاك السنوي لحمض الليمون تغير بمقدار مع ثبات العوامل الأخرى وحتى نبقي الحل الأمثل<br />

ثابتا لابد أن تكون αتنتمي للمجال التالي:]‏ ]<br />

α<br />

] − 4332 .68 +∞[<br />

α ∈ ,<br />

α<br />

] − 19931 .49 +∞[<br />

α ∈ ,<br />

α<br />

] − 48629 .78 +∞[<br />

α ∈ ,<br />

α ∈<br />

α<br />

− 282.93,527.39<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

124


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

أما بالنسبة للمبيعات المتنبأ ا للمنتجات الثلاث : الصابون ، الغليسيرين وزيت عباد الشمس فإذا حصل فيها أي تغير كأن<br />

يتوقع زيادا وحتى نبقي أساس الحل ثابت لابد أن تكون تنتمي للمجالات التالية وعلى التوالي:‏<br />

] −1551280 .13 +∞[ ،<br />

α ∈ ,<br />

α ∈<br />

] 18971 .06,59475 .47[ ،<br />

] −10288539<br />

+∞[<br />

α ∈ ,<br />

وهذا دائما في اطار فرضية ثبات المعاملات الأخرى.‏<br />

: خلاصة<br />

لقد قدمنا في هذا المقال مثالا عمليا على مدى فعالية الأساليب الكمية وبالأخص البرمجة بالأهداف المرجحة في الإدارة<br />

المثلى لسلاسل الإمداد في شركة أطلس كيمياء التي تساعدها على اتخاذ قرارات صائبة.‏<br />

و تمكنا من خلال هذا المقال أن نخرج بنتيجة مهمة وهي<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أن الإدارة الفعالة لسلاسل الإمداد في شركة أطلس كيمياء تتطلب الانتقال من مرحلة إدارة مجموع أنشطة التوريد،‏ التوزيع<br />

كأنشطة منعزلة عن بعضها البعض إلى إدارة عدد من الأنشطة بشكل متكامل.‏<br />

إن للبرمجة بالأهداف دور مهم في إدارة المثلى لأنشطة الإمداد لشركة أطلس كيمياء وتمكنها من تحقيق مزايا تنافسية وتساعد على<br />

اتخاذ قرارات صائبة ويبقى على المسير استعمال خبرته في توجيه الحلول المقترحة.‏<br />

عملية التطبيق المباشر لنموذج البرمجة الخطية بالأهداف المرجحة بدون مراعاة الظروف الحقيقية المحيطة بالمؤسسة يفقد هذا النموذج<br />

قيمته ويجعله مجرد تطبيقات عددية محدودة الأهمية فالإلمام بالمعلومات الحقيقية عن ظروف المؤسسة الداخلية والخارجية وجميع المعطيات<br />

التي تحدد معاملات و متغيرات المسألة تعتبر مرحلة جد هامة كما أن دراسة موضوع تحديد مثلوية سلاسل الإمداد لا يجب دراستها<br />

في ظل معطيات محددة بدقة وإنما يجب دراستها في ظروف عدم التأكد ، فبالرغم من الغياب التام لتطبيق مثل هذه الأساليب العلمية<br />

على مستوى المؤسسات الاقتصادية الجزائرية في الوقت الحاضر ، غير أن تحديات المستقبل القريب وما تحمله من رهانات اقتصاد<br />

السوق والمنافسة وحتمية العولمة ستفرض على متخذي القرار والمسيرين على حد سواء بالتوجه تدريجيا نحو الاستعانة بمثل هذه<br />

الأساليب الرياضية وهذا ما يستوجب من مؤسساتنا وجامعاتنا توفير أرضية مناسبة لذلك<br />

.<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

(1) : الجدول<br />

يوضح قيم سعر التكلفة،‏ سعر البيع والربح الوحدي للمنتجات الثلاث لشركة أطلس كيمياء .<br />

ربح الوحدة(دج)‏<br />

سعر البيع(دج)‏ سعر التكلفة(دج)‏ نوع القيد<br />

صابون الغسيل<br />

الغليسيرين<br />

زيت عباد الشمس<br />

2.55<br />

31.79<br />

7.17<br />

80<br />

103<br />

105<br />

77.44<br />

71.21<br />

97.83<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحثين بالاعتماد على الوثائق الداخلية للشركة محل الدراسة<br />

125


__________________________________________________________________________<br />

تحديد مثلوية سلاسل الإمداد باستخدام البرمجة الخطية بالأهداف - دراسة حالة شركة أطلس كيمياء بمغنية–‏<br />

المواد الأولية<br />

الصوادا<br />

تربة مزيلة للون<br />

أكسيد التيتان<br />

حمض الكلور<br />

فحم فعال<br />

مض الليمون<br />

الجدول (2)<br />

: المواد الكيمائية السنوية المتوفرة بالشركة<br />

الكمية للوحدة الواحدة<br />

الغليسرين<br />

الاستهلاك السنوي من المادة<br />

الصابون ( ‏(كغ<br />

2000000<br />

0.005<br />

0.002<br />

0.127<br />

500000<br />

0.006<br />

-<br />

0.027<br />

5000<br />

-<br />

-<br />

0.00<strong>09</strong><br />

20000<br />

-<br />

0.0001<br />

-<br />

50000<br />

-<br />

0.002<br />

-<br />

5000<br />

0.002<br />

-<br />

-<br />

زيت عباد الشمس<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحثين بالاعتماد مخبر جودة شركة أطلس كيمياء<br />

الجدول : جدول النتائج المتحصل عليها<br />

متغيرات القرار<br />

(3)<br />

X1=741460.812<br />

X2=685106.37<br />

X3=2500000<br />

المصدر<br />

متغيرات الانحراف<br />

0<br />

P 2 =0 ; P 1 =0<br />

N 1 =16964086<br />

N 2 =0<br />

دالة الهدف<br />

Z =<br />

مخرجات برنامج :<br />

LINDO 6.1<br />

(4) : الجدول<br />

مقارنة توقعات شركات أطلس كيمياء مع البديل المقترح<br />

التكاليف(دج)‏<br />

المنتجات<br />

الربح(دج)‏<br />

29048975<br />

29048976.5<br />

+1.5423<br />

X 2<br />

X‏(كغ)‏ 1<br />

11030000<br />

741460.8<br />

‏(ل)‏<br />

X 3<br />

685106.38<br />

685106.375<br />

توقعات المؤسسة<br />

البديل المقترح<br />

‏(ل)‏<br />

380290500<br />

350780149<br />

-29510351<br />

4051280<br />

2500000<br />

-1551280<br />

-0.05<br />

-10288539.2<br />

التغير ∆<br />

الجدول (5) : جدول النتائج المتحصل عليها<br />

المصدر : مخرجات البرنامج LINDO 6.1<br />

126


ص،‏<br />

________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الإحالات والمراجع :<br />

2 - A.Nesthurai, key players in the logistics chains ,west port:<br />

- 1 برنامج خاص بحل مسائل البرمجة الخطية .Linear Programming<br />

http://www.mina.gov.my/mina/html/papers/pdf/neso log chain.pdf-pages similaires<br />

3 - Y. Pimor , Logistique –Production, Distribution, Soutien , 4 ème édition DUNOD, Octobre 2005,P 03.<br />

4 - Y. Pimor ,Op-Cit , P 04.<br />

5 - Y. Pimor ,Op-Cit , P 05.<br />

6<br />

- محمد أحمد حسان ، إدارة سلاسل الإمداد ، الدار الجامعية الاسكندریة ، 2008 ، ص 41.<br />

7<br />

- ثابت عبد الرحمن إدریس،‏ جمال الدین محمد المرسى ، إدارة الشراء والإمداد ، الدار الجامعية الإبراهيمية الإسكندریة ، 2005 ، ص 60.<br />

.19<br />

8<br />

- عبد الغفار حنفي ، رسمية قریاقص،‏ أساسيات المواد والإمداد،‏ دار الجامعة الجدیدة للنشر الأزاریطية–الإسكندریة-‏ 2002<br />

خطيب سيدي محمد ، إدارة شبكة الإمداد في المؤسسة الصناعية دراسة حالة مصنع النسيج للمواد الثقيلة"‏MANTAL‏",‏<br />

شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادیة تخصص إدارة العمليات و الإنتاج ‏،جامعة أبوبكر بلقاید تلمسان ، عمل غير منشور<br />

مذآرة لنيل<br />

59. ‏،ص<br />

2005 ،<br />

-<br />

9<br />

10 - M . Tamiz , C. Romero and D.Jones , G.P for decision making : An overview of the current state of the<br />

art ,European. Journal of operation Research vol. 111 (579.581),1998, P 579.<br />

11 - A. Charnes , W.W Cooper , Management Models and Industrial Applications of Linear Programming,<br />

Wiley, New York 1961.<br />

12 -G. Erwin Kalve, Solving Multi-objective models with gams, gams development corp, Washington, 2000,<br />

p3.<br />

13 - B. Aouni, A. Hassain and J.Marc Martel ,les références du décideur dans le goal Programming :état de<br />

l’art et perspectives futures,6 ème conférence francophone de modélisation et simulation-rebat, Maro, avril<br />

2006,p2.<br />

14 - H. goghrod, J. Martel and B. Aouni, Vehicle park management though the goal programming model,<br />

INFOR, Feb 2003,p 94.<br />

15 -J.P.Ignizio, A Review of Goal Programming: A Tool for Multi-Objective Analysis,Journal of the<br />

Operation Research Society, 1978, P P 1115 -1122.<br />

16 - J. Marc Martel ، B. Aouni ، Méthode Multicritère De Choix D’un Emplacement :Le Cas D’un Airport<br />

Dans LeNouveau Québec , Information Systems & Operational Research, 1992 , P 113.<br />

تحمل شركة أطلس كيمياء هذا اسم فقط مند نوفمبر 20<strong>09</strong><br />

وهذا وفي إطار مشروع الدولة لخصخصة المؤسسات العمومية<br />

%80<br />

ENCG<br />

17<br />

-<br />

فسابقا كانت تسمى الشركة الوطنية للمواد الدسمة<br />

أسهم الشركة من طرف شركة<br />

، وهي شركة ذات أسهم ,(SPA) مختلطة،‏ حيث تم شراء<br />

من<br />

.(ENCG) و‎%20‎ من قيمة الأسهم ملك للشركة SAREL Agro-industrie<br />

127


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

" دراسة تقييمية لبرنامج ميدا "<br />

سليمة غدير أحمد،‏ جامعة<br />

ورڤلة ، الجزائر<br />

salsabil_0411@yahoo.fr<br />

ملخص :<br />

أصبح قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قطاعا هاما في الاقتصاد الوطني،‏ إذا أنه يساهم بنسبة ‎75‎بالمائة من الناتج المحلي الخام خارج<br />

المحروقات،‏ إلا انه مازال قطاعا هشا يعاني العديد من المشاكل والصعوبات التي تعيقه على أداء الأهداف المنتظرة منه،‏ وهذا ما طرح بديلا جديدا ألا وهو<br />

تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لجعلها قادرة على المنافسة محليا ودوليا في ظل الانفتاح الاقتصادي الجديد،‏ ولهذا سعت الجزائر إلى تبني العديد من<br />

البرامج أهمها برنامج ميدا لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي جاء في إطار الشراكة الأورو-جزائرية.‏<br />

الكلمات المفاتيح<br />

:<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ التأهيل،‏<br />

برنامج ميدا،‏ التنافسية،‏ الشراكة الاورو-جزائرية<br />

تمهيد :<br />

عمدت الجزائر إلى عدة تغييرات اقتصادية هامة منذ ثمانينيات القرن الماضي،‏ وهذا بتبنيها لبرامج الإصلاح الاقتصادي والتعديل<br />

الهيكلي رغبة منها في الاندماج في الاقتصاد العالمي،‏ وحتى لا تكون بمعزل عن التغيرات التي يشهدها العالم اليوم من تطور اقتصادي<br />

وتكنولوجي ومعلوماتي،‏ بالإضافة إلى حدة المنافسة،‏ خاصة وأن اتفاق الشراكة الجزائرية مع الاتحاد الأوروبي دخل حيز التنفيذ(سبتمبر<br />

2005)، بالإضافة لانضمامها المرتقب للمنظمة العالمية للتجارة،‏ وما يتبع ذلك من تحرير للمبادلات التجارية الدولية.‏<br />

وقد أعتبر قطاع المؤسسات الصغيرة المتوسطة أحد القطاعات التي أولته الجزائر اهتماما بالغا،‏ وذلك بداية بإصدار بعض<br />

التشريعات التي تترجم التصور الجديد للسياسة الاقتصادية المتجهة نمو الانتقال من اقتصاد ممركز إلى اقتصاد السوق،‏ يتبعها إنشاء<br />

وزارة خاصة ذا القطاع سنة وهي وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية<br />

،et moyenne entreprise et l’Artisanat وذا أصبح ينظر لهذا النوع من المؤسسات كتوجه جديد وبديل،‏ ذلك بالنظر<br />

للدور الكبير الذي تلعبه في دفع عجلة اقتصاد أي دولة،‏ حيث أا كانت سببا في ضة العديد من الدول المتقدمة حاليا،‏ اعتبارا<br />

لخصائصها المتعددة والمتمثلة في سهولة تكيفها ومرونتها وهذا ما يجعل منها قادرة على الجمع بين العناصر التالية:‏ النمو وتوفيرها<br />

لمناصب الشغل،‏ وجلب الثروة.‏<br />

Le ministère de petite<br />

1994<br />

كما دعمت الجزائر هذا القطاع بالعديد من البرامج والتعديلات،‏ وذا أصبح قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يشكل قطاعا<br />

محوريا للاقتصاد الجزائري،‏ حيث أنه يساهم ب ِ ‎75‎بالمائة من الناتج المحلي الخام خارج المحروقات،‏ وهي نسبة مهمة<br />

تستدعي المحافظة عليها والعمل على تنميتها.‏<br />

1<br />

PIB<br />

2<br />

رغم الأهمية التي أولتها الجزائر لهذا القطاع،‏ إلا أنه مازال قطاعا هشا يواجه العديد من العقبات ، جعلته غير قادر على تحقيق<br />

الأهداف المنتظرة منه،‏ مما جعلها تتوجه نحو تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ وهذا لتنميتها وتطويرها والرفع من مستواها وجعلها<br />

قادرة على المنافسة محليا وكذا دوليا،‏ وفي هذا الصدد قامت الجزائر بتبني العديد من برامج التأهيل الوطنية منها والدولية،‏ ومن بينها<br />

برنامج ميدا لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،ED/PME والذي جاء في ظل الشراكة الأورو-جزائرية،‏ ولهذا فإن الإشكال<br />

الذي يمكن طرحه في هذا الإطار يكون كالآتي:‏<br />

ما مدى مساهمة برنامج ميدا ED/ PME في الرفع من تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية ؟<br />

129


____________________________________________________________________________________________________<br />

تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر " دراسة تقييمية لبرنامج ميدا "<br />

:<br />

:<br />

-<br />

أهداف الدراسة دف من حلال هذه الدراسة إلى ما يلي<br />

معرفة واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر.‏<br />

التعرف على عملية التأهيل ومتطلباته بالإضافة إلى إبراز أهميته بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للرفع من قدرا<br />

التنافسية.‏<br />

-<br />

- الوصول إلى النتائج الإجمالية لبرنامج . ED/PME<br />

- إجراء دراسة تقييميه للنتائج المحققة ‏(أخذ عينة على مستوى الجنوب الجزائري).‏<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

حدود الدراسة تمثلت فيما يلي<br />

حصر الدراسة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتطرق إلى التطور التاريخي لها منذ الاستقلال إلى يومنا هذا.‏<br />

إن موضوع التأهيل عام وشاسع لهذا حصرنا الدراسة في تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصناعية الخاصة الجزائرية<br />

المستهدفة من قبل برنامج ED/PME والتي تشغل من 20 عامل فأكثر.‏<br />

نظرا لشساعة موضوع التنافسية،‏ تم حصرها في بعض التعريفات والأهداف وكذا الشروط.‏<br />

أما حدود الدراسة التطبيقية:الإطار المكاني الجنوب الجزائري.‏ أما الإطار الزمني فهو محدد من الفترة سبتمبر إلى غاية<br />

2002<br />

أفريل 2007.<br />

-1<br />

واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الجزائري<br />

تعود نشأة المؤسسات ص و م في الجزائر إلى فترة الاستعمار،‏ وغداة الاستقلال ورثت الجزائر قطاعا<br />

مهملا،‏ مكونا في<br />

أساسه من صناعات استخراجية ومن فروع صناعات استهلاكية صغيرة ومتوسطة تتمركز في المدن الكبرى والمناطق العمرانية.‏ إلا<br />

3<br />

أنه بدأ قي التطور و النمو،‏ حيث مر قطاع المؤسسات ص و م في الجزائر بوجهتين أساسيتين هما :<br />

-<br />

-<br />

الأول كان ينظر للمؤسسات ص و م كقطاع مكمل وتابع للقطاعات القاعدية وتشمل مرحلة السبعينيات.‏<br />

الثاني ويرى المؤسسات ص و م كأداة وأسلوب بديل للصناعات التي كانت قائمة،‏ وكأداة لعملية التنمية الاقتصادية.‏<br />

تطور قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر :<br />

4<br />

لقد مر قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بثلاث مراحل :<br />

.1-1<br />

.1-1-1<br />

الفترة ما بين<br />

: 1980 -1967<br />

ركزت سياسة التخطيط المنتهجة منذ<br />

1967<br />

على الصناعات الكبيرة المنتجة لوسائل<br />

الإنتاج،‏ بينما كان ينظر إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كأداة لتدعيم عمليات التصنيع الشاملة وتكثيف النسيج الصناعي<br />

الموجود،‏ لذلك عرفت هذه المؤسسات بالصناعات التابعة<br />

les industries entraîner<br />

، أما فيما يتعلق بالمؤسسات ص و م التابعة<br />

للقطاع الخاص فكانت مؤطرة بموجب قانون الاستثمار للعام 1966، حيث أن هذا الأخير أقر أهمية اعتماد المشاريع الخاصة من<br />

طرف اللجنة الوطنية للاستثمارات لكن سرعان ما حلت هذه اللجنة سنة 1981، واعتبرت المؤسسات ص و م كمكمل للقطاع<br />

العام ، فخلال هذه الفترة لم تكن هناك سياسة واضحة اتجاه القطاع الخاص،‏ كما أن دورها كان غير واضح ضمن التشريعات<br />

الجزائرية.‏<br />

130


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

.2-<br />

1-1<br />

فترة الثمانينيات : لقد ظهر خلال هذه الفترة تصور جديد للسياسة الاقتصادية يتجه أساسا نحو الانتقال بالاقتصاد<br />

الجزائري من اقتصاد مركزي إلى اقتصاد متفتح ، فأصبح ينظر بذلك للمؤسسات ص و م كتوجه جديد وبديل،‏ ومن هذا المنطلق<br />

أكد المخطط الخماسي الأول ‏(‏‎1984-1980‎‏)على ضرورة ترقية قطاع المؤسسات ص و م،‏ والاعتماد عليها في امتصاص حالات<br />

العجز الهامة المسجلة في العقدين السابقين،‏ كما تم إصدار قانون متعلق بالاستثمارات الوطنية الخاصة (1982-08-21) ، وإنشاء<br />

الديوان الوطني لتوجيه الاستثمار الخاص و متابعته و تنسيقه سنة 1983.<br />

بالرغم من الدفع الذي أعطته هذه الأطر والإجراءات القانونية لتنمية المؤسسات ص و م الخاصة،‏ إلا أا غير كافية في ظل<br />

عدم تكيف المحيط الاقتصادي تكيفا أمثل لظهور قطاع خاص مؤهل.‏<br />

1990<br />

:<br />

.3-1-1<br />

الفترة ما بين إلى يومنا هذا : لقد اعتبرت فترة التسعينات الفترة الحقيقية نحو إقامة قطاع حقيقي للمؤسسات<br />

ص و م وذلك بالشروع في يئة المناخ الاقتصادي الخصب الذي ينمو ويتطور فيه القطاع،‏ وقد مست هذه التهيئة بصفة خاصة<br />

القطاعات التالية<br />

قانون الخوصصة والشراكة،‏ فالأول يفتح بموجبه أعمال المؤسسات العمومية للقطاع الخاص،‏ فصدر بشأنه قانون عام<br />

ثم عدل بقانون آخر سنة 1997، أما الثاني فكان أهمه اتفاقات التعاون والشراكة مع الاتحاد الأوروبي والذي وقع سنة<br />

-<br />

1995<br />

.1998<br />

-<br />

النظام المصرفي من خلال الإجراءات المتخذة ابتداء من العام<br />

للقطاع الخاص وتخفيض أسعار الفائدة ابتداء من العام 1998.<br />

1992<br />

-<br />

التشريعات الجبائية شهدت تعديلات كبيرة من خلال قوانين المالية لسنوات<br />

امتيازات لإنشاء مؤسسات ص و م وتدابير تشجيعية من خلال تقديمها لإعفاءات كلية وجزئية.‏<br />

الهادفة إلى تحرير عمل البنوك،‏ وتقديم التسهيلات<br />

1992<br />

-<br />

-<br />

و‎1997‎و‎1998‎‏،‏ حيث تضمنت<br />

السياسة الجمركية التي أبدت من جانبها تجاوبا وذلك في إطار تحرر التجارة الخارجية من خلال تخفيض الرسوم الجمركية<br />

وتسهيل المعاملات المالية وفتح السوق الجزائرية على الخارج للقطاع الخاص.‏<br />

-<br />

التقليدية 1994<br />

إنشاء سوق مالية(بورصة)‏ لتبادل الأوراق المالية وذلك سنة 1993.<br />

إنشاء مصالح وزارة منتدبة لدى وزارة الاقتصاد سنة<br />

بكافة الصلاحيات<br />

1992<br />

6<br />

1990<br />

04<br />

.<br />

5<br />

-<br />

-<br />

إلى تنصيب وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة<br />

إصدار قانون النقد والقرض في أفريل خاص بتنظيم الاستثمار،‏ والذي كان يهدف إلى تنظيم قطاع النقد<br />

والقرض بتوجيه عمل البنوك وإعادة تحديد دور البنك المركزي بالإضافة إلى تشجيعه للاستثمار الأجنبي ‏(في كل االات)‏ إضافة إلى<br />

منحه المساواة في المعاملات بين المؤسسات العمومية والخاصة وإعطاء الأولوية الأكبر للمشاريع التي تساهم في التنمية الاقتصادية<br />

والاستقرار ‏(المادة 183).<br />

1993، وعلى<br />

-<br />

إصدار قانون مستقل لتوجيه الاستثمار وهو قانون سنة إثره تم تأسيس وكالة وطنية دف إلى تسهيل<br />

عمليات الاستثمار،‏ حيث تم تجميع كل المصالح في شباك واحد سمي بوكالة ترقية ومتابعة الاستثمارات.‏<br />

18/01<br />

وأخيرا جاء النص التشريعي في شكل قانون رقم الذي يترجم بصدق إرادة الدولة لتحقيق الأهداف المسطرة،‏<br />

من خلال تعريف صريح وواضح في القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصادر سنة 2001.<br />

131


____________________________________________________________________________________________________<br />

تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر " دراسة تقييمية لبرنامج ميدا "<br />

04<br />

250<br />

"<br />

2001<br />

1<br />

من الفصل الأول من القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الصادر<br />

حسب ما جاء في المادة الرابعة المؤسسة الصغيرة والمتوسطة،‏ مهما كانت طبيعتها القانونية بأا مؤسسة إنتاج السلع و/أو الخدمات والتي<br />

سنة<br />

شخصا ولا يتجاوز رقم أعمالها السنوي ملياري (02) دينار أو لا يتجاوز مجموع حصيلتها السنوية خمسمائة<br />

إلى تشغل من (500) ‏"مليون دينار".‏<br />

: تعرف<br />

250<br />

1 لىإ<br />

لم تأخذ الجزائر بعين الاعتبار معايير الاستقلالية أثناء تحديدها لهذا التعريف،‏ حيث نجد أن هناك مؤسسات عمومية ‏(تابعة<br />

للدولة)‏ تشغل من عامل،‏ تصنف أيضا على أا مؤسسات ص و م عمومية،‏ كما تصنفها إلى مصغرة و صغيرة ومتوسطة<br />

كما هو موضح في الجدول(‏‎1‎‏).‏<br />

:<br />

:<br />

7<br />

-<br />

. 2-1<br />

مساهمة قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في اقتصاد الجزائر لقد أصبحت المؤسسات ص و م تساهم مساهمة فعالة في<br />

الاقتصاد الوطني حيث<br />

بلغ عددها حسب تصريح الوزارة المعنية خلال السداسي الأول من سنة 2006 مؤسسة ص و م<br />

وبزيادة تقدر ب ِ 9 95. مقارنة بسنة 2005.<br />

تساهم بخلق ما مقداره منصب شغل.‏<br />

ساهمت في الرفع من القيمة المضافة حيث وصلت مثلا نسبة الزيادة في قطاع البناء والأشغال العمومية(الخاص)‏ لسنة 2004<br />

إلى 362112<br />

1199549<br />

-<br />

-<br />

إلى .% 14<br />

-<br />

لها دور كبير في الناتج الداخلي الخام خارج المحروقات إذ أن مساهمتها تتزايد باستمرار خلال الفترة الممتدة ما بين 2000-<br />

2004، والمساهمة الأكبر كانت للقطاع الخاص ب ِ %78 2.<br />

مساهمتها في التصدير ب‎10‎‏.‏ من إجمالي الصادرات بقيمة تقدر ب ِ 538 مليون دولار.‏<br />

.<br />

%2<br />

-<br />

:<br />

-2<br />

متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية في ظل الانفتاح الاقتصادي الجديد<br />

تعتبر المؤسسات ص و م مصدرا هاما للقدرة التنافسية إذا ما كانت ترقى للنضوج الاقتصادي،‏ ولا يتم هذا إلا بالعمل على<br />

تطوريها وتأهيلها للرفع من قدرا على تلبية احتياجات المستهلك وفقا لمعايير الجودة العالمية،‏ لكن ماذا نعني بالتنافسية ؟<br />

.1 -2<br />

مفهوم الميزة التنافسية لقد اختلف مفهوم التنافسية فيما إذا كان عن شركة أو قطاع أو دولة فالتعريف المقدم من<br />

عن مفهوم التنافسية الدولية فهو يشير إلى قدرة دولة ما على إنتاج سلع وخدمات تلبي<br />

طرف<br />

احتياجات الأسواق العالمية وتساعد في ذات الوقت على تحقيق ارتفاع في متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي لرعايا الدول<br />

المعنية،‏ والعمل على الحفاظ عليه واستمرارية هذا الارتفاع « كما يعرف على أنه قدرة أي بلد ما على تحقيق معدل مرتفع<br />

ومستمر لمستوى دخل أفراده<br />

»<br />

،<br />

8<br />

Laura<br />

.<br />

9<br />

D’andrea Tysan<br />

أما تنافسية القطاع فتعني قدرة شركات قطاع صناعي معين في دولة ما على تحقيق نجاح مستمر في الأسواق الدولية دون<br />

الاعتماد على الدعم والحماية الحكومية،‏ وبالتالي تتميز الدولة في هذه الصناعة،‏ وتقاس التنافسية الصناعية من خلال الربحية الكلية<br />

للقطاع وميزانه التجاري ومحصلة الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل والخارج إضافة إلى مقاييس متعلقة بالكلفة والجودة للمنتجات على<br />

10<br />

مستوى الصناعة.‏<br />

أما التنافسية على مستوى المؤسسة«‏ وهي القدرة على إنتاج السلع والخدمات بالنوعية الجيدة والسعر المناسب والوقت المناسب،‏<br />

وهذا يعني تلبية حاجات المستهلكين بشكل أكثر كفاءة من المنشآت الأخرى<br />

«<br />

11<br />

132


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

"<br />

:<br />

12<br />

:<br />

وأخيرا يمكننا القول أن طبيعة العلاقة بين المستويات الثلاثة:‏ الدولة والقطاع والمؤسسة علاقة تكاملية،‏ فلا يمكننا الوصول إلى<br />

قطاع تنافسي دون قدرة المؤسسات المكونة له على المنافسة،‏ وقيادته للمنافسة دوليا،‏ وبالتالي الوصول إلى مستوى معيشي أفضل<br />

للأفراد ‏(على مستوى الدولة).‏<br />

.2-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

معايير القدرة التنافسية تتعدد معايير القدرة التنافسية و يمكننا حصرها فيما يلي:‏<br />

تبني أسلوب ومفهوم إدارة الجودة الشاملة ‏(الالتزام بالمواصفات الدولية للجودة)‏<br />

تعويض وتمكين العاملين،‏ والاهتمام بتدريبهم المستمر،‏ ومقدار المخصصات المرصودة لذلك والذي يؤدي بدوره إلى توافر<br />

العمالة الماهرة.‏<br />

وجود توجه تسويقي أي:‏<br />

* مدى تلبية حاجات ورغبات وتوقعات العملاء.‏<br />

* مدى سعي المؤسسة المستمر للاستجابة لحاجات وتوقعات العملاء وتكيفهم معها.‏<br />

.3-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الاهتمام ببحوث التطوير،‏ ومقدار المخصصات التي ترصد لذلك.‏<br />

فعالية إدارة التكاليف والتكنولوجيا المستخدمة.‏<br />

قدر الحصة السوقية في القطاع السوقي ونسبتها إلى إجمالي الطلب الفعال.‏<br />

القدرة على التعامل مع المتغيرات البيئية والإقليمية والعالمية الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والثقافية والاجتماعية.‏<br />

شروط نجاح سياسة المنافسة ‏:كي تستطيع المؤسسة أن تمارس نشاطها بشكل عادي يضمن لها التنافس الفعال بإظهار مزاياها<br />

التنافسية يجب توفر جملة من الشروط نذكر منها<br />

الاستقرار السياسي والاقتصادي.‏<br />

الشفافية والمساواة بين جميع المتعاملين في اال التجاري.‏<br />

توفر الثقة بين الحكومة وقطاع النشاط الاقتصادي.‏<br />

الاستناد على معلومات دقيقة وصحيحة لحالة الاقتصاد والعاملين فيه.‏<br />

عدم وجود الاحتكار لقلة المنافسين،‏ بل الحرية في التعامل والمنافسة.‏<br />

ضرورة دعم المناخ التنافسي من قبل الحكومة.‏<br />

عدم وجود التفريق بين المنافسين المحليين والأجانب.‏<br />

.4-2<br />

ظهر مصطلح التأهيل أولا من خلال التجربة البرتغالية سنة 1988 في<br />

مفهوم عملية التأهيل<br />

إطار إجراءات المرافقة لتكامل البرتغال مع أوروبا ، وكان يسمى بالبرنامج الاستراتيجي لتنشيط وتحديث الاقتصاد البرتغالي<br />

ثم أصبح مصطلح التأهيل خاص بدول العالم الثالث خاصة الدول التي كانت تنتهج النظام الاشتراكي،‏ وقد غيرت وجهتها نحو<br />

اقتصاد السوق،‏ فهي بحاجة إلى تطوير وتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ذات الخبرة القليلة للرفع من أدائها التنافسي في<br />

الأسواق،‏ خاصة في ظل التحولات الاقتصادية العالمية ‏،فماذا نعني بالتأهيل إذن ؟ لقد وردت عدة تعاريف خاصة بمفهوم التأهيل<br />

نستطيع أن نورد منها<br />

عرفته منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية سنة بأنه عبارة عن مجموعة برامج وضعت خصيصا للدول<br />

النامية التي هي في مرحلة الانتقال من أجل تسهيل اندماجها ضمن الاقتصاد الدولي الجديد والتكيف مع مختلف التغيرات<br />

،<br />

13<br />

.<br />

14<br />

1995<br />

ONUDI<br />

La mise à niveau" :<br />

:<br />

ولقد طور مفهوم التأهيل خلال السنوات الأخيرة،‏ فأصبح يعني الإجراءات المتواصلة والتي دف لتحضير<br />

المؤسسة وكذا محيطها للتكييف مع متطلبات التبادل الحر<br />

.<br />

15<br />

Libre- échange<br />

L’ONUDI<br />

133


____________________________________________________________________________________________________<br />

تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر " دراسة تقييمية لبرنامج ميدا "<br />

.<br />

16<br />

كما يعرف أيضا » على أنه عبارة عن مجموعة من الإجراءات والتدابير دف إلى تحسين وترقية فعالية أداء المؤسسة على<br />

مستوى منافسيها الرائدين في السوق «<br />

ولهذا سعت وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحديد مفهوم مضبوط لعملية التأهيل خلال الأيام الدراسية حول برنامج<br />

ميدا لتأهيل المؤسسات ص و م الجزائرية<br />

ديسمبر : 2006<br />

نعني بتأهيل المؤسسات ص و م هو قبل كل شيء إجراء مستمر للتدريب،‏ و التفكير،‏ و الإعلام والتحويل،‏ دف الحصول على<br />

توجهات جديدة وأفكار وسلوكيات المقاولين وطرق تسيير ديناميكية ومبتكرة أنظر الشكل<br />

.(1)<br />

17<br />

أما بالنسبة لبرنامج التأهيل يعرف بواسطة هدفه الأساسي،‏ وهو مرافقة المؤسسة ليسمح لها بالتحسين المستمر في تنافسيتها،‏<br />

وتسويتها مع المقاييس الدولية للتنظيم والتسيير للوصول إلى تأطير تطورها المستقبلي<br />

.<br />

18<br />

:<br />

:<br />

18<br />

.(2)<br />

:<br />

:<br />

وأخيرا نستطيع القول أن عملية التأهيل تعتبر بمثابة انتقال للمؤسسة من مستوى إلى آخر يتميز بالكفاءة والمرد ودية من<br />

خلال تقوية العوامل الداخلية والخارجية للمؤسسة وذلك لتمكينها من مواكبة التطورات الحاصلة في الميدان الاقتصادي ولكي تصبح<br />

منافسة لنظيراا في العالم أنظر الشكل<br />

.5 -2<br />

.<br />

.<br />

أهداف عملية التأهيل:‏ تتمثل أهداف التأهيل فيما يلي<br />

أ.‏ ترقية وتطوير محيط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إن المحيط هو الوسط الذي تمارس فيه المؤسسات ص و م نشاطها وتسعى<br />

للتأقلم مع جميع متغيراته وتأثيراته فهو يعبر عن المؤشر الأساسي الذي يبين الوضعية التي تعمل فيها هذه المؤسسات،‏ ولذلك وجب<br />

العمل على تأهيله وترقيته بالشكل الذي يساعدها على تحقيق أهدافها والنجاح في استمرارها وبقائها.‏<br />

ب تحسين تسيير المؤسسات:‏ تسعى الجزائر من خلال برامج التأهيل إلى رفع الكفاءة الإنتاجية للمؤسسات ص و م حتى تستطيع<br />

الحفاظ على حصتها في السوق المحلي في مرحلة أولى والبحث عن أسواق خارجية في مرحلة موالية(الانفتاح الاقتصادي)،‏ وذلك<br />

بإدخال مجموعة من المتغيرات في طرق وأساليب التسيير والإنتاج بغية الاستخدام الأمثل للقدرات الإنتاجية المتاحة،‏ وتنمية الكفاءات<br />

البشرية،‏ والتنمية والبحث في وظيفة التسويق.‏<br />

19<br />

ت تعزيز وتدعيم مؤسسات الدعم تسعى الجزائر إلى تعزيز الدعم وهذا على المستوى القطاعي لأن نجاح أي برنامج للتأهيل<br />

مرتبط بمدى قدرة وفاعلية هذه المؤسسات،‏ فهذا البرنامج يهدف بالضرورة إلى تحديد أهم المتعاملين مع المؤسسة من حيث إمكانياا<br />

ومهامها،‏ بالإضافة إلى تطويرها حسب المتطلبات العالمية الجديدة ومن أهم هذه المؤسسات نجد : مؤسسات التكوين المتخصصة،‏<br />

مؤسسات تسيير المناطق الصناعية،‏ بورصة المناولة والشراكة.‏<br />

20<br />

ث.‏ تحسين تنافسية المؤسسات إن هدف الوصول إلى تعزيز وتحسين القدرة التنافسية يعتبر من الأهداف الهامة التي يسعى إليها<br />

قطاع المؤسسات ص و م فبالرجوع إلى المادة من القانون التوجيهي لتطوير المؤسسات ص و م،‏ نجد أن عملية التأهيل دف<br />

أساسا إلى زيادة القدرة التنافسية للمؤسسات لأن عنصر التنافسية ضروري لأي مؤسسة في وقتنا الحالي للحفاظ على مكانتها<br />

وتطويرها.‏<br />

134


ييل<br />

________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

21<br />

سنة ، 1995 لذا<br />

:<br />

ج.‏ توفير مناصب الشغل تعاني الجزائر كبقية الدول النامية من مشكل البطالة بنسبة تقدر ب ِ ‎29.9‎بالمائة<br />

تحاول الحكومة أن يئ جميع الظروف المواتية لإنشاء ومرافقة وتأهيل المؤسسات ص و م لتساعدها على خلق فرص عمل منتجة<br />

يستخدم فيها الفرد العامل جميع قدراته ومهاراته ويحقق إمكاناته في النمو.‏<br />

:<br />

.6-2<br />

:<br />

دوافع تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية إن الجزائر أصبحت مقتنعة بضرورة تأهيل مؤسساا الصغيرة<br />

والمتوسطة وذلك لتحضيرها للاندماج في الاقتصاد العالمي وقد كانت بعض العوامل الخارجية والداخلية دافعا لهذا والتي تتمثل فيما<br />

- تحديات المنافسة العالمية نتيجة الشراكة الأورو ‏-جزائرية والانضمام المرتقب ل .OMC<br />

-<br />

-<br />

قصور الخبرات الإدارية والقدرات التنظيمية،‏ وذلك بسبب سيادة الإدارة الفردية التي تقوم على الاجتهادات الشخصية لا على<br />

أسس علمية،‏ مما أدى م إلى عدم الاستفادة من مزايا التخصص والتفويض وتقسيم العمل في زيادة الإنتاجية،‏ بالإضافة إلى غياب<br />

الهياكل التنظيمية للمؤسسة،‏ وعدم تناسق القرارات بسبب نقص القدرة والمهارة الإدارية لدى المدير/المالك،‏ وغياب الرؤية<br />

الإستراتيجية الواضحة لديه،‏ ونقص الروح المقاولاتية لدى أصحاب المؤسسات ص و م.‏<br />

عدم تلاؤم نمط التسيير في المؤسسات ص و م مع مثيلاا في الخارج بحيث بقي نظام تسيير المؤسسات ص و م قديم لا يتماشى<br />

مع متطلبات الاقتصاد التنافسي.‏<br />

المشاكل المتعلقة بالمحيط كمشكل العقار والذي يتمثل في غياب الإطار القانوني والتنظيمي الذي يحدد طرق وكيفيات وآجال<br />

وشروط التنازل عن الأراضي وموضوع استخدامها،‏ ففي دراسته للوكالة الوطنية لتهيئة الإقليم أنه وإلى غاية ومن<br />

مجموع (4211) قطعة أرض سلمت لتطوير المناطق الصناعية توجد قطعة غير مسواة قانونيا مقابل تسوية أو<br />

ما نسبته بالمائة مقابل بالمائة غير مسواة،‏ بالإضافة إلى الوضعية المزرية للمناطق الصناعية حيث أن بالمائة<br />

من محيط المناطق الصناعية يوجد في وضعية سيئة في منطقة الوسط فيما تتعدى النسبة بالمائة في الشرق و ‎62.8‎بالمائة في<br />

الغرب»‏ ، ومشاكل أخرى أيضا كصعوبة الحصول على التمويل،‏ ضعف التكوين ‏-وجود الجزائر في المرتبة على<br />

المستوى العالمي من حيث الكفاءة التعليمية-،‏ صعوبة الحصول على المعلومة،‏ بطء الإجراءات الإدارية،‏ الصعوبات الجبائية،‏ انتشار<br />

القطاع غير الرسمي.‏<br />

» 2001<br />

978<br />

20<br />

118<br />

43.5<br />

(3233)<br />

76.77<br />

23.22<br />

22<br />

-<br />

:<br />

:<br />

.7-2<br />

-<br />

-<br />

متطلبات عملية التأهيل قبل القيام بعملية التأهيل،‏ يجب على الهيئات المعنية أن تعي متطلباته أولا،‏ لكي تستطيع وضع<br />

المسار الصحيح لهذه العملية و يمكننا حصرها فيما يلي<br />

التسيير الاستراتيجي والذي يعتبر مورد تستطيع أن تملكه المؤسسة وتحقق به ميزة تنافسية بحكم أنه نظام مرن،‏ فهو يسمح لها<br />

بتدعيم المركز التنافسي من خلال وضوح الرؤية المستقبلية والقدرة على اتخاذ القرارات الإستراتيجية،‏ كما يهدف أيضا إلى تحسين<br />

المر دودية التنظيمية ويستخدم كأساس لإعداد أدوات التسيير وتكييف خدماا ونشاطاا طبقا لاحتياجات أسواقها وزبائنها.‏<br />

‏–التسويق،‏ فعلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تم ببناء أجهزة قوية لتسويق منتجاا وذلك بوضع سياسات تسويقية تتناسب<br />

مع ظروف المستهلك.‏<br />

تأهيل المورد البشري إذ يعتبر العنصر الوحيد الذي تزيد قيمته مع تقادمه،‏ ولذا يعتبر الاستخدام الفعال لهذا المورد طريقة لتعظيم<br />

فعالية النظم الأخرى،‏ ونظرا لهذه الأهمية يتوجب اتخاذ عدد من الإجراءات لتكوينه وتأهيله.‏<br />

135


____________________________________________________________________________________________________<br />

تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر " دراسة تقييمية لبرنامج ميدا "<br />

-<br />

-<br />

-<br />

العمل بمعايير وقياسات النوعية فلكي تستطيع مؤسساتنا ص و م تحسين قدراا التنافسية والارتقاء إلى مصاف المؤسسات<br />

الناجحة،‏ وجب عليها أن تلتزم بمواصفات قياسية محددة،‏ تخص مواصفات السلع والخدمات حيث أنه لا يمكن اليوم لأي مؤسسة من<br />

المؤسسات أن تحقق التنافسية بغياب مواصفات الجودة،‏ ومواصفات المواد الأولية المصنعة وكذا مواد التعبئة والتغليف.‏<br />

التجديد التكنولوجي والذي أصبح خيارا استراتيجيا لا مفر منه فهو السبيل الوحيد لرفع القدرة التنافسية لمؤسساتنا الصغيرة<br />

والمتوسطة ولاقتصادنا ككل،‏ وعليه يجب أن يكون التجديد شاملا لمختلف جوانب المؤسسة من منتجات،‏ عمليات،‏ تنظيم،‏ موارد<br />

بشرية...‏ ...، ضف إلى ذلك الاهتمام بتطوير الإبداع التكنولوجي داخل المؤسسة.‏<br />

تأهيل محيط المؤسسة الصغيرة والمتوسطة والذي يعتبر أمرا ضروريا لتمكين المؤسسات ص و م من تحسين أدائها والوصول إلى الرفع<br />

من قدراا الإنتاجية وتحسين تنافسيتها،‏ وتكمن عملية تأهيل المحيط في إجراء التعديلات على كل الهيئات والأجهزة والأنظمة التي<br />

تتعامل معها المؤسسة.‏<br />

-3<br />

تقييم برنامج ميدا لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

يعد برنامج ميدا الذي دشن سنة الأداة المالية الرئيسية للاتحاد الأوروبي لتنفيذ الشراكة<br />

وتمنح مساعدات ميدا الثنائية للجزائر،‏ تونس،‏ المغرب،‏ مصر،‏ الأردن،‏ سوريا،‏ لبنان،‏ فلسطين.‏<br />

الأورو-متوسطية وأنشطتها،‏<br />

1995<br />

2005<br />

:<br />

:<br />

.1-3<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

التعريف بالبرنامج جاء هذا البرنامج في إطار الشراكة الأوروجزائرية التي دخلت حيز التنفيذ في الفاتح من سبتمبر<br />

باسم برنامج أورو-تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية ،Euro-Développement PME يهدف هذا البرنامج إلى<br />

تأهيل وتحسين تنافسية قطاع المؤسسات ص و م الخاص،‏ ليساهم بجزء كبير ومهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي،‏ وذلك من<br />

خلال<br />

تطوير قدرات المؤسسات ص و م للسماح لها بالتكيف مع مستلزمات اقتصاد السوق.‏<br />

تطوير طرق الحصول على المعلومة المهنية لرؤساء المؤسسات والمتعاملين الاقتصاديين في القطاع العام والخاص.‏<br />

المساهمة في الإشباع الجيد للاحتياجات المالية لPME<br />

تطوير المحيط المقاولاتي بواسطة المنشآت والمنظمات المتعلقة مباشرة بقطاع .PME<br />

3 .4<br />

%20<br />

62 .9<br />

مليون<br />

مليون أورو موزعة كما يلي(‏‎57‎ مليون أورو من قبل المفوضية الأوربية،‏ جاء الرنامج بغلاف مالي يقدر ب ِ من التكلفة<br />

‏'دفع مليون أورو مقدمة من طرف أورو من قبل وزارة المؤسسات ص و م والصناعة التقليدية،‏ إلى ديسمبر 2007، يستهدف البرنامج<br />

سنوات من أكتوبر الكلية لنشاطات التأهيل')‏ ، أما المدة التي استغرقها هي المؤسسات ص و م الخاصة والتي تنشط في القطاع الصناعي،‏ وكذا قطاع الخدمات التي لها علاقة مباشرة بPME والتي تمثل<br />

‏،كما يحب أن تستوفي الشروط<br />

مؤسسة صناعية خاصة من اتمع الإجمالي (71577 مؤسسة صناعية)أي ما يقدر ب ِ التالية<br />

لديها نشاط لمدة 3 سنوات على الأقل.‏<br />

تشغل على الأقل 20 عامل دائم<br />

أن تكون منظمة على الصعيد الجبائي وكذا صندوق الضمان الاجتماعي .CNAS ِ<br />

- حفظ على الأقل %60 من رأسمالها الاجتماعي باسم شخص طبيعي أو معنوي جزائري الجنسية.‏<br />

أوروبيين)،‏ يسير من قبل وحدة تسيير البرنامج بالعاصمة<br />

جزائريين،‏ ينشط البرنامج بفريق عمل دائم مكون من بالإضافة إلى 5 فروع جهوية ‏(الجزائر،‏ عنابة،‏ غرداية،‏ وهران،‏ سطيف)‏ ، كما أنه يغطي عدة محالات تتمثل في:‏ التطوير الاستراتيجي،‏<br />

التسويق،‏ الإدارة والتنظيم،‏ تسيير الموارد البشري،‏ الإنتاج،‏ المالية والمحاسبة،‏ مراقبة التسيير.‏<br />

%3<br />

PME<br />

23<br />

2000<br />

2150<br />

4<br />

2 .5<br />

7<br />

25 خبير 21)<br />

.<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

136


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

24<br />

ED/PME<br />

:<br />

-<br />

. 2-3<br />

مسار عملية التأهيل ضمن برنامج إن الفروع الجهوية للبرنامج تعمل دورا جد مهما في عملية التحسيس<br />

بأهمية البرنامج ED/PME حيث أا تقوم بتنظيم أيام إعلامية تحسيسية مكثفة يتم من خلالها التركيز على عنصرين متكاملين يتمثل<br />

الأول في<br />

تعريف المؤسسات ص و م بالتحول الاقتصادي المنشود في ظل الشراكة الأورو-جزائرية وكذا التعرف على حيفيات<br />

وبنود هذه الشراكة عن قرب ‏(المزايا والايجابيات,‏ التحديات).‏<br />

أما العنصر الثاني فيتمثل في<br />

:<br />

-<br />

التعريف بأهمية برنامج بالنسبة للمؤسسات ص و م الجزائرية،‏<br />

المحلية وكذا الأجنبية بإنتاجها لمنتجات ذات مواصفات ومعايير دولية.‏<br />

وذلك لجعلها قادرة على المنافسة في أسواقها<br />

ED/PME<br />

بعد التأكد من رغبة المؤسسة ) المستوفية للشروط)‏ في الانضمام للبرنامج،‏ تخضع بعدها إلى تشخيص أولي<br />

مجاني من قبل خبراء من البرنامج،‏ يتم من خلاله تحديد ثلاث نقاط أساسية وهي:‏ التعرف على المؤسسة عن<br />

قرب(نشاطها،‏ عدد عمالها،‏ إطاراا،سوقها...)‏ التعرف على رئيس المؤسسة لأنه مفتاح العبور لمعرفة ثقافة المؤسسة،‏ التعرف على<br />

إشكالية تنمية المؤسسة.‏<br />

Pré-<br />

،<br />

diagnostic<br />

بعد ذلك يقوم الخبراء بتشخيص معمق مقرون بنشاط تأهيل أولي شرط أن يكون مبسط وله أثر،‏ وهذا لماله من أثر ايجابي<br />

على زيادة إقناع رئيس المؤسسة بفائدة التأهيل،‏ بعدها يتم تحديد النشاط التأهيلي المناسب ‏(حسب نوع المشكل)‏ من قبل خبراء<br />

مختصين سواء في التسويق،‏ الإنتاج،‏ التسيير،‏ التمويل...،وهذا في ملف مدروس ومحدد بدقة للتكاليف و المهام اللازمة للعملية،‏ يسمى<br />

ومن هنا يقوم الخبير و المحدد ضمن شروط ) المستوى<br />

هذا الملف بملف المصطلحات المرجعية<br />

العلمي،‏ الخبرة،‏ الكفاءة...)‏ بدورات تكوينية لرئيس المؤسسة وفريق عمله وهذا حسب نوع المشكل الذي تعاني منه المؤسسة،‏ كما<br />

يمكن أن تكون الدورات التكوينية جماعية شرط أن تكون المؤسسات تعاني نفس المشكل.‏<br />

،Les termes des références<br />

:<br />

.3-3<br />

.1-3-3<br />

25<br />

العراقيل التي تعرض لها البرنامج : لقد تعرض البرنامج إلى جملة من العراقيل تمثلت في :<br />

لقد أمضت الجزائر ممثلة بوزارة الشؤون الخارجية مع المفوضية الأوروبية على برنامج<br />

التأخر في الانطلاق في شهر جويلية من سنة 1998 ضمن اتفاقية الإطار،‏ إلا أنه لم يدخل حيز التنفيذ إلا في شهر سبتمبر من سنة 2000، حيث كان<br />

منهم فقط وهذا إلى غاية جويلية<br />

مؤسسة ص و م صناعية خاصة جزائرية،‏ وكلهم انسحبوا ولم يبقى سوى على اتصال ب ِ بالإضافة إلى ذلك،‏ تعاقب إدارتين لتسير البرنامج خلال هذه المدة و إذ قرب أن يحكم عليه بالفشل إلى أن أتت الإدارة<br />

الثالثة،‏ حيث أعادت تقييم البرنامج،‏ ووصلت إلى أن هذا الهدف ‏(‏‎3‎بالمائة من مجتمع المؤسسات ص و م الصناعية الخاصة)‏ لا يمكن<br />

الوصول إليه.‏ وحددت هدف 400 مؤسسة فقط،‏ ويندرج ضمنه هدفا سنويا وهو الوصول إلى ما بين 120-80 ،PME وإلا فإن<br />

مؤسسة،‏ وهذا كان حافزا لانطلاق<br />

استطاعوا الوصول إلى هذا البرنامج يعتبر فاشل غير قابل للتطبيق،‏ وفي شهر مارس ، كما أن تأخر دخول اتفاق<br />

البرنامج مجددا في تنفيذ نشاطاته بشكل حسن ‏،وأخيرا وصلوا إلى نحو<br />

الشراكة حيز التنفيذ ‏(سبتمبر 2005) كان له الأثر السلبي على البرنامج.‏<br />

ED/PME<br />

9<br />

80<br />

PME 435 في أفريل 2007<br />

2003<br />

:<br />

20<br />

،2002<br />

.2-3-3<br />

عدم وضوح الصورة في نظر رؤساء المؤسسات إن المعنى الحقيقي لمفهوم التأهيل غير واضح لدى رؤساء المؤسسات<br />

ص و م الصناعية الخاصة الجزائرية،‏ بالإضافة إلى صعوبة إقناعهم بأهمية التأهيل بسبب عدم وجود أدوات إعلامية تحسيسية فعالة<br />

ومكثفة ‏(انترنت،‏ تلفزيون،‏ راديو،‏ أيام إعلامية تحسيسية،‏ لوحات اشهارية...)،‏ حيث أن أغلب المؤسسات لا يدركون بالتفصيل<br />

137


____________________________________________________________________________________________________<br />

تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر " دراسة تقييمية لبرنامج ميدا "<br />

التحولات الجديدة التي يشهدها الاقتصاد الوطني ‏(اتفاق الشراكة الأورو-جزائرية،‏ الانضمام المرتقب ل<br />

تبادل حر.‏<br />

(OMC لإنشاء منطقة<br />

:<br />

.3-3-3<br />

عدم أداء الهيئات الممثلة والداعمة للدور المنتظر منها لا تكفي إجراءات التأهيل وحدها لتنمية وتطوير تنافسية القطاع<br />

الصناعي الخاص،‏ دون وجود محيط اقتصادي وسياسي واجتماعي مساعد ومشجع على ذلك،‏ ومن بينها الهيئات الممثلة وكذا الداعمة<br />

والتي لا تلعب الدور المنتظر منها بشكل فعال،‏ وهذا بتعريف وتحسيس مؤسساتنا بما يحيط ا من تحولات اقتصادية جديدة،‏ والذي<br />

يؤدي إلى زيادة اقتناعها بفائدة وأهمية عملية التأهيل.‏<br />

:<br />

على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية لقد وصل عدد المؤسسات ص و م التي لها<br />

دراسة أثر<br />

علاقة ببرنامج ED/PME إلى غاية أكتوبر 2006 مؤسسة،‏ إلا أن 435 منها فقط من خضع لنشاطات التأهيل،‏ ولهذا<br />

أردنا القيام بدراسة أثر البرنامج على المؤسسات ص و م الخاضعة له،‏ وما مدى استفادا من هذا البرنامج،‏ وهذا من خلال الدراسة<br />

الميدانية.‏<br />

إلى 668<br />

.4-3 برنامج ED/PME<br />

:<br />

.1-4-3<br />

التعرف على مجتمع الدراسة<br />

علاقة مع البرنامج في الجنوب الجزائري.‏<br />

مجتمع الدراسة<br />

هو عبارة عن مجموع المؤسسات ص و م الصناعية الخاصة التي كانت في<br />

1.3<br />

قمنا في المرحلة الأولى بتجميع أكبر عدد ممكن من المعطيات والمعلومات حول البرنامج وكذا المؤسسات المستهدفة من قبله،‏ وهذا<br />

للحصول على قاعدة بيانات واسعة تسمح لنا باختيار وتحديد مجتمع الدراسة وكذا العينة،‏ حيث بلغ عدد المؤسسات ص و م<br />

الصناعية الخاصة في الجنوب وهي تمثل بالمائة من مجموع المؤسسات ص و م الصناعية الخاصة في الجزائر وهي<br />

موزعة على الولايات التالية:‏ ورقلة ، الوادي،‏ غرداية،‏ بسكرة،‏ الأغواط،‏ الجلفة،‏ إليزي،‏ تمنراست،‏ أدرار،‏ تندوف،‏ بشار(‏ أنظر<br />

الجدول حيث كانت مؤسسة منها على اتصال بالبرنامج ، وهذا بنسبة تقدر ‎24‎بالمائة من اجمالي المؤسسات ص و م<br />

الخاصة الصناعية في الجنوب وهي نسبة معتبرة مقارنة بالنسبة الإجمالية وطنيا(‏‎23‎ بالمائة)،‏ إلا أن منها انسحبت بعد عملية<br />

التشخيص،‏ و‎47‎ منها خضعت على الأقل لنشاط تأهيلي واحد سواء كانت في حالة سكون (Stagnation) أو حالة تطور ) En<br />

أنظر الجدول(‏‎2‎‏).‏<br />

33<br />

PME 335<br />

80<br />

:<br />

.(2)<br />

(progression<br />

26<br />

.2-4-3<br />

العينة لقد تم اختيار نوع من العينات وهو العينات الطبقية،‏ وهي العينة التي تختار من مجتمع عناصره غير متجانسة فإننا<br />

نقسمه إلى طبقات (Strata) ‏،ثم نأخذ عينة بسيطة من كل طبقة على أن تتناسب مع حجم هذه الطبقة ويمثل مجموع هذه العينات<br />

العينة الكلية ‏،وكان الدافع لاختيارنا هذا النوع من العينات هو عدم تجانس مجتمع الدراسة حيث أنه مقسم إلى طبقتين<br />

:<br />

-<br />

الطبقة الأولى مكونة من PME الخاضعة على الأقل لنشاط تأهيل واحد ‏(سواء حالة سكون أو تطور)،‏ وسوف نرمز لها بالرمز<br />

.PME 1<br />

-<br />

الطبقة الثانية مكونة من PME<br />

التي انسحبت بعد عملية التشخيص،‏ وسوف<br />

نرمز لها بالرمز<br />

.PME 2<br />

:<br />

.3-4-3<br />

الاستبيان استعملنا في دراستنا نوعين من الاستبيان،‏ الأول كامل وموجه للطبقة الأولى وهو مكون من 20<br />

منها مغلق يحوي كل منها إجابة مفتوحة أما السؤال الأخير فهو سؤال مفتوح،‏ دف في الجزء الأول منه إلى معرفة المؤسسة وكذا<br />

مسيريها،‏ والجزء الثاني خاص بأسباب تجاوب مع البرنامج،‏ وآخر جزء متعلق بقياس أثر البرنامج على<br />

سؤال،‏ 19<br />

.PME 1<br />

PME 1<br />

138


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

11<br />

12<br />

أما الاستبيان الثاني فهو خاص وموجه للطبقة الثانية،‏ ومكون من سؤال منها مغلق يحوي كل منها إجابة مفتوحة،‏<br />

بالإضافة للسؤال الأخير فهو سؤال مفتوح،‏ دف في الجزء الأول منه إلى تجميع أكبر معلومات حول المؤسسة ومسيريها،‏ أما الجزء<br />

الثاني فيخص أسباب عدم تجاوب مع البرنامج.‏<br />

تم إرسال الاستبيان إلى أفراد العينة عن طريق الفاكس،‏ ثم تم بعدها الاتصال م والتحدث معهم عن طريق الهاتف،‏ إلا أنه تجدر<br />

الإشارة هنا إلى أن استخدام المقابلة عن طريق الهاتف تكون العينات فيها عينات غير عشوائية بشكل كامل ‏(متحيزة)،‏ لأن هناك<br />

مؤسسات لم نستطع الاتصال ا نظرا لتعطل جهاز الهاتف أو جهاز الفاكس لديهم،‏ وهي تمثل نسبة بالمائة من عينة الدراسة<br />

بالمائة من عينة الدراسة.‏<br />

(5 ،(PME إذ تم الاتصال ب ِ<br />

6.25<br />

PME 2<br />

،PME 75 بنسبة تقدر ب ِ 93.75<br />

.4-4-3<br />

تحليل وتفسير نتائج الدراسة : كانت نسبة الإجابة الإجمالية<br />

40<br />

بالمائة إلا أننا ألغينا بعض الإجابات نظرا لعدم توفرها<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

على المعلومات الهامة للدراسة،‏ وذا أصبحت نسبة الإجابة تقدر ب 38.5 بالمائة ومن خلالها توصلنا إلى أن<br />

كل من الشكل القانوني للمؤسسة وكذا الطابع العائلي بالإضافة إلى الحجم ليس له تأثير على درجة تجاوا مع البرنامج.‏<br />

مسؤولية تسير PME بالإضافة إلى المستوى التعليمي للمسير يلعبان دورا مهما في التجاوب مع البرنامج.‏<br />

أن العامل الجغرافي له تأثير كبير على درجة تجاوب مع البرنامج،‏ إذ أننا نجد أن أغلب كانت بالقرب من<br />

مكتب ED/PME في الجنوب.‏<br />

طريقة التعرف على البرنامج ليست لديها تأثير على درجة تجاوب معه،‏ ما يثبت هذا أن بالمائة من<br />

تعرفت عليه عن طريق الأيام الإعلامية التحسيسية مثلها مثل ،PME 1 بالإضافة إلى أن هذه الوسيلة هي الأكثر استعمالا في<br />

الإعلام والإشهار والتعريف به.‏<br />

طريقة الاستقبال من قبل البرنامج لديها علاقة طردية مع درجة التجاوب،‏ حيث أنه كلما حسن الاستقبال كلما زاد تجاوب<br />

مع البرنامج،‏ إذ نجد أن ‎66‎بالمائة صرحوا بأنه مقبول فقط،‏ و‎9‎ بالمائة صرحوا بأنه سيء،‏ في حين<br />

‎69‎بالمائة من PME 1 صرحوا بأنه جيد.‏<br />

مدة التشخيص وكذا المدة الفاصلة بينه وبين أول نشاط تأهيل ليس لديها تأثير على درجة التجاوب.‏<br />

هناك علاقة عكسية بين التكلفة ونسبة التجاوب حيث أا كانت سبب في انسحاب ‎27‎بالمائة من<br />

أن أهم العراقيل التي واجهت PME 1 في تنفيذ نشاطات التأهيل هي عامل التكلفة أيضا.‏<br />

أغلب نشاطات التأهيل كانت في مجال الإنتاج وهذا بنسبة بالمائة،‏ وهي نسبة معقولة تعكس أهم مشكل تعاني منه<br />

الجزائرية ذات الطابع الصناعي وهو ضعف الإنتاج كما ونوعا لسبب ضعف التكنولوجيا وتقادم الآلات.‏<br />

مفهوم التنافسية لدى جميع PME الخاضعة للتأهيل غير موحد وهذا ما يعبر عن ضعف في البرنامج،‏ لان أهم هدف معلن<br />

من قبله هو الرفع من تنافسية هذا النوع من المؤسسات،‏ إذ يجب أن يكون واضح ودقيق وموحد لدى جميع<br />

الخاضعة للبرنامج،‏ وما يؤكد هذه النتيجة أكثر هو أن المستوى التعليمي ليس لديه أثر على اختلاف مفهوم التنافسية لدى<br />

رؤساء<br />

أغلب يرغبون في الاستفادة مجددا من نشاطات التأهيل المختلفة وهذا بنسبة بالمائة ويدل هذا على أا التمست<br />

تحسنا وتطورا في مستواها بعد عملية التأهيل كل حسب مجال تأهيله،‏ ما يؤكد هذا أن ‎75‎بالمائة من<br />

راضون على نتائج عملية التأهيل،‏ بالإضافة إلى أن هناك علاقة طردية بين عدد نشاطات التأهيل ودرجة الرضا،‏ فنجد الذين<br />

صرحوا بأم جد راضون هم الذين استفادوا من 5 نشاطات فأكثر.‏<br />

وجدنا أن الذين صرحوا بأن مؤسسام لم تتغير صرحوا أيضا بأم راضون أو راضون قليلا بنسبة بالمائة وهو<br />

ما يفسر بعدم وضوح مفهوم التنافسية لديهم أيضا.‏<br />

رؤساء عموما يرون أن البرنامج يقترب إلى اال النظري أكثر منه إلى العملي التطبيقي،‏ بالإضافة إلى أن منهم من<br />

وجد صعوبة في التواصل مع الخبراء خصوصا الأجانب منهم.‏<br />

PME 2<br />

PME 1<br />

58<br />

،PME 2 بالإضافة إلى<br />

PME<br />

PME 1 صرحوا بأم<br />

14<br />

82<br />

PME<br />

88<br />

PME<br />

PME 2<br />

.PME 1<br />

PME 1<br />

PME 1<br />

PME 1<br />

PME<br />

PME<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

139


____________________________________________________________________________________________________<br />

تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر " دراسة تقييمية لبرنامج ميدا "<br />

برنامج لم يساهم في الرفع من تنافسية المؤسسات ص و م الخاضعة له،‏ وإنما ساهم في تطوير بعض جوانب<br />

المؤسسة كالإنتاج والتسويق وغيرها.‏<br />

ED/PME<br />

-<br />

خلاصة<br />

لقد توصلنا من خلال هذه الدراسة بشقيها النظري والتطبيقي إلى النتائج التالية<br />

PME ، الخاصة PME<br />

:<br />

التابعة للقطاع العام،‏ وكذا<br />

يتكون قطاع المؤسسات ص و م من ثلاثة مكونات رئيسية وهي:‏<br />

المؤسسات التقليدية،‏ وهذا حسب تصريح الوزارة المعنية،‏ حيث أا لم تأخذ بعين الاعتبار معيار الاستقلالية أثناء تحديدها<br />

للمؤسسات ص و م في الجزائر،‏ حيث أدرجت المؤسسات العمومية التي تشغل أقل من عامل على أا مؤسسات ص<br />

و م رغم أا لا تتميز بالاستقلالية لأا تابعة للدولة.‏<br />

250<br />

:<br />

-<br />

تملك الجزائر نسيجا من المؤسسات ص و م،‏ إلا أنه مازال هشا ويعاني من عدة مشاكل منها ما هو متعلق بيئتها الداخلية<br />

من سوء تسيير،‏ محدودية الموارد،‏ وضعف التكوين والتأهيل،‏ ومنها ما هو متعلق بالبيئة الخارجية التي تنشط فيها مثل مشكل<br />

التمويل،‏ ومشكل العقار،‏ وانتشار القطاع غير الرسمي وهذا الأخير أدى بدوره إلى عدم مصداقية المعطيات الاقتصادية<br />

الوطنية.‏<br />

كانت المشاكل التي يعاني منها قطاع المؤسسات ص و م وكذا الانفتاح الاقتصادي الجديد الذي تعرفه الجزائر إثر الشراكة<br />

الأورو-جزائرية،‏ والانضمام المرتقب لها ل OMC الدافع وراء تبنيها لبرامج التأهيل.‏<br />

لا يمكن أن يكون للجزائر ميزة تنافسية في قطاع دون أن تمتلك قادرة على المنافسة محليا ودوليا،‏ لأننا لا<br />

نستطيع الوصول إلى تنافسية الدولة أو القطاع دون وجود مؤسسات ذات قدرة تنافسية.‏<br />

PME<br />

PME<br />

برنامج ميدا لا يراعي خصوصية المؤسسات ص و م الجزائرية،‏ والدليل على ذلك جملة المشاكل والمعوقات التي تعرض لها،‏<br />

والتي أدت به إلى التأخر في التنفيذ لمدة سنتين،‏ إذ أنه لو كان هناك تشخيصا دقيقا ل PME الجزائرية لما وقع البرنامج في<br />

تلك المشاكل،‏ بالإضافة إلى ضعف درجة تجاوب PME مع البرنامج ‏(‏‎23‎بالمائة من المؤسسات المستهدفة وهذا بغض النظر<br />

عن الذين انسحبوا (<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

:<br />

الجدول (1) : تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القانون الجزائري.‏<br />

المعيار<br />

النوع<br />

مؤسسة مصغرة<br />

مؤسسة صغيرة<br />

مؤسسة متوسطة<br />

عدد العمال،‏ ) عامل (<br />

<strong>09</strong><br />

01<br />

رقم الأعمال،‏ ) مليون دينار)‏<br />

20<br />

10<br />

مجموع الحصيلة السنوية،‏ ) مليون دينار)‏<br />

10<br />

100<br />

500<br />

01<br />

10<br />

100<br />

200<br />

2000<br />

20<br />

200<br />

49<br />

250<br />

10<br />

50<br />

المصدر:‏ الجريدة الرسمية الجزائرية العدد 77، الصادر بتاريخ ، 2001/12/15 ص.ص‎6-5‎‏.‏<br />

الجدول (2) : التوزيع الولائي للمؤسسات ص و م الصناعية الخاصة في الجنوب<br />

الولايات<br />

النسبة بالمائة<br />

ورقلة<br />

غرداية<br />

الأغواط<br />

الوادي<br />

بسكرة<br />

الجلفة<br />

اليزي<br />

تمنراست<br />

أدرار<br />

تندوف<br />

بشار<br />

13<br />

3<br />

8<br />

5<br />

1 13 11 10<br />

Source: Antenne sud Ghardaia.<br />

8<br />

15<br />

13<br />

140


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الجدول (3 ( : التوزيع الولائي ل PME 80 في الجنوب<br />

ورقلة<br />

غرداية<br />

الوادي<br />

الأغواط<br />

الجلفة<br />

بسكرة<br />

3<br />

2<br />

1<br />

10<br />

12<br />

5<br />

انسحاب<br />

2<br />

1<br />

1<br />

/<br />

12<br />

1<br />

سكون<br />

7<br />

/<br />

/<br />

7<br />

13<br />

3<br />

تطور<br />

12<br />

3<br />

2<br />

17<br />

37<br />

9<br />

اموع<br />

المصدر:‏ معد بالاعتماد على معلومات من مكتب الجنوب ‏"غرداية"‏<br />

الشكل (1) : مخطط يوضح مراحل عملية تأهيل المؤسسات ص و م<br />

مساعدة على التشخيص ‏(نقاط القوى،‏ نقاط الضعف،‏ الفرص ‏،التهديدات)‏<br />

+<br />

مساعدة على اتخاذ القرار الإستراتيجي<br />

+<br />

مساعدة على التسيير المبدع<br />

=<br />

استمرار في:‏ التدريب،‏ الإعلام،‏ التنظيم<br />

للحصول على مهارات جديدة : تسيير+‏ تفويض+إبداع<br />

=<br />

استثمار في الوقت،‏ في التكوين،‏ في السلوآيات فضلا عن الآلات<br />

Source : Ce qu’il Faut savoir sur la mise à niveau, Ministère de La PME et de L’Artisanat, Euro Développement-<br />

PME.2006,P.1<br />

الشكل ) 2) : مخطط يوضح مفهوم عملية التأهيل.‏<br />

مستوى أكثر كفاءة<br />

مستوى أقل كفاءة<br />

و مردودية<br />

ومردودية<br />

التطورات الحاصلة في<br />

الميدان الاقتصادي<br />

عملية التأهيل<br />

المقياس<br />

وحدة زمنية<br />

الإحالات والمراجع :<br />

2<br />

1 جمال بلخياط،‏ تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل التحولات الاقتصادية الراهنة،‏ مداخلة ضمن الملتقى الدولي حول<br />

متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البلدان العربية،‏ جامعة شلف،‏ 18-17 أفريل 2006، ص‎633‎‏.‏<br />

أور-‏ تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية<br />

ED/PME : Euro développement PME/PMI Algérienne<br />

3<br />

سوف نرمز للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال هذه الدراسة ب ص و م أو<br />

PME<br />

4<br />

عثمان بوزيان،‏ بتصرف،‏ قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر متطلبات التكيف وآليات التأهيل،‏ مداخلة ضمن الملتقى<br />

الدولي السابق ذكره،‏ شلف 2006.<br />

141


____________________________________________________________________________________________________<br />

تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر " دراسة تقييمية لبرنامج ميدا "<br />

5 Ahmed Ramzi Siagh : contribution du profil entrepreneurial à la réussite de l’entreprise : étude<br />

empirique des cas des entreprises de <strong>Ouargla</strong>,Thèse de magistère non publie, université de <strong>Ouargla</strong><br />

2002, P 43<br />

6<br />

أفريل 1990.<br />

.<br />

قانون النقد والقرض المؤرخ والصادر في 04<br />

النشرية الاقتصادية الخاصة بوزارة المؤسسات ص و م والصناعة التقليدية،‏ العدد ‎08‎و العدد <strong>09</strong><br />

قدور بن فالة،‏ المعلومات مدخل لتحقيق الميزة التنافسية،‏ مداخلة ضمن ملتقى سابق،‏ شلف 2006، ص‎1220‎‏.‏<br />

سلمى صالحي،‏ تأهيل المؤسسات ص و م للرفع من قدرا التنافسية،‏ مذكرة ماجستير غير منشورة،‏ المدرسة العليا للتجارة،‏ الجزائر<br />

7<br />

8<br />

9<br />

،2006 ص .52<br />

نفسه.‏<br />

كمال رزيق و عمار بوزعرور،‏ ملتقى حول التنافسية الصناعية للمؤسسات الاقتصادية الجزائرية،‏ البليدة 2005، ص‎14‎‏.‏<br />

سلمى صالحي،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص 57.<br />

13 Hervé Bougault et Ewa Filipiak , Les programmes de mise à niveau des entreprises Tunisie ,<br />

Maroc , Sénégal, agence Française de développement, Paris 2005, P.13<br />

نصيرة قوريش،‏ آليات وإجراءات تأهيل المؤسسات ص و م في الجزائر،‏ مداخلة ضمن ملتقى سبق ذكره،‏ شلف 2006، ص<br />

.1048<br />

15 Mohamed Lamine Dhaoui, Guide méthodologie, Restructuration, mise à niveau compétitivité<br />

industrielle, l’ONUDI, Vienne, 2002, p.7<br />

16 Abdelhak Lamari, La mise à niveau, Revue des sciences commerciales et de Gestion, L’école de<br />

commerce, N°2 2003 , P. 42<br />

17 Ce qu’il Faut Savoir Sur La mise à niveau, Ministère de La PME et de L’Artisanat, Euro<br />

Développement- PME.2006, P.1<br />

18 Ibid. , P.4<br />

19 Fonds de Promotion de la compétitivité industrielle, dispositif de mise à niveau des entreprise,<br />

Ministère de L’industrie et de la restructuration, P. 10<br />

20<br />

نصيرة قوريش،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص‎1051‎‏.‏<br />

تقرير التنمية الإنسانية العربية‎2002‎‏،‏<br />

ص‎97‎‏.‏<br />

22 جريدة الخبر،‏ العدد 25 3406، فيفري 2002.<br />

23 Dispositions techniques et a administratives, Appui au développement des PME en Algérie,<br />

ministère de la PME et de l’Artisanat, commission européenne, P.19<br />

24 Antenne sud Ghardaïa.<br />

25 Jour nées d’information sur Le programme MEDA d’appui PME Algérienne. Alger. Décembre<br />

2006.<br />

محمد بلال الزغبي،‏ عباس الطلافحة،‏ النظام الإحصائي<br />

SPSS فهم وتحليل البيانات الإحصائية،‏ ط‎2‎‏،‏ الأردن 2003، ص 6.<br />

10<br />

11<br />

12<br />

14<br />

21<br />

26<br />

142


_____________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

سياسة تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

مع التركيز على برنامج II" "PME<br />

أ.‏ سهام عبد الكريم،‏ جامعة البليدة،‏ الجزائر<br />

souha<strong>09</strong>dz@yahoo.fr<br />

:<br />

ملخص يتوقف مستقبل المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة بدرجة كبيرة على مدى إدراك واستثمار مواردها التكنولوجية والمعرفية،‏ وموجوداا<br />

الفكرية استثمارا أمثلا لتحسين قدراا التنافسية،‏ حيث تلعب تكنولوجيا المعلومات والاتصال دورا كبيرا في عصرنة أعمال هذه المؤسسات وتأهيلها،‏ كما<br />

أن تجسيد برامج لتأهيل هذه المؤسسات يرتبط بجملة من المتطلبات وأهمها المتطلبات التكنولوجية،‏ وخاصة ما يتعلق منها بالاستخدام العقلاني والسليم<br />

لتكنولوجيا المعلومات والاتصال بغرض تدعيم قدراا التنافسية،‏ وفي هذا الإطار قامت الدولة الجزائرية مؤخرا بتجسيد برنامج بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي<br />

وهو برنامج لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تسيير هذه المؤسسات قصد تحسين تنافسيتها.‏<br />

PME II<br />

الكلمات المفتاحية : المؤسسات الصغيرة والمتوسطة<br />

– التنافسية – التأهيل –<br />

تكنولوجيا المعلومات والاتصال.‏<br />

:<br />

.1<br />

.2<br />

:<br />

تمهيد تكتسي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أهمية بالغة نظرا لدورها في تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير مناصب الشغل،‏ إضافة إلى<br />

مرونتها وقدرا على التكيف مع مختلف التغيرات،‏ غير أن واقع هذه المؤسسات في الاقتصاد الجزائري يكشف العديد من النقائص<br />

والصعوبات التي تعيقها عن تحقيق دورها بفعالية،‏ وقناعة من الدولة الجزائرية بأهمية هذا القطاع فقد سعت جاهدة إلى رفع العراقيل<br />

عنه من خلال تجسيد سياسة لتأهيل مؤسساته،‏ وتعزيز مكانتها في الأسواق المحلية والدولية والخروج ا من دائرة التقييد إلى آفاق<br />

الاحتراف.‏<br />

وكنتيجة للتطور الحاصل في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال وضرورة تبني الأعمال الالكترونية في نشاطات المؤسسات،‏ فقد<br />

أصبح الجانب التكنولوجي في المؤسسة ركيزة أساسية تنطلق منه نحو تحسين تنافسيتها،‏ وعليه أصبحت برامج التأهيل أكثر تركيزا على<br />

المتطلبات التكنولوجية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ وفي هذا الإطار قامت الدولة الجزائرية مؤخرا بتجسيد برنامج خاص لتأهيل<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالاعتماد على إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تسيير هذه المؤسسات.‏<br />

وعليه نحاول من خلال هذا البحث أن نجيب على الإشكالية الرئيسية التالية:‏ ما هي أهم الإجراءات التي رسمتها الجزائر لدعم وتأهيل<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ ومدى أهمية برنامج PME II في دعم استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في هذه المؤسسات؟<br />

وللإجابة على الإشكالية المطروحة سنتناول العناصر التالية<br />

سياسة تأهيل المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة.‏<br />

برنامج دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتحكم بتكنولوجيا المعلومات والاتصال<br />

.(PME 2)<br />

:<br />

.1<br />

سياسة تأهيل المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة<br />

لقد قامت الجزائر بتجسيد مجموعة من البرامج في إطار سياسة لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ ومن هذه البرامج ما<br />

وجه للمؤسسات الصناعية بصفة خاصة،‏ إضافة إلى برنامج آخر يتم بالتعاون بين وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والاتحاد<br />

الأوروبي وهو ما يعرف ببرنامج ميدا،‏ كما تم تصميم برنامج وطني لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.‏<br />

.1-1<br />

ماهية تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يعبر برنامج التأهيل عن مجموعة من الإجراءات المادية وغير المادية التي تتخذ<br />

دف تحسين موقع المؤسسة في السوق ورفع أدائها الاقتصادي حتى تضمن شروط البقاء في ظل المنافسة الدولية المتزايدة.‏<br />

وتتمثل أهم أسباب انتهاج برامج لتأهيل المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة فيما يلي<br />

تحديات المنافسة الخارجية؛<br />

الصعوبات التمويلية والإدارية وارتفاع أسعار الفائدة على القروض إضافة إلى قصر فترة سدادها وتعقد إجراءاا الإدارية؛<br />

1<br />

:<br />

-<br />

–<br />

143


__________________________________________________________________<br />

سياسة تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر:‏ مع التركيز على برنامج II" "PME<br />

-<br />

- ضعف التسيير وعدم إتباع الأساليب الحديثة في الإدارة والتنظيم،‏ وعدم ملائمة نظم التعليم والتدريب لمتطلبات التنمية؛<br />

عدم تنظيم آليات الحصول على العقار الصناعي إضافة إلى الحالة السيئة التي تعيشها أغلب المناطق الصناعية؛<br />

- ضعف الموقف التنافسي للمؤسسات الوطنية نظرا لتفضيل المستهلك المحلي للمنتجات الأجنبية المماثلة بدافع التقليد.‏<br />

ودف البرامج المصممة لتأهيل المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة إلى تحسين الجودة وتحليل نقاط ضعف المؤسسة وبالتالي اقتراح<br />

طرق لتعزيز مركزها التنافسي،‏ وتركز على الاستثمارات غير المادية والمتمثلة في المرافقة التقنية،‏ البرمجيات،‏ التكوين،‏ الجودة،‏ ومعايير<br />

نظام المعلومات،‏ إضافة إلى جوانب أخرى مادية والمتمثلة في المساعدات المالية وجلب التكنولوجيا الحديثة.‏<br />

ويعتبر برنامج تأهيل المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة نظام تحفيزي وترقوي لتنافسية المؤسسة،‏ كما أنه ليس بإجراء إجباري<br />

وإنما هو خيار تتخذه المؤسسات بإرادا المطلقة،‏ وعلى الدولة أن تستجيب لطلب المؤسسات الراغبة في الانضمام لبرامج التأهيل والتي<br />

يجب أن تتوفر فيها الشروط اللازمة لذلك.‏<br />

ولتنفيذ برنامج التأهيل يجب تأهيل العنصر البشري وتدريبه لتنمية مهاراته وإمكانياته الفنية،‏ إضافة إلى توفير المحيط الملائم من<br />

خلال إصلاح وتأهيل كل الهيئات والأجهزة والأنظمة التي تتعامل معها المؤسسة كالجهاز الإداري،‏ الجبائي،‏ المصرفي،‏ المالي<br />

والتشريعي،‏ إضافة إلى الاهتمام بوظيفة البحث والتطوير في المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة وزيادة الاهتمام بالإبداع.‏<br />

3<br />

2<br />

:<br />

وتقوم برامج التأهيل على قيام الدولة من خلال مكاتب الدراسات والخبرة بعمليات تشخيصية للمؤسسة الراغبة في<br />

الانضمام قصد تحليل نقاط القوة والضعف،‏ ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين أداء المؤسسة وذلك من خلال تنفيذ مخطط<br />

التأهيل.‏<br />

وهكذا فإن برنامج تأهيل المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة هو عملية يساهم في نجاحها وتحقيق فعاليتها المؤسسة في<br />

حد ذاا من خلال سعيها للقيام بتبني الإصلاحات الضرورية وقناعتها بمدى أهمية البرنامج في تحسين تنافسيتها.‏<br />

.2-1<br />

يسعى البرنامج الوطني لتأهيل المؤسسات الصناعية التي تشغل أكثر من<br />

البرنامج الوطني لتأهيل المؤسسات الصناعية عامل والذي تشرف عليه وزارة الصناعة إلى دعم ومرافقة المؤسسات الصناعية العمومية منها والخاصة لترقية التنافسية الصناعية وذلك<br />

بتحسين كفاءات المؤسسات الصناعية ويئة محيطها بتكييف جميع مكوناته من أنشطة مالية،‏ مصرفية،‏ إدارية،‏ جبائية واجتماعية.‏<br />

مليار دج لتأهيل المؤسسات أما المبلغ المتبقي<br />

مليار دج،‏ خصص منه مبلغ وقدر المبلغ المخصص لتمويل هذا البرنامج ب فخصص لتحديث وإعادة تأهيل المناطق الصناعية.‏<br />

20<br />

:<br />

02<br />

04<br />

4<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

أ-‏ أهداف البرنامج يهدف البرنامج الوطني لتأهيل المؤسسات الصناعية إلى تحقيق الأهداف التالية<br />

على مستوى المؤسسة يهدف هذا البرنامج إلى تشجيع المؤسسات الصناعية من خلال تدابير مالية معينة على تحديث أدوات<br />

إنتاجها وخاصة الرفع من مستوى تنافسيتها بوضع أنظمة للإنتاج والتنظيم والتسيير تستجيب للمقاييس والمعايير المعمول ا في<br />

القطاع،‏ وتجدر الإشارة إلى أنه لا يقصد بذلك التطهير المالي أو إنقاذ المؤسسات التي تعاني من صعوبات.‏<br />

على مستوى المحيط المباشر للمؤسسة نظرا لكون المؤسسة الجزائرية لا تستفيد من الظروف الملائمة مقارنة مع المؤسسات<br />

الأجنبية المنافسة،‏ فقد قامت وزارة الصناعة بتحديد عدة عمليات هي<br />

تأهيل المؤسسات والإشهاد بالمطابقة وفق المواصفات الدولية؛<br />

إعادة تأهيل المناطق الصناعية ومناطق النشاطات؛<br />

دعم وسائل الضبط ‏(التقييس والملكية الصناعية والقياسة القانونية)؛<br />

تطوير الخدمات التكنولوجية للدعم والاستشارة لفائدة الصناعة.‏<br />

ويتم تمويل عمليات ونشاطات برنامج التأهيل في شكل مساعدات مالية من طرف صندوق ترقية التنافسية الصناعية.‏<br />

5<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

144


_____________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

2010<br />

30<br />

2001<br />

ب-‏ نتائج البرنامج :<br />

حصيلته فيما يلي<br />

حسب وزارة الصناعة فمنذ انطلاق برنامج التأهيل سنة<br />

وإلى غاية<br />

تمثلت فقد جوان<br />

6<br />

:<br />

492<br />

:<br />

-<br />

مؤسسة خاصة)‏ بطلبات الانخراط،‏<br />

مؤسسة عمومية و مؤسسة ‏(منها تقدمت مرحلة التشخيص الاستراتيجي مؤسسة عمومية<br />

مؤسسة ‏(منها مؤسسة وبقيت مؤسسة واحدة في طور المعالجة حيث تم رفض طلب وتمت معالجة مؤسسة عمومية و‎187‎ مؤسسة خاصة).‏<br />

مؤسسة ‏(منها و‎50‎ مؤسسة خاصة)‏ بينما تم قبول ويعود السبب الرئيسي لرفض طلبات العديد من المؤسسات إلى وضعيتها المالية،‏ حيث تعاني تلك المؤسسات من اختلالات مالية<br />

تجعلها غير مؤهلة للحصول على مساعدات من طرف صندوق ترقية التنافسية الصناعية في إطار برنامج التأهيل.‏<br />

مؤسسة عمومية و‎78‎ مؤسسة<br />

مؤسسة ‏(منها فيما يتعلق بتنفيذ برنامج التأهيل فقد تم قبول مرحلة تنفيذ مخطط التأهيل مؤسسة.‏<br />

خاصة)‏ للاستفادة من الإعانات والمساعدات المالية المقدمة من طرف صندوق ترقية التنافسية الصناعية من إجمالي ملف إلى قصر آجال<br />

ملف مقارنة بالملفات المقبولة والتي بلغت ويمكننا تفسير العدد القليل من الملفات المعروضة وهي التسجيل وإتمام الملفات من طرف المؤسسات،‏ إضافة إلى التأخيرات المسجلة في معالجة طلبات الحصول على القروض من طرف<br />

البنوك.‏<br />

مؤسسة بينما اقتصرت<br />

مؤسسة فقد تم اتخاذ إجراءات التأهيل ل وبالنسبة للمؤسسات المقبولة والبالغ عددها مؤسسة الأخرى على دراسات التشخيص فقط.‏<br />

24<br />

86<br />

181<br />

332<br />

97<br />

151<br />

239<br />

136<br />

175<br />

253<br />

168<br />

181<br />

175<br />

355<br />

:<br />

491<br />

-<br />

مؤسسة ‏(الاستثمارات التي<br />

كما بلغ عدد عمليات التأهيل المتعلقات بتنفيذ مخطط التأهيل للمؤسسات المقبولة وهي عملية فهي إجراءات<br />

عملية لامادية ‏(بما في ذلك الدراسات التشخيصية)،‏ أما عملية منها تضمنها مخطط التأهيل)‏ مادية.‏<br />

957<br />

151<br />

:<br />

1273<br />

18<br />

2230<br />

.3-1<br />

البرنامج الوطني لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يندرج هذا البرنامج في إطار القانون التوجيهي المتضمن ترقية<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لاسيما المادة التي تنص على قيام وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إطار تأهيل هذه<br />

المؤسسات بوضع برامج التأهيل المناسبة من أجل تطوير تنافسية المؤسسات وكذا ترقية المنتوج الوطني ليستجيب للمقاييس العالمية.‏<br />

7<br />

2004<br />

08<br />

بعد استكمال آليات<br />

وانطلقت أولى مراحله منذ بداية سنة مارس ولقد صادق عليه مجلس الوزراء في تنفيذه،‏ في إطار تعزيز التنمية المستدامة للاقتصاد الوطني من خلال تحسين ودعم تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة واكتساا<br />

سنوات ويتم تمويله من طرف صندوق تأهيل<br />

ويمتد على مدار لعناصر التسيير الراشد باعتماد التقييس والابتكار التكنولوجي.‏ مليار دج.‏<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث تقدر الميزانية المخصصة له ب 2007<br />

06<br />

9<br />

10<br />

:<br />

06<br />

8<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أ-‏ أهداف البرنامج تتمثل الأهداف الرئيسية لهذا البرنامج في التالي<br />

وضع مخطط أعمال لتطوير تنافسية المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة؛<br />

إعداد وتنفيذ سياسة وطنية لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتحسين تنافسيتها؛<br />

التفاوض حول مخططات ومصادر تمويل البرنامج؛<br />

تحضير وتنفيذ ومتابعة برنامج تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛<br />

وضع بنك للمعلومات يخص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أجل تحسين تنافسيتها.‏<br />

145


صال<br />

__________________________________________________________________<br />

سياسة تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر:‏ مع التركيز على برنامج II" "PME<br />

529<br />

11<br />

:<br />

351<br />

2010<br />

206<br />

279<br />

:<br />

351<br />

1700<br />

32<br />

ب-‏ نتائج البرنامج منذ بداية البرنامج وإلى غاية ماي فقد تم تسجيل النتائج التالية<br />

أبدت مؤسسة صغيرة ومتوسطة رغبتها في الانخراط في البرنامج الوطني للتأهيل،‏ وتقدمت منها مؤسسة بطلب الانخراط<br />

في البرنامج ومن بين هذه المؤسسات نجد ملف جاهز للدراسة أما مؤسسة فقد انطلقت في إجراءات التأهيل.‏<br />

ومن بين مؤسسة هناك مؤسسة استفادت من عمليات تشخيص قبلي أو تشخيص استراتيجي بينما استفادت<br />

مؤسسة من كافة عمليات التأهيل.‏<br />

وهنا أيضا نلاحظ العدد القليل للمؤسسات الراغبة في الانضمام للبرنامج.‏<br />

وقد شملت عمليات التأهيل مجموعة من الميادين أهمها:‏ التنظيم،‏ نظام تسيير الجودة،‏ التسويق،‏ المنتوج المبتكر،‏ تكاليف<br />

الإنتاج،‏ تسيير الإنتاج،‏ تسيير الموارد البشرية.‏<br />

برنامج ميدا لدعم وتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قامت الجزائر بعقد اتفاق مع الإتحاد الأوروبي دف رفع القدرة<br />

التنافسية للمؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة،‏ ويتمثل هذا الاتفاق في برنامج ميدا لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي<br />

تشغل أكثر من عامل و التي تنشط في القطاع الصناعي أو قطاع الخدمات الصناعية للتمكن من الصمود أمام المؤسسات الأجنبية،‏<br />

وتقدر الميزانية المخصصة لتمويل هذا البرنامج بمبلغ مليون يورو،‏ مليون يورو ممولة من طرف الإتحاد الأوربي.‏<br />

12<br />

13<br />

:<br />

57<br />

:<br />

62,9<br />

:<br />

20<br />

.4-1<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أ-‏ أهداف برنامج ميدا يرتكز هذا البرنامج على تحقيق ثلاثة أهداف هي<br />

الدعم المباشر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال القيام بعمليات التشخيص الاستراتيجي للمؤسسات،‏ إضافة إلى دعم<br />

تكوين مسيري هذه المؤسسات؛<br />

دعم تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال وضع وتنفيذ عقود الشراكة مع المؤسسات المالية من أجل مساندة ودعم<br />

المؤسسات التي تدخل في نشاطات التأهيل والتطوير إضافة إلى دعم المؤسسات المالية في نشاطاا؛<br />

دعم محيط المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من خلال الدعم المؤسساتي ودعم جمعيات أرباب العمل والجمعيات الحرفية والمهنية في<br />

إعداد إستراتيجية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ وكذا الدعم التقني المتخصص من أجل التكوين وانجاز الدراسات وتنظيم<br />

الندوات والملتقيات من أجل تحسين المحيط المؤسساتي.‏<br />

ب-‏ نتائج برنامج ميدا : في اية البرنامج وحسب التقرير النهائي الصادر في ديسمبر فقد تقدمت مؤسسة صغيرة<br />

ومتوسطة للانضمام للبرنامج،‏ ولقد تم الدخول الفعلي ل مؤسسة ضمن إجراءات التأهيل بما يمثل نسبة من إجمالي<br />

المؤسسات الراغبة في الدخول للبرنامج،‏ وتعود الأسباب الرئيسية لتخلي باقي المؤسسات عن المواصلة في إجراءات البرنامج في تردد<br />

مسئولي المؤسسات في متابعة الإجراءات،‏ إضافة إلى الصعوبات المالية وكذا سوء تنظيم هذه المؤسسات وعدم شفافية التسيير.‏<br />

وحسب تصريح وزير القطاع السيد مصطفى بن بادة فإن الاتحاد الأوروبي أشاد بنجاح برنامج ميدا الأول،‏ الأمر الذي شجع على<br />

الدخول في برنامج ميدا الممتد من إلى إلا أنه تأخر الشروع في تطبيقه حيث تم الانطلاق فيه يوم ماي<br />

حيث تضمن هذا البرنامج تقديم دعم مباشر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ من خلال مساعدا ومرافقتها لتكثيف استعمال<br />

تكنولوجيا الإعلام والاتصال،‏ إلى جانب دعم النوعية في إنتاجها من خلال إرساء نظام الجودة ‏(النوعية)‏ والقياسة على مستوى تلك<br />

15<br />

المؤسسات،‏ بما يمكنها من الاستفادة من الاتفاقيات الدولية لا سيما مع الاتحاد الأوروبي.‏<br />

،20<strong>09</strong><br />

14<br />

685<br />

% 65<br />

5<br />

2007<br />

445<br />

2010<br />

2008<br />

2<br />

.2<br />

برنامج دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتحكم بتكنولوجيا المعلومات والاتصال<br />

عند اية برنامج ميدا تم الشروع في تطبيق برنامج آخر بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي،‏ والذي تضمن تقديم دعم مباشر<br />

للمؤسسات غيرة والمتوسطة،‏ من خلال مساعدا ومرافقتها لتكثيف استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال،‏ إلى جانب إرساء<br />

نظام للجودة والقياسة على مستوى تلك المؤسسات.‏<br />

(PME 2)<br />

16<br />

146


_____________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

وعليه فإن برنامج دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتحكم بتكنولوجيا المعلومات والاتصال هو برنامج تأهيلي يساعد<br />

المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة على تعزيز قدرا على تحسين أدائها وتوسيع حصتها في السوق،‏ ويلعب فيه الاتحاد الأوروبي<br />

17<br />

دورا مركزيا باعتباره مموله الأساسي.‏<br />

وقدر المبلغ المخصص له ب<br />

فتمثل حصة مساهمة الجزائر.‏<br />

44<br />

مليون يورو،‏ حيث تساهم المفوضية الأوروبية ب<br />

40<br />

مليون يورو،‏ أما<br />

04<br />

18<br />

:<br />

وتم تحديد مدة البرنامج ب 34 شهرا بداية من انطلاقه والذي كان في ماي 20<strong>09</strong>.<br />

.1-2<br />

ملايين يورو<br />

دوافع البرنامج تعود الأسباب الرئيسية لتصميم هذا البرنامج إلى نقص استعمال المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة<br />

لتكنولوجيا المعلومات والاتصال،‏ والتي تعبر عن مجموعة من الأدوات والأجهزة التي توفر عملية تخزين المعلومات ومعالجتها ومن ثم<br />

استرجاعها،‏ وكذا توصيلها بعد ذلك عبر أجهزة الاتصال المختلفة إلى أي مكان في العالم،‏ أو استقبالها من أي مكان في العالم.‏<br />

وفيما يتعلق باستخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة،‏ فقد كشفت دراسة<br />

أجريت تحت إشراف وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حول تقدير استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المؤسسات<br />

مؤسسة جزائرية)‏<br />

الصغيرة والمتوسطة الجزائرية والتي تمثل الغالبية العظمى من المؤسسات الجزائرية ‏(حيث بلغت عينة الدراسة على النتائج التالية<br />

فقط من<br />

%، أي أقل من النصف،‏ كما اتضح أن قدر المعدل العام لأجهزة الكمبيوتر في عينة الدراسة ب المؤسسات غير اهزة بأجهزة الكمبيوتر تنوي شراء أجهزة كمبيوتر في المستقبل القريب،‏ أما الباقي فليس لها أي رغبة في ذلك؛<br />

تبين من خلال الدراسة أن المؤسسات الجزائرية هي ضعيفة الاتصال بالانترنت،‏ حيث بلغت معدلات الاتصال بالانترنت في<br />

في المؤسسات<br />

في حين بلغ هذا المعدل المؤسسات المصغرة نسبة %19، أما في المؤسسات الصغيرة فقد بلغ معدل المتوسطة،‏ كما تتميز أغلب المؤسسات الجزائرية بعدم توفرها على مواقع الكترونية؛<br />

هم تقنيين في نفس اال،‏<br />

من العمال في المؤسسات الجزائرية هم مهندسين في الإعلام الآلي،‏ و كشفت الدراسة أن إضافة إلى أن %42 من المؤسسات قامت بتعزيز رأسمالها البشري في مجال تكنولوجيا المعلومات من خلال التدريب والتكوين؛<br />

بين التحليل حسب قطاع النشاط أن قطاعات البناء والصناعات الغذائية والصناعات التحويلية لديها أدنى مؤشرات استعمال<br />

تكنولوجيا المعلومات والاتصال،‏ أما قطاعات التجارة والتوزيع،‏ النقل والاتصال والخدمات فقد عرفت أعلى المؤشرات.‏<br />

من خلال هذه الأرقام يظهر جليا أن واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر يكشف كثيرا من التأخر،‏ مما يستدعي الاهتمام<br />

الجدي بتشجيع استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال من طرف هذه المؤسسات،‏ وذلك نظرا للدور الهام الذي تلعبه في تحسين<br />

تنافسيتها وبالتالي تأهيلها لترقى إلى مستويات أفضل.‏<br />

%16<br />

%34<br />

500<br />

%5<br />

%24<br />

44,5<br />

20<br />

%1<br />

:<br />

19<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

.2-2<br />

أهداف البرنامج يهدف هذا البرنامج إلى مساعدة المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة على تحسين تنافسيتها،‏ وتأهيلها<br />

من أجل تمكينها من الحفاظ على حصصها في السوق المحلية وتطويرها على الصعيد الدولي،‏ والاستغلال الجيد لجميع الإمكانيات<br />

والمزايا التي تتيحها سياسة انفتاح السوق.‏<br />

كما يهدف إلى مساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال التكوين والدعم التقني المتخصص من أجل تمكينها من<br />

21<br />

اقتحام أسواق عديدة،‏ وضمان تنافسيتها في الأسواق العالمية في إطار إستراتيجية الجزائر الالكترونية.‏<br />

147


__________________________________________________________________<br />

سياسة تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر:‏ مع التركيز على برنامج II" "PME<br />

22<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

ويمكننا تلخيص أهداف البرنامج في ثلاثة أهداف أساسية هي كما يلي<br />

تحسين تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تسييرها؛<br />

التنسيق والمرافقة من طرف الجهات المعنية:‏ وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ووزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام<br />

والاتصال؛<br />

- تأسيس نظام للجودة على مستوى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.‏<br />

23<br />

:<br />

:<br />

.3-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

نشاطات البرنامج يغطي هذا البرنامج ثلاثة نشاطات تتمثل فيما يلي<br />

الدعم المباشر للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال نقل الممارسات وأساليب التسيير الحديثة،‏ وتقديم الدعم التقني ودعم إرساء<br />

أنظمة الإبداع واليقظة التكنولوجية؛<br />

الدعم المؤسساتي من خلال دعم وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار،‏ وزارة البريد وتكنولوجيات<br />

الإعلام والاتصال،‏ ودعم هيئات تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛<br />

دعم الجودة من خلال توحيد المقاييس،‏ إصدار الشهادات،‏ الاعتماد والتقييس،‏ وتوعية مسيري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة<br />

بمتطلبات الجودة،‏ ودعم هيئات تقييم المطابقة.‏<br />

.4-2<br />

حالة تقدم البرنامج خلال الفترة الأولى من انطلاق البرنامج فقد تم الشروع في تنفيذ التنظيمات واللوجستيات وإتمام<br />

إجراءات العمل،‏ وإعداد وتنفيذ الإجراءات العملية على المستويات الثلاثة للبرنامج،‏ وذلك بتدخل مجموعة من الخبراء من مجموعة<br />

المساعدة والدعم التقني،‏ إضافة إلى 50 خبيرا آخر من أجل تنفيذ إجراءات البرنامج كما يلي:‏<br />

24<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أ.‏ دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة : حيث تم القيام بالعمليات التالية<br />

تحديد معايير اختيار المؤسسات المعنية بالبرنامج؛<br />

تحديد أكثر من 200 مؤسسة،‏ تم اختيار منها مؤسسة لتنفيذ البرنامج؛<br />

دراسات تحديد احتياجات المؤسسات من أجل إعداد مشاريع المرافقة والدعم؛<br />

إطلاق مناقصة ب مليون يورو لإنشاء مركز للخبرة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.‏<br />

:<br />

100<br />

10,5<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ب.‏ الدعم المؤسساتي من خلال إطلاق عمليات الخبرة في االات التالية<br />

برنامج إنشاء المراكز التقنية الصناعية؛<br />

إستراتيجية تطوير المناولة؛<br />

برنامج إستراتيجية الجزائر الالكترونية؛<br />

آليات التمويل وصناديق الضمان؛<br />

الس الوطني الاستشاري لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات،‏ الاتحاد الوطني للمتعاملين في<br />

الصيدلة والاتحاد المهني لصناعة السيارات والميكانيك.‏<br />

:<br />

-<br />

ج.‏ دعم الجودة : حيث تم في هذا اال<br />

إعداد مشاريع محددة وخاصة لدعم وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ الهيئة الجزائرية للاعتماد،‏<br />

للتقييس،‏ الديوان الوطني للقياسة القانونية؛<br />

إعداد إجراءات اختيار هيئات تقييم المطابقة المستفيدة من دعم الاعتماد ) 17025 ISO و<br />

إعداد قائمة أولية تضم 112 هيئة لتقييم المطابقة بمساهمة هيئات الجودة لتحديد المستفيدين من البرنامج؛<br />

المعهد الجزائري<br />

ISO‏)؛ 17020<br />

-<br />

-<br />

148


_____________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-<br />

إعداد سوق الخدمات ب 07 مليون يورو من أجل الدعم التقني للجودة.‏<br />

ما يميز هذا البرنامج مقارنة بغيره من البرامج السابقة،‏ وما يلاحظ عليه هو أنه يركز على الدعم التقني والاستثمارات<br />

اللامادية أكثر من تركيزه على الدعم المادي والمالي،‏ كما أنه بخلاف البرامج السابقة والتي تتوجه إليها المؤسسات بطلبات الانضمام،‏<br />

فإن هذا البرنامج قد تم فيه تحديد عينة من المؤسسات المترسخة والقادرة على الاستفادة بشكل دائم من الدعم المقدم منه حتى يمكن<br />

ملاحظة نتائجه بوضوح،‏ هذا كمرحلة أولى ليتم تعميمه على مؤسسات أخرى في مرحلة لاحقة،‏ كما يستند هذا البرنامج على<br />

مقاربة شاملة ومفصلة لاحتياجات المؤسسات ودعمها على مواكبة التطورات في شتى االات،‏ وتمكينها من التحكم باستعمال<br />

تكنولوجيا المعلومات والاتصال،‏ إضافة إلى دعم المحيط الذي تنشط فيه،‏ ودعم الجودة على مستوى هذه المؤسسات.‏<br />

هذا ويبقى هذا البرنامج في مرحلته الأولى،‏ إلا أنه يعتبر خطوة هامة نحو ترقية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من<br />

جهة،‏ والنهوض بمستوى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال وبناء مجتمع معلوماتي وبالتالي التوجه نحو إنجاح مشروع إستراتيجية<br />

الجزائر الالكترونية.‏<br />

خلاصة :<br />

من خلال تناولنا لهذا الموضوع يمكننا الخروج بجملة من النتائج أهمها ما يلي<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تكتسي عملية تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر أهمية بالغة كوا تعتبر بمثابة مرحلة انتقال للمؤسسة من مستوى إلى<br />

مستوى آخر يتميز بالكفاءة والمردودية،‏ وذلك لتمكينها من مواكبة التطورات الحاصلة في الميدان الاقتصادي،‏ وتعزيز قدراا التنافسية<br />

لمواجهة المنافسة المتنامية وطنيا ودوليا؛<br />

تعتبر تكنولوجيا المعلومات والاتصال أداة ضرورية لنشاطات المؤسسات،‏ غير أن هذه التكنولوجيا بأهميتها البالغة فهي ضعيفة<br />

الانتشار في المؤسسات الجزائرية الصغيرة والمتوسطة،‏ والتي تفتقد لأساليب التعامل الالكتروني ومازالت بعيدة كل البعد عن الاستفادة<br />

من التكنولوجيا الحديثة؛<br />

رغبة من الدولة الجزائرية في رفع العقبات التكنولوجية عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ فقد قامت بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي<br />

بتصميم برنامج تأهيلي يعتمد أساسا على إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في نشاطات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ ويعتبر<br />

هذا البرنامج من الأولويات الأساسية لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والارتقاء بمستواها التكنولوجي.‏<br />

وعلى ضوء النتائج السابقة نقدم التوصيات التالية:‏<br />

يجب على السلطات الجزائرية الاهتمام بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ من خلال الاهتمام جديا بعمليات التأهيل الموضوعة<br />

ومتابعتها،‏ كما يجب الاهتمام بتأهيل الفرد البشري باعتباره أساس تحقيق التميز في المؤسسة؛<br />

تفعيل البرامج التحسيسية المصممة ضمن برامج التأهيل لمسيري المؤسسات الجزائرية،‏ وتوعيتهم بأهميتها وضرورا لمواجهة المنافسة<br />

الأجنبية؛<br />

نشر ثقافة المعلوماتية لدى المؤسسات الجزائرية،‏ عن طريق تشجيع استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال من طرف هذه<br />

المؤسسات،‏ والاستغلال الفعال لما توفره هذه التكنولوجيا من مزايا وتطبيقات.‏<br />

149


__________________________________________________________________<br />

سياسة تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر:‏ مع التركيز على برنامج II" "PME<br />

الإحالات والمراجع :<br />

قوريش نصيرة،‏ آليات وإجراءات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر،‏ الملتقى الدولي حول متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في<br />

.1049-1048<br />

الدول العربية،‏ كلية العلوم الاقتصادية،‏ جامعة الشلف،‏ أفريل 2006<br />

ص ص،‏<br />

بومدين يوسف،‏ دراسة أثر إدارة الجودة الشاملة على الأداء الحالي للمؤسسات الاقتصادية مع دراسة حالة المعمل الجزائري الجديد للمصبرات،‏ أطروحة<br />

دكتوراه في علوم التسيير ‏(غير منشورة)،‏ جامعة الجزائر،‏ 2006، ص 201.<br />

3<br />

: جمال بلخباط،‏ متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية في ظل التحولات الاقتصادية الراهنة،‏ الملتقى الدولي حول متطلبات تأهيل<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية،‏ كلية العلوم الاقتصادية،‏ جامعة الشلف،‏ أفريل 2006، ص ص 638-637.<br />

4 : Actes des assises nationales de la PME, Ministère de la PME et de l'artisanat, Algérie, janvier 2004, P 184.<br />

.02-01<br />

برنامج وجهاز تأهيل المؤسسات الصناعية،‏ وزارة الصناعة وإعادة الهيكلة،‏ الجزائر،‏ 2006<br />

ص،‏<br />

6 : Etat des lieux et perspectives de la mise a niveau des entreprises industrielles, Ministère de l’industrie et de la<br />

promotion des investissements, Algérie, juin 2010, p 02.<br />

7<br />

77<br />

18-01 :<br />

15 ديسمبر .07 2001<br />

القانون رقم<br />

ص،‏<br />

مصطفى بن بادة،‏ استحداث<br />

المتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية،‏ العدد<br />

ألف مؤسسة مصغرة توفر مليون منصب شغل،‏ جريدة الشروق اليومي بتاريخ<br />

جوان<br />

الصادر بتاريخ<br />

،20<strong>09</strong> العدد ،2628<br />

04<br />

200<br />

:<br />

:<br />

:<br />

1<br />

2<br />

5<br />

8<br />

ص 07.<br />

9 : Mustapha Ben Bada, la Mise à Niveau des PME/PMI, Ministère de la PME et de l’Artisanat, Algérie, Novembre<br />

2006, P 32.<br />

10 : Étude de faisabilité du programme national de mise à niveau de la PME, Ministère de la PME et de l’Artisanat,<br />

Algérie, Octobre 2003, P 05.<br />

: رشيد موساوي،‏ نتائج البرنامج الوطني للتأهيل،‏ الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ الجزائر،‏<br />

ماي 2010، ص ص 05-04.<br />

11<br />

13/12<br />

12 : Accord d'association entre l'Algérie et l'union européenne (ce que vous devez savoir), Ministère de la PME et de<br />

l’Artisanat, Algérie, octobre 2005, P 32.<br />

13 : Mustapha Benbada, op.cit, P 08.<br />

14 : Programme d'appui aux PME/PMI: Des résultats et une expérience a transmettre, Rapport final: Euro<br />

Développement PME, Ministère de la PME et de l’Artisanat, Algérie, Décembre 2007, P 27.<br />

15<br />

:<br />

مصطفى بن بادة،‏ مرجع سابق،‏ ص 07.<br />

المرجع السابق،‏ ص 07.<br />

: بسمة كراشة،‏ الإتحاد الأوروبي يعزز تنافسية الشركات الجزائرية،‏ متاح على موقع السياسة الأوروبية للجوار ‏–المتوسط-‏ أوروبا جارتنا،‏ على الرابط<br />

جوان 2010.<br />

،http://www.eurojar.org/ar/euromed-articles<br />

18 : Programme d’Appui aux PME/PMI et à la Maîtrise des TIC (PME II), dossier de presse, Atelier de visibilité, Hôtel<br />

<strong>El</strong> Djazair, Algérie, 24 février 2010, P 01.<br />

19 : Projet de stratégie E-Algérie (Administration électronique), Ministère de Poste et des TIC, Algérie, P P 48-55.<br />

20 : Programme d’Appui aux PME/PMI et à la Maîtrise des TIC, op.cit, P 01.<br />

21 : B. Kamel, Programme d’Appui PME II : Pour des «entreprises championnes» , quotidien le carrefour d’Algérie,<br />

23-02-2010, N 2573, 9eme année, p 05.<br />

تاريخ المقال 2010/04/27، تم التحميل بتاريخ 20<br />

23 : Programme d’Appui aux PME/PMI et à la Maîtrise des TIC, op.cit, P P 05-07.<br />

24 : Programme d’Appui aux PME/PMI et à la Maîtrise des TIC, op.cit, P P 02-03.<br />

: نفس<br />

: مصطفى بن بادة،‏ مرجع سابق،‏ ص 07.<br />

16<br />

17<br />

22<br />

150


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الشراكة الأورو جزائرية بين متطلبات الانفتاح الاقتصادي والتنمية المستقلة<br />

د / سمينة عزيزة،‏ جامعة<br />

بسكرة،‏ الجزائر<br />

elfetni.aziza@gmail.com<br />

ملخص :<br />

حاولنا من خلال هذه الورقة الإحاطة بإحدى أكبر التحديات التي تواجه الدول المتوسطية على العموم والجزائر على وجه الخصوص،‏ من خلال<br />

تسليط الضوء على موضوع الشراكة الأورو جزائرية باعتبارها ضرورة تفرضها المتغيرات والتحديات الراهنة والمستقبلية،‏ وهذا لما توفره من مزايا وإيجابيات<br />

للاقتصاديات المتوسطية،‏ من أجل مساعدا على النهوض باقتصادياا والاستفادة من الخبرات والمعارف التطبيقية ونقل التكنولوجيا والحصول على الدعم<br />

اللازم لتمويل مشاريعها التنموية.‏ وبالقياس إلى كل ما ذكرناه فإن خيار الشراكة مهم،‏ ذلك أا تكتسي أهمية بالغة في إنعاش الاقتصاد الوطني من خلال<br />

جلب رؤوس الأموال الأجنبية،‏ وخلق مناصب العمل وتوفير العملة الصعبة وتحويل التكنولوجيا والمنافسة الدولية وتقليص نفقات الدولة.‏<br />

الكلمات المفتاح : الشراكة الأورو جزائرية،‏ رأس المال الأجنبي،‏<br />

تمهيد :<br />

دخل العالم ألفية ثالثة تميزت ببروز ملامح نظام عالمي جديد يغلب عليه طابع التكتلات الإقليمية والتي تعود مرجعيتها إلى<br />

الانفتاح الاقتصادي الكبير من وراء بروز وتبلور فكرة العولمة،‏ وإن كان ما يبرر هذا الانفتاح بالنسبة للدول المتقدمة ضرورة استمرار<br />

النمو المتوقف على التوسع المتنامي للأسواق،‏ فإنه بالنسبة للدول النامية مطلب أساسي من أجل تحقيق تنمية مستدامة.‏<br />

وفي هذا الإطار برزت تكتلات تضم إلى جانب الدول المتقدمة دولا نامية دف إلى بناء فضاءات اقتصادية مندمجة وتشترك كلها<br />

في كوا تضم جانبين أساسيين:‏ الأول تجاري والثاني مالي،‏ وذا بدأت الدول العربية تعمل وفق منهج التكتل والشراكة لمواجهة<br />

القوى الاقتصادية الصاعدة.‏<br />

وضمن هذا السياق تندرج اتفاقية الشراكة الأورو متوسطية،‏ والتي دف إلى إنشاء منطقة للتجارة الحرة من خلال إعادة هيكلة<br />

اقتصاديات دول جنوب وشرق المتوسط،‏ عن طريق إدماجها في الفضاء الجديد مع الإتحاد الأوروبي.‏<br />

ولعل تسارع الأحداث ودخول كل من تونس والمغرب بالخصوص في مفاوضات مع الإتحاد الأوروبي هو ما جعل الجزائر تعقد<br />

أول لقاء لتبادل وجهات النظر حول المحاور الأساسية لمستقبل المفاوضات مع اموعة الاقتصادية الأوروبية،‏ وقد تم التوقيع الفعلي<br />

على الاتفاقية<br />

سنة 2001<br />

لتدخل حيز التطبيق ابتداء من سبتمبر 2005.<br />

وإيمانا منا بوجود فارق شاسع بين مستوى التنمية في الاتحاد الأوروبي والجزائر،‏ وعدم التكافؤ في موازين القوى وما سيسفر عنه<br />

من آثار على الجانبين،‏ سنحاول في هذه الورقة البحثية تقييم مكاسب ومخاطر الشراكة الأورو جزائرية على الطرفين،‏ من خلال<br />

التعرض للنقاط التالية<br />

:<br />

الملامح العامة لاتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر ‏(المسار والمضمون).‏<br />

التهديدات المتوقعة لاتفاق الشراكة على الاقتصاد الجزائري.‏<br />

الإجراءات ‏(السياسات)‏ المرافقة لنجاح اتفاق الشراكة.‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أولا : الملامح العامة لاتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر<br />

والجيو<br />

لم تحذ الجزائر حذو تونس والمغرب اللتان وقعتا اتفاقيات شراكة مع الإتحاد الأوروبي في<br />

1995/07/17<br />

-<br />

و‎1995/11/15‎<br />

على التوالي،‏ فقد عبرت الجزائر مرارا عن رغبتها في الحصول على معاملة خاصة من الإتحاد الأوروبي بمراعاة خصوصياا الاقتصادية<br />

إستراتيجية والسياسية،‏ لذلك سنحاول فيما يلي التعرض لتاريخ توقيع هذه الاتفاقية ومحتواها وأهم ما جاءت به<br />

:<br />

151


_______________________________________________________________________________________________________<br />

الشراكة الأورو جزائرية بين متطلبات الانفتاح الاقتصادي والتنمية المستقلة<br />

-1<br />

المسار التاريخي لتوقيع اتفاقية الشراكة الجزائرية-‏ الأوروبية<br />

:<br />

05<br />

وقعت الجزائر سنة 1976 اتفاق تعاون مع الإتحاد الأوروبي ذو<br />

طابع تجاري مدعما ببرتوكولات مالية تتجدد بصورة دورية كل سنوات،‏ كان الهدف من وراء هذا الاتفاق ترقية المبادلات بين<br />

1<br />

الجزائر والسوق الأوروبية ورفع حجم نمو التجارة الخارجية وتحسين شروط دخول السلع الجزائرية إلى السوق الأوروبية ، وقد<br />

استفادت الجزائر في إطار الأربع بروتوكولات (1996-1978) من مساعدة مالية قدرت ب ِ<br />

إيكو من البنك الأوروبي<br />

2<br />

للاستثمار في شكل قروض ميسرة .<br />

784<br />

مليون إيكو و‎640‎ مليون<br />

غير أن هذا الاتفاق الذي كان يتسم بمنح تفضيلات تجارية في اتجاه واحد،‏ أي بدون المعاملة بالمثل لم يعد معمولا به في إطار<br />

التوجهات الجديدة للسياسة الأوروبية المتوسطية المتجددة،‏ وكذا أحكام وإجراءات المنظمة العالمية للتجارة.‏<br />

ففي ظل هذه المعطيات بادرت الجزائر إلى بدء مفاوضاا مع الإتحاد الأوروبي في جوان<br />

1996، من<br />

أجل إبرام اتفاق الشراكة مع<br />

الإتحاد الأوروبي،‏ وقد عرفت المفاوضات نوعا من التأخير بسبب إصرار الجزائر على تمسكها بتأجيل موضوع التفكيك التدريجي<br />

للحقوق الجمركية من أجل حماية إنتاجها الوطني،‏ خاصة وأن الاقتصاد الجزائري محل إعادة هيكلة وإعادة تأهيل الجهاز الإنتاجي،‏<br />

فمنذ سنة‎1997‎‏،‏ عرفت المفاوضات مسيرة طويلة (12<br />

الأسباب التي وقفت أمام تجسيد توقيع هذا الاتفاق<br />

3<br />

هي :<br />

جولة)‏ للوصول إلى<br />

اتفاق<br />

‏-التنازلات بخصوص الجانب الفلاحي والحقوق الجمركية،‏ حركة رؤوس الأموال والمنافسة؛<br />

‏-التركيز على الجانب الأمني بالقضاء على الإرهاب والجريمة المنظمة؛<br />

بين الجزائر والإتحاد الأوروبي،‏ ولعل أهم<br />

‏-طلب الحصول على مساعدات مالية لتحديث وعصرنة القطاع المالي والمصرفي؛<br />

‏-توسيع إطار التعاون الاقتصادي ليشمل جوانب الإنتاج ولا يقتصر على جانب التبادل فقط؛<br />

‏-ينبغي أن تكون إجراءات رفع الحماية على الصناعة (Deprotection) مدروسة وفق تواريخ مختلفة تأخذ بعين الاعتبار<br />

القطاعات الصناعية،‏ وبدلالة الحصص المالية ‏(المخصصات)‏ التي يقدمها الإتحاد الأوروبي من أجل إعادة تأهيل الجهاز الإنتاجي<br />

الوطني.‏<br />

وقد تم استئناف المفاوضات سنة<br />

2001، لتنتهي بالمصادقة على<br />

الشراكة في اتفاقية<br />

2001/12/13<br />

ببروكسل،‏ وهذا بعد<br />

سلسلة من الجولات،‏ وفي النهاية،‏ تم الوصول إلى اتفاق ائي في 2002/04/22، وقد دخل حيز التنفيذ في سبتمبر 2005.<br />

وما يجب الإشارة إليه،‏ أن الإتحاد الأوروبي يعتبر بالنسبة للجزائر من أهم الشركاء التجاريين،‏ حيث تمثل واردات الجزائر من<br />

الإتحاد الأوروبي أكثر من<br />

%65<br />

-2<br />

خلال الفترة الممتدة ما بين (2003-1997)، أما صادرات الجزائر إلى الإتحاد الأوروبي فهي<br />

الأخرى تمثل نسبة معتبرة،‏ حيث وصلت إلى %60 خلال نفس الفترة،‏ وهو ما يدل على العلاقات التجارية القوية بين الطرفين.‏<br />

مضمون اتفاقية الشراكة الجزائرية-‏ الأوروبية<br />

الآتية<br />

:<br />

4<br />

:<br />

أ-‏ الجانب الأول<br />

:<br />

احتوى الاتفاق الجزائري-‏ الأوروبي على ثمانية (8) محاور تمثلت في الجوانب<br />

يتمثل في إقامة حوار سياسي بين الطرفين،‏ يسمح بإقامة علاقات دائمة للتضامن بين المتعاملين،‏ تساهم في تحقيق<br />

رفاهية وأمن للمنطقة المتوسطية ‏(وهذا ما جاءت به المواد 5,4,3 من الاتفاقية).‏<br />

152


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

ب-‏<br />

: الجانب الثاني<br />

انتقالية تم تحديدها ب ِ<br />

12<br />

يتعلق بحرية تنقل البضائع ‏(التبادل التجاري)،‏ وذلك بإقامة منطقة حرة للتبادل ،(ZLE) وهذا<br />

سنة ابتداء من دخول الاتفاقية حيز التنفيذ،‏ وذلك طبقا لإجراءات المنظمة العالمية للتجارة ‏(المادة<br />

فيما يتعلق بمجال تبادل المنتوجات الفلاحية ومنتوجات الصيد البحري،‏ تنص<br />

للمبادلات فيما بينهما بصفة تدريجية،‏ وذلك بالتركيز على المبادئ الآتية:‏<br />

ج-‏<br />

الاتفاقية<br />

خلال فترة<br />

06)، أما<br />

على أن يعمل الطرفان على تحرير أوسع<br />

‏-عدم فرض قيود كمية جديدة على الواردات واتخاذ إجراءات أخرى مماثلة على المبادلات بين الطرفين؛<br />

‏-إلغاء القيود الكمية والإجراءات ذات الأثر المماثل المطبقة على المبادلات؛<br />

‏-إمكانية اتخاذ إجراءات حمائية ووقائية في حالة ممارسة الإغراق في علاقاته مع الطرف الآخر،‏ أو دخول منتوجات عن طريق<br />

الاستيراد بكميات وشروط من شأا أن تلحق الضرر بالمنتجين الوطنيين؛<br />

يتعلق بحقوق : الجانب الثالث<br />

التأسيس أو الإنشاء وتقديم الخدمات(‏ Droit d'établissement et prestation de<br />

،(service حيث اتفق الطرفان على توسيع مجال تطبيق الاتفاقية بشكل يسمح بإدراج الحق في إنشاء أو تأسيس المؤسسات في إقليم<br />

الطرف الآخر،‏ وتحرير الخدمات ‏(المالية،‏ البنكية،‏ المواصلات والاتصالات...إلخ).‏<br />

د-‏ الجانب الرابع<br />

:<br />

يتعلق بالدفع رأس المال،‏ المنافسة وإجراءات أخرى اقتصادية،‏ حيث تعهد الطرفان بالسماح بعملية الدفع وتسوية<br />

العمليات أو الصفقات الجارية بعملة قابلة للتحويل،‏ مع الإلتزام بإمكانية قيام كل طرف بعملية تحويل أو إخراج الأرباح الناتجة عن<br />

الرساميل المستثمرة،‏ وحرية تنقل رؤوس الأموال المتعلقة بالاستثمارات المباشرة في الجزائر التي تقوم ا الشركات المنشئة وفقا للتشريع<br />

الجاري العمل به ‏(المواد<br />

39-38)، وتم في هذا الجانب<br />

اتخاذ الطرفان على اتفاق<br />

إجراءات تقييدية في حالة تعرض أحد الطرفين<br />

لإختلالات في ميزان مدفوعاته،‏ شريطة أن يتم إبلاغ الطرف الآخر ذه الإجراءات،‏ وأن يتم إزالتها فيما بعد فور تصحيح هذا<br />

الاختلال،‏ كما ينبغي أن تكون محددة وفق رزنامة متفق عليها.‏<br />

ه-‏ الجانب الخامس : يتعلق بالتعاون الاقتصادي،‏ حيث التزم الطرفان على تقوية التعاون الاقتصادي الذي يخدم المصلحة المشتركة،‏<br />

وهذا في إطار الشراكة المنصوص عليها في الاتفاقية،‏ ويتعلق هذا التعاون أساسا حسب ما جاءت به المادة (48) من الاتفاقية<br />

بالقطاعات التي تعاني مشاكل داخلية أو التي تم الاتفاق بشأن تحرير مبادلاا بين الجزائر والإتحاد الأوروبي،‏ وكذا القطاعات التي<br />

تسمح بتسهيل التقارب بين الاقتصاد الجزائري والاقتصاد الأوروبي،‏ وخاصة القطاعات المؤدية إلى رفع مستويات النمو وخلق فرص<br />

الشغل وتطوير المبادلات بين الجزائر والإتحاد الأوروبي وإعطاء الأولوية للقطاعات المؤدية إلى تنويع الصادرات الجزائرية،‏ وقد تم<br />

التركيز في المواد(‏‎53-50‎‏)‏ من الاتفاقية على التعاون الجهوي وذلك كما يلي:‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

دعم التكامل واندماج الاقتصاديين ‏(لاسيما التعاون المغاربي البيني)‏ ؛<br />

التعاون في مجال البيئة ومقاومة التلوث ؛<br />

-<br />

-<br />

تطوير الهياكل الاقتصادية الأساسية ‏(البنى التحتية)‏ ؛<br />

التعاون في مجال البحث العلمي والتكنولوجي،‏ التربية،‏ التعليم والتكوين ؛<br />

التعاون في اال الجمركي دف تنشيط الرقابة والإجراءات الجمركية،‏ استعمال وثائق إدارية موحدة ووضع نظام مشترك<br />

للعبور بين الطرفين ؛<br />

-<br />

-<br />

دعم وتشجيع الاستثمار المباشر والشراكة الصناعية ؛<br />

تشجيع عمليات التحديث وإعادة الهيكلة الصناعية بما فيها الصناعات الزراعية<br />

الغذائية ؛ -<br />

‏-وضع إطار قانوني يشجع الاستثمار بتوقيع اتفاقيات تتعلق بتفادي الازدواج الضريبي ؛<br />

153


_______________________________________________________________________________________________________<br />

الشراكة الأورو جزائرية بين متطلبات الانفتاح الاقتصادي والتنمية المستقلة<br />

‏-التعاون من أجل مقاربة القواعد المعيارية المشتركة عن طريق تقوية وإعادة هيكلة المصالح أو الهيئات المالية بتحسين النظم<br />

المحاسبية،‏ المراجعة المحاسبية والرقابة المالية ؛<br />

‏-دعم إعادة هيكلة قطاع النقل وتحديثه،‏ وكذا قطاع الإعلام والاتصال وقطاع الطاقة والمناجم،‏ السياحة والحرف،‏ التعاون في<br />

مجال الإحصاء،‏ كما اشتمل هذا الجانب أيضا على التعاون بخصوص حماية المستهلكين.‏<br />

و-‏ الجانب السادس<br />

:<br />

يتعلق هذا الجانب بالتعاون الاجتماعي والثقافي،‏ حيث تضمن الإجراءات الخاصة بالعمال،‏ وذلك بعدم المعاملة<br />

التمييزية في شروط العمل،‏ والمكافآت والاستفادة من نفس إجراءات الضمان الاجتماعي المعمول ا في البلد،‏ كما احتوى هذا<br />

الجانب على التعاون الثقافي والتربوي،‏ وذلك بتشجيع تبادل المعلومات وتشجيع التفاهم المتبادل بين الثقافات باستعمال كل الوسائل<br />

التي من شأا أن تقرب بين هذه الثقافات،‏ كالإعلام والصحافة والوسائل السمعية والبصرية وتكوين أشخاص يشتغلون في االات<br />

الثقافية وتنظيم تظاهرات ثقافية...إلخ.‏<br />

ي-‏ الجانب السابع : يتعلق بالتعاون المالي الذي يقوم على ما يلي<br />

:<br />

‏-دعم الإصلاحات الهادفة إلى تحديث وعصرنة الاقتصاد بما فيها التنمية الريفية؛<br />

‏-إعادة تأهيل الهياكل الاقتصادية؛<br />

‏-ترقية الاستثمارات الخاصة والأنشطة المؤدية إلى خلق فرص العمل؛<br />

‏-الأخذ بعين الاعتبار للآثار الناتجة عن وضع منطقة التبادل الحر على الاقتصاد<br />

الاقتصاد.‏<br />

الجزائري،‏ خاصة عن طريق إعادة تأهيل<br />

ن-‏ الجانب الثامن : يتعلق بالتعاون في مجال العدالة والشؤون الداخلية (J.A.I) وذلك ب ِ:‏<br />

‏-تقوية مؤسسة الدولة والقانون؛<br />

‏-التعاون في مجال تنقل الأشخاص ‏(خاصة ما يتعلق بالتأشيرات)؛<br />

‏-التعاون في مجال رقابة الهجرة غير المشروعة؛<br />

‏-التعاون من أجل القضاء على الإرهاب الدولي ومحاربة الفساد والرشوة.‏<br />

وانطلاقا مما سبق ومن خلال تفحصنا لبنود هذه الاتفاقية،‏ فإنه من جملة الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها هذا الاتفاق ما<br />

‏-وضع إطار ملائم للحوار السياسي بين الطرفين؛<br />

‏-وضع الشروط الملائمة لتحرير المبادلات وتنقل رؤوس الأموال بصفة تدريجية؛<br />

عليه.‏<br />

5<br />

يلي:‏<br />

‏-دعم العلاقات الاجتماعية وتطوير التعاون في االات الثقافية والإنسانية؛<br />

‏-تشجيع الاندماج المغاربي بدعم المبادلات والتعاون بين الجزائر ودول المنطقة؛<br />

‏-تدعيم الإصلاحات المؤدية إلى عصرنة وتحديث الاقتصاد؛<br />

‏-إنشاء منطقة للتبادل الحر بين الجزائر والإتحاد الأوروبي على مدى ‎12‎سنة كأقصى تقدير من العمل التدريجي لإزالة الحواجز<br />

الجمركية،‏ وقد تم الاتفاق على تحديد ثلاث قوائم من السلع كما يبينها الجدول (1)، سيتم تحريرها وفق جدول زمني متفق<br />

154


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

ثانيا:‏ التهديدات المتوقعة لاتفاق الشراكة على الاقتصاد الجزائري.‏<br />

يحمل اتفاق الشراكة الموقع بين الجزائر والإتحاد الأوروبي في طياته آثارا تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وأخرى تنعكس سلبا<br />

على توازناته،‏ لكن قبل عرض هذه الآثار لابد من عرض أهم المؤشرات الاقتصادية للجزائر قبيل دخول اتفاقية الشراكة حيز التنفيذ.‏<br />

-1<br />

أثر الاتفاقية على المالية العمومية<br />

:<br />

إن التفكيك الجمركي وتحرير المبادلات سيمارسان ضغطا على توازن المالية العمومية وهذا<br />

من خلال التخفيض في الإيرادات الجمركية التي تساهم بحصة هامة في مجموع إيرادات الدولة،‏<br />

غير أن تأثيرها يختلف من دولة<br />

لأخرى،‏ وهذا راجع إلى مدى الحماية المفروضة من قبل كل دولة،‏ إضافة إلى حصة الإتحاد الأوروبي في تجارة هذه الدول الخاضعة<br />

للتخفيضات الجمركية،‏ فعلى سبيل المثال تمثل الإيرادات الجمركية للجزائر نسبة<br />

%23,4<br />

من الناتج المحلي الإجمالي)‏ وأن حصة الإتحاد الأوروبي من مجموع الواردات الجزائرية تمثل<br />

الجمركية لهذه الواردات %15,2 من مجموع الإيرادات ‏(أي بنسبة %1,8<br />

6<br />

من الناتج المحلي الإجمالي)‏ .<br />

من مجموع الإيرادات ‏(أي نسبة<br />

%2,7<br />

%65، حيث تمثل نسبة الإيرادات<br />

وحسب بعض التقديرات التي أعدا وزارة المالية سنة<br />

2005<br />

حول الآثار المرتقبة<br />

لاتفاقية<br />

الشراكة الأورو-‏<br />

جزائرية ومنطقة<br />

التبادل الحر،‏ أن نقص القيمة النهائية لموارد الدولة من الحقوق الجمركية والرسم على القيمة المضافة على الواردات في غضون سنة<br />

2018<br />

أ-‏<br />

ستكون في حدود نسبة %3 من الناتج المحلي الإجمالي ‏(لسنة 2004)، أما بلغة الأرقام فقد تم تحديد بعض التوقعات من قبل<br />

نفس الجهة ‏(وزارة المالية)‏ بخصوص خسائر الميزانية في السيناريوهات<br />

السيناريو الأول<br />

: خسائر الميزانية سنة<br />

7<br />

الآتية:‏<br />

2006<br />

‏(تاريخ التفكيك الكلي للقائمة الأولى من السلع):‏ يتوقع أن تتعرض الجزائر<br />

لخسارة أو فقدان ما قيمته 26.3 مليار دج من الإيرادات الناتجة عن الحقوق الجمركية والرسم على القيمة المضافة،‏ أي بنسبة %0.4<br />

من الناتج المحلي الإجمالي لسنة 2004.<br />

ب-‏<br />

السيناريو الثاني<br />

الجزائر ما قيمته<br />

: خسائر الميزانية سنة<br />

2008<br />

40.5<br />

الإجمالي لسنة 2004.<br />

ج-‏ السيناريو الثالث:‏ خسائر الميزانية سنة<br />

الجزائر ما مقداره<br />

‏(تاريخ بداية التفكيك الجمركي لقائمتي السلع الثانية والثالثة):‏ يتوقع أن تفقد<br />

مليار دج من الحقوق الجمركية والرسم على القيمة المضافة على الواردات،‏ أي بنسبة %0.7 من الناتج المحلي<br />

2013<br />

118<br />

.2004<br />

‏(تاريخ التفكيك النهائي والكلي على القائمة الثانية من السلع):‏ يحتمل أن تفقد<br />

مليار دج من الحقوق الجمركية والرسم على القيمة المضافة،‏ أي بنسبة %1.9 من الناتج المحلي الإجمالي لسنة<br />

د-‏ السيناريو الرابع : خسائر الميزانية سنة 2018: ‏(تاريخ التفكيك النهائي للقائمة الثالثة من السلع):‏ حيث يحتمل أن تفقد الجزائر<br />

188.8 ما قيمته<br />

.2004<br />

مليار دج من الحقوق الجمركية والرسم على القيمة<br />

المضافة،‏ أي بنسبة<br />

%3.1 من الناتج المحلي الإجمالي لسنة<br />

فهذا الحجم من التأثير في الخسائر في الإيرادات العامة للدولة يعطي دلالة قوية حول الاختلالات التي سيخلفها هذا الاتفاق نتيجة<br />

التفكيك الجمركي على المالية العامة لدول جنوب المتوسط عامة والجزائر خاصة،‏ لاسيما إن لم تتمكن من تعويض هذه الخسارة في<br />

الموارد عن طريق تخفيض مقابل في النفقات العامة لأهمية الحاجة إلى بناء الهياكل القاعدية،‏ والنفقات الإضافية لتمويل عملية التحول<br />

القطاعي الناتج عن مواجهة المنافسة الأوروبية المتزايدة.‏<br />

155


_______________________________________________________________________________________________________<br />

الشراكة الأورو جزائرية بين متطلبات الانفتاح الاقتصادي والتنمية المستقلة<br />

-2<br />

أثر الاتفاقية على التجارة الخارجية والميزان التجاري : سيكون للتفكيك الجمركي من جانب واحد إزاء السلع الصناعية<br />

القادمة من الإتحاد الأوروبي أثر كبير على الميزان التجاري للجزائر،‏ التي حققت خلال السنوات الأخيرة فوائضا في ميزاا التجاري،‏<br />

وهذا بسبب زيادة الواردات من السلع الصناعية القادمة من أوروبا بوتيرة أكبر من الصادرات في المدى القصير،‏ وهو أثر منطقي ناتج<br />

عن الشروط الهيكلية والتنظيمية الجديدة،‏ حيث ستنشأ هذه الزيادة عن طريق ما يسمى بتحويل التجارة diversion) (trade<br />

على حساب باقي الدول الصناعية التي سوف تستفيد من هذا التفكيك الجمركي،‏ لكن سرعان ما تتغير الوضعية على المدى المتوسط<br />

والبعيد باتجاه زيادة الصادرات بسبب إعادة التخصيص في عوامل الإنتاج،‏ وهذا لا يتأت إلا إذا كان الجهاز الاقتصادي للبلد مرنا<br />

والسياسة الاقتصادية تتسم بالاستقرار،‏ إضافة إلى زيادة تدفق رؤوس الأموال وجلب الاستثمار الأجنبي.‏<br />

يمكننا القول من خلال هذا التحليل،‏ أن السوق الجزائرية لا تتمتع بخاصية التنوع وتبقى عرضة للصدمات الخارجية،‏ وهذا بسبب<br />

الحماية المفروضة والعوائق المتمثلة في الحواجز التعريفية وغير التعريفية،‏ وسياسات الإحلال محل الواردات التي انتهجتها الجزائر خلال<br />

العشريات السابقة والتي أدت إلى الاتجاه نحو الأنشطة غير التنافسية،‏ فضلا عن الاحتكار الممارس من طرف الدولة عن طريق<br />

المؤسسات العامة في مختلف القطاعات الاقتصادية،‏ وميش دور القطاع الخاص في المساهمة في النشاط الاقتصادي.‏<br />

سيؤدي التفكيك الجمركي إلى حدوث ضغطا على الميزان التجاري بسبب زيادة الواردات من السلع الصناعية الوافدة من أوروبا،‏<br />

وبالمقابل لن تستفيد الجزائر من أي مزايا تفضيلية على صادراا تجاه السوق الأوروبية وذلك للأسباب الآتية:‏<br />

أن الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات في الدول الأوروبية متدنية،‏ وليس لها تأثير على تقليص الواردات إلى<br />

أوروبا،‏ بل تعتمد على معايير أخرى ‏(صحية،‏ بيئية،‏ مواصفات فنية،‏ معيار الجودة...إلخ)،‏ تؤدي إلى الحد من دخول<br />

السلع الجزائرية إلى السوق الأوروبية في حالة عدم تطابقها مع هذه المعايير.‏<br />

−<br />

أن أوروبا منضمة إلى المنظمة العالمية للتجارة،‏ وهو ما يجبرها على منح جميع الدول الأعضاء في المنظمة نفس المزايا التي<br />

تمنحها لأي دولة أخرى،‏ وهذا استنادا لمبدأ الدولة الأولى بالرعاية،‏ إضافة إلى ذلك،‏ فإن الإتحاد الأوروبي قام بإبرام<br />

اتفاقيات تحرير تجارة مع معظم الدول الأخرى ‏(الأمريكية،‏ الأسيوية...)،‏ وهذا ما يجعل الصادرات الجزائرية خاضعة<br />

للمنافسة في الأسواق الأوروبية من طرف صادرات دول جنوب وشرق أسيا والدول الأخرى في إفريقيا والكاريبي<br />

والمحيط الهادي وأمريكا اللاتينية.‏<br />

−<br />

-3<br />

آثار الاتفاقية على النسيج الصناعي<br />

:<br />

ستواجه المؤسسات الجزائرية واقعا جديدا يطرح فرصا وتحديات معتبرة،‏ وينشئ منافسة<br />

قوية من المؤسسات الأوروبية بفعل تفكيك أو إلغاء الحقوق الجمركية التي كانت تواجه السلع الأوروبية عند دخولها السوق<br />

الجزائري،‏ ولعل الفرص المتاحة أمام المؤسسات الجزائرية تتمثل في إمكانية اقتحام سوق أوروبي واسع مفتوح بتعداد<br />

مستهلك وبمتوسط دخل فردي يضاهي<br />

380<br />

20<br />

مليون<br />

ألف دولار سنويا،‏ أما التحديات التي ستواجهها المؤسسات الجزائرية فتتمثل في رفع<br />

الاحتكار التي ظلت تعمل في إطاره وتحت طائلة الأرباح غير الطبيعية المتولدة عن الحماية الإجبارية المفروضة من طرف الدولة،‏ ناهيك<br />

عن عدم مراعاا للمواصفات والجودة طالما أن المستهلك ليس له الاختيار إلا اقتناء السلعة المتوفرة،‏ وبالتالي فإن مؤسساتنا ستفكر في<br />

عامل الجودة والمواصفات القياسية والصحية والبيئية ورفع الكفاءة الإنتاجية والتحكم في التكاليف،‏ وهذا ليس فقط على مستوى<br />

156


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

استخدامها للمواد الأصلية بل على مستوى التغليف والتعليب والتعبئة أيضا،‏ لاسيما أمام اختفاء النظام التفضيلي القائم على أساس<br />

التنازلات من طرف واحد وهو الإتحاد الأوروبي،‏ وبروز علاقات اتفاقية من الجيل الجديد تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل بين الطرفين<br />

الموقعين على هذا الاتفاق.‏<br />

ومن الآثار المتوقعة على القطاع الصناعي أيضا ما يتعلق بمجال استيراد المعدات ذات التقنية العالية أو المتوسطة من أوروبا،‏ بالرغم<br />

من أن هذه المعدات لن تنافس الإنتاج الجزائري في المدى القصير،‏ لكن يختلف الوضع على المدى البعيد إذا ما أصبحت الجزائر قادرة<br />

في المستقبل على تصنيع ولو جزء من هذه المعدات محليا إذا طورت من قدراا العلمية والتكنولوجية والصناعية،‏ وبالتالي فإن انفتاح<br />

السوق الجزائرية على استيراد هذه المعدات دون حماية بمجرد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ،‏ وإن لم يصاحبه تعاون فني ومالي مكثف بين<br />

أوروبا والجزائر في هذا اال فسوف يؤدي إلى عرقلة أي تقدم جزائري في صناعة هذه المعدات،‏ ويؤثر على عملية تحديث الإنتاج<br />

الصناعي الجزائري.‏<br />

والخلاصة،‏ أن النظام الإنتاجي الحالي لا يملك القدرة التنافسية الكافية لمواجهة تزايد حدة المنافسة الدولية،‏ كما أن دخول السلع<br />

المصنعة الأوروبية إلى السوق الجزائري تمثل تحديا حقيقيا أمام النسيج الصناعي الجزائري،‏ رغم اختلاف الوضعية من قطاع لآخر وفقا<br />

8<br />

للمعدل الجمركي المفروض على كل قطاع .<br />

-4<br />

آثار الاتفاقية على الادخار،‏ الاستثمار وميزان المدفوعات : يلاحظ المتتبع لسياسة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الجزائر أن<br />

الجزائر كانت من الدول الأكثر تقييدا للاستثمارات الأجنبية،‏ حيث لم تكن هناك قوانين وأطر مؤسسية لتشجيع وتحفيز الأجانب على<br />

توظيف أموالهم في مختلف قطاعات<br />

الاقتصاد<br />

الجزائري،‏ إلا أنه وبعد الأزمة البترولية لسنة<br />

الثمانينات،‏ بادرت الجزائر إلى سن جملة من القوانين والتشريعات المنظمة<br />

للاستثمارات<br />

1986<br />

07<br />

06<br />

الهادفة إلى تقديم<br />

وتفاقم حجم المديونية خلال<br />

الامتيازات<br />

والضمانات<br />

الكافية للمستثمرين الأجانب،‏ لكن رغم ذلك بقيت حصة الاستثمارات الأجنبية الوافدة للجزائر ضعيفة جدا ‏(باستثناء قطاع<br />

المحروقات)‏ حيث لم تتجاوز ملايين إلى ملايين دولار أي ما يعادل من حجم الاستثمارات في منطقة البحر الأبيض<br />

%0.1<br />

9<br />

المتوسط .<br />

ومن هذا المنطلق،‏ يمكننا القول أن اتفاقية الشراكة الأورو-‏ جزائرية يحتمل أن تؤدي في البداية إلى امتصاص المدخرات بفعل إلغاء<br />

القيود الكمية والرسوم الجمركية التي تشجع الاستهلاك،‏ من خلال توفير سلة واسعة من السلع الاستهلاكية،‏ كما تؤدي أيضا إلى<br />

تنامي حجم<br />

الاستثمارات<br />

بفعل دخول المزيد من التدفقات الرأسمالية إلى الداخل ‏(الوطنية والأجنبية)‏ قصد توسيع وتحسين طاقات<br />

الإنتاج،‏ وهذا ما يتطلب ضرورة ضخ استثمارات كبيرة لتوفير البنى الأساسية التي تساعد على النشاط الاقتصادي،‏ ومنه إلى جذب<br />

تدفقات أكبر من الاستثمار الأجنبي المباشر،‏ لكن ينبغي التنبيه إلى أمر مهم يتمثل في أن جني هذه المكاسب لن يكون إلا إذا تم مرافقة<br />

هذا التحرير بسياسة توجيهية،‏ تحدد أسلوب توجيه الاستثمارات الوطنية والأوروبية إلى القطاعات الاقتصادية الجزائرية حسب المزايا<br />

النسبية التي تتمتع ا،‏ وهذا من أجل تفادي الدخول المكثف لرؤوس الأموال الأجنبية المضاربة القصيرة المدى،‏ خاصة في ظل وضعية<br />

10<br />

الاقتصاد الكلي الذي لا يتسم بالاستقرار وهو ما حدث في المكسيك سنة . 1994<br />

وتجدر الملاحظة أن تصحيح الاختلالات وتحقيق مستويات نمو إيجابية في الجزائر لا يقوم إلا على تشجيع الاستثمارات المنتجة،‏ لما<br />

لهذه الأخيرة من أهمية في توفير فرص الشغل الدائمة،‏ ومنه خلق مداخيل تؤدي بدورها إلى زيادة الطلب الكلي،‏ غير أن المشاكل التي<br />

157


_______________________________________________________________________________________________________<br />

الشراكة الأورو جزائرية بين متطلبات الانفتاح الاقتصادي والتنمية المستقلة<br />

تواجهها الجزائر هي ضعف مستوى المدخرات المحلية،‏ وبالتالي اللجوء إلى موارد التمويل الخارجية وما نتج عنها من تفاقم حجم<br />

المديونية،‏ ففي ظل هذه المعطيات فإن البديل الحقيقي يتمثل في تحفيز وتشجيع الاستثمارات الأجنبية لتحل محل التمويل بالديون.‏<br />

وعلى هذا الأساس،‏ فإن اتفاق الشراكة الأورو-جزائرية سوف يؤثر تأثيرا هاما على ميزان المدفوعات من خلال مختلف العمليات<br />

الخاصة بالعمليات الجارية والعمليات الرأسمالية،‏ وبالتالي فإن الأثر الأول الممكن تسجيله لهذه الاتفاقية ينعكس في تدفق رؤوس الأموال<br />

الأجنبية وزيادة رأسمال المادي،‏ كما يمكن أن ينعكس إيجابيا على ميزان حساب رأسمال،‏ وذلك بلجوء المؤسسات الأجنبية إلى بيع<br />

عملاا مقابل الحصول على العملة الوطنية لتغطية وتمويل احتياجاا المحلية،‏ أما الأثر الثاني،‏ فيكمن في سد حاجيات السوق الوطنية<br />

إذا ما وجهت هذه الاستثمارات الأجنبية إلى القطاعات التي تحل محل الواردات،‏ كما تؤدي كذلك إلى تحسين ميزان المدفوعات<br />

ككل،‏ إذا ساهمت هذه المؤسسات في توسيع حجم الصادرات إلى دول العالم وإعادة التصدير إلى الدولة الأم.‏<br />

وينبغي الإشارة أن تحسن ميزان المدفوعات مرهون بالميزان التجاري،‏ أي أن زيادة الصادرات والتقليل من الواردات وكذا ميزان<br />

حساب رأسمال وذلك بمقارنة حجم الموارد المحولة منه من خلال تحويل رأسمال والأرباح ومداخيل العاملين الأجانب،‏ بحجم التحسن<br />

الذي يطرأ على الميزان التجاري.‏<br />

-5<br />

آثار الاتفاقية على العمالة.‏<br />

:<br />

من الآثار المترتبة على سوق العمل أن تحرير المبادلات التجارية سيؤدي إلى إعادة تخصيص العمل<br />

في بعض القطاعات،‏ مما يؤدي إلى نشوء بطالة ناجمة عن تحويل العمل أو التسريح،‏ فضلا على أن تفكيك الحواجز الجمركية وغير<br />

الجمركية سيؤدي إلى رفع المنافسة،‏ وهي بدورها تؤدي إلى اختفاء المؤسسات الأقل منافسة،‏ كما قد يؤدي إلى انخفاض الأجور في<br />

القطاعات ذات الوفرة في اليد العاملة،‏ وبالتالي لابد من مواجهة هذه الآثار باعتماد إجراءات حمائية للصناعات الفتية والمساعدة<br />

الأوروبية في اال الاجتماعي،‏ كما سيمكن تعويض هذه الآثار على المدى القصير ‏(فقدان مناصب الشغل)‏ بخلق مناصب الشغل في<br />

القطاعات القادرة على التصدير في المدى المتوسط أو البعيد،‏ ثم على مجمل سوق العمل بفعل وتيرة النمو المتزايد.‏<br />

ثالثا : الإجراءات ‏(السياسات)‏ المرافقة لنجاح اتفاق الشراكة.‏<br />

لا يقتصر نجاح اتفاق الشراكة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي على تحرير حجم المبادلات ودخول السلع الجزائرية إلى السوق<br />

الأوروبية،‏ بل ينبغي على الجزائر اعتماد جملة من السياسات والإجراءات المرافقة التي تساعد على خلق مناخ استثماري من شأنه أن<br />

يؤدي إلى تصحيح الاختلالات الهيكلية التي يعيشها الاقتصاد الوطني،‏ ويمكننا تلخيص أهم هذه الإجراءات فيما يلي:‏<br />

-1<br />

إعادة التأهيل الصناعي<br />

:<br />

يعرف برنامج إعادة التأهيل على أنه ‏"مجموعة من الإجراءات المختلفة التي تقوم ا السلطات العمومية<br />

لفائدة المؤسسات قصد تحسين مردوديتها وأداءها في ظل المنافسة العالمية المتنامية"،‏ ويمكن أن يؤدي برنامج إعادة التأهيل إلى إحداث<br />

أثرين إيجابيين يتمثلان في تحسين الإنتاجية والمنافسة على مستوى السوق المحلي،‏ غير أن فعالية هذا البرنامج مرهونة بتبني المؤسسات<br />

موعة من التدابير والمعايير المتعلقة بتحديث أساليب التنظيم،‏ الإنتاج،‏<br />

11<br />

بإصلاحات على المستوى الداخلي للمؤسسة،‏ تتمثل في عملية تأهيل ثلاث محاور أساسية:‏<br />

الاستثمار،‏ التسيير والتسويق،‏ وذلك من خلال القيام<br />

أ-‏ الاستثمارات غير المادية<br />

:<br />

ويتعلق الأمر بجميع الاستثمارات المعنوية الهادفة إلى تحسين القدرة التنافسية للمؤسسة،‏ خاصة ما يتعلق<br />

بالطاقات البشرية،‏ المعارف العلمية،‏ الدراسات والبحوث التطبيقية،‏ البحث عن إقتحام أسواق جديدة،‏ ابتكار منتوجات جديدة،‏<br />

158


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

تحسين الجودة،‏ إعداد برامج معلوماتية تساعد على الرفع من القدرة التنافسية للمؤسسة،‏ اعتماد أساليب جديدة في عمليات التنظيم،‏<br />

التسيير والإنتاج...إلخ.‏<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ب-‏ الاستثمارات المادية على غرار الاستثمارات المعنوية التي تؤثر بطريقة غير مباشرة في تحسين أداء ورفع تنافسية المؤسسة،‏ فإن<br />

الاستثمارات المادية المتمثلة في وسائل الإنتاج تساعد على رفع القدرة التنافسية للمؤسسة،‏ عن طريق زيادة الإنتاج والتحكم في<br />

12<br />

التكاليف،‏ وذلك من خلال:‏<br />

تشخيص عام لكل الوظائف الموجودة في المؤسسة؛<br />

تحديث التجهيزات والمعدات ومواكبتها مع التطورات التقنية والتكنولوجية الجديدة؛<br />

اقتناء تجهيزات جديدة تؤدي إلى رفع أكثر للمردودية ‏(التخفيض في التكاليف وتحسين الإنتاجية)؛<br />

الرفع من نسبة استعمال التجهيزات المتوفرة والتنازل عن الاستثمارات أو الأصول غير المستعملة أو التي تشتغل بطاقات<br />

ضعيفة.‏<br />

ج-‏ إعادة الهيكلة المالية<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تتطلب إعادة التأهيل إعادة النظر في التوازنات المالية للمؤسسة وتحديد إمكانياا المالية،‏ وذلك من خلال:‏<br />

دعم الإمكانيات الذاتية ‏(برفع رأسمال المؤسسة،‏ وذلك إما بفتح رأس المال للاكتتاب أو عن طريق إصدارات جديدة)؛<br />

التحكم في حجم ونوعية الديون؛<br />

تمويل الاستثمارات برؤوس أموال دائمة؛<br />

ترشيد استعمال القروض البنكية؛<br />

تقليص اليد العاملة مقارنة بحجم نشاط المؤسسة،‏ وذلك باعتماد إحالة العمال على التقاعد،‏ أو التسريح الإرادي ‏...إلخ.‏<br />

-2<br />

توسيع نطاق الحكم الراشد : إن الظفر بالمكاسب التي توفرها الشراكة بشكل عام ومنطقة التبادل الحر التي تمس أساسا الجانب<br />

الاقتصادي،‏ لا تقتصر على الإصلاحات الاقتصادية في ظل حكم لا يتمتع بالرشادة والعدالة،‏ ولا تمتلك مؤسسات قوية تؤدي<br />

وظائفها بصورة جيدة.‏<br />

وتتمثل هذه المؤسسات كما حددها " داني رودريك و سوبر أمانيات"‏<br />

13<br />

فيما يلي:‏<br />

أ-‏ المؤسسات المنظمة للسوق<br />

:<br />

هي تلك المؤسسات التي تتعامل مع التأثيرات الخارجية للسوق،‏ وفورات الحجم،‏ نقص<br />

المعلومات،‏ ‏...إلخ،‏ وتشمل عادة قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية،‏ النقل والخدمات المالية.‏<br />

ب-‏ المؤسسات المحققة للاستقرار<br />

:<br />

هي تلك التي توفر البيئة الاقتصادية المستقرة من خلال وضعها لسياسات اقتصادية نقدية ومالية<br />

ملائمة،‏ وتتمثل هذه المؤسسات في وزارة المالية،‏ البنوك المركزية المسؤولة على الإدارة الاقتصادية والمالية والهادفة إلى تقليل التقلبات<br />

والهزات الاقتصادية الكلية وتفادي الأزمات المالية.‏<br />

ج-‏ المؤسسات المانحة للشرعية<br />

:<br />

هي تلك المؤسسات التي تمنح الشرعية والمصداقية للسوق،‏ وتعزز الكفاءة التشغيلية له،‏ بوضع نظام<br />

يحمي حقوق الملكية للمستثمرين وعائدام،‏ وكذا القواعد التنظيمية التي تحد من الغش ومن السلوكات المنافية للمنافسة.‏<br />

159


_______________________________________________________________________________________________________<br />

الشراكة الأورو جزائرية بين متطلبات الانفتاح الاقتصادي والتنمية المستقلة<br />

وبالتالي يمكننا القول أنه من الأسباب الرئيسية لأوجه الاختلاف في مستويات الرفاهية والنمو الاقتصادي بين الدول راجع أساسا<br />

إلى الحكم الراشد المشجع على الاستثمار المادي والبشري والتحول التكنولوجي،‏ والتمتع بالاستقرار السياسي والعدالة الاجتماعية.‏<br />

وعليه فإن نجاح<br />

اتفاق<br />

الشراكة مرهون إلى حد كبير بتوسيع نطاق الحكم الراشد في إدارة شؤون الدولة،‏ ولا يكون هذا إلا<br />

بوجود مؤسسات مستقلة ومتكاملة محققة لاستقرار السوق،‏ مهمتها الأساسية الضبط الاقتصادي وإدارة مختلف أشكال السياسات<br />

الاقتصادية،‏ فضلا عن وجود مؤسسات مانحة للشرعية ‏(كمؤسسات التشريع،‏ العدالة،‏ القضاء...)‏ تسعى إلى توفير عنصر الشفافية في<br />

أداء العمل الحكومي وذلك بتبسيط الإجراءات الإدارية المعتمدة وإقرار ما يسمى ‏"بمبدأ المسؤولية<br />

14<br />

والمساءلة"‏ .<br />

-3<br />

ضرورة الحصول على المزيد من الإعانات المالية : تعتبر المساعدات الأوروبية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط دعما ضروريا<br />

لمرافقة الإصلاحات والانفتاح الاقتصادي،‏ وقد استفادت الجزائر من<br />

164<br />

% 05<br />

مليون أورو خلال الفترة (1999-1995) أي بنسبة<br />

فقط من المبلغ المخصص لبرنامج (MEDA) وهو 3.435 مليون أورو،‏ وقد تم توجيه هذا المبلغ إلى الأوجه الآتية<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

150<br />

برنامج التصحيح الذي باشرته الجزائر خلال الفترة (1998-1995) والذي مس التجارة الخارجية،‏ وخوصصة<br />

المؤسسات العمومية،‏ السكن والشبكة الاجتماعية؛<br />

تطوير القطاع الخاص وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودعم عملية إعادة الهيكلة الصناعية وتحديث القطاع المالي<br />

والمصرفي وإصلاح الخدمات البريدية؛<br />

تدعيم البنى التحتية أو الهياكل القاعدية وحماية البيئة.‏<br />

هذا فضلا عن المساعدات المقررة في إطار البرنامج التأشيري الوطني (PIN) للفترة (2004-2002) والذي رصد له مبلغ<br />

مليون أورو فقط موزعة كما يلي:‏<br />

-<br />

انطلاقا من التحليل السابق،‏ ينبغي التأكيد على أن نجاح هذا الاتفاق سيكون مرهونا بالحصول على المزيد من الدعم<br />

المالي والفني الممنوح من طرف الإتحاد الأوروبي،‏ بالإضافة إلى القدرة التنافسية للاقتصاد الجزائري ومدى التفاعل مع متطلبات<br />

المرحلة المقبلة ومدى نجاح الجهود الجزائرية لإعادة تأهيل صناعاا ومؤسساا بعد استفادا من المساعدات الأوروبية ودخول<br />

رأسمال الأجنبي والاستمرار في الانفتاح أكثر على العالم الخارجي،‏ ورفع قدراا التصديرية.‏<br />

4- ضرورة استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة : يمكن اعتبار الاستثمارات الأجنبية المباشرة المرافقة لتوقيع اتفاقيات<br />

الشراكة عامل هام لنجاح هذه الاتفاقيات،‏ غير أن استقطاب هذه الاستثمارات يتطلب ما يسمى بالمناخ الاستثماري المساعد على<br />

ذلك،‏ والمتمثل في الأوضاع القانونية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية،‏ وتوفير البنى التحتية ‏(الهياكل القاعدية)،‏ حيث أن وضعية<br />

هذه الأخيرة تؤثر تأثيرا واضحا على<br />

الاستثمار<br />

لدى العديد من<br />

المستثمرين،‏ كوا المحدد لقدرة المؤسسة على المنافسة،‏<br />

أن باعتبار<br />

الكهرباء وشبكات النقل ‏(الطرق،‏ الموانئ،‏ المطارات والسكك الحديدية)‏ وشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية وخطوط أنابيب<br />

15<br />

النفط والغاز كلها من عناصر الإنتاج،‏ وتدخل ضمن تكاليفه .<br />

160


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

وعلى هذا الأساس ومن أجل تحقيق هذا المسعى ‏(جلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية التي تساعد على إعطاء الانطلاقة الحقيقية<br />

للاقتصاد الوطني)‏ ينبغي توفير بنك معطيات يتعلق بحصر الفرص الاستثمارية المتواجدة في البلد،‏ وكذا توضيح مختلف الأنظمة<br />

والقوانين والتشريعات المالية والجبائية والمحاسبية ‏(كأنظمة الخضوع،‏ المعدلات الجبائية،‏ الامتيازات،‏ الإعفاءات...إلخ)،‏ ووضعها تحت<br />

تصرف المستثمرين الوطنيين والأجانب ‏(أي وضع دليل المستثمر).‏<br />

الخلاصة :<br />

يقتضي الدخول في الشراكة مع الإتحاد الأوروبي تكييف الاقتصاد الوطني مع متطلبات اقتصاد السوق،‏ وذلك بإعادة<br />

النظر في الهياكل والتشريعات والقوانين ومقاربتها مع الدول المحتمل التعامل معها في إطار الاستثمارات المباشرة أو الشركات المشتركة<br />

أو عقود التأجير الدولي أو عقود التسيير،‏ وعلى هذا الأساس،‏ عكفت الجزائر على إصدار جملة من التشريعات مست جوانب عدة من<br />

بينها إصدار أطر قانونية تتعلق بتشجيع الاستثمار،‏ وذلك بمنح امتيازات وتسهيلات وضمانات من شأا أن تؤدي إلى جلب المستثمر<br />

الأجنبي والوطني على حد سواء،‏ لاسيما وأن مجمل قوانين الاستثمار لا تفرق في المعاملة بين المستثمر الوطني والأجنبي،‏ وهذا إن على<br />

مستوى الاتفاقيات الثنائية التي وقعتها الجزائر مع بعض الدول ‏(فرنسا،‏ إيطاليا،‏ رومانيا،‏ إسبانيا...)‏ أو على مستوى الاتفاقيات<br />

المتعددة الأطراف ‏(بين الدول العربية أو الدول المغاربية)‏ أو على مستوى اتفاقية الشراكة الموقعة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي التي تعتبر<br />

من الاتفاقيات الشاملة لجميع الجوانب الاقتصادية،‏ السياسية،‏ الثقافية والاجتماعية.‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

غير أنه يجب التنويه أن نجاح اتفاقية الشراكة الموقعة بين الجزائر والإتحاد الأوروبي يتوقف إلى حد كبير على زيادة الدعم المالي<br />

والتقني المخصص من طرف الإتحاد الأوروبي في إطار برنامج (MEDA) للجزائر،‏ وهذا قصد تكييف وإعادة تأهيل مؤسساتنا<br />

واقتصادنا وتحمل تكاليف الانتقال،‏ هذا بالإضافة إلى ضرورة جلب المزيد من الاستثمارات لأجنبية،‏ وكذا توسيع نطاق الحكم الراشد<br />

وإضفاء طابع الشفافية في تسيير شؤون الدولة وتبسيط الإجراءات الإدارية.‏<br />

وانطلاقا مما سبق،‏ يمكننا القول أن إنشاء منطقة التبادل الحر الأورو-‏ متوسطية سينجر عنه تقلص وتراجع في موارد الخزينة العامة<br />

للدول المتوسطية،‏ مما يجبرها على البحث عن موارد مالية بديلة أو تخفيض مستوى إنفاقها،‏ وبالتالي لا بد من تعويض التنازل عن<br />

الحماية الجمركية بتحسين القدرة التنافسية للنظم الإنتاجية المتوسطية والبحث عن موارد جديدة،‏ وذلك باتخاذ الإجراءات الآتية:‏<br />

تقوية الإصلاحات الضريبية بتعبئة الموارد الداخلية وتوسيع الوعاء الضريبي وتقليص حجم الاقتصاد الموازي غير المنظم؛<br />

تشجيع الاستثمارات الخاصة الوطنية والأجنبية بمساهمة الطرفين الأوروبي والعربي؛<br />

توجيه الإنتاج نحو الأسواق الخارجية ‏(إلى التصدير)‏ لتعويض الانخفاض في الأسعار المحلية ‏(الناتجة عن نقص الطلب على<br />

المنتوجات المحلية؛<br />

العمل على خلق مناصب شغل محليا وكبح تدفقات الهجرة غير المشروعة وكذا هجرة الأدمغة؛<br />

وضع نظام أو شبكة للحماية الاجتماعية؛<br />

تكييف الإطار القانوني من أجل جلب الاستثمار والاستفادة من دخول رؤوس الأموال التي تمكن الدولة تحقيق الاندماج<br />

واقتناص الفرص والمزايا التي توفرها اتفاقيات الشراكة؛<br />

توفر الإرادة السياسية للطرفين المتعاقدين وكذا ضرورة التعاون والتكافؤ في العلاقة وعدم التمييز والقناعة بالمشروع؛<br />

يمثل التكتل الاقتصادي العربي الفرصة الوحيدة المتاحة أمام الدول العربية للتعامل الإيجابي مع المستجدات العالمية،‏ نظرا لما<br />

يوفره من شروط أفضل في التعامل مع العالم الخارجي،‏ وتجاوز سلبيات الأسواق الضيقة والمحدودة لكل دولة على حدة.‏<br />

161


_______________________________________________________________________________________________________<br />

الشراكة الأورو جزائرية بين متطلبات الانفتاح الاقتصادي والتنمية المستقلة<br />

القائمة<br />

إلغاء فوري<br />

الجدول (1) : قوائم السلع والمنتوجات المشمولة بإتفاق التفكيك الجمركي ‏(حالة الجزائر).‏<br />

وتيرة الإلغاء<br />

سنتين بعد توقيع الإتفاقية ودخولها حيز التنفيذ وتمتد إلى<br />

نوع المنتوج<br />

المواد الأولية ‏[معدل الحماية الجمركية يتراوح مابين (5-<br />

[%(15<br />

وتمثل الواردات من هذه المواد تقريبا 1.1 مليار دولار<br />

نسبة الواردات الجزائرية<br />

من الإتحاد الأوروبي<br />

23%<br />

05<br />

سنوات أي بنسبة % 20 سنويا<br />

يتم إلغاء الحقوق الجمركية على هذه المنتوجات بعد سنتين<br />

‏%من توقيع الإتفاقية وتمتد إلى ‎10‎سنوات،‏ أي بنسبة 10<br />

سنويا<br />

‏%المنتوجات نصف المصنعة والتجهيزات الصناعية التي تمثل 26<br />

من الواردات الجزائرية من الإتحاد الأوروبي أي تقريبا<br />

مليار دولار<br />

26%<br />

1.2<br />

من الواردات ‏%المنتوجات التامة الصنع أو النهائية وتمثل 50<br />

الجزائرية من الإتحاد الأوروبي،‏ تمثل 2.3 مليار دولار.‏<br />

50%<br />

Source : Revue Mutations, (CACI), accord d'association –européen, N°39 JAN,2002, op.cit, P.33.<br />

1<br />

2<br />

3<br />

تطور الناتج المحلي الإجمالي<br />

البيان<br />

الناتج المحلي الإجمالي خارج المحروقات<br />

القيمة المضافة الصناعية<br />

معدل التضخم<br />

رصيد الحساب الجاري<br />

رصيد الحساب الجاري/‏ الناتج المحلي الإجمالي<br />

المديونية الخارجية<br />

نسبة خدمة الدين<br />

الجدول (2)<br />

: المؤشرات الإقتصادية الكلية للجزائر خلال الفترة (2003-1995)<br />

الوحدة<br />

2003<br />

6.8<br />

6.1<br />

1.2<br />

2.59<br />

8900<br />

13.4<br />

23353<br />

2002<br />

4.1<br />

4.2<br />

2.9<br />

1.42<br />

4360<br />

7.8<br />

22642<br />

2001<br />

2.1<br />

4.6<br />

2.0<br />

4.23<br />

7060<br />

12.9<br />

22571<br />

2000<br />

2.2<br />

1.2<br />

1.1<br />

0.34<br />

8930<br />

16.4<br />

25261<br />

18.2 22.8 22.8 21.2<br />

Source : Ministere Des Finances, 2005.<br />

1995<br />

3.8<br />

3.7<br />

1.4 -<br />

29.8<br />

2520 -<br />

6.0 -<br />

31573<br />

41.6<br />

%<br />

%<br />

%<br />

%<br />

مليون $<br />

%<br />

مليون $<br />

%<br />

البرنامج<br />

‏)‏Accompagnementمرافقة اتفاق الشراكة )<br />

عصرنة وزارة المالية<br />

تسيير النفايات<br />

إنعاش المناطق المنكوبة أو المتضررة من الإرهاب<br />

TEMPUSبرنامج<br />

إصلا ح التربية<br />

إصلاح العدالة<br />

برامج التنمية المحلية والاجتماعية<br />

اموع<br />

الجدول (3): البرنامج التأشيري للفترة (2004-2002).<br />

المب لغ التأشيري<br />

2002<br />

--<br />

سنوات التعهد ‏(الإلتزام)‏<br />

2004<br />

--<br />

--<br />

05<br />

14<br />

04<br />

17<br />

15<br />

--<br />

2003<br />

15<br />

10<br />

--<br />

16<br />

04<br />

--<br />

--<br />

--<br />

--<br />

--<br />

--<br />

--<br />

--<br />

--<br />

50<br />

15<br />

10<br />

05<br />

30<br />

08<br />

17<br />

15<br />

50<br />

55 45 50<br />

150<br />

Source: - Partenariat euro-med, Algérie: document de stratégie 2002-2006, Programme indicatif national (2002-2004),<br />

pp.42.43.<br />

http://www.europa.eu.int/comm/external-relations/algeria/csp/02-06-fr.(consulté le15/06/2004).<br />

162


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الإحالات والمراجع :<br />

1 Accord de coopération CEE/Algérie, le 26/04/1976, entré en vigueur le 1/1/1978, Joce L263 du<br />

27/<strong>09</strong>/1978. http://www.gisti.org/droit/textes/communautaires.<br />

2 Bensidioune Isabelle, Agnés chevalier, Europe méditerranée, Le pari de l'ouverture, Economica, CEPII,<br />

Paris, 1996, P.135.<br />

3 Belattaf .M. & Arhab. B, le partenariat euro- med et les accords d’associations des pays du Maghreb avec<br />

l’UE, colloque international, université de Tlemcen , 21-22/oct/2003, PP.14.16.<br />

4 Voir le texte intégral de l'accord de l'association entre L'UE et L'Algérie, (signé le 22/04/2002, entré en<br />

vigueur le 01/<strong>09</strong>/2005) http://www.deldza-cec.eu.int/fr/ue-algerie/Accord d'association.htm.<br />

5 Chambre Algérienne du commerce et d'industrie (CACI), Mutations, Revue publié par la (CACI), N°39,<br />

JAN2002, P.19.<br />

6 FEMISE, Rapport du Femise sur l'évolution de la structure des échanges et des investissements entre L'UE<br />

et les partenaires Méditerranéens, Mars 2001.<br />

7 Ministère des finances, Accord d’association avec l’union européenne, « contenu & impact », les impacts<br />

prévisibles de l’accord d’association avec l’UE sur le budget de l’État et le niveau de la protection tarifaire<br />

en Algérie, 2005, pp.48.51.<br />

بشير مصطفى،‏ الشراكة الأجنبية ومبدأ حماية المنتوج الوطني،‏ الملتقى الاقتصادي الثامن،‏ نادي الدراسات الاقتصادية،‏ كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير،‏ جامعة<br />

الجزائر،‏ ‎10/9‎‏/ماي/‏‎1999‎‏،‏ ص ص.‏‎17‎‏.‏ 21.<br />

9 Voir: Heba Handoussa, Jean-Louis Reiffers, Rapport FEMISE 2002, sur le partenariat euro-med, Juillet<br />

2002, p.118, http://femise.org/pdf/femise_A2002fr.pdf.<br />

10 Abd <strong>El</strong>kader Sid Ahmed, un projet pour l'Algérie, éléments pour un réel partenariat euro méditerranéen,<br />

publisud, Paris, 1995, P(46).<br />

11 Abd <strong>El</strong> hak Lamiri, les plans de redressements, concepts et méthodes et conduites par les entreprises<br />

Algériennes, Revue des sciences commerciales et de gestion, École supérieure de commerce d'Alger, N°03,<br />

AVR 2004, PP .106.110.<br />

12 Abd <strong>El</strong> hak Lamiri, La mise a niveau: enjeux et pratique des entreprises Algériennes, Revue des sciences<br />

commerciales et de gestion, École supérieure de commerce d'Alger, N°2, Juillet 2003, PP.43.45.<br />

داني رودريك،‏ سوبر أمانيات،‏ أسبقية المؤسسات : ماذا تعني وماذا لا تعني،‏ مجلة التمويل والتنمية،‏ الد‎40‎‏،‏ العدد‎02‎‏،‏ جوان 2003، ص.‏‎32‎‏.‏<br />

قدي عبد ايد،‏ الجزائر ومسار برشلونة،‏ الندوة الدولية حول الاندماج العربي كآلية لتفعيل الشراكة الأورو-‏ عربية،‏ جامعة فرحات عباس،‏ سطيف،‏ أيام 9/8/<br />

ماي/‏‎2004‎‏،‏ ص.‏‎07‎‏.‏<br />

15 Jeans – Louis Reiffers, la méditerranée aux Portes de l'an 2000, Economica, Paris, 1997 , P.143.<br />

8<br />

13<br />

14<br />

163


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

واقع مراقبة التسيير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

أ : محمد الصغير قريشي،‏ جامعة ورقلة_‏ الجزائر<br />

korichi.ms@gmail.com<br />

ملخص :<br />

تمثل مراقبة التسيير إحدى المهام الأساسية التي يتوقف عليها نجاح عملية التسيير خاصة في ظل البيئة الحالية التي تتسم بالعولمة وسرعة التبادل<br />

وتطور المستوى التكنولوجي والمنافسة الحادة،‏ وذلك لما تتميز به مراقبة التسيير من خصائص وأدوات تمكن المسير من قياس وتقييم أداء المؤسسة واتخاذ القرار<br />

المناسب بما يحقق أهدافها . والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي أصبحت تحتل حيزا كبيرا في العملية الاقتصادية بالنسبة للدول المتقدمة أو النامية على حد<br />

سواء،‏ هي بحاجة إلى استعمال أدوات الرقابة الحديثة حتى تصمد وتستمر أمام التحديات التي تواجهها،‏ والمؤسسات ص.م.‏ الجزائرية هي بحاجة أكبر إلى<br />

ذلك نظرا للتحولات التي تعرفها البيئة الاقتصادية في الجزائر.‏<br />

الكلمات المفتاحية : مراقبة التسيير،‏ أدوات الرقابة،‏ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.‏<br />

165<br />

تمهيد :<br />

عرفت المؤسسات الاقتصادية تحولات عميقة في طرق تسييرها وإنتاجها وتسويقها ومختلف العمليات المتعلقة بنشاطها،‏ وذلك<br />

تماشيا مع تطورات البيئة المحيطة ا،‏ ولعل تسيير المؤسسة يمثل الجانب الأساسي في هذا الاهتمام من حيث التحكم في مواردها<br />

لإيجاد مفهوم لعملية<br />

باتجاهات شتى والاستخدام الأمثل لها،‏ ومن حيث ضمان تطورها واستمرارها.‏ لذلك اجتهد الاقتصاديون التسيير ومختلف الآليات المرتبطة ا.‏<br />

–<br />

–<br />

ومراقبة التسيير كنسق متكامل يساعد المؤسسة في التحكم في عملية التسيير واتخاذ القرار،‏ عرفت أيضا تطورا في دلالتها وتطبيقاا<br />

تماشيا مع مفهوم المنظمة،‏ حيث كانت الرقابة تعبر على مفهوم الجزاء والعقاب وتظهر بعد إنجاز العملية الاقتصادية،‏ وتقتصر على<br />

بعض المؤسسات،‏ حتى أخذت مفهومها الواسع المرتبط بالعملية الاقتصادية في كل مراحلها،‏ قبل بدايتها كالتخطيط واختيار الوسائل<br />

وتحديد الأهداف المناسبة لسياسة المؤسسة وإستراتيجيتها،‏ وتقديم الاستشارة واتخاذ القرار،‏ ثم أثناء القيام بالعملية الاقتصادية من خلال<br />

مراقبة كيفية تنفيذها ووسائلها،‏ وبعد إنجاز العملية تظهر الانحرافات ورقابة الجودة من حيث التكلفة،‏ الوقت،‏ المواصفات ومدى<br />

تحقيق الأهداف المرجوة،‏ ومن ثم مساعدة المسير في اتخاذ القرار.‏<br />

ولكي يحقق مراقب التسيير هذه المقاصد لابد من الاستعانة بآليات وأدوات موضوعة لهذا الغرض،‏ منها نظام المعلومات،‏ المحاسبة<br />

التحليلية،‏ محاسبة التكاليف المستندة للنشاط،‏ التحليل المالي،‏ لوحة القيادة،‏ الموازنات التخطيطية،...‏<br />

إلا أن استعمال هذه الأدوات يختلف من مؤسسة إلى أخرى بما يناسب حجمها وطبيعتها.‏ لذلك نرى أن تطبيق مراقبة التسيير أول<br />

ما تم في المؤسسات الصناعية الكبرى في منتصف القرن الماضي,‏ وذلك ما فرضته سرعة التطور التقني والصناعي وشدة المنافسة,‏ ثم<br />

توسع الأمر إلى المؤسسات التجارية والخدمية.‏<br />

ونظرا لما أصبح يمثله قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من محرك أساسي في عملية التنمية الاقتصادية،‏ وما يحمله من خصائص<br />

تميزه عن المؤسسات الاقتصادية الأخرى،‏ يمكن طرح الإشكالية التالية :<br />

ما هو واقع مراقبة التسيير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية ؟<br />

وهذا ما يستدعي طرح بعض الأسئلة الفرعية التي تحتاج إلى بحث وتحليل وتتمثل فيما يلي :<br />

ما طبيعة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ؟<br />

ما هي تقنيات وأدوات مراقبة التسيير المناسبة لهذا النوع من المؤسسات ؟<br />

يمكن الإجابة على هذه الأسئلة بالاعتماد على الفرضيتين الأساسيتين التاليتين<br />

:


‎1‎<br />

واقع مراقبة التسيير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

____________________________________________________________________________________________________________________<br />

:<br />

-<br />

أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ما تزال مجالا خصبا للبحث والدراسة وهي مختلفة من عدة نواح ؛<br />

لمراقبة التسيير تقنيات كمية وغير كمية متعددة يمكن استعمالها في مراقبة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.‏<br />

وسنتناول في هذا البحث تحليل هذه الجزئيات من خلال النقاط التالية :<br />

‎1‎ مفهوم مراقبة التسيير،‏ خطواا وأدواا.‏<br />

‎2‎ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مفهومها وأهميتها.‏<br />

3 دراسة تطبيقية لواقع الرقابة في المؤسسات ص.م.‏ في الجزائر.‏<br />

1 مفهوم مراقبة التسيير،‏ أهميتها وخطواا<br />

مفهوم مراقبة التسيير : تعني كلمة الرقابة القدرة على متابعة وتوجيه وتقييم عمل ما من خلال نسق معين<br />

قرارات-‏ إجراءات-‏ مراقبة النتائج ). وتعد الرقابة إحدى العمليات الأساسية التي تمارسها المنظمات المختلفة،‏ وهي<br />

إحدى الوظائف الإدارية المتمثلة في : التخطيط،‏ التنظيم،‏ التنسيق،‏ التنفيذ،‏ الرقابة.‏<br />

1 1<br />

) معلومات-‏<br />

وقد حظي مفهوم الرقابة بأهمية كبيرة من طرف المفكرين والباحثين لما ينطوي عليه هذا المفهوم من أهمية كبيرة في تحقيق أهداف<br />

المؤسسة.‏ فقد عرفها البعض بأا " الوظيفة الإدارية الخاصة بضبط وتنظيم مختلف العوامل اللازمة لإتمام الأعمال كما خطط لها،‏<br />

.1<br />

وذلك بغرض التحقق من أن كل فرد قد أنجز العمل المطلوب منه في المكان والوقت المناسب وبالموارد المحددة"‏<br />

كما تعرف الرقابة بأا " متابعة عمليات التنفيذ لتبين مدى تحقيق الأهداف المراد إدراكها في وقتها.‏ وتحديد مسؤولية كل ذي<br />

.2<br />

سلطة والكشف عن مواطن الخلل حتى يمكن تفاديها،‏ والوصول بالإدارة إلى أكبر كفاءة ممكنة "<br />

ويرى البعض الآخر أن الرقابة " نسق متكامل يمكن الجهات المختصة من متابعة الأعمال التي تقوم ا المؤسسة من خلال وضع<br />

الأهداف المرجوة والوسائل اللازمة لتحقيقها ثم قيادة الإجراءات والإنجازات وأخيرا تقييم النتائج واستخراج الانحرافات وتحليلها"‏<br />

.<br />

3<br />

ويقسم أحد الكتاب رقابة المؤسسة إلى مراقبة تسيير ورقابة محاسبية،‏ ويطلق على مراقبة التسيير مفهوم الرقابة على الأداء وذلك<br />

بغرض التأكد من أن الموارد المتاحة قد استخدمت أحسن استخدام.‏ وتشمل مراقبة التسيير جميع أوجه النشاط والعمليات المرتبطة<br />

بالمؤسسة.‏<br />

بينما يرى أن الرقابة المحاسبية تعني رقابة البيانات المالية للتأكد من صحة المعاملات مع الغير وأا مؤيدة بالمستندات القانونية،‏<br />

تتضمن كل الوسائل والإجراءات التي تتعلق بحماية الأصول بجانب التحقق من صحة التسجيل والتوجيه المحاسبي".‏<br />

كما<br />

وفي دائرة تقسيم الرقابة إلى مراقبة تسيير ورقابة محاسبية عرفت بأا " الخطة التنظيمية وجميع الإجراءات والوسائل التي تتبع داخل<br />

المؤسسة والتي من شأا المحافظة على أصولها والتأكد من صحة البيانات المحاسبية المسجلة في الدفاتر ودرجة الاعتماد عليها،‏ وتحقيق<br />

أكبر قدر من الكفاءة الإنتاجية في عمليات المؤسسة والالتزام بتنفيذ السياسات الإدارية المرسومة "<br />

4<br />

.<br />

2 أهمية مراقبة التسيير ودورها في المؤسسة : من خلال تطور المؤسسات الاقتصادية تظهر أهمية مراقبة التسيير من حيث أنه<br />

في بعض المؤسسات الفردية لم تكن هناك حاجة لوجود نظام رقابة على عملياا،‏ لقيام أصحاا بإدارا بأنفسهم وإلمامهم بكل<br />

وظائفها.‏ وعندما كبرت أحجام المؤسسات وتعددت مشاكلها وزاد عدد العاملين ا للقيام بالأنشطة المختلفة سواء كانت إنتاجية أو<br />

تسويقية أو إدارية أو تمويلية فقد تعذر على أصحاا إدارا إدارة فعلية،‏ وصحب ذلك تنازل أصحاا عن اختصاصام في الإدارة<br />

والرقابة لأشخاص آخرين،‏ مما دعا إلى ضرورة إدارة المؤسسة على أسس علمية وعملية سليمة تتضمن المحافظة على أموالها ورسم<br />

سياساا ومتابعة تنفيذها بسهولة وتحقيق الكفاءة في استغلال الإمكانات المتاحة وذلك من خلال<br />

:<br />

5<br />

166


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

.<br />

7<br />

.<br />

9<br />

تقسيم المؤسسة إلى وحدات إدارية،‏ أو ما تعرف بمراكز المسؤولية؛<br />

تحديد اختصاصات كل وحدة وسلطات أو مسؤوليات المستويات الإدارية؛<br />

وضع القواعد التنظيمية التي تحكم تنفيذ العمليات المختلفة وتضمن تدفقها في ظل نظام رقابة دقيقة؛<br />

تسجيل مجمل المؤشرات المالية وغير المالية التي تمكن من قياس أداء كل مستوى من المستويات؛<br />

إمداد إدارة المؤسسة بالبيانات التي تساعدها في اتخاذ القرارات ورسم السياسات.‏ كذلك فقد تأكد أن وجود نظام للرقابة على<br />

أنشطة المؤسسة ضرورة حتمية تقتضيه الإدارة العلمية الحديثة لاكتساب الميزة التنافسية.‏<br />

6<br />

وتستمد مراقبة التسيير أهميتها من العوامل التالية<br />

أ تغيير الظروف : تواجه كل المنظمات تغيرا في الظروف البيئية،‏ وبشكل متزايد.‏ وتتخلل المدة بين صياغة الأهداف ووضع<br />

الخطط وتنفيذها تغيرات كثيرة في المنظمة وفي البيئة معا،‏ مما قد يعيق الأهداف وتنفيذ الخطط،‏ ونظام مراقبة التسيير إذا ما صمم وتمت<br />

ممارسته بشكل سليم فإنه يساعد في توقع التغيير والاستعداد للاستجابة له،‏ وكلما طال الأفق الزمني للتخطيط كلما ازدادت أهمية<br />

مراقبة التسيير.‏<br />

ب تراكم الأخطاء : لا تؤدي الأخطاء البسيطة أو المحدودة إلى إيذاء المنظمة بشكل كبير،‏ غير أنه بمرور الوقت قد تتراكم هذه<br />

الأخطاء،‏ ويتعاظم أثرها،‏ إذا ما بقيت بدون معالجة،‏ فعدم الاستفادة من خصم ممنوح من قبل الموردين على طلبية واحدة قد لا يشكل<br />

خطأ ٌ جسيما،‏ ولكن الاستمرار في سياسة من هذا النوع يعني تضحية المؤسسة بفرص مالية مهمة قد تؤثر في أرباحها.‏<br />

ج التعقيد المنظمي : عندما تقوم المؤسسة بإنتاج نوع واحد من السلع،‏ وتشتري عددا محدودا من المواد الأولية،‏ وتعمل ضمن<br />

هيكل بسيط،‏ وتواجه سوقا رائجة،‏ فإن مهمة مراقبة التسيير تبدو أيسر بالنسبة للمسير،‏ غير أن توسع المؤسسة في المنتجات<br />

والمشتريات والأسواق،‏ وتعقيد هيكلها،‏ وازدياد حدة المنافسة،‏ يجعلها تم بدرجة أكبر بعملية الرقابة،‏ والاستفادة من نتائجها في<br />

التخطيط واتخاذ القرار.‏<br />

وبالتالي فإن مراقبة التسيير هي ترشيد علمي للقرارات التي يتخذها المسؤولون في عملية التسيير التي تبدأ بالتخطيط والتنظيم<br />

والتوجيه والتنسيق والتنفيذ والمتابعة والتقييم،‏ كما تساهم في قياس الكفاءة بالاستخدام الأمثل للوسائل المتاحة للمؤسسة،‏ وقياس فعالية<br />

الإدارة في تحقيق الأهداف والنتائج المنشودة<br />

ولكي تحقق الرقابة أهدافها لابد وأن تقترن بوظيفة التخطيط وذلك من خلال اهتمامها بقياس ما تم إنجازه فعلا بالمقارنة مع<br />

الخطط التي تم وضعها،‏ إذ لا يمكن القيام بمهمة إلا إذا كانت هناك خطط أو أهداف محددة مسبقا وفي الوقت ذاته فإن الرقابة تعد<br />

وسيلة هادفة في اكتشاف صحة التخطيط وملاءمتها لتحقيق الأهداف العامة للمؤسسة وما يقترن ا من سياسات وبرامج وإجراءات<br />

. (8) 8<br />

قادرة على تحقيق كفاءة وفعالية الإنجاز المراد تحقيقه<br />

ولذلك فإن للرقابة دور هام في تحسين أداء المؤسسة وضمان إستمراريتها وتحقيق أهدافها الإستراتيجية،‏ كما تتمكن الإدارة<br />

بواسطتها من متابعة وقيادة مختلف الأعمال كما هو مخطط لها وتنفيذها في أحسن الظروف،‏ ومن خلال تلك الأدوات والمؤشرات<br />

المستخدمة في الرقابة تستطيع المؤسسة تقييم أداء مختلف العناصر ذات الصلة،‏ من مسؤولين،‏ أفراد،‏ أنشطة،‏ منتجات ومراكز مسؤولية<br />

وغيرها،‏ وتتخذ في ذلك القرارات اللازمة<br />

ويمكن إيجاز أهمية الرقابة كما ذكرها العديد من الكتاب في النقاط التالية<br />

10<br />

:<br />

1 الوقوف على المشكلات والعقبات التي تعترض انسياب العمل التنفيذي قصد تذليلها ؛<br />

167


‎1‎<br />

‎1‎<br />

‎1‎<br />

واقع مراقبة التسيير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

____________________________________________________________________________________________________________________<br />

3<br />

2 اكتشاف الأخطاء فور وقوعها أو هي في سبيل الوقوع لكي تعالج فورا أو يتخذ ما يلزم لمنع حدوثها ؛<br />

3 التثبت من أن القواعد المقررة مطبقة على وجهها الصحيح . وبخاصة في الأمور المالية وحدود التصرف فيها ؛<br />

4 التأكد من أن العمليات الفنية تؤدى وفقا للأصول المقررة ثم تقويم المعوج منها ؛<br />

5 تقييم المديرين للتأكد من كفاءم في جميع المستويات وحسن سلوكهم ؛<br />

6 المحافظة على حقوق الأطراف ذات المصلحة في قيام المنشأة مثل العاملين فيها والمتعاملين معها وذلك منعا للتعسف في<br />

استعمال السلطة من جانب المديرين وتحقيقا للعدالة في أداء الخدمات والوفاء بالالتزامات ؛<br />

7 التأكد من توافر الانسجام بين مختلف الأجهزة الإدارية وسيرها جميعا في اتجاه الهدف الواحد وفقا للسياسات المقررة ؛<br />

8 التثبت من أن القوانين مطبقة تماما دون إخلال وأن القرارات الصادرة محل احترام الجميع ؛<br />

9 الحد من تكاليف العمل ونفقاته وإيقاف الإسراف الزائد وضغط الإنفاق في االات غير الحيوية وتحقيق الإدارة الاقتصادية ؛<br />

10 الوصول إلى معلومات واقعية عن سير العمل من أجل ترشيد عملية اتخاذ القرارات وبخاصة ما يختص منها بالسياسات العامة<br />

للعمل وبأهدافه.‏<br />

‎1‎ خطوات مراقبة التسيير : تتمثل وظيفة مراقبة التسيير في التأكد من أن ما تم تحقيقه أو ما يتحقق مطابق للأهداف<br />

المرسومة لأي نشاط،‏ وذلك بإتباع خطوات معينة اتفق حولها الكثير من رواد الإدارة والتسيير باختلاف مدارسهم الفكرية <br />

والتي نوجزها فيما يلي :<br />

تحديد معايير الأداء<br />

قياس الأداء تقييم الأداء<br />

تصحيح الانحرافات<br />

.<br />

11<br />

3 ‎1‎ تحديد المعايير الرقابية : تعتبر المعايير الرقابية الأساس الذي تقوم عليه مراقبة التسيير،‏ ففي غياب المعايير لا يمكن تقييم<br />

الأداء الفعلي وبالتالي لا يمكن معرفة هل هناك انحراف يستدعي اتخاذ إجراء معين للتصحيح أم لا يوجد انحراف.‏<br />

يعرف أحد الكتاب المعايير الرقابية بأا " المقاييس الموضوعة التي تستخدم لقياس النتائج الفعلية وهي تمثل الأهداف التخطيطية<br />

للمؤسسة أو إحدى إداراا أو أقسامها والتي يعبر عنها بشكل يجعل من الممكن استخدامها لقياس التحقيق الفعلي للواجبات<br />

المخصصة<br />

ونلاحظ من ذلك أن المعايير الرقابية لها صفة مزدوجة فهي تمثل هدفا يرجى تحقيقه وفي نفس الوقت تمثل أدوات قياس يتم<br />

بواسطتها مقارنة الأداء الفعلي.‏<br />

‎3‎‎2‎ قياس الأداء الفعلي وتحديد الانحرافات : بعد أن يتم تحديد المعايير الرقابية تحديدا واضحا وربطها بمراكز المسؤولية<br />

تأتي الخطوة التالية وهي جمع المعلومات اللازمة المعبرة عن مختلف جوانب نشاط مراكز المسؤولية أو نشاط المؤسسة ككل بالاعتماد<br />

على نظام المعلومات،‏ ثم قياس الأداء الفعلي عن طريق إجراء المقارنة بينه وبين الأداء المخطط أو المعايير الرقابية المحددة مسبقا،‏<br />

والوصول إلى الانحرافات التي قد تنشأ عن عملية المقارنة.‏<br />

‎3‎‎3‎ تقييم الأداء وتحليل الانحرافات : تمثل عملية تقييم الأداء إحدى الحلقات في سلسلة متكاملة ومترابطة من عملية<br />

التسيير والرقابة،‏ تكون بعد وضع المعايير الرقابية وإتمام التنفيذ الفعلي حيث يبدأ دور التقييم ومعرفة مدى الانحراف مقارنة بالمعايير<br />

المحددة مسبقا من أجل تحليل هذه الانحرافات ومعرفة أسباا وإيجاد الحلول المناسبة لها.‏<br />

أ تقييم الأداء : تعددت المفاهيم حول عملية تقييم الأداء،‏ فيرى البعض أن التقييم هو قياس مراجعة النتائج التي تحققت مقارنة<br />

بالأهداف وتحديد العوامل المؤثرة على النتائج وتشخيص المشاكل وتحديد المسؤولية الإدارية.‏ ويرى د.‏ علي السلمي أن : تقييم الأداء<br />

168


‎1‎<br />

‎1‎<br />

________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

12<br />

هو عملية اتخاذ القرارات بناء على معلومات رقابية لإعادة توجيه مسارات أنشطة المشروع بما يحقق أهدافا محددة من قبل ويعتبر<br />

الكثير من الباحثين أن عملية تقييم الأداء هي مقارنة الأداء الفعلي ) الأعمال التي تمت ( بالمعايير التي وضعت مسبقا،‏ والقيام بعملية<br />

تحليل للانحرافات ) إن وجدت ( بين الأداء الفعلي والمعايير الموضوعة،‏ ويتم تقييم أداء الأعمال في مجالات متعددة في المؤسسة،‏ فهناك<br />

تقييم أداء الأفراد،‏ وتقييم أداء النشاط الإنتاجي،‏ التمويلي،‏ التسويقي أو أداء المؤسسة ككل<br />

.<br />

.<br />

13<br />

14<br />

ب تحليل الانحرافات : تتحقق الرقابة بالاستفادة من الاستنتاجات الناجمة عن تقييم الأداء ومعرفة الانحرافات ومدى تحقيق<br />

الأهداف التي رسمتها المؤسسة،‏ وتجدر الإشارة إلى أن وجود الانحراف لا يعني بالضرورة أن الأداء الفعلي ليس في حالة جيدة،‏ إلا إذا<br />

زاد الانحراف عن حدود الضبط،‏ أي أن هناك حدودا يمكن أن يحدث الانحراف بينها.‏ ولذلك تركز عملية الرقابة على تحليل<br />

الانحرافات التي تكون محل تقييم،‏ وفي هذه الحالة يجب أن نفرق بين الأعراض والأسباب والآثار الناجمة من وجود انحراف داخل<br />

المؤسسة.‏<br />

فقد ترجع الانحرافات إلى وجود عيب في الخطة أو المعيار كعدم الواقعية،‏ ومن ثم يتعين إعادة النظر في المعايير ومراجعتها حتى<br />

تتلاءم مع ظروف وإمكانات المؤسسة.‏<br />

وقد ترجع الانحرافات إلى وجود قصور في الأداء الفعلي مقارنة بما أريد إنجازه.‏ وهنا يجب تحديد الجهة المسؤولة عن هذا<br />

القصور ودراسة العوامل التي أدت إلى ذلك من أجل تحديد العلاج المناسب.‏<br />

وعن طريق الرقابة وتقييم الأداء تظهر عيوب التنظيم أو التعقيد في إجراءات العمل واللوائح،‏ ومن هنا يمكن إعادة التنظيم،‏ كما<br />

تظهر نواحي القصور في التوجيهات الصادرة أو عدم وجود الاتصال المزدوج بين الإدارة والأفراد أو عدم الفهم السليم للسياسة<br />

والأوامر الإدارية الصادرة،‏ وهنا يعاد النظر في سياسة التوجيه أو في سياسات الأفراد.‏ ومعنى ذلك أن لوظيفة الرقابة وتقييم الأداء<br />

انعكاس مباشر على جميع الوظائف الإدارية الأخرى.‏<br />

‎3‎‎4‎ تصحيح الانحرافات : تمثل الخطوة السابقة تحليل الانحرافات ومعرفة أسباا كأساس يرتكز عليه تصحيح تلك<br />

الانحرافات.‏ فعند معرفة الأسباب يمكن اتخاذ إجراء محدد وذلك لإعادة العمليات المختلفة إلى وضعها الصحيح،‏ وقد تكون هذه<br />

الإجراءات التصحيحية فورية أو على المدى الطويل،‏ ففي كل الحالات يجب مراعاة أثر هذه القرارات التصحيحية على التنظيم وعلى<br />

الأفراد ومدى انسجامها مع إستراتيجية المؤسسة.‏<br />

وهنا يتمثل الدور الأساسي والأكثر أهمية لمراقبة التسيير بقدرا على تصحيح الانحرافات الموجودة أو التي قد توجد في الأداء<br />

الفعلي مقارنة بما تم رسمه أصلا من أهداف،‏ وتقدير درجة الخطورة في الفروقات الحاصلة أو التي ستحصل،‏ ومدى تأثيرها في<br />

الأهداف الإستراتيجية المقررة واتخاذ القرارات المناسبة بالتصحيح<br />

.<br />

‎4‎ أدوات مراقبة التسيير : نظرا للأهمية التي تتمتع ا مراقبة التسيير كان لابد من التركيز على الأدوات التي تمارس ا عملية<br />

الرقابة.‏ يذكر المفكرون أشكالا مختلفة لأدوات مراقبة التسيير،‏ بعضها بسيط وأساسي في الرقابة،‏ وبعضها أكثر تعقيدا،‏ وبعضها يكون<br />

أسلوبا رقابيا داخليا يستخدمه الجهاز التنفيذي للمؤسسة المعنية،‏ وبعضها الآخر يكون أسلوبا رقابيا خارجيا تستخدمه هيئات مستقلة<br />

عن المؤسسة.‏ كما أن هذه الأدوات تقيس عددا من المؤشرات التي تحكم على الأداء الكلي للمؤسسة والمركز المالي ومدى تميزها عن<br />

منافسيها،‏ بينما يركز البعض الآخر على قياس أداء جزء معين من الأداء الكلي أو لإحدى الوظائف المختلفة في المؤسسة مثل الإنتاج<br />

أو التسويق أو التموين أو الأفراد،...إلخ.‏<br />

169


‎2‎<br />

واقع مراقبة التسيير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

____________________________________________________________________________________________________________________<br />

وبالرغم من اختلاف المقاييس والأدوات الرقابية في تصحيحيها وفيما تقيسه فإن كلا منها يسعى إلى تحقيق هدف واحد هو :<br />

تحديد الانحرافات عن الأداء المخطط ومن ثم اتخاذ الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب والاستفادة من المعلومات الناتجة لمنع<br />

تكرار هذه الانحرافات مستقبلا.‏<br />

كما أن استعمال هذه الأدوات يختلف من مؤسسة إلى أخرى،‏ وذلك حسب درجة تطور المؤسسة وحجمها،‏ وهدفها،‏ وثقافة<br />

المسيرين فيها،‏ ونوع مراقبة التسيير المعتمدة.‏ ولا يوجد ما يمنع بالطبع من استخدام أكثر من طريقة أو أداة من الأدوات الرقابية<br />

فهناك أدوات تقليدية كثيرة الاستعمال كالموازنات التقديرية ونقطة التعادل والنسب المالية ومؤشر العائد على الاستثمار وبعض<br />

الأدوات المتخصصة كخرائط المراقبة وأسلوب بيرت وغيرها.‏<br />

.<br />

15<br />

كما توجد أدوات رقابية حديثة تطبق في المؤسسات الأكثر تقدما وتنظيما،‏<br />

للنشاط وإدارة الجودة الشاملة وتحليل سلسلة القيمة.‏<br />

كأسلوب الإدارة بالأهداف والتكاليف المستندة<br />

2 المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعريفها وأهميتها<br />

:<br />

:<br />

.<br />

1<br />

2<br />

إن تحديد مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة له أهمية كبيرة.‏ تبدو هذه الأهمية بوضوح في جميع الدول وخاصة في الدول النامية<br />

حيث يتطلب التعرف على مجموعة المؤسسات ص،‏ م والإلمام بجميع أنشطتها المتعددة للوقوف على مشاكلها المختلفة.‏<br />

كما أن للتعريف أهمية وطنية بحيث يترتب عليه حقوق ومسؤوليات تنظيمية وقانونية ويسهل رسم السياسات التنموية لهذا القطاع<br />

ووضع البرامج الكفيلة بدعمها وتطويرها،‏ ويساعد كذلك الباحثين في تعريف مجتمع دراستهم بدقة.‏<br />

تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اختلفت الآراء حول المصطلح الاقتصادي لهذا النوع من المؤسسات،‏ فهناك<br />

مصطلح المؤسسات الصغيرة والمؤسسات أو المنشئات المتوسطة والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر،‏ ويرجع ذلك إلى اختلاف<br />

المقصود بكلمة صغيرة من بلد لآخر ومن وقت لآخر داخل نفس البلد،‏ ودفعت هذه الصعوبة بعض الجهات كمنظمة الأمم المتحدة<br />

على تفضيل وضع تعريف المؤسسة الصغيرة على مستوى كل دولة على حدة نظرا لصعوبة وضع تعريف عام لهذه المؤسسات على<br />

المستوى الدولي.‏<br />

كما اختلف المهتمون بالتنمية الصناعية حول تحديد مفهوم للصناعات الصغيرة والمتوسطة وذلك لاختلاف مراحل النمو الصناعي<br />

ومدى التقدم التكنولوجي وإمكان التنسيق بين القطاع الصناعي والسياسات الاقتصادية السائدة من بلد لآخر.‏ وهناك عدة معايير<br />

حاول الباحثون من خلالها تعريف المؤسسات ص م . حيث أمكن تقسيم هذه المعايير إلى نوعين<br />

أحدهما يعتمد على الجانب الوصفي للمؤسسة الصغيرة وآخر يركز على الجانب الكمي في قياس كلمة صغير.‏<br />

:<br />

:<br />

‎1‎‎1‎ المعايير الكمية تتضمن هذه المعايير جملة من المؤشرات الكمية والإحصائية يتم من خلالها الفصل بين<br />

المؤسسة الصغيرة والمتوسطة والمؤسسة الكبيرة،‏ ويمكن تقسيم هذه المعايير إلى مجموعتين<br />

اموعة الأولى وتضم مؤشرات تقنية واقتصادية،‏ من بينها :<br />

عدد العمال.‏<br />

التركيب العضوي لرأس المال.‏<br />

حجم الإنتاج.‏<br />

القيمة المضافة.‏<br />

حجم الطاقة المستعملة.‏<br />

اموعة الثانية وتتضمن المؤشرات النقدية :<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

•<br />

•<br />

170


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

رأس المال المستثمر ؛<br />

رقم الأعمال.‏<br />

تتميز التعاريف التي تعتمد على معايير كمية أا ذات صبغة محلية،‏ حيث أا وضعت في ضوء ظروف كل دولة على حدة.‏ ويمكننا<br />

التركيز على بعض المعايير وهي :<br />

أ معيار العمالة ويعتبر معيار عدد العمال أكثر المعايير شيوعا،‏ وقد أخذت به معظم الدول للتفرقة بين المؤسسات<br />

الصغيرة والكبيرة نظرا لبساطته،‏ وسهولة المقارنة،‏ والثبات النسبي وتوافر البيانات.‏<br />

ويختلف مدلول هذا المعيار من دولة لأخرى طبقا لظروف اتمع ودرجة تطوره ونمط الحياة ومستويات الأسعار والسياسة<br />

الاقتصادية السائدة.‏<br />

Brutch and Hiemenz<br />

" فقد صنفا<br />

ومن التصنيفات المشهورة التي تعتمد على هذا المعيار تصنيف " بروتش وهيمتر"‏ "<br />

المؤسسات اعتمادا على هذا المعيار إلى أربعة أحجام على النحو التالي<br />

مؤسسات أعمال مترلية والحرفيين ) متناهية الصغر ( وهي التي يعمل ا أقل من عشرة عمال ) ما بين واحد إلى تسعة عمال (<br />

وتشمل أحيانا الصناعات المترلية التي تدر دخلا دون أن يكون لها مقر معين،‏ ولا يمتلك الحرفيون أصولا تذكر لأم يعملون بأدوات<br />

بسيطة،‏ وعددهم كبير في الدول النامية،‏ وبعضهم يسجل أنشطته ولكن الغالبية منها غير مسجلة.‏<br />

مؤسسات الأعمال صغيرة الحجم : وهي التي ا أقل من خمسين عاملا ) ما بين عشرة حتى تسعة وأربعين عاملا<br />

المؤسسة هو صانع القرار الوحيد فيما تتعلق بالجوانب الإدارية،‏ والإنتاجية للمؤسسة ومعظم هذه الأنشطة مسجلة.‏<br />

مؤسسات الأعمال متوسطة الحجم : وهي التي يعمل ا أقل من مائة عامل ) ما بين خمسين حتى تسعة وتسعون عاملا<br />

بأن أساليب الإنتاج أحدث قليلا منها في المؤسسات الصغيرة،‏ وأن الأساليب الإدارية متنوعة،‏ وجميع الأنشطة مسجلة.‏<br />

مؤسسات الأعمال كبيرة الحجم : وهي التي يعمل ا أكثر من مائة عامل.‏<br />

ولكن على الرغم من ذلك فإن هذا المعيار يختلف من دولة لأخرى،‏ ومن سياق تنموي إلى سياق تنموي آخر مختلف .. ففي<br />

الولايات المتحدة تعتبر المؤسسات التي يعمل ا أقل من مائة عامل ) ما بين عاملا ( مؤسسات صغيرة،‏ بينما تعد المؤسسات<br />

التي يعمل ا ما بين عامل مؤسسات متوسطة الحجم.‏<br />

( وصاحب<br />

( وتتسم<br />

99 : 1<br />

16<br />

:<br />

:<br />

–<br />

500 -100<br />

–<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

وفي اليابان يختلف مفهوم المؤسسات الصغيرة من قطاع لآخر داخل الاقتصاد الوطني الياباني،‏ من صناعة وتجارة وخدمات،‏ ووفقا<br />

لهذا المعيار تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حوالي 96% من إجمالي عدد المؤسسات العاملة في الاقتصاد الياباني.‏<br />

أما في الدول الإفريقية فقد أصدرت منظمة العمل الدولية توصيات تحدد المؤسسات الصغيرة بتلك المؤسسات التي يعمل ا أقل من<br />

خمسين عاملا.‏<br />

وفي الدول العربية الكويت على سبيل المثال تعتبر المؤسسات التي يعمل ا عامل واحد حتى تسعة عمال مؤسسات صغيرة،‏<br />

والتي يعمل ا من عشرة عمال حتى خمسين عاملا مؤسسات متوسطة الحجم.‏ وفي المملكة العربية السعودية تعد المؤسسات التي يعمل<br />

ا أقل من خمسين عاملا مؤسسات صغيرة ومتوسطة.‏<br />

مما سبق يمكن القول أنه لا يوجد اتفاق حول عدد العمال في المؤسسة الصغيرة.‏<br />

ويؤخذ على معيار العمالة أنه لا يعبر عن الحجم الحقيقي للمؤسسة،‏ فهناك صناعات تحتاج لرأس مال ضخم وقليل من العمالة ومن<br />

الخطأ اعتبارها مؤسسات صغيرة،‏ وهناك صناعات تحتاج إلى رأس مال محدود وعدد كبير من العمال،‏ ولا يمكن استبعادها من نطاق<br />

المؤسسات الصغيرة،‏ فالعمالة ليست العنصر الوحيد في العملية الإنتاجية وإنما هناك عناصر أخرى مثل : نوعية التكنولوجيا المستخدمة<br />

171


واقع مراقبة التسيير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

____________________________________________________________________________________________________________________<br />

ومدى تطورها وكلها عناصر لا يمكن تجاهلها،‏ وبالتالي لا يمكن استخدام هذا المعيار بمفرده في تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏<br />

هذا بالإضافة إلى موسمية العمالة.‏<br />

ب معيار رأس المال : ويستخدم معيار رأس المال في تعريف المؤسسة الصغيرة والمتوسطة بواسطة عدد من الدول خاصة النامية،‏<br />

ويعاني هذا المعيار من بعض جوانب القصور كاختلاف العملات وأسعار صرفها،‏ بالإضافة إلى اختلاف مفهوم رأس المال المستخدم،‏<br />

فالبعض يدخل قيمة الأرض والمباني ضمن رأس المال،‏ والبعض الآخر يستبعدها.‏<br />

ونتيجة لقصور كل من معياري رأس المال وعدد العمال،‏ فقد فضلت بعض الدول الأخذ بتعريف يمزج بين العمالة ورأس المال حتى<br />

يكون التعريف أقرب للواقع،‏ وهذا التعريف لا يحدد نسبة محددة بين عدد العمال ورأس المال،‏ تطبق على مستوى جميع الدول بل إن<br />

هذه النسبة تختلف حسب الظروف السائدة في كل مجتمع.‏<br />

–<br />

–<br />

وقد استقر مفهوم المؤسسات الدولية على التعاريف التالية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة فقد عرفت منظمة اليونيدو<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بأا المؤسسات التي لا يتجاوز فيها عدد العاملين عامل،‏ ورأس المال الثابت ألف دولار.‏<br />

ويعرفها البنك الدولي بأا المؤسسات التي تتراوح أصولها الثابتة بين ألف دولار إلى 300 ألف دولار،‏ كما يعمل ا من<br />

عامل.‏<br />

تعرفها منظمة العمل الدولية بأا المؤسسات التي لا تتجاوز استثماراا 350 ألف دولار وتعمل ا من 10 إلى عامل.‏<br />

كما صنفت هذه المؤسسات الدولية تلك المؤسسات حسب مستوياا :<br />

المؤسسات الفردية : وهي المؤسسة التي يعمل ا من عمال وقيمة الأصول الثابتة ا بخلاف الأرض<br />

والمباني لا تتجاوز دولار.‏<br />

المؤسسات الصغيرة : وهي التي يعمل ا أقل من عاملا،‏ ولا تزيد قيمة الأصول الثابتة ا بخلاف الأرض<br />

والمباني عن دولار.‏<br />

المؤسسات المتوسطة : وهي التي يعمل ا أكثر من عاملا وتزيد قيمة الأصول الثابتة ا بخلاف الأرض<br />

والمباني عن دولار.‏<br />

ومن الجلي أن هذه الحدود ليست حتمية ويمكن تجاوزها حسب ظروف كل حالة،‏ كما قد تطرح تعاريف مغايرة من جهات أخرى.‏<br />

250<br />

50<br />

100<br />

5<br />

–<br />

250<br />

1<br />

15<br />

15<br />

4000<br />

:<br />

10000<br />

10000<br />

10 إلى 50<br />

•<br />

•<br />

•<br />

ج-‏ معيار المبيعات : يعاني هذا المعيار أيضا من نفس عيوب معيار رأس المال وبخاصة تلك المرتبطة بالتغير المستمر في قيمة النقود،‏<br />

بالإضافة إلى اختلاف مفهوم المبيعات الذي سيتم الاعتماد عليه في تحديد حجم المؤسسة.‏ وبصفة عامة لا يعتبر هذا المعيار شائع<br />

الاستخدام حيث يستخدم بواسطة بعض الجهات الأمريكية.‏ ويرى آخرون أن هذا المعيار يلائم المؤسسات التجارية والخدمية أكثر<br />

من ملاءمته للمؤسسات الصناعية.‏<br />

د-‏ معيار مستوى التكنولوجيا يعتمد عادة على معيار المستوى المستخدم من التكنولوجيا ) أو أسلوب الإنتاج ( لتعريف<br />

المؤسسات الصناعية الصغيرة فقط.‏ حيث أصبحت التكنولوجيا المستخدمة في كثير من المؤسسات الكبيرة تسمح بتجزئة العمليات<br />

والمراحل الإنتاجية بما يؤدي إلى إتمام هذه المراحل في مؤسسات صغيرة مستقلة وعادة ما يقترن هذا المعيار بمعيار عدد العمال،‏ وقد<br />

يرجع ذلك إلى اعتبار حجم المؤسسة هو المحصلة النهائية لتفاعل كل من عنصر العمل والآلات ) رأس المال ( المستخدمة فيه.‏ وكلما<br />

كانت هذه المحصلة صغيرة مقارنة بمثيلاا في الصناعة كانت المؤسسة صغيرة<br />

.<br />

17<br />

ويمكن القول أن معظم تعاريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تجنح إلى الأخذ بمعياري العمالة ورأس المال،‏ حيث يرجع ذلك إلى<br />

وفرة البيانات الخاصة بعدد العمال،‏ وقيمة رأس المال المستثمر،‏ مما يعطي للتعاريف قدرا من الدقة،‏ ومن المنطقي أن تكون المؤسسات<br />

الصغيرة كثيفة نسبيا للعمل ونادرة نسبيا في استخدامها لرأس المال خاصة في الدول النامية .<br />

172


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

وفي الجزائر جاء مفهوم المؤسسات ص ‏.م متماشيا مع تعريف الاتحاد الأوروبي حيث حدد القانون التوجيهي لترقية المؤسسات<br />

الصغيرة والمتوسطة رقم الصادر في أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ مهما كانت طبيعتها القانونية بأا مؤسسة<br />

إنتاج السلع والخدمات والتي تشغل من إلى عاملا ولا يتجاوز رقم أعمالها السنوي مليار دينار أو لا يتجاوز مجموع<br />

حصيلتها السنوية خمسمائة (500) مليون دينار،‏ وتستوفي معايير الاستقلالية،‏ ويتم تصنيف هذه المؤسسات إلى مؤسسات مصغرة<br />

ومؤسسات صغيرة ومؤسسات متوسطة.‏<br />

02<br />

2001<br />

250 01<br />

18/01<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

2 <br />

‎1‎‎2‎ المعايير الوصفية : تتميز التعاريف الوصفية أا ذات صبغة دولية،‏ ويرجع ذلك إلى عدم تعرضها إلى الجانب النسبي –<br />

وهو الحجم – في تعريف المؤسسة الصغيرة حيث أا ركزت على وصف خصائصها من حيث درجة تأثيرها في السوق،‏ أو في شكل<br />

إدارا وملكيتها ، ويرى البعض أن هذا النوع من التعاريف هي الأكثر ملاءمة لطبيعة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة . ومن الملاحظ<br />

أن هذه التعاريف تتدرج من وصف خاصية واحدة للمؤسسة الصغيرة حتى تصل إلى وصف العديد من الخصائص.‏ وكمثال على ذلك<br />

التعريف الذي وضعته لجنة التنمية الاقتصادية بالأمم المتحدة CED الذي ضم العديد من الخصائص،‏ حيث عرفت المؤسسة الصغيرة<br />

بأا تلك المؤسسة التي يجب أن تستوفي شرطين أو خاصيتين على الأقل مما يلي :<br />

استقلال الإدارة : المديرون هم أنفسهم ملاك المؤسسة بصفة عامة.‏<br />

رأس المال : يتم توفيره بواسطة المالك الفرد أو مجموعة صغيرة من الملاك.‏<br />

العمل في منطقة محلية : يعيش العاملون والملاك في مجتمع واحد،‏ ولا يشترط أن تكون الأسواق محلية.‏<br />

حجم المؤسسة : صغير نسبيا بالنسبة التي تنتمي إليها.‏<br />

فالمؤسسة الصغيرة والمتوسطة تتميز عن غيرها من المؤسسات بالمعايير الوصفية التالية<br />

أ المسؤولية : يتعلق الأمر بالمسؤولية المباشرة والنهائية للمالك،‏ الذي يكون في كل الحالات هو صاحب القرارات<br />

داخل المؤسسة،‏ له تأثير على طبيعة التنظيم وأسلوب الإدارة.‏<br />

:<br />

18<br />

فالمدير/المالك يؤدي العديد من الوظائف في نفس الوقت،‏ الإنتاج،‏ الإدارة،‏ التمويل والتسويق،‏ وهي مهام توزع في المؤسسة<br />

الكبيرة على عدة أشخاص.‏ وهذه الميزة تفسر حاجة هذه المؤسسات إلى المعونة الفنية والتسويقية والمالية،...‏ وحتى حين يستخدم مدير<br />

مؤسسة ما بعض المساعدين فإن الخصائص الأساسية لعمل تلك المؤسسة تبقى على حالها إلى حد كبير .<br />

ب الملكية : إن ملكية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعود في أغلبها إلى القطاع الخاص،‏ في شكل شركات شركات<br />

أشخاص أو شركات أموال غير أن النسبة الكبيرة منها عبارة عن مشروعات فردية وعائلية،‏ يلعب فيها المالك / المدير دورا كبيرا<br />

على جميع المستويات.‏ في بعض الدول ومن بينها الجزائر تمتلك الدولة قبل الإصلاحات عددا من هذه المؤسسات حيث تأخذ<br />

شكل مؤسسات عمومية محلية.‏<br />

–<br />

–<br />

-<br />

-<br />

–<br />

ج السوق : يمكن أن نحكم على حجم مؤسسة استنادا إلى علاقتها بالسوق نطاق السوق-‏ عموما،‏ فإنتاج المؤسسات<br />

الصغيرة هو إنتاج سلعي،‏ والعلاقة بينها وبين السوق هي علاقة العرض والطلب للمنتجات و/أو الخدمات.‏ وتتحدد قوة هذه العلاقة<br />

بمدى سيطرة هذه المؤسسة على السوق وهي تكون في الغالب مؤسسة كبيرة عندما تكون هيمنتها كبيرة على السوق التي تفرض<br />

عليها نوعا من الاحتكار.‏ وقد لا يكون هذا التحديد شافيا،‏ لأن نوع المنتجات له دور في تحديد أهمية السوق نفسها.‏<br />

د طبيعة الصناعة : يتوقف حجم المؤسسة على الطبيعة الفنية للصناعة،‏ أو بعبارة أخرى على مدى استخدام الآلات في العملية<br />

الإنتاجية ، فبعض الصناعات تحتاج في سبيل إنتاج سلعها إلى وحدات كبيرة من العمل ووحدات صغيرة نسبيا من رأس المال،‏ كما<br />

هو الحال في بعض الصناعات الاستهلاكية الخفيفة وهنا يكون الإنتاج الصغير هو الأنسب.‏ أما بعض الصناعات الأخرى فإا<br />

173


واقع مراقبة التسيير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

____________________________________________________________________________________________________________________<br />

-<br />

2<br />

تحتاج لتشغيل وحداا الإنتاجية إلى وحدات قليلة نسبيا من العمل ووحدات كبيرة نسبيا من رأس المال وينطبق هذا الوضع على<br />

الصناعات الثقيلة-‏ كالصناعات التعدينية والهندسية والكهربائية.‏<br />

:<br />

‎2‎ دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية الاقتصادية تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أحد أهم العناصر<br />

الإستراتيجية في عملية التنمية والتطور الاقتصادي في معظم الدول النامية ، وحتى في الدول المتقدمة التي اعتمدت في بداية ضتها على<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة . والدور الذي تقوم به المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في عملية التنمية الاقتصادية يختلف بين الدول<br />

تبعا لمرحلة التصنيع التي بلغتها كل منها في تطورها ، وهكذا فإن المكانة الاقتصادية التي يمكن أن تحظى ا المؤسسات الصغيرة<br />

والمتوسطة تختلف اختلافا كبيرا فيما بين الدول المتقدمة صناعيا والدول الأخرى الأقل تقدما.‏<br />

ويمكن القول أن جل الابتكارات الفنية التي قدمت في القرن العشرين بدأت بمؤسسات صغيرة.‏ حيث أوضحت دراسة لهيئة<br />

أن المؤسسات الصغيرة هي<br />

المؤسسات الصغيرة في الولايات المتحدة<br />

مصدر الإبداعات التكنولوجية فعلى سبيل المثال : بدأت شركة فورد برجل واحد وطريقة جديدة للإنتاج الصناعي،‏ وأضخم متجر<br />

العملاقة بدأت من الصغر.‏<br />

تجزئة في العالم بدأ صاحبه كبائع متجول في شوارع نيويورك<br />

( S.B.A)<br />

19<br />

Smail Business Administration<br />

Microsoft وشركة ،(Macy s)<br />

ولاشك أن التقدم التكنولوجي الهائل وتحرير الأسواق والتحولات الاقتصادية الكبيرة،‏ تعد بيئة جديدة مناسبة لظهور ونمو<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ نظرا للطبيعة المرنة لهذه المؤسسات الأكثر استعدادا للتواؤم مع هذا الوضع الجديد والذي يتطلب سرعة<br />

الاستجابة لمتغيرات السوق والتطور المواكب لحركة العرض والطلب.‏ وبالتالي أصبحت فرصة هذه المؤسسات في البقاء والنمو أكبر<br />

بكثير من المؤسسات الكبيرة والمؤسسات ذات الهياكل الضخمة قليلة المرونة أمام متغيرات السوق.‏ ومما يؤكد ذلك زيادة معدل<br />

مشاركة الدول النامية في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي ارتفع إلى في الفترة ما بين عامي و<br />

بينما نجد أن معدل الزيادة قد تطور بنسبة % 2.9 فقط في فترة الخمسة عشر عاما بين عامي و<br />

،1993<br />

1990<br />

20<br />

.1990<br />

1975<br />

% 2.4<br />

إن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني لأي دولة وخاصة للدول النامية،‏ فهي مصدر لتوليد الناتج<br />

الوطني.‏ حيث تسهم في بعض الدول الغربية بأكثر من من الناتج الوطني.‏ وقد بينت الدراسات والأبحاث الحديثة الدور الذي<br />

تقوم به المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دعم الاقتصاد الوطني،‏ وفي التنمية الاقتصادية بصورة عامة.‏<br />

% 40<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ولقد أظهرت التجارب الخاصة لدى غالبية الدول النامية أن الضرورة الاقتصادية والواقع الاجتماعي يحتمان الاعتماد على<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في بداية مراحل التنمية ويرجع سبب ذلك لعدة عوامل منها :<br />

محدودية استيعاب التكنولوجيا الحديثة لعدم كفاية الأفراد المؤهلين فنيا ؛<br />

ضيق السوق المحلية مما يحرم الاستفادة من اقتصاديات الحجم الكبير التي توفرها المؤسسات الصناعية الكبيرة؛<br />

ندرة رؤوس الأموال الاستثمارية ووجود صعوبات في عملية تراكم رأس المال؛<br />

تخلف الفن الإنتاجي نتيجة انخفاض مستويات التعليم الفني؛<br />

انخفاض القدرة الشرائية نتيجة انخفاض نصيب الفرد من الدخل الوطني.‏<br />

وبالتالي فإن الاهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة له دور أساسي في تحقيق التنمية المتكاملة وتوفير فرص العمل وتخفيض<br />

مستوى البطالة،‏ وتعظيم الإنتاج وزيادة الصادرات وجلب المدخرات،‏ بالإضافة إلى الأهمية الاجتماعية التي يمكن أن تؤديها تلك<br />

المؤسسات.‏<br />

3 الدراسة التطبيقية :<br />

174


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

تتمثل عينة الدراسة في مجموعة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الواقعة في بعض ولايات الجنوب الشرقي الجزائري<br />

وزعنا مجموعة أسئلة على 50 مؤسسة صغيرة ومتوسطة تتعلق بالمحاور التالية<br />

طبيعة المؤسسة ومميزاا العامة ؛<br />

أسلوب الإدارة المتبع ؛<br />

أسلوب الرقابة المستعمل.‏<br />

: وهي<br />

:<br />

) ورقلة ، الوادي وغرداية ).<br />

ونتيجة لعدم تعاون جل هذه المؤسسات فقد تحصلنا على 17 إجابة فقط،‏ وهي لمؤسسات مختلفة النشاط منها :<br />

ثماني مؤسسات صناعية،‏ مؤسستين تجاريتين،‏ أربع مؤسسات خدمات وثلاث مقاولات.‏ قمنا بتحليل هذه العينة باستخدام برنامج<br />

( لمعرفة واقع مراقبة التسيير وأهم أدوات الرقابة التي تستخدمها تلك المؤسسات.‏<br />

spss )<br />

فوجدنا فيما يتصل بالمحور الأول من الأسئلة أن أغلب هذه المؤسسات مسيرة من طرف أصحاا المالكين (64.7 % ( والبقية من<br />

مسيرين ذوي خبرة (35.3 %)، ومن حيث تمويلها نجد منها مؤسسة ممولة ذاتيا و‎04‎ بتمويل ثنائي ) ذاتي بنكي)‏ ومؤسسة<br />

واحدة بتمويل ذاتي وإعانة من طرف الدولة.‏ أما من حيث عدد العمال فنجد مؤسسة واحدة بأقل من عمال،‏ و‎11‎ مؤسسة<br />

تضم ما بين و عاملا،‏ مؤسسات ما بين و‎100‎ عامل وأخيرا مؤسسة واحدة تشغل ما بين و‎200‎ عاملا،‏<br />

بمعنى وجود مؤسسة واحدة مصغرة والبقية هي مؤسسات صغيرة ومتوسطة بحسب معيار عدد العمال.‏<br />

100<br />

10<br />

12<br />

50<br />

:<br />

04<br />

50<br />

10<br />

أما الأسئلة المتعلقة بأسلوب الإدارة المستعمل في هذه المؤسسات فكانت الإجابات حولها كما يبينه الجدول (1)، حيث نلاحظ من<br />

غياب إستراتجية واضحة في أغلب هذه المؤسسات إلا خمسة منها (29.4 % ( بمعنى عدم وجود أهداف بعيدة المدى يتم العمل من<br />

أجلها وتوفير الوسائل والتقنيات والبرامج اللازمة لها،‏ وهذا ما ينعكس سلبا على أساليب التسيير والرقابة.‏<br />

أما من جانب اعتماد خطة سنوية أو وجود هيكل تنظيمي ونظام للمعلومات أو اهتمام هذه المؤسسات بأفرادها فإن أكثر من<br />

تعتمد هذه الأساليب في التسيير،‏ ولكن في ظل عدم ارتباطها بإستراتجية واضحة فإن عملية التسيير والرقابة تظل قاصرة عن<br />

إعطاء صورة شاملة لواقع عمل تلك المؤسسات،‏ تستطيع من خلالها أن تستمر وتصمد أمام المنافسة.‏<br />

% 50<br />

وأخيرا الأسئلة المتعلقة بأسلوب الرقابة المستعملة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فكانت الإجابة على النحو المبين في الجدول (2)<br />

حيث يظهر أن أغلب المؤسسات محل الدراسة (%64.7 ( تطبق نظام رقابي بطريقة أو بأخرى بما يمكنها من متابعة نشاطها،‏ وتتمثل<br />

مختلف أوجه النظام الرقابي المستعمل في النقاط التالية<br />

% 47.1<br />

أن نسبة تعتمد على النظام المحاسبي في عملية الرقابة وتحديد مستوى الأداء من خلال وضعية الحسابات المتحصل عليها<br />

وتحديد الوضعية المالية للمؤسسة،‏ ونفس تلك النسبة لا تعتمد على النظام المحاسبي في كل الأحوال،‏ وهذا نظرا إلى أن أغلب<br />

المؤسسات بمختلف أشكالها وأحجامها تركز عملياا الرقابية بداية على المعلومات المحاسبية.‏ وأخيرا نجد أن نسبة من<br />

عينة الدراسة لا تأخذ بالنظام المحاسبي كمعيار رقابي.‏<br />

وأن عملية الرقابة لا تشمل جميع الأنشطة التي تمارسها بعض المؤسسات وهي بنسبة وهذا لعدم إعطاء أهمية لبعض<br />

الأنشطة وهذا ما يساهم في تدني مستوى أداء تلك المؤسسات،‏ بينما هناك تركز في عملياا الرقابية على جميع الأنشطة<br />

وهو ما يؤدي إلى تحسن الأداء وزيادة النمو إذا كانت هناك أدوات رقابة مناسبة.‏<br />

كما نجد أن أغلب المؤسسات ) ( تعتمد على الموازنات التقديرية لكوا من الأدوات التقليدية الأكثر استعمالا لتحقيق<br />

الأهداف قصيرة المدى وهذا في حالة دقة التنبؤات وصحة بيانات الإنجازات الفعلية.‏<br />

وبالمقابل نجد أن نسبة ضئيلة (11.8 %) تطبق لوحة القيادة كأداة رقابية وقد يرجع ذلك إلى عدم فعالية نظام المعلومات أو عدم<br />

معرفة التقنيات المطبقة في هذا اال.‏<br />

% 5.9<br />

% 23.5<br />

% 35.3<br />

% 82.4<br />

175


واقع مراقبة التسيير في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

____________________________________________________________________________________________________________________<br />

% 29.4 ،% 41.2<br />

( وهي من أدوات<br />

بينما نجد أن النسب المالية والتكاليف المعيارية مطبقة بنسب متفاوتة وهي على التوالي )<br />

الرقابة التقليدية أيضا ولكن لا نجد استعمالها بكثرة وقد يعود ذلك لطبيعة تلك المؤسسات أو بساطة عملياا وقراراا . كما أن نفس<br />

النسبة % 11.8 وهي ضئيلة لا تطبق هذين المعيارين في عملية الرقابة.‏<br />

بينما لا نسجل استعمال أدوات الرقابة الحديثة ومنها التكاليف المستندة للنشاط وقد يعود ذلك لعدم الدراية ذه التقنية،‏ وقد لا<br />

نجدها أيضا في كثير من المؤسسات الجزائرية الكبرى نتيجة غياب الدقة والشفافية في نظام المعلومات أو عدم إعطاء تقييم الأداء الأهمية<br />

اللازمة له.‏<br />

وأخيرا نجد أن هناك اهتمام بمعايير الجودة ونسبة ذلك ولكنها قد لا ترقى إلى المعايير الدولية نتيجة غياب المؤشرات<br />

الدالة على ذلك ومنها الأدوات الرقابية الحديثة كالتكاليف المستندة للنشاط،‏ إدارة الجودة الشاملة،‏ شفافية نظام المعلومات والإدارة<br />

بالأهداف إلى غير ذلك،‏ بالإضافة إلى طبيعة مخرجات كثير من المؤسسات الاقتصادية الجزائرية التي تفتقد الجودة العالية المطلوبة.‏<br />

% 82.4<br />

:<br />

خلاصة تبين من هذه الدراسة أهمية مراقبة التسيير كتقنيات ونظام معلومات يساعد المؤسسات الاقتصادية على قياس الأداء في<br />

مستوياا المختلفة،‏ وفي تحليل الأنشطة واتخاذ القرارات التي تحقق من خلالها أهدافها،‏ خاصة في ظل انفتاح الأسواق وشدة المنافسة.‏<br />

والملاحظ أن المؤسسات الاقتصادية الجزائرية ومنها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتمثلة في عينة الدراسة لم تم بمراقبة التسيير أو لم<br />

ترق ا إلى المفهوم الحديث الذي يجب أن يكون،‏ وهو ما يثبت صحة الفرضية الأولى بأن هذا القطاع لا يزال بحاجة إلى كثير من<br />

الجهود والأبحاث التي تمكنه من تخلي الصعوبات وتحقيق المستوى المرغوب فيه في االات المختلفة.‏<br />

كما بينت دراسة العينة غياب الأدوات الرقابية المتقدمة كتحليل سلسلة القيمة وإدارة الجودة الشاملة والشفافية في نظام المعلومات<br />

ومنها حوكمة الشركات،‏ بل حتى أن أدوات الرقابة التقليدية لا تطبق بشكل كاف،‏ لأن كل هذه الأدوات يمكن تطبيقها في<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ مثل ما تحقق ذلك في كثير من تلك المؤسسات في بعض الدول المتقدمة،‏ وهذا ما يثبت أيضا صحة<br />

الفرضية الثانية.‏ ومن هنا فإنه أصبح لزاما على المؤسسات الجزائرية تطبيق الرقابة بمفهومها الشامل وأن تم بمراقبة التسيير كوظيفة أو<br />

كنشاط أساسي تتمكن من خلاله متابعة عملياا وتحديد أهدافها المختلفة وتقييمها وتصويبها،‏ وبالتالي تستطيع الصمود أمام<br />

التحديات الحالية،‏ ولا يكون ذلك إلا باستعمال أدوات الرقابة الحديثة وبالتنسيق والتكامل بين وظيفة الرقابة وبقية وظائف المؤسسة<br />

الأخرى،‏ بالإضافة إلى خلق بيئة قانونية واقتصادية وتقنية مناسبة.‏<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

الجدول (1) حصيلة الإجابة على الإستبيان المتعلقة بأسلوب الإدارة<br />

اعتماد إستراتجية للمؤسسة<br />

اعتماد خطة سنوية يتم العمل وفقها<br />

وجود هيكل تنظيمي بالمؤسسة<br />

وجود نظام للمعلومات<br />

هناك اهتمام بالأفراد<br />

غير محدد ) % (<br />

64.7<br />

11.8<br />

35.3<br />

41.2<br />

35.3<br />

يوجد ) % (<br />

29.4<br />

88.2<br />

58.8<br />

58.8<br />

64.7<br />

لا يوجد ) % (<br />

5.9<br />

0<br />

5.9<br />

0<br />

0<br />

الجدول (2) حصيلة الإجابة على الاستبيان المتعلقة بأسلوب الرقابة<br />

وجود نظام رقابي في المؤسسة<br />

إعتماد الرقابة على النظام المحاسبي فقط<br />

مراقبة التسيير شاملة لجميع الأنشطة<br />

اعتماد الموازنة التقديرية كأسلوب رقابي<br />

استعمال لوحة القيادة في عملية الرقابة<br />

استعمال النسب المالية<br />

اعتماد التكاليف المعيارية<br />

استعمال التكاليف المستندة للنشاط<br />

وجود معايير للجودة<br />

غير محدد ) % (<br />

35.3<br />

47.1<br />

41.2<br />

17.6<br />

29.4<br />

47.1<br />

58.8<br />

11.8<br />

11.8<br />

يوجد ) % (<br />

64.7<br />

47.1<br />

35.3<br />

82.4<br />

11.8<br />

41.2<br />

29.4<br />

0<br />

88.2<br />

لا يوجد ) % (<br />

0<br />

5.9<br />

23.5<br />

0<br />

58.8<br />

11.8<br />

11.8<br />

88.2<br />

0<br />

176


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-<br />

1<br />

الإحالات والمراجع :<br />

.16<br />

،1994<br />

. 07<br />

-<br />

2<br />

د . محمد عبد الفتاح ياغي،‏ " الرقابة في الإدارة العامة "، ) ط‎2‎ ( مرآز أحمد ياسين الفني،‏ عمان الأردن ص<br />

أ . محمد حسين أحمد حسن ، " الرقابة الداخلية آأداة لتقييم الأداء " رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة حلوان آلية التجارة<br />

وإدارة الأعمال ص<br />

.1981<br />

3<br />

- Cloude Alazar, Sabine Separi « Contrôle de gestion « 5 eme édition . 2001 DUNOD – p15<br />

4<br />

- د.محمد عبد الفتاح ياغي،‏ نفس المرجع السابق،‏ ص‎18‎‏.‏<br />

5 - Cloude Alazar, Sabine Separi, idem .p137.<br />

6<br />

ط<br />

د.‏ خليل محمد حسن الشماع " مبادئ الإدارة مع الترآيز على إدارة الأعمال"،‏ دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة،‏ عمان،‏<br />

2007. ص ص<br />

محمد عيسى الفاعوري،‏ " الإدارة بالرقابة "، دار آنوز المعرفة عمان <br />

د.خضير آاظم محمود،‏ د.‏ موسى سلامة اللوزي : " مبادئ إدارة الأعمال "، إثراء للنشر والتوزيع،‏ عمان،‏ الطبعة الأولى<br />

ص،‏<br />

-<br />

305 .306<br />

5<br />

7<br />

2008، ص‎19‎‏.‏<br />

-<br />

8<br />

- -<br />

.384 2008<br />

9 -P . L Bescos et collaborateurs « Contrôle de gestion et management « Montchrestien, 4eme<br />

édition, 1997, p74 .<br />

10<br />

.19<br />

-<br />

-<br />

11<br />

د.محمد عبد الفتاح ياغي،‏ نفس المرجع السابق،‏ ص<br />

د.‏ ديالة الحج عارف،‏ " الرقابة الإدارية ودورها في تحقيق آفاءة العمل الإداري في أجهزة الإدارة العامة في القطر العربي<br />

السوري " رسالة دآتوراه غير منشورة،‏ جامعة دمشق آلية الاقتصاد قسم إدارة الأعمال ص،‏<br />

.116<br />

1996<br />

12<br />

-‏ ماجدة محمد عفيفي،‏ " تقييم نظام المعلومات المحاسبية بقطاع الدواء لأغراض الرقابة وتقييم الأداء " رسالة ماجستير غير<br />

منشورة،‏ جامعة عين شمس القاهرة،‏<br />

- صديق محمد عفيفي،‏ " إدارة الأعمال في المنظمات المعاصرة " مكتبة عين شمس،‏ ‏(ط ص،‏<br />

.394<br />

2003 (10<br />

2000، ص‎49‎‏.‏<br />

-<br />

13<br />

14<br />

د.‏ ديالة الحج عارف،‏ نفس المرجع السابق،‏ ص<br />

د.‏ ديالة الحج عارف،‏ نفس المرجع السابق،‏ ص<br />

.124<br />

.150<br />

-<br />

-<br />

15<br />

16<br />

جالن سبنسر هل،‏ ترجمة د.‏ صليب بطرس،‏ منشآت الأعمال الصغيرة : اتجاهات في الإقتصاد الكلي القاهرة،‏ الدار الدولية للنشر والتوزيع،‏ الطبعة<br />

الأولى،‏<br />

منظمة العمل العربية،‏ مكتب العمل العربي : الصناعات الصغرى والحرف التقليدية في الوطن العربي أداة للتنمية،‏ القاهرة :<br />

ص‎13‎‏.‏<br />

04 11 أفريل ،1994<br />

،1989 ص .111<br />

-<br />

17<br />

-<br />

18<br />

أ.‏ عثمان لخلف،‏ " دور ومكانة الصناعات الصغيرة والمتوسطة في التنمية الاقتصادية " رسالة ماجستير غير<br />

جامعة الجزائر،‏<br />

منشورة،‏<br />

،1995 ص .<strong>09</strong><br />

-<br />

19<br />

د.‏ سمير عبد الحميد عريقات،‏ " المشروعات الصغيرة ودورها في تنمية القرية المصرية"‏ ، ورقة عمل مقدمة في ندوة التنمية وتحديات المستقبل للقرن<br />

الحادي والعشرين ودور الصندوق الاجتماعي للتنمية الإسكندرية ‎10‎‎12‎ فبراير<br />

د.‏ سمير عبد الحميد عريقات،‏ نفس المرجع السابق،‏ ص<br />

، 1998 ص‎403‎‏.‏<br />

.408<br />

-<br />

20<br />

177


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

دور التسويق الزراعي في تحسين الأمن الغذائي<br />

–<br />

مع الإشارة إلى حالة الصناعات الغذائية الجزائرية<br />

بن تفات عبد الحق،‏ جامعة،‏ ورقلة-الجزائر<br />

bentabdelhak@yahoo.fr<br />

:<br />

ملخص :<br />

تسعى هذه الدراسة إلى إبراز واقع حال تسويق الصناعات الغذائية الجزائرية وتجارا الخارجية من خلال تقديم إحصائيات عن بعض الصناعات<br />

الغذائية الجزائرية وتحليل هذه المعطيات،‏ بالإضافة إلى محاولة إبراز الدور الذي تلعبه هذه الصناعات في الاقتصاد الوطني،‏ وذلك بعد التعرف على الجانب<br />

النظري لكل من الأمن الغذائي وكذلك التسويق الزراعي.‏<br />

الكلمات المفتاح الاكتفاء الذاتي،‏ الأمن الغذائي،‏ التسويق الزراعي،‏ الفجوة الغذائية،‏ الصناعات الغذائية الجزائرية.‏<br />

-<br />

تمهيد :<br />

–<br />

يعتر القطاع الزراعي واحد من بين الميادين التي تعنى به أي دولة،‏ سعيا ً من هذه الأخيرة إلى تحقيق اكتفاء ذاتي وأمن غذائي.‏<br />

والاقتصاد الزراعي هو أحد فروع علم الاقتصاد حيث يبحث في المشاكل الاقتصادية المتعلقة بجهود الإنسان في مهنة الزراعة.‏ ويعتبر<br />

أي الاقتصاد الزراعي من العلوم الاقتصادية التطبيقية ذلك أنه يقوم بتطبيق النظريات الاقتصادية على الفعاليات الزراعية عمليا<br />

.<br />

1<br />

–<br />

.<br />

2<br />

والمتتبع للأوضاع الاقتصادية سيجد تطورات جوهرية حاصلة في القطاع الزراعي خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية حيث<br />

يلاحظ التوسع المعتبر في المساحات الزراعية والري واستعمال تكنولوجيا عالية،‏ الشيء الذي أدى إلى تحسين المردودية الزراعية كما ً<br />

وكيفا ً وهذا يمكن التعبير عنه بالقول أنه حدث تحول التفكير في المزرعة من وحدة بيولوجية إلى وحدة اقتصادية،‏ فضلا عن تكثيف<br />

التكامل ‏"الزراعي الصناعي"‏ الذي أعطى دفعا خاصا ً لعجلة التنمية خصوصا في الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة<br />

الأمريكية<br />

ومقابل ذلك نجد دولا ً عربية كثيرة تعاني من فجوة غذائية أي الفارق بين الاستهلاك من المنتج الغذائي والإنتاج المحلي<br />

لنفس المنتج فقد عرفت أزمة غذائية في العقدين الماضيين إذ انخفضت نسبة الاكتفاء الذاتي من أهم السلع الغذائية<br />

.<br />

3<br />

–<br />

–<br />

وحيث أن التسويق الزراعي الذي يهدف إلى تسهيل تبادل السلع الزراعية بين الأطراف المعنية ا وبالنوعيات والكميات<br />

والأسعار المناسبة،‏ إذ أن التسويق الزراعي يعتبر ‏"ذلك النظام المرن الهادف إلى تسهيل تدفق السلع الزراعية والغذائية والخدمات المرتبطة<br />

ا من أماكن إنتاجها إلى أماكن استهلاكها بالأوضاع والأسعار والنوعيات المناسبة والمقبولة من كافة أطراف العملية الزراعية"‏<br />

دراسة التسويق الزراعي مهمة لعدة اعتبارات تكتنف الإنتاج الزراعي منها أن هذا الأخير يتميز بالتخصص في الإنتاج وخضوعه<br />

لعوامل الطبيعة كنوعية التربة التي تفرض منتج زراعي معين،‏ بالإضافة إلى التأثر بالموسمية الإنتاجية،‏ كما أن الإنتاج الزراعي لا يعرف<br />

النمطية الموجودة في الصناعة،‏ فبالنسبة للمنتج الواحد توجد اختلافات كبيرة نتيجة اختلاف التربة والمناخ بالإضافة إلى اختلاف<br />

وسائل الإنتاج الشيء الذي يتطلب عمليه الفرز،‏ كما أن الإنتاج الزراعي معرض للتلف<br />

. إن<br />

4<br />

.<br />

5<br />

:<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

- 1<br />

والسؤال المطروح هنا هو كيف يؤثر تسويق الصناعات الغذائية في تحسين الأمن الغذائي للجزائر ؟<br />

سنحاول الإجابة عن هذه الإشكالية بدراسة لما يلي :<br />

منهجية علم الاقتصاد الزراعي وفروعه؛<br />

متطلبات التسويق الزراعي الناجح؛<br />

دراسة أثر الصناعات الغذائية في تحسين الأمن الغذائي الجزائري.‏<br />

منهجية علم الاقتصاد الزراعي وفروعه<br />

لقد تطور علم الاقتصاد الزراعي بتطور الإنتاج في هذا القطاع الذي يساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية لأي بلد،‏<br />

حيث كان في السابق يقتصر في هذا العلم على حساب العوائد والتكاليف المزرعية وبعض المشاكل المتعلقة بإدارة المزارع،‏ حتى أصبح<br />

179


__________________________________________________________________________________<br />

دور التسويق الزراعي في تحسين الأمن الغذائي – مع الإشارة إلى حالة الصناعات الغذائية الجزائرية<br />

6<br />

"<br />

هذا العلم جد متخصص في العديد من العمليات أو االات المتعلقة ذا القطاع كالتمويل الزراعي والتسويق الزراعي والإدارة<br />

والمحاسبة الزراعية والإنتاج والنقل وغيرها من العمليات المتعلقة ذا القطاع.‏<br />

1 – 1<br />

التعريف بعلم الاقتصاد الزراعي<br />

يعرف علم الاقتصاد الزراعي بأنه " مجموعة من الأفكار والآراء والتطبيقات الزراعية تستهدف السيطرة على القوى<br />

الاقتصادية الكامنة في صناعة الزراعة المستهدفة تعظيم حجم الإنتاج ولتحقيق أكبر قدر من خلال تنظيم استغلال الموارد الاقتصادية<br />

والزراعية،‏ وتأتي العلاقة بين علم الاقتصاد الزراعي من أن الأخير يقوم على تطبيق المعارف الاقتصادية في مجال الزراعة ويسعى لإيجاد<br />

الحلول للمشاكل الزراعية . من خلال هذا التعريف يتبين لنا أن علم الاقتصاد الزراعي هو عبارة عن مجموعة من الأفكار التي تسعى<br />

إلى تطبيق مبادئ علم الاقتصاد في الميدان الزراعي وأهمها تعظيم الإنتاج الزراعي لتحقيق الحاجيات الزراعية للمستهلكين في ظل ندرة<br />

الموارد الزراعية بصفة خاصة والاقتصادية بصفة عامة.‏<br />

كما يعرف أنه " أحد العلوم الاجتماعية التي تقوم على دراسة النشاط الإنساني المتعلق بالقطاع الزراعي وعلاقة ذلك<br />

باتمع،‏ فهو يبحث في استخدام الموارد الطبيعية لإشباع حاجات اتمع الإنساني من خلال العمليات الزراعية . فوفقا لهذا<br />

التعريف يمكن أن أساس الاقتصاد الزراعي هو البحث في إشباع حاجات اتمع الإنساني اللامتناهية من المنتجات ذات العلاقة<br />

بالزراعة.‏<br />

7<br />

"<br />

فالهدف من دراسة علم الاقتصاد الزراعي هو البحث في زيادة الكفاءة في العمليات الزراعية وكل العمليات المرتبطة بعملية<br />

الزراعة لتوفير الغذاء والملبس للإنسان،‏ لكن هذا التوفير للملبس والمأكل يقتضي المحافظة على الموارد المتاحة وعدم تبذيرها،‏ وهذا يعني<br />

تحقيق شرط الاستدامة قدر المستطاع في العمليات الزراعية،‏ أي توفير تلبية حاجات الأجيال الحاضرة من المنتجات الزراعية دون<br />

المساومة في حاجات الأجيال اللاحقة.‏ ولتحقيق هذا الهدف المنشود يجب إنتاج أكبر كمية من المنتجات في القطاع الزراعي بأقل<br />

كمية من الموارد الإنتاجية المتاحة.‏<br />

من خلال ما جاء في السابق يمكن أن نستنتج بعض الأهداف الضمنية لعلم الاقتصاد الزراعي وندرجها كما يلي :<br />

تحقيق الكفاءة الفنية أو الكفاءة الإنتاجية،‏ إنتاج أكبر كمية من المنتجات في القطاع الزراعي بما هو متاح من الموارد<br />

الإنتاجية،‏ وذا يمكن الإشارة إلى مفهوم آخر أهم من هذا المفهوم والمتمثل في مفهوم الفعالية الإنتاجية التي تعني إنتاج أكبر<br />

كمية من المنتجات في القطاع الزراعي بأقل التكاليف،‏ وهذا من أجل تلبية حاجات اتمع الإنساني الحالي مع مراعاة<br />

حاجات الأجيال اللاحقة؛<br />

تحقيق الكفاءة الاقتصادية أو الكفاءة التوزيعية والتي يقصد ا إنتاج المنتجات الزراعية بالكميات التي يحتاجها اتمع،‏ وهذا<br />

معلوم خصوصا في هذا القطاع الذي يتميز عن بقية القطاعات بسرعة تلف منتجاته،‏ رغم وجود المبردات التي يمكن أن<br />

تساعد في عملية تخزين هذه المنتجات،‏ لكن نجاعة هذه المخازن تبقى قاصرة أمام هذه الخصوصية التي تتميز ا المنتجات<br />

الزراعية خصوصا وأن المستهلك أصبح يدرك صحية ْ هذه المنتجات عندما تكون طازجة.‏ ليس هذا فحسب بل لابد من<br />

توزيع ما نتج عن القطاع الزراعي بدرجة كافية للمستهلكين من الرضا؛<br />

النمو الاقتصادي ويقصد ا تحقيق زيادة مطردة ومستمرة في كمية المنتجات الزراعية مع مرور الزمن وهذا بسبب رئيسي<br />

يتمثل في زيادة خبرة القائمين على العملية الإنتاجية الزراعية؛<br />

تحقيق الاستقرار الاقتصادي وهذا ضروري لأن المنتجات الزراعية هي منتجات يتناولها كل أفراد اتمع دون استثناء،‏ أي<br />

تنظيم عملية الاستهلاك والإنتاج الزراعي،‏ فالتوازن في سوق هذه المنتجات ضروري أي بين العرض والطلب بما يضمن<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

180


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

تبات نسبي للأسعار،‏ فدور الاقتصاد الزراعي ذه النقطة عبارة عن دور ترشيدي،‏ الشيء الذي يحافظ على ثبات الدخول<br />

الحقيقية للأفراد،‏ وذلك من خلال تدعيم السياسة التسعيرية أساس ًا<br />

.<br />

8<br />

-<br />

-<br />

-<br />

10<br />

-<br />

:<br />

9<br />

2 –1<br />

-<br />

-<br />

الفروع الرئيسية لعلم الاقتصاد الزراعي<br />

إن علم الاقتصاد الزراعي هو علم كباقي العلوم يتضمن مجموعة من الفروع البحثية الرئيسية،‏ حيث يمكن أن نذكر البعض<br />

منها كما يلي<br />

اقتصاديات الإنتاج الزراعي ؛ إدارة المزارع ؛ اقتصاديات المواد الزراعية ؛ التسويق الزراعي ؛<br />

التمويل الزراعي ؛ الأسعار الزراعية ؛ التخطيط الزراعي.‏<br />

إن الفروع البحثية المذكورة أعلاه عبارة عن فروع رئيسية تندرج تحت كل فرع منها مجموعة من الفروع الثانوية.‏<br />

واختصارا ً يمكن توصيف الفروع الرئيسية كما يلي.‏<br />

فالفرع الرئيسي الأول والمسمى بفرع اقتصاديات الإنتاج الزراعي هو الفرع الأهم في علم الاقتصاد الزراعي حسب نظرنا<br />

لأنه يتضمن تجسيد مباشر لأفكار علم الاقتصاد في الميدان الزراعي من خلال أن هذا الفرع يضم فرعين ثانويين هما فرع اقتصاديات<br />

الإنتاج النباتي وفرع اقتصاديات الإنتاج الحيواني حيث يهتما بدراسة مبادئ الاقتصاد وإمكانية تطبيقها في الميدان النباتي والحيواني،‏<br />

وبصورة أدق يهتم هذا الفرع بدراسة دوال الإنتاج الزراعي بالإضافة إلى دراسة المتغيرات ذات الصلة ذه الدوال كتنمية الموارد<br />

الأرضية وإقامة مشاريع الري وغيرها . ذا فإن فرع اقتصاديات الإنتاج الزراعي هو عبارة عن فرع يبحث في كيفية تعظيم الناتج<br />

الزراعي أو تدنئة تكاليف هذا الناتج الزراعي.‏<br />

أما فرع إدارة المزارع فهو فرع يهتم بتنظيم العمل الزراعي وخصوصا ً اختيار أحسن المحاصيل الزراعية والحيوانات الواجب<br />

الاهتمام ا وإنتاجها بحسب ظروف المزرعة،‏ كما يهتم باختيار وسائل الإنتاج الزراعي لتحسين الإنتاجية الزراعية،‏ بالإضافة إلى<br />

توزيع النشاطات الاقتصادية الزراعية بحسب الكفاءات والفعاليات المتاحة،‏ لذلك فإن هذا الفرع مهم جدا في تحسين كفاءة الإدارة<br />

المزرعية من خلال مجموعة من المتغيرات المؤثرة في تعظيم الأرباح المزرعية والمتمثلة في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة.‏<br />

فرع اقتصاديات المواد الزراعية هو الآخر جدير بالاهتمام بالنظر إلى مشكلة الندرة الاقتصادية،‏ فهو فرع يهتم بدراسة طبيعة<br />

العلاقة بين الإنسان والأرض الزراعية والموارد الطبيعية الأخرى والمرتبطة بالإنتاج الزراعي،‏ يسمى هذا الفرع بالإضافة إلى تسميته<br />

بفرع اقتصاديات المواد الزراعية بعلم استغلال سطح الأرض أو اال المقابل للحيازة،‏ فهو يبحث في كيفيات الاستغلال الأمثل لسطح<br />

الأرض الزراعية،‏ كما يسعى لتطبيق النظريات الاقتصادية لحل المشاكل المتعلقة بالأرض الزراعية فضلا عن دراسة العمل المتاح لخدمة<br />

القطاع الزراعي ورأس المال المستخدم في هذا القطاع كمورد مهم هو الآخر.‏<br />

فرع التسويق الزراعي سنتطرق إلى هذا الفرع بشيء من التفصيل لاحقا ً.‏<br />

أما فرع التمويل الزراعي فهو يهتم أساسا ً بالكيفية المثلى التي يمكن من خلالها الحصول على رأس المال واستخدامه في اال<br />

الزراعي،‏ وغالبا ً ما يقوم التمويل على صورة تقويم،‏ كما قد يكون هذا التمويل في صورة مواد عينية كالأسمدة والآلات،‏ وغيرها من<br />

المواد العينية.‏ إن هذا الفرع يعد مهم هو الآخر نظرا لأن الانقطاع في التمويل في هذا القطاع خصوصا ً في فترات لعجز المالي<br />

للمزارع قد يؤدي إلى فساد الغلة الزراعية المنتجة.‏<br />

-<br />

11<br />

–<br />

أما أهمية فرع الأسعار الزراعية فتتجلى في دراسة الحالات المختلفة للسوق الممكنة من البحث عن مستوى توازني للأسعار<br />

الزراعية والمرغوب فيها،‏ وتزداد أهمية هذا الفرع إذا علمنا أنه يقوم بدراسة التغيرات السعرية الموسمية وهذا يرجع إلى خاصية الموسمية<br />

التي تعرفها المنتجات الزراعية،‏ حيث ينتج عن هذه التغيرات السعرية الصعوبة في ضبط العرض في الأمد القصير من جهة وعدم مرونة<br />

الطلب السعرية للمنتجات الزراعية من جهة أخرى . بالإضافة إلى أن هذا الفرع يسمح بتوظيف السياسة السعرية في المفاضلة في<br />

181


__________________________________________________________________________________<br />

دور التسويق الزراعي في تحسين الأمن الغذائي – مع الإشارة إلى حالة الصناعات الغذائية الجزائرية<br />

استعمال الموارد الاقتصادية الزراعية أو الإحلال في استخدامها،‏ هذا الفرع تم به كثيرا التكتلات الاقتصادية حيث يساعدها في<br />

تحديد السياسة السعرية المناسبة لكل عضو من التكتل وخير مثال لتبني هذا الفرع لعلم الاقتصاد الزراعي نذكر السوق الأوروبية<br />

المشتركة.‏<br />

وأخيرا يهتم فرع التخطيط الزراعي باختيار أمثل التوليفات للموارد من أجل تعظيم غلة الإنتاج،‏ في الأفق المتوسط.‏<br />

–<br />

–<br />

-<br />

–<br />

3 – 1<br />

الموارد الاقتصادية الزراعية المتاحة لتغطية الحاجات<br />

ندرة تحديد المشكلة الاقتصادية الزراعية.‏<br />

نشأت المشكلة الاقتصادية الزراعية أساسا ً من عدم كفاية<br />

من المنتجات الزراعية.‏<br />

اللامتناهية الإنسانية المتزايدة لقد برزت المشكلة الاقتصادية الزراعية في العديد من الدول لاسيما النامية منها،‏ وزاد الاهتمام بمحاولة تقديم تفسيرات<br />

وحلول لهذه المشاكل من خلال سياسات اقتصادية زراعية،‏ ويمكن ذكر في هذا المقام سياسات السوق الأوروبية المشتركة على سبيل<br />

المثال لا الحصر.‏<br />

1 – 3 – 1<br />

مفهوم المشكلة الاقتصادية الزراعية.‏<br />

لقد تعدت تفسيرات المشكلة الاقتصادية الزراعية بحسب المدارس الفكرية الاقتصادية،‏ فالفكر الغربي يشير إلى أن المشكلة<br />

الاقتصادية الزراعية هي وليدة الخصائص المعروفة في القطاع الزراعي،‏ فالمعلوم أن هذا الأخير يتسم بانخفاض متوسط الدخل الفردي<br />

مما يؤثر في حجم المدخرات ومن ثم في مستوى الاستثمار الزراعي،‏ ومن ثم ينتج الاستخدام غير الكفء للموارد الاقتصادية<br />

الزراعية،‏ بمعنى آخر يمكن تفسير المشكلة الاقتصادية الزراعية من خلال طبيعة دالة الإنتاج الزراعي وسوء توزيع الموارد بين<br />

الاستخدامات الزراعية حيث يحددان انتقال دالة الإنتاج الزراعي إلى الأعلى أو انتقال الإنتاج على نفس المنحنى أو الدالة.‏<br />

في حين قد يذهب البعض الآخر من المفكرين إلى أن حلول المشكلة الاقتصادية الزراعية هي في التغيرات الهيكلية للاقتصاد<br />

القومي أو الاقتصاد الزراعي،‏ حيث تنطلق التغيرات في الاقتصاد القومي من مشكلة الندرة الاقتصادية للموارد،‏ بينما تنطلق التغيرات<br />

في الاقتصاد الزراعي من مسألة إعادة استخدام الموارد من أجل تحقيق دالة الهدف المتمثلة في تعظيم الناتج القومي أو تدنئة تكاليفه<br />

أو رفع مستوى الدخل الفردي الريفي.‏<br />

فبهذا يكون فرع علم اقتصاديات الإنتاج الزراعي من بين أهم الفروع في الاقتصاد الزراعي حيث يسعى هذا الفرع إلى<br />

تفسير المشكلة الاقتصادية الزراعية من خلال التغيرات الحاصلة في دالة الإنتاج الزراعي.‏ فيمكن القول بأن مفهوم المشكلة الاقتصادية<br />

الزراعية يتمثل في غياب الأمن الغذائي والتي هي عبارة عن مشكلة رئيسية تواجهها معظم البلاد النامية وهذا لما له من أثر سلبي في<br />

طبيعة تكوين الأداء الاقتصادي للعنصر البشري وخاصة لأفراد الطبقات الفقيرة . ولقد تفاقمت مشكلة غياب الأمن الغذائي عالميا<br />

منذ سنة ‎1973‎م بسبب انخفاض المخزون العالمي من الحبوب إلى أقل من المستوى المسموح به بصفة خاصة وارتفاع أسعار السلع<br />

الغذائية بصفة عامة،‏ وتسبب هذا في انتشار سوء التغذية في الكثير من البلدان النامية وذلك نتيجة للزيادة المضطردة في عدد السكان<br />

وبالموازاة انخفاض الإنتاج الغذائي مما أدى إلى الاهتمام بالمشكلة الغذائية وتجلى ذلك في انعقاد مؤتمر الغذاء العالمي بروما سنة<br />

‎1974‎م،‏ لا يزال الاهتمام بالغذاء قائم حيث يمكن أن نذكر انعقاد مؤتمر القمة العالمي حول الأمن الغذائي سنة ‎20<strong>09</strong>‎م بحضور<br />

عضو يضم دول ومنظمات . كما يمكن أن يعرف الأمن الغذائي على ما اتفقت عليه الحكومات المشاركة في مؤتمر قمة الغذاء<br />

العالمي سنة ‎1996‎م وهو أن الأمن الغذائي يتوفر ‏"عندما يتمكن الجميع في جميع الأوقات بالقدرة المادية والاقتصادية على الحصول<br />

على كميات كافية من الغذاء السليم والمغذي لتغطية احتياجام ويحقق تفضيلام الغذائية ليعيشوا حياة ً فعالة وصحية"‏ ويمكن أن<br />

يعرف اختصارا ً أنه يتمثل في ‏"قدرت البلاد على الوفاء بالمستويات المستهدفة من للاستهلاك عند الأسر المتواجدة في إقليمها وتجاوز<br />

العجز الغذائي"‏ وتمثل مستويات المستهدفة من الاستهلاك بمستوى متوسط نصيب الفرد من الاستهلاك أو تناول شخص ما الحد<br />

الأدنى من السعرات الحرارية ‏(أي الاحتياجات من الطاقة)،‏ ويقاس هذا المستوى من خلال اثنين (02) من المؤشرات،‏ المؤشر الأول<br />

82<br />

.<br />

14<br />

12<br />

13<br />

.<br />

15<br />

182


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

.<br />

16<br />

.<br />

17<br />

هو الفجوة الغذائية المتوقعة التي تعرف بأا الفرق بين متوسط الاستهلاك الفعلي للفرد في أي سنة معينة أو سنة عادية ومستوى<br />

متوسط نصيب الفرد من الاستهلاك في سنة وجود فجوة،‏ المؤشر الثاني هو انعدام الأمن الغذائي الذي يعرف بأنه احتمال أن استهلاك<br />

الأغذية يقل عن مستوى الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية<br />

كما يمكن تعريف الأمن الغذائي على أنه قدرة اتمع على توفير الغذاء المناسب للمواطنين في المدى البعيد والقريب كما ً<br />

ونوعا ً وبالأسعار التي تتناسب مع دخولهم فهو وضع ينشأ عندما تتاح لجميع الناس وفي جميع الأوقات الفرص المادية والاجتماعية<br />

والاقتصادية للحصول على ما يكفي من أغذية آمنة ومغذية تلبي احتياجام التغذوية وأفضليتهم الغذائية لممارسة حياة نشطة وصحية.‏<br />

جل التعاريف تشير إلى مفهوم الأمن الغذائي الذي طرحه البنك الدولي وهو حصول كل الناس في كل الأوقات على<br />

غذاء كاف لحياة نشطة وسليمة.‏ وعناصره الجوهرية هي وفرة الغذاء والقدرة على تحصيله يحتوي هذا التعريف على مبادئ أساسية<br />

هي:‏ توافر الإمدادات الغذائية،‏ واستقرارها،‏ وإمكانية الحصول عليها.‏ ومن ثم فإن اللا أمن الغذائي هو الافتقار إلى القدرة على<br />

تحصيل الغذاء<br />

"<br />

،"<br />

.<br />

18<br />

2 – 3 – 1<br />

معالجة المشكلة الاقتصادية الزراعية.‏<br />

19<br />

تتم معالجة المشاكل الاقتصادية الزراعية من خلال القيام ببحث اقتصادي زراعي منهجي ، فعلم الاقتصاد الزراعي كما<br />

سبق التعرف عليه هو أحد العلوم الاجتماعية حيث يسعى الباحث في هذا العلم إلى استخدام المنطق الاقتصادي لحل مشكلات<br />

القطاع الزراعي.‏ وعبارة " المنطق الاقتصادي " تقتضي استخدام أدوات المنهج العلمي.‏ حيث يعتمد هذا البحث على أكثر من طريقة<br />

منهجية للوصول إلى المعلومات والحقائق الاقتصادية الزراعية كاعتماده على المسح الميداني والبحث التاريخي والبحث المقارن،‏ فالبحث<br />

التاريخي يزود الباحث بالمعلومات الموضوعية عن ماضي المشكلة الاقتصادية الزراعية،‏ كما أن هذا النوع من البحوث يتطلب أن يكون<br />

الباحث فطن يستطيع أن يتحرى صدق المعلومات التاريخية عن هذه المشكلة مع إمكانية تطبيق هذه المعلومات في الحالة التي هو بصدد<br />

تشخيصه.‏ لكن البحث التاريخي يبقى ناقصا ً من تشخيص طبيعة المشكلة حاضرا ً،‏ حيث يتم معرفة حاضر المشكلة إلا من خلال المسح<br />

الميداني،‏ إذا من خلال هذا يمكن القول بأن هناك تكامل بين المناهج من أجل المعالجة الدقيقة للمشكلة الاقتصادية الزراعية.‏<br />

من أكثر الطرق المستخدمة في البحث الاقتصادي الزراعي طريقة التجربة القائمة على الفروض والتحليل الذي يعتمد على<br />

الاختبار المنطقي لإمكانية وجود علاقة بين الظواهر الاقتصادية الزراعية،‏ حيث يمكن استنتاج حلول للمشاكل الاقتصادية من<br />

الفروض حيث تسمى هذه الطريقة بالطريقة الاستنباطية حيث تعتمد أساسا ً على القياس المنطقي،‏ إذ يبدأ الباحث بالأحكام الكلية<br />

ويستنتج منها الأحكام الجزئية الخاصة.‏<br />

كما يمكن الاعتماد على طريقة تحليل الظواهر التاريخية في البحث الاقتصادي الزراعي تحليلا ً إحصائيا ً،‏ حيث تجمع بيانات<br />

النشاط الاقتصادي الزراعي خلال فترة محددة ويتم تحليلها لمعرفة اتجاه الظاهرة أو العلاقة بين متغيرين مدروسين أحدهما مؤثر في<br />

الآخر،‏ كدراسة العلاقة بين كمية الأسمدة المستخدمة وكمية مردودية الإنتاج الزراعي مثلا ً،‏ ويعتمد في هذه الطريقة على الاقتصاد<br />

التطبيقي لمعرفة الاتجاهات المستقبلية،‏ فهذه الطريقة هي طريقة استقرائية تنطلق من حقائق حالة معينة خاصة إلى تعميم هذه النتائج<br />

على كافة الحالات المماثلة.‏ فالاقتصاد الزراعي يعتمد على علم الإحصاء في جمع وتنظيم وجدولة وعرض البيانات الإحصائية ذات<br />

الصلة بالظواهر الزراعية بغية تحليلها من خلال الأساليب الإحصائية التي يتيحها علم الإحصاء للوصول منها إلى نتائج وتوصيات<br />

20<br />

تساهم في اتخاذ قرارات منطقية من أجل المساهمة في إنجاح السياسة الزراعية.‏<br />

183


__________________________________________________________________________________<br />

دور التسويق الزراعي في تحسين الأمن الغذائي – مع الإشارة إلى حالة الصناعات الغذائية الجزائرية<br />

– 2<br />

فرع التسويق الزراعي كمساعد لتحسين الأمن الغذائي.‏<br />

إن فرع التسويق الزراعي بالغ الأهمية،‏ فهو فرع بحثي من ضمن الفروع الرئيسية لعلم الاقتصاد الزراعي،‏ كما يعد م بين<br />

أهم مجالات التسويق المعاصر وهذا راجع لأهميته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.‏ حيث يهتم هذا الفرع بالعديد من الجوانب<br />

المتعلقة بالزراعة كالمزارعين والمؤسسات التسويقية لمخرجات هذا القطاع وكذلك المؤسسات التصنيعية التي تعتمد في مدخلاا على<br />

مخرجات القطاع أي مؤسسات الصناعات الغذائية-،‏ سنتطرق في هذا الجزء من البحث أساسا ً التعريف بالتسويق الزراعي وبطبيعة<br />

الحال القيمة المضافة التي يقدمها للاقتصاد الوطني.‏<br />

21<br />

–<br />

1 – 2<br />

التعريف بالتسويق الزراعي.‏<br />

22<br />

-<br />

فرع التسويق الزراعي يهتم بإيصال السلع الزراعية المنتجة من أماكن إنتاجها إلى حيث يكون استهلاكها وهو ذا التعريف<br />

يحوي كافة العمليات المرتبطة بتوصيل المنتجات الزراعية إلى المستهلك النهائي كعمليات إضافة منافع مكانية أو زمنية أو شكلية،‏ فهذا<br />

الفرع لا يقل أهمية عن باقي الفروع التابعة للاقتصاد الزراعي فالتسويق الزراعي عبارة عن مؤثر رئيسي في مردودية المزارع فالكفاءة<br />

التسويقية تسعى إلى تحقيق توازن سوقي أي بين قوى السوق للمحافظة على دخل المزارع من جهة ولتحقيق الرضا السعري بالنسبة<br />

للمستهلك النهائي من جهة أخرى،‏ وهذا لا يتحقق إلا من خلال نظام تسويقي كفؤ وفعال يعمل دائما على تدنئة تكاليفه.‏ سنتطرق<br />

إلى هذا الفرع بشيء من التفصيل لاحقا ً.‏<br />

وبصورة أدق يمكن تعريف التسويق الزراعي على أنه ‏"ذلك النظام المرن الهادف إلى تسهيل تدفق السلع الزراعية والخدمات<br />

المرتبطة ا من أماكن إنتاجها إلى أماكن استهلاكها بالأوضاع والأسعار والنوعيات المناسبة والمقبولة من كافة أطراف العملية<br />

الزراعية"‏ . من هذا التعريف نلاحظ وضوح بعض النقاط الرئيسية التي ندرجها فيما يلي :<br />

أن التسويق الزراعي هو عبارة عن نظام يحتوي على العديد من الأجزاء المتكاملة فيما بينها والمقصود ا إدارة التسويق<br />

الزراعي المكونة من كافة المؤسسات لتطوير وتنفيذ السياسات الزراعية كمؤسسات توزيع المنتجات الزراعية كوسطاء<br />

الجملة والتجزئة-‏ والتعاونيات والمزارع نفسها وغيرها من المؤسسات؛<br />

أن الوظيفة الرئيسية للتسويق الزراعي هي تسهيل عملية تدفق السلع الزراعية وكل الخدمات المرتبطة ا كالصناعات<br />

الغذائية-‏ من المنتج الأول أي المزارع إلى المستهلك النهائي،‏ وتدل عبارة ‏"من أماكن إنتاجها إلى أماكن استهلاكها"‏ على أن<br />

الصناعات الغذائية هي معنية بالدراسة في موضوع التسويق الزراعي؛<br />

يهتم التسويق الزراعي بكل من العرض والطلب الخاص بالمنتجات الزراعية وهذا يتجلى في عبارة " ‏...بالأوضاع والأسعار<br />

والنوعيات المناسبة والمقبولة من كافة أطراف العملية الزراعية "، فحيث أن الأطراف المرتبطة بالعملية الزراعية والتي تتأثر<br />

بأسعار ونوعيات المنتجات الزراعية هم المنتجون وكل الوسطاء في العملية التبادلية وكذلك المستهلكون النهائيون،‏ يمكن<br />

تعريف الطلب على المنتجات الزراعية بالكميات التي يقدر ويرغب المستهلك في شرائها من هذه المنتجات عند مستويات<br />

معينة من الأسعار في فترة زمنية معينة،‏ وبالمثيل فأن عرض هذه المنتجات هو عبارة عن الكميات التي يقدر ويرغب المنتج في<br />

عرضها من هذه المنتجات لقاء مستويات معينة من الأسعار في فترة زمنية معينة.‏<br />

–<br />

–<br />

-<br />

-<br />

من وجهة نظر المؤسسات يعتبر فرع التسويق الزراعي لديها نظام مساعد على تسهيل تدفق المنتجات الزراعية من المنتج إلى<br />

المستهلك النهائي،‏ ففي هذا الشأن يمكن أن نذكر التعريف الذي يقر أن " التسويق الزراعي هو أداء كامل أنشطة المشروع التي تتعلق<br />

23<br />

بتدفق السلع الزراعية والخدمات من مراكز الإنتاج الزراعي إلى المستهلك " . فهذا التعريف يبين مفهوم التسويق الزراعي ولكن على<br />

مستوى المؤسسة،‏ حيث يعتبر بأن التسويق الزراعي هو نشاط يجمع بين الأنشطة الفرعية والجهود التي تتصل بدراسة البيئة المحيطة<br />

184


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

بالمؤسسة كدراسة السوق والاستجابة للطلب القائم والمتوقع،‏ وتوصيل المنتجات أو الخدمات من المنتجين إلى المستهلكين،‏ وذلك بما<br />

ينطوي عليه ذلك من توليد لكافة أشكال المنافع الاقتصادية التبادلية والمكانية والزمنية والشكلية.‏<br />

وهناك بعض المؤلفين من أقر أن التسويق الزراعي هو علم قائم بذاته،‏ من بينهم الأستاذ محمود ياسين في كتابه المعروف<br />

الذي عنوانه التسويق الزراعي<br />

–<br />

المبادئ الاقتصادية لعلم التسويق الزراعي-‏ حيث يقول " أن علم التسويق الزراعي هو مجموعة من<br />

24<br />

العلوم والقوانين والنظريات المتصلة بنقل ملكية السلعة الزراعية والخدمات المرتبطة ا من المنتج إلى المستهلك " . فيشير بتعريفه هذا<br />

أن التسويق الزراعي هو علم قائم بذاته يجمع مجموعة من القوانين والنظريات ويأخذ من العلوم الأخرى كعلم الاقتصاد وعلم<br />

الرياضيات وغيرها،‏ كما يتعلق هذا العلم بالأمور الخاصة بنقل ملكية السلعة الزراعية والخدمات المرتبطة ا من المنتج إلى المستهلك.‏<br />

ويضيف أن هناك قانون في الولايات المتحدة الأمريكية ينص على أن التسويق الزراعي ينحصر في الأعمال التي يقصد ا نقل الإنتاج<br />

أو السلع الاقتصادية من مزرعة المنتج إلى مائدة المستهلك،‏ ويدل هذا صراحة على أن تسويق الصناعات الغذائية التي توضع ختاما ً<br />

على مائدة المستهلك النهائي هي جانب من اهتمامات التسويق الزراعي.‏<br />

حسب التعاريف السابقة يتبن لنا أن التسويق الزراعي هو مؤثر مهم في الاقتصاد،‏ وذلك من خلال المسعى القائم عليه وهو<br />

تحقيق المنافع الاقتصادية التبادلية والمكانية والزمنية والشكلية بالأساس،‏ فهو فرع من اهتمامات القوانين الاقتصادية التي زاد الاهتمام به<br />

25<br />

خصوصا ً في سوق الصناعات الغذائية .<br />

2 – 2<br />

وظائف التسويق الزراعي.‏<br />

يقصد بوظائف التسويق الزراعي اختصارا ً تلك المهام التي تؤدى أثناء انتقال الحاصلات الزراعية من المنتجين إلى المستهلكين،‏<br />

فهي إذا ً مهام رئيسية منوطة بعلم التسويق الزراعي ليعيرها اهتماما ً،‏ وتضم هذه المهام أي الوظائف التسويقية الجهود المبذولة في<br />

سبيل إضافة المنافع المعروفة تسويقيا ً وهي منفعة التملك والمنفعة المكانية والمنفعة الزمنية والشكلية.‏ فالوظيفة التسويقية<br />

هي النشاطات المتخصصة التي تؤدى أثناء القيام بالعملية التسويقية ، فبالنسبة لموضوعنا والمتعلق بالمنتجات<br />

الزراعية يمكن ذكر ثلاث مجموعات من الوظائف التسويقية الرئيسية وهي:‏ الوظائف التسويقية التبادلية<br />

والوظائف التسويقية التسهيلية أو تسمى كذلك بالوظائف التيسيرية<br />

والوظائف التسويقية الفيزيقية<br />

وفي ما يلي عرض موجز لهذه الوظائف.‏<br />

(Exchange<br />

–<br />

26<br />

-<br />

(Physical functions)<br />

–<br />

(Marketing function)<br />

functions)<br />

،(Facilitative functions)<br />

1 – 2 – 2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الوظائف التسويقية التبادلية.‏<br />

إا جميع المهام المتعلقة بنقل ملكية الحاصلات النباتية والمنتجات الحيوانية،‏ والمقصود من هذه المهام وظيفتي الشراء والبيع،‏<br />

حيث تعتبران من الوظائف البالغة الأهمية في اتخاذ القرار المتعلق بعقد التبادل،‏ بالنسبة للمشتري تتمثل هذه المهام في المهارات الشرائية<br />

لتوزيع مصروفاته على مختلف أشكال المواد الغذائية بالطريقة التي تمكنه من تحقيق أكبر قدر ممكن من الإشباع الكلي لرغباته،‏<br />

وباختصار يمكن ذكر بعض الوظائف التسويقية الواجبة الأخذ في الحسبان عند المشتري كما يلي :<br />

تحديد الاحتياجات من المواد الغذائية وهذا مهما كان نوع المشتري من مصن ِع إلى وسيط إلى مستهلك ائي،‏ فمثلا المصن ِع<br />

يعمل على تحديد هذه الاحتياجات من خلال الموازنات التقديرية التي يعدها على أساس جداول الطلب المتنبأ ا؛<br />

التنقيب على مصادر الشراء أي البائعين-‏ والتي تقدم ميزة تنافسية معتبرة كالسعر المنخفض الذي يعتبر أساس القرار<br />

الشرائي بالنسبة للمنتجات الغذائية عند المستهلكين خصوصا في الدول النامية وحتى في الدول المتقدمة إذا علمنا أن هذه<br />

المنتجات الغذائية تتميز بعدم الاختلاف الكبير بين المنتجين ‏(المعيارية)؛<br />

إيجاد التفاوض لإتمام عملية الشراء،‏ وذلك إما بالاتصال الشخصي أو المراسلة أو الهاتف وغيرها من طرف الاتصال،‏ ففي<br />

هذه المرحلة يتم التطرق إلى السعر وتاريخ الاستلام وبعض الخدمات المصاحبة لعملية الشراء كالضمانات والنقل وغيرها؛<br />

185


__________________________________________________________________________________<br />

دور التسويق الزراعي في تحسين الأمن الغذائي – مع الإشارة إلى حالة الصناعات الغذائية الجزائرية<br />

- التبادل الحقيقي ونقل الملكية وهي آخر مرحلة لعملية الشراء.‏<br />

–<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أما بالنسبة للبائع فهي أيضا ً بالغة الأهمية حيث تضم جميع الجهود التي تبذل في سبيل إيجاد الطلب على السلع الزراعية<br />

وكذلك إيجاد المتغيرات الممكن العمل ا كمؤثر في سلوك المستهلك لهذه السلع،‏ كمتغيرات الاتصال ونذكر منها الإعلان الذي يعتبر<br />

وسيلة غير شخصية لحث المستهلك على شراء السلع الزراعية في الأمد القصير،‏ كما نذكر أيضا اختيار منافذ التوزيع لهذه السلع أيضا ً<br />

والمناسبة لجذب المستهلك من خلال تخفيف العناء لديه وجعل السلع متوفرة في المكان والزمان المناسبين.‏ فمن بين المهام التسويقية<br />

الواجبة الأخذ بعين الاعتبار عند البائع نذكر:‏<br />

البحث عن الطلب أي البحث عن المستهلك-‏ على الحاصلات الزراعية؛<br />

حث هذا الطلب على اتخاذ قرار الشراء من خلال الإعلانات مثلا وكل وسائل الترويج؛<br />

استخدام كل مهارات عرض السلع الزراعية والمتاجرة وصولا ً إلى تقديم الشروح المتعلقة بالسلع المباعة؛<br />

الاتفاق على السعر النهائي وكيفيات السداد والخدمات المصاحبة لعملية البيع وختاما ً إتمام الصفقة ونقل الملكية.‏<br />

2 – 2 – 2<br />

الوظائف التسويقية الفيزيقية.‏<br />

-<br />

وهي جميع الوظائف التي دف إلى خلق المنافع المكانية والمنافع الزمنية والشكلية،‏ حيث تتجسد المنفعة المكانية من خلال<br />

وظيفة النقل ، وتتحقق المنفعة الزمنية من خلال مهمة التخزين،‏ أما المنفعة الشكلية فتظهر من خلال تأدية مهمة التجهيز.‏<br />

فالمنفعة المكانية للمستهلك سواء كان وسيط أو ائي تتحقق عندما لا يجد هذا الأخير عناء كبير في عملية شرائه<br />

للمواد الغذائية،‏ فتوفير السلع الغذائية قريبة من المستهلك يسهل عليه عملية الشراء واتخاذ القرار الاستهلاكي من دون البحث المتعب<br />

لهذا المستهلك وهذا في ظل محدودية ميزانيته الوقتية،‏ فبالنسبة لهذا النوع من السلع أي السلع الغذائية تزيد أهمية هذه المنفعة<br />

المكانية لأن الاستهلاك الغذائي ينبغي توفره وتوافره في كل الأماكن التي يتواجد فيها المستهلك.‏ فتحقيق هذه المنفعة المكانية يتحقق<br />

من خلال وظيفة النقل التي تتم من خلال إيصال السلع الغذائية إلى المستهلك في المكان المناسب،‏ كالمحلات القريبة منه والأسواق وهذا<br />

لا يتحقق إلا من خلال التوزيع الواسع النطاق،‏ ومع تزايد عدد المستهلكين الحاليين للمؤسسات أخذ نشاط التوزيع لهذه المؤسسات<br />

بعدا ً مهما ً صار لزاما ً على المؤسسات المنتجة فتح فروع إنتاجية أخرى قريبة من المستهلك فضلا ً عن استخدام شبكات نقل متطورة<br />

وبكل أشكالها البرية والبحرية وحتى الجوية أحيانا ً،‏ رغم أن النقل الجوي يعتبر مكلف للمؤسسات لكنه ملائم في حالة المنتجات<br />

الغذائية سريعة التلف.‏<br />

-<br />

–<br />

–<br />

-<br />

-<br />

أما المنفعة الزمنية فتتحقق من خلال تواجد السلع الغذائية في كل الأزمنة التي يطلبها المستهلك أي متى ما أرادها،‏ فرغم<br />

الموسمية المعروفة في إنتاج المحاصيل الزراعية استطاعت المخازن المكيفة توفير المنتجات الزراعية ولو خارج موسمها،‏ فظهرت حاليا<br />

مؤسسات تضطلع بمهمة التخزين أساسا لهذه المنتجات القابلة للتلف في ظروف غير مهيأة.‏ فالمخازن المبردة أو امدة أصبحت<br />

ضرورية للمنتجات الزراعية كالفواكه والحوم بأنواعها بيضاء أو حمراء وغيرها من الصناعات الغذائية وهذا دوما ً لتحقق المنفعة الزمنية<br />

للمستهلك.‏<br />

يقصد بالتجهيز أو التحضير العملية التي من خلالها يتم إجراء تحويلات على السلع الزراعية من حالتها الخامة إلى صورة أكثر<br />

قابلية للاستهلاك أو التخزين أو النقل،‏ كعمليات التصبير للطماطم الطازجة وجعلها في علب،‏ أو جعل القمح في أكياس أو تحويل<br />

القمح إلى دقيق ومن ثم إلى خبز أو عجائن أخرى أو غيرها من التحويلات تعطي للمستهلك المنفعة الشكلية،‏ فمن مزايا التجهيز<br />

نذكر:‏<br />

تسهيل عملية النقل من خلال عمليات التغليف؛<br />

تسهيل عملية التخزين؛<br />

186


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

إيجاد بعض الاستخدامات الجديدة للمنتجات الزراعية،‏ كاستخلاص بعض الأدوية من جلود الحيوانات؛<br />

جعل بعض المنتجات أقل قابلية للتلف،‏ كعمليات التصبير.‏<br />

3 – 2 –<br />

الوظائف التسويقية التيسيرية أو التسهيلية أو المساندة.‏<br />

-<br />

-<br />

2<br />

-<br />

-<br />

الوظائف التيسيرية أو التسهيلية هي تلك المهام التي تساعد في تنفيذ الوظائف المذكورة آنفا ً أي كل من الوظائف التبادلية<br />

والوظائف الفيزيقية،‏ ومن خلالها يمكن تحقيق كفاءة الأداء التسويقي في المؤسسات المرتبطة بالمنتجات الزراعية.‏ وتتمثل هذه الوظائف<br />

في المهام التالية:‏<br />

التدريج<br />

Grading ويقصد ا عمليات الفرز للمنتجات الزراعية وتقسيمها وفق مواصفات محددة في مجموعات تتجانس فيها<br />

الوحدات ، وتمثل كل مجموعة رتبة معينة تختلف أسعار الوحدات فيها عن أسعار اموعات الأخرى لاختلاف الجودة مثلا ً<br />

بين الرتب أو اموعات؛ فمن المعلوم في القطاع الزراعي أن جودة الوحدات الزراعية قد تختلف حتى في المزرعة الواحدة بل<br />

حتى في الشجرة الواحدة كما قد تختلف الأسماك المصطادة في الشبكة الواحدة؛<br />

التمويل<br />

Finance<br />

-<br />

ويقصد به توفير الأموال اللازمة للقيام بالوظائف التسويقية الضرورية كالنقل والتخزين وغيرها وهذا حتى<br />

وصول المنتجات الزراعية إلى المستهلك النهائي؛<br />

تحمل المخاطر<br />

Risk bearing<br />

-<br />

ويقصد ا تسيير المخاطر والتأهب لكل المخاطر المحتملة الوقوع أثناء إنجاز المهام التسويقية،‏<br />

وهذه المخاطر يمكن إيجازها في مجموعتين أساسيتان،‏ اموعة الأولى هي المخاطر الخارجة عن سيطرة المؤسسات الزراعية<br />

كالأمطار المهلكة للزرع أو الفيضانات أو الرياح وغيرها،‏ ومجموعة ثانية التي يمكن للمؤسسات الزراعية أن تتحكم فيها إلى<br />

حد ما كالتغير في أسعار السوق أو إحجام المستهلك عن الشراء أو ظهور منافس جديد،‏ ‏...إلى غير ذلك؛<br />

المعلومات التسويقية<br />

Marketing information<br />

والتي تتعلق بالبيئة الخارجية للمؤسسة،‏ كرصد الفرص والتهديدات ونقاط<br />

القوة والضعف للمؤسسة،‏ مراقبة المنافسة،‏ البحث في رغبات الزبائن،‏ فالمطلوب من المؤسسات الزراعية أن تجمع وتحلل كل<br />

هذه البيانات من أجل اتخاذ القرارات العقلانية.‏<br />

– 3<br />

الدور الاقتصادي للصناعات الغذائية في الجزائر.‏<br />

تتميز العلاقة بين الزراعة والصناعة بأا تكاملية،‏ فالزراعة تساهم في تصريف السلع الصناعية،‏ حيث يتم تسويق المنتجات<br />

الصناعية إلى القطاع الزراعي مثل المكائن والآلات والأسمدة الكيماوية والمبيدات والمعدات وإنشاء السدود والخزانات وقنوات الري<br />

والمحركات الكهربائية وغيرها،‏ كما تحتاج الصناعة إلى المواد الخام من القطاع الزراعي ومثال ذلك الصناعات الغذائية وصناعة<br />

27<br />

المنسوجات وصناعة الأثاث وصناعة الأدوية . غير أن دراستنا ستهتم بقطاع واحد يعتمد بدرجة كبيرة في مدخلاته على المنتجات<br />

الزراعية وهو قطاع الصناعات الغذائية،‏ والذي قد يساهم في تحسين الأمن الغذائي لأفراد اتمع مما يساهم بشكل وافر في التنمية<br />

الاقتصادية للبلد إذا ما أحكم تكامل هذا القطاع مع قطاع الزراعة.‏<br />

بالنظر إلى التوجه الحديث للمؤسسات نحو سوق الصناعات الغذائية فإن الملفت للانتباه هو سعي المؤسسات الجزائرية<br />

للحصول على موقع معتبر في هذا السوق والتحكم فيه إلى حد ما بما يتيح لها الفرصة للبقاء وتحقيق الأرباح في هذه السوق<br />

28<br />

التنافسية . فعلى المستوى الدولي يلاحظ أن صادرات الدولة الجزائرية من الأغذية والمشروبات في سنة كانت تقدر ب ِ<br />

2008<br />

187


__________________________________________________________________________________<br />

دور التسويق الزراعي في تحسين الأمن الغذائي – مع الإشارة إلى حالة الصناعات الغذائية الجزائرية<br />

مليون 111<br />

هذا الشكل (01).<br />

29<br />

دولار الأمريكي ، وهذا المبلغ يشكل مصدر قلق ويعبر عن تبعية الدولة للدول المستورد منها هذه المنتجات.‏ ويؤكد<br />

1 – 3<br />

واقع التنمية الزراعية في الجزائر.‏<br />

في الدول العربية يلاحظ التفاوت بين معدلي نمو إنتاج واستهلاك الغذاء،‏ الشيء الذي يزيد من اتساع الفجوة الغذائية أي<br />

إضطراد تناقص نسبة الاكتفاء الذاتي بنحو %50، ومن أكثر الدول العربية التي حققت عجزا ً في ميزاا التجاري فيما يخص السلع<br />

الزراعية خلال فترة السبعينات الجزائر والعراق ومصر بعد أن حققت فيما مضى من السنوات فائضا ً طفيف ًا وتشير تقديرات<br />

منظمة الأغذية والزراعة (FAO) موعات السلع الغذائية إلى وجود فجوة في كل من الحبوب والقمح والسكر واللحوم لسنة<br />

‎2010‎م في الوطن العربي حيث قدرت الفجوة في الحبوب ب 60.86 مليون طن<br />

. هذا<br />

30<br />

.<br />

31<br />

والجزائر رغم أا تزخر بأراضي فلاحية معتبرة إلى حد ما،‏ فضلا عن أا تعتمد على القطاع الخاص إذ تشغل ْ الأراضي<br />

الفلاحية التابعة للقطاع الخاص نسبة %34 من المساحة الفلاحية المستعملة،‏ فإا أي الجزائر-‏ تعاني من مشاكل مثل اتسامها<br />

بالتقليدية نتيجة الإنتاج الرأسمالي الزراعي والتصحر بالإضافة إلى ضعف مراقبة استغلالها،‏ وإشكالية ملكية الأراضي،‏ ‏...إلى<br />

آخره<br />

فالمشكلة التي تواجهها الجزائر تتمثل في قضية تسويق المنتجات الزراعية،‏ وعلى سبيل المثال منتج الحليب الذي يعاني من<br />

صعوبة تجميعه من المزارع الريفية المتناثرة في الكثير من الأحيان حسب ما توصلت إليه إحدى الدراسات.‏ بالإضافة إلى تراجع اهتمام<br />

الدولة ببعض المحاصيل الزراعية،‏ إذ كانت البلاد في السبعينات تعتمد على إنتاج الحوامض للحصول على العملة الصعبة صارت تعتمد<br />

على المحروقات . كما أنه إلى غاية سنة ‎1995‎م لم يحض قطاع الصناعات الغذائية بأهمية بالغة خلال المخططات التنموية ما عدا<br />

المخطط الخماسي الأول حيث عرف القطاع أكبر مبلغ من الاستثمارات بالنسبة للصناعات الخفيفة . زد على ذلك الإصلاح<br />

المتضمن منح المزارع حرية تسويق منتجاا الذي أسفر عنه التلاعب بالفواتير للإفلات من دفع المستحقات الضريبية وغيرها من<br />

الظواهر غير المشجعة على التنافسية والتنمية المستدامة<br />

يتمثل مجال النشاط بالنسبة للإنتاج الزراعي حسب المدونة للأنشطة الإنتاجية الملخصة في الديوان الوطني للإحصاء المتعلق<br />

بالفلاحية الغذائية أساسا فيما يلي:‏ إنتاج التبغ والكبريت،‏ الحبوب،‏ صناعة السكر،‏ مشروبات كحولية وغير كحولية،‏ صناعة<br />

الحليب،‏ صناعة تعبئة اللحوم والأسماك والخضر والفواكه،‏ صناعات غير معروفة خارجا ً كالخمائر،‏ وصناعة منتجات مغذية<br />

للحيوانات<br />

كما أن الفترة ‎1999‎م عرفت انتعاش في الإنتاج الفلاحي حيث تصاعد بنسبة %3.86 سنويا ً نتيجة تسجيل<br />

ارتفاع في الانتاج النباتي بنسبة %5.42 وزيادة في الانتاج الحيواني بنسبة . فالملاحظ بصفة عامة انتعاش في هذه الفترة<br />

تسبب فيه الإنتاج النباتي أساسا ً.‏<br />

لكن في السنوات القليلة الماضية يظهر أن الجزائر حققت قيم مضافة في هذا القطاع إذ تحقق تطور في سنة ‎2006‎م ‏(سنة<br />

الأساس ‎2005‎م)‏ قدر ب %10.1 في القيمة المضافة،‏ فقد كان القطاع في المرتبة الرابعة تحقيقا للانتاج الداخلي الخام بعد<br />

المحروقات والخدمات والبنايات والأشغال العمومية<br />

35<br />

–<br />

38<br />

%2.82<br />

:<br />

.<br />

36<br />

.<br />

39<br />

– 1991<br />

34<br />

.<br />

32<br />

–<br />

37<br />

.<br />

33<br />

2 – 3<br />

مساهمة الصناعات الغذائية في الاقتصاد الجزائري تشير التقارير الصادرة عن السلطات الرسمية الجزائرية أن قطاع<br />

الصناعات الغذائية يساهم بشكل فعال في الاقتصاد الوطني،‏ فقد كشف وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية<br />

الاستثمار أن مخط ّط العمل الاستراتيجي لتطوير الصناعات الغذائية في أفق هو محل دراسة ومناقشة،‏ مشيرا إلى أن الصناعات<br />

2014<br />

188


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

40<br />

الغذائية تشغل أكثر من 140 ألف عاملا،‏ أي بنسبة 40 بالمائة من اليد العاملة في قطاع الصناعة على مستوى 17100 مؤسسة .<br />

إن هذا الأمر يبين أن هذا القطاع يساهم بشكل فعال في امتصاص أعداد كبيرة من البطالين في الجزائر،‏ لكن على مستوى التجارة<br />

الخارجية لهذا لقطاع يلاحظ تبعية الجزائر للسوق الدولية،‏ حيث يبين ذات المصدر أن فاتورة الواردات من المنتجات الغذائية فقد<br />

مليار دولار سنة 20<strong>09</strong> في حين أن الصادرات قدرت مليون دولار ، فهذا الفارق الشاسع بين الواردات<br />

والصادرات يبين عجز الجزائر في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الغذائية.‏ ويتبين هذا النقص من خلال المستوى المعيشي لأفراد<br />

هذا البلد حيث يشير تقرير منظمة الأغذية لسنة أن نسبة ناقصي التغذية إلى مجموع السكان بين سنة<br />

و‎2002‎ كانت قدر ب<br />

41<br />

ب 114<br />

2008<br />

2010<br />

والزراعة FAO<br />

. 42 %05<br />

بلغت 5.8<br />

2000<br />

المبين في الجدول (1) والذي يوضح معدل التغطية<br />

وإذا ألقينا نظرة في الميزان التجاري للمنتجات الغذائية لسنة بالنسبة المؤوية للصادرات إلى الواردات فإنه يظهر جليا ً الفجوة الغذائية للكثير من المنتجات الغذائية كمنتجات اللحوم،‏ الحليب<br />

ومشتقاته،‏ بعض الخضر،‏ القهوة والشاي والعقاقير،‏ الزيوت والشحوم،‏ مصبرات الخضر والفواكه،‏ التبغ،‏ ... إلى آخره.‏<br />

من نفس الميزان التجاري يمكن ملاحظة أيضا المساهمة الفعالة لبعض المنتجات الغذائية في قيمة الصادرات الإجمالية،‏ ونخص بالذكر<br />

من قيمة إجمالي الصادرات،‏ يليها في درجة المساهمة منتجات الفواكه طازجة وجافة<br />

مساهمة منتجات المشروبات بنسبة من قيمة إجمالي الصادرات،‏ وهذا حسب ما<br />

من قيمة إجمالي الصادرات،‏ ثم مساهمة منتجات الأسماك بنسبة بنسبة يبينة الشكل<br />

%11.9<br />

% 24.4<br />

%16.1<br />

.(2)<br />

من جهة أخرى يمكن القول أن هناك اهتمام ذه الصناعات الغذائية وجهود رامية إلى إنعاشها من خلال المؤسسات الخاصة<br />

حيث أنه يمكن ملاحظة أن عدد المؤسسات التي تعتني ذه الصناعات هو (15784) مؤسسة بالمقارنة مع إجمالي عدد المؤسسات<br />

الصناعية التي تم بفروع أخرى وهو (52455)، إذا ً فالنسبة تقدر ب وهذا كما يبينه الجدول (2).<br />

.%30.<strong>09</strong><br />

:<br />

خلاصة من خلال هذه الدراسة تبين لنا أن علم الاقتصاد الزراعي يبحث في زيادة الكفاءة في العمليات الزراعية وكل العمليات<br />

المرتبطة بعملية الزراعة لتوفير الغذاء والملبس للإنسان الحاضر دون المساومة في حاجات الأجيال اللاحقة،‏ وأن التسويق الزراعي هو<br />

فرع من فروع علم الاقتصاد الزراعي حيث يهتم بإيصال السلع الزراعية المنتجة من أماكن إنتاجها إلى حيث يكون استهلاكها وهو<br />

ذا يحوي كافة العمليات المرتبطة بتوصيل المنتجات الزراعية إلى المستهلك النهائي كالعمليات التحويلية أي خلق المنفعة الشكلية،‏<br />

فالصناعات الغذائية هي جانب من اهتمام فرع التسويق الزراعي،‏ بالإضافة إلى أن فرع التسويق الزراعي يسعى إلى تحقيق منافع<br />

مكانية و زمنية وحيازية.‏<br />

وقد بينت الدراسة كذلك أن الدولة الجزائرية لها تبعية تامة في العديد من المنتجات الغذائية للدول الخارجية كاللحوم<br />

والحليب والقهوة والشاي والعقاقير والسكر،‏ وهذا يشكل مصدر قلق للبلد،‏ بما أن بعض هذه المنتجات هي أساسية،‏ وبالمقابل للجزائر<br />

ميزة في تصدير بعض المنتجات الغذائية كالمشروبات والفواكه والأسماك،‏ وعليه لابد للسلطات أن تعتني ذين القطاعين من أجل<br />

تحقيق اكتفاء ذاتي لهذه المنتجات الغذائية من جهة وتحقيق فائض في ميزاا التجاري،‏ دون إهمال الاهتمام بباقي الأغذية،‏ كإنتاج<br />

اللحوم خصوصا ً وأن الجزائر لها ميزة في تربية الأنعام في بعض المناطق الداخلية للبلاد.‏<br />

ويتضح لنا أن جهود السلطات الجزائرية رامية إلى بعث قطاع الصناعات الغذائية من خلال توجيه القطاع الخاص إلى<br />

الاستثمار في هذا اال،‏ حيث ساعد هذا في توظيف أعداد كبيرة من الجزائريين إذ أن قطاع الصناعات الغذائية حاليا ً يشغل نسبة<br />

% 40 من اليد العاملة.‏<br />

189


__________________________________________________________________________________<br />

دور التسويق الزراعي في تحسين الأمن الغذائي – مع الإشارة إلى حالة الصناعات الغذائية الجزائرية<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

المنتوج الغذائي<br />

اللحوم<br />

الأسماك<br />

الحليب ومشتقاته<br />

بعض الخضر<br />

فواكه طازجة وجافة<br />

قهوة،‏ شاي وعقاقير<br />

الزيوت والدهون<br />

سكر وحلويات<br />

الشكولاطة<br />

مصبرات الخضر والفواكه<br />

مشروبات<br />

التبغ<br />

المصدر<br />

الجدول (1) : الميزان التجاري الجزائري لبعض المنتجات الغذائية لسنة<br />

الواردات ‏(بالقيمة)‏<br />

.2008<br />

$ 1000<br />

الصادرات ‏(بالقيمة)‏<br />

$ 1000<br />

معدل التغطية بالنسبة المؤوية (%) للصادرات إلى<br />

الواردات<br />

0.00<br />

0<br />

173625<br />

74.74<br />

14927<br />

19972<br />

0.23<br />

2964<br />

1293872<br />

3.29<br />

6292<br />

191322<br />

12.71<br />

20208<br />

159022<br />

0.00<br />

7<br />

328223<br />

1.66<br />

12445<br />

747564<br />

0.37<br />

1640<br />

438630<br />

14.07<br />

6739<br />

47894<br />

1.24<br />

689<br />

55366<br />

111.23<br />

30717<br />

27616<br />

1.26<br />

2500<br />

198007<br />

Source : Revue Commerce Extérieur Agricole, Ministère de l’agriculture et du développement<br />

rural, ALGERIE, 20<strong>09</strong>, p: 18.<br />

الصناعية الفروع<br />

الحديد والصلب<br />

البناء مواد<br />

بلاستيك–‏ مطاط – كيمياء<br />

الغذائية الصناعة<br />

النسيج صناعة<br />

الجلود صناعة<br />

الورق – الفلين – الخشب<br />

مختلفة صناعات<br />

اموع<br />

الجدول (2) : توزيع المؤسسات الصناعية الخاصة على الفروع<br />

2006 الخاصة عام المؤسسات عدد<br />

7906<br />

6369<br />

1967<br />

15270<br />

4019<br />

1558<br />

10300<br />

3297<br />

50686<br />

2007 السداسي الأول الخاصة المؤسس ات<br />

8178<br />

6586<br />

2035<br />

15784<br />

4108<br />

1601<br />

10774<br />

3389<br />

52455<br />

:<br />

قوريش نصيرة،‏ ‏"أبعاد وتوجهات إستراتيجية إنعاش الصناعة في الجزائر"،‏ مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا لجامعة الشلف،‏ العدد<br />

ص،‏ 05<br />

عدد<br />

.89<br />

الشكل (1) :<br />

تطور التبادلات الخارجية للمنتجات الزراعية بين<br />

2006<br />

و‎2008‎م.‏<br />

Source : Revue Commerce Extérieur Agricole, Ministère de l’agriculture et du développement rural, ALGERIE,<br />

190


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

20<strong>09</strong>, p: 03.<br />

(2) : الشكل<br />

الحصة النسبية لأهم المنتجات الغذائية المصدرة خلال سنة<br />

.2008<br />

Source: Revue Commerce Extérieur Agricole, Ministère de l’agriculture et du développement rural, ALGERIE, 20<strong>09</strong>,<br />

p: 20.<br />

1<br />

الإحالات والمراجع :<br />

عبد الوهاب مطر الداهري،‏ " أسس ومبادئ الاقتصاد الزراعي "، مطبعة العالي،‏ بغداد<br />

،1969 ص .31<br />

2<br />

جميلة لرقام،‏ " مساهمة الزراعة في التنمية الاقتصادية وتحقيق الأمن الغذائي "، رسالة ماجستير<br />

-<br />

فرع التخطيط،‏ جامعة الجزائر<br />

،1997 ص .02<br />

3<br />

علي خالفي،‏ " الزراعة وأزمة الغذاء في الدول العربية "، أطروحة دكتوراه دولة في العلوم الاقتصادية،‏ جامعة الجزائر<br />

،1999 ص .02<br />

4<br />

محمد عبيدات،‏ " التسويق الزراعي "، دار وائل للنشر،‏ عمان<br />

،2000 ص .17<br />

5<br />

محمود ياسين،‏ " الاقتصاد الزراعي<br />

–<br />

إدارة المزارع – التسويق-‏ "، مديرية الكتب الجامعية،‏ دمشق<br />

،1977 ص .149- 147<br />

6<br />

سوران وفيق العاني،‏ " علم الاقتصاد الزراعي "، دار أسامة للنشر والتوزيع،‏ عمان<br />

،2005 ص .07<br />

7<br />

علي جدوع الشرفات،‏ " مبادئ الاقتصاد الزراعي "، المكتبة الوطنية،‏ عمان<br />

2006، ص‎05‎‏.‏<br />

8<br />

عبد القادر رزيق المخادمي،‏ "<br />

الأزمة الغذائية العالمية<br />

–<br />

تبعات العولمة الاقتصادية والتكامل الدولي<br />

"، دار الفجر للنشر والتوزيع،‏ القاهرة<br />

،20<strong>09</strong><br />

ص‎144‎‏.‏<br />

9<br />

سوران وفيق العاني،‏ مرجع سابق،‏ ص<br />

.07<br />

10<br />

أحمد شكري الريماوي،‏ " اقتصاديات الأراضي واستعمالاا "، الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات،‏ القاهرة<br />

،2008 ص .168<br />

11 Nicolas Habert, Les marchés à terme agricole, ellipses, Paris, 2002, p11.<br />

12<br />

السيد محمد السريتي،‏ " الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية "، دار الجامعة الجديدة للنشر،‏ الإسكندرية<br />

نوفمبر<br />

،2000 ص .07<br />

،20<strong>09</strong> 18-16 ص‎05‎ . ، 150 الد الأول،‏ ،" العدد<br />

14<br />

" نوال نعمة،‏<br />

الأمن الغذائي والتنمية<br />

،"<br />

الغذائي الأمن حول العالمي القمة مؤتمر والزراعة،‏ " تقرير الأغذية منظمة مع بالتعاون المستدامة للتنمية الدولي المعهد 13<br />

منتدى السياسات الزراعية،‏ ، دمشق<br />

29<br />

جانفي 2004، ص‎01‎‏.‏<br />

15 Mahar Mangahas, The relevance of poverty measurement to food security policy, journal of Philippine<br />

development, number twenty volume 11, no 2, 1984, p 191.<br />

16 Siddig A. Salih, Food security in east and southern africa, Nordic Journal of African Studies<br />

13(1), 1994, p 04.<br />

17<br />

- ،2007 ص‎15‎‏.‏<br />

"، مجلة<br />

مبروكي الطاهر،‏ "<br />

دور القطاع الفلاحي في تحقيق الأمن الغذائي في الوطن العربي<br />

،"<br />

،<br />

الباحث،‏ عدد 05، جامعة ورقلة<br />

الجزائر<br />

01 العدد ‎24‎الد والقانونية،‏ الاقتصادية للعلوم دمشق جامعة الدولية مجلة الاقتصادية المتغيرات ضوء المحتملة في وتغيراته العربي الغذائي الأمن الدروبي،‏ " واقع ثابت رانية 18<br />

ص،‏<br />

. 288 2008 سوريا دمشق-‏<br />

19<br />

سوران وفيق العاني،‏ مرجع سابق،‏ ص<br />

.13<br />

20<br />

علي يوسف خليفة،‏ " الإحصاء الاقتصادي الزراعي<br />

-<br />

بين النظرية والتطبيق-‏ "، منشأة المعارف،‏ الإسكندرية<br />

،2000 ص .01<br />

21<br />

محمد عبيدات،‏ " التسويق الزراعي "، دار وائل للنشر،‏ عمان<br />

.18 ص،‏ 2005<br />

22<br />

المرجع السابق،‏ ص<br />

.18<br />

191


__________________________________________________________________________________<br />

دور التسويق الزراعي في تحسين الأمن الغذائي – مع الإشارة إلى حالة الصناعات الغذائية الجزائرية<br />

23<br />

عاكف الزعبي،‏ " مبادئ التسويق الزراعي "، دار الحامد للنشر والتوزيع ‏،عمان<br />

.18 ص،‏ 2006<br />

24<br />

محمود<br />

الاقتصاد الزراعي<br />

المبادئ الاقتصادية لعلم التسويق الزراعي-‏ "، مطبعة الإنشاء،‏ دمشق 1981، ص<br />

.07<br />

ياسين،‏ " –<br />

25 Klaus Grunert, Agricultural marketing and consumer behavior in a changing world, Kluwer<br />

academic publishers, united states of America, p 03.<br />

26<br />

،1995 ص .49<br />

27<br />

صبحي محمد اسماعيل ومحمد الحمد القنيبط،‏ " التسويق الزراعي "، دار المريخ للنشر،‏ الرياض<br />

خلف بن سليمان بن صالح النمرى،‏ " دور الزراعة في تحريك التنمية الصناعية "، مؤسسة شباب الجامعة،‏ الإسكندرية<br />

1999، ص‎05‎‏.‏<br />

28<br />

حكيم بناولة،‏ " إستراتيجية توزيع المنتجات الغذائية والسيطرة على الأسواق<br />

جامعة البليدة<br />

–<br />

دراسة حالة مؤسسة سيدي الكبير<br />

- رسالة ماجستير "،<br />

،2006 ص .<strong>09</strong><br />

29<br />

صندوق النقد العربي،‏ " النشرة الاحصائية للدول العربية<br />

،" سنة ،2010 ص .16<br />

30<br />

31<br />

32<br />

محمد علي الفرا،‏ مشكلة إنتاج الغذاء في الوطن العربي،‏ علم المعرفة،‏ الكويت،‏ 1979، ص ص 208-206.<br />

صلاح وزان،‏ تنمية الزراعة العربية،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بيروت،‏ 1998، ص 36.<br />

فرع التسويق،‏<br />

حسن لول،‏ القطاع التقليدي والتناقضات الهيكلية في الزراعة بالجزائر،‏ الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،‏ الجزائر،‏ 1976، ص 361.<br />

33 Rapport sur l’état et l’avenir de l’environnement, ministère de l’aménagement du territoire et de<br />

l’environnement, 2005, l’Algérie, pp 54-55.<br />

34<br />

–<br />

35<br />

زويتر الطاهر،‏ إشكالية التشغيل في الزراعية<br />

فوزي عبد الرزاق،‏ الصناعات الغذائية وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية<br />

دراسة حالة الجزائر،‏ رسالة ماجستير،‏ جامعة الجزائر،‏ 1997، ص 1.<br />

‏–دراسة حالة الجزائر من<br />

‎1967‎إلى<br />

1995-، رسالة ماجستير<br />

فرع -<br />

التخطيط،‏ جامعة الجزائر،‏ 1999، ص 132.<br />

36<br />

زبيري رابح،‏ الإصلاحات في قطاع الزراعة بالجزائر وآثارها على تطوره،‏ أطروحة دكتوراه دولة،‏ جامعة الجزائر،‏ 1996، ص 279.<br />

37 Collection études sectorielles maghrébines, les industries agro-alimentaire dans les pays du<br />

maghreb, RMBEE, TUNISIE, 1998, p 98.<br />

. الديوان الوطني للاحصائيات،‏ متوفر على الخط،‏ تاريخ الاطلاع:‏ 38 http://www.ons.dz/them_sta.htm. 06/03/2011 17h<strong>09</strong><br />

39 Rapport sur la situation du secteur agricole, Ministère de l’Agriculture et du Développement<br />

Rural, ALGERIE, 2006, p06.<br />

ألف جزائري يشتغلون في الصناعات الغذائية "، جريدة أخبار اليوم الجزائرية،‏ الأحد فبراير 2011، يمكن الإطلاع على الموقع:‏ 140 هند ف،‏ " 40<br />

www.akhbarelyoum-dz.com<br />

20<br />

41<br />

42<br />

نفس المرجع السابق.‏<br />

تقرير منظمة الأغذية والزراعية،‏ ‏"حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم<br />

،" روما ،2010 ص .51<br />

192


بعق<br />

________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الأمن الغذائي في المغرب العربي<br />

الطاهر مبروكي،‏ جامعة ورقلة - الجزائر<br />

mebrouki.tahar@gmail.com<br />

الملخص :<br />

عانت دول المغرب العربي من الاستعمار الأوروبي شأا في ذلك شأن أغلب دول العالم الثالث،‏ وبعد رحيل المستعمر ترك اقتصاديات هذه الدول<br />

ضعيفا ومنهكا من جراء الحروب التي خاضتها من اجل التحرر،‏ ولم يسلم من هذا الدمار القطاع ألفلاحي الذي كان القاعدة الخلفية التي تمد المستعمر<br />

الأوروبي بما يحتاجه من المواد الغذائية ؛ يعتبر العجز الغذائي السمة الواضحة في جميع دول الإتحاد ألمغاربي وخاصة المواد شائعة الاستهلاك والتي يمكن إنتاجها<br />

محليا لو توفرت الظروف الملائمة ومن أهم هذه المواد الحبوب بجميع أنواعها والبقوليات والسكر والزيوت واللحوم البيضاء والحمراء.‏<br />

: الكلمة المفتاح<br />

الأمن الغذائي،‏ الفلاحة في دول الاتحاد ألمغاربي،‏ القطاع الزراعي.‏<br />

-<br />

-<br />

تمهيد : ورثت دول المغرب العربي<br />

استقلالها في النصف الثاني من القرن العشرين من المستعمر قاعدة اقتصادية لم تكن لتلبي<br />

طموحات شعوب هذه البلدان بسبب ما لحق ا من دمار جراء حروب التحرير،‏ ويمكن وصف القطاع الزراعي الموروث بالمتخلف<br />

والتقليدي كبقية القطاعات الأخرى ؛ وترتب على هذا المناخ السائد ظهور محاصيل متنوعة ومختلفة من فصل إلى آخر ومن دولة إلى<br />

أخرى،‏ وبالنظر إلى الإمكانيات المالية الهائلة وخاصة بعد اكتشاف البترول فإنه ينبغي أن يكون للقطاع ألفلاحي نصيبا من الاستثمار<br />

الضخمة في إطار عملية التنمية،‏ ولتحقيق معدلات نمو مرغوبة ومعدلات إنتاجية مقبولة لابد من التوسع الأفقي والعمودي لدفع عملية<br />

التنمية الفلاحية إلى الأمام والتي أصبحت أكثر من ضرورة وخاصة بعد أزمة الغذاء العالمي حتى لا يستعمل الغذاء كسلاح يهدد<br />

استقلالها وأمنها.‏<br />

سنتناول في هذا المقال النقاط التالية :<br />

دور القطاع ألفلاحي في التنمية؛ - دعائم ومقومات إستراتيجية التنمية الفلاحية؛<br />

الإنتاج ألفلاحي في المغرب العربي؛ - التجارة الفلاحية لدول المغرب العربي.‏<br />

1<br />

1-1<br />

: دور القطاع ألفلاحي في التنمية<br />

–<br />

:<br />

: أهداف إستراتيجية التنمية عرف الدكتور مصطفى الجبلي إستراتيجية التنمية الزراعية بأا التخطيط بعيد المدى الذي<br />

يتضمن تحقيق أهداف إستراتيجية من خلال مسار استراتيجي والأهداف الإستراتيجية تتركز في نقطتين أولهما تحقيق الاكتفاء الذاتي<br />

1<br />

الغذائي وثانيهما حسن استغلال الموارد المتاحة بما يحقق تعظيم العائد منها-‏ .<br />

إن إستراتيجية التنمية في القطاع ألفلاحي ضرورة ملحة وذلك من اجل تلبية حاجة السكان المتزايدة من المواد الغذائية من ناحية<br />

والقضاء على التبعية الغذائية من ناحية أخرى وهي القاعدة الأساسية للتكامل ألمغاربي من جهة ثالثة،‏ ولتحقيق الأهداف المرجوة منها<br />

لابد من معرفة وتحديد المقومات والدعائم الأساسية لهذه الإستراتيجية.‏<br />

193


___________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الأمن الغذائي في المغرب العربي<br />

للقطاع ألفلاحي أهمية كبيرة في الوطن العربي وذلك لما يتميز به من خصائص تؤهله لأن يكون القطاع الرائد في عملية التنمية<br />

الشاملة والتي تنشدها جميع الدول العربية وغيرها من الدول،‏ وهذا من أجل تحقيق الأمن الغذائي والذي أصبح سلاح تستعمله الدول<br />

المتقدمة ضد الدول التي لا تملك قوت يومها كلما دعت الضرورة وهذا من اجل زعزعة الاستقرار والأمن الداخلي.‏<br />

دف إستراتيجية تنمية القطاع ألفلاحي في دول المغرب العربي إلى تحقيق تنمية شاملة وذلك من خلال تحقيق الأهداف<br />

2<br />

التالية :<br />

– 1<br />

- 2<br />

تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الأساسية وذلك بتحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي الغذائي في الإطار المحلي،‏<br />

والتخفيف من التبعية الغذائية ومن العجز الغذائي الذي يتوقع أن يستمر ويتفاقم في حال استمرار الأداء الضعيف للقطاع الفلاحي.‏<br />

التخلص من الازدواجية التنموية في القطاع ألفلاحي وتحقيق التسويق والتعاون في مجالات الإنتاج والبحث العلمي والتطوير<br />

التقني،‏ وتوفير قاعدة بيانات شاملة وموثقة وحديثة لبلدان الإتحاد.‏<br />

- 3<br />

- 4<br />

التخفيف من الخلل الكبير الناجم عن تشتت الموارد الطبيعية والبشرية والمالية وسوء توزيعها بين دول الإتحاد عن طريق تسهيل<br />

حركة العمالة والكفاءات ورؤوس الأموال والسلع والمنتجات،‏ مما يسمح بتهيئة الظروف الموضوعية لتحقيق مبدأ التخصص الأمثل<br />

للموارد ومبدأ جمع عوامل الإنتاج في توليفات قومية كبيرة ومبدأ تحقيق وفرات الإنتاج الكبيرة والسوق الكبيرة بما يعود بالفائدة على<br />

كافة الأطراف.‏<br />

مواجهة التطورات والتحديات العالمية الجديدة والمتوقعة مستقبلا في مجال اقتصاد السوق وتحرير التجارة حيث يصبح التكتل<br />

الاقتصادي ألمغاربي العربي مطلبا لتقوية الموقف التفاوضي مع الدول والتكتلات الاقتصادية الأخرى وخاصة الإتحاد الأوروبي.‏<br />

- 5<br />

وضع وتنفيذ خطط وبرامج مشتركة لحصر ومسح وتصنيف ورصد الموارد الطبيعية الفلاحية والاستغلال والإنتاج<br />

المشترك.‏ مع تحقيق التوليف الأمثل للموارد البشرية والمالية والطبيعية لتحقيق تنمية فلاحيه شاملة.‏<br />

والعمل<br />

- 6<br />

الفلاحية.‏<br />

إقامة مشروعات مشتركة على المستوى الإقليمي<br />

في البحث والتطوير التقني والنظر مثلا في إقامة بنك<br />

مغاربي للمعلومات<br />

- 7<br />

وضع وتنفيذ مشروعات لإقامة أو تقوية أو استكمال البنيات التحتية الأساسية اللازمة للتنمية الفلاحية.‏ مع وضع خطط وبرامج<br />

لتقوية وتنشيط وتسهيل التجارة البينية المغاربية وتنسيق التجارة مع الخارج.‏<br />

2-1<br />

: خصائص ومميزات إستراتيجية التنمية الفلاحية : يمكن تلخيص الخصائص والمميزات التي يتصف ا القطاع ألفلاحي في<br />

بلدان الإتحاد المغاربي في التالي :<br />

-<br />

-<br />

رغم ظهور قطاع النفط إلا أن قطاع الفلاحة مازال القطاع الأكثر مساهمة في الناتج الوطني رغم تناقص الأهمية نسبيا.‏<br />

ما زال القطاع ألفلاحي يوظف نسبة كبيرة من اليد العاملة.‏<br />

وتملك دول المغرب العربي بصفة عامة العديد من الدعائم الأساسية اللازمة لتحقيق إستراتيجية التنمية في هذا القطاع،‏ حيث<br />

الموارد المالية الهائلة المتأتية من عوائد النفط في كل من ليبيا والجزائر،‏ زيادة على المساحات الشاسعة من الأراضي القابلة للاستصلاح<br />

194


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الزراعي والمسنودة بموارد مائية كبيرة سطحية وجوفية كون هذه الدول تطل جميعها على البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي وخاصة<br />

بعد التقدم التكنولوجي في تحلية المياه المالحة أو في تلك الدول التي تقع معظم أراضيها في الصحراء والتي تزخر بالمياه الجوفية.‏<br />

2<br />

كما تشمل هذه الدول على موارد بشرية كبيرة متواجدة في الأرياف ‏-بصفة خاصة-‏ من الممكن أن تشكل منها عمالة<br />

مؤهلة للسوق المحلية والخارجية.‏ لما لها من الخصائص ذات الكفاءات العلمية والتقنية المتخصصة وخاصة خريجي الجامعات والمعاهد<br />

الفلاحية ومراكز التكوين المهني في أغلب دول المغرب العربي.‏<br />

: د عائم ومقومات إستراتيجية التنمية الفلاحية<br />

نظرا للخصائص والمميزات التي يتصف ا القطاع ألفلاحي في دول المغرب العربي والتي تشكل بحد ذاا دعائم أساسية للتنمية<br />

ونظرا لأهميتها من أجل إحداث إستراتيجية تنموية فلاحيه في الوطن العربي نتعرض لبعضها في الآتي<br />

:<br />

: 1-2 الموارد<br />

الأرضية الزراعية<br />

:<br />

وتتركز المساحات المزروعة بصورة أساسية في المناطق الشمالية المحيطة بجنوب حوض البحر الأبيض<br />

المتوسط حيث تطل جميع دول المغرب العربي على البحر الأبيض المتوسط وتمتد سواحلها بمئات الكيلومترات باستثناء موريتانيا التي تطل<br />

على المحيط الأطلسي والذي ساعدها على تلبية حاجاا من الأسماك وتصدير الفائض منه نحو أوروبا.‏<br />

: 2-2<br />

: الموارد المائية<br />

(1) حجم<br />

مخزون المياه الجوفية لسنة<br />

بصورة ائية وهو يختلف<br />

الجوفية سنويا ً بحوالي 42<br />

يقدر إجمالي المخزون من المياه الجوفية العذبة،‏ وفقا ً للبيانات المتاحة،‏ حوالي 7734<br />

2000 في<br />

: 3-2<br />

القوى العاملة في الزراعة<br />

الإتحاد ألمغاربي في سنة<br />

:<br />

3<br />

مليار م ، ويوضح الجدول<br />

العالم العربي وحصة دول الإتحاد المغاربي منها،‏ علما ً أن معدل تجدده السنوي غير محدد<br />

كثيرا ً من طبقة مائية إلى أخرى ومن إقليم إلى آخر كما تقدره الإحصائيات،‏ حيث يقدر حجم مياه التغذية<br />

3<br />

مليار م ، ويتركز حوالي 40.5 في المائة منها في إقليم المغرب العربي كما هو مبين في الجدول (2).<br />

ب 2005<br />

ونميز بين تلك العاملة في الريف وكما هو مبين في الجدول (3) يقدر عدد السكان الإجمالي لدول<br />

81.344<br />

الإجمالي،‏ فإن عدد سكان الريفيين وصل إلى<br />

القوى<br />

مليون نسمة منهم<br />

63<br />

مليون نسمة في الجزائر والمغرب وهي نسبة تفوق<br />

77<br />

30.842<br />

مليون نسمة في نفس السنة وهم يشكلون أكثر من<br />

37<br />

بحوالي 87<br />

بالمائة من<br />

بالمائة وهي نسبة كبيرة<br />

حيث يقدر عدد السكان الزراعيين في الدول العربية في عام 2003 مليون نسمة أي حوالي ثلثي سكان الريف وحوالي 31<br />

في المائة من إجمالي السكان بالمقارنة مع 33 في المائة عام 2000. ويعود هذا التراجع إلى استمرار الهجرة من الريف إلى المدن.‏ وتقدر<br />

العاملة الزراعية في عام 2003<br />

بحوالي 33<br />

مليون عامل أي حوالي‎29.5‎<br />

في المائة من إجمالي القوى العاملة في القطاعات<br />

الاقتصادية الأخرى مقارنة بحوالي 35 في المائة عام 1995. ويرجع سبب الانخفاض إلى تدني مستوى الأجور في القطاع الزراعي،‏<br />

وارتفاع مستوى البطالة المقنعة نتيجة للطبيعة الموسمية للإنتاج الزراعي،‏ وانتشار الزراعة المطرية على حوالي ثلاثة أرباع مساحة الأراضي<br />

الزراعية حيث يتسم الإنتاج الزراعي فيها بالتذبذب و الانخفاض.‏<br />

أما عن القوى العاملة الزراعية<br />

فإذا كان عدد القوى العاملة الكلية لدول الإتحاد ألمغاربي-‏ الجدول (4) في سنة<br />

2005<br />

27<br />

7.254<br />

مليون نسمة منهم<br />

21<br />

مليون نسمة في الجزائر والمغرب وهي نسبة تفوق<br />

مليون نسمة في نفس السنة وهم يشكلون أكثر من<br />

موريتانيا حيث أنه من بين<br />

سنة<br />

77<br />

26<br />

636<br />

ألف نسمة كقوى عاملة كلية نجد أنه يوجد<br />

بالمائة<br />

هو<br />

فإن عدد القوى العاملة الزراعية وصل إلى<br />

بالمائة وهي نسبة كبيرة والسبب هو ارتفاع نسبة العمالة الزراعية في<br />

340<br />

2005<br />

وكذلك الحال بالنسبة للمملكة المغربية حيث تعتبر من أعلى النسب في العالم فمن بين<br />

ألف نسمة يعملون في القطاع الزراعي وهذا في<br />

11<br />

مليون كقوى عاملة كلية<br />

195


___________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الأمن الغذائي في المغرب العربي<br />

نجد ما يقارب 5<br />

الزراعة ضئيلة حيث من بين<br />

النسبة من 10 بالمائة.‏<br />

مليون يعملون في القطاع الزراعي في نفس السنة أي ما يقارب<br />

50<br />

2<br />

مليون كقوى عاملة نجد<br />

91<br />

ألف فقط وهي نسبة أقل من<br />

5<br />

3<br />

: الإنتاج ألفلاحي في المغرب العربي<br />

9.5<br />

بالمائة بينما في ليبيا نجد أن القوى العاملة في<br />

بالمائة بينما في الجزائر وتونس تقترب<br />

يساهم الإنتاج الزراعي لدول المغرب العربي مساهمة بسيطة جدا في الناتج المحلي الإجمالي وذلك نظرا لما تزخر به المنطقة من موارد<br />

بترولية ضخمة إذ لا تتعدى نسبة بالمائة وهي تتناقص سنة بعد أخرى وهذا ما بينه وما من شك فإن زيادة التصنيع<br />

قد ساهم في هذه التنقلات والتوزيعات السكانية القطاعية وتكمن أهم دوافع الهجرة إلى حد كبير في ضعف القطاع الزراعي والريفي<br />

الجدول (5)<br />

:<br />

:<br />

1-3<br />

عموما ً،‏ والتخلف النسبي لمستوى الخدمات في الريف،‏ وفي جاذبية المدينة من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.‏ وتعتبر الهجرة<br />

الريفية في الدول العربية من حيث سياقها الزمني مبكرة نوعا ً ما،‏ إذ سبقت فترة التصنيع.‏<br />

2007<br />

الإنتاج النباتي وتدل تقديرات الإنتاج الزراعي لعام 2006 و أن إنتاج معظم محاصيل الحبوب قد سجل انخفاضا ً<br />

بالمقارنة مع العام السابق،‏ إذ سجل إنتاج القمح انخفاضا ً بنسبة % 14.7 نظرا ً لتراجع مستوى الغلة بنسبة % 11.5 والمساحة<br />

المحصولية بنسبة%‏ 3.7<br />

.<br />

وقد انحصر ذلك الانخفاض في عدد من الدول العربية المنتجة للقمح مثل المغرب وسورية وتونس.‏ أما<br />

انخفض إنتاج الشعير بنسبة % 46 نظرا ً لانخفاض الغلة بنسب % 42.5 كان معظمه في سورية.‏ وسجلت المحاصيل المطرية<br />

الأخرى تطورات متباينة،‏ وشهدت المحاصيل المروية تطورات متباينة خلال عام 2004 بالمقارنة مع العام السابق،‏ إذ سجلت المحاصيل<br />

السكرية زيادة بلغت%‏ ‎3.9‎نظرا ً لتحسن الغلة بنسبة %، 2.6 وبالمقابل حقق إنتاج الخضار والفواكه زيادة بنسبة<br />

4 و‎7‎ %<br />

%<br />

و 6.4<br />

:<br />

على التوالي نظرا ً لتحسن الغلة بنسبة 28.6 نسب التغير في الإنتاج الزراعي والمساحة المحصولية ومتوسط الغلة موعة<br />

المحاصيل الرئيسية في الدول العربية خلال عام 2004 بالمقارنة مع عام 2003.<br />

: 2-3<br />

الإنتاج الحيواني تتسم نظم تربية الثروة الحيوانية في الدول العربية بالتنوع والتفاوت،‏ إذ يتركز نظام تربية المواشي في عدد<br />

من الدول المغاربية على الرعي المتنقل البدوي وشبه البدوي والبدوي التجاري.‏ ويكتنف هذا النظام صعوبة مراقبة وحصر وتقييم تلك<br />

الثروة ورعايتها،‏ بالإضافة إلى تعرضها إلى الإجهاد والمرض وانخفاض معدلات نموها في ظل الظروف المناخية والبيئية الصعبة<br />

السائدة.‏ إذ أن المراعي الطبيعية هي ملكية عامة،‏ ويعتريها الإهمال وسوء الاستغلال كالرعي المبكر والحمولة الزائدة وغياب الدورة<br />

الرعوية.‏ وينتشر في الدول العربية على نطاق واسع تربية الدواجن والحيوانات في الحيازات الزراعية الصغيرة تعتبر تربية المواشي وفقا ً<br />

لنظام الإنتاج الكبير المتخصص والمكثف والحديث محدودة الانتشار.‏<br />

ولقد زادت،‏ بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة،‏ تربية الدواجن وحققت نتائج ايجابية من أهمها مساهمتها بشكل فعال في<br />

التخفيف من العجز في المنتجات الغذائية الحيوانية.‏ وتمتاز تربية الدواجن بعدم تأثرها بالعوامل والتقلبات المناخية،‏ وبمرونتها من حيث<br />

المكان،‏ وبإمكاناا التقنية المتطورة،‏ واستفادا من مزايا الإنتاج الكبير،‏ وقدرا على<br />

بأسعار منخفضة ً نسبيا.‏<br />

تخفيض تكاليف الإنتاج وعلى تقديم منتجاا<br />

إلا أن ما يؤخذ عليها اعتمادها الكبير على التقنيات والمدخلات المستوردة من الدول الأجنبية،‏ فضلا ً عن أن<br />

تربية الدواجن الكثيفة،‏ القريبة من المدن،‏ قد تكون مصدرا ً لتلوث البيئة.‏<br />

وفي مجال تطوير الثروة الحيوانية،‏ تنتهج الدول العربية أسلوبين لذلك،‏ يعتمد الأول منها على التوسع الأفقي أي زيادة العدد بينما<br />

يركز الثاني على التوسع العمودي أي زيادة الإنتاج الحيواني من اللحم واللبن والصوف أو البيض.‏<br />

أعداد الحيوانات.‏<br />

وكان محصله تلك الجهود زيادة<br />

196


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

: 3-3<br />

الإنتاج السمكي<br />

:<br />

تشكل الثروة السمكية ركنا ً أساسيا ً في الموارد الزراعية المغاربية وعنصرا ً هاما ً في مقومات تحقيق الأمن<br />

الغذائي،‏ إذ أن تكاليف الحصول على البروتين الحيواني من الأسماك تعد منخفضة مقارنة مع المصادر الأخرى في غالبية هذه الدول التي<br />

لا تمتلك ثروة حيوانية كبيرة وليس لديها قدرة نسبية على إنتاج اللحوم.‏ وتتنوع مصادر الثروة السمكية في الدول المغاربية،‏ فهنالك<br />

المصادر البحرية التي تمتد على السواحل،‏ والمصادر غير البحرية والتي تتمثل في المسطحات المائية الداخلية كالأار والبحيرات وااري<br />

الداخلية والمزارع السمكية.‏ إذ ْ كان يقدر الإنتاج السمكي في الدول العربية عام 2004<br />

بحوالي 3.4<br />

بحوالي 2.0<br />

1.899<br />

مليون طن أي بانخفاض يقدر<br />

في المائة بالمقارنة مع العام السابق فإن حصة دول المغرب العربي انخفضت من 1.872 مليون طن سنة 2004 إلى<br />

عما كانت عليه في سنة<br />

.2003<br />

4<br />

1-4<br />

ويمثل هذا الإنتاج حوالي أكثر من نصف الإنتاج لجميع الدول العربية والذي يمثل ثلث<br />

تقديرات كمية المخزون السمكي العربي وحوالي نصف الإمكانات الإنتاجية للدول العربية.‏ أنظر الجدول (7).<br />

وتعتبر الموارد السمكية أحد الميادين التنموية الهامة،‏ ويمكن تعظيم الاستفادة من هذه الثروة من خلال رفع كفاءة المصائد<br />

الطبيعية والمستزرعة،‏ ورفع كفاءة الكوادر العاملة،‏ وتقديم الدعم الفني والمالي اللازم لتنمية الإنتاج السمكي في المياه العذبة،‏ ووضع<br />

خطط العمل للمحافظة على سلامة الموارد السمكية وتعزيز التعاون بين الدول المغاربية للاستفادة من الإمكانات المتاحة،‏ وتشجيع<br />

البحوث التطبيقية المشتركة في مجال اختيار وتوطين التقنيات الملائمة للظروف البيئية لإدخال أصناف سمكية ذات إنتاجية مرتفعة.‏<br />

: التجارة الفلاحية لدول المغرب العربي<br />

نظرا للعدد الكبير للدول العربية ولتباعدها عن بعضها البعض واورا لدول أخرى غير عربية وكذلك لاختلاف سياساا<br />

الاقتصادية من جهة رابعة نجد أن حجم التبادلات التجارية فيما بينها وخاصة في الميدان ألفلاحي ضعيف ومع هذا فهو في تنامي<br />

مستمر وهذا ما يؤكده تطور الميزان التجاري العربي الخاص بالميدان الزراعي.‏<br />

: تطور الصادرات الفلاحية في المغرب العربي<br />

:<br />

كما يبينه الجدول (8) رغم نمو الصادرات الفلاحية في جميع دول الإتحاد إلا<br />

إا تتفاوت تفاوتا ملحوظا جدا،‏ حيث تعتبر المملكة المغربية أكبر دول الإتحاد تصديرا حيث قامت بتصدير ما قيمته<br />

دولار أمريكي من المنتجات الغذائية وهذا في سنة<br />

2.6<br />

2007<br />

تليها تونس بما مقداره<br />

1.2<br />

53<br />

ألف دولار وليبيا 3 ألاف دولار.‏<br />

مليون<br />

مليون بينما لم تصدر الجزائر سوى ما قيمته<br />

: 2-4 تطور<br />

الواردات الزراعية في المغرب العربي<br />

:<br />

التسعينات حيث بلغت قيمة الواردات من السلع الغذائية الرئيسية خلال سنة<br />

لقد عرفت الواردات الغذائية تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة من عقد<br />

19.4 حوالي 1999<br />

3<br />

مليار دولار .<br />

مليار دولار بعدما كانت في<br />

السنة السابقة لها أكثر من 20 ويعزى التراجع إلى عدة أسباب منها ترشيد الاستهلاك وتشجيع القطاع ألفلاحي<br />

وتحسين نظم التسويق حيث تراجعت قيمة واردات الحبوب وحدها من مليون دولار في سنة إلى مليون دولار<br />

كمتوسط للسنوات<br />

8.4<br />

2004<br />

8.6<br />

2001- 1997<br />

كما هو مبين في الجدول<br />

(9)<br />

3-4<br />

: تطور الميزان التجاري ألفلاحي في الوطن العربي<br />

:<br />

أدناه.‏<br />

يعتبر الميزان التجاري عموما احد أهم المؤشرات الاقتصادية لأنه يمثل<br />

الحصيلة النهائية للعملية الاقتصادية فهو يوضح مكان القوة والضعف في الأداء الاقتصادي العام وأما الميزان التجاري ألفلاحي فهو من<br />

الأهمية بمكان لارتباطه بالقضية الحيوية وهي الأمن الغذائي إذ يبين مدى اعتماد الاقتصاد على الذات في إنتاج الغذاء أو اعتماده على<br />

197


___________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الأمن الغذائي في المغرب العربي<br />

الخارج.‏ ويعاني الميزان التجاري ألفلاحي في الوطن العربي من العجز الدائم والمستمر رغم الإصلاحات التي تظهر من حين لآخر في<br />

معظم الدول العربية إذ أن الصادرات لا تشكل سوى الربع من الواردات كما هو مبين في الجدول<br />

(10)<br />

: 4-4 تطورالفجوة :<br />

أدناه.‏<br />

الغذائية المغاربية يمكن تعريف الأمن الغذائي على أنه قدرة اتمع على توفير الغذاء المناسب للمواطنين في<br />

المدى البعيد والقريب كما ونوعا وبالأسعار التي تتناسب مع دخولهم كما يمكن تعريفه على أنه وضع ينشأ عندما تتاح لجميع الناس<br />

4<br />

وفي جميع الأوقات الفرص المادية والاجتماعية والاقتصادية للحصول على ما يكفي من أغذية آمنة ومغذية تلبي احتياجام وأفضليام<br />

5<br />

الغذائية لممارسة حياة نشطة وصحية . أما الاكتفاء الذاتي فهو سد الحاجات الغذائية عن طريق إنتاجها محليا,‏ وأما درجة الاكتفاء<br />

6<br />

الذاتي فهي تقيس نسبة الإنتاج المحلي إلى المتاح للاستهلاك الكلي سواء تم إنتاجه محليا أو تم استيراده من خارج الوطن.‏ ويسمى عدم<br />

الاكتفاء الذاتي عندما يزيد المتاح للاستهلاك عن الإنتاج المحلي ويسمى أيضا العجز الغذائي أو الفجوة الغذائية وهو الظاهرة التي ميزت<br />

الاقتصاد في جميع دول المغرب العربي منذ الاستقلال إلى يومنا هذا رغم الإصلاحات التي أجريت في الميدان الفلاحي والتي كانت<br />

دف جميعها إلى التقليل من الفجوة الغذائية ونظرا لموقعها الجغرافي الشبه صحراوي فإن الإنتاجية الزراعية في الجزائر تعتبر من أضعف<br />

الإنتاجيات في العالم فعلى سبيل المثال بلغت مردودية الحبوب قي سنة 1993 في الجزائر<br />

في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية<br />

6.81<br />

42.91 و 65.13<br />

ببعض الدول العربية كالسعودية ومصر إذ بلغت عند كل منهما 44.11<br />

قنطار للهكتار الواحد بينما كانت<br />

على التوالي وفي نفس السنة وهي إنتاجية ضعيفة جدا حتى إذا ما قورنت<br />

و 59.95<br />

قنطار للهكتار الواحد على التوالي.‏<br />

لقد كانت محصلة القصور في التنمية الزراعية المغاربية وجود عجز متفاقم في الغذاء بلغ مستويات مرتفعة نوعا ً ما في بعض<br />

السلع الغذائية الأساسية في مقدمتها الحبوب والقمح إذ بلغت نسبة الاعتماد على استيرادها من الخارج حوالي‎55‎<br />

التوالي،‏ وأثر ذلك سلبا ً على الأمن الغذائي،‏ وزيادة قيمة الفجوة الغذائية التي بلغت قيمتها عام<br />

و 58<br />

‎2003‎حوالي 14.6<br />

في المائة على<br />

مليار دولار أي<br />

بانخفاض طفيف بلغ 0.9 في المائة بالمقارنة مع عام ، 2002 ويعود هذا إلى انخفاض أسعار بعض السلع الغذائية في الأسواق العالمية،‏<br />

: 5-4<br />

الاكتفاء الذاتي الغذائي<br />

:<br />

أدى التفاوت بين الطلب على السلع الزراعية والإنتاج الزراعي منها إلى انخفاض مستويات<br />

الاكتفاء الذاتي لعدد من السلع الغذائية في مقدمتها الحبوب والدقيق،‏ إذ انخفضت نسبة الاكتفاء الذاتي لمعظم دول الاتحاد كما هو<br />

مبين في الجدول (11).<br />

الخلاصة :<br />

رغم الإمكانيات المادية والبشرية التي يحوزها الإتحاد ألمغاربي في الميدان ألفلاحي إلا أنه يعاني من عجز كبير في توفير<br />

الغذاء الصحي لمواطنيه الذين يفوق عددهم ال ْ<br />

80<br />

مليون نسمة ويتفاقم هذا العجز في المواد الأساسية وذات الاستهلاك الواسع مثل<br />

الزيوت بأنواعها والسكريات إلى جانب الحبوب بجميع أنواعها وخاصة القمح والدقيق والذي يكلف الخزائن العمومية الكثير من<br />

العملات الصعبة .<br />

ورغم تميز الدول المغاربية وتباين التضاريس المناخية والبيئية فيها حيث المناطق الجبلية والهضاب والنجود والسهول والمناطق<br />

المنخفضة والبوادي والصحارى.‏<br />

وينعكس هذا التنوع في وجود المناخ المعتدل مع الحار والممطر مع الجاف،‏ والمطر الشتوي والمطر<br />

الصيفي المداري.‏ ويساهم هذا التنوع المناخي في تنوع الأقاليم حيث أقاليم الغابات والبساتين وأقاليم الزراعات الكثيفة والواسعة<br />

والهامشية،‏ والمراعي الطبيعية وتقدر مساحة الأراضي المتصحرة في الدول العربية عام 2003 بحوالي مليون كيلو متر مربع وهي<br />

تمثل حوالي‎60‎<br />

صحراوي المناخ.‏<br />

3.7<br />

في المائة من المساحة الإجمالية لدول الإتحاد حيث تعتبر كل من الجزائر وليبيا من أكبر الدول العربية مساحة أغلبها<br />

198


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

وما من شك فإن ظاهرة الهجرة الريفية نحو المدن بسبب السياسات التصنيعية في معظم الدول العربية وخاصة التي تملك موارد مالية<br />

هائلة من عوائد النفط قد ساهم في هذه التنقلات والتوزيعات السكانية القطاعية وتكمن أهم دوافع الهجرة إلى حد كبير في ضعف<br />

القطاع الزراعي والريفي عموما ً،‏ والتخلف النسبي لمستوى الخدمات في الريف،‏ وفي جاذبية المدينة من الجوانب الاجتماعية<br />

والاقتصادية و الثقافية.‏ وتعتبر الهجرة الريفية في الدول المغاربية من حيث سياقها الزمني مبكرة نوعا ً ما،‏ إذ سبقت فترة التصنيع الكافي،‏<br />

كما أا تجري بتسارع وحجم كبيرين يتجاوزان بوضوح فرص العمل المتاحة في القطاعات الاقتصادية الأخرى المستقبلة،‏ وتتجاوز<br />

إمكانات الاستيعاب المحدودة للمدن المغاربية بوضعها الراهن.‏ ويضاف إلى كل هذه العوامل السالفة الذكر ضعف الاستثمارات المادية<br />

والبشرية في الميدان ألفلاحي نتيجة ضعف المردودية وعدم وجود إستراتيجية واضحة للنهوض ذا القطاع إذ أن هذه البرامج تسهم<br />

في توفير فرص العمل المنتج في القطاع الزراعي،‏ واستغلال الموارد المتاحة،‏ كما أن تطبيق سياسات سعريه واستثمارية مشجعة في<br />

الريف وتطوير البنية الأساسية،‏ وتوفير المرافق والخدمات الأساسية من شأا أن تعمل على تثبيت سكان الريف والتقليل من هجرم.‏<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

الجزائر<br />

ليبيا<br />

المغرب<br />

تونس<br />

موريتانيا<br />

الجدول (1) حجم مخزون المياه الجوفية لسنة 2000 في العالم العربي وحصة دول الإتحاد المغاربي<br />

كمية<br />

الهطول<br />

السنوي<br />

متوسط<br />

الهطول<br />

السنوي<br />

المساحة ألف كلم مربع،‏ الكمية مليار م.‏ مربع<br />

أقل من ‎100‎ملم<br />

المساحة<br />

الكمية<br />

من 300-100<br />

67.9<br />

2041.3<br />

81<br />

192.5<br />

المساحة<br />

150.6<br />

ملم<br />

الكمية<br />

30.1<br />

أكثر من 300 ملم<br />

المساحة<br />

189.8<br />

الكمية<br />

94.5<br />

4.4<br />

86.7<br />

24.1<br />

54.5<br />

10.8<br />

142<br />

39.9<br />

169.5<br />

16.2<br />

34.1<br />

11.6<br />

73.5<br />

89.7<br />

173.6<br />

58.3<br />

384.6<br />

28.4<br />

29.2<br />

4.1<br />

29.2<br />

1675<br />

395.3<br />

57.3<br />

476.6<br />

28<br />

211<br />

243<br />

153<br />

49<br />

150<br />

39.8<br />

157.2<br />

المصدر:‏ المنظمة العربية للتنمية لزراعية-قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية في الوطن العربي عام 2004<br />

الجدول (2) حجم مخزون المياه الجوفية لسنة 2000 في العالم العربي وحصة دول المغرب العربي.ً‏<br />

وحدة القياس : مليار متر مكعب<br />

حوض النيل<br />

المغرب العربي<br />

شبه الجزيرة<br />

العربية<br />

المشرق العربي<br />

اموع<br />

المخزون<br />

6439<br />

النسبة<br />

83.2<br />

المخزون<br />

المتجدد<br />

11<br />

النسبة<br />

26.2<br />

المتاح<br />

للاستهلاك<br />

9<br />

النسبة<br />

25.7<br />

42.9<br />

14.3<br />

17.1<br />

100<br />

15<br />

5<br />

6<br />

35<br />

40.5<br />

11.9<br />

21.4<br />

100<br />

17<br />

5<br />

9<br />

42<br />

11.9<br />

4.7<br />

0.2<br />

100<br />

920<br />

362<br />

13<br />

7734<br />

المصدر : التقرير الاقتصادي العربي الموحد رقم 6 المنظمة العربية للتنمية الزراعية .<br />

الجدول (3) يبين عدد السكان الكلي وعدد السكان الريفيين لدول المغرب العربي لسنوات 2007-2005.<br />

الجزائر<br />

ليبيا<br />

المغرب<br />

تونس<br />

موريتانيا<br />

اموع<br />

2005<br />

عدد السكان الكلي<br />

2005<br />

2007<br />

2006<br />

عدد السكان الريفيين<br />

2006<br />

الوحدة القياسية ‏:ألف نسمة<br />

2007<br />

13584.00<br />

747.04<br />

13437<br />

3585.91<br />

1639.03<br />

32993.02<br />

13320.77<br />

747.04<br />

13427<br />

3550.73<br />

1660.85<br />

32706.39<br />

13158.92<br />

751.02<br />

13417<br />

3515.90<br />

1543.38<br />

30842.32<br />

34400<br />

5778.85<br />

30841<br />

10275.95<br />

3035.72<br />

84331.52<br />

33722.97<br />

5673.03<br />

30506<br />

10152.79<br />

2915.85<br />

82970.64<br />

33158<br />

5077.33<br />

30172<br />

10031.10<br />

2905.73<br />

81344.16<br />

المصدر<br />

المنظمة العربية للتنمية الزراعية<br />

الكتاب السنوي سنة 2008 الد رقم 28.<br />

199


___________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الأمن الغذائي في المغرب العربي<br />

200<br />

7<br />

362<br />

6<br />

143<br />

4<br />

892<br />

3<br />

362<br />

6<br />

356<br />

الجدول (4) يبين عدد القوى العاملة الكلي وعدد العمالة الزراعية لدول المغرب العربي لسنوات 2007-2005.<br />

عدد القوى العاملة الكلية<br />

وحدة القياس : ألف نسمة<br />

2007<br />

2220.1<br />

2<br />

86.83<br />

4626<br />

608.47<br />

330<br />

7871.4<br />

2<br />

2007<br />

696,46<br />

271,73<br />

11,56<br />

118,92<br />

2,04<br />

44,17<br />

11,29<br />

83,45<br />

28,72<br />

155,72<br />

عدد القوى العاملة الزراعية<br />

2006<br />

16<strong>09</strong>.53<br />

88.89<br />

4630<br />

585.81<br />

330<br />

7244.23<br />

2005<br />

1381<br />

91<br />

4858<br />

584<br />

340<br />

7254<br />

2007<br />

9968.91<br />

1639.08<br />

12338<br />

3738.57<br />

634.9<br />

28319.46<br />

2006<br />

9730.95<br />

1845.0<br />

11275<br />

3596.59<br />

638.15<br />

27058.69<br />

2005<br />

9493<br />

2076.80<br />

11459<br />

3450<br />

636.14<br />

27114.95<br />

الجزائر<br />

ليبيا<br />

المغرب<br />

تونس<br />

موريتانيا<br />

اموع<br />

المصدر<br />

المنظمة العربية للتنمية الزراعية<br />

الجدول (5) : يبين إنتاجية العمالة الزراعية في دول الإتحاد المغربي من سنة 2007-2005.<br />

الناتج الإجمالي<br />

الكتاب السنوي سنة 2008 الد رقم 28.<br />

وحدة القياس : ألف نسمة<br />

الناتج الزراعي<br />

2006<br />

3411<br />

1254<br />

9150<br />

3411<br />

417<br />

2005<br />

3152<br />

1105<br />

7067<br />

3152<br />

397<br />

2007<br />

127497<br />

70005<br />

65173<br />

31349<br />

2572<br />

2006<br />

116600<br />

55227<br />

65405<br />

31712<br />

2741<br />

2005<br />

102800<br />

45395<br />

58956<br />

29026<br />

1853<br />

الجزائر<br />

ليبيا<br />

المغرب<br />

تونس<br />

موريتاني<br />

ا<br />

الجدول<br />

المصدر<br />

المنظمة العربية للتنمية الزراعية<br />

الكتاب السنوي سنة 2008 الد رقم 28.<br />

يبين المتاح للاستهلاك من المواد الغذائية لدول المغرب العربي لسنتي 2007-2006<br />

وحدة القياس : مليون دولار أمريكي<br />

: (6)<br />

الجزائر<br />

ليبيا<br />

المغرب<br />

تون س<br />

موريتانيا<br />

2006<br />

696,46<br />

271,73<br />

11,56<br />

118,92<br />

2,04<br />

44,17<br />

11,29<br />

83,45<br />

28,72<br />

155,72<br />

2007<br />

5063,6<br />

5<br />

3085,1<br />

5<br />

615,58<br />

17,71<br />

1322,2<br />

5<br />

441,07<br />

119,83<br />

2723,2<br />

7<br />

944,96<br />

359,77<br />

2006<br />

4206,2<br />

0<br />

2608,6<br />

6<br />

588,29<br />

18,04<br />

973,52<br />

386,02<br />

89,36<br />

2535,6<br />

3<br />

988,01<br />

364,29<br />

2007<br />

6836,6<br />

8<br />

5161,9<br />

6<br />

1777,7<br />

8<br />

35,68<br />

13<strong>09</strong>,8<br />

0<br />

1550,8<br />

5<br />

338,60<br />

4192,1<br />

5<br />

4613,3<br />

0<br />

1122,0<br />

1<br />

2006<br />

12663,0<br />

1<br />

8040,76<br />

1777,17<br />

35,68<br />

2736,80<br />

1579,10<br />

346,97<br />

4605,75<br />

2560,69<br />

982,41<br />

2007<br />

1861,2<br />

7<br />

1142,5<br />

7<br />

316,82<br />

119,10<br />

168,46<br />

292,27<br />

13,37<br />

1231,7<br />

6<br />

443,40<br />

189,94<br />

2006<br />

1935,2<br />

7<br />

1142,5<br />

7<br />

316,82<br />

119,10<br />

168,46<br />

302,27<br />

13,37<br />

1231,7<br />

6<br />

437,40<br />

189,94<br />

2007<br />

10686,2<br />

1<br />

6944,64<br />

2284,53<br />

71,35<br />

1243,48<br />

1708,13<br />

240,88<br />

5536,93<br />

2491,02<br />

1121,86<br />

2006<br />

11280,4<br />

6<br />

7505,02<br />

2196,62<br />

67,28<br />

1379,74<br />

2280,45<br />

206,02<br />

4025,02<br />

3031,65<br />

977,80<br />

مجموعة<br />

الحبوب<br />

‏(جملة)‏<br />

القمح والدقيق<br />

الذرة الشامية<br />

الأرز<br />

الشعير<br />

البطاطس<br />

البقوليات<br />

جملة الخضر<br />

جملة الفاكهة<br />

السكر(مكرر)‏<br />

200


تيسن<br />

________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الجزائر<br />

ليبيا<br />

المغرب<br />

تونس<br />

موريتانيا<br />

.../...<br />

2007<br />

2006<br />

2007<br />

2006<br />

2007<br />

2006<br />

2007<br />

2006<br />

2007<br />

2006<br />

17,17<br />

16,90<br />

248,33<br />

330,63<br />

817,11<br />

687,39<br />

222,32<br />

222,32<br />

650,02<br />

الزيوت والشحوم 710,77<br />

148,15<br />

148,15<br />

2<strong>09</strong>,90<br />

208,82<br />

645,36<br />

647,47<br />

281,71<br />

281,71<br />

392,69<br />

جملة اللحوم 394,22<br />

138,56<br />

138,56<br />

121,50<br />

122,52<br />

305,08<br />

307,19<br />

188,13<br />

188,13<br />

274,00<br />

لحوم حمراء 275,52<br />

9,59<br />

9,59<br />

88,40<br />

86,30<br />

340,28<br />

340,28<br />

93,58<br />

93,58<br />

118,69<br />

لحوم بيضاء 118,70<br />

500,19<br />

541,63<br />

115,<strong>09</strong><br />

127,83<br />

402,23<br />

505,81<br />

34,85<br />

54,07<br />

173,11<br />

الأسماك 176,50<br />

3,75<br />

3,75<br />

79,66<br />

73,73<br />

165,03<br />

140,03<br />

65,25<br />

51,85<br />

196,77<br />

البيض 180,33<br />

613,27<br />

613,27<br />

964,<strong>09</strong><br />

983,88<br />

2004,84<br />

2069,17<br />

873,92<br />

873,92<br />

4506,01<br />

الألبان ومنتجاا 4385,81<br />

المصدر<br />

المنظمة العربية للتنمية الزراعية<br />

الكتاب السنوي سنة 2008 الد رقم 28.<br />

يبين الإنتاج السمكي في دول المغرب العربي بين 2007 - 2000<br />

وحدة القياس : ألف طن<br />

الجدول (7) :<br />

2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000<br />

157.76 157.31 139.83 102.1 101.6 103.8 102.3 102.3<br />

20.00 39.22 46.00 46.8 50.8 46 46 44<br />

785.20 881.16 1024.45 999.1 1007.7 960.1 1114.5 914.3<br />

105.10 110.90 108.70 96.3 96.3 94.8 96.8 95.6<br />

684.86 642.86 642.86 628.5 642.7 672.6 642.3 544.9<br />

1752.92 1831.45 1961.84 1872.8 1899.1 1846.9 2001.9 1701.1<br />

الجزائر<br />

ليبيا<br />

المغرب<br />

تونس<br />

موريتانيا<br />

اموع<br />

المصدر:‏ المنظمة العربية للتنمية لزراعية-قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية في الوطن العربي عام 2004 و‎2008‎<br />

الجدول (8) : يبين تطور قيمة الصادرات لدول الإتحاد المغاربية بين سنتي 2002- 2007 .<br />

وحدة القياس : ألف دولار أمريكي<br />

الدول ة 2007 2006 2005 2004 2003 2002<br />

الجزائر - 19.76 - 43.95 53.95 54.97<br />

ليبيا - - - 7.8 3.72 3.72<br />

المغرب - - - 2065.62 2610.04 3414.11<br />

تونس 1247.15 1217.68 785.18 11867.00 9780.9 27275.25<br />

موريتانيا - - - 356.69 281.65 132.66<br />

المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة 2005<br />

و سنة 2008.<br />

الجدول (9) يبين تطور قيمة الواردات لدول المغرب العربي من سنة 2002 إلى سنة<br />

2007. وحدة القياس : ألف دولار أمريكي<br />

الدولة 2007 2006 2005 2004 2003 2002<br />

الجزائر 4403.56 3476.77 3300.24 28602.24 86881.31 107561.8<br />

ليبيا 1982.95 1382.95 1388.98<br />

المغرب 2595.93 1524.13 1645.34<br />

تونس 1531.30 1038.41 773.03 10488.58 7834.8 2569.48<br />

موريتانيا 178.33 178.34 143.77<br />

المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة<br />

وسنة<br />

الجدول (10) : يمثل الميزان التجاري من المواد الغذائية لدول<br />

المغرب العربي لسنتي 2007-2005.<br />

وحدة القياس : مليون دولار أمريكي<br />

الدول ة 2007 2006 2005<br />

الجزائر 4349.61 3421.8 3256.29<br />

ليبيا 1379.23 1379.23 1381.18<br />

المغرب * 420.29 1889.98 * 14.11 *<br />

تونس * 12.13 179.27 * 284.15<br />

موريتانيا * 212.92 45.68 * 103.32<br />

المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة<br />

* تدل على الفائض في الميزان التجاري<br />

2005 و سنة 2008.<br />

.2008<br />

2005<br />

201


___________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الأمن الغذائي في المغرب العربي<br />

الجزائر<br />

ليبيا<br />

يمثل نسب الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية لدول المغرب العربي لسنتي 2007-2006. الوحدة القياسية : مليون دولار أمريكي<br />

المغرب<br />

تونس<br />

موريتانيا<br />

الجدول (11)<br />

2007<br />

2006<br />

2007<br />

2006<br />

2007<br />

2006<br />

2007<br />

2006<br />

2007<br />

2006<br />

17,44<br />

17,44<br />

39,33<br />

38,70<br />

39,65<br />

72,86<br />

14,86<br />

18,12<br />

33,71<br />

مجموعة الحبوب ‏(جملة)‏ 35,62<br />

0,26<br />

0,26<br />

46,76<br />

47,94<br />

30,80<br />

78,68<br />

9,10<br />

9,10<br />

33,39<br />

القمح والدقيق 35,82<br />

91,96<br />

91,96<br />

-<br />

-<br />

16,76<br />

16,73<br />

0,97<br />

0,97<br />

0,07<br />

الذرة الشامية 0,11<br />

72,32<br />

72,32<br />

-<br />

-<br />

95,29<br />

95,29<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الأرز<br />

53,43<br />

53,43<br />

40,47<br />

36,37<br />

58,02<br />

92,63<br />

59,36<br />

59,36<br />

95,43<br />

الشعير 89,57<br />

56,26<br />

56,26<br />

79,35<br />

94,55<br />

100,59<br />

99,37<br />

99,22<br />

99,25<br />

88,22<br />

البطاطس 95,64<br />

88,49<br />

88,49<br />

76,78<br />

63,34<br />

90,28<br />

95,71<br />

59,<strong>09</strong><br />

59,<strong>09</strong><br />

20,79<br />

جملة البقوليات 21,39<br />

68,90<br />

68,90<br />

100,87<br />

102,07<br />

118,81<br />

114,88<br />

97,42<br />

97,42<br />

99,77<br />

جملة الخضر 99,26<br />

83,57<br />

83,57<br />

105,55<br />

104,69<br />

1<strong>09</strong>,98<br />

121,27<br />

87,05<br />

86,88<br />

88,96<br />

جملة الفاكهة 92,07<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

36,90<br />

38,30<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

السكر(مكرر)‏<br />

1,86<br />

0,30<br />

92,34<br />

77,19<br />

32,79<br />

19,99<br />

24,38<br />

24,38<br />

5,10<br />

جملة الزيوت والشحوم 7,07<br />

98,18<br />

98,18<br />

193,57<br />

195,13<br />

98,32<br />

98,00<br />

92,71<br />

92,71<br />

83,47<br />

جملة اللحوم 83,15<br />

99,99<br />

99,99<br />

96,40<br />

95,59<br />

96,55<br />

95,89<br />

89,12<br />

89,12<br />

76,31<br />

لحوم حمراء 75,89<br />

71,95<br />

71,95<br />

97,17<br />

99,54<br />

99,92<br />

99,92<br />

99,91<br />

99,91<br />

100,01<br />

لحوم بيضاء 100,00<br />

128,52<br />

118,69<br />

91,32<br />

86,76<br />

195,21<br />

174,21<br />

57,39<br />

72,54<br />

91,13<br />

89,13<br />

الأسماك<br />

70,40<br />

70,40<br />

99,17<br />

99,76<br />

99,98<br />

99,98<br />

91,95<br />

89,87<br />

99,45<br />

98,98<br />

البيض<br />

80,88<br />

80,88<br />

104,35<br />

99,50<br />

82,80<br />

75,92<br />

35,47<br />

35,47<br />

41,08<br />

الألبان ومنتجاا 40,44<br />

الجملة المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة 2008.<br />

الإحالات والمراجع :<br />

عزاوي اعمر إستراتيجية التنمية الزراعية في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية وواقع زراعة نخيل التمور في الجزائر,‏ أطروحة دكتوراه جامعة الجزائر سنة<br />

نواصري مختار واقع وأبعاد التنمية الفلاحية في الوطن العربي ودورها في تحقيق الأمن الغذائي ‏,مذكرة ماجستير في العلوم الاقتصادية ‏,جامعة الجزائر,‏ سنة<br />

عمان 1999، ص 16.<br />

1<br />

. 2005<br />

2003/2002 ص‎102‎‏.‏<br />

3<br />

المصدر:‏ نواصري مختار،‏ مرجع سابق ذكره,‏ ص 159.<br />

محمد رفيق أمين حمدان،‏ الأمن الغذائي-نظرية ونظام وتطبيق-‏ دار وائل للنشر،‏<br />

منظمة الأغذية والزراعة.‏ حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم سنة 2000, ص 26<br />

لذلك تحسب بالعلاقة التالية :<br />

درجة الاكتفاء الذاتي=‏ ‏(الإنتاج المحلي/المتاح للاستهلاك)‏ *100<br />

لذلك فهي تقيس درجة الاعتماد على الذات وعندما تساوي % 100 نقول أنه تحقق الاكتفاء الذاتي ويحدث هذا عندما يتساوى الإنتاج المحلي مع المتاح<br />

للاستهلاك<br />

الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة 2005 و‎2008‎<br />

الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي التقرير السنوي 2007 و‎2008‎<br />

2<br />

4<br />

5<br />

*<br />

7<br />

8<br />

.<br />

202


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص في التنمية الوطنية في الجزائر<br />

خميس خليل،‏ جامعة<br />

ورقلة-‏ الجزائر<br />

kh.kheliel@gmail.com<br />

26 :<br />

ملخص :<br />

بعد سلسلة الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الحكومات الجزائرية المتعاقبة،‏ انطلاقا من إعادة الهيكلة إلى استقلالية المؤسسات حتى توجت في<br />

الأخير بالأمرية رقم ‎95‎‎22‎‏،‏ المؤرخة في أوت‎1995‎‏.‏ المحددة للمجالات الاقتصادية،‏ والتي عزمت الدولة التخلي عنها لصالح القطاع الخاص كليا<br />

أو جزئيا.‏ وبذلك منحت القطاع الخاص المزيد من الفرص للمساهمة في عملية التنمية كهدف وطني.‏ وفي هذا برزت مساهمات القطاع الخاص بصورة مميزة<br />

في بعض القطاعات مثل النقل والتجارة واالات الخدماتية،...إلخ.‏ وبعض القطاعات الأخرى لم تظهر هذه المساهمات بشكل جلي،‏ وظلت محدودة،‏ كوا<br />

تمثل القطاعات السيادية للدولة،‏ كالمحروقات،‏ والتعليم،...إلخ.‏ لذا تناولنا دراسة هذا الموضوع بشكل وصفي لإبراز أهم المساهمات للقطاع العام والخاص.‏<br />

الكلمات المفتاح : التنمية الاقتصادية،‏ الاقتصاد الجزائري،‏ الإصلاحات الاقتصادية،‏ القطاع العام،‏ القطاع الخاص.‏<br />

تمهيد :<br />

التنمية أولا :<br />

:<br />

تعد التنمية هدفا أسياسيا تسعى جميع الدول والحكومات إلى تحقيقها،‏ وذلك لما تكتسيه من أهمية بالغة في التأثير على الحياة<br />

السياسية والاجتماعية والاقتصادية منها بصفة خاصة.‏ ووفقا لهذه الأهمية كانت التنمية ولا تزال الشغل الشاغل للعديد من المفكرين<br />

من اقتصاديين واجتماعيين،‏ وكذلك رجال السياسة في تبني الأساليب والمناهج اللائقة والمؤدية إلى التجسيد الفعلي لأهداف التنمية.‏<br />

ويرجع الاهتمام المتزايد لموضوع التنمية إلى حجم الهوة الإنمائية بين الدول المتقدمة والمتخلفة والتي نتج عنها سياسة الهيمنة<br />

والتبعية التي فرضتها الدول المتقدمة على حساب الدول المتخلفة،‏ مما جعل هذه الأخيرة تسعى إلى تحقيق تنمية تضمن لها استقرارا<br />

اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.‏<br />

لعملية التنمية أكثر من بعد،‏ وتتداخل هذه الأبعاد فيما بينها وتتكامل بحيث تحقق لنا الأهداف التي تجسد التنمية الشاملة.‏<br />

1<br />

الحاصل<br />

1. التنمية الاجتماعية تتجسد التنمية الاجتماعية في الوفاق الاجتماعي وذا الشكل فهي ترادف اصطلاح الرعاية<br />

2 لأفراد اتمع وبالتالي<br />

الاجتماعية بالمعنى الضيق لمفهوم الرعاية أي أا تمثل جانبا واحدا من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة<br />

للمجتمع.‏ ومنه يمكن القول أن التنمية الاجتماعية هي عملية تغيير اجتماعي يلحق بالبناء الاجتماعي ووظائفه دف إشباع<br />

الحاجيات الاجتماعية للفرد،‏ بحيث تشمل من ناحية تغيير الأوضاع الاجتماعية القديمة التي لم تعد تساير الأنماط الجديدة للحياة<br />

المعاصرة،‏ ومن ناحية أخرى إقامة بناء اجتماعي جديد منبعث من البناء الاجتماعي القديم تنجر عنه علاقات وقيم جديدة تحقق<br />

للأفراد أكبر قدر ممكن من إشباع حاجام<br />

،<br />

.<br />

3<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

2. التنمية الاقتصادية عملية نقل الاقتصاد الوطني من حالة التخلف إلى حالة التقدم،‏ أي الانتقال من الوضع الاجتماعي المتخلف<br />

إلى الوضع الاجتماعي المتقدم . 4 فيما يرى لها البعض على أا عملية يزداد فيها الدخل الوطني الحقيقي للنظام الاقتصادي السائد خلال<br />

فترة زمنية محدودة . 5<br />

بينما عرفها ‏(جيرار ديميار)‏ خبير الأمم المتحدة،‏ على أا عملية يرتفع بموجبها الدخل الوطني الحقيقي خلال فترة من الزمن مرفوقة<br />

باستمرارية حركية عملية . 6<br />

مقابل هذا التميز بين التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية حاول بعض الباحثين وضع تعريف شامل للتنمية ببعديها<br />

7<br />

الاجتماعي والاقتصادي فهي<br />

تعبر عن زيادة حجم الإنتاج الوطني.‏<br />

تعبر عن عملية ذاتية قبل كل شيء مقوماا موجودة في داخل الكيان ذاته.‏<br />

ليست ذات طريقة واحدة أو في اتجاه واحد إنما ذات شمولية للكيان كله.‏<br />

تعمل على إزالة كل المعوقات المالية والتقنية والبشرية والمهنية التي تحقق لنا الأمن بكل معانيه ومنه إخفاء الفجوة بين البلدان<br />

المتقدمة والمتخلفة والشغل والغذاء<br />

والصحة...‏ الخ . 8<br />

- 203 -


_______________________________________________________________________________________________________________<br />

مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص في التنمية الوطنية في الجزائر<br />

وفي هذا فإن التفاعل والتكامل بين التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية يحقق لنا التنمية الوطنية والشاملة ثم المستدامة.‏<br />

3. التنمية الوطنية<br />

:<br />

:<br />

:<br />

بمجتمعاا . 9<br />

التنمية الوطنية هي مجموع البرامج التي تعدها الدول والحكومات على المستوى الجزئي والكلي لأجل النهوض<br />

كما تعرف كذلك : بأا المشاريع كبيرة الحجم التي تقوم ا الدولة ويتم متابعتها القطاعات المعنية التي دف إلى تخطيط الحاجيات<br />

في الإطار الذي يتعدى نطاق بلدية واحدة أو ولاية واحدة أو مقاطعة واحدة كبناء الطرقات الوطنية والجسور والإدارات العمومية<br />

والهياكل البنيوية ذات البعد الوطني وغيرها من المسارات الكبيرة التي تتعدى الحدود محلية . 10<br />

4. التنمية الشاملة التنمية الشاملة هي تحقيق التقدم بزيادة الإنتاج الكلي من السلع والخدمات بمعدل أسرع من معدل الزيادة في<br />

السكان أي تعمل على إحداث تغييرات جوهرية في هيكل الاقتصاد القائم لتحقيق زيادة سريعة ودائمة في متوسط داخل الفرد<br />

الحقيقي،‏ وكذلك تحسين توزيع الدخل لصالح مجموعات السكان ذات الدخل المنخفض بحيث تحقق لها هذا التغيير البياني الجزء الأكبر<br />

من الزيادة في الدخل القومي لتنمية الطلب الاستهلاكي لها مع تحقيق العدالة والاستقرار الاجتماعي . 11<br />

5. التنمية المستدامة إن التنمية المستدامة هي التنمية التي تحافظ على مخزون الموارد الطبيعية المتاح لدى اتمع باستحداث بدائل<br />

نظيفة له لا تدمر البيئة . 12<br />

كما تتضمن التنمية المستدامة عدة عناصر أهمها<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تخفيف حدة الفقر ووقف استتراف الموارد لأن الفقر يؤدي للمبالغة في استخدام الموارد الطبيعية ويسرع في معدل نضوا.‏<br />

استخدام تكنولوجيا نظيفة وهي ما قد يكون له انعكاسات على برامج البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا وتقييم<br />

المشروعات الجديدة.‏<br />

تبطئ معدل النمو السكاني حتى يخف الضغط على الموارد الطبيعية.‏<br />

تحويل تكليف التلوث من تكاليف خارجية إلى تكاليف داخلية يتحملها المتسبب فيها . 13<br />

6. الأهداف<br />

: العامة للتنمية<br />

للتنمية عدة أهداف منها<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ثانيا :<br />

تحقيق النمو واستمراره في مختلف القطاعات.‏<br />

تلبية الحاجيات الأساسية ) العمل والغذاء والصحة والتعليم...الخ).‏<br />

تأمين مستوى سكاني مستديم.‏<br />

حفظ قاعدة الموارد وتعزيزها.‏<br />

تعديل الاتجاه التكنولوجي والسيطرة على المخاطر وذلك بتعزيز القدرة على الإبداع وخاصة في البلدان المتخلفة لتصبح أكثر<br />

فعالية في مواجهة التحديات.‏<br />

دمج وسائل البيئة والاقتصاد مع صنع القرار بحيث يتم تغيير الاتجاهات والأهداف والإجراءات المؤسساتية على كل<br />

المستويات المحلية والإقليمية بالقدر الذي يضمن بقاء الإنسان والطبيعة‎14‎‏..‏<br />

تعبئة المدخرات وذلك بالسيطرة على القطاعات الإستراتيجية ومراقبتها للقطاعات التي تمس بنية الدولة والتي يصطلح عليها<br />

بالمرتفعات المطلة على الاقتصاد ، 15 هذه القطاعات لها مداخيل تشكل دعامة أساسية لسياسة الدولة،‏ وخاصة لما توفره من مدخرات<br />

مالية التي تعتمد عليها في إيراداا الأساسية في ميزانيتها.‏<br />

القطاع العام والقطاع الخاص<br />

1. القطاع العام ويتمثل في مجموعة الوحدات من قطاع الأعمال التي تدار من قبل الحكومة والتي يمكن أن تدار من قبل القطاع<br />

الخاص،‏ وتقوم المؤسسات العامة بإنتاج السلع والخدمات وتقديمها إلى الجمهور بالأسعار الإدارية . 16<br />

- 204 -


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-<br />

كما يعرف كذلك على أنه تلك القطاعات التي تخضع للسيطرة الكاملة للدولة،‏ وفي هذا الحالة يتم النظر إلى الدولة<br />

بوصفة وحدة اقتصادية تقوم بأنشطة اقتصادية مناظرة لأنشطة القطاع الخاص،‏ غير أن هذه الأنشطة الاقتصادية العامة تشكل جزءا لا<br />

يتجزأ من الخطط والبرامج الاقتصادية للدولة . 17<br />

2. القطاع الخاص<br />

:<br />

ويتمثل في الجزء من الاقتصاد الوطني الذي تديره أو تملكه شركات الأشخاص وشركات الأموال والأفراد . 18<br />

كما يعرف كذلك بأنه القطاع الذي يدار بمعرفة الأفراد ووحدات الأعمال،‏ وتتولى آليات السوق توجيه دفة الأمور بالنسبة<br />

للأنشطة الاقتصادية الخاصة وهي تسعى بالتالي إلى تحقيق أقصى ربح ممكن . 19<br />

وينقسم القطاع الخاص إلى قسمين<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

قطاع خاص منظم وهو القطاع الذي يعمل في إطار منظم حيث يمسك في عمله وتعامله حسابات نظامية.‏<br />

قطاع خاص غير منظم وهو القطاع الذي لا يمسك في عمله وتعامله حسابات نظامية وهو قطاع حرفي.‏<br />

26<br />

:<br />

3. القطاع العام في الجزائر لم يكن للقطاع العام في الجزائر أسس تاريخية تحدد معالمه قبل الاستغلال،‏ لذا كان القطاع العام في<br />

الجزائر عبارة عن الممتلكات الخاضعة للحاكم والتي تسمى بأرض البايلك،‏ ترتكز بالدرجة الأولى على القطاع الزراعي أما القطاعات<br />

الأخرى تكاد لا تذكر . 20<br />

وبعد الاستقلال،‏ ورثت الدولة الجزائرية المستقلة بعضا من ممتلكات الفرنسيين،‏ ومنه فإن القطاع العام في الجزائر يتشكل من<br />

تلك القطاعات التي ورثتها الدولة بعد خروج المستعمر وتحويلها إلى ملكية عامة،‏ حيث أشرفت على تسييرها مباشرة بواسطة ممثلي<br />

الدولة،‏ وهناك قطاعات أخرى قامت بتأميمها وبالتالي أصبحت جميع القطاعات التي ورثتها وأممتها الدولة الجزائرية قطاعا عاما،‏<br />

تمتلكه الدولة وتسيره وتشرف عليه . 21<br />

4. القطاع الخاص في الجزائر لقد كان القطاع الخاص في الجزائر قطاعا له تاريخه منذ القدم،‏ لكونه قطاعا أهليا مرتكزا بالدرجة<br />

الأولى في القطاع الزراعي،‏ وكذلك القطاعات الأخرى المتمثلة في الحرف والصنائع الموروثة منذ القدم.‏ ونميز ثلاث مراحل :<br />

المرحلة الأولى وهي المرحلة قبل وخلال الاستعمار حيث كان القطاع الفلاحي قطاعا أهليا بالدرجة الأولى أما القطاعات الأخرى<br />

22<br />

فكانت قطاعات ثانوية ‏"حرفية غير<br />

منظمة ".<br />

:<br />

:<br />

المرحلة الثانية وهي المرحلة الممتدة ما بين الاستقلال إلى مرحلة تبنى سياسة استقلالية المؤسسات سنة 1988، وذلك بتحفيز<br />

النشاط الخاص دف خلق روح تنافسية ما بين المؤسسات العمومية والمؤسسات الخاصة،‏ حيث كان القطاع الخاص يتصف بصفة<br />

23<br />

الثانوية ‏(قطاع ثانوي)‏ وهي الفترة التي بدأ فيها كقطاع شبه رسمي.‏<br />

المرحلة الثالثة وهي المرحلة التي تبنت فيها الدولة الجزائرية النمط الليبرالي الحديث،‏ أي تحت سقف اقتصاد السوق والتحكم إلى<br />

آلياته،‏ والذي تمخض عنه الإعلان المباشر بتخلي الدولة عن بعض قطاعات نشاطها لصالح العمال أو المواطنين أو المشاركة بينها وبين<br />

24<br />

الخواص،‏ وهذا تحت الأمر رقم المؤرخة في أوت 1995، المتضمنة االات التي سوف تتخلى عنها الدولة وعليه<br />

برز القطاع الخاص كقطاع له وزنه واعتباراته في الحياة الاقتصادية،‏ والذي لا يقل في معناه وأهدافه من القطاع الخاص في باقي الدول<br />

الأخرى التي تبني عليه بعضا من أهدافها.‏<br />

22 – 95<br />

:<br />

-<br />

5. أهداف القطاع العام والقطاع الخاص هناك جملة من الأهداف تسعى الدولة الجزائرية إلى تحقيقها منها الأهداف الذاتية ومنها<br />

الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها بفضل القطاع الخاص أهمها<br />

تقليص العجز المتكرر في ميزانيتها العامة،‏ بسبب الأموال الموجهة للقطاعات غير الناجحة.‏<br />

- 205 -


_______________________________________________________________________________________________________________<br />

مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص في التنمية الوطنية في الجزائر<br />

فتح اال للقطاع الخاص للدخول في النشاطات التي تخلت عنها الدولة والتي لا ترغب فيها.‏<br />

رفع الكفاءة الإنتاجية للمؤسسات العمومية عن طريق التنافس.‏<br />

تحديث الاقتصاد الوطني.‏<br />

تحقيق التوازن بين المناطق والجهات عن طريق مبادرة القطاع الخاص.‏<br />

محاولة تحقيق مستوى مقبول من العمالة بفضل مشاركة القطاع الخاص بترغيبه وفق عدة امتيازات منها المالية ومنها القانونية.‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ثالثا :<br />

مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص في التنمية الوطنية بعد الأمر 1995<br />

26<br />

:<br />

22-95<br />

.1<br />

بعد الأمر رقم المؤرخة في أوت 1995، المتعلقة بالخوصصة ومجالاا،‏ والشروع ا ميدانيا،‏ دف تحقيق<br />

دفعة قوية ومتميزة للاقتصاد الوطني لتحقيق التنمية الوطنية،‏ بفضل مشاركة القطاع الخاص،‏ إلى جانب القطاع العام الذي لم يستطع<br />

لوحده تحقيق غايات وأهداف التنمية الوطنية وعليه فإن مساهمة القطاع العام والخاص يمكن أن نوضحها في االات الآتية :<br />

المساهمة في اال الفلاحي هذا اال الذي يعتبر مجالا تاريخيا يتميز عن باقي االات كونه قطاع أهلي بالدرجة<br />

الأولى قبل الاستعمار مما يؤهله أن يكون مجالا خاصا أكثر منه مجالا عاما ويوضح الجدول مساهمة القطاع العام والقطاع<br />

الخاص في هذا النشاط.‏ فبفضل سياسة الإصلاح والدعم المقدم من طرف الدولة في هذا اال وللتنازلات التي قامت ا هذه<br />

الأخيرة لبعض عقاراا الفلاحية قد أثمر بتحقيق نتائج لصالح المستفيدين الخواص بدرجة كبيرة،‏ حيث سجل القطاع الخاص<br />

أعلى مساهمة في القيمة المضافة<br />

(1)<br />

بلغة % 99.85 خلال سنة 2006.<br />

:<br />

.2<br />

أما القطاع العام فقد سجل أكبر نسبة مساهمة خلال سنة 2000 والمقدرة ب %، 0.45 إن هذه النسب تعتبر ضئيلة جدا<br />

لأا لا تعبر بصورة فعلية من مساهمة القطاع العام بحيث تقترب من الانعدام،‏ وهذا يعود إلى الأهمية التاريخية التي تميز ا اال<br />

الفلاحي منذ عدة عقود تاريخية قبل وبعد الاستعمار.‏<br />

بعد هذه الإصلاحات باشر القطاع الخاص مساهمته الاستثمارية في عدة مجالات إنتاجية<br />

المساهمة في مجال الاستثمار الإنتاجي أي منذ تطبيق الأمرية المتعلقة بالخوصصة،‏ وخاصة في الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة التي<br />

كبيرة،‏ وفعالة ومتزايدة منذ سنة عمال كما يوضح الجدول (2)، من خلال هذه النسب وبعد فتح اال أمام القطاع الخاص،‏ فإن<br />

لا تتعدى حجم عمالتها نسبة<br />

وسنة نسبة مساهمة القطاع العام في المؤسسات المتوسطة والصغيرة في تناقص حيث سجل سنة وهذا بخروج القطاع العام من هذا النوع من المؤسسات،‏ وهذا بعد خوصصتها.‏ وعلى خلاف ذلك نلاحظ أن القطاع<br />

عمال،‏ وهذا خلال سنة 1985، أما سنة<br />

من مساهمته في المؤسسات التي يفوق عدد عمالها الخاص قد سجل أما في المؤسسات ذات عمال أقل<br />

عمال فسجلت فإن مساهمة القطاع الخاص في المؤسسات ذات عمالة أكبر أو يساوي عمال فقد سجل القطاع الخاص نسبة مئوية يساوي %، 75.3 وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى التخصص الذي يتميز<br />

أو يساوي به القطاع الخاص في إنشاء المشروعات ذات رأس المال المتواضع،‏ إضافة إلى السلوكات الشخصية للخواص في تبني مبدأ المخاطرة<br />

الذي يحاول أن يتجنبه،‏ لأن المنافسة أحد السمات التي يتميز ا المؤسسات الخاصة،‏ إضافة إلى الاحترافية التي يتميز ا الخواص في<br />

تسيير مؤسسام.‏<br />

،2000<br />

2000<br />

%<br />

52.7<br />

% 2.7<br />

1985<br />

10<br />

10<br />

1995<br />

:<br />

10<br />

% 3.3<br />

10<br />

%<br />

22.0<br />

.3<br />

المساهمة في اال الخدماتي يعتبر اال الخدماتي من أهم االات التي يحترفها القطاع الخاص والقطاع العام كون أن بعض<br />

القطاعات كالتعليم مثلا قطاع الأمة ولا يستطيع القطاع الخاص أن يلبي جميع هذه الخدمات وكذلك الصحة،‏ وعلى غرار ذلك<br />

نلاحظ بعض هذه الخدمات مثل النقل والفندقة والإطعام قطاعا للخواص بالدرجة الأولى،‏ مهما كانت إيديولوجية الدولة،‏ وعليه فإن<br />

نسبة مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص يمكن إيجازها في التالي:‏<br />

- 206 -


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

:<br />

1.3. في مجال الفندقة في هذا اال نلاحظ أن القطاع الخاص ساهم بفعالية،‏ كما هو مبين في الجدول (3) حيث النسب المئوية<br />

المتزايدة تدل على الدور الذي يلعبه الخواص في مجال الفندقة،‏ لأن مردودها المالي متميز،‏ إضافة إلى الكلفة غير الباهظة في الاستثمار في<br />

هذا اال وخاصة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى الخبرة في الاستثمار في هذا اال للقطاع الخاص وما يقدمه من خدمات<br />

مميزة للمتعاملين ‏(الزبائن).‏<br />

2.3. في اال الصحي لقد بينت المسارات التاريخية للحياة الإنسانية أن الصحة أحد الركائز التي يجب على الأمم أن توفرها<br />

لشعوا و بالتكلفة المناسبة،‏ وهذا لما لها من دور كبير في استقرار اتمعات والمساهمة الفعالة في تحقيق التنمية وخاصة الاجتماعية.‏<br />

وعليه فإن مساهمة القطاع الخاص لا يمكن الاستغناء عنها مهما كان ذلك حيث يشكل القطاع العام والقطاع الخاص لحمة<br />

واحدة في خدمة الصحة العمومية للمجتمعات وعليه فإن الجزائر قبل الخوصصة كانت تباشر في منح التحفيزات للقطاع الخاص في<br />

الاستثمار وفي هذا اال سواء عن طريق التعاون معه أو عن طريق التعاقد أو بمنح الامتيازات المالية والقانونية وغيرها لصالح خدمة<br />

اتمع،‏ وعليه فقد عرف عدد الأطباء تطورا كما هو مبين في الجدول (4) مع ملاحظة تفوق مساهمة القطاع العام عن القطاع<br />

الخاص،‏ لأن هذا القطاع لا يقل أهمية عن قطاع التعليم وهي القطاعات الريادية للأمة،‏ لذا فمن مصلحة الدولة أن تتحمل المسؤولية<br />

التامة في ذلك،‏ سواء من حيث توفير الوسائل أو من حيث ضبط تسييرها لأا حق من حقوق المواطنة،‏ لذا نلاحظ رغم فتح اال<br />

أمام القطاع الخاص إلا أنه لم يتجاوز النسبة التي سجلها القطاع العام،‏ حيث سجل سنة نسبة مقارنة بالقطاع<br />

العام الذي سجل أما سنة 2004، فسجل القطاع الخاص نسبة أما القطاع العام فيسجل أي<br />

بفارق يقدر ب زيادة لصالح الخواص،‏ كما يلاحظ ذلك حتى في الدول الرأسمالية فإن الدولة على صلة مباشرة ذا اال<br />

ليس فقط في مجال الهياكل المادية والبشرية لهذا القطاع بل حتى المساهمة في منح الحقوق للمواطنين عند توجههم لمستشفيات القطاع<br />

الخاص عن طريق أنظمة التعويض.‏<br />

% 38.93<br />

% 58.54<br />

1999<br />

% 41.46<br />

%61.07<br />

% 2.53<br />

3.3. في مجال النقل : سجل قطاع النقل مساهمات القطاعين العام والخاص المبينة في الجدول (5) الذي يوضح تعداد وسائل النقل<br />

للقطاع العام والقطاع الخاص،‏ فإن القطاع العام محدود جدا في مساهمته،‏ وهذا يعود إلى التنازل الذي قامت به الدولة لصالح القطاع<br />

الخاص،‏ كون أن هذا اال من أهم االات التي برمجت لأجل خوصصتها،‏ حيث سجل نسبة متزايدة للقطاع الخاص تفوق<br />

حيث سجل سنة نسبة وسنة سجل نسبة %، وهي نسبة كبيرة،‏ ويعود هذا على المردود<br />

الجيد لهذا القطاع وإلى الخدمات المتميزة للمتعاملين سواء في نوعية الخدمات أو نوعية الوسائل.‏<br />

% 80<br />

90.56<br />

2004<br />

%<br />

80.89<br />

2002<br />

4.3. في مجال العمالة : تعتبر العمالة من أهم الأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيق نسبة متميزة فيها،‏ فهي هدف إستراتيجي لجميع<br />

الدول مهما كان تقدمها،‏ فتوفير مناصب الشغل لدى اتمع يكسب الحكومة تأييد مواطنيها،‏ والمساهمة في استقرارها وفي تنمية<br />

البلاد،‏ لذا فإن القطاع الخاص له آثاره البارزة في هذا اال فنلاحظ من بيانات تراجع تعداد العمالة المسجلة في القطاع<br />

الخاص.‏<br />

الجدول (6)<br />

كما تم ملاحظة على مستوى المسجلين في السجل التجاري،‏ وذلك عن طريق عملية الإسقاط باعتبار أن الحاصلين على<br />

سجلات تجارية سواء أكانوا أشخاصا طبيعيين أو معنويين يعتبرون عمالا بغض النظر عن المزاولة الفعلية للنشاط،‏ هذا بالنسبة<br />

للأشخاص الطبيعيين أما الأشخاص المعنويين،‏ إضافة إلى كوم عمال فإم يوظفون عمال في مشاريعهم سواء عمال دائمين أو<br />

مؤقتين أو عمال غير مصرح م،‏ وعليه فإنه تم تسجيل التعداد المبين في الجدول (7).<br />

ما يلاحظ من خلال الجدول(‏‎8‎‏)‏ الذي يشمل عدد العمال الكلي للقطاعين العام والخاص أن مجموع العام في تزايد،‏ حيث<br />

سجل سنة تعداد مقدر ب ِ عامل منهم عامل سجل في القطاع الخاص أي نسبة مئوية مقدرة<br />

ب %، 50.63 أي يفوق حجم العمالة في القطاع العام بنسبة ضئيلة،‏ وعليه نلاحظ أن مساهمة القطاع الخاص كانت معتبرة،‏ وهذا<br />

2890000<br />

5708000<br />

1997<br />

- 207 -


_______________________________________________________________________________________________________________<br />

مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص في التنمية الوطنية في الجزائر<br />

بفعل الامرية التي شجعت على تعبئة المدخرات الخاصة واستغلالها في الاستثمارات خاصة الصغيرة والمتوسطة،‏ إضافة لقروض تشغيل<br />

الشباب،‏ وهذه القرارات ساهمت في تدعيم وتفعيل القطاع الخاص.‏<br />

إضافة إلى ذلك فإن سوق العمل الموازية هي الأخرى قد أسهمت في رفع حجم العمالة على المستوى الوطني لأن غالبية هذه<br />

العمالة في الأصل حرفية غير مسجلة على مستوى الغرف الولائية للصناعة التقليدية،‏ لذا فهي ضمن القطاع الخاص بالدرجة الأولى،‏<br />

ويبين الجدول(‏‎9‎‏)‏ النسب المحققة حيث نلاحظ أن سوق العمل الموازية قد سجلت سنة تعداد عامل بنسبة<br />

وسنة سجلت تعداد مقدر ب‎54800000‎ عامل،‏ بنسبة وإذا ما افتراضنا ثبات النسبة على أساس<br />

سنة 1996، فإننا نسجل تعداد مقدر ب عامل،‏ أما إذا ما افترضنا ذلك بنسبة فإننا نسجل التعداد الموالي<br />

عامل،‏ ومنه فإن السبب الأساسي لهذا الكم الهائل يعود بالدرجة الأولى إلى أن غالبية العمال حرفيين متمركزين<br />

بالدرجة الأولى في الصنائع والحرف مثل البناء،‏ صناعة الجلود الخشب...الخ.‏<br />

1731000<br />

1995<br />

1995<br />

% 17.5<br />

–<br />

11562800<br />

1996<br />

%17.1<br />

36524100<br />

4. المساهمة الإجمالية للقطاع العام والقطاع الخاص خلال الفترة ما بين 2006-1996<br />

(10)<br />

ومن خلال المعطيات الإحصائية المقدمة في الجدول الذي يوضح مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص المسجلة على<br />

المستوى الوطني،‏ حيث أن هذه المساهمة متمحورة حول عدة قطاعات وهي القطاع الفلاحي،‏ المحروقات،‏ الأشغال العمومية<br />

والبترولية،‏ الصناعات خارج المحروقات،‏ البناء والأشغال العمومية،‏ النقل والاتصالات،‏ التجارة،‏ الخدمات.‏<br />

ووفقا لما سجل في الجدولين ‏(‏‎10‎‏-ع)‏ و(‏‎10‎‏-خ)‏ نلاحظ ما يلي<br />

2006<br />

:<br />

1996<br />

-<br />

بالنسبة للقطاع الفلاحي : يلاحظ أن المسجل خلال الفترة ما بين إلى أن مساهمة القطاع الخاص تقدر ب<br />

أما القطاع العام تقدر مساهمته بنسبة وهي نسبة ضئيلة جدا،‏ ويعود ذلك إلى الخلفية التاريخية للقطاع الخاص<br />

كونه قطاع عائلي بالدرجة الأولى ‏(أهلي).‏<br />

% 0.52<br />

% 99.84<br />

-<br />

بالنسبة لقطاع المحروقات والأشغال البترولية : يعتبر قطاع المحروقات وملحقاته الخدماتية قطاعات إستراتيجية بالنسبة للدولة،‏<br />

وهذا من خلال النسبة المئوية المسجلة ب ِ بالنسبة للمحروقات ونسبة للأشغال البترولية،‏ أما القطاع الخاص<br />

فلم يسجل سوى بالنسبة للمحروقات وعلى هذا الأساس لقبت هذه القطاعات بالمرتفعات المطلة على الاقتصاد،‏ لأا تمثل<br />

قطاعا ممولا لخزينة الدولة.‏<br />

% 100<br />

% 90.82<br />

%<br />

% 6.20<br />

-<br />

بالنسبة لقطاع الصناعة خارج المحروقات : نلاحظ رغم التسهيلات المقدمة من طرف الدولة سواء المالية أو القانونية فإن<br />

مساهمة القطاع الخاص لم تسجل سوى مقارنة بالقطاع العام الذي سجل نسبة أي بفارق مقدر ب ِِ<br />

لصالح القطاع العام مما يدل على أن الدولة ما زالت تساهم في هذا اال لعدة اعتبارات منها : حجم المؤسسات التي<br />

تمتلكها والتي ما زالت تدعمها بغرض تحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية،‏ ومن بينها الحفاظ على مناصب الشغل للعمال.‏<br />

71.72<br />

%<br />

68.71<br />

31.29<br />

% 37.42<br />

-<br />

بالنسبة لقطاع البناء والأشغال العمومية : في هذا القطاع يلاحظ أن مساهمة القطاع الخاص مقدرة ب ِِ أما<br />

القطاع العام فسجل نسبة %، ويعود ذلك إلى السياسة التي انتهجتها الدولة في حل المؤسسات العمومية وخوصصتها،‏ وهذا<br />

لما تميز به هذا القطاع من عدم تحقيق أهداف الدولة مما كلف تدعيم مالي مستمر لهذا النوع من النشاط.‏<br />

%<br />

28.28<br />

%<br />

أما على مستوى قطاع النقل والاتصالات وكذالك قطاع التجارة والخدمات : فنلاحظ أن النسبة المتوسطة للقطاع العام قد<br />

سجل وأما القطاع الخاص فسجل نسبة %، ويعود هذا إلى نوع النشاط الذي يقترب بشكل كبير إلى<br />

القطاعات الاجتماعية،‏ كونه يتميز بالاتصال المباشر باتمع،‏ لذا فإن مساهمة الخواص قد سجل تغطية شبه كلية في تلبية متطلبات<br />

الأعوان المستهلكين لهذه الحاجيات إضافة إلى نوعية الخدمة المقدمة كميا وكيفيا.‏<br />

81.94<br />

-<br />

18.06<br />

- 208 -


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

من خلال ما تقدم فإن القطاع العام لم يتخل عن مساهمته في التنمية الوطنية وخاصة في القطاعات التي تمثل<br />

شرايين الأمة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية،‏ كما قامت الدولة كذلك بمنح عدة امتيازات من بينها الدعم المالي والفني للعديد من<br />

القطاعات خاصة الفلاحية وكذلك الاستثمارات الإنتاجية ذات الحجم الصغير والمتوسط،‏ وهذا ما لوحظ في المساهمة المتوسطية الكلية<br />

لصالح القطاع العام و‎47.57‎ % لصالح القطاع العام.‏<br />

خلاصة :<br />

المقدرة ب ِ % 52.43<br />

وعليه فلا يستطيع القطاع الخاص تحقيق التنمية الوطنية لوحده ولا القطاع العام يستطيع تحقيق التنمية الوطنية لوحده بل<br />

يستلزم التلاحم والتآزر والتعاون لتحقيق أهداف التنمية الوطنية المنشودة.‏<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

جدول (1) : يمثل مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص الإنتاج الفلاحي من القيمة المضافة بالمائة<br />

2006<br />

0.15<br />

99.85<br />

2005<br />

0.16<br />

99.84<br />

2004<br />

0.16<br />

99.84<br />

2003<br />

0.24<br />

99.76<br />

2002<br />

0.31<br />

99.69<br />

2001<br />

0.39<br />

99.69<br />

2000<br />

0.45<br />

99.59<br />

1999<br />

0.40<br />

99.60<br />

1998<br />

0.27<br />

99.73<br />

السنوات<br />

مساهمة القطاع العام %<br />

مساهمة القطاع الخاص %<br />

- Donne statistique N°: 478 ONS, Algérie, 2007, P 10<br />

- Annuaire statistique de l’Algérie N° : 22. ONS, Algérie 2006 , P 386.<br />

2000<br />

22.0<br />

2.7<br />

75.3<br />

يمثل مساهمة القطاع العام والخاص في الاستثمارات الإنتاجية خارج المحروقات من القيمة المضافة بالمائة<br />

1999<br />

-<br />

5.7<br />

93.2<br />

1997<br />

27.0<br />

2.0<br />

71.0<br />

1995<br />

31.9<br />

2.2<br />

65.9<br />

1985<br />

52.7<br />

3.3<br />

44<br />

جدول (2) :<br />

السنوات<br />

مؤسسات القطاع العام<br />

مؤسسات القطاع الخاص التي لا يقل حجم عمالتها<br />

مؤسسات القطاع الخاص التي لا يزيد حجم عمالها 10<br />

Zidouni Hamid: L'économie non observée; approche comptable cas des comptes nationaux algériennes, CREAD,<br />

Algérie 2001, p12.<br />

Rapport: pour une politique de développement de la PME en Algérie CNES, Algérie 2000, P203.<br />

10<br />

: يمثل حجم المرافق الفندقية للقطاع العام والخاص<br />

2004 2003 2002 2001 2000 1999<br />

78 110 105 97 93 -<br />

920 870 816 770 664 -<br />

92.18 88.77 88.59 88.81 87.71 -<br />

Annuaire Statistique N° : 22, Op. cit., P 294<br />

جدول (3)<br />

السنوات<br />

القطاع العام<br />

القطاع الخاص<br />

نسبة القطاع الخاص إلى العام<br />

جدول (4) : يمثل مجموع الأطباء وجراحو الأسنان والصيادلة للقطاع العام والقطاع الخاص<br />

2004 2003 2002 2001 2000 1999<br />

30815 29933 29041 28158 27250 26756<br />

21825 20770 20143 19134 18258 17060<br />

41.46 40.96 40.95 40.45 40.12 38.39<br />

L'Algérie en quelque chiffres N°: 34,35, ONS, Algérie 2003, 2006, PP: 16, 18.<br />

السنوات<br />

القطاع العام<br />

القطاع الخاص<br />

نسبة القطاع الخاص إلى العام<br />

- 2<strong>09</strong> -


_______________________________________________________________________________________________________________<br />

مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص في التنمية الوطنية في الجزائر<br />

2004<br />

1816<br />

17430<br />

90.56<br />

السنوات<br />

القطاع العام<br />

القطاع الخاص<br />

نسبة القطاع الخاص إلى القطاع العام<br />

*<br />

جدول (5) : يمثل عدد الوحدات من وسائل النقل لدى القطاع العام والقطاع الخاص<br />

2003<br />

1796<br />

11783<br />

86.77<br />

2002<br />

1775<br />

7517<br />

80.89<br />

2001<br />

-<br />

6699<br />

-<br />

2000<br />

-<br />

6600<br />

-<br />

-Annuaire statistique N°: 22, Op. Cit., PP 233, 236. -L'Algérie en quelque chiffres N°: 35, Op. Cit, P 41<br />

*<br />

جدول (6) : يمثل عدد العمال للقطاع العام والقطاع الخاص في العمالة بالنقل<br />

2004<br />

6139<br />

1601<br />

2003<br />

6033<br />

1337<br />

2002<br />

6149<br />

1887<br />

2001<br />

-<br />

2877<br />

2000<br />

-<br />

3184<br />

1999<br />

-<br />

3450<br />

1998<br />

-<br />

4470<br />

1997<br />

-<br />

61<strong>09</strong><br />

السنوات<br />

عمالة القطاع العام<br />

عمالة القطاع الخاص<br />

Annuaire statistique N°: 22, Op. Cit., PP: 233.236<br />

2006<br />

208016<br />

25722<br />

2005<br />

211047<br />

24400<br />

السنوات<br />

الأشخاص<br />

الطبيعيين<br />

الأشخاص<br />

المعنويين<br />

جدول (7) : يمثل عدد المسجلين في السجل التجاري الوطني للأشخاص الطبيعيين والمعنويين<br />

2004<br />

1875<strong>09</strong><br />

21748<br />

2003<br />

159047<br />

18972<br />

2002<br />

143051<br />

20268<br />

2001<br />

154373<br />

14808<br />

2000<br />

184457<br />

18334<br />

Les création d'entreprise en Algérie: CNRC Statistique, Algérie, 2003, 2005, 2006, PP :36-55.<br />

1999<br />

273841<br />

23684<br />

جدول (8) : يمثل عدد العمال المسجلين على المستوى الوطني بين قطاع عام وخاص<br />

2004<br />

7798412<br />

-<br />

-<br />

2003<br />

6684056<br />

-<br />

-<br />

2001<br />

6228772<br />

-<br />

-<br />

2000<br />

6179992<br />

-<br />

-<br />

1997<br />

8708000<br />

2818000<br />

289000<br />

السنوات<br />

التعداد<br />

قطاع عام<br />

قطاع خاص<br />

Annuaire statistique N°: 22, Op. Cit., PP: 75, 82<br />

2002<br />

21.1<br />

-<br />

2001<br />

21.2<br />

-<br />

السنوات<br />

النسب<br />

التعداد<br />

جدول (9) : يمثل النسب المئوية للعمالة في السوق الموازية الوطنية،‏ ‏(الجدول مركب من إنجازنا)‏<br />

2000<br />

20.2<br />

-<br />

1999<br />

19.3<br />

-<br />

1998<br />

18.9<br />

-<br />

1997<br />

18.8<br />

-<br />

1996<br />

17.5<br />

5480000<br />

1995<br />

17.1<br />

1731000<br />

* Philippe Adair: communication au colloque international au Maroc le thème "l'économie informel au maghreb", avril<br />

2003, P21 ; * Profil pays Algérie, institut de la méditerranée, janvier 2006, P 15.<br />

- 210 -


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

جدول ‏(‏‎10‎‏-خ)‏ يمثل مساهمة القطاع الخاص في الإنتاج الوطني من القيمة المضافة بالمائة،‏ ) بالتصرف)‏<br />

المتوسط 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006<br />

99,66 99,34 99,72 99,60 99,60 99,60 99,69 97,58 99,84 99,84 99,84 99,48 الفلاحي<br />

3,51 3,86 4,40 5,03 4,33 5,03 7,31 7,95 8,04 9,49 9,18 6,20 المحروقات<br />

‐ 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 0,00 الأشغال العمومية البترولية<br />

18,24 22,89 26,60 29,86 33,70 29,86 34,59 35,53 35,93 38,<strong>09</strong> 38,87 31,29 الصناعات خارج المحروقات<br />

58,36 61,58 64,25 68,03 80,54 68,03 75,22 75,83 77,50 79,81 79,72 71,72 البناء والأشغال العمومية<br />

66,01 66,93 68,35 72,85 78,07 72,85 78,57 75,60 70,42 69,86 75,39 72,26 النقل والاتصالات<br />

89,81 92,99 92,68 93,35 93,88 93,35 93,43 93,19 93,43 94,17 94,02 93,12 التجارة<br />

88,44 89,43 88,05 88,66 90,11 88,66 90,43 89,63 86,48 89,32 89,39 80,44 الخدمات<br />

45,70 45,68 53,27 51,29 48,04 51,29 49,59 47,95 46,08 42,13 42,27 47,57 اموع الكلي بالنسبة للسنوات للقطاع العام والخاص<br />

(1)- Collection statistique N°: 131, ONS, Algérie, 2006, PP 47, 50. (2)- Donne statistique N°: 478, ONS, Algérie, 2007, P 10.<br />

جدول ‏(‏‎10‎‏-ع)‏ يمثل مساهمة القطاع العام في الإنتاج الوطني من القيمة المضافة بالمائة،‏ ) بالتصرف)‏<br />

المتوسط 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 السنوات،‏ عام<br />

0,34 0,66 0,28 0,40 0,40 0,40 0,31 2,42 0,16 0,16 0,16 0,52 الفلاحي<br />

96,5 96,1 95,6 95.0 95, 7 95.0 92,7 92,1 92.0 90,5 90,8 93,8 المحروقات<br />

100 100 100 100 100 100 100 100 100 100 100 100 الأشغال العمومية البترولية<br />

81,76 77,11 73,40 70,14 66,30 70,14 65,41 64,47 64,07 61,91 61,13 68,71 الصناعات خارج المحروقات<br />

41,64 38,42 35,75 31,97 19,46 31,97 24,78 24,17 22,50 20,19 20,28 28,28 البناء والأشغال العمومية<br />

33,99 33,07 31,65 27,15 21,93 27,15 21,43 24,40 29,58 30,14 24,61 27,74 النقل والاتصالات<br />

10,19 7,01 7,32 6,65 6,12 6,65 6,57 6,81 6,57 5,83 5,98 6,88 التجارة<br />

11,56 10,57 11,95 11,34 9,89 11,34 9,57 10,37 13,52 10,68 10,61 19,56 الخدمات<br />

54,30 54,32 46,73 48,71 51,96 48,71 50,41 52,05 53,92 57,87 57,73 52,43 اموع الكلي بالنسبة للسنوات للقطاع العام والخاص<br />

(1)- Collection statistique N°: 131, ONS, Algérie, 2006, PP 47, 50. (2)- Donne statistique N°: 478, ONS, Algérie, 2007, P 10.<br />

1986، ص<br />

،1999<br />

الإحالات والمراجع :<br />

- 1 محمد السويدي،‏ التسيير الذاتي في التجربة الجزائرية وفي التجارب العالمية،‏ المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع،‏ الجزائر،‏ الطبعة الأولى،‏ سنة<br />

.27،28<br />

- 2<br />

- 3<br />

- 4<br />

محمد السويدي،‏ نفس المرجع،‏ ص ص 28. 27،<br />

محمد السويدي،‏ نفس المرجع،‏ ص ص 28. 27،<br />

محي الدين عمر،‏ التنمية والتخطيط الاقتصادي،‏ دار النهضة للطباعة والنشر،‏ بيروت،‏ 1972، ص ص 208. 207،<br />

- صلاح الدين نامق،‏ التضخم السكاني والتنمية السكانية في الجمهورية العربية المتحدة،‏ دار المعارف،‏ القاهرة،‏ مصر،‏ 1966، ص ص 95. 94،<br />

دروس في التخطيط والتنمية،‏ المؤسسة الوطنية للطباعة،‏ الطبعة الثالثة،‏ الجزائر،‏ 1985، ص ص 11. 8،<br />

عبد المعطي عساف،‏ حوليات جامعة الجزائر،‏ العدد 9، الجزائر،‏ أفريل 1995، ص ص 230. 229،<br />

محمد محمود الصقور،‏ التخطيط الإقليمي والتنمية في الريف الأردني،‏ شقير وعكاشة للطباعة والنشر والتوزيع،‏ عمان،‏ الأردن،‏ 1985، ص ص 46. 45،<br />

- جمال الدين لعويسات،‏ العلاقة الاقتصادية الدولية والتنمية،‏ دار هومة للنشر،‏ الجزائر 2000، ص 77.<br />

العمري بوحيط،‏ البلدية إصلاحات ومهام وأساليب،‏ الجزائر،‏ 1997، ص 89.<br />

أحمد مصطفى خاطر،‏ تنمية اتمعات المحلية،‏ نموذج المشاركة في إطار ثقافة اتمع،‏ المكتب الجامعي الحديث الأزراطية،‏ الإسكندرية مصر،‏<br />

-<br />

-<br />

5<br />

6<br />

-<br />

7<br />

-<br />

8<br />

-<br />

9<br />

10<br />

11<br />

ص ص 16،17.<br />

- 211 -


_______________________________________________________________________________________________________________<br />

مساهمة القطاع العام والقطاع الخاص في التنمية الوطنية في الجزائر<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

12<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

عبد القادر محمد عبد القادر عطية،‏ اتجاهات حديثة في التنمية،‏ الدار الجامعية الإسكندرية،‏ مصر،‏ 1999، ص ص 183. 182،<br />

محمد عبد البديع،‏ نفس المرجع،‏ ص 316.<br />

محمد عبد البديع،‏ الاقتصاد البيئي والتنمية،‏ دار الأيمن،‏ الطبعة الأولى،‏ مصر،‏ 2006، ص 316.<br />

مالكولم جيلير وآخرون،‏ ترجمة طه عبد االله منصور،‏ اقتصاديات التنمية،‏ المريخ للنشر والتوزيع،‏ العربية السعودية،‏ 1995، ص ص 898. 897،<br />

- ضياء مجيد الموسوي،‏ الخوصصة والتصحيحات الهيكلية،‏ آراء واتجاهات،‏ ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر،‏ 1995، ص ص 10. 9،<br />

عبده محمد فاضل الربيعي،‏ الخصخصة وآثارها على التنمية بالدول النامية،‏ مكتبة مدبولي،‏ القاهرة،‏ الطبعة الأولى،‏ مصر،‏ 2004، ص ص<br />

،14<br />

.158<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

18<br />

19<br />

20<br />

21<br />

22<br />

مسعود سميح،‏ الموسوعة الاقتصادية،‏ شركة المطبوعات للتوزيع والنشر،‏ الطبعة الثانية،‏ بيروت،‏ 1997، ص 126.<br />

عبده محمد فاضل الربيعي،‏ نفس المرجع،‏ ص ص 15. 14،<br />

أحمد هني،‏ اقتصاد الجزائر المستقلة،‏ ديوان المطبوعات الجامعية،‏ الجزائر 1991، ص ص 24. 21،<br />

محمد الصغير بعلي،‏ تنظيم القطاع العام في الجزائر،‏ ديوان المطبوعات الجامعية،‏ الجزائر 1992، ص ص 24. 13،<br />

هذا الإشراف التسييري متمثل في التسيير الذاتي والتسيير الاشتراكي.‏<br />

- عبد اللطيف بن أشنهو،‏ التجربة الجزائرية في التخطيط والتنمية (1962– 1980)، ديوان المطبوعات الجامعية،‏ الجزائر 1982، ص ص 15. 14،<br />

23 - NACER-EDDINE SADI, La privatisation des entreprises publiques en Algérie, OPU, Algérie<br />

2005, P 24.<br />

-<br />

24<br />

الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية،‏ العدد 48، المطبعة الرسمية الجزائرية،‏ المؤرخة بتاريخ 3<br />

سبتمبر 1995<br />

02 المادة -<br />

من الجريدة الرسمية العدد<br />

1995 سبتمبر 03 مؤرخة بتاريخ 48<br />

-<br />

*<br />

*<br />

ميلادي،‏ الجزائر،‏ ص 4.<br />

حيث تقول يهم هذا الأمر المؤسسات التابعة للقطاعات التنافسية التي<br />

تمارس نشاطاا في القطاعات التالية:‏ ‏(الدراسة والانجاز في مجالات البناء والأشغال العمومية،‏ والري،‏ الفندقة والسياحة،‏ التجارة والتوزيع،‏ الصناعات<br />

النسيجية والصناعات الزراعية الغذائية،‏ الصناعات التحويلية في االات التالية:‏ ‏"الميكانيكية،‏ الكهربائية،‏ الإلكترونيك،‏ الخشب ومشتقاته،‏ الورق،‏ الكميائية،‏<br />

البلاستيك،‏ الجلود"،‏ النقل البري للمسافرين والبضائع،‏ أعمال الخدمات المنائية والمطارية،‏ التأمينات،‏ الصناعات الصغيرة والمتوسطة،‏ المؤسسات المحلية<br />

الصغيرة والمتوسطة").‏<br />

وسائل نقل هي السيارات النفعية<br />

: الحافلات –<br />

الشاحنات بأنواعها<br />

–<br />

خلال السنوات -<br />

– 2004 – 2003 – 2002<br />

-<br />

العام تفوق عن القطاع الخاص،‏ مع العلم أن قطاع النقل تفوق نسبة مساهمته %80.<br />

الجرارات بعجلات بأنواعها<br />

لا يوجد الإحصاءات بالنسبة للقطاع الخاص في مناطق الشرق الجزائري،‏ لذا نلاحظ أن القطاع<br />

إضافة إلى ذلك أن عدد العمال في مجال النقل لدى الخواص لا يتميز بثابت العمالة،‏ لأن كثير من العمال غير مسرح م رسميا إضافة على عدم الاستقرار<br />

أثناء سنوات العمل،‏ ‏(يتميز بالتنقل).‏<br />

- 212 -


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

تشخيص المتغيرات الجديدة في سوق النفط<br />

وأثرها على استقرار الأسعار،‏ – 2008 2010<br />

سعد االله داود،‏ جامعة الجزائر 3<br />

daoudsadallah@yahoo.com<br />

الملخص :<br />

بشكل مفاجأ إلى ما يقارب<br />

2008 خلال سنة<br />

شهدت سوق النقط تقلبات حادة في الأسعار،‏ فبينما ارتفعت أسعار النفط إلى ما يقارب<br />

$150<br />

$40<br />

عادة لتنخفض<br />

للبرميل.‏ يحيطنا هذا البحث بعدد من الدلائل والحجج التي كانت محل جدلا بين المحللين،‏ إذ خلص البحث إلى أن عوامل<br />

السوق الأساسية لا يبدو أا كافية وحدها لتفسير عدم استقرار أسعار النفط،‏ كما أن الأسواق المالية والسياسات الحكومية ومتغيرات الاقتصاد الكلي قد<br />

لعبت دورا مهما لوصول أسعار النفط إلى مستويات مبالغ فيها.‏<br />

: كلمات المفتاح<br />

النفط،‏ عوامل السوق،‏ الأوبك،‏ الأزمة المالية،‏ أسعار النفط.‏<br />

تمهيد :<br />

يعزو كثير من المراقبين أن الارتفاع المطرد في الأسعار العالمية للنفط الخام على مدى السنوات الخمس الماضية إلى<br />

1<br />

ضعف عوامل السوق الأساسية المتمثلة في محددات الطلب والعرض . حيث يبرر الجانب المتعلق بالطلب إلى ما يتعرض له الطلب<br />

العالمي من نمو متسارع بسبب النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده كل من الصين والهند،‏ في نفس الوقت الذي تتعرض فيه إمدادات<br />

النفط إلى ركود بسبب تراجع وتيرة الاستثمارات الجديدة مقارنة مع النمو المتسارع للطلب.‏ ومع ذلك لم يأخذ بعض المحللين في<br />

تفسيرام بفكرة أن التحولات في أساسيات السوق مسؤولة على تحركات أسعار النفط الهائلة سنة<br />

150<br />

2<br />

، 2008 لأا لم تكن حسب<br />

رأيهم ذات تأثير كافي لوصول الأسعار إلى مستوى دولار للبرميل.‏ وبدلا من ذلك اعتمدوا على عدد من التفسيرات البديلة<br />

لدعم رأيهم كمثل السياسات الحكومية الخاطئة،‏ اتجاهات حركة متغيرات الاقتصاد الكلي ودور الأزمة المالية.‏<br />

-1<br />

1-1<br />

بلغ<br />

العوامل المتعلقة بالطلب على النفط<br />

ضعف الطلب في مواكبة نمو واردات الصين والهند<br />

:<br />

ينظر معظم المحللين إلى أن أزمة أسعار<br />

2008<br />

تعتبر بداية النمو<br />

المتسارع للطلب العالمي على خامات النفط مقارنة بالسنوات السابقة.‏ ففي حين ازداد الطلب العالمي على النفط بمعدل سنوي متوسط<br />

%1.1<br />

أي ما مجموعه<br />

4.2<br />

مليون برميل يوميا خلال الفترة الممتدة بين عامي<br />

1998<br />

2004<br />

8.2<br />

%2.1<br />

2-1<br />

3<br />

و‎2002‎ ، تسارع نمو الطلب العالمي<br />

بمعدل سنوي متوسط بلغ أي ما مجموعه مليون برميل يوميا خلال الفترة و‎20<strong>09</strong>‎‏.‏ وترجع معظم أسباب هذه<br />

الزيادة في الطلب على الطاقة إلى اقتصاديات الأسواق الناشئة في آسيا والشرق الأوسط وبشكل خاص إلى الصين والهند.‏<br />

كثافة استخدام النفط في الاقتصاديات الناشئة<br />

:<br />

يعتبر النمو الاقتصادي السريع والكثافة العالية لاستخدام النفط<br />

أي كمية<br />

النفط اللازمة لإنتاج دولار من الإنتاج أو المخرجات في الاقتصاديات الجديدة الناشئة من الأسباب الرئيسية وراء الزيادة المطردة<br />

لاستهلاك خامات النفط.‏ حيث تشير البيانات المتوفرة حول نمو استهلاك النفط في الصين لوحدها خلال الفترة الممتدة بين عام<br />

%9<br />

%35<br />

2003<br />

و‎2007‎ فقط أن استهلاك الصين من النفط قد نما ب أي ما يقارب في معدله سنويا.‏ ولا يزال استهلاك الفرد<br />

من النفط في كل من الصين والهند منخفضا للغاية مقارنة مع الدول مرتفعة الدخل،‏ بمعنى أن أي احتمال لنمو الدخل المتاح في هذه<br />

4<br />

الدول سوف يؤدي بالضرورة إلى زيادة الطلب على النفط بدرجة أكبر . من هنا يتبين لنا أن عوامل السوق سوف تستمر في تأكيد<br />

ضغطها على الأسعار.‏<br />

213


تشخيص المتغيرات الجديدة في سوق النفط وأثرها على استقرار الأسعار 2008- 2010 _____________________________________________________<br />

وبالنظر إلى إجمالي استهلاك الطاقة العالمي خلال العقد الماضي يظهر<br />

النفط إلى ذروته سنة<br />

عشر سنوات<br />

الشكل (1)<br />

،2004<br />

فإن الاستهلاك العالمي للنفط نما بنسبة<br />

2007 فقط سنة %1.1<br />

1.3)<br />

تمايزا،‏ بمعنى أنه بينما وصل نمو استهلاك<br />

أي أقل بقليل من متوسط نموه خلال<br />

5<br />

٪) . والحقيقة هي أن نمو الطلب يتجه إلى أن يكون أكثر أو أقل بقليل من متوسط نموه خلال العشرة سنوات<br />

بعد أن ارتفع لفترة وجيزة سنة 2004. والسؤال الذي يطرح هنا هو:‏ هل تعني زيادة الطلب العالمي على النفط خلال العشر سنوات<br />

الماضية ستكون كافيا لتفسير الارتفاع المفاجئ في الأسعار سنة<br />

2008<br />

-2<br />

1-2<br />

العوامل المتعلقة بجانب عرض النفط<br />

:<br />

؟<br />

تباطؤ الاستثمارات يمكن تفسير الأسباب الرئيسية وراء الانخفاض في نمو الإنتاج إلى أسباب تتعلق بالفترات الطويلة التي مرة<br />

6<br />

ا صناعة النفط من ركود في الاستثمارات والطاقة التكريرية المتوفرة بالإضافة إلى تعطل وعدم انتظام في بعض الإمدادات . علاوة<br />

على ذلك لم تتبع الأوبك سياسة فعالة للحدة من ارتفاع الأسعار،‏ ففي حين أن مضاعفة إنتاج الدول غير عضو في الأوبك لم يرق إلى<br />

مستوى التوقعات دف التأثير على الأسعار.‏ سجل إنتاج الأوبك زيادة بمقدار مليون برميل يوميا منذ عام بينما زاد<br />

الإنتاج خارج الأوبك في نفس الوقت بنسبة 4.4<br />

7<br />

مليون برميل يوميا .<br />

2003<br />

2.4<br />

من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء تباطأ نمو الاستثمارات الارتفاع المفاجئ في التكاليف الجديدة للنفط والغاز.‏ فبعد<br />

فترات طويلة من انكماش السوق في<br />

1980<br />

و‎1990‎ يبدوا أن المستثمرين لم يجدوا حوافز جديدة للاستثمار في عمليات الإنتاج<br />

والقدرات التكريرية الأمر الذي ساهم بشكل مهم في ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة،‏ ومنذ ذلك الحين توصلت معظم نتائج<br />

الدراسات التي خصت أزمة أسعار<br />

2008<br />

إلى الإقرار بالنقص الحاد في المهندسين والمعدات اللازمة وغيرها من السلع الأساسية.‏ فقد<br />

إلى أن تكلفة رأس المال لعمليات التنقيب والإنتاج زاد بأكثر من<br />

توصلت<br />

الضعف خلال السنوات الأربع الماضية مما يعني أن تطوير القدرات الإنتاجية الحالية يتطلب مضاعفة الاستثمارات القائمة.‏ علاوة على<br />

Cambridge Energy Research Associates<br />

ذلك نجد أن النقص الحاد في المهارات يؤدي إلى تأخير العديد من المشاريع مما يزيد من تراجع النمو في القدرة الإنتاجية.‏ هذا الموقف<br />

من المرجح أن يستمر في المستقبل بسبب أن أجزاء واسعة من المعدات في صناعة النفط وصلت إلى اية خدمتها بعدما اهتلكت بصفة<br />

8<br />

شبه كاملة .<br />

في حين أن انخفاض الاستثمارات تعني أنه لا وجود لقدرات إنتاجية ستضاف إلى الإمدادات القائمة سجلت السوق عدد من<br />

الاضطرابات المتقطعة في العرض مما سيزيد من الضغوطات على السوق.‏<br />

2-2<br />

تعطل إمدادات النفط إلى السوق<br />

:<br />

بالرغم من عدم تسجيل تعطل حاد في الإمدادات العالمية للنفط خلال السنوات الخمس<br />

إلى 3<br />

الماضية،‏ فإنه يقدر ‏'إجمالي التعطيل في الإمدادات'‏ ب 2 مليون برميل يوميا بسبب عدد من الأحداث أهمها تعطل الإمدادات<br />

النفطية القادمة من نيجيريا بسبب هجمات المتمردين،‏ إعصار كاترينا فضلا عن انخفاض القدرات الإنتاجية لكل من فترويلا والعراق.‏<br />

وقد أدى اضطراب الإمدادات النيجيرية في ربيع عام<br />

2008<br />

إلى مزيد من الانخفاض في عرض خامات النفط الخفيفة ومنه المساهمة في<br />

9<br />

ارتفاع الأسعار(‏crude (light sweet . وأخيرا أدت المخاوف من احتمال تعطل الإمدادات بسبب احتمال مواجهة عسكرية مع<br />

إيران في المستقبل إلى مزيد من الضغط على السوق من جانب العرض.‏<br />

نتيجة للعوامل السابقة تراجع الفائض في القدرات الإنتاجية في العالم بشكل ملحوظ خلال الفترة الممتدة بين عامي<br />

و‎20<strong>09</strong>‎ لتبقى أقل بكثير من متوسطها خلال<br />

2004<br />

10<br />

سنوات.‏ في ظل تضاؤل إمكانية وجود قدرة كامنة لتحقيق فوائض كفاية من<br />

214


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

جانب العرض،‏ يكون من المستحيل على المنتجين مواجهة احتمال تعطل الإمدادات لاستعادة توازن السوق دون الحاجة لتغيرات هامة<br />

في الأسعار.‏ وبما أنه من غير الممكن في الوقت الحالي تحقيق توازن بين نمو الطلب على النفط ونمو الكمية المعروضة سينتج عنه عجز تام<br />

في تحقيق طاقة إنتاجية فائضة مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار في السوق الفورية.‏<br />

ومع ذلك يبدو من الصعب الربط بين تحركات الأسعار في أسواق النفط سنة<br />

للسوق.‏ فبالنظر إلى تطورات سوق النفط سنة<br />

حيث أنه طوال النصف الأول من عام<br />

2008<br />

2008<br />

2008<br />

ضعيف.‏ علاوة على ذلك فإن الايار السريع لأسعار النفط من مستوى<br />

بالتوازن الدقيق للعوامل الأساسية<br />

يبدو أا تتعارض على الأقل مع جزء من تبريرات أصحاب الرأي<br />

الأول.‏<br />

أين كانت أسعار النفط ترتفع كان التوازن بين العرض والطلب يتحقق مبدئيا وبشكل<br />

150<br />

دولار للبرميل إلى نحو<br />

40<br />

20<strong>09</strong><br />

-3<br />

دولار للبرميل في بداية سنة<br />

يستند مبدئيا إلى تغيير طفيف في عوامل السوق القائمة،‏ هذا يدل على أنه إما أن يكون هناك زمن تأخير يفصل بين التغير<br />

الذي حصل في عوامل السوق إلى غاية تغير الأسعار،‏ أو أن هناك عوامل أخرى أثرت على حركة الأسعار.‏<br />

السياسات الحكومية الخاطئة<br />

في الوقت الذي يستند فيه الكثير في تفسيرام للأزمة على عوامل وظروف السوق على أما الدافع الرئيسي وراء زيادة<br />

أسعار النفط منذ سنة<br />

2004، يسلم بعض من المحللين بالإسهام الهام للسياسات الحكومية الخاطئة في الارتفاع المطرد للأسعار في<br />

2008. بحث لم تؤدي تلك السياسات الخاطئة فقط إلى تقييد الحصول إلى الموارد النفطية في جميع أنحاء العالم بل ساهمت في تغذية<br />

الطلب المحلي على وقود النقل أثناء فترة ارتفاع الأسعار.‏<br />

من ناحية أخرى<br />

نجد أن عامل تأميم<br />

الموارد النفطية<br />

(resources nationalism)<br />

في بعض البلدان المصدرة للنفط مثل<br />

روسيا وفترويلا،‏ قد أدى إلى منع شركات النفط متعددة الجنسيات من الوصول وتطوير حقول نفطية جديدة مما ساهم في تعميق<br />

العجز المسجل في إنتاج النفط.‏ وفي نفس الوقت وكما هو الحال عليه في كثير من اقتصاديات السوق الناشئة مثل إيران وروسيا<br />

حافظت حكومات هذه الدول على الإعانات الحكومية المخصصة لدعم أسعار البترين المحلية،‏ بحيث بقية الأسعار منخفضة بشكل لا<br />

يعكس مستوياا في الحقيقية في الأسواق العالمية الأمر الذي حال دون منع انخفاض الاستهلاك في هذه الأسواق مع بداية الارتفاع في<br />

10<br />

الأسعار . ومع ذلك فإن استمرار ارتفاع الأسعار أدى ببعض الدول التي لم تستطع تحمل عبء مستويات الدعم الحكومي لأسعار<br />

الوقود المحلية إلى بدء عدد من الدول في اتخاذ إجراءات استثنائية دف خفض الدعم على الوقود كالصين.‏ أخيرا بالنظر إلى بعض<br />

الدول المتقدمة،‏ نجد أن السياسة الضريبية المرنة لعبت دورا هاما في منع تغير أسعار الوقود في محطات البترين بشكل كبير بسبب فرض<br />

11<br />

ضرائب مباشرة مرتفعة على الوقود .<br />

فضلا عن السياسات الحكومية الخاطئة نجد أا في بعض الأحيان ساهمت بشكل مباشر في عدم استقرار سوق النفط،‏ كما<br />

هو الحال في أوروبا والولايات المتحدة بحيث أدت التشريعات الجديدة المتخذة بشان فصل عنصر الكبريت عن الديزل إلى أثر مباشر<br />

على أسعار النفط الخام الخفيف.‏ أيضا يبدو أن القرار الهام لوزارة الطاقة الأمريكية برفع مخزون الوقود ضمن الاحتياطي الإستراتيجي<br />

للولايات المتحدة إلى مستويات أعلى سنة<br />

2008<br />

يكون هذا القرار قد خفض العرض ب<br />

ووفقا لتقديرات<br />

13<br />

السوق . وبالنظر إلى المرونة السعرية للطلب على النفط استنتج<br />

Philip K.Verleger<br />

12<br />

أدت إلى تقليص الكميات المعروضة من النفط الخام الخفيف في السوق الفورية .<br />

%0.5 إلى %0.1<br />

Philip K.Verleger<br />

من النفط الخام الخفيف في<br />

أن قرار وزارة الطاقة الأمريكية برفع<br />

215


تشخيص المتغيرات الجديدة في سوق النفط وأثرها على استقرار الأسعار 2008- 2010 _____________________________________________________<br />

مستوى المخزون الإستراتيجي أدى وحده إلى زيادة الأسعار بنحو<br />

الصدمة البترولية لعام<br />

10<br />

1973<br />

-4<br />

-5<br />

متغيرات الاقتصاد الكلي : انخفاض الدولار<br />

شجعت الولايات المتحدة على تصميم سياسات اكتناز سيئة للوقود.‏<br />

دولار للبرميل،‏ وهذا ليس بالأمر الجديد بالنظر إلى أنه بعد<br />

من العوامل العديدة التي في كثير من الأحيان يكون لها أثر مباشر على ارتفاع أسعار النفط الانخفاض المستمر للدولار<br />

الأمريكي على مدى السنوات الخمس الماضية.‏ ففي حين أن العلاقة بين أسعار النفط والدولار معقد ولا تخدم مصالح أطراف السوق<br />

في معظم الأحيان،‏ نجد أن انخفاض قيمة الدولار ستؤدي إلى ارتفاع في سعر النفط بالدولار والعكس بالعكس.‏ فمنذ أن تم اعتماد<br />

تقويم النفط بالدولار الأمريكي يفترض أن انخفاض سعر صرف الدولار سيخفض بذلك تسعير النفط في السوق ومن ثم سيزيد الطلب<br />

عليه.‏ وفي حال ترك السوق يتوازن وفقا للظروف الجديدة انخفاض الدولار مع افتراض ثبات العوامل الأخرى سيرتفع سعر<br />

النفط بالدولار.‏<br />

أسباب نفاذ المستثمرين غير التجاريين إلى سوق العقود الآجلة<br />

في السنوات الأخيرة ظهر اهتمام متزايد لدى المستثمرين باتجاه استخدام بعض السلع كأصول مالية،‏ ونتيجة لذلك شهد<br />

سوق العقود الآجلة للنفط نفاذ عدد من المستثمرين الجدد خلال السنوات الخمس الماضية.‏ الحقيقة أن عدد العقود المفتوحة في اية<br />

اليوم في العقود الآجلة للنفط الخام التي يجري تداولها في بورصة نيويورك ‏(نايمكس)‏ قد تضاعف من<br />

ما يقارب من 1.4 مليون عقدا سنة<br />

700000<br />

2004 عقد سنة<br />

.2008<br />

إلى<br />

إن أسباب الاهتمام المتزايد للمستثمرين الماليين بسوق العقود الآجلة للنفط متنوعة.‏ فنظرا لاتجاه التاريخي لحركة أسعار<br />

السلع الأساسية المعاكس لحركة الأسعار في أسواق الأصول تحول مؤخرا بعض المستثمرين كصناديق المعاشات إلى الاستثمار في السلع<br />

الأساسية دف الحد من المخاطر،‏ وفضل البعض الاستثمار في سوق العقود الآجلة للنفط من أجل تفادي الآثار السلبية للتضخم<br />

وهبوط الدولار على أصولهم.‏ بينما تحول عدد منهم إلى أسواق النفط دف البحث عن عائدات أعلى من تلك المحققة في أسواق<br />

الأصول.‏ من هنا لعب سلوك القطيع<br />

الماليين.‏<br />

(herd behavior)<br />

-6<br />

تأثير الأسواق المالية والتنبؤات على سوق النفط<br />

الذي تتميز به الأسواق المالية دورا محوريا في استمالة مزيد من المستثمرين<br />

إن زيادة التدفقات المالية إلى سوق العقود الآجلة للنفط قد أضافت سيولة مهمة للسوق،‏ حيث اعتبر معظم خبراء الاقتصاد<br />

أن هذا أمر جيد للسوق لأن إضافة سيولة للسوق ستمكن من اكتشاف مستويات الأسعار الحقيقية واستقرار السوق.‏ لكن الدلائل<br />

تكشف خلاف ذلك حيث أصبحت تقلبات أسعار سوق العقود الآجلة أعلى من تلك المسجلة في أسعار السوق الفورية.‏ وقد أدى<br />

14<br />

ذلك بالكثيرين للاعتقاد بأن هذه التدفقات المالية وأنشطة المضاربين هي المسؤولة بشكل كبير عن تقلبات أسعار النفط الخام . ومع<br />

ذلك فإنه توجد فقط أدلة ضئيلة على ضلوع المتعاملين غير التجاريين في عملية تستهدف رفع أسعار النفط.‏ حيث استنتج التحقيق<br />

المؤخر من قبل اللجنة الأمريكية للتداول على البضائع الآجلة<br />

(US Commodities Futures Trading Commission)<br />

أنه لا<br />

216


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

يوجد أي دليل على تغير مواقع مختلف اموعات التجارية في الأسواق بما في ذلك صناديق الاستثمار وتجار المبادلة swap<br />

15<br />

(dealers) سبقت تغير الأسعار .<br />

السؤال الذي يمكن طرحه في هذه الحالة هو:‏ هل هذا يشير إلى أنه لا يوجد ارتباط بين زيادة المضاربات المالية في سوق<br />

العقود الآجلة للنفط وتقلبات السوق؟ لقد خلص مؤتمر لندن للطاقة بأنه على الرغم من عدم وجود أدلة على أن المتعاملين الماليين<br />

تلاعبوا بالأسعار إلا أن مجال الشك مازال مفتوحا لإمكانية أن يكون سلوك المتعاملين في السوق قد أفرز ضغوطات على أسعار النفط<br />

دفعتها نحو الارتفاع.‏ والسبب في ذلك يمكن إيجاده في الفرق بين المستثمرين الماليين والمستثمرين التقليديين،‏ لأن المستثمرين المالية<br />

يميلون للعمل بشكل أكثر تماسكا كمجموعة دف أخذ مواقع مهمة في الأسواق طويلة الأجل لأا أقل حساسية لتقلبات الأسعار،‏<br />

كما تميل إلى تقبل المخاطر الآنية لأن مواقعهم في السوق غالبا ما تستند إلى ظروف الاقتصاد الكلي الدولية.‏ علاوة على ذلك فمنذ أن<br />

استحوذ المستثمرين الماليين على حوالي ثلث عدد العقود المفتوحة<br />

التأثير المباشر على اتجاهات الأسعار في السوق.‏<br />

(open interest)<br />

-7<br />

النتائج والتوصيات<br />

على الرغم من الانخفاض في أسعار النفط إلى نحو<br />

$50<br />

المدى المتوسط والطويل.‏ حيث توقع وكالة الطاقة الدولية وصول أسعار النفط إلى مستوى<br />

ومستوى<br />

حتى سنة<br />

في بورصة نايمكس أصبحت لقرارام إمكانية<br />

للبرميل،‏ فإن معظم التنبؤات تتوقع ارتفاع الأسعار مرة أخرى في<br />

$100<br />

للبرميل حتى سنة<br />

2015<br />

$122<br />

بحلول سنة 2030. أما توقعات أوبك فكانت نوعا ما أكثر اعتدالا وذلك ببلوغها مستوى<br />

$90<br />

.2030<br />

للفترة القادمة<br />

وفي هذا الإطار قدرت وكالة الطاقة الدولية أنه من أجل استيعاب النمو المتوقع في الطلب وللتعويض عن نضوب حقول<br />

النفط الحالية،‏ يتطلب الأمر الحاجة لاستثمارات تبلغ نحو<br />

أولا<br />

5<br />

:<br />

تريليون دولار حتى سنة 2030. لكن نظرا للأسعار المنخفضة حاليا<br />

وعدم اليقين حول حركة الأسعار في المستقبل،‏ قد يؤدي إلى ركود الاستثمارات ومن ثم إمكانية تقلبات أسعار النفط مستقبلا.‏<br />

كل هذه العوامل تشير إلى بقاء ارتفاع الأسعار وتقلبات السوق سمة ثابتة في أسواق النفط في المستقبل المنظور.‏ في حين<br />

تبقى بعض تقلبات أسعار النفط لا مفرا منها بسبب خصائص وتعقيدات سوق النفط،‏ وبالتالي يجب أن تكون للدول المنتجة<br />

والمستهلكة على حد سواء مصلحة قوية في تجنب التقلبات الحادة في الأسعار استنادا إلى التغييرات الهامة في تكييف برامج النفقات<br />

الاجتماعية والتنموية مع الواقع الجديد الذي يفرضه سوق النفط.‏ من هنا يمكننا أن استعراض أهم التوصيات في هذا الإطار في ثلاث<br />

نقاط:‏<br />

إن زيادة الشفافية والمعلومات حول سوق النفط ينبغي أن تكون واحدة من المخاوف الأكثر إلحاحا لتلك الدول.‏ في<br />

الماضي أدى عدم اليقين في سوق النفط إلى تشكيل واحدا من كبرى العقبات التي اعترضت التخطيط وزيادة الاستثمارات،‏ كما يمكن<br />

أن يؤدي عدم اليقين أيضا إلى تنبؤات مبالغ فيها بشأن الأسعار في كلا الاتجاهين.‏ ومن ثم فإن الحاجة إلى مزيد من المعلومات ستساعد<br />

في التوصل إلى فهم أفضل لحركات الأسعار وتأثير الأسواق المالية.‏ أخيرا في عالم حيث الدول غير الأعضاء في منظمة التنمية والتعاون<br />

تستحوذ على حصص متزايدة في السوق مقارنة بالفترات الماضية،‏ فسيصبح من الضروري التوصل لفهم أفضل لعلاقة سياساا بسلوك<br />

السوق.‏<br />

217


تشخيص المتغيرات الجديدة في سوق النفط وأثرها على استقرار الأسعار 2008- 2010 _____________________________________________________<br />

اللاحقة<br />

: ثانيا<br />

على الدول المنتجة والمستهلكة بذل المزيد من الجهود لتسهيل الاستثمار في زيادة قدرات عمليات الإنتاج والعمليات<br />

operations) ،(upstream and downstream فمن دون إحداث<br />

استثمارات جديدة ستبقى أسواق النفط معرضة<br />

للتقلبات في المستقبل لأن تحقيق التوازن فيها سيكون عملية جد صعبة.‏ ولقد أوردت أحدى الدراسات ‏"أن حوالي<br />

يوميا يجب أن تضاف إلى القدرات الإنتاجية بحلول سنة<br />

هذا التحدي تجدر الإشارة إلى أن<br />

ثالثا<br />

7<br />

2015<br />

7<br />

:<br />

مليون برميل<br />

إضافة إلى المشاريع التي يجري تنفيذها حاليا"،‏ ودف الوصول إلى<br />

مليون برميل يوميا تساوي تقريبا مستوى إنتاج المملكة العربية السعودية حاليا.‏ إن معظم<br />

الطاقات الإنتاجية المتوقع إضافتها يتوقع أن تكون في دول أوبك كما أن الوصول إلى كثير من الحقول في عدد من الدول لا يزال<br />

مقيدا بسبب عمليات التأميم مما سينعكس سلبا على آفاق الاستثمارات المستقبلية.‏ ومن أجل تجنب نقص الاستثمارات وآثارها على<br />

الإنتاج لاحقا سيكون من المفيد إعلام الدول أن عمليات تأميم مواردها ليست دائما تصب في مصلحتها،‏ إذ يتعين محاولة إقناع<br />

الدول المنتجة أن البيئة المؤسسية تفضل تخصيص فعالا لرؤوس الأموال والاستثمارات من أجل توليد عائدات مستقرة بالمقارنة مع<br />

الظروف التي أنتجت ارتفاعا في الأسعار بسبب عدم مرونة عرض النفط".‏<br />

على الرغم من أن آثار الأسواق المالية على أسعار النفط ما زالت قضية خلافية،‏ فإن العمل على إعادة تنظيم سد<br />

الثغرات التي قد تسمح بالتلاعب بالسوق والبيانات النفطية المعتمدة لاتخاذ قرارات الاستثمار يبدو ضرورة.‏ في الواقع أنه طالما أن<br />

التوقعات المستقبلية للأسواق لا تزال مفتوحة لكل الاحتمالات فإن ذلك ينبغي أن يكون أولوية قصوى بالنسبة للمشرعين للعمل في<br />

هذا الإطار،‏ وفي نفس الوقت يجب أن لا تحد تلك الإصلاحات من مستويات السيولة في السوق أو تقييد عمليات التداول.‏<br />

إذا بذلت الحكومات جهودا موحدة لزيادة الشفافية وتيسير الاستثمارات في سوق النفط والالتزام ا في المدى المتوسط والطويل،‏ فإن<br />

ذلك قد يؤدي إلى منع التقلبات الحادة للأسعار كمثل التي حدثت خلال السنوات القليلة الماضية.‏ وبطبيعة الحال لا يوجد أي ضمان<br />

ملموس بأن الأسعار سوف لن ترتفع مجددا في المدى الطويل في ظل استمرار نمو الطلب العالمي وزيادة الضغط على الكمية المعروضة.‏<br />

في اية المطاف فإن خفض الطلب العالمي من خلال تعزيز كفاءة استخدام الطاقة وتنويع اعتماد الاقتصاد على مصادر مختلفة من<br />

الوقود عبر التحول إلى مصادر بديلة،‏ سيكون السبيل الوحيد للحفاظ على استقرار أسعار النفط مستقبلا.‏<br />

الشكل (1) : النسبة المؤوية لتغير الاستهلاك العالمي للنفط<br />

المصدر:‏ مجلة<br />

PB شركة ‘Statistical Review of World Energy 2008’<br />

النفطية،‏ متاح على الرابط التالي:‏<br />

www.bp.com/iframe.do?categoryId=9024179&contentId=7044895<br />

218


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

،‘Short-term Energy Outlook’<br />

.20<strong>09</strong><br />

المصدر:‏ وكالة الطاقة الدولية،‏ ’2008 ‘World Energy Outlook<br />

المصدر:‏ وكالة الطاقة الأمريكية<br />

13 جانفي<br />

المصدر:‏ مكتب الطاقة،‏ لندن drivers،2008 The rise and fall in oil prices: analysis of fundamental and financial<br />

قائمة المراجع :<br />

1 Amenec Noel, “Oil Prices: the True Role of Speculation”, EDHEC, Berlin, Germany, November 2008, p.84.<br />

2 Michael W. Masters, “Testimony before the Committee on Homeland Security and Governmental Affairs”, Institute<br />

for Energy Research, 2008, p.65.<br />

3 Recession Shock: The Impact of the Economic and Financial Crisis on the Oil Market, Cambridge Energy Research<br />

Associates, UK, 2008, p.68.<br />

4 BP ‘Statistical Review of World Energy 2008, Energy Charting Tool, available at:<br />

www.bp.com/iframe.do?categoryId=9024179&contentId=7044895.#<br />

219


تشخيص المتغيرات الجديدة في سوق النفط وأثرها على استقرار الأسعار 2008- 2010 _____________________________________________________<br />

5 BP, ‘Statistical Review of World Energy’, London: British Petroleum, 20<strong>09</strong>, p-27.<br />

6 International Energy Agency, ‘World Energy Outlook 2008’, IEA/OECD: Paris. Robert J. Samuelson, ‘OPEC’s<br />

Triumph: Acting Like a True Cartel – with America’s Help’, The Washington Post, 12 March 2008.<br />

7 Commodity Futures Trading Commission, “ITF Interim Report on Crude Oil”, Washington, July 2008, p.10.<br />

8 Cambridge Energy Research Associates, ‘Recession Shock: The Impact of the Economic and Financial Crisis on the<br />

Oil Market’, op. Cit.<br />

9 في أفريل 2008، توقع المتعاملين في سوق النفط أن تشهد الإمدادات النيجيرية من الخامات الخفيفة انخفاض من 2.6<br />

مليون برميل يوميا.‏<br />

مليون برميل يوميا إلى مستوى<br />

10 Daniel Yergin (2008), ‘Oil at the Breaking Point’, op. Cit.<br />

1.76<br />

11 International Energy Agency, ‘World Energy Outlook 20<strong>09</strong>’, Washington. DC, p. 96.<br />

بدأت الولايات المتحدة في إعادة تمويل احتياطها الإستراتيجي في اية سنة 2007، حيث كان هدفها توسيع احتياطياا مرتين على ما كانت عليه.‏<br />

ولقد تم التوقف مؤقتا عن هذا المشروع اية ماي<br />

2008 بسبب بداية الارتفاع أسعار النفط.‏<br />

12<br />

13 International Energy Forum, ‘Progress Report on the Outcome of the Jeddah Energy Meeting’, 19 Dec 2008 p-21.<br />

14 Ibid.<br />

15 Commodity Futures Trading Commission , “ITF Interim Report on Crude Oil”, Op.cit, p. 27.<br />

220


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

النفط والطاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة<br />

أ.مخلفي أمينة،‏ جامعة ورقلة<br />

– الجزائر<br />

amina_mekhelfi@yahoo.fr<br />

<br />

،2007<br />

:<br />

الملخص لقد كثر الاهتمام بمصادر الطاقات البديلة للنفط المتجددة منها وغير المتجددة بسبب خاصية النضوب لهذا المورد،‏ وكذا للارتفاع الشديد لأسعاره خلال حقبة القرن الواحد<br />

والعشرين.‏ خاصة مع الأزمة المالية العالمية وقد زاد الوضع تفاقما مع أزمة فوكوشيما النووية والأزمات العربية الراهنة.‏ تحاول دراستنا التعرف على إمكانية إحلال النفط بمصادر<br />

الطاقات الأخرى المتجددة منها وغير المتجددة في الوقت الراهن.‏<br />

الكلمات الدالة : الطاقات البديلة غير المتجددة،‏ الغاز،‏ الفحم،‏ الطاقة النووية،‏ الطاقات البديلة الدائمة،‏ الطاقة الشمسية،‏ طاقة الرياح،‏ اقتصاد النفط.‏<br />

تمهيد :<br />

إن التحول التاريخي من الفحم إلى النفط والغاز،‏ جاء طوعا لاعتبارات فنية واقتصادية ولم يأت نتيجة نقص حاصل في مناجم<br />

الفحم الحجري.‏ أما اليوم،‏ فإن البحث عن مصادر جديدة للطاقة دف التعويض عن النفط والغاز لم يكن عملا طوعيا،‏ وإنما تحولا<br />

مفروضا بحكم النقص المتوقع في هذه المصادر نتيجة الاستتراف الشديد لتلك المكامن القابلة للنضوب ؛ ولقد شكل هذا التحول انتقالا<br />

من مصادر الطاقة منخفضة المستوى وقليلة المرونة في الاستعمال إلى مصادر طاقة ذات النوعية والمردود الاقتصادي الأفضل ؛ كما<br />

أستدعى هذا التحول سياسة سعريه مناسبة لمصالح الاحتكارات الدولية.‏ فصناعة النفط العالمية،‏ المتأثرة آنذاك بخطة مارشال والداعية<br />

لتعمير أوروبا الغربية،‏ انتهجت سياسة جعل النفط رخيصا،‏ مستغلة في ذلك حقول النفط الغزيرة في الشرق الأوسط.‏ وأدت هذه<br />

السياسة السعرية إلى تسريع عملية التحول من الفحم إلى النفط في جميع أنحاء العالم.‏<br />

يستهدف التحول الحالي في مصادر الطاقة الانتقال من مصادر طاقة ناضبة إلى تلك المتوفرة بكميات أكبر ووصولا إلى مصادر<br />

متجددة ودائمة.‏ فالنفط والغاز يشكلان الأساس في مصادر الطاقة الحالية،‏ وإن الأمل معقود على الفحم الحجري والطاقة النووية،‏<br />

ليشكلا مصادر الوقود الانتقالي إلى أن يحين الوقت لتطوير مصادر الطاقة التي لا تنضب،‏ أي لها القابلية على التجدد الدائم.‏ كالطاقة<br />

الشمسية والمفاعلات النووية وطاقة الرياح وطاقة الحرارة الجوفية لباطن الأرض وغيرها من الطاقات المتجددة الأخرى.‏<br />

لهذا سنتناول في هذا المقال دراسة مصادر الطاقة البديلة للنفط المتجددة وغير المتجددة ومحاولة معرفة موقع النفط منها،‏ وهل<br />

يمكن إحلاله ذه الطاقات ؟ وعليه نحاول الإجابة من خلال ثلاثة محاور أساسية فيما يلي<br />

:<br />

:<br />

.1.1<br />

أولا مصادر الطاقات البديلة للنفط غير المتجددة<br />

يستوجب دراسة موضوع مصادر الطاقات البديلة للنفط غير المتجددة،‏ تناوله حسب أنواع هذه المصادر على النحو التالي :<br />

الغاز الطبيعي،‏ الفحم الحجري و الطاقة النووية.‏<br />

الأهمية الاقتصادية للغاز الطبيعي : الغاز الطبيعي هو خليط من الغازات القابلة للاحتراق،‏ والتي تتغير نسبها ومكوناا من<br />

حقل إلى آخر.‏ وإن خاصية قابلية الاحتراق،‏ تولد لنا قدرا كبيرا من الطاقة.‏ وإن تكوين الغاز الطبيعي يمكن أن تتفاوت على نطاق<br />

واسع من منطقة لأخرى وحتى في نفس المنطقة ؛ وقد اكتسب أهميته الاقتصادية منذ اكتشافه سنة وقد بقي الغاز المنتج<br />

حتى الحرب العالمية الثانية في معظمه غازا مرافقا،‏ وهو ما برر إحراقه وإهداره على النحو السائد في تلك الفترة.‏ وذلك لان أسواق<br />

الاستهلاك كانت بعيدة عن استيعاب الكميات المنتجة،‏ كما أن وسائل نقله لم تكن متطورة.‏ غير أن ازدياد الطلب على الطاقة بعد<br />

الحرب العالمية الثانية،‏ وحدوث تطور تكنولوجي هائل في مجال استخدام الأنابيب كواسطة لنقل الغاز عبر شبكات واسعة،‏ أسهم<br />

في ازدياد إنتاجه والبحث عنه.‏ ومع مطلع السبعينيات من القرن العشرين إلى يومنا الحالي،‏ بدأ التوجه نحو استثمار الغاز الطبيعي<br />

بشكل واسع في جميع أرجاء العالم.‏ وبتالي احتل الغاز الطبيعي مكانة مرموقة بين مصادر الطاقة البديلة<br />

،1920<br />

.<br />

1<br />

221


______________________________________________________________________________________________________________<br />

مصادر طاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة للنفط وموقعه منها<br />

من خصائص ، 2<br />

يعتبر الغاز الطبيعي في الوقت الراهن،‏ الوقود المثالي في الاستعمال،‏ لما يتصف به حيث يتوفر بكميات كبيرة<br />

مع سهولة استخراجه ونقله،‏ كما يتمتع بتركيبة كيميائية بسيطة نسبيا ً وبطاقة حرارية عالية،‏ وهذا بسبب خاصية الاحتراق السهل<br />

والكامل له،‏ ولا يتطلب عمليات معالجة كثيرة قبل استعماله مقارنة مع الفحم الحجري والنفط الخام،‏ وكونه خال من الشوائب فهو<br />

لا يعطي عند احتراقه أي بقايا وهذا ما يكسبه خاصية الاحتراق النظيف.‏<br />

3<br />

تعدد مكونات الغاز الطبيعي أدى إلى تعدد استعمالاته،‏ منها استعمالات صناعية،‏ في مواقع حقول النفط،‏ وكثيرا<br />

من الصناعات كصناعة الاسمنت والألمنيوم والكلس والحديد على نطاق واسع،‏ تزويد الحرارة اللازمة لذوبان المعادن والزجاج،‏<br />

يستعمل من قبل شركات توليد الطاقة الكهربائية،‏ كمصدر مهم في إنتاج الهيدروجين،‏ كعنصر هام جدا ً في تصنيع العديد من المواد<br />

العضوية الكيميائية مثل الكحول الميتيلي.‏ واستعمالات مترلية،‏ كوقود للأفران وتسخين المياه،‏ تشغيل وحدات التدفئة المركزية،‏<br />

التبريد وغيرها.‏ استعمالات حديثة،‏ استخدامه في شكل غاز النفط المسال GPL كوقود للمحركات،‏ مثلما يجري الآن في كل<br />

من الجزائر،‏ هولندا،‏ اليابان ودول أوروبا الشرقية.‏ حيث أنه في الوقت الراهن،‏ هناك حوالي أكثر من مليوني سيارة في كافة أنحاء العالم<br />

تستخدم الغاز الطبيعي كوقود بدلا ً من البترين أو المازوت.‏<br />

-(1) :<br />

-(2)<br />

-(3)<br />

إن أهم استغلال للغاز الطبيعي هو استخدامه في الصناعات البتروكيماوية لكونه المادة الخام الأساسية في تلك الصناعة،‏<br />

ويتوقع أن تمتد قائمة السلع التي يدخل الغاز في تركيبها إلى أكثر من 70 ألف مادة.‏<br />

2008، شهد<br />

9.35<br />

جدول (1)،<br />

نلاحظ من أنه في عام انخفاض في متوسط إنتاج سوائل الغاز الطبيعي في العالم بنسبة ناهزت<br />

مليون ب/ي عام 2007، إلى حوالي مليون ب/ي عام وانخفضت تقديرات متوسط إنتاج<br />

سوائل الغاز الطبيعي في بعض أقطار أعضاء الأوابك،‏ بينما ارتفعت في أقطار أخرى.‏ فعلى سبيل المثال،‏ انخفضت هذه التقديرات في<br />

ألف ب/ي عام ؛ بينما<br />

ألف ب/ي عام<br />

دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة<br />

ألف ب/ي عام إلى ألف ب/ي عام<br />

ارتفعت على سبيل المثال في الجزائر بنسبة<br />

ألف ب/ي عام ؛ وقد<br />

وارتفعت تقديرات الإنتاج في دولة قطر بنسبة %7.1 من ألف ب/ي عام<br />

ارتفعت نسبة مساهمة الدول العربية مجتمعة إلى بعد أن كانت حوالي عام<br />

2008<br />

،2008<br />

2008<br />

،2008<br />

،2007 إلى 250<br />

357 2007<br />

،2007 إلى 349<br />

.2007<br />

% 28.9<br />

% 16.7 من 300<br />

% 4.4 من 342<br />

326<br />

% 29.3<br />

%1 من 9.38<br />

يجري تسويق الغاز بنوعيه،‏ المميع ‏(غاز النفط المسال)‏ والغاز الطبيعي الحر ‏(الغاز غير المرافق).‏<br />

الطبيعي المسوق في العالم خلال عام 2008 بوحدة مليون متر مكعب للسنة،‏ كما يلي<br />

حيث سجل<br />

توزيع الغاز<br />

:<br />

4<br />

2008<br />

-1<br />

شهدت معدلات الغاز الطبيعي المسوق،‏ ارتفاعا على الصعيد العالمي في عام بنسبة %4.2، حيث بلغت الكميات<br />

المسوقة عام 2007 حوالي 2942 مليار متر مكعب،‏ بينما قدرت بحوالي 3065 مليار متر مكعب في عام 2008.<br />

،2008<br />

أما أقطار أعضاء الاوابك والدول العربية،‏ فقد بلغت مساهمة الدول العربية مجتمعة حوالي %14 في عام مقارنة بحوالي<br />

في عام 2007. حيث ارتفعت مساهمة أقطار أعضاء منظمة الاوابك في كميات الغاز الطبيعي المسوق عالميا حوالي<br />

في عام 2008، ارتفاعا من في عام 2007. بينما شهدت كميات الغاز الطبيعي المسوق انخفاضا كبيرا في<br />

كومنولث الدول المستقلة،‏ وربما يعود السبب الرئيسي في ذلك إلى تعثر عمليات تصدير الغاز عبر أوكرانيا،‏ فقد انخفضت هذه<br />

الكميات بحوالي مليار متر مكعب عام.‏<br />

%12.8<br />

34<br />

-2<br />

%13.7<br />

%13.2<br />

222


و(‏<br />

________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

،2007<br />

،%5.5 من 53.6<br />

-3<br />

مليار متر مكعب عام<br />

أن إجمالي كميات الغاز الطبيعي المسوق في دول أوبك قد ارتفعت بنسبة<br />

إلى حوالي مليار متر مكعب عام 2008، وبذلك ارتفعت نسبة مساهمة دول أوبك في كميات الغاز الطبيعي المسوق عالميا<br />

بشكل طفيف من %18.2<br />

عام 2007، إلى %18.4 عام 2008.<br />

56.5<br />

تريليون متر مكعب،‏ بزيادة تعادل حوالي<br />

بأكثر من 5<br />

قدر احتياطي الغاز الطبيعي في عام<br />

في<br />

تريليون متر مكعب.‏ وأتت معظم هذه الزيادة من حقل<br />

التي زادت عن تقديرات عام كما ساهمت الصين بنسبة كبيرة من هذه الزيادة نتيجة توجهها نحو استثمار الغاز<br />

تركمانستان الذي اكتشف عام حقل<br />

على حجم احتياطي الطبيعي وتحقيق اكتشافات هامة على هذا الصعيد.‏ وكانت قد أكدت في مطلع عام مكعب.‏ بلغت نسبة احتياطي أعضاء الاوابك من الغاز الطبيعي % 28.1 من<br />

مليار متر الذي قدر بما يتراوح بين 113 في حين بلغت حصة الدول<br />

كانت تمثلها عام إجمالي احتياطي الغاز الطبيعي في العالم،‏ منخفضة عن نسبة 2008. وهذا لا يعبر<br />

، مقارنة بنسبة العربية مجتمعة حوالي % 28.9 من الإجمالي العالمي في اية عام عمليا ً عن انخفاض في تقديرات الاحتياطي لهذه الدول،‏ ولكن سببه ارتفاع تقديرات الاحتياطي العالمي.‏ <br />

% 4.4 عن<br />

Liwan<br />

South Yolotan<br />

.2008<br />

% 30.2 عام<br />

20<strong>09</strong><br />

187<br />

% 29.3 التي<br />

20<strong>09</strong><br />

20<strong>09</strong><br />

179<br />

. 2006<br />

و 170<br />

2008<br />

رغم تأكيد أهمية الغاز كبديل أساسي في مجالات إنتاج الطاقة،‏ لما يحققه من ثورة تقنية في مجالات مراحل صناعته،‏ إلا أنه لا<br />

يخلو من بعض السلبيات ؛ ذلك أن ّ مشاريع استثمار الغاز الطبيعي تعد من أكثر المشاريع الصناعية كلفة من الناحية الاقتصادية،‏ بسبب<br />

رأس المال المنفق في هذه الاستثمارات.‏ حيث ينصب في معظمه على إنشاء شبكات خطوط أنابيب نقل الغاز،‏ محطات الضخ وصيانة<br />

الأنابيب.‏ تتراوح تكلفة إنشاء مصنع للتميع صغير الحجم بقدرة مليون طن من الغاز الطبيعي المميع،‏ و<br />

مليون دولار أمريكي.‏ كما أن ثمن ناقلة ذات سعة 100000 طن والتي لها خاصية الحفاظ على الغاز في حالته السائلة يصل<br />

‎200‎مليون دولارا)‏ كما تمتاز صناعة النفط بعقود ملزمة لفترات متوسطة وطويلة لا تقل عن 20 سنة،‏ وهذا يتطلب استثمارات<br />

في مجال سلسلة عمليات استغلال الغاز والتي تتصف بعدم المرونة.‏ إضافة إلى ارتباط أسعار الغاز بأسعار النفط وتخضع لتقلباا،‏ ولهذا<br />

تأثيره على العوائد المتأتية من تسويق الغاز،‏ وهو ما جعل الغاز يخضع لنظام تسعير أقل مرونة من أسعار النفط التي تتغير يوميا.‏ ونظرا<br />

إلى أن ّ الطلب على الغاز يتغير بتغير مواسم استهلاكه،‏ فيزداد في فصل الشتاء وأثناء النهار وخلال العطل والمناسبات.‏ وعليه فان هذا<br />

التغيير يستلزم وجود طاقات تخزينية مناسبة تستطيع استيعاب الفائض المتاح عند انخفاض الطلب وإمداد مراكز الاستهلاك في ساعات<br />

الذروة.‏ وهذا ما يتوجب تكاليف باهظة ومنشآت ضخمة.‏ ورغم نقاوة الغاز الطبيعي مقارنة بالثروات الأخرى،‏ إلا أن صناعته<br />

تتطلب تنقيته من الشوائب المختلفة،‏ والتي تتطلب كذلك تكلفة باهظة وتكنولوجيا عالية.‏<br />

بين 400<br />

إنتاج 3.5<br />

.<br />

7<br />

:<br />

.<br />

6<br />

500<br />

2-1<br />

: الأهمية الاقتصادية للفحم الحجري الفحم الحجري مادة قابل للاشتعال والاحتراق.‏ ويتولد عن هذه الخاصية طاقة على<br />

شكل حرارة يمكن استغلالها في استعمالات كثيرة كتدفئة المنازل،‏ وكوقود للمنشآت،‏ وفي عمل منتجات عديدة مختلفة.‏ ولكن<br />

الاستخدام الأساسي لهذه الحرارة هو في إنتاج الكهرباء حيث تشكل معامل إنتاج الطاقة الحاصلة ثلثي الكهرباء المستهلكة في العالم<br />

؛ وقد كان الفحم من أهم المصادر الطبيعية للطاقة خلال القرن التاسع عشر،‏ ومازال يستعمل حتى يومنا هذا.‏ ويساهم حاليا بحوالي<br />

الاستهلاك العالمي من الطاقة حسب إحصائيات كما يمثل الفحم الحجري اكبر احتياطي عالمي من بين مصادر<br />

الطاقة الأولية . وإن الكميات الممكن استخلاصها تمثل أربعة إلى ستة أضعاف كميات النفط والغاز بالقياس إلى وحدات الحرارة<br />

المنتجة.‏ ويستخدم الفحم الحجري كمصدر أولي للطاقة في المراحل التجارية وتوليد الطاقة ومادة خام في بعض الصناعات<br />

البتروكيميائية ؛ وعلى الرغم من كون الفحم،‏ في الوقت الراهن،‏ واعتباره ثالث أهم مصادر الطاقة بالنسبة لأقطار الصناعية بعد<br />

النفط والغاز الطبيعي،‏ فان وجوده واستخدامه في الأقطار النامية يعتبر محدودا جدا.‏ وتعتبر الأرجنتين والبرازيل والهند<br />

والمكسيك،...وغيرها،‏ أهم المناطق التي ترتكز عليها،‏ بشكل خاص،‏ الاحتياط واستهلاك طاقة الفحم.‏<br />

.20<strong>09</strong><br />

8<br />

%24 من<br />

223


______________________________________________________________________________________________________________<br />

مصادر طاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة للنفط وموقعه منها<br />

%29.6<br />

تتركز أكبر احتياطيات الفحم في العالم في دول أمريكا الشمالية ، 9 التي بلغت حصتها في اية عام حوالي 2008<br />

من الاحتياطيات العالمية ‏(بلغت حصة الولايات المتحدة لوحدها %28.8)، تلتها مجموعة دول الاتحاد السوفيتي السابق بنسبة<br />

%27.4، ثم الصين بنسبة %13.9، فاستراليا بنسبة %9.2، ثم الهند بنسبة ؛ وعلى الرغم من أن الفحم يشكل الوقود<br />

10<br />

الرئيسي لمحطات توليد الطاقة،‏ ومع ذلك نجد أن نسبة استخدامه في انخفاض مستمر لأكثر من سبب كارتفاع نفقات استخراجه<br />

وصعوبة نقله من المناجم إلى مناطق الاستهلاك إضافة إلى انخفاض قيمته الحرارية مقارنة مع النفط والغاز فإن استخدامه يزيد من<br />

تلوث البيئة؛ تعتمد الآلات الصناعية الحديثة على النفط ولا يمكن اقتصاديا إحلال الفحم كمصدر للطاقة دون تغيير الهياكل<br />

الاقتصادية للصناعة الحديث،‏ لهذه الأسباب،‏ اعتمدت سياسة اللجنة الأوروبية للطاقة على وضع الفحم في المرتبة الثالثة من بين مصادر<br />

إمداداا،‏ بعد النفط والغاز الطبيعي.‏<br />

%7.1<br />

:<br />

: 3-1<br />

يعود إنتاج الطاقة النووية إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية،‏ حيث بنت بريطانيا لأول<br />

الأهمية الاقتصادية للطاقة النووية دولة عبر العالم،‏ وتقع<br />

مفاعلا لتوليد الطاقة الكهربائية.‏ وتعمل المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء حاليا في مرة في عام معظم تلك المفاعلات في الولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا،‏ ودول آسيا المتطورة،‏ خاصة اليابان وكوريا الجنوبية . 11 إلا أن<br />

معظم المفاعلات الحديثة التي يجري بناؤها،‏ تقع في دول آسيوية،‏ مثل الصين وكوريا الجنوبية والهند.‏ وقدر عدد المفاعلات قيد<br />

منها في الصين و‎6‎ في كوريا الجنوبية و‎5‎ في الهند و‎1‎<br />

مفاعلا في آسيا،‏ مفاعلا،‏ منها ب الإنشاء اية عام مفاعلا،‏ طاقتها الإجمالية<br />

في كل من اليابان وإيران وباكستان.‏ وبلغ عدد المفاعلات العاملة في العالم في اية<br />

ميغاواط.‏ وقد ولدت<br />

مفاعلا قيد الإنشاء،‏ طاقتها الإجمالية ميغاواط كهرباء،‏ علاوة من إجمالي الكهرباء<br />

تيراواط ساعة من الكهرباء،‏ أي ما يعادل المفاعلات العاملة خلال<br />

المولدة في العالم ؛ وحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية،‏ فإن عدد المفاعلات التي تم إغلاقها منذ بدء استخدام الطاقة النووية لتوليد<br />

ميغاواط.‏ حيث شكلت الكهرباء المولدة بالطاقة<br />

إجمالي طاقتها مفاعلا حتى اية عام الكهرباء قد بلغ في سلوفاكيا،‏ و‎%50.2‎ في بلجيكا،‏<br />

من إجمالي الكهرباء في فرنسا،‏ حوالي النووية في عام %46.9 في أوكراني،‏ و %19.7 في الولايات المتحدة الأمريكية.‏<br />

30<br />

عام 437 ،2008<br />

50.855<br />

%13.6<br />

20<br />

37835<br />

%56.7<br />

34<br />

55<br />

على 55<br />

عام 2008 حوالي 2738<br />

،20<strong>09</strong><br />

%76.7<br />

2008<br />

123<br />

2008<br />

1956<br />

370.187<br />

أما بالنسبة لمستقبل الطاقة النووية،‏ فقد أدى ارتفاع أسعار النفط في السنوات الأخيرة خاصة في سنة 2011، إلى إعادة النظر<br />

في أهمية الطاقة النووية في بعض الدول،‏ وإمكانية الاستفادة منها وهذا رغم أزمة فوكوشيما اليابانية في مارس 2011. وفي هذا<br />

الإطار،‏ عاد الاهتمام إلى تقنية الاندماج النووي،‏ وعادت بعض الدول الصناعية إلى بناء مفاعلات جديدة،‏ ومنها روسيا الاتحادية<br />

والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا مع مراعاة معيار الأمن و التلوث البيئي.‏ وظهر اهتمام بعض الدول النامية في اقتناء هذه التقنية<br />

لاستخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية،‏ وخاصة توليد الكهرباء.‏<br />

11<br />

تستغل هذه الطاقة في الصناعات المدنية وغيرها،‏ ورغم الاكتشافات الحديثة المستخدمة لهذا النوع من الطاقة من جهة،‏ إلا<br />

أن ّ من جهة أخرى يرافق هذا الاستخدام صعوبات اقتصادية وتقنية تتفاوت في مستواها بين الدول المتقدمة المالكة للتكنولوجيا<br />

12<br />

المتطورة والتمويل الكافي وبين الدول النامية الفاقدة لهذه التكنولوجيا.‏ وتتلخص هذه الصعوبات في<br />

:<br />

التكاليف الباهظة التي تتطلبها الاستثمارات لإنشاء محطات توليد الطاقة بالمقارنة مع منشآت توليد الطاقة من مصادر أخرى؛<br />

طول الفترة الزمنية بين الشروع في بناء المفاعل النووي من مراحل إعداد الدراسة والتصميم ودخوله ميدان الإنتاج الفعلي؛<br />

ضيق مجال استخدام الطاقة النووية حيث تنحصر أكثر في مجال إنتاج الكهرباء،‏ وهو وإن كان مجالا مهما،‏ ولكن تبقى بعيدة<br />

عن مجالات لا تقل أهمية مثل النقل والصناعة.‏ حيث يظل استخدامها في هذه االات محدود جدا؛<br />

−<br />

−<br />

−<br />

224


ب ِ<br />

________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

-<br />

قلة الإطارات الفنية ذات التكوين العالي المتخصص التي تتطلبها هذه الصناعة من تحكم وتشغيل ومتابعة وصيانة.‏<br />

-<br />

خطر الحوادث النووية،‏ النفايات وخطرها الإشعاعي،‏ خطر الانتشار غير المراقب واحتمالات استعمالها للأغراض غير<br />

السلمية العسكرية أو الإرهابية من وجهة نظر الدول العظمى،‏ وخاصة في ظل التوترات السياسية العالمية الراهنة.‏ ‏-خطورة<br />

استعمال الشعاع النووي،‏ إذ يمكن أن ينجم عن التعرض لكميات ضارة من الإشعاع حالة تدعى داء الإشعاع،‏ مثلما هو<br />

الحال في منطقة تشرنوبيل في روسيا التي تظهر نتائجها السلبية في سنتي و‎2011‎‏،‏ و الذي انجر عنه أكبر حصيلة<br />

المرض بسبب انفجار مصنع نووي في فترة الثمانينات.‏<br />

2010<br />

علاوة على ذلك فهناك معوقات مرتبطة بتلوث البيئة وكيفية التخلص من الفضلات المشعة وبقايا الذري وهذا ما حدث<br />

للأكبر أزمة نووية للقرن الواحد والعشرون أزمة اليابان النووية للمفاعل النووي فوكوشيما،‏ والذي كان يعد من أأمن<br />

المفاعلات النووية عالميا من حيث الأمن البشري والبيئي و التجربة ثبتت عكس ذلك.‏<br />

−<br />

−<br />

−<br />

:<br />

: 13<br />

ثانيا:‏ مصادر الطاقات البديلة المتجددة أو الدائمة<br />

يطلق هذا المصطلح على مصادر الطاقة التي لها صفة التجدد والديمومة،‏ أي أن مخزوا غير قابل للنفاد بحكم الاستهلاك الدائم.‏<br />

ونميز بين نوعين من هذه المصادر،‏ حيث يضم الأول كل مصادر الطاقة الدائمة قيد الاستخدام،‏ وهذه المصادر تحتاج إلى مستوى<br />

تكنولوجي في متناول غالبية دول العالم،‏ وأهم هذه المصادر هي : الطاقة الشمسية،‏ المائية،‏ الهوائية،‏ الحرارة الجوفية،‏ والطاقة العضوية ؛<br />

بينما يضم النوع الثاني مصادر الطاقة الدائمة والتي هي في مرحلة التجارب والأبحاث وهذا النوع من المصادر يتطلب مستوى<br />

تكنولوجي رفيع،‏ لا يملكه العالم حتى وقتنا الحاضر،‏ وهي ما تزال في مرحلة التجارب والأبحاث.‏<br />

1-2<br />

1-1-2<br />

مصادر الطاقة الدائمة قيد الاستخدام<br />

الطاقة الشمسية تتمثل في الضوء المنبعث من الشمس وفي الحرارة الناتجة عنها،‏ حيث استطاع الإنسان تسخيرهما منذ<br />

العصور القديمة،‏ باستخدام مجموعة من وسائل التكنولوجيا التي تتطور باستمرار ؛ وتقدر كمية الإشعاع الشمسي الواصلة إلى الأرض<br />

كيلو واط\‏ المتر المربع،‏ وأن حوالي %50 منها تنعكس في الفضاء و %15 منها تنعكس على سطح الأرض و<br />

يمتص من قبل الهواء والماء والأتربة.‏ وتتلخص خصائص الطاقة الشمسية في كوا أكثر مصادر الطاقة المعروفة وفرة ؛ توفر عنصر<br />

السليكون اللازم لاستخدام الطاقة الشمسية بكميات كبيرة في الأرض؛ سهولة تحويل الطاقة الشمسية إلى معظم أشكال الطاقة<br />

الأخرى،‏ مما يجعلها متعددة أوجه الاستخدام؛ تعتبر طاقة نظيفة و غير ملوثة،‏ كما لا توجد مخلفات إنتاج ضارة؛ اختلاف شدة<br />

الإشعاع الشمسي من مكان لآخر،‏ و من زمان لآخر.‏ و ذلك بحسب موقع المنطقة من خط الاستواء.‏<br />

%35<br />

1,36<br />

تستخدم الطاقة الشمسية حاليا بصورة مباشرة.‏ وتغطي أكثر من مجال،‏ تسخين المياه وبرك السباحة،‏ وتدفئة المباني وتبريدها،‏<br />

وتوليد الكهرباء وطبخ الطعام.‏ كما يجري في أوروبا وأمريكا وبقية دول العالم.‏ أما في دول العالم الثالث فتستعمل لتحريك مضخات<br />

المياه في المناطق الصحراوية الجافة.‏ واستنادا إلى إحصاءات وكالة الطاقة الدولية ،(IEA) بلغ إجمالي الطاقات الفوتوفولتية المركبة في<br />

العالم اية عام حوالي ميغاواط مقارنة مع ميغاواط اية عام تصدرت ألمانيا قائمة البلدان<br />

المستخدمة للخلايا الفوتوفولتية،‏ حيث بلغ إجمالي الطاقات لديها في عام حوالي ميغاواط مقارنة مع<br />

ميغاواط اية عام واحتلت أسبانيا المرتبة الثانية بطاقة مركبة إجمالية وصلت إلى ميغاواط في عام مقارنة مع<br />

ميغاواط في عام 2007. وحلت اليابان في المرتبة الثالثة بطاقة تصل إلى ميغاواط في عام مقارنة مع<br />

ميغاواط في عام 2007. أما الولايات المتحدة الأمريكية فاحتلت المرتبة الرابعة بطاقة تصل إلى ميغاواط في<br />

عام مقارنة مع ميغاواط في عام 2007. كما تتجه الصين إلى رفع مستوى الطاقة الشمسية المستهدف تركيبها إلى<br />

3835.5<br />

2008<br />

2008<br />

1168.5<br />

.2007<br />

5340 2008<br />

3354<br />

2144.2<br />

7866<br />

13425<br />

830.5<br />

2008<br />

.2007<br />

693<br />

1918.9<br />

2008<br />

225


______________________________________________________________________________________________________________<br />

مصادر طاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة للنفط وموقعه منها<br />

1.4<br />

9<br />

جيغاواط بحلول عام 2020. و قد بلغ معدل النمو السنوي للطاقات المركبة في اسبانيا أعلى نسبة (%384) من بين دول العالم<br />

في عامي 2007 و‎2008‎‏.‏<br />

14<br />

أما في الدول العربية تتوفر الطاقة الشمسية في كافة دول المنطقة بمعدلات تزيد عن معظم مناطق العالم الأخرى،‏ والمنطقة<br />

مؤهلة لاستغلال هذا المصدر بكفاءة.‏ ولدى بعض دول الخليج العربي محطات صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية لتحلية المياه.‏ كما يتم<br />

استغلال الطاقة الشمسية في تسخين المياه في بعض الدول العربية،‏ ‏(وبشكل واسع في الأردن)‏ وذلك عن طريق السخانات الشمسية،‏<br />

وهناك تراجع الآن في هذا اال ناتج عن عدم توفر مواصفات مناسبة للسخانات ؛ وقد بلغ إجمالي الطاقات الفوتوفولتية المركبة في<br />

الجزائر اية عام حوالي ميغاواط.‏ وفي مصر يستمر العمل في إنشاء محطة الكريمات التي تعمل على الطاقة الشمسية<br />

بطاقة ميغاواط إلى جانب المحطة الحرارية ؛ أما المغرب فقد أعلنت عن خطتها لتنفيذ مشروع توليد الطاقة الشمسية في خمسة<br />

مواقع في البلاد بطاقة تصل إلى 2000 ميغاواط بحلول عام 2020.<br />

2005<br />

140<br />

وعلى الرغم من المزايا التي يمكن أن تتوفر من استخدام الطاقة الشمسية،‏ فإن معوقات مصاحبة لهذا الاستخدام من الصعب<br />

تفاديها في الوقت الحالي،‏ مثل مشكلة سعة المساحات التي تحتاجها المنشآت اللازمة.‏ فمثلا للإنتاج ميجاواط،‏ يجب أن يبنى<br />

المعمل على مساحة تقدر ب كم ، و هذه المساحة لها قيمتها وخاصة في الدول الزراعية مثل أوروبا ؛ ومشكلة كلفة بناء<br />

مشروع الطاقة الشمسية،‏ فبالنسبة للأقطار النامية،‏ فان الأمر يحتاج إلى وقت طويل للقيام بأبحاث جادة على المستوى المحلي من أجل<br />

الوصول إلى مستوى التقنية التي تمكن من إقامة التجهيزات الضرورية اللازمة لبناء الطاقة الشمسية ؛ تفاوت من وقت إلى آخر في<br />

اليوم الواحد،‏ شدة الإشعاع الشمسي،‏ كما تتغير وفقا لتبدل الفصول وتقلبات المناخ في مناطق العالم المختلفة.‏ ضرورة اكتشاف<br />

الطرق الفنية الكفيلة بتخزين الطاقة الشمسية بصورة فعالة،‏ مع ما يتبع ذلك من إنفاق المبالغ المرتفعة على الأبحاث والتجارب<br />

والتجهيزات والمواد المطلوبة.‏<br />

1000<br />

2<br />

16<br />

:<br />

2-1-2<br />

الطاقة المائية يعود تاريخ الاعتماد على المياه كمصدر للطاقة إلى ما قبل اكتشاف الطاقة البخارية في القرن الثامن عشر،‏<br />

حيث استخدم الإنسان مياه الأار في تشغيل بعض النواعير التي كانت تستعمل لإدارة مطاحن الدقيق وآلات النسيج ونشر<br />

الأخشاب.‏ أما اليوم،‏ وبعد أن دخل الإنسان عصر الكهرباء،‏ بدأ استعمال المياه لتوليد الطاقة الكهربائية.‏ كما تشهد في دول عديدة<br />

مثل النرويج والسويد وكندا والبرازيل.‏ ومن أجل هذه الغاية،‏ تقام محطات توليد الطاقة على مساقط الأار،‏ وتبنى السدود<br />

الاصطناعية لتوفير كميات كبيرة من الماء تضمن تشغيل هذه المحطات بصورة دائمة.‏<br />

بنسبة %19<br />

الكهربائية العالمي.‏ وتكمن أهميتها في أا من مصادر الطاقة<br />

من إنتاج الطاقة تقدر حصة الطاقة الكهرومائية المتجددة،‏ والأقل خطرا على البيئة مقارنة بمعامل الكهرباء الحرارية التي تعمل بالوقود العضوي ‏(فحم,‏ نفط،...)‏ أو النووي،‏ كما<br />

وتبلغ الطاقة الكامنة في مصادر الطاقة المائية<br />

تعتبر عملية توليد الطاقة الكهرومائية عالية المردود،‏ حيث لا يقل مردودها في العالم 3 ملايين ميغاواط،‏ يوجد حوالي ربعها في أفريقيا،‏ و %20 في أمريكا الجنوبية،‏ %16 في جنوب شرق آسيا و %16 في<br />

الصين والاتحاد السوفيتي سابقا،‏ ويتوزع الباقي في أمريكا الشمالية وأوروبا ومناطق أخرى.‏ ومن جانب آخر،‏ تبلغ كمية الطاقة<br />

وتؤمن الأار حاليا<br />

المستغلة من هذه المصادر حولي 150 مليون ميغاواط،‏ أي ما يعادل حوالي %5 من الطاقة الاحتمالية الكلية و %12 من الطاقة الكهرومائية المستخدمة في الولايات المتحدة أي ما يوازي %4 من الطلب الكلي على الطاقة.‏ وتخضع<br />

دولار<br />

و كلفة إنتاج الكهرباء من المحطات الحديثة لعوامل عديدة،‏ فالمحطة الكبيرة تحتاج إلى استثمارات تتراوح بين دولار للكيلوواط.‏ كما تواجه إنتاج الطاقة الكهرومائية مشكلات<br />

للكيلوواط.‏ أما المحطات الصغيرة فتتراوح بين 1000 ميل عن محطة التوليد،‏ وكذا الكلفة العالية لإنشاء محطات<br />

فنية واقتصادية تتعلق بالتخزين وإمكانية النقل لمسافة قد تزيد على الطاقة.‏<br />

2500<br />

.<br />

15<br />

500<br />

عن %90.<br />

و 6000<br />

500<br />

بين 10<br />

226


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

16<br />

3-1-2<br />

الطاقة الهوائية تعد الرياح المصدر الأساسي لهذا النوع من الطاقات،‏ وقد استخدمت في تسيير السفن الشراعية وفي<br />

أغراض الزراعة والصناعة.‏ وتستخدم في الوقت الحالي في توليد الكهرباء ؛ وقد أدى تزايد دور الطاقات غير المتجددة في التقنية<br />

والتنمية الاقتصادية وارتفاع أسعارها خلال أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين إلى إعادة الاهتمام بالرياح كمصدر<br />

متجدد للطاقة تستخدم في ضخ المياه وطحن الحبوب وتسيير السفن،‏ نجحت الدنمارك ) وهي من الأوائل)‏ في استخدامها لطاقة الرياح<br />

في توليد الكهرباء،‏ حيث كانت تملك أكثر من ثلاثة وثلاثين ألف طاحونة هواء في سنة 1900. و منذ الحرب العالمية الثانية زاد<br />

اهتمام الولايات المتحدة وروسيا،‏ و بريطانيا،‏ وألمانيا،‏ وفرنسا،‏ والهند،‏ ومصر،...،‏ بطاقة الرياح وتصميم أجهزة تعمل بكل أنواع<br />

الرياح لتوليد الكهرباء ؛ أما استخدام طاقة الرياح على مستوى الدول العربية،‏ فيبدو مشجعا حيث تتمتع معظم الدول العربية<br />

بطاقة عالية من الرياح،‏ بسبب تباين تضاريسها الجغرافية من جبال ووديان وصحارى.‏ و قد استخدمت طاقة الرياح في ضخ المياه في<br />

الكويت والسعودية،‏ ولبنان،‏ والمغرب،‏ وتونس،‏ ومصر،‏ أما اليمن فقد نجحت في توليد الكهرباء بطاقة 18 كيلووات كتجربة.‏<br />

17<br />

‎3‎‏-إنتاج طاقة الرياح استنادا إلى إحصائيات بريتش بتروليوم بلغ إجمالي الطاقات المركبة من طاقة الرياح في العالم في عام<br />

حوالي ميغاواط مقارنة مع ميغاواط عام وبلغ إجمالي طاقة الرياح التراكمية المركبة في دول<br />

الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين ميغاواط اية عام مقارنة ب ِ‎56517‎ ميغاواط اية عام<br />

استنادا إلى مصادر الجمعية الأوروبية لطاقة الرياح تحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى في العالم في إنتاج طاقة الرياح،‏<br />

حيث بلغ إجمالي طاقة الرياح المركبة لديها حوالي ميغاواط في اية عام مقارنة مع ميغاواط اية عام<br />

ألمانيا إلى المرتبة الثانية حيث بلغ إجمالي طاقة الرياح المركبة لديها في اية عام حوالي ميغاواط<br />

مقارنة مع ميغاواط في عام 2007. فيما تحتل اسبانيا المرتبة الثالثة بطاقة وصلت إلى حوالي‎16740‎ ميغاواط اية عام<br />

مقارنة مع 15131 ميغاواط اية عام 2007.<br />

2007، وذلك<br />

16824<br />

23903 2008<br />

1400<br />

2008<br />

،2007<br />

2008<br />

94005<br />

18<br />

.<br />

25170<br />

64935<br />

:<br />

122158<br />

2008<br />

2007. وتراجعت<br />

22247<br />

2008<br />

أما عن الدول العربية فإن ّ طاقة الرياح متوفرة في معظمها على مدى وسطي يقدر ب ِ ساعة/سنة.‏ ومن أكثر المواقع<br />

ملائمة لاستغلال طاقة الرياح سلطنة عمان ومصر والمغرب،‏ حيث تتوفر في بعض المناطق منها الرياح الملائمة على مدى<br />

ساعة/سنة وبسرعة تتراوح بين الى‎11‎ متر/‏ ثانية.‏ وتسعى مصر إلى بلوغ ميغاوات من طاقة الرياح بحلول عامي<br />

2500<br />

965<br />

8<br />

.2012/2011<br />

19<br />

ومع كل هذه الوفرة فإن استخدام هذا المصدر يواجهه صعوبات ومعوقات عدة تباين سرعة الرياح واتجاهها من<br />

وقت للأخر،‏ ومن مكان للأخر،‏ بسبب حركة الأرض والشمس والتضاريس الجغرافية وعوامل أخرى ؛ الكلفة المرتفعة للإنتاج<br />

الكهرباء والمقدرة بأربعة أضعاف تكاليف الكهرباء بواسطة الطاقة التقليدية،‏ حيث يحتاج هذا المصدر إلى مساحات واسعة.‏ فعلى<br />

سبيل المثال يلزم ألف طاحونة هوائية قطرها مترا للإنتاج طاقة كهربائية تعادل مليون برميل من النفط الخام ؛ كما أن ّ هذا<br />

النوع من الطاقة لا يتوفر إلا في بعض المواقع مع عدم استقرار قوا،‏ إضافة إلى صعوبة حفظ الطاقة الكهربائية التي يمكن توليدها من هذا<br />

المصدر ومن ثم تتولد مشكلة التخزين.‏<br />

، مثل<br />

56<br />

:<br />

50<br />

4-1-2<br />

الطاقة الحرارة الجوفية يقصد بالطاقة الحرارية الأرضية الجوفية،‏ الحرارة المخزونة تحت سطح الأرض.‏ وهي تزداد مع<br />

زيادة العمق،‏ وتخرج من جوف الأرض عن طريق الاتصال والنقل الحراري والينابيع الساخنة والبراكين الثائرة.‏ ويمكن استغلالها<br />

بالطرق الفنية المتوفرة بصورة اقتصادية.‏ ويتجسد هذا النوع من الحرارة في الماء الساخن والبخار الرطب والجاف،‏ والصخور الساخنة،‏<br />

الحرارة المضغوطة في باطن الأرض وأفضلها البخار الجاف لقدرته الحرارية المرتفعة وعدم تسببه في تآكل المعدات.‏ كما نجد في مناطق<br />

عديدة من العالم،‏ نافورات طبيعية أو عيونا للماء الساخن التي تستخدم كحمامات علاجية أو ترفيهية.‏ وقد أجريت أول تجربة لتوليد<br />

الكهرباء عن طريق بخار جوف الأرض،‏ في إيطاليا عام بطاقة إنتاجية ألف كيلووات.‏ كما توجد محطات توليد<br />

280<br />

1904<br />

227


______________________________________________________________________________________________________________<br />

مصادر طاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة للنفط وموقعه منها<br />

كهربائية تعمل بالحرارة الجوفية في المكسيك،‏ أيسلندا،‏ نيوزلندا،‏ اليابان،‏ روسيا،‏ والولايات المتحدة ‏(في شمال سان فرنسيسكو).‏ وعلى<br />

مستوى الدول العربية نجد مثل هذا المصدر في بعض الدول،‏ كجيبوتي،‏ الجزائر،‏ اليمن،‏ المغرب والسعودية وبصورة أقل في الأردن،‏<br />

مصر،‏ والسودان،‏ وتونس.‏<br />

بلغت طاقة الحرارة الجوفية المركبة في العالم في عام لتوليد الكهرباء حوالي ميغاواط مقارنة مع<br />

ميغاواط في عام 2007، وذلك استنادا إلى مصادر بريتش بتروليوم واستنادا إلى إحصاءات وكالة الطاقة الدولية<br />

،(IEA) فقد بلغ إجمالي طاقة الحرارة الجوفية المركبة في جميع دول أعضاء الاوابك حوالي ميغاواط في عام مقارنة<br />

مع ميغاواط في عام 2006، فيما بلغ إجمالي طاقة الحرارة الجوفية المركبة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية<br />

في عام حوالي ميغاواط مقارنة مع ميغاواط في عام أما إجمالي طاقة الحرارة الجوفية<br />

ميغاواط في عام 2007 مقارنة مع<br />

المركبة في الدول الأوروبية الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية<br />

ميغاواط في عام 2006.<br />

2007<br />

10469.7<br />

3919<br />

2008<br />

.2006 5354<br />

Europe) ،(IEA فقد بلغ 723<br />

5364<br />

2007<br />

:<br />

10045.5<br />

3972<br />

(OECD)<br />

720<br />

20<br />

أما أهم المشاكل التي تواجه هذا النوع من المصادر فهي تتمثل في خطورة التعامل مع الحرارة المتسربة بعنف إلى سطح<br />

الأرض،‏ وتآكل المعدات والآلات المستخدمة في الحفر،‏ للوصول إلى مكان الحرارة،‏ لاسيما إذا كانت الحرارة المتولدة في صورة ماء<br />

أو بخار رطب،‏ وأيضا قلة نسبة الطاقة المستفاد منها،‏ حيث أن نظام البئر الحراري الجوفي،‏ يمكن أن يستخرج %10 من الحرارة<br />

الموجودة في المستودع الجوفي إلى سطح الأرض،‏ ثم تقوم المحطات الحرارية بالاستفادة من %10 من هذه الكمية،‏ مما يعني أن نسبة<br />

الاستخدام تصل إلى %1 فقط من الحرارة الجوفية في موقع معين.‏<br />

5-1-2<br />

الطاقة العضوية الطاقة العضوية هي تلك التي يمكن استنباطها من المواد النباتية والحيوانية والنفايات بعد تحويلها إلى سائل<br />

أو غاز بالطرق الكيماوية أو التحلل الحراري.‏ كما يمكن الاستفادة منها عن طريق إحراقها مباشرة واستخدام الحرارة الناتجة في<br />

تسخين المياه أو إنتاج البخار الذي يمكن بواسطته تشغيل التوربينات وتوليد الطاقة الكهربائية.‏ ويعتبر هذا النوع من الطاقة غير<br />

تجاري،‏ حيث يستعمل على نطاق ضيق في الدول النامية كالهند وبعض الدول الصناعية،‏ وعلى الرغم من الهدر الكبير وعدم الكفاية<br />

في التقنيات الحالية لإنتاج هذه الطاقة،‏ فإن هذا المورد لا يزال يؤمن حوالي %10 من الطاقة المستهلكة في العالم.‏ ويبقى النوع الذي<br />

يحضى بالأهمية من بين مصادر الطاقة العضوية،‏ هو إنتاج الأيثانول من بعض المنتوجات الزراعية كقصب السكر والشمندر السكري<br />

والذرة.‏ ويستعمل هذا الكحول كوقود للسيارات بعد مزجه بالبترين في بعض الدول كالبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية.‏<br />

استنادا إلى إحصاءات وكالة الطاقة الدولية بلغ إجمالي طاقة الكتلة الحيوية الصلبة المركبة في جميع دول أعضاء<br />

الاوابك في عام حوالي ميغاواط مقارنة مع ميغاواط في عام 2006، فيما بلغ في الدول منظمة التعاون<br />

الاقتصادي والتنمية في عام حوالي ميغاواط مقارنة مع ميغاواط في عام<br />

إجمالي الطاقة المركبة من الكتلة الحيوية الصلبة في الدول الأوروبية الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية<br />

ميغاواط في عام 2007، مقارنة مع 13357 ميغاواط في عام 2006.<br />

.2006 22455 أما<br />

Europe) ،(IEA فقد بلغ<br />

(IEA)<br />

22163<br />

23577<br />

23285 2007<br />

2007 (OECD)<br />

حوالي 14185<br />

يرى البعض أن اللجوء إلى الطاقة العضوية مكلف ويحتاج إلى طاقة لإنتاجه قد تعادل ما ينتج منها أو تزيد.‏ وسيكون ذلك<br />

على حساب المحصول الزراعي للغذاء،‏ لأن %10 من احتياجات البترين قد تكون على حساب نصف محصول الذرة.‏ وإذا ناسب<br />

ذلك على سبيل الذكر،‏ البرازيل في الوقت الحاضر،‏ نظرا لاعتبارات زيادة العمالة وزيادة الأرض الزراعية غير المستغلة،‏ فمن الصعب<br />

تعميم هذا المصدر وتوسيعه على الصعيد الإقليمي أو العالمي.‏ وإذا أخذنا بعين الاعتبار مصادر الطاقة العضوية من الأخشاب،‏ فإن<br />

228


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

2-2<br />

زيادته ستكون على حساب الغابات،‏ يضاف إلى ذلك كلفة نقله وتخزينه العالمية.‏ ولذلك يبقي هذا المصدر محدود الإمكانات<br />

ومحصورا في بعض المناطق.‏<br />

: مصادر الطاقة الدائمة في مرحلة التجارب والأبحاث<br />

وتنحصر أهم الطاقات الدائمة والتي هي في مرحلة التجارب والأبحاث في عنصرين أساسيين وهما<br />

:<br />

:<br />

21<br />

طاقة الانصهار النووي يتوقع أن تستعمل المفاعلات النووية وقود التريتيوم المشتق من الليثيوم ووقود الديتريوم أو<br />

الهيدروجين الثقيل الموجود في مياه المحيطات والبحار بكميات هائلة بحيث تشكل % 0,16 منها.‏ وهذا يعني أننا نجد في كل<br />

كلغ من الماء كيلو غراما واحدا من الديتريوم،‏ وعليه فان مياه البحار والمحيطات تحتوي أكثر من ملايين طن من<br />

الديتريوم،‏ وهذه الكمية تغطي حاجة العالم من الطاقة لحولي مليون سنة،‏ لذلك فان الطاقة التي سوف تنتجها مثل هذه<br />

المفاعلات في المستقبل هي طاقة دائمة،‏ إذ أن اندماج واحد كيلوغرام من هذا الوقود يطلق طاقة قدرا ‎16‎كيلو<br />

أي أن ّ إدماج الديتريوم الموجود في لتر واحد من ماء البحر يعادل حرق 300 لتر من الغازولين ) البترين)،‏ وهذا جد<br />

معتبر.‏<br />

10<br />

.10 10<br />

500<br />

1-2-2<br />

30000<br />

كالوري ،<br />

وتعتبر إمدادات هذا المصدر غير محدودة الإمكانات وغير ناضبة بالنسبة إلى حاجة المفاعلات،‏ وهي تلقى اهتماما كبيرا في<br />

الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الصناعية الكبرى،‏ حيث تجري الأبحاث المستفيضة للاستفادة منها في القرون القادمة.‏<br />

ولا يتوقع لهذا المصدر أن يصبح قيد الاستخدام في وقت قريب قبل أن يتم اكتشاف التقنيات المطلوبة وإثبات نجاحها.‏<br />

الهيدروجين :<br />

2-2-2<br />

الطاقة المتولدة عن يعتبر الهيدروجين من أكثر العناصر تواجدا في الكون،‏ فالشمس والنجوم الأخرى تتكون<br />

من الهيدروجين،‏ والفضاء بينهم يحتوي على نسبة عالية منه.‏ ولكن على كوكب الأرض لا يوجد الهيدروجين كعنصر مستقل،‏ فهو<br />

يوجد في الهواء بنسبة صغيرة بينما يوجد بوفرة كبيرة متحدا مع الأكسجين في صورة مياه المحيطات والبحار والأار.‏ ويعتبر<br />

الهيدروجين بصفة عامة وقودا مثاليا،‏ سواء من حيث الجدوى التقنية والاقتصادية أو من حيث أثاره على البيئة،‏ حيث يعطي كيلوجرام<br />

واحد من الهيدروجين ثلاثة أضعاف الطاقة الناجمة عن نفس المقدار من البترين ويمكن توفير الهيدروجين من خلال التحلل الكهربائي<br />

للماء،‏ أو تحلل الماء حراريا بالتسخين المباشر لحوالي درجة مئوية أو أكثر،‏ أو من خلال تأثير الأشعة الشمسية مباشرة بصورة<br />

شبيهة بعملية التمثيل الضوئي للنباتات.‏<br />

3500<br />

يستخدم الهيدروجين السائل كوقود لجميع أنواع الطائرات،‏ كما يمثل مصدرا للطاقة في تسيير بعض السيارات،‏ بدلا عن<br />

البترين.‏ وقد نجحت بعض شركات السيارات في تطوير السيارات الهيدروجينية مثل مرسيدس وبي أم دبليوBMW<br />

.<br />

-1:<br />

-3<br />

-2<br />

22<br />

للهيدروجين مزايا كثيرة أنه عنصر قابل للاحتراق ذو محتوى حراري عال ولا ينتج من احتراقه أي غازات سامة أو ملوثة؛<br />

يعد من مصادر الطاقة غير الناضبة وهو متوافر بكميات هائلة في الطبيعة،‏ وخصوصا في مياه البحار والمحيطات،‏ وهو دائم<br />

ومتجدد؛ سهولة نقله وتخزينه في شكله الغازي أو السائل وبأكثر من وسيلة؛ يمكن استخدام الهيدروجين في البيوت السكنية<br />

بدلا من الغاز الطبيعي وبصورة خاصة لأغراض الطبخ والتسخين والتدفئة،‏ كما يمكن استعماله كوقود مستقبلي لمختلف وسائل النقل<br />

دون إجراء تغييرات جذرية في أجهزة المحركات المعمول ا حاليا.‏ هذا بالإضافة إلى استعمالاته في صناعة الأسمدة الكيمائية وتوليد<br />

الطاقة الكهربائية؛ ضآلة الطاقة اللازمة لبدء احتراقه مقارنة بالمصادر الأخرى؛ إن كمية الطاقة الحرارية التي يولدها<br />

الهيدروجين السائل،‏ أكبر ب ِ:‏ مرة من الحرارة التي يولدها حجم مماثل لسائل من المشتقات النفطية،‏ أما بالنسبة للهيدروجين<br />

الغازي،‏ فيحتوي على ثلث المحتوى الحراري الغاز الطبيعي،‏ ولهذا فإن الهيدروجين السائل،‏ يعتبر وقودا مناسبا للصواريخ والطائرات<br />

ذات السرعة العالية جدا،‏ لأن انخفاض كثافة الهيدروجين،‏ بالإضافة إلى محتواه الحراري،‏ يجعل الطاقة الكامنة في خزان معين ملئ<br />

-6<br />

-4<br />

2.75<br />

-5<br />

229


______________________________________________________________________________________________________________<br />

مصادر طاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة للنفط وموقعه منها<br />

بالهيدروجين السائل،‏ أضعاف الطاقة الكامنة في أي وقود آخر يستخدم في نفس الخزان؛ يؤدي إنتاج الهيدروجين باستخدام<br />

التحليل الكهربائي للماء إلى توافر الأكسجين،‏ الذي يستخدم في عدة استخدامات هامة،‏ مثل إنتاج الفولاذ أو تنقية المياه الملوثة وغير<br />

ذلك.‏<br />

-7<br />

:<br />

:<br />

23<br />

أما معوقات وصعوبات استخدام الهيدروجين فيمكن تلخيصها في المخاوف الناجمة عن الأخطار الكامنة في استعمال<br />

الهيدروجين وخاصة عندما يكون في حالته الغازية كونه قابل للانفجار عند امتزاجه بالهواء،‏ وهو السبب في استبداله بغاز الهليوم ؛<br />

كما يحتاج الهيدروجين السائل إلى خزانات مبردة بدرجات حرارة منخفضة جدا،‏ مما يزيد من تكاليف التخزين،‏ إلا أن العلماء<br />

توصلوا إلى حل للتغلب على هذه المشكلة وذلك بتخزين الهيدروجين بعد اتحاده بعنصر كيمائي آخر،‏ يمكن فصله بسهولة عن طريق<br />

التسخين ؛ إضافة إلى الصعوبات الأساسية التي لم يتم التوصل بعد إلى حلها ضمن التكنولوجيا الحالية،‏ هو صعوبة فصل الهيدروجين<br />

عن الماء لأن ذلك يحتاج إلى طاقة كبيرة،‏ فهناك طرق عدة لفصل الهيدروجين عن الماء.‏ إما بواسطة التحليل الكهربائي الذي تستخدم<br />

فيه كميات من الطاقة أكثر من الطاقة المنتجة،‏ وإما بالطرق الحرارية الكيمائية،‏ وهي طرق معقدة ومكلفة وتحتاج إلى درجة حرارة<br />

2000 تبلغ درجة مئوية.‏<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

ثالثا:‏ أفضلية النفط على مصادر الطاقة البديلة<br />

يقصد بمصادر الطاقة البديلة،‏ المصادر الناضبة والمتجددة المستخدمة حاليا والتي يمكنها أن تحل مكان النفط.‏ وقد تعرضنا لهذه<br />

المصادر ورأينا كيف أن استخدامها على المستوى التجاري مازال يصطدم ببعض المشاكل والصعوبات التقنية والبيئية والاقتصادية،‏<br />

وبالتالي بقيت نسبة مساهمتها في تغطية حاجة العالم للطاقة محدودة ودون الأهداف المرسومة لها.‏ أما النفط،‏ ومع أنه مصدر طاقة<br />

ناضبة مثل الفحم والغاز والطاقة،‏ فقد كان وما يزال المصدر الأول للطاقة وسيبقى متمتعا ذه الأفضلية طيلة فترة نصف القرن الواحد<br />

والعشرين،‏ وهذا راجع لسببين رئيسيين وهما<br />

السبب الأول : ويتمثل في قصور الطاقات البديلة عن حلولها محل النفط حيث حاولت دول الغرب الصناعي منذ حقبة السبعينات<br />

والثمانينات إلى يومنا،‏ البحث عن بدائل جديدة للنفط راجع لسببين رئيسيين وهما ارتفاع أسعاره والتبعية الاقتصادية والسياسية<br />

للدول المالكة لهذا المورد،‏ لكن نتائج البحث جاءت مخيبة للآمال حيث أثبتت التجارب قصور تلك المصادر عن حلولها محل النفط<br />

لأسباب عديدة منها<br />

السبب الاقتصادي : أثبتت التجارب أن بعض مصادر الطاقة البديلة غير اقتصادي بسبب التكاليف المالية الباهظة،‏ كما هو<br />

حاصل بالنسبة لاستغلال طاقة الرياح وطاقة أمواج المحيطات،‏ مما فرض تأجيل البحث في استخدام هذا النوع من الطاقة إلى أجل<br />

بعيد.‏<br />

انعدام الفاعلية : هناك بعض البدائل بينت التجارب عدم فاعليتها،‏ كتلك التي أجريت على استخدام الكحول المستخرج من<br />

الذرة وقصب السكر كوقود محرك للسيارات،‏ إلا أن النتائج كانت غير مشجعة الأمر الذي أدى إلى إيقاف البحث في تطوير هذا<br />

المصدر من الطاقة في المستقبل المنظور.‏<br />

انعدام الأمان : بعض هذه البدائل كان غير آمن.‏ ومثال على ذلك استخدام الطاقة النووية كمصدر للوقود في االات السلمية.‏<br />

وقد أثبتت كارثة القرن العشرين ‏"تشرنوبيل"‏ وكارثة للقرن الواحد والعشرين،‏ أن الطاقة النووية مازالت على الإنسان<br />

في الوقت الحالي.‏ وقبل تشرنوبيل وقعت حوادث تلوث بسبب تسرب الإشعاع النووي وصلت إلى حد الكارثة على الطبيعة وعلى<br />

الإنسان في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة،‏ وإن ظلت حادثة ‏"تشرنوبيل"‏ و هي الصورة المفزعة العالقة في الأذهان<br />

بسبب حجمها والتركيز السياسي والإعلامي عليها.‏<br />

‏"فوكوشيما "<br />

‏"فوكوشيما "<br />

230


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

:<br />

-4<br />

-1<br />

حماية البيئة أصبحت بعض مصادر الطاقة البديلة غير ملائم للاستعمال بعد الحملة الشديدة لنشطاء حماية البيئة،‏ فالعودة إلى<br />

استخدام الفحم تعترضها مقاومة الرأي العام في الدول الصناعية كافة،‏ التي أخذت تحتفظ لنفسها بأجواء أكثر نقاء وأقل تلوثا.‏<br />

السبب الثاني : يعود إلى المميزات والصفات الطبيعية والفنية والاقتصادية التي يتمتع ا النفط ضمن مجموعة مصادر الطاقة المستغلة في<br />

24<br />

العالم،‏ وأهم هذه المزايا<br />

ارتفاع قيمته الحرارية مقارنة مع بقية المصادر الأخرى.‏ حيث كمية الحرارة المتولدة من النفط تكون أكبر وأعلى من أي مصدر<br />

آخر ؛ 2- ضعف كلفة النفط الإنتاجية وقيمته التبادلية مقارنة مع بقية مصادر طاقة ؛ توفره بكميات كبيرة رغم خاصية النضوب<br />

؛ مرونة حركته السريعة ؛ مصدر للعديد من المنتجات السلعية التي يحتاجها الإنسان في مختلف نشاطات الحياة وكمصدر<br />

للطاقة خاصة ) الصناعة البتروكيماوية)‏ ؛ مزايا النفط الفنية والتكنولوجية للمعدات المستعملة له من انخفاض فاقد الحركة وكفاءة<br />

عمل الماكينات بصورة منتظمة ومستمرة ... الخ ؛ قيمته الاستعمالية العالية مقارنة مع المصادر الطاقية الأخرى.‏<br />

-3<br />

-7<br />

-6<br />

-5<br />

-4<br />

يتضح من الجدول<br />

(2)<br />

والخاص بمتوسط الاستهلاك العالمي من الطاقة لفترة ) 1999- 2020)، النقاط<br />

25<br />

التالية :<br />

سيظل النفط يحافظ على نصيب %39 من الاستهلاك العالمي من الطاقة.‏<br />

سوف يرتفع نصيب الغاز الطبيعي من %23<br />

سوف ينخفض نصيب الفحم من %22<br />

كما يتقلص نصيب الطاقة النووية من %7<br />

إلى %28.<br />

إلى %20.<br />

إلى %5.<br />

ويستمر نصيب الطاقة الجديدة والمتجددة ‏(بما فيها الكهرومائية)‏ ثابتا تقريبا حول<br />

.%8<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

فمازال النفط يحتل الصدارة ضمن مصادر الطاقة رغم محاولة إحلاله ببعض الطاقات البديلة ‏(كالطاقة الشمسية،‏ الطاقة<br />

النووية،‏ الطاقة المائية )، ‏"فعهد النفط مازال يتواصل حيث تشير التنبؤات بأنه سيصل الطلب عليه إلى من الطلب العالمي<br />

في أفق 2030<br />

%35<br />

:<br />

.<br />

26<br />

"<br />

:<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

الخلاصة يتبين من عرضنا لمختلف مصادر الطاقات البديلة في العالم وما يحدث من أبحاث تتناول مستقبل الطاقة بشكل عام،‏ والنفط<br />

بشكل خاص،‏ يمكننا استخلاص النتائج التالية<br />

إن النفط الذي اعتمد عليه العالم كمصدر أساسي للطاقة وما يزال،‏ سوف يكون مهددا بالنضوب قبل غيره من مصادر الطاقة<br />

الناضبة بسبب محدودية احتياطيه،‏ مقارنة بنسبة الاعتماد المتزايد عليه.‏<br />

سيبقى النفط أهم مورد للطاقة حتى منتصف القرن الجديد بسبب القيود المتنوعة على إحلال بدائله.‏<br />

إن انتقال العالم إلى بدائل الطاقة الجديدة والمتجددة سوف يستغرق زمنا طويلا وبالرغم من الجهود الدولية المبذولة في تنويع<br />

مصادر الطاقة والبحث عن بدائل بغية تقليص الاعتماد على النفط،‏ فإن النتائج لا تزال محدودة ولا يفي بالغرض المطلوب،‏ وقد جاء<br />

في تصريح لرئيس مؤسسة ‏"ايني"‏ أمام مجلس النواب الإيطالي ‏"سياسة المحافظة وتطوير الطاقة النووية والفحم واللجوء إلى الغاز والبحث<br />

عن المصادر المتجددة التي لجأت إليها البلدان الصناعية لا تزال في مهدها وتحتاج إلى سنوات طويلة قبل أن تعطي نتائج محسوسة".‏<br />

231


______________________________________________________________________________________________________________<br />

مصادر طاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة للنفط وموقعه منها<br />

-4<br />

يعاني تطوير مصادر الطاقة البديلة صعوبات،‏ منها النفقات المالية الباهظة،‏ لاسيما في قطاع الوقود الصناعي.‏ وهناك المشاكل<br />

البيئية وخطرها على السلامة العامة،‏ كالإشعاع النووي وتلويث الجو بالغازات السامة ومسألة الفضلات الكبيرة والتخلص منها،‏ وكل<br />

ذلك يضاف إلى مشاكل العمالة والمهارات الفنية التي يحتاج إليها بعض هذه المصادر.‏ إلى جانب القضايا التكنولوجية العالقة والتي من<br />

الصعب التنبؤ بنتائج حلها وتطويرها في المستقبل.‏<br />

والعالم مدعو الآن،‏ للإسراع في تطوير مصادر الطاقة البديلة وحل مشاكلها قبل أن يواجه أزمة طاقة مقبلة.‏<br />

جدول<br />

وعلى افتراض أن العالم قد تمكن من تطوير المصادر البديلة ووضع الحلول المناسبة للمشاكل التي تعانيها،‏ فإن التحول من<br />

النفط إلى تلك المصادر ليس بالأمر السهل كما يتراءى للبعض،‏ بل يحتاج إلى تغيير جذري في نمط الحياة ككل.‏<br />

وعليه فإن النفط يبقى أفضل مصادر الطاقة حاليا و هذا رغم ارتفاع سعره،‏ ولا يمكن الاستغناء عنه في المستقبل المنظور،‏<br />

نظرا لتعدد أغراض استعماله وأسهلها استخداما،‏ إضافة إلى ميزته الفريدة التي تجمع بين الفاعلية وانخفاض الكلفة وعدم التأثير في<br />

البيئة.‏ هذه العناصر الثلاثة لم تتوافر مجتمعة إلا في النفط.‏<br />

ما تزال الطرق الخاصة بمصادر الطاقات الدائمة،‏ في مرحلة الدراسات وتتطلب المزيد من أعمال البحث والتجارب،‏ ولذلك<br />

لا يمكننا الحكم مسبقا على إمكان نجاحها أو فشلها.‏<br />

(1) : إنتاج سوائل الغاز الطبيعي في الدول العربية والعالمية 2001- 2008، الوحدة : ألف برميل يومي<br />

الدول 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001<br />

الإمارات 250 300 400 400 400 400 220 220<br />

357 342 310 295 990 890 840 781<br />

الجزائر 1434 1438 1427 1460 1183 1012 800 800<br />

السعودية 349 326 200 210 180 160 150 136<br />

قطر 240 231 205 215 210 200 195 190<br />

دول أعضاء أخرى إجمالي أقطار أعضاء الاوابك 2630 2637 2542 2580 2963 2662 2205 2127<br />

إجمالي الدول العربية 2728 2708 2552 2590 2973 2672 2215 2150<br />

إجمالي العالم 9295 9378 9229 9905 8385 7306 6957 6755<br />

نسبة أقطار الاوابك للعالم % 31.5 28.3 28.1 27.5 26.0 35.3 36.4 31.7<br />

المصدر:‏ أ-‏ منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ،(OAPEC) تقرير الأمين العام السنوي السادس والثلاثون 20<strong>09</strong>، ص 152.<br />

ب-‏ منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ،(OAPEC) تقرير الأمين العام السنوي الثاني والثلاثون 2005، ص 160.<br />

232


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الإحالات والمراجع :<br />

: الاستهلاك العالمي من الطاقة موزعا حسب نوع الوقود الوحدة<br />

الجدول توقعات<br />

فعلي<br />

المنطقة ونوع<br />

الوقود<br />

الدول الصناعية الغربي<br />

النفط ‏(الزيت)‏<br />

الغاز الطبيعي<br />

الفحم<br />

الطاقة النووية<br />

طاقة مائية ومتجددة<br />

أ.السوفيتي+‏ ش أوروبا<br />

النفط ‏(الزيت)‏<br />

الغاز الطبيعي<br />

الفحم<br />

نووية مائية ومتجددة<br />

الدول النامية<br />

النفط ‏(الزيت)‏<br />

الغاز الطبيعي<br />

الفحم<br />

الطاقة النووية<br />

طاقة مائية ومتجددة<br />

إجمالي العالم<br />

النفط ‏(الزيت)‏<br />

نصيب من إجمالي العالم %<br />

الغاز الطبيعي<br />

نصيب من إجمالي العالم %<br />

الفحم<br />

نصيب من إجمالي العالم %<br />

الطاقة النووية<br />

نصيب من إجمالي العالم %<br />

طاقة مائية ومتجددة<br />

نصيب من إجمالي العالم %<br />

تقريبا،‏ برميل نفط معادل يوميا 5.5=Boe/d<br />

معاملات التحويل المستخدمة : طن نفط معادل<br />

وكطريقة سريعة للتحويل بالتقريب:‏ كوادرليون Btu ‏÷‏‎2‎‏=مليون ب/ى ‏(مثلا 344<br />

المصدر:‏ حسين عبد االله،‏ ‏"البترول العربي-‏ دراسة اقتصادية سياسية "، مرجع سابق،‏ ص 476.<br />

(Btu Quads) :<br />

نمو سنوي %<br />

2020 -1999 2020 2015 2010 1999 1990<br />

تقريبا،‏<br />

1.3 278 262<br />

1.3 116 110<br />

2.4 74 66<br />

0.6 43 42<br />

- 0.1 16 18<br />

1.5 25 24<br />

1.8 73 68<br />

3.2 21 19<br />

2.3 37 33<br />

- 1.3 9 10<br />

- 7 7<br />

3.7 260 221<br />

3.3 105 90<br />

5.4 58 47<br />

3.3 71 62<br />

4.7 5 4<br />

3.0 21 19<br />

2.3 612 552<br />

2.2 242 219<br />

39 39<br />

3.2 169 146<br />

28 27<br />

1.8 122 113<br />

20 20<br />

0.5 28 28<br />

5 5<br />

2.1 51 46<br />

8 8<br />

مليون Btu<br />

÷ 172=2 في عام .(1990<br />

247<br />

103<br />

59<br />

41<br />

20<br />

22<br />

62<br />

16<br />

29<br />

11<br />

6<br />

184<br />

76<br />

35<br />

53<br />

3<br />

16<br />

493<br />

195<br />

39<br />

123<br />

25<br />

105<br />

21<br />

28<br />

6<br />

42<br />

9<br />

210 183<br />

88 79<br />

45 35<br />

37 37<br />

20 16<br />

19 16<br />

50 76<br />

11 21<br />

23 29<br />

11 21<br />

6 6<br />

122 87<br />

53 35<br />

19 11<br />

36 32<br />

2 1<br />

12 8<br />

382 346<br />

152 135<br />

39 39<br />

87 75<br />

23 22<br />

85 90<br />

22 26<br />

25 20<br />

7 6<br />

33 27<br />

9 8<br />

Btu مليون 39.7 =Toe<br />

(2)<br />

Ecole Nationale Polytechnique,5eme Journée de l’énergie « Les perspectives énergétiques à l’horizon 2020 dans un - 1<br />

contexte de globalisation plantaire », Imp, Enag,2001, p10.<br />

2<br />

- سالم عبد الحسن رسن،‏ ‏"اقتصاديات النفط"،‏<br />

الجامعة المفتوحة،‏ طرابلس،‏ سنة 1999، ص‎96‎‏.‏<br />

Pr, Chems Eddine Chitour, « Pétrole et politique – ou va le monde ? », ADRU, 2002, P43. -<br />

4<br />

تقرير الأمين العام السنوي السادس و الثلاثون من منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول OAPEC) ( ، ص ص 122-121.<br />

- المصدر : منظمة OAPEC) ( ،" تقرير الأمين العام السنوي السادس و الثلاثون 20<strong>09</strong>" ، ص 121.<br />

Gaz naturel Amont: extraction et traitement, www/gaz naturel, Http//fr.wikipedia نقلا عن مذكرة ماجيستير ، قسم العلوم<br />

الاقتصادية،‏ فرع اقتصاد التنمية،"‏ قطاع المحروقات الجزائرية في ظل التحولات الاقتصادية"،‏ الطالب عيسي مقيلد ، تحت إشراف مصطفى عقاري ،<br />

،( ص .151<br />

جامعة الحاج لخضر،‏ باتنة ،( 2008-2007<br />

Pr. Chems Eddine Chitour, « Pétrole et politique – ou va le monde ? », ADRU, 2002, P38. -<br />

5<br />

3<br />

6<br />

7<br />

233


______________________________________________________________________________________________________________<br />

مصادر طاقات البديلة المتجددة وغير المتجددة للنفط وموقعه منها<br />

8<br />

‏-حسين عبد االله،"مستقبل النفط العربي"،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏ الطبعة الثانية،‏ 2006، ص 2<strong>09</strong>.<br />

9<br />

- من موقع المعرفة charbon/inf.com: www .<strong>El</strong> marifa/<br />

-<br />

10<br />

11<br />

يسري محمد أبو العلاء،"‏ نظرية البترول بين التشريع و التطبيق " ، دار الفكر الجامعي،‏ الإسكندرية-‏ مصر،‏‎2008‎‏،‏ ص ص 68. 67<br />

Pr. Chems Eddine Chitour, « Pétrole et politique – ou va le monde ? », ADRU, 2002, P52. -<br />

-<br />

12<br />

سالم عبد الحسن رسن،‏ مرجع سابق،‏ ص 111.<br />

13<br />

- أ-‏ سالم عبد الحسن رسن،‏ مرجع سابق،‏ ص .112 ؛ ب-‏ سيد فتحي أحمد الخولي،‏ ‏"اقتصاديات النفط"،‏ الطبعة الثانية،‏ دار حافظ للنشر و<br />

التوزیع ، جدة،‏<br />

،1992 ص .105<br />

،<br />

- 14<br />

-<br />

17<br />

15<br />

16<br />

منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول الاوابك OAPEC)<br />

‏-حافظ برجاس و محمد اذوب ‏،نفس المرجع،‏ ص 57<br />

سيد فتحي أحمد الخولي،‏ مرجع سابق،‏ الطبعة الثانية،‏ 1992، ص 94.<br />

(BP Statistical Reviw of World Energy,June 20<strong>09</strong>) -<br />

European Wind Energy Association (EWEA). -<br />

-<br />

-<br />

18<br />

19<br />

أ-‏ حافظ برجاس و محمد اذوب،‏ نفس المرجع،‏ ص 59 ؛<br />

20<br />

- أ-‏ حافظ برجاس و محمد اذوب،‏ نفس المرجع،‏ ص‎60‎ ؛<br />

21<br />

- أ-‏ حافظ برجاس و محمد اذوب،‏ نفس المرجع،‏ ص 62 ؛<br />

ب<br />

ب<br />

- ب<br />

-<br />

-<br />

22<br />

( ، " تقرير الأمين العام السنوي السادس و الثلاثون 20<strong>09</strong>" ، 20<strong>09</strong>، ص‎139‎‏.‏<br />

- تم اكتشاف هذه الطريقة العلمية الجديدة لالتحام الذ َّرة وتوليد حرارة وطاقة كان في سنة 1989.<br />

سيد فتحي أحمد الخولي،‏ مرجع سابق،‏ الطبعة الثانية،‏ 1992، ص‎94‎‏.‏<br />

سيد فتحي أحمد الخولي،‏ مرجع سابق،‏ الطبعة الثانية،‏ 1992، ص‎101‎‏.‏<br />

سيد فتحي أحمد الخولي،‏ مرجع سابق،‏ الطبعة الثانية،‏ 1992، ص‎96‎‏.‏<br />

الانصهار النووي هو عملية معاكسة للانشطار النووي،‏ حيث في عملية الانصهار النووي تتحد نواتان خفيفتان لتك َونان نواة جديدة.‏<br />

أ-‏ - حافظ برجاس و محمد اذوب،‏ نفس المرجع،‏ ص 62 ؛<br />

- ب<br />

-<br />

23<br />

24<br />

25<br />

- حافظ برجاس و محمد اذوب،‏ نفس المرجع،‏ ص 68.<br />

سيد فتحي أحمد الخولي،‏ مرجع سابق،‏ الطبعة الثانية،‏ 1992، ص‎95‎‏.‏<br />

محمد أحمد الدوري،‏ " محاضرات في الاقتصاد البترولي"،‏ جامعة عنابة،‏ ديوان المطبوعات الجامعية،‏ الجزائر،‏ سنة 1983، ص‎65‎‏.‏<br />

‏-حسين عبد االله،‏ ‏"البترول العربي-‏ دراسات اقتصادية سياسية"،‏ مرجع سابق،‏ ص 150.<br />

Pierre Noêl,’’Pétrole et sécurité international de nouveau enjeu’’ / Internet , www.ipe-upmf-grenoble.fr -26<br />

234


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

إشكالية<br />

الماء الشروب في ولاية ورقلة<br />

محسن زوبيدة،‏ جامعة ورقلة<br />

- الجزائر<br />

zoubidamo@yahoo.fr<br />

الملخص :<br />

ازداد الاهتمام بدراسة موضوع الموارد المائية بغية البحث عن طرق حديثة لرفع فعالية لتسييرها،‏ كوا من موارد النشاطات ذات المنفعة العامة،‏<br />

مثلما هو الحال في مشاريع التزويد بمياه الشرب أو التطهير.‏ وبالنسبة ولاية ورقلة،‏ التي تعاني من ظاهرة صعود المياه الناتجة عن الاستعمال المكثف للطبقات<br />

المائية الدنيا ‏(الألبيان)‏ لسقي النخيل،‏ والكميات الهائلة المفقودة من المياه أثناء التوزيع المقدرة ب ِ‎%50‎‏،‏ خاصة مع سقوط الأمطار القوية التي تزيد الوضع<br />

سوءا،‏ بالإضافة إلى تدهور أحوال السكنات الذي أصبح من المشاكل المطروحة في المنطقة،‏ فرغم المبالغ المالية المنفقة والجهود المبذولة لتحسين الوضع لم<br />

تتحقق نتائج إيجابية كما هو مطلوب،‏ مما سبق يتضح وجود جملة من المشاكل ناجمة عن الصعوبات المتولدة جراء عدم التحكم في استغلال المياه والمحافظة<br />

عليها.‏<br />

: الكلمات المفتاح<br />

:<br />

ندرة المياه،‏ الأحواض الهيدروغرافية،‏ ولاية ورقلة،‏ التسيير،‏ الحماية.‏<br />

تمهيد إن رفاهية المستهلك ومعدلات النمو الاقتصادي للمجتمع يرتبطان باستهلاك الماء،‏ هذا ما يجعلنا نسعى دائما إلى البحث عن<br />

الطرق الفعالة لتسيير المياه والحفاظ عليها،‏ للخروج من مشكلة الندرة والجفاف،‏ والآثار الناجمة عن سوء استغلال واستهلاك المياه<br />

والمؤدية إلى تلوثها وتدهورها.‏ فالتسيير المستدام للمياه يرمي إلى تحقيق ثلاثة أهداف : الفعالية الاقتصادية،‏ والعدالة الاجتماعية<br />

والحفاظ على البيئة وهو ما يعرف بالمعادلة الثلاثية المربحة<br />

،L'environnement" لذا يجب أن يكون التسيير متكامل يأخذ بالاعتبار كمية ونوعية المياه،‏ طبيعتها الجوفية والسطحية،‏ متكامل<br />

في الزمن بحيث يأخذ المدى القصير،‏ المتوسط والطويل،‏ متكامل في مجموع الاستعمالات ومتطلبات التنمية،‏ متكامل مع المحيط<br />

الاجتماعي والسياسي ويأخذ كل مستويات الإدارة المحلية والجهوية<br />

1 "3E"L'efficacité Économique D'équité Sociale Et<br />

.<br />

2<br />

" :<br />

فالفعالية في التسيير ترتكز على طرق حل المشاكل وعلى مقاربات التسيير الحديث : مقاربة دورية المراحل الإنتاجية،‏ المقاربة<br />

المعيارية،‏ المقاربة الشاملة،‏ المقاربة الوضعية،‏ والتسيير الذي يأخذ بالاعتبار خصوصيات الماء ‏(كونه مورد طبيعي،‏ ومورد اقتصادي،‏<br />

ومورد اجتماعي).‏ سنحاول في هذا العمل تصور مقاربة تساهم في رفع فعالية استغلال وتسيير المياه والمحافظة عليها في مدينة ورقلة<br />

وفقا لوسطها الطبيعي ألا وهو ‏"الحوض الهيدروغرافي".‏ ومن أجل بلوغ الهدف صممنا العمل في ثلاثة محاور :<br />

المحور الأول : " وضعية المياه في ولاية ورقلة ".<br />

المحور الثاني : " وضعية التزويد بمياه الشرب وعوامل مشكل المياه في ولاية ورقلة".‏<br />

المحور الثالث الحوض الهيدروغرافي كأداة للتسيير المستديم للمياه في ولاية ورقلة".‏<br />

-1<br />

وضعية المياه في ولاية ورقلة :<br />

4<br />

3<br />

تزود ولاية ورقلة من مياه تعود إلى مصدرين مائيين باطنيين ِ مه ِمين هما : المتداخل القاري والمركب النهائي<br />

الموارد الجوفية للصحراء الشمالية تمت بواسطة دراسة أنجزت من قبل ‏"اليونسكو"‏ سنة 1971 وتم تحديثها في جويلية 1985 من طرف<br />

الوكالة الوطنية للموارد المائية مشروع RAB-PNUD بغية تحديد الحجم المستغل وخزان المياه الجوفي وفي هذا الجزء من البحث<br />

سوف يتم تقسيم الولاية إلى أربع<br />

. وتقييم<br />

.<br />

5<br />

مناطق :<br />

−<br />

منطقة ورقلة ؛ منطقة وادي ريغ الجنوب ؛ منطقة حاسي مسعود ؛ منطقة قاسي الطويل.‏<br />

وكميات المياه المتاحة موزعة حسب النظامين المائيين ‏(المركب النهائي والطبقات القارية الوسطى)‏ كما يبينه الجدول<br />

.(01)<br />

235


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

إشكالية الماء الشروب في ولاية ورقلة<br />

حيث نجد أن الحجم القابل للاستغلال يقدر ب ِ‎02.381‎<br />

ولاية ورقلة ب ِ ‎01.03491‎مليار م 3 ‏/سنة وهي موزعة كما يلي :<br />

3<br />

الماء الشروب ‎145.54‎مليون م ‏/سنة<br />

3<br />

مياه السقي 879.34 مليون م ‏/سنة أي<br />

3<br />

المياه الصناعية ولأغراض أخرى <strong>09</strong>.3<strong>09</strong>6 مليون م ‏/سنة<br />

أي %14.07.<br />

.%85.01<br />

6<br />

−<br />

−<br />

−<br />

هذه التعبئة مصدرها حوالي 1060 بئر،‏ يبين الجدول<br />

3<br />

مليار م ‏/سنة،‏ كما توجد دراسة أخرى تقدر الحجم القابل للاستغلال في<br />

أي %0.9.<br />

توزيعها.‏ (02)<br />

7<br />

8<br />

أما بالنسبة للمياه السطحية فهي غير مستغلة،‏ وتتجمع من الوديان الموجودة في المنطقة مثل : واد النساء وواد ميا،‏ فالمورد<br />

الوحيد المستغل في ولاية ورقلة يتمثل في المياه الجوفية.‏ أما ااري الموجودة في الولاية تكون السبخات الكبيرة مثل : سبخة مروان<br />

وسبخة سفيون،‏ هذه ااري لها تأثير على الطبقات المائية الجوفية.‏<br />

ونظرا للأهمية القصوى للمياه في حياتنا اليومية شكل الحفاظ على هاته الثروة القيمة كما وكيفا تحديا كبيرا للدولة،‏ التي تمثلها<br />

في هذا اال مؤسسات المياه المختلفة والتي تتعامل بشكل مباشر أو غير مباشر مع المواطن.‏ بدءا من تقييم الموارد المائية ‏(الوكالة<br />

الوطنية للموارد المائية ومديرية الري الولائية)،‏ معالجتها تخزينها،‏ وإيصالها للمستهلكين ‏(الجزائرية للمياه)،‏ ثم إعادة رسكلتها ‏(الديوان<br />

الوطني للتطهير)‏ واستعمالا مجددا لسقي بعض الأنواع من المزروعات.‏<br />

وبما أن ولاية ورقلة تحوي مياه جوفية فقط وضعيفة التجدد ولكون الماء مورد نادر وثمين،‏ تطلب هذا وضع سياسة تضمن<br />

استدامة المورد،‏ تسهر الوكالة على تطبيقها بمتابعتها المستمرة لتطور استغلال المياه الجوفية وحمايتها من الاستتراف،‏ وتضمن التسيير<br />

العقلاني للمورد من خلال شبكة مراقبة متواجدة على مستوى الأوساط المائية عبر المنطقة،‏ كما يجب الاهتمام بالحفاظ على الموارد<br />

الجوفية من خلال جمع وتحليل العينات دف الحفاظ عليها والكشف عن التلوث المحتمل.‏<br />

‎2‎‏-وضعية التزويد بمياه الشرب وعوامل مشكل المياه في ولاية ورقلة :<br />

اهتمت السلطات العمومية بولاية ورقلة بتحسين وضعية التزويد بالماء الشروب،‏ من خلال قيامها بعدة إجراءات تضمنتها أهم<br />

الإنجازات على مستوى المنطقة.‏<br />

1-2- وضعية التزويد بمياه الشرب :<br />

إن إنتاج الماء الشروب في ولاية ورقلة مؤمن حاليا بواسطة 104 بئر بتدفق ‎250819‎م 3 ‏/يوم وبالنسبة للتخزين عدد المنشآت حاليا<br />

74 خزان منها 64 خزان مرتفع بطاقة تخزينية إجمالية تقدر ب ِ ‎48305‎م 3 كما توجد خمسة خزانات في طور الإنجاز،‏ وخمسة<br />

(05) خزانات أخرى لا تعمل بصفة منتظمة لسببين<br />

نقص المياه بإحدى دوائر ولاية ورقلة ‏(دائرة تقرت)‏ عدم وجود بعض التجهيزات الكهروميكانيكية.‏<br />

(05)<br />

-<br />

:<br />

9<br />

10<br />

-<br />

خلال سنة 2003 قامت المؤسسة بتجهيز وتشغيل مركب بإحدى أحياء الولاية ‏(حي المخادمة)،‏ وهي بصدد تجهيز مركب حي<br />

غربوز.‏ وشبكة التزويد بالماء الشروب في الولاية يبلغ طولها ‎1750‎كلم منها ‎210‎كلم عبارة عن شبكات لنقل الماء من الآبار إلى<br />

الخزان أو إلى النقاط الرئيسية لشبكة التوزيع،‏ لأن ضخ الماء مباشرة من الآبار إلى الشبكات له عدة سلبيات منها<br />

إتلاف المضخات بسرعة؛<br />

التسربات الكثيرة في الشبكة؛<br />

عدم تخزين الماء في الأوقات التي ينخفض فيها استهلاك المياه،‏ مما يجعلها غير متوفرة في أوقات الاستهلاك القصوى.‏<br />

:<br />

11<br />

-<br />

-<br />

-<br />

236


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

12<br />

وقد بلغت نسبة الربط بشبكة توزيع المياه %98 ، والفارق المسجل يخص المناطق النائية المزودة بواسطة الصهاريج لأسباب<br />

مختلفة منها : رداءة النوعية ‏(مثل البرمة)‏ أو بعد السكنات عن بعضها البعض مما يتطلب استثمارات كبرى لربطها بشبكة التزود بالماء<br />

منها ما طوله ‎15578‎م ط في حالة سيئة،‏ مما يستوجب إعادة<br />

الشروب،‏ أما بالنسبة لشبكات التوصيل<br />

تأهيلها وقد تكفلت مديرية الري بولاية ورقلة بإعادة تأهيل جزء معتبر منها وتقدر نسبة الضياع على مستوى هذه الشبكات %15،<br />

أما شبكات التوزيع فمنها ما مقداره ‎174‎كم عبارة عن شبكات رديئة موزعة كما يلي<br />

قنوات مسدودة بسبب الترسبات الكلسية خصوصا بدائرة تقرت.‏<br />

قنوات من مادة الحديد خاصة بمد العمارات بالمياه.‏<br />

القنوات القديمة والقنوات التي لا تلبي أقطارها الحاجيات.‏<br />

:<br />

13<br />

(Réseau D'adduction)<br />

14<br />

−<br />

−<br />

−<br />

زيادة على هذا تعرف شبكات التوزيع مشاكل أخرى تصعب من تسييرها وتتمثل في شبكات تحت البنايات وأخرى قديمة،‏<br />

شبكات متعددة ومتوازية يتطلب إعادة تأهيلها وكذلك معظم صمامات التحكم إما غير صالحة أو صمامات داخل البنايات أو نقص<br />

في الصمامات.‏<br />

المشاكل المطروحة على مستوى شبكات توزيع ماء الشروب تؤثر سلبا على نمط تسييرها،‏ مما يتطلب وقتا كبيرا لعزل مناطق<br />

3 أما<br />

التسرب لإصلاحها و أحيانا المناطق الواجب عزلها تكون كبيرة جدا.‏ ففي سنة 2002 قدر حجم الماء المنتج ب ِ ‎30.327.000‎م<br />

3 سنويا ، وفي إطار تعبئة الماء الشروب المنشآت الموجودة تسمح بتخصيص ما يزيد عن<br />

الحجم الموزع قدر ب ِ ‎24.828.000‎م<br />

‎400‎ل/يوم للفرد في المتوسط.‏<br />

15<br />

يقدر عدد الزبائن الإجمالي للمؤسسة زبون مشترك بعداد و‎25005‎ زبون بعداد معطل أو من دون<br />

من<br />

3<br />

3 وتبلغ الكمية الضائعة من المياه ‎1.182.000‎م<br />

عداد ‏(تقدير جزافي)،‏ والحجم المفوتر لسنة 2002 بلغ ‎13.070.000‎م<br />

حجم الإنتاج الإجمالي،‏ وهذا بسبب : إما الفوترة الجزافية أو سرقة المياه.‏<br />

16<br />

أي %52<br />

منهم 29496<br />

:<br />

17<br />

ب ِ 54501<br />

(18)<br />

−<br />

−<br />

−<br />

-2-2<br />

فقد قامت المؤسسة سنة 2002 بتسجيل حوالي 7538 حالة تسرب،‏ ومن أجل التقليل من التسربات أثناء نقل المياه وتوزيعها<br />

اتخذت عدة إجراءات من طرف كل من : مديرية الري،‏ والبلديات والمؤسسة لتحسين عملية التموين،‏ كما تم اتخاذ إجراءات أخرى<br />

من طرف المؤسسة لمكافحة تبذير وسرقة الماء تتمثل فيما يلي<br />

تعميم استعمال العدادات وتغيير 5782 عداد سنة 2002 و‎9330‎ عداد سنة ‎2003‎؛<br />

إحصاء واستخراج الزبائن غير المعروفين ‏(غير المصنفين)،‏ من هذه العملية تم اكتشاف 2145 زبون جديد خلال سنة ‎2003‎؛<br />

تكثيف دورات شرطة المياه لمحاربة سرقة المياه.‏<br />

عوامل مشكل الماء في ولاية ورقلة :<br />

ولاية ورقلة تحتوي على احتياطي كبير من المياه الجوفية،‏ والنقص في التزويد الذي تعرفه بعض الأحياء راجع إلى قدم وتكلس<br />

القنوات،‏ وعدم ملائمة بعض أقطار القنوات للتزايد السكاني وكذا التوسعات غير المدروسة لبعض الأحياء إضافة إلى مشكل مياه<br />

الصرف،‏ فسوء تسيير الموارد المائية المعبئة في مدينة ورقلة يتجلى على أكثر من صعيد :<br />

1-2-2- عدم استغلال المياه المعبأة :<br />

‏"بينت التصريحات التي أدلى ا وزراء الفلاحة المتعاقبون ومختلف الدراسات في مجال الموارد المائية في الجنوب،‏ أن آلاف الآبار<br />

التي تم حفرها في الجنوب غير مستغلة"‏ . وبالنسبة لولاية ورقلة فمن بين حوالي 2197 بئر يوجد حوالي بئر مستغلة موزعة<br />

بئر تخص المركب النهائي و‎96‎ في الطبقات القارية الوسطى،‏ أي أنه يوجد أكثر من 300 بئر لا تشتغل ، إما بسبب<br />

عدم توفر الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل مضخات استخراج المياه منها،‏ أو بسبب تلوثها وانسدادها...الخ،‏ هذا حسب إحصائيات<br />

للوكالة الوطنية للموارد المائية،‏ إضافة إلى خزانات المياه التي في حالة سيئة وتحتاج إلى ترميم كخزان إحدى<br />

(19)<br />

1043<br />

كما يلي : 938<br />

سنة 2005-2004<br />

237


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

إشكالية الماء الشروب في ولاية ورقلة<br />

.<br />

(20)<br />

22<br />

:<br />

3 وهي لا تتناسب<br />

البلديات بالولاية(بلدية الرويسات(،‏ وبلدية عين البيضاء التي ا خزان وحيد سعة التخزين به مقدرة ب ِ‎500‎م<br />

والتزايد السكاني،‏ وخزان آخر بدائرة تقرت يتطلب كذلك إعادة ترميم،‏ كما توجد نسبة هامة من المساحات المسقية لا تسقى بالفعل<br />

لعدم تجهيزها بشبكة نقل وتوزيع المياه<br />

ارتفاع نسبة المياه الضائعة :<br />

21<br />

تؤكد الإحصائيات الصادرة عن وزارة الري في بداية الثمانينات ووزارة الموارد المائية اليوم أن أكثر من %40 من المياه التي<br />

يتم ضخها عبر شبكات نقل وتوزيع المياه مازالت تضيع وذلك يعود إلى قدم وتآكل الشبكات وانعدام صيانتها وعدم احترام<br />

مؤسسات الإنجاز الوطنية المقاييس المعمول ا في إنجاز وتركيب الشبكات وحجم القنوات.‏ وبالفعل في ولاية ورقلة سجلت معدلات<br />

مرتفعة للتسربات ‏(بنسبة %50)، كذلك التسربات الموجودة على مستوى الشبكات التي يتطلب إعادة تأهيلها : كالرويسات،‏ سيدي<br />

خويلد،‏ تقرت،‏ حاسي مسعود...الخ.‏<br />

كما أن مشكل نوعية المياه الموزعة مطروح في ورقلة و قد أخذ بعين الاعتبار من خلال بعث دراسة من أجل تحسين نوعية المياه<br />

هي الآن على و شك الانتهاء،‏ و سوف تمكننا من إنجاز محطات تحلية في كل من : تقرت،‏ حي بوزيد،‏ المخادمة،‏ إضافة إلى مشكل<br />

المياه الساخنة فهناك محطة لتبريد الماء بعين الصحراء بتقرت.‏<br />

-2-2-2<br />

3-2-2- عدم الاهتمام بالمياه المسترجعة :<br />

يعتبر إلقاء مياه الصرف الصحي والصناعي دون إعادة استخدامها في الزراعة والصناعة تبذيرا لكميات كبيرة منها،‏ فنجد أن<br />

حجم مياه الصرف في ورقلة التي تطرح دون استغلالها في الزراعة والصناعة كبير.‏ وتوجد في الولاية محطتين لتدوير وتطهير المياه<br />

المستعملة،‏ إحداهما في بلدية ورقلة وهي لا تعمل نتيجة نقص بعض المستلزمات ونقص التأطير التقني،‏ مما يؤدي إلى صرف المياه مباشرة<br />

في الأوساط الطبيعية ‏(منطقة أم الرانب)‏ فينجم عنها أخطارا كبيرة ‏(كتلوث المياه الجوفية)‏ قد لا نستطيع في يوم ما معالجتها،‏ كما<br />

توجد محطة أخرى في دائرة تقرت رغم أا تعمل لكن هذا لا يعني أا لا تعاني من مشاكل،‏ و عموما أغلب محطات التطهير في الجزائر<br />

ومن ضمنها محطتي ولاية ورقلة،‏ وزيادة للمشاكل السابق ذكرها فهي تعاني من مشكل عدم تحديد الهيئة الوصية المتكفلة بأعمال<br />

الصيانة والتصليح والمتابعة،‏ وإن كانت البلديات هي المتكفلة ذا الجانب مثلما هو الحال في ولايتنا؛ فقد أعلنت البلدية عجزها في<br />

تسيير وصيانة هذه المحطات.‏<br />

ظاهرة صعود المياه<br />

ساهمت هذه الأسباب وغيرها في حدوث ظاهرة صعود المياه،‏ التي عانى منها سكان بعض المناطق على مستوى الولاية مؤخرا<br />

كنتيجة لعدم التعامل مع مشكل الصرف الصحي،‏ وزاد الأمر تعقيدا تنامي نقاط تسربات المياه القذرة نتيجة تصدع الشبكات وتعطل<br />

عمليات الضخ والدفع الآلي؛ وقد أثر سلبا على فعالية التدخلات محدودية وسائل التدخل المتاحة،‏ ومن الأحياء الأكثر تضررا بمشكل<br />

صعود وتسرب المياه القذرة إلى داخل المساكن ووسط الأحياء مدينة ورقلة ، فالحل المنتهج من طرف السلطات المحلية في المنطقة كان<br />

حلا ظرفيا من خلال اعتماد عمليات ضخ بديلة لتجهيزات وشبكات صرف المياه ثم القيام بامتصاص المياه المتسربة إلى داخل<br />

المساكن.‏ رغم وجود الهيئات المسؤولة على تقييم المورد والمحافظة عليه في الولاية،‏ ورغم تشديد تراخيص حفر الآبار وكذلك تثبيت<br />

شبكات الصرف للتقليل من التسربات،‏ إلا أن المشاكل المرتبطة بتسيير محطات الضخ لشبكات الصرف تبقى مطروحة إلى غاية اليوم،‏<br />

كما تم الشروع في دراسة عامة للأحواض الكبرى لتصريف المياه ودراسة أخرى للمخططات التوجيهية للمياه الصالحة للشرب<br />

والتصريف للمجمعات الكبرى<br />

لتحسين وضعية التموين بالمياه الصالحة للشرب مجموعة من التدخلات يجب إجراؤها من حيث : إصلاح أجزاء الشبكات غير<br />

الصالحة لتقليل كمية المياه المتسربة،‏ إنشاء خزانات جديدة في بعض المناطق التي تسجل عجزا في الماء وإنجاز آبار جديدة لتغطية الزيادة<br />

السكانية وتأمين التموين بالمياه دون انقطاع.‏ ولحل مشاكل صرف المياه في ولاية ورقلة تركزت جهود الجهات الفاعلة وهي مصالح<br />

البلدية ومديرية الري بصفة خاصة على تثبيت آليات ضخ ودفع موازية لتخفيف المشاكل المتعلقة بالصرف،‏ كما توجد عمليات أخرى<br />

23<br />

.<br />

24<br />

-4-2-2<br />

238


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

.<br />

25<br />

-3<br />

تتمثل في إصلاح أجزاء الشبكات أوكلت إلى المقاولين.‏ ونظرا لصعوبة المشكل وصرف مبالغ مالية معتبرة دون التوصل إلى طريقة<br />

فعالة للتحكم فيه،‏ لجأت السلطات العمومية إلى خبرة مكتب دراسات أجنبي بتكاليف مالية مرتفعة،‏ تكون نتائجها جاهزة وتنتظر<br />

التنفيذ لاختبار مدى فعاليتها<br />

:<br />

.<br />

26<br />

02<br />

الحوض الهيدروغرافي كأداة للتسيير المستدام للمياه في ولاية ورقلة<br />

الماء مورد طبيعي يتواجد في الطبيعة بكميات محدودة وتوزيعه مرتبط بعوامل : كالمناخ،‏ مدى طاقة الأرض التخزينية وكذا<br />

الوسط الطبيعي،‏ فندرة هذا المورد الطبيعي،‏ هشاشته وتوزيعه غير المنتظم في المكان والزمان يجعل منه إرث طبيعي عام تمارس عليه<br />

الدولة سلطتها للوصول به للاستخدام الأمثل.‏ وباعتبار الماء ملكا جماعيا وطنيا مشتركا لا يمكن لأي فرد أن يمتلكه لوحده فهو<br />

ملك لكافة المستعملين الوطنيين ‏(المادة من قانون المياه)،‏ يتطلب هذا المبدأ توحيد الجهود فيما يخص:‏ التعبئة،‏ والتخزين،‏ والتسيير<br />

والاستعمال والحفاظ على الماء،‏ أي تسييره وفقا لنمط وحدوي ‏(وحدة هيدرولوجية طبيعة).‏<br />

فالنظام الهيدرولوجي العام جزء من الوسط الطبيعي،‏ والذي يوجد الماء بكل أشكاله ولا يعترف بالحدود والتقسيم<br />

الإداري ويسير الماء بوحدة طبيعية متكاملة على مستوى وسطه الفيزيائي الطبيعي وهو ‏"الحوض الهيدروغرافي"،‏ دون التمييز بين المياه<br />

السطحية والجوفية،‏ ولا بين نوعية المياه وكميتها حيث تعرف المادة من الفصل الأول من المرسوم التنفيذي رقم<br />

المؤرخ في الحوض الهيدروغرافي على أنه : المساحة الأرضية التي يغمرها مجرى الماء وروافده بكيفية تجعل كل سيلان<br />

ينشأ داخل هذه المساحة يتبع مجراه حتى ايته.‏<br />

فتسيير موحد متكامل للمياه المشتركة على مستوى أحواضها هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتجاوز التقسيم الإداري،‏ فإذا كانت<br />

إدارة الري والشؤون المائية مكلفة بتسيير قطاع الماء فيما يخص جمع المعلومات المتعلقة بتقييم الماء،‏ إنتاجه،‏ تخزينه وتوزيعه والحفاظ<br />

عليه ومتابعة الدراسات والأبحاث في هذا الميدان،‏ بمعنى إنجاز الهياكل الأساسية وتسييرها قصد الوفاء بالطلب على المياه ويتم هذا على<br />

مستوى الولايات والبلديات،‏ وهذا غير ممكن دائما لأن الأمر ليس كذلك بالنسبة لتسيير الماء باعتباره موردا طبيعيا ذو وحدة<br />

متكاملة.‏ لذا من الضروري إيجاد أدوات ملائمة تسمح بتنظيم تسيير الماء على مستوى وسطه الهندسي الطبيعي أي حسب الحوض أو<br />

مجموعة الأحواض الهيدروغرافية،‏ هذا ما أوكلت به وكالات الأحواض الهيدروغرافية التي دف إلى تسيير الماء على مستوى الحوض<br />

المنتج للمورد.‏<br />

100/96<br />

02<br />

1996/03/06<br />

وكالة<br />

تماشيا مع مبادئ وأهداف السياسة الوطنية<br />

أوت أنشأت وكالة الحوض بالصحراء بالمرسوم التنفيذي رقم ولايات تنتمي كليا للحوض وهي : أدرار،‏<br />

للماء،‏ ومقرها بولاية ورقلة.‏ وكالة الحوض بالصحراء تتكون من 17 ولاية،‏ تسعة ولايات تنتمي جزئيا للحوض هي : الأغواط،‏ باتنة،‏<br />

بشار،‏ بسكرة،‏ الوادي،‏ غرداية،‏ إليزي،‏ ورقلة،‏ تندوف،‏ تامنراست.‏ وثمانية وحدات<br />

تبسة،‏ الجلفة،‏ البيض،‏ مسيلة،‏ خنشلة والنعامة.‏ والحوض الهيدروغرافي مجزأ إلى أربع تندوف.‏<br />

وحدة الساورة وحدة الهقار ؛ وحدة الصحراء الشمالية ؛ وحدة شط ملغيغ ؛ -1 -3<br />

الحوض الهيدروغرافي بالصحراء<br />

:<br />

–<br />

1996<br />

(<strong>09</strong>)<br />

(04)<br />

(08)<br />

283-96 في 26<br />

-<br />

-<br />

:<br />

-<br />

-<br />

.<br />

27<br />

هذه الوحدات تجمع المعلومات المتعلقة بكميات المياه المقتطعة،‏ تعبئتها وكيفيات الاستغلال في المناطق التي تغطيها للبحث عن<br />

المشكل المطروح في كل وحدة ومحاولة إيجاد الحلول المثلى<br />

وللحفاظ على الموارد المائية خاصة إذا كانت محدودة،‏ وضعيفة التجدد وعميقة في بعض المناطق مثلما هو الحال بالنسبة لحوض<br />

الجنوب وبالضبط منطقة ورقلة،‏ يجب تنظيم تسيير الماء وفقا لوسطه الطبيعي ألا وهو الحوض الهيدروغرافي.‏ ويعتبر إنشاء وكالة الحوض<br />

خطوة هامة في هذا المسار لحرصها على إظهار الفائدة المرجوة من الاهتمام بمسائل الماء،‏ وتوعية جميع المستعملين على الاقتصاد في<br />

استعماله وكيفية حمايته والحفاظ عليه،‏ كما توفر معلومات على الوسط الطبيعي في الجنوب مثل : أماكن تواجد المياه،‏ نوعيتها<br />

وتقنيات الحصول عليها،‏ فالصحراء تتميز بشساعة إقليمها الجاف وأرضها الجرداء،‏ وتنوع طبيعتها ومع ذلك فإن الإقليم الصحراوي<br />

يحتوي في باطنه على كميات معتبرة من الموارد المائية.‏<br />

239


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

إشكالية الماء الشروب في ولاية ورقلة<br />

من هنا ومن خلال مختلف البرامج،‏ وكالة الحوض الهيدروغرافي للصحراء تنشئ وسط ملائم للاستعمال العقلاني<br />

للمياه الذي هو مسؤولية مشتركة بين كل المؤسسات المكلفة من بعيد أو من قريب بتسيير المورد والمحافظة عليه من كل أشكال<br />

التبذير،‏ إلى ذلك البرامج الإعلامية والتحسيسية لتجميع كل الجهود نحو تعبئة المورد وجمع المعلومات التقنية والعلمية لحمايته من أخطار<br />

التلوث،‏ فهي لا تنتج الماء ولا توزعه بل تحافظ عليه من أجل الأجيال القادمة.‏<br />

كما تضع وكالة الحوض الهيدروغرافي للصحراء تحت تصرف المديريات الولائية للموارد المائية وكل المؤسسات التي هي تحت<br />

الموجودة داخل حدود الحوض الهيدروغرافي<br />

وصاية وزارة الموارد المائية<br />

نظرة شاملة عن الحوض ‏(خلق فضاء معلوماتي)‏ ؛ المساعدة التقنية والإعانات المالية لمكافحة التلوث؛<br />

وسيلة لإيصال المعلومات والتحسيس بمشاكل المياه ومتابعتها.‏<br />

:<br />

29<br />

(ABHS)<br />

28<br />

(AGID, ANRH, ADE, ONA)<br />

-<br />

.<br />

30<br />

31<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

−<br />

‎2-3‎‏-مهام وكالات الأحواض الهيدروغرافية :<br />

يتمثل هدف كل وكالة فيما يأتي :<br />

إنجاز وضبط المساحات المائية والتوازن المائي في الحوض الهيدروغرافي،‏ وتجمع لهذا الغرض كل المعطيات الإحصائية،‏ الوثائق<br />

والمعلومات المتعلقة بالمياه : كميتها،‏ ونوعيتها،‏ وتواجدها،‏ واقتطاعات المياه واستهلاكها،‏ مما يجب على منتجي المعلومات<br />

المتعلقة بالموارد المائية أن يرسلوا ا إلى وكالة الحوض بالمنطقة؛<br />

المشاركة في إعداد المخططات الرئيسية لتهيئة الموارد المائية وتعبئتها وتخصيصها على مستوى الحوض الهيدروغرافي أو مجموعة<br />

من الأحواض،‏ التي تبادر ا الأجهزة المؤهلة لهذا الغرض وتتابع تنفيذها؛<br />

تشارك في عمليات رقابة حالة تلوث الموارد المائية وتحديد المواصفات التقنية المتعلقة بنفايات المياه المستعملة والمرتبطة<br />

بترتيبات تطهيرها؛<br />

التحسيس بضرورة اقتصاد المياه وحمايتها من التلوث،‏ حيث تعتبر وكالات الحوض الأداة الملائمة لمبادرة أعمال الإعلام<br />

والتوعية على مستوى العائلات،‏ والصناعيين والزراعيين.‏<br />

الوكالة من أجل بلوغ أهدافها والقيام بمهمتها تقوم بما يلي :<br />

إبرام عقود أو اتفاقيات تندرج ضمن إطار مهامها.‏<br />

تنجز لصالحها أو لصالح الغير كل الدراسات،‏ والخدمات،‏ والأبحاث وإجراء التجارب على الأساليب أو التجهيزات المتصلة<br />

ا.‏<br />

تنظم الملتقيات والتظاهرات المتصلة بمجال اختصاصاا أو تشارك فيها.‏<br />

توطد علاقات مع الهيئات المماثلة لها الوطنية منها والدولية.‏<br />

‏-‏‎3‎‏-موارد 3 وكالة الحوض الهيدروغرافي :<br />

تتكون موارد وكالة الحوض من مساعدات الدولة المتصلة بإنجاز تبعات المرفق العمومي،‏ ومداخيل نشاطاا،‏ الهبات والوصايا،‏<br />

والقروض واقتطاع أتاوى من الانتفاع بالماء وعن تلوثه لدى مختلف المستعملين،‏ ويتم استعمال الناتج عن هذه الأتاوى في تغطية<br />

مصاريف ونفقات تسيير الوكالة ولجنة الحوض الهيدروغرافي.‏<br />

كما تزود وكالة الحوض برأسمال أولي من طرف الوزير المكلف بالمالية محددا مبلغه بقرار وزاري.‏ وتبدأ السنة المالية لوكالة<br />

الحوض في 01 جانفي وتقفل في ديسمبر من كل سنة<br />

:<br />

وهي<br />

الخلاصة<br />

من خلال هذا العمل يتضح وجود جملة من المشاكل مطروحة جراء عدم التحكم في استغلال المياه والحفاظ عليها،‏<br />

:<br />

240


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

3<br />

مدينة ورقلة بحكم موقعها في الجنوب الشرقي ‏(الجزء الشمالي من الصحراء الكبرى)‏ تزخر بموارد مائية جوفية معتبرة ‏(الحجم<br />

القابل للاستغلال يقدر ب‎02.381‎ مليار م ‏/السنة)،‏ إلا أن استغلالها مقيد بعوامل منها:‏ عوامل طبيعية كالملوحة المرتفعة،‏ وجود<br />

المياه في طبقات مائية عميقة جدا مما يرفع من تكلفة استغلالها،‏ حرارا المرتفعة في بعض المناطق،‏ ومشاكل ناتجة عن سوء<br />

التسيير،‏ إضافة إلى عوائق مالية وأخرى تقنية.‏<br />

يوجد في مدينة ورقلة مؤسسات مائية مختلفة تم بتسيير،‏ بدءا من تقييم الثروة المائية المتاحة إلى غاية إعادة رسكلتها وتطهيرها<br />

إعادة استخدامها من جديد في بعض الاستعمالات؛ إلا أن مشكل عدم التنسيق فيما بينها يبقى مطروح،‏ إضافة إلى ضعف النظام<br />

المعلوماتي الشيء الذي يخل بالمرونة أثناء عمل هذه المؤسسات.‏<br />

تعاني مدينة ورقلة من:‏ الإفراط في استغلال المورد،‏ ظاهرة صعود المياه،‏ مشاكل التسرب في الشبكات ونقص المياه في فترات<br />

كثيرة،‏ كلها أسباب تدعوا إلى اتخاذ جملة من الإجراءات تتعلق بالتسيير لحل هذه المشاكل بدلا من صرف مبالغ مالية كبيرة دون<br />

تحسين الوضع.‏<br />

رفاهية المستهلك ومعدلات النمو الاقتصادي للمجتمع يرتبطان باستهلاك الماء،‏ هذا ما يجعلنا نسعى دائما إلى البحث عن الطرق<br />

الفعالة لتسيير المياه والحفاظ عليها،‏ للخروج من مشكلة الندرة والجفاف،‏ والآثار الناجمة عن سوء استغلال واستهلاك المياه<br />

والمؤدية إلى تلوثها وتدهورها.‏<br />

الماء ملكا جماعيا وطنيا مشتركا،‏ يتطلب هذا المبدأ توحيد الجهود فيما يخص:‏ التعبئة،‏ والتخزين،‏ والتسيير،‏ والاستعمال<br />

والحفاظ على الماء،‏ أي تسييره وفقا لنمط وحدوي ‏(وحدة هيدرولوجية طبيعة)،‏ ذلك أن المبادرات والأعمال التي يبادر ا اتجاه<br />

المورد يجب أن تكون متكاملة ومنسقة مثلما هو معمول به في الدول المتقدمة.‏<br />

نوعية المعلومات المتوفرة تكتسي دورا هاما وأساسيا في اختيار طريقة معالجة المشاكل المطروحة وهذا ما يستدعي ضرورة إنشاء<br />

نظم معلومات قوية وبالضبط داخل أنظمة تسيير المياه.‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية :<br />

الجدول (2) :<br />

الجدول (1) : كمية المياه المتاحة للاستغلال في<br />

ورقلة،‏ الوحدة : هكم 3 ‏/السنة<br />

الناحية<br />

ورقلة<br />

حاسي مسعود<br />

واد ريغ الجنوب<br />

قاسي الطويل<br />

اموع<br />

الحجم القابل<br />

للاستغلال<br />

الحجم<br />

المستغل<br />

تخصيص الآبار وحجم المياه المعبأ في ورقلة<br />

التدفق<br />

عدد التدفق المعبأ<br />

المستغل<br />

التخصيص<br />

الآبار م ‏/سا<br />

م ‏/سا<br />

الماء الشروب<br />

مياه السقي<br />

المياه الصناعية<br />

والأغراض الأخرى<br />

اموع<br />

المصدر : ولاية ورقلة،‏ مدرية الري،‏ مرجع سابق،‏ ص 02<br />

3<br />

9901<br />

56217<br />

1325<br />

67443<br />

.<br />

3<br />

15690<br />

106646<br />

2042<br />

124378<br />

104<br />

934<br />

22<br />

1060<br />

103 679<br />

69 554<br />

270 428<br />

31 720<br />

473 2381<br />

Source : Abderrazak KHADRAOUI, eaux<br />

et sols en Algérie ;<br />

(<strong>Ouargla</strong> : édition E.T.I.W.O, 2001),<br />

pp.54...56.<br />

الإحالات والمراجع :<br />

1 - Mohamed Hamza BENGRINA, "Les Problème de l'utilisation de l'eau en Algérie, avec la prise en<br />

compte du facteur écologique", Thèse doctorat, Institut de l'économie nationale. G.V.P le khanov, moscou,<br />

1991, p 06.<br />

2 - Chedli FEZZANI, Les Ressources en eau des pays de l'Observatoire du Sahara et de Sahel, septembre<br />

2001, p69.<br />

3<br />

- الحوض المتداخل القاري : يشمل طبقتي الألبياني والباريمي.‏<br />

241


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

إشكالية الماء الشروب في ولاية ورقلة<br />

- حوض المركب النهائي : يتكون من عدة طبقات مائية،‏ وطبقتي الميوبليوسيان والسينونيان هما المستغلتين في ورقلة.‏<br />

5-H.BEKHUCHE et M.CELLINO et J.N.CRETENET, Agence Nationale de l'eau potable et industrielle et<br />

de l'assainissement, Alger, Novembre2001, p18.<br />

6-Ministère de l'équipement et de l'aménagement du territoire, Agence nationale des ressources hydrauliques,<br />

direction régionale sud, "Ressources en eau de la wilaya de <strong>Ouargla</strong>", janvier 1999, p 02.<br />

-<br />

-7<br />

4<br />

يوجد في ولاية ورقلة نوعين من ااري :<br />

الصحراوي وجبل تادميت.‏<br />

-8<br />

167-81<br />

ااري الدائمة : تتكون أساسا من مياه سقي النخيل.‏ – ااري المؤقتة : التي تتكون من تدفق الأمطار الآتية من الأطلس<br />

لمعرفة المزيد يمكن الرجوع على المراسيم التنفيذية المتضمنة إنشاء هذه المؤسسات وتحديد مهام كل منها،‏ وهي:-‏ الوكالة الوطنية للموارد المائية:‏ أنشئت بالمرسوم رقم<br />

25 المؤرخ في<br />

جويلية 1981، الذي يتضمن إنشاء المعهد الوطني للموارد المائية،‏ ويقتضي المرسوم رقم<br />

129-87<br />

ماي 19 المؤرخ في<br />

تسمية المعهد الوطني للموارد المائية إلى الوكالة الوطنية للموارد المائية،‏ ‏-مديرية الري الولائية:‏ تأسست مديرية الري لولاية ورقلة بالمرسوم التنفيذي رقم<br />

الذي يغير 1987<br />

90-328 في<br />

17<br />

أكتوبر 1990، لها خمسة أقسام فرعية رسمية : القسم الفرعي لدائرة ورقلة،‏ تقرت،‏ حاسي مسعود،‏ الطيبات،‏ الحجيرة.-الجزائرية للمياه:‏ أنشأت بموجب المرسوم<br />

التنفيذي رقم<br />

101/01<br />

21 المؤرخ في<br />

أفريل 2001، توضع هذه المؤسسة تحت وصاية وزارة الموارد المائية،‏ وهي شركة وطنية لإنتاج وتوزيع المياه عبر المناطق التي<br />

تغطيها.-‏ الديوان الوطني للتطهير:‏ أنشأ بموجب المرسوم التنفيذي رقم 101-01 المؤرخ في 21<br />

أفريل 2001 ويوضع تحت وصاية وزارة الموارد المائية.‏<br />

9- Observation de Sahara et de sahel, Système Aquifère du Sahara Septentrional, (volume 04 ; juin 2003), p<br />

203.<br />

-10<br />

منشآت الضخ لها ثلاثة أنواع:‏ - ضخ من الآبار إلى الخزانات.‏ - ضخ من الخزانات الأرضية إلى الخزانات المرتفعة.‏ - ضخ مباشر من الآبار إلى الشبكات.‏<br />

11-Ministère des Ressources en eau, direction de l'hydraulique, "Bilan Annuel 2004 Alimentation en Eau<br />

Potable", <strong>Ouargla</strong>, janvier 2005, p 26.<br />

12-Ibid, p20.<br />

2003، ص‎03‎‏.‏<br />

-13<br />

14-Ministère des Ressources en eau, direction de l'hydraulique, "Bilan Annuel 2004 Alimentation en Eau<br />

-16<br />

المؤسسة العمومية لتوزيع المياه المترلية والصناعية والتطهير بورقلة،‏ " وضعية المياه الصالحة للشرب بولاية ورقلة "، ورقلة،‏ نوفمبر،‏<br />

Potable", op.cit, p 27.<br />

15- نعني بالمؤسسة في هذا الجزء،‏ مؤسسة توزيع المياه المترلية والصناعية والتطهير بورقلة والتي تشرف على كل الولاية ماعدا حاسي مسعود،‏ الحجيرة والطيبات.‏<br />

المؤسسة العمومية لتوزيع المياه المترلية والصناعية والتطهير بورقلة،‏ " وضعية المياه الصالحة للشرب بولاية ورقلة "، مرجع سابق،‏ ص‎04‎‏.‏<br />

‎17‎‏-نفس المكان.‏<br />

‎18‎‏-رابح زبيري ، ‏"إشكالية ماء الشروب في الجزائر : بين الندرة الطبيعية وسوء التسيير"،‏ ‏"في"‏ مجلة الاقتصادي،‏ العدد 2002، 07 ص 21.<br />

19-Ministère de l'équipement et de l'aménagement du territoire, Agence nationale des ressources<br />

hydrauliques, direction régionale sud, "Ressources en Eau de la wilaya de <strong>Ouargla</strong>", op.cit, p 04.<br />

20 -Ministère des Ressources en eau, direction de l'hydraulique, "Bilan Annuel 2004 Alimentation en Eau<br />

Potable", op.cit, p 27.<br />

21 -Abderrazak KHADRAOUI, eaux et sols en Algérie, ( <strong>Ouargla</strong> : édition E.T.I.W.O, 2001), p74.<br />

-22<br />

وزارة الموارد المائية،‏ مديرية الري بولاية ورقلة،‏ ‏"تسيير الشبكات ومحطات الرفع للمياه المستعملة في ورقلة وتقرت"،‏ أفريل 2002، ص 03.<br />

23- س.س،‏ ‏"مدينة ورقلة تحت ضغوط تسربات والمياه القذرة"،‏ ‏"في"‏ جريدة الخبر،‏ الأحد 05 ديسمبر 2004، ص<br />

<strong>09</strong>.<br />

-24<br />

مديرية الري،‏ مرجع سابق،‏ ص‎02‎‏.‏<br />

25- س.س،‏ مرجع سابق،‏ ص <strong>09</strong>.<br />

26 -Agence de bassin hydrographique Sahara, "Pour une Gestion Rationnelle et Durable des Ressources en<br />

eau au Sahara", <strong>Ouargla</strong>, pp.02...05.<br />

.www.abhs.dz<br />

-27<br />

28- AGID: Agence nationale pour l'irrigation et le drainage.<br />

ANRH: Agence nationale des ressources hydrauliques.<br />

ADE: Algérienne des eaux.<br />

ONA: L'office nationale de l'assainissement .<br />

-29<br />

-30<br />

لمزيد من معلومات عن هذه الوحدات ارجع إلى وكالة حوض الصحراء بورقلة أو إلى الموقع الآتي:‏<br />

وزارة الموارد المائية،‏ ‏"خمس وكالات حوض من أجل تسيير متكامل للموارد المائية"،‏ الجزائر،‏ 2000، ص 02.<br />

الأمانة العامة للحكومة،‏ المرسوم التنفيذي رقم 324-2000 المؤرخ في 2724 شوال ‎1416‎ه الموافق ل 13 مارس‎1996‎‏،‏ يتضمن تعريف الحوض<br />

الهيدروغرافي وتحديد القانون الأساسي النموذجي لمؤسسات التسيير العمومية،‏ الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية،‏ المادة‎24‎والمادة‎26‎ ، العدد‎17‎‏،‏ الجزائر،‏ ص 22.<br />

242


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

مشروع العملة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي<br />

" دراسة مقارنة لمعايير التقارب الاقتصادي "<br />

صديقي أحمد،‏ جامعة<br />

أدرار،‏ الجزائر<br />

seddiki_ahmed82@yahoo.fr<br />

: ملخص<br />

كان هدف إنشاء عملة موحدة لس التعاون الخليجي منذ سنة<br />

1981<br />

إحدى ركائز الوحدة بين دول الس،‏ ولكن لماذا الاهتمام حاليا أكثر<br />

بإتمام هذا المشروع.‏ من الواضح أن إطلاق عملة اليورو بنجاح قد شجع التكتلات على الاهتمام بإقامة الاتحادات النقدية في العديد من المناطق.‏ وهذا المقال<br />

يسلط الضوء على المزايا الاقتصادية لمشروع الوحدة النقدية،‏ وعلى أهم معايير التقارب الاقتصادي الواجب تحققها بين اقتصاديات دول الس.‏<br />

: الكلمات المفتاح<br />

التكامل الاقتصادي،‏ الاتحاد النقدي،‏ مجلس التعاون الخليجي،‏ معايير التقارب الاقتصادي،‏ المنطقة النقدية المثلى.‏<br />

تمهيد :<br />

تشير العديد من الدراسات الاقتصادية إلى أن قيام الاتحاد النقدي والاقتصادي ووجود السوق الاقتصادية المشتركة بين مجموعة<br />

من الدول سيكون له تأثير على اقتصاديات تلك المنطقة بصفة عامة،‏ كما ستكون له تأثيرات على الاقتصاديات المرتبطة ا.‏ وقد<br />

سعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى توحيد الجهود الاقتصادية في هذا الإطار،‏ من خلال الإصلاحات المالية والاقتصادية والنقدية<br />

دف الوصول إلى التكامل الاقتصادي،‏ وقد حققت تقدما اقتصاديا كبيرا خلال الثلاثة عقود الماضية في رفع مستوى المعيشة وانجاز<br />

تطور جيد في القطاعات الإنتاجية وذلك بمقارنة وضعها الاقتصادي قبل تلك الفترة.‏<br />

1<br />

وتتطلع دول الس إلى إقامة اتحاد نقدي يسمح بتعزيز العمل التجاري والاقتصادي فيما بينها ويدعم التبادل والتنمية بين<br />

دول المنطقة.‏ كما يساهم في تعزيز القدرات الهادفة إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية واستقطاب رؤوس الأموال الخليجية والعربية.‏<br />

خاصة بعد تحقيقها لعدة خطوات رئيسية وفي مقدمتها تحقيق الاستقرار في أسعار الصرف ومعدلات أسعار الفائدة،‏ إلى جانب إزالة<br />

العوائق أمام حرية حركة السلع والخدمات ورأس المال والعمالة الوطنية.‏ كما أصبحت التعريفة الجمركية الموحدة في دول الس تجاه<br />

الخارج ب %05 سارية المفعول منذ 2003، كما أن عملات دول الس مثبتة بالدولار باستثناء الكويت.‏<br />

وفي نفس الوقت فإن أسعار الفائدة الاسمية ومعدلات التضخم في دول الس اتجهت نحو التقارب ومعدلات التضخم أيضا<br />

متقاربة.‏ كما تتمتع دول الس بأنظمة مالية سليمة إضافة إلى وجود رقابة جيدة على القطاع المصرفي.‏ وهي كلها عوامل تشير إلى<br />

تحقيق التقارب بين دول الس سواء على مستوى السياسات المالية أو النقدية.‏<br />

ومن المهم أن نشير إلى أن التحليلات والبيانات والمعطيات التي سترد في هذه الدراسة سيتم فيها تقديم بيانات تخص جميع<br />

الدول الأعضاء في مجلس التعاون،‏ على الرغم من أن دولة عمان والإمارات العربية أعلنتا عدم رغبتهما في الانضمام إلى الوحدة النقدية<br />

على الأقل في الوقت الحالي.‏ وفي هذا الإطار نسجل على أن عمان حضرت اتفاق الوحدة النقدية الموقع بين الدول الأربعة عكس<br />

الإمارات العربية المتحدة.‏<br />

وسوف نبحث من خلال هذا الموضوع معالجة الإشكالية الموالية<br />

:<br />

ما مدى تحقق معايير التقارب الاقتصادي بين اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي في إطار مشروع الاتحاد النقدي ؟<br />

243


____________________________________________________________________________________<br />

مشروع العملة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي " دراسة مقارنة لمعايير التقارب الاقتصادي "<br />

ودف معرفة الإصلاحات الاقتصادية التي تسهل مشروع التكامل النقدي سوف نعالج هذا الموضوع حسب النقاط الموالية<br />

:<br />

-01<br />

-03<br />

العملة الموحدة ومراحل التكامل الاقتصادي<br />

؛ 02-<br />

تحليل معايير التقارب بين اقتصاديات دول مجلس التعاون<br />

المزايا الاقتصادية لمشروع العملة الموحدة؛<br />

؛ 04-<br />

الفرص القائمة لنجاح العملة الخليجية الموحدة.‏<br />

-1<br />

العملة الموحدة ومراحل التكامل الاقتصادي<br />

يستخدم مصطلح الاتحاد النقدي واتحاد العملة تبادليا وهما يعنيان نفس الشيء،‏ والواقع أن الاتحاد النقدي هو المرحلة الأخيرة في<br />

2<br />

عملية موسعة للتكامل الاقتصادي والمالي تعرف باسم الاتحاد الاقتصادي والنقدي والتي تؤدي إلى تحقيق منافع اقتصادية عديدة بما في ذلك<br />

زيادة التجارة البينية،‏ وتحقيق الشفافية في الأسعار،‏ وتعزيز حرية انتقال العمالة وزيادة وفورات الحجم وتحسين مناخ الأعمال وتعزيز أسواق<br />

رأس المال.‏<br />

ويرى اغلب الاقتصاديين أن التكامل النقدي هو مجموعة من الترتيبات التي تسعى إلى تسهيل المدفوعات الدولية وذلك بإحلال<br />

عملة واحدة مشتركة محل مجموعة من العملات ينفذ تداولها بين مجموعة من الدول الأعضاء،‏ ويعرف الاقتصادي machlup) (Fritz<br />

التكامل النقدي على انه مجموعة من الترتيبات الهادفة إلى تسهيل المدفوعات الدولية عن طريق إحلال عملة مشتركة محل العملات الوطنية<br />

3<br />

للدول الأعضاء في المنطقة التكاملية . وعلى هذا الأساس ينظر machlup) (Fritz إلى أن التكامل النقدي هو أهم ترتيبات الوحدة<br />

الاقتصادية،‏ حيث أن حرية التنقل والهجرة وحرية تحويل رؤوس الأموال وحرية التجارة ليست شرطا كافيا لتحقيق التكامل بصفة تامة،‏<br />

خاصة وان التجارة تستدعى المدفوعات وان حركات رؤوس الأموال تستدعي إمكانية تبادل العملات المختلفة،‏ وان الهجرة على نطاق واسع<br />

تستدعي توفير الفرص للحصول على أجور ثم القيام بتحويلها،‏ ومن ثم يتم إنشاء نظام مدفوعات دولي يسمح بإجراء المدفوعات،‏ وبإجراء<br />

4<br />

عمليات الصرف الأجنبي بلا قيود أو رقابة ، وهو ما يعرف بالتكامل النقدي الذي يمثل المرحلة الأخيرة من مراحل التكامل الاقتصادي.‏<br />

ومن هذا التعريف يتضح أن جوهر التكامل النقدي هو اتخاذ الترتيبات التي تسهل المدفوعات الأجنبية عن طريق إحلال عملة<br />

مشتركة بدلا من العملات الوطنية المنفصلة،‏ وبذلك يكون متفقا مع معظم كتابات الاقتصاديين في تعريف الاتحاد النقدي على أساس إنشاء<br />

عملة مشتركة.‏<br />

كما يتفق بذلك مع الاتجاه الرئيسي للفكر الاقتصادي الذي يغلب عليه تقسيم الاتحاد النقدي من زاوية المكاسب والتكاليف<br />

الاقتصادية التي ينطوي عليها،‏ حيث يحدد تلك المنافع على أا إزالة العقبات التي تعوق المبادلات بين المناطق التي تستخدم عملات مختلفة.‏<br />

وفي الدراسات الاقتصادية تعتبر نظرية<br />

( R.A.Mundell)<br />

1961<br />

الذي كان أول من صاغ مصطلح منطقة العملة المثلى في سنة<br />

للتعبير عن منطقة اقتصادية تضم عدد من الدول وتستخدم عملة واحدة أو عملتين أو أكثر،‏ وترتبط أسعار صرفها أو قيمتها ببعضها<br />

5<br />

ارتباطا قويا يجعلها تشكل في الواقع عملة واحدة . وتشير تلك النظرية إلى أن أهم معايير إنشاء منطقة عملة مثلى يستلزم أن تكون الدول<br />

الأعضاء في المنطقة عرضة لصدمات مشتركة ) Shocks (Common وان تكون تلك الصدمات متماثلة Symmetric) ( وهو ما<br />

6<br />

يتطلب ما يلي :<br />

• أن ترتفع درجة كثافة التجارة البينية<br />

244


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

تشابه هياكل الإنتاج<br />

تشابه مستويات ومعدلات نمو الدخل<br />

تقارب مستويات الأسعار<br />

حرية انتقال عناصر الإنتاج<br />

وإلى جانب ذلك فان الشرط الأساسي لمنطقة اقتصادية مثالية هي حركية عوامل الإنتاج،‏ وبفضل هذا الشرط فان نظام<br />

الصرف الثابت أو عملة موحدة داخل المنطقة هو نظام صرف معوم بالنسبة لدول أخرى،‏ والذي يسمح بتعديل سريع للاختلالات.‏<br />

وعليه فان أية أزمة غير متناظرة في داخل المنطقة ينتج عنها حركة في رؤوس الأموال واليد العاملة لإعادة التوازن بين العرض<br />

والطلب،‏ وعلى العكس من ذلك فانه في حالة غياب حركية عوامل الإنتاج فان المنطقة الاقتصادية غير مثالية والأزمة غير المتناظرة<br />

تحتاج إلى تعديل نقدي،‏ والذي بدونه سوف ينتج بطالة وعجز في ميزان المدفوعات،‏ بينما الدول الشريكة لها ميزان فائض وضغوطات<br />

7<br />

تضخمية .<br />

-2<br />

المزايا الاقتصادية لمشروع العملة الموحدة<br />

يمكن الإشارة إلى أن المزايا الاقتصادية التي يتيحها مشروع الاتحاد النقدي للاقتصاديات هي مزايا عديدة ويمكن أن تؤدي إلى<br />

رفع معدل النمو الاقتصادي بالمنطقة وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى أن تلك المزايا حسب الحالات الموالية<br />

:<br />

1-2<br />

حالة البلدان ذات الاقتصاديات المتشاة<br />

:<br />

إذا كانت كل البلدان في المنطقة متماثلة وعرضة لنفس الصدمات فان وجود اتحاد<br />

للعملة يشمل كل البلدان يكون أمرا ايجابيا لجميع الدول الأعضاء،‏ ولا يسبب الاستقلال الذاتي النقدي أية تكلفة،‏ في حين تستفيد<br />

كل البلدان من انخفاض التضخم،‏ لان البنك المركزي المشترك لن يقوم بحفز الإنتاج في أي بلد وحده من خلال التوسع النقدي على<br />

حساب البلدان الأخرى.‏ وهو ما يعطي فرصة لتساوي أو تقارب المنافع بين بلدان منطقة العملة الموحدة.‏<br />

2-2<br />

حالة الاختلاف في احتياجات التمويل<br />

:<br />

إذا كانت هناك اختلافات في احتياجات التمويل للحكومات،‏ فان الحوافز للمشاركة<br />

في اتحاد نقدي ستختلف عبر البلدان وسوف يستفيد كبار المنفقين من الانضباط والقيود النقدية الإضافية التي يمارسها البنك المركزي<br />

الإقليمي الذي يعوض جزئيا تحيز بنوكها المركزية القومية للتضخم في حين يتكبد صغار المنفقين خسائر إضافية ناجمة عن الطلب<br />

8<br />

المفرط لكبار المنفقين على التمويل النقدي .<br />

3-2<br />

حالة الاختلاف في أهداف التضخم<br />

:<br />

إن تحديد هدف التضخم يشمل كل الاتحاد يسعى إليه البنك المركزي المشترك لن يفيد<br />

سوى المكون المشترك لاضطرابات العرض ) التي تعرف باضطرابات معدل التبادل التجاري)‏ ويجعل هذا التخلي عن السياسة النقدية<br />

9<br />

المستقلة إزاء صدمات تختلف حسب البلدان شديدة التكلفة . وفي التطبيقات العملية تشير بعض التقديرات التي أجراها الخبراء على<br />

مستوى صندوق النقد الدولي إلى أن عدم تماثل صدمات معدلات التبادل التجاري يسهم بصورة قليلة نسبيا في المكاسب أو الخسائر<br />

الصافية لمختلف مشروعات الاتحاد النقدي،‏ التي مين عليها الفروق في أهداف الإنفاق الحكومي،‏ ومن ثم فان المشكلات المرتبطة<br />

بمشروع العملة الخليجية تعتبر محدودة حيث تشترك جميع الدول في الاتجاه العام للضغوط وان اختلفت في حجم الضغوط ولهذا نجد أن<br />

245


____________________________________________________________________________________<br />

مشروع العملة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي " دراسة مقارنة لمعايير التقارب الاقتصادي "<br />

مؤسسات النقد والبنوك المركزية في دول الس قد قامت تقريبا بجهود متجانسة في مواجهة التضخم،‏ وهذا يؤكد انه في ظل<br />

الاختلاف الكمي بين الدول فيما يتعلق بمعيار التضخم تبقى السياسة النقدية في دول الس متشاة في آلية استهدافها للتضخم.‏<br />

والى جانب ذلك يمكن القول أن قيام الاتحاد النقدي الخليجي كنموذج للمناطق الموحدة في إطار العملة يمكن أن يعطى نتائج<br />

ايجابية متعددة إلى جانب بعض السلبيات الممكنة والتحديات المتوقعة للمشروع،‏ ويمكن عرض المؤشرات والتنبؤات الاقتصادية لدول الس<br />

من خلال الجدول<br />

. (1)<br />

ومن خلال القراءة في المؤشرات والتنبؤات الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي.‏ نستطيع التمييز بين أثار الاتحاد<br />

النقدي لدول مجلس التعاون الخليجي،‏ سواء على المدى المتوسط أو المدى الطويل،‏ والتي يمكن ذكرها كما يلي<br />

:<br />

أ.‏<br />

الآثار على المدى المتوسط<br />

:<br />

-<br />

تخفيض تكاليف الإنتاج ؛<br />

-<br />

-<br />

إلغاء رسوم التحويل بين دول الس ؛<br />

رفع مستوى التجارة البينية ؛<br />

-<br />

رفع مستوى التنافسية لاقتصاديات دول الس.‏<br />

ب.‏<br />

الآثار على المدى الطويل<br />

:<br />

-<br />

-<br />

الارتباط بسياسة نقدية واحدة ؛<br />

رفع معدلات النمو والتوظيف ؛<br />

-<br />

-<br />

الارتباط بسياسة سعر صرف موحدة ؛<br />

سهولة الاستثمارات بين دول المنطقة.‏<br />

وفيما يخص مدى ملائمة ربط عملات دول الس ومن ثم ربط العملة الخليجية الموحدة بالدولار الأمريكي فانه من<br />

المناسب الإشارة إلى أن قرار الس الأعلى المذكور نص على ربط عملات دول الس بالدولار في المرحلة الحالية وترك السلطة<br />

10<br />

النقدية بعد إصدار العملة حرية اختيار الربط وذلك حسب ما تقتضيه ظروف المرحلة القادمة.‏<br />

3- تحليل معايير التقارب بين اقتصاديات دول مجلس التعاون<br />

يعتبر التكامل النقدي المرحلة الأخيرة من مراحل التكامل الاقتصادي،‏ والذي يتحقق عندما تقوم الدول الأعضاء بتوحيد<br />

11<br />

العملات المستخدمة فيها،‏ وهذه الدرجة تتطلب أن يكون هناك بنك مركزي موحد لكل المنطقة،‏ وان تكون هناك سلطة نقدية<br />

واحدة هي التي تحدد السياسة النقدية،‏ كما أن التكامل النقدي يمر بعدة مراحل يمكن طرحها حسب المراحل الموالية<br />

:<br />

:<br />

•<br />

•<br />

المرحلة الأولى التعاون بين الدول الأعضاء على إزالة القيود على المعاملات النقدية بجميع أنواعها،‏ وتحقيق حرية حركة<br />

رؤوس الأموال بين الدول الأعضاء.‏<br />

المرحلة الثانية<br />

الاقتصادي.‏<br />

:<br />

القيام بتنسيق السياسات النقدية والمالية بين الدول الأعضاء،‏ من اجل تحقيق درجة عالية من التقارب<br />

• المرحلة الثالثة : قيام بنك مركزي كسلطة نقدية فوق السلطة النقدية الوطنية لإصدار العملة الموحدة،‏ والإشراف على التعامل<br />

ا،‏ وتنسيق السياسة النقدية الموحدة،‏ بما يحافظ على قوة واستقرار العملة المشتركة.‏<br />

246


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

كما أن التكامل النقدي يتركز في الواقع حول الكيفية والأسلوب والمراحل التي يمكن من خلالها تحقيق هذا التكامل،‏ ومنها<br />

إقامة اتحاد مدفوعات بين الدول الأعضاء.‏ وكذا تجميع جزء من الاحتياطي النقدي للدول الأعضاء لدى جهة مركزية والذي<br />

يستخدم لتقديم تسهيلات مؤقتة لمواجهة اختلال ميزان المدفوعات للدول الأعضاء.‏ إلى جانب تنسيق أسعار الصرف بين عملات<br />

الدول الأعضاء وتنسيق السياسات النقدية فيما بينها،‏ أو استخدام عملة موازية كأداة لتسوية المدفوعات وكوحدة حسابية للدول<br />

الأعضاء إلى جوار العملات المحلية أو تحقيق التكامل في السوق المالي.‏<br />

وقد اقترحت دول الس في سنة<br />

2005<br />

معايير التقارب الاقتصادي اللازمة لقيام الاتحاد النقدي وتم الاتفاق على تلك<br />

المعايير وضرورة الالتزام ا لتسهيل قيام الاتحاد النقدي،‏ ويمكن الإشارة إلى تلك المعايير التي تم الاتفاق عليها ومقارنة واقع كل دولة<br />

حاليا من الالتزام ا،‏ وكذا تحليل أثرها على السياسة النقدية بصفة عامة.‏<br />

1-3<br />

معيار معدل التضخم<br />

:<br />

اتفقت دول الس على أن لا يزيد معدل التضخم عن المتوسط المرجح ) بحجم الناتج المحلي الإجمالي)‏<br />

لمعدلات التضخم في دول الس زائد نقطتين مئويتين أي ‎02‎ا%.ويعتبر الوفاء ذا المعيار شرط هام لمعالجة الاختلالات التي قد تنشأ<br />

عن الفروق في معدلات التضخم.‏<br />

وتظهر بيانات الأرقام القياسية (CPI) لدول الس في عام<br />

2007<br />

أن الفترة قبل<br />

2003<br />

تشكل فترة التقارب الكمي الأكبر<br />

بين معدلات التضخم في دول الس،‏ قبل أن تبدأ الضغوط التضخمية في الظهور،‏ خاصة في دولة الإمارات وقطر.‏ ومنذ<br />

لحقت بقية الدول الس في نفس نطاق الضغوط.‏ وقد سجل أعلى معدل للتضخم لسنة 2007 في قطر وصل إلى<br />

الإمارات<br />

المعيار عام<br />

2006<br />

%13.8<br />

%11.1<br />

وسجل أدنى معدل تضخم لنفس السنة في البحرين بلغ<br />

%3.3<br />

2007<br />

ألا يتجاوز معدل التضخم<br />

تليها<br />

وحسب المعيار فان قطر والإمارات لم تحققا هذا<br />

حيث يشترط ألا يتجاوز معدل التضخم في دول الس %8.96 لسنة 2007. وفي سنة<br />

2008<br />

%12.72<br />

لكن ذلك لم يحقق في كل من قطر التي بلغ معدل التضخم فيها %14.6. وفي سنة<br />

يشترط المعيار<br />

20<strong>09</strong><br />

يشترط ألا يتجاوز المعدل نسبة %10.26 لكن ذلك لم يتحقق في كل من قطر التي بلغ فيها المعدل %12.1 بالرغم من انه سجل<br />

انخفاضا عن السنة الماضية.‏ كما سجلت بقية دول الس تراجعا في معدلات التضخم ا عن السنة الماضية<br />

يوضح الفروق بين معدلات التضخم في دول الس.‏<br />

.2008 والجدول (2)<br />

ويعتبر تحقيق هذا المعيار هو الأهم من بين معايير التقارب نظرا لدوره في مساعدة السياسة النقدية على توجيه أدواا بطريقة<br />

متجانسة إلى الأعضاء دون تأثيرات جانية على البعض.‏ وعموما يمكن القول أن دول الس تتشابه في الضغوط التضخمية حتى وان<br />

اختلفت في نسبة تلك الضغوط.‏<br />

2-3<br />

معيار سعر الفائدة<br />

:<br />

اتفقت دول مجلس التعاون بخصوص هذا المعيار أن لا يزيد سعر الفائدة عن متوسط أدنى ثلاثة أسعار<br />

للفائدة قصيرة الأجل ) لمدة ثلاثة أشهر)‏ في دول الس زائدا نقطتين مئويتين.‏<br />

ونتيجة لطبيعة تجانس السياسة النقدية بدول الس فقد حققت جميع دول الس هذا المعيار سنة<br />

%6.65، كما أا حافظت على تحقيقها لهذا المعيار خلال الفترة<br />

2007<br />

2003<br />

حتى 2007. وفي سنة<br />

2008<br />

والذي كان<br />

واصلت معدلات الفائدة<br />

247


____________________________________________________________________________________<br />

مشروع العملة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي " دراسة مقارنة لمعايير التقارب الاقتصادي "<br />

الانخفاض الذي بدأته سنة<br />

2007<br />

حيث سجل أدنى معدل بدولة الإمارات ب<br />

يجب ألا يتجاوز %4.31 فقد حققت دول الس جميعا هذا المعيار.‏ والجدول<br />

%2.11<br />

. وحيث أن معدل التقارب لسنة<br />

2008<br />

(3)<br />

يوضح معدلات الفائدة لدول الس.‏<br />

3-3<br />

معيار كفاية احتياطات السلطة النقدية من النقد الأجنبي<br />

:<br />

نظرا لأهمية هذا المعيار في ضمان وحماية العملة المشتركة فقد<br />

اتفقت دول الس على أن تكون احتياطات السلطة النقدية في كل دولة كافية لتغطية تكلفة وارداا السلعية لمدة لا تقل عن<br />

أشهر.‏ وقد حققت جميع دول الس في سنة<br />

04<br />

2007<br />

قد تجاوزت حجم التغطية المطلوب،‏ حيث كان أعلى معدل تغطية بالكويت والذي صل إلى<br />

لم تحقق التغطية.‏ أما في سنة<br />

والجدول<br />

التغطية من الاحتياطات للواردات السلعية لمدة أربعة أشهر،‏ بل أن البعض منها<br />

8.5<br />

2008<br />

(4)<br />

أشهر.‏ باستثناء دولة الإمارات التي<br />

فقد حققت جميع دول الس التغطية،‏ وبالتالي تكون جميع دول الس قد استوفت هذا المعيار.‏<br />

يوضح عدد الأشهر المغطاة من النقد الأجنبي للواردات السلعية.‏<br />

4-3<br />

12<br />

معيار نسبة العجز السنوي في المالية الحكومية إلى الناتج المحلي الإجمالي : اتفقت دول الس بخصوص هذا المعيار على أن<br />

لا تزيد نسبة العجز السنوي في ميزانية الدولة نسبة<br />

الأوبك<br />

%03<br />

25<br />

الس سنة<br />

من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للدولة ) طالما كان متوسط سعر نفط<br />

دولارا أو أكثر).‏ وتشير البيانات إلى أن نسبة فوائض الميزانيات العامة إلى الناتج المحلي الإجمالي الاسمي في جميع دول<br />

2008<br />

ارتفعت عن مستويات<br />

2007<br />

باستثناء الكويت التي حققت تراجعا وصل إلى<br />

سنة 2007. ومنذ سنة 2005 وحتى سنة 20<strong>09</strong> استوفت جميع دول الس هذا المعيار.‏ والجدول<br />

%14.8<br />

مقارنة ب<br />

%29.7<br />

يوضح ذلك.‏ (5)<br />

:<br />

5-3<br />

معيار نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي اتفقت دول الس بخصوص هذا المعيار على أن لا تتجاوز نسبة الدين العام<br />

13<br />

للحكومة العامة نسبة %60 من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي ولا تتجاوز نسبة الدين العام للحكومة المركزية نسبة %70 من<br />

الناتج المحلي الإجمالي الاسمي.‏ ففي سنة<br />

2008<br />

سجلت السعودية أدنى المعدلات بين دول الس لنسبة دين العام على الحكومة العامة<br />

إلى الناتج المحلي الإجمالي الاسمي بحوالي %4.6 مقابل نسبة %7.5 سنة 2007. وفي سنة 2008 سجلت البحرين أعلى نسبة<br />

للدين بحوالي<br />

والجدول<br />

%22.9<br />

(6)<br />

كما سجلت الإمارات نسبة %15.5، ولم تسجل قطر والكويت أي دين على غرار السنوات السابقة.‏<br />

يوضح نسبة الدين على الحكومة العامة إلى الناتج المحلى الإجمالي لدول الس.‏<br />

ويشترط هذا المعيار أن لا تتجاوز نسبة الدين على الحكومة العامة %60 من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي.وقد استوفت<br />

14<br />

جميع الدول الأعضاء هذا الشرط.‏ أما الدين العام على الحكومة المركزية فقد أشارت البيانات الصادرة عن وحدة الاتحاد النقدي<br />

إلى عدم وجود ديون على الحكومة العامة في سنة 2008 في دولة الإمارات بينما سجلت قطر والكويت في نفس السنة أدنى نسب<br />

دين على الحكومة العامة ب<br />

الإجمالي.‏<br />

%6.2<br />

و‎%5.5‎ على التوالي.‏ والجدول<br />

(7)<br />

يوضح نسبة الدين على الحكومة العامة إلى الناتج المحلى<br />

ومن خلال القراءة في تلك المعايير يمكن القول أن على دول الس الالتزام بالسياسات المحلية التي تتفق مع متطلبات الوحدة<br />

خاصة فيما يتعلق بالتضخم،‏ خاصة وان الاختلالات الناتجة عنه يمكن أن تؤدي إلى تشوهات في بعض الاقتصاديات وضغوط عديدة<br />

على البنك المركزي داخل المنطقة.‏ ونظرا إلى ربط عملات دول الس بالدولار باستثناء الكويت تبقى السياسة النقدية لدول الس<br />

تيسيرية وتخضع لتقلبات في سعر صرف الدولار الأمريكي.‏ وعلى الرغم من ذلك فان أسعار الصرف الثابتة في المنطقة تعني أن أكثر<br />

248


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

15<br />

الجوانب صعوبة في درجة الاستعداد للاتحاد النقدي قد تم الوفاء ا فعلا . باستثناء الكويت التي قامت سنة 2007 بربط سعر<br />

عملتها بسلة من العملات،‏ علما أن وزن الدولار في تلك السلة يمثل<br />

دول الس الأخرى معتدلة.‏<br />

%70<br />

على الأقل،‏ ولذلك كانت التذبذبات مقابل عملات<br />

وعموما يمكن أن توفر السيولة الزائدة وأسعار الفائدة المتدنية نسبيا بيئة مساعدة لتلبية الاحتياجات التمويلية الخارجية لدول<br />

الس،‏ وهي احتياجات ضخمة خاصة في الإمارات.‏ كما أن هناك خطر ضئيل من أن التدفقات الوافدة من رؤوس الأموال بغرض<br />

المضاربة بما تنطوي عليه من أثار سلبية وقد يكون أثرها محدودا في دول الس ‏.وقد كانت الأوضاع في دول الس والتي قدرا<br />

الأسواق خلال<br />

2010<br />

ايجابية،‏ وذلك نظرا لارتفاع أسعار النفط وانتعاش النمو والتجارة العالميين.‏ ومن بين أهم التحديات الحالية<br />

والتي تواجه أسعار الصرف بالس نجد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة لأول مرة في تاريخها.‏ وان كانت أوضاع دول<br />

الس الائتمانية غير ذلك فمن المتوقع أن يستمر ارتفاع التصنيف السيادي في دول الس.‏ وان كانت وكالة (Moody’s) في<br />

2011 هذه السنة<br />

قد خفضت تصنيف البحرين درجة واحدة بشكل هامشي إلى<br />

A3<br />

مع نظرة مستقبلية سلبية،‏ وذلك أساسا<br />

بسب المشاكل السياسية وكذا بسب بعض المشاكل المالية وأداء القطاع المصرفي.‏ ولكن وكالات التصنيف الأخرى لم تفعل نفس<br />

الشئ بالنسبة للبحرين.‏ والجدول<br />

(8)<br />

يبرز تصنيف الوكالات لدول الس في سنة 2011.<br />

وعموما فان انخفاض التصنيف الائتماني للشركات الخليجية بصفة عامة قد توقف خلال عام 20<strong>09</strong>، وهو ما يعطي فرصة<br />

حقيقية لتلك الشركات للحفاظ على التصنيف والتقدم نقاط على المؤشر،‏ وتحقيق إيرادات من خلال التوسع في عمليات الاستثمار.‏<br />

-4<br />

الفرص القائمة لنجاح العملة الخليجية الموحدة<br />

نجد أن اقتصاديات دول الس قد حققت نموا اقتصاديا مهما،‏ يقدر<br />

2010 سنة % 4.8<br />

20<strong>09</strong><br />

وهو معدل أفضل من سنة<br />

الذي كان %، 0.7 وقد ساعدت على ذلك السياسات المالية التوسعية المستمرة.‏ كما أدى ارتفاع أسعار النفط وإيرادات<br />

16<br />

إلى تسريع النمو في القطاعات غير النفطية . كما استفادت دول الس من ارتفاع أسعار النفط،‏ وكذا روابطها التجارية مع أسيا،‏<br />

وتعتبر دول الس قوية من الوجهة الهيكلية مع وجود الأصول الخارجية على أساس صاف ومستويات مديونية متواضعة باستثناء<br />

دولة الإمارات التي تعتبر أوضاعها المالية صعبة منذ نوفمبر 20<strong>09</strong> بسب أزمة الديون.‏ كما تتمتع دول الس بوجود فوائض مالية<br />

مستمرة في الحساب الجاري،‏ وأرصدة مالية جيدة،‏ كما أن اغلب سكان الس من الشباب،‏ وهو ما يساعد على حفز النشاط<br />

الاقتصادي.‏ والى جانب ذلك فان حكومات تلك الدول ملتزمة باستخدام ثروات النفط والغاز في تنويع وبناء اقتصادياا.‏<br />

ومع الالتزام بالعديد من الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة يمكن لدول الس الوصول إلى تحقيق عملة موحدة،‏ مما سيعطي دفعا<br />

مهما لمكاسب الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة حيث سيترتب على قيام هذا الاتحاد وإصدار العملة الخليجية الموحدة أثارا<br />

متعددة لاسيما على التجارة البينية والسياحة والاستثمارات وستظهر أثاره بشكل اكبر على قطاع الخدمات المالية والأسواق المالية والتي<br />

ستشهد نموا مضطردا وتطورات متسارعة.‏<br />

كما أن التعامل بعملة مشتركة سيساعد على القضاء على المخاطر المتعلقة بأسعار صرف العملات الخليجية ويسهم بشكل<br />

فعال في تطوير وتكامل الأسواق المالية الخليجية خاصة سوق السندات،‏ كما سيساعد تطوير أسواق الأسهم ويؤثر فيها تأثيرا ملحوظا<br />

من حيث الحجم والعمق والسيولة.‏ مع زيادة قدرة الشركات الخليجية على الاندماج أو الاستحواذ على شركات أخرى في مختلف<br />

249


____________________________________________________________________________________<br />

مشروع العملة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي " دراسة مقارنة لمعايير التقارب الاقتصادي "<br />

دول الس،‏ الأمر الذي يسكون له أثارا ايجابية على صعيد الاقتصاد الكلي والكفاءة الاقتصادية.‏ كما سيؤدي وجود العملة المشتركة<br />

إلى تشجيع المنافسة الإقليمية في مجال الخدمات المصرفية والمالية وجودة خدماا،‏ مما ينعكس إيجابا على عملائها في دول الس<br />

ويخفض من تكاليفها ويؤدي إلى تنويع خدماا،‏ وقد يؤدي كذلك إلى تشجيع الاندماج بين تلك المؤسسات على الصعيد الإقليمي<br />

للاستفادة من اقتصاديات الحجم.‏<br />

وتتوفر دول الس على مقومات أساسية للتكامل لا تتوفر في معظم التكتلات القائمة مثل عامل اللغة والدين والتاريخ،‏ كما<br />

تشترك في العديد من الخصائص الاقتصادية مثل الثروة النفطية،‏ وهو ما يجعل صادرات الس وواردته متشاة ويمكن القول أن<br />

اقتصاديات دول الس متشاة أكثر من التشابه بين اقتصاديات الأورو،‏ فمثلا الأزمة الراهنة في منطقة الأورو ترجع إلى أن بعض<br />

الدول مستوردة لرأس المال الصافي،‏ بينما دولا أخرى تصدر رأس المال الصافي،‏ أما الميزانيات الحكومية الأوروبية فهي مختلفة بين<br />

حالات الفائض إلى العجز إلى التوازن،‏ وفي حين يمتلك البعض فائضا تجاريا ضخما،‏ يعاني البعض الآخر من عجز طويل الأمد.‏ وفي<br />

المقابل فان دول الس مصدرة لرأس المال الصافي مع ميزان ايجابي لفائض تجاري وحكومي،‏ كما أن دول الس تعتمد سياسة سعر<br />

صرف مرتبطة بالدولار باستثناء الكويت التي فكت ارتباط عملتها بالدولار سنة 2007، وإذا استمرت هذه الظروف في اتجاه<br />

التحسن فسيكون بإمكان دول الس تطبيق سياسة نقدية موحدة.‏<br />

وعلى الرغم من التشابه بين اقتصاديات دول الس إلا أن هناك فروقا لا يمكن تجاوزها فالدخل الوطني يختلف بين تلك<br />

الاقتصاديات،‏ فمثلا يتراوح بين اقل من<br />

8000<br />

دولار في عمان و<br />

28400<br />

في قطر،‏ كما أن السعودية الاقتصاد الأكبر في الس<br />

تنمو تجارا في قطاع الصناعات التحويلية،‏ أما قطر فقد أصبح الغاز الطبيعي القطاع الأهم في اقتصاد البلد،‏ وعموما فان نمو<br />

القطاعات غير النفطية في دول الس لا يزال متأخرا.‏ أما المبادلات التجارية فبالرغم من اتفاقية منطقة التجارة الحرة ) Free<br />

(Trade Area بين دول الس إلا أن المبادلات البينية لا تزال محدودة،‏ حيث أن حصة الصادرات من السلع من إجمالي<br />

الصادرات أو حجم الاستثمارات البينية بين بلدان الس،‏ تعتبر اقل من المستوى المطلوب لإقامة وحدة نقدية.‏<br />

ومن أهم التحديات التي تواجه العملة الخليجية هي الآثار الناجمة عن الأزمة المالية العالمية والركود الاقتصادي والجهود<br />

المختلفة التي تبذلها دول الس لمواجهتها وقد أبرزت الأزمة إحساسا بان معايير التقارب المالي والنقدي المتفق عليها بين دول مجلس<br />

التعاون الخليجي كأساس للاتحاد النقدي قد يتعذر الالتزام ا في بعض الأحيان على عكس ما كان متوقعا كما في حالة منطقة اليورو،‏<br />

ورغم ذلك فأن دول الس أحرزت تقدما نحو التكامل من خلال تنسيق السياسات الداخلية والخارجية وتحرير التجارة البينية فضلا<br />

عن تحرير انتقال العمالة ورؤوس الأموال.‏<br />

: خلاصة<br />

من الممكن تطبيق عملة موحدة لدول مجلس التعاون الخليجي والاستفادة من مشاكل منطقة اليورو،‏ غير أن عميلة تشكيل<br />

هذا الاتحاد تحتاج إلى مزيد من الوقت لإجراء باقي الإصلاحات النقدية والمالية،‏ دف إنشاء بنية اقتصادية سليمة ووضع قواعد<br />

صحيحة لتفادي الأزمات المرتبطة بالسياسة النقدية أو السياسة المالية.‏ وفي الوقت الذي سيمثل فيه الاتحاد النقدي دعم حقيقي لنمو<br />

الاقتصاديات الخليجية،‏ فانه من الضروري حاليا تنويع موارد تلك الاقتصاديات بدلا من الاقتصار على النفط.‏ وفي حالة دول الس<br />

تعتبر الآثار الايجابية للعملة المشتركة مربوطة بالآثار الايجابية على صعيد السياسة النقدية والمالية والالتزام بمعايير التقارب المالي وتعتبر<br />

تلك المعايير من العوامل المساعدة على جذب مزيد من الاستثمارات البينية والأجنبية إلى دول مجلس التعاون.‏<br />

250


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

2010<br />

3.8<br />

881.0<br />

4.8<br />

-3.1<br />

5.9<br />

40.0<br />

(1) جدول<br />

المؤشرات لدول الس<br />

نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (% التغيير)‏<br />

الناتج المحلي الإجمالي الاسمي ) مليار دولار)‏<br />

مؤشر أسعار المستهلك (% التغيير في المتوسط)‏<br />

رصيد الميزانية (% من الناتج المحلي الإجمالي)‏<br />

رصيد الحساب الجاري (% من الناتج المحلي الإجمالي)‏<br />

عدد السكان ) مليون نسمة)‏<br />

المؤشرات والتنبؤات الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي<br />

20<strong>09</strong> 2008 2007<br />

0.1 6.7 5.6<br />

801.6 1.037.5 822.5<br />

5.6 11.5 6.7<br />

-6.2 28.7 17.7<br />

-1.0 31.4 22.6<br />

39.1 38.4 36.6<br />

المصدر<br />

: تقرير مجموعة سامبا المالية،‏ الأفاق الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي في عام 2011، السعودية،‏ فبراير 2011.<br />

(2) جدول<br />

معدلات التضخم السنوية في دول مجلس التعاون،‏ الوحدة<br />

% :<br />

%<br />

2007<br />

2008<br />

20<strong>09</strong><br />

الإمارات البحرين السعودية قطر الكويت<br />

معيار التقارب<br />

8.96<br />

12.72<br />

10.26<br />

5.5 13.8 4.1 3.3 11.1<br />

9.5 14.6 9.9 5.2 11.9<br />

8.0 12.1 8.2 3.3 7.4<br />

المصدر : مستجدات التقارب،‏ تقرير صادر عن وحدة الاتحاد النقدي،‏ العدد الأول،‏ الربع الأول 20<strong>09</strong>، ص‎03‎‏.‏<br />

جدول<br />

الإمارات<br />

(3)<br />

%<br />

2006<br />

2007<br />

2008<br />

أسعار الفائدة في دول مجلس التعاون<br />

معيار<br />

البحرين السعودية قطر الكويت<br />

التقارب<br />

6.93 5.43 4.92 5.02 4.84 5.11<br />

6.65 4.59 4.70 4.79 4.68 4.79<br />

4.31 2.87 2.24 2.58 3.<strong>09</strong> 2.11<br />

المصدر : مستجدات التقارب،‏ تقرير صادر عن وحدة الاتحاد النقدي،‏ العدد<br />

الأول،‏ الربع الأول 20<strong>09</strong>، ص‎04‎‏.‏<br />

(4) جدول<br />

عدد أشهر تغطية الاحتياطات من النقد الأجنبي للواردات السلعية<br />

في دول الس،‏ الوحدة<br />

: ‏(الأشهر)‏<br />

معيار<br />

الإمارات البحرين السعودية قطر الكويت<br />

التقارب<br />

04 9.5 4.0 4.8 3.2 4.2 2006<br />

04 8.5 5.1 4.6 4.4 3.8 2007<br />

04 7.2 4.4 5.0 4.5 5.8 2008<br />

المصدر : مستجدات التقارب،‏ تقرير صادر عن وحدة الاتحاد النقدي،‏ العدد<br />

الأول،‏ الربع الأول 20<strong>09</strong>، ص‎05‎‏.‏<br />

(5) جدول<br />

%<br />

2006<br />

2007<br />

2008<br />

نسبة فائض ‏(عجز)‏ الموازنة إلى الناتج المحلى الإجمالي بدول مجلس<br />

التعاون الخليجي<br />

السعود<br />

الإمارات البحرين قطر الكويت<br />

ية<br />

17.6 9.0 21.7 2.3 12.0<br />

29.7 14.7 14.6 0.6 9.5<br />

14.8 15.1 33.6 2.1 18.3<br />

المصدر : مستجدات التقارب،‏ تقرير صادر عن وحدة الاتحاد النقدي،‏ العدد<br />

الأول،‏ الربع الأول 20<strong>09</strong>، ص‎06‎‏.‏<br />

(6) جدول<br />

%<br />

2006<br />

2007<br />

2008<br />

نسبة الدين على الحكومة العامة إلى الناتج المحلى الإجمالي بدول<br />

مجلس التعاون الخليجي<br />

الإمارات<br />

13.8<br />

17.7<br />

15.5<br />

البحرين<br />

26.0<br />

23.5<br />

22.9<br />

السعود<br />

ية<br />

8.6<br />

7.5<br />

4.6<br />

قطر<br />

0.0<br />

0.0<br />

0.0<br />

الكويت<br />

0.0<br />

0.0<br />

0.0<br />

المصدر : مستجدات التقارب،‏ تقرير صادر عن وحدة الاتحاد النقدي،‏ العدد<br />

الأول،‏ الربع الأول من سنة 20<strong>09</strong>، ص‎08‎ .<br />

251


____________________________________________________________________________________<br />

مشروع العملة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي " دراسة مقارنة لمعايير التقارب الاقتصادي "<br />

جدول (7) نسبة الدين على الحكومة العامة إلى الناتج المحلى الإجمالي بدول مجلس التعاون<br />

الخليجي<br />

%<br />

2006<br />

2007<br />

2008<br />

الإمارات<br />

0.0<br />

0.0<br />

0.0<br />

البحرين<br />

23.4<br />

19.8<br />

18.3<br />

السعودية<br />

27.6<br />

18.6<br />

13.5<br />

قطر<br />

18.0<br />

9.7<br />

6.2<br />

الكويت<br />

8.6<br />

7.2<br />

5.5<br />

المصدر : مستجدات التقارب،‏ تقرير صادر عن وحدة الاتحاد النقدي،‏ العدد الأول،‏ الربع الأول<br />

جدول (8) تصنيف وكالات التصنيف الائتماني لدول مجلس التعاون الخليجي<br />

الدولة<br />

السعودية<br />

الإمارات<br />

قطر<br />

الكويت<br />

عمان<br />

البحرين<br />

Fitch<br />

NR<br />

NR<br />

AA<br />

NR<br />

A<br />

S&P<br />

NR<br />

AA-<br />

AA-<br />

AA-<br />

AA-<br />

A<br />

A<br />

Moody’s<br />

Aa3<br />

Aa2<br />

Aa2<br />

Aa2<br />

A2<br />

A3<br />

: NR تشير إلى عدم التصنيف.‏<br />

المصدر : مجموعة سامبا المالية،‏ تقرير فيفري 2011، السعودية،‏ ص 05<br />

،20<strong>09</strong> ص‎<strong>09</strong>‎ .<br />

الإحالات والمراجع :<br />

- 1<br />

في<br />

ديسمبر 2001 وقعت البلدان الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي على اتفاقية اقتصادية تشمل الخطوات المحددة الواجب إتباعها لبلوغ اتحاد نقدي لدول مجلس التعاون الخليجي بحلول أول يناير 2010. لكن للعديد من<br />

الاعتبارات فان هذا الهدف لم يتحقق،‏ وتم تأجيله إلى تاريخ آخر.‏ وفي سنة 20<strong>09</strong> تم التوقيع على اتفاقية الاتحاد النقدي من قبل أربع دول هي السعودية والكويت وقطر والبحرين.‏ والتي تمهد لبدء الخطوات التنفيذية لإنشاء الس<br />

النقدي والذي بدوره يشرف على وضع الأطر الفنية والتشريعية للعملة الموحدة.‏ وإقامة البنك المركزي الموحد ‏(مقرة في الرياض)‏ والذي سيقوم برسم السياسة النقدية ويحدد سعر صرف العملة الجديدة،‏ وإجراءات إصدارها لتحل محل<br />

العملات الخليجية الأربع.‏<br />

وقد وقعت الدول الأربع فقط على الاتفاقية بعد انسحاب سلطنة عمان من المشروع سنة 2006، في حين أت الكويت في سنة 2007 اتفاقا ً بالإبقاء على الربط بالدولار،‏ حتى استكمال الوحدة النقدية.‏ وفي سنة 20<strong>09</strong> انسحبت<br />

الإمارات العربية من المشروع وهو ما يمثل تحد كبير أمام صانعي السياسات لإنجاح المشروع النقدي الخليجي خاصة وان الأمارات العربية تمثل المركز التجاري الرئيسي وهي ثاني اكبر اقتصاد بالمنطقة إذ تمثل نحو ربع الناتج المحلي<br />

الإجمالي للكتلة.‏<br />

2- الاتحاد النقدي الأوروبي تكون على عدة مراحل،‏ وذلك ابتداء من سنة 1990 حيث قام في المرحلة الأولى بإلغاء قيود النقد وانتهاء بإصدار اليورو سنة 2002.<br />

3 -Fritz Machlup : “ Economic integration/ wordwide. Regional. sectoral ”, Macmillan, London, 1976, P <strong>09</strong><br />

4 - Fritz Machlup : Ibid, P 20.<br />

- 5 كما تطرق بعض الاقتصاديين أمثال ماكينون،‏ وكينين الذين ركزوا على الإطار النظري وصياغة بعض الحجج التي تؤيد انضمام الدولة إلى هذه المناطق .<br />

- 6 محم د إب راهيم الس قا،‏ مس اعد ب ن عي د:‏ مق ال " ه ل ت نجح العمل ة الخليجي ة الموح دة "، قس م الاقتص اد،‏ جامع ة الكوي ت،‏ ت اريخ 2011/06/13، مت وفر عل ى ال رابط :<br />

www.Cba.edu.kw/elsakka/gcc_common_currency.ppt<br />

-7<br />

محمد بن بوزيان،‏ الطاهر زياني:‏ الأورو وسياسة سعر الصرف في الجزائر،‏ دراسة مقارنة مع تونس والمغرب،‏ ملتقى اليورو واقتصاديات الدول العربية،‏<br />

جامعة الاغواط.‏ ص<br />

02<br />

8 - Paul Masson et Catherine Pattillo : une monnaie unique pour l’Afrique ?, finances et<br />

Développement, Décembre, 2004, P 13.<br />

9 - Paul Masson et Catherine Pattillo : Ibid, P 13<br />

- 10<br />

سواء يكون هذا الربط بعملة واحدة أو أكثر أو تعويمها.‏<br />

11- يتجه التفكير لدى الدول الموقعة على اتفاقية الاتحاد النقدي إلى إنشاء بنك مركزي مستقل.‏ وكانت الإمارات بعد الانسحاب من المشروع اقترحت أن يكون للبنك المركزي الخليجي هيكل أكثر مرونة وان يطبق اللامركزية<br />

في الأنشطة مع اقتراح احتمال الإبقاء على الأنشطة الوطنية قائما.‏<br />

12- يقصد بالعجز السنوي في المالية الحكومية هو العجز المالي للحكومة العامة وفق تعريف الحكومة العامة،‏ ومفهوم العجز في دليل إحصاءات مالية الحكومة (GFS) الصادر عن FMI سنة 2001.<br />

13- تشمل بالإضافة إلى الحكومة المركزية المؤسسات العامة المستقلة في ميزانياا،‏ كما تشمل الحكومات المحلية وحكومات الولايات التي تتكون منها الدولة حسب تعريف دليل إحصاءات المالية العامة (GFS) الصادر عن<br />

صندوق النقد الدولي.‏<br />

-16<br />

14- الحكومة المركزية تشمل جميع الأجهزة والمنشئات الحكومية التي تدرج ميزانيتها ضمن الميزانية العامة للدولة.‏<br />

15- الاتحاد النقدي لدول مجلس التعاون الخليجي:‏ مجموعة سامبا المالية،‏ تقرير ماي 20<strong>09</strong>، السعودية،‏ ص 15.<br />

الأفاق الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي في 2011، مجموعة سامبا المالية،‏ فبراير‎2011‎‏،‏ السعودية،‏ ص 07.<br />

252


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

الصكوك الإسلامية ودورها في تطوير السوق المالية الإسلامية<br />

تجربة السوق المالية الإسلامية الدولية - البحرين<br />

د.‏ نوال بن عمارة،‏<br />

جامعة.‏ ورقلة-‏ الجزائر<br />

naoual_sf@maktoob.com<br />

-<br />

ملخص:‏ دف هذه الورقة إلى استعراض واقع إصدار وتداول الصكوك الإسلامية،‏ وأهم التحديات التي تواجهها،‏ وكذا إبراز دور السوق المالية<br />

الإسلامية الدولية في تطوير هياكل الأدوات والعقود المالية،‏ وتأسيس سوق مالية ترتكز على أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية.‏<br />

وخلصت إلى ضرورة تطوير أدوات مالية إسلامية تتميز بالمصداقية الشرعية والكفاءة الاقتصادية ، والاستفادة من الاعتراف الدولي للصكوك الإسلامية،‏<br />

تطوير سوق مالية إسلامية وتوسيع نطاقها يتطلب تطوير وابتكار صكوك إسلامية وتشجيع تسويقها والابتعاد عن محاكاة الأدوات المالية التقليدية.‏<br />

إن<br />

،<br />

: الكلمات المفتاح<br />

الصكوك الإسلامية،‏<br />

السوق المالية الإسلامية<br />

، السوق المالية الإسلامية الدولية.‏<br />

تمهيد :<br />

أصبح التطوير والابتكار في الأدوات المالية الإسلامية ضرورة حتمية للمصارف الإسلامية<br />

،<br />

خاصة مع تزايد الطلب على<br />

هذه المنتجات في ظل التوجه العالمي المتنامي نحو الاستثمار الأخلاقي المتوافق مع المعاملات الإسلامية التي تستبعد الربا والغرر والتعدي<br />

على أموال الناس،‏ حيث تحتاج المصارف الإسلامية دوما إلى الاحتفاظ بتشكيلة متنوعة من الأدوات والمنتجات المالية تمكنها من إدارة<br />

سيولتها بصورة مربحة،‏ بالإضافة إلى توفيرها للمرونة المناسبة للاستجابة لمتغيرات البيئة الاقتصادية،‏ ويستدعي ذلك بالضرورة تطوير<br />

أدوات مالية إسلامية مستحدثة تضمن لها نصيبا سوقيا يساعدها على الاستمرار بفعالية.‏<br />

كما أن توفر سوق مالية إسلامية متطورة يتطلب وجود مصارف إسلامية تستفيد من نتائج الهندسة المالية وفق المنهج الإسلامي<br />

في إبداع وابتكار الطرق والعمليات التمويلية التي تضمن لهذه المصارف التميز في تقديم أدواا المالية،‏ وتحقق لها التميز على المصارف<br />

التقليدية،‏ هذا من جهة ومن جهة أخرى ضمان تدخل فعال لها في الأسواق،و عملية إصدار مجموعة متنوعة من الصكوك وتداولها في<br />

السوق المالية الإسلامية تمثل تغييرا ً جوهريا ً في الهيكل التمويلي للمصارف الإسلامية،‏ يمكنها من استيعاب المدخرات على مختلف<br />

رغبات أفرادها،‏ والتوفير الملائم للاحتياجات التمويلية للمشروعات مما يساهم في تقويم مسار المصارف الإسلامية،‏ فضلا ً عن أن<br />

إصدار الصكوك الإسلامية لتوفير الاحتياجات التمويلية هو بمثابة أداة مناسبة للتكامل بين النشاط المصرفي الإسلامي والأسواق المالية،‏<br />

والاندماج مع السوق العالمية.‏<br />

وبناء على ما سبق،‏ يمكن طرح وصياغة الإشكالية الرئيسية لهذه الدراسة على النحو التالي:‏<br />

ما هو دور الصكوك الإسلامية في تطوير السوق المالية الإسلامية ؟<br />

-<br />

أهمية الدراسة : تنبع أهمية الدراسة من خلال تعرضها للصكوك الإسلامية بما تتميز به من خصائص كالتنوع والتجدد،‏<br />

وانتشارها المتسارع،‏ والعمل على وضع ضوابط وآليات لتداولها حتى تتمكن من الجمع بين الكفاءة الاقتصادية والمصداقية<br />

الشرعية،‏ حيث برزت الصكوك الإسلامية كواحدة من أهم منتجات الصناعة المصرفية الإسلامية،‏ والتي استطاعت أن تجد لها<br />

حيزا في الأسواق المالية الدولية.‏<br />

فروض الدراسة : في ضوء إشكالية الدراسة فإا تسعى إلى اختبار صحة الفرض التالي :<br />

يساعد وجود الصكوك الإسلامية وتنوعها في تعميق وتطوير السوق المالي الإسلامي اللازم لتداولها.‏<br />

253


________________________________________________________________________<br />

الصكوك الإسلامية ودورها في تطوير السوق المالية الإسلامية تجربة السوق المالية الإسلامية الدولية - البحرين-‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أهداف الدراسة : تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:‏<br />

التعرف على الصكوك الإسلامية من حيث مفهومها،و خصائصها وأنواعها؛<br />

إبراز دور الصكوك الإسلامية في إنشاء وتطوير سوق مالية إسلامية؛<br />

محاولة إبراز أهم التحديات التي تواجه عمليات إصدار الصكوك الإسلامية وإستراتيجيات تطويرها؛<br />

عرض تجربة السوق المالية الإسلامية الدولية بالبحرين في المصادقة الشرعية لإصدار وتداول الصكوك الإسلامية.‏<br />

تقسيمات الدراسة<br />

:<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-1<br />

.1-1<br />

في ضوء إشكالية الدراسة وهدفها وأهميتها يمكن تقسيمها إلى المحاور التالية:‏<br />

الإطار المفاهيمي للصكوك الإسلامية ؛<br />

تحديات ورؤية مستقبلية لتطوير الصكوك الإسلامية ؛<br />

تجربة السوق المالية الإسلامية الدولية في تطوير وإرساء قواعد إنشاء سوق مالية إسلامية .<br />

الإطار المفاهيمي للصكوك الإسلامية<br />

مفهوم الصكوك الإسلامية : يقصد بالصكوك الإسلامية<br />

صكوك قابلة للتداول مضمونة ذه<br />

"<br />

تحويل مجموعة من الأصول المدرة للدخل غير السائلة إلى<br />

الأصول ومن ثم بيعها في الأسواق المالية مع مراعاة ضوابط التداول<br />

1<br />

. "<br />

أما هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية عرفتها بأا ‏"وثائق متساوية القيمة تمثل حصصا شائعة في ملكية<br />

أعيان أو منافع أو خدمات أو في ملكية موجودات مشروع معين أو نشاط استثماري خاص،‏ وذلك بعد تحصيل قيمة الصكوك<br />

وقفل باب الاكتتاب<br />

2<br />

وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله"‏ .<br />

وانطلاقا مما سبق يمكن اعتبار الصكوك الإسلامية على أا"وثائق متساوية القيمة تمثل حصصا شائعة في ملكية أو نشاط<br />

استثماري مباحا شرعيا،تصدر وفق صيغ التمويل الإسلامية مع الالتزام بالضوابط الشرعية".‏<br />

.2-1 الإسلامية :<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أهمية الصكوك لقد ازدادت أهمية إصدار الصكوك الإسلامية نتيجة العديد من العوامل،‏ من أبرزه ا:‏<br />

إن الوصول بفكرة الصكوك الإسلامية إلى مستوى التداول العالمي يوضح مدى سعة وحكمة وتكامل النظام الإسلامي؛<br />

إتاحة الفرصة أمام البنوك المركزية لاستخدام الصكوك الإسلامية ضمن أطر السياسة النقدية وفقا للمنظور الإسلامي بما يساهم<br />

في امتصاص السيولة،‏ ومن ثم خفض معدلات التضخم،‏ و إتاحة الفرصة أمام المؤسسات المالية الإسلامية لإدارة السيولة الفائضة<br />

لديها؛<br />

تلبي احتياجات الدولة في تمويل مشاريع البنية التحتية والتنموية بدلا من الاعتماد على سندات الخزينة والدين<br />

3<br />

العام ؛<br />

تساعد في تحسين ربحية المؤسسات المالية والشركات ومراكزها المالية،‏ وذلك لأن عمليات إصدار الصكوك الإسلامية تعتبر<br />

عمليات خارج الميزانية ولا تحتاج لتكلفة كبيرة في تمويلها وإدارا؛<br />

الصكوك أداة تساعد على الشفافية،‏ وتحسين بنية المعلومات في السوق،‏ لأنه يتطلب العديد من الإجراءات،‏ ودخول العديد من<br />

4<br />

المؤسسات في عملية الإقراض،‏ مما يوفر المزيد من المعلومات في السوق .<br />

ويتضح مما سبق و نتيجة لزيادة الاهتمام بإصدار الصكوك الإسلامية وتوسعها،‏ سيؤدي حتما إلى زيادة تداول الأدوات المالية<br />

وتنشيط السوق المالية الإسلامية وتجاوا مع احتياجات المدخرين والمستثمرين والدولة بآليات تستبعد الفوائد المحرمة شرعا.‏<br />

254


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

.3-1<br />

أهداف الصكوك الإسلامية :<br />

تتمثل الأهداف الأساسية لإصدار الصكوك الإسلامية فيما يلي<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

المساهمة في جمع رأس مال تمويل إنشاء مشروع استثماري من خلال تعبئة موارده من المستثمرين،‏ وذلك من خلال طرح<br />

صكوك وفق مختلف صيغ التمويل الإسلامية في أسواق المال لتكون حصيلة الاكتتاب فيها رأس مال المشروع؛<br />

تسعى إلى الحصول على السيولة اللازمة لتوسيع قاعدة المشاريع وتطويرها،‏ وهو الإجراء الذي يتم بموجبه تحويل الأصول<br />

المالية للحكومات والشركات إلى وحدات تتمثل في الصكوك الإسلامية،‏ ومن ثم عرضها في السوق لجذب المدخرات لتمويل<br />

5<br />

المشاريع الاستثمارية طويلة الأجل ؛<br />

تحسين القدرة الائتمانية والهيكل التمويلي للمؤسسات المصدرة للصكوك من حيث أا تتطلب التصنيف الائتماني للمحفظة<br />

بصورة مستقلة عن المؤسسة ذاا،‏ ومن ثم يكون تصنيفها الائتماني مرتفعا<br />

.<br />

.4-1<br />

خصائص الصكوك الإسلامية : هناك خصائص تميز الصكوك الإسلامية عن غيرها من أدوات الاستثمار الأخرى،‏<br />

ساهمت في انتشارها انتشارا واسعا،‏ تتمثل فيمايلي:‏<br />

.1-4-1<br />

تقوم على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة : إن مقتضى المشاركات التي يقوم عليها مبدأ إصدار الصكوك من<br />

حيث العلاقة بين المشتركين فيها هو الاشتراك في الربح والخسارة بصرف النظر عن صيغة الاستثمار المعمول ا،‏ حيث تعطي<br />

لمالكها حصة من الربح،‏ وليس نسبة محددة مسبقا من قيمتها الاسمية،‏ وحصة حملة الصكوك من أرباح المشروع أو النشاط الذي<br />

تموله تحدد بنسبة مئوية عند التعاقد،‏ فمالكوها يشاركون في غنمها حسب الاتفاق المبين في نشرة الإصدار،‏ ويتحملون غرمها<br />

بنسبة ما يملكه كل منهم ، وفقا لقاعدة الغنم بالغرم .<br />

:<br />

.2-4-1<br />

وثائق تصدر باسم مالكها بفئات متساوية القيمة تصدر الصكوك بفئات متساوية القيمة لأا تمثل حصصا شائعة<br />

في موجودات مشروع معين أو نشاط استثماري خاص،‏ وذلك لتيسير شراء وتداول هذه الصكوك،‏ وبذلك يشبه الصك<br />

الإسلامي السهم الذي يصدر بفئات متساوية ويمثل حصة شائعة في صافي أصول الشركة المساهمة،‏ كما أنه يلتقي في ذلك مع<br />

السندات التقليدية والتي تصدر بفئات متساوية.‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

.3-4-1<br />

تصدر وتتداول وفقا للشروط والضوابط الشرعية تخصص حصيلة الصكوك للاستثمار في مشاريع تتفق مع<br />

أحكام الشريعة الإسلامية،‏ كما أا تقوم على أساس عقود شرعية وفقا لصيغ التمويل الإسلامية كالمشاركات والمضاربات<br />

وغيرها،‏ بضوابط تنظم إصدارها وتداولها.‏<br />

.5-1<br />

أنواع الصكوك الإسلامية وضوابط إصدارها أشارت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية إلى وجود<br />

أكثر من أربعة عشرة نوعا من الصكوك الإسلامية،‏ غير أن الصكوك الأكثر انتشارا يمكن حصرها في الأنواع التالية:‏<br />

1-5-1. صكوك المضاربة وهي ‏"أوراق مالية تعرض للاكتتاب على أساس قيام الشركة المصدرة بإدارة العمل على أساس<br />

6"<br />

المضاربة فتمثل عامل المضاربة ‏(المستثمر)،‏ ويتمثل مالكو الصكوك أصحاب رأس المال .<br />

وتأخذ صكوك المضاربة العديد من الصور كصكوك المضاربة المطلقة،‏<br />

بالتدرج وصكوك المضاربة القابلة للتحويل.‏<br />

صكوك المضاربة المقيدة وصكوك المضاربة المستردة<br />

255


________________________________________________________________________<br />

الصكوك الإسلامية ودورها في تطوير السوق المالية الإسلامية تجربة السوق المالية الإسلامية الدولية - البحرين-‏<br />

.<br />

المصدر لتلك الصكوك هو المضارب،‏ والمكتتبون فيها هم أرباب المال،‏ وحصيلة الاكتتاب هي رأس مال المضاربة،‏<br />

حملة الصكوك موجودات المضاربة والحصة المتفق عليها من الربح لأرباب المال،‏ ويتحملون الخسارة إن وقعت.‏<br />

ويملك<br />

ويجوز تداول صكوك المضاربة بعد قفل باب الاكتتاب وتخصيص الصكوك وبدء النشاط في الأعيان والمنافع،‏ أما قبل بدء<br />

النشاط فتراعى ضوابط التصرف في النقود(الصرف)‏ وفي حال بيع الموجودات بثمن مؤجل فتراعى ضوابط بيع<br />

7<br />

الدين .<br />

2-5-1. صكوك المشاركة :<br />

استثماري،‏<br />

لإدارا بصيغة الوكالة<br />

.<br />

وهي"عبارة عن وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها لاستخدام حصيلة الاكتتاب في إنشاء مشروع<br />

ويصبح موجودات المشروع ملكا ً لحملة الصكوك،‏ وتدار الصكوك على أساس عقد المشاركة بتعيين أحد الشركاء<br />

بالاستثمار"‏ . 8<br />

،<br />

ولصكوك المشاركة العديد من الأنواع كصكوك المشاركة المستمرة والمؤقتة وصكوك المشاركة في مشروع معين والإدارة<br />

لمصدرها،‏ وصكوك المشاركة في مشروع معين تكون الإدارة لجهة أخرى.‏<br />

المصدر لهذه الصكوك هو طالب المشاركة معه في مشروع معين والمكتتبون هم الشركاء في عقد المشاركة،‏ وحصيلة الاكتتاب<br />

هي حصة المكتتبين في رأسمال المشاركة،‏ ويملك حملة الصكوك موجودات الشركة بغنمها وغرمها،‏ كما تتحدد آجال صكوك<br />

المشاركة بالمدة المحددة للمشروع محل عقد المشاركة،‏ ويستحق حملة صكوك المشاركة حصة من أرباحها بنسبة ما يملكون من صكوك<br />

وتوزع الخسارة عليهم بنسبة مساهمتهم<br />

:<br />

:<br />

9<br />

.<br />

3-5-1. صكوك المرابحة وهي عبارة عن وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها لتمويل شراء سلعة المرابحة،‏ وتصبح سلعة المرابحة<br />

مملوكة لحملة الصكوك.‏<br />

والهدف من إصدار صكوك المرابحة هو تمويل عقد بيع بضاعة مرابحة،‏ كالمعدات والأجهزة،‏ فتقوم المؤسسة المالية بتوقيعه مع<br />

المشتري مرابحة نيابة ً عن حملة الصكوك،‏ وتستخدم المؤسسة المالية حصيلة الصكوك في تملك بضاعة المرابحة وقبضها قبل بيعها مرابحة.‏<br />

المصدر لصكوك المرابحة هو البائع لبضاعة المرابحة،‏ والمكتتبون فيها هم المشترون لهذه البضاعة،‏ وحصيلة الاكتتاب هي تكلفة شراء<br />

البضاعة،‏ ويملك حملة الصكوك سلعة المرابحة بمجرد شراء شركة الصكوك لهذه السلعة مرابحة،‏ وهم بذلك يستحقون ثمن بيعها،‏ يجب<br />

أن تكون بضاعة المرابحة في ملك وحيازة مدير الإصدار،‏ بصفته وكيلا ً عن حملة الصكوك من تاريخ شرائها وقبضها من بائعها الأول<br />

وحتى تاريخ تسليمها لمشتريها مرابحة،‏ يكون ربح حملة الصكوك هو الفرق بين ثمن شراء بضاعة المرابحة ودفع مصروفاا نقدا ً وثمن<br />

بيعها للمشتري مرابحة ً على أقساط مؤجلة،‏ يجوز تداول صكوك المرابحة بعد قفل باب الاكتتاب وشراء البضاعة وحتى تاريخ تسليمها<br />

للمشتري مقابل ثمن مؤجل أو يدفع على أقساط ويخضع لقيود التصرف في الديون بعد تسليم البضاعة للمشتري وحتى قبض الثمن<br />

المؤجل وتصفية العملية .<br />

هي صكوك تطرح لجمع مبلغ لإنشاء مبنى أو صناعة آلة أو معدات مطلوبة من مؤسسة معينة بمبلغ<br />

4-5-1. صكوك الاستصناع وحقوق حملة الصكوك تتمثل فيما دفعوه ثمنا لهذه الصكوك إضافة إلى الربح الذي يمثل الفرق بين<br />

يزيد عن المبلغ اللازم لصناعتها،‏ تكلفة الصناعة وثمن البيع<br />

فالمصدر لصكوك الاستصناع هو الصانع ‏(البائع)‏ والمكتتبون فيها هم المشترون للعين المراد صنعها،‏ وحصيلة الاكتتاب هي تكلفة<br />

10<br />

المشروع،‏ ويملك حملة الصكوك العين المصنوعة،‏ ويستحقون ثمن بيعها أو ثمن بيع العين المصنوعة في الاستصناع الموازي إن وجد ،<br />

وتتحدد آجال صكوك الاستصناع بالمدة اللازمة لتصنيع العين المبيعة استصناعا ً وقبض الثمن وتوزيعه على حملة الصكوك.‏<br />

256


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

5-5-1. صكوك السلم تمثل ملكية شائعة في رأسمال السلم لتمويل شراء سلع يتم استلامها في المستقبل ثم تسوق على العملاء<br />

ويكون العائد على الصكوك هو الربح الناتج عن البيع،‏ ولا يتم تداول هذه الصكوك إلا بعد أن يتحول رأس المال إلى سلع وذلك<br />

بعد استلامها وقبل بيعها،‏ وتمثل الصكوك حينها ملكية شائعة في هذه السلع.‏ وتعتبر صكوك السلم أداة متميزة لجذب الموارد المالية<br />

للحكومات والشركات والأفراد الذين يعملون في إنتاج زراعي أو صناعي أو تجاري فمن ثمن بيع بضاعة آجلة يستطيع المنتج أن<br />

يمول عمليات الإنتاج.‏<br />

،<br />

،<br />

.6-5-1<br />

صكوك الإجارة<br />

أا"‏ على تعرف :<br />

عبارة عن وثائق متساوية القيمة تمثل حصة شائعة في ملكية أعيان أو<br />

منافع أو<br />

خدمات في مشروع استثماري يدر دخلا ً،‏ والغرض منها تحويل الأعيان والمنافع والخدمات التي يتعلق ا عقد الإجارة إلى أوراق<br />

. 11<br />

مالية صكوك قابلة للتداول في الأسواق الثانوية "<br />

وتعتبر صكوك الإجارة صكوك ملكية شائعة في أعيان مؤجرة مملوكة لمالكي الصكوك،‏ ويتم توزيع عائد الإجارة على<br />

الملاك حسب حصص ملكيتهم،‏ وهي قابلة للتداول وتقدر قيمتها حسب قيمتها السوقية،‏ كما تمثل صكوك الإجارة حصة<br />

مشاعة في ملكية أصول متاحة للاستثمار،‏ وهي أشهر أنواع الصكوك انتشار ًا.‏<br />

وتتميز صكوك الإجارة بصلاحيتها للوسائط المالية لتمويل العديد من المشروعات،‏ كما تتمتع بمرونة على مستوى الإصدار<br />

أو على مستوى التداول ، وتوفر للمؤجر إيرادا ثابتا وشبه مستقر.‏<br />

وصنفت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية<br />

صكوك ملكية المنافع وصكوك ملكية الخدمات.‏<br />

*<br />

7-5-1. صكوك المزارعة :<br />

صكوك الإجارة إلى صكوك ملكية الموجودات المؤجرة،‏<br />

وتحمل هذه صكوك قيما متساوية يصدرها مالك الأرض الزراعية بغرض تمويل تكاليف الزراعية<br />

بموجب عقد المزارعة ويتشارك حملتها في المحاصيل المنتجة بحسب الاتفاق المذكور في العقد.‏<br />

المصدر لهذه الصكوك هو صاحب الأرض مالكها أو مالك منافعها،‏<br />

المزارعة(أصحاب العمل بأنفسهم أو بغيرهم)‏<br />

،<br />

وحصيلة الاكتتاب هي تكاليف الزراعة.‏<br />

والمكتتبون فيها هم المزارعون في عقد<br />

وقد يكون المصدر هو ‏(المزارع)‏ صاحب العمل والمكتتبون هم أصحاب الأرض(المستثمرون الذين اشتريت الأرض<br />

بحصيلة اكتتام)،‏ ويملك حملة الصكوك الحصة المتفق عليها مما تنتجه الأرض.‏<br />

8-5-1. صكوك المساقاة<br />

:<br />

وهي وثائق متساوية القيمة يتم إصدارها لاستخدام حصيلتها في سقي أشجار مثمرة والإنفاق عليها<br />

ورعايتها على أساس عقد المساقاة ، ويصبح لحملة الصكوك حصة من المحصول وفق ما حدده العقد،‏ وصكوك المساقاة يصدرها<br />

مالك الأشجار محل التعاقد من أجل تمويل عمليات السقي والرعاية ويتشارك حملتها في المحاصيل المنتجة بموجب عقد المساقاة.‏<br />

المصدر لهذه الصكوك هو صاحب الأرض ‏(مالكها أو مالك منافعها)‏ التي فيها الشجر،‏ والمكتتبون فيها هم المساقون في<br />

عقد المساقاة،‏ وحصيلة الاكتتاب هي تكاليف العناية بالشجر،‏ وقد يكون المصدر هو المساقي ‏(صاحب العمل)،‏ والمكتتبون<br />

هم أصحاب الأرض ‏(المستثمرون الذين سقيت الأرض بحصيلة اكتتام)‏ ويستحق حملة الصكوك الحصة المتفق عليها مما تنتجه<br />

الأشجار.‏<br />

257


________________________________________________________________________<br />

الصكوك الإسلامية ودورها في تطوير السوق المالية الإسلامية تجربة السوق المالية الإسلامية الدولية - البحرين-‏<br />

-2<br />

.1-2<br />

تحديات ورؤية مستقبلية لتطوير الصكوك الإسلامية<br />

تحديات تطوير الصكوك الإسلامية : رغم التطور الذي تشهده الصناعة المالية الإسلامية في العديد من النواحي،‏ وتزايد<br />

الطلب محليا ودوليا على تداول الصكوك الإسلامية،‏ فإنه لم يرافق ذلك تطور متكافئ على مستوى العرض.‏ ولعل من أبرز<br />

التحديات التي تواجه تطوير الصكوك الإسلامية،‏ نجملها فيمايلي:‏<br />

.1-1-2<br />

الاختلافات الشرعية<br />

:<br />

تواجه الصكوك الإسلامية حملات متزايدة من قبل الحريصين على الصيرفة الإسلامية وغيرهم ، حيث<br />

يبالغون أحيانا في تشددهم و يحرمون هذه الصكوك أو المنتجات المالية الإسلامية لأقل الشبهات،‏ وهو ما يؤدي إلى فقدان الثقة ذه<br />

الصكوك،‏ مما يؤدي إلى تراجع الإقبال عليها وتحقيق خسائر أو انخفاض في الأرباح.‏<br />

.2-1-2<br />

غياب الإطار التشريعي والتنظيمي<br />

:<br />

من فترة إلى أخرى حول شرعية بعض الصكوك الإسلامية.‏<br />

ينظم عمل هذه الإصدارات ويوحدها وخاصة بالنسبة للاختلافات الشرعية التي تظهر<br />

.3-1-2<br />

التصنيف الائتماني ورقابة المؤسسات المالية الدولية<br />

:<br />

لابد قبل إصدار الصكوك الإسلامية من تصنيفها ائتمانيا من قبل<br />

وكالات تصنيف ائتمانية دولية،‏ وكذلك مشورة صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات المالية الدولية،‏ وفي ذلك تكلفة كبيرة على<br />

حملة الصكوك تخفض كثيرا من العوائد<br />

المتوقعة . 12<br />

.4-1-2<br />

نقص الشفافية في بعض الإصدارات<br />

:<br />

التي ذكرناها سابقا،‏ وذلك لتقليل المخاطر ومخاوف الاكتتاب في بعض الإصدارات.‏<br />

الأمر الذي دعا إلى الحصول على تصنيف ائتماني من مؤسسات التصنيف الائتماني<br />

.5-1-2<br />

نقص الموارد البشرية المؤهلة<br />

:<br />

لقد عرفت صناعة الخدمات المالية الإسلامية تطورا سريعا،‏ إلا أا بقيت تعاني من نقص<br />

واضح في الموارد البشرية المؤهلة والمدربة في مجال التعامل بالأدوات المالية الإسلامية،‏ ومما لا شك فيه إن ضعف العاملين سيفرض ديدا<br />

من حيث المخاطر التشغيلية،‏ ويعيق في نفس الوقت إمكانية نمو وتطور تداول الصكوك الإسلامية.‏<br />

.2-2<br />

رؤية مستقبلية لتطوير الصكوك الإسلامية : لقد ساهمت الأزمة المالية العالمية في تعزيز الثقة بقوة في النموذج المالي الإسلامي<br />

وقدرته على الاستدامة،‏ حيث أظهرت تلك الأزمة قدرة هذا القطاع على البقاء بعيدا عن أزمات الأسواق العالمية،‏ حيث يتوقع أن يكون<br />

هناك إقبال كبير خلال المرحلة المقبلة على الصكوك الإسلامية ليس فقط في السوق المحلية أو في البلدان الإسلامية،‏ بل حتى في الدول<br />

الغربية،‏ مما حتم ضرورة تطويرها وابتكارها حتى تتوافق مع متطلبات المرحلة،‏ وذلك من خلال توفر المرتكزات الآتية :<br />

.1-2-2<br />

التوثيق والإفصاح للمعلومات والرقابة<br />

:<br />

وذلك لضمان الالتزام بالضوابط الشرعية في المعاملات،‏ التي تتأسس على علاقات<br />

صحيحة ومعلومة،‏ حفظا لأموال الناس من العبث والتصرفات الفاسدة،‏ وحماية المدخر،‏ وترشيد المستثمر.‏ إن السوق المالي الإسلامي<br />

الذي تتداول فيه الصكوك الإسلامية لا تنتظم إلا إذا تحقق فيها الإفصاح الكامل،‏ وذلك بتوفير ونشر المعلومات والبيانات المالية،‏ فيتخذ<br />

المدخرون قرارام بناء على الأوضاع الحقيقية للمؤسسات،‏ وبذلك تقوم عملية الرقابة من واقع البيانات والمعلومات مما يعزز الجدية<br />

والأمان.‏<br />

258


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

.2-2-2<br />

توفر سوق مالية إسلامية كفؤة : العمل على إنشاء سوق مالية إسلامية تضمن تسويق المؤسسات المالية الإسلامية<br />

منتجاا من خلالها،‏ وتأمين السيولة اللازمة لها حيث أن هذه المؤسسات تواجه تحديات كبيرة وعوائق عديدة في تسويق منتجاا<br />

وإيجاد التمويل المناسب لها من خلال الأسواق التقليدية،‏ فيجب أن تتميز هذه السوق بالعمق والاتساع حتى تجد الصكوك الإسلامية<br />

مجالا للتسييل،‏ ودور هذه السوق يتمثل في توسيع قاعدة المتعاملين،‏ وتشجيع المستثمرين،‏ كما تساعد على التسعير الكفء للصكوك<br />

والتخصيص الأمثل للموارد المالية ، وتتيح السوق المالية تعبئة الموارد المالية عن الإصدارات العامة بدلا من اللجوء إلى المدخرين بصفة<br />

مباشرة.‏<br />

.3-2-2<br />

توفير مراكز معلومات<br />

:<br />

من الضروري توفر النظام المالي الإسلامي على مراكز للمعلومات عن الفرص الاستثمارية<br />

وربحيتها والمستثمرين وأوضاع الشركات والسوق والأسعار،‏ والمنافسة وتحليلها وتصنيفها وتقديمها إلى متخذي القرار،‏ حيث<br />

تصدر القرارات المالية على أساس معلومات صحيحة،‏ وهي عملية ضرورية لترشيد القرار ورفع<br />

الكفاءة . 13<br />

.4-2-2<br />

التميز في خدمة اتمع : على المصارف الإسلامية طرح صكوك تلبي الاحتياجات التمويلية للقطاعات النفعية<br />

والخيرية،‏ من خلال الاستفادة من الأفكار المتعلقة بالزكاة والوقف والصدقات في المصادر الفقهية وتطبيقها في الواقع العملي،‏ حتى<br />

تتميز في خدمة اتمع وتلبية حاجاته الروحية.‏<br />

:<br />

-3<br />

.1-3<br />

تجربة السوق المالية الإسلامية الدولية في تطوير وإرساء قواعد إنشاء سوق مالية إسلامية<br />

2002<br />

*<br />

تأسيس السوق وعضويتها أنشئت السوق المالية الإسلامية الدولية في البحرين سنة بفضل الجهود<br />

المشتركة للمصارف المركزية في كل من البحرين و ماليزيا واندونيسيا والسودان و بروناي والبنك الإسلامي للتنمية.حيث اتخذت<br />

البحرين مقرا لها باعتبارها من أكبر المراكز للمؤسسات المالية الإسلامية إذ يوجد ا<br />

38<br />

مؤسسة وعدد من المؤسسات المساندة<br />

للمؤسسات المالية الإسلامية مثل هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية،‏ والوكالة الإسلامية الدولية للتصنيف ومركز<br />

إدارة السيولة و الس<br />

14<br />

العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية،‏ ومركز التحكيم والمصالحة الإسلامي .<br />

تتشكل إدارة السوق المالية الإسلامية الدولية من لجنتين أساسيتين هما اللجنة الشرعية التي تختص بتقرير مدى انسجام<br />

الأدوات الاستثمارية مع مبادئ الشريعة الإسلامية ولجنة أخرى للتطوير والدراسات ورئيس تنفيذي.‏<br />

أما الأعضاء المؤسسون للسوق هم البنك الإسلامي للتنمية،‏ مؤسسة نقد البحرين،‏ بنك إندونيسيا،‏ ليوان أفشور فانينشال<br />

سيرفس كممثل للبنك المركزي بماليزيا،‏<br />

بنك السودان،‏<br />

وانضمت إليها بعد ذلك عدة بنوك إسلامية وبعض الشركات ومن لهم<br />

53<br />

بصلة بالمؤسسات المالية الإسلامية وبلغ عدد الأعضاء حتى الآن مؤسسة مثل بنك أبو ظبي الإسلامي وبيت التمويل الكويتي<br />

والبنك الإسلامي الأردني وسوق الإمارات للأوراق المالية والسلع،‏ ومكتب المحاسبة العالمي أرنست ويونج،‏ وسوق اسطنبول<br />

للأوراق المالية وجات هاوس المملكة المتحدة،‏<br />

أعضاء كاملي العضوية،‏ ومنهم أعضاء فقط،‏<br />

والباب مفتوح لقبول أعضاء جدد،‏ وهؤلاء الأعضاء منهم أعضاء مؤسسون،ومنهم<br />

15<br />

إضافة إلى مراقبين .<br />

وظهرت السوق المالية الإسلامية الدولية كمؤسسة أخذت على عاتقها المساهمة في تطوير أسواق رأس المال والنقد<br />

الإسلامية,‏ وبالتالي خلق السوق الثانوي للأدوات المالية الإسلامية،‏ كما تركز السوق المالية الإسلامية على المصادقة على الأدوات<br />

المالية المتداولة أو التي سيتم تداولها بين المؤسسات المالية الإسلامية والمصارف<br />

التقليدية والنوافذ الإسلامية في المصارف التقليدية،‏<br />

259


________________________________________________________________________<br />

الصكوك الإسلامية ودورها في تطوير السوق المالية الإسلامية تجربة السوق المالية الإسلامية الدولية - البحرين-‏<br />

ومن خلال هذه العملية يمكن تقريب وجهات النظر بين الآراء الفقهية المختلفة مما يسهل قبولها وتداولها في أهم الأسواق المالية<br />

الدولية،‏ كذلك العمل على إعداد معايير موحدة تحكم عمليات إصدار وتداول الأدوات المالية الإسلامية تبعا لمقتضيات السوق<br />

المالية الإسلامية.‏<br />

.2-3<br />

أهداف السوق المالية الإسلامية الدولية<br />

:<br />

تسعى السوق إلى تأسيس وتطوير سوق مالية إسلامية ترتكز على أحكام ومبادئ<br />

الشريعة الإسلامية،‏ والعمل على تنسيق وتحسين السوق بتوفير المعلومات لمتخذي القرار،‏ وتشجيع تسويق الأدوات المالية الإسلامية،‏<br />

وكذا المساهمة في تحسين إطار العمل التعاوني بين المؤسسات المالية الإسلامية عالميا.‏<br />

.3-3<br />

مهام السوق المالية الإسلامية الدولية :<br />

16<br />

-<br />

-<br />

-<br />

.4-3<br />

تحقيق رؤية السوق بتحفيز البنيتين التحتيتين التجاريتين الداخلية والدولية؛<br />

ابتكار منتجات وتدفق المعلومات بقوة بمعايير ومحددات دقيقة وشفافة ومضبوطة؛<br />

تأمين القبول والتكامل المتوافق مع اتجاهات الأسواق.‏<br />

2004<br />

17<br />

:<br />

:<br />

*<br />

أعمال ونشاطات السوق المالية الإسلامية الدولية تسعى السوق المالية الإسلامية الدولية إلى أن تكون لاعبا فاعلا ً في<br />

تطوير سوق رأس المال وسوق النقد الإسلامية وفي عمليات الإدراج المتبادلة بعدما أثبتت المصارف الإسلامية قدرا على جذب<br />

رؤوس الأموال من أكبر عدد ممكن من المتعاملين،وفي كونها آلية لجمع المدخرات لأن الكثير من المستثمرين والعملاء يريدون التعامل<br />

وفق أحكام الشريعة الإسلامية،‏ فإذا تمكنت هذه المصارف من تقديم خدمات مماثلة للمصارف التقليدية،‏ فإنها ستكسب الكثير في<br />

السوق المصرفية مستقبلا،ويمكن إيجاز بعض أعمال السوق فيما يلي<br />

وقعت السوق المالية الإسلامية الدولية مذكرة تفاهم خلال جانفي بغية تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء والذي<br />

يعتبر أيضا هدفا من أهداف السوق المالية الإسلامية الدولية.‏<br />

وفي إطار تعزيز التعاون بين السوق<br />

الإسلامية المالية<br />

الدولية وسوق<br />

للأوراق البحرين<br />

المالية تم في جوان<br />

اتفاق 2004<br />

الطرفان على زيادة فعالية المشاريع التي يقوم ا من أجل المصلحة المشتركة،‏ وتبادل الخبرات والمعلومات لتسهيل عمليات إدراج<br />

ومتاجرة الأدوات المالية الإسلامية عالميا،‏ إضافة إلى التعاون لتحسين السيولة في السوق.‏<br />

نظمت السوق المالية الإسلامية الدولية جلسة عمل مع بنك الدولة بباكستان ومؤسسة نقد البحرين لتطوير السوق الثانوية<br />

للأدوات المالية الإسلامية،‏ وفي نفس الإطار قامت في أفريل‎2007‎ بتنظيم ورشة عمل فنية عالية المستوى عن سوق تطوير<br />

منتجات سوق الصكوك الإسلامية ونظام إدارة المخاطرة للمؤسسات المالية الإسلامية على الصعيد الدولي.‏<br />

كما قامت السوق المالية الإسلامية الدولية في شهر مارس<br />

2010<br />

وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للمقايضات والمشتقات ‏،بنشر<br />

الاتفاقية الرئيسية للاتحاد الدولي للمقايضات ‏،وتمثل الإطار العام أو المستند المنظم الذي يتم الترحيب به باعتباره خطوة أساسية<br />

وجوهرية في سياق تطوير صفقات التحوط المتفقة مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية،‏ كما تعتبر الاتفاقية بمثابة الخطوة الأولى<br />

نحو وضع مجموعة متكاملة من التأكيدات والإصلاحات الضرورية في القانون ‏،إضافة إلى المزايا والمنافع الأخرى التي تفيد سوق<br />

الخدمات المالية الإسلامية،وفي شهر ديسمبر<br />

2010<br />

تم طرح الوثائق النهائية لبعض المنتجات الإسلامية كالتحوط وعقود مرابحة<br />

الخزينة دف توحيد أدوات تمويل الصناعة الإسلامية عالميا ‏،وذلك من البيان الصادر خلال اجتماع عقد في جاكرتا الذي<br />

حضرته العديد من المؤسسات الدولية التي تعنى بالصيرفة الإسلامية.‏<br />

260


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

.5-3<br />

واقع إصدار وتداول الصكوك الإسلامية حسب نشرات السوق المالية الإسلامية الدولية<br />

:<br />

ويتم إصدار الصكوك<br />

الإسلامية وفقا ً لأحكام الشريعة الإسلامية والتعامل ا تحت رقابة اللجنة الشرعية،‏ وتختلف أحكامها تبعا ً لاختلاف العقد أو<br />

الصيغ الاستثمارية التي صدر الصك على أساسها،‏ ويخضع تداولها للشروط الشرعية المتعلقة بطبيعة الموجودات التي تمثلها عند<br />

التداول،‏ ويحسب العائد على أساس نسبة من الربح المتحقق.‏<br />

.1-5-3<br />

حجم إصدار الصكوك الإسلامية : حققت سوق الصكوك الإسلامية معدلات مرتفعة في حجم إصدارا<br />

وانتشارها بالرغم من التراجع الذي عرفته السوق المالية العالمية بسبب تداعيات الأزمة الأخيرة.‏ ويتضح من الشكل (1) أن<br />

إصدار الصكوك الإسلامية شهد رواجا واسعا منذ انطلاقه سنة<br />

أضعاف من<br />

2001<br />

5,645<br />

مليار دولار سنة<br />

2004<br />

إلى ‎17,897‎سنة<br />

، حيث زاد حجم الإصدارات المحلية بمقدار ثلاثة<br />

2006<br />

2,253<br />

مليار دولار سنة<br />

2004<br />

و‎10,605‎ مليار دولار سنة<br />

2006<br />

34,997 بقيمة 2007<br />

مليار دولار أي بنسبة<br />

، %32<br />

، أما حجم الإصدارات العالمية فبلغت قيمته<br />

‏،ولقد سجل الإصدار المحلي أكبر إصدار سنة<br />

في حين بلغ حجم الإصدار العالمي<br />

13,811<br />

مليار دولار بنسبة<br />

‎31‎‏%،وذلك نظرا لفائض السيولة الذي ظهر في المصارف الإسلامية نتيجة الطفرة النفطية التي عرفتها خاصة دول الخليج<br />

التي عملت على البحث على فرص توظيف تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية،‏ أما سنة 2008 عرفت تراجعا بنسبة<br />

%54<br />

حيث بلغ حجم الإصدار المحلي قيمة<br />

مسجلا انخفاضا كبيرا بنسبة<br />

16,252<br />

مليار دولار،‏ وبلغ حجم الإصدار العالمي<br />

2,140<br />

،% 85<br />

مليار دولار<br />

وذلك بسبب انعكاسات الأزمة المالية العالمية التي دفعت المستثمرين بالابتعاد عن<br />

الاستثمار في الأدوات ذات العائد الثابت بما فيها الصكوك الإسلامية لأن هذه الأداة مازلت حديثة،‏ لتعرف بعدها الصكوك<br />

الإسلامية المحلية ارتفاعا سنة<br />

ليبلغ قيمة 20<strong>09</strong><br />

17,885<br />

دولار،‏ إلا أن حجم الإصدار المحلي تضاعف سنة 2010<br />

مليار دولار،‏ أما الإصدار العالمي لنفس السنة فبلغ<br />

8,7<br />

ليبلغ 42,623<br />

4,658<br />

مليار<br />

مليار دولار،‏ في حين بلغ حجم الإصدار العالمي<br />

مليار دولار،‏ وذلك بسبب زيادة المشاريع والبرامج الاتفاقية الضخمة التي أطلقتها الحكومات،‏ بالإضافة إلى<br />

التحسن الكبير الذي عرفته الصناديق السيادية،‏ وعودة الحركية الاقتصادية لدى القطاع الخاص،‏ والتوجه العالمي نحو الصكوك<br />

الإسلامية.‏<br />

.2-5-3<br />

إصدارات الصكوك الإسلامية بحسب جهات الإصدار<br />

عمليات إصدار الصكوك حيث بلغت نسبتها 63<br />

:<br />

%<br />

يتبين من الشكل (2) أن الشركات يمن على<br />

سنة‎2010‎‏،‏ يليها الحكومة بنسبة %34<br />

سنة 2010<br />

من إجمالي<br />

السوق،‏ أما المؤسسات المالية فبلغت نسبتها %، 3 حيث تزايد اهتمام الحكومات بإصدار الصكوك باعتبارها طريقة لتنويع<br />

مصادرها التمويلية،‏ فمثلا قامت في نفس السنة كل من حكومة ألمانيا<br />

دولار واليابان ب‎100‎ مليون دولار.‏<br />

بإصدار 123<br />

مليون دولار،‏ وتركيا ب 100 مليون<br />

والشكل (3)<br />

:<br />

، 2010-2001 حيث<br />

.3-5-3<br />

إصدارات الصكوك الإسلامية بحسب النوع تنوعت إصدارات الصكوك الإسلامية في السوق،‏ يوضح<br />

عرفت السوق نمو وتطورا من حيث أنواع الصكوك الإسلامية المتداولة،‏ فصكوك<br />

تشكيلتها خلال الفترة<br />

الإجارة احتلت المرتبة الأولى إذ بلغت نسبتها<br />

2010 سنة % 35<br />

وذلك نتيجة تزايد إصدار صكوك تأجير حكومية في كل من<br />

ماليزيا،‏ اندونيسيا والبحرين،‏ لتأتي صكوك المشاركة في الرتبة الثانية بنسبة %، 30 إلا أن أهم ارتفاع عرفته صكوك المرابحة إذ<br />

261


________________________________________________________________________<br />

الصكوك الإسلامية ودورها في تطوير السوق المالية الإسلامية تجربة السوق المالية الإسلامية الدولية - البحرين-‏<br />

بلغت نسبتها<br />

نفس السنة نسبة<br />

% 28<br />

سنة 2010، في حين كانت تبلغ نسبتها<br />

،20<strong>09</strong> سنة % 12<br />

%5<br />

و‎%2‎ على التوالي.‏<br />

كما سجلت صكوك المضاربة والسلم خلال<br />

.4-5-3<br />

الصكوك الإسلامية<br />

إصدارات الصكوك الإسلامية حسب الدول<br />

:<br />

سنة ، 2010<br />

على التوالي،‏ تبعتها السودان بنسبة<br />

الإصدار في كل من باكستان وقطر<br />

جدد كالمملكة المتحدة بنسبة<br />

وذلك بنسبة<br />

% 58,51<br />

% 06,62 والبحرين بنسبة % 03,19<br />

يتبين من خلال الشكل البياني (4) أن ماليزيا بقيت متربعة على سوق<br />

متبوعة بكل من الإمارات و السعودية بنسبة %16,33 و‎%7,78‎<br />

واندونيسيا بنسبة<br />

،% 02,36<br />

%01,75 و‎01,27‎ %<br />

%0,14<br />

وألمانيا بنسبة<br />

% 0,06<br />

على التوالي،‏<br />

واليابان بنسبة<br />

كما بلغت نسبة<br />

ولقد عرفت سوق الصكوك الإسلامية دخول متعاملين<br />

.%0,05<br />

: خلاصة<br />

لقد تناولنا في هذه الدراسة بالتحليل الصكوك الإسلامية وأهميتها،‏ وإبراز أهم أنواعها والضوابط الشرعية لإصدارها،‏ ثم<br />

عرض لأهم التحديات التي تواجه الصكوك الإسلامية وإستراتيجيات تطويرها،‏ مبرزين الدور الفعال الذي تقوم به السوق المالية<br />

الإسلامية الدولية في تطوير والمصادقة الشرعية للأدوات المالية الإسلامية.‏<br />

وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تتطلب عملية إصدار وتداول الصكوك الإسلامية ضوابط وآليات حتى تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية؛<br />

تتنوع الصكوك الإسلامية تنوعا ً واسعا ً،‏ فتتمثل في صكوك المضاربة والمشاركة،‏ والسلم،‏ والاستصناع،‏ والإجارة...‏ ؛<br />

تعتبر الصكوك الإسلامية أداة لتمويل التنمية الاقتصادية؛<br />

هناك ثلاثة جهات تصدر الصكوك منها الحكومة،‏ والبنوك والمؤسسات المالية والشركات؛<br />

هناك العديد من الصعوبات تواجه عمليات تداول وإصدار الصكوك الإسلامية ؛<br />

إن تطوير سوق مالية إسلامية وتوسيع نطاقها يتطلب تطوير وابتكار صكوك إسلامية وتشجيع تسويقها؛<br />

تساهم السوق المالية الإسلامية الدولية في دعم مسيرة تطوير الأسواق المالية الإسلامية؛<br />

تقوم السوق المالية الإسلامية الدولية بالبحرين بالمصادقة الشرعية لإصدار وتداول الصكوك الإسلامية؛<br />

تقوم السوق المالية الإسلامية الدولية لإيجاد بدائل استثمارية جديدة،‏ والاستفادة من الأدوات الاستثمارية العديدة المتاحة أمامها.‏<br />

لذا،‏ يجب التأكيد على النقاط التالية :<br />

إنشاء سوق مالية إسلامية تضمن تسويق المصارف الإسلامية منتجاتها من خلالها،‏ وتأمين السيولة اللازمة<br />

لها؛<br />

- ضرورة العمل بالمعايير الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية والالتزام ا،‏ والتعاون مع هذه الهيئة<br />

للاستفادة من خبراا في هذا الشأن؛<br />

- ضرورة البعد عن محاكاة الأدوات المالية التقليدية؛<br />

الاهتمام بتدريب وتأهيل رأس المال البشري الذي يقوم بتشغيل هذه الأدوات حيث تلعب خبرة هؤلاء العاملين دورا ً مهما ً في<br />

تقليل المخاطر؛ ويؤدي فهمهم الدقيق لطبيعة المنتج إلى الاحتراز من الوقوع في المخالفات الشرعية وفهم أكبر لمتطلبات التطوير؛<br />

- ضرورة تطوير الصكوك الإسلامية بالجمع بين المصداقية الشرعية والكفاءة الاقتصادية؛<br />

الاستفادة من الاعتراف الدولي للصكوك الإسلامية كحل لتمويل المؤسسات المتضررة من الأزمة.‏<br />

262


________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

ملحق الأشكال البيانية<br />

: تطور حجم الصكوك الإسلامية خلال الفترة 2010-2001<br />

الشكل (2) : الجهات المصدرة للصكوك الإسلامية خلال الفترة 2011-2001<br />

. .<br />

الشكل (1)<br />

المصدر:‏ السوق المالية الإسلامية الدولية<br />

الشكل (3)<br />

: توزيع الصكوك الإسلامية حسب نوعها خلال الفترة 2001- 2011<br />

المشاركة<br />

30%<br />

الإجارة<br />

35%<br />

المرابحة<br />

المضاربة<br />

5%<br />

28%<br />

السلم<br />

2%<br />

الشكل (4)<br />

المصدر:‏ السوق المالية الإسلامية الدولية<br />

: توزيع الصكوك المصدرة في الدول سنة . 2010<br />

ماليز<br />

يا<br />

الامارات<br />

السعودية<br />

السودان<br />

البحرين<br />

اندونسيا<br />

باكستان<br />

قطر<br />

الكويت<br />

بروناي<br />

الولايات المتحدة الامريكية<br />

سنغافورة<br />

المملكة المتحدة<br />

المانيا<br />

اليابان<br />

المصدر:‏ السوق المالية الإسلامية الدولية<br />

263


________________________________________________________________________<br />

الصكوك الإسلامية ودورها في تطوير السوق المالية الإسلامية تجربة السوق المالية الإسلامية الدولية - البحرين-‏<br />

الإحالات والمراجع :<br />

.<br />

"،<br />

"،<br />

- 1<br />

- 2<br />

- 3<br />

طارق االله خان،أحمد حبيب إدارة المخاطر-‏ تحليل قضايا في الصناعة المالية الإسلامية"،ط‎1‎‏،المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب،‏ البنك<br />

الإسلامي للتنمية،‏ جدة،‏ 2003، ص:‏‎55‎<br />

هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية،"المعايير الشرعية"،‏ معيار رقم 17، البحرين،‏ 2007، ص:‏‎288‎‏.‏<br />

زياد الدماغ دور الصكوك الإسلامية في دعم قطاع الوقف الإسلامي"‏ المؤتمر العالمي ‏"قوانين الأوقاف وإدارا-وقائع وتطلعات"،‏ الجامعة<br />

الإسلامية العالمية ‏،ماليزيا،‏‎20‎ أكتوبر ‎20<strong>09</strong>‎‏،ص:‏‎04‎‏.‏<br />

علاء الدين زعتري،"‏ الصكوك تعريفها،‏ أنواعها"،ندوة علمية"الصكوك الإسلامية؛ تحديات،‏ تنمية،‏ ممارسات دولية"‏ عمان،‏ المملكة الأردنية<br />

الهاشمية،‏‎18‎ ‎19‎جويلية ‎2010‎‏،ص:‏‎12‎‏.‏<br />

أشرف محمد دوابة ،" الصكوك الإسلامية بين النظرية والتطبيق ‏"،ط‎1‎‏،دار السلام ‏،القاهرة ،20<strong>09</strong>، ص:‏‎27‎‏.‏<br />

حسين حسين شحاتة ، عطية فياض الضوابط الشرعية للتعامل في سوق الأوراق المالية البورصة"،ط 1 ‏،دار الطباعة والنشر الإسلامية ‏،القاهرة<br />

–<br />

،<br />

22 –<br />

"،<br />

-<br />

،<br />

-4<br />

- 5<br />

-6<br />

،2001، ص:‏ .72<br />

-7<br />

8<br />

زياد الدماغ مرجع سابق،ص:‏‎08‎‏.‏<br />

- حيدر يونس الموسوي ،" المصارف الإسلامية – أداءها المالي وأثارها في سوق الأوراق المالية"‏ ‏،ط‎1‎‏،دار اليازوري ‏،‏‎2011‎‏،ص:‏‎127‎‏.‏<br />

9 - Muhammad Ayub, "Securitization Sukuk and Fund Management Potential to be Realized by<br />

Islamic Financial Institutions",p:353, consulté le20/07/2011 ,<br />

www.kantakji.com/fiqh/Files/Markets/m151.pdf<br />

10<br />

- هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية،‏ مرجع سابق،‏ ص:‏‎314‎‏.‏<br />

11 - Monzer kahf ," The Use of Assets Ijara Bonds For Bridging The Budget Gap", Islamic<br />

Economic Studies,IRTI, Islamic Development Bank, Jeddah,Vol: 4, No: 2, May 1997,p:82.<br />

*<br />

-<br />

-<br />

-<br />

12<br />

13<br />

*<br />

14<br />

للاطلاع على تصنيفات صكوك الإجارة بشيء من التفصيل يمكن العودة إلى كتاب المعايير الشرعية .<br />

كمال توفيق حطاب،"الصكوك الاستثمارية الإسلامية والتحديات المعاصرة"‏ ، مؤتمر المصارف الإسلامية بين الواقع والمأمول،‏ دائرة الشؤون<br />

الإسلامية والعمل الخيري،‏ دبي،‏‎20<strong>09</strong>‎ ‏،ص:‏‎28‎‏.‏<br />

عبد الملك منصور،"‏ العمل بالصكوك الاستثمارية الإسلامية على المستوى الرسمي والحاجة إلى تشريعات جديدة"،‏ مؤتمر المصارف الإسلامية بين<br />

الواقع والمأمول،‏ دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري،‏ دبي،‏‎20<strong>09</strong>‎ ‏،ص:‏‎33‎‏.‏<br />

وهي ليست سوقا ً بالمعنى المكاني ولكنها جهة لتنظيم وضبط العمل في السوق المالية الإسلامية بشكل عام فهي تشبه إلى حد ما ‏(هيئة سوق المال).‏<br />

، العنوان الالكتروني:‏<br />

محمد عبد الحليم عمر،"‏ أهمية السوق المالية الإسلامية الدولية"‏ ‏،ص:‏‎01‎‏،‏ تاريخ<br />

التصفح 2011 / 07 / 20<br />

.http://islamfin.go-forum.net/t1750-topic<br />

15<br />

-<br />

16<br />

-<br />

موقع السوق المالية الإسلامية الدولية ، تاريخ<br />

المرجع السابق.‏<br />

التصفح 2011 / 07 / 20<br />

، العنوان الالكتروني:‏<br />

.www.iifm.net<br />

*<br />

-17<br />

حاولنا ذكر بعض الأعمال لإبراز مساعي السوق لتحقيق أهدافها.‏<br />

موقع الس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية ، تاريخ<br />

التصفح 2011 / 07 / 20<br />

، العنوان الالكتروني<br />

:<br />

.http://www.cibafi.org<br />

264


اليوم الدراسي حول أزمة السيولة النقدية في الجزائر،‏ المنعقد بجامعة ورقلة بتاريخ أفريل<br />

المنظم من طرف مخبر الجامعة،‏ المؤسسة والتنمية المحلية المستدامة (LUEDLD)<br />

مداخلة بعنوان : أهمية السيولة النقدية وأهمية القطاع المصرفي للاقتصاد<br />

مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

2011<br />

13<br />

د/‏ محمد الجموعي قريشي،‏ جامعة ورقلة،‏ الجزائر<br />

تشهد الجزائر منذ أزيد من ثمانية أشهر ‏(منذ أوت 2010) أزمة سيولة نقدية حادة،‏ وذلك على مستوى البنوك ومكاتب البريد في<br />

كثير من المناطق والولايات،‏ وفي هذا الإطار نظم مخبر الجامعة المؤسسة والتنمية المحلية المستدامة،‏ بالتعاون مع قسم العلوم الاقتصادية،‏<br />

كلية الاقتصاد والتجارة وعلوم التسيير بجامعة ورقلة يوما دراسيا حول الموضوع بتاريخ 2011، فجاءت هذه المداخلة في<br />

عجالة بعنوان " أهمية السيولة النقدية وأهمية القطاع المصرفي للاقتصاد " مساهمة في تشخيص وطرح إشكالية اليوم الدراسي والأسئلة<br />

العملية التي يفترض الإجابة عنها،‏ وتناولت المداخلة النقاط الآتية:‏<br />

أهمية السيولة النقدية بالنسبة للبنك.‏<br />

أهمية السيولة النقدية بالنسبة للأفراد والمتعاملين الاقتصاديين.‏<br />

أهمية القطاع المصرفي بالنسبة للاقتصاد واتمع.‏<br />

/04/13<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

I أهمية السيولة النقدية للبنك<br />

1. مفهوم السيولة النقدية<br />

تعني السيولة في مفهومها المطلق النقدية money) ،(cash أما السيولة في معناها الفني فتعني قابلية الأصل للتحويل إلى أصول سائلة<br />

لمواجهة الالتزامات المستحقة الأداء حاليا أو في غضون فترة قصيرة.‏<br />

وبعبارة أخرى،‏ السيولة هي قدرة البنك على مقابلة التزاماته بشكل فوري،‏ وذلك من خلال تحويل أي أصل من الأصول إلى نقد<br />

سائل وبسرعة وبدون خسارة في القيمة.‏<br />

أي أن السيولة مفهوم نسبي يعبر عن العلاقة بين نقدية وأصول سهلة التحويل إلى نقدية ‏(أصول شبه نقدية)‏ وبين التزامات مستحقة<br />

مطلوب الوفاء ا.‏<br />

فالسيولة تعبر عن قدرة البنك على مواجهة المسحوبات من الودائع ومواجهة سداد الالتزامات المستحقة وكذلك مواجهة الطلب على<br />

القروض دون تأخر.‏<br />

ولتحقيق ذلك الغرض تحتفظ البنوك بحد أدنى من النقدية بخزينة البنك،‏ أو لدى البنك المركزي والبنوك الأخرى أو المراسلة في ما يعرف<br />

بأحد أدوات السياسة النقدية.‏<br />

1<br />

5<br />

:<br />

2<br />

4<br />

-<br />

-<br />

-<br />

3<br />

ويلخص البعض مكونات السيولة في العناصر التالية<br />

أ.‏ السيولة الحاضرة وتتمثل في:‏<br />

النقدية بالعملة المحلية والأجنبية،‏<br />

الودائع لدى البنك المركزي والبنوك الأخرى،‏<br />

الشيكات تحت التحصيل.‏<br />

ب.‏ السيولة شبه النقدية وتشمل الأصول التي يمكن تصفيتها ‏(بيعها أو رهنها)،‏ كأذونات الخزانة والكمبيالات المخصومة،‏<br />

والأوراق المالية القصيرة الأجل.‏<br />

265


أهمية السيولة النقدية وأهمية القطاع المصرفي"‏ للاقتصاد<br />

6<br />

:<br />

2. إدارة السيولة النقدية في البنك<br />

يعني دور الوساطة المالية للبنك أن يدير التدفقات النقدية الداخلة والتدفقات النقدية الخارجة في ظل ما يعرف بأهداف<br />

المحفظة المصرفية للبنك والتي تتمثل في تحقيق أقصى ربحا ممكنا،‏ وعدم الوقوع في أزمة السيولة،‏ وعدم التضحية بكبار<br />

المودعين،‏ وبالتالي عدم الوقوع في الإفلاس.‏ إن إدارة السيولة في ظل هذه الأهداف المتناقضة يتطلب مهارة وكفاءة عالية لأن<br />

كمية السيولة التي يجب أن يحتفظ ا البنك تعتبر مشكلة أساسية وذلك لأن زيادة السيولة في البنك يفوت عليه فرصة تحقيق<br />

أرباح توظيف واستثمار تلك الأموال السائلة،‏ وتعنى من جهة أخرى أن البنك لا يقوم بواجبه بشكل كامل في تحريك وتدعيم<br />

متطلبات الاقتصاد الوطني.‏ وبالمقابل فإن النقص في السيولة قد يكون مميتا ليس فقط للبنك بل أيضا للبنوك الأخرى والجهاز<br />

المصرفي ككل والتركيب المالي والاقتصادي للدولة ككل.(الأزمة المالية العالمية ليست بعيدة).‏ وفي هذا الحال ليس أمام<br />

البنك سوى البحث عن التوازن الأمثل بين الربحية والسيولة في إدارة أصوله وخصومه.‏<br />

2008<br />

‎3‎‏.الأسئلة العملية<br />

ومن الناحية العملية ‏(التطبيقية)‏ يمكن أن نطرح التساؤلات التالية<br />

إلى أي مدى تستند البنوك الجزائرية في إدارة تدفقاا النقدية الداخلة والخارجة و إدارة أصولها وخصومها إلى مثل هذه<br />

المفاهيم والأهداف ؟<br />

ما هي وضعية البنوك والفروع الأجنبية في بلادنا ؟ هل تعاني هي الأخرى من نقص في السيولة النقدية ؟ و إ ذا كانت<br />

كذالك،‏ فما هو وضعها الاقتصادي ؟ وأين مبدأ المنافسة ؟ و مبدأ تكلفة الفرصة البديلة ؟ وهل تستطيع هذه البنوك تعويض<br />

زبائنها عن الخسائر الناجمة عن نقص السيولة ؟<br />

أم أا تحولت إلى بنوك عمومية ؟ ‏.........الخ من الأسئلة الاستفهامية.‏<br />

:<br />

-<br />

-<br />

أهمية السيولة النقدية للأفراد والمتعاملين الاقتصاديين<br />

1. أهمية السيولة النقدية للأفراد<br />

تكتسي السيولة النقدية أهمية كبيرة بالنسبة للأفراد ‏(أو قطاع العائلات)‏ وذلك لما تتمتع به النقود من خصائص أهمها:‏ أا<br />

وسيلة للتداول وأداة لدفع المعاملات العاجلة،‏ مقياسا للمدفوعات الآجلة ومستودعا للقيمة،‏ كما هو معروف نظريا بأسباب<br />

الطلب على النقود.‏<br />

وتزداد الحاجة والأهمية للسيولة النقدية لدى الأفراد في ظل نقص ومحدودية التعامل بالشيكات بين الأفراد والمؤسسات سواء<br />

كانت عامة أو خاصة،‏ ونقص الثقافة والوعي بالتعامل بالأدوات البديلة للسيولة خاصة أدوات الدفع الالكتروني والمتمثلة في<br />

البطاقات المصرفية و بطاقة البريد.‏<br />

II<br />

‎2‎‏.أهمية السيولة النقدية للمتعاملين الاقتصاديين<br />

لا تقل السيولة النقدية أهمية بالنسبة للمتعاملين الاقتصاديين عنها بالنسبة للأفراد،‏ لأم أكثر حاجة للسيولة النقدية من<br />

الأفراد لما تتطلبه طبيعة أنشطتهم في اتمع،‏ فهم الموكلة إليهم مهمة تحقيق وانجاز الأهداف الاقتصادية الكلية للمجتمع على جميع<br />

المستويات والقطاعات وفي نفس الوقت هم الفئة الأكثر تعاملا مع البنوك والمؤسسات المالية وهم من يعرف بكبار المودعين<br />

الذين يسعى البنك في عدم تضييع العلاقة معهم.‏<br />

العملية<br />

إلى أي مدى يمكن الاستفادة من البطاقات البريدية والبطاقات البنكية في التوزيع العادل للسيولة المتوفرة ؟<br />

إلى أي مدى يمكن استخدام البطاقات البنكية ‏(مابين البنوك)‏ كوسائل دفع تقلل من الحاجة للسيولة ؟<br />

إلى أي مدى يمكن الاستفادة من العلاقة بين المتعاملين الاقتصاديين والبنوك لاسترجاع الثقة والعمل على تخفيف حدة الأزمة<br />

الحالية ؟<br />

3. الأسئلة<br />

-<br />

-<br />

-<br />

266


مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

III أهمية القطاع المصرفي بالنسبة للاقتصاد واتمع<br />

7<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

1. الأهداف النقدية والاقتصادية<br />

يكتسي الجهاز المصرفي في إطار النظام النقدي والمصرفي أهمية كبيرة في أية دولة أو أي اقتصاد،‏ وله دور مهم على المستوى النقدي<br />

والاقتصادي،‏ ولكي ينهض ذا الدور لابد من إصلاحه وإعادة تنظيمه بما يتوافق ومتطلبات كل مرحلة من مراحل التطور<br />

الاقتصادي والاجتماعي للدولة،‏ وأي برنامج إصلاحي لابد أن يشمل الأهداف والاستراتيجية.‏<br />

إن النظام النقدي والمصرفي لابد أن يسهم في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع،‏ ومن بين هذه الأهداف على سبيل<br />

المثال:‏<br />

العمل على استقرار قيمة النقود حتى تكون واسطة تبادل موثوقة،‏ ومقياسا عادلا للمدفوعات المؤجلة،‏ ومستودعا ثابتا للقيمة.‏<br />

تعبئة المدخرات واستثمارها في التنمية الاقتصادية.‏<br />

محاربة البطالة والعمل على تحقيق التشغيل الكامل.‏<br />

العمل على تحقيق معدلات نمو مقبولة ‏(مثلى).‏<br />

العمل على تحقيق مستوى من الرفاه الاقتصادي لأفراد اتمع.‏<br />

ولا تتأتى وتحقيق هذه الأهداف إلا إذا كان القطاع المصرفي والمالي يتصف بخصائص ومزايا يتصف ا الجهاز الدوري للإنسان وهي<br />

المقاربة النظرية التي تحتاج إلى توقف وتمعن.‏<br />

2. مقاربة الجهاز المصرفي بالجهاز الدوري للإنسان<br />

لا تخفى أهمية ودور الجهاز الدوري ‏(الدموي)‏ لجسم الانسان،‏ فهو الجهاز الذي يتحكم ويسيطر على حركة المادة الحيوية<br />

والضرورية للجسم ألا وهي ‏"الدم"‏ وأهم مزايا هذا الجهاز:‏<br />

التمدد والتوسع ليشمل كافة أعضاء الجسم بل أدنى خلية في الجسم.‏<br />

المرونة والسرعة في حركة نقل المادة الحيوية.‏<br />

وجود مركز تحكم أساسي ووحيد وهو القلب الذي يشرف على عملية توزيع الدم لكل عضو وبما يكفيه.‏<br />

وجود أوردة وشرايين ‏...............الخ من الخصائص التي يتميز ا الجهاز الدوري للانسان.‏<br />

وبمطابقة الجهاز المصرفي بالجهاز الدوري نظريا يمكننا ملاحظة مطابقة شبه كاملة للجهازين،‏ فالمادة الحيوية ‏"الدم"‏ تقابلها السيولة<br />

النقدية،‏ ومركز التحكم ‏"القلب"‏ يقابله البنك المركزي ، والأوردة والشرايين تقابلها المؤسسات المصرفية والمالية وأدواا،‏<br />

والنتيجة العامة للمقاربة هي:‏<br />

‏"إن توفر جهاز دوري سليم للإنسان يمنحه جسما قويا معافى من الأمراض،‏ ووجود جهاز مصرفي كفء ينتج اقتصادا قويا قادرا<br />

8<br />

على التطور والنمو "<br />

وقد تبدو المقاربة بسيطة أو حتى ساذجة ومستحيلة التطبيق عمليا،‏ ولكنها حقيقية يجب التوقف عليها والتمعن فيها إذا ما أردنا<br />

أن يكون لنا كيان " دولة "، بالمعنى الحقيقي للدولة بعيدا عن الفوضى واللانظام،‏ حيث تختلط الأدوار والصلاحيات بين<br />

الأجهزة ويسود اللاعدل واللامساواة سواء بين المناطق أو بين الأفراد أو بين القطاعات ‏....إلخ.‏<br />

267


:<br />

أهمية السيولة النقدية وأهمية القطاع المصرفي"‏ للاقتصاد<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

فالفرد أو المواطن في الدولة هو بمثابة الخلية في الجسم يجب أن تتوفر له الظروف المناسبة وأولها المادة الحيوية للقيام بدوره في هذا<br />

اتمع أو هذه الدولة.‏<br />

3. الأسئلة العملية<br />

وبإسقاط هذه المقاربة على موضوع أزمة السيولة النقدية في الجزائر الذي نحن بصدد مناقشته في يومنا الدراسي هذا يمكن أن<br />

نطرح الأسئلة التالية<br />

هل أزمة السيولة النقدية في الجزائر أزمة ظرفية عابرة ؟ أم أا أزمة هيكلية ‏(بنيوية)‏ تراكمت بفعل الأزمات المتتالية ؟<br />

ألا زال الجهاز المصرفي الجزائري يشهد رغم الإصلاحات-‏ عملية جراحية لقلب مفتوح منذ أزمة بنك الخليفة إلى يومنا<br />

هذا؟<br />

ألا يشكل حجم الاقتصاد الموازي رقما مخيفا يهدد الاقتصاد الرسمي ؟<br />

ما هي السياسة الاقتصادية للدولة للحد من أثر الاقتصاد الموازي على الاقتصاد الرسمي ؟<br />

وغيرها العديد من الأسئلة العملية التي تستدعي البحث والإجابة مما يجنب الاقتصاد الجزائري الكثير من الإشكاليات.‏<br />

المراجع والإحالات<br />

10<br />

9<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

عبد المطلب عبد الحميد،‏ البنوك الشاملة عملياا وإدارا،‏ الدار الجامعية،‏ الإسكندرية،‏ 2000، ص 230.<br />

عبد الغفار حنفي عبد السلام أبو قحف،‏ الإدارة الحديثة في البنوك التجارية،‏ المكتب العربي الحديث،‏ الإسكندرية،‏ 1993، ص:‏ 94.<br />

عبد الحميد عبد المطلب،‏ نفس المرجع السابق،‏ ص:‏ 231.<br />

عبد الحميد عبد المطلب،‏ نفس المرجع السابق،‏ ص:‏ 231.<br />

عبد الحميد عبد المطلب،‏ نفس المرجع السابق،‏ ص 229.<br />

إبراهيم هندي،‏ أدوات الاستثمار في أسواق رأس المال:الأوراق المالية وصناديق الاستثمار،‏ الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية،‏ عمان الأردن،‏<br />

.1993 ص:‏ .189<br />

.7<br />

محمد عمر شبرا نحو نظام نقدي عادل،‏ دار البشير،‏ الطبعة الثانية،‏ عمان<br />

- الأردن ،1990 ص -45 .46<br />

.8<br />

.9<br />

محمد الجموعي قريشي،‏ قياس الكفاءة الاقتصادية في المؤسسات المصرفية،‏ دراسة نظرية وميدانية للبنوك الجزائرية خلال الفترة 2003-1994، رسالة<br />

دكتوراه،‏ جامعة الجزائر،‏ 2007-2006، ص:‏ ي.‏<br />

بشير مصيطفى،‏ تحرير التجارة وتحفيز الاستثمار للتقليل من الاقتصاد الموازي،‏ مجلة الأبحاث الاقتصادية،‏ العدد 30<br />

، مارس ،2011 ص .34<br />

.10<br />

برنامج مشترك ل " التجارة " و " الداخلية " لمعالجة السوق الموازية،‏ مجلة الأبحاث الاقتصادية،‏ العدد‎30‎<br />

، مارس‎2011‎ ، ص .28<br />

268


اليوم الدراسي حول أزمة السيولة النقدية في الجزائر،‏ المنعقد بجامعة ورقلة بتاريخ<br />

مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

أفريل 13<br />

المنظم من طرف مخبر الجامعة،‏ المؤسسة والتنمية المحلية المستدامة (LUEDLD)<br />

مداخلة بعنوان : أزمة السيولة النقدية في الجزائر أسباب وحلول<br />

2011<br />

د/‏ سليمان ناصر ، جامعة ورقلة،‏ الجزائر<br />

abouyoucef1966@yahoo.fr<br />

: مقدمة<br />

-1<br />

عاشت الجزائر خلال الأشهر الماضية أزمة حادة تمثلت في نقص السيولة بمكاتب البريد،‏ وكذلك على مستوى الوكالات<br />

البنكية،‏ مما أدى إلى تشكيل المواطنين لصفوف طويلة أمام تلك المكاتب والوكالات بعد أن تحولت إلى أزمة مزمنة،‏ وقد كانت تلك<br />

الظاهرة بالتبعية على حساب الاقتصاد الوطني،‏ إذ أن أغلبية المواطنين كانوا يشكلون تلك الصفوف في أغلب الأوقات أثناء زمن<br />

العمل،‏ مما يعني أن الاقتصاد الوطني يتكبد خسائر جسيمة جراء تلك الظاهرة،‏ ومما زاد من وطأة تلك الأزمة الارتفاع المفاجئ في<br />

أسعار بعض المواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع.‏ فما هي أسباب تلك الأزمة ؟،‏ وكيف نشأت وتطورت ؟،‏ وما هي الحلول<br />

المقترحة لها حماية للمواطن وللاقتصاد الوطني ؟،‏ ذلك ما سنحاول الإجابة عنه من خلال هذه الورقة المختصرة.‏<br />

بداية الأزمة و أسباب نشأا<br />

:<br />

تعود البدايات الأولى لهذه الأزمة إلى العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك<br />

1432<br />

-2<br />

ه،‏<br />

حيث يزداد الطلب على السيولة عادة وبشكل عام،‏ وذلك بسبب التحضير لمصاريف عيد الفطر المبارك والقيام بالتسوق لشراء<br />

متطلبات هذه المناسبة،‏ وكذا لمواجهة مصاريف أخرى في هذه الفترة وأهمها تلك الخاصة بالدخول المدرسي والاجتماعي.‏<br />

إن ظهور هذه المشكلة في نظرنا يعود أساسا ً إلى سوء تقدير للطلب على السيولة في مثل هذه الأيام،‏ حيث أن القائمين على<br />

المؤسسات الموفرة للسيولة لم يحسنوا تقدير الطلب المتوقع خلال تلك الفترة،‏ والذي كان يتزايد باستمرار كلما اقتربت مناسبة العيد،‏<br />

مما يعني أن الطلب الذي لم تتم تلبيته في أي يوم سوف يضاف إلى طلب اليوم الذي يليه،‏ بالإضافة إلى نسبة الزيادة في الطلب في ذلك<br />

اليوم،‏ وهذا الأمر كان يتطلب منذ البداية دراسة دقيقة وتقديرات صحيحة،‏ خاصة في ظل تعليمات إلى مسؤولي المؤسسات المذكورة<br />

بعدم تخزين كميات كبيرة من النقود السائلة على مستوى مكاتب البريد والوكالات البنكية لأسباب أمنية.‏<br />

تطورات الأزمة والأسباب المساعدة على ذلك<br />

:<br />

كانت أغلبية المحللين في بداية نشوء الأزمة يعتقدون أن هذه الأزمة سوف<br />

تكون ظرفية أو وقتية،‏ وبالتالي لا تلبث أن تتلاشى مع نقص الطلب على السيولة بعد مرور مناسبات عيد الفطر المبارك والدخول<br />

الاجتماعي،‏ إلا أن الأزمة ظلت تتفاقم باستمرار،‏ وتحولت إلى مشكلة مزمنة،‏ بل وأخذت منحى آخر،‏ ومما ساعد على هذا التطور<br />

السلبي للأزمة ما يلي<br />

:<br />

-<br />

-<br />

إرتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية ذات الاستهلاك الواسع مثل الزيت والسكر،‏ مما جعل المواطن بين نارين،‏ إرتفاع هذه<br />

الأسعار من جهة مما أضر كثيرا ً بقدرته الشرائية،‏ والنقص الحاد في السيولة النقدية في مكاتب البريد والوكالات البنكية من جهة<br />

أخرى،‏ مما جعله غير قاد على الوفاء بمتطلبات أسرته المعيشية،‏ أي بعبارة أخرى أصبح المواطن بين مطرقة غلاء الأسعار وسندان نقص<br />

السيولة النقدية،‏ مما أدى إلى انتفاضة شعبية في بعض المدن الجزائرية خلال تلك الأيام.‏<br />

دفع مخلفات الرواتب المتأخرة والزيادات المعتبرة في الأجور،‏ والخاصة بعمال وموظفي بعض القطاعات التي تشغلأعدادا ً كبيرة من<br />

اليد العاملة مع اية سنة<br />

2010<br />

20<strong>09</strong><br />

وبداية سنة 2011، مثل قطاع التربية والتعليم الذي شرع في دفع مخلفات موظفيه منذ سنة<br />

واستمرت العملية في 2010، الشرطة وأساتذة التعليم العالي،‏ تلك المخلفات التي كانت بمبالغ كبيرة كان ينوي أصحاا<br />

269


أزمة السيولة النقدية في الجزائر أسباب وحلول<br />

-<br />

سحبها كاملة للوفاء ببعض الاحتياجات الغالية الثمن،‏ وذلك بسبب أن أغلب المعاملات في الجزائر بما فيها ذات المبالغ الكبيرة تتطلب<br />

الوفاء نقدا ً،‏ وليس بوسائل دفع أخرى.‏<br />

إيار الثقة في المؤسسات المالية والبريد لدى المواطن،‏ إذ بعد النقص الحاد في السيولة النقدية لدى هذه المؤسسات،‏ أصبح المواطن<br />

يفضل تخزين كميات كبيرة من النقود لديه عوضا ً من إيداعها لديها،‏ خاصة التجار والمقاولين وغيرهم ممن يتعاملون بمبالغ نقدية<br />

كبيرة،‏ لأم في حالة إيداعها لا يمكنهم استرجاعها في الوقت الذي يحتاجوا،‏ وبما أن البنوك في الاقتصاد مثل القلب في الجسم،‏ أي<br />

يدخل إليه الدم ويخرج منه في حركة دورية ومستمرة،‏ أصبحت البنوك تعاني من خروج كبير ومستمر للأموال دون أن تدخل إليه<br />

كميات أخرى مماثلة على الأقل،‏ وكان ذلك سببا ً في تعميق الأزمة.‏<br />

:<br />

-3<br />

الإجراءات المتخذة كحل لهذه الأزمة ونقدها<br />

الإجراءات الآتية<br />

قامت السلطات المعنية وفي سبيل توفير حلول عاجلة لهذه الأزمة باتخاذ<br />

:<br />

-<br />

طبع كميات هائلة من النقود القانونية وهذا لتغطية هذا النقص الحاد في السيولة،‏ بحيث أصبح توزيع هذه السيولة انطلاقا ً من<br />

الجزائر العاصمة على ولايات الوطن يتم يوميا ً وبالتناوب بين تلك الولايات،‏ وكل الكميات الموزعة كان يتم تخصيص نسبة<br />

(1)<br />

منها لمكاتب البريد،‏ على أساس أن أغلبية الموظفين في الجزائر يتم دفع أجورهم عن طريق الحساب البريدي الجاري .<br />

% 80<br />

-<br />

إن القيام بمثل هذا الإجراء ‏–وإن كان يخفف كثيرا ً من أزمة السيولة-‏ يعتبر–‏ في نظرنا–‏ لجوءا ً إلى الحلول السهلة عوض التفكير<br />

في الحلول الجذرية والنهائية لهذه الأزمة،‏ ذلك أن الكميات الكبيرة التي تمت طباعتها سوف تزيد بالتأكيد من حجم الكتلة النقدية<br />

المتداولة دون أن يقابلها زيادة حقيقية في حجم السلع والخدمات المنتجة،‏ وبالتالي فإن هذا الإجراء سوف تظهر آثاره على الأجلين<br />

القصير والمتوسط في ارتفاع معدلات التضخم الذي تحاول الدولة كبح جماحه،‏ وبالنتيجة فإن كل الزيادات في الأجور والتي أقرا<br />

الحكومة في سبيل تحسين القدرة الشرائية للمواطنين وخاصة منهم موظفي القطاع العام سوف تصبح بعد فترة قصيرة غير ذات أهمية،‏<br />

وستبقى المظاهرات مستمرة ومطالبة برفع الأجور مرة أخرى،‏ وسيبقى الغليان الشعبي يسود مختلف القطاعات في ظل اللجوء إلى مثل<br />

هذا الإجراء.‏<br />

الإجراء الذي اتخذته الحكومة قبيل اندلاع الأزمة،‏ والمتمثل في إلزامية استخدام الشيك،‏ التحويل البنكي،‏ بطاقة الدفع،‏ الاقتطاع من<br />

الرصيد،‏ السفتجة،‏ السند لأمر،‏ وكل وسيلة دفع كتابية أخرى،‏ وذلك في كل المعاملات التجارية والمالية التي تتجاوز قيمتها<br />

ألف دج (50<br />

مليون سنتيم)‏<br />

500<br />

(2)<br />

، حاولت أن تقنع الرأي العام بأنه سيكون أحد الحلول الناجعة لمشكلة نقص السيولة في الجزائر،‏<br />

وبالتالي أعلن المسؤولون المعنيون مباشرة ذه الأزمة بأن شهر مارس<br />

2011<br />

أن المرسوم التنفيذي المتضمن الإجراء المذكور يدخل حيز التنفيذ ابتداءً‏ من:‏ 2011/03/31.<br />

سوف يكون بداية الحل لهذه الأزمة،‏ وذلك على أساس<br />

لكن مع اقتراب موعد التطبيق لهذا الإجراء،‏ قامت السلطات العمومية بالتراجع عن تطبيقه،‏ وتأجيله إلى أجل غير مسمى،‏ وذلك<br />

تحت ضغط الواقع،‏ وبالنظر إلى تأثير السوق الموازي الذي يظل يمثل نسبة كبيرة من التعاملات التجارية والمالية.‏<br />

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تقرير مثل هذا الإجراء ثم التراجع عنه،‏ فقد سبق أن قررت السلطات العمومية إلزامية<br />

50<br />

التعامل بالشيك في كل المعاملات التجارية والمالية التي تفوق قيمتها ألف دج (5 ملايين سنتيم)،‏ وذلك بمرسوم تنفيذي دخل<br />

(3)<br />

حيز التطبيق في:‏ ، 2006/<strong>09</strong>/01 ثم يتم إلغاؤه بمرسوم تنفيذي آخر صادر في 2006، عكس هذه المرة،‏ فإن المرسوم التنفيذي<br />

لا يزال ساري المفعول من الناحية القانونية منذ دخوله حيز التطبيق في:‏ 2011/03/31، ولم يتم<br />

الصادر في:‏<br />

إلغاؤه بمرسوم تنفيذي آخر.‏<br />

2010/07/13<br />

270


مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

:<br />

-4<br />

-<br />

-<br />

الحلول المقترحة لأزمة السيولة النقدية في الجزائر إن أزمة السيولة النقدية التي أضحت تعاني منها الجزائر كظاهرة مزمنة،‏<br />

تتطلب حلولا ً جذرية سواء على المدى القصير،‏ أو المديين المتوسط والطويل،‏ وتتمثل تلك الحلول أو الإجراءات خاصة في:‏<br />

إعادة الاعتبار للتعامل بالشيك في المعاملات التجارية والمالية،‏ فبالرغم من أن القوانين الجزائرية واضحة وصارمة في مجال مكافحة<br />

(4)<br />

إصدار الشيكات بدون رصيد ، بل إن بنك الجزائر كان قد أنشأ جهازا ً خاصا ً منذ الدخول في مرحلة الإصلاحات الاقتصادية في<br />

(5)<br />

بداية التسعينيات وفي ظل قانون النقد والائتمان ‏(رقم : 10-90) باسم ‏"جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون رصيد"‏ ، إلا أن<br />

الهاجس الأكبر الذي يبقى يمنع المواطنين وخاصة منهم المتعاملين الاقتصاديين من التعامل بالشيك،‏ هو انتشار ظاهرة إصدار الشيكات<br />

بدون رصيد،‏ وبالتالي فإن على التاجر إما أن يطلب من المشتري الدفع بشيك مصادق عليه ،chèque certifié وهذا يتطلب من<br />

المشتري طلب هذا الشيك من البنك ثم الانتظار بضعة أيام حتى يتم تحضيره ثم إمضاؤه من طرف مدير الوكالة البنكية التي يتعامل<br />

معها،‏ وهذا مناف لتسريع المعاملات التجارية والمالية،‏ وإما أن يقبل من المشتري الدفع بشيك عادي وهو لا يضمن حقه،‏ وكثيرا ً ما<br />

ينتهي به الأمر إلى الدخول في منازعات قضائية مع ذلك المشتري بسبب كون الشيك بدون رصيد،‏ أي هناك انتظار وتضييع للزمن في<br />

كلا الحالتين،‏ إضافة إلى المخاطرة في الحالة الثانية.‏<br />

تفعيل وتنشيط التعامل ببطاقة مابين البنوك ،carte CIB حيث وبالتعاون مع مؤسسات أجنبية متخصصة في مجال النقد الإلكتروني<br />

سعت مجموعة من البنوك الجزائرية إلى إنشاء شركة النقد الآلي والعلاقات التلقائية بين البنوك<br />

Société d’automatisation des<br />

transactions interbancaires et de monétique (SATIM)<br />

الإلكتروني من خلال إنشاء بطاقة السحب مابين البنوك ،carte inter bancaire/ CIB<br />

في أفريل 1995، وهي دف إلى إنشاء نظام وطني للدفع<br />

(6)<br />

والتي بدأ العمل ا في سنة . 1997<br />

تستعمل هذه البطاقة خاصة للسحب من أجهزة الصرف الآلي،‏ وهي محلية لأا صالحة فقط في الجزائر،‏ وتشترك في هذا النظام<br />

البنوك العمومية الجزائرية بالإضافة إلى كل من:‏ بنك البركة الجزائري،‏ بنك الإسكان للتجارة والتمويل،‏ سوسييتي جنرال الجزائر<br />

،NATIXIS ALGERIE بنك ،BNP PARIBAS <strong>El</strong>-Djazair بنك ،Société Générale Algérie<br />

(7)<br />

الجزائر .<br />

ومؤسسة بريد<br />

وما يعاب على هذه البطاقة هو كوا بطاقة سحب فقط،‏ وليست بطاقة دفع كما يشير إلى ذلك إسم النظام،‏ وذلك بالرغم من<br />

بعض التجارب التي حاولت ذلك في بعض المدن الكبرى،‏ إلا أا بقيت تجارب محدودة وغير ذات جدوى لأا لم تعمم على كامل<br />

الوطن.‏<br />

لذا يجب على السلطات المعنية أن تتعاون فيما بينها لتفعيل التعامل ذه البطاقة،‏ وتحويلها إلى وسيلة دفع حقيقية،‏ خاصة وأن<br />

معظم المالكين لحساب بريدي جاري والذين يتجاوز عددهم 12 مليون يحوزوا،‏ إضافة إلى من يحملها من عملاء البنوك المشتركة في<br />

هذا النظام.‏ ونرى أن أول خطوة في هذا اال هي إيجاد أماكن القبول العام لهذه البطاقة،‏ ويقترح أن تكون البداية بالمؤسسات<br />

العمومية الاقتصادية،‏ أي تسديد فواتير الخدمات بتلك البطاقة في كل من:‏ مؤسسة الكهرباء والغاز،‏ مؤسسة الجزائرية للمياه،‏ مؤسسة<br />

اتصالات الجزائر،‏ مؤسسة موبيليس،‏ أو في مؤسسات تجمع بين الطابع الاقتصادي والإداري مثل مصلحة الضرائب،‏ على أن تتوسع<br />

العملية بعدها وبطريقة تلقائية إلى مؤسسات القطاع الخاص.‏<br />

إن القيام بمثل هذه الإجراءات من شأنه أن يقلل من حجم الطلب على السيولة النقدية،‏ ذلك أنه كلما تم استعمال وسائل الدفع<br />

الحديثة،‏ كلما قل حجم النقود القانونية المتداولة على حساب النقود الخطية أو الكتابية،‏ إذ من المعلوم أن حجم النقود القانونية يشك ّل<br />

271


أزمة السيولة النقدية في الجزائر أسباب وحلول<br />

حاليا ً نسبة<br />

من إجمالي حجم الكتلة النقدية المتداولة في الجزائر،‏ في الوقت الذي تشك ّل فيه هذه النسبة في البلدان المتقدمة<br />

20<br />

% 80<br />

% مقابل % 80<br />

(8)<br />

للنقود الخطية أو الكتابية .<br />

: الخاتمة<br />

يجب الاعتراف بأن سوء التقدير للطلب على السيولة في بعض الفترات كان بداية حقيقية لأزمة مزمنة ظلت تعيشها الجزائر<br />

طيلة الشهور الماضية،‏ والتي تطورت وتفاقمت على مر الأيام والشهور،‏ وبفعل عوامل أخرى مساعدة،‏ حتى وصل الأمر إلى انعدام ثقة<br />

المواطن في المؤسسات التي تعتبر مصدرا ً لتلك السيولة،‏ وأهمها مؤسسة بريد الجزائر والوكالات البنكية،‏ مما جعل استرجاع تلك الثقة<br />

أمرا ً صعبا ً على الأقل في الأجل القصير.‏<br />

لكن بالمقابل يجب الاعتراف أيضا ً بأن الحلول التي تمت ا معالجة المشكلة كانت حلولا ً سياسية أكثر منها اقتصادية،‏ خاصة منها<br />

اللجوء إلى الحل الأسهل وهو طبع النقود بكميات كبيرة للحد من المشكلة،‏ مما سيكون له آثاره السلبية على المدى القصير والمتوسط<br />

وأهمها ارتفاع معدلات التضخم مرة أخرى،‏ والذي تسعى الدولة إلى محاربته وكبح جماحه.‏<br />

لذا لابد من تطبيق حلول علمية واقتصادية تعالج المشكلة بشكل جذري،‏ وأهمها يئة الظروف الملائمة للتعامل بوسائل الدفع<br />

الحديثة غير النقود،‏ كفرض التعامل بالشيك وتفعيل النصوص القانونية التي تحارب إصداره بدون رصيد،‏ والتي أثبت الواقع العملي أا<br />

بعيدة عن التطبيق،‏ مما انعكس في العزوف عن التعامل به من طرف المتعاملين الاقتصاديين لعدم شعورهم بالحماية القانونية اللازمة،‏<br />

هذا بالإضافة إلى تشجيع التعامل بالبطاقات البنكية،‏ والذي تسجل فيه الجزائر تأخرا ً رهيبا ً مقارنة بالبلدان الأخرى،‏ سواء العربية أو<br />

حتى ااورة.‏<br />

الإحالات والمراجع :<br />

2<br />

)<br />

1<br />

) ( - مقابلة مع السيد مدير فرع بنك الجزائر بورقلة،‏ لقاء بمكتبه بتاريخ:‏ 2011/03/28.<br />

- (<br />

.12<br />

2 المادة<br />

من المرسوم التنفيذي رقم:‏ 181-10، المؤرخ في:‏ 2010/07/13، الجريدة الرسمية،‏ العدد رقم 43، الصادر في:‏<br />

2010/07/14، ص:‏<br />

.<br />

538<br />

03 -<br />

- (<br />

- (<br />

4<br />

)<br />

5<br />

)<br />

3<br />

) ( - المرسوم التنفيذي رقم:‏ 442-05 المؤرخ في:‏ 2005/11/14، الجريدة الرسمية،‏ العدد رقم 75، الصادر في:‏ 2005/11/20، ص:‏ 11.<br />

حيث جاء في القانون التجاري الجزائري،‏ المادة مايلي:‏ ‏"يعاقب بالسجن من سنة إلى خمس سنين وبغرامة لا تقل عن مبلغ الشيك أو عن باقي<br />

قيمته،‏ كل من أصدر عن سوء نية شيكا ً ليس له مقابل وفاء سابق وقابل للتصرف فيه،‏ أو كان مقابل الوفاء أقل من قيمة الشيك ‏..."أنظر:‏ القانون<br />

التجاري،‏ وزارة العدل،‏ نسخة 2005.<br />

حيث يعمل هذا الجهاز على تجميع المعلومات المرتبطة بعوارض دفع الشيكات لعدم كفاية الرصيد،‏ وتبليغ هذه المعلومات إلى الوسطاء الماليين المعنيين،‏<br />

وهو يهدف إلى تطهير النظام البنكي من الغش في المعاملات،‏ وإعادة الثقة إلى أحد أهم وسائل الدفع في الاقتصاد المعاصر،‏ راجع راجع المواد المنظمة لهذا<br />

الجهاز في التنظيم رقم 92 المؤرخ في 22 المتعلق بالوقاية ومكافحة إصدار الشيكات بدون رصيد.‏<br />

1992 / 03 /<br />

6<br />

)<br />

- (<br />

ص:‏ 14.<br />

سليمان ناصر:‏ النظام المصرفي الجزائري وتحديات العولمة،‏ مجلة الدراسات الاقتصادية والمالية،‏ المركز الجامعي<br />

–<br />

وادي سوف،‏ العدد:‏<br />

،2008 ،01<br />

7<br />

– www.satim-dz.com – 27/03/2011. ( )<br />

- (<br />

8<br />

)<br />

سليمان ناصر:‏ تأهيل المؤسسة المصرفية العمومية بالجزائر؛ الأسلوب والمبررات،‏ بحث مقدم إلى الملتقى الدولي حول ‏"متطلبات تأهيل المؤسسات<br />

الصغيرة والمتوسطة في البلدان العربية"،‏ تنظيم : كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف،‏ أيام أفريل<br />

18 ، 17<br />

-<br />

–<br />

.2006<br />

272


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

Systèmes de contrôle de gestion et performance :<br />

essai de modélisation.<br />

Khalifa AHSINA, Faculté des Sciences Juridiques,<br />

Économiques et Sociale Kénitra, (Maroc),<br />

k_ahsina@yahoo.fr<br />

Résumé : Nos objectifs à travers cette recherche sont multiples : Il s’agit dans un premier point<br />

d’analyser l’évolution du concept de contrôle de gestion dans la littérature scientifique.<br />

Au delà de l’analyse du concept, le deuxième objectif du travail, consiste à proposer un modèle<br />

général de la performance, qui intègre non seulement le modèle traditionnel de contrôle de gestion,<br />

mais aussi un module interactif qui a pour objectif d’apporter un éclairage sur le rôle que doit jouer<br />

le contrôle de gestion dans l’émergence de la stratégie et par la à une performance supérieure.<br />

Mots clés : Contrôle de gestion diagnostique, contrôle de gestion interactif, Stratégie et<br />

performance organisationnelle.<br />

Introduction : Notre démarche repose sur le constat, confirmé par les professionnels et les<br />

chercheurs, que l’environnement au Maroc dans lequel les entreprises sont appelées à évoluer, s’est<br />

trouvé en peu d’année profondément modifiée.<br />

Habituées à un environnement stable, elles doivent de plus en plus agir dans un marché ouvert et<br />

ne miser que sur la qualité de leur management et prestations.<br />

En effet, la C.G.E.M et le ministère du commerce et d’industrie (Rapport CGEM,1998), 1<br />

prévoient que prés du tiers des entreprises risquent de disparaître des conséquences de la<br />

mondialisation suite à l’ouverture des frontières à l’horizon 2010, si des mesures appropriés ne sont<br />

pas prises.<br />

Or, la théorie de la contingence postule que la survie et la performance d’une organisation<br />

dépendent du degré d’alignement entre ses éléments structurels et différents facteurs de<br />

contingence tels que l'environnement, la technologie ou la stratégie.<br />

Notre champs de recherche est situé dans le domaine du contrôle de gestion, aussi on s’inspirant de<br />

la théorie de la contingence, on va s’intéresser au rôle et à la place contrôle de gestion dans la<br />

déclinaison de la stratégie et à la performance de l’entreprise.<br />

Ce constat nous a donc, conduit à poser une question principale :<br />

Dans quelle mesure, les variables contextuelles à l’entreprise permettent d’expliquer :<br />

- l’émergence et l’évolution des systèmes de contrôle de gestion ;<br />

- la discrimination des entreprises par la performance eu égard à la présence des systèmes de<br />

contrôle de gestion traditionnels ou modernes.<br />

De cette problématique découle un certain nombre de questionnements :<br />

- Quels sont le ou les types de contrôle de gestion mis en place dans les entreprises marocaines ?<br />

Sommes-nous en présence d’un contrôle de gestion traditionnel ou du « nouveau contrôle de<br />

gestion » ?<br />

- Est-ce que les variables de contingence telles : la stratégie, l’environnement, la structure<br />

organisationnelle, etc., influent sur le type de contrôle mis en place?<br />

- Comment discriminer entre les deux systèmes de contrôle ?<br />

- Est-ce que les entreprises qui ont un système de contrôle proactif sont-elles plus performantes que<br />

celles qui ont un contrôle de gestion traditionnel ?<br />

- Dans ce cas la, quel est le profil du contrôleur de gestion le plus adéquat, pour exercer dans ces<br />

entreprises?<br />

- 1 -


Systèmes de contrôle de gestion et performance : essai de modélisation _______________________________________________________________________________<br />

1. APPROCHE CONCEPTUELLE DES MODELES DE CONTROLE :<br />

Nous avons entrepris de répondre à ces interrogations posées lors d’une recherche en trois temps :<br />

- Une phase de conceptualisation : Cette phase comprend une revue de la littérature existante, afin<br />

de repérer les évolutions de concept, ces courants fondateurs, les critiques qui lui ont été adressés,<br />

ainsi que les tentatives de sa modernisation.<br />

- Une phase de modélisation : Cette seconde phase visait l’élaboration d’un modèle issu d’une<br />

revue critique de la littérature et de nos apports personnels, ainsi, un modèle ayant des visées<br />

descriptives et explicatives des systèmes de contrôle de gestion a été proposé.<br />

- Une phase de validation : Cette troisième phase a consistée à confronter le modèle issu du monde<br />

théorique avec la réalité des entreprises marocaines, afin d’en déduire un modèle plus robuste, et de<br />

capturer la réalité du vécu des systèmes de contrôle de gestion.<br />

1.1. ETAT DE L’ART :<br />

Situé à l’intersection des différents domaines des sciences de gestion, le concept de contrôle de<br />

gestion est par nature difficile à appréhender, malgré que, ses attributs principaux envahissent les<br />

organisations de toutes natures.<br />

Un problème se pose alors, « comment repérer l’émergence du concept et son évolution, à travers<br />

ces crises et les tentatives de sa modernisation ? ».<br />

1.1.1 EMERGENCE ET COURANTS FONDATEURS DU CONTRÔLE DE GESTION :<br />

Le contrôle de gestion a considérablement évolué dans la définition même du concept. A l’origine<br />

avec la définition de (R.N. Anthony, 1965) 2 , le contrôle de gestion apparaissait comme le « garant<br />

» du non gaspillage des ressources confiées à un manager. Cette définition indiquait : « le contrôle<br />

de gestion est le processus par lequel les managers obtiennent l’assurance que les ressources sont<br />

obtenues et utilisées de manière efficace et efficiente pour la réalisation des objectifs de<br />

l’organisation ». L’efficacité met en relation objectifs et résultats, l’efficience quant à elle s’assure<br />

que les ressources ont été utilisées de façon optimum pour atteindre les résultats.<br />

Plus tard, dans les années 80, cette vision du contrôle a été jugée trop restrictive. Cela a conduit à<br />

une modification de la définition précédente pour la préciser et l’élargir de la façon suivante : « Le<br />

contrôle de gestion est le processus par lequel les managers influencent d’autres membres de<br />

l’organisation pour mettre en œuvre les stratégies de l’organisation » (Anthony, 1988) 3.<br />

Or, depuis son apparition le contrôle de gestion n’a cessé d’évoluer et de se conceptualiser aux<br />

Etats Unis d’Amérique et en Europe. L’examen de la littérature en la matière nous permet de<br />

constater que le contrôle de gestion a été défini et interprété par plusieurs auteurs d’une manière<br />

différente, et ceci ne fait que retracer l’évolution de la conception même du contrôle de gestion.<br />

De nombreuses typologies et définitions du contrôle de gestion ont ainsi été proposées. En effet, sa<br />

conception traditionnelle basée sur le contrôle budgétaire et adaptée aux environnements stables,<br />

tend à évoluer vers un contrôle de gestion proactif, encore appelé « nouveau contrôle de gestion »<br />

(Spang, 2002) 4 .<br />

Néanmoins, il existe un certain consensus autour de la seconde définition d’Anthony (1988), le<br />

caractère élargi de cette définition est à l’origine de propositions de grilles d’analyse multiples :<br />

Ouchi (1979), Hofstede (1981), Macintosh (1994), Chiapello (1996) ou encore Simons (1995).<br />

Ouchi (1979) considère le système de contrôle comme un processus de mesure, d’évaluation et de<br />

rétribution de la performance. Selon l’auteur, on peut contrôler les comportements (behavior<br />

control) et les résultats (output control). Il propose alors un troisième mode de contrôle palliant les<br />

insuffisances des deux premiers dans certaines situations (connaissance du processus de<br />

transformation imparfaite et capacité à mesurer les résultats faibles) qui est le contrôle clanique. Il<br />

s’agit d’un mode de contrôle par socialisation alignant les intérêts des individus avec ceux de<br />

l’organisation (Langevin P. et Naro G. 2003) 5 .<br />

- 2 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

Face aux contraintes et aux menaces de l’environnement des entreprises, face à la mondialisation<br />

des marchés et à la nouvelle économie, les systèmes de contrôle de gestion ne doivent plus assurer<br />

la régulation interne de l’entreprise uniquement, mais doivent s’intéresser aussi à l’adaptation de<br />

l’entreprise aux fluctuations de son environnement, ainsi les systèmes de contrôle de gestion ont été<br />

contraint de changer dans leur conceptions leurs outils leurs missions et leurs rôles.<br />

En effet, de l’évolution des conceptions du contrôle de gestion, on constate que ce dernier joue un<br />

rôle beaucoup plus actif quant à la réalisation de la stratégie définie par l’organisation. Deux points<br />

importants sont mis en évidence avec d’une part la nécessaire relation entre la stratégie et le<br />

contrôle de gestion et d’autre part, le fait que le contrôle ne se limite pas au processus de<br />

comparaison des résultats avec les objectifs.<br />

Donc, d’une vision purement mécaniste, nous passons à une vision ou l’influence des acteurs est<br />

importante. Cependant, l’aspect proactif du contrôle de gestion n’apparaît pas encore.<br />

Ce nouveau contrôle de gestion s’applique surtout aux organisations dont l’environnement est<br />

turbulent, de nombreux auteurs s’inscrivent dans ce courant.<br />

(Gervais et Thenet, 1998) 6 , notamment, ont cherché à redéfinir les rôles du contrôle budgétaire<br />

lorsqu’il est confronté à une turbulence accrue. C’est la nature même du contrôle budgétaire qui se<br />

trouve modifiée. On passe d’une conception d’allocation et de contrôle des ressources à une<br />

conception plus orientée vers le pilotage.<br />

Pour (Berland.N, 2002) 7, le contrôle budgétaire permet aux entreprises d’être performantes lorsque<br />

l’environnement est routinier Il permet tout d’abord d’optimiser les flux internes car l’activité de<br />

production est isolée des variations conjoncturelles et il réduit l’incertitude interne prolongeant<br />

ainsi la faible turbulence externe. Il autorise ensuite une décentralisation accrue car le contrôle de<br />

l’action des subordonnés est facilité par la stabilité de l’environnement.<br />

En effet, dans un environnement en pleine mutation, les stratégies efficaces (Barwise, 1997) 8<br />

tendent à émerger d'une série de décisions souvent initiées par des cadres de niveaux intermédiaires<br />

au contact des marchés et des technologies.<br />

La stratégie donne une direction approximative qui va de ce fait favoriser la réactivité des acteurs<br />

en fonction des modifications de l’environnement.<br />

De ce fait, le cloisonnement entre stratégie et contrôle caractéristique de l’ancien contrôle de<br />

gestion s’estompe. Le contrôle n’est plus simplement un instrument de la stratégie. Le contrôle de<br />

gestion est proactif, c'est-à-dire qu’il contribue à l’amélioration de la stratégie.<br />

En 1987, (Robert Simons, 1987) 9 souligne la relation entre stratégie et contrôle dans la mesure où<br />

la nature des systèmes et processus de contrôle ne peuvent pas être séparés de considérations<br />

stratégiques. L’auteur s’appuie sur la typologie de Miles et Snow (1978) avec les prospecteurs et<br />

les défenseurs mettant ainsi en évidence la corrélation entre les systèmes de contrôle mis en œuvre<br />

et le type de stratégie développée et la performance. Le dirigeant focalise son attention sur les<br />

activités à fortes incertitudes stratégiques. Au-delà du choix d’une stratégie d’activité, les<br />

dirigeants doivent opter pour une stratégie de contrôle. Simons distingue alors les contrôles<br />

programmés des contrôles interactifs nécessitant l’implication de la direction.<br />

Cette distinction reprend l’idée de la gestion par exception avec la gestion de<br />

« l’anormal » par le dirigeant lié aux incertitudes et le suivi des standards aux opérationnels<br />

supposant une certaine stabilité de l’environnement. Le contrôle interactif sert à créer et guider les<br />

initiatives non programmées faisant intervenir la notion d’apprentissage organisationnel.<br />

Puis en 1995, (R. Simons, 1995) 10, conçoit le contrôle de gestion de l’avenir comme « les processus<br />

et les procédures fondés sur l’information que les managers utilisent pour maintenir ou modifier<br />

certaines configurations des activités de l’organisation ».<br />

Une distinction s’opère entre :<br />

- 3 -


Systèmes de contrôle de gestion et performance : essai de modélisation _______________________________________________________________________________<br />

- Contrôle diagnostic c'est-à-dire un contrôle par un certain nombre d’indicateurs ayant pour<br />

vocation de mettre en avant la performance de l’entreprise et les informations nécessaires aux<br />

managers. Il s’agit d’un système de reporting classique.<br />

- Contrôle interactif. Il s’agit de l’interaction des managers avec les opérationnels pour traiter des<br />

priorités stratégiques et orienter les décisions. Selon Simons, le choix d’un outil de contrôle<br />

interactif plutôt qu’un autre dépend du type d’incertitude que les managers ont à contrôler et gérer.<br />

Ce système de contrôle est un instrument de dialogue.<br />

Pour certains auteurs, la notion de contrôle interactif implique des choix particuliers d’outils du<br />

contrôle c'est-à-dire adaptés aux enjeux de l’entreprise (Berland N, Ponssard J.P. et Saulpic O.<br />

2005) 11.<br />

Ainsi le renouveau du contrôle de gestion est passé par une réflexion stratégique pour mieux<br />

prendre en compte les souhaits des clients entraînant une remise en cause de l’organisation et des<br />

systèmes de pilotage. Des indicateurs physiques ou opérationnels ont été introduits à côté des<br />

indicateurs financiers ou comptables. Les systèmes de contrôle sont désormais considérés plus<br />

comme des supports au dialogue que comme des outils de contrôle. On parle davantage de pilotage<br />

que de reporting.<br />

Dans son travail de synthèse de la littérature sur les modes de contrôle, Chiapello relève les<br />

facteurs de contingence présents dans les typologies des modes de contrôle. Ces facteurs de<br />

contingence sont les suivants :<br />

‐ les caractéristiques du travail effectué ou la technologie employée ;<br />

‐ les caractéristiques des outputs, objectifs ou résultats ;<br />

‐ les caractéristiques de l'échange ;<br />

‐ les caractéristiques de l'environnement ;<br />

‐ les modèles intégrés qui manient une pluralité de types de facteurs de contingence.<br />

<strong>El</strong>le présente dans son article un tableau synthétique des principales typologies des modes de<br />

contrôle et de leurs facteurs de contingence, que nous reproduisons ci-après. Cet article est, à notre<br />

connaissance, le travail le plus complet sur les facteurs de contingence des modes de contrôle.<br />

Les conclusions de l'article d'E. Chiapello font des modes de contrôle et de leurs facteurs de<br />

contingence les fondements d'un modèle du contrôle organisationnel plus large que le modèle<br />

classique du contrôle de gestion.<br />

1.1.2 CRISES ET TENTATIVES DE MODERNISATION DU CONTRÔLE DE<br />

GESTION :<br />

A. CRITIQUE DU MODELE TRADITIONNEL :<br />

L’approche traditionnelle du contrôle de gestion basée sur la séquence : Plan - programme -<br />

budget - suivi - contrôle – sanction, ne fonctionne correctement que dans des hypothèses très<br />

restrictives. De même les crises économiques des années 80 du siècle dernier en Europe, ont influé<br />

sur la remise en cause du contrôle de gestion.<br />

Ainsi, (Henri BOUQUIN, 1998) 12 note que « Les entreprises se trouvent de plus en plus<br />

confrontées à des situations d’ignorance partielle. L’essentiel n’est plus, dés à présent de détecter<br />

les écarts grâce à un outil comptable sophistiqué. Ce qui domine, c’est la recherche des impacts<br />

qu’ils auront, le diagnostic qu’il faut en tirer, les ajustements à effectuer dans les plans d’actions,<br />

les objectifs à court terme, mais aussi et de plus en plus souvent dans les grands axes de<br />

management à moyen terme».<br />

- 4 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

Une telle perspective remet en cause la vision traditionnelle du contrôle de gestion, il ne<br />

s’agit plus seulement pour lui de s’assurer que les ressources sont bien utilisés et dans le sens des<br />

objectifs généraux de l’organisation, mais de fournir aux décideurs le moyen de gérer les risques de<br />

toutes natures qui sont la conséquence d’une incertitude plus étendue.<br />

B. TENTATIVES DE RENOVATION :<br />

De nombreuses tentatives ont été proposées ces dernières années visant à rénover la gestion<br />

budgétaire. L’idée selon laquelle le système budgétaire conventionnel ne constitue plus dans de<br />

nombreux cas un outil de pilotage pertinent est de plus en plus répandue. Face à un environnement<br />

risqué, de plus en plus incertain et face à une complexification croissante des organisations, la<br />

gestion budgétaire a de plus en plus de mal à décliner la stratégie.<br />

Deux perspectives ont alors émergées. La première a consisté à tenter de renouveler la démarche<br />

budgétaire en la modernisant. Les travaux relatifs aux budgets à base d’activités et de processus en<br />

sont une illustration. La seconde a consisté à remettre en question la pertinence de l’existence d’un<br />

mode de management par les budgets. Les thèmes du Balanced Scorecard et de la gestion sans<br />

budget (travaux du Cam-I) en témoignent.<br />

1.2. APPORTS POUR NOTRE MODELE :<br />

Dans cette revue critique de la littérature, on a pu mettre en relief les facteurs essentiels quant à<br />

l’émergence du contrôle de gestion et à son évolution.<br />

Ainsi, les variables tels que l’environnement, la stratégie ou la complexité des entreprises ont un<br />

rôle déterminant quant à l’apparition du besoin de contrôler les opérationnels toute en décentraliser<br />

la structure.<br />

D’autre part, les systèmes de contrôle entretiennent des relations compliquées avec la stratégie et la<br />

performance, sans oublier le profil du contrôleur de gestion.<br />

3. ELABORATION DU MODELE DE LA PERFORMANCE PAR LE CONTROLE DE<br />

GESTION :<br />

La contingence des systèmes de contrôle de gestion s’inscrit dans le cadre de la remise en cause des<br />

modèles universalistes. P. Lorino considère que : « face à la complexité et à l’instabilité des<br />

situations de pilotage, aucun modèle universaliste ne peut apporter des réponses satisfaisantes ».<br />

Par contre, R. Simons toute en s’inspirant de la typologie de Miles et Snow, suggère une<br />

interprétation très intéressante des rôles de contrôle de gestion.<br />

Le contrôle, dans sa cohérence avec la stratégie, joue des rôles différents :<br />

- Il a tendance à éclairer les choix stratégiques, comme on peut le voir dans le processus des<br />

prestations internes ;<br />

- Contrôle et surveillance du modèle classique, il le gardien de la conformité aux normes;<br />

- Vecteur d’apprentissage quand la performance par le progrès continue l’emporte sur le suivi de la<br />

conformité.<br />

En effet, dès 1986, H. Bouquin en étudiant les fondements du contrôle de gestion a esquissé une<br />

hypothèse de recherche forte intéressante :<br />

« Face au contrôle de gestion réactif, introverti, de surveillance, car, il est le plus connu et hélas le<br />

plus enseigné, il existe un contrôle de gestion proactif, extraverti, qui est une partie clé du<br />

processus d’émergence stratégique ».<br />

En parcourant les divers écrits sur les facteurs internes et externes de contrôle de gestion, ainsi que<br />

ces différents rôles, nous proposons notre modèle explicatif en prenant ces différents éléments en<br />

considération dans sa construction.<br />

Ce modèle à été construit selon une démarche hypothético-déductive, le modèle est présenté<br />

comme suit :<br />

- 5 -


Systèmes de contrôle de gestion et performance : essai de modélisation _______________________________________________________________________________<br />

Le modèle de recherche (conçu par nos soins)<br />

Ce modèle pour être valide doit être testé, ainsi il est nécessaire d’émettre des hypothèses qui<br />

seront confrontées par la réalité du terrain par une procédure quantitative. Ces hypothèse sont<br />

présentées en annexes 1 :<br />

Après la présentation du modèle et les hypothèses de recherche, les différentes variables doivent<br />

être mesurées.<br />

La mesure des concepts s’effectuera par l’utilisation d’items que nous jugerons intéressants pour<br />

notre processus de recherche.<br />

La mesure établit une correspondance entre le monde théorique (les concepts) et le monde<br />

empirique (c’est-à-dire l’indicateur sur lesquels portent les opérations concrètes de mesure).<br />

Cette démarche quantitative nous semble la plus appropriée. En effet, comme le souligne<br />

(Bollecker,2001) 13 ,” le principal avantage de l’étude quantitative, par rapport à l’étude qualitative,<br />

est qu’elle fournit des résultats quantifiés pouvant donner lieu à des analyses statistiques. Le second<br />

avantage est que l’analyse des données peut permettre de déterminer des différences entre groupes.<br />

Le troisième avantage de ce type d’étude, par rapport à l’étude qualitative, est la possibilité<br />

d’atteindre en peu de temps un nombre élevé de répondants”.<br />

Or, concernant notre recherche, une enquête quantitative a permet de s’adresser à un nombre plus<br />

important d’entreprises que la démarche qualitative.<br />

Ainsi comme le précise (Evrard et al, 1997) 14 ,”L’envoi d’un questionnaire peut être réalisé à<br />

grande échelle alors que l’enquête qualitative, surtout sous forme d’entretiens individuels, est<br />

beaucoup plus longue et ne permet d’interroger qu’un faible échantillon”.<br />

3. PRINCIPAUX RESULTATS :<br />

On exposera les résultats de l’analyse descriptive, puis, les résultats de l’analyse explicative.<br />

3.1 RESULTATS DE L’ANALYSE DESCRIPTIVE :<br />

Seront discutés les résultats des entreprises enquêtées selon leur principaux caractères (structure,<br />

forme, activité, taille et présence de la fonction contrôle de gestion.<br />

1.1ANALYSE GENERALE DES ENTREPRISES ENQUETES :<br />

La répartition des entreprises ayant répondu, va être exposé en fonction de leurs principales<br />

caractéristiques :<br />

- 6 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

Caractéristiques<br />

Forme juridique<br />

Structure<br />

Domaine d’activité<br />

Taille<br />

Présence du contrôle<br />

de gestion<br />

Résultats<br />

74% des entreprises sont des entreprises indépendantes.<br />

La répartition des entreprises est équitablement partagée entre les<br />

entreprises qui ont une structure centralisée et celles dont la structure est<br />

décentralisée.<br />

23% des entreprises font dans les IMM, 20% dans l’agroalimentaire,<br />

14,30% dans les finances et banques,<br />

47% des entreprises ont un effectif supérieur à 500 et 53% ont un effectif<br />

de moins de 500<br />

La majorité des entreprises (65,70%) possède un service de contrôle de<br />

gestion, on observe l’émergence de la fonction à partir d’un seuil critique<br />

de 500 personnes<br />

1.2 PORTRAIT ROBOT DU SYSTEME DE CONTRÔLE DE GESTION :<br />

Pour (H. Jordan, 1988) 15 , le système de contrôle de gestion moyen n’existe pas, l’analyse se fera<br />

selon les critères suivants :<br />

Critères<br />

Planification<br />

Le budget<br />

Suivi des résultats<br />

Évaluation des<br />

responsables<br />

Profil du contrôleur<br />

de gestion<br />

Pratiques des entreprises marocaines<br />

66% des entreprises ont un plan stratégique.<br />

Le budget à un an, connecté au plan stratégique, il est préparé<br />

conjointement par les opérationnels et les contrôleurs de gestion, sa durée<br />

est comprise entre 1 et 3 mois.<br />

Ce suivi est assuré par les outils traditionnels (tableaux de bord, analyse des<br />

données, etc.)<br />

Les responsables sont évalués en permanence et sont enclins à améliorer<br />

leurs résultats.<br />

Le CDG, homme, la trentaine est rattaché à la Direction administrative et<br />

financière.<br />

Il utilise des outils tel : le budget, le TDB, et l’analyse des écarts.<br />

De formation supérieure en gestion ou comptabilité, il a moins de 5 ans<br />

d’exercice dans la fonction.<br />

3.2 RESULTATS DE L’ANALYSE EXPLICATIVE :<br />

L’analyse explicative va être exposée à travers le test des hypothèses, puis, on va enchaîner sur<br />

l’analyse globale.<br />

1.1 RESULTATS DU TEST DES HYPOTHESES :<br />

N<br />

Intitulé de l’hypothèse<br />

Variables testées<br />

Résultats<br />

1<br />

« Le suivi budgétaire est plus interactif chez les<br />

prospecteurs et plus diagnostic chez les défendeurs »<br />

Contrôle et stratégie<br />

Rejetée<br />

2<br />

« Le contrôleur de gestion technicien (Diagnostique)<br />

a une formation technique et le contrôleur de gestion<br />

Interactif à un profil gestionnaire »<br />

Contrôle de gestion et<br />

profil du contrôleur<br />

Validée<br />

- 7 -


Systèmes de contrôle de gestion et performance : essai de modélisation _______________________________________________________________________________<br />

3<br />

« Les techniques budgétaires sont d’autant plus<br />

sophistiquées que la taille est entreprises est<br />

importante »<br />

Contrôle de gestion et<br />

taille<br />

Rejetée<br />

4<br />

« les organisations les plus différenciées et<br />

décentralisées au plan structurel disposent des<br />

systèmes de planification et de contrôle les plus<br />

développés »<br />

Structure et systèmes de<br />

contrôle de gestion<br />

Rejetée<br />

5<br />

« Plus la taille d’une entreprise est grande, plus le<br />

contrôle de gestion susceptible d’émerger et de se<br />

développer »<br />

Taille et systèmes de<br />

contrôle de gestion<br />

Validée<br />

6<br />

« En situation d’incertitude environnementale, le<br />

suivi budgétaire est plus interactif»<br />

Environnement et<br />

systèmes de contrôle de<br />

gestion<br />

Rejetée<br />

7<br />

« Les entreprises qui ont mis en place un système de<br />

contrôle de gestion sont plus performantes que celles<br />

sans système de contrôle »<br />

Existence des systèmes de<br />

contrôle de gestion et<br />

performance<br />

Validée<br />

8<br />

« En situation d’incertitude environnementale, les<br />

entreprises qui ont mis en place un contrôle interactif<br />

sont plus performantes que celles ayant mis un<br />

système de contrôle diagnostique<br />

Différenciation des<br />

systèmes de contrôle de<br />

gestion et performance<br />

Validée<br />

1.2 RESULTATS DE LA REGRESSION LINEAIRE :<br />

La variable performance organisationnelle a été expliquée par un modèle linéaire général avec dix<br />

variables explicatives, nous avons utilisé la méthode de pas à pas du logiciel SPSS11.5, le résultat<br />

engrangé nous permis de confirmer l’apport des systèmes de contrôle dans l’explication de la<br />

variance de la variable performance.<br />

En effet, la modèle proposé a un pouvoir explicatif de 73.3% de la variance de la performance, et il<br />

n’a pas de colinéarité entre les variables.<br />

En effet, il peut exister différents types de configurations qui recouvrent ce modèle. Ces types<br />

correspondent à des systèmes contingents suivant l’environnement, la complexité de l’entreprise et<br />

sa stratégie.<br />

Configuration 1 : Absence du contrôle de gestion :<br />

Toutes choses égales par ailleurs dans cette configuration les variables suivantes ont été fixées<br />

comme suit :<br />

- L’environnement est stable ;<br />

- l’organisation est simple : une petite taille et une structure simplifiée.<br />

On a donc, la configuration suivante avec une performance faible :<br />

- 8 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

Configuration 2 : Emergence du contrôle de gestion :<br />

Dans ce cas de figure, les variables suivantes ont été fixées comme suit :<br />

- L’environnement est stable ;<br />

- l’organisation devient compliquée : la taille dépasse le seuil critique et la structure à<br />

tendance à se décentraliser.<br />

On a donc, la configuration suivante avec une performance moyenne :<br />

Configuration 3 : Notre modèle théorique de contrôle :<br />

Dans ce cas de figure, les variables suivantes ont été fixées comme suit :<br />

- L’environnement est turbulent ;<br />

- l’organisation est très compliquée : la taille et la structure ont tendance à se développer ;<br />

- Une participation des opérationnels dans le processus stratégique ;<br />

- Un profil du contrôleur de gestion plus conseiller.<br />

On a donc, le modèle théorique conçu par nos même et génère une performance supérieure.<br />

CONCLUSION :<br />

Dans cet article, l’apport des variables de contingence a été mis en évidence, le test de leur pouvoir<br />

de discrimination a mis en relief le pouvoir explicatif de notre modèle théorique à l’aune du monde<br />

empirique.<br />

En définitive, nous pouvons avancer que dans l’ensemble, nos principaux résultats semblent<br />

indiquer que la mise en place des systèmes de contrôle de gestion, se justifie dans un premier temps<br />

par la complexité de l’entreprise.<br />

En effet, plus la taille des entreprises devient importante (>500 personnes), plus le besoin de<br />

contrôle devient important et les entreprises ont tendance à mettre en place de tels systèmes.<br />

- 9 -


Systèmes de contrôle de gestion et performance : essai de modélisation _______________________________________________________________________________<br />

De même, la turbulence de l’environnement et le profil gestionnaire des contrôleurs de gestion a<br />

tendance à favoriser le développement des systèmes interactifs de contrôle de gestion. Ainsi,<br />

l’analyse des données empiriques nous a permet de constater l’influence de ces deux variables sur<br />

le développement de ces systèmes.<br />

Enfin, la modernisation des systèmes de contrôle a pour effet d’apporter une performance<br />

supérieure à celle des entreprises qui ont des systèmes traditionnels de contrôle.<br />

Références :<br />

1 Rapport CGEM 1998.<br />

2 Anthony R.N. “Planning and control system a frame work for analysis” Boston, Harvard <strong>University</strong> Press, 1965.<br />

3 Anthony R.N. « The management control function » The Harvard Business Press. 1988 (Traduction française : « La<br />

fonction contrôle de gestion » Publi-Union 1993.<br />

4 SPANG Laurent, « La modélisation de l’évolution du contrôle de gestion dans une organisation : le cas des caisses<br />

primaires d’assurance maladie (CPAM) » Recherche de doctorat, Université de Nancy 2, 2002.<br />

5 Langevin P. et Naro G. (2003) : « Contrôle et comportements : une revue de la littérature anglo-saxone ». Congrès<br />

AFC-CCA.<br />

6 Gervais M. et Thenet G. (1998) « Planification, gestion budgétaire et turbulence », Finance, contrôle, stratégie,<br />

Vol 1, n°3, septembre, p. 57-84.<br />

7 Nicolas Berland. « Fonctions du contrôle budgétaire et turbulence », cahier de recherche. PESOR, Faculté Jean<br />

Monnet<br />

8 Patrick BARWISE , 1997 « STRATÉGIE délibérée ET STRATÉGIE ÉMERGENTE :La plupart des stratégies sont<br />

le résultat d'un ensemble de décisions émanant souvent de l'encadrement intermédiaire » Les Echos - Vendredi 25 et<br />

Samedi 26 avril 1997.<br />

9 . Simons R. (1987): « Implementing strategy : configurations in management control systems ». Meeting of the<br />

Strategic Management Society in Boston.<br />

10 Simons R. (1995): « Levers of control : how managers use innovative control systems to drive strategic renewal ».<br />

Boston, Harvard Business School Press.<br />

11 Berland N, Ponssard J.P. et Saulpic O. (2005) : « Une typologie des systèmes de contrôle inspirée du cadre théorique<br />

de Simons ». Cahier n° 2005-024, Septembre, Ecole Polytechnique.<br />

12 Bouquin H., Le contrôle de gestion, 4e éd., PUF, Paris, 1998.<br />

13 Bollecker M. « Systèmes d’information différenciés et contrôle des services opérationnels : une analyse empirique<br />

des mécanismes organisationnels de contrôle et du rôle des contrôleurs de gestion », Recherche en sciences de gestion,<br />

Nancy 2,2001.<br />

14 EVRARD Y., PRAS B., ROUX E. et al « Market : études et recherches en Marketing » Nathan, 1997.<br />

15 H. Jordan « Planification et contrôle de gestion en France en 1988 » H.E.C<br />

- 10 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 <strong>09</strong>/<br />

Diversité et performance de la participation budgétaire :<br />

cas des entreprises au Maroc 1<br />

M. Azzouz ELHAMMA<br />

Professeur agrégé en gestion financière et comptable<br />

Docteur en contrôle de gestion, FSJES Rabat-Agdal<br />

E-mail : elhamma_azzouz@yahoo.fr<br />

Résumé : Cet article a pour but d’exposer les résultats d’une étude empirique réalisée auprès de 62<br />

entreprises installées au Maroc et portant sur la diversité et la performance de la participation<br />

budgétaire. Les principaux résultats montrent qu’un processus budgétaire participatif (participation<br />

budgétaire forte) est adopté davantage par les entreprises prospectrices et celles qui évoluent dans<br />

un environnement incertain. Nous avons pu montrer également que ce système budgétaire<br />

participatif entraîne une meilleure performance pour les entreprises qui l’ont adopté.<br />

Mots clés : Participation budgétaire, diversité, performance, théorie de la contingence<br />

Introduction : Le budget constitue une pièce centrale dans les entreprises (Jordan, 1998) 2 . Il<br />

intervient sur l’ensemble des phases du processus de contrôle de gestion. Selon Bouquin (2006) 3 ,<br />

ces phases sont les suivantes: avant (phase de finalisation), pendant (phase de pilotage) et après<br />

l’action (phase de post-évaluation). Lors de l’étape de finalisation, les entreprises s’intéressent à la<br />

construction du processus budgétaire. La participation dans le montage de ce processus constitue<br />

l’élément central de cette phase. Depuis longtemps, la participation budgétaire a fait l’objet de<br />

plusieurs travaux de recherche, notamment dans le cadre du courant des relations humaines. Selon<br />

Shields et Shields (1998) 4 , la participation budgétaire est l’un des thèmes les plus étudiés du<br />

contrôle de gestion durant les quarante dernières années. Ces travaux de recherche ont porté<br />

essentiellement sur ses effets sur les contrôlés au sein des organisations, ses rôles dans leur<br />

motivation (Shields et Shields, 1998) 5 et dans la gestion de l’asymétrie informationnelle (Dunk,<br />

1993) 6 .<br />

La participation budgétaire est définie par Shields et Shields (1998) 7 comme le niveau<br />

d’implication et d’influence d’un manager sur la détermination de son budget. Pour Kennis<br />

(1979) 8 , la participation budgétaire traduit essentiellement la possibilité qu’ont les managers de<br />

participer à la construction de leurs budgets et d’avoir une influence sur leurs objectifs budgétaires.<br />

Mintzberg (1994) 9 distingue, selon la participation budgétaire, entre un processus budgétaire topdown<br />

et un autre bottom-up. Sponem (2002) 10 a identifié quatre pratiques possibles en terme de<br />

participation budgétaire: construction autoritaire du budget par celui qui contrôle ; construction<br />

participative top-down; construction participative bottom-up et construction libre par le contrôlé.<br />

Dans ce contexte, l’objectif de cet article est double. Tout d’abord, nous tenterons<br />

d’expliquer la diversité relative à la participation budgétaire par le biais de quatre facteurs de<br />

contingence: la taille, la stratégie, la décentralisation organisationnelle et l’incertitude<br />

environnementale. La question suivante s’impose : comment peut-on expliquer la diversité des<br />

pratiques relatives à la participation budgétaire des entreprises étudiées? Nous allons répondre à<br />

cette question dans le cadre de la théorie de la contingence qui fournit actuellement un paradigme<br />

cohérent de l’analyse des organisations (Donaldson, 1996) 11 et constitue un cadre dominant dans<br />

l’étude des systèmes de contrôle (Covaleski et al., 1996) 12 . Ensuite, nous mettrons en exergue<br />

l’impact de la participation budgétaire sur la performance globale des organisations. Nous tenterons<br />

de répondre à la question suivante : dans quelle mesure la diversité des pratiques relatives à la<br />

participation budgétaire affecte-t-elle la performance des entreprises ?<br />

- 11 -


Diversité et performance de la participation budgétaire : cas des entreprises au Maroc ______________________________________________________________<br />

Une revue de la littérature avec formulation des hypothèses (§1) et une présentation de nos choix<br />

méthodologiques de recherche (§2) sont nécessaires pour mener l’analyse statistique et de présenter<br />

les principaux résultats obtenus (§3).<br />

1- Revue de littérature et formulation des hypothèses<br />

Nous étudions, en premier lieu, la diversité des pratiques relatives à la participation<br />

budgétaire par les quatre facteurs de contingence retenus dans cette recherche (1.1) et en deuxième<br />

lieu, nous mettons en évidence leur impact sur la performance (1.2).<br />

1.1- Explication de la diversité des pratiques relatives à la participation budgétaire<br />

Nous avons choisi la théorie de la contingence pour expliquer la diversité des pratiques<br />

relatives à la participation budgétaire. Selon cette théorie, la crise du contrôle de gestion vient de la<br />

crise des modèles universalistes. Pariente (1999, p.83) 13 constate qu’«il est clair qu’il y aurait<br />

quelque prétention à affirmer qu’un modèle unique né il y a soixante-dix ans, puisse répondre à<br />

toutes les situations ». Dans ce contexte, quelques recherches ont démontré l’existence de relations<br />

significatives entre les caractéristiques des entreprises et les attributs des systèmes de contrôle<br />

(Chiapello, 1996 14 ; Fisher, 1998 15 ; Dupuy, 1999 16 ; Chenhall, 2003 17 ; etc.). Or, les études<br />

empiriques qui s’inscrivent dans ce genre de travaux restent encore rares. Les éléments contextuels<br />

majeurs repris pour expliquer les systèmes de contrôle sont : la taille, la stratégie, la<br />

décentralisation organisationnelle et l’environnement externe (Chapman, 1997) 18 . Ces quatre<br />

facteurs seront utilisés dans cette recherche.<br />

L’influence de la taille sur l’organisation et sa gestion interne est connue depuis<br />

longtemps. Selon Kalika (1986, p.214) 19 , « plus une entreprise est grande, plus sa structure est<br />

différenciée, standardisée, formalisée, décentralisée, planifiée et contrôlée ». Dans les études<br />

portant sur le contrôle de gestion selon une approche contingente, la taille est un facteur très<br />

important (Chenhall, 2003) 20 . Kalika (1987) 21 et Jorissen et al. (1997) 22 montrent que les<br />

techniques budgétaires sont d’autant plus sophistiquées que la taille des entreprises est importante.<br />

Bescos et al. (2004) 23 notent que dans les PME, les décisions importantes ont tendance à être<br />

centralisées. Par contre, dans les entreprises de grande taille, « les managers considèrent qu’ils<br />

disposent d’un pouvoir d’influence supérieur, qu’ils sont plus impliqués dans l’élaboration des<br />

budgets ». Ce résultat confirme celui obtenu par Merchant (1981) 24 . Selon cet auteur, les managers<br />

participent plus activement dans l’élaboration de leurs budgets dans les firmes de grande taille que<br />

celles de petite taille. Ce résultat a été confirmé par la suite par le même auteur en 1984 25 . Nous<br />

pouvons formuler donc l’hypothèse suivante:<br />

Hypothèse H1 : Le processus budgétaire est d’autant plus participatif que la taille des entreprises<br />

est importante.<br />

La stratégie est définie par Bouquin (1999) 26 comme l’ensemble des actions qui<br />

déterminent durablement le succès d’une organisation. Sa relation avec le contrôle de gestion a fait<br />

l’objet de nombreux travaux, le plus souvent théoriques (Simon, 1987) 27 . La littérature relative au<br />

contrôle de gestion montre que la stratégie constitue un facteur contingent très utilisé dans ce genre<br />

de travaux (Bouquin, 1999) 28 . Langfield-Smith (1997) 29 a démontré que le contrôle de gestion doit<br />

être aligné à la stratégie poursuivie par l’organisation. Simons (1990) 30 constate que la définition<br />

des budgets au sein des entreprises défenderesses est fortement déterminée par des stricts objectifs<br />

financiers fixés ex-ante. Par contre, chez les prospectrices, la fixation des objectifs budgétaires<br />

donne généralement lieu à des débats approfondis entre les différents intervenants portant sur les<br />

stratégies à suivre. Selon Sponem (2002) 31 , la construction du budget est plus participative chez les<br />

entreprises prospectrices que chez les entreprises défenderesses. L’hypothèse suivante est donc à<br />

formuler :<br />

- 12 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 <strong>09</strong>/<br />

Hypothèse H2 : Le processus budgétaire est d’autant plus participatif que la stratégie des<br />

entreprises s’oriente vers la prospection.<br />

Dans la théorie de la contingence, la structure organisationnelle est considérée comme<br />

l’un des facteurs déterminants dans la conception et le fonctionnement du contrôle de gestion<br />

(Chenhall, 2003) 32 , plus particulièrement, le degré de sa décentralisation (Chapman, 1997) 33 . Une<br />

enquête réalisée par Bruns et Waterhouse (1975) 34 montre que les responsables des organisations<br />

où l'autorité est centralisée considèrent que les budgets comme sont moins utiles. Par contre, les<br />

organisations décentralisées perçoivent les budgets comme importants, mais avec une participation<br />

de l'ensemble des responsables dans la fixation des objectifs budgétaires. Egalement, Merchant<br />

(1981) 35 montre que les entreprises les plus décentralisées adoptent essentiellement des processus<br />

budgétaires les plus participatifs. Sponem (2002) 36 , quant à lui, a noté que «lorsqu’une organisation<br />

est décentralisée, le processus budgétaire est plus participatif ». Nous pouvons formuler<br />

l’hypothèse suivante :<br />

Hypothèse H3 : Le processus budgétaire est d’autant plus participatif que la structure des<br />

entreprises est décentralisée.<br />

L’incertitude environnementale constitue une variable explicative centrale du contrôle de<br />

gestion. <strong>El</strong>le a été utilisée par plusieurs recherches, notamment par Chapman (1997) 37 , Fisher<br />

(1998) 38 , Hartmann (2000) 39 , etc. Ezzamel (1990) 40 a mis en évidence qu’en situation d’incertitude<br />

environnementale, la participation budgétaire devient de plus en plus importante. Ce résultat<br />

confirme celui obtenu par Govindarajan (1986) 41 . Sponem (2002) 42 montre que la participation<br />

dans le montage budgétaire au sein des entreprises évoluant dans un environnement caractérisé par<br />

plus d’incertitude est plus importante que pour les entreprises évoluant dans environnement de nonincertitude,<br />

d’où l’hypothèse suivante:<br />

Hypothèse H4: Le processus budgétaire est d’autant plus participatif que l’environnement des<br />

entreprises est incertain et dynamique.<br />

1.2- Performance de la participation budgétaire : Depuis la deuxième moitié du vingtième<br />

siècle et dans le cadre des travaux de l’école des relations humaines, la participation est considérée<br />

comme une source de satisfaction, de motivation et donc de performance. Plusieurs auteurs,<br />

notamment Argyris (1952) 43 , ont démontré que lorsque les managers participent dans la fixation de<br />

leurs objectifs budgétaires, ils les acceptent d’une manière volontaire et s’efforcent plus activement<br />

à les atteindre.<br />

Hofstede (1967) 44 a constaté des attitudes favorables chez les subordonnés qui avaient la<br />

possibilité de participer dans l’élaboration des budgets. L’étude des effets éventuels de la<br />

participation budgétaire sur la performance des organisations a fait l’objet de plusieurs travaux de<br />

recherche. Selon une synthèse de ces travaux présentée par Nouri et Parker (1998) 45 , trois sortes de<br />

résultats peuvent être constatées : tout d’abord, plusieurs recherches ont observé un effet positif,<br />

c'est-à-dire une participation budgétaire améliore la performance. Ces résultats ont été constatés<br />

notamment par Argyris (1952) 46 , Merchant (1981) 47 , Brownell (1982) 48 , etc. Ensuite, certaines<br />

recherches ont conclu à un effet inverse. Ce résultat se trouve essentiellement chez Stedry (1960) 49 .<br />

Enfin, certains travaux n’ont pas pu établir véritablement une relation claire entre la participation<br />

budgétaire et la performance. C’est le cas par exemple de Milani (1975) 50 et Kenis (1979) 51 .<br />

Récemment, <strong>El</strong>khol et Wallin (2002) 52 ont démontré que la participation budgétaire joue<br />

trois principaux rôles dans les organisations:<br />

• elle assure l'adéquation des planifications aux résultats espérés;<br />

- 13 -


Diversité et performance de la participation budgétaire : cas des entreprises au Maroc ______________________________________________________________<br />

• elle fournit des motivations non monétaires aux individus, c'est-à-dire que les personnes<br />

impliquées dans l'élaboration de leurs propres objectifs budgétaires sont les plus capables de<br />

les réaliser ; et<br />

• elle permet aux subalternes de communiquer les informations locales aux supérieurs pour la<br />

bonne conception du budget.<br />

Nous pouvons donc formuler l’hypothèse suivante :<br />

Hypothèse H5 : La performance globale des entreprises est d’autant plus élevée que le processus<br />

budgétaire est participatif.<br />

2- Méthodologie de la recherche<br />

Le cadre méthodologique nous permettra de présenter les caractéristiques de l’échantillon<br />

(2.1) et les variables de l’étude (2.2).<br />

2.1- L’échantillon : Afin de mener notre étude, un questionnaire a été construit et adressé à des<br />

entreprises installées au Maroc. Les questionnaires ont été remplis par 18 directeurs financiers<br />

(29%), 23 contrôleurs de gestion (37%), 17 comptables (27%) et 4 autres types de responsables<br />

(6%). Notre échantillon se compose de 48 entreprises industrielles (77%), 6 entreprises du BTP<br />

(10%), 6 entreprises des services (10%) et 2 entreprises commerciales (3%). Concernant la taille,<br />

48% de cet échantillon est constitué des PME et 52% des entreprises de grande taille.<br />

2.2- Les variables de l’étude<br />

2.2.1- Les variables dépendantes<br />

2.2.1.1- La participation budgétaire (PART) : La variable « participation budgétaire » a été<br />

mesurée de différentes manières selon les travaux. Dans certaines études, elle représente une<br />

synthèse du degré d’influence que les managers pensent avoir sur la décision, de l’importance<br />

des explications qui leur sont fournies par leurs supérieurs hiérarchiques en cas de révision du<br />

budget et de la fréquence des discussions avec leurs managers au moment de la définition du<br />

budget (Nouri et Parker, 1998) 53 . Dans ce présent travail, nous allons retenir une vision plus large<br />

de la participation budgétaire. Nous avons choisi quatre items se référant à la participation d’un<br />

certain nombre d’échelons hiérarchiques dans l’élaboration des budgets : les opérationnels, les<br />

managers, le(s) contrôleur(s) de gestion décentralisé(s) et l’ensemble des subordonnés. Cinq<br />

modalités de réponse étaient proposées (de 1 :« participation très faible » à 5 : « participation très<br />

forte »). Plus le score global est élevé, plus le processus budgétaire est participatif et vice versa.<br />

2.2.1.2- Performance de la participation budgétaire (PERF) : Pour collecter les données sur la<br />

performance de la participation budgétaire, nous avons posé la question suivante: comment<br />

trouvez-vous la contribution de votre système de participation budgétaire dans l’amélioration des<br />

éléments suivants ? Trois dimensions de la performance ont été retenues et qui sont : la<br />

compétitivité (COMP), la rentabilité (RENT) et la productivité (PROD). Le répondant, pour chaque<br />

dimension de la performance, avait le choix entre 5 réponses : de « 1 : contribution très faible » à<br />

« 5 : contribution très forte ». Plus le score global est élevé, plus le système de participation<br />

budgétaire est performant et vice versa.<br />

2.2.2- Les variables indépendantes (les facteurs de contingence)<br />

2.2.2.1- La taille (TAIL) : Pour mesurer la taille des entreprises, trois types d’indicateurs ou<br />

paramètres sont généralement utilisés: le capital social, le chiffre d’affaires ou le nombre de<br />

- 14 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 <strong>09</strong>/<br />

salariés employés par l’entreprise. Dans le cadre de la présente étude, nous allons retenir le<br />

troisième indicateur pour des raisons de disponibilité de l’information concernant les effectifs.<br />

2.2.2.2- La stratégie (STRA) : Pour opérationnaliser la stratégie dans cette recherche, nous avons<br />

choisi la typologie proposée par Miles & Snow en 1978 54 . Cette typologie distingue entre 4<br />

comportements stratégiques : « les prospecteurs » qui luttent par l’innovation ; « les<br />

défenseurs » qui sont des entreprises championnes dans leurs secteurs et veillent à maintenir leur<br />

domaine d’excellence par le biais des coûts bas ; « les analystes » qui sont un hybride des deux<br />

précédents et « les réacteurs » qui suivent et copient sans vision stratégique claire.<br />

Sept items sont constitués pour l’identification des comportements stratégiques des<br />

entreprises étudiées. Chaque item est composé de deux stratégies opposées (défenderesses vs.<br />

Prospectrice). Ces items sont les suivants (voir tableau 1) 55 .<br />

Le répondant était amené à identifier sur une échelle de Lickert à six points (allant de 0 à 5) le<br />

chiffre correspondant le plus fidèlement à l’orientation stratégique de l’entreprise. Plus le résultat<br />

global est élevé, plus le caractère proactif de l’organisation est proéminent et vice versa.<br />

2.2.2.3- La décentralisation de la structure organisationnelle (DECN) : Nous avons mesuré le<br />

degré de décentralisation organisationnelle par le biais de l’évaluation de la décentralisation du<br />

système de prise de décision qui peut être déclinée selon deux dimensions (Kalika, 1987) 56 : la<br />

décentralisation verticale et la décentralisation horizontale.<br />

La décentralisation verticale permet de localiser le niveau auquel se prennent les décisions.<br />

Le degré de la décentralisation verticale est mesuré en demandant de préciser le niveau<br />

hiérarchique auquel se prennent cinq types de décisions: « recrutement/licenciement » ;<br />

« lancement d’un nouveau produit » ; « choix des fournisseurs/clients » ; « fixation des prix de<br />

vente » et « réorganisation des opérations opérationnelles ». Par la suite, une cote est affectée à<br />

chaque niveau hiérarchique : « 1 : la direction générale et plus», « 2 : les responsables<br />

fonctionnels » et « 3 : les responsables opérationnels ». Plus le score global est élevé, plus la<br />

décentralisation verticale est forte et inversement.<br />

La décentralisation horizontale se rapporte à la participation des différents responsables de<br />

l'entreprise à la prise de décision. Une échelle de Lickert à cinq points permet aux répondants<br />

d’indiquer dans quelle mesure ils sont d'accord (allant de « 1 : pas du tout d’accord » à « 5 : tout à<br />

fait d’accord) avec chacune des affirmations suivantes 57 : « vous participez à la prise de toutes les<br />

décisions, y compris les décisions mineures, car vous considérez que tout doit être contrôlé »,<br />

« vous ne prenez de décisions importantes qu'après avoir consulté vos collaborateurs », « vos<br />

collaborateurs vous consultent toujours avant la mise en application des décisions qu'ils prennent »<br />

et « vous laissez vos collaborateurs prendre seuls les décisions qui relèvent de leur domaine de<br />

responsabilités ». Un score élevé sur l'ensemble des échelles indique que le degré de<br />

décentralisation horizontale de la prise de décision est élevé et vice versa.<br />

Au final, le degré de décentralisation structurelle est déterminé en agrégeant les scores<br />

obtenus sur l'ensemble des échelles mesurant le degré de décentralisation verticale et horizontale de<br />

la prise de décision. Un score global faible représente une structure plutôt centralisée, alors qu'un<br />

score élevé matérialise une structure plutôt décentralisée.<br />

2.2.2.4- L’incertitude environnementale (INCR) : Pour évaluer l’incertitude environnementale<br />

dans laquelle évoluent les entreprises étudiées, il a été demandé aux répondants d’exprimer leur<br />

degré d’accord sur différents items mesurés sur une échelle à supports sémantiques à cinq points.<br />

Ces items sont les suivants : « dynamisme de l’environnement économique » ; « dynamisme de<br />

l’environnement technologique » ; « prévisibilité de l’activité des concurrents sur le marché » ;<br />

« prévisibilité des goûts et des préférences des clients » et « révision des politiques marketings ».<br />

- 15 -


Diversité et performance de la participation budgétaire : cas des entreprises au Maroc ______________________________________________________________<br />

Pour les deux premiers items, le répondant avait le choix entre 5 réponses (allant de « 1 : très<br />

stable » à « 5 : très dynamique »). Pour les items n°3 et n°4, il y avait aussi 5 réponses (allant de<br />

« 1 : facilement prévisible » à « 5 : totalement imprévisible »). Enfin pour le dernier item, le<br />

répondant avait également 5 choix de réponses (allant de « 1 : très rarement » à « 5 : très<br />

souvent »). Plus le score global est élevé, plus l’environnement est incertain et dynamique et vice<br />

versa.<br />

3- Résultats et discussion<br />

Dans un premier temps, nous présentons les résultats relatifs à la diversité des pratiques relatives à<br />

la participation budgétaire ainsi que son explication (3.1). Dans un second temps, nous mettons en<br />

évidence la performance de la participation budgétaire en fonction de sa diversité (3.2).<br />

3.1- Essai d’explication de la diversité des pratiques relatives à la participation budgétaire<br />

Pour montrer la diversité des pratiques relatives à la participation budgétaire dans les<br />

entreprises enquêtées, nous avons utilisé l’analyse classificatoire. <strong>El</strong>le permet de regrouper les<br />

pratiques similaires. <strong>El</strong>le nécessite de choisir un algorithme de classification, c’est-à-dire de savoir<br />

la procédure adéquate pour regrouper convenablement des objets distincts dans des classes. Dans<br />

cette recherche, notre partition a été réalisée par la classification hiérarchique. Le critère<br />

d’agrégation que nous avons choisi est l’algorithme de Ward qui a pour but de minimiser la<br />

variance interne de chaque classe et maximiser la variance entre classes. Les résultats de nos<br />

analyses peuvent se présenter ainsi (voir tableau 2 et graphe 1).<br />

Dans le groupe 1, on trouve les entreprises qui adoptent un processus budgétaire fortement<br />

participatif (PART forte). Il contient plus de 16% de l’échantillon. Le groupe 2 se caractérise par<br />

une participation budgétaire moyenne. Ce style budgétaire est adopté par plus de 37% des<br />

entreprises enquêtées. Dans le groupe 3, le processus budgétaire est non participatif (PART faible).<br />

Il est adopté par 46,8% de l’échantillon.<br />

Pour expliquer cette diversité, nous avons choisi quatre facteurs de contingence. Le tableau<br />

ci-après (voir tableau 3) résume les principaux résultats relatifs à la corrélation linéaire de Pearson<br />

entre la variables relative à la participation budgétaire et celles qui concernent les facteurs de<br />

contingence.<br />

La taille (TAIL) n’a pas un effet significatif sur la participation budgétaire (PART). La<br />

corrélation entre ces deux variables est non significative. L’hypothèse H1 n’est pas donc validée<br />

par nos analyses. Ce résultat se retrouve également entre la PART et la décentralisation<br />

organisationnelle, ce qui rejette l’hypothèse H3. Par contre, les corrélations entre la PART et la<br />

STRA (r=0,25 ; p=0,048) d’une part et entre la PARB et l’INCR (r=0,293 ; p=0,021) d’autre part<br />

sont positives et significatives. Donc, l’hypothèse H2 et l’hypothèse H4 sont validées. En bref, la<br />

construction budgétaire est plus participative chez les entreprises prospectrices et les entreprises<br />

évoluant dans un environnement incertain. Ce type de participation permet de faire face à ce type<br />

d’environnement auquel affrontent généralement les entreprises prospectrices.<br />

3.2- Performance de la participation budgétaire : Le tableau 4 et le graphe 2 ci-après résument<br />

les moyennes relatives à la performance, et ses trois dimensions, de la participation budgétaire en<br />

fonction de sa diversité.<br />

Les résultats de nos analyses montrent que les processus budgétaires les plus participatifs<br />

sont les plus performants. Les entreprises étudiées ont intérêt, pour améliorer leur performance, à<br />

miser sur une participation budgétaire forte. Pour confirmer ou infirmer statistiquement ce résultat,<br />

nous allons utiliser la corrélation linéaire de Pearson. Le tableau 5 résume les résultats de cette<br />

corrélation linéaire.<br />

- 16 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 <strong>09</strong>/<br />

La PART est positivement et significativement corrélée avec la performance (r=0,389 ;<br />

p


Diversité et performance de la participation budgétaire : cas des entreprises au Maroc ______________________________________________________________<br />

Tableau 2. Les principales catégories de styles relatifs à la participation budgétaire<br />

Groupe Caractéristiques Moyenne du<br />

groupe<br />

Moyenne<br />

générale<br />

%<br />

d’entreprises<br />

GROUPE 1 Participation budgétaire forte 14,60<br />

16,1%<br />

GROUPE 2 Participation budgétaire moyenne 12,17 11,21 37,1%<br />

GROUPE 3 Participation budgétaire faible <strong>09</strong>,28 46,8%<br />

Total 100%<br />

Source : notre enquête<br />

Graphe 1. Catégories d’entreprises en fonction du degré de la participation budgétaire<br />

Source : notre enquête<br />

Tableau 3. Corrélation de Pearson entre la variable relative à la participation budgétaire et les facteurs de<br />

contingence<br />

TAIL STRA DECN INCR<br />

PART 0,173<br />

(NS)<br />

0,253<br />

(p=048)<br />

NS : Non Significatif<br />

0,101<br />

(NS)<br />

0,293<br />

(p=0,021)<br />

Tableau 4. Moyennes relatives de la performance, et ses trois dimensions, de la participation budgétaire<br />

PART très forte PART moyenne PART faible<br />

COMP 3,80 3,78 3,28<br />

RENT 3,60 3,65 3,28<br />

PROD 3,80 3,65 3,34<br />

PERF 11,20 11,<strong>09</strong> 9,90<br />

Graphe 2. Performances moyennes de la participation budgétaire en fonction de sa diversité<br />

- 18 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 <strong>09</strong>/<br />

Tableau 5. Corrélation linéaire de Pearson entre la PART et sa performance<br />

N=62 COMP RENT PROD PERF<br />

PART 0,397* 0,319** 0,319** 0,389*<br />

* Significatif au seuil de 1% ** Significatif au seuil de 5%<br />

Références :<br />

1 L’étude empirique de cette recherche a été réalisée dans le cadre d’une thèse de doctorat à la faculté de Rabat-Agdal<br />

au Maroc. À cet égard, nous remercions le professeur ELKETTANI O. et le professeur SBIHI M.R. pour leur<br />

encadrement et leur soutien.<br />

2- Jordan H. (1998), Planification et contrôle de gestion en France en 1998, Cahier de recherche HEC.<br />

3 - Bouquin H. (2006), Le contrôle de gestion : contrôle de gestion, contrôle d’entreprise et gouvernance,<br />

Paris : Presses Universitaires de France, 7 ème édition.<br />

4 - Shields J.F. et Shields M.D. (1998), Antecedents of participative budgeting, Accounting, Organizations<br />

and Society, Vol. 23, n°1, p. 49-76.<br />

5 - Shields J.F. et Shields M.D. (1998), op. Cit.<br />

6 - Dunk A. S. (1993), The Effect of Budgetary Emphasis and Information Asymmetry on The Relation<br />

between Budgetary Participation and Slack, The Accounting Review, Vol. 68, p. 400-410.<br />

7 - Shields J.F. et Shields M.D. (1998), op. Cit.<br />

8 - Kenis I. (1979), Effects of budgetary goal characteristics on managerial attitudes and performance, The<br />

Accounting Review, Vol. 54, n° 4, October, p. 707-721.<br />

9 - Mintzberg H. (1994), Grandeur et décadence de la planification stratégique, éd. Dunod.<br />

10 - Sponem S. (2002), L’explication de la diversité des pratiques budgétaires : une approche contingente,<br />

Actes du 23ème Congrès de l’Association Française de Comptabilité, Toulouse, Mai.<br />

11 - Donaldson L. (1996), The normal science of structural contingency theory, in Handook of<br />

organizational theory, ed. Clegg S.R., Hardy C. & Nord W.R., p.57-76.<br />

12 - Covaleski M.A, Dirsmith M.W., Samuel S. (1996), Managerial accounting research: the contributions<br />

of organizational and sociological theories, Journal of Management Accounting Research, 8, p. 1-35.<br />

13 - Pariente P. (1999), Les approches contingentes en contrôle de gestion, in Faire de la recherche en<br />

contrôle de gestion, coord. Dupuy, J., Vuibert, Fnege.<br />

14 - Chiapello E. (1996), Les typologies des modes de contrôle et leurs facteurs de contingence : un essai<br />

d'organisation de la littérature, Comptabilité, Contrôle, Audit, tome 2, Vol. 2, septembre, p. 51-74.<br />

15 - Fisher J.G. (1998), Contingency theory, management control systems and firm outcomes: past results<br />

and future directions, Behavioural Research in Accounting, 10, Supplement, p. 47-64.<br />

16 - Dupuy Y. (1999), Vingt ans de recherche française sur le contrôle comptable des performances,<br />

Comptabilité, Contrôle, Audit, Les vingt ans de l’AFC, mai, p. 35-44.<br />

17 - Chenhall R.H. (2003), Management control systems design within its organizational context; findings<br />

from contingency-based research and directions for the future, Accounting, Organizations and Society, 2-3,<br />

p. 127-163.<br />

18 - Chapman C.S. (1997), Reflections on a contingent view of accounting, Accounting, Organizations and<br />

Society, 22, p. 189 – 205.<br />

19 - Kalika M. (1986), Structures d'entreprises, Économica<br />

20 - Chenhall R.H. (2003), op. Cit.<br />

21 - Kalika M. (1987), Structures d’entreprises, réalités, déterminants, performances, Economica.<br />

22 - Jorissen A., Devinck S. et A.Vanstraelen (1997), Planning and control: are these necessary tools for<br />

success? Empirical results of survey and case research on small and medium-sized enterprises compared<br />

with research on large enterprises, Congrès de l’IAAER, Paris.<br />

23 - Bescos P-L., Cauvin E., Langevin P., et Mendoza C. (2004), Critiques du budget : une approche<br />

contingente, Comptabilité, Contrôle, Audit, Tome 10, Vol. 1, juin, p. 165-185.<br />

24 - Merchant K. (1981), The design of the corporate budgeting system: influences on managerial behavior<br />

and performance, The Accounting Review, 4, p. 813-829.<br />

25 - Merchant K. (1984), Influences on departmental budgeting: an empirical examination of a contingency<br />

model, Accounting, Organizations and Society, 9, 4, p. 291-307.<br />

26 - Bouquin H. (1999), Contrôle et stratégie, in B. Collasse (coord.), Encyclopédie de Comptabilité<br />

Contrôle Audit, Economica.<br />

27 - Simons R. (1987), Accounting control systems and business strategy: an empirical analysis,<br />

Accounting, Organizations and Society, Vol. 12, p. 357-374.<br />

28 - Bouquin H. (1999), op. cit.<br />

29 - Langfield-Smith K. (1997), Management control systems and strategy: a critical review, Accounting,<br />

Organizations and Society, Vol.22, n°2, p. 207-232.<br />

- 19 -


Diversité et performance de la participation budgétaire : cas des entreprises au Maroc ______________________________________________________________<br />

30 - Simons R. (1990), The role of management control systems in creating competitive advantage: new<br />

perspectives, Accounting, Organizations and Society, Vol. 15, n°1/2, p. 127-143.<br />

31 - Sponem S. (2002), op. cit.<br />

32 - Chenhall R.H. (2003), op. Cit.<br />

33 - Chapman C.S. (1997), op. cit.<br />

34 - Bruns W. J., Waterhouse J.H. (1975), Budgetary control and organization structure, Journal of<br />

accounting research, Vol.13, n°2, autumn, p. 177-203.<br />

35 - Merchant K. (1981), op. cit.<br />

36 - Sponem S. (2002), op. cit.<br />

37 - Chapman C.S. (1997), op. cit.<br />

38 - Fisher J.G. (1998), op.cit.<br />

39 - Hartmann F. (2000), The appropriateness of RAPM: towards the further development of theory,<br />

Accounting, Organizations and Society, Vol. 25, n°4-5, p. 451-482.<br />

40 - Ezzamel M. (1990), The impact of environmental uncertainty, managerial autonomy and size on budget<br />

characteristics, Management Accounting Research, 1, p. 181-197.<br />

41 - Govindarajan V. (1986), Impact of Participation in the Budgetary Process on Managerial<br />

Attitudes and Performance: Universalistic and Contingency Perspectives, Decision Sciences, Vol. 17, p.<br />

496-516.<br />

42 - Sponem S. (2002), op. cit.<br />

43 - Argyris C. (1952), The impact of budgets on people, New York: School of Business and Public<br />

Administration, Cornell <strong>University</strong>.<br />

44 - Hofstede G. (1967), The game of budget control, London, Tavistock. (Traduction française: Contrôle<br />

budgétaire, les règles du jeu, Paris, éd. Hommes et Techniques, 1977).<br />

45 - Nouri H. et Parker R. J. (1998),The relationship between budget participation and job performance: the<br />

role of budget adequacy and organizational commitment, Accounting, Organizations and Society, Vol.23,<br />

n°5/6, p.467-483<br />

46 - Argyris C. (1952), op. cit.<br />

47 - Merchant K. (1981), op. cit.<br />

48 - Brownell P. (1982), The role of accounting data in performance evaluation, budgetary participation, and<br />

organizational effectiveness, Journal of Accounting Research, Vol. 20, n° 1, Spring, p. 12-27.<br />

49 - Stedry A.C. (1960), Budget control and cost behavior, Prentice-Hall, Englewood Cliffs, N.J.<br />

50 - Milani K. (1975), The relationship of participation in budget-setting to industrial supervisor<br />

performance and attitudes: a field study, The Accounting Review, Vol. 50, n° 2, April, p. 274-284.<br />

51 - Kenis I. (1979), op. Cit.<br />

52 - <strong>El</strong>khol. B.G. et Wallin. J, (2002), Is the annual budget really dead? The European Accounting Review,<br />

Vol.9, n°4, p. 519-539.<br />

53 - Nouri H. et Parker R. J. (1998), op. cit.<br />

54 - Miles R.E., Snow C.C. (1978), Organizational Strategy, Structure and Process, McGraw Hill, New<br />

York.<br />

55 - Ces items sont fortement inspirés de Mouline J.P. (2000), La PME familiale française et son orientation<br />

stratégique: une étude exploratoire, Cahier de recherche n° 2000-01, GREFIGE, Université Nancy 2;<br />

56 - Kalika M. (1987), op. cit.<br />

57 - Ces items sont largement inspirés de Germain C. (2004), La contingence des systèmes de mesure de la<br />

performance : les résultats d’une recherche empirique sur le secteur des PME, Revue Finance Contrôle<br />

Stratégie, Vol.7, mars, p.33-52.<br />

- 20 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

Determinants of Savings : An Empirical Evidence<br />

from African Countries, 1990-1999<br />

Salih Mustafa Ahmed Mualley<br />

The Academy of Islamic Fiqh – sudan<br />

Abstract :This study examined from an empirical point of view the response of domestic savings<br />

in a set of African countries to per capita income, commercial banks’ interest rate, and the age<br />

dependency ratio. For this purpose ordinary least squares technique is applied to a cross-section<br />

data on domestic savings, income, commercial banks’ interest rate, and age dependency ratio taken<br />

from African countries for the period (1990-1999). The results suggest that African savings are<br />

elastic to income only.<br />

Key Words : Determinants, Savings, Empirical, AfricanCountries.<br />

1. Introduction<br />

Conventional economic theory suggests that the mobilisation of domestic and foreign savings<br />

is important for accelerating economic growth. The problem of this study is to answer the question<br />

that, how to mobilize the African savings, and its importance appear from the importance of<br />

savings for investment and economic growth. Many economists regarded income, the rate of<br />

interest, and the age dependency ratio as important determinates of savings. Almost all economists,<br />

notably Burrows and Theodor (1974), Samuelson (1976), Leavačic (1976), Noel (1980), and<br />

Harvey (1977, 1985), seem to have believed that there exists a positive relationship between<br />

savings and income level. Some controversy, however, has surrounded the effect of the rate of<br />

interest on savings. While some economists suggest a positive relationship between savings and the<br />

deposit rate of interest, others reject this thesis at both the theoretical and empirical levels. Also it is<br />

believed that since older people as well as children are usually classified as non-productive<br />

members of the society, the increase in their numbers relative to the productive members of the<br />

society, a ratio which is referred to as the age dependency ratio, will more likely lead to a reduction<br />

in savings.<br />

This paper is an attempt to examine from an empirical point of view the determinants of<br />

savings in Africa. For this purpose, Ordinary Least Squares regression technique is applied to a<br />

cross-section data taken for the period (1990-1999) to estimate a relationship between savings on<br />

the one hand and its hypothesized determinants, namely income, commercial banks deposit rate,<br />

and the age dependency ratio, on the other hand for a set of African countries. The results reveal<br />

that, over this period of time, African domestic savings are elastic only to income.<br />

-21-


Determina of Savings : An Empirical Evidence from African Countries, 1990-1999<br />

____________________________________________<br />

The rest of this paper is organized as follows. Section (2) reviews the literature, while section<br />

(3) outlines the empirical model, data and methodology. Section (4) reports the empirical results<br />

while section (5) provides some concluding remarks.<br />

2. Literature review :<br />

The importance of savings for investment and economic growth has received a considerable<br />

attention in growth theory . According to Todaro (1977) one of the principal ‘tricks’ of<br />

development necessary for any take-off is the mobilisation of domestic and foreign savings in order<br />

to generate sufficient investment to accelerate economic growth. This thesis is captured by<br />

different growth models . Every economy must save a certain proportion of its national income if<br />

only to replace worn out or impaired capital goods.<br />

Thus, according to the famous Harrod–Domar equation the rate of growth of GNP is<br />

determined jointly by the national saving ratio, and the national capital output ratio. More<br />

specifically, the growth rate of national income is positively related to the savings ratio and<br />

inversely related to the economy’s capital output ratio. The economic logic of this thesis is that in<br />

order to grow, economies must save and invest a certain proportion of their GNP. The more they<br />

can save, and therefore invest, the faster they can grow. The actual rate at which they can grow for<br />

any level of saving and investment depends on how productive that investment is. The ‘Tricks’ of<br />

economic growth and development, therefore, are simply a matter of increasing savings and<br />

investment. According to this theory the main obstacle to development was the relatively low level<br />

of new capital formation or investment in most poor countries. If a country wanted to grow and if it<br />

could not generate savings and investment, then it could seek to fill this ‘savings gap’ either<br />

through foreign aid or private foreign investment.<br />

The neoclassical growth models such as that of Solow (1956) suggest that an increase in the<br />

savings rate generates higher growth only in the short-run, during the transition between steadystates.<br />

The long-run equilibrium rate of growth is exclusively a function of technical progress and<br />

growth of labor force, both assumed to be exogenous. An important implication of the neoclassical<br />

economic growth theory is that changes in savings rates affect the level of output and not the longrun<br />

growth rate. An increase in savings increases the ratio of capital stock to the given labour<br />

supply and initially raises the growth rate of output per-capita (Bijan, 1999).<br />

“From macroeconomic theory perspective, if we assume a full employment economy, any<br />

amount of personal saving, ceteris paribus creates a gap in aggregate demand. This gap, unless met<br />

with an equal amount of real investment demand, will result in unemployment and could start a<br />

down ward chain reactions that lead to recessions. However, given the volatility of investment,<br />

-22-


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

there is always a mismatch between aggregate savings and aggregate investment in the market<br />

economies of the real world. This is the fundamental source of disequilibrium and trade cycles in<br />

the capitalist economy, and also the target of most of the macroeconomic policies. Thus, in a full<br />

employment capitalist economy, personal saving, taken on its own, is always problematic as<br />

Keynes, J.M., has shown. Furthermore, there is no necessary theoretical relationship between real<br />

investment and personal domestic savings. What is needed is surplus income, but this surplus<br />

needn’t be saved by individuals before it is used to finance real investment.” (Braima 1995).<br />

According to Burrows and Theodor (1974), “Consumers can allocate their disposable income<br />

to expenditure on goods and services or to savings". The simplest form of the hypothesis is that the<br />

level of consumption planned by consumers depends on the level of their disposable income. The<br />

level of consumption and saving planned by consumers must add up to the level of income.<br />

Consequently, if consumption varies with the level of income, so must saving. Accordingly, the<br />

savings function takes the form:<br />

S = S(y) , 0 < S'(y) < 1<br />

Samuelson (1976) argued that “An individual may wish to save for a great variety of reasons:<br />

to provide for his old age or for a future expenditure … thrift may simply be a habit". He also<br />

argued that "An important use of after-tax income is saving for the future rather than consuming<br />

now … it is a matter of common observation that rich men save more than poor men, not only in<br />

absolute amounts but also in percentage amounts. The very poor are unable to save at all. Instead<br />

they ‘dissave’…. Thus, income is a prime determinant of saving”. A similar argument was<br />

advanced by Leavačic (1976), Noel (1980) and Harvey (1977, 1985).<br />

In addition to income, savings are also positively related to the interest rate (Burrows and<br />

Theodor ,1974). Along the same lines, Todaro (1977) argued that “Monetary savings can simply be<br />

stored for future use, but in most cases their ‘real’ value will probably decline due to inflation.<br />

Alternatively, savings can be deposited in a bank to earn interest, so that their real value may<br />

increase to the extent that the interest rate paid by the bank exceeds the rate of inflation”. In<br />

contrast, Leavačic (1976) argued that the rate of interest is not an important determinant of<br />

savings.<br />

According to Harvey (1977, 1985) the standard macroeconomics theory for industrial<br />

countries assumed that investment and demand for money vary inversely with interest rate.<br />

However, this theory is irrelevant for Africa, because there are insignificant bond markets, and the<br />

money supply is uncontrolled by the central bank.<br />

-23-


Determina of Savings : An Empirical Evidence from African Countries, 1990-1999<br />

____________________________________________<br />

Dornbusch and Fisher (1978) argue that “The life-cycle theory points to a number of<br />

unexpected factors affecting the savings rate of the economy; for instance, the age structure of the<br />

population is, in principle, an important determinant of consumption and saving behavior”. They<br />

argue that people will save while working, and then dissave to finance spending in their retirement.<br />

If population and (GNP) were constant through time, each individual would go through the life<br />

cycle of saving and dissaving. At any time, in equilibrium, savings of working people would be<br />

exactly matched by the dissaving of retired people. However if population is growing there would<br />

be more young people than old. In that case, there would result more saving in total than dissaving<br />

and there would be net savings in the economy.<br />

Todaro (1977) argued that “A Major implication of the high LDCs birth rates is that the<br />

proportion of children under the age of 15 is almost half of the total population while in the<br />

developed countries the ratio is approximately quarter of the total population. On the other hand the<br />

proportion of the older people over the age of 65 is much greater in the developed nations. Older<br />

people as well as children are often referred to as economic dependency burden in the sense that<br />

they are non-productive members of the society”.<br />

“Almost all economists seem to have believed that the rate of population growth reduced the<br />

rate of income growth per head, and that it was a threat to there being any growth at all, at least in<br />

the most densely populated countries. That it was supposed to be such a threat is a little surprising<br />

in view of the fact that it was wrongly thought that the average rate of growth in the densely<br />

populated countries was quite low… population growth would reduce the growth rate of income<br />

itself, for two reasons. First, the faster the population grows the higher is the dependency ratio,<br />

which, it was argued, would reduce savings. Second, growing numbers imply a diversion of<br />

investment to education, housing, and urban construction, and these forms of investment are<br />

supposedly less productive”. (Little 1982).<br />

At the empirical level, Surjeit (1977) examined the effect of income sources and investment<br />

opportunities on the saving behavior of farm households in India by relating savings to the<br />

agricultural and non-agricultural components of income. He observed that the “marginal propensity<br />

to save out of non-agricultural incomes was higher than that of saving out of agricultural income.<br />

This is due to the fact that farm household income in India is a larger transitory component of<br />

income. On the relationship between saving and investment opportunities the empirical results<br />

indicated that ceteris paribus, investment opportunities increase savings, for the subsistence group<br />

of households , while they have a negative effect on savings of the non-subsistence group”.<br />

Using an aggregate saving equation of the Keynesian type as used by Fry (1978), Giovannini<br />

(1983) estimated the interest elasticity of saving using cross-section data for Burma, India, Korea,<br />

-24-


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

Malaysia, Philippines, Singapore, and Taiwan, over different periods of time. His results suggest<br />

that “there exists evidence against the hypothesis that savings respond positively to the rate of<br />

interest in LDCs”.<br />

Mejía and Ortega (1998) examined the determinants of private savings in Colombia with a<br />

view to explain the decline of the private saving rate in the 1990s, the consumption boom,<br />

corporate behavior, and tax increase. Their results revealed “that the recent decline of private<br />

saving was not associated with the significant increases in the share of private consumption in<br />

GNP. The empirical evidence indicated that permanent income is the only variable capturing the<br />

"euphoria" factor attributed to the structural reforms undertaken during the 1990s and that total<br />

private saving is not determined by corporate behavior. Furthermore, tax increase can not entirely<br />

explain the recent collapse of the private saving rate”.<br />

Brooks (2003) used a multi regional over-lapping generation model with perfect capital<br />

mobility to simulate the general equilibrium effects of projected population trends on international<br />

capital flows. He found that the “retirement saving by aging baby boomers will raise the supply of<br />

capital substantially above investment in both European union and North America… Africa will<br />

remain dependent on foreign capital for the foreseeable future because of continued high<br />

population growth”.<br />

Using Granger-Causality test, Emmanuel and Ahmad (2001) examined the causality between<br />

economic growth and the growth rate of domestic savings for Congo, Côte d'Iviore, Ghana,<br />

Nigeria, Kenya, South Africa, and Zambia. The empirical results indicate that for Ghana, Kenya,<br />

Nigeria and Zambia, economic growth Granger causes growth of domestic saving. This result is<br />

consistent with the results found by Abdalla (2002) for the case of Sudan (1971-1994), Kher Allah<br />

(2002) for the case of Tanzania (1973-1994) and Awad Allah (2002) for the case of Kenya (1972-<br />

1995). For the case of Congo, the result indicated that growth of domestic savings Granger causes<br />

economic growth. For the case of South Africa and Côte d'Iviore, the results revealed the<br />

existence of two way causality. This is consistent with the results reported by Omer (2002) for the<br />

case of Nigeria (1973-1994), and Abu Baker (2002) for the case of South Africa (1973-1995).<br />

As noted earlier, the purpose of this paper is to examine from an empirical point of view the<br />

determinants of savings for a set of African countries (as listed in Table A.1 of the appendices). For<br />

this purpose, the next section outlines the empirical model and the methodology adopted in the<br />

analysis.<br />

3. The Empirical Model and Methodology :<br />

-25-


Determina of Savings : An Empirical Evidence from African Countries, 1990-1999<br />

____________________________________________<br />

Based on the literature reviewed in the previous section, it may be argued that saving is a<br />

function of income, commercial banks deposit rate, and the age dependency ratio. Thus the savings<br />

function may be written in the general form given by:<br />

S = S(y, r, D) S 1 , S 2 > 0 , S 3 < 0 (1)<br />

Where :<br />

S<br />

y<br />

r<br />

: gross domestic savings.<br />

: real per capita gross domestic product.<br />

: commercial banks’ deposit rate.<br />

D : age dependency ratio.<br />

Based on economic theory, this model suggests that gross domestic savings is positively<br />

related to income (real per capita GDP) and commercial banks’ deposit rate, and negatively related<br />

to the age dependency ratio.<br />

Having specified the theoretical relationship between saving and its determinants, we now<br />

outline the methodology adopted in examining this relationship from an empirical point of view.<br />

Data for the purpose of the analysis are compiled for 35 African Countries from World Bank<br />

Africa’s Development Indicators (2001), and are reported in Table A.1 of the Appendices. Note<br />

that some countries have been excluded due to lack of data. The data on gross domestic savings (S t )<br />

and real gross domestic product (Y t ) covered the period (1990-1999). Data on Commercial banks<br />

deposit rate (r t ) covered the period (1990-1998), while data on age dependency ratio is obtained for<br />

the year 1998. According to World Bank (2001) data on gross domestic savings (S t ) were<br />

calculated by deducting total consumption from gross domestic product in current prices. The data<br />

on real gross domestic product (Y) were calculated without making deductions for depreciation of<br />

‘manmade’ assets or the depletion and degradation of natural resources, and regardless of the<br />

allocation to domestic and foreign claims .Data on commercial banks’ deposit rate (r) were<br />

calculated as the rate paid to depositors on time savings and demand deposits by deposit money<br />

banks and similar financial institutions. Finally , data on age dependency ratio (D t ) is calculated as<br />

the ratio of dependents (population under age 15 and above age 65) to working age population<br />

(those aged 15 to 64).<br />

For our purposes, annual averages for 10 years are calculated from the cross- section data on<br />

both (S) and (y), and for 9 years for the deposit rate (r). Ordinary least squares (OLS) method is<br />

-26-


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

adopted to the data in Table A.1 of the Appendices to estimate the model in equation (1). In the<br />

next section we report the empirical results.<br />

4. The Empirical Results :<br />

In this section we report the empirical results. To measure the degree and direction of<br />

the linear association between domestic savings and its determinants, Person’s correlation<br />

coefficients were calculated as reported in table (1), where figures inside the brackets are the<br />

t-ratios of the estimated coefficients.<br />

These correlation results reveal that African domestic savings are positively correlated with<br />

income and negatively with commercial banks deposit rate and the age dependency ratio. However,<br />

while the correlation coefficient with respect to income is significant at 1% level , the other<br />

coefficients are not statistically significant.<br />

Applying OLS technique to a log-linear form of equation (1) we obtained the results<br />

reported in table (2), where figures inside the brackets are the t-ratios of the estimated elasticities .<br />

It is clear from these results that all equations are significant at the 0.01 level as<br />

indicated by the value of their F-ratios. The results also suggest that on average over 40% of the<br />

variations in savings are explained by the explanatory variables. Moreover, in line with the<br />

correlation results, the elasticity of savings with respect to real per capita income turned out to be<br />

the only significant parameter. Furthermore, in all equations the constant term and the coefficient<br />

of real per capita income turned out to have the signs as postulated by economic theory. Equation<br />

(4) is the most significant equation as indicated by the value of F-ratio. The remained un explained<br />

variations in African savings may be attributed to the heavy tax burden, or to the African<br />

population behavior , and the age distribution .<br />

All in all , these results strongly support the theoretical argument which identified income as<br />

an important determinant of savings (Burrows and Theodor 1974, Samuelson 1976, Leavačic<br />

1976, Noel 1980, and Harvey 1977, 1985), while they reject the existence of a relationship<br />

between savings, interest rate (Leavačic 1976 and Giovannini, 1983), and dependency ratio in<br />

LDCs.<br />

5. Conclusion<br />

This study examined the response of domestic savings in a set of African countries to its most<br />

important determinants, namely income, commercial banks’ interest rate, and the age dependency<br />

ratio. For this purpose Ordinary Least Squares regression technique is applied to cross-section data<br />

-27-


Determina of Savings : An Empirical Evidence from African Countries, 1990-1999<br />

____________________________________________<br />

taken for a set of African countries over the period (1990-1999). The empirical results suggest that<br />

African domestic savings are elastic only to income. Based on this, it may be argued that the<br />

mobilisation of domestic savings for the acceleration of economic growth and development,<br />

African countries should focus more on policies that increase incomes and reduce unnecessary<br />

spending.<br />

Table (1) : Pearson’s Correlation Coefficients of Dependent Variable with Explanatory Variables<br />

Explanatory Variables<br />

y<br />

r<br />

Correlation<br />

Coefficient<br />

t α/2,n-2<br />

0.01 0.050<br />

0.607<br />

(5.52) 2.75 2.042<br />

-0.039<br />

(-.224) 2.75 2.042<br />

-0.318<br />

D<br />

(-1.659) 2.75 2.042<br />

Source: own calculations based on data of table (A.1) of the appendices .<br />

Equ.<br />

No.<br />

Const.<br />

Table( 2) : Regression Results<br />

Estimated <strong>El</strong>asticities<br />

F(v 1 ,v 2 )<br />

ln y ln r ln D R 2 R -2 0.01 0.05<br />

F<br />

1.<br />

-1.9 0.62 -0.06<br />

(-1.852) (3.683) (-.368)<br />

2.<br />

-2.005 0.64 -.052<br />

(-2.259) (4.743) (-.385) -<br />

3.<br />

-1.9 0.62<br />

(-1.872) (3.733) -<br />

4.<br />

-1.995 0..64<br />

(-2.28) (4.8) - -<br />

Source : Own calculations .<br />

-0.04<br />

(-.251)<br />

-0.04<br />

(-.244)<br />

0.42 0.36 7.33 4.5 2.92<br />

0.41 0.38 11.3 5.39 2.92<br />

0.41 0.38 11.2 5.39 2.92<br />

0.41 0..39 23.04 7.56 5.39<br />

Appendices<br />

Table (A.1)<br />

Annual Average, Gross domestic Savings, Real Gross Domestic Product,<br />

Commercial Banks interest Rate, and Age Dependency Ratio for Africa<br />

(1) (2) (3) (4)<br />

-28-


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث – عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

No<br />

Country<br />

Annual average<br />

gross domestic<br />

savings (1990-1999)<br />

Annual average per<br />

Capita real GDP<br />

(1990-1999)<br />

Million US$,<br />

const. 1995 prices<br />

Annual average<br />

commercial bank<br />

interest rate (%)<br />

1990-1998<br />

Age dependency<br />

ratio<br />

1998<br />

1 Angola 24.86 536.50 3.77 1.00<br />

2 Benin 7.39 370.53 .280 .800<br />

3 Botswana 33.68 2015.64 1.14 .800<br />

4 Burkina faso 8.53 243.85 .280 .900<br />

5 Cameroon 18.94 652.02 .750 .800<br />

6 Cape Verde 2.51 1263.85 .490 .900<br />

…/…<br />

…/<br />

7<br />

Central African<br />

Republic<br />

3.15 336.18 .750 .900<br />

8<br />

Congo. Republic<br />

of<br />

37.20 976.17 .750 .900<br />

9 Cote d’lvoire 17.47 770.10 .280 .800<br />

10<br />

Eguatorial<br />

Guinea<br />

17.79 590.38 .750 .900<br />

11 Ethiopia 4.89 102.45 .880 .800<br />

12 Gabon 41.72 4502.67 .750 .800<br />

13 Gambia. The 4.89 356.74 1.40 .900<br />

14 Chana 8.06 379.24 2.65 .900<br />

15 Guinea 14.12 567.93 1.55 .900<br />

16 Guinea-Bissau 1.20 220.95 3.31 .900<br />

17 Kenya 13.42 339.32 .890 .800<br />

18 Madagascar 4.00 244.98 1.91 .900<br />

19 Malawi 2.98 148.00 2.29 1.00<br />

20 Mali 7.74 257.48 0.28 1.00<br />

21 Mauritania 7.73 457.57 .170 .900<br />

22 Mauritius 24.01 3492.74 1.19 .500<br />

23 Namibia 9.36 2054.80 1.12 .800<br />

24 Niger 2.76 256.51 0.28 1.00<br />

25 Nigeria 24.27 237.03 1.51 .900<br />

26 Senegal 10.10 553.89 .280 .900<br />

27 Sierra Leone 1.17 240.37 2.57 .900<br />

28 South Africa 17.62 3910.03 1.60 .600<br />

29 Swaziland 21.66 1415.73 1.11 .800<br />

30 Tanzania 1.79 182.38 0.60 .900<br />

31 Togo 7.30 327.92 .280 1.00<br />

32 Uganda 3.76 296.02 1.96 1.00<br />

33 Zambia 6.05 419.53 3.18 .330<br />

34 Zimbabwe 23.50 742.82 2.55 .800<br />

35<br />

Egypt, Arab<br />

Republic<br />

13.37 1038.91 1.25 0.70<br />

Sources : Columns (1), (2), (3) : Own calculations based on data from World Bank, Africa’s Development Indicators<br />

(2001) ; Column (4) : World Bank, Africa’s Development Indicators (2001).<br />

References:<br />

1. Abd Allah, A.A. (2002) : “Causality between Domestic Savings and Economic Growth: An Empirical Analysis for<br />

Sudan (1971-1994)”, unpublished M.Sc. Dissertation, Department of Economics, <strong>University</strong> of Gezira, Wad<br />

Medani, Sudan.<br />

-29-


Determina of Savings : An Empirical Evidence from African Countries, 1990-1999<br />

____________________________________________<br />

2. Abu Baker, R.A. (2002) : “Causality between Domestic Savings and Economic Growth: The Case of South Africa<br />

(1973-1995)”, unpublished M.Sc. Dissertation, Department of Economics, <strong>University</strong> of Gezira, Wad Medani,<br />

Sudan.<br />

3. Awad Alla, W.M.M.(2002) : “Causality between Domestic Saving and Economic Growth :The Case of Kenya<br />

(1972-1995)”, unpublished M.Sc. Dissertation, Department of Economics, <strong>University</strong> of Gezira, Wad Medani,<br />

Sudan.<br />

4. Biraima, M. E. (1995) : “ Personal Saving in the Balance of Mind and Transfer” Alt’aseel Journal, Vol. 3., pp. 14-49.<br />

5. Brooks, R. “Population Aging and Global Capital Flows in A Parallel Universe”, IMF staff papers. Vol. 50, No.2<br />

(2003), accessed on line at www.imf. Org/external/ns/search.aspx, on April, 2005.<br />

6. Burrows, P. and Theodor, H. (1974): Macro Economic Theory : A Mathematical Introduction, (John Wily and<br />

Sons Ltd, New York, 2 ed Edition).<br />

7. Dornbusch, R. and S. Fisher (1987) : Macro Economics (Mc-Graw–Hill, New York, 5 th Edition).<br />

8. Emmanuel. A, and Y. Ahmad (2001) : “Causal Relationship between Domestic Savings and Economic Growth:<br />

Evidence from Seven African Countries”, African Development review, vol. 13 , pp. 238-275.<br />

9. Gioannini, A. (1983) : ”Saving and Real Interest Rate in LDCs”, Journal of Development Economics, Vol. 18, pp,<br />

197 – 217.<br />

10. Harvey, Ch. (1977, 1985) : Macro Economics in Africa (Macmillan Press Ltd, London, 4 th Edition).<br />

11. Leavčic, R. (1976): Macro Economics: The Static and Dynamic Analysis of a Monetary Economy (Macmillan<br />

Press Ltd., London, 2 ed Edition).<br />

12. Little, I.M.D. (1982) : Economic Development: Theory, Policy, and International Relations (Twentieth Century<br />

Fund, Inc, New York, USA, 1 st Edition.,<br />

13. Kher Alla, A.M.A. (2002) : “Causality between Domestic Savings and Economic Growth: The Case of Tanzania<br />

(1973-1994), unpublished M.Sc. Dissertation, Department of Economics, <strong>University</strong> of Gezira,Wad Medani,<br />

Sudan.<br />

14. Mejía, A. L. and Ortaga, J. R. (1998) : “Private Saving in Colombia”, Proceeding of a Conference on ‘Saving in<br />

the World: Puzzles and Policies’, World Bank, Washington, D.C.<br />

15. Noel, T.P (1980) : Macro Economics : Theory and Performance (E.T.A Publications Ltd, Dublin, Ireland).<br />

16. Omer, N.A.M. (2002) : “Causality between Domestic Savings and Economic Growth: The Case of Nigeria (1973-<br />

1994)”, unpublished M.Sc Dissertation, Department of Economics, <strong>University</strong> of Gezira, Wad Medani, Sudan.<br />

17. Samuelson, P. (1976) : Economics (McGraw – Hill ,10 th Edition).<br />

18. Surjit, S. B. (1977) : “The Role of Source of Income and Investment Opportunities in Rural Savings ”, Journal of<br />

Development Economics, Vol. 5, No. 3, pp. 259 – 284.<br />

19. Todaro, M. P. (1977) : Economics for a Developing World : An Introduction to Principles, Problems and Policies<br />

for Development (Longman Group Limited, London, 2 ed Edition).<br />

20. World Bank (2001) : African Development Indicators, Washington , D.C.<br />

-30-


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

2011<br />

اليوم الدراسي حول أزمة السيولة النقدية في الجزائر،‏ المنعقد بجامعة ورقلة بتاريخ 13<br />

أفريل<br />

Abdelghani LAIDOUNI<br />

Expert en banques<br />

المنظم من طرف مخبر الجامعة،‏ المؤسسة والتنمية المحلية المستدامة (LUEDLD)<br />

: مداخلة بعنوان<br />

PAS "D’ARGENT LIQUIDE"<br />

DANS LE SYSTEME BANCAIRE ET POSTAL EN ALGERIE<br />

Je remercie les organisateurs d’avoir initié cette conférence en raison de la gravité et de<br />

l’urgence du moment. Je remercie également les responsables locaux (particulièrement Mr le Wali)<br />

pour l’avoir rehaussée de sa présence, ainsi que le quotidien « Echourouk » pour avoir rapporté<br />

l’information.<br />

Il était temps que les universitaires entre en action pour d’abord tirer la sonnette d’alarme<br />

mais aussi, tenter d’apporter des solutions qui pourront venir en aide aux responsables chargés de<br />

gérer la monnaie dans sa globalité.<br />

Pour comprendre la gravité de la situation de notre monnaie, il faut avoir quelques notions<br />

de base en économie monétaire. Il n’est pas nécessaire pour cela de faire référence à quelque<br />

ouvrage que ce soit.<br />

Si aucune décision rapide mais mûrement réfléchie n’est prise, un avenir économique<br />

morose mais également des tensions sociales sont à prévoir. Il faut arrêter "ces cessations de<br />

paiement" au public qui s’apparentent à une faillite.<br />

L’économie marche avec de l’argent comme un véhicule marche avec du carburant, une<br />

plante avec de la sève et un organisme humain ou animal avec du sang.<br />

- Un véhicule dont le circuit ne laisse pas bien passer l’essence, a des ratés.<br />

- Une plante mal arrosée se fane.<br />

- Un manque de sang chez l’homme ou l’animal le rend malade.<br />

- C’est pareil pour l’économie avec un manque d’argent.<br />

Avant de nous étendre sur les causes, les conséquences et la solution que nous préconisons<br />

à moyen terme ainsi que la solution à long terme, une précision est nécessaire.<br />

Lorsque l’on utilise le terme de "liquidité" dans cette conférence et pour faciliter<br />

l’explication il faut la comprendre dans le langage populaire et non économique ou comptable.<br />

La "liquidité" ou trésorerie en comptabilité est incluse globalement dans l’actif du bilan au<br />

niveau des postes de disponibilités diminués des dettes<br />

La "liquidité" en économie englobe toute la monnaie : fiduciaire mais aussi scripturale dans<br />

son ensemble y compris la quasi monnaie, (sans cette dernière elle devient la disponibilité<br />

monétaire). Dans cette vision la liquidité existe bel et bien dans les banques et la poste (Ainsi<br />

comprise, il n’y a pas de manque).<br />

- 31 -


PAS "D’ARGENT LIQUIDE" DANS LE SYSTEME BANCAIRE ET POSTAL EN ALGERIE ______________________________________________<br />

La "liquidité" en langage populaire en Algérie ne comprend que le billet de banque car le<br />

plus connu et le plus prisé par la population qui n’utilise souvent que le cash avec ce mode de<br />

paiement pour tous ses achats.<br />

A l’instar de la monnaie d’autrefois celle d’aujourd’hui ne repose plus que sur la confiance<br />

et rien d’autre. En faite, elle n’est qu’une façade. Mal utilisée, elle devient source de conflits<br />

sociaux car elle est garantie par les pouvoirs publics qui imposent son cours forcé mais aussi<br />

libératoire.<br />

Où se trouve sa valeur ? Que peut elle provoquer ? Quelles influences économiques,<br />

sociales ?<br />

Nous allons donc donner un petit historique rapide de la monnaie pour comprendre ce<br />

qu’elle vaut comme<br />

- Valeur faciale ou réelle,<br />

- Valeur marchande ou théorique sur les marchés monétaires et financiers<br />

Définir et connaître les implications des termes suivants :<br />

- Epargne ; - Inflation ; - Déflation ; - Récession ; - Thésaurisation ; - et méthodes de régulation de<br />

la monnaie par la Banque Centrale pour comprendre la gravité dans laquelle notre monnaie risque<br />

de nous mener si nous ne la soignons pas correctement et vite.<br />

(Certaines familles n’ayant pu retirer leur salaire depuis plusieurs mois, ont été obligées de<br />

mettre en gage, voire de vendre leurs bijoux pour recevoir en échange des billets de banque<br />

nécessaires à leur subsistance.)<br />

Histoire synoptique de la monnaie :<br />

Au fur et à mesure de l’évolution de l’homme, celui-ci a éprouvé la nécessité d’échanger<br />

avec son voisin ce qu’il possédait, contre un autre bien ou service qu’il avait besoin. C’était<br />

l’époque du troc (qui n’a pas tout à fait disparu encore à notre époque). Ces échanges de biens dont<br />

chacun était d’une valeur différente, n’avaient pas pour principe d’être une valeur de compte.<br />

L’échange se faisait suivant le besoin de chacun qui avait sa propre estimation de la valeur des<br />

marchandises échangées.<br />

Les besoins grandissants, il devenait impératif d’avoir une uniformité dans les prix des bien<br />

et services et instaurer un "montant" à convenir pour chacun d’eux. C’est ainsi que la première<br />

monnaie qui avait toujours sa valeur réelle, est utilisée aussi comme valeur de compte. Dans notre<br />

région le sel était la monnaie de compte, ailleurs c’était les peaux etc. C’était toujours l’époque du<br />

troc mais avec une marchandise réelle qui servait aussi de prix.<br />

Les besoins évoluant sans cesse, le sel devenait trop encombrant pour pouvoir acheter de<br />

trop grosse quantité de marchandises. Imaginez l’achat d’un troupeau de chameaux ce qu’il<br />

pourrait en coûter en quantité de sel.<br />

Les métaux précieux (l’or et l’argent) firent alors leur apparition. Une petite quantité d’or<br />

permettait d’acheter beaucoup. L’or servait à acheter gros et chère et l’argent servait à acheter peu.<br />

Exemple pour acheter une aiguille à coudre, un gramme d’or serait trop chère par contre un<br />

gramme d’argent serait la monnaie qu’il faut. Pour comparer avec notre époque, l’or servait comme<br />

billet de banque, et l’argent comme monnaie divisionnaire ou pièces métalliques.<br />

A partir de cet instant, avec ce nouveau type de monnaie qui était aussi une marchandise et<br />

avait donc une valeur réelle, des spécialités firent leur apparition. "Tout ce qui brille n’est pas or ".<br />

Il n’était pas donné à tout le monde de reconnaître l’or. Des personnes mal intentionnées<br />

falsifiaient des métaux spéciaux pour en faire une ressemblance parfaite avec l’or.<br />

Les trafiquants en monnaie sont nés. Les contre trafiquants aussi sont nés. Certains notables<br />

remplacés par la suite par des groupements ou communes et ensuite l’Etat entreprirent la décision<br />

- 32 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

de mettre l’or en forme de pièces et d’y poinçonner leur sceaux, pour garantir le poids et aussi<br />

l’originalité de la pièce d’or ou d’argent. Les commerçants en y voyant les sceaux pouvaient avoir<br />

confiance en cette pièce qui était devenu la monnaie officielle. C’était et ça l’est toujours, une<br />

valeur marchandise ou réelle mais aussi valeur de compte ou de mesure et de réserve ce qui n’était<br />

pas possible avec le troc.<br />

En raison de risque possible et autres considérations, l’Etat décida d’être la seule autorisée à<br />

faire la frappe des pièces d’or et d’argent à travers ses comptoirs dans son territoire de compétence.<br />

Ce droit "régalien" ou privilège est toujours d’actualité à ce jour dans tous les pays du monde. C’est<br />

ainsi que les premières pièces de monnaies sont nées vers 650 ans avant J.C autour de la mer Égée<br />

(Mer méditerrané entre la Grèce et la Turquie).<br />

Les besoins de l’homme continuaient d’augmenter et les pièces devenaient trop lourdes et<br />

encombrantes pour acheter de trop grandes quantités de marchandise. Imaginez à cette époque<br />

l’achat de plusieurs bateaux payables uniquement en pièces d’or dont le poids serait de plusieurs<br />

quintaux. Aussi les détenteurs de ces pièces d’or les déposaient dans ces comptoirs en échange de<br />

plusieurs reçus dont l’ensemble représentait la totalité du dépôt en poids. Le déposant recevait en<br />

échange des reçus pour des pièces pesant un gramme d’or, des reçus de 10 gr, de 20 gr, de 100 g<br />

etc. en fonction des besoins de chacun (Ces pièces ne s’appelaient pas en poids d’or mais en unité<br />

monétaire liée au poids, exemple pour la France : l’écu d’or, le louis d’or etc.). Munis de ces reçus<br />

les personnes achetaient en échangeant leur reçu contre les marchandises. Celui qui avait un reçu<br />

devenait propriétaire de l’or déposé. L’Etat devenait le seul à émettre ces reçus qui ont pris<br />

actuellement la forme des billets de banque en raison de sa haute technique de fabrication pour<br />

contrer les faussaires. Tant que le nombre de reçu correspondait à la quantité d’or déposé tout allait<br />

pour le mieux.<br />

L’économie grandissant l’ensemble de l’or ne suffisait plus à financer toute l’activité de<br />

l’homme. L’Etat dû se résigner à faire du crédit pour mettre à la disposition plus de monnaie en<br />

émettant plus de reçu que la quantité d’or en dépôt. Ces reçus ou billets de banque actuels ont donc<br />

comme contre partie :<br />

- l’or<br />

- le crédit à l’économie<br />

- les avances au trésor.<br />

- les avoirs internes et externes chez la Banque Centrale en valeurs étrangères<br />

(Or, devises, valeurs financières ou produits de bourse)<br />

Cette nouvelle monnaie (le billet de banque) comme nous le voyons ci-dessus n’est plus garantie<br />

que par l’or. Il devenait donc impossible de rembourser tout le monde en pièce d’or quiconque<br />

détiendrait un billet de banque. C’est ainsi que tous les Etats décidèrent un à un de son cours forcé<br />

et libératoire.<br />

(Les États Unis d’Amérique n’ont pris cette décision qu’à partir du 15 Août 1971). Le<br />

billet de banque n’était plus échangé contre de l’or et était devenu un moyen de paiement<br />

obligatoire avec une valeur faciale imposée. Nul n’avait le droit de refuser ce mode de paiement ou<br />

de contester le montant inscrit sur le billet.<br />

La croissance économique continuait d’augmenter de plus en plus forte et ceci de manière<br />

exponentielle. Le billet de banque disparaît progressivement en faveur d’une autre monnaie plus<br />

adaptée à la nouvelle situation. Il s’agit de la monnaie scripturale où monnaie écriture.<br />

Tous les types de monnaie évoquée ci-dessus sont toujours tous d’actualité. Ils sont<br />

seulement utilisés à des taux différents les uns par rapport aux autres. L’économie contemporaine<br />

l’a exigé ainsi.<br />

Par exemple la monnaie scripturale est utilisée dans les pays dits développés à plus de 90 %<br />

par rapport à l’ensemble des moyens de paiement légales. C’est une norme nécessaire pour une<br />

bonne irrigation économique. Si à mon sens, en Algérie nous obtenons une norme d’au moins 75 %<br />

en monnaie scripturale nous sortons de ce début de crise.<br />

- 33 -


PAS "D’ARGENT LIQUIDE" DANS LE SYSTEME BANCAIRE ET POSTAL EN ALGERIE ______________________________________________<br />

Pourquoi parler de crise ? La monnaie peut elle en être capable ? Oui, malheureusement.<br />

Ce n’est pas pour rien que l’État s’est doté d’une institution pour la cadrer. <strong>El</strong>le lui a conféré<br />

l’Autorité Monétaire.<br />

Cette monnaie peut être épargnée (Iddikhar). Cette épargne peut être utilisée par les<br />

banques commerciales pour être prêtée selon les besoins de l’économie (les crédits) sous la<br />

surveillance de cette Autorité qui régule la masse des crédits à travers des règlements appelés : les<br />

règles prudentielles. <strong>El</strong>le intervient pour éviter l’inflation négative créer par ce crédit* qui elle<br />

(l’inflation) tue l’épargne. En effet l’inflation oblige les gens à retirer leur épargne pour investir<br />

vers des valeurs refuges (l’or, les biens immobiliers etc.)<br />

* (Voir explication sur le livre " guide " intitulé « LA BANQUE » du même auteur)<br />

Il ne faudrait pas non plus créer la déflation comme il risque de se produire actuellement chez nous.<br />

Cette déflation est un manque de moyens de paiement par rapport aux besoins de l’activité<br />

économique. Lorsqu’il y a des produits sur le marché et qu’il n’y a pas d’argent pour les acheter,<br />

les commerçants (producteurs, artisans, grossistes etc.) devant la baisse de leur activité, débauchent<br />

leur personnel et certains même seront obligés de fermer pour arrêter des charges qui deviennent<br />

supérieures à leurs recettes. La récession s’installe avec toutes les conséquences que l’on sait.<br />

L’économie est mal irriguée. Il y a donc un manque de sang (attention à l’anémie)<br />

De l’avis de la majorité des économistes : l’inflation même non contrôlée est moins grave que la<br />

déflation.<br />

Les solutions envisagées doivent être en sorte que ne soit pas encouragé la thésaurisation.<br />

Ce terme économique fait peur aux Pouvoirs Publics. Dans l’immédiat il fait fonction de<br />

destruction monétaire, ce qui oblige l’État à émettre encore plus de monnaie pour garder la<br />

relation : PIB/masse monétaire constante (chère aux économistes contemporains et avec laquelle je<br />

ne partage pas cette manière de voir la valeur fictive de la monnaie).<br />

<strong>El</strong>le (la thésaurisation) est apte à alimenter le marché parallèle, mais surtout elle est capable<br />

de prendre momentanément la place de l’Autorité Monétaire en régulant à sa manière le marché.<br />

<strong>El</strong>le peut devenir une cause de l’inflation mais aussi de déflation par blocage de la monnaie (car en<br />

dehors du circuit bancaire et financier) si elle est trop importante.<br />

La Banque Centrale sait ce qu’elle a émis en billet de banque et ce qui se trouve dans le<br />

circuit bancaire et financier. La différence est donc thésaurisée. Sa variation permet de connaître<br />

son rôle et son importance dans l’économie nationale mais aussi si la politique économique (et non<br />

monétaire) va dans le bon sens c’est à dire dans l’investissement productif ou alimenter encore plus<br />

le marché parallèle.<br />

Pour écourter cette intervention je ne vais pas entrer dans l’explication de la valeur faciale<br />

et de la valeur marchande du billet ainsi que du rôle de régulateur du marché de l’argent par la<br />

Banque Centrale.<br />

Ces explications se trouvent dans le guide "LA BANQUE".<br />

La production du billet de banque est réalisée par l’imprimerie de l’Autorité Monétaire.<br />

Cette imprimerie, ce ne sont que des machines qui ne peuvent pas aller au delà de leur capacité de<br />

production.<br />

Les besoins monétaires du pays augmentant sans cesse et de manière exponentielle de plus en<br />

plus forte. Les moyens de paiement qui sont utilisé "surtout par les ménages" mais aussi par les<br />

"trabendistes" ne sont plus que de ce type, car la confiance du billet n’étant pas encore tout à fait<br />

érodé comme pour le chèque et autres outils de la monnaie scripturale. Il va sans dire que la<br />

Banque Centrale ne peut plus satisfaire tout le monde avec ce type de monnaie qui coûte très chère<br />

(à fabriquer, à compter avec le risque d’erreur, à transporter, à trier, à vérifier, à comptabiliser sur<br />

des livres spéciaux, à stocker avec le prix de sa sécurité, à perforer les billets fautés ou mauvais et à<br />

- 34 -


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2011 / <strong>09</strong><br />

incinérer, sans compter la masse de microbes qu’elle peut transporter durant son cycle) à moins<br />

d’augmenter la valeur faciale de la coupure. Cette solution d’urgence qui a déjà été prise, ne doit<br />

surtout pas être la plus privilégiée (il ne s’agit que d’un sérum d’urgence et non d’un soin). <strong>El</strong>le ne<br />

doit servir que pour ajouter un délai supplémentaire très court pour oublier légèrement la crise.<br />

Durant ce délai replacer un système de confiance du chèque dans un premier temps ainsi que les<br />

autres outils de la monnaie scripturale tel que le virement, la lettre de change les accréditifs etc.<br />

L’effet psychologique d’une augmentation de la coupure d’une monnaie peut amener à une<br />

inflation par la ruée :<br />

- vers l’achat de cette nouvelle coupure (qui ira renforcer la Thésaurisation)<br />

- vers l’achat des valeurs de refuges (l’or, les terrains…)<br />

Ce mouvement possible de semi panique "camouflé", entraînera certainement une<br />

augmentation des prix. Peu ou pas de pays, surtout pas pour ceux qui ont leurs monnaies servant de<br />

paiements internationaux n’envisagent de mettre sur le marché des grosses coupures pour une<br />

multitude de raisons que nous laisserons volontairement sans réponse pour ne pas sortir du sujet.<br />

Pour en venir aux solutions d’urgences, du court terme mais aussi du moyen et du long<br />

terme, il est su et connu de tous qu’il faut absolument et ceci immédiatement trouver le meilleur<br />

moyen d’amener tous les opérateurs à utiliser la monnaie scripturale.<br />

Faut-il imposer une loi ? Surtout pas. Tout le système ne repose plus que sur la confiance.<br />

Il faut donc mettre les gens en confiance. Pour cela il ne faut surtout pas utiliser<br />

- la manière forte (imposer)<br />

- la sanction<br />

- ou la sensibilisation (bavardage stérile)<br />

Nous parlons d’un sentiment très fragile (la confiance). Il faut laisser venir les gens<br />

doucement et de leur propre gré sans les bousculer.<br />

Obliger certains établissements (Sonelgaz, l’eau, la poste etc.) à accepter la monnaie<br />

scripturale par la mise en place de machines ou autre système électronique pour le paiement de leur<br />

facture ou l’acceptation de chèque CCP serait une possible solution à court terme dans l’immédiat.<br />

Seulement ces établissements sont eux aussi tenus à une gestion de leurs charges. Est ce que<br />

ce nouvel investissement va améliorer leur rentabilité financière ? Ils devront faire face à de<br />

nouvelles charges (entretien et réparation des machines etc.) A moins que cet investissement et son<br />

entretien soient pris en charge par le secteur bancaire.<br />

La solution à moyen terme est bien le chèque. Le problème c’est que peu de personne n’a<br />

confiance en ce moyen. Pour la bonne raison est qu’il est long, compliqué et surtout pas sûr. Trop<br />

d’impayés et bien souvent sans avoir encore à ce jour (depuis plusieurs mois voire années) reçu<br />

leur argent ont marqué les esprits. Il faudra donc mettre en place un chèque à l’observation de tout<br />

le monde et qui a la particularité de ne revenir jamais mais vraiment jamais impayé quelque soit les<br />

circonstances. Cette catégorie de chèque existe actuellement mais est trop lourd en procédure et<br />

trop chère. Son avantage est qu’il ne revient jamais impayé. Il s’appelle " Le chèque de banque",<br />

mal connu par le grand public, seul certains spécialistes ne l’utilisent qu’uniquement dans des<br />

opérations de paiement bien précis, car il coûte chère.<br />

C’est dans cet esprit qu’il y a lieu d’émettre une nouvelle catégorie de chèques qui soit bien<br />

différenciés des autres pour qu’il soit facilement reconnaissable par tous. Par exemple lui choisir<br />

une couleur vive et frappante facilement reconnaissable de loin (exemple le rouge vif). Cette<br />

nouvelle catégorie de chèques ne doit surtout pas revenir impayée.<br />

Les banques prennent l’entière responsabilité de le payer et ceci quelque soit la situation du<br />

compte. <strong>El</strong>les prennent cette entière responsabilité et tout à leur charge quant à l’issue du<br />

règlement.<br />

- 35 -


PAS "D’ARGENT LIQUIDE" DANS LE SYSTEME BANCAIRE ET POSTAL EN ALGERIE ______________________________________________<br />

Pour protéger les banques il lui sera donné la liberté de choisir à qui elle voudra remettre les<br />

carnets de ces nouveaux chèques.<br />

Le carnet peut ne contenir qu’un seul chèque si elle veut travailler au coup par coup (pour<br />

voir au début) mais il peut aussi en contenir 10. La banque seul décidera à qui et combien de ces<br />

chèques spéciaux elle remettra. <strong>El</strong>le pourrait très bien remettre 1 ou plusieurs chèques à n’importe<br />

quel client même inconnu à condition qu’elle remplisse elle-même le montant des chèques (comme<br />

pour le "chèque de banque") suivant le désir du client comme s’il s’agissait de lui remettre des<br />

billets de banque et ceci dans la limite de la provision qui existe et qu’elle prendra soin de débiter<br />

tout de suite les chèques qu’elle aura préalablement remplis (Le chèque est un instrument de<br />

paiement à vue).<br />

Dans un premier temps elle pourra remettre des carnets de chèques en toute confiance aux<br />

entreprises étatiques sous la garantie du Trésor qui sera tenu de payer si l’entreprise fait défaut.<br />

Quitte à ce que le gestionnaire de cette entreprise défaillante soit sanctionné par un règlement<br />

intérieur.<br />

La banque connaît très bien les bons payeurs et heureusement ils en existent et ce, parmi de<br />

grosses entreprises privées algériennes. Bien entendu les anciens chèques doivent continuer à<br />

circuler. Ceci jusqu’à la maîtrise total de ce nouveau système de paiement qui deviendra routinier.<br />

Ainsi tout le monde reprendra, de son propre gré sans en être imposé, confiance à nouveau de ces<br />

chèques qui ne reviennent plus jamais impayés (Mine de rien, mais les gens s’informent et<br />

observent tout). La banque ainsi responsabilisée se verra par elle-même, sans qu’elle y soit forcée,<br />

obligée d’étudier minutieusement chaque client. <strong>El</strong>le pourra toujours avoir recours à la justice pour<br />

se faire rembourser au cas où elle se serait trompée sur un client et à qui elle aura remis<br />

volontairement ou par erreur un chèque non rempli préalablement.<br />

Ça fait partie des risques du métier qu’elle doit entièrement assumer.<br />

Avec cette nouvelle vision de circulation du chèque une multitude de scénarios est possible<br />

(même les illettrés, les sans domicile fixe, les passagers inconnus du banquier y trouveront leur<br />

compte)<br />

Pour assurer une réussite total, il serait judicieux de mettre en place un observatoire pour<br />

suivre et cadrer pas à pas ce nouveau système avec un délégué au niveau de chaque Wilaya qui<br />

aura la possibilité d’intervenir immédiatement. Cet observatoire où ne seront désignées que les<br />

véritables compétences, sera dissout dès la reprise total de la confiance aux outils de la monnaie<br />

scripturale. Cette nouvelle institution de l’État doit être indépendante des banques et reliée<br />

provisoirement à la Présidence qui recevra chaque mois un rapport détaillé de l’évolution de cette<br />

monnaie avec éventuellement toute proposition nouvelle.<br />

Dans un second temps et avant d’être dépassé par les autres pays qui imposeront<br />

inéluctablement leur système, il y a lieu pour le long terme de penser à la mise en place de la<br />

monnaie numérique.<br />

C’est possible de la préparer tout de suite pour les 5 prochaines années et uniquement avec<br />

des algériens pour ce qui est de la technologie mais aussi pour ce qui est de sa gestion rigoureuse<br />

pour éviter les dérapages. L’importation des techniques nous impose des obligations pas toujours<br />

en notre faveur.<br />

« On sait quand commence une guerre mais jamais quand elle se termine. »<br />

- 36 -


Périodique académique arbitrée, Annuel<br />

Spécialisée dans la recherche appliquée des sciences économiques<br />

et commerciales et sciences de gestion<br />

Edité par l’université KASDI MERBAH <strong>Ouargla</strong> – ALGERIE<br />

N° : <strong>09</strong> – 2011<br />

Systèmes de contrôle de gestion et performance : essai de modélisation, Khalifa<br />

AHSINA<br />

Diversité et performance de la participation budgétaire : cas des entreprises au<br />

Maroc, Azzouz ELHAMMA<br />

Determinants of Savings: An Empirical Evidence from African Countries, 1990-<br />

1999, Salih Mustafa Ahmed Mualley<br />

PAS "D’ARGENT LIQUIDE" DANS LE SYSTEME BANCAIRE ET POSTAL<br />

EN ALGERIE, Abdelghani LAIDOUNI<br />

1‐10<br />

11‐20<br />

21‐30<br />

31‐36

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!