06.06.2014 Views

El-BAHITH REVIEW Number 05 _ University Of Ouargla Algeria

Annual refereed journal of applied reserch in economic, commercial and managment sciences

Annual refereed journal of applied reserch in economic, commercial and managment sciences

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>05</strong><br />

2007<br />

جملة الباحث<br />

REVUE DU CHERCHEUR<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

2002 1990<br />

Les Impacts Socioéconomiques du PNDA dans la vallée<br />

de Oued Righ<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

ISSN : 1112-3613<br />

2002 110<br />

http://www.ouargla-univ.dz/rc


REVUE DU CHERCHEUR ®<br />

تصدر عن كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية<br />

دورية أكاديمية محكمة،‏ سنوية،‏<br />

ورقلة<br />

قاصدي مرباح<br />

جامعة<br />

تهتم المجلة بنشر الأبحاث المتعلقة بالعلوم الاقتصادية والقانونية والسياسية<br />

الخامس<br />

العدد<br />

2007<br />

//<strong>05</strong>


مجلة الباحث - دورية علمية محكمة<br />

تصدر عن كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية - جامعة قاصدي مرباح ورقلة<br />

<br />

: مدير المجلة<br />

رئيس التحرير:‏<br />

: مسئول النشر<br />

أ.د/‏ خلفاوي فتحي ‏(رئيس الجامعة)‏<br />

أ.د/‏ بختي ابراهيم<br />

د/‏ قبي آدم<br />

الهيئة العلمية الإستشارية<br />

:<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

أ.د/‏ أقاسم قادة ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

أ.د/‏ سيرجيو برنسياري ‏(جامعة أنكونا إيطاليا)‏<br />

أ.د/‏ قدي عبد ايد ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

أ.د/‏ عماري عمار ‏(جامعة سطيف)‏<br />

أ.د/‏ رحال علي ‏(جامعة باتنة)‏<br />

أ.د/‏ بختي ابراهيم ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

أ.د/‏ براق محمد ‏(المدرسة العليا للتجارة)‏<br />

أ.د/‏ ناصر دادي عدون ‏(المدرسة العليا للتجارة)‏<br />

أ.د/‏ راتول محمد ‏(جامعة الشلف)‏<br />

أ.د/‏ زوينة ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

د/‏ بن قرينة محمد حمزة ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ قبي آدم ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ وصاف سعيدي ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ مداني بن بلغيث ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ قريشي يوسف ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ سملالي يحضيه ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ دي عيسى ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ صديقي مسعود ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ لعمى أحمد ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ سعود صالح ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

د/‏ بن بريكة عبد الوهاب ‏(جامعة بسكرة)‏<br />

د/شيخي محمد ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

معلومات الاتصال بالمجلة<br />

:<br />

السيد/‏ رئيس التحرير<br />

جامعة ورقلة،‏ طريق غرداية ورقلة<br />

موقع الإنترنت<br />

البريد الالكتروني<br />

30000<br />

http://www.ouargla-univ.dz/rc/ :<br />

rc@ouargla-univ.dz :


الة في النشر قواعد<br />

- 1<br />

الباحث،‏ مجلة علمية أكاديمية محكمة،‏ تم بالأبحاث والدراسات الأصلية،‏ التي لم<br />

علمي موثق.‏<br />

يتم نشرها سابقا ً،‏ و المعالجة بأسلوب<br />

- 2<br />

ترسل مادة النشر في شكل ملف مرفق عبر البريد الإلكتروني،‏ ويشترط أن تكون مكتوبة ببرنامج<br />

Microsoft<br />

Word بنسق .RTF<br />

‏(نوع الخط بالعربية<br />

،Traditional Arabic مقاسه :<br />

:<br />

14، أما اللغة الأجنبية فنوع الخط<br />

:<br />

،Times New Roman مقاسه :<br />

صفحة<br />

12)، المسافة تقدر ب<br />

0.8<br />

سم بين الأسطر،‏ ويراعى في حجم المقال كحد أقصى<br />

15<br />

-<br />

بما فيها المصادر،‏ الهوامش،‏ الجداول والرسوم التوضيحية<br />

-<br />

(IEEE)<br />

يزيد عن<br />

المفتاح<br />

سم.‏<br />

5<br />

ويشترط أن تكون المقالات مقدمة وفق المعيار<br />

تنسيق النص في عمودين،‏ ويجب أن ترقم الصفحات ترقيما ً متسلس ًلا ؛ ويرفق الباحث ملخصا ً عن البحث لا<br />

أسطر باللغة العربية ‏(نوع الخط<br />

،Traditional Arabic مقاسه :<br />

:<br />

(Mots clés)<br />

؛ بالنسبة لهوامش الصفحة من الأعلى والأسفل<br />

2.54<br />

14)، مع ضرورة الإشارة إلى الكلمات<br />

سم ومن اليمن<br />

1.5<br />

سم ومن اليسار<br />

2.5<br />

- 3<br />

- 4<br />

ترفق المادة المقدمة للنشر بنبذة عن الباحث متضمنة اسمه بالعربية وبالحروف اللاتينية مع عنوانه البريدي الكامل<br />

وعنوان بريده الإلكتروني،‏ وذكر أرقام الهاتف والفاكس ‏(إن أمكن)‏ على ورقة مستقلة ؛ وفي حالة وجود أكثر من<br />

باحث يتم مراسلة الاسم الذي يجب أن يرد أولا ً في ترتيب الأسماء.‏<br />

مادة النشر تكون موثقة كما يلي<br />

:<br />

-<br />

-<br />

- 5<br />

بالنسبة للكتب<br />

بالنسبة للمجلة<br />

:<br />

:<br />

- 6<br />

- 7<br />

- 8<br />

إسم المؤلف،‏ ‏"عنوان الكتاب"،‏ دار النشر ‏(الناشر)،‏ مكان النشر وسنة النشر،‏ رقم الصفحة.‏<br />

إسم المؤلف،‏ ‏"عنوان المقال"،‏ عنوان الة،‏ العدد،‏ مكان النشر وسنة النشر،‏ رقم الصفحة.‏<br />

توضع الإحالات والمراجع والمصادر والجداول في آخر المقال،‏ وترقم بالتسلسل حسب ظهورها في النص.‏<br />

يحق للمجلة ‏(إذا رأت ضرورة لذلك)‏ إجراء بعض التعديلات الشكلية على المادة المقدمة للنشر دون المساس<br />

بمضموا،‏ أما إذا رأت الة أو المحكم وجوب إجراء تعديلات جوهرية،‏ فإا تعيدها إلى صاحبها للقيام ذه التعديلات<br />

اللازمة.‏<br />

تعبر مضامين المواد المنشورة في الة عن آراء أصحاا،‏ ولا تمثل بالضرورة رأي الة.‏<br />

ترسل المواد وتوجه المراسلات إلى العنوان<br />

:<br />

-<br />

رئيس تحرير مجلة الباحث<br />

كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية - جامعة ورقلة<br />

يمكنم الإطلاع على قواعد النشر هذه ‏(ونسخة من مقال معياري<br />

: بموقع الة (IEEE<br />

http://www.ouargla-univ.dz/rc/


2007<br />

-<br />

- العدد <strong>05</strong><br />

<br />

مجلة<br />

محتويات المجلة<br />

المقالات :<br />

-<br />

رأس المال المخاطر بديل مستحدث لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

–<br />

د/‏ بريبش السعيد<br />

07<br />

-<br />

دور القطاع الفلاحي في تحقيق الأمن الغذائي في الوطن العربي - مبروكي الطاهر<br />

15<br />

-<br />

إدارة الجودة الشاملة و الأداء المتميز<br />

–<br />

أ/‏ بومدين يوسف<br />

27<br />

-<br />

أثر تحليل البيئة الخارجية والداخلية في صياغة الإستراتيجية - د/‏ الطيب داودي<br />

39<br />

-<br />

الجودة كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية الجزائرية - إلهام يحياوي<br />

45<br />

-<br />

أزمة العقار في الجزائر ودوره في تنمية الاستثمار الأجنبي - د/‏ بن حمودة محبوب<br />

-<br />

أ/‏ بن قانة اسماعيل<br />

61<br />

-<br />

تسيير الموارد المائية مع الأخذ بالعامل البيئي - د/‏ حمزة بن قرينة<br />

69<br />

-<br />

تقدير دوال العرض السياحي في الجزائر 2002-1990 - شعوبي محمود فوزي<br />

بختي ابراهيم -<br />

83<br />

-<br />

دور الدولة في حماية البيئة - د/‏ كمال رزيق<br />

95<br />

-<br />

أهمية تقييم المؤسسات في اتخاذ قرارات الاستثمار المالي - هواري سويسي<br />

107<br />

-<br />

واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر - أ/‏ بوشول فائزة،‏<br />

أ/‏ قطاف ليلي،‏<br />

د/‏ عماري عمار<br />

121<br />

-<br />

إعادة هندسة الأداء الجامعي<br />

:<br />

مقاربة معاصرة - د/‏ بوحنية قوي<br />

137<br />

-<br />

الجدل القائم حول الجدار الأمني العازل في فلسطين المحتلة - د/‏ العشاوي عبد العزيز<br />

147<br />

-<br />

علاقة القانون الدولي بالقانون الداخلي - أ/‏ حسينة شرون<br />

159<br />

-<br />

الجوانب القانونية لتأسيس البنوك الإسلامية<br />

–<br />

أ/‏ شعاشعية لخضر<br />

167<br />

-<br />

عقد البيع بالإيجار-‏ أ/‏ حمليل نوارة<br />

173<br />

- Les Impacts Socioéconomiques du PNDA dans la vallée de Oued Righ<br />

BENZIOUCHE Salah eddine 01


______________________________________________________<br />

رأس المال المخاطر بديل مستحدث لتمويل ا لمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر -<br />

ص.ص.‏ 14-7<br />

رأس المال المخاطر بديل مستحدث لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر<br />

دراسة حالة شركة<br />

SOFINANCE<br />

الدكتور:‏ بريبش السعيد<br />

جامعة باجي مختار<br />

– عنابة<br />

,<br />

،<br />

تمهيد :<br />

إذا كانت المشروعات الصغيرة و المتوسطة في الدول<br />

المتقدمة حضيت بالأولوية ضمن مختلف الإستراتيجيات<br />

المرصدة للتنمية قد تجاوزت الكثير من صعوبات تنميتها لا<br />

سيما تلك المتعلقة بالحصول على التمويل من عدة مصادر،‏<br />

وذلك بفضل تنويع الخدمات التمويلية المتاحة بالسوق<br />

التمويلية و ابتكار و استخدام تقنيات حديثة على مستوى<br />

البنوك بما يمكنها من التحكم في المخاطر و التكاليف و من ثم<br />

التوجه نحو خدمة هذا القطاع ، فان مثيلاا في الدول النامية<br />

عامة و الجزائر خاصة لازالت تواجه العديد من المشكلات ؛<br />

إذ تعتبر مشكلة التمويل من ابرز ما يعيق تطورها في مرحلة<br />

الانطلاق و التوسع ، و حيث أن اعتماد المؤسسة على أموالها<br />

الخاصة و الذاتية كمصدر تمويلي داخلي غالبا ما تكون غير<br />

كافية لتغطية مختلف احتياجاا عبر مراحل نشاطها خاصة<br />

المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية التجديدية و التوسعية،‏ فانه لا<br />

يكون أمامها إلا خيار اللجوء إلى التمويل الخارجي المتضمن<br />

تمويلا ماليا عن طريق السوق المالية الذي لا يحضى بأية ثقة<br />

رغم وجود مؤسساته المتخصصة التي يبقى نشاطها التمويلي<br />

ضعيفا،‏ أو تمويلا بنكيا عن طريق الوساطة البنكية الذي لا<br />

يزال يشكل المصدر الأكثر أهمية في الجزائر دون أن تتمكن<br />

المؤسسات التي تتقدم بطلب القروض البنكية من الحصول<br />

عليها بالشروط الملائمة،‏ نظرا لعدة عوامل متداخلة تجعل<br />

الاستفادة من التمويل المصرفي تتميز بالمحدودية؛ منها ما يخص<br />

البنوك فيما يتعلق بثقل عنصر الضمانات المطلوبة بمختلف<br />

أنواعها و ارتفاع تكلفة القروض التي لا تشجع على<br />

الاستثمار،‏ بالإضافة إلى تعقد و بطء إجراءات الحصول على<br />

القروض وغياب بنوك متخصصة،‏ فضلا على ضعف<br />

الكفاءات المهنية والافتقار إلى التقنيات الفعالة للتحكم في<br />

المخاطر بما يقلص من مجال اتخاذ قرار منح القروض ، و أخرى<br />

تخص المشروعات و ذلك فيما يتعلق بوضعها المالي و قدرا<br />

على التمويل الذاتي وقدرا على التسديد فضلا على عدم<br />

شفافية و مصداقية المعلومات المقدمة حول وضعها المالي فكل<br />

هذه العوامل من شاا أن تزيد من محدودية التمويل بالقروض<br />

المصرفية.‏<br />

و في ظل واقع التمويل المصرفي الذي يتميز بمحدودية<br />

الاستفادة منه و باعتبار مختلف الظروف المحيطة بما فيها<br />

التحولات العميقة التي يعرفها الاقتصاد الوطني نتيجة مختلف<br />

الضغوطات الداخلية و الخارجية،‏ المفروضة على المؤسسات<br />

واسدة في الاندماج الاقتصادي و التجاري العالمي.‏<br />

سنحاول من خلال هذه الورقة البحثية استعراض تقنية رأس<br />

المال المخاطر كبديل تمويلي مستحدث لنظام التمويل<br />

التقليدي ‏,موضحين إطارها المفاهيمي ‏,النشأة والأهداف<br />

‏,أنماط تمويلاا ‏,مزاياها وعيوا وأخيرا تجارب بعض الدول<br />

الرائدة في مجال التمويل برأس المال المخاطر وهو ما سيشكل<br />

محتوى المحور الأول<br />

أما في المحور الثاني فسنعرض حالة شركة رأس المال المخاطر<br />

SOFINANCE الجزائر.‏<br />

المحور الأول:التمويل بتقنية رأس المال المخاطر<br />

‎1‎‏-الإطار المفاهيمي ‏,النشأة والأهداف<br />

أ-مفهوم التمويل عن طريق شركات رأس المال المخاطر<br />

هي عبارة عن أسلوب أو تقنية لتمويل المشاريع<br />

الاستثمارية بواسطة شركات تدعى بشركات رأس المال<br />

المخاطر،‏ وهذه التقنية لا تقوم على تقديم النقد فحسب كما<br />

هو الحال في التمويل المصرفي بل تقوم على أساس المشاركة<br />

؛حيث يقوم المشارك بتمويل المشروع من دون ضمان العائد<br />

ولا مبلغه ‏,وبذلك فهو يخاطر بأمواله،‏ ولهذا نرى بأا تساعد<br />

أكثر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجديدة أو التوسعية التي<br />

تواجه صعوبات في هذا اال،‏ حيث أن النظام المصرفي يرفض<br />

منحها القروض نظرا لعدم توفر الضمانات.‏<br />

في هذه التقنية يتحمل المخاطر(المستثمر)‏ كليا أو جزئيا<br />

الخسارة في حالة فشل المشروع الممول.‏ ومن أجل التخفيف<br />

من حدة المخاطر فإن المخاطر لا يكتفي بتقديم النقد فحسب<br />

بل يساهم في إدارة المؤسسة بما يحقق تطورها ونجاحها.‏<br />

يضاف إلى ذلك كله أن دور شركات رأس المال المخاطر لا<br />

يقتصر على تمويل مرحلة الإنشاء فحسب بل يمتد أيضا إلى<br />

مرحلة التجديد,‏ وكذا تمويل التوسع والنمو وهو ما يقتضي<br />

تقديم مخطط تنمية من طرف المؤسسة<br />

هو كل<br />

كما عرفته الجمعية الأوروبية<br />

رأسمال يوظف بواسطة وسيط مالي متخصص في مشروعات<br />

:"<br />

.<br />

(1)<br />

EVCA*<br />

7


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

خاصة ذات مخاطر مرتفعة ، تتميز باحتمال نمو قوي لكنها لا<br />

تضمن في الحال يقينا بالحصول على دخل أو التأكد من<br />

استرداد رأس المال في التاريخ المحدد ‏(و ذلك هو مصدر<br />

المخاطر)‏ أملا في الحصول على فائض قيمة مرتفع في المستقبل<br />

البعيد نسبيا حال بيع حصة هذه المؤسسات بعد عدة<br />

(2)<br />

سنوات"‏<br />

الشكل<br />

–<br />

) :<br />

–<br />

ان معادلة هذه الشركات تقوم على تكنولوجيا متقدمة<br />

مخاطر كبيرة أرباح واعدة و من ثمة يلزم لنجاح هذه<br />

المؤسسات التحلي بالصبر لمدة ثلاث سنوات تقريبا لضمان<br />

أرباح كبيرة<br />

و هي تقوم على أساس المشاركة في الأرباح و الخسائر أي<br />

المشاركة في السراء و الضراء وهو ما يوضحه الشكل الموالي :<br />

(<br />

.<br />

: (01) :<br />

(3)<br />

مبدأ و أساس شركات رأس المال المخاطر<br />

المستثمر<br />

يقدم رؤوس أموال<br />

OCR<br />

المتعاملون في<br />

يأخذون مساهمات<br />

+ متابعة<br />

مؤسسات<br />

رأس المال<br />

المخاطر<br />

الأمل في مرد ودية<br />

عالية<br />

البحث عن القيمة<br />

المضافة<br />

.<br />

:<br />

من الشكل يمكننا تلخيص إجراءات التمويل عن طريق<br />

شركات رأسمال المخاطر في مرحلة أولى من نشاط هذا<br />

النوع من الشركات ، تقوم هذه الأخيرة بتجميع الموارد المالية<br />

ومن هنا تظهر قدرة المساهمين في هذه الشركة و مهارم في<br />

تجميع الأموال و جذب المستثمرين<br />

و بعدها تأتي مرحلة البحث التي يتمثل هدفها في إدارة ملفات<br />

الترشيح التي تقدم من طرف المشروعات الطالبة لهذا النوع من<br />

التمويل.‏<br />

ثم يتم تصنيف الملفات و اختيار المشروعات الأنسب لهذا<br />

التمويل و تحديد مرحلة و كيفية تدخلها في المشروعات<br />

المستفيدة<br />

وفي مرحلة أخرى في إطار ممارسة هذا النشاط التمويلي تقوم<br />

شركات رأسمال المخاطر بإعادة بيع الاشتراكات للخروج من<br />

المشروعات الممولة،‏ لتعيد طرح اشتراكاا في السوق<br />

التمويلي.‏<br />

:<br />

(4)<br />

.<br />

.<br />

.<br />

ب-أهدافها ونشأا:‏<br />

يرجع تأسيس شركات رأسمال المخاطر إلى المشاكل المالية التي<br />

واجهت المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ، ويعود الاهتمام ا<br />

إلى النجاح الباهر الذي حققته في الولايات المتحدة الأمريكية<br />

و أوروبا دف هذه الطريقة التمويلية إلى تحقيق جملة من<br />

الأهداف ، تصب كلها في تسهيل عملية تمويل المؤسسات<br />

الصغيرة و المتوسطة و نذكر من بينها<br />

- مواجهة الاحتياجات الخاصة بالتمويل الاستثماري ؛<br />

- تعتبر بديلا تمويليا في حالة ضعف السوق المالي و عدم قدرة<br />

المؤسسة على إصدار أسهم و طرحها للاكتتاب ؛<br />

‏-توفير الأموال الكافية للمؤسسات الجديدة أو العالية المخاطر.‏<br />

أما فيما يخص نشأا التاريخية : فبعد أن توارى أسلوب<br />

المضاربة الذي اقتبسته أوروبا من الاقتصاد الإسلامي خصوصا<br />

في القرن التاسع عشر,أخذ مرة أخرى يظهر في شكل<br />

شركات رأس المال المخاطر<br />

تنسب نشأة رأسمال المخاطر إلى الجنرال الفرنسي الأصل<br />

"Doriot" الذي انشأ في أمريكا سنة 1946 أول مؤسسة<br />

متخصصة في رأسمال المخاطر في العالم التي<br />

تخصصت في تمويل الشركات الالكترونية الشابة ظل بعد<br />

ذلك نمو مؤسسات رأسمال المخاطر بطيئا في السوق الأمريكية<br />

إلى غاية سنة ، 1977 أما في أوروبا فقد عرفت في تاريخ<br />

احدث لكنها لقيت عناية كبيرة من الجمعية الأوروبية لرأسمال<br />

المخاطر التي أسست في بروكسل عام 1983 لتطوير حرفة<br />

رأسمال المخاطر في أوروبا تصل أرباحها في حدودها العادية<br />

مابين ‎300‎‏%و‎%250‎ سنويا وتظهر أهمية ذلك إذا<br />

علمنا أن الاستثمار طويل الأجل بلغ بين سنتي<br />

و‎1993‎ في الولايات المتحدة الأمريكية 54 مليار دولار<br />

، أي أن رأسمال المخاطر يمثل‎60‎‏%منه ، وهي تنسب إلى<br />

بنوك كبيرة يبلغ عمرها حوالي 200 سنة ، بينما لم يزد عمر<br />

رأسمال المخاطر عن نصف قرن إضافة إلى ذلك فان النسبة<br />

التي يمولها رأسمال المخاطر تصل إلى %64 من المشاريع عالية<br />

المخاطر.‏<br />

فشركات رأسمال المخاطر أنقذت أمريكا من التخلف<br />

التكنولوجي أمام اليابان و هي عبارة عن رؤوس أموال<br />

تتجمع في البنوك و تعطى للمشاريع الريادية و الابتكارات ،<br />

فشركات ماكنتوش و ميكروفست كانت عبارة عن محلات<br />

1990<br />

"ARD"<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

8


______________________________________________________<br />

رأس المال المخاطر بديل مستحدث لتمويل ا لمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر -<br />

بقالة عام 1980 وقد سارعت كل الدول المتقدمة إلي تبني<br />

هذا الأسلوب<br />

ولكن النتائج اختلفت ؛ فبينما نجحت في انجلترا و هولندا<br />

تعثرت في ايطاليا و اسبانيا و ألمانيا<br />

ص.ص.‏ 14-7<br />

.<br />

.<br />

2- أنماط تمويلاا<br />

ماليا رأس مال المخاطر هو تمويل برأسمال خاص أي اقتسام<br />

المخاطر بين المؤسسات و الشركاء الماليين بصفة عامة ، و<br />

عمليات رأسمال المخاطر تمول المؤسسات الناشئة و التي تنمو<br />

بطريقة أسرع من المؤسسات المنشأة من قبل المتعاملين فقط<br />

لكن عمليات رأسمال المخاطر تختلف حسب المرحلة الموجودة<br />

فيها المؤسسة و هي أربعة مراحل رئيسة<br />

- رأسمال الإنشاء بمعناه الواسع ؛<br />

- رأسمال التنمية؛<br />

‏-رأسمال تحويل الملكية؛<br />

- رأسمال التصحيح أو الإاض.‏<br />

:<br />

(5)<br />

1- رأسمال الإنشاء::‏ capital–création يتولى رأسمال<br />

الإنشاء تمويل مؤسسات ناشئة مبتكرة تحيط ا العديد من<br />

المخاطر و لديها أمل كبير في النمو و التطور،‏ و تنقسم هذه<br />

المرحلة إلى مرحلتين:‏<br />

رأسمال ما قبل الإنشاء أو قرب الانطلاق:‏ 'd capital<br />

يخصص لتغطية نفقات البحث والتجارب<br />

وتطوير النماذج المعملية و النماذج التجارية للسلعة الجديدة.‏<br />

و كذلك تجريب السلعة في السوق و معرفة مدى الإقبال<br />

عليها،‏ و هو تمويل صعب نظرا لخطورة احتمال الفشل لدى<br />

مؤسسة ليس لها كيان قانوني في هذه المرحلة.‏<br />

الجدول رقم<br />

<br />

<br />

amorçage:<br />

التمويل الذاتي<br />

رأسمال المخاطر<br />

القروض<br />

درجة المخاطرة<br />

متابعة المشروعات<br />

الإنشاء<br />

<br />

قاصرة عليه بمفردها<br />

مستحيلة<br />

مرتفعة جدا<br />

موجودة بدرجة كبيرة<br />

المصدر<br />

يمثل<br />

رأسمال الانطلاق:‏<br />

المرحلة الأساسية لتدخل رأسمال المخاطر ويخصص لتمويل<br />

المشروعات في مرحلة الإنشاء,‏ أو في بداية النشاط و يتفرع<br />

بدوره إلى مرحلتين:‏ الانطلاق أو البداية بمعناه الضيق الذي<br />

يغطي مرحلة ما قبل البداية التجارية لحياة المشروع ثم المرحلة<br />

الأولى من التمويل و التي تغطي نفقات البداية التجارية،‏<br />

وتجمع هذه المرحلة كل المخاطر التي يعاني منها مشروع<br />

جديد و شركات رأسمال المخاطر هي الوحيدة التي تقبل<br />

تمويل المشروع خلال هذه المرحلة.‏<br />

2- رأسمال التنمية<br />

يكون المشروع في هذه المرحلة التمويلية قد بلغ مرحلة<br />

الإنتاجية أي توليد الإيرادات ، ولكنه يقابل ضغوطا مالية<br />

تجعله يلجأ إلى مصادر تمويل خارجية حتى يتمكن من تحقيق<br />

آماله في النمو و التوسع الذي يتراوح متوسطه بين<br />

capital de démarrage<br />

capital de développement<br />

%10-<br />

.<br />

)<br />

(<br />

:<br />

:<br />

%5 سنويا .<br />

)<br />

هذا النمو إما أن يكون داخليا كزيادة قدراا الإنتاجية أو<br />

زيادة قدرا التسويقية...الخ<br />

او خارجيا كاكتساب مشروع ، آو فرع مملوك لمشاريع<br />

أخرى ، أو تنويع أسواق ، أو تصريف منتجات ‏..الخ)‏<br />

كما يغطي رأسمال المخاطر مرحلتي التطور و النضج حيث<br />

خلال هاتين المرحلتين تتجه المخاطر إلى التناقص بطريقة<br />

واضحة ، و التمويل الذاتي يلعب دورا ملموسا وتكتسب<br />

المشروعات القدرة على الاستدانة،‏ حيث تضمن إمكانيتها<br />

الذاتية سداد القروض ، فيبدأ معها دور مؤسسات رأس مال<br />

المخاطر في التواري تدريجيا تاركة الساحة شيئا فشيئا لوسائل<br />

التمويل التقليدية ‏.و الجدول التالي يوضح ذلك بجلاء<br />

.<br />

: ( 01)<br />

:<br />

مراحل نمو المشروع و مصادر التمويل .<br />

التطور<br />

التوسع<br />

نسبي<br />

غير كافي<br />

هام<br />

جوهري<br />

ممكنة<br />

صعبة<br />

قوية<br />

مرتفعة<br />

ضعيفة<br />

متواضعة نسبيا د.‏ عبد الباسط وفاء مرجع سبق ذكره ص‎92‎<br />

النضج<br />

كافي<br />

<br />

ممكنة بدرجة أكبر<br />

أقل قوة<br />

هامة لبيع المساهمات<br />

marrel<br />

3- رأسمال تعاقب أو تحويل الملكية<br />

يستعمل هذا النوع من التمويل عند تغيير<br />

الأغلبية المالكة لرأسمال المشروع ، أو تحويل مشروع قائم فعلا<br />

إلى شركة قابضة مالية ترمي الى شراء عدة مشاريع قائمة و<br />

بالتالي خلال هذه المرحلة تم مؤسسات رأسمال المخاطر<br />

بتمويل عمليات تحويل السلطة الصناعية و المالية في المشروع ،<br />

إلى مجموعة جديدة من الملاك تتمثل عادة فيما يلي<br />

- الفريق الإداري أو الإجراء في المشروع في حالة إبداء رغبة<br />

المؤسسين في التخلي عن احد فروعه ‏(شركة<br />

التي كانت تعمل في اال الهيدروليكي و رغبت<br />

مجموعة whitaker المالكة لها في التنازل عنها من أجل تخصيص<br />

إعمالها في المنتجات الكيميائية و الطبية.‏ لذا احتاج مدراء تلك<br />

الشركة إلى سيولة لتفادي طرح عروض عامة بالشراء عليها<br />

من قبل مشروعات أخرى ‏)؛<br />

- احد المساهمين الأكثر دفعا لتطوير المشروع؛<br />

- احد الورثة الأكثر تحمسا حيث يكون صاحب المشروع قد<br />

توفي تاركا العديد من الورثة بعضهم ليست لديه الرغبة في<br />

استمرار نشاط المؤسسة،‏ و لضمان عدم عرقلة نشاطها،‏ من<br />

capital- transmission :<br />

:<br />

les bennes<br />

: ou succession<br />

9


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

الأفضل تركيز الملكية في الورثة الآخرين.‏ لكن هذه يصطدم<br />

بواقع عدم كفاية الأموال الخاصة،‏ و تدخل شركة رأسمال<br />

المخاطر في مرحلة التحويل و يتم ذلك عبر تكوين شركة مالية<br />

قابضة تحوز الإشراف و تمنح هذه الشركة قروضا للشركاء.‏<br />

و بعد سداد الالتزامات المالية تنتقل الملكية إلى الشركاء<br />

المستثمرين في الشركة المتفرعة<br />

رأسمال التصحيح أو إعادة التدوير<br />

يخصص رأسمال التصحيح للمشروعات<br />

القائمة فعلا و لكنها تمر بصعوبات خاصة ، و تتوفر لديها<br />

الإمكانيات الذاتية لاستعادة عافيتها ، لذلك فإا تحتاج الى<br />

إاض مالي فتأخذ مؤسسة رأسمال المخاطر بيدها حتى تعيد<br />

ترتيب أمورها ، و تستقر من جديد في السوق ، و تصبح<br />

قادرة على تحقيق أرباح .<br />

10<br />

capital<br />

:<br />

.<br />

-4<br />

: retournement<br />

(8)<br />

.<br />

-3<br />

إجراءات تطبيق التمويل عن طريق شركات رأس مال<br />

المخاطر<br />

في مرحلة أولى من نشاط شركة رأس مال المخاطر<br />

تقوم هذه الشركة بتجميع الموارد المالية وهنا تظهر قدرة الفريق<br />

المكون لهذه الشركة ومهارته في جمع الموارد واجتذاب<br />

المستثمرين وبعدها تأتي مرحلة البحث التي يتمثل هدفها في<br />

إثارة ملفات الترشح التي تقدم من طرف المشروعات الطالبة<br />

لهذا النوع من التمويل وهنا تظهر فعالية شركات رأس مال<br />

المخاطر<br />

وفي مرحلة مكملة يتم تصنيف ملفات الترشح بحسب درجة<br />

المصداقية وذلك بإجراء اختبار معمق للملفات لاختيار المناسب<br />

منها لتصل شركة رأس مال المخاطر إلى مرحلة تحديد شكل أو<br />

كيفية تدخلها في المشروعات المستفيدة من التمويل<br />

والمساعدات الأخرى،‏ المتعلقة بمرحلة الإنشاء والانطلاق أو<br />

المتعلقة بتسويق المنتجات وتسهيل العلاقات مع البنوك أو<br />

البحث عن شركاء آخرين.‏<br />

وكمرحلة أخيرة في إطار ممارسة هذا النشاط التمويلي تقوم<br />

شركات رأس مال المخاطر بإعادة بيع الاشتراكات للخروج<br />

من المشروعات الممولة،‏ لتعيد طرح اشتراكاا في السوق<br />

التمويلي.‏<br />

4- مزايا و عيوب رأسمال المخاطر<br />

:<br />

%2,5<br />

(6)<br />

مزاياها<br />

- المشاركة :<br />

أولا:‏<br />

حيث أن شركة رأسمال المخاطر تكون شريكة<br />

لأصحاب المؤسسة الأصليين ، و تأخذ نسبة من الأرباح من<br />

بالإضافة إلى مقابل المصاريف<br />

الإدارية سنويا.‏<br />

كما تتحمل جزءا من الخسارة في حالة حصولها ، كما أن<br />

الدعم العملي الذي يقدمه الممول مفيد للشركة و يساعد على<br />

.<br />

"<br />

.<br />

.<br />

.<br />

- الانتقاء :<br />

- المرحلية :<br />

- التنويع :<br />

"<br />

.<br />

.<br />

-<br />

%30-%15<br />

نجاحها ، و هي تفتح اال للمشاركة الطويلة الأجل حيث لا<br />

تباع الحصة إلا بعد أن تستوي الشركة وتصبح قادرة على<br />

الإنتاج و النمو وهذا لا يتوفر في الديون قصيرة الأجل<br />

أمام الممول فرصة لاختيار المشروع الواعد فكثير<br />

من المشاريع الجديدة تكون عالية المخاطر و كذلك ذات<br />

أرباح متوقعة عالية ، و قادرة على رفع قيمة أصولها بينما في<br />

حالة القرض تبحث المؤسسات البنوك عن المؤسسات المليئة<br />

أي القادرة على السداد و بالتالي فهي تمنح القروض<br />

للمؤسسات الكبيرة التي لم تعد تمتلك طاقات ابتكار<br />

من خصائص التمويل برأسمال المخاطر انه يتم<br />

على مراحل و ليس على دفعة واحدة فبعد انتهاء أي مرحلة<br />

يلجأ المستفيد من جديد الى الممول وفي هذا ضمان لصدق<br />

الاستثمار في عرض نتائج الاعمال المنجزة و هذا من شئنه<br />

اعطاء فرص جديدة ، حين فشل المشروع و قبل تراكم<br />

لخسائر.‏<br />

يمكن للممول أن يوزع تمويله على عدة مشاريع<br />

مختلفة المخاطر بحيث ما يمكن أن تخسره مع مشروع تربحه مع<br />

آخر إضافة إلى المشاركة في الخسائر فذلك يقلل منها فضلا<br />

على ان المراقبة من الشريك تجنب المشروع الدخول في<br />

مغامرات غير مأمونة العواقب<br />

- التنمية و التطوير : إن هذا النوع من التمويل قادر على<br />

تمويل مشاريع مرتفعة المخاطر و التي لا يتجرأ على خوضها إلا<br />

الرواد القادرون ، و يعوض هذا الخطر بالمكاسب و العائد<br />

المرتفع وقد ثبت هذا في تمويل شركات مبتدئة كأبل<br />

وميكروسوفت و كومبات ولميدرال اكسبريس و جينيتيك<br />

وغيرها و كانت التقنيات القائمة عليها مجهولة ولم تتحمس<br />

لها مصادر التمويل التقليدية<br />

توسيع قاعدة الملكية : تستمر الشراكة إلى أن تستوي<br />

الشركة ، فيجذب العديد من المستثمرين ما حققته أو تطرح<br />

كأسهم ، و يمول العائد من ارتفاع رأس المال مشاريع أخرى<br />

جديدة<br />

إضافة إلى دورها الكبير في تمويل المؤسسات الصغيرة<br />

والمتوسطة حيث في مرحلة الإنشاء لا تملك هذه المؤسسات<br />

القدر الكافي من الأموال اللازمة ‏،كما ان البنوك تمتنع عن<br />

تقديم قروض لها دون ضمانات لكن مؤسسات رأسمال<br />

المخاطر تقدم ما يلزم لهذه المؤسسات رغم ارتفاع المخاطر<br />

خلال مرحلة الإنشاء .<br />

:<br />

(7)<br />

ثانيا:عيوا<br />

أما عيوا فيمكن إيجازها فيما يلي<br />

على عكس المزايا السابقة قد يمثل المخاطرون للمؤسسين عبئا<br />

معينا ، يرجع إلى :


______________________________________________________<br />

رأس المال المخاطر بديل مستحدث لتمويل ا لمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر -<br />

ص.ص.‏ 14-7<br />

)<br />

-<br />

- الحقوق المتولدة للمخاطرين عن المشاركة ‏(كالمشاركة في<br />

القرارات والتدخل في توجيه مسار المشروع ‏)؛<br />

تطلب مبلغ مرتفعة ، في حالة نجاح المشروع لاسترداد<br />

حصص المخاطرين لكن ينبغي أن لا ننسى بطبيعة الحال ان<br />

ذلك ما يقيم ميزان العدالة ، حيث تعتبر هذه المبالغ مقابل<br />

اازفة التي قبلها المخاطرون وقت الإنشاء ، و التي كان من<br />

الممكن أن تعرضهم لفقدان كافة أموالهم التي شاركوا ا في<br />

المشروع ( .<br />

:<br />

5- تجارب بعض الدول الرائدة في مجال رأس المال المخاطر:‏<br />

‎1‎‏-التجربة الأمريكية تتميز شركات رأسمال المخاطر<br />

بالتخصص في مجال الشركات الناشئة و تختار القطاعات التي<br />

تمتاز بفرص نمو مرتفعة كقطاع التكنولوجية و في دراسة<br />

شملت مؤسسة أمريكية تم تمويلها برأسمال المخاطر<br />

عمرها لا يتجاوز الأربعة سنوات و حوالي %80 منها تعمل<br />

في القطاع التكنولوجي مقارنة بعدد مماثل من المؤسسات<br />

الممولة ذاتيا و كانت النتائج كما هو مبين في الجدول الموالي<br />

:<br />

500<br />

: (02)<br />

مقارنة بين المشروعات الممولة برأسمال المخاطر و المشروعات الممولة ذاتيا في امريكا:‏<br />

جدول رقم المشروعات الممولة ذاتيا<br />

المشروعات الممولة برأسمال المخاطر أوجه المقارنة خلق عمالة كفؤة(%)‏<br />

العمالة المنشأة سنويا<br />

نفقات البحث و التطوير بالنسبة<br />

بالدولار<br />

للشخص الواحد معدل الاستثمارات السنوية<br />

معدل الإنتاجية السنوية<br />

د.‏ عبد الباسط وفاء مرجع سبق ذكره ص‎112‎<br />

المصدر 8000<br />

%9+<br />

%5+<br />

%59 +<br />

%25+<br />

16000<br />

%35 +<br />

%12+<br />

:<br />

(%)<br />

(<br />

(%)<br />

(%)<br />

)<br />

(<br />

)<br />

.<br />

و تتضح جليا من خلال الجدول تفوق المشاريع الممولة<br />

برأسمال المخاطر في كل أوجه المقارنة ما عدا توفير نفس النسبة<br />

من العمالة الكفؤة<br />

التجربة الفرنسية : اعتمادا على تقرير بنك فرنسا تم<br />

اختيار مجموعة من المؤسسات %38 منها تعمل في القطاع<br />

التكنولوجي كالالكترونيات و المعلوماتية و‎%30‎ منها<br />

فقط منشأة منذ سنة و الباقي منشأ منذ<br />

وتستخدم ما بين 499-100 أجير ، هذه اموعة الممولة<br />

برأسمال المخاطر و مجموعة أخرى غير ممولة به و كانت النتائج<br />

كما في الجدول الموالي :<br />

،1980<br />

1990<br />

-2<br />

جدول رقم<br />

أوجه المقارنة<br />

تطور رقم الأعمال<br />

: (03)<br />

(%)<br />

تطور حجم الصادرات<br />

تطور حجم الاستثمار<br />

تطور حجم العمالة<br />

تطور معدل الإيرادات<br />

المتوسطة (%)<br />

مقارنة بين المشروعات الممولة برأسمال المخاطر وغير الممولة به في فرنسا<br />

المشروعات الممولة برأسمال المخاطر المشروعات الغير ممولة برأسمال المخاطر<br />

%5,3+<br />

%12 +<br />

%59-<br />

%3 -<br />

%4-<br />

%3,4-<br />

%3,5-<br />

%34 +<br />

%67,8+<br />

%51,3+<br />

%19,9 +<br />

%5,4 +<br />

(%)<br />

(%)<br />

(%)<br />

المصدر:‏ د.‏ عبد الباسط وفاء مرجع سبق ذكره ص‎116‎<br />

:<br />

من الجدول يمكن أن نستنتج ان المشروعات الممولة برأسمال<br />

المخاطر تتفوق كثيرا عن نظيراا الممولة بطرق اخرى ، حيث<br />

تعدت 1500 شركة رأسمال مخاطر في فرنسا سنة‎1996‎ .<br />

المحور الثاني دراسة حالة شركة رأس المال المخاطر<br />

Sofinance الجزائر :<br />

يفتح أسلوب التمويل برأسمال المخاطر آفاقا واعدة<br />

للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر حيث انه يعد بديلا<br />

هاما لأسلوب التمويل المصرفي الذي يعتمد على القروض،‏<br />

حيث أن شركات رأسمال المخاطر تقوم بمشاركة صاحب<br />

11


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

المشروع او المؤسسة دون ضمان العائد و لا المبلغ الأصلي،‏<br />

وهذا النوع من التمويل يناسب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة<br />

نظرا لانعدام الضمانات في هذه التقنية.‏ كما أن دراسة جدوى<br />

المشروع تكون أكثر دقة عندما يشترك فيها طرفان مختلفان<br />

يتوجب على كل منهما تحقيق الربح.‏ و الأساس الذي يقوم<br />

عليه هذا النوع من الشركات هو مبدأ المشاركة في الأرباح<br />

و الخسائر ، و هي تقنية لا تقوم على تقديم الأموال الأزمة بل<br />

تتعداها إلى تقديم المساعدة لإدارة الشركة بما يحقق استمرار<br />

المؤسسة و تطورها<br />

يرجع تأسيس شركات رأسمال المخاطر إلى المشاكل المالية التي<br />

واجهت المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و يعود الاهتمام<br />

برأسمال المخاطر في الجزائر إلى النجاح الباهر الذي حققته في<br />

الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا ، حيث ترجع نشأا إلى<br />

اليوناني طاليس دومليه الذي أقام أول مشروع في التصنيع<br />

الزراعي استخرجت زيت الزيتون<br />

12<br />

"<br />

:<br />

"<br />

.<br />

"<br />

"<br />

أ-‏ شركات رأسمال المخاطر في الجزائر : بالرغم من أهمية<br />

تقنية التمويل عن طريق رأسمال المخاطر فان الاهتمام ذه<br />

التقنية في التمويل ما يزال ضئيلا حيث أن نشاط هذه الأخيرة<br />

يعتبر جد حديث و ضعيف الأمر الذي يحتم على البنوك<br />

الجزائرية تشجيع إقامة مؤسسات الوساطة المالية المتخصصة في<br />

هذه التقنية التي بقي عددها محدود جدا حيث يشمل شركتي<br />

و sofinance و بالنظر إلى مستوى نشاط هاتين<br />

الشركتين فيلاحظ اما لا تقدمان خدمات كبيرة<br />

للمشروعات لأما لا تتحليان بروح مخاطرة كافية وهو ما<br />

ينطبق على شركة Sofinanceالتي أخذناها كدراسة حالة.‏<br />

:<br />

2000<br />

Finalep<br />

1- شركة<br />

Sofinance نشأا ، هياكلها ووظائفها<br />

تم إنشاء شركة في أفريل عام<br />

بالشراكة مع مؤسسة مالية أجنبية على أساس شركة مالية<br />

برأس مال قدره 5 مليار دج ، من مهام هذه الشركة المساهمة<br />

في إنشاء المؤسسات الجديدة في إطار الاستثمار الأجنبي<br />

المباشر<br />

انطلقت في مباشرة نشاطها في التاسع من جانفي 2001 وهو<br />

التاريخ الذي حصلت قيه على الاعتماد من بنك الجزائر<br />

أما فيما يخص الإطار التنظيمي لهذه الشركة فيرتكز حول<br />

هيكلين أساسيين هما<br />

- هيكل الالتزامات و الهندسة المالية ، من مهامه تسيير طلبات<br />

التمويل و تطوير الهندسة المالية<br />

هيكل الإدارة العامة للمالية والمحاسبة:‏ مهامه التسيير<br />

والتنظيم العام،‏ تسيير الوسائل العامة،‏ المحاسبة و تسيير الخزينة.‏<br />

تؤدي هذه الشركة مهامها ووظائفها دف تدعيم و إنعاش<br />

الاقتصاد الوطني و ذلك ببعث انطلاقة جديدة فيما يتعلق<br />

بتمويل المشروعات الصغيرة و المتوسطة و تتلخص فيما يلي :<br />

.<br />

.<br />

-<br />

-<br />

.<br />

04<br />

.<br />

Sofinance<br />

:(9)<br />

(8)<br />

-<br />

- ترقية و تطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة من خلال<br />

المساهمة في رأسمالها<br />

امتلاك حصص في شركات محلية أو أجنبية باختلاف<br />

أماكن نشاطها<br />

- الإقبال على إشكال الاقتراض و التسليف بدون اعتبار<br />

للضمانات،‏ و ضمان كل عمليات القرض بالنسبة للغير.‏<br />

حيازة كل الديون و الأوراق التجارية،‏ و المساهمة<br />

كوسيط في المعاملات الخاصة ا و بالأسهم و السندات<br />

‏-ترقية الاعتماد على قرض الإيجار باتجاه المؤسسات الصغيرة<br />

و المتوسطة<br />

إضافة إلى الوظائف المذكورة و بموجب قرار الس الوطني<br />

لمساهمات الدولة المعتمد في أكتوبر تم تحديد<br />

النقطتين التاليتين:‏<br />

تركيز نشاط الشركة على القطاع العام و توسيع<br />

تدخلاا في المهام فيما يتعلق بمساعدة المؤسسات في عملية<br />

الخوصصة وتسيير الموارد العامة التجارية غير المرصدة<br />

تركيز مهام الشركة على دعم و تأهيل و تطوير<br />

المؤسسات عن طريق إرشادها و مساندا في إعادة هيكلتها<br />

المالية والإستراتيجية(‏ التشخيص ، فتح رأس المال ، البحث عن<br />

الشراكة وتوفير كل فرص التمويل الملائمة مساهمة في<br />

رأس المال ، قروض متوسطة ، ضمان الكافلات و القرض<br />

الايجاري<br />

.<br />

.<br />

2003<br />

)<br />

20<br />

.<br />

.<br />

: FINALEP<br />

(<br />

(<br />

•<br />

•<br />

‎2‎‏-شركة تم إنشاؤها تحت شكل مؤسسة<br />

مالية في سنة ساهم في تأسيسها كل من:‏ القرض<br />

الشعبي و بنك التنمية المحلية و الوكالة الفرنسية للتنمية برأسمال<br />

قدره 732 مليون دينار جزائري,‏ كان الهدف من إنشائها<br />

مساعدة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و المصغرة الإنتاجية<br />

على تخطي مشكل التمويل<br />

ب-‏ تقييم نشاط شركات رأس مال المخاطر في الجزائر:‏ إن<br />

نشاط رأس مال المخاطر<br />

في الجزائر جد حديث وضعيف و محدود جدا،‏ حيث لا<br />

تتعدى نسبة مساهمة Sofinance في التمويل ‎35‎‏%من رأسمال<br />

الشركة كحد أقصى وهي نسبة ضعيفة إذا ما قورنت بنظيراا<br />

في الدول المتقدمة.‏<br />

كذلك لا تغطي كل الأنشطة ، بل ينحصر مجال أعمالها في<br />

الصناعات التحويلية للمنتجات الغذائية و تخزين المنتجات<br />

الغذائية و مواد التغليف و صناعة الألبسة و تحويل الخشب<br />

واستغلال الثروات المنجمية و كل هذه الأنشطة لا<br />

تتطلب مخاطرة كبيرة.‏<br />

وفيما يلي نقدم بعض الإحصائيات المالية الخاصة بنشاط<br />

شركة Sofinance.<br />

.(<br />

10)<br />

1991


______________________________________________________<br />

رأس المال المخاطر بديل مستحدث لتمويل ا لمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر -<br />

ص.ص.‏ 14-7<br />

الجدول رقم<br />

: (04)<br />

تقييم نشاط و خدمات شركة<br />

20<strong>05</strong><br />

340.086.000<br />

64.500.000<br />

20<strong>05</strong><br />

639.400.000<br />

1.451.919.000<br />

Sofinance<br />

2004<br />

534.517.000<br />

177.4<strong>05</strong>.000<br />

2004<br />

625.000.000<br />

1.078.248.000<br />

2003<br />

294.704.000<br />

281.919.576<br />

2002<br />

293.210.000<br />

162.892.687<br />

2003<br />

67.060.000<br />

379.109.891<br />

حول النشاط<br />

العناصر<br />

مجموع المنتجات دج<br />

نتيجة الاستغلال دج<br />

حول الاستثمار<br />

العناصر<br />

مساهمة رأس المال دج<br />

القرض الايجاري دج<br />

شركات رأس المال المخاطر في الجزائر<br />

Source : www.sofinance –dz.com.<br />

:<br />

:<br />

.<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ج-‏ شروط إنجاح شركات رأسمال المخاطر في الجزائر :<br />

يجب على الدولة الجزائرية توفير جملة من الشروط لإنجاح<br />

مؤسسات رأسمال المخاطر وتطوير نشاطها بحيث تشمل هذه<br />

الشروط الجوانب التشريعية ، السياسية و الاقتصادية لأنه<br />

كلما ارتفعت حدة المخاطر كلما أحجم المستثمرون على<br />

الاستثمار في محيط المخاطر ، بسبب مواجهة خطر ذو بعدين ،<br />

احدهما خاص بمحيط المؤسسة و الآخر يتعلق بالنشاط و المحيط<br />

التمويلي<br />

تشجيع إنشاء شركات رأسمال المخاطر في الجزائر بغض<br />

النظر عن جنسية مؤسسيها ؛<br />

دعم أساليب الشراكة مع مؤسسات رأسمال المخاطر<br />

الأجنبية خاصة المالكة لتكنولوجيا عالية؛<br />

- إنشاء مراكز للبحوث و التدريب لمساعدة المشاريع الناشئة<br />

لدعمها بالتمويل و مساعدا في تقديم الاستشارات و متابعة<br />

نشاطها ؛<br />

إنشاء مركز وطني للإعلام الاقتصادي مهمة توفير<br />

المعلومات للمستثمرين في كافة أوجه النشاط الاقتصادي؛<br />

- الإسراع في إنشاء سوق أوراق مالية ليتم من خلاله تداول<br />

الأسهم و الأوراق المالية الخاصة ذه الشركات.‏<br />

د-‏ سبل دعم شركات رأسمال المخاطر في الجزائر : على<br />

الدولة أن تقدم يد العون لهذه المؤسسات والوقوف إلى جانبها<br />

حتى تتغلب على الصعوبات المختلفة التي تواجه نشاطها مثل<br />

انخفاض الإيرادات وارتفاع المخاطر و دعمها بشتى الطرق<br />

سوى المباشرة أو الغير مباشرة<br />

1- التدعيم غير المباشر لمؤسسات رأسمال المخاطر وهو كل<br />

ما يتعلق بالحوافز الضريبية والشروط التنظيمية التي تحكم عمل<br />

هذه المؤسسات و كذا الجانب التشريعي الذي يخلق بيئة<br />

ملائمة لتطورها،‏ لذلك يجب أن تتميز اللوائح و التنظيمات<br />

التي تصدرها الدولة بالبساطة<br />

و السهولة عند إنشاء هذه المؤسسات.‏<br />

التدعيم المباشر لا يجب أن يقتصر تدعيم الدولة<br />

لمؤسسات رأسمال المخاطر على التدعيم غير المباشر بل يتعداه<br />

إلى الدعم المباشر والاشتراك في نشاطاا و يتخذ هذا التدعيم<br />

عدة أشكال أهمها<br />

‏-توفير تمويل مباشر للمشروعات من قبل الدولة للمؤسسات<br />

الصغيرة و المتوسطة ، كمساهمة الدولة الألمانية في رؤوس<br />

أموال مشاريع تكنولوجية خطيرة ، و بنك التنمية المحلية<br />

للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة التابع للحكومة الفرنسية سنة<br />

. 1996<br />

-<br />

إنشاء الدولة لصناديق مشتركة أو عامة لرأسمال المخاطر<br />

كشكل من أشكال الدعم المباشر لهذا النشاط،‏ مثل هذه<br />

الصناديق وجدت في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنشأت<br />

والصناديق الألمانية المنشأة عام . 1995<br />

الاستثمار في مؤسسات رأسمال المخاطر التي تتولى تمويل<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مثل الصندوق المنشأ في فنلندا<br />

عام 1957<br />

-<br />

عام 1994.<br />

- دور الأعوان الماليين في الاقتصاد ما عدا الدولة بالإضافة<br />

للدولة يمكن لكل من البنك ، المؤسسات المالية ، المستثمرين<br />

المستقلين ، شركات التأمين ، صناديق المعاشات الضمان<br />

الاجتماعي في الجزائر أن تلعب دورا حيويا في تطوير<br />

شركات رأس مال المخاطر.‏<br />

إن تدعيم الدولة و مساهمتها تؤدي إلى زيادة فاعلية مؤسسات<br />

رأسمال المخاطر لمواجهة الحاجات التمويلية للمؤسسات<br />

الصغيرة و المتوسطة و التي لا يقبل عليها سوق التمويل<br />

التقليدي عادة لارتفاع المخاطر ، و لا شك أن الموارد المالية<br />

لمؤسسات رأس مال المخاطر لن تكفي بمفردها للوفاء بكل<br />

هذه الحاجات لذا تعتبر مساهمة الدولة دفعة قوية نحو توسيع<br />

طاقاا المالية.‏<br />

(<br />

)<br />

)<br />

(<br />

:<br />

الخلاصة :<br />

من خلال دراستنا السابقة يتضح لنا جليا بأن البنوك الجزائرية<br />

قد تجاوزها الزمن ‏,حيث أا لم تتمكن من حل إشكالية تمويل<br />

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي وصلت إلى عنق الزجاجة<br />

‏,وذلك نتيجة استناد قرار منح القروض البنكية إلى معيار<br />

الضمانات القانونية وإهمال معايير أخرى موضوعية تتعلق<br />

:<br />

.<br />

:<br />

-2<br />

13


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

بجدية وفعالية المؤسسة موضوع الإقراض ‏,كأهمية التدفقات<br />

المالية المستقبلية والمكانة والإستراتيجية لنشاط المشروع وآليات<br />

العرض والطلب في محيط المؤسسة وبالمثل تقنية تغطية<br />

مخاطر منح الائتمان للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مخاطر<br />

الصرف ‏,مخاطر تقلب معدلات الفائدة ‏...),الأمر الذي يؤدي<br />

بالتبعية إلى التحفظ والحذر الكبير من طرف البنوك في منح<br />

القروض لهذه المؤسسات<br />

وقد حاولنا من خلال هذه الدراسة إبراز أهمية ودور شركات<br />

رأس المال المخاطر كبديل يساهم في التخفيف من حدة<br />

المشكل التمويلي المطروح وبشروط ملائمة سواء تغلق الأمر<br />

بالمؤسسات القائمة أو الجديدة أو التوسعية العالية<br />

المخاطر,نظرا لما تتمتع به هذه الطريقة من مزايا<br />

)<br />

,...<br />

,<br />

,<br />

Sofinance<br />

يبقى ملاحظة أن تجربة في الجزائر هي تجربة<br />

جديدة ومتواضعة من حيث النتائج ونسبة المساهمة في تمويل<br />

المشاريع حيث لا تتعدى هذه النسبة ‎35‎‏%,وهي متخصصة<br />

في تمويل بعض القطاعات دون غيرها والتي تتميز بالمخاطر<br />

.<br />

)<br />

-<br />

-<br />

الضعيفة ‏(الصناعات التحويلية للمنتجات الغذائية ‏,تخزين<br />

المنتجات الغذائية مواد التغليف ‏,صناعة الألبسة وتحويل<br />

الخشب واستغلال الثروات المنتجة).‏<br />

وعليه فمن الضروري الاستعانة ذا النوع من التمويل<br />

وتشجيعه وذلك من خلال:‏<br />

- تشجيع الدولة على إنشاء شركات رأس المال المخاطر من<br />

خلال الأدوات التي تملكها وذلك مثل القيام بتخفيضات<br />

جبائية على هذه الشركات ‏,والتشجيع على الاستثمار فيها<br />

بمنح امتيازات...).‏<br />

تشجيع القطاع الخاص على إنشاء مثل هذا النوع من<br />

الشركات وعدم اقتصارها على القطاع العام.‏<br />

توسيع تمويل هذه الشركات لتشمل القطاعات ذات<br />

المخاطر العالية<br />

- يئة المحيط التشريعي لهذه الشركات من خلال تضمينها في<br />

القانون التجاري الجزائري مما يساعد ها على مواجهة<br />

الصعوبات.‏<br />

:<br />

(1)<br />

,<br />

أكتوبر 2002 ص 53.<br />

الهوامش والمراجع<br />

رحيم حسين:‏ التجديد التكنولوجي كمدخل استراتيجي لدعم القدرة التنافسية للمؤسسة الجزائرية:‏ حالة الصناعات الصغيرة<br />

والمتوسطة ورقة مقدمة في الملتقى الدولي حول:‏ تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتحولات المحيط,‏ جامعة بسكرة<br />

29,30<br />

* European Venture Capital Association<br />

,<br />

(2)<br />

الشلف 18,17 أفريل 2006 ص 308.<br />

:<br />

(3)<br />

الشلف ‎18‎‏,أفريل ,1 7 2006 ص .308<br />

(4)<br />

ورقة بحثية مقدمة في الملتقى الدولي حول متطلبات<br />

عبد االله إبراهيم:‏ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مواجهة مشكل التمويل تأهيل ال PME في الدول العربية,‏<br />

ورقة مقدمة<br />

تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن طريق شركات رأس المال المخاطر روينة عبد السميع وحجازى إسماعيل في الملتقى الدولي حول تأهيل المؤسسات,‏<br />

محمد زيدان وأدريس رشيد:الهياكل الجديدة الداعمة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر,ورقة مقدمة في الملتقى<br />

الدولي حول متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‏,الشلف ‎18-17‎أفريل 2006 ص‎512‎‏.‏<br />

د.‏ عبد الباسط وفاء:‏ رأس المال المخاطر ودورها في تدعيم الشركات الناشئة.‏ دار النهضة العربية,‏ القاهرة<br />

بتصرف<br />

مصدر سبق ذكره ص 109 بتصرف<br />

روينة عبد السميع و أ.حجازي إسماعيل مؤسسات رأس المال المخاطر مصدر سبق ذكره ص 77-76<br />

عبد الباسط وفاء FERTIAL‏,عنابة ‏.مذكرة ماجستير غير منشورة<br />

برايس نورة:‏ المشروعات الصغيرة والمتوسطة إشكالية تمويلها دراسة حالة جامعة عنابة 2006 ص 141.<br />

2001 ص 85-83<br />

,<br />

:<br />

,<br />

(5)<br />

(6)<br />

(7)<br />

(8)<br />

documents interne du ministère de PME –PMI AlGER 2004 .(9)<br />

,<br />

حسين رحيم (10) :<br />

التجديد التكنولوجي كمدخل استراتيجي<br />

مصدر سبق ذكره ص 54.<br />

14


ص .<br />

_________________________________________________________________________<br />

دور القطاع الفلاحي في تحقيق الأمن الغذائي في الوطن العربي – ص.‏ ص.‏ 26-15<br />

دور القطاع<br />

الفلاحي في تحقيق الأمن الغذائي في الوطن العربي<br />

مبروكي الطاهر – جامعة ورقلة<br />

تمهيد :<br />

يقع الوطن العربي بين درجتي عرض جنوبا و‎37‎ شمال<br />

خط الاستواء وبين درجة 19 غربا ودرجة 60 شرقا ويمتد<br />

غربا حتى الغرب الأقصى في شمال إفريقيا وشرقا إلى الخليج<br />

العربي ولذلك فهو يقع بين الساحل والصحراء ساحل البحر<br />

الأبيض المتوسط شمالا والمحيط الأطلسي غربا والخليج العربي<br />

شرقا وفي جزء من جنوبه الشرقي المحيط الهندي ولهذا فإن<br />

المناطق التي تطل على الساحل مناطق خضراء تكثر فيها<br />

الزراعة بينما المناطق الداخلية والتي تقع في الشريط الصحراوي<br />

مناطق قاحلة ويقع في الشريط الصحراوي كل من موريتانيا<br />

والجزائر وليبيا والسودان وكذلك المملكة العربية السعودية<br />

ولأن هذه الدول كبيرة المساحة ذات المناخ الصحراوي لذلك<br />

فإن حوالي 66 بالمائة من مساحة الوطن العربي لا يزيد تساقط<br />

الأمطار فيها عن<br />

100<br />

ملم سنويا و لذلك تتصف معظم<br />

الأقطار العربية بكوا صحراوية المناخ والموقع ولإثراء هذا<br />

الموضوع قمنا بتقسيمه إلى مبحثين.‏<br />

إلى الأمام والتي أصبحت أكثر من ضرورة وخاصة بعد أزمة<br />

الغذاء العالمي حتى لا يستعمل الغذاء كسلاح يهدد استقلالها<br />

وأمنها.‏<br />

: المطلب أولا<br />

ماهية الأمن الغذائي<br />

يمكن تعريف الأمن الغذائي على أنه قدرة اتمع على<br />

توفير الغذاء المناسب للمواطنين في المدى البعيد والقريب كما<br />

1<br />

ونوعا وبالأسعار التي تتناسب مع دخولهم.‏ كما يمكن تعريفه<br />

على أنه وضع ينشأ عندما تتاح لجميع الناس وفي جميع<br />

الأوقات الفرص المادية والاجتماعية والاقتصادية للحصول<br />

على ما يكفي من أغذية آمنة ومغذية تلبي احتياجام التغذوية<br />

2<br />

وأفضليتهم الغذائية لممارسة حياة نشطة وصحية.‏<br />

أما الاكتفاء الذاتي فهو سد الحاجات الغذائية عن طريق<br />

إنتاجها محليا,‏<br />

وأما درجة الاكتفاء الذاتي فهي تقيس نسبة<br />

الإنتاج المحلي إلى المتاح للاستهلاك الكلي سواء تم إنتاجه محليا<br />

أو تم استيراده من خارج الوطن لذلك تحسب بالعلاقة التالية:‏<br />

: المبحث الأول<br />

مساهمة القطاع الفلاحي في التنمية<br />

نالت الكثير من الدول العربية استقلالها في النصف الثاني<br />

من القرن العشرين وبعد رحيل المستعمر ترك اقتصادياا<br />

ضعيفة ومنهكة من جراء الحروب التي خاضتها من اجل<br />

التحرر والإنعتاق و رغم أا كانت القاعدة الخلفية التي تمد<br />

المستعمر الأوروبي بما يحتاجه من المواد الغذائية والتي كان<br />

يذهب ا إلى بلده الأصلي إلا انه ترك القطاع الزراعي متخلفا<br />

وتقليديا شأنه شأن بقية القطاعات الأخرى.‏<br />

وترتب على هذا المناخ السائد ظهور محاصيل متنوعة<br />

وتختلف من فصل إلى أخر ومن دولة عربية إلى أخرى,‏<br />

وبالنظر إلى الإمكانيات المالية الهائلة وخاصة بعد اكتشاف<br />

البترول فإنه لابد من الاستثمار في القطاع الفلاحي ليحقق<br />

معدلات نمو معتبرة ولذلك فلتحقيق معدلات إنتاجية مقبولة<br />

لابد من التوسع الأفقي والعمودي لدفع عملية التنمية الفلاحية<br />

درجة الاكتفاء الذاتي=‏ ‏(الإنتاج المحلي/المتاح للاستهلاك)‏<br />

100*<br />

لذلك فهي تقيس درجة الاعتماد على الذات وعندما<br />

تساوي % 100<br />

1<br />

نقول أنه تحقق الاكتفاء الذاتي ويحدث هذا<br />

عندما يتساوى الإنتاج المحلي مع المتاح للاستهلاك.‏<br />

ويسمى عدم الاكتفاء الذاتي عندما يزيد المتاح للاستهلاك عن<br />

الإنتاج المحلي ويسمى أيضا العجز الغذائي أو الفجوة الغذائية<br />

وهو الظاهرة التي ميزت الاقتصاديات العربية عموما رغم<br />

الإصلاحات التي أجريت في الميدان الفلاحي والتي كانت<br />

دف جميعها إلى التقليل من الفجوة الغذائية<br />

المصدر:‏ محمد رفيق أمين حمدان.‏ الأمن الغذائي-نظرية ونظام وتطبيق-‏ دار وائل<br />

للنشر.‏ عمان 1999<br />

.16<br />

2<br />

2000<br />

المصدر:‏<br />

ص,‏<br />

منظمة الأغذية والزراعة.‏ حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم سنة<br />

26<br />

15


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

: المطلب الثاني<br />

الإجمالي في الوطن العربي<br />

مساهمة القطاع ألفلاحي في الناتج المحلي<br />

يساهم الإنتاج الزراعي العربي مساهمة بسيطة جدا في<br />

الناتج المحلي الإجمالي وذلك نظرا لما تزخر به المنطقة من موارد<br />

بترولية ضخمة إذ لا تتعدى نسبة 9.5 بالمائة وهي تتناقص<br />

سنة بعد أخرى وهذا ما يبينه الجدول التالي:-‏<br />

الجدول رقم<br />

الناتج المحلي<br />

الإجمالي<br />

الناتج الزراعي<br />

النسبة المئوية<br />

(1)<br />

يبين مساهمة الناتج الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية بالأسعار الجارية من 1995 إلى 2004.<br />

الوحدة القياسية:‏ مليون دولار ونسبة مئوية<br />

معدل النمو<br />

السنوي<br />

معدل النمو<br />

2004<br />

15.8<br />

7.0<br />

6.8<br />

4.5<br />

2004 المصدر 2003 2002 2001 2000 1995<br />

870041 751037 674817 662863 682726 477477<br />

67062 62702 57901 58101 56503 45150<br />

7.7 8.3 8.6 8.8 8.3 9.5<br />

رقم 6<br />

:<br />

التقرير الاقتصادي العربي الموحد<br />

المنظمة العربية للتنمية الزراعية.‏<br />

وقد تراوحت مساهمة القطاع الزراعي في إ جمالي الناتج<br />

المحلي عام 2004 بين حوالي 0.2 في المائة في قطر وحوالي<br />

‎37.8‎في المائة في السودان.‏ وبلغ متوسط هذه النسبة حوالي<br />

‎2.9‎في المائة في دول مجلس التعاون الخليجي مقابل حوالي<br />

‎15.0‎في المائة في الدول العربية ذات الموارد الزراعية المهمة<br />

وحوالي 6.8<br />

في المائة في الدول العربية الأخرى وهذا ما<br />

يوضحه الملحق رقم بالتفصيل<br />

ويعكس التباين في الأهمية النسبية للناتج الزراعي في<br />

الدول العربية حالة عدم التوازن القطاعي إذ ينخفض في دول<br />

مجلس التعاون الخليجي ذات الإمكانات الزراعية المحدودة،‏ في<br />

حين يكون مرتفعا ً في الدول العربية التي يلعب القطاع الزراعي<br />

فيها دورا ً ً رئيسيا.‏ وقد سجلت بعض الدول العربية معدلات<br />

نمو متباينة في الناتج الزراعي خلال عام‎2004‎ بالمقارنة مع<br />

عام 2003<br />

وحوالي 59.1<br />

تراوحت بين حوالي نصف في المائة في قطر<br />

في المائة في العراق.‏ وتعكس الزيادة في الناتج<br />

الزراعي في عدد من الدول العربية جودة موسم الأمطار فيها ,<br />

بينما تراجعت قيمة الناتج الزراعي محتسبة بالدولار في عمان<br />

بنسبة 0.6<br />

في المائة وفي مصر بنسبة 12.5 في المائة وذلك<br />

بسبب انخفاض قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار،‏ وفيما يتعلق<br />

بمتوسط نصيب الفرد من الناتج الزراعي في عام 2004<br />

بلغ حوالي 226 دولار أي بمعدل نمو بلغ<br />

، فقد<br />

في حوالي 4.6<br />

المائة بالمقارنة مع العام السابق.‏ ويتفاوت هذا المتوسط بين<br />

الدول العربية،‏ إذ بلغ حوالي 630 دولار في الإمارات،‏<br />

وتراوح بين حوالي 221 دولار وحوالي 440 دولار في<br />

الجزائر والسودان والمغرب وسورية وتونس ولبنان والسعودية،‏<br />

كما تتراوح بين حوالي 118 دولار وحوالي 185 دولار في<br />

العراق ومصر وليبيا وعمان،‏ وأقل من ‎100‎دولار في كل<br />

من جيبوتي والأردن وموريتانيا واليمن والكويت وقطر<br />

والبحرين .<br />

المبحث الثاني:‏ مساهمة القطاع ألفلاحي في التجارة العربية<br />

نظرا للعدد الكبير للدول العربية ولتباعدها عن بعضها<br />

البعض واورا لدول أخرى غير عربية وكذلك لاختلاف<br />

سياساا الاقتصادية من جهة رابعة نجد أن حجم التبادلات<br />

التجارية فيما بينها وخاصة في الميدان ألفلاحي ضعيف ومع<br />

هذا فهو في تنامي مستمر وهذا ما يؤكده تطور الميزان<br />

التجاري العربي الخاص بالميدان الزراعي.‏<br />

المطلب الأول:‏ تطور الصادرات الفلاحية في الوطن العربي<br />

نظرا لموقعيها الجغرافي والإستراتيجي المتميزين تقوم الدول<br />

العربية بتصدير كثير من المنتجات الفلاحية و بلغت قيم<br />

الصادرات أكثر من مليار دولار في سنة 1997 بعدما كانت<br />

16


_________________________________________________________________________<br />

دور القطاع الفلاحي في تحقيق الأمن الغذائي في الوطن العربي – ص.‏ ص.‏ 26-15<br />

لا تتجاوز سوى 5 ملايير في سنة 1991 وانخفضت قليلا<br />

في سنة 1999 لتصل إلى 6 ملايير و 536 مليون دولار<br />

وتتصدر تونس اموعة العربية متبوعة بكل من المغرب<br />

وسوريا ومصر والإمارات والسعودية وهذا تقريبا لكل<br />

السنوات من سنة 1991 إلى سنة 1999 كما هو مبين في<br />

الجدول أدناه<br />

(2) الجدول رقم<br />

يبين الصادرات العربية من المواد الزراعية بالقيمة والكمية من سنة 1997 إلى سنة 2004.<br />

الوحدة القياسية<br />

متوسط سنة 2001-97<br />

:<br />

الكمية بألف طن والقيمة بمليون دولار أمريكي<br />

سنة 2004<br />

سنة 2003<br />

البيان الكمية القيمة الكمية القيمة الكمية القيمة<br />

مجموعة الحبوب<br />

‏(جملة)‏<br />

القمح والدقيق<br />

البطاطس<br />

جملة البقوليات<br />

جملة الخضر<br />

جملة الفاكهة<br />

السكر(مكرر)‏<br />

632,65 2726,97 522,03 2852,78 319,27 2078,31<br />

221,63 1315,13 226,62 1331,55 182,07 1023,99<br />

141,42 675,08 91,94 544,56 91,97 456,18<br />

79,96 192,23 60,00 155,50 61,59 120,37<br />

651,29 1841,<strong>05</strong> 672,96 1769,37 576,03 1550,28<br />

771,44 1609,51 734,56 1573,48 781,73 1704,78<br />

114,60 481,19 123,30 503,75 91,38 345,32<br />

جملة الزيوت<br />

والشحوم<br />

جملة اللحوم<br />

الأسماك<br />

البيض<br />

الألبان ومنتجاا<br />

الجملة<br />

المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة . 20<strong>05</strong><br />

639,10 492,64<br />

79,07 43,60<br />

1479,84 618,21<br />

26,68 18,18<br />

344,31 1038,43<br />

4960,36<br />

493,04<br />

71,12<br />

828,48<br />

27,92<br />

302,80<br />

3928,15<br />

406,97<br />

43,71<br />

530,40<br />

19,27<br />

890,23<br />

563,19<br />

87,40<br />

858,13<br />

21,12<br />

269,11<br />

3720,92<br />

484,47<br />

50,18<br />

569,03<br />

17,19<br />

712,38<br />

يرجع الارتفاع في عوائد الصادرات الزراعية العربية إلى زيادة<br />

الصادرات الزراعية لكل من السعودية بنسبة 64.4 في المائة،‏<br />

وتونس بنسبة 15.9 في المائة،‏ ومصر بنسبة 15.8 في المائة<br />

وسجلت الصادرات الزراعية لكل من سورية وعمان والمغرب<br />

والسودان تراجعا ً عام ، 2003 بالمقارنة مع العام السابق<br />

تراوح بين 0.1 في المائة في المغرب و 22.1 في المائة في<br />

عمان.‏ ولا تمثل الصادرات الزراعية خلال نفس العام إلا<br />

حوالي 27.4 في المائة من الواردات الزراعية العربية،‏ وهذا ما<br />

يؤكد اعتماد اقتصاديات الدول العربية على الخارج وعجز<br />

ميزاا التجاري ألفلاحي والجدول التالي يوضح تطور<br />

صادراا.‏<br />

17


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

(3) الجدول رقم<br />

يبين تطور قيمة الصادرات للدول العربية من سنة<br />

الوحدة القياسية<br />

2002 إلى سنة 2004.<br />

:<br />

ألف دولار أمريكي<br />

الدولة سنة 2002 سنة 2003 سنة 2004<br />

الأردن 26265 516,79 72,01<br />

البحرين 462963 193,12 1133,6<br />

تونس 11867 9780,90 27275,25<br />

الجزائر - 19,76 -<br />

السعودية 31239<br />

السودان - 703445,1 -<br />

سوريا 137983 154551,74 109129,25<br />

عمان 25887 24508,63 17617,18<br />

فلسطين - 13 -<br />

قطر 655 211,91 161,99<br />

الكويت 6290,88<br />

لبنان 6850 4940,10 687,72<br />

مصر 103208,30 86292,96 62<strong>05</strong>6,58<br />

المغرب 23263,48<br />

موريتانيا<br />

اليمن 5097 5027,01 4988,79<br />

المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة . 20<strong>05</strong><br />

المطلب الثاني ‏:تطور الواردات الفلاحية<br />

لقد عرفت الواردات الغذائية تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة من عقد التسعينات حيث بلغت قيمة الواردات من السلع<br />

الغذائية الرئيسية خلال سنة 19.4 مليار دولار بعدما كانت في السنة السابقة لها أكثر من 20 مليار دولار ويعزى<br />

3<br />

التراجع إلى عدة أسباب منها ترشيد الاستهلاك وتشجيع القطاع ألفلاحي وتحسين نظم التسويق حيث تراجعت قيمة واردات<br />

1999 حوالي<br />

الحبوب وحدها من 8.6 مليون دولار في سنة<br />

في الجدول أدناه.‏<br />

2004<br />

إلى 8.4 مليون دولار كمتوسط للسنوات<br />

2001- 1997<br />

كما هو مبين<br />

المصدر:‏ نواصري مختار ‏-مرجع سابق ذكره ‏,ص 159.<br />

3<br />

18


البيان<br />

_________________________________________________________________________<br />

دور القطاع الفلاحي في تحقيق الأمن الغذائي في الوطن العربي – ص.‏ ص.‏ 26-15<br />

(4) الجدول رقم<br />

مجموعة الحبوب ‏(جملة)‏<br />

القمح والدقيق<br />

البطاطس<br />

جملة البقوليات<br />

جملة الخضر<br />

جملة الفاكهة<br />

السكر(مكرر)‏<br />

جملة الزيوت والشحوم<br />

جملة اللحوم<br />

الأسماك<br />

البيض<br />

الألبان ومنتجاا<br />

الجملة<br />

يبين الواردات العربية من المواد الزراعية بالقيمة والكمية من سنة 1997 إلى سنة 2004.<br />

: الوحدة القياسية<br />

متوسط سنة 2001-97<br />

الكمية<br />

القيمة<br />

الكمية بألف طن والقيمة بمليون دولار أمريكي<br />

الكمية<br />

سنة 2004<br />

سنة 2003<br />

47571,15<br />

8654,54<br />

55939,<strong>05</strong><br />

القيمة<br />

7518,80<br />

الكمية<br />

44971,61<br />

القيمة<br />

8485,44<br />

4260,52<br />

229,82<br />

447,89<br />

849,28<br />

1150,36<br />

1310,83<br />

2851,75<br />

2098,38<br />

582,07<br />

60,24<br />

2947,62<br />

21013,68<br />

22004,53<br />

598,48<br />

1042,01<br />

2256,88<br />

3023,25<br />

5352,82<br />

3932,08<br />

1519,25<br />

524,21<br />

55,87<br />

10393,39<br />

3162,21<br />

232,24<br />

400,55<br />

790,34<br />

1034,52<br />

1393,36<br />

2061,79<br />

1916,14<br />

514,76<br />

42,32<br />

2513,43<br />

18418,25<br />

20937,94<br />

624,56<br />

1017,23<br />

2016,66<br />

2555,60<br />

5730,09<br />

3204,20<br />

1466,10<br />

435,76<br />

36,54<br />

10215,56<br />

3534,16<br />

200,75<br />

409,31<br />

779,78<br />

1125,48<br />

1339,83<br />

1909,13<br />

1670,26<br />

501,25<br />

54,45<br />

2185,80<br />

18830,58<br />

3502,00<br />

539,67<br />

901,09<br />

1865,53<br />

2530,06<br />

5<strong>05</strong>7,82<br />

2996,11<br />

1199,12<br />

428,54<br />

45,11<br />

8644,22<br />

المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة . 20<strong>05</strong><br />

وسجلت الواردات الزراعية العربية عام 2003 بالمقارنة<br />

مع العام السابق زيادة في بعض الدول العربية التي تعتبر<br />

مستوردة رئيسية،‏ إذ ارتفعت تلك الواردات في السعودية<br />

بنسبة 12.7<br />

في المائة وبنسبة 3.5 في المائة في الجزائر،‏ ولبنان<br />

بنسبة 1.7 في المائة.‏ وبالمقابل سجلت الواردات الزراعية لكل<br />

من تونس وعمان والبحرين ومصر والسودان تراجعا ً تراوح<br />

بين 2.9<br />

في المائة في البحرين،‏ و‎26.2‎ في المائة في السودان<br />

‏.وبالمقابل حققت الواردات الزراعية في بعض الدول العربية<br />

الأخرى،‏ التي يعتبر حجم وارداا ضئيلا ً نسبيا ً بالمقارنة مع<br />

الدول الأخرى،‏ مثل الأردن وسورية والصومال وقطر واليمن<br />

زيادة تراوحت بين 2.1 في المائة في قطر،‏ و‎27.2‎ في المائة<br />

في الأردن.‏ وبالنظر لزيادة قيمة الصادرات الزراعية بمعدل أكبر<br />

من معدل النمو في قيمة الواردات الزراعية،‏ فقد أدى ذلك إلى<br />

زيادة نسبة تغطية الصادرات الزراعية للواردات الزراعية من<br />

حوالي 25.6<br />

واضح من الجدول التالي:-‏<br />

في المائة إلى حوالي 27.4 في المائة كما هو<br />

19


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

الجدول رقم(‏‎5‎‏)‏ يبين تطور قيمة الواردات للدول العربية من سنة 2002 إلى سنة 2004.<br />

: الوحدة القياسية<br />

ألف دولار أمريكي<br />

الدولة سنة 2002 سنة 2003 سنة 2004<br />

الأردن 87198,06 63<strong>05</strong>0,04 38092,94<br />

البحرين 1044,97 1002,64 1394,18<br />

تونس 10488,58 7834,80 2569,48<br />

الجزائر 28602,24 86881,31 107561,80<br />

السعودية<br />

السودان - 16347,<strong>05</strong><br />

سوريا 110636,74 91653,48 18126,56<br />

عمان 48<strong>05</strong>4,75 22391,69 21353,00<br />

فلسطين - 133,00<br />

قطر 15228,15 7826,59 8993,86<br />

الكويت 887,39<br />

لبنان 21349,68 17456,34 5283,96<br />

مصر 44552,95 25<strong>05</strong>6,00 2302,60<br />

المغرب -<br />

موريتانيا - -<br />

اليمن 107793,57 47477,17 43163,74<br />

المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة . 20<strong>05</strong><br />

المطلب الثالث:‏ تطور الميزان التجاري ألفلاحي في الوطن بالقضية الحيوية وهي الأمن الغذائي إذ يبين مدى اعتماد<br />

الاقتصاد على الذات في إنتاج الغذاء أو اعتماده على الخارج.‏<br />

العربي<br />

يعتبر الميزان التجاري عموما احد أهم المؤشرات يعاني الميزان التجاري ألفلاحي في الوطن العربي من العجز<br />

الاقتصادية لأنه يمثل الحصيلة النهائية للعملية الاقتصادية فهو الدائم والمستمر رغم الإصلاحات التي تظهر من حين لأخر<br />

يوضح مكان القوة والضعف في الأداء الاقتصادي العام وأما في معظم الدول العربية إذ أن الصادرات لا تشكل سوى الربع<br />

الميزان التجاري ألفلاحي فهو من الأهمية بمكان لارتباطه من الواردات كما هو مبين في الجدول أدناه<br />

الجدول رقم(‏‎6‎‏)‏ يوضح تطور الميزان التجاري الزراعي للدول العربية من سنة 1995 إلى سنة‎2003‎‏.‏<br />

الوحدة القياسية مليون دولار ونسبة مئوية<br />

الصادرات الزراعي<br />

الواردات الزراعي<br />

نسبة الصادرات إلي الواردات<br />

الميزان التجاري الزراعي<br />

2003 2002 2001 2000 95<br />

8221 7553 68<strong>05</strong> 6911 5746<br />

30048 29485 27377 29980 23457<br />

27.4 25.6 24.9 23.1 24.5<br />

21827- 2<strong>05</strong>72- 21932- 23069- 17711-<br />

المصدر:‏ التقرير الاقتصادي العربي الموحد 13<br />

20


_________________________________________________________________________<br />

دور القطاع الفلاحي في تحقيق الأمن الغذائي في الوطن العربي – ص.‏ ص.‏ 26-15<br />

وسجل الميزان التجاري الزراعي للدول العربية عجزا ً في عام<br />

‎2003‎بلغ حوالي 21.8 مليار دولار،‏ ويتفاوت هذا العجز<br />

من دولة لأخرى إذ يبلغ في السعودية حوالي 25.2 في المائة<br />

من إجمالي العجز في الدول العربية،‏ يليها الجزائر في<br />

المائة،‏ ثم الإمارات 9.7<br />

في المائة،‏ ومصر 8.2<br />

15.7<br />

والعراق 7.8<br />

في المائة.‏<br />

وبلغ صافي قيمة<br />

في المائة،‏<br />

الواردات الزراعية<br />

العربية في دول مجلس التعاون الخليجي عام 2003<br />

حوالي<br />

‎9.9‎مليار دولار أي حوالي 45.3 في المائة من إجمالي قيمة<br />

تلك الواردات<br />

البيان<br />

مجموعة<br />

‏(جملة)‏<br />

القمح والدقيق<br />

البطاطس<br />

جملة البقوليات<br />

جملة الخضر<br />

جملة الفاكهة<br />

السكر(مكرر)‏<br />

جملة<br />

والشحوم<br />

جملة اللحوم<br />

الأسماك<br />

البيض<br />

الألبان ومنتجاا<br />

الجملة<br />

الجدول رقم<br />

الحبوب<br />

الزيوت<br />

(7)<br />

ويختلف الميزان التجاري ألفلاحي من مجموعة سلعية إلى<br />

أخرى وهو سالبا في جميعها باستثناء السمك الذي يصدر منه<br />

الوطن العربي أكثر مما يستورد وهذا نتيجة موقعه الممتاز بين<br />

البحر الأبيض المتوسط و البحر الأحمر وكذلك المحيط<br />

الأطلسي والهندي إلى جانب الخليج العربي ور النيل الذي<br />

يمتد على طول مصر والسودان ودجلة والفرات في وسط<br />

العراق,‏<br />

وتبقى اموعات السلعية الأخرى كلها تعاني العجز<br />

المستمر والجدول التالي يبين ذلك.‏<br />

يبين الميزان التجاري للدول العربية من المواد الزراعية من سنة 1997 إلى سنة 2004.<br />

الوحدة القياسية<br />

متوسط سنة 2001-97<br />

الكمية<br />

القيمة<br />

:<br />

الكمية بألف طن والقيمة بمليون دولار أمريكي<br />

الكمية<br />

سنة 2004<br />

سنة 2003<br />

44718,37<br />

8335,27<br />

53860,74<br />

القيمة<br />

6996,77<br />

الكمية<br />

42244,64<br />

القيمة<br />

7852,79<br />

4038,89<br />

88,40<br />

367,93<br />

197,99<br />

378,92<br />

1196,23<br />

2212,65<br />

2019,31<br />

(897,77)<br />

33,56<br />

2603,31<br />

16<strong>05</strong>3,32<br />

20689,40<br />

(76,60)<br />

849,78<br />

415,83<br />

1413,74<br />

4871,63<br />

3439,44<br />

1475,65<br />

(94,00)<br />

37,69<br />

9354,96<br />

2935,59<br />

140,30<br />

340,55<br />

117,38<br />

299,96<br />

1270,06<br />

1568,75<br />

1845,02<br />

(313,72)<br />

14,40<br />

2210,63<br />

14490,10<br />

19606,39<br />

80,00<br />

861,73<br />

247,29<br />

982,12<br />

5226,34<br />

2797,23<br />

1422,39<br />

(94,64)<br />

17,27<br />

9325,33<br />

3352,09<br />

108,78<br />

347,72<br />

203,75<br />

343,75<br />

1248,45<br />

1345,94<br />

1582,86<br />

(356,88)<br />

33,33<br />

1916,69<br />

15109,66<br />

2478,01<br />

83,49<br />

780,72<br />

315,25<br />

825,28<br />

4712,50<br />

2511,64<br />

1148,94<br />

(140,49)<br />

27,92<br />

7931,84<br />

المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة . 20<strong>05</strong><br />

: المطلب الرابع<br />

تطور الفجوة الغذائية العربية<br />

لقد كانت محصلة القصور في التنمية الزراعية العربية<br />

وجود عجز متفاقم في الغذاء بلغ مستويات مرتفعة نوعا ً ما في<br />

بعض السلع الغذائية الأساسية في مقدمتها الحبوب والقمح إذ<br />

بلغت نسبة الاعتماد على استيرادها من الخارج حوالي‎55‎ و<br />

‎58‎في المائة على التوالي،‏ وأثر ذلك سلبا ً على الأمن الغذائي،‏<br />

وزيادة قيمة الفجوة الغذائية التي بلغت قيمتها عام<br />

2003<br />

حوالي 14.6<br />

مليار دولار أي بانخفاض طفيف بلغ 0.9 في<br />

المائة بالمقارنة مع عام ، 2002 ويعود هذا إلى انخفاض أسعار<br />

بعض السلع الغذائية في الأسواق العالمية،‏<br />

21


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

(8) الجدول رقم<br />

الحبوب<br />

القمح<br />

السكر<br />

اللحوم<br />

الألبان<br />

يوضح تطور الحجم الكمي للفجوة الغذائية العربية موعات سلع أساسية خلال الفترة‎2003-1995‎ .<br />

الوحدة القياسية مليون طن<br />

2003<br />

1995<br />

الإنتاج صافي الواردات الاستهلاك الإنتاج صافي الواردات الاستهلاك<br />

92.8<br />

45 47.8 70.1 32.4 37.7<br />

48.6<br />

21.1 27.5 31.3 14.6 16.7<br />

36.7<br />

5.5 31.2 29.2 3.7 25.5<br />

7.4<br />

0.6 6.8 5.7 1 4.6<br />

31.6<br />

9.9 21.7 24.2 8.3 15.9<br />

المصدر:‏ التقرير السنوي الموحد سنة 2004.<br />

ويتبين منه زيادة استهلاك الحبوب وعلى رأسها القمح<br />

حيث ارتفع الاستهلاك من حوالي 70.1 مليون طن عام<br />

‎1995‎إلى حوالي 92.8 مليون طن عام 2003<br />

، وارتفع<br />

متوسط نصيب الفرد من الاستهلاك من حوالي 283 كلغم<br />

‏/السنة<br />

كمتوسط للفترة 1995- 1999<br />

إلى حوالي<br />

‎313‎كلغم/‏ السنة كمتوسط للفترة‎2000‎‏-‏ 2003 وتمثل<br />

قيمة الفجوة في مجموعة الحبوب عام 2003<br />

حوالي 47.9<br />

في المائة من إجمالي قيمة الفجوة الغذائية،‏ ويأتي القمح من<br />

حيث الأهمية النسبية في مقدمة سلع الحبوب ذات الفجوة<br />

المرتفعة إذ يمثل حوالي 42.1 من قيمة مجموعة الحبوب ونحو<br />

‎20.2‎في المائة من القيمة الإجمالية للفجوة الغذائية.‏ وتتفاوت<br />

قيمة الفجوة الغذائية في مجموعة السلع الغذائية الأخرى،‏ إذ<br />

تمثل قيمة الفجوة في الألبان حوالي 16.7 في المائة،‏ يليها<br />

اللحوم 12.3 في المائة،‏ ثم الزيوت والشحوم 10.2 في المائة<br />

‏.وتراوحت نسبة الزيادة في قيمة الفجوة للسلع الزراعية عام<br />

‎2003‎بالمقارنة مع العام السابق<br />

بين 2.5<br />

و 17.2<br />

في المائة في الشعير<br />

في المائة في الخضروات،‏ وبالمقابل انخفضت قيمة<br />

الفجوة في الحبوب والقمح والسكر والفواكه والبقوليات<br />

وتراوحت نسبة الانخفاض بين 0.8 في المائة في البقوليات و<br />

‎29.7‎في المائة في الفواكه والجدول التالي يعطي توضيحات<br />

أكثر<br />

وتشير التوقعات،‏ في حال استمرار معدلات نمو الإنتاج<br />

الزراعي العربي في وضعها الحالي مع استمرار تزايد الحاجة إلى<br />

المواد الغذائية في الدول العربية في ظل تزايد السكان وزيادة<br />

متوسط الدخل الفردي،‏ أن تتسع<br />

تبلغ في عام 2010<br />

حوالي 61<br />

حوالي 28<br />

السكر،‏ وحوالي 5<br />

كمية<br />

مليون طن من القمح وحوالي 7<br />

الفجوة الغذائية<br />

وأن<br />

مليون طن من الحبو ب منها<br />

مليون طن<br />

مليون طن من الزيوت،‏ وحوالي 15<br />

مليون طن من اللحوم،‏ وحوالي 17 مليون طن من الألبان.‏ 4<br />

المطلب الخامس:تطور نسب الاكتفاء الذاتي الغذائي العربي<br />

من<br />

أدى التفاوت بين الطلب على السلع الزراعية والإنتاج<br />

الزراعي منها إلى انخفاض مستويات الاكتفاء الذاتي لعدد من<br />

السلع الغذائية في مقدمتها الحبوب والدقيق،‏ إذ انخفضت نسبة<br />

الاكتفاء الذاتي منها في عام 2003 بالمقارنة مع عام<br />

من حوالي 49.7<br />

في المائة إلى حوالي 48.2<br />

2002<br />

4<br />

5<br />

ما يِؤكده الجدول التالي ،<br />

المصدر:‏ التقرير السنوي الموحد سنة . 2004<br />

لمزيد من المعلومات أنظر الملحق رقم 1<br />

5<br />

في المائة،‏ وهذا<br />

22


_________________________________________________________________________<br />

دور القطاع الفلاحي في تحقيق الأمن الغذائي في الوطن العربي – ص.‏ ص.‏ 26-15<br />

الجدول رقم<br />

مجموعة الحبوب ‏(جملة)‏<br />

القمح والدقيق<br />

البطاطس<br />

جملة البقوليات<br />

جملة الخضر<br />

جملة الفاكهة<br />

السكر(مكرر)‏<br />

جملة الزيوت والشحوم<br />

جملة اللحوم<br />

الأسماك<br />

البيض<br />

الألبان ومنتجاا<br />

(7)<br />

يبين نسب الاكتفاء الذاتي في الدول العربية من المواد الزراعية من سنة 1997 إلى سنة 2004.<br />

متوسط سنة 2001-97<br />

النسبة المئوية : الوحدة القياسية<br />

سنة 2004<br />

56,23<br />

57,56<br />

100,83<br />

66,15<br />

99,07<br />

95,00<br />

35,84<br />

31,03<br />

82,33<br />

102,50<br />

97,37<br />

70,32<br />

سنة 2003<br />

57,30<br />

58,34<br />

99,08<br />

64,37<br />

99,38<br />

96,48<br />

33,80<br />

35,11<br />

82,65<br />

102,89<br />

98,73<br />

69,92<br />

43,95<br />

88,45<br />

98,80<br />

62,52<br />

99,17<br />

96,96<br />

33,11<br />

26,49<br />

83,38<br />

1<strong>05</strong>,16<br />

97,33<br />

70.24<br />

المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة . 20<strong>05</strong><br />

والقمح من حوالي 48.2 في المائة إلى حوالي 46.4 في 2000-1997 حوالي<br />

المائة،‏ والشعير من حوالي 44.9 في المائة إلى حوالي 39 في<br />

المائة،‏ والسكر من حوالي 33.9 في المائة إلى حوالي ‎32.6‎في<br />

المائة،‏ والألبان من 68.9 في المائة إلى 68.4 في المائة<br />

‏.وبالمقابل حافظت بعض السلع على مستويات مرتفعة من<br />

نسب الاكتفاء مثل الفواكه والخضروات والبيض،‏ إذ تراوحت<br />

بين 96.2 و 99.7<br />

في المائة.‏ وحققت الأسماك فائضا ً بنسبة<br />

‏.‏‎7‎في 4 المائة<br />

تدل نسب الاكتفاء الذاتي هذه على العجز المستمر في<br />

توفير الغذاء وخاصة في السلع الأساسية فإذا كانت نسبة<br />

الاكتفاء الذاتي من الحبوب في مجملها في متوسط سنوات<br />

إلى‎56,23‎ بالمائة في سنة<br />

43.95 بالمائة تقريبا فهي ارتفعت<br />

2004<br />

وتبقى جملة الشحوم<br />

والزيوت هي أدنى نسبة اكتفاء حيث وصلت إلى حوالي<br />

31,03 بالمائة فقط إي اعتماد الاقتصاد العربي الشبه كلي<br />

على الخارج لتوفير الغذاء للمواطنين باستثناء البطاطس والخضر<br />

وكذلك البيض والأسماك.‏<br />

ولإعطاء فكرة واضحة حول نسب الاكتفاء الذاتي لبعض<br />

الدول العربية أخذنا الجزائر من دول المغرب الغربي و السعودية<br />

من شبه الجزيرة العربية أو مجلس التعاون الخليجي والسودان<br />

من حوض النيل كأمثلة وعينة لملاحظة الفرو قات في نسب<br />

الاكتفاء الذاتي وتطورها لنفس الفترة السابقة.‏<br />

23


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

الجدول رقم<br />

البيان<br />

(8)<br />

مجموعة الحبوب ‏(جملة)‏<br />

القمح والدقيق<br />

الذرة الشامية<br />

الأرز<br />

الشعير<br />

البطاطس<br />

جملة البقوليات<br />

جملة الخضر<br />

جملة الفاكهة<br />

السكر(مكرر)‏<br />

جملة الزيوت والشحوم<br />

جملة اللحوم<br />

لحوم حمراء<br />

لحوم بيضاء<br />

الأسماك<br />

البيض<br />

الألبان ومنتجاا<br />

يبين نسب الاكتفاء الذاتي في الجزائر والسعودية والسودان من مختلف السلع الغذائية من سنة 97 إلى سنة 2004.<br />

متوسط سنة 2000-97<br />

الجزائر<br />

السعودية<br />

السودان<br />

: الوحدة القياسية<br />

سنة 2003<br />

الجزائر<br />

النسبة المئوية<br />

السعودية<br />

السودان<br />

سنة 2004<br />

85,36<br />

29,42<br />

38,02<br />

81,86<br />

24,84<br />

22,67<br />

الجزائر<br />

36,60<br />

السعودية<br />

37,39<br />

السودان<br />

77,01<br />

27,29<br />

100,31<br />

28,77<br />

99,95<br />

79,83<br />

99,90<br />

99,80<br />

100,06<br />

109,16<br />

100,36<br />

100,37<br />

99,77<br />

103,72<br />

99,89<br />

98,61<br />

-<br />

100,14<br />

5,68<br />

-<br />

1,72<br />

111,77<br />

-<br />

81,55<br />

65,27<br />

-<br />

1,85<br />

54,65<br />

53,57<br />

54,99<br />

44,92<br />

1<strong>05</strong>,37<br />

41,08<br />

35,11<br />

0,04<br />

-<br />

96,95<br />

94,47<br />

26,96<br />

98,69<br />

90,27<br />

-<br />

7,88<br />

83,80<br />

77,56<br />

99,06<br />

82,89<br />

100,00<br />

45,19<br />

29,09<br />

100,00<br />

9,63<br />

99,95<br />

84,97<br />

99,89<br />

99,81<br />

101,18<br />

101,27<br />

100,47<br />

100,48<br />

99,85<br />

102,75<br />

99,88<br />

98,94<br />

-<br />

97,85<br />

3,89<br />

-<br />

3,30<br />

114,71<br />

-<br />

82,37<br />

63,96<br />

-<br />

0,76<br />

53,98<br />

54,12<br />

53,93<br />

45,03<br />

1<strong>05</strong>,70<br />

37,59<br />

36,35<br />

0,04<br />

-<br />

93,12<br />

94,91<br />

25,39<br />

99,77<br />

90,88<br />

-<br />

6,62<br />

91,29<br />

87,69<br />

99,18<br />

83,90<br />

100,00<br />

47,67<br />

60,81<br />

100,00<br />

17,89<br />

99,73<br />

87,32<br />

100,40<br />

100,22<br />

100,63<br />

115,32<br />

100,56<br />

100,57<br />

99,75<br />

100,78<br />

98,83<br />

98,72<br />

-<br />

98,53<br />

1,69<br />

-<br />

5,18<br />

99,69<br />

-<br />

84,78<br />

63,75<br />

-<br />

1,54<br />

61,46<br />

64,18<br />

60,19<br />

41,68<br />

1<strong>05</strong>,47<br />

40,77<br />

98,84<br />

0,03<br />

-<br />

54,21<br />

91,98<br />

18,77<br />

99,42<br />

92,48<br />

-<br />

0,35<br />

95,82<br />

93,70<br />

99,72<br />

91,91<br />

100,00<br />

43,36<br />

المصدر:‏ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ‏-التقرير الاقتصادي العربي الموحد سنة . 20<strong>05</strong><br />

ويتضح من الجدول أعلاه أن نسب الاكتفاء الذاتي في<br />

السودان عموما عاليا جدا وتقريبا في جميع المواد باستثناء<br />

مادتي القمح والأرز والتي نسبهما على التوالي<br />

27.29 )<br />

و‎28.77‎ (<br />

في سنة 2004 بينما في السعودية لم تصل إلى<br />

الاكتفاء الذاتي سوى في ثلاث مواد وهي القمح والدقيق<br />

والبطاطس والبيض وأما بقية المواد فنسب الاكتفاء الذاتي<br />

متوسطة عموما وتتراوح بين 45 بالمائة و‎96‎ بالمائة بينما مواد<br />

مثل الشعير و جملة الزيوت والأرز فنسبها ضعيفة جدا وهي<br />

على التوالي<br />

) 1.72 و 1.85 و ( 5.68<br />

بينما في الجزائر<br />

لم تصل للاكتفاء الذاتي إلا في مادة البيض واللحوم البيضاء<br />

وتعتبر نسبة الاكتفاء الذاتي متوسطة في الأسماك واللحوم<br />

الحمراء والخضر والفواكه والشعير وضعيفة جدا في جملة<br />

الزيوت والشحوم البقوليات والقمح والدقيق وهي على<br />

التوالي<br />

الاستهلاك.‏<br />

) 7.88 و 26.96 و ( 35.11<br />

وهي المواد الشائعة<br />

الخلاصة<br />

رغم الإمكانيات المادية والبشرية التي يحوزها الوطن<br />

العربي في الميدان ألفلاحي إلا أنه يعاني من عجز كبير في توفير<br />

الغذاء الصحي لمواطنيه الذين يفوق عددهم ال<br />

300 ألف<br />

نسمة ويتفاقم هذا العجز في المواد الأساسية وذات الاستهلاك<br />

الواسع مثل الزيوت بأنواعها والسكريات إلى جانب الحبوب<br />

بجميع أنواعها وخاصة القمح والدقيق والذي يكلف الخزائن<br />

العمومية الكثير من العملات الصعبة<br />

.<br />

ورغم تميز الدول العربية بتنوع وتباين التضاريس المناخية<br />

والبيئية فيها حيث المناطق الجبلية والهضاب والنجود والسهول<br />

والمناطق المنخفضة والبوادي والصحارى.‏ وينعكس هذا التنوع<br />

في وجود المناخ المعتدل مع الحار والممطر مع الجاف،‏ والمطر<br />

الشتوي والمطر الصيفي المداري.‏ ويساهم هذا التنوع المناخي<br />

في تنوع الأقاليم حيث أقاليم الغابات والبساتين وأقاليم<br />

24


_________________________________________________________________________<br />

دور القطاع الفلاحي في تحقيق الأمن الغذائي في الوطن العربي – ص.‏ ص.‏ 26-15<br />

الزراعات الكثيفة والواسعة والهامشية،‏ والمراعي الطبيعية وتقدر<br />

مساحة الأراضي المتصحرة في الدول العربية عام 2003<br />

بحوالي‎9.7‎ مليون كيلو متر مربع وهي تمثل حوالي 68 في<br />

المائة من المساحة الإجمالية للدول العربية.‏<br />

إن تقلب الأمطار وتذبذا من موسم لآخر،‏ وعدم انتظام<br />

الهطول الفصلي والشهري في إطار الموسم الواحد،‏ يعرض<br />

المراعي الطبيعية والثروة الحيوانية لهزات إنتاجية من حيث<br />

تذبذب أعداد الحيوانات،‏ كما يعرض الزراعة المطرية لحالة من<br />

عدم الاستقرار سواء من حيث المساحة أو من حيث<br />

مردودها،‏ هذا إلى جانب رفع درجة المخاطرة في الزراعة<br />

المطرية،‏ وعدم القدرة على التخطيط لها وتوقع نتائجها.‏<br />

ويمكن تحسين كفاءة الاستغلال للموارد الزراعية من<br />

خلال الاستفادة من التقنية الحديثة واستغلال مساحات<br />

شاسعة تقع في الدول الصحراوية المناخ مثل السعودية والجزائر<br />

وليبيا ومصر والسودان،‏ كما يمكن الاستفادة من مياه الأمطار<br />

بالدرجة القصوى من خلال تخزينها وتوجيهها لتغذية المياه<br />

الجوفية والحد من تبخرها ومن جرياا الضائع . كما يلزم<br />

أيضا ً الابتعاد عن زراعة الأراضي الهامشية وإتباع الأساليب<br />

الزراعية التي تساعد على حفظ رطوبة التربة،‏ والاستفادة من<br />

الإنجازات الجديدة في ثورة التقنية الحيوية،‏ وفي مجال استنباط<br />

أصناف أبكر نضجا ً وأعلى قدرة على تحمل الجفاف والحرارة<br />

والملوحة،‏ وزيادة الاهتمام بالتخطيط الزراعي وباختيار<br />

التركيبات المحصولية،‏ ومنع زراعة بعض المحاصيل في المناطق<br />

التي تتكرر فيها الظواهر المناخية غير المواتية للزراعة.‏<br />

(1) الملحق رقم<br />

يوضح تطور الفجوة الغذائية في العالم العربي من سنة 1995 إلى سنة 2003.<br />

25


________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة و الأداء المتميز – ص.‏ ص.‏ 37-27<br />

إدارة الجودة الشاملة و الأداء المتميز<br />

الأستاد بومدين يوسف<br />

جامعة بومرداس<br />

: المقدمة<br />

لقد شكلت القيم و المفاهيم و المبادئ التي صاحبت قيام<br />

الثورة الصناعية أساس تحول اتمع إلى مجتمع صناعي و ما<br />

المنظمات و المؤسسات الحالية إلا مفاهيم كانت ضرورية في<br />

حينها و انطلقت منها المنظمات في بناء و تطوير هياكل<br />

ووضع أسس تطوير أدائها.‏<br />

و لكن مع التغيرات العالمية التي حدثت بطريقة<br />

فجائية و أحيانا سريعة تجاوزت قدرات هذه المنظمات على<br />

التكيف مع الواقع و أدت إلى عجزها عن مواصلة معدل<br />

الأداء إذ أدى تفعيل دور ما سمي بالقوى الأربعة<br />

المتمثلة في الزبون<br />

(1) (cs4)<br />

(consommateur)<br />

(ompétition)<br />

والتغيير<br />

(changement)<br />

(complexiste)<br />

والمنافسة<br />

والتعقيد<br />

من جهة،‏ وظهور التكتلات الاقتصادية<br />

و المنظمات العالمية فضلا عن الثورة الهائلة في المعلوماتية<br />

والاتصالات في جهة أخرى ، إلى إعادة التفكير في المفاهيم<br />

والمبادئ التي تأسست عليها هذه المنظمات و التي كانت<br />

تتناسب مع أحوال العصر القائم آنذاك و البحث عن مناهج<br />

حديثة تتناسب مع هذه التغيرات لمحاولة الوصول إلى حصص<br />

سوقية جديدة معتمدة في ذلك على تحقيق الأسبقيات<br />

التنافسية ومن أبرزها أسبقية الجودة ، غير أن لا تكفي<br />

وحدها لتحقيق هذا التوجه بل لابد من تبني الاتجاهات<br />

الأكثر حداثة و النظم في<br />

إدارا ،<br />

ابرز هذه الاتجاهات إدارة الجودة الشاملة<br />

و لعل واحد من<br />

TQM / )<br />

(Total quality management<br />

التي تأتى في<br />

مقدمة الأفكار الإدارية التي شكلت الوعاء الجديد المتناسب<br />

مع تلك المعطيات و القادر على مواجهتها بفعالية<br />

و قد أكدت الأدبيات و الدراسات أن مفاهيم<br />

إدارة الجودة الشاملة كانت هي قاعدة الأساس التي انطلقت<br />

منها حركة البحث عن الاداء المتميز ، أهميتها في تحسين<br />

الربحية و تعزيز المركز التنافسي فضلا عن الاستجابة لتوقعات<br />

الزبائن و تحسين معدلات الإنتاجية الأمر الذي يعكس أهمية<br />

هذا المدخل في تحقيق أداء متميز لأداء المنظمة و على جميع<br />

. المستويات<br />

أهمية الدراسة و أهدافها :<br />

تتجلى أهمية الدراسة الحالية في تناولها لموضوع يتسم<br />

بالحداثة حيث يعد هذا الموضوع حتى وان كان على مستوى<br />

دراسته والخوض فيه يعدوا بعيدا عن مجال التطبيق في<br />

المؤسسات الجزائرية سواء الصناعية منها أو الخدمية فضلا عن<br />

وجود فجوة معرفية في تبني هده الفلسفة وفي يئة شروط<br />

تطبيقها من قبل مدراء المؤسسات الجزائرية,‏ فسوف نحاول<br />

لفت انتباه أنظار القائمين على أمر المؤسسات الجزائرية إلى<br />

مدخل إدارة الجودة الشاملة والذي يعتبر من الافرازات الهامة<br />

لتطور الفكر الإداري والذي اثبت كفاءته وأمكن من خلاله<br />

التغلب على ما يعترض المؤسسة من مشاكل تتعلق بالجودة<br />

والإنتاجية وفي هدا الإطار دف الدراسة إلى<br />

1. عرض و تقديم الإطار الفكري و النظري لأسلوب إدارة<br />

الجودة الشاملة كفلسفة إدارية من حيث النشأة و التطور<br />

والمفهوم و مجالات التطبيق و إظهار المخاطر التي تحول دون<br />

نجاح تطبيقها في الواقع العملي . في محاولة لتقليل الفجوة<br />

المعرفية و العلمية في تبني هذه الفلسفة دف استخلاص<br />

. الأساليب المناسبة<br />

.<br />

27


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

.2<br />

محاولة إيجاد صلة وثيقة بين اثر تبني هذه الفلسفة الإدارية<br />

الحديثة كأحد العوامل الأكثر تفسيرا وتحليلا للعلاقة الموجودة<br />

مع حسن تطبيقها و بناء و تعزيز الميزة التنافسية للمنظمة و بما<br />

يؤول إلى تحقيق الاداء المتميز كهدف يضمن البقاء و النمو<br />

.<br />

.3<br />

محاولة إظهار التقنيات المناسبة لتطبيق نظام إدارة الجودة<br />

الشاملة باعتبارها من القرارات المحورية حيث تنشأ مشكلات<br />

و أضرار جسيمة نتيجة الاستخدام غير المبرر لتقنيات لا<br />

تتناسب مع ظروف المنظمة و طبيعة الخدمات التي تقدمها و<br />

مدى انعكاس تطبيق هذه التقنيات في تحسين الأداء المنظمي<br />

لمنظمات الأعمال وصولا لتقديم بعض الاستنتاجات و<br />

المقترحات ذا الشأن<br />

.<br />

الإطار المنهجي للدراسة<br />

:<br />

تعتمد الدراسة على المنهج ألوصفي التحليلي بغية تقديم<br />

ركائز هدا المدخل وإطاره باعتباره أسلوبا حديثا يهدف إلى<br />

تطوير وتحسين الجودة ونجاح المنظمة وتحقيقها لأداء متميز من<br />

خلال التغطية الأكاديمية والتقديم النظري لمختلف جوانبه<br />

.<br />

وسنحاول تحقيق هدا الغرض من خلال التعرض بشيء من<br />

التفصيل للمحاور التالية<br />

:<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

الإطار الفكري والنظري لإدارة الجودة الشاملة<br />

تفسير علاقة إدارة الجودة الشاملة بالأداء المتميز<br />

العلاقة بين إدارة الجودة الشاملة وبناء الميزة التنافسية<br />

والتميز في الأداء<br />

الاستنتاجات والتوصيات<br />

1- الإطار الفكري والنظري لإدارة الجودة الشاملة<br />

:<br />

. 1-1<br />

ا-‏ مفهوم الجودة<br />

التعريف بالجودة ومراحل تطورها<br />

يرجع مفهوم الجودة Quality إلى الكلمة اللاتينية<br />

Qualitas التي يقصد ا طبيعة الشخص أو الشيء ودرجة<br />

صلاحيته.‏ وكانت تعني قديما الدقة والإتقان(‏‎1‎‏).‏<br />

فالدين الإسلامي الحنيف أعطى اهتماما واسعا في التوكيد<br />

على العمل الجاد والنافع وهو ما نصت عليه الآية الكريمة<br />

"<br />

وقل اعملوا فسيرى االله عملكم ورسوله والمؤمنون"‏ ‏(التوبة<br />

‏–الاية‎1<strong>05</strong>‎‏).‏<br />

أما السيرة النبوية الشريفة فهي غنية بالأحاديث الشريفة<br />

. التي تعظم العمل<br />

فيقول النبي محمد صلى االله عليه وسلم<br />

" نإ<br />

.1<br />

االله كتب الإحسان في كل شيء".‏ ويقول صلى االله عليه<br />

وسلم ‏"إن االله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".‏<br />

ولتحديد مفهوم الجودة لابد من استعراض تعاريف وضعها<br />

الرواد الأوائل للجودة<br />

الاستعمال<br />

juran يقول<br />

(2).<br />

.2<br />

"<br />

إن الجودة هي الملائمة للغرض أو<br />

وفي تعريف أخر أورده E-deming يماثل إلى<br />

حد كبير ما ورد في التعريف السابق إذ يرى أن الجودة هي<br />

دقة متوقعة تناسب السوق بتكلفة منخفضة بمعنى مطابقة<br />

الاحتياجات<br />

(3)."<br />

.3<br />

و كذلك Ph-crosby يرى أن الجودة هي<br />

"<br />

المطابقة للمواصفات و يقول بأن الجودة هي مسؤولية<br />

الجميع و رغبات المستهلك هي أساس التصميم<br />

(4). "<br />

.4<br />

في حين عرفها<br />

Christian Meria بان الجودة<br />

هي قدرة المنتج على تلبية حاجات المستعملين و بأقل تكلفة<br />

(5).<br />

.5<br />

بينما يعرفها<br />

G.Taguchi بأا "<br />

الخسارة التي يسببها المنتج للمجتمع بعد تسليمه للزبون<br />

تفادي<br />

(6)"<br />

.<br />

:<br />

:<br />

28


________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة و الأداء المتميز – ص.‏ ص.‏ 37-27<br />

و من خلال استعراض التعاريف السابقة و غيرها<br />

نلاحظ أن هناك اختلافا واضحا في تعريف الجودة و أن<br />

الجميع يقولون ذات الشيء و لكن بتعبيرات مختلفة ، و أن<br />

التعريفات المختلفة تتناول أبعادا مختلفة في نفس الظاهرة.‏ ومن<br />

ثم يبدو المنطق في وصف الجودة بأا شاملة<br />

Totalإذ<br />

تشمل جميع مجالات النشاط في المنظمة (7) كما تشمل كافة<br />

أبعاد السلعة أو الخدمة و عليه فإن تعاريف الجودة إنما تعتمد<br />

على الفلسفة التي يعتنقها الباحث و رؤيته للكيفية التي يمكن<br />

من خلالها جعل المنتج<br />

يحضي برضى الزبون<br />

وهكذا فإن .<br />

تطور مفهوم الجودة عند وصولها إلى مدخل إدارة الجودة<br />

الشاملة لم يأتي دفعة واحدة بل استلزم وقتا لإضافات علمية<br />

كبيرة عن المستويين الفكري و التطبيقي<br />

.<br />

وهنايمكن التميز بين أربع مراحل تاريخية لتطور الجودة إذ<br />

توجت المرحلة الأخيرة بإدارة الجودة الشاملة كما ياتي ذلك<br />

: في الأتي<br />

ب-‏ التطور التاريخي لإدارة الجودة<br />

:<br />

من خلال التطور الفكري و الإداري فيما يتعلق<br />

بإدارة الجودة يمكن أن نلاحظ أن تتابع المداخل للجودة عبر<br />

تطورها لم يحدث في صورة قفزات ، و لكنها كانت من<br />

خلال تطور مستقر و ثابت<br />

.<br />

وكان هذا التطور انعكاسا<br />

لسلسلة من الاكتشافات ترجع إلى اقرن الماضي و هذه<br />

الاكتشافات يمكن تقسيمها إلى أربعة عصور و هي<br />

:<br />

الفحص ، و المراقبة الإحصائية للجودة ، و تأكيد الجودة<br />

، إدارة الجودة الشاملة أو ما يطلق عليه إدارة الجودة<br />

. الإستراتيجية<br />

و كل مرحلة تالية من مراحل التطور<br />

اشتملت و تضمنت المرحلة السابقة عليها.‏ وفي رأينا انه من<br />

الاوفق تقسيم مراحل التطور الأربعة السابقة إلى مدخلين في<br />

لإدارة الجودة أولهما المدخل التقليدي لأدارة الجودة و يتضمن<br />

الفحص المراقبة ، و تأكيد الجودة و المدخل الثاني مدخل<br />

إدارة الجودة الشاملة<br />

.<br />

.I<br />

مرحلة بداية القرن العشرين-الفحص-:‏<br />

اقترنت هذه الفترة بمرحلة الإدارة العلمية للعمل<br />

‏"لتيلور"الذي كان يهدف إلى الرفع من مستوى الكفاءة<br />

الإنتاجية داخل المصنع عن طريق التخصص و الفحص<br />

والنمطية وتبسيط العمل وتقسيمه.‏ كما دعا إلى ضرورة<br />

الفصل بين وظيفة الإنتاج ووظيفة التفتيش<br />

.(8)<br />

و يمكن القول هنا انه في هذه المرحلة انقسمت<br />

وظيفة الجودة بين العامل الذي يقوم بالإنتاج و المفتش الذي<br />

يقوم بفحص المنتجات بغرض التقليل من المعيب وفصل<br />

المعيبات عن المنتج النهائي لأنه لا يمنع من وقوع الخطأ<br />

29


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

(01): شكل رقم<br />

نظام الجودة المبنى على أساس الفحص<br />

إنتاج المصنع<br />

الفضلات<br />

لا<br />

التفتيش<br />

منتوج مطابق<br />

نعم<br />

المخزن<br />

( 9) *Jean Marie : Le défi de la qualité dans la société industrielle p81.<br />

.III مرحلة – 1950 1970 ‏:تأكيد الجودة:‏<br />

.II فترة – 1930 ‎1950‎‏:مراقبة<br />

: الجودة<br />

كانت الجودة هنا دف إلى تقليل نسبة المعيبات ‏(العيب في<br />

( المنتجات<br />

مستخدمة بالإضافة للمرحلة الأولى تطبيق<br />

الأساليب الإحصائية في ضبط الجودة لأداء أنشطة الجودة<br />

والتحقق من مطابقة المنتج لمقاييس الجودة'(‏‎10‎‏).‏<br />

و على الرغم من أن مراقبة الجودة أكثر تقدما من مجرد<br />

مدخل الفحص إلا ان التقدم في إدارة الجودة جعل الاعتماد<br />

على مراقبة الجودة غير كافي بل و غير ملائم بمفرده لتحقيق<br />

التحسين المستمر و لعل الاستعراض التالي لنظام الجودة<br />

يوضح نواحي القصور و عدم الفعالية في هذا النظام<br />

كان اهتمام تأكيد الجودة كمدخل من مداخل إدارة الجودة<br />

اكثر بعدا و عمقا من المداخل السابقة له تاريخيا.‏ فلأول مرة<br />

يقدم هذا المدخل مفهوم التكامل و التنسيق بين برامج الإدارة<br />

و لأول مرة أيضا يؤكد ان كافة المستويات الإدارية لابد ان<br />

تشارك في تخطيط ومراقبة الجودة<br />

.<br />

و في هذه المرحلة تم<br />

الانتقال من جودة المنتج إلى جودة النظام و أساسه منع وقوع<br />

الخطأ ‏.و يجب ملاحظة ان أي مرحلة تالية من مراحل المدخل<br />

التقليدي لم تستبعد سابقتها و لكنها استندت إليها ولكن<br />

بمنظور أوسع و أعمق و أشمل<br />

.<br />

.<br />

30


.IV<br />

________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة و الأداء المتميز – ص.‏ ص.‏ 37-27<br />

المدخل الحديث<br />

الجودة الشاملة .<br />

1970 فترة :<br />

ادارة : حتى الآن<br />

هي نظام شامل للقيادة و التشغيل تعتمد على مشاركة جميع<br />

العاملين الزبائن<br />

للجودة و الأداء على الأمد البعيد<br />

.<br />

و الموردين و يهدف إلىالتحسين المستمر<br />

و يعتبر مدخل إدارة الجودة الشاملة من الاتجاهات الحديثة في<br />

الإدارة ، و تقوم فلسفته على مجموعة من المبادئ التي يمكن أن<br />

تتبناها من أجل الوصول إلى أفضل أداء ممكن ، فهي فلسفة<br />

إدارية و مدخل إستراتيجي و وسيلة لإدارة التغييردف إلى<br />

نقل المنظمات المعاصرة من أنماط التفكير التقليدية لمختلف<br />

أوجه المنظمة إلى أنماط تفكير و ممارسات تتلاءم مع البيئة و<br />

المتطلبات المعاصرة ، كما يؤكد على مشاركة العنصر البشري<br />

بتحريك مواهبهم و قدرام دف التحسين المستمر(‏‎11‎‏)‏<br />

.<br />

ان نظام إدارة الجودة الشاملة لا يخرج عن كونه امتداد<br />

لحلقات التطوير و التغيير الفعال و المستمر ، حيث تحسين<br />

الأداء و الاهتمام بعناصر الإنتاج ومن ثم فهو مدخل من<br />

مداخل التطوير التنظيمي ، من منطلق كون الإدارة عملية<br />

اجتماعية من الناس و إلى الناس.‏ وإبداع وتغيير فعال من اجل<br />

الاختيار الأفضل و الاستخدام الأمثل للموارد<br />

المتاحة(‏‎12‎‏).‏<br />

من خلال هذا العرض نلاحظ أن نظام الجودة الشاملة يرتكز<br />

على محاور و مكونات أساسية هي<br />

:<br />

.1<br />

محور يرتكز على الجودة : باعتبار المنظمات التي<br />

تنتج منتجات ذات جودة سوف تحقق أحسن النتائج وهو<br />

عامل مهم لبقاء المؤسسة أطول مدة ممكنة<br />

.2<br />

.<br />

محور يرتكز على العامل الإنساني : من حيث<br />

التدريب و الإبداع و بناء فرق العمل و الاتصالات و التطوير<br />

و التغيير و الالتزام و ضمان فاعلية الاتصالات<br />

.<br />

.3<br />

اعتبار المنظمة نظام مفتوح على المحيط و إدراك<br />

المنافسة و تطوير استراتيجية منافسة<br />

.<br />

‎2.1‎‏.أهمية تطبيق إدارة الجودة الشاملة<br />

:<br />

ينظر إلى إدارة الجودة الشاملة على أا قاطرة عظيمة للتغيير<br />

إلى الأفضل<br />

و مقياس<br />

أساسي للمفاضلة بين المؤسسات<br />

حيث اعتمدت في الكثير من المنظمات لأهميتها الإستراتيجية<br />

الفائقة مما زاد من فاعليتها ومن قدرا على البقاء في السوق<br />

. التنافسية<br />

: يحقق ما يلي<br />

-<br />

فتطبيق إدارة الجودة الشاملة في منظمة الأعمال<br />

تقليص شكاوى المستهلكين و تخفيض تكاليف الجودة،‏<br />

مما يساهم في تحقيق رضا العميل.‏<br />

-<br />

تعزيز الموقف التنافسي للمنظمة طالما يجري التركيز على<br />

تقديم سلعة ‏/خدمة ذات جودة عالية للزبون وبالتالي زيادة<br />

ولاء الزبون المنتج<br />

/<br />

-<br />

-<br />

الخدمة.‏<br />

زيادة الإنتاجية و الأرباح المحققة،‏ مما يساعد في رفع<br />

الكفاءة الإدارية والإنتاجية من خلال زيادة الحصة السوقية.‏<br />

زيادة شهرة المنظمة.‏<br />

تحسين عملية الاتصال في مختلف مستويات المؤسسة وضمان<br />

المشاركة الفعالة لجميع أفردها في تحسين الأداء.(‏‎13‎‏)‏<br />

31


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

(2) الشكل<br />

أهمية ادارة الجودة الشاملة و علاقتها بالربحية و الكلفة<br />

تحسين الجودة<br />

زيادة الربحية<br />

تخفيض التكاليف<br />

تكلفة الصنع<br />

تكلفة الخدمة<br />

تكلفة المراقبة<br />

تحسين الإنتاجية<br />

تحسين الشهرة<br />

التوسع في السوق<br />

زيادة الحصة السوقية و مركز<br />

منافسة أفضل و استمرارية في<br />

السوق<br />

غزو السوق بجود<br />

أعلى<br />

علي السلمي )<br />

" السياسات المعاصرة ص )(14) 299<br />

‎3.1‎‏.مبادئ ادارة الجودة الشاملة:‏<br />

يقوم نظام إدارة الجودة الشاملة على مجموعة من المبادئ و<br />

القواعد المتمثلة في<br />

:<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

التركيز على العميل<br />

.<br />

التركيز على إدارة الموارد البشرية<br />

التحسين المستمر في الإبداع<br />

التزام الإدارة العليا<br />

القرارات المبنية على الحقائق<br />

.<br />

.<br />

‎4.1‎‏.عناصر إقامة نظام إدارة الجودة الشاملة :<br />

تعمل المنظمات التي تؤمن بفلسفة إدارة الجودة الشاملة على<br />

يئة مستلزماا الضرورية لتحقيق التطبيق الناجح و الفعال<br />

لهذه الفلسفة من اجل تحسين جودة منتوجاا ‏،و تعد<br />

المتطلبات الواجب تحقيقها في تطبيق فلسفة TQM الاعمدة<br />

التي تستند إليها هياكل المنظمات المطبقة لإدارة الجودة<br />

الشاملة ، ممثلة فيما يلي(‏‎15‎‏)‏ :<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

. تحديد الأهداف<br />

التركيز على الأنشطة و العمليات<br />

.<br />

الموارد المادية و المالية و المعنوية و البشرية<br />

: التقنيات منها<br />

، المقارنة بأفضل أداء … لخا<br />

.<br />

.5<br />

.6<br />

.7<br />

الإدارة الإستراتيجية ، إعادة الهندسة<br />

التزام الإدارة العليا و العاملين لتطبيق<br />

التوقيت<br />

.TQM<br />

الجدولة )<br />

القيادة الموجهة.‏<br />

(<br />

32


-2<br />

________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة و الأداء المتميز – ص.‏ ص.‏ 37-27<br />

تفسير علاقة إدارة الجودة الشاملة بالأداء المتميز :<br />

إن المقصود بالأداء المتميز ليس فقط عدد الوحدات<br />

التي ينتجها العامل أو عدد العملاء الذين يقوم بخدمتهم فقط<br />

و لكن أيضا الجودة التي يؤدي عمله ، و كذلك السلوك<br />

الاجتماعي الذي أطلق عليه<br />

‏"دنيس مورجان<br />

" في بداية<br />

الثمانينات من القرن الماضي سلوك المواطنة التنظيمية(‏‎16‎‏)‏<br />

.<br />

فهناك العديد من العوامل التي يجب أن تجمع حتى يكن وصف<br />

الأداء بالمتميز ، فالمنظمات ذات الأداء المتميز يدين بوجودها<br />

إلى وضوح الأهداف الأساسية المتمثلة في الرؤية و لديها التزام<br />

على جميع مستويات القيادة للتطوير و التحسين المستمرين<br />

.<br />

إن التميز رهينة توافر مهارات و قدرات في مستوى مرتفع في<br />

القادة ، لديهم القدرة على الابتكار بالشكل الذي يسمح لهم<br />

بتحقيق التفوق و التميز في الأداء<br />

.<br />

و يعد الاداء من المصطلحات الجذابة ومن المفاهيم<br />

الأساسية للمديرين في كافة المستويات التنظيمية و لكافة<br />

أنواع المنظمات ، لأن مخرجات هذا الأداء قد تكون ذات<br />

آثار ضارة بأرباح المنظمة أو قد تكون الأساس في بقائها و<br />

تعزيز قدرا التنافسية.و يمكن تقديم بعض التعاريف للأداء<br />

:<br />

الأداء هو الترجمة اللغوية للكلمة الإنجليزية<br />

Performance و يمكن إعطاءه المعاني التالية<br />

:<br />

-<br />

الأداء هو عبارة عن النجاح أي عبارة عن دالة للتمثيل<br />

الناجح ، فتتغير هذه الدالة بتغير المنظمات و/‏ أو العاملين<br />

. فيها<br />

-<br />

-<br />

الأداء هو فعل<br />

و العمليات<br />

في وقت من الزمن (17)<br />

Action يعبر عن مجموعة من المرحل<br />

Processus و ليس النتيجة التي تظهر<br />

قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها من خلال استخدام<br />

الموارد المتاحة بطريقة كفؤة و فعالة<br />

.<br />

إن المدخل المنظيمي يعتبر المنظمة هي أكثر الأنظمة<br />

تعقيدا ، و الخاصية الرئيسية لهذا النظام المعقد هو القدرة على<br />

القيام بنشاط<br />

يحقق من خلاله الأهداف<br />

وآدا اختلفت .<br />

أهداف المنظمات وتطورت عبر الزمن فان هناك حقيقة<br />

اساسية تنطبق على كل المنظمات و مرتبطة بتسييرها الا وهي<br />

الأداء.‏ لدى يجب ألا يكون تحليل الاداء ساكنا ، فدراسة<br />

الأداء عبر الزمن يكون أيضا ديناميكي و الذي يعني قدرة<br />

المنظمة علىالبقاء في المدى الطويل<br />

.<br />

Fericelli AM<br />

لأا"‏<br />

كما يؤكد ذلك<br />

داء لا يعبر عنه من خلاله و لكن<br />

بعلاقته بمؤشرات النجاح و هو نشاط يؤدي إلى النمو<br />

كصيرورة و ليس نتيجة تظهر في زمن معين<br />

الميزة التنافسية :<br />

(18).<br />

شغل مفهوم الميزة التنافسية اهتمام الباحثين في<br />

الثمانينات حيث توسع مصطلح الميزة التنافسية وأخذ في<br />

الانتشار مع كتابات<br />

التنافسية و الميزة التنافسية<br />

.<br />

Mporter بشأن الإستراتيجية<br />

و تعرف الميزة التنافسية على أا " قدرة المنظمة على<br />

صياغة و تطبيق الإستراتيجيات التي تجعلها في مركز أفضل<br />

بالنسبة للمنظمات الأخرى العاملة في نفس النشاط ، وتتحقق<br />

الميزة التنافسية من خلال الاستغلال الأفضل للإمكانيات<br />

والموارد الفنية و المادية و المالية و التنظيمية و المعلوماتية،‏<br />

بالإضافة إلى القدرات و الكفاءات و غيرها من الإمكانيات<br />

التي تتمتع ا المنظمة و التي تمكنها من تصميم و تطبيق<br />

استراتيجيتها التنافسية ، ويرتبط تحقيق الميزة التنافسية ببعدين<br />

أساسيين هما القيمة المدركة لدى العميل و قدرة المنظمة على<br />

تحقيق التميز<br />

. (19)<br />

كما تعرف الميزة التنافسية على أا " ميزة عنصر<br />

تفوق للمؤسسة يتم تحقيقه في حالة اتباعها لإستراتيجية معينة<br />

للتنافس".‏<br />

33


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

ومن خلال هذين التعريفيين ينظر إلى الميزة<br />

التنافسية باعتبارها هدف الإستراتيجيات و تمثل المتغير التابع ،<br />

ويكون الاداء هو المتغير المستقل ، فكل استراتيجية من<br />

الإستراتيجيات العامة التي وضعها porter ‏(التكلفة الأقل<br />

‏.التمايز،‏ التركيز<br />

معين.‏<br />

(<br />

تتوجه نحو تحقيق ميزة تنافسية في مجال<br />

و تنشأ الميزة التنافسية بمجرد توصل المؤسسة إلى اكتشاف<br />

طرق جديدة أكثر فعالية من المستعملة من قبل المنافسة حيث<br />

يكون بمقدورها تجسيد هدا الاكتشاف ميدانيا،‏ وبمعنى أخر<br />

بمجرد إحداث عملية إبداع بمفهومه الواسع(‏‎20‎ ).<br />

فحسب porter دائما فإن جوهر الميزة التنافسية<br />

يركز على القيمة التي يمكن للمؤسسة ان تخلقها لعملائها،‏<br />

والتي تأخذ شكل أسعار منخفضة بالمقارنة مع المنافسين<br />

بالرغم من تقديمها لنفس المنتج ، أو شكل تقديم منتجات<br />

وخدمات فريدة تبرر الأسعار المرتفعة التي تباع ا(‏‎21‎‏)‏<br />

.<br />

فإذن حالما تحصل المنظمة على ميزة تنافسية فإا<br />

ستحقق مجموعة من المزايا أبرزها الأتي<br />

:<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

سيكون ولاء و رضا الزبائن أكبر اتجاه منتجات<br />

المنظمة و بذلك يصعب اختراق المنافسين لهؤلاء الزبائن<br />

ستحصل المنظمة عن حصة سوقية اكبر من خلال<br />

قدرا على تقديم قيمة أعلى للزبائن<br />

ستعكس زيادة الحصة السوقية على زيادة حجم<br />

الأرباح في المنظمة<br />

العلاقة بين TQM و بناء الميزة التنافسية و التميز في<br />

الأداء :<br />

تعد جودة المنتجات عنصرا أساسيا في المنافسة بين<br />

المؤسسات ، فالاستجابة السليمة و السريعة و الفعالة<br />

لاحتياجات العملاء تسمح لهم بتحقيق رضاهم ، و بالتالي<br />

اكتساب حصص سوقية<br />

.<br />

وتساهم إدارة الجودة الشاملة في<br />

تحسين مستوى الجودة و القيمة التي يقدمها للعملاء ، وذلك<br />

دف الارتقاء بأدائها و تنمية مهاراا التسويقية<br />

و يعتمد التميز في الأداء على مبادئ و فلسفة الجودة الشاملة<br />

، إذ يؤكد خبير الجودة<br />

Arthur D- little<br />

وفق<br />

دراسة قام ا على عينة تضم 500 شركة أمريكية أن برنامج<br />

إدارة الجودة الشاملة لها تأثيردو دلالة على قدرم التنافسية<br />

فالقيم الجوهرية لإقامة الجودة الشاملة المغلفة بمبادئ الإدارة<br />

الناجحة يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية في مستوى أدائهم و<br />

درجة تميزهم<br />

(22)<br />

و لا يتحقق التمايز إلا إذا عم الالتزام بالجودة في<br />

جميع مستويات الأداء بمعنى المدخلات و المخرجات<br />

والعمليات ‏.إذ تعتبر إدارة الجودة الشاملة أساسا للتطوير<br />

والتحسين المستمر للأداء<br />

.<br />

و الذي ترمي من خلاله المؤسسة<br />

إلى تحقيق هدف رئيسي يتمثل في الوصول إلى رضا العميل و<br />

ذلك بالاعتماد على الحقائق و توفير بيئة يىء للأفراد العمل<br />

بحماس و قدرة و الالتزام في جميع مجالات العمل<br />

و أوضح الاستاد )<br />

(23)<br />

(<br />

أنه يمكن للمنظمة أن تتمايز<br />

عندما تتفرد عن منافسيها ببعد أو أكثر من أبعاد الميزة<br />

: التنفسية الأربعة<br />

1- التكلفة الأقل ،<br />

-2 الجودة ،<br />

-3 الوقت ،<br />

المرونة 4-<br />

باعتباران التكلفة الاقل نتاج للتمتع بمزايا اقتصاديات<br />

الحجم ، و تعويض انخفاض هامش الربح الناجم من تخفيض<br />

. الأسعار<br />

أما الجودة فالزبون عند اتخاذه لقرار الشراء يرغب<br />

في البحث عن الجودة الأفضل إلى جانب السعر المناسب،‏<br />

ولعل الدراسة المشهورة التي قام ا<br />

Peter &<br />

Waterman في بداية الثمانينات من القرن الماضي عن<br />

المنظمات الأكثر تميزا توصلت إلى نتيجة محددة هي أن<br />

.<br />

34


________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة و الأداء المتميز – ص.‏ ص.‏ 37-27<br />

المنظمات الأكثر تميزا و نجاحا هي المنظمات التي تركز على<br />

الجودة حيث أن ذلك يمكن أن يحقق الميزة التنافسية و الربحية<br />

للمنظمة من خلال زيادة الحصة السوقية و التمايز ، و في عالم<br />

اليوم زاد الاهتمام بعنصر الوقت الذي أصبح بعدا أساسيا<br />

تتنافس من خلاله المنظمات ، ويتم التعبير عن الوقت كبعد<br />

تنافسي من خلال ثلاثة أبعاد وقت ‏(التسليم السريع<br />

التسليم في الوقت المحدد – و سرعة التطوير<br />

–<br />

.(<br />

أما العنصر الرابع المتمثل في المرونة فيقصد ا مدى نجاح<br />

المنظمة في تكييف نظامها الإنتاجي للتغيرات البيئية و عمليات<br />

الطلب ، و هكذا فإن تطبيق إدارة الجودة الشاملة يمكن أن<br />

يقود الى تعزيز البعد التنافسي الذي يركز على الجودة العالية.‏<br />

فالتحسين المستمر و التركيز على تدريب و تطوير المهارات و<br />

استخدام الأساليب الإحصائية و الحاسوبية في عملية الفحص<br />

و مطابقة الجودة فضلا عن اعتماد مبدأ الوقاية من الأخطاء و<br />

ليس معالجتها من شأنه الإسهام في تقديم منتجات ذات<br />

جودة عالية من حيث التصميم و درجة الموائمة ، و تمثل<br />

الجودة شرطا جوهريا لقبول المنتوج و نجاحه سواء في<br />

الأسواق المحلية أو الدولية ، و هي شرط أساسي لزيادة القدرة<br />

التنافسية ، فمن أهم عوامل نجاح و تفوق المؤسسات الرائدة<br />

هو تميزها المبين في الجودة<br />

. (24)<br />

ومن بين العناصر الواجب ضبطها في الجودة<br />

التكاليف ‏(تكاليف الجودة<br />

(<br />

من خلال التقليل من الفاقد مما<br />

يساعد المنظمة على تخفيض الأسعار مقارنة بمنافسيها مع<br />

المحافظة على مستوى مقبول من الأرباح عن طريق زيادة<br />

حجم المبيعات يؤدي إلى تحسين الحصة السوقية و تعزيز نموها<br />

فضلا عن تمكينها من رفع عوائق لدخول منافسين جدد إلى<br />

الصناعة و رفع عوائق خروج زبائنها من خلال الاستجابة<br />

للتغيرات الطارئة في أذواقهم<br />

تحقيق ميزة تنافسية<br />

.<br />

( أداء مميز )<br />

مما يضمن لها ولائهم و بالتالي<br />

قوية و مستمرة هذا من<br />

جهة.‏ و من جهة أخرى تصبح برامج تخفيض التكلفة أكثر<br />

كفاءة و فاعلية عند توفر جودة عالية و وقت تسليم فاعل<br />

. ومرونة أفضل<br />

الجودة تحقق موارد الوقت و المهارة<br />

والكفاءة ن و تطوير الأساليب و هذا الشكل متناسب مع<br />

هياكل الطلب إلى جانب المرونة الكافي في التأثير على<br />

. الطوارئ<br />

‎4‎‏-الاستنتاجات و التوصيات<br />

:<br />

: الاستنتاجات •<br />

.1<br />

إدارة الجودة الشاملة فلسفة قديمة تطرقت إليها<br />

أغلب الحضارات و أهمها الحضارة الإسلامية و مالها من فضل<br />

كبير في إرساء قواعد و تطور مفاهيم الجودة ، من خلال<br />

العمل الصالح و النافع و المتقن<br />

.<br />

.2<br />

دف إدارة الجودة الشاملة إلى تحقيق رضا<br />

العميل و ولائه من خلال تقديم مستوى الجودة الذي يرغب<br />

فيه كما يعني زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة و ضمان بقائها<br />

و استمرارها في السوق<br />

.<br />

.3<br />

أن تطور المفهوم المرتبط بالجودة و مزامنته<br />

لتطور نظريات التسيير في تحقيق الجودة بدأ مند حوالي<br />

1900 م<br />

بما يعرف بعملية الإشراف.‏ إلا أننا نستطيع القول<br />

أن الجودة قد مرت بأربعة مراحل<br />

:<br />

التفتيش ، مراقبة الجودة ،<br />

تأكيد الجودة ، و إدارة الجودة الشاملة التي دف الى التطوير<br />

الشامل و المستمر لنظام الجودة<br />

.<br />

.4<br />

تشكل إدارة الجودة الشاملة إطار فلسفي<br />

وإداري متكامل أمام منظمات الأعمال من خلال جعل<br />

الجودة هدفا استراتيجيا إضافة إلى التركيز على رضا العاملين<br />

في المنظمة من خلال تمكين العاملين و ما يترتب عليها من<br />

ايجابيات تدعم تطبيق هذه الفلسفة وصولا لتحقيق الأداء<br />

. المتميز<br />

35


ا-‏<br />

_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

-5<br />

-6<br />

: لتوصيات<br />

‎1‎‏-ضرورة احترام المنظمات المنهج العلمي في تطبيق إدارة<br />

الجودة الشامل من اجل الوصول إلى التحسين المستمر في<br />

جميع أنشطة المنظمة و خاصة على مستويات العمليات لما<br />

يمتلك من أثر في تحسين الأداء<br />

.<br />

‎2‎‏-ضرورة أن تقوم إدارة المنظمات باتخاذ كافة التدابير<br />

الضرورية و القيام بالممارسات العملية اللازمة لنشر وتعميم<br />

ثقافة الجودة في مختلف المستويات الإدارية من خلال إعداد<br />

البرامج التدريبية أيا كان شكلها و هدفها<br />

.<br />

‎3‎‏-إدخال مفاهيم الجودة في المناهج التدريسية في جميع<br />

مراحل التعليم بدأ من المرحلة الابتدائية حتى تكون تربية<br />

وعلما في آن واحد.‏<br />

‎4‎‏-ضرورة توسيع عدد المؤسسات لتي تدخل للبرنامج الوطني<br />

للتأهيل ‏(جميع المؤسسات الصناعية الجزائرية ( في القطاعين<br />

العام و الخاص للحصول على احد الشهادات المطابقة لأنظمة<br />

الجودة<br />

ضرورة توسيع عدد المؤسسات التي تدخل ضمن<br />

البرنامج الوطني للتأهيل في القطاعين العام والخاص<br />

للحصول على شهادة المطابقة لأنظمة الجودة<br />

الاهتمام بالبنى التحتية اللازمة لبناء أنظمة جودة فعالة<br />

ومن أهمها مخابر المعايرة و الاختبار محليا و دوليا<br />

.<br />

‎7‎‏-جعل إدارة الجودة الشاملة هدف استراتيجي يبدأ بالإدارة<br />

العليا و ينتهي بأخر فرد عامل<br />

.<br />

‎8‎‏-الانفتاح على التجارب العالمية في مجال الجودة في الدول<br />

المتقدمة عموما و العربية خصوصا لاستفادة من تطبيقها و من<br />

أبرزها جوائز الجودة العالمية<br />

.<br />

هذه بعض التوصيات التي نراها كفيلة بتحسين الوضعية<br />

التنافسية من خلال تبني منهج إدارة الجودة الشاملة و بالتالي<br />

إمكانية ترقية أداء متميز من خلال إشراك جميع المتعاملين<br />

الاقتصاديين و ذلك بإعداد نظام وطني للجودة يهدف إلى<br />

مساعدة المؤسسة الجزائرية على تحقيق الجودة و الإتقان في<br />

) كل المستويات<br />

....<br />

مدارس ، حكومة ، مؤسسات ، جامعات<br />

الخ حتى تصبح الجودة مسؤولية الجميع<br />

.<br />

.<br />

36


ص .<br />

________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة و الأداء المتميز – ص.‏ ص.‏ 37-27<br />

المراجع –<br />

مأمون الدرادكة وطارق شلبي-الجودة في المنظمات الحديثة-دار الصفاء للنشر.عمان.ط‎1‎‏.‏ 2002 ص.‏<br />

15<br />

-1<br />

Juran Dj .Gestion de la qualité. AFNOR. 1983. P15 -2<br />

Neville jean Philipe. La qualité en question. Revue Française de Gestion, -3<br />

Mars,Avril,Mai. 1996. p39<br />

Crosby jean Philipe. La qualité c’est gratuit. Economica. 1986. p19 -4<br />

Meria Cristian. La qualité des produits industriels. Ed dunod. P3 -5<br />

-6<br />

129 القاهرة 2002<br />

-7<br />

Jean marie .Le défi de la qualité dans la société industrielle. P81 -8<br />

27 ‏.ط‎1‎‏.‏ 1995<br />

-9<br />

Brilman Jean. Les meilleures pratiques de management au cœur de la -10<br />

performance. Ed .organisation. 2 tirage. 1998.<br />

-11<br />

-12<br />

-13<br />

-14<br />

-15<br />

-16<br />

-17<br />

-18<br />

-19<br />

-20<br />

-21<br />

-22<br />

-23<br />

حلاوي.ص‎8‎<br />

علي السلمي.إدارة التميز.نماذج وتقنيات الإدارة في عصر المعرفة.‏ دار غريب للنشر.‏<br />

بيستر فيلد دال.‏ الرقابة على الجودة ‏.المكتبة الاكاديمية.‏ القاهرة<br />

سعيد يس عامر وعلي محمد عبد الوهاب.‏ الفكر الإداري.‏ ط‎2‎‏.‏ القاهرة 1998 ص‎2‎‏.‏<br />

محمود كاظم خضير.‏ إدارة الجودة الشاملة دار المسيرة.‏ ط‎1‎‏.‏<br />

عمان 2000.<br />

ص.‏<br />

علي السلمي.‏ السياسات الإدارية المعاصرة.‏ دار غريب للنشر.‏ القاهرة.بدون تاريخ.ص‎299‎‏.‏<br />

علي عبد االله.‏ الأداء المتميز ‏.ورقة بحثية مقدمة في المؤتمر الدولي حول الاداء المتميز لحكومات والمنظمات ‏.جامعة<br />

وقلة.مارس ‎20<strong>05</strong>‎‏.الجزائر.‏<br />

بلعور سليمان وآخرون.‏ إعادة الهندسة مدخل للأداء المتميز.ورقة بحثية مقدمة في المؤتمر الدولي حول الأداء المتميز<br />

للحكومات والمنظمات.جامعة ورقلة.مارس‎20<strong>05</strong>‎‏.الجزائر.‏<br />

رقام ليندة.‏ الموارد البشرية مصدر الأداء المتميز في المنظمات الاقتصادية.‏ جامعة ورقلة ‏.مارس‎20<strong>05</strong>‎‏.الجزائر.‏<br />

معالي فهمي حيدرة.‏ نظم المعلومات ‏–مدخل لتحقيق الميزة التنافسية-الدار الجامعية للنشر.القاهر.‏‎2002‎ ص.‏<br />

نبيل مرسي خليل.‏ الميزة التنافسية في مجال الاعمال.‏ الدار الجامعية للنشر.‏ الإسكندرية.‏‎1996‎ ص‎87‎‏.‏<br />

.8<br />

عمار بو شناف.‏ الميزة التنافسية في المؤسسة الاقتصادية-مصادرها-تنميتها-وتطويرها-رسالة ماجستير.‏ جامعة<br />

الجزائر.‏‎2002‎ ص‎16‎‏.‏<br />

Porter Michael. L’AVANTAGE concurrentiel- comment devancer ses<br />

concourt et maintenir son avance. Ed dunod. Paris. 1997. p8<br />

العيهار فلة.‏ دور الجودة في تحقيق الميزة التنافسية للمؤسسة.‏ رسالة ماجستير.جامعة الجزائر 20<strong>05</strong> ص‎181‎‏.‏<br />

عبد الرحمان توفيق.‏ قمة الاداء ‏–كيف تجعل %1 من التغيير في القرار يصل بك إلى قمة الأداء-عالم جديد من المنشات<br />

– تأليف الناجحة<br />

‏.لاسكل.‏ مركز الخبرات المهنية للإدارة بميك للنشر.‏ القاهرة.‏‎1998‎‏.‏<br />

احمد سيد مصطفى.‏ التغيير كمدخل لتعزيز القدرة التنافسية لمنظمات العربية.‏ دار الكتب للنشر<br />

‏.القاهرة 2001.<br />

37


– ص.‏ ص.‏ 44-39<br />

__________________________________________________________________________<br />

أثر تحليل البيئة الخارجية والداخلية في صياغة الاستراتيجية<br />

أثر تحليل البيئة الخارجية والداخلية في صياغة الاستراتيجية<br />

الدكتور:‏ الطيب داودي<br />

جامعة محمد خيضر بسكرة.‏<br />

: مقدمة<br />

.1<br />

البيئة من أهم المؤثرات في الحركية السلعية<br />

والخدمية،‏ ولهذا تعمل المنظمة على تشخيص وتحليل البيئة<br />

الخارجية والداخلية إحدى المكونات الهامة والرئيسية لعملية<br />

الإدارة الإستراتيجية،‏ وسنحاول تشخيص البيئة ومعرفة مدى<br />

أثرها في صياغة الاستراتيجية وذلك فيما يلي:‏<br />

مفهوم الإستراتيجية:‏ للإستراتيجية مفاهيم تتعدد بتعدد<br />

واضعيها وسنأخذ كمثال المفهوم الأتي لملاءمته مع بحثنا وهذا<br />

فيما يلي<br />

يعرف<br />

:<br />

Thomas<br />

الإستراتيجية على أا ‏"خطط وأنشطة<br />

المنظمة التي يتم وضعها بطريقة تضمن خلق درجة من التطابق<br />

بين رسالة المنظمة وأهدافها،‏ بين هذه الرسالة والبيئة التي تعمل<br />

فيها بصورة فعالة وذات كفاءة عالية."‏ (1)<br />

ويمكن أن نستخلص من هذا المفهوم النقاط الآتية:‏<br />

أ-‏ الإستراتيجية وسيلة لتحديد غاية هي في أغلب رسالة<br />

المنظمة.‏<br />

ب-‏ خلق درجة من التطابق عالية الكفاءة بين غاية المنظمة<br />

وأهدافها وبين رسالة المنظمة والبيئة من جهة أخرى.‏<br />

ج-‏ تبين الإستراتيجية أهم الطرق التي تحقق أهداف المنظمة<br />

مع الآخر في الاعتبار ثلاثة عوامل رئيسية هي:‏<br />

‏-البيئة الخارجية بمتغيراا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.‏<br />

- البيئة الداخلية بمواردها المادية والمعنوية.‏<br />

- الأهداف المراد الوصول إلى تحقيقها<br />

.(2)<br />

.2<br />

أهم مكونات البيئة الخارجية والداخلية:‏<br />

للبيئة الخارجية والداخلية عوامل مؤثرة على صياغة<br />

الاستراتيجية نذكرها باختصار فيما يلي:‏<br />

.1 .2<br />

عوامل البيئة الخارجية:‏<br />

تعتبر البيئة الخارجية هي مجموعة العوامل المحيطة والمؤثرة<br />

بشكل أو بآخر بالمؤسسة واستراتيجياا،‏ ويقصد بالعوامل<br />

تلك الاعتبارات والمتغيرات العامة والخاصة،‏ فالعامة منها<br />

السياسية،‏ الاقتصادية،‏ الاجتماعية،‏ الطبيعية،‏ التكنولوجية،‏<br />

الثقافية...إلخ.‏<br />

هذه المتغيرات يصعب على المؤسسة التحكم ا والتأثير عليها<br />

بحكم شموليتها على الكل،‏ أما الخاصة فهي تلك العوامل<br />

القريبة والمرتبطة بالمؤسسة كالموردين،‏ الممولين،‏ المنافسين،‏<br />

الوسطاء،‏ السوق...إلخ.‏ هذه العوامل يمكن للمؤسسة التأثير<br />

فيها بنسب متفاوتة<br />

.(3)<br />

وعليه عندما تقوم المنظمة بتقييم البيئة الخارجية التي تعمل فيها<br />

فإنه يكون لزاما أخذ بعين الاعتبار مجموعة من الاعتبارات<br />

أهمها:‏<br />

‏-المتغيرات البيئة الخارجية.‏<br />

- الأساليب البديلة.‏<br />

- تقييم البيئة<br />

.(4)<br />

.2 .2<br />

عوامل البيئة الداخلية:‏<br />

البيئة الداخلية هي التي تستطيع المؤسسة التحكم فيها والتأثير<br />

عليها وتغييرها وفق ما تحتاجه لصياغة استراتيجيتها والتي من<br />

خلالها تتمكن الإدارة الاستراتيجية من تسيير مؤسستها بفعالية<br />

اكبر وأدق.‏<br />

ولا يمكن للمؤسسة صياغة استراتيجية بدون تحليل كاف<br />

وجيد لبيئتها الداخلية وإمكانياا،‏ وبمعنى آخر معرفة نفسها<br />

وقدراا ومدى قوا أو ضعفها،‏ وذلك في محاولة لتسخير<br />

بيئتها الداخلية وتطويعها في أغراضها،‏ وتتمثل عوامل البيئة<br />

الداخلية في وظائف ونشاطات المؤسسة الرئيسية لأا الأعمدة<br />

الأساسية لأنشطتها،‏ وتكمن أهمية تحليل هذه العوامل في تحديد<br />

مصادر القوة وتدعيمها وتعميمها،‏ ومصادر الضعف لتقويمها<br />

وتصحيحها،‏ وأهم هذه العوامل هي<br />

الإنتاج،‏ التمويل والمحاسبة الإدارية.‏<br />

:<br />

التسويق،‏ الأفراد،‏<br />

39


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

شكل رقم (1): يبين العوامل البيئية(خارجية،‏ داخلية)‏ المحيطة بالمؤسسة<br />

.(5)<br />

عوامل اجتماعية<br />

عوامل<br />

اقتصادية<br />

عوامل خارجية خاصة<br />

الممولون<br />

عوامل سياسية<br />

العملاء<br />

الموردون<br />

المنظمة<br />

ع.‏ داخلية<br />

الحكومة<br />

المنافسون<br />

عوامل تشريعية<br />

الوسطاء<br />

تكنولوجيا<br />

مقدموا التسهيلات<br />

العوامل التعليمية<br />

العوامل التكنولوجية<br />

المصدر:‏ عبد الحميد عبد الفتاح المغربي،‏ الإدارة الإستراتيجية،‏ مجموعة النيل،‏ القاهرة،‏ ط 2001، ، 2 ص‎113‎‏.‏<br />

40


– ص.‏ ص.‏ 44-39<br />

__________________________________________________________________________<br />

أثر تحليل البيئة الخارجية والداخلية في صياغة الاستراتيجية<br />

يوضح هذا الشكل موقع المنظمة بين العوامل<br />

والتغيرات البيئة المختلفة وكيفية التأثير المتبادل من هذه<br />

المتغيرات.‏<br />

ج/‏ صياغة استراتيجية الموارد:‏ ويساعد فهم المتغيرات<br />

البيئية المختلفة في بيان الموارد المتاحة ‏(مواد أولية،‏ رأسمال،‏<br />

تكنولوجيا،‏ أفراد...إلخ)‏ وكيفية الاستفادة منها.‏<br />

. 3<br />

أثر البيئة الخارجية والداخلية في صياغة الإستراتيجية.‏<br />

إن ّ تحليل البيئة الخارجية والداخلية للمؤسسة يعتبر<br />

إحدى مكونات الإدارة الاستراتيجية لما له من أهمية بالغة<br />

الأثر في صياغة وتصميم إستراتيجية للمؤسسة الكلية<br />

وسنتطرق إلى هذا في النقاط التالية:‏<br />

.1 .3<br />

أثر البيئة الخارجية في صياغة الاستراتيجية.‏<br />

تمر عملية تصميم الاستراتيجية بعدة مراحل من بينها<br />

دراسة البيئة وخصوصا البيئة الخارجية لصعوبة و تكلفة تحليلها<br />

والتأثير والتحكم فيها،‏ مما يحتم على المؤسسة استقراء البيئة<br />

الخارجية،‏ والاستعداد ببدائلها الإستراتيجية للمتغيرات المتوقعة،‏<br />

وسنحاول معرفة مدى أهمية تحليل البيئة الخارجية بشقيها<br />

العامة والخاصة،‏ ودورها في تصميم الاستراتيجيات من خلال:‏<br />

.1 .1 .3<br />

أهمية تحليل البيئة الخارجية:‏ ونوردها فيما يلي:‏<br />

أ/‏ توفير المعلومات:‏ وهي أهم الأهداف التي تسعى<br />

الإدارة الاستراتيجية إلى توفيرها وذلك بتحليلها وتمحيصها<br />

وعلى ضوء هذه المعلومات تستطيع الإدارة التحكم في عدة<br />

أنشطة وتوجيهها حسب تلك المعلومات وعلى الإدارة أن<br />

تكون لديها أسلوب لتأكد من صحة المعلومات الواردة لأن<br />

الأخطاء غير مسموح ا<br />

.<br />

ب/‏ في صياغة الأهداف:‏ الأهداف التي يجب تحقيقها،‏<br />

تخضع لدراسة البيئة الخارجية التي يساعد على وضعها أو<br />

تعديلها حسب نتائج تلك الدراسات،‏ هذا إلى جانب دورها<br />

في وضع الأهداف التشغيلية لمختلف الإدارات والوظائف فعلى<br />

سبيل المثال التعرف على الأنواع المختلفة من العملاء وفهم<br />

أهم الفروق بين هذه الأنواع وخصائص كل نوع يساعد<br />

رجل التسويق في وضع الاستراتيجية التسويقية التي تمكن<br />

إشباع احتياجات كل نوع وتحقيق أهداف المؤسسة(‏‎6‎‏).‏<br />

ومتى يمكن المؤسسة أن تحقق المنفعة،‏ وكمثال عندما<br />

تخفض منظمة اوبيك OPEC من حصتها الإنتاجية في ما<br />

يخص البترول يرتفع سعر البترول،‏ وبذلك يرتفع سعر<br />

المشتقات الأخرى فيؤثر على المؤسسات التي تدخل المشتقات<br />

في صناعتها كالبلاستيك مثلا وبذلك ترتفع التكلفة<br />

.(7)<br />

د/‏ النطاق واال المتاح أمام المؤسسة:‏ تسهم دراسات<br />

البيئة في تحديد نطاق السوق المرتقب ومجال المعاملات المتاحة<br />

أمامها سواء تعلق الأمر بالسلع أو الخدمات وطرق التوزيع<br />

ومنافذه وأساليب وشروط الدفع وتحديد أسعار وخصائص<br />

المنتجات المسموح ا،‏ والقيود المفروضة على المؤسسة من قبل<br />

الجهات القانونية والتشريعية المختلفة،‏ كما تساعد في بيان<br />

علاقاا بالمؤسسات الأخرى المختلفة،‏ سواء كانت تمثل<br />

إمداد بالنسبة لها أو مستقبل تستقبل منتجاا أو تعاوا في<br />

عملياا ونشاطاا.‏<br />

ه/‏ تساهم دراسات البيئة في تحديد سمات اتمع<br />

والجماهير التي تتعامل معها وذلك من خلال القيم السائدة،‏<br />

وأيها يحضى بالأولوية،‏ كما تساهم تلك الدراسات في بيان<br />

أنماط السلوك الإنتاجي و الاستهلاكي للأفراد واتمعات،‏<br />

والمثلين لجمهور المؤسسة مما قد يحدد خصائص المنتجات<br />

وأسعارها،‏ وتوقيت إنتاجها وتسويقها<br />

.(8)<br />

و/‏ تساعد في صياغة رسالة المؤسسة ومجال عملها.‏<br />

ز/‏ تبين الفرص التي يمكن اقتناصها.‏<br />

ح/‏ المخاطر والمعوقات التي يجب تجنبها.‏<br />

ومن هذا التحليل للبيئة الخارجية بشقيها العام والخاص<br />

التي تعتبر من أساسيات الإدارة الإستراتيجية فهي ترصد لها<br />

كل الإمكانات من أموال وأفراد لاقتناص أي معلومة جديدة<br />

أو مهمة،‏ ومحاولة الاستفادة منها قدر الإمكان وبما يخدم<br />

المؤسسة،‏ ولا يمكن حصر أهمية تحليل البيئة في النقاط السابقة<br />

الذكر فقط،‏ بل هناك أهميات وأدوار أخرى تلعبها دراسة<br />

البيئة بالنسبة للمؤسسة ، ولا يمكننا أن نتطرق لها كلها،‏ ولقد<br />

41


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

حاولنا التطرق إلى أهمها،‏ باعتبار أن هناك أهمية مباشرة<br />

وأخرى غير مباشرة ولا مجال لذكرها لأن تأثير البيئة يختلف<br />

من مؤسسة لأخرى.‏<br />

. 2 .3<br />

أثر البيئة الداخلية في تصميم الإستراتيجية:‏<br />

لا يمكن لأي مؤسسة أن تصيغ إستراتيجيتها إلا عند<br />

تقدير وتحليل بيئتها الداخلية،‏ وهدا ما سنذكره في النقاط<br />

التالية<br />

.1 .2 .3<br />

أهمية تحليل البيئة الداخلية:‏<br />

تم المؤسسات بتحليل قدرا وإمكانيتها الداخلية<br />

ودلك لبيان نقاط القوة ونقاط الضعف وعلاجها,‏ ودراسة<br />

البيئة الداخلية أمرا لا مفر منه لأنه يساعدنا في التعرف على<br />

بعض النقاط التالية:‏<br />

أ/‏ يساهم في تقييم القدرات والإمكانيات المادية<br />

والبشرية حيث تتعرف المؤسسة على نفسها وبالتالي يمكن<br />

تسييرها علميا والتحكم في عوامل الإنتاج.‏<br />

ب/‏ يمكنها من اكتشاف نقاط الضعف لديها وبالتالي<br />

تصحيحها وتقويمها بسهولة.‏<br />

ج/‏ الاستفادة من نقاط القوة لديها والسير ا قدما<br />

من القوي إلى الأقوى للقضاء على العوائق.‏<br />

د/‏ معرفة نقاط القوة والضعف ‏(التحليل الداخلي)‏<br />

وربطهما بالتحليل الخارجي يمكن المؤسسة من اغتنام أكبر<br />

عدد من الفرص.‏<br />

ه/‏ معرفة مدى كفاءة البناء التنظيمي الخاص ا.‏<br />

و/‏ معرفة مدى قوة العلاقات بين الأفراد وتماسك<br />

جماعات العمل والحرص على مؤسستهم<br />

.<br />

ز/‏ معرفة سمعة المؤسسة واسمها التجاري في السوق<br />

وكيف ينظر إليها المستهلك<br />

.<br />

ح/‏ مدى توافر الأفراد العاملين ا وقدرام ومهارام<br />

الفنية.‏<br />

ط/‏ يساعد في إمكانية التوسع الرأسي والأفقي...إلخ.‏<br />

وعموما فإن أسباب دراسة البيئة الداخلية وتحليلها<br />

كثيرة وقد حاولنا التركيز على بعضها بشكل عام.‏<br />

2 .2 .3<br />

: الإستراتيجية<br />

كيفية تأثير العوامل الداخلية في صياغة<br />

إن الهدف من تحليل البيئة الداخلية هو تحديد أوجه<br />

القوة وأوجه الضعف الخاصة بالمؤسسة،‏ وكلما كان التحليل<br />

يوجه إلى عدد محدد من عوامل الأنشطة على ضوء الفرص<br />

المتاحة أمام المؤسسة كلما ساهم بشكل أفضل في صياغة<br />

الإستراتيجية.‏<br />

وفي العموم توجد أربعة مداخل لقياس نقاط القوة<br />

ونقاط الضعف أمام المؤسسة وأهمها هي:‏<br />

- المقارنة مع إمكانيات وأداء المؤسسة في الماضي<br />

- المقارنة مع المنافسين.‏<br />

- المقارنة بعوامل النجاح الأساسية في الصناعة التي<br />

تعمل فيها المؤسسة.‏<br />

- المقارنة بعوامل النجاح طبقا لمرحلة التطور الذي يمر<br />

به المنتج/السوق.‏<br />

وعليه يمكن إبراز خطوات التحليل في الشكل الموالي:‏<br />

42


– ص.‏ ص.‏ 44-39<br />

__________________________________________________________________________<br />

أثر تحليل البيئة الخارجية والداخلية في صياغة الاستراتيجية<br />

شكل رقم (2): يبين الخطوات الأساسية لعملية تحليل إمكانيات المؤسسة<br />

.(9)<br />

الخطوة الأولى<br />

اختيار العوامل الأساسية<br />

والأنشطة ذات القيمة<br />

الخطوة<br />

الثانية<br />

كيف يمكن مقارنة هذه العوامل و الأنشطة مع المعلومات التاريخية و<br />

معايير النجاح الداخلية؟<br />

في غير صالح المؤسسة<br />

في صالح المؤسسة<br />

تعتبر أوجه ضعف<br />

تعتبر أوجه قوة<br />

كيف يمكن مقارنة أوجه القوة وأوجه الضعف هذه مع العوامل<br />

الأساسية في دورة حياة المنتج؟<br />

الخطوة<br />

الثالثة<br />

كيف يمكن مقارنة أوجه القوة والضعف مع إمكانيات وموارد<br />

المنافسين الأساسيين؟<br />

كيف<br />

يمكن مقارنة أوجه القوة وأوجه الضعف هذه مع متطلبات النجاح<br />

الأساسية في الصناعة؟<br />

المهارات الأساسية<br />

غير موجودة<br />

المهارات الأساسية<br />

موجودة<br />

موقف الشركة<br />

التنافسي قوي<br />

الخطوة<br />

الرابعة<br />

ميزة تنافسية<br />

ضعيفة<br />

مجرد توافر المتطلبات<br />

الأساسية<br />

مدخلات لعملية تطوير الاستراتيجية<br />

ميزة تنافسية<br />

قوية<br />

المصدر:‏ عبد الحميد مصطفى أبو غانم،‏ الإدارة الإستراتيجية،‏ جهة الطبع،‏ غ.م،‏ مصر،‏ 2000، ص‎188‎‏.‏<br />

43


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

ويتبين من الشكل السابق أن أهمية التحليل الجيد<br />

لإمكانيات المؤسسة الداخلية في بيان عدة نقاط أساسية<br />

تعتمدها المؤسسة لصياغة إستراتيجيتها كنقاط القوة ونقاط<br />

الضعف وتساهم في تحديد بعض الأهداف،‏ تبرز مدى فاعلية<br />

الأنشطة ومدى تكاملية الهيكل التنظيمي...وكل هذه<br />

الأطراف تساهم في تصميم الإستراتيجية بتوفير تحليلهم<br />

لمدخلات عملية تطوير وصياغة الإستراتيجية،‏ وعندما تتم<br />

مقارنة عملية تحليل إمكانيات المؤسسة الداخلية بالنتائج التي تم<br />

الحصول عليها من تحليل بيئة المؤسسة الخارجية وتحديد<br />

أغراضها الأساسية،‏ فإن أساسيات بناء الإستراتيجية وصياغتها<br />

تكون قد اكتملت.‏<br />

: خلاصة<br />

بعد هذه الدراسة يتبين لنا بأن تحليل البيئة بجانبيها<br />

الخارجية والداخلية،‏ أهمية بالغة في رسم أي إستراتيجية<br />

للمنظمة،‏ وكلما زاد الإلمام بحسن تحليل البيئة ومعرفة مؤثراا<br />

كلما أدى ذلك إلى الاستجابة لتحقيق أهداف المنظمة بفعالية<br />

كبيرة.‏<br />

قائمة المراجع:‏<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

-8<br />

-9<br />

فلاح الحسيني،‏ الإدارة الإستراتيجية،‏ دار وائل للنشر،‏ عمان،‏ 2000، ص‎13‎‏.‏<br />

عايدة سيد حطاب،‏ الإدارة والتخطيط الاستراتيجي،‏ دار الفكر،‏ القاهرة،‏ 1995، ص‎37‎‏.‏<br />

أحمد طرطار،‏ الترشيد الاقتصادي للطاقات الإنتاجية في المؤسسة،‏ د.م.ج،‏ الجزائر،‏<br />

.1993<br />

-10<br />

عبد الحميد عبد الفتاح المغربي،‏ الإدارة الإستراتيجية،‏ مجموعة النيل،‏ القاهرة،‏ ط 2001، ، 2 ص‎113‎‏.‏<br />

عبد الحميد مصطفى أبو غانم،‏ الإدارة الإستراتيجية،‏ جهة الطبع غ.م،‏ مصر،‏ 2000، ص‎188‎‏.‏<br />

عبد العليم محمود عبود،‏ مبادئ التسويق،‏ مركز الكمبيوتر،‏ كلية الصيدلة،‏ مصر،‏ . 1999<br />

عبد الحميد عبد الفتاح المغربي،‏ مرجع سابق،‏ ص‎110‎‏.‏<br />

نفس المرجع السابق،‏ ص‎110‎‏.‏<br />

عبد الحميد مصطفى أبو غانم،‏ مرجع سابق،‏ ص‎143‎‏.‏<br />

نفس المرجع السابق،‏ ص‎188‎‏.‏<br />

44


________________________________________<br />

الجودة كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية الجزائرية<br />

– ص.‏ ص.‏<br />

60-45<br />

الجودة كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية الجزائرية<br />

دراسة ميدانية بشركة الإسمنت عين التوتة ‏(باتنة)‏<br />

إلهام يحياوي – جامعة باتنة<br />

-<br />

ملخص<br />

هدفت هذه الدراسة بجانبيها النظري والميداني إلى<br />

التعرف على مساهمة الجودة في تحسين الأداء الإنتاجي<br />

بالمؤسسات الصناعية الجزائرية عامة وبإحدى شركات<br />

الإسمنت خاصة.‏<br />

توصلت الدراسة إلى عدة نتائج،‏ أبرزها:‏<br />

‏-تدهور مستوى الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية<br />

الجزائرية،‏ لكن بشركة الإسمنت عين التوتة اتسم بالتطور<br />

الإيجابي.‏<br />

تطور الاهتمام بالجودة في المؤسسات الصناعية الجزائرية،‏<br />

حيث تمتاز الشركة محل الدراسة بجودة منتوجها وتحاول<br />

تحسين جودة خدماا.‏<br />

- الآثار الإيجابية لتطبيق الجودة على الأداء الإنتاجي لها.‏<br />

وعلى ضوء النتائج السابقة،‏ قدمت الدراسة عدة توصيات<br />

واقتراحات،‏ أهمها<br />

:<br />

-<br />

التحسين المستمر للأداء الإنتاجي بتطبيق الجودة لبلوغ<br />

الأداء الأفضل.‏<br />

- مسايرة تطورات نظام الجودة بالتركيز على رغبات الزبائن.‏<br />

الكلمات الدالة:‏ الجودة،‏ الأداء الإنتاجي،‏ الكفاءة،‏ الفعالية.‏<br />

المقدمة<br />

تعد الجزائر من الدول النامية التي حاولت إقامة صناعة متطورة<br />

كوسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.‏ وانطلاقا من<br />

أن التصنيع اعتبر الوسيلة الأنجع للتقدم،‏ أقيمت عدة<br />

مشروعات صناعية هامة شملت عدة مجالات حيوية.‏ غير أن<br />

العديد من هذه المؤسسات حققت نتائج سلبية تمثلت أساسا<br />

في انخفاض مستوى أدائها خاصة الأداء الإنتاجي،‏ وذلك من<br />

حيث:‏ تدني معدل الإنتاج،‏ ارتفاع تكاليف الإنتاج،‏ رداءة<br />

المنتوجات وانخفاض معدل استغلال طاقاا الإنتاجية،‏ ‏...الخ.‏<br />

ولقد بررت هذه النتائج السلبية ‏–في ظل الاقتصاد المخطط<br />

–<br />

بأن المؤسسات الجزائرية كانت تنشط وسط محيط يتميز<br />

بالاحتكار وتدخل الدولة،‏ وأا تم بالمردودية الاجتماعية<br />

على حساب المردودية الاقتصادية.‏ لكن هذا المحيط تغير وفق<br />

الإصلاحات الاقتصادية التي مرت ا المؤسسات الجزائرية<br />

كالاستقلالية والتوجه نحو اقتصاد السوق،‏ حيث أا حاليا في<br />

مرحلة الخوصصة،‏ مما يفرض عليها تعزيز مكانتها والارتقاء<br />

بأدائها الإنتاجي إلى المستوى الذي يسمح لها بالبقاء<br />

والاستمرار في السوق.‏<br />

ولبلوغ ذلك،‏ تنتهج المؤسسات عدة سبل لتحسين<br />

أدائها الإنتاجي أهمها الجودة.‏ فهذه الأخيرة أصبحت خلال<br />

السنوات الأخيرة شرطا ضروريا للتبادل التجاري كما أا أهم<br />

إستراتيجية تنافسية تعتمد عليها معظم المؤسسات.‏ حيث أن<br />

المؤسسات الجزائرية تساير تطورات الجودة من خلال تبني<br />

معظمها لأنظمة الجودة في تسييرها لكسب رضى الزبائن<br />

والبقاء في السوق.‏<br />

وانطلاقا مما تقدم،‏ جاءت هذه الدراسة لتتناول الجودة<br />

كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية<br />

الجزائرية من خلال ثلاثة محاور رئيسية هي:‏<br />

- الأداء الإنتاجي والجودة:‏ خلفية نظرية؛<br />

- الجودة لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية؛<br />

- عرض وتحليل نتائج الدراسة الميدانية بشركة الإسمنت عين<br />

التوتة.‏<br />

1- الأداء الإنتاجي والجودة:‏ خلفية نظرية<br />

1-1- مفاهيم نظرية حول الأداء الإنتاجي:‏<br />

إن عدم توحيد مختلف وجهات النظر حول مدلول الأداء،‏<br />

أدى إلى التباين حول تعريفه وتقييمه.‏<br />

45


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

1-1-1- مفهوم الأداء الإنتاجي:‏<br />

إن مصطلح الأداء ليس حديثا بل توجد عدة دراسات<br />

وأبحاث من الناحيتين النظرية والتطبيقية التي كانت دف إلى<br />

تدقيق مفهومه،‏ إلا أنه لا يوجد اتفاق عام حول تعريفه.‏<br />

إضافة إلى الاختلاف في المصطلحات المستخدمة للدلالة على<br />

الأداء مثل الكفاءة والفعالية.‏<br />

وانطلاقا من أن هذا المفهوم يشمل مصطلحين هما الأداء<br />

والإنتاج،‏ فإننا سنوضح كلا منهما على حدى ثم نستنتج<br />

تعريفا ملائما لموضوعنا.‏<br />

أ-‏ مفهوم الأداء:‏ سنوضح أهم وجهات النظر<br />

المتعلقة بمفهوم الأداء بإيجاز كما يلي:‏<br />

التعريف اللغوي للأداء وارتباطه ‏(علاقته)‏ بالأداء البشري:‏<br />

حيث يعرف لغة بأنه إنجاز عمل ما (1). لذلك اعتبره الكثير<br />

من الباحثين بأنه الأداء البشري أي إهمال لبقية الموارد.‏ في<br />

حين نجد أن تحقيق المؤسسات لأهدافها ينجم عن تفاعل كل<br />

مواردها،‏ ومن ثم فإن أداء المؤسسات يعبر عن مدى بلوغها<br />

لأهدافها مع الاقتصاد في استخدام كل مواردها.‏ أي أنه<br />

كمتغير تابع لعاملين هما الكفاءة والفعالية.‏<br />

تعريف الأداء وفق مفهوم الكفاءة:‏ فلقد حصر بعض<br />

الباحثين الأداء في بعد واحد هو الكفاءة فقط،‏ أي الاستخدام<br />

الأمثل للموارد.(‏‎2‎‏)‏<br />

تعريف الأداء وفق مفهوم الفعالية:‏ كذلك ركز بعض<br />

الباحثين في تعريفهم للأداء على الفعالية لوحدها،‏ فلقد أعتبر<br />

بأنه مدى تحقيق أهداف المؤسسات.(‏‎3‎‏)‏<br />

وللإشارة،‏ فإنه هناك من يرى العكس بين مفهومي<br />

الكفاءة والفعالية.‏<br />

تعريف الأداء وفق معاييره:‏ فلقد تم تعريفه وفق معاييره<br />

الأساسية وهي:‏ الجودة،‏ الوقت والتكلفة.‏ وهناك من يضيف:‏<br />

المرونة،‏ سرعة رد الفعل،‏ الإبداع،‏ ‏...الخ.(‏‎4‎‏)‏<br />

تعريف الأداء استراتيجيا:‏ أي إعطاء الطابع الاستراتيجي له<br />

وربطه بالقدرة التنافسية للمؤسسات<br />

.(5)<br />

إلا أنه حسب<br />

رأينا،‏ فإن الأداء يتواجد في كل مستويات التسيير<br />

الاستراتيجي،‏ التكتيكي والعملي).‏<br />

تعريف الأداء حسب المنظمة العالمية للتقييس الإيزو<br />

إصدار<br />

9000<br />

2000<br />

بأنه يشمل الكفاءة والفعالية.‏ فهذه الأخيرة<br />

هي مدى بلوغ النتائج،‏ أما الكفاءة هي العلاقة بين النتيجة<br />

المتحصل عليها والموارد المستعملة.(‏‎6‎‏)‏<br />

وتعود أسباب تنوع واختلاف التعاريف التي أعطيت<br />

لمفهوم الأداء إلى كونه مفهوم واسع الاستعمال،‏ إدراكي،‏<br />

متطور ومتعدد المكونات.‏<br />

وبناء على ما سبق،‏ يمكن القول أن الأداء هو مدى<br />

بلوغ الأهداف بالاستخدام الأمثل للموارد،‏ وباعتباره نظاما<br />

شاملا ومتكاملا وديناميكيا،‏ فإنه يتطلب إتباع مسيرتي<br />

العمليات<br />

(Processus)<br />

-<br />

والتحسين المستمر,‏ كما أنه<br />

متعدد المعايير كالتكلفة والوقت والجودة.‏<br />

ب-‏ مفهوم الإنتاج:‏ لا يوجد تعريفا واحدا<br />

للإنتاج،‏ بل هناك عدة تعاريف له وفق النواحي التالية:(‏‎7‎‏)‏<br />

الناحية الإجتماعية:‏ حيث ينظر إليه بأنه نشاط إنساني<br />

يعكس الإيديولوجيا السائدة في اتمع.‏<br />

- الناحية الإقتصادية:‏ بأنه يشمل الأنشطة التي دف إلى خلق<br />

المنافع والقيمة.‏<br />

- الناحية الفنية:‏ فهو يتطلب استخدام طرق وتقنيات لبلوغ<br />

الأمثلية.‏<br />

- الناحية النظامية:‏ حيث يقوم على تحويل المدخلات ‏(الموارد)‏<br />

إلى المخرجات ‏(المنتوجات والخدمات)‏ وفق التغذية العكسية<br />

من خلال تفاعله مع البيئة الخارجية.‏<br />

وحسب هذه الناحية الأخيرة،‏ تبين التعاريف الحديثة بأن<br />

الإنتاج عملية نظامية وسلسلة من الأنشطة الديناميكية التي<br />

تضمن تحقيق الأهداف الإنتاجية ‏(الإنتاج الأمثل:‏<br />

كمية ،<br />

جودة،‏ بأدنى تكلفة وفي الوقت المناسب)‏ من خلال الاستغلال<br />

الأمثل للموارد الإنتاجية.‏<br />

و من كل ما سبق,‏ يمكن أن نصل إلى أن الأداء<br />

الإنتاجي هو مدى كفاءة وفعالية وظيفة الإنتاج،‏ أي مدى<br />

بلوغها لأهدافها ‏(زيادة الإنتاج كمية وجودة،‏ تخفيض مدة<br />

وتكاليف الإنتاج)‏ من خلال الاستخدام الأمثل لمواردها<br />

الإنتاجية.‏<br />

)<br />

46


________________________________________<br />

الجودة كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية الجزائرية<br />

2-1-1- مفهوم تقييم الأداء الإنتاجي ومؤشراته:‏<br />

إن معرفة مستوى الأداء الإنتاجي بالمؤسسة يتطلب تقييمه وفق<br />

مؤشرات معينة.‏ وقبل التعرف على المؤشرات<br />

المستخدمة في<br />

تقييمه,‏ سنتناول أولا تقييم الأداء الإنتاجي من حيث المفهوم.‏<br />

أ-‏ مفهوم تقييم الأداء الإنتاجي:‏<br />

انطلاقا من الاختلاف حول مفهوم الأداء،‏ فإنه توجد عدة<br />

وجهات نظر حول تعريف تقييم الأداء،‏ نذكر أهمها:‏<br />

– ص.‏ ص.‏<br />

60-45<br />

-<br />

تقييم الأداء كجزء من الرقابة<br />

،(8)<br />

-<br />

النتائج الفعلية مع المؤشرات المرجعية.‏<br />

تقييم الأداء كأداة لتقييم النتائج<br />

وطرق للتحقق من بلوغ الأهداف.‏<br />

،(9)<br />

-<br />

-<br />

لأنه يتوقف عند مقارنة<br />

لأنه يستخدم أدوات<br />

تقييم الأداء كعملية اتخاذ القرارات (10)، لكنه في الواقع<br />

هو يشمل معلومات تساعد على اتخاذ القرار.‏<br />

تقييم الأداء كقياس<br />

فالقياس يتم<br />

.(11)<br />

لكنه في الحقيقة يختلفان،‏<br />

عند التنفيذ أي قياس النتائج،‏ أما التقييم فهو<br />

الفرق بين الهدف والقياس.‏<br />

-<br />

التقييم إثراء له أي يوضح القيم المقاسة.‏<br />

تقييم الأداء كتقدير<br />

.(12)<br />

:<br />

كما أن هذا الأخير كمي لكن<br />

لكنه غير كاف،‏ فانطلاقا من<br />

القياس الذي يتكامل مع التقدير أي بتقدير الأداء المتحقق يتم<br />

التقييم بين الهدف والقياس لاتخاذ القرار الأمثل.‏<br />

ومن مجمل التعاريف السابقة,‏ يمكن أن نصل إلى أن تقييم<br />

الأداء الإنتاجي باعتباره نظاما فإنه يشتمل على العناصر الآتية<br />

المدخلات<br />

أو ‏(المنتوجات<br />

‏(الموارد الإنتاجية)،‏ العمليات والمخرجات<br />

الخدمات).‏<br />

كبيرة لاستمرارية المؤسسة،‏<br />

ذو أهمية فهو عملية أما بصفته<br />

لأنه يسمح بمعرفة مراكز الخلل<br />

فيها بغرض معالجتها ثم تطوير النواحي الإيجابية وتفادي<br />

السلبية منها.‏<br />

ب-‏ مؤشرات تقييم الأداء الإنتاجي:‏<br />

يتمثل مؤشر الأداء الإنتاجي في<br />

كونه<br />

تقيس كفاءة أو فعالية جزء من عملية أو نظام<br />

الإنتاجية<br />

‏"معلومة كمية<br />

الموارد<br />

بالنسبة لمعيار أو خطة أو هدف،‏ محدد ومقبول في<br />

إطار استراتيجية المؤسسة"‏ (13).<br />

ومن بين أسس تقسيم أنواع مؤشرات تقييم الأداء<br />

الإنتاجي تلك التي تستند إلى معايير الأداء المتعلقة بالكمية،‏<br />

التكلفة الوقت والجودة.‏<br />

و يوضح الملحق رقم<br />

أنواع (1)<br />

مؤشرات تقييم الأداء الإنتاجي الخاصة بكل معيار منها ،<br />

معناها والعلاقة الرياضية المتعلقة ا.‏<br />

3-1-1- مداخل<br />

يتم<br />

للمؤسسة<br />

اللجوء إلى<br />

إما<br />

تحسين الأداء الإنتاجي:‏<br />

عندما يكون<br />

مداخل كفيلة بتحسين الأداء الإنتاجي<br />

الأداء الإنتاجي المنجز أقل من<br />

المخطط أو وجود التوازن بينهما،‏ حيث أنه تماشيا مع تطورات<br />

المحيط تلجأ المؤسسة إلى التحسين المستمر لأدائها لبلوغ<br />

الأفضل والتميز.‏<br />

-<br />

-<br />

ويتم تحسين الأداء الإنتاجي وفق أحد:‏<br />

معاييره وهي:‏ التكلفة،‏ الوقت والجودة.‏<br />

مداخل تحسينه وهي:‏<br />

إعادة الهندسة،‏<br />

إدارة الجودة الشاملة،‏ نظام تسيير الجودة،‏ ‏...الخ.‏<br />

التحسين المستمر،‏<br />

وبما أن دراستنا تشمل معيارا ومدخلا واحدا هو الجودة،‏ فإننا<br />

سنركز على توضيح ذلك في العنصر الموالي.‏<br />

-2-1<br />

-1-2-1<br />

الأبعاد:‏<br />

مفهوم الجودة ونظامها:‏<br />

إن<br />

تعريف الجودة:‏<br />

الجودة<br />

‏"تشمل جانبان:‏<br />

الكمي والحسي وكل<br />

الاقتصادية،‏ الاجتماعية،‏ السياسية،‏ والتقنية.‏<br />

وهي<br />

كنظام فرعي من المؤسسات شاملة لكل وظائفها وأن تسييرها<br />

يتم من قبل كل أفراد المؤسسات مع ضرورة وجود اتصال<br />

فعال بين عناصر المؤسسات وزبائنها بغية التكيف المستمر<br />

للمنتوجات<br />

.(14)<br />

‏(الخدمات)‏<br />

إضافة إلى التعريف<br />

9000 إصدار 2000<br />

مع انتظارات<br />

على<br />

من الخصائص الباطنية لمنتوج<br />

الزبائن وتطوراا"‏<br />

الحديث للجودة وفقا للإيزو<br />

أا عبارة عن<br />

أو نظام أو<br />

قابلية مجموعة "<br />

سيرورة لإرضاء<br />

متطلبات الزبائن وبقية الأطراف المعنية " (15) .<br />

فهذا<br />

التعريف ركز على الجانب الداخلي للنظام ورغبات الزبائن<br />

47


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

وكل الأطراف المعنية من:‏ مستعملين ائيين أو زبائن،‏ أفراد<br />

المؤسسات،‏ مالكين أو مستثمرين،‏ موردين وشركاء اتمع.‏<br />

وبما أن دراستنا تتمثل في توضيح العلاقة بين الجودة<br />

والأداء الإنتاجي،‏ فإنه يمكن تعريف الجودة ضمن هذا الإطار<br />

بأا:‏ مجموعة الخصائص الداخلية للمنتوج أو النظام المطابقة<br />

لمتطلبات الزبائن المتطورة،‏ والناجمة عن:‏ تطبيق المواصفات<br />

القياسية العالمية،‏ مشاركة كل الأفراد في جميع وظائف<br />

المؤسسات من خلال تخفيض الضائع والتكاليف،‏ أي تحسين<br />

أدائها الإنتاجي بغية مواجهة المنافسين في السوق وبالتالي<br />

القدرة على البقاء والاستمرار.‏<br />

-2-2-1<br />

نظام الجودة وفق مواصفاتISO<br />

:<br />

يمثل نظام الجودة إطارا تنظيميا يضم:‏ الهيكل التنظيمي،‏<br />

عمليات التنفيذ والموارد اللازمة لتسيير الجودة.‏ وهو يضمن<br />

سلامة النظام الذي يعطي المنتوج ولكنه لا يضمن مستوى<br />

عال من الجودة للمنتوج.‏<br />

ولقد أجريت عدة تعديلات على هذا النظام،‏ حيث أن أول<br />

إصدار للمواصفات كان عام 1987 ثم تم التعديل الأول سنة<br />

1994 والثاني سنة 2000، وحاليا يتم تطبيق نظام تسيير<br />

الجودة الإيزو<br />

2000 إصدار 9001<br />

فقط.‏ فهذا الأخير<br />

يحتوى على تسعة فصول ومن بينها العمليات الأربعة الأساسية<br />

التالية:‏ مسؤولية الإدارة،‏ تسيير الموارد،‏ تحقيق المنتوج,‏ وكذا<br />

القياس،‏ التحليل والتحسين.‏ كما أنه يقوم على ثمانية مبادئ<br />

هي:"‏ التركيز على الزبون،‏ القيادة،‏ مشاركة الأفراد،‏ مدخل<br />

العملية،‏ مدخل النظام،‏ مدخل الحقائق في اتخاذ القرار،‏<br />

التحسين المستمر وعلاقات المنفعة المتبادلة مع الموردين".‏<br />

.(16)<br />

ويتطلب تطبيق هذا النظام توثيقه.‏ فهذا الأخير مهم<br />

للمؤسسات التي تسعى للحصول على الشهادة.‏ فهو يساعد<br />

الإدارة على تطوير نظام الجودة،‏ ويسمح بالتأكد من إتقان<br />

العمال لأعمالهم ويعتبر كدليل مادي للجهات المانحة للشهادة.‏<br />

كما يتوجب على المؤسسات القيام بعملية التدقيق لهذا<br />

النظام بغية تسهيل عملية الحصول على الشهادة.‏ فتتم عملية<br />

تسيير التدقيق بنوعيه الداخلي والخارجي وفق أربع مراحل<br />

هي:‏ تخطيط التدقيق،‏ تنفيذه،‏ إعداد تقارير عدم المطابقة<br />

والإجراءات التصحيحية المتخذة.‏<br />

وبعد توثيق النظام وتدقيقه تم المؤسسة بعملية تسجيل<br />

هذا النظام للحصول على الشهادة بإتباع مراحل متتالية تنطلق<br />

من مرحلة ما قبل التسجيل إلى غاية مرحلة ما بعد التسجيل<br />

‏(الحفاظ على الشهادة).‏ (17)<br />

وللإشارة،‏ فإنه يتوجب على المؤسسات قبل التسجيل<br />

تحليل الفوائد والتكاليف المتوقعة عن عملية التسجيل للتأكيد<br />

من تأمين مردود اقتصادي واجتماعي موجب.‏ وعلى الرغم<br />

من الإنفاق الأولي المرتفع لتنفيذ مواصفات هذا النظام<br />

وتسجيله إلا أن المنافع تتجاوزها كثيرا.‏<br />

3-1- علاقة الجودة بالأداء الإنتاجي:‏<br />

تمثل الجودة حاليا إحدى الميزات التنافسية في السوق المحلية<br />

والعالمية،‏ لذلك تركز معظم المؤسسات على عنصر الجودة في<br />

إنتاجها،‏ حيث أا تسعى لتقديم منتوجات ذات جودة تلبية<br />

لرغبات الزبائن المتميزة بالتطور المستمر.‏ ولا يزال ينظر<br />

الكثيرون إلى الجودة بمفهومها التقليدي على أا تخص المنتوج<br />

فقط وهي تمثل النتيجة اردة لعمليات معينة خلال مراحل<br />

الإنتاج،‏ إلا أن التعاريف الحديثة والمذكورة سابقا للجودة<br />

توضح بأا مجموعة الخصائص الداخلية للمنتوج المطابقة<br />

لمتطلبات الزبائن المتطورة،‏ والناجمة عن:‏ تطبيق المواصفات<br />

القياسية العالمية،‏ مشاركة كل الأفراد في جميع وظائف<br />

المؤسسة من خلال تخفيض الضائع والتكاليف،‏ أي تحسين<br />

أدائها الإنتاجي بغية مواجهة المنافسين في السوق وبالتالي<br />

القدرة على البقاء والاستمرار.‏<br />

ويتم تحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية بالتركيز<br />

على عنصر الجودة من خلال:‏<br />

- صنع منتوجات مطابقة للمواصفات العالمية.‏<br />

- رفع كفاءة العمليات الإنتاجية من خلال الاستخدام الأمثل<br />

للموارد الإنتاجية.‏<br />

48


________________________________________<br />

الجودة كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية الجزائرية<br />

– ص.‏ ص.‏<br />

60-45<br />

-<br />

زيادة فعالية العمليات الإنتاجية من خلال بلوغ أهدافها<br />

الإنتاجية.‏<br />

-<br />

تلبية رغبات الزبائن لرفع حصتها السوقية وبالتالي تعزيز<br />

مكانتها التنافسية.‏<br />

إن الاهتمام المتزايد بالجودة في هذه المؤسسات ضرورة حتمية<br />

يهدف إلى الحصول على ميزات تنافسية في ظل التغيرات<br />

وتطور الأسواق العالمية وتزايد طلبات الزبائن على الجودة<br />

وزيادة حدة المنافسة،‏ وعليه أصبحت الجودة سلاحا<br />

استراتيجيا للحصول على هذه الميزات في ظل انفتاح التجارة<br />

الدولية وزوال الحواجز والسعي للحصول على شهادات<br />

المطابقة العالمية.‏<br />

-2<br />

الجزائرية:‏<br />

-1-2<br />

الجزائرية:‏<br />

الجودة لتحسين<br />

الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية<br />

واقع الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية<br />

تميزت الإصلاحات بنتائج محدودة لمؤسسات القطاع<br />

الصناعي،‏ حيث اتسم الاقتصاد الصناعي الوطني بعدة<br />

إختلالات أهمها:‏ (18)<br />

- انخفاض مستمر لمعدلات استغلال الطاقة الإنتاجية للقطاع<br />

الصناعي حيث قدر بحوالي % 50 .<br />

- تقليص الاستثمارات العمومية خاصة في القطاع الصناعي<br />

لفائدة الاستثمارات في هياكل اقتصادية واجتماعية تطبيقا<br />

لسياسة الرخاء والعيش الأفضل في النصف الأول من<br />

الثمانينات.‏<br />

- نمو جد مرتفع في التكلفة النقدية يقدر ب %21.2<br />

.<br />

- انخفاض الناتج الداخلي الإجمالي بالقيم الحقيقية ‏،...الخ.‏<br />

ولقد أجرى الس الوطني الاقتصادي والاجتماعي<br />

دراسة تقييمية حول الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية،‏<br />

فاتضح التراجع بين مختلف القطاعات الاقتصادية لكن القطاع<br />

الصناعي هو الأكثر تضررا حيث سجل تقهقرا في الإنتاج،‏<br />

فلقد انخفض سنة<br />

1999<br />

ب‎1.5%‎ من الناتج المحلي الخام،‏<br />

كما انخفض مؤشر الإنتاج الصناعي بأكثر من 11 نقطة<br />

والملاحظ أن معظم فروع<br />

بين سنتي<br />

1994 و‎1997‎‏.‏ (19)<br />

القطاع الصناعي،‏ قد تأثر بشكل كبير لما واجهته من منافسة<br />

خارجية حادة بعد انفتاح السوق.‏<br />

ولتحديد وضعية الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية،‏ لا<br />

بد من توفر بعض المؤشرات لتقييمه،‏ حيث أن أهم مؤشر<br />

يتمثل في معدل استغلال الطاقة الإنتاجية لهذه المؤسسات.‏<br />

وباستثناء قطاع المحروقات،‏ فإن بقية القطاعات حققت معدل<br />

استغلال لطاقاا تراوح بين<br />

و‎%64.2‎<br />

%14.2<br />

لقطاع الجلود<br />

لقطاع مواد البناء خلال سنة 2001. وعموما ،<br />

فإن أهم قطاعين صناعيين تجاوزا<br />

البناء حيث تراوح المعدل ا بين<br />

خلال<br />

%50 هما :<br />

%57.8<br />

1997)<br />

والفلاحية حيث تراوح المعدل ا بين<br />

خلال نفس الفترة.(‏‎20‎<br />

صناعة مواد<br />

و‎%64.2‎<br />

-2002)، و كذا الصناعات الغذائية<br />

%54.7 و‎%74.3‎<br />

(<br />

ومن خلال ما سبق،‏ يتضح أن الأداء الإنتاجي سيء<br />

للمؤسسات الصناعية،‏ فهي لم تتمكن من تحقيق أهدافها<br />

الإنتاجية وكذا عدم الاستغلال الأمثل لمواردها بسبب عدة<br />

عوامل أهمها:‏ إهتلاك معظم أجهزا وآلاا،‏ الانقطاع المستمر<br />

لمخزوا من المواد الأولية بسبب التبعية للدول الأجنبية،‏<br />

ارتفاع نسبة الغيابات،‏ وكذا منافسة القطاع الخاص الوطني<br />

والأجنبي،‏ إضافة إلى آثار الإصلاحات بشكل عام والمتمثلة في:‏<br />

أساليب التسيير التقليدية،‏ غياب استراتيجية شاملة ومرنة،‏<br />

التنظيم البيروقراطي،‏ انعدام نظام معلومات مرنة والقيود المالية<br />

والمادية المفروضة.‏<br />

وأمام كل هذا،‏ فإن المؤسسة الصناعية الجزائرية مطالبة<br />

اليوم في ظل اقتصاد السوق بالاهتمام بالأداء الإنتاجي ببعديه:‏<br />

الأول خاص بتحديد أهداف الإنتاج خاصة الجودة وكذا<br />

الاستعمال الأمثل لموارد الإنتاج تماشيا مع متطلبات السوق.‏<br />

ولا يتم ذلك إلا من خلال إتباع أحد مداخل تحسينه<br />

كالجودة.‏<br />

49


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

-<br />

-2-2<br />

مظاهر الاهتمام بالجودة بالمؤسسات الصناعية في<br />

الجزائر:‏<br />

يمكن تناول مظاهر الاهتمام بالجودة في الجزائر بإيجاز على<br />

النحو الآتي:‏<br />

‏*إنشاء المعهد الجزائري للتقييس وهو الهيئة الممثلة للجزائر<br />

وكعضو في المنظمة العالمية للتقييس<br />

،(ISO) وله<br />

حق منح<br />

شهادة مطابقة المنتوج فقط.‏ فهذا المعهد يرافق المؤسسات<br />

الجزائرية طوال مسيرا لتطبيق نظام تسيير الجودة من خلال<br />

تكوين أفرادها وتقديم الإرشادات اللازمة والتدقيق الأولي لها.‏<br />

كما تدعم الدولة هذه المؤسسات ماديا للحصول على<br />

الشهادة.‏<br />

‏*بالنسبة لشهادات الإيزو،‏ فلقد بلغ عدد المؤسسات الجزائرية<br />

المتحصلة على شهادات الإيزو<br />

9000<br />

ما يقدر ب<br />

135<br />

مؤسسة إلى غاية سنة 2004، و‎3‎ مؤسسات متحصلة على<br />

شهادة مطابقة المنتوج ‏(علامة تاج الجزائرية).(‏‎21‎‏)‏<br />

‏*وفي إطار تطوير الجودة بالجزائر،‏ تم إنشاء الجائزة الجزائرية<br />

الوطنية للجودة تحت وصاية وزارة الصناعة،‏ حيث تحصلت<br />

مؤسستين على الجائزة هما:‏ صيدال سنة<br />

الإسمنت عين التوتة ‏(باتنة)‏<br />

2003<br />

سنة 2004.<br />

-3-2<br />

وشركة<br />

مساهمة الجودة في تحسين الأداء الإنتاجي<br />

للمؤسسات الصناعية الجزائرية:‏<br />

تعد الجودة إحدى الأفضليات التنافسية والمحاور الكبرى<br />

للتغيير في المؤسسات العالمية الرائدة وكمتغيرة إستراتيجية،‏<br />

وذات آثار إيجابية على أداء المؤسسات.‏ وإذا تم استخدامها<br />

كمدخل لتحسين أداء المؤسسات الصناعية الجزائرية،‏ فلابد<br />

أن تشتمل على المحاور الآتية:‏ تطبيق وسائل وتقنيات وطرق<br />

الجودة،‏ استخدام معايير جوائز الجودة،‏ انتهاج مسيرة التحسين<br />

المستمر للجودة ودراسة تكاليف اللاجودة.‏ وفيما يتعلق<br />

بالأداء الإنتاجي فإن تطبيق مسيرة الجودة لتحسينه يتمثل في:‏<br />

- صنع المؤسسة لمنتوجات مطابقة للمواصفة.‏<br />

- تخفيض اللامطابقات.‏<br />

- ممارسة وظيفة الإنتاج في شكل عمليات طبقا لمبادئ نظام<br />

الإيزو إصدار 2000.<br />

تركيز تسيير الإنتاج على جودة المنتوجات خلال كل<br />

مراحل الإنتاج.‏<br />

ومن خلال دراسة تمت في سنة 2003 من طرف وزارة<br />

الصناعة وبمساهمة مكتب الدراسات الجزائري شملت عينة<br />

‏(أرسلت الاستمارة إلى<br />

طرف<br />

70<br />

47 مؤسسة)‏<br />

مؤسسة وكانت الإجابة من<br />

من المؤسسات الجزائرية المتحصلة على<br />

الشهادة.‏ والتي سمحت بدراسة آثار تطبيق مسيرة الجودة على<br />

أداء المؤسسات الجزائرية المتحصلة على شهادة الإيزو 9000،<br />

فلقد تبين بأا إيجابية حيث شملت الجوانب التالية:‏ التنظيم،‏<br />

التجارة،‏ التموين،‏ التقني والتسييري.‏<br />

و بالنسبة للجانب الإنتاجي,‏ فلقد اتضح الأثر<br />

الإيجابي للجودة على أداء المؤسسات في هذا اال ، إذ تمثل في<br />

تحسين جودة المنتوجات وتخفيض عدم المطابقات.(‏‎22‎‏)‏<br />

3- عرض وتحليل نتائج الدراسة الميدانية بشركة الإسمنت<br />

عين التوتة<br />

1-3- لمحة موجزة عن عينة الدراسة وأسباب اختيارها:‏<br />

تمثل شركة الإسمنت عين التوتة فرعا من امع الصناعي<br />

التجاري بالمؤسسة الجهوية للإسمنت بالشرق<br />

‏(‏GIC-ERCE‏)ومن حافظة شركة تسيير<br />

المساهمة(‏SGP‏).‏ فهي شركة مساهمة<br />

(EPE/SPA)<br />

ذات<br />

رأس مال يقدر ب 2.250.000.000 دج،‏ وتتكون من<br />

مديرية عامة متواجدة بباتنة وشركة بتيلاطو ‏(عين التوتة).‏<br />

ولقد تم إنشاء هذه الشركة سنة 1986، حيث كانت أول<br />

تجربة لها في الإنتاج بتاريخ<br />

3 سبتمبر .1986<br />

وتعتبر ذات أهمية لأا تغطي العجز الوطني المسجل خلال<br />

سنوات ما قبل 1986، حيث قدر الطلب السنوي على<br />

الإسمنت بحوالي<br />

13<br />

مليون طن،‏ لذلك تعمل الشركة على<br />

تخفيضه بفضل طاقاا الإنتاجية المقدرة بمليون طن سنويا،‏ إذ<br />

تساهم في توزيع منتوجها على ولايات الشرق وولايات<br />

الجنوب الشرقي.كما تعد من أكبر الشركات الوطنية من<br />

50


________________________________________<br />

الجودة كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية الجزائرية<br />

حيث الإنتاج حيث فاقت طاقتها الإنتاجية بحوالي<br />

إضافة إلى أا تحقق الأرباح المقدرة لها كل سنة.‏<br />

ولإظهار مكانة الشركة في السوق,‏<br />

مبيعاا،‏ إذ بلغت خلال السنوات<br />

و‎2004‎<br />

التوالي:‏‎%11,58،%11,56‎‏,‏<br />

– ص.‏ ص.‏<br />

60-45<br />

%10<br />

يمكن أن نسترشد بنسبة<br />

2003<br />

,2002<br />

النسب التالية وعلى<br />

.%9,09<br />

فهي تساهم في<br />

تغطية الطلب الوطني على الإسمنت خاصة الجهة الشرقية و<br />

الجنوبية الشرقية للبلاد,‏<br />

شركة إسمنت من القطاع الخاص<br />

ومؤخرا ظهر منافس جديد وهو<br />

(ACC)<br />

بالمسيلة،‏ كما أن<br />

هناك منافس محتمل بغليزان الأمر الذي بدأ يؤثر على مكانتها<br />

السوقية،‏ مما يتوجب عليها الاهتمام بتطوير كفاءات مواردها<br />

الإنتاجية مسايرة لتطورات محيطها.‏<br />

-<br />

ولقد تم اختيار هذه الشركة باعتبارها من مؤسسات الإسمنت<br />

الجزائرية التي تميزت في االين الآتيين:‏<br />

الأداء الإنتاجي،‏ حيث أا<br />

تتميز بارتفاع إنتاجية أفرادها،‏<br />

استقرار معدل الغيابات ا،‏ التكوين المستمر لأفرادها،‏ وضع<br />

نظام حوافز ملائم.‏<br />

وتجديد أفرادها.‏<br />

-<br />

وهي تسعى لتطبيق إستراتيجية تطوير<br />

الجودة،‏ فهي تساير تطورات نظام الجودة والمواصفات<br />

القياسية العالمية الإيزو<br />

الإسمنت-‏ في حصولها على شهادة الإيزو<br />

9000، وتعتبر الأولى-ضمن فرع<br />

طورت نظامها لتحصل كذلك على شهادة الإيزو<br />

1994 :9002 ثم<br />

:9001<br />

2000، إضافة إلى أا الوحيدة في حصولها على شهادة<br />

مطابقة المنتوج ‏(العلامة تاج الجزائرية)‏ وكذلك جائزة الجودة<br />

الجزائرية.‏<br />

وبناء على التقارير السنوية حول الجودة و الأداء الإنتاجي<br />

بشركة الإسمنت عين التوتة خلال<br />

الدراسة الميدانية ا.(‏‎23‎‏)‏<br />

(2004-1997)، ستتم<br />

-2-3<br />

‏(باتنة)‏ :<br />

واقع<br />

-1-2-3<br />

الأداء الإنتاجي بشركة<br />

الإسمنت<br />

عرض النشاط الإنتاجي للشركة:‏<br />

عين التوتة<br />

تتم عملية الإنتاج بالشركة من طرف دائرة الإنتاج،‏ والتي<br />

تقوم بتسييره للحصول على إسمنت ذو جودة أي مطابق<br />

لمواصفات ،NA442 وتتمثل مهام دائرة الإنتاج في:‏ تسيير<br />

عملية صنع الإسمنت بالشركة،‏ تحسين نظام الجودة من خلال<br />

صنع منتوج مطابق للمواصفات،‏ تلبية رغبات الزبائن وتحقيق<br />

نسب تسيير هذه الدائرة.أما أهدافها،‏ فهي:‏<br />

مطابق للمواصفة:‏ (2000)<br />

صنع منتوج<br />

،NA442 تحقيق برامج<br />

الإنتاج كمية وجودة في الوقت المطلوب واحترام نسب<br />

الاستهلاك للموارد المستهلكة كالغاز،‏ الكهرباء والمتفجرات.‏<br />

إن إنتاج الشركة حسب طاقتها الإنتاجية حيث أن<br />

الطلب أكبر من العرض فكل ما ينتج يباع.‏ وكانت الشركة<br />

2003 أفريل 9 قبل<br />

تنتج الإسمنت من النوع<br />

CPJ45<br />

‏(الإسمنت البورتلاندي المركب من رتب المقاومة المقدرة<br />

ب‎45‎ ميقا باسكال)،‏ ثم أصبحت تنتج الإسمنت من النوع<br />

CPJ<br />

CEM II A32,5<br />

النوع<br />

CEM II A42,5<br />

‏.أما حاليا فتنتج الإسمنت من<br />

، CPJ وذلك منذ 2 أوت<br />

.2004<br />

‏(نسبة الماء من<br />

وتتم صناعة الإسمنت بالشركة وفق الطريقة الجافة<br />

% 1 إلى (%6<br />

حيث يتم خلط المواد الأولية<br />

قبل دخولها إلى الفرن وإنتاج الكلنكر وهي جافة،‏ أي يستغني<br />

عن الماء كعامل مساعد في تحقيق التجانس.‏<br />

مراحل إنتاج الإسمنت وفق الشكل الموالي.‏<br />

ويمكن توضيح<br />

يتبين من هذا الشكل أن الحصول على المنتوج النهائي يتطلب<br />

المرور بالمراحل التالية:‏<br />

1- مرحلة التكسير:‏<br />

تنطلق عملية الإنتاج من خلال كسر المواد الأولية،‏ والتي<br />

تصنف إلى نوعين:‏<br />

والأخرى مشتراة من خارج الشركة.‏<br />

تلك المستخرجة من محاجر الشركة<br />

فالنوع الأول يضم الكلس والطين،‏ حيث يتم استخراج<br />

الكلس من المحاجر باستعمال المتفجرات والآلات وأن لا<br />

يتجاوز حجم هذه القطع 1500 مم،‏ أما الطين فيستخرج<br />

بالجارفات وأبعاد هذه القطع لا تتجاوز 800 مم،‏ ثم تنقل<br />

هذه القطع في شاحنات<br />

بين<br />

(Dumpers)<br />

40 إلى 35<br />

ذات سعة تتراوح<br />

طن للواحدة لتتم تغذيتها في<br />

51


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

مطمورة الكاسر<br />

(concasseur)<br />

الأساسي<br />

بالمطارق ذو الطاقة المقدرة ب‎1000‎ طن/ساعة.‏<br />

إن المنتوج الناجم عن عملية الكسر يسمى الخليط حيث أن<br />

نسبة حبيباته لا تتجاوز 25 مم،‏ وهذا الخليط متكون من<br />

% كلس و‎30‎ % طين.‏<br />

70<br />

أما بالنسبة للمواد التي تشترى من خارج الشركة وهما الجبس<br />

ومعدن الحديد،‏ فيتم كسرهما في كاسر آخر بالمطارق يسمى<br />

كاسر المواد المساعدة ذو الطاقة 1000 طن/ساعة.‏<br />

وللإشارة،‏ فإن الكلس يقسم إلى نوعين:‏ كلس التصحيح<br />

‏(الخام)‏ والكلس المساعد ‏(الإسمنت)،‏ فالنوع الأول لتصحيح<br />

الكومات الفقيرة إلى التركيبة الكيميائية اللازمة،‏ والنوع الثاني<br />

يضاف للحصول على الإسمنت.‏<br />

بعد الكسر تتم عملية التخزين،‏ حيث ينقل الخليط بأحزمة<br />

مطاطية إلى مخازن المواد الأولية.‏<br />

2- مرحلة الطحن الخام:‏<br />

ينقل الخليط ‏(كلس وطين)،‏ كلس التصحيح<br />

ومعدن الحديد من مطمورات التغذية بواسطة مقاييس<br />

الجرعات<br />

(Doseurs)<br />

مغلقة حيث أن طاقة الطاحونة الواحدة<br />

نحو طاحونتين خام في شكل حلقة<br />

140 طن/ساعة.‏<br />

مع<br />

العلم أن أعظم معدل لرطوبة المواد المغذية للطاحونتين<br />

هي‎%6‎‏،‏ ويتم تجفيف المواد داخل الطاحونتين بواسطة الغاز<br />

القادم من الفرنين أو استعمال مولدات الحرارة في حالة<br />

الضرورة.‏ ويتم الحصول من عملية الطحن على بودرة<br />

تسمى بالفرينة ذات دقة(‏Finesse‏)‏ تقدر ب‎14‎ % على<br />

غربال ذو u 90 وبرطوبة عظمى تقدر ب‎1‎ %.<br />

تمر هذه الفرينة عبر عوازل،‏ حيث أن الجزئيات<br />

الدقيقة توجه نحو مطمورات التجنيس والتخزين،‏ أما الجزئيات<br />

الكبيرة تعاد للطاحونتين.‏ ولتصبح الفرينة الخام أكثر تجنيسا،‏<br />

تملك الشركة مطمورتين للتجنيس ذات الطاقة<br />

للواحدة.‏<br />

طن 8000<br />

3- مرحلة الطهي:‏<br />

بواسطة المقتلعات<br />

الطاحونة ذات<br />

يتم استخراج الفرينة الخام من مطمورتي التجنيس<br />

(Extracteurs)<br />

3<br />

‎65‎م للواحدة.‏<br />

إلى سدادتي أو صمامي<br />

إن نظام تغذية الفرنين الموجود تحت صمامات<br />

يشكل لكل فرن<br />

الطاحونة من النوع<br />

مخرجين بواسطة مقاييس الصب<br />

(SCHENK)<br />

.(Débitmètres)<br />

وتخضع الفرينة الخام المغذية لتسخينات مسبقة على شكل<br />

إعصار حلزوني إلى عملية إزالة الكربون جزئية نتيجة التبادل<br />

الحراري في الاتجاه المعاكس.‏<br />

وإن كل دورة تسخين مشكلة من أربعة طوابق ذات<br />

إعصارات حلزونية.‏<br />

تخضع الفرينة خلال عملية الطهي بالفرن تحت<br />

درجة حرارة تقدر بحوالي<br />

‎1400‎‏°م لتحولات تعطي بعد<br />

التبريد ما يسمى بالكلنكر أي الإسمنت الفج ذو درجة حرارة<br />

إلى 130 تتراوح بين<br />

‎150‎‏°م ثم يتم نقل الكلنكر نحو<br />

مطمورات التخزين الثلاث حيث أن سعة الواحدة<br />

طن.‏<br />

15000<br />

وللإشارة،‏ فإنه في حالة صنع كلنكر غير مطهي جيد<br />

(incuits)<br />

تعاد عملية طهيه،‏ كما أنه يمكن بيع الكلنكر<br />

كمنتوج ائي لكون الفرن هو أساس عملية صنع الإسمنت.‏<br />

4- مرحلة طحن الكلنكر:‏<br />

تتم عملية طحن الكلنكر في حلقة مغلقة بواسطة<br />

طاحونتين للإسمنت حيث طاقة كل واحدة تقدر ب‎100‎<br />

طن/ساعة.‏<br />

للطاحونتين<br />

ويتم تغذية الطاحونتين بواسطة أربعة مخارج<br />

:(Trémies)<br />

اثنتين للكلنكر،‏ واحدة للجبس<br />

والأخرى للمادة المساعدة ‏(كلس أو بوزولان).‏<br />

ينجم عن عملية الطحن المنتوج النهائي وهو<br />

الإسمنت،‏ الذي ينقل نحو مطمورات التخزين الخمس ذات<br />

8000 سعة<br />

طن للواحدة وذلك بواسطة نواقل<br />

غازية(‏Pneumatiques‏)‏ وهذا بعد التبريد.‏<br />

52


________________________________________<br />

الجودة كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية الجزائرية<br />

– ص.‏ ص.‏<br />

60-45<br />

-2-2-3<br />

الفترة<br />

الأداء تقييم<br />

:(2004 -1997)<br />

الإنتاجي<br />

خلال للشركة<br />

من خلال عرض نتائج احتساب مؤشرات تقييم<br />

الأداء الإنتاجي المستندة إلى معايير الكمية،‏ الجودة،‏ التكلفة<br />

والوقت,‏ يمكن التعرف على مستوى الأداء الإنتاجي للشركة<br />

وتطوره،‏ والتي يبينها الجدول رقم<br />

يتضح من الجدول رقم<br />

أ-‏<br />

.(1)<br />

: ما يلي (1)<br />

نسبة إنجاز الإنتاج المخطط تجاوزت<br />

%100<br />

,(2001-1997)<br />

خلال<br />

ثم انخفضت خلال بقية السنوات إلى أقل<br />

من ‎100‎‏%,حيث بلغت أكبر نسبة سنة 2000 قدرت ب<br />

‎109,33‎‏%وأدنى نسبة سنة<br />

تراوحت إنتاجية الآلة في الساعة بين<br />

2004 و‎108,17‎ طن/سا سنة 1998.<br />

وتعود أسباب ارتفاع الإنتاج إلى:‏<br />

2003 ب .%98,03<br />

97,80<br />

ولقد<br />

طن/سا سنة<br />

- ارتفاع طلب الزبائن لأن إسمنت الشركة ذو جودة,‏<br />

كما<br />

أا تحترم مواعيد تسليمه مع قيامها حاليا بقياس رضى الزبائن<br />

لكسب ثقتهم أكثر.‏ فهذا ما دفع ا إلى رفع إنتاجها أكثر من<br />

طاقتها الإنتاجية عن طريق تحفيز العمال من خلال زيادة<br />

أجورهم وذلك حسب ساعات العمل الإضافية وتقديم هدايا<br />

مادية ‏(في اية كل سنة)‏ ومعنوية ‏(تنظيم عمرة بالقرعة لكل<br />

أفراد الشركة في كل سنة)‏ .<br />

- زيادة مشاريع البناء<br />

.<br />

- تطبيق الشركة لنظام الجودة سواء القديم نظام ضمان الجودة<br />

الإيزو<br />

1994<br />

: 9002<br />

الإيزو‎9001‎‏:‏<br />

,2000<br />

بتحسين الإنتاج خاصة جودته<br />

.<br />

أو الجديد نظام تسيير الجودة<br />

والذي يقوم على عدة مبادئ تسمح<br />

- توثيق كافة الإجراءات بشكل يفهمه ويطبقه كل العمال مما<br />

يسهل العمل مع ثبات جودة منتوجاا,‏<br />

بالمواعيد والعقود المتفق عليها مما يرفع من ثقة عملائها<br />

وبالتالي إلتزامها<br />

.<br />

- التكوين المستمر لأفرادها سمح بتحسين إنتاجيتهم أي رفع<br />

. كفاءم<br />

- الرقابة المحكمة لعملية الإنتاج منذ وصول المواد الأولية إلى<br />

غاية تسليم الإسمنت<br />

.<br />

أما أسباب إنخفاض الإنتاج,‏ فيمكن تقسيمها إلى عامة<br />

وخاصة لبعض السنوات كما يلي<br />

فالأسباب العامة متمثلة في نوعين:‏<br />

:<br />

- مادية,‏<br />

-<br />

-<br />

وهي:‏<br />

إرتفاع نسبة تعطل الآلات نتيجة الإهتلاك المبكر,‏<br />

تعود أسبابه إلى تجاوز المصنع لطاقاته الإنتاجية.‏<br />

- نقص الإستثمار خاصة تجديد الآلات.‏<br />

الذي<br />

كثرة التوقفات المتعلقة بتجديد غلاف الفرن الداخلي,‏<br />

الذي يتم كل سداسي,‏ فالآجر مستورد ومكلف.‏<br />

وهي:‏ - بشرية,‏<br />

- إرتفاع نسبة الأمراض المهنية وبالتالي زيادة الغيابات المتعلقة<br />

. بالعطل المرضية<br />

-<br />

إنخفاض عدد العمال خاصة المتقاعدين الذين لهم خبرة<br />

وتجربة في العمل بالشركة<br />

.<br />

:<br />

أما الأسباب الخاصة منذ نشأة الشركة وخلال السنوات التالية<br />

: 1986<br />

بدأ إنتاج الشركة منذ شهر سبتمبر<br />

.<br />

: 1992<br />

الكاشط والمروحية<br />

تعطل جهازين في الفرن هما<br />

:<br />

.<br />

: 1995<br />

تعطل كل من<br />

وجهاز التصفية الكهربائية<br />

:<br />

.<br />

: 2003<br />

تغيير مروحيات<br />

مروحية في الفرن الواحد<br />

مخفض الجسر<br />

الجهاز الحلزوني للتسخين الأولي<br />

‏(مبردات)‏<br />

الفرن وعددها<br />

12<br />

.<br />

ب-‏ نسب إنجاز الطاقة الإنتاجية خلال كل سنوات الدراسة<br />

تجاوزت %100 باستثناء سنة<br />

,2003<br />

وهذا بسبب تشغيل<br />

الآلات أكثر من طاقاا مما أدى إلى اهتلاكها خاصة<br />

.2003<br />

-<br />

ج-‏ بالنسبة لجودة الإنتاج كمية وتكلفة,‏ فإن:‏<br />

نسبة الإنتاج المعيب من الإجمالي<br />

سنة قدرت<br />

ب‎%2,17‎ وارتفعت في 2002 إلى %2,42.<br />

في<br />

2000<br />

- نسبة تكاليف الإنتاج المعيب من تكاليف الإنتاج بلغت سنة<br />

2000 قيمة<br />

.<br />

%9,36 وارتفعت إلى<br />

%12,7 سنة‎2002‎<br />

53


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

-<br />

نسبة تكاليف اللاجودة من تكاليف الإنتاج بلغت<br />

%27,29 سنة 2000 و %36,91 سنة . 2002<br />

د-‏ بالنسبة لتكاليف الإنتاج,‏ فإا:‏<br />

-<br />

تميزت نسبة تكاليف وظيفة الإنتاج إلى إجمالي تكاليف<br />

الشركة بالتذبذب,‏ فلقد بلغت أدنى نسبة لها سنة<br />

حيث قدرت ب %18,65 وأعلى نسبة لها سنة<br />

1998<br />

2004<br />

ب %30,38 .<br />

- الإرتفاع النسبي لنسبة تكاليف الصيانة إلى تكاليف الإنتاج.‏<br />

فلقد بلغت أدنى تكلفة لها سنة<br />

2000<br />

2003<br />

%17,23<br />

. %33,19<br />

وأكبر نسبة لها سنة<br />

المقدرة ب<br />

قدرت ب<br />

فهذه التكاليف ناجمة عن اهتلاك الآلات<br />

وزيادة توقفاا مما تسبب في انخفاض الإنتاج<br />

.<br />

ه-‏ بالنسبة للوقت المستغرق من طرف الآلات في الإنتاج,‏<br />

فإنه قد تراوحت نسب استغلال الوقت المخطط بين<br />

%59,50 سنة<br />

1999 و‎%66,62‎ سنة<br />

نسب متوسطة بسبب اهتلاك الآلات<br />

,1997<br />

.<br />

وهي<br />

وبالتالي فإن الوقت<br />

غير المستغل أي الضائع بسبب التعطلات تراوح بين<br />

%33,38 سنة 1997 و‎%40,50‎ سنة . 1999<br />

إضافة إلى التقييم السابق وطبقا للمؤشرات المعيارية المطبقة<br />

من طرف الشركة والموضحة في الملحق رقم<br />

,(3)<br />

-<br />

جودة منتوج الإسمنت بنوعيه<br />

فإن:‏<br />

CEM II A 32,5<br />

CEM II A و‎42,5‎ CPJ<br />

عند دراسة الجودة.‏<br />

-<br />

CPJ سنوضحها فيما بعد<br />

نسب الاستهلاك الخاصة بالطاقة ‏(الكهرباء والغاز),‏<br />

المتفجرات وكواسر الأشعة(‏Réfractaires‏)‏ ونسب<br />

المعيب من الأكياس,‏ سنوضحها وفق الجدول رقم<br />

يتضح من خلال الجدول رقم<br />

.(2)<br />

: ما يلي (2)<br />

أ-‏ نسب استهلاك الكهرباء تجاوزت الهدف المخطط وهو<br />

107<br />

كيلوواط/طن من الإسمنت خلال الفترة<br />

-2002)<br />

.(2004<br />

فالكهرباء يستهلك بنسب أكبر في مطاحن الإسمنت<br />

ومطاحن الفرينة خاصة مطاحن السلسلة الثانية من الإنتاج,‏<br />

وهذا راجع إلى زيادة توقفات مضخة التدفق وانخفاض طاقة<br />

المطاحن<br />

ب-‏ نسب استهلاك الغاز تجاوزت المعيار وهو<br />

925 كيلو<br />

حريرة/كغ من الكلنكر خلال فترة الدراسة باستثناء سنة<br />

,1997<br />

فهو مستهلك في عملية الطهي بالفرنين خاصة بعد<br />

إعادة بناء الفرنين من الداخل أي بعد التعديلات خلال<br />

. التسخين المبدئي<br />

ج-‏ نسب استهلاك كواسر الأشعة تجاوزت المعيار وهو<br />

1072<br />

غ ‏/طن من الكلنكر خلال السنوات<br />

,2002 :<br />

2003 و ,2004<br />

وهذا راجع إلى توقفات ورشات الكسر<br />

والطحن التي تسببت في انخفاض مستوى الفرينة مع عدم<br />

الثبات الفيزيو-‏ الكيميائي وبالتالي انخفاض السرعة<br />

.<br />

د-‏ نسب استهلاك المتفجرات أقل مما هو مخطط,‏ حيث لم تتح<br />

لدينا كميتها فقط سنة 2004 بحجة سريتها<br />

ولكنه عموما .<br />

تعتبر كعائق أمام الشركة لأا مقيدة من هذا الجانب للسبب<br />

الأمني<br />

من<br />

.<br />

ه-‏ نسب المعيب من الأكياس اتسمت بالانخفاض لأا أقل<br />

%2، فنفايات<br />

الأكياس ناجمة عن تقطعها حيث أن<br />

الغلاف الجيد ذو 3 طبقات ‏(طيات)‏ وصلب أما معيبها فيتمثل<br />

في غلاف ذو طبقتين أو غير صلب.‏<br />

- عدم كفاءة نظام التصفية<br />

.<br />

وبناء على ما سبق،‏ نستنتج أن العامل الرئيسي<br />

للتوقفات هو تجاوز الشركة لطاقاا الإنتاجية سنويا,‏ مما يؤثر<br />

سلبا على الآلات والمعدات حيث ينقص من عمرها الإنتاجي,‏<br />

فالتبعية الكبيرة للخارج في شراء قطع الغيار والآجر يتسبب<br />

في توقف الإنتاج لأن وصولها يتطلب وقت.‏<br />

وبالرغم من هذه التوقفات,‏ حققت الشركة مكانة<br />

معتبرة ضمن شركات الإسمنت الجزائرية سواء من حيث<br />

الإنتاج كمية أو قيمة أو جودة كما سنوضحها الآن.‏<br />

3-3- مظاهر الاهتمام بالجودة ودورها في تحسين الأداء<br />

الإنتاجي للشركة:‏<br />

يمكن تناول إنجاز الشركة في مجال الاهتمام بالجودة من<br />

ناحيتي المنتوج والنظام كمايلي:‏<br />

.<br />

54


________________________________________<br />

الجودة كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية الجزائرية<br />

– ص.‏ ص.‏<br />

60-45<br />

-1-3-3<br />

بالنسبة لجودة المنتوج،‏ فقد كان الاهتمام ا في<br />

الشركة منذ النشأة،‏ حيث كانت هناك مصلحة للجودة تابعة<br />

لدائرة الإنتاج اقتصر نشاطها على رقابة جودة المنتوجات ومن<br />

ثم تحولت إلى دائرة الجودة مستقلة عن الإنتاج ابتداء من سنة<br />

.1998<br />

وتشمل جودة منتوج<br />

‏(الإسمنت)‏<br />

والخدمة.‏<br />

المنتوجات نصف المصنعة<br />

الشركة<br />

فجودة<br />

جانبين:‏<br />

الإسمنت<br />

بدورها ناتجة عن جودة المواد الأولية<br />

الحديد،‏ جبس والبوزولان).‏<br />

خصائصه:‏<br />

.(NA442:2000)<br />

المنتوج المادي<br />

جودة ناجمة عن<br />

‏(خليط،‏ فرينة وكلنكر)،‏ وهي<br />

وتتمثل جودة<br />

‏(كلس،‏ طين،‏ معدن<br />

في الإسمنت<br />

الكيميائية،‏ الفيزيائية والميكانيكية طبقا للمواصفة<br />

أما جودة الخدمة أي خدمات البيع<br />

تميزت بالرداءة سواء قبل أو بعد تطبيقها لنظام الجودة.‏<br />

لكن<br />

منذ ظهور منافسين خواص لها في السوق،‏ أصبحت تم<br />

برغبات زبائنها كما حسنت جودة خدمات البيع ا،‏<br />

فالتركيز على الزبون يمثل أحد مبادئ نظام تسيير الجودة<br />

الإيزو .2000 :9001<br />

-2-3-3<br />

بالنسبة لنظام الجودة<br />

نظام الجودة وشهادات الجودة المتحصل عليها:‏<br />

تشكيله الذي يعد<br />

الأساسية للحصول على شهادات الجودة.‏<br />

بالشركة يعد حديثا نسبيا إذ بدأ في<br />

ومن خلال التطبيق الفعال لنظامي الجودة<br />

الجودة وتسييرها-‏ باتباع<br />

المراحل<br />

اية 1998.<br />

إحدى الخطوات<br />

فإن الاهتمام به<br />

الأساسية المتتالية وهي:‏<br />

ما<br />

قبل التسجيل ثم التسجيل والحصول على الشهادة وأخيرا ما<br />

بعد الحصول على الشهادة،‏<br />

الشهادات التالية:‏<br />

-<br />

الإيزو‎1994:9002‎<br />

بتاريخ<br />

فإن الشركة قد تحصلت على<br />

مارس 7<br />

استغرقت مدة حصولها عليها 16 شهرا وكلفتها<br />

سنتيم.‏<br />

حيث 2000,<br />

530 مليون<br />

الإيزو -<br />

2000 :9001 بتاريخ 21 ماي ,2003 حيث<br />

استغرقت مدة حصولها عليها<br />

مليون سنتيم.‏<br />

أشهر وكلفتها 6<br />

-<br />

138,3<br />

مطابقة المنتوج<br />

‏(العلامة تاج (<br />

للمنتوجين:‏<br />

‏-من حيث ضمان<br />

CPJ-<br />

CPJ بتاريخ 9 أكتوبر 2001 و CEM II/A 32,5<br />

-CEM II/ A 42,5 بتاريخ 7 فيفري .2004<br />

- جائزة الجودة الجزائرية بتاريخ<br />

وإضافة إلى ما سبق،‏ فإن<br />

بالجودة والأداء الإنتاجي.‏<br />

تتطلع إلى<br />

تحسين مستمر<br />

19 ديسمبر .2004<br />

للشركة طموحات خاصة<br />

فبالنسبة لهذا الأخير,‏<br />

لجودة منتوجاا<br />

فإن الشركة<br />

من خلال إتباع<br />

إستراتيجية استثمار في مجال زيادة طاقتها الإنتاجية من خلال<br />

تملك أجهزة<br />

تجديد نظام<br />

Engins المحجرة،‏ إضافة ورشة<br />

التوجيه<br />

للمضافات،‏ ‏...الخ.‏<br />

‏(القيادة)‏<br />

الطحن الخام،‏<br />

وتوسيع المكان المخصص<br />

أما طموحاا الخاصة بالجودة فتتمثل في:‏ تطبيق مشروع نظام<br />

تسيير البيئة الإيزو<br />

الإيزو<br />

2004<br />

:14001<br />

2000<br />

:9001<br />

الصحة وملاءمة العمل الإيزو 18000.<br />

بالتكامل مع نظام<br />

وكذا تطبيق مشروع نظام تسيير<br />

وبعد التعرف على وضعية الأداء الإنتاجي للشركة وعلى<br />

إنجازاا في مجال الاهتمام بالجودة يمكن أن نخلص إلى:‏<br />

*<br />

*<br />

إنتاج الشركة لإسمنت مطابق للمواصفة.‏<br />

ممارسة وظيفة الإنتاج في شكل عمليات طبقا لمبادئ نظام<br />

الإيزو إصدار 2000.<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

الاهتمام بتسجيل كفاءات أفراد الإنتاج بالشركة.‏<br />

التعريف بتعليمات قيادة أجهزا.‏<br />

تطبيق إجراء خاص لعلاج المنتوج غير المطابق.‏<br />

تركيز تخطيط ورقابة الإنتاج على جودة المنتوجات خلال<br />

كل مراحل الإنتاج.‏<br />

*<br />

التعطل الكبير للآلات بسبب اهتلاكها لأن الإنتاج المنجز<br />

يفوق الطاقة الإنتاجية لها.‏<br />

*<br />

زيادة الإستهلاكات من الغز والكهرباء.‏<br />

55


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

: الخلاصة<br />

تتواجد المؤسسات الصناعية الجزائرية في محيط<br />

تنافسي ومتغير باستمرار،‏ الأمر الذي يفرض عليها التحسين<br />

الدائم لأدائها خاصة الإنتاجي.‏ ومن خلال دراستنا لوضعيته<br />

ذه المؤسسات،‏ اتضح تدهور مستواه من حيث:‏ انخفاض<br />

معدلات استغلال طاقاا الإنتاجية وانخفاض الناتج الداخلي<br />

الإجمالي بالقيم الحقيقية ، ‏...الخ.‏<br />

وبالنظر لهذه النتائج السلبية للأداء الإنتاجي لا بد من التركيز<br />

على أحد معاييره أو مداخله لتحسينه،حيث اخترنا الجودة<br />

لأا حاليا تعتبر كشرط لدخول سوق المنافسة والبقاء فيه.‏<br />

وبالنسبة لواقع الجودة ذه المؤسسات،‏ فإنه يبين أا<br />

تساير تطورات نظام الجودة الإيزو 9000 من خلال إرسائها<br />

لقواعد الجودة وتبنيها لنظام الجودة في تسييرها،‏ وكذلك تطور<br />

عدد المؤسسات الحاصلة على شهادة الإيزو.‏ كما اتضح الأثر<br />

الإيجابي للجودة على أدائها الإنتاجي المتمثل في تحسين جودة<br />

المنتوجات وتخفيض عدم المطابقات.‏<br />

ومن خلال دراستنا الميدانية لوضعية الأداء الإنتاجي ودور<br />

الجودة في تحسينه بشركة الإسمنت عين التوتة خلال(‏‎1997‎‏-‏<br />

2004)، اتضح أنه بعد تطبيقها لنظام الجودة استمر إنتاج<br />

الشركة لإسمنت مطابق للمواصفة،‏ ممارسة وظيفة الإنتاج في<br />

شكل عمليات طبقا لمبادئ نظام الإيزو إصدار‎2000‎‏،‏<br />

تركيز تخطيط ورقابة الإنتاج على جودة المنتوجات خلال كل<br />

مراحل الإنتاج،‏ تسجيل كفاءات أفراد الإنتاج،‏ تطبيق إجراء<br />

خاص لعلاج اللامطابقات،هذا وبالرغم من زيادة<br />

الاستهلاكات من الغاز والكهرباء وكذا توقفات الآلات<br />

بسبب اهتلاكها لأن الإنتاج المنجز يفوق الطاقة الإنتاجية لها.‏<br />

لكن وجود منافس لها في الوقت الحالي وهو شركة الإسمنت<br />

بالمسيلة وكذا ظهور منافس محتمل بغليزان،‏ يستوجب عليها<br />

تحسين أدائها الإنتاجي لمواجهته من خلال مسايرة تطورات<br />

نظام الجودة العالمي.‏<br />

وبذلك نقترح بعض التوصيات،‏ والتي يمكن أن تكون بمثابة<br />

مساهمة متواضعة في مجال الجودة ودورها في تحسين الأداء<br />

الإنتاجي للمؤسسات الصناعية ضمن المحيط الجزائري،‏<br />

وكالآتي:‏<br />

1- ضرورة اعتماد الجودة كسلاح تنافسي يساهم في تشجيع<br />

المؤسسات على تحسين أدائها الإنتاجي.‏<br />

-2<br />

غرس فكرة أن الجودة تعبر عن الانتماء الوطني وأا<br />

تساهم في تطوير الاقتصاد الجزائري.‏<br />

3- التنسيق والتعاون بين المؤسسات ذات الخبرة وتلك الأقل<br />

تجربة في مجال الجودة من اجل تبادل الخبرات والاستفادة من<br />

البرامج الناجحة في مجال الجودة،‏ ‏...الخ.‏<br />

-4<br />

إجراء تغييرات جوهرية في بيئة ثقافة المؤسسة لتوفير<br />

أرضية مناسبة لتطبيق نظام الجودة بفعالية.‏<br />

5- ضرورة متابعة هذه المؤسسات باستمرار لتطورات نظام<br />

الجودة العالمي تماشيا مع تطورات محيطها.‏<br />

-6<br />

قيام الهيئات الرسمية كالمعهد الجزائري للتقييس وكل<br />

المؤسسات ذات العلاقة بتكثيف الدورات والندوات حول<br />

إمكانية تطبيق مواصفات الايزو العالمية كالايزو<br />

‎14000‎و‎18000‎‏.‏<br />

-7<br />

تعزيز مكانتها السوقية من خلال رفع مستوى إنتاجها<br />

وبالتالي رقم أعمالها وعدد زبائنها.‏<br />

56


م-‏<br />

60-45<br />

________________________________________<br />

الجودة كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية الجزائرية<br />

– ص.‏ ص.‏<br />

الشكل رقم (1):<br />

مراحل الإنتاج بالشركة.‏<br />

التكسر<br />

الكلس والطين)‏<br />

الطحن الخام<br />

الطهي<br />

طحن الكلنكر<br />

)<br />

الخليط الفرينة كلنكر الإسمنت<br />

المصدر:‏ من إعداد ا لباحثة.‏<br />

2004<br />

99,14<br />

101,13<br />

الوحدة:‏ %<br />

_<br />

30,38<br />

_<br />

_<br />

30,78<br />

97,80<br />

61,98<br />

38,02<br />

( 2004-1997)<br />

2004<br />

113,50<br />

958,2<br />

155,6<br />

1335,5<br />

0,46<br />

2003<br />

98,03<br />

99,02<br />

(2004-1997)<br />

_<br />

27,63<br />

_<br />

_<br />

33,19<br />

98,64<br />

62,07<br />

37,93<br />

2002<br />

98,08<br />

102,00<br />

2,42<br />

27,88<br />

12,77<br />

36,91<br />

26,78<br />

101,62<br />

61,83<br />

38,17<br />

:(1)<br />

البيانات<br />

الجدول رقم<br />

السنوات<br />

تطور مؤشرات الأداء الإنتاجي للشركة خلال<br />

2001<br />

101,10<br />

104,94<br />

_<br />

28,66<br />

_<br />

_<br />

22,88<br />

107,55<br />

62,01<br />

37,99<br />

2000<br />

109,33<br />

106,<strong>05</strong><br />

2,17<br />

27,62<br />

9,36<br />

27,29<br />

17,23<br />

107,21<br />

59,94<br />

40,06<br />

1999<br />

1<strong>05</strong>,25<br />

102,09<br />

.(2)<br />

_<br />

24,31<br />

_<br />

_<br />

19,06<br />

107,25<br />

59,50<br />

40,50<br />

(1)<br />

1998<br />

103,84<br />

100,73<br />

_<br />

18,65<br />

_<br />

_<br />

27,18<br />

108,17<br />

60,70<br />

39,30<br />

1997<br />

103,80<br />

100,70<br />

_<br />

26,91<br />

_<br />

_<br />

24,04<br />

1<strong>05</strong>,69<br />

66,62<br />

33,38<br />

- الكمية :<br />

عدل إنجاز الإنتاج<br />

‏-معدل إنجاز الطاقة الإنتاجية<br />

- الجودة :<br />

معدل الإنتاج المعيب<br />

- التكلفة :<br />

‏-نسبة تكاليف وظيفة الإنتاج<br />

‏-نسبة تكاليف الإنتاج المعيب<br />

‏-نسبة تكاليف اللاجودة<br />

‏-نسبة تكاليف الصيانة<br />

- الوقت :<br />

‏-نسبة الإنتاج الساعي<br />

‏-نسبة استغلال الوقت المخطط<br />

‏-نسبة الوقت غير المستغل<br />

المصدر :<br />

الجدول رقم<br />

تم إعداد الجدول بناء على الملحقين رقم<br />

و<br />

نسب الاستهلاك الخاصة بالطاقة وكواسر الأشعة والمعيب من الأكياس بالشركة خلال<br />

2003<br />

116,5<br />

927,7<br />

_<br />

1298,3<br />

0,68<br />

2002<br />

111,97<br />

960,64<br />

_<br />

1275,6<br />

3<br />

0,60<br />

2001<br />

104,80<br />

967,44<br />

_<br />

779,76<br />

0,61<br />

2000<br />

102,89<br />

949,39<br />

_<br />

781,81<br />

0,64<br />

1999<br />

106,81<br />

969,85<br />

_<br />

1047,17<br />

1,95<br />

1998<br />

1<strong>05</strong>,<strong>05</strong><br />

936,98<br />

_<br />

738,17<br />

1,96<br />

1997<br />

106,9<br />

892,86<br />

_<br />

676<br />

1,98<br />

:(2)<br />

النسب<br />

السنوات<br />

الكهرباء ‏(كيلواط/طن)‏<br />

الغاز ‏(كيلوحريرة/طن)‏<br />

المتفجرات ‏(غ/طن)‏<br />

كواسر الأشعة ‏(غ/طن)‏<br />

المعيب من الأكياس(%)‏<br />

المصدر:‏ دائرة الإنتاج بالشركة.‏<br />

57


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

المراجع<br />

1- Khemakhem. A, la dynamique du contrôle de gestion, ( paris : Bordas, 1976 ), P. 310.<br />

J et B. Grabot, Organisation et gestion de la production, (Paris : Hermes, 2002 ), P. 230. .2- Erschler<br />

3- Ingram. H and Mc Donnel. B, “Effective Performance management- the team work approach<br />

considered”, Management service quality, Vol 6, N°6, 1996, PP. 38-42.<br />

4- J-Y. Saulquin, « Gestion des ressources humaines et performance des services: le cas des<br />

établissements socio- sanitaires », revue de gestion des ressources humaines, N°36, Ed ESKA,<br />

Paris. 2000, P. 20.<br />

P.168.. J-P, Economie industrielle.( Alger: OPU,1993 ).5- Angelier<br />

6- Norme ISO 9000:2000 , systèmes management de la qualité , principes essentiels et vocabulaire.<br />

P. 4<br />

7- راجع:‏<br />

-<br />

الشرقاوي،‏ علي،‏ إدارة النشاط الإنتاجي في المشروعات الصناعية،‏ ‏(بيروت:‏ دار النهضة العربية)،‏ ص.‏ 11.<br />

مرجان،‏ سليمان محمد،‏ إدارة العمليات الإنتاجية،‏ ‏(ليبيا:‏ كلية الإقتصاد والمحاسبة،‏ 1993)، ص.‏ 32.<br />

8- عبد الغفور حسن،‏ نزار قاسم الصفار،‏<br />

‏"تقييم كفاءة الأداء الصناعي بالتطبيق على معملي السكر والخميرة في مدينة الموصل:‏<br />

دراسة تحليلية (2000-1993)"، مجلة تنمية الرافدين،‏ الد 24/4، العدد 2002، 70، ص.‏‎65‎‏.‏<br />

توفيق محمد عبد المحسن،‏ تقييم الأداء ‏-مداخل جديدة ‏...لعالم جديد-،‏ ‏(مصر:‏ دار النهضة العربية،‏ 2002)، ص.‏ 3.<br />

10- عايدة سيد خطاب،‏ الإدارة والتخطيط الاستراتيجي،‏ ‏(بدون مكان النشر:‏ دار الفكر العربي،‏ )، 1985 ط.‏‎1‎‏،‏ ص‎401‎‏..‏<br />

.15 .<br />

11- زهير ثابت،‏ كيف تقيم أداء الشركات والعاملين؟،‏ ‏(القاهرة:‏ دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع،‏ 2001) ص ،<br />

12- أحمد محمد موسى،‏ تقييم الأداء الاقتصادي في قطاع الأعمال والخدمات،(بيروت:دار النهضة العربية،‏‎1969‎‏)،‏ ص.‏‎635‎‏.‏<br />

- ECOSIP, Gestion Industrielle et mesure économique,.(Paris : Economica, 1990 ).P. 276.13<br />

14- علي رحال،‏ إلهام يحياوي،‏ ‏"الجودة والسوق"،‏ مجلة آفاق،‏ جامعة باجي مختار،‏ عنابة،‏ الجزائر،‏ العدد‎5‎‏،‏ 2001، ص.‏‎46‎‏.‏<br />

- Norme ISO 9000:2000 , Idem.15<br />

- Norme ISO 9004 :2000, Systèmes de management de la qualité- lignes directrices pour 16<br />

l’amélioration des performances. P. 4.<br />

،1. ص ص.‏ -78 .96<br />

2000، الجزائر،‏<br />

17- عبد الوهاب العزاوي،‏ أنظمة إدارة الجودة والبيئة،‏ ‏(عمان:‏ دار وائل للنشر،‏ 2002)<br />

ط،‏<br />

18- الس الوطني الاقتصادي والاجتماعي،‏ تقرير حول الظروف الاقتصادية والاجتماعية للسداسي الثاني لسنة<br />

-<br />

-9<br />

.2001<br />

19- بن ناصر،‏ عيسى،‏ أثر برنامج التكييف والتعديل الهيكلي على المؤسسات الاقتصادية في الجزائر،‏ الملتقى الدولي حول تأهيل<br />

المؤسسة الاقتصادية،‏ كلية العلوم الاقتصادية والتسيير،‏ جامعة سطيف،‏ الجزائر،‏ 2001، ص.‏‎6‎‏.‏<br />

N°1<strong>05</strong>, série E, Alger, .ONS: L’activité industrielle (1989- 2002), collections statistiques-<br />

33-34..2003,PP<br />

- Ministère de l'industrie, le programme qualité du ministère de l'industrie, projet Algérie –21<br />

France- ONUDI, Journée d'information. 20<strong>05</strong>, P.31.<br />

22- Idem.<br />

23- التقارير السنوية حول الجودة و الأداء المالي بشركة الإسمنت عين التوتة خلال (2004-1997).<br />

20<br />

58


________________________________________<br />

الجودة كمدخل لتحسين الأداء الإنتاجي للمؤسسات الصناعية الجزائرية<br />

– ص.‏ ص.‏<br />

60-45<br />

معايير الأداء<br />

الكمية<br />

الجودة<br />

التكلفة<br />

الوقت<br />

المصدر:‏ راجع:‏<br />

(*)<br />

رمز المؤشر<br />

م أ ج‎1‎<br />

م أ ج‎2‎<br />

م أ ج‎3‎<br />

م أ ج‎4‎<br />

م أ ج 5<br />

م أ ج‎6‎<br />

م أج‎7‎<br />

م أج‎8‎<br />

م أ ج‎9‎<br />

م أ ج‎10‎<br />

م أ ج‎11‎<br />

م أ ج‎12‎<br />

م أ ج‎13‎<br />

م أ ج‎14‎<br />

م أ ج‎15‎<br />

م أ ج‎16‎<br />

م أ ج 17<br />

م أج 18<br />

م أ ج‎19‎<br />

الإنتاجية<br />

معدل إنجاز الإنتاج<br />

الملحق رقم<br />

نوع المؤشر<br />

معدل إنجاز الطاقة الإنتاجية<br />

معدل الإنتاج<br />

المعيب<br />

نسبة التالف<br />

نسبة الإنتاج المعاد تصنيعه<br />

نسبة الضياع<br />

نسبة الضياع التكنولوجي<br />

نسبة تكاليف وظيفة الإنتاج<br />

نسبة تكاليف أفراد الإنتاج<br />

نسبة تكاليف الفضلات<br />

نسبة تكاليف الإنتاج المعيب<br />

نسبة تكاليف اللاجودة<br />

نسبة تكاليف الفحص<br />

نسبة تكاليف الصيانة<br />

نسبة الإنتاج الساعي<br />

نسبة استغلال الوقت المخطط<br />

نسبة الوقت غير المستغل<br />

نسبة وقت التفتيش<br />

:(1)<br />

الملاحق<br />

مؤشرات تقييم الأداء الإنتاجي<br />

العلاقة الرياضية<br />

المخرجات ‏(الإنتاج)‏<br />

المدخلات ‏(عمال،‏ آلات،‏ مواد)‏<br />

الإنتاج المنجز<br />

الإنتاج المخطط<br />

الطاقة الفعلية للإنتاج<br />

الطاقة المتاحة للإنتاج<br />

الإنتاج المعيب<br />

الإنتاج الإجمالي<br />

عدد الوحدات التالفة<br />

الإنتاج الإجمالي<br />

الإنتاج المعاد تصنيعه<br />

إجمالي الإنتاج<br />

حجم أو قيمة الفضلات<br />

حجم أو قيمة المواد المستعملة<br />

الضياع التكنولوجي<br />

إجمالي الفضلات<br />

تكاليف وظيفة الإنتاج<br />

تكاليف المؤسسة<br />

تكاليف أفراد قسم الإنتاج<br />

مجموع تكاليف إنتاج المؤسسة<br />

تكاليف الفضلات<br />

تكاليف الإنتاج<br />

تكاليف الإنتاج المعيب<br />

تكاليف الإنتاج<br />

تكاليف اللاجودة<br />

تكاليف الإنتاج<br />

تكاليف الفحص<br />

تكاليف الإنتاج<br />

تكاليف الصيانة<br />

تكاليف الإنتاج<br />

عدد الوحدات المنتجة<br />

عدد ساعات تشغيل الآلات<br />

عدد ساعات التشغيل الفعلية<br />

عدد الساعات المخططة<br />

عدد ساعات التعطل<br />

عدد الساعات المخططة<br />

عدد ساعات التفتيش<br />

عدد ساعات الإنتاج الفعلي<br />

معنى المؤشر<br />

مساهمة الموارد المستهلكة في تحقيق الإنتاج.‏<br />

نسبة تحقيق الإنتاج المخطط.‏<br />

نسبة إنجاز الطاقة الإنتاجية.‏<br />

نسبة الإنتاج المعيب من الإنتاج الإجمالي.‏<br />

معدل الإنتاج التالف من إجمالي الإنتاج.‏<br />

معدل الإنتاج المعاد تصنيعه من الإنتاج<br />

الإجمالي.‏<br />

نسبة المواد التي تتحول إلى فضلات.‏<br />

نسبة الفضلات المرتبطة بنوعية<br />

التكنولوجياالمعتمدة.‏<br />

نسبة التكاليف التي تعود لوظيفة الإنتاج من<br />

تكاليف المؤسسة.‏<br />

كفاءة الإنتاج من حيث استخدامها للأفراد<br />

في قسم الإنتاج وفق تكاليفهم.‏<br />

التكاليف التي تتحملها المؤسسة بسبب<br />

الضياع.‏<br />

التكاليف التي تتحملها المؤسسة بسبب<br />

إنتاجها المعيب<br />

التكاليف التي تتحملها المؤسسة الناجمة عن<br />

اللاجودة<br />

التكاليف التي تتحملهاالمؤسسة<br />

الفحص والتفتيش.‏<br />

تكاليف الصيانة التي تتحملها المؤسسة.‏<br />

بسبب<br />

متوسط عدد المنتوجات في الساعة الواحدة.‏<br />

مدى تنفيذ المؤسسة لبرامجها الإنتاجية في<br />

الوقت المطلوب.‏<br />

نسبة الوقت الضائع إلى المخطط بسبب<br />

التعطلات في الورشات.‏<br />

نسبة الوقت الضائع إلى الإنتاج الفعلي<br />

بسبب التفتيش.‏<br />

- كمال محمد عطية،‏ القياس والمعايرة في خدمة تحقيق الكفاءة الإنتاجية،‏ دار المعارف،‏ الإسكندرية،‏ 1993، ص ص.‏‎181-142‎‏.‏<br />

-A.Couloud et autres, les ratios de productivité, Ed. les éditions d'organisations, Paris, 1986, PP. 11,136.<br />

(*)<br />

‏–نرمز لمؤشرات تقييم الأداء الإنتاجي ب م أ ج ن حيث:‏ م=مؤشر،‏ أ=أداء،‏ ج=إنتاجي،‏ ن=رقم المؤشر.‏<br />

59


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

2004<br />

1020000<br />

1011278<br />

1000000<br />

(2004-1997)<br />

_<br />

709125,6<br />

_<br />

218330,1<br />

10340<br />

6342<br />

16682<br />

2003<br />

1010000<br />

990172<br />

1000000<br />

_<br />

598603,4<br />

_<br />

198695,3<br />

10038<br />

6132<br />

16170<br />

:(2)<br />

البيانات<br />

الملحق رقم<br />

السنوات<br />

البيانات الخاصة لحساب قيم<br />

مؤشرات الأداء الإنتاجي بالشركة خلال<br />

2002<br />

1040000<br />

1020033<br />

1000000<br />

77492<br />

606812,2<br />

223977<br />

162537,5<br />

10037<br />

6196<br />

16233<br />

2001<br />

1038000<br />

1049489<br />

1000000<br />

_<br />

668243,3<br />

_<br />

152948,2<br />

9758<br />

5977<br />

15735<br />

2000<br />

970000<br />

106<strong>05</strong>46<br />

1000000<br />

66645<br />

712014,2<br />

194346<br />

122700,4<br />

9892<br />

6609<br />

16501<br />

.<br />

1999<br />

970000<br />

1020991<br />

1000000<br />

_<br />

616857,8<br />

_<br />

117580,5<br />

9519<br />

6477<br />

15996<br />

1998<br />

970000<br />

1007313<br />

1000000<br />

_<br />

410728,4<br />

_<br />

111647,03<br />

9312<br />

6028<br />

15340<br />

:<br />

1997<br />

970000<br />

1006906<br />

1000000<br />

_<br />

309864,3<br />

_<br />

74508,58<br />

9527<br />

4773<br />

14300<br />

الإنتاج المخطط من<br />

الإسمنت ‏(طن)‏<br />

الإنتاج المنجز من<br />

الإسمنت ‏(طن)‏<br />

الطاقة المتاحة لانتاج<br />

الإسمنت ‏(طن)‏<br />

الإنتاج المعيب<br />

3<br />

) 10 دج)‏<br />

تكاليف الإنتاج<br />

3<br />

) 10 دح)‏<br />

تكاليف اللاجودة<br />

3<br />

) 10 دج)‏<br />

تكاليف الصيانة<br />

3<br />

) 10 دج)‏<br />

عدد ساعات تشغيل<br />

الآلات<br />

‏(ساعة)‏<br />

الفعلية<br />

عدد ساعات التعطل<br />

الساعات<br />

) ساعة)‏<br />

عدد<br />

المخططة ‏(ساعة)‏<br />

المصدر : التقارير السنوية للدوائر<br />

الإنتاج ، الصيانة والجودة<br />

CEM II A 42,5 CEM II A 32,5<br />

≤ 42,5 و≤‏ .... 62<br />

≤ 32,5 و≤‏ 52,5 ............... 60 ≤<br />

............ 1000 ≥<br />

.............. 10 ≥<br />

.............. 3,5≥<br />

............ 0,10 ≥<br />

الملحق رقم (3) :<br />

المؤشرات المعيارية لتقييم أداء الإنتاج بالشركة<br />

............... 90 ≤<br />

نوع المؤشر محتواه مجاله<br />

............ 800 ≥<br />

.............. 10 ≥<br />

.............. 3,5≥<br />

........... 0,10 ≥<br />

%100<br />

إحترام المواصفات القياسية للإختبارات :<br />

2<br />

- مقاومة الضغط عند 28 يوم N) / مم ( ....<br />

- وقت بداية الأخذ ‏(دقيقة)‏ ........................<br />

- تقلص عند 28 يوم .............................<br />

- الثبات ‏(مم)‏ .....................................<br />

- السولفات (%) ...............................<br />

- كلورير (%) .................................<br />

معايير مطابقة<br />

الإنتاج المخطط الشهري<br />

الإنتاج الفعلي الشهري<br />

الإسمنت للمواصفة<br />

NA 442<br />

برامج<br />

إنجاز نسبة الإنتاج<br />

925 كيلو حريرة / كلغ من الكلنكر<br />

107 كيلوواط / طن من الإسمنت .<br />

160 غ / طن من الكلس<br />

1072 غ/‏ طن من الكلنكر.‏<br />

. %2 ><br />

- للغاز ...........................................<br />

- للكهرباء ........................................<br />

- للمتفجرات .....................................<br />

- لكواسر الأشعة (Réfractaires) ...........<br />

- المعيب من الأكياس ............................<br />

.<br />

نسب الإستهلاك<br />

المصدر : دائرتي الإنتاج والجودة بالشركة<br />

60


_____________________________________________________________________________<br />

أزمة العقار في الجزائر ودوره في تنمية الاستثمار الأجنبي – ص.‏ ص.‏ 68-61<br />

أزمة العقار في الجزائر ودوره في تنمية الاستثمار الأجنبي<br />

د.‏ بن حمودة محبوب - جامعة الجزائر<br />

أ.‏ بن قانة اسماعيل جامعة ورقلة<br />

-<br />

(....<br />

:<br />

*<br />

*<br />

*<br />

ملخص :<br />

دف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على موضوع جد<br />

حساس يمس الاقتصاد الوطني وهو العقار"‏ بمختلف أنواعه<br />

سواء كان فلاحيا أو صناعيا أو تجاريا أو ما إلى ذلك،‏ لأنه<br />

بتسهيل الحصول عليه تتم الاستثمارات وتحدث التنمية ومن<br />

دونه لا يحدث أي شيء،‏ في الوقت الذي يتم فيه دعوة<br />

المستثمر الأجنبي بكل الوسائل وبالكثير من الضمانات<br />

للاستثمار في الجزائر.‏<br />

"<br />

:<br />

العقار – الاستثمار الأجنبي<br />

الكلمات المفتاح الإنعاش الاقتصادي<br />

المنظومة التشريعية الاقتصادية – المخططات التنموية<br />

– التنمية –<br />

–<br />

.<br />

–<br />

تمهيد :<br />

السياسات<br />

تدخل الجزائر في مرحلة إصلاحات شاملة هدفها إنعاش<br />

الاقتصاد الوطني والقضاء على الاختلالات الداخلية والخارجية<br />

فيه،‏ ضف إلى ذلك وضع الإطار التشريعي لتحضير الانتقال إلى<br />

اقتصاد السوق بإصدار عدة نصوص تشريعية جديدة وتعديل<br />

نصوص أخرى تماشيا مع المرحلة القادمة.‏<br />

ولان توفير العقار يعتبر محددا أساسيا لإنجاح هذه العملية<br />

وعاملا مساعدا على جلب ومن تم استقرار المستثمرين<br />

الأجانب،‏ لذلك فهو لا يزال رهين الكثير من العراقيل<br />

والممارسات التي تحول دون مروره بسلام،‏ فغالبية المستثمرين<br />

سواءا كانوا وطنببن أو أجانب يشتكون من تداعيات هذه<br />

المسألة.‏<br />

إذ أن منح الأراضي في الجزائر كان ولا يزال تحكمه<br />

ممارسات منها ما هو موضوعي ومنها ماهو ذاتي كتفشي<br />

الرشوة والسمسرة والمضاربة،‏ ضف إلى ذلك ما خلفته<br />

السياسات الاقتصادية والمخططات التنموية الماضية من هياكل<br />

ومنشات ضخمة بقيت غير مستغلة مما أدى إلى اهتلاكها<br />

وسرقتها بمرور الوقت والسبب في ذلك يعود لتداخل هذه<br />

السياسات في بعضها البعض من جهة فمن مؤسسات<br />

عمومية إلى شركات قابضة إلى وعدم مرونة المنظومة<br />

التشريعية من جهة أخرى.‏<br />

لذلك سنحاول من خلال هذه المداخلة إلقاء الضوء<br />

على أزمة العقار في الجزائر ودوره في تنمية الاستثمار الأجنبي<br />

وحتى يتم تحليل ذلك بشكل جيد اعتمدنا الخطة التي نراها<br />

مناسبة لذلك والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:‏<br />

العقار تصنيفاته وخصائصه<br />

إشكالية العقار في الجزائر<br />

أهميته في جلب المستثمرين الأجانب وإنعاش الاقتصاد<br />

الوطني الواقع والرهانات<br />

.<br />

:<br />

:<br />

العقار تصنيفاته وخصائصه<br />

تصنف العقارات في الجزائر إلى:‏ عقارات سكنية<br />

كالشقق والمنازل ‏)؛ عقارات تجارية ‏(محلات البيع،‏ المراكز<br />

التجارية،...‏ ‏)؛ العقارات الزراعية والفلاحية،‏ عقارات<br />

الإدارات العمومية والحكومية؛ إضافة إلى العقارات الصناعية.‏<br />

و تعتبر مشكلة العقار وآليات الوصول إليه وتسوية<br />

ملكيته أهم المعضلات المطروحة على مستوى الاستثمار في<br />

الجزائر،‏ حتى أنه أصبح مصدرا لمضاربات ومساومات لا<br />

تنتهي،‏ ويوجد الآن نحو %50 من العقار الصناعي في وضع<br />

غير قانوني وتفتقر حتى المناطق العمرانية الكبيرة مثل العاصمة<br />

لمخططات مسح الأراضي،‏ كما تبقى نسبة هامة من<br />

المساحات المهيأة للبناء عرضة للمنازعات القضائية لعدم تسوية<br />

أمر ملكيتها.‏<br />

خلال سنوات قليلة برزت شبكات مضاربة وسمسرة<br />

يطلق عليها عادة اسم ‏«مافيا العقار»‏ اتخذت أشكالا سرطانية<br />

وعمدت إلى توظيف الثغرات القانونية وحولتها إلى مصدر<br />

للثراء السريع وألحقت ‏-بشهادة الجميع-‏ أضرارا كبيرة<br />

بالاقتصاد وعطلت مشاريع التنمية،‏ فقد وضع المستثمرون<br />

الأجانب والمواطنون على حد سواء مشكلة العقار كأول عائق<br />

أمام تدفق الاستثمار لارتباطها بإشكالية الملكية وكيفية<br />

الانتفاع منها والتصرف ا.‏<br />

ولسد النقص المسجل في ميدان السكن مثلا شرعت<br />

الدولة منذ الثمانينات في سياسة تشجيع البناء الفردي،‏ وذلك<br />

)<br />

:<br />

)<br />

61


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

بتسليم قطع أراض للبناء بأسعار مدعمة إلى جانب مساعدات<br />

أخرى في مجال التهيئة،‏ وهنا لوحظ عدم تحكم السلطات المحلية<br />

في التراث العقاري وغياب مسح دقيق للأراضي،‏ إلى جانب<br />

تحويل الأراضي الزراعية لغرض البناء،‏ وتضاعفت المشكلة مع<br />

احتكار البلديات للأراضي وفرض أسعار إدارية ساهمت في<br />

انتشار المضاربة،‏ وقد سمح قانون التوجيه العقاري لعام<br />

المدعم من قبل قانون المصادرة بفتح سوق عقارية وتأطير<br />

عملية تجنيد العقار الموجه للبناء الحضري بالخصوص،‏ وطرحت<br />

مشاكل عديدة قانونية وتقنية وإدارية منها ارتفاع سعر التنازل<br />

وثقل الإجراءات الخاصة بالحصول على حق الملكية،‏ وضعف<br />

التغطية التقنية.‏<br />

لكن المشكل الأبرز هو ظهور مضاربة واسعة ومنظمة<br />

تمارسها مجموعات مصالح تقوم على استغلال آليات مثل<br />

استغلال الفرق بين السعر الحقيقي للأرض وسعر الدولة المدعم<br />

وتحويل مختلف أشكال المساعدة التي تقدمها الدولة لتشجيع<br />

البناء الذاتي للفئات الاجتماعية ذات الدخل الضعيف مثل<br />

المساعدات غير المباشرة المرتبطة بأشغال التهيئة أو المساعدات<br />

المالية المباشرة التي تتراوح بين ‎120‎و 350 ألف دينار استنادا<br />

إلى مستوى الدخل وهي غير قابلة للتسديد،‏ والشكل الأكثر<br />

انتشارا للاحتيال على القانون هو استخدام الأسماء المستعارة<br />

والزوجات والأبناء والأسماء الصورية والمتوفين،‏ لتنطلق بعدها<br />

عمليات السمسرة للبيع بأسعار تفوق 10 مرات السعر<br />

الأصلي،‏ كل هذا يضاف إليه تحويل جزء من الأراضي<br />

خصصت لتشجيع الاستثمار وأدرجت بطرق احتيالية وغير<br />

قانونية ضمن قوائم المساحات المخصصة لبناء المساكن،‏ هذه<br />

الأشكال من التحويل وغيرها سمحت بخلق سوق موازية<br />

للعقار ومضاربة قلصت من فرص الإقبال على الاستثمار في<br />

الجزائر<br />

تعقيدات تقنية من جانب آخر،‏ حول النص القانوني<br />

الجديد المعتمد من قبل الوكالة الوطنية لتهيئة الإقليم تجاوز<br />

إشكاليات عديدة في مجال تسيير العقار من الناحية الإجرائية إذ<br />

أن إنشاء منطقة نشاط صناعي مثلا سيرتبط برخصة مسبقة<br />

تمنح من قبل السلطات المحلية أي االس البلدية والولائية أو<br />

الولاية،‏ على ألا تتجاوز مساحتها 10 هكتار أما إنشاء منطقة<br />

صناعية فتظل من صلاحية وزارة الصناعة ويشترط ألا تقل<br />

مساحتها عن‎10‎ هكتارات ولكن لم يتم هنا تحديد حد أقصى<br />

لمساحة المنطقة الصناعية،‏ وقد تم تكليف هيئات خاصة تسند<br />

1990<br />

4 إلى<br />

. (1)<br />

لها مهمة التسيير وتضم المتعاملين والمستثمرين وممثلي الإدارة<br />

المركزية.‏<br />

هذه التدابير يمكن أن تخفف من ثقل إرث ملف العقار<br />

الذي ارتبط دوما باعتبارات سياسية وذاتية أكثر منها اقتصادية<br />

وموضوعية،‏ فإذا كانت الأطر القانونية قد ركزت على<br />

التسهيلات الممنوحة للمستثمرين فإن الواقع كان دوما يخالف<br />

هذه الأطر القانونية.‏<br />

ففي مناطق النشاط الصناعي مثلا وهي الفضاءات<br />

الصناعية التي يتم إنجازها من قبل الجماعات المحلية ‏(البلديات<br />

والولايات)،‏ تبدو الثغرات جليا في عدم يئة هذه المساحات<br />

التي تبقى بعيدة عن المواصفات وأدنى المقاييس الخاصة بقنوات<br />

المياه الصالحة للشرب وتصريف المياه والكهرباء والطرق،‏<br />

والأهم من ذلك تحويل مساحات عديدة لصالح مشاريع إنجاز<br />

سكنات وعقارات تجارية،‏ وقد عرفت مناطق عديدة تأخرا<br />

كبيرا لاسيما تلك التي أقامتها البلديات قبل صدور القانون<br />

الخاص بالتوجيهات العقارية،‏ ويكمن التأخر في عملية نقل<br />

هذه المناطق للوكالات العقارية المؤهلة على الرغم من دفع<br />

المستحقات من قبل المستثمرين.‏<br />

فيما سجلت الهيئات المختصة خلال السنوات الماضية<br />

تناقصا للمساحات القابلة للاستغلال خاصة في محيط المدن<br />

الكبرى شمال البلاد،‏ ظلت عقارات عدد من الشركات التي<br />

أوقفت نشاطها وحتى تلك التي تم حلها ائيا بسبب الإفلاس<br />

أو لعامل آخر،‏ غير مستغل لسنوات،‏ وبقي الغموض يكتنف<br />

مسألة تسيير العقار في مجال يخضع لمضاربات عديدة كما<br />

كشف عنه تقرير خاص للوكالة الوطنية لتهيئة الإقليم،‏<br />

فالمناطق الصناعية التي تم إنشاؤها وتسييرها بمقتضى منشور<br />

وزاري صدر عام 1975، كانت تخضع لإجراءات محددة<br />

وواضحة نظريا.‏<br />

فبعد الدراسة الأولية يتم تشكيل ملف خاص وباقتراح<br />

من الوالي يتخذ الوزير المكلف بالعمران قرارا بإنشاء المنطقة<br />

الصناعية لتتبعها عمليات يئة وتقدير الكلفة والتمويل ليتم<br />

بعدها الإنجاز ببيع قطع الأراضي المهيأة بقرار من لجنة خاصة<br />

يترأسها الوالي،‏ لكن الواقع كشف تناقضات عديدة من بينها<br />

الإختلالات المسجلة بفعل تعدد الهيئات المكلفة بمنح قطع<br />

الأراضي،‏ فإلى جانب الولاية قدمت البلديات والهيئات المكلفة<br />

بالإنجاز ووصاية المؤسسات العمومية قطع أراض دون تحديد<br />

مضبوط للمساحات ودون مراعاة طبيعة النشاط بل وحتى<br />

62


_____________________________________________________________________________<br />

أزمة العقار في الجزائر ودوره في تنمية الاستثمار الأجنبي – ص.‏ ص.‏ 68-61<br />

دون تحديد نوع مشاريع الاستثمار المزمع إقامتها على تلك<br />

المساحات.‏<br />

مما أدى إلى تفاقم ظاهرة المنازعات والاحتلال غير<br />

العقلاني للفضاء الصناعي وأضفى عليها طابع العشوائية<br />

والارتجالية وسجلت عدة حالات لمستفيدين لا يمتلكون<br />

شهادات أو عقود ملكية ونزاعات جراء التعديل المستمر لسعر<br />

التنازل،‏ وسجلت حالات استفادة بشهادة أو وثيقة إدارية<br />

مسلمة من قبل الولاية،‏ فيما لم يتم إنجاز أي مشروع على<br />

هذه القطع،‏ وما زاد الوضع تعقيدا غياب أي إجراءات قانونية<br />

ردعية أو تدابير زجرية وعقابية في مستوى المخالفات<br />

المسجلة،‏ هذا التساهل زاد من حجم المضاربة على العقار.‏<br />

ومن بين التدابير القانونية التي اتخذت هي صياغة<br />

مشروع قانون يسير عملية التسوية ويحدد شروطها من خلال<br />

إنشاء وكالة وطنية لترقية المناطق الصناعية وضبط العقار إبان<br />

حكومة احمد بن بيتور,‏ وتبع ذلك إجراءات جديدة تتعلق<br />

بتصفية لجان الدعم وترقية الاستثمارات وهي الهيئة المهتمة<br />

بالاستثمار محليا وتعويضها بفروع تابعة للوكالة المذكورة.‏<br />

تأتي هذه الإجراءات في سياق محاولة إحداث تغييرات<br />

هيكلية على آليات وأنماط التسيير الإداري المرتبط بالاستثمار،‏<br />

وتحسين المحيط الاقتصادي والضمانات القانونية المرتبطة ذا<br />

المحيط فضلا عن محاولة تسوية أهم ملف مرتبط بالاستثمار هو<br />

العقار،‏ كما تتزامن مع قرارات أخرى تضمنها الأمر المتعلق<br />

بتطوير الاستثمار المؤرخ في أوت والمرسوم<br />

الخاص بإنشاء وتنظيم الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار بعد<br />

حل الوكالة الوطنية لترقية ودعم الاستثمار التي كانت الجهة<br />

المسئولة عن دراسة الملفات والمشاريع وتصنيفها وتقديم<br />

التسهيلات اللازمة من الجوانب التقنية والقانونية والجباية وما<br />

إليها.‏<br />

وقد واجه العديد من المستثمرين صعوبات حقيقية في<br />

الحصول على قطع الأراضي لمحدودية العرض،‏ في الوقت الذي<br />

تبقى فيه مساحات واسعة غير مستغلة،‏ فعلى الرغم من هذه<br />

الإجراءات المتخذة والإجراءات التي حاولت تشجيع الاستثمار<br />

الوطني الخاص أو الاستثمار الأجنبي المباشر إلا أن ذلك لم يحد<br />

من المشكلة.‏<br />

الاستثمار الأجنبي المباشر الذي وان تعددت تعار يفه<br />

حيث يعرفه الاقتصاديون ذوي النظرة المتشائمة بأنه " الطريقة<br />

العملية لتحقيق سياسة إستراتيجية للمؤسسات الكبرى<br />

المكرسة لضمان التكامل العمودي وتوسيع نطاق الاستغلال<br />

على مستوى الاقتصاد العالمي دف رفع درجة الاحتكار<br />

حفاظا على معدل الربح وزيادة كميته"‏ يتخذ صيغ عدة<br />

لا يمكن حصرها،‏ لكن يمكن تلخيص أهمها وهي:‏<br />

، (2)<br />

)<br />

- الاستثمار المملوك بالكامل للمستثمر الأجنبي:‏<br />

إن المشروعات المملوكة بالكامل للمستثمر الأجنبي عادة ما<br />

تكون كبيرة إذا ما قورنت بالمشروعات المشتركة حيث أن<br />

هذا النوع من المشروعات يساهم مساهمة بناءة في التحديث<br />

التكنولوجي على نطاق كبير وفعال في الدول المعنية.‏ وتتميز<br />

هذه المؤسسات بالحجم الكبير سواء في حجم رقم الأعمال<br />

ورأس المال والتشتت الجغرافي والتنوع في النشاطات.‏<br />

- اكتساب الحيازة:‏<br />

تأخذ مؤسسة المراقبة من مؤسسة أخرى عن طريق الحيازة<br />

على الأقل على %50 من رأس مالها،‏ بالحصول المؤقت على<br />

حصص جديدة في الأسواق.‏ فهو أداة تدعيم الوضعية التنافسية<br />

واقتحام الأسواق الدولية للمساهمة في نمو الطاقات الإنتاجية أو<br />

الرفع منها كما يلجأ المستثمر أحيانا إلى تحديد إعادة تنظيم<br />

المؤسسة المنقذة.‏<br />

‏-رخص الامتياز<br />

الامتياز هو ترتيب بمقتضاه يستأجر القطاع الخاص أصولا<br />

من هيئة عامة لفترة من الزمن،‏ ويتولى مسؤولية تمويل<br />

استثمارات ثابتة جديدة محددة خلال تلك الفترة،‏ وهذه<br />

الأصول الجديدة يتم انتقالها للقطاع العام في تاريخ انتهاء<br />

العقد.‏<br />

:(La concession<br />

-<br />

-<br />

الإنتاج من الباطن:‏<br />

هو اتفاق يحدث بين مؤسستين الأولى هي التي تصدر الأمر<br />

والثانية هي التي تنتج الباطن وبالتالي المؤسسة الصادرة للأمر<br />

تفوض المؤسسة التي تنتج من الباطن للقيام بإنجاز جزء من<br />

الإنتاج أو كله عوض أن تقوم به هي بنفسها وذلك ببقاء<br />

المؤسسة الأولى هي المسؤولة اتجاه زبائنها.‏ ويكون التعاقد من<br />

الباطن برغبة المؤسسات الصغرى الحصول على صفقة جزئية<br />

من عقد أو اتفاق من شركة كبرى.‏<br />

عقود الإدارة أو عقود التسيير:‏<br />

نقصد ا تعاقد مؤسستين الأولى أجنبية والثانية محلية،‏ حيث<br />

أن المؤسسة الأجنبية تؤمن تسيير المؤسسة المحلية أو إنجاز<br />

2001<br />

20<br />

63


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

مشروع معين ولفترة محددة وبمجرد انتهائها تحول الإدارة إلى<br />

الشركاء المحليين حتى يتوصلون إلى الانطلاقة الفعلية لمؤسستهم<br />

أو مشاريعهم.‏ ويعد أسلوب عقود الإدارة كأحد أشكال<br />

إدارة الأعمال الدولية خاصة في مجالات الفنادق والسياحة<br />

والطيران.‏ ونجد عقود الإدارة على وجه الخصوص في مجالات<br />

السياحة والفندقة قصد التقليل والتغلب على الخسائر الفادحة<br />

لهذه الفنادق.‏<br />

- الشراكة الأجنبية:‏<br />

الشراكة الأجنبية هي عقد أو اتفاق من مشروعين أو<br />

أكثر قائم على التعاون فيما بين الشركاء ويتعلق بنشاط<br />

إنتاجي أو خدماتي أو تجاري،‏ وهذا التعاون لا يقتصر فقط<br />

على ماهية كل منهما في رأس المال ‏(الملكية)‏ والهامة الفنية<br />

الخاصة بعملية الإنتاج واستخدام براءات الاختراع والعلاقات<br />

التجارية والمعرفة التكنولوجية والمساهمة كذلك في كافة<br />

عمليات ومراحل الإنتاج والتسويق،‏ وتقاسم الطرفان المنافع<br />

والأرباح التي سوف تتحقق من هذا التعاون طبقا لمدى ماهية<br />

(3)<br />

كل منهما المالية والفنية .<br />

وعلى العموم،‏ تكمن أهمية الاستثمار الأجنبي حسب<br />

(4)<br />

الاقتصاديين ذوي النظرة التفائلية في نقاط عدة أهمها<br />

للمستثمر الأجنبي خبرات إعلانية وتسويقية وقنوات<br />

اتصال مسبقة بالأسواق العالمية،‏ مما يؤدي لتوسيع نطاق<br />

السوق المخلي وفتح أسواق عالمية جديدة أمام المنتجات المحلية،‏<br />

وبالتالي إمكانية قيام العديد من الصناعات المساعدة التي تمد<br />

المشروع الأجنبي باحتياجاته أو الصيانة والإصلاح التي يحتاجها<br />

المشروع الأجنبي،‏ وهذه فرص عمل لا يمكن تجاهلها؛<br />

تؤدي الاستثمارات إلى تحقيق وفورات اقتصادية للعمال<br />

تتمثل في ارتفاع أجورهم الحقيقية وزيادة قدرام الإنتاجية،‏<br />

وهذا بتدريب القوى العاملة على الأساليب الفنية المتطورة<br />

ووسائل رفع الكفاءة الإنتاجية؛<br />

استقدام الاستثمارات الأجنبية إلى الدول المضيفة يعد<br />

علاجا لهذه الظواهر غير الصحية ‏(هجرة الأدمغة ورؤوس<br />

الأموال)‏ وهذا بإبقاء هذه العوامل الإنتاجية من عمال ورؤوس<br />

أموال للعمل مع المستثمر الأجنبي في الداخل بدلا من أن<br />

تسعى إليه في الخارج.‏<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

قصد تشجيع هذا النوع من الاستثمار سعت الجزائر إلى سن<br />

العديد من القوانين والمراسيم التي تحاول ضبطه وتسير ملفه<br />

بعقلانية على الرغم من انه اعتبر منذ الاستقلال وإلى غاية<br />

الثمانينات من القرن العشرين كنوع من أنواع التدخل من<br />

طرف الأجانب في الشؤون الداخلية للبلاد والمساس بالسيادة<br />

الوطنية خاصة بعض انتهاج الجزائر للنهج الاشتراكي.‏<br />

إلا أن عقد الثمانينات استطاع أن يغير تماما من تلك<br />

النظرة بعد التحول الذي عرفه الاقتصاد الوطني من اقتصاد<br />

موجه إلى اقتصاد لا مركزي،‏ مما ساعد على ظهور تشريعات<br />

جديدة مشجعة للاستثمار وهذا في شكل وحيد وهو<br />

الشركات المختلطة حيث كان للشريك الجزائري الحصة الآمنة<br />

في رأس مال،‏ ثم من التسعينات إلى غاية اليوم تمت عدة<br />

محاولات لإصلاح النظام الاقتصادي الجزائري قصد قبول<br />

الاستمارات الأجنبية في شكل كامل.‏<br />

أما بخصوص أهم القوانين والتشريعات التي سنها المشرع<br />

الجزائري فقد ابتدأت مباشرة بعد الاستقلال بإصدار أول<br />

قانون للاستثمار،‏ فكان القانون ليدعم الاستثمار<br />

المؤرخ في دف 1963 بعث النشاط الاقتصادي<br />

وإنعاش الحياة الاقتصادية من جديد وإعادة بناء وتنمية<br />

الاقتصاد الجزائري الذي كان يعاني فراغا أحدثته هجرة<br />

المعمرين بعد الاستقلال والمحافظة والإبقاء على رؤوس الأموال<br />

الأجنبية الموجودة في الجزائر وإلى جلب الاستثمارات الأجنبية.‏<br />

بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية وتزايد تسرب رؤوس<br />

الأموال الخارجية اهتدت الدولة الجزائرية إلى سن تشريع<br />

جديد إثر فشل القانون بالتفكير في وضع قانون آخر<br />

سنة هو القانون 284-66 المؤرخ في<br />

المتضمن قانون الاستمارات للقطاع الوطني والأجنبي،‏ والذي<br />

أعطي الأولوية للاستثمار من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية<br />

دف زيادة تدفق العملة الصعبة،‏ نقل التكنولوجيا،‏ وتوفير<br />

(5)<br />

مناصب شغل<br />

فيما يخص السياسة الاستثمارية تجاه الأجانب،‏ عرفت<br />

منعرجا جديدا باتخاذ السلطات الجزائرية إجراءات جديدة<br />

سمحت بمشاركة رأس المال الأجنبي في إطار خلق شركات<br />

مختلطة بمساهمة رؤوس أموال الدولة عن طريق الشركات<br />

الوطنية.‏<br />

إذ سمح القانون 13-82 المؤرخ في<br />

بتأسيس الشركات الاقتصادية المختلطة وسيرها في إطار<br />

المخطط الوطني للتنمية للاستثمارات الأجنبية العمل في الجزائر<br />

15 سبتمبر 1966<br />

277-63<br />

28 أوت 1982 المتعلق<br />

277-63<br />

26 جويلية<br />

.<br />

1966<br />

64


_____________________________________________________________________________<br />

أزمة العقار في الجزائر ودوره في تنمية الاستثمار الأجنبي – ص.‏ ص.‏ 68-61<br />

وحصولها على إعفاءات ضريبية شريطة المشاركة في شركات<br />

مختلطة مع مؤسسات القطاع العام بنسبة وهذا ما يؤكد<br />

بداية انفتاح الاقتصاد الوطني من خلال السماح للقطاع الخاص<br />

وكذا رأس المال الأجنبي بالمشاركة في تحقيق أهداف<br />

الإستراتيجية التنموية.‏<br />

.%51<br />

سمح القانون المعدل والمتمم للقانون<br />

بمشاركة رأس المال الأجنبي في إنشاء شركات مختلطة بمساهمة<br />

رؤوس أموال الدولة وفق تسهيلات جديدة متمثلة خاصة في<br />

تمديد مدة حياة المؤسسة المختلطة من سنة إلى مدة قد تصل<br />

إلى سنة وفق القانون التجاري الجزائري وتسهيلات في<br />

تحويل الأموال للخارج،‏ ولتحدد حصة الشريك الأجنبي في رأس<br />

المال دوما بنسبة‎%49‎‏،‏ وفي إصلاحات الثمانينات،‏ سمح القانون<br />

المؤرخ في جويلية المتعلق بتوجيه<br />

الاستثمارات الخاصة الوطنية.‏<br />

13-82<br />

15<br />

1988<br />

13-86<br />

12<br />

99<br />

25-88<br />

عملت الجزائر في إطار إصلاح النظام النقدي على وضع<br />

القانون المؤرخ في أفريل المتعلق بالنقد<br />

والقرض كنقطة البداية لتدعيم الاستثمارات الأجنبية في<br />

الجزائر.‏ وبالرغم من أنه ليس بقانون استثمار،‏ إلا أنه يؤكد<br />

ترخيص المشرع الجزائري للمقيمين وغير المقيمين بالحرية<br />

الكاملة للقيام بالشراكة أو بالاستثمار المباشر وتحويل الأموال<br />

بين الجزائر والخارج لتمويل مشاريع اقتصادية.‏<br />

1990<br />

14<br />

10-90<br />

في أواخر سنة صدر المرسوم التشريعي<br />

المؤرخ في <strong>05</strong> أكتوبر‎1993‎ المتعلق بقانون الاستثمارات تكملة<br />

لقانون الخاص بالنقد والقرض.‏ وذا حققت الجزائر<br />

قفزة نوعية في التعامل مع قضايا الاستثمارات الأجنبية المباشرة<br />

في إطار نظام تشريعي جديد،‏ وألغى كل القوانين الصادرة<br />

المخالفة له باستثناء تلك المتعلقة بالمحروقات،‏ فأصبح يعامل<br />

الأشخاص الطبيعيين والمعنويين الجزائريين والأجانب بالمثل،‏<br />

وحدد هذا المرسوم التشريعي النظام الذي يطبق على<br />

الاستثمارات الوطنية الخاصة وعلى الاستثمارات الأجنبية التي<br />

تنجز ضمن الأنشطة الاقتصادية الخاصة بإنتاج السلع أو<br />

الخدمات غير المخصصة صراحة للدولة أو لفروعها أو لأي<br />

شخص معنوي معين صراحة بموجب نص تشريعي.‏<br />

سبق صدور المرسوم التشريعي المؤرخ في<br />

أكتوبر المتعلق بقانون الاستثمارات تعديل كل من<br />

القانون التجاري الجزائري والقانون المدني الجزائري لدعم<br />

التعامل مع الاستثمارات الأجنبية المباشرة المرسوم التشريعي<br />

08-93 المؤرخ في 1993 المعدل والمتمم للأمر<br />

المؤرخ في سبتمبر المتضمن القانون التجاري<br />

الجزائري؛ وصدور المرسوم التشريعي المؤرخ في<br />

أفريل 1993 المعدل والمتمم للأمر 154-66 المؤرخ في<br />

1966 المتضمن قانون الإجراءات المدنية.‏<br />

<strong>05</strong><br />

50-75<br />

25<br />

8 جوان<br />

12-93<br />

09-93<br />

،12-93<br />

1975<br />

25 أفريل<br />

26<br />

1993<br />

وتكملة للمرسوم التشريعي أقرت الجزائر بمبدأ<br />

التحكيم الدولي في عقود الاستثمار بصدور الأمر<br />

المؤرخ في 1995 المتعلق بالمصادقة على الاتفاقية<br />

الدولية الخاصة بتسوية المنازعات المتعلقة بالاستثمارات والأمر<br />

المؤرخ في 1995 المتعلق بالمصادقة<br />

على انضمام الجزائر إلى الوكالة الدولية للاستثمار.‏<br />

جاء الأمر 03-01 المؤرخ في 20 أوت‎2001‎ المتعلق<br />

بتطوير الاستثمارات ليحرر الاقتصاد ويشجع الاستثمارات<br />

الأجنبية التي دف لإنتاج سلع وخدمات في القطاعات<br />

الإنتاجية والخدماتية مع حماية البيئة والإقليم،‏ والسماح بتطبيق<br />

بحرية تامة أسلوب الامتياز وأسلوب الرخصة في الاستثمار<br />

الأجنبي المباشر.‏<br />

04-95<br />

20<br />

01-03<br />

24 ديسمبر<br />

24 ديسمبر<br />

<strong>05</strong>-95<br />

بمقتضى الأمر الرئاسي المؤرخ في<br />

أوت 2002، جاءت الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار<br />

ANDI لتحل محل الوكالة الوطنية لدعم ومتابعة الاستثمار<br />

،APSI كمؤسسة عمومية ذات طابع إداري تقوم بخدمة<br />

المستثمرين الوطنين والأجانب،‏ إذ تعتبر الأداة الأساسية<br />

للتعريف بفرص الاستثمار القائمة واستقطاب رؤوس الأموال<br />

الأجنبية.‏ وترتبط إداريا بصفة مباشرة برئاسة الحكومة،‏<br />

ومهمتها تسهيل الاستثمار وتبسيط الإجراءات اتجاه<br />

المستثمرين والتعريف بفرص الاستثمار في الجزائر.‏<br />

وسيسمح اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بفتح<br />

السوق الجزائرية على السوق العالمية خاصة بفضل المنطقة الحرة<br />

التي تعتبر الهدف النهائي من هذا الاتفاق في آفاق وقد<br />

صادقت دولة أوروبية من أصل المعنية بما فيها البلدان<br />

العشرة المنظمة مؤخرا للاتحاد غير معنية بالمصادقة ولم تبق سوى<br />

،2010<br />

15<br />

عليه 14<br />

12-93<br />

،1993<br />

90-10<br />

65


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

10<br />

هولندا.‏ وأول خطوة هي إعادة تأهيل المؤسسات المتواجدة<br />

وجعلها قادرة على مواجهة المؤسسات الأجنبية،‏ وستمس<br />

العملية مؤسسة وأن كانت‎360‎ مؤسسة منها انتهت من<br />

العملية وقد خصصت ملايين أورو لهذه العملية.‏<br />

900<br />

مع هذا الكم الهائل من القوانين والتشريعات إلا أن ذلك<br />

لم يؤذي إلى ما كان مرجوا منه فحسب إحصائيات الوكالة<br />

مشروعا<br />

تم تسجيل الوطنية لتطوير الاستثمار لسنة مليار دينار أو<br />

استثماريا بقيمة إجمالية تقدر بحوالي من قيمة الاستثمارات<br />

مليون أورو.‏ وهي تمثل اقل من مليار دينار فقط في مشاريع<br />

المعلن عنها.‏ كما سجلت مشتركة أو مشاريع خاصة بالاستثمارات الأجنبية وعددها<br />

أما في السداسي الثاني فقد<br />

خلال السداسي الأول لسنة مشروع استثماري أجنبي أو مشترك<br />

تم بين<br />

مليار دينار،‏ أي أن المشاريع سجلت تراجع بنسبة 870<br />

46<br />

80<br />

بقيمة 23.7<br />

%52<br />

73<br />

2003<br />

% 15<br />

49,2<br />

.2003<br />

.<br />

تسجيل 34<br />

(6)<br />

السداسيين .<br />

ويرجع المختصون أن من أهم العراقيل التي بقيت تعيق<br />

الاستثمار بشكل عام والاستثمار الأجنبي المباشر في الجزائر<br />

بشكل خاص هو مشكل العقار خاصة وان مشكل الاستقرار<br />

واللاأمن قد طوي ملفه إلى حد ما،‏ فالعقار عامل مساعد جدا<br />

على استقرار المستثمرين،‏ وجوهر الإشكال يكمن أساسا في<br />

طول المدة الزمنية التي تستغرقها عملية رد هيئات منح قرار<br />

استغلال العقار ‏(الهيئة المكلفة بالعقار ولجنة التنشيط المحلي<br />

لترقية الاستثمار على مستوى الشباك الوحيد)،‏ قد يطول الأمر<br />

أحيانا لسنة.‏<br />

كما أن السلطات المحلية لا تتوفر على هيئة لمسح الأراضي<br />

المتوفرة على مستوى الولاية،‏ وباستثناء الأراضي التابعة<br />

للخواص فإن الأخرى تبقى طبيعتها و ملكيتها مجهولة و التي<br />

غالبا ما تمنح للمقاولين والمستثمرين بدون سندات إثبات،‏ و<br />

هذا ما يؤدي إلى ظهور نزاعات خاصة في حالة ظهور المالكين<br />

الحقيقيين بعد منح الأراضي من طرف السلطات المحلية،‏ مع<br />

العلم أن البنك يشترط ضمانات ‏(الإطلاع على سند الملكية)‏<br />

قبل منحه لأي قرض<br />

كذلك هناك مشاريع استثمارية محققة و مجهزة إلا أا لم<br />

تنطلق بعد في عملية الاستغلال لسبب نقص الكهرباء و المياه<br />

و الغاز،‏ و هذا ما يدل على أنه قد لا تستفيد الأراضي<br />

الممنوحة للمستثمرين من المنافع العامة كالطرق و المياه و<br />

الكهرباء … الخ،‏ نظرا لعدم توفر السلطات المحلية على الميزانية<br />

اللازمة لإقامة الأشغال الخاصة ذه المنافع نتيجة تقلص<br />

الغلاف المالي لميزانية التجهيز.‏<br />

ضف إلى ذلك أن النصوص القانونية ناقصة ولا تفي<br />

بالغرض فيما يخص العمليات الاقتصادية،‏ إذ أن مشكل العقار<br />

الصناعي يعد من أهم العراقيل،‏ فحسب تقرير البنك الدولي،‏<br />

فإن العديد من المؤسسات تبحث عن العقار الصناعي<br />

وانتظارها هذا يصل إلى 4 سنوات.‏<br />

مما لاشك فيه أن العقار الفلاحي لا تختلف مشاكله<br />

كثيرا عن العقار الصناعي,‏ إذ انه يبقى العائق الأساسي في<br />

تطوير الإنتاج الزراعي،‏ وذلك من جراء صعوبة عمل المنتجين<br />

على أرض لا يملكوا،‏ ويتلقون مقابل العمل الذي يقومون به<br />

أجرا كأي موظف في إدارة عمومية.‏ على الرغم من إصدار<br />

عدة قوانين,‏ كان من بينها قانون في أوت<br />

1983 المتعلق باستصلاح الأراضي وحيازة الملكية العقارية،‏<br />

والذي هدف خاصة<br />

- تشجيع المواطنين على استصلاح الأراضي و استغلال أقصى<br />

ما يمكن من الإمكانات الزراعية خصوصا بالجنوب؛<br />

اعتراف الدولة بالملكية العقارية الفلاحية لكل شخص<br />

طبيعي أو معنوي سيستصلح أرضا بوسائله الخاصة.‏<br />

أما العقار السياحي والذي ويتطلب النشاط فيه موارد<br />

كبيرة لإنشاء المرافق السياحية الأساسية من فنادق ومراكز<br />

سياحية وغيرها،‏ فنجد فيه عدة تلاعبات وعمليات مضاربة<br />

استغلت الثغرات القانونية في هذا اال،‏ وعليه قامت<br />

السلطات المعنية بإعادة تحديد مفهوم مناطق ومواقع التوسع<br />

السياحي في القانون الصادر في<br />

والمتعلق بمناطق التوسع والمواقع السياحية وتتمثل في (8) :<br />

مناطق التوسع السياحي:‏ وهي كل منطقة أو امتداد من<br />

الإقليم يتميز بصفات أو بخصوصيات طبيعية وثقافية وبشرية<br />

وإبداعية مناسبة للسياحة،‏ مؤهلة لإقامة أو تنمية منشأة<br />

سياحية،‏ ويمكن استغلالها في تنمية نمط أو أكثر من السياحة<br />

ذات مرد ودية.‏<br />

الموقع السياحي:‏ كل منظر أو موقع يتميز بجاذبية سياحية<br />

بسبب مظهره الخلاب،‏ أو بما يحتوي عليه من عجائب أو<br />

خصوصيات طبيعية أو بناءات مشيدة عليه،‏ يعترفا له بأهمية<br />

تاريخية أو فنية أو أسطورية أو ثقافية،‏ والذي يجب تثمين<br />

أصالته والمحافظة عليه من التلف أو الاندثار بفعل الطبيعة أو<br />

الإنسان.‏<br />

31<br />

2003 / 02 / 17<br />

18-83<br />

:<br />

(7)<br />

إلى<br />

03 – 03<br />

-<br />

66


_____________________________________________________________________________<br />

أزمة العقار في الجزائر ودوره في تنمية الاستثمار الأجنبي – ص.‏ ص.‏ 68-61<br />

-<br />

-<br />

منطقة محمية:‏ جزء من منطقة التوسع أو موقع سياحي غير<br />

قابل للبناء ويستدعي حماية خاصة قصد المحافظة على مؤهلاته<br />

الطبيعية أو الأثرية أو الثقافية.‏<br />

مع هذا فان الكثير من الاختلالات في التسيير وكذا عراقيل<br />

كبرى اعترضت وجمدت تثمين مناطق التوسع السياحي نذكر<br />

ما يلي:‏<br />

الانقطاع الملاحظ في مجال متابعة وإتمام المشروع الإجمالي<br />

للتوسع السياحي،‏ وكذا ارتباطه مع السلطات المركزية<br />

والجماعات والمتعاملين المحليين نظرا للغياب الطويل<br />

للمصالح المختصة التابعة لإدارة القطاع السياحي على الصعيد<br />

أي المديريات والمفتشيات<br />

الولائية للسياحة والصناعات التقليدية<br />

عدم التطبيق الصارم والفعلي للتنظيم الخاص بحماية مناطق<br />

التوسع السياحي وتنميتها والمترتب عن غياب المصالح<br />

المذكورة سابقا.‏<br />

عدم استكمال معظم دراسات التهيئة والتي لم تنته فيما<br />

يخص مراحل الإنجاز والتمويل.‏<br />

عدم وجود الأدوات والآليات المختصة في تسيير العقار<br />

السياحي،‏ والتأخر الكبير في إنجاز مشروع وكالة التنمية<br />

وتسيير العقار السياحي التي تمثل الأداة الضرورية لترقية الهياكل<br />

القاعدية والمشاريع السياحية،‏ كذلك الشأن بالنسبة للمؤسسة<br />

الوطنية للدراسات السياحية.‏<br />

قلة أو انعدام في بعض الأحيان،‏ الموارد المالية للدراسات<br />

العامة للتهيئة السياحية وتلك الخاصة برفع العزلة عن مناطق<br />

التوسع السياحي وتجهيزها بالمرافق الأساسية.‏<br />

.(<br />

اللامركزي.‏ )<br />

من خلال ما سبق نلاحظ أن العقار السياحي في الجزائر يعاني<br />

من مشاكل عديدة نلخصها فيما يلي:‏<br />

تقلص مساحات مناطق التوسع السياحي بسبب التدهور<br />

المستمر للمواقع السياحية.‏<br />

الشغل العشوائي لمناطق التوسع السياحي وانتشار البناءات<br />

الفوضوية وغير الشرعية ذه لمناطق.‏<br />

تدهور المحيط الطبيعي كنهب الرمال والتلوث وغياب<br />

قواعد العمران مما أدى إلى تحويل الموارد عن طبيعتها<br />

السياحية،‏ وهو الأمر الذي قلل بشكل كبير فرص<br />

الاستثمار في بعض المناطق ذات القيمة السياحية العالية.‏<br />

تعرض العقار السياحي لأطماع مختلفة ترتب عنها مضاربة<br />

في الصفقات العقارية المتعلقة بقطع الأراضي الواقعة داخل<br />

مناطق التوسع السياحي،‏ وذلك خرقا للتشريع المتعلق بالبيئة<br />

والتعمير بصفة عامة والعقار السياحي بصفة خاصة.‏<br />

للتخفيف من مشكل الحصول على العقار خاصة منه<br />

الصناعي،‏ يتم عرض أراضي الأساس العقارية من خلال تمثيل<br />

الهيئات المكلفة بالعقار الموجه للاستثمار على مستوى الشباك<br />

الوحيد اللامركزي،‏ إذ حاول المشرع من خلال هذا الأمر<br />

التسهيل على المستثمر عملية اختيار الأراضي الملائمة للنشاط<br />

الاستثماري في أسرع وقت وبذلك التقليص من التكاليف<br />

وآجال الإنجاز.‏<br />

وفي مجال الدعم العقاري،‏ هناك حوافز من شكل آخر تتمثل<br />

في:‏<br />

السماح للمستثمرين الأجانب بتملك الأراضي و العقارات<br />

تخفيض قيمة إيجار العقارات والأراضي الخاصة بالاستثمارات<br />

الخلاصة :<br />

إن كثرة القوانين وعدم استقرارها طيلة العشرية<br />

الأخيرة وقبلها،‏ فهناك دوما عودة لإصدار تشريعات قانونية<br />

جديدة وتعديلات متكررة.‏ فتقنين جديد للعقار مزود<br />

بقوانين ردعية ومرن مع كل التحولات ، سيعمل دون شك<br />

للحد من إشكالية العقار في الجزائر،‏ ليصبح من أهم العوامل<br />

المساعدة على قيام الاستثمارات لأن أي استثمار يجب أن<br />

يتوفر على أرضية كي يقوم عليها،‏ ومن أجل الحصول على<br />

أي مشروع لابد أن يبدأ ذلك أولا بملكية العقار الذي يجب<br />

أن يؤخذ بشكل جدي،‏ بحيث يدخل هذا الإجراء ضمن<br />

القرارات الاقتصادية البحتة.‏<br />

67


_______________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث / عدد 2007/<strong>05</strong><br />

الهوامش:‏<br />

قطاع العقارات بالجزائر يتحول إلى مجال للمضاربة والسمسرة والرشوة،‏ جريدة البيان،‏‎1‎‏)-‏<br />

، ‎5‎افريل‎2002‎‏,‏ ص ص‎2-1‎ www.google.com/el-bayan.new.papers ‏(على الخط),‏ البريد<br />

2)- زكريا طاحون،‏ بيئات ترهقها العولمة ‏(الاقتصادية-السياسية-الثقافية-الاجتماعية،‏<br />

ط‎1‎‏.‏ جمعية المكتب العربي للبحوث والبيئة،‏ القاهرة،‏ 2003 ص,‏<br />

3)- عبد الباسط وفاء،‏ مؤسسات رأس المال،‏ المخاطر ودورها في تدعيم المشروعات الناشئة،‏<br />

ط.‏ دار النهضة العربية،‏ بيروت،‏ 2001، ص 45.<br />

- عبد السلام أبو قحف،‏ اقتصاديات الأعمال والاستثمار الدولي،‏ ط.‏ دار الإشعاع الفنية،‏ الإسكندرية،‏ 2001، ص‎17‎<br />

مطبوعة احصائيات الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمارات,‏ الجزائر ص,‏<br />

مطبوعة احصائيات الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمارات,‏ الجزائر,‏‎2004‎ ص,‏<br />

7)- الوزارة المنتدبة المكلفة بالتنمية الريفية،‏ الاستراتيجية الوطنية للتنمية الريفية المستدامة»،‏<br />

. المطبعة الرسمية،‏ الجزائر،‏ ص 200461.<br />

:<br />

21<br />

21<br />

2004,<br />

23<br />

1)- مجهول،‏<br />

(4<br />

(5 – مجهول ,<br />

-(6 مجهول ,<br />

.<br />

إعداد وتنفيذ مشروع جواري للتنمية الريفية»‏‎8‎‏)‏ - الوزارة المنتدبة المكلفة بالتنمية الريفية،‏<br />

المطبعة الرسمية،‏ الجزائر،‏<br />

المراجع:‏<br />

ا-الكتب<br />

ا-‏‎1‎‏-بالعربية:‏<br />

1- نزار سعد الدين العيسى،‏<br />

‏«مبادئ الاقتصاد الكلي:‏ كيف يعمل الاقتصاد في النظرية والتطبيق»،‏<br />

ط.‏ الدار العربية الدولية & دار الثقافة للنشر والتوزيع،‏ عمان،‏ 2001.<br />

2- سعد طه علام،‏<br />

‏«دراسات في الاقتصاد والتنمية»،‏<br />

ط.‏ دار طيبة للنشر والتجهيزات العلمية،‏ القاهرة،‏ 2003.<br />

3- زكريا طاحون،‏ بيئات ترهقها العولمة ‏(الاقتصادية-السياسية-الثقافية-الاجتماعية،‏<br />

ط‎1‎‏.‏ جمعية المكتب العربي للبحوث والبيئة،‏ القاهرة،‏ 2003<br />

‎4‎‏-عبد الباسط وفاء،‏ مؤسسات رأس المال،‏ المخاطر ودورها في تدعيم المشروعات الناشئة،‏<br />

ط.‏ دار النهضة العربية،‏ بيروت،‏ 2001<br />

5- عبد السلام أبو قحف،‏ اقتصاديات الأعمال والاستثمار الدولي،‏ ط.‏ دار الإشعاع الفنية،‏ الإسكندرية،‏<br />

ا-‏‎2‎‏-‏ بالفرنسية:‏<br />

2001<br />

.2004<br />

6-GHERTMAN Michel, Les multinationales», Que sais-je n°2068,<br />

ed. PUF (3°ed.), Paris, 1982. Et réédition Bouchene, Alger,<br />

1993<br />

7-GINGLINGER Edith, «Les décisions d'investissement», ed.<br />

Nathan, Paris, 1998.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-8<br />

.<br />

ب-‏ المقالات والدوريات:‏<br />

ب-‏‎1‎‏-الدوريات<br />

مجهول,‏ مطبوعة إحصائيات الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمارات,‏ الجزائر,‏‎2004‎‏.‏<br />

9- الوزارة المنتدبة المكلفة بالتنمية الريفية،‏ الإستراتيجية الوطنية للتنمية الريفية المستدامة»،‏<br />

المطبعة الرسمية،‏ الجزائر،‏ 2004.<br />

ب-‏‎2‎‏-‏ المقالات<br />

10- مجهول،‏ قطاع العقارات بالجزائر يتحول إلى مجال للمضاربة والسمسرة والرشوة،‏ جريدة البيان،‏<br />

، ‎5‎افريلwww.google.com/el-bayan.new.papers.2002‎ ‏(على الخط),‏ البريد<br />

:<br />

68


__________________________________________________________ تسيير الموارد المائية مع الأخذ بالعامل البيئي – ص.‏ ص.‏ 81-69<br />

تسيير الموارد المائية مع الأخذ بالعامل البيئي<br />

الدكتور:‏<br />

حمزة بن قرينة<br />

محسن زبيدة<br />

مقدمة:‏<br />

تعيش الجزائر اليوم أزمة مياه حادة،‏ وإذا ما اعتبرنا بأن<br />

الماء عنصر نادر وضروري للحياة و محدد للتطور الاقتصادي و<br />

الاجتماعي،‏ سيصبح في المستقبل مشكل يتحكم في الاستقرار<br />

داخل اتمعات من أجل سد مختلف حاجات الفرد من هاته<br />

∗<br />

المادة الضرورية لحياته .<br />

وتعود أسباب ندرة المياه إلى الجفاف الذي ساد المنطقة<br />

منذ سنين من جهة،‏ وكون الجزائر موجود في منطقة يسودها<br />

المناخ الجاف و شبه الجاف من جهة أخرى.‏<br />

وعليه فإن الجزائر تصنف في المرتبة الثانية إفريقيا من حيث<br />

المساحة والسابعة من حيث السكان في حين تصنف في المرتبة<br />

الثلاثون من حيث موارد المياه،‏ وتصنيف في المرتبة في<br />

42<br />

حيث استهلاك الفرد للمياه إذ لا يصل الفرد الجزائري سوى<br />

3<br />

‎383‎م<br />

في السنة وهي بذلك حصة دون المستوى في زمن<br />

3<br />

الأزمات الذي يقدر ب‎1000‎م في السنة.‏<br />

وعليه فإن الموارد المائية لبلادنا محدودة وموزعة بطريقة غير<br />

متساوية زمنيا ومكانيا.‏<br />

إضافة إلى تبخر ما يقارب في<br />

مليار متر مكعب والآتية من السيول،‏ هناك<br />

65<br />

48<br />

3<br />

مليار م<br />

أخرى من مياه الأمطار تتبخر هي الأخرى وفي أغلب الأحيان<br />

**<br />

تنجم عن الأمطار الطوفانية .<br />

ويعود الطلب المتزايد على المياه إلى النمو الديمغرافي التي<br />

تعرفه البلاد،‏ إضافة إلى النمو والتطور الحضري الواسع الذي<br />

ينجم عنه الزيادة في إنجاز البناءات والسكنات إضافة إلى<br />

ارتفاع المستوى المعيشي للفرد والذي يتطلب استهلاك أوسع<br />

للمياه.‏<br />

ورغم التطور الذي عرفته البلاد و الاستثمارات الهائلة<br />

التي خصصتها الدولة في مجال المياه والري<br />

1000<br />

مليار دينار منذ<br />

‏(ما يقارب<br />

(i)<br />

1970) ، إلى جانب وجود<br />

***<br />

النصوص القانونية ، فإن الدولة لم تعطي لقطاع الري<br />

العناية اللازمة التي يستحقها والتي تترجم بالوضع الذي<br />

يعيشه المواطن حاليا على شكل أزمات مياه،‏ وتأخر<br />

وتعثر وتيرة التنمية.‏<br />

إن السياسية المتبعة منذ الاستقلال سمحت للجزائر<br />

بالحصول على نسيج صناعي هام ‏(الصناعة البترولية،مواد البناء<br />

كالإسمنت،‏ مناجم،صناعة نسيجية،‏ صناعة تحويل الورق،‏<br />

معادن،‏ صناعة ميكانيكية،‏ فلاحة وصناعة غذائية الخ...)‏<br />

إلا أن هذا التطور الصناعي لم يأخذ في الميدان اال<br />

البيئي،‏ فمجمل هاته المشاريع أنجزت في أماكن تتميز:‏<br />

بوفرة<br />

اليد العاملة،‏ والمياه والاتصالات أي كل العوامل الضرورية<br />

(ii)<br />

للسير الحسن لهاته المنشآت الاستثمارية . إلا أن جل هاته<br />

المشاريع تستعمل تكنولوجيا ملوثه للبيئة<br />

(iii)<br />

الوحدات الصناعية لا تملك نظم معدة ضد التلوث ).<br />

من (%50<br />

ومنذ سنوات ومع تبني عدة نصوص قانونية تنظم العلاقة في<br />

هذا اال،‏ فقد تغير الوضع ائيا و أصبح إنشاء هاته<br />

الوحدات يخضع إلى نصوص قانونية ومقاييس تقنية وهذا<br />

بفضل التوجه نحو اقتصاد السوق الذي ترتب عليه ظهور<br />

. المنافسة<br />

ومما سبق ذكره،‏ أصبح من الضروري اللجوء في الوقت<br />

الحالي إلى ميكانيزمات جديدة في طرق التسيير المائي لضمان<br />

وفرته ونوعيته بالنسبة إلى الاستهلاك الحالي وفي المستقبل.‏<br />

وبفضل هاته الميكانيزمات الجديدة نضمن المعادلة القائمة<br />

بين البيئة والاقتصاد والعدالة الاجتماعية،‏ المعروفة<br />

الثلاثية المربحة 3E).<br />

I- مبادئ التسيير المستدام للموارد المائية:‏<br />

‏(بالمعادلة<br />

إن التسيير المستدام للمياه يرمي إلى تحقيق ثلاث أهداف :<br />

الفعالية الاقتصادية،‏ و العدالة الاجتماعية والحفاظ على البيئة<br />

الثلاثية<br />

بالمعادلة يعرف ما وهو المربحة<br />

(iv) "3E"L'efficacité<br />

Economique<br />

،D'équité Sociale Et L'environnement<br />

69


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

لذا يجب أن يكون التسيير<br />

متكامل يأخذ بالاعتبار كمية و<br />

نوعية المياه،‏ طبيعتها الجوفية و السطحية،‏ متكامل في الزمن<br />

بحيث يأخذ المدى القصير،‏ المتوسط و الطويل،‏ متكامل في<br />

مجموع الاستعمالات و متطلبات التنمية،‏ متكامل مع المحيط<br />

الاجتماعي و السياسي و يأخذ كل مستويات الإدارة المحلية و<br />

(v)<br />

الجهوية .<br />

فالفعالية في التسيير ترتكز على طرق حل المشاكل و على<br />

مقاربات التسيير الحديث:‏<br />

المقاربة المنظوماتية،‏ مقاربة دورية<br />

المراحل الإنتاجية،‏ المقاربة المعيارية،‏ المقاربة الشاملة،‏ المقاربة<br />

الوضعية،‏ و التسيير الذي يأخذ بالاعتبار خصوصيات الماء.‏<br />

I-1- الماء كمورد طبيعي:‏<br />

الماء مورد طبيعي يتواجد في الطبيعة بكميات محدودة<br />

وتوزيعه مرتبط بعوامل:‏ كالمناخ،‏ مدى طاقة الأرض التخزينية<br />

و كذا الوسط الطبيعي،‏ فندرة هذا المورد الطبيعي،‏ هشاشته و<br />

توزيعه غير المنتظم في المكان و الزمان يجعل منه إرث طبيعي<br />

عام تمارس عليه الدولة سلطتها للوصول به للاستخدام الأمثل.‏<br />

و باعتبار الماء ملكا جماعيا وطنيا مشتركا،‏ يتطلب هذا<br />

المبدأ توحيد الجهود فيما يخص:‏ التعبئة،‏ و التخزين،‏ و التسيير،‏<br />

والاستعمال والحفاظ على الماء،‏ أي تسييره وفقا لنمط<br />

وحدوي<br />

‏(وحدة هيدرولوجية طبيعة)،‏ ذلك أن المبادرات و<br />

الأعمال التي يبادر ا اتجاه المورد يجب أن تكون متكاملة و<br />

منسقة مثلما هو معمول به في الدول المتقدمة.‏<br />

فالنظام الهيدرولوجي العام جزء من الوسط الطبيعي،‏ و<br />

الذي يوجد الماء بكل أشكاله و لا يعترف بالحدود والتقسيم<br />

الإداري و يسير الماء بوحدة طبيعية متكاملة على مستوى<br />

∗<br />

وسطه الفيزيائي الطبيعي و هو الحوض الهيدروغرافي ، دون<br />

التمييز بين المياه السطحية و الجوفية،‏ و لا بين نوعية المياه و<br />

كميتها.‏<br />

فتسيير موحد متكامل للمياه المشتركة على مستوى<br />

أحواضها هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتجاوز التقسيم<br />

الإداري،‏ فإذا كانت إدارة الري و الشؤون المائية مكلفة<br />

بتسيير قطاع الماء فيما يخص جمع المعلومات المتعلقة بتقييم<br />

الماء،‏ إنتاجه،‏ تخزينه و توزيعه و الحفاظ عليه و<br />

متابعة<br />

الدراسات و الأبحاث في هذا الميدان،‏ بمعنى إنجاز الهياكل<br />

الأساسية و تسييرها قصد الوفاء بالطلب على المياه و يتم هذا<br />

على مستوى الولايات و البلديات،‏ و هذا غير ممكن دائما لأن<br />

الأمر ليس كذلك بالنسبة لتسيير الماء باعتباره موردا طبيعيا ذو<br />

وحدة متكاملة.‏ لذا من الضروري إيجاد أدوات ملائمة تسمح<br />

بتنظيم تسيير الماء على مستوى وسطه الهندسي الطبيعي أي<br />

حسب الحوض أو مجموعة الأحواض الهيدروغرافية،‏ هذا ما<br />

أوكلت به وكالات الأحواض الهيدروغرافية التي دف إلى<br />

تسيير الماء على مستوى الحوض المنتج للمورد.‏<br />

I-2- الماء ملك جماعي:‏<br />

الماء ملك وطني جماعي لا يمكن لأي فرد أن يمتلكه لوحده<br />

فهو ملك لكافة المستعملين الوطنيين<br />

المياه)‏ من جهة<br />

02 ‏(المادة<br />

.<br />

من قانون<br />

و من جهة أخرى نجد ضمن المفاهيم الحديثة<br />

في تسيير المياه أن التسيير المتكامل للمياه يجبرنا على تبني فلسفة<br />

جديدة للتسيير ترتكز على المشاركة و اللامركزية و نقل إدارة<br />

المياه إلى كافة المستعملين ‏(مواطنين،‏ فلاحين،‏ صناعيين و<br />

حرفيين...)‏ ضمن أطر قانونية وتنظيمية منسقة،‏ من شأا أن<br />

تجعل من المواطن فاعل و عنصر أساسي في رفع الفاعلية<br />

الاقتصادية و يئة الإقليم،‏ إذ يجب إشراكه في اتخاذ<br />

(vi)<br />

القرارات ، و تطوير البرامج و كذا التنفيذ،‏ ذلك أن الماء<br />

مسألة شديدة الحساسية و معقدة في آن واحد يجعل منها من<br />

الأمور التي لا يمكن أن تعالج بصورة تعسفية في المستوى<br />

المركزي.‏<br />

لا يتأتى إتباع هذا المبدأ إلا بإحداث هياكل مؤسساتية<br />

تجمع بين مسؤولي المرافق المائية و المنظمات غير الحكومية و<br />

القطاع الخاص و الفئات الاجتماعية من المستهدفين،‏ بغرض<br />

تبادل الآراء و الإسهام بالخبرات و اتخاذ القرارات بشأن<br />

البرامج المائية،‏ و دعم التخطيط المشترك بين القطاعات و<br />

إشراك الجهات القطاعية ذات الصلة على جميع المستويات<br />

الإدارية.‏<br />

فمن خلال هذا المبدأ تتخلى الدولة على التسيير<br />

المباشر للمياه،‏ و تركز على تحديد وإعداد القواعد العامة<br />

للقطاع و تأمين التضامن و احترام القوانين في ميدان الماء،‏ و<br />

إعطاء التصاريح و الحرص على النظافة و الأمن العام و مراقبة<br />

النوعية و ضمان الصحة العمومية.‏<br />

70


__________________________________________________________ تسيير الموارد المائية مع الأخذ بالعامل البيئي – ص.‏ ص.‏ 81-69<br />

كما أن المبدأ بمثابة الجزء المكمل للمبدأ الأول-‏ تسيير الماء<br />

وفقا لوسطه الطبيعي-‏<br />

الذي لا يمكن أن يتجسد بصورة<br />

منسقة و عادلة إلا إذا خلق إطار للتشاور و مشاركة الأطراف<br />

المعنية بمسائل المياه،‏ لتحقيق تسيير تضامني للمورد المشترك.‏<br />

إن تطبيق المبدأ في الجزائر يتم من خلال<br />

الس الوطني :<br />

للماء و لجان الأحواض الهيدروغرافية و التي من خلالها يتم<br />

توفير إطار للتشاور فيما يتعلق بمسائل المياه.‏<br />

I-3- الماء كمورد اجتماعي:‏<br />

طرق<br />

التسيير<br />

المباشر<br />

تسيير<br />

وسطي<br />

التسيير<br />

بالتفويض<br />

لإا-‏<br />

نوعية التنظيم<br />

جدول رقم<br />

‏-مصلحة تسيير بسيطة.‏<br />

‏-استقلالية مالية.‏<br />

‏-مصلحة ذات شخصية معنوية.‏<br />

‏-تسيير عن طريق وكالة.‏<br />

‏-تسيير بالتحفيز.‏<br />

‏-عقد أداء خدمات.‏<br />

‏-تطبيق طرق قانون الصفقات<br />

‏-الامتياز.‏<br />

يجار.‏<br />

الماء مورد ضروري للحياة وللبشرية جمعاء بعض النظر<br />

عن عرقهم ومستواهم الاجتماعي والهيئة المنوط إليها ضمان<br />

مثل هات الخدمة النبيلة هي الجزائرية للمياه<br />

الديوان الوطني للتطهير<br />

(ADE) وكذا<br />

1996<br />

:(01)<br />

،(ONA) فبفضل قانون المياه لسنة<br />

تم التوجه نحو طرق تسيير أكثر فعالية للخدمة من<br />

خلال مشاركة القطاع الخاص الوطني أو الأجنبي.‏<br />

فمشاركة المؤسسات الخاصة في تسيير الخدمة العمومية<br />

يعطي الإمكانية للجماعات المحلية للاختيار بين مختلف أنماط<br />

التسيير ‏(التسيير المباشر،‏ مصالح عمومية،‏ امتياز،‏ استئجار)،‏<br />

كما يعطي أيضا الفرصة إلى الاحترافية لهذا النشاط<br />

أهم طرق تسيير المصالح العمومية للمياه والتصريف بفرنسا<br />

أهم الإجراءات<br />

‏-لا توجد ميزانية خاصة.‏<br />

‏-ميزانية مدمجة(ملحقة)‏ ضمن ميزانية البلدية.‏<br />

طابع صناعي و تجاري.‏<br />

‏-دفع جزافي.‏<br />

‏-اهتمام بالنتائج.‏<br />

‏-دفع حسب المهام ‏(الخدمة المقدمة).‏<br />

‏-يتعلق الأجر بالأشغال والاستغلال.‏<br />

‏-صاحب امتياز يسدد حسب سعر المياه المحدد<br />

بالعقد.‏<br />

-<br />

التسيير الكلي للخدمة،‏ و يهدف لزيادة كفاءة<br />

تشغيل المؤسسات العامة .<br />

ملاحظات<br />

‏-استقلالية مالية مطلقة في مؤسسة عمومية ذات<br />

‏-حذف.‏<br />

‏-استعمال نادر.‏<br />

‏-ليس هناك خطورة على المسير<br />

إلا في حالة عدم تحقيق نتائج.‏<br />

العمومية.‏<br />

خطورة لصاحب الامتياز لكن<br />

هناك تسيير مرن وواقعي لمؤسسة<br />

صناعية.‏<br />

Extrait de :Lynnaise de eaux, Momento gestionnaire d l’alimentation en eu et de<br />

l’assainisement.tom 03,p841.<br />

I-4- الماء كمورد اقتصادي ذو طبيعة خاصة:‏<br />

عدا إنتاج الماء و تعبئته و تخزينه و توزيعه و الحفاظ عليه،‏<br />

و العرض و الطلب و قيمة الاستعمال(مثلا الاستهلاك<br />

الصناعي،‏ الاستهلاك الفلاحي)،‏ ينتج عن استعماله آثار<br />

خارجية<br />

*<br />

‏(تكاليف اقتصادية غير مأخوذة بالحسبان في السوق)‏<br />

كما ينتج مداخيل مختلفة مرتبطة بالاختلاف في نوعية و قيمة<br />

الاستعمال للمورد.‏<br />

إن التقييم الاقتصادي للمياه وقيم استعماله هو في الأساس<br />

وسيلة تسمح بتطبيق مبدأ:‏ ‏"المستعمل والملوث يدفعان"‏<br />

حسب هذا المبدأ الملوث هو المسؤول عن التلوث هو الذي<br />

يدفع تكاليف التلوث،‏ و يستند هذا المبدأ على الدفاع عن<br />

مكونات البيئة و حماية الصحة العمومية في إطار توفير المياه<br />

العذبة و مكافحة ناقلات الأمراض في الأوساط المائية و تطبيق<br />

إستراتيجيات المحافظة على نوعية الماء،‏ و تعبئته و وقايته من<br />

التلوث،‏ فتطبيقه يسمح بالوصول إلى النتيجة المتمثلة في تمويل<br />

71


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

برامج و مشاريع التموين بالمياه عن طريق عائدات المياه أي<br />

(vii)<br />

تمويل الماء عن طريق عائدات الماء ، و عليه يجب إدراج<br />

التسيير في إطار إستراتيجية تتمحور حول استمرارية تنمية<br />

قطاع المياه الذي عليه السعي نحو إيجاد التمويل الذاتي.‏<br />

فكلما كان الإفراط واللامبالاة في استعمال المياه كلما<br />

زادت درجة تلويث مصادرها وكلما كانت التكلفة باهظة،‏<br />

لذا كان لزاما على المواطن أن يرشد استهلاكه لهاته المادة<br />

النادرة و يغير عاداته الاستهلاكية خصوصا إذا ما قامت و<br />

شجعت اموعات المحلية و مصالح المياه هاته الخطوات و<br />

ذلك بالقيام إما بتخفيضات على نسب استهلاك المياه أو على<br />

(viii)<br />

شكل تقديم منح من خلالها يتم الاعتراف للمواطن<br />

عن حسن تصرفه هذا<br />

‏(وعيه)،‏ و من هنا يجب على المصالح<br />

المعنية اللجوء إلى طرق و أنظمة من شأا<br />

إعداد تسعيرة<br />

تعكس خصوصية الماء كمورد طبيعي نادر وتكون مخفضة<br />

بالنسبة للأفراد الأقل استهلاكا و تدمج الآثار الخارجية الناجمة<br />

(ix)<br />

عن استعمال المياه،‏ هذا السعر مكون من ثلاث مركبات :<br />

72<br />

-1<br />

تكاليف الإنتاج و المعالجة،‏ و النقل وكذا المصاريف<br />

الأخرى لخدمات المياه ؛<br />

2- ‏"الريع"‏<br />

يمثل تكلفة الفرصة البديلة،‏ أو بمعنى آخر الموارد<br />

النادرة لها قيمة إيجابية وسعر إيجابي حتى وإن كانت تكلفة<br />

الإنتاج معدومة مثل هذه القيمة الإيجابية-‏ الافتراضية-‏ للمياه<br />

في الموقع تسمى<br />

فئات المستعلين<br />

(x)<br />

‏"ريع الندرة"‏ ؛<br />

-3<br />

تكلفة الآثار الخارجية مثل أعباء مكافحة التلوث،‏ و<br />

التطهير،‏ و حماية الموارد المائية و كذا المحيط والبيئة.‏<br />

فسعر الماء يتم حسابه وفقا للتقييم الاقتصادي للمياه و<br />

المشاكل الاقتصادية الناتجة عن التلوث،‏ يتطلب وجود<br />

معلومات إحصائية و معلومات حول طبيعة المستهلكين،‏ و<br />

درجة التلوث و يكون حسب العلاقة التالية<br />

:<br />

Pij = [Cij + F<br />

(Cij) + Rij + Yij] / Qij<br />

: Pij<br />

للمستعمل<br />

سعر الماء المقتطع من المصدر<br />

‏(سطحية،‏ جوفية)‏<br />

i<br />

j ؛<br />

: Cij<br />

؛<br />

سعر تكلفة الماء المستخرج من المصدر<br />

j للمستعمل i<br />

: F (Cij)<br />

: Rij<br />

: Yij<br />

هامش الربح لاستغلال المصدر i من أجل<br />

الريع المتولد عن الاستعمال j لماء المصدر<br />

j ؛<br />

i ؛<br />

تكلفة الخسائر و الآثار الخارجية و التأثير البيئي المتولد<br />

عن الاستعمال j لماء المصدر<br />

.j لأجل i<br />

i ؛<br />

: Qij<br />

كمية الماء المقتطعة من المصدر<br />

و في الجزائر تم إقرار أسعار الماء بواسطة المرسوم التنفيذي<br />

رقم المؤرخ في الذي يحدد طرق<br />

التسعير بالنسبة للاستهلاك المترلي،‏ الصناعي و الفلاحي و كذا<br />

تصريف المياه،‏ و فيه تم حساب السعر وفقا للمناطق<br />

مناطق)‏ و حسب نوع المستهلك أصناف)‏ و حسب<br />

حجم الاستهلاك،‏ مثلما هو موضح في الجدول.‏<br />

10)<br />

16/<strong>05</strong>/98<br />

04)<br />

98/156<br />

الجدول رقم (02): التسعيرة المياه الصالحة للشرب و الصناعة لسنة 1998<br />

حجم الاستهلاك<br />

معامل المضاعفة<br />

الأسعار المطبقة<br />

3<br />

‏(دج/م (<br />

1- المنازل<br />

‎2‎‏-الإدارات العمومية<br />

3<br />

القسم الأول من 0 إلى 25 م ‏/ثلاثي<br />

القسم الثاني من<br />

3<br />

26 إلى 55 م ‏/ثلاثي<br />

3<br />

القسم الثالث من 56 إلى 82 م ‏/ثلاثي<br />

القسم الرابع<br />

قسم وحيد<br />

3<br />

أكثر من 82 م ‏/ثلاثي<br />

01<br />

3.25<br />

5.50<br />

6.50<br />

4.50<br />

3- الخدمات<br />

قسم وحيد<br />

5.50<br />

6.50<br />

x001 الوحدة الأساسية<br />

x3.25 الوحدة الأساسية<br />

x5.50 الوحدة الأساسية<br />

x6.50 الوحدة الأساسية<br />

x4.50 الوحدة الأساسية<br />

x5.50 الوحدة الأساسية<br />

x6.50 الوحدة الأساسية<br />

4- الصناعة و السياحة قسم وحيد<br />

المصدر:‏ الجزائر،‏ رئاسة الحكومة،‏ المرسوم التنفيذي رقم 156/98، المتعلق بتحديد كيفيات تسعيرة المياه المستعملة في المنازل<br />

والصناعة و الفلاحة و التطهير،‏ المؤرخ في 16 ماي 1998، العدد 31، ص 20.


__________________________________________________________ تسيير الموارد المائية مع الأخذ بالعامل البيئي – ص.‏ ص.‏ 81-69<br />

تشكل التسعيرة أيضا وسيلة لتسيير الطلب،‏ متمثلة في<br />

(xi)<br />

تشجيع المستهلك على اقتصاد الماء و عدم تبذيره ، هذه<br />

التسعيرة تتكون من:‏<br />

التسعيرة الأساسية:‏<br />

و تدعى<br />

‏"بالوحدة<br />

"، هي سعر المتر<br />

المكعب الواحد من الماء المستهلك في الفئة الأولى في القسم<br />

الأول من الاستهلاك عن كل ثلاثة أشهر تتراوح ما بين<br />

3.6<br />

دج إلى 4.5 دج للوحدة المناطق،‏ و سعر المتر المكعب الواحد<br />

المستهلك في الفئات و الأقسام الأخرى ناتج ضرب التسعيرة<br />

الأساسية بمعامل الضرب ‏(المضاعفة).‏<br />

إتاوة التسيير:‏<br />

و المحددة ب<br />

3.00<br />

دج دف إلى حشد<br />

الموارد المائية للسماح بتجديد و توسيع منشآت ماء الشرب و<br />

تحول مباشرة إلى الصندوق الوطني للمياه الصالحة للشرب.‏<br />

إتاوة التطهير:‏ لضمان تغطية تكاليف الصيانة و الاستغلال<br />

لأنظمة التطهير،‏ و يحدد سعر التطهير ب من مبلغ<br />

الفاتورة الخالي من الضريبة.‏<br />

الضريبة الثابتة للاشتراك<br />

%20<br />

: دف إلى تغطية تكاليف صيانة<br />

التوصيل والعداد.‏<br />

إتاوة ‏"اقتصاد المياه"‏ و ‏"حماية نوعية المياه":‏ بالنسبة لإتاوة<br />

‏"اقتصاد المياه"‏ محددة ب %04 من المبلغ الخارج عن الرسوم<br />

من فاتورة المياه الصالحة للشرب و الصناعة بالنسبة لولايات<br />

شمال البلاد،‏ في حين تقدر ب %02 من مبلغ الفاتورة الخالي<br />

من الرسوم وهذا بالنسبة لولايات<br />

الجنوب التالية:‏ ‏(الأغواط،‏<br />

غرداية،‏ الوادي،‏ ورقلة،‏ بسكرة،‏ أدرار،‏ بشار،‏ تندوف،‏<br />

إليزي)،‏ و تدفع إلى حساب الصندوق الوطني للتسيير المتكامل<br />

للموارد المائية.نفس الشيء بالنسبة لإتاوة ‏"المحافظة على نوعية<br />

الماء"‏ مع إتاوة ‏"اقتصاد المياه".‏<br />

الرسم على القيمة المضافة على الخدمات (TVA) على قيمة<br />

الضريبة الثابتة للاشتراك.‏<br />

رسم على القيمة المضافة على المياه من المبلغ الخارجي عن<br />

الرسوم على استهلاك المياه.‏<br />

هذا المبدأ يرمي إلى تحقيق سياسة شاملة ومتكاملة لحماية<br />

الماء و المحافظة عليه،‏ و قادرة على اكتشاف العناصر و العوامل<br />

المفسدة<br />

للمورد أو المهددة له،‏ ذلك أن مستويات التلوث<br />

المسجلة على الموارد المائية و تدهور نوعيتها في مختلف أرجاء<br />

التراب الوطني ستكون من العوامل المضاعفة لتكلفة إنتاج الماء<br />

إن لم تكن من العوامل المهددة لوجودها و المعيقة لتعبئتها،‏<br />

فتطبيق هذا المبدأ يتوقف على اتخاذ إجراءات مؤسساتية و<br />

(xii)<br />

مالية من أجل ضمان حماية المياه تتمثل في :<br />

سياسة للتكفل بالتطهير و تتضمن:‏<br />

-<br />

تعيين الهيئة الوصية على محطات التصفية مع التحديد<br />

الواضح لمسؤوليات المتعاملين في هذا الميدان<br />

ولائية،‏ مؤسسات التسيير....الخ)‏<br />

-<br />

‏(جماعات محلية،‏<br />

توفير الوسائل المالية اللازمة لتسيير محطات التطهير فيما<br />

يخص الشبكات و التسيير و استغلال المنشآت عن طريق<br />

تسعيرة ملائمة لمحطات التطهير.‏<br />

سياسة لحماية الماء:‏<br />

- إحداث إتاوة للتلوث بمقتضى فساد نوعية الماء تماثل إتاوة<br />

تحصيل الماء و اقتطاعه.‏<br />

- تطبيق مبدأ ‏"المستعمل والملوث يدفعان"‏ عن طريق إحداث<br />

آليات مالية مناسبة و عادلة،‏ و رسوم إضافية اتجاه الملوثين و<br />

كذا منح علاوات متعلقة بإزالة التلوث و عدم تبذير الماء.‏<br />

-II<br />

تسير ومراقبة وتيرة تدفق المياه بالمؤسسات:‏<br />

توجد علاقة وطيدة ما بين المياه والتطور الصناعي،‏ حيث<br />

يعتبر الماء عنصر أساسي بالنسبة لكل النشاطات الصناعية<br />

‏(الغسل و التدفئة النقل،‏ التصفية،‏ التصنيع...الخ)،‏ وباعتباره<br />

الوسيلة الفعالة والوحيدة المستعملة في عملية التخلص من<br />

النفايات الصناعية أثناء عملية الإنتاج،‏ لقد أجبرت البيئة<br />

الاجتماعية والاقتصادية المؤسسات على:‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تحديد ومعرفة مصادر و درجة التلوث.‏<br />

أخذ عينات بانتظام من المياه والقيام بالتحاليل الفورية.‏<br />

إنجاز أنظمة تنقية،‏ معدة أساسا للتلوث الصناعي.‏<br />

ترقية النظم التكنولوجية النظيفة وتخفيض نسبة استهلاك<br />

المياه،‏ بفضل إعادة يئة طرق تسيير المياه.‏ بالنسبة للمؤسسات<br />

‏(ذات الخطورة)‏<br />

بإرساء نظم المراقبة الصارمة.‏<br />

فإن مثل هكذا إجراءات قد تم اعتمادها<br />

في الكثير من الأحيان المؤسسات يجب أن تقوم بمعالجة<br />

المياه المستعملة،‏ لأن المياه تحتوي في الطبيعة على عدة عناصر<br />

منها:‏ أملاح معدنية،‏ بقايا ثنائية،‏ بكتيريا واليوم هناك عوامل<br />

73


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

وعناصر أخرى ملوثة منها المعادن العضوية،‏ هذا التدهور في<br />

وضعية المياه ألزم المؤسسات على اللجوء وبدون هوادة،‏ إلى<br />

انتهاج طرق المعالجة للمياه المستعملة وذلك بتخصيص<br />

أحواض خاصة أو تخصيص محطات تصفية.‏<br />

وفي كل الأحوال فإن المؤسسات الصناعية تتحمل حاليا<br />

تكاليف سحب العينات والمعالجة،‏ كما تتحمل أتاوى أخذ<br />

العينات الخاصة بقياس درجة التلوث والصرف الصحي في<br />

حالة ما إذا كانت مرتبطة بشبكة صرف صحي.‏<br />

تجدر الإشارة هنا بأن هاته الأعباء أخذت في الزيادة،‏ نظرا<br />

للصرامة القانونية المنتهجة في مجال البيئة والتلوث وكذا<br />

حساسية المستهلك والتي تفرض ميوله اتجاه المنتوج الأقل<br />

كلفة.‏<br />

إن اللجوء إلى التكنولوجيا النظيفة التي تعتبر أقل استهلاكا<br />

للطاقة و أقل تلوثيها للبيئة،‏ ليس مجرد اختيار عشوائي بل<br />

ضرورة يقتضيها التسيير العقلاني للموارد.‏ و العديد من<br />

المؤسسات الصناعية اعتمدت سياسة تسيير ناجحة و عقلانية<br />

وذلك باعتمادها تقنيات تحد من الاستهلاك للموارد المائية و<br />

من كميات صرفها في الطبيعة<br />

.<br />

هاته التقنيات والطرق الاستهلاكية،‏ تكون عادة محل<br />

متابعة وتحليل للاستعمال اليومي للمواد وتحديد الكميات<br />

المستهلكة،‏ من هنا يمكن استخلاص الطرق الصناعية الناجعة<br />

(xiii)<br />

لتحقيق الأهداف المرجوة بالنسبة لهاته المؤسسات .<br />

كما<br />

تحدد هاته الطرق الكمية القصوى المقبولة حسب المخططات،‏<br />

والمعدة لإنتاج وحدة منتوج معين ذو جودة محددة.‏<br />

تظهر أهمية المؤشر الدال على قلة الاستهلاك المادي أثناء<br />

التحليل الديناميكي أو أثناء عملية المقارنة ما بين المؤسسات،‏<br />

الدول ‏...الخ.‏ الجدول رقم يبين ويوضح مستوى<br />

الفعالية للاستعمال الطاقوي في العديد من الدول تقارن مع<br />

روسيا.‏<br />

∗<br />

-03-<br />

الدول<br />

اليابان<br />

ألمانيا<br />

بريطانيا<br />

كوريا الجنوبية<br />

أمريكا<br />

البرازيل<br />

الهند<br />

روسيا<br />

الجدول رقم (03): الفعالية في استعمال الطاقة<br />

الفعالية الطاقوية<br />

5.5<br />

عدد المرات مقارنة مع روسيا<br />

10.9<br />

6.8<br />

6<br />

4.1<br />

4.0<br />

3.2<br />

1.6<br />

1.0<br />

8.1<br />

10.0<br />

14.8<br />

15.2<br />

18.8<br />

38.0<br />

60.01<br />

source: Girusov E.V.et al. Ecology and Environemental and ressources<br />

économies, Moscow,1998,p167.<br />

•<br />

يجب قبل اعتماد هاته التقنيات،‏ الأخذ في الحسبان التطور<br />

العلمي والتقني المتوفر<br />

‏(الموجود)‏ -Meilleures<br />

(MTD) techniques disponibles-<br />

، مع ترجيح<br />

فكرة الاستغلال الأقصى للاحتياطات الداخلية للاقتصاد في<br />

استعمال الموارد مع تحقيق الجانب النوعي.‏<br />

إستراتيجية الاقتصاد في استغلال الموارد:‏<br />

إن إعداد إستراتيجية الاقتصاد الاستغلال في الموارد هي<br />

بالأساس من بين الأسئلة الأساسية للتسيير الإستراتيجي<br />

للمؤسسات،‏ لأن:‏<br />

الطاقة الاستيعابية القصوى والمادية للإنتاج هي في<br />

الأساس الوجه الثاني،‏ في حين أن الوجه الأول يكمن في<br />

النوعية.‏<br />

74


__________________________________________________________ تسيير الموارد المائية مع الأخذ بالعامل البيئي – ص.‏ ص.‏ 81-69<br />

•<br />

-<br />

-<br />

الاقتصاد في المواد ‏(الماء طبعا)‏ أصبح الشغل الشاغل<br />

والمتنافس عليه بالنسبة للمؤسسات و منتوجاا.‏<br />

إن إستراتيجية الاقتصادي في استعمال المواد يجب أن<br />

ترتكز على المبادئ التالية:‏<br />

تحسين الهياكل الخاصة بالموارد المستهلكة وذلك<br />

بتخفيض حصة الموارد النادرة والغير متجددة والغير مرسكلة؛<br />

الرفع من مستوى استعمال التكنولوجيا ‏(الاقتصادية)‏<br />

والمتعلقة بالمياه و الموارد الأخرى؛<br />

-<br />

المحاكاة؛<br />

-<br />

تطوير الطرق والآليات التحليلية وكذا طرق التنبؤ و<br />

حل المشاكل المتعلقة بالمياه وذلك بانتهاج سلوكيات<br />

وإدخال طرق ومفاهيم جديدة كالتخطيط والتنظيم والمراقبة<br />

النشطة.‏<br />

تحسين وترشيد طرق استعمال المياه بالمؤسسة،‏ يجب أن<br />

يكون بطرق وآليات مركبة ‏(شاملة)،‏ أي تسيير دورة<br />

استعمال المياه انطلاقا من أول مراحل انسيابه،‏ كما أن من بين<br />

الأسباب الأولى والأساسية المسببة للضياع والتلوث لهذه المادة<br />

الحيوية،‏ يرجع أساسا إلى مقاربات التسيير الجزئية لمراحل<br />

استعمال هاته المادة.‏<br />

إن دورة حياه المياه بالمؤسسة مشكلة من مراحل عدة ‏(تمر<br />

ا هاته المادة):‏ جلب المياه،‏ معالجتها وتوزيعها لأغراض عدة،‏<br />

جمع ومعالجة المياه المستعملة،‏ إعادة المياه المستعملة إلى محيط<br />

طبيعي ‏(أنظر الشكل رقم<br />

(-01-<br />

إن تحليل استعمال المياه يتم وفقا لمراحل دورة الحياة للمياه:‏<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

-8<br />

-9<br />

-10<br />

-11<br />

تسويق؛<br />

بحوث وتطوير؛<br />

شراء وتموين؛<br />

التحضير الإنتاجي؛<br />

إنتاج؛<br />

تجارب ومراقبة؛<br />

تغليف وتخزين؛<br />

بيع وتوزيع؛<br />

تركيب واستغلال؛<br />

خدمات ما بعد البيع؛<br />

تحويل ‏(رسكلة)‏ وصرف.‏<br />

الشكل رقم (01): دورة حياة المياه بالمؤسسة<br />

جلب مياه<br />

دخول<br />

مياه<br />

خروج<br />

منتوجات<br />

إنتاج و فعالية<br />

توزيع<br />

استعمال لأغراض متعددة<br />

طاقة<br />

يد عاملة<br />

رؤوس أموال<br />

و موارد أخرى<br />

بقايا<br />

جمع و معالجة<br />

مياه مستعملة<br />

محيط طبيعي<br />

مستقبل لهاته المياه<br />

تحويل و صرف<br />

نظام الإنتاج<br />

75


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

من خلال الإحصائيات الأمريكية،‏ فإن الخسائر الناجمة<br />

على نوعية القرارات السيئة المتخذة في مجال التسيير في المراحل<br />

الأولى لاستعمال المياه،‏ هاته الخسائر قدرت حسب هاته<br />

الإحصائيات بحوالي:‏<br />

100:1000 ، 1.10<br />

دولار،‏ أين<br />

الدولار الواحد يقتصد:‏ ما يقدر ب‎10‎ دولارات خسارة<br />

أثناء مراحل الاستعمال الفعلي،‏ وكذا<br />

وحتى<br />

100<br />

1000<br />

أثناء الإنتاج<br />

دولار عند الاستغلال وهذا بسبب خطأ في<br />

التصنيع والتصميم.‏<br />

إن تحليل دورة حياة المنتوج-‏ -L’analyse du<br />

cycle e vie du prouit<br />

LCA ‏(الإنجليزية<br />

(ACV<br />

أو<br />

والتي تعتمد أساسا على تقويم الآثار المترتبة على<br />

المحيط والبيئة،‏ من خلال نظام يضم مجموع النشاطات الثانوية<br />

لمنتوج ما أو خدمة ما،‏ وهذا ابتدءا من استخراج المواد الأولية<br />

إلى غاية حذف البقايا وهذا مرورا بالاستعمال ويسمى هذا<br />

التقويم أيضا ب<br />

(xiv)<br />

. (<strong>El</strong>obilan)<br />

إن الاقتصاد في المياه بالمؤسسة يخضع في الأساس إلى عدة<br />

عوامل منها:‏<br />

التقنيات النظامية،‏ العضوية والاقتصادية<br />

.(-<br />

‏(أنظر<br />

الشكل رقم-‏‎02‎<br />

إن الاقتصاد في الموارد هي من بين العوامل الأساسية<br />

المساهمة في رفع مستوى التنافسية للمنتوج حيث هناك علاقة<br />

وثيقة بين نوعية المنتوج ودرجة مقاومته طيلة مدة استعماله.‏<br />

الشكل رقم<br />

:(02)<br />

عوامل اقتصاد المياه في المؤسسة<br />

عوامل اقتصاد المياه بالمؤسسة<br />

التقنية<br />

التنظيمية<br />

اجتماعية - اقتصادية<br />

استعمالا التكنولوجيا الغير مستهلكة للمياه<br />

النظيفة<br />

تحسين التنظيم المحاسبي في ما يخص المياه<br />

تحليل الإمكانية المتاحة في طرق الاقتصاد ذو<br />

المستوى<br />

تحسن نوعية الموارد المتصلة مع ضمان<br />

النظافة المسبقة<br />

اقتصار دورة المياه إنطلاقا من عملية أخذ و<br />

جلب المياه إلى غاية طرح هاته المياه<br />

تطبيق طرق ‏(تسيير المياه)‏ علمية و مدروسة<br />

حسب المواصفات التجارية العالمية<br />

تطوير القاعدة التقنية انطلاقا من النقل إلى<br />

التخزين للمياه<br />

تحسين كيفية التنظيم العملي من أجل حسن<br />

الاستثمار في مجال اقتصاد الموارد المائية<br />

تطوير<br />

بالمياه<br />

المعطيات التقنية للأشغال الخاصة<br />

تكثيف الاتصال حول مواضع الخاصة بالمياه و<br />

تحسين التجميع حول طرق و كيفية اقتصاد<br />

إيجاد و وضع قيم لاستعمال و اقتصاد المياه<br />

إنشاء قاعدة تجارب من أجل استغلال<br />

نموذجي للمياه<br />

المياه<br />

تنظيم عملية رسكلة المياه و تسيير المياه على<br />

صيانة المنشآت الخاصة بالمياه<br />

مستوى أعلى أي أفقي<br />

العلاقة النظرية ما بين نوعية المنتوج ومجموع الأعباء المترتبة عن دورة حياة المنتوج معطاة وفق الشكل الموالي.‏<br />

76


__________________________________________________________ تسيير الموارد المائية مع الأخذ بالعامل البيئي – ص.‏ ص.‏ 81-69<br />

P1<br />

P 0<br />

نوعية المنتوج<br />

الشكل رقم (03): مجمل نفقات دورة حياة المنتوج<br />

مجموع النفقات المتعلقة<br />

بدورة حياة المنتوج<br />

X<br />

X<br />

X<br />

X<br />

X<br />

A<br />

X<br />

//<br />

X<br />

X<br />

X<br />

A 0 /<br />

A<br />

Q 0<br />

/<br />

Q<br />

X<br />

X<br />

X<br />

2 O<br />

1<br />

من الشكل نلاحظ مدى الفارق النظري بين النوعية Q 0 إلى<br />

والأعباء العامة للدورة الخاصة بالمنتوج.‏ إن التحليل المتعلق<br />

بالشكل رقم‎03‎ يسمح لنا بالقول بأنه بعد بعض المستويات<br />

من النوعية ‏(الأمثلية،‏ نقطة<br />

(O على المنحنى A 0<br />

لكل وحدة<br />

نوعية إضافية إلى الأعباء ينتج عليها ارتفاع جيومتري ‏(من<br />

(1) المنحنى<br />

/<br />

Q) وهي معطاة مع نفس الأعباء ) 0 P) مرورا على<br />

والمتعلق باقتصاد المياه.‏<br />

إن الإستراتيجية الاقتصادية الخاصة بالموارد تحدد حسب<br />

– ‏"النوعية المصفوفة<br />

نوضحها في الشكل الموالي.‏<br />

الاستهلاك المادي"‏<br />

للمنتوج والتي<br />

الجدول رقم(‏‎04‎‏):‏ المصفوفة<br />

دنيا ‏(سيئة)‏<br />

"<br />

النوعية<br />

نوعية دنيا<br />

‏(سيئة)‏<br />

نوعية عالية<br />

1- منتوج ذو نوعية سيئة ورديئة لكن بسعر منخفض<br />

النوعية-‏ الاستهلاك المادي"‏ للمنتوج<br />

عالية الجودة<br />

-2<br />

منتوج ذو نوعية و بسعر منخفض<br />

‏(فعالية)‏<br />

4- منتوج ذو نوعية رديئة لكن بسعر مرتفع ‏(عديم الفعالية)‏ 3- منتوج ذو نوعية و بسعر مرتفع<br />

بعد تحديد القطاع أين يستقر المنتوج حسب نوعيته و<br />

مطابقته المادية،‏ نستطيع مبدئيا تحديد التوجه الاستراتيجي<br />

الخاص بتطوير المنتوج،‏ أنظر الشكل.‏<br />

النوعية<br />

نوعية دنيا و سيئة<br />

نوعية عالية<br />

الجدول رقم (<strong>05</strong>): إستراتيجية تطوير المنتوج وفقا لنوعيته و استهلاكه المادي<br />

عالية الجودة<br />

دنيا ‏(سيئة)‏<br />

2- توسيع مجال تسويق المنتوج<br />

1- تحسين نوعية المنتوج<br />

4- المرور إلى نموذج آخر للمنتوج ‎3‎‏-تخفيض درجة الاستهلاك المادي للمنتوج<br />

‏(الاقتصاد في الموارد)‏<br />

77


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

إن إستراتيجية الاقتصاد للموارد للمؤسسة يمكن أن تكون<br />

على سبيل المثال كما يلي:‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تبسيط مبادئ تشغيل المنتوج على أساس التحليل<br />

الخاص بقيم التشغيل؛<br />

توحيد مركبات المنتوج؛<br />

تحسين الإنتاجية ومراحل الإنتاج؛<br />

التطوير الهيكلي التنظيمي والتقني للإنتاج؛<br />

إعادة صرف الإنتاج بدون تغيير تركيبة المنتوج اتجاه<br />

المناطق أين تتواجد الموارد.‏<br />

إحداث عوامل اقتصادية في استعمال<br />

للموارد(الشكل رقم<br />

(-02-<br />

-III<br />

التقويم الاقتصادي لمشاريع معالجة المياه<br />

المستعملة صناعيا:‏<br />

إن الأسباب الأساسية لتلوث الموارد المائية،‏ يعود إلى<br />

طرح المياه المستعملة في القطاع الصناعي دون اللجوء إلى<br />

عملية الرسكلة والتصفية والتطهير أثناء ممارسة المؤسسات<br />

لنشاطها<br />

إضافة إلى اال الصناعي هناك أيضا عوامل مسببة<br />

لظاهرة التلوث المائي من بينها:‏ سقي الحقول والمزارع<br />

الخاصة بالتربية الحيوانية،‏ وكذا رمى الفضلات الخاصة<br />

بالتجمعات الحضرية.‏<br />

إن نظام استعمال الماء في الصناعة،‏ يجب أن يخضع إلى<br />

مبدأين و شطرين أساسيين يتلخصان في احترام عامل<br />

التكلفة والنوعية والكمية:‏<br />

-1<br />

-2<br />

التزويد الدائم للمؤسسة بالمياه؛<br />

الحفاظ على المحيط والبيئة.‏<br />

من الصعب عادة أن تتقيد المؤسسات بنظم موحدة<br />

خاصة بطرق وتجهيزات معالجة المياه،حيث أن طرق<br />

المعالجة يتم اختيارها عادة وفقا لعدة عوامل أثناء دراسة<br />

المشروع ‏(الشكل رقم 08)، حيث يتم في هاته المرحلة<br />

المقارنة بين جميع الطرق المتاحة من حيث:‏ مستوى تصفية<br />

وتطهير المياه،‏ طاقة وكمية المياه المعالجة،‏ وكذا النظر إلى<br />

مردودية الأنظمة المنتهجة وقيمة النتائج الاقتصادية<br />

للمشروع.‏<br />

.<br />

04: الشكل رقم<br />

العوامل التي تميز(تكون)‏ طرق معالجة المياه<br />

موارد مستعملة للمعالجة ‏(تجهيزات،‏<br />

مستخرجات،‏ يد العاملة،‏ مياه...الخ<br />

(<br />

مياه مستعملة،‏ شحوم،‏ حوامض<br />

مواد عضوية،‏ أملاح<br />

تجهيزات<br />

تأثير على المجريات الإنتاجية<br />

‏(إنتاجية،‏ نوعية،‏ تكلفة،‏ حدة)‏<br />

مياه خام،‏ درجة تركيز المواد،‏<br />

مواد هيدروكربونية،‏ شحوم،‏<br />

مواد عضوية...الخ<br />

78


__________________________________________________________ تسيير الموارد المائية مع الأخذ بالعامل البيئي – ص.‏ ص.‏ 81-69<br />

-<br />

النتيجة الاقتصادية لمشاريع معالجة المياه<br />

) EU ،(R مساوية<br />

لتقديرات الخسائر المتعلقة بالبيئة والحاصلة بسبب هاته<br />

العمليات<br />

) EV D)، والإضافة في المداخيل الحاصلة بسبب<br />

تحسين الإنتاج والمبيعات للمؤسسة<br />

التالية:‏<br />

أي:‏<br />

حسب ) PZ (∆<br />

R E4 = D EV +∆ PZ<br />

∆ PZ =<br />

Q (1) i Z i - Q (0) i Z i<br />

:Q (0) i<br />

العبارة<br />

كمية المنتوج من النوع أو النوعية i المحصل عليها قبل<br />

انجاز القياسات للمشروع؛<br />

:Z i<br />

:Q (1) i<br />

المقدرة؛<br />

سعر التكلفة للوحدة من المنتوج i؛<br />

نفس الشيء بالنسبة ل<br />

الخسائر البيئية<br />

،Q (0) i<br />

(D EV )<br />

بعد انجاز القياسات<br />

بسبب طرح الفضلات في مجاري<br />

المياه،‏ و تقدر مع الأخذ في الحسبان مجاري المياه،‏ ودرجة<br />

الطرح ودرجة التسمم لهاته الفضلات.‏<br />

-IV نظام التسيير البيئي-‏ أداة لتسيير المياه في المؤسسات:‏<br />

إن السعر الحقيقي لمعالجة المياه في ازدياد متواصل،‏ حيث أن<br />

الاستعمال المفرط والغير عقلاني للمياه يكلف المؤسسة أموالا<br />

باهظة،‏ لذا يجب أن نقتصد في استهلاكها<br />

لاستعمالها مرة أخرى بعد إخضاعها للتصفية.‏<br />

ومعالجتها<br />

إن المقاربات الفعالة في تسيير المياه هي التي تأخذ بالاعتبار<br />

ديمومة هذا العنصر الحيوي لحياة الأفراد في الوقت الحالي،‏<br />

وكذا ضمانه لصالح الأجيال القادمة.‏<br />

يلزم دمج فكرة أكثر شمولا تتمثل في:‏<br />

) للمياه<br />

فالتسيير المستدام للماء<br />

نظام التسيير البيئي<br />

système<br />

management<br />

،(environnemental SME هو جزء من النظام<br />

التسييري للمياه،‏ ويعني:‏<br />

التنظيم الهيكلي،‏ المسؤوليات،‏<br />

(xv)<br />

المراحل،‏ الإجراءات،‏ الموارد الضرورية لتطبيق سياسة بيئية .<br />

إن إدخال نظام التسيير البيئي للمياه لا يضمن تلبية<br />

حاجيات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،‏ وخصوصا بعد<br />

دخول الشركات الأجنبية بما فيها المؤسسات الصغيرة و<br />

(xvi)<br />

المتوسطة مع الأخذ في الحسبان الجانب البيئي .<br />

إن الحوافز المشتركة لنظام التسيير البيئي للمياه)‏ والفعالة<br />

هي في الأساس:‏<br />

تحسين العلاقات مع المتعاملين ‏(الهيئات العمومية<br />

والمراقبين....)؛<br />

-<br />

-<br />

تحسين صورة المؤسسة وقيمة أسهمها؛<br />

تطابق مع معطيات المستثمرين،‏ شركات التامين وكذا<br />

شروط ومتطلبات الزبائن؛<br />

-<br />

-<br />

التحكم في التكاليف والاقتصاد في الموارد والطاقة؛<br />

البيئي؛<br />

-<br />

تقليل درجة الخطر،‏ تقليص الفضلات المسببة للتلوث<br />

سهولة الحصول على الرخص،‏ الإجازات،‏ التعاقدات<br />

المتعلقة بالنشاط الاقتصادي.‏<br />

مع العولمة و اتساع التبادل التجاري،‏ ظهرت ضرورة<br />

توحيد المفاهيم بالتساؤلات المتعلقة بالمحيط والبيئة والتي لا<br />

تشكل عراقيل تجارية تجاه المتعاملين.‏ وكإجابة لهاته المتطلبات<br />

ظهر ما يسمى بجملة المعطيات والمواصفات<br />

(ISO14000)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

والصادرة سنة 1996، والتي وفقا لها إنشاء نظام التسيير<br />

البيئي للمياه يرتكز على شروط أولية تتلخص في:‏<br />

تحديد السياسة البيئية للمؤسسة؛<br />

تعريف وتحليل الآثار البيئية الناتجة؛<br />

تعهد باحترام النصوص القانونية الخاصة بالبيئة و سلك<br />

طرق تسيير تضمن وتكفل ذلك؛<br />

-<br />

-<br />

تحديد الهدف من أجل تحسين البرامج البيئية؛<br />

السهر على التطبيق الصارم والدائم لكل الإجراءات المتعلقة<br />

بالبيئة؛<br />

خلق أداة اتصال بيئية؛<br />

-<br />

التحكم في الحالات المستعجلة للتعامل مع الأخطار البيئية.‏<br />

إن التطبيق الصحيح لهاته الشروط من طرف المؤسسة<br />

تكون له بدون شك نتائج ملموسة على مستوى التسيير<br />

البيئي.‏<br />

و عليه فإن المواصفة<br />

( ISO14000)<br />

فرصة تسيير مرجعي يسمح بإنشاء ما يسمى<br />

البيئي للمياه<br />

تمنح للمؤسسة<br />

"<br />

"<br />

نظام التسيير<br />

و الذي يمكن في النهاية من الحصول على<br />

مصادقة و موافقة من الهيئة المخولة قانونيا.‏<br />

79


في"‏<br />

مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

:<br />

قائمة المراجع و الإحالات:‏<br />

الس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي،‏ لجنة التهيئة العمرانية و البيئة،‏ ‏"حول الماء في الجزائر<br />

من أكبر رهانات المستقبل"،‏ الدورة العامة الخامسة<br />

2 .secretariat d’etat chargé de l’environnement, action21,Alger,1997,p03.<br />

-<br />

1<br />

.<br />

عشر،‏ ماي 2000، ص‎09‎‏.‏<br />

- loc.cit .<br />

4 . Mohamed Hamza BENGRINA, "Les Problème de l'utilisation de l'eau en Algerie, avec la prise en<br />

compte du facteur écologique", Thèse doctorat, Institut de l'économie nationale. G.V.P le khanov,<br />

moscou, 1991, p 06.<br />

5 . Chedli FEZZANI, Les Ressources en eau des pays de l'Observatoire du Sahara et de Sahel,<br />

septembre 2001 op.cit, p69.<br />

6 . F.Nunes Correia, la gestion des ressources hydrologiques et des eaux useés en Méditerranée :<br />

stratégies de la gestion des eaux dans le bassin méditerranéen. Actes de la conférence de<br />

Ministérielle, vol 02, Alger 1990, p113.<br />

7 . Mohamed Hamza BENGRINA, op.cit, p <strong>05</strong>.<br />

8 . Atelier du RIOB: la participation des usagers a la gestion et au financment des organismes<br />

de bassin, Paris, unesco, 20 Mars 1998, p20.<br />

9 . Ibid, p 07.<br />

.54<br />

10<br />

. فراكلين فيشر و حسين عسكري ، " الإدارة المثلى للمياه في الشرق الأوسط"،‏<br />

" مجلة التمويل والتنمية،‏ سبتمبر‎2001‎ ص،‏<br />

11 . Mustapha BABA AHMED," Problématique de la Subvention de l'eau", "in" revue mensuelle<br />

stratigica business and finance, n 03 décembre 2004, p41.<br />

:<br />

13 .- Fathutdiov R.A, straégie managment, Moscou,1999,p293.<br />

12<br />

. وزارة التجهيز و التهيئة العمرانية،‏ ‏"الجزائر غدا " ) الجزائر<br />

ديوان المطبوعات الجامعية،‏ 1995)، ص‎125‎‏.‏<br />

14 . paolo Baracchini, guid a la mise en place du management environnemental en entreprise<br />

selo ISO 14001,Lausanne,2001,p 08.<br />

15 . Paul de Backer, le management,02 édition, Paris, 1998,p 04.<br />

16 . paolo Baracchini, opcit, p12.<br />

3<br />

80


__________________________________________________________ تسيير الموارد المائية مع الأخذ بالعامل البيئي – ص.‏ ص.‏ 81-69<br />

ii<br />

من بين هاته الطرق ‏(إنجاز السدود،‏ حفر الآبار،‏ تحلية مياه البحر،‏ استيراد المياه،‏ اللجوء إلى طرق تقنين حصص المياه في المدن الكبرى).‏<br />

.- نلاحظ مثال مدينة الجزائر و ضواحيها،‏ حيث %70 من الأمطار مابين سنتي 1913 و‎1938‎ هي عبارة عن تدفقات.‏<br />

- الس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي،‏ لجنة التهيئة العمرانية و البيئة،‏ ‏"حول الماء في الجزائر : من أكبر رهانات المستقبل"،‏ الدورة العامة الخامسة عشر،‏ ماي 2000، ص‎09‎‏.‏<br />

* *<br />

* . - القانون رقم 03-83 الموافق ل‎<strong>05</strong>‎ فيفري 1983 المتعلق بحماية البيئة.‏<br />

- القانون رقم‎17-83‎ المؤرخ في 16 جويلية 1983 الشامل لقانون المياه و المكمل للمرسوم رقم 13-96 الموافق ل 15 جوان 1996.<br />

- القانون رقم‎08-90‎ و القانون رقم‎09-90‎ الموافق ل أفريل 1990، و المتعلق بالبلديات و الولايات و إمكانيتها في تسيير الخدمة العمومية للمياه.‏<br />

.secretariat d’etat chargé de l’environnement, action21,Alger,1997,p03.<br />

- قانون المالية سنة 1992 المتعلق بإنشاء ضريبة على الأنشطة الملوثة و المضرة بالبيئة.‏<br />

- قانون المالية سنة 1996 المتعلق بإنشاء " إتاوة اقتصاد المياه"‏ و " نوعية المياه".‏<br />

∗<br />

.<br />

*<br />

*<br />

i<br />

.<br />

و توجد مراسيم أخرى.‏<br />

- loc.cit .<br />

iv . Mohamed Hamza BENGRINA, "Les Problème de l'utilisation de l'eau en Algerie, avec la prise en compte du facteur<br />

écologique", Thèse doctorat, Institut de l'économie nationale. G.V.P le khanov, moscou, 1991, p 06.<br />

v . Chedli FEZZANI, Les Ressources en eau des pays de l'Observatoire du Sahara et de Sahel, septembre 2001<br />

op.cit, p69.<br />

∗<br />

:<br />

.<br />

التي یغمرها مجرى الماء وروافده بكيفية تجعل آل سيلان ینشأ داخل هذه المساحة یتبع مجراه حتى نهایته.‏<br />

vi . F.Nunes Correia, la gestion des ressources hydrologiques et des eaux useés en Méditerranée : stratégies de la<br />

gestion des eaux dans le bassin méditerranéen. Actes de la conférence de Ministérielle, vol 02, Alger 1990, p113.<br />

*<br />

.<br />

تعرف المادة 02 من الفصل الأول من المرسوم التنفيذي رقم 100/96 المؤرخ في 1996/03/06 الحوض الهيدروغرافي على أنه<br />

المساحة الأرضية<br />

‏-مثال حالة المدن والمصانع التي لا تتحمل النفقات المفروضة على المستعملين للمياه.......‏ و لا تتحمل قيمة مختلف الاستعمالات،‏ أو مختلف<br />

الاقتطاعات،‏ أو إعادة صرفه من طرف الآخرین.‏<br />

vii . Mohamed Hamza BENGRINA, op.cit, p <strong>05</strong>.<br />

viii . Atelier du RIOB: la participation des usagers a la gestion et au financment des organismes de bassin, Paris,<br />

unesco, 20 Mars 1998, p20.<br />

، ص‎54‎‏.‏<br />

ix " . Ibid, p 07.<br />

x<br />

.<br />

xi . Mustapha BABA AHMED," Problématique de la Subvention de l'eau", "in" revue mensuelle stratigica business and<br />

فراآلين فيشر و حسين عسكري ،<br />

الإدارة المثلى للمياه في الشرق الأوسط"،‏<br />

xii<br />

. وزارة التجهيز و التهيئة العمرانية،‏ ‏"الجزائر غدا " ) الجزائر :<br />

يف"‏<br />

" مجلة التمويل والتنمية،‏ سبتمبر‎2001‎<br />

finance, n 03 décembre 2004, p41.<br />

دیوان المطبوعات الجامعية،‏ 1995)، ص‎125‎‏.‏<br />

xiii .- Fathutdiov R.A, straégie managment, Moscou,1999,p293.<br />

iii<br />

.<br />

V E = E P /P آما یلي:‏ ،(P) مع سعر الماء ،(E P )<br />

xiv . paolo Baracchini, guid a la mise en place du management environnemental en entreprise selo ISO<br />

إن مؤشر قلة استهلاك الماء المستعمل في الإنتاج ) E V)، هي مؤشر لقياس فعالية استعمال الماء،‏ و الذي یحسب وفق العلاقة بين حجم الماء المستعمل في<br />

الإنتاج<br />

14001,Lausanne,2001,p 08.<br />

xv . Paul de Backer, le management,02 édition, Paris, 1998,p 04.<br />

xvi . paolo Baracchini, opcit, p12.<br />

∗<br />

81


93<br />

83<br />

2002 1990<br />

2002<br />

1990<br />

6<br />

1990<br />

1<br />

2002<br />

2002<br />

1990<br />

153<br />

1<br />

2002<br />

410<br />

44<br />

6<br />

15.1<br />

1<br />

6<br />

729 1990<br />

4.8<br />

178<br />

1<br />

Cat6=44.236*t+100.04 ; R 2 =0.9316…..1<br />

65<br />

15<br />

5<br />

0.18<br />

2001<br />

2<br />

10<br />

2<br />

43<br />

1<br />

6<br />

44.24<br />

5<br />

6<br />

0.9<br />

47<br />

1990<br />

55<br />

2002<br />

Cat5=0.59*t 2 +7.45*t +49.43 ; R 2 =0.6869…..2<br />

12<br />

3<br />

2001<br />

76<br />

15<br />

62<br />

0.9<br />

0.06<br />

4<br />

3<br />

1<br />

5<br />

1.18*t + 7.45<br />

2002 58<br />

4<br />

1990<br />

63


2007 <strong>05</strong><br />

Cat4 = -0.1256*t 3 + 1.9414*t 2 - 4.9919*t + 69.091 ; R 2 = 0.8268…..3<br />

4<br />

0.8<br />

13<br />

4<br />

2001<br />

90<br />

14<br />

0.97<br />

4<br />

1990<br />

87<br />

67<br />

4<br />

- 0.377*t 2 + 3.883*t - 4.992<br />

1<br />

3<br />

2002 69<br />

Cat3 = -0.0256*t 4 + 0.5506*t 3 - 3.6657*t 2 + 9.3315*t + 80.51 ; R 2 = 0.6585…..4<br />

27<br />

25<br />

1.2<br />

7<br />

3.03<br />

2<br />

5<br />

5<br />

17<br />

3<br />

- 0.102*t 3 + 1.652*t 2 - 7.331*t + 9.332<br />

1<br />

2<br />

2002 20 1990<br />

Cat2 = -0.<strong>05</strong>42*t 3 + 0.722*t 2 - 0.1439*t + 16.811 ; R 2 = 0.8828…..5<br />

2<br />

6<br />

2002<br />

8<br />

12 1990<br />

2.4<br />

29<br />

8.17<br />

2<br />

– 0.163*t 2 + 1.444*t – 0.144<br />

5<br />

1<br />

1<br />

Cat1 = 0.6209*t + 4.0385 ; R 2 = 0.9601…..6<br />

7<br />

676<br />

26<br />

8.<strong>05</strong><br />

177<br />

1<br />

0.621<br />

1<br />

7<br />

1990<br />

2.5<br />

380<br />

2002<br />

935<br />

84


93<br />

83<br />

2002 1990<br />

Cat = 45.11*t + 360.38 ; R 2 = 0.9842…..7<br />

2 3<br />

6<br />

17119<br />

2002 47485<br />

22949 2.8<br />

44<br />

10014<br />

9.62<br />

1990<br />

45.11<br />

2002<br />

2<br />

1990<br />

Y = 410.52*t 2 – 3668.9*t + 22768 ; R 2 = 0.9338…..8<br />

1990<br />

2<br />

2534<br />

2002<br />

2691<br />

5<br />

2033<br />

0.8<br />

821.04*t – 3668.9<br />

8<br />

6<br />

14<br />

371<br />

0.55<br />

y = -1.1125*t 4 + 27.18*t 3 – 218.13*t 2 + 673.62*t + 2044.7 ; R 2 = 0.5873…..9<br />

1990<br />

2<br />

6151<br />

2002<br />

4<br />

3338<br />

9<br />

5<br />

5558<br />

28<br />

0.5<br />

1543<br />

- 4.45*t 3 + 81.54*t 2 – 436.3*t + 673.6<br />

0.28<br />

y = 2.5577*t 4 - 93.403*t 3 + 1<strong>05</strong>2.9*t 2 - 39<strong>05</strong>.5*t + 8494.8 ; R 2 = 0.7271…..10<br />

2002 11717<br />

24197 0.5<br />

22<br />

5317<br />

3.29<br />

1990<br />

10<br />

4<br />

10.23*t 3 – 280.21*t 2 + 21<strong>05</strong>.8*t – 39<strong>05</strong>.5<br />

2 3<br />

21715


2007 <strong>05</strong><br />

y = -64.769*t 3 + 1061.2*t 2 – 3984.4*t + 26490 ; R 2 = 0.82<strong>05</strong>…..11<br />

1990<br />

2<br />

3535<br />

2002<br />

4867<br />

23<br />

2<br />

2975<br />

0.8<br />

1130<br />

2.17<br />

11<br />

– 194.31*t 2 + 2122.4*t – 3984.4<br />

3<br />

y = -4.823*t 4 + 133.01*t 3 – 1236*t 2 + 4295.6*t + 1<strong>05</strong>9.3 ; R 2 = 0.6174…..12<br />

1990<br />

2<br />

2758<br />

2002<br />

4692<br />

29<br />

1<br />

6000<br />

2.2<br />

1344<br />

9.25<br />

12<br />

- 19.29*t 3 + 399.03*t 2 - 2472*t – 4295.6<br />

2<br />

y = -1.85<strong>05</strong>*t 3 + 2.4989*t 2 + 576.14*t + 1680.9 ; R 2 = 0.8451…..13<br />

13<br />

8169<br />

2.69<br />

y = 2015.5*t + 50769 ; R 2 = 0.9233…..14<br />

13<br />

1<br />

14<br />

2015.5<br />

– 5.552*t 2 + 4.998*t + 576.14<br />

53812<br />

2002 73548 1990<br />

64877 1.4<br />

y = 2015.5*t + 50769 ; R 2 = 0.9233…..14<br />

1393<br />

2002<br />

23<br />

1097<br />

1.1<br />

325<br />

3.19<br />

1991<br />

3<br />

1006<br />

3<br />

86


93<br />

83<br />

2002 1990<br />

y = -0.5372*t 4 + 10.612*t 3 - 71.572*t2 + 268.74*t + 860.23 ; R 2 = 0.5216…..15<br />

3 3<br />

3696<br />

2002<br />

5087<br />

33<br />

6504<br />

1.8<br />

1700<br />

6.81<br />

1991<br />

2<br />

15<br />

- 2.15*t 3 + 31.84*t 2 – 142.14*t + 268.74<br />

y = -5.5773*t 4 + 129.36*t 3 - 918.55*t 2 + 2388.9*t + 1944.9 ; R 2 = 0.8699…..16<br />

3<br />

5026<br />

2002<br />

7242<br />

23<br />

3<br />

7197 1991<br />

1.4<br />

1659<br />

4.<strong>05</strong><br />

16<br />

- 16.73*t 3 + 388.08*t 2 – 1837.1*t + 1944.9<br />

y = -18.401*t 3 + 282.49*t 2 - 603.98*t + 5196 ; R 2 = 0.9491…..17<br />

3<br />

18972<br />

2002<br />

21445<br />

11<br />

23624<br />

1.2<br />

2340<br />

2.1<br />

4<br />

1991<br />

17<br />

- 55.2*t 2 + 564.98*t + 603.98<br />

y = 9.8671*t 2 + 451.62*t + 17975 ; R 2 = 0.8008…..18<br />

3<br />

26286<br />

2002<br />

30716<br />

9<br />

35126<br />

1.3<br />

2769<br />

2.7<br />

5<br />

1991<br />

18<br />

19.73*t + 451.62<br />

y = 756.35*t + 25799 ; R 2 = 0.9701…..19<br />

756.35<br />

19


2007 <strong>05</strong><br />

2002<br />

1990<br />

8<br />

54986<br />

2002<br />

65883<br />

12<br />

3<br />

73548<br />

1.3<br />

7921<br />

925<br />

y = 2088.1*t + 52310 ; R 2 = 0.9035…..20<br />

6<br />

1991<br />

8<br />

44<br />

1<br />

44<br />

2088.1<br />

20<br />

247.7<br />

24.1<br />

1990<br />

2002<br />

149<br />

185.7<br />

y = -0.1399*t 4 + 3.2719*t 3 - 24.274*t 2 + 69.575*t + 92.194 ; R 2 = 0.5467…..44<br />

45<br />

44<br />

194.7<br />

39<br />

1998<br />

1990<br />

113.2<br />

- 0.5596*t 3 + 9.8157*t 2 - 48.548*t +69.575<br />

2<br />

45<br />

8<br />

y = 0.0682*t 4 - 1.4159*t 3 + 10.497*t 2 - 46.62*t - 3.104 ; R 2 = 0.7092…..45<br />

0.273*t 3 – 4.248*t 2 + 20.994*t – 46.62<br />

88


93<br />

83<br />

2002 1990<br />

3<br />

6<br />

1<br />

3،4،5<br />

1،2<br />

1،5،6<br />

2،3،4<br />

2<br />

6<br />

1،2،3،5<br />

4،6


2007 <strong>05</strong><br />

6<br />

1<br />

1<br />

www.ons.dz 26/08/2003<br />

4<br />

3<br />

5<br />

2<br />

100<br />

80<br />

60<br />

40<br />

20<br />

0<br />

1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002<br />

4°catégorie(**)<br />

Polynomial (4°catégorie(**))<br />

2<br />

5<br />

3<br />

4<br />

40<br />

30<br />

20<br />

10<br />

0<br />

1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002<br />

120<br />

100<br />

80<br />

60<br />

40<br />

20<br />

0<br />

1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002<br />

2°catégorie(****)<br />

Polynomial (2°catégorie(****))<br />

3°catégorie(***)<br />

Polynomial (3°catégorie(***))<br />

7<br />

1<br />

6<br />

1000<br />

800<br />

600<br />

400<br />

200<br />

0<br />

1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002<br />

14<br />

12<br />

10<br />

8<br />

6<br />

4<br />

2<br />

0<br />

1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001 2002<br />

Check Total<br />

Linéaire (Check Total)<br />

1°catégorie(*****)<br />

Linéaire (1°catégorie(*****))<br />

1<br />

90


93<br />

83<br />

2002 1990<br />

6<br />

8<br />

2<br />

26/08/2003 www.ons.dz<br />

4<br />

10<br />

5<br />

9<br />

2<br />

12<br />

3<br />

11<br />

14<br />

1<br />

13<br />

2


2007 <strong>05</strong><br />

15<br />

3<br />

26/08/2003 www.ons.dz<br />

17<br />

16<br />

19<br />

18<br />

20<br />

3<br />

92


93<br />

83<br />

2002 1990<br />

4<br />

-44.0<br />

-52.9<br />

-90.0<br />

-104.0<br />

-85.4<br />

-155.1<br />

-119.3<br />

-115.8<br />

-194.7<br />

-171.0<br />

-96.8<br />

-94.4<br />

-148.1<br />

149.0 1<strong>05</strong>.0<br />

136.9 83.9<br />

164.4 74.4<br />

176.9 72.8<br />

135.0 49.5<br />

187.8 32.7<br />

165.1 45.8<br />

144.7 28.8<br />

269.0 74.3<br />

250.9 80.0<br />

192.5 95.7<br />

193.9 99.5<br />

247.7 99.6<br />

www.ons.dz 26/08/2003<br />

1990<br />

1991<br />

1992<br />

1993<br />

1994<br />

1995<br />

1996<br />

1997<br />

1998<br />

1999<br />

2000<br />

2001<br />

2002<br />

22<br />

21<br />

4<br />

الوجلس الوطني االجتواعي واالقتصادي،‏ لجنت آفاق التنويت االقتصاديت واالجتواعيت،‏ هشزوع التقزيز حول هساهوت هن اجل إعادة تحديد<br />

السياست السياحيت الوطنيت،‏ الدورة السادست عشزة،‏ نوفوبز‎2000‎ ، ص 22.<br />

- نفس الزجع،‏ ص 23.<br />

-<br />

i<br />

ii<br />

عشي صليحت،‏ اآلثار التنوويت للسياحت<br />

االقتصاديت،‏ جاهعت باتنت 20<strong>05</strong>/2004 ص.‏<br />

‏–دراست هقارنت بين الجزائز،‏ تونس والوغزب-‏ هذكزة هاجستيز في العلوم االقتصاديت،‏ قسن العلوم<br />

. 78<br />

-<br />

iii


___________________________________________________________________ دور الدولة في حماية البيئة -<br />

الملخص:‏<br />

دور الدولة في حماية البيئة<br />

ص.ص.‏ 1<strong>05</strong>-95<br />

د.كمال رزيق<br />

أستاذ محاضر،‏ جامعة البليدة<br />

يواجه العالم منذ بضعة عقود موقفا صعبا لم يسبق له مواجهته،‏ حيث تعاني الطبيعة على كوكب الأرض من التدهور بفعل النشاطات<br />

الإنسانية المتعاظمة،‏ ويعاني غالبية البشر من صعوبات وعجز في تلبية مطالبهم من الاحتياجات الضرورية،‏ على مقابل التردي المتزايد<br />

لإطار معيشتهم،‏ لذلك فإن قضايا البيئة ترتبط ارتباطا وثيقا بقضايا البشر ومشاكلهم.‏<br />

لذا أصبحت مشاكل البيئة تكتسي أهمية كبيرة على كافة المستويات،‏ وبالتالي<br />

انشغلت ا جميع الدول وانعقدت من أجلها العديد من<br />

المؤتمرات المحلية والدولية،‏ واهتم ا الكثير من المفكرين والعلماء وحتى عامة الناس،‏ وتسعى الدولة جاهدة على حماية البيئة.وفي هذه<br />

المداخلة نحاول معرفة دور الدولة في حماية البيئة.‏<br />

شغلت قضية التنمية المتواصلة بيئيا اهتمام الكثير من<br />

المفكرين في جل ّ التخصصات العلمية بسبب السلبيات الناتجة<br />

عن التنمية المنتهجة سواء في اال الصناعي أو في اال<br />

الزراعي لتلوث التربة والهواء والماء...‏ أثرت بشكل كبير على<br />

صحة الإنسان وحياته وحياة الكائنات الحية الأخرى.‏<br />

وتيقن العالم اليوم أكثر من ذي قبل أن ّ مشكلة البيئة تولدت<br />

كنتيجة حتمية للطريقة التي انتهجت لتحقيق تنمية اقتصادية<br />

واجتماعية مما تطلب التفكير في نوع جديد من التنمية يراعى<br />

فيها شروط المحافظة على البيئة في إطارها المتوازن.‏<br />

لذا أصبحت مشاكل البيئة تكتسي أهمية كبيرة على كافة<br />

المستويات وبالتالي انشغلت ا جميع الدول وانعقدت من<br />

أجلها العديد من المؤثرات المحلية والدولية،‏ واهتم ا الكثير من<br />

المفكرين والعلماء وحتى عامة الناس،‏ وتسعى الدولة جاهدة<br />

على حماية البيئة(‏ باعتبارها النواة الأولى لكل سياسة)‏ من<br />

خلال جملة من الإجراءات التي تتخذها ونحاول في هذا المقال<br />

الإجابة على الإشكالية التالية:‏ ما هو الدور الذي تلعبه الدولة<br />

لحماية البيئة من أجل تحقيق التنمية المستدامة؟ من خلال<br />

: النقاط التالية<br />

أولا:‏ مدخل لدراسة البيئة و التلوث:‏<br />

موضوع البيئة لا يمكن اعتباره موضوعا مستوفيا لجميع<br />

الجوانب،‏ فثمة ضرورة لإستكما ل و تعميق و تحديد جوانب<br />

التكفل به بصفة منتظمة نابعة من واقع يتخبط في ويلات<br />

التلوث اليومي(‏‎1‎‏)‏ فلابد من مواصلة التحليل و التفكير حول<br />

المسألة البيئية باعتبارها قضية من قضايا الساعة يعيشها كل<br />

مواطن عربي و أوروبي.‏<br />

ولعله لا يفتح ملف حول البيئة إلا حاول تجسيد مفهوم البيئة<br />

من مختلف الجوانب حسب طبيعة المشاكل المطروحة هذا من<br />

جهة،‏ و من جهة أخرى يختلف هذا التجسيد حسب طبيعة<br />

الدراسة التي تتناول الموضوع،‏ و عليه فإن نظرة الاقتصادي<br />

لمفهوم البيئة يركز على الجانب المالي<br />

(2)<br />

، و في حين ينظر لها<br />

الاجتماعي في إطار اجتماعي بحث(‏‎3‎‏)‏ ، كما يحاول<br />

البيولوجي التركيز على الجانب الصحي أمام هذه الأسباب<br />

التي أدت إلى تعدد التعاريف بالبيئة.‏<br />

أ)‏ تعريف البيئة:‏<br />

هناك من يرى أن الحديث عن البيئة يعني الحديث عن إطار<br />

الحياة و الطبيعة،‏ و هناك من يعكس إليه المصطلح تصورات<br />

أخرى تدل على الجانب السلبي لهذا المفهوم كالأضرار،‏<br />

التلوث،‏ تدهور إطار المعيشة،‏ إستزاف الموارد الطبيعية،‏<br />

الاستهلاك غير العقلاني للمجال و الاعتداء على الأراضي<br />

الفلاحية...إلخ<br />

و نحن أمام التصورات المتنوعة لجوانب البيئية فإننا نسلم بأن<br />

لكل مفهوم من هذه المفاهيم علاقة بالبيئة مع العلم أن الكثير<br />

من الباحثين في قضايا البيئة قديما وحديثا يسلمون بأن مفهوم<br />

البيئة يساير تماما ضرورة الاعتناء بالطبيعة،‏ و استلزام إدراك<br />

الإنسان أن الطبيعة مجال واسع من مجالات حماية البيئة و نحاول<br />

أن نوضح هنا مختلف تعاريف البيئة.‏<br />

95


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

‎1‎‏-التعريف اللغوي للبيئة:‏<br />

إن كلمة البيئة مشتقة من الفعل الرباعي"بوأ"‏ و منها قول االله<br />

تعالى"‏ و اذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد،‏ و بوأكم في<br />

الأرض تتخذون من سهولها قصورا و تنحتون من الجبال<br />

بيوتا،‏ فاذكروا آلاء االله و لا تعثوا في الأرض مفسدين"‏<br />

(5)<br />

يقال لغة تبوأت مترلا بمعنى هيئة و مكنت له فيه<br />

‎2‎‏-التعريف الاصطلاحي للبيئة:‏<br />

أول من صاغ كلمة إيكولوجيا<br />

(4)<br />

(Ecologie)<br />

و<br />

العالم هنري<br />

ثورو عام 1858، و لكنه لم يتطرق إلى تحديد معناها و<br />

أبعادها.‏ أما العالم الألماني المتخصص في علم الحياة أرنست<br />

هيكل فقد وضع كلمة إيكولوجي بدمج كلمتين<br />

يونانيتين"المترل أو المكان الوجود و<br />

(6)<br />

العلم."‏<br />

و يعرف الباحث ريكاردوس الحبر مؤسس جمعية أصدقاء<br />

الطبيعة،‏ البيئة على أا مجموعة العوامل الطبيعية المحيطة التي<br />

تؤثر على الكائن الحي أو التي تحدد نظام حياة مجموعة من<br />

الكائنات الحية المتواجدة في مكان و تؤلف وحدة إيكولوجية<br />

(7)<br />

مترابطة.‏<br />

و يمكن تعريف البيئة بأا المحيط المادي الذي يعيش فيه<br />

الإنسان بما يشمل من ماء و هواء،‏ و فضاء و تربة و كائنات<br />

حية،‏ و منشآت أقامها لإشباع حاجاته<br />

(8)<br />

و تعرف أيضا على أا مجموعة العوامل البيولوجية و<br />

الكيميائية و الطبيعية و الجغرافية و المناخية المحيطة بالإنسان و<br />

المحيطة بالمساحات التي يقطنها و التي تحدد نشاط الإنسان و<br />

(9)<br />

اتجاهاته و تؤثر في سلوكه و نظام حياته...‏<br />

‎3‎‏-التعريف حسب مؤتمر ستكهولم:‏<br />

البيئة هي كل ما تخبرنا به حاسة السمع و البصر و الشم و<br />

اللمس و الذوق سواء كان هذا من صنع الطبيعة أو من صنع<br />

.(10)<br />

الإنسان<br />

‎4‎‏-التعريف حسب المشرع المصري<br />

:<br />

هي المحيط الحيوي الذي يشمل كائنات حية و ما تحتويه من<br />

هواء و ما يحيط ا من هواء و ماء و تربة وما يقيمه الإنسان<br />

.(11)<br />

من منشات<br />

‎5‎‏-التعريف حسب المشرع الجزائري<br />

:<br />

نجد أن المشرع الجزائري لم يعرف لنا المقصود بالبيئة وحمايتها<br />

مباشرة و إنما أشار إليها ضمينا وهذا ما تضمنته المادتين 08<br />

و‎09‎ من القانون<br />

.(12)<br />

ب)‏ تعريف التلوث<br />

:<br />

يعرف التلوث البيئي بأنه التغيرات غير المرغوبة فيها يحيط<br />

بالانسان كليا أو جزئيا كنتيجة للأنشطة الإنسان من خلال<br />

حدوث تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة تغير من المكونات<br />

الطبيعية و الكميائية و البيولوجية للبيئة مما قد يؤثر على<br />

(13)<br />

الانسان و نوعية الحياة التي يعيشها .<br />

و التلوث لغة هو التلطيخ أو الخلط و يرتبط دوما بوجود مواد<br />

أو طاقات ضارة في المحيط الذي نعيش فيه بنسب غير طبيعية و<br />

في غير مكاا بما شأنه الاضرار بالكائنات الحية أو بالانسان في<br />

مأمنه أو صحته أو راحته<br />

.(14)<br />

و التلوث هو الطارئ غير المناسب الذي ادخل في التركيبه<br />

الطبيعة أي الكيميائة و الفيزيائية و البيولوجية للمياه أو الارض<br />

أو الهواء ‏...فادى إلى تغير أو فساد أو تدني في نوعية تلك<br />

العناصر مما يلحق الضرر بحياة الانسان أو مجمل الكائنات الحية<br />

و يتلف الموارد الطبيعية و يؤدي تلوث الموارد الطبيعية ‏(الهواء،‏<br />

الماء و الأرض)‏<br />

(15)<br />

إلى مشاكل متعددة<br />

و بالتالي التلوث هو إفساد مباشر للخصائص العضوية أو<br />

الحرارية أو البيولوجية أو الإشعاعية لأي جزء من البيئة بمعنى<br />

أخر تسبب وضعها يكون ضارا أو يحتمل إضرارا بالصحة<br />

العامة أو سلامة الحيوانات و الطيور و كذلك الأسماك و<br />

الموارد الحية و النباتات(‏‎16‎ (<br />

ج)علاقة البيئة بالتلوث:‏<br />

مما سبق يتضح أن هناك علاقة وطيدة بين التلوث و البيئة،‏ فإذا<br />

كانت البيئة هي مجموعة العوامل طبيعية الحية و الغير حية و<br />

كل ما وضعه الإنسان من منشأة بمختلف أنواعها و إشكالها<br />

فان التلوث هو ذلك التغير الذي يؤثر في هذه العناصر المكونة<br />

للبيئة(‏‎17‎ (<br />

و من بين الأسباب التي تؤدي إلى التلوث البيئي ما يلي:‏<br />

96


___________________________________________________________________ دور الدولة في حماية البيئة -<br />

ص.ص.‏ 1<strong>05</strong>-95<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

- بفعل الغازات و الحمم التي تقذفها البراكين و الأتربة التي<br />

تعبرها الرياح و العواصف الرملية...‏<br />

‏-كثرة الغازات و المياه القذرة و الفضلات الخطيرة نتيجة<br />

السياسة التصنيعية المفرطة<br />

‏-تمركز معظم الصناعات على المدن مما نتج عنها كثرة<br />

الغازات مثل أكسيد الكبريت،‏ الكربون،الغاز و الدخان...‏<br />

‏-الاستعمال الغير منظم للمبيدات الكمياوية<br />

- مياه الصرف الصحي للمدن غير المعالجة.‏<br />

‏-الضباب الصناعي و الضجيج الصناعي...‏<br />

‏-زيادة الاستخدام المفرط في وسائل النقل المختلفة من<br />

السيارات ودرجات بخارية وطائرات وقاطرات وبواخر...‏<br />

- الإشعاعات و التجارب النووية<br />

‏-كثرة الحروب...‏<br />

- الفضلات المترلية الكثيرة<br />

و بالتالي فمختلف أنواع التلوث البيئي تتمثل في:‏<br />

‏-التلوث البحري<br />

‏-التلوث الحراري<br />

‏-التلوث الإشعاعي<br />

‏-تلوث الهواء<br />

‏-التلوث البيولوجي<br />

‏-التلوث الكيميائي<br />

‏-النفايات<br />

ثانيا:‏ وسائل حماية البيئة:‏<br />

( 18)<br />

•<br />

•<br />

تتطلب عملية حماية البيئة مجهودات وطنية و مجهودات دولية<br />

فاهودات المحلية هي جزء لا يتجزء من اهودات الدولية<br />

لحماية البيئة.‏<br />

فالأمم المتحدة و الدول و مؤسسات اتمع المدني(المهتمة<br />

بالبيئة)‏ مطالبة اليوم بوضع السياسات التي تساهم في الحد من<br />

(19)<br />

التلوث بمختلف أنواعه و ذلك عن طريق مايلي<br />

ضرورة نشر الثقافة المحافظة على البيئة البشرية و الطبيعية<br />

بحيث تعي البشرية خطورة التلوث البيئي على الإنسان و<br />

الأرض...‏<br />

ضرورة إحترام القوانين و السنن التي سنها االله في الكون،‏<br />

لأن محاولة محوها أو تحريفها يسئ بالبيئة و الإنسان.‏<br />

ضرورة الإحتراز و إتخاذ جميع التدابير للوقوف أمام<br />

المشاريع و الفعاليات التي تساهم في إنتاج التلوث.‏<br />

ضرورة إصدار قوانين دولية ملزمة لجميع الدول لحماية<br />

البيئة،‏ و معاقبة كل من يقوم بتخريبها.‏<br />

ضرورة إيجاد توصيلات لنقل المياه الملوثة من أماكن<br />

توجدها إلى المنخفظات،‏ فتأسيس الأنابيب لهذا الغرض،‏ لا<br />

يقل أهمية عن تأسيس انابيب النفط.‏<br />

الإكثار من حملات التشجير التي لا تحتاج إلى سقي،‏<br />

لتكون مصدات طبيعية للهواء المشبع بالتلوث البيئي.‏<br />

تشجيع الحملات المدنية في المدن من اجل النظافة و تنظبف<br />

الشوارع و الأحياء.‏<br />

منع تصريف المياه الحارة الناتجة عن المفعلات النووية أو<br />

مراكز التحلية أو توليد الطاقة إلى الأار و البحار.‏<br />

ضرورة إعتماد إجراءات مادية و معنوية وإنسانية لحماية<br />

البيئة و محاربة التلوث مثل الجباية البئية.‏<br />

إن تسعى مؤسسات حماية البيئة إلى الحد من نسبة التلوث<br />

البيئي إلى القدر الطبيعي الذي لا يضر بصحة الإنسان،‏ و ذلك<br />

بضبط مصادر التلوث،‏ مثل إنشاء أجهزة لتنقية الهواء من<br />

الغازات و الجسيمات خصوصا في الأماكن العامة<br />

كالمستشفيات و المدارس و الدوائر الرسمية.‏<br />

العمل على تطوير تقنية السيارات حتى لا تتسبب في تلوث<br />

الهواء و إستخدام بدائل إقل تلوثا من البترين المستعمل في<br />

السيارات،‏<br />

و إستخدام المصادر الجديدة للطاقة كالمصادر التي<br />

تعتمد على الهيدروجين أو على الطاقة الشمسية...‏<br />

إعداد دراسات خاصة حول البيئة و انشاء مختبرات علمية<br />

لهذا الغرض.‏<br />

و بالتالي حاولت الدول إتخاذ مجموعة من الإجراءات و<br />

الادوات السياسية لحماية البيئة منها على سبيل المثال و لا<br />

الحصر<br />

(20)<br />

.<br />

أ-الوسائل القانونية:‏<br />

تعتبر أهم و أكثر الوسائل حماية للبيئة و انتشارا و قبولا في<br />

غالبية دول العالم،‏ هذه الوسائل تحد من التلوث الناتج عن<br />

أنشطة الإنسان في مختلف أنواع التلوث ، باعتبار أن القانون<br />

يكفل حماية متميزة للبيئة.‏<br />

97


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

•<br />

.1982<br />

•<br />

•<br />

•<br />

فنظام العقوبات مثلا يهدف إلى تفعيل الأهداف النوعية البيئية<br />

التي ترصدها السلطات العمومية،‏ يمكن أن تفرض على<br />

الأنشطة الإنتاجية سقفا للتلوث أو أن تفرض اعتماد أنظمة<br />

إنتاج غير ملوثة لكي يكون احترام هذه القواعد فعلا يجب أن<br />

يخضع إلى رقابة صارمة،‏ و في حالة اختراق القانون تسلط<br />

عقوبات جبائية على المتحايلين<br />

( 21).<br />

و هناك أربعة أنواع من المعايير و يمكن أن نذكرها على<br />

التوالي:‏<br />

‏-معايير النوعية البيئية:تضع هذه المعايير الأهداف النوعية<br />

العامة الواجب تحقيقها بناءا على قدرات الوسط.‏<br />

‏-معايير الانبعاثات:تحدد هذه المعايير الكمية القصوى المسموح<br />

ا للنفايات الملوثة في مكان معين مثلا حد إصدار الضجيج<br />

من قبل السيارات.‏<br />

‏-معايير خاصة بالمنتوج:توضح هذه المعايير الخصائص الميزة<br />

‏.مثلا نسبة مادة الرصاص في البترين.‏<br />

‏-معايير خاصة بالطريقة:تحدد هذه المعايير الطرق التقنية<br />

للانتاج الواجب استعمالها و التجهيزات المقاومة للتلوث<br />

الواجب تنصيبها.‏<br />

1- الادوات القانونية الدولية<br />

:<br />

•<br />

•<br />

يمثل فرع القانون الدولي للبيئة كإختصاص قائم بذاته ضمن<br />

القانون الدولي،‏ تحولا حقيقيا في تفعيل حماية البيئة على<br />

مستوى المعمورة،‏ و من بين اولى المعاهدات الدولية(‏‎22‎‏)‏<br />

.1911<br />

•<br />

•<br />

إتفاقية حماية الطيور المفيدة للزراعة سنة 1902.<br />

إتفاقية حماية أنواع عجول البحر المهددة بالإنقراض سنة<br />

معاهدة حول المياه الحدودية بين كندا و الولايات المتحدة<br />

الأمريكية سنة 1909.<br />

تم ظهور فيما بعد المعاهدات المتعددة الأطراف لحماية البيئة<br />

منها على سبيل المثال و لا الحصر.‏<br />

تلويث البحار و المحيطات،‏ الوسط البحري،‏ الموارد<br />

البحرية:‏ منها<br />

.1946<br />

•<br />

الإتفاقية الدولية لحماية سمك الحوت،‏ واشنطن سنة<br />

الإتفاقية للوقاية من تلويث السفن،‏ ماربولة 1973.<br />

الإتفاقية الدولية حول قانون البحار منتيقوباي سنة<br />

الاتفاقية الدولية للحفلظ على التونيات الأطلسية ‏(إيكات)‏<br />

ريوديجانيرو سنة 1986.<br />

الاتفاق الخاص باحترام الإجراءات الدولية المتعلقة بالحفاظ<br />

على موارد الصيد البحري و تسيرها من قبل سفن أعالي<br />

البحار سنة 1993.<br />

الاتفاقية حول مخزونات الأسماك التي تنقل في مختلف<br />

الأقاليم البحرية و الأسماك المهاجرة الكبرى،‏ نيويورك سنة<br />

.1995<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

المياه القارية:‏ منها<br />

الإتفاقية حول حماية و إستعمال مجاري المياه العابرة<br />

للحدود و البحيرات الدولية،‏ هلسنكي سنة 1992.<br />

الإتفاقية حول التعاون لحماية ر الدانون و إستعماله<br />

الدائم،‏ صوفيا سنة 1994.<br />

الإتفاقية حول التنمة المستديمة لحوض ر ميكونغ،‏ شيان<br />

زاي سنة 1995.<br />

النفايات:‏ منها<br />

الإتفاقية حول الرقابة على حركة النقابات العابرة للحدود<br />

و إتلافها،‏ بال سنة 1989.<br />

الإتفاقية حول خطر الإستيراد و حول الرقابة على حركة<br />

النفايات الخطيرة العابرة للحدود و حول تسييرها في إفريقيا ،<br />

باماكوا سنة 1991.<br />

الاتفاق الجهوي الخاص بحركة النفايات الخطيرة العابرة<br />

للحدود،‏ باناما سنة‎1992‎‏.‏<br />

الأخطار الصناعية و النووية:‏ منها<br />

الإتفاقية حول تاثيرات الحوادث الصناعية على المناطق<br />

الحدودية ، هلسنكي سنة‎1992‎‏.‏<br />

الإتفاقية حول الأمن النووي ، فينا سنة 1994.<br />

و غيرها من الإتفاقيات الدولية التي تزيد عن<br />

لحماية البيئة و محاربة التلوث البيئي.‏<br />

‎2‎‏-الوسائل القانونية لحماية البيئة في الجزائر<br />

170 إتفاقية<br />

( 23)<br />

:<br />

المشرع الجزائري قام بإصدار القوانين المنظمة لمختلف الأنشطة<br />

الصناعية والزراعية والعمرانية والخدمية وغيرها من الأنشطة<br />

98


___________________________________________________________________ دور الدولة في حماية البيئة -<br />

ص.ص.‏ 1<strong>05</strong>-95<br />

•<br />

•<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

التي يمكن أن يترتب عليها تلوث للبيئة،‏ وسن اللوائح التنظيمية<br />

المنفذة لها،‏ معتمدا في ذلك على جملة من الوسائل القانونية التي<br />

من خلالها يمكن تفعيل هذه القوانين على أرض الواقع وبالتالي<br />

ضمان رقابة فعالة لحماية البيئة،‏ وتتمثل هذه الوسائل فيما<br />

يلي:‏<br />

الحضر والنهي؛<br />

الإلزام؛<br />

الترخيص المسبق؛<br />

الإبلاغ؛<br />

دراسة مدى التأثير؛<br />

ومن جملة القوانين التي نظمت هذه الوسائل نذكر منها:‏<br />

القانون رقم 10/03 المؤرخ في<br />

المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة؛<br />

19 يوليو 2003<br />

-<br />

القانون رقم 25/90 المؤرخ في<br />

1990 المتضمن التوجيه العقاري والمعدل والمتمم؛<br />

18 نوفمبر<br />

-<br />

-<br />

القانون رقم 29/90 المؤرخ في 01 ديسمبر<br />

1990 المتعلق بالتهيئة والتعمير المعدل والمتمم؛<br />

القانون رقم 12/84 المؤرخ في<br />

المتضمن النظام العام للغابات المعدل والمتمم؛<br />

23 يونيو 1984<br />

-<br />

القانون رقم <strong>05</strong>/85 المؤرخ في<br />

16 فبراير 1985<br />

•<br />

المتعلق بحماية الصحة وترقيتها المعدل والمتمم.‏<br />

ب-‏ الأدوات الإقتصادية و التجارية:‏<br />

‏.منذ ندوة ريو يعتبر تطبيق الادوات الاقتصادية على الصعيد<br />

الدولي أتجاها جديدا لإستراتيجيات الحماية الدولية للبيئة،‏<br />

فظهر إتجاهان من ناحية اللجوء في إطار الإتفاقيات المتعددة<br />

كالأطراف حول البيئة،‏ إلى استعمال أدوات السياسة<br />

التجارية،‏ ومن ناحية أخرى اللجوء في إطار يتم التفاوض<br />

عليه،‏ إلى تطبيق أدوات مثل الرسوم و الإعتمادات و اسواق<br />

الحق في الإنبعاثات لتحقيق أهداف الإتفاقية المتعددة الاطراف<br />

حول البيئة.‏<br />

فأدوات السياسة التجارية دف إلى تحقيق ثلاثة أهداف هي:‏<br />

الحصول على حظر شامل أو جزئي لتجارة المنتجات<br />

المستخلصة من الأنواع المهددة بالإنقراض<br />

معاقبة أو خطر النقل الدولي لمنتوج ملوث أو خطير.‏<br />

إبلاغ البلدان المشترية بالخصائص الإيكولوجية و<br />

الخصائص المضرة للمنتوج المتبادل.‏<br />

كما تقترخ بعض الإتفاقيات المتعددة الأطراف في مجال البيئة،‏<br />

أدوات للحث على تحسين المؤثرات البيئية الخارجية على<br />

الصعيد الدولي،‏ و في هذا الصدد تقابل إلإقتراحان،‏ الأول<br />

يفضل الرسوم على البيئة كوسيلة للحث على مقاومة<br />

الإحتباس الحراري على مستوى الدولي<br />

.<br />

أيد الإتحاد الأوروبي<br />

هذا الإقتراح خلال المناقشات التحضيرية لصياغة بروتوكول<br />

كيتو)‏ أما الاقتراح الثاني،‏ فقد دافعت عنه الولايات المتحدة<br />

المريكية و يعني تنظيم سوق حقيقية للأملاك البيئية<br />

ج-‏ الوسائل الجباية-‏ الجباية الخضراء:‏<br />

(24)<br />

.<br />

كما نعلم أن الإتحاد الأوروبي دافع خلال إجتماع كيتو على<br />

فكرة حماية البيئة من خلال فرض الرسوم و الضرائب من اجل<br />

حماية البيئة و مقاومة الإحتباس الحراري،‏ لكن المقترح التالي<br />

الأمريكي هو الذي تم قبوله في اية المطاف،‏ لكن رغم هذا<br />

سعت الدول الاوروبية من جعل الجباية ECOTAX<br />

أحسن وسيلة معاصرة لحماية البيئة،‏ مما أدى أن تصيح هذه<br />

الطريقة أحسن وسيلة على المستوى الوطني و الدولي لحماية<br />

البيئة.‏<br />

فتقريبا كل الدول الأوروبية اتمعة في الإتحاد الأوروبي تتبنى<br />

هذا الطرح،‏ و ايضا كثير من الدول العربية قامت بإصدار<br />

قانون جباية البيئة في وطنها مثل:‏ الجزائر،‏ تونس،‏ المغرب ،<br />

مصر ، سورياو الدول الخليجية...‏<br />

و تعتبر الأن الجباية أهم اداة<br />

من أدوات الاتفاقيات المتعددة<br />

الأطراف لحماية البيئة،‏ ففي هذا الإطار يمكن أن تبرم إتفاقية<br />

ثنائية بين الدول الأوروبية و العربية لحماية البيئة،‏ خاصة البحر<br />

الابيض المتوسط البحر المشترك و الذي يطل على البحر الاحمر<br />

العربي،‏ و للوصول إلى هذا التعاون الجبائي البيئي لابد أن<br />

نوضح اهمية،‏ و ادوات فرض هذه الضريبة البيئية.‏<br />

1- تعريف الجباية البيئية:‏<br />

تعد الأدوات الإقتصادية من انجح الوسائل الحالية لحماية البيئة<br />

و الأكفئ على الإطلاق،‏ و ذلك أن الجباية البيئية المتمثلة في<br />

99


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

الضرائب و الرسوم المفروضة من طرف الدول بفرض •<br />

التعويض عن الضر الذي يسبب فيه الملوث لغيره على أعتبار<br />

أن الحق في البيئة النظيفة هو الحق المطلق لجميع الأفراد على<br />

إختلافهم و في نفس الوقت هي وسيلة للردع من خلال<br />

الإجراءات العقابية التي تنجز على عدم الدفع من طرف<br />

المكلف.‏<br />

و لقد اتحدت معظم الحكومات و الدول في العالم إلى تبني<br />

سياسة فرض الضرائب و الرسوم من أجل الحد من التلوث.‏<br />

فالجباية البيئية هي إحدى السياسات الوطنية ‏(و الدولية)‏<br />

المستحدثة مؤخراو التي دف إلى تصحيح نقائص عن طريقة<br />

وضع تسعيرة<br />

(25)<br />

أو رسم أو ضريبة للتلوث .<br />

و تستعمل هذه الأموال في الحد من ظاهرة التلوث عن طريق<br />

إنشاء إجهزة تسهر على حماية البيئة في الميدان و أيضا هي<br />

حافز لعدم التلويث مرة اخرى من طرف الملوث و السعي إلى<br />

البحث عن تكنلوجيا نظيفة بيئية حتى تساهم في التقليل من<br />

نفقاته.‏<br />

-2<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

أهداف الجباية البيئية:‏<br />

تتمثل اهداف الجباية البيئية في ما يلي:‏<br />

المساهمة في إزالة التلوث عن طريق ما تضمنته<br />

الجباية<br />

البيئية من إجراءات عقابية سواء كانت غرامات مالية او<br />

عقوبات جنائية يتعرض لها كل مخالف لقواعد حماية البيئة.‏<br />

تصحيح نقائص السوق إذا أضحت الإجراءات القانونية<br />

وحدها لا تكفي لردع المخالفين و كذا ضعف و قلة الموارد<br />

المالية المخصصة لحماية البيئة.‏<br />

ضمان بيئة صحيحة لكل شخص في اتمع و العالم وهذا<br />

ما نصة عليه مختلف الشرائع و القوانين و الإتفاقيات.‏<br />

غرس ثقافة المحافظة على المحيط لدى اتمع و العالم.‏<br />

وقاية البيئة محليا و عالميا من النشاط الإنساني الضار.‏<br />

الحد من التلوث و الضرائب تؤدي بالمكلف إلى الإتجاه نحو<br />

التقليل من التلوث.‏<br />

تحقيق تنمية سريعة ذات فوائد مشتركة.‏<br />

إيجاد مصادر مالية جديدة من خلالها يتم إزالة النفايات.‏<br />

تحفز أو تشجع على عدم تخزين النفايات الصناعية الخاصة<br />

أو الخطيرة(‏‎26‎‏)‏<br />

الحد من الانشطة الخطيرة و الملوثة للبيئة بإعتبارها أصبحت<br />

. مكلفة جدا<br />

3- مزايا الجباية البيئية:‏<br />

أن السياسات التي تستخدم الرسوم و غيرها تحقق أهداف بيئية<br />

أقل تكلفة و في هذا الصدد نشير إلى تجربة الميكسيك في مدينة<br />

ميكسيكو سيتي في فرض ضريبة على البترين من شأا تشجيع<br />

السائقين على الحد من إستخدام السيارات حتى النقطة التي<br />

يساوي فيها قيمة المنافع متساوية بالنسبة لكل سائق<br />

(27)<br />

مع<br />

السياسات البيئية.‏ المعتمدة على حوافز الرسوم و ايضا التجربة<br />

الجزائرية لحماية البيئة من خلال الجباية الخضراء تجربة سوريا<br />

و غيرها من الدول العربية و الأوروبية.‏ فالسياسات البيئية<br />

الممثلة في الضرائب و الرسوم تكون في مواجهة مشاكل البيئة<br />

و مرونة فعاليتها لدى المؤسسات الخاصة أو العامة و قد أثبتت<br />

التجارب لكل من الصين و بولونيا بشأن فرض رسوم تلوث<br />

على المؤسسات المملوكة للأفراد كبيرة الحساسية لهذه<br />

(28)<br />

السياسات عكس المؤسسات المملوكة للدولة .<br />

و بالتالي فالجباية البيئة تمكن من تحقيق إيراد لمواجهة التلوث أو<br />

الحد منه و أيضا التقليل من التكاليف المعتمد من طرف الدول<br />

للتقليل من ظاهرة التلوث.‏<br />

4- أساس فرض الضريبة البيئية<br />

:<br />

•<br />

•<br />

•<br />

إن أدوات الإستدخال التي اقترحها آرثر بيقو يجري تطبيقها<br />

بموجب مبدأ الملوث القائم بالدفع فإا تعاقب الممارسات أو<br />

إستعمال ملك يتسبب في إلحاق الضرر بالجماعة،‏ فتسعى غلى<br />

تصحيح آليات السوق التي لا تعكس مجموع النفقات<br />

الإجتماعية و تعبير آخر تسمح بإستدخال المؤثرات الخارجية<br />

و يمكن للرسوم و الضرائب أن تتدخل في كل المراحل المختلفة<br />

(29)<br />

لعملية إنتاج ملوث و يمكن ان نفرض الرسوم على:‏<br />

عمليات الإنبعاثات الملوثة:‏ الهواء الماء الضجيج....إلخ.‏<br />

حقوق الإستعمال التي تغطي نفقات الجمع و المعالجة.‏<br />

المنتجات الملوثة عند صناعتها و إستهلاكها ثم إتلافها مثل<br />

الأسمدة المبيدات الحشرية،‏ البطاريات،‏ الطاقة....‏<br />

100


___________________________________________________________________ دور الدولة في حماية البيئة -<br />

ص.ص.‏ 1<strong>05</strong>-95<br />

•<br />

رخص الصيد البحري و الصيد و على حقوق الدخول إلى<br />

الحضائر الطبيعية و الجباية على الزراعات القابلة لتعجيل<br />

الإنجراف...إلخ.(‏‎30‎‏)‏<br />

فأساس فرض الضريبة هو المبدا العالمي مبدأ الملوث القائم<br />

بالدفع و قد ظهر هذا المبدأ للأول مرة سنة 1972 من طرف<br />

منظمة التعاون و التنمية الإقتصادية(‏OCDE‏)‏ ويقضي هذا<br />

" المبدأ على<br />

•<br />

أن الملوث يجب أن تقتطع منه السلطات العمومية<br />

النفقات الخاصة بالإجراءات الرامية إلى الحفاظ على البيئة في<br />

حالة مقبولة"‏ .<br />

إن سعر الضريبة يتحدد عند النقطة التي يتعادل فيها كلفة<br />

الضرر الحدي الذي يسببه الملوث مع التكاليف الجدية لمكافحة<br />

التلوث بمعنى أخر فإن الضريبة تساوي تكلفة تفادي الضرر<br />

أو تكلفة إزالة الضرر.‏<br />

و قد اتجه الفقه الفرنسي إلى تحديد الطبيعة الحقيقية لمبدأ<br />

الملوث الدافع و ذلك من خلال الخصائص التي يتحدد ا<br />

مفهوم هذا المبدأ و اهمها:‏<br />

إعتباره مبدأ إقتصادي لأن ضبط قيمة هذا الرسم تسمح<br />

بوضع سياسة مالية لمكافحة التلوث و التقليل من أثاره و علية<br />

فهذا المبدأ له وظيفة فعالة قد تنتهي إلى ظهور سوق<br />

.(31)<br />

التلويث.‏<br />

•<br />

مبدأ التعويض حيث يعتبرونه احسن الحلول للتعويض المالي<br />

المتعلق بالأضرار البيئة دون أي مسؤولية أو نفقات مكافحة<br />

التلوث تنفقها الدولة في المشاريع المضادة للتلوث و يجد مجاله<br />

الخصب خصوصا في مكافحة التلوث و عليه يمكن إسناده إلى<br />

مبدأ المسؤولية لتحديد أساس التعويض عن الأضرار البيئية في<br />

شأن تطبيق هذا المبدأ و يستندون في ذلك أيضا إلى انه هناك<br />

ثمة علاقة بين الضرر و الفعل المسبب للضرر و يكون التعويض<br />

على أساس الفرض و ليس على أساس الخطأ<br />

.(32)<br />

إذن فمبدأ الملوث الدافع أساسه الغنم بالعزم فالشخص يمارس<br />

نشاط ملوث يغتنم من نشاطه بالمقابل يسبب ضرر للغير أو<br />

للمحيط البيئي بكافة مجالاته و عليه ضمن مقتضيات العدالة<br />

أن يساهم في نفقات الوقاية من التلوث عن طريق الرسم الذي<br />

يدفعه.‏<br />

لقد قبلت الحكومات و منظمات الإعانة إلى حد بعيد لهذا<br />

المبدأ غير ان طابعه العام لا يسمح دوما بإختيار الإجراء<br />

المناسب و الأكثر مردودية مثلا حين تتسرب الإنبعاث بشكل<br />

منبت يصعب تحديد هوية الملوثين و مراقبتهم و هكذا فإن<br />

تلوبث المياه بالنيتراتات تتسبب فيه إلى حد بعيد الزراعة في<br />

منطقة معينة إلا أن بعض المزارعين يتحملون مسؤولية اكبر في<br />

التلويث من مزارعين آخرين لهذا النوع من التلوث عوامل<br />

إضافية و يمكن للتلوث أن يظهر سنين بعد التسبب فيه و يبدو<br />

صعبا التعرف على مستوى التلوث الذي تتسبب فيه كل<br />

.(33)<br />

مستثمرةزراعية فيه<br />

و من ناحية أخرى يطال التلوث<br />

منطقة عابرة للحدود فيجب إلزام البلدان المتسببة في التلوث<br />

بالدفع لحاملها على إتباع سلوك إيكولوجي جيد إا حالة<br />

الأمطار الحامضية حيث يطال تأثيرها التنوع البيولوجي و<br />

صحة الغابات و درجة تحميض البحيرات إلى ما وراء الحدود<br />

البلد الملوث كذلك تنتشر الأثار السلبية عند تلويث الأار إلى<br />

البلد الواقع في اسفله عند إذا تاتي الحلول لهذه الوضعبات عن<br />

طريق التعاون بين البلد المتسبب في التلوث و البلد الضحية<br />

الذي يقبل بدفع جزء من نفقات إزالة أثار التلوث في هذه<br />

الحالة يتحول مبدا الملوث مسؤول عن الدفع إلى مبدا الضحية<br />

ابرة على الدفع<br />

(34)<br />

و يقترح أرتو بيجو نظرية الإستدخال<br />

أي أن يصحح التأثيرات التي تحدث خارج السوق من جراء<br />

أنتاج و إستهلاك بعض المواد و منها الموارد البيئية و ذلك عن<br />

طريق تطبيق بعض الأدوات الإقتصادية مثل الرسوم،‏ وتمثل<br />

هذه الرسوم كتعويضات يدفعها المسؤولون للنفايات الملوثة<br />

التي يرموا مثل المياه الصناعية المستعملة و التي تحوي مواد<br />

مضرة للبيئة إذ تكلف معالجتها مبالغ مالية هامة و تمكن<br />

النماذج الإقتصادية مثلا في تحديد المبلغ الأمثل للرسوم التي<br />

(35)<br />

يدفها كل شخص يلوث الجو و رغم الإنتقادات الموجهة<br />

لهذه النظرية إلا أا تتفق إلى حد كبير مع نظرية مبدأالملوث<br />

القائم بالدفع.‏<br />

5- تطبيقات الجباية البيئية:‏<br />

في السنوات الماضية سعت عدة دول عربية لإنشاء جباية بيئية<br />

لكل دولة فهذه اهودات الفردية منفردة من دولة إلى أخرى<br />

مثل:‏ الجزائر،‏ سوريا،‏ العربية السعودية،‏ الإمارات العربية<br />

101


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

-<br />

-<br />

المتحدة....‏ و مجهودات جماعية موحدة كما هو معمول به<br />

في الإتحاد الأوروبي.‏ و قبل إقتراح مشروع موحد للجباية<br />

) البيئية<br />

العربية الأوروبية)‏ ستتناول تجربة الجزائر و تجبرة الدول<br />

الأوروبية في هذا الميدان<br />

.<br />

على سبيل المثال و لا الحصر<br />

.<br />

د-تجربة الجزائر لحماية البيئة من خلال الجباية الخضراء:‏<br />

سعت الجزائر منذ سنة 2002 إلى أيجاد إجراءات مالية<br />

لمحاربة التلوث و التقليل منه لذا أصدرت ما يسمى بقانون<br />

الجباية البيئية و الذي تناول الأنشطة الملوثة التالية<br />

‎1‎‏-جباية تسيير الفضلات الحضرية الصلبة:‏<br />

و تشمل ما بلي<br />

( 36):<br />

(37)<br />

-<br />

-<br />

‏-جباية النفايات الحضارية منها رسم رفع النفايات المترلية.‏<br />

‏-جباية تسيير النفايات الصناعية منها الرسم على الأنشطة<br />

الملوثة و الخطيرة ، رسم تحفيزي للتشجيع على عدم تخزين<br />

النفايات الخاصة أو الخطيرة ، رسم على الأكياس البلاستكية<br />

المستوردة او المصنوعة محليا.‏<br />

- جباية تسيير النفايات المرتبطة بالأنشطة الإسشفائية<br />

والعيادات الطبية منها رسم تحفيزي للتشجيع على عدم تخزين<br />

النفايات المرتبطة بأنشطة العلاج في المستشفيات والعيادات<br />

الطبية.‏<br />

2- جباية تسيير التلوث الجوي:‏ منها<br />

جباية التلوث الجوي الناتج عن حركة مرور السيارات أو<br />

الناتجة عن الوقود مثل الرسم على الوقود.‏<br />

-<br />

-<br />

جباية التلوث الجوي الناتج عن الصناعة أصلا منها الرسم<br />

التكميلي على التلوث الجوي دي المصدر الصناعي.‏<br />

3- جباية تسيير التلوث المائي:‏<br />

منها الرسم التكميلي على المياه المستعملة ذات المصدر<br />

الصناعي.‏<br />

ه-‏ اقتراح تعديل قانون الجباية البيئية:‏<br />

نظرا للتطور السريع وكثرة الوسائل الحديثة الملوثة للبيئة يمكن<br />

كييف قانون الجباية البيئية في الجزائر ليصبح على النحو التالي:‏<br />

1- جباية تسيير النفايات:‏ ويشمل مايلي:‏<br />

جباية النفايات الحضرية المترلية.‏<br />

جباية تسيير النفايات الصناعية على الأنشطة الملوثة مثل<br />

البطاريات،‏ العجلات والمواد الكيميائية.‏<br />

جباية تسيير النفايات المرتبطة بالأنشطة الإستشفائية.‏<br />

جباية تسيير المواد الكيميائي في الزراعة.‏<br />

2- جباية تسيير التلوث الجوي:‏ ويشمل مايلي:‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

جباية التلوث الجوي الناتج عن حركة مرور السيارات<br />

جباية الوقود،‏ الكربون والصوديوم.‏<br />

جباية التلوث الجوي الناتج عن الصناعة مثل الغازات<br />

الكيميائية ) غاز ( CFC<br />

بما فيها البيتروكيمياء والبترول.‏<br />

3- جباية تسيير التلوث المائي وتشمل مايلي:‏<br />

- جباية الصرف الصحي.‏<br />

- جباية على المياه المستعملة ذات المصدر الصناعي.‏<br />

- جباية مرور البواخر والسفن في البحر المتوسط<br />

الإقليمية<br />

)<br />

(<br />

-<br />

المياه<br />

ثالثا:التوصيات المقترحة:‏<br />

في اية المداخلة نقترح على مؤتمرنا هذا جملة من التوصيات<br />

التالية:‏<br />

- إنشاء صندوق لحماية البيئة دف توفير الاستثمار المالي<br />

للقطاع البيئي ويقدم الصندوق المساعدة المالية للمشروعات<br />

البيئية على أساس تنافسي؛<br />

- إنشاء صندوق المبادرات البيئية ويهدف إلى تشجيع<br />

مشاركة القطاع الخاص والجمعيات في الجزائر على الإدارة<br />

والممارسات البيئية السليمة؛<br />

- تربية النشئ على الوعي البيئي وتبصيره بحقيقة الموقف<br />

الإسلامي الأصيل من البيئة ورعايتها وتثقيف الجماهير عبر<br />

وسائل التثقيف المختلفة وإيقاظ الضمير الوطني في رعاية البيئة؛<br />

- تطبيق كل الإجراءات القانونية والاقتصادية والتجارية<br />

والمالية والجبائية اللازمة لحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.‏<br />

الاخذ بالجباية البيئية كاهم اداة لمعاقبة ملوثي البيئية<br />

.<br />

- دفع تغيير أسلوب التطور التقليدي،‏ ودفع تطور الاقتصاد<br />

الدوري لتحقيق الخير المشترك للاقتصاد والبيئة.‏<br />

- تشديد مراقبة وإدارة البيئة وفقا للقانون،‏ ودفع تحسين<br />

هيكل الصناعات وتوزيعها.‏ وفي تطوير الاقتصاد الحضري<br />

والإقليمي يجب الأخذ في الاعتبار قدرة تحمل البيئة،‏ كمية<br />

صرف المواد الملوثة للمشروعات الجديدة لا تتجاوز سعة البيئة<br />

102


___________________________________________________________________ دور الدولة في حماية البيئة -<br />

ص.ص.‏ 1<strong>05</strong>-95<br />

المحلية لضمان زيادة الإنتاج مع عدم زيادة صرف المواد الملوثة؛<br />

تطبيق نظام ترخيص صرف المواد اللوثة تدريجيا.‏ العمل على<br />

دفع التنمية الاقتصادية وتحسين نوعية البيئة معا.‏<br />

- التمسك بمركز ثقل الأعمال،‏ حماية البيئة وفقا للنظام<br />

الأيكولوجي،و تعزيز السيطرة على كمية صرف الأار من<br />

النتروجين والفسفور في البحار،‏ والوقاية من تخريب مصادر<br />

التلوث البرية للبحار؛ تطبيق إجراءات حماية محميات الوظائف<br />

الأيكولوجية ومناطق استثمار الموارد الطبيعية والمحميات<br />

الطبيعية الرئيسية.‏<br />

- التمسك بالابتكار من حيث الأنظمة والآليات.‏ يجب تطبيق<br />

نظام حماية البيئة المتمثل في القيادة الحكومية ومراقبة وحدات<br />

حماية البيئة وتوزيع الأعمال والمسؤوليات بين الدوائر ذات<br />

العلاقة ومعالجة المؤسسات الإنتاجية واشتراك اتمع ومراقبة<br />

الجماهير،‏ والتمسك بمبدأ تحمل مسبب التلوث تكاليف<br />

معالجته.‏ ورفع معايير دفع التكاليف لصرف المواد الملوثة بكمية<br />

كبيرة،‏ وتطبيق نظام تحصيل تكاليف معالجة المياه الملوثة أولا،‏<br />

ضمانا أن يجري بناء إنشاءات معالجة التلويث وعملها طبيعيا.‏<br />

- تجنيد الجماهير وتشجيعها على الاشتراك في حماية ومراقبة<br />

البيئة.‏ وتعزيز قوة معاقبة الأعمال المخالفة للبيئة وفقا للقانون.‏<br />

وتجنيد القوى الاجتماعية بصورة واسعة لتشترك في حماية البيئة<br />

بنشاط؛ وإقامة نظام الاستماع الكامل الذي يشجع الجماهير<br />

على الاشتراك في وضع سياسات حماية البيئة وتقييم<br />

مشروعات الاستثمار الجديدة،‏ لحماية حقوق الجماهير<br />

المشروعة حول البيئة.‏<br />

- حماية البيئة بالتقدم العلمي والتكنولوجي.‏<br />

- رفع وتعزيز قدرة الحكومات على مختلف المستويات على<br />

حماية البيئة وتحقيق تنمية البيئة المستدامة.‏<br />

- كما قدم الشيخ القرضاوي في بحثه ركائز اساسية لرعاية<br />

(38 ): البيئة منها<br />

‏*-التشجير والتخضير:‏ فهناك آيات وأحاديث كثيرة تحض<br />

على الغرس والزرع،‏ يقول النبي صلى االله عليه وسلم ‏"من<br />

نصب شجرة،‏ فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر،‏ فإن<br />

له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند االله عز وجل"‏<br />

‏*-العمارة والتثمير:‏ ويأتي في مقدمتها إحياء الأرض الموات<br />

وتثمير الثروات وتنمية الموارد،‏ ولذا اعتبر الإمام الراغب<br />

الأصفهاني في كتابه ‏"الذريعة إلى مكارم الشريعة"‏ أن عمارة<br />

الأرض أحد مقاصد خلق الإنسان،‏ ولذا كان الحديث النبوي<br />

‏"من أحيا أرضا ميتة فهي له"‏<br />

(40)<br />

، حتى إن عمر بن الخطاب<br />

رضي االله عنه انتزع أرضا كانت مقطوعة إلى رجل يسمى<br />

‏"بلال بن الحارث المزني"‏ لأنه لم يستطع أن يعمرها كلها.‏<br />

‏*-النظافة والتطهير:‏ على اعتبار أن الطهارة من شروط بعض<br />

العبادات خاصة الصلاة،‏ ولذا شاعت بين المسلمين مقولة<br />

‏"النظافة من الإيمان"‏ وأوردت السنة النبوية آدابا كثيرة في<br />

النظافة والاغتسال والتطيب وحسن الهندام خاصة في<br />

المناسبات العامة كصلاة الجمعة والعيدين،‏ وحثت على إماطة<br />

الأذى عن الطريق.‏<br />

‏*-المحافظة على الموارد:‏ يقول تعالى ‏"ولا تفسدوا في الأرض<br />

بعد إصلاحها<br />

(41)<br />

" والإفساد يكون بالإتلاف وتفويت المنافع<br />

أو التلويث والإسراف،‏ أو بإشاعة الظلم والباطل والشر،‏ ولذا<br />

ى النبي صلى االله عليه وسلم رجلا أن يذبح له شاة حلوبا.‏<br />

وفي السنة إنذار لمن يقتل طيرا أو حيوانا بغير منفعة أو يتخذ<br />

شيئا فيه روح هدفا للتصويب عليه،‏ كما أن ا حثا على<br />

الاستفادة بجلد الميتة.‏<br />

‏*-الحفاظ على صحة الإنسان:‏ وهناك حشد كبير من<br />

النصوص الإسلامية من قرآن وسنة يدعو إلى الحفاظ على<br />

الصحة بدءا من الدعاء بطلب العافية ومرورا بالوسائل التي<br />

تجلب العافية وتحافظ على سلامة البدن وحتى التعامل الإيجابي<br />

مع المرض في حالة وقوعه والمحافظة على البيئة حتى لا تنتقل<br />

عدوى المرض إلى الآخرين.‏<br />

‏*-الإحسان إلى البيئة:‏ والإحسان كلمة تتضمن الإتقان<br />

والشفقة والإكرام،‏ فقد كان النبي صلى االله عليه وسلم يميل<br />

للقطة الإناء حتى تشرب ثم يتوضأ بفضلها،‏ وكان بعض<br />

الخلفاء مثل عمر بن عبد العزيز يكتب إلى عماله ألا يحملوا<br />

الإبل فوق ما لا تطيق وألا يضربوها بالحديد.‏<br />

ومن روائع حديث فقهاء المسلمين في الإحسان إلى الطير ما<br />

كتبه العلامة المغربي ‏"أبو علي بن رحال"‏ من ضرورة أن يتفقد<br />

الإنسان الطير الذي يحبسه كما يتفقد أولاده،‏ وأن يضع لهذا<br />

(39)<br />

.<br />

103


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

الطير خشبة ليركب عليها الطائر حتى لا يضر الوقوف على<br />

الأرض بالطائر ‏(لاحظ هنا مراعاة البعد النفسي والبيئي للطائر<br />

في شريعة الإسلام).‏<br />

‏*-المحافظة على البيئة من الإتلاف:‏ وى الإسلام عن الإتلاف<br />

البيئي للأحياء والنباتات والعمران سواء كان ذلك بدافع<br />

القسوة أو الغضب أو العبث أو الإهمال أو في العمليات<br />

الحربية؛ لذا كان المؤرخ الفرنسي ‏"جوستاف لوبون"‏ يقول:‏<br />

‏"ما عرف التاريخ فاتحا أعدل ولا أرحم من العرب"‏ ومن يتابع<br />

الجرائم الأمريكية في فيتنام والعراق يتأكد من رحمة المسلمين<br />

بغيرهم وبالبيئة أثناء العمليات العسكرية والحروب.‏<br />

: الخلاصة<br />

إن ّ الاهتمام بالبيئة وقضاياها من خلال انتهاج سياسات بيئية،‏<br />

حديث نسبيا،‏ فهو يرتبط بظهور نظرية الآثار الخارجية التي<br />

وردت لأول مرة في أعمال بيقو PIGOU سنة<br />

1920<br />

والتي تلتها عدة مساهمات فيما بعد.‏ ونعني بالآثار الخارجية"‏<br />

آثار الأنشطة لوحدة معينة على رفاهية وحدة اقتصادية أخرى،‏<br />

والتي لم يتم أخذها في الاعتبار من خلال ميكانيكية نظام<br />

السوق،‏ وأصبحت حماية البيئة اليوم من المشاريع التنموية<br />

الهامة التي بدأت جميع الدول المبادرة بالعناية ا،‏ بعد أن تبين<br />

لها أن ّ تلك الحماية ليست ضرورية فقط لصحة الإنسان،‏ وإنما<br />

للتنمية أيضا،‏ وتعني حماية البيئة المحافظة والصيانة والإبقاء على<br />

الشيء المراد حمايته دون ضرر أو حدوث تغيير له يقلل من<br />

قيمته.‏ ودف حماية البيئة إلى<br />

:<br />

-<br />

عوامل البيئة؛<br />

-<br />

وقاية اتمعات البشرية من التأثيرات الضارة لبعض<br />

وقاية البيئة محليا وعالميا من النشاط الإنساني الضار؛<br />

وتعتبر حماية البيئة من أهم المواضيع التي حظيت باهتمام واسع<br />

في الآونة الأخيرة؛ ومن مظاهر هذا الاهتمام ارتباطه بمفهوم<br />

"<br />

التنمية المستدامة"‏ التي تدعو إلى نمط جديد في التنمية يحافظ<br />

على مخزون الموارد الطبيعية المتاحة ويستحدث بدائل نظيفة لا<br />

تدمر البيئة.‏<br />

و بالتالي الادوات القانونية التي تستعملها الدول لحماية البيئة<br />

هي:‏<br />

‏-الادوات القانونية<br />

‏-الادوات الاقتصادية و التجارية<br />

‏-الادوات الجبائية و المالية.‏<br />

قائمة الهوامش و المراجع:‏<br />

1) الس الوطني الإقتصادي و الإجتماعي،‏ مشروع تقرير حول البيئة في الجزائر و رهان التنمية لجنة التهيئة العمرانية،‏ الدورة التاسعة ل<br />

29/28 أكتوبر .1997<br />

2) مجلة التموين و التنمية ، عدد ديسمبر 1996 ص 07/04.<br />

3) ميشال.‏ م،‏ سيرينا،‏ مجلة التمويل و التنمة،‏ عدد ديسمبر 1993 ص 13-11.<br />

4) سورة الأعراف،‏ الآية رقم 74.<br />

5) إحسان علي محاسنة،‏ البيئة و الصحة العامة،‏ دار الشروق 1991 ص 17.<br />

6) عامر محمود طراف،‏ إرهاب التلوث و النظام و العالمي المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ، بيروت 2002 ص 16 نقلا عن<br />

أحمد رشيد،‏ علم البيئة معهد الإنتماء العربي بيروت،‏ ص 5.<br />

7) عامر محمود طراف،‏ مرجع سابق ص 15 نقلا عن ريكاردوس الهبر،‏ بيئة الإنسان،اليونيسيف،‏ بيروت 1982<br />

8) ماجد راغب الحلو،‏ قانون حماية البيئة في ضوءالشريعة ، نشأة المعارف الإسكندرية 2002 ص 39<br />

9) تقلا عن<br />

38. ص.‏<br />

= 4655 page www.fekezed.com/liberery.plup§do=article: vient et التحميل يوم ‎23‎‏/أفريل/‏<br />

20<strong>05</strong><br />

(10<br />

(11<br />

(12<br />

محمد صالح الشيخ،‏ الآثار الاقتصادية و المالية لتلوث البيئة ووسائل الحماية منها ، الطبعة الأولى ، دار الإشعاع القانوني،‏ عام 2002 ص 17.<br />

قانون رقم 04 المؤرخ في <strong>05</strong> فيفري 1994 الجريدة الرسمية مصر العربية.‏<br />

المرسوم التنفيذي رقم 03/83 المؤرخ في 1983/02/<strong>05</strong> و المتضمن قانون حماية البيئة الجزائري.‏<br />

104


___________________________________________________________________ دور الدولة في حماية البيئة -<br />

ص.ص.‏ 1<strong>05</strong>-95<br />

(13<br />

(14<br />

(15<br />

(16<br />

و 17)<br />

معوض عبد التواب،‏ جرائم التلوث،‏ منشأة المعارف الإسكندرية 1986 ص 9.<br />

ماجد راغب الحلو،‏ مرجع سابق ص 40.<br />

عامر محمود طراف،‏ مرجع سابق ص 29.<br />

(18<br />

احمد عبد الكريم سالمة،‏ التلوث النفطي و حماية البيئة ، دار المعارف 1981 الاسكندرية مصر ، ص 98<br />

كمال رزيق و عبيرات مقدم<br />

:<br />

الجباية البيئية كاسلوب للتعاون بين الدول العربية و الاوروبية في حماية البيئة ، ندوة التعاون<br />

الغربي ‏،الاوروبي في مجال حماية البيئة ، اتحاد مجالس البحث العلمي العربي و مركز الدراسات و البحوث الاقتصادية و الاجتماعية ، تونس<br />

20<strong>05</strong>/09/29/27 ص‎34‎<br />

‎19‎‏)مناضل جاسم مركز الإمام الشيرازي للدراسات و البحوث<br />

www.ebea.net/wghet-neaer/13/736 htm10<br />

يوم 20<strong>05</strong>/04/22<br />

(20<br />

أدوات سياسة دولية للبيئةmost/so-areb‏/‏ ogcit/www.unesco.org التحميل يوم<br />

20<strong>05</strong>/07/25<br />

www.unesco.org/most/sq-arab/fiche/3p.httm consulte le 15/04/2003(21<br />

22) أدوات سياسة دولية للبيئة مرجع سابق<br />

(23<br />

منصور مجاجي الوسائل القانونية لحماية البيئة في الجزائر ، الملتقى الوطني لاقتصاد البيئة و التنمية المستدامة يومي<br />

المركز الجامعي المدية<br />

التحميل<br />

2006/06/07/06<br />

.<br />

24) أدوات سياسة دولية للبيئة مرجع سابق<br />

(25<br />

(26<br />

الشعبية.‏<br />

محمد صالح الشيخ،‏ مرجع سابق،‏ ص 331.<br />

منشور وزاري مشترك رقم<br />

01<br />

(27<br />

(28<br />

محمد صالح الشيخ،‏ مرجع سابق ص 341<br />

بين وزارة المالية و وزارة البيئة و يئة الإقليم،‏ موضوع:‏ الرسوم البيئية،‏ الجمهورية الجزائرية الديمقراطية<br />

عبد القادر مران،‏ شرح تشريعات البيئة في مصر و في الدول العربية محليا و دوليا،‏ دار الكتب و الوثائق المصرية،‏ مصر<br />

1996 ص<br />

.841-650<br />

(29<br />

(31<br />

(32<br />

و 30) .www.unesco.org مرجع سابق<br />

محمد صالح الشيخ،‏ مرجع سابق ص 344.<br />

عبد الفتاح مراد،‏ مرجع سابق،‏ ص 630-510.<br />

.www.unesco.org (33<br />

(34<br />

مرجع سابق<br />

البنك العالمي نقلا عن www.unesco.org 1992<br />

35) .www.unesco.org مرجع سابق<br />

‎36‎‏)كمال رزيق و عبيرات مقدم مرجع سابق صص‎16-10‎<br />

(37<br />

قانون المالية لسنة 2003 ‏–الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.‏<br />

‎38‎‏/مصطفى عاشور حماية البيئة...فريضة شرعي<br />

www.islamonline.net/arabic/science/20<strong>05</strong>/<strong>05</strong>/article07.shtml<br />

(39<br />

(40<br />

(41<br />

رواه احمد<br />

رواه ابو داود<br />

سورة الاعراف الاية 56<br />

التحميل يوم 2006/11/02<br />

1<strong>05</strong>


__________________________________________________ أهمية تقييم المؤسسات في اتخاذ قرارات الاستثمار المالي -<br />

أهمية تقييم المؤسسات في اتخاذ قرارات الاستثمار المالي<br />

ص.ص.‏ 119-107<br />

هواري سويسي<br />

- جامعة ورقلة<br />

*<br />

*<br />

ملخص:‏<br />

يحاول هذا المقال إبراز أهمية تقييم المؤسسات-‏ من<br />

خلال تقييم الأوراق المالية في بورصة القيم-‏ بالنسبة لعملية<br />

اتخاذ القرار للمستثمرين الماليين،‏ التي تدخل في إطار تسيير<br />

حوافظهم المالية.‏ وذلك من خلال التعرض للمداخل المستعملة<br />

في تحليل الأوراق المالية(أولا)،‏ وطرق التقييم المستعملة في<br />

الوقوف على قيمة الأوراق المالية(ثانيا)،‏ وذلك في إطار نقدي<br />

وتحليلي لهذه المداخل والطرق،‏ بغية ترقية ومساعدة المستثمرين<br />

في ترشيد تصرفام وقرارام،‏ الأمر الذي ينعكس على كفاءة<br />

السوق المالي.‏<br />

الكلمات المفتاح:‏ التحليل الأساسي،‏ التحليل الفني،‏ تحليل<br />

الأوراق المالية،‏ طرق التقييم،‏ مضاعف الربح إلى العائد،‏ نموذج<br />

استحداث توزيعات الأرباح،‏ اتخاذ القرار.‏<br />

تمهيد:‏<br />

يهدف المستثمرون الماليون من وراء استثمارهم في<br />

الأوراق المالية إلى تعظيم مكاسبهم ومنافعهم،‏ من خلال زيادة<br />

قيمة ومردودية تلك الأوراق المالية،‏ الأمر الذي يؤدي بالتبعية<br />

إلى زيادة ثروم ‏(ارتفاع القيمة).‏ ولتحقيق ذلك لابد لهم من<br />

توفر أدوات منهجية تساعدهم في اتخاذ القرارات المرتبطة<br />

بذلك؛ الشراء أو البيع أو الاحتفاظ حسب كل حالة ضمن<br />

السياسة والاستراتيجية المتبعة في تسيير محافظهم.‏<br />

مما سبق،‏ يجعل من عملية تحليل وتقييم الأوراق المالية<br />

محل اهتمام الأطراف المتعاملة ببورصة القيم،‏ باعتبارها تعد<br />

الخطوة الهامة في سبيل اختيار الأوراق المالية المراد الاستثمار<br />

فيها.‏ فبالنسبة لمديري المحافظ الاستثمارية يكون ذلك التحليل<br />

مهم عند<br />

بداية تشكيل المحفظة للمرة الأولى من خلال معرفة الأوراق<br />

المالية الجذابة من منظور المردودية والخطر.‏<br />

وبذلك يستطيع المستثمر تحقيق أهدافه من وراء هذا التحليل،‏<br />

بما يمكنه من فحص العديد من البدائل الاستثمارية المتاحة<br />

بشكل يساعده على اتخاذ القرارات المتعلقة بحيازته أو عدم<br />

حيازته للأوراق المالية(إبراهيم فريد.م.أ،‏‎1984‎‏،ص:‏‎21‎‏).‏<br />

كما يبقى دور التحليل مستمر في تقييم المحفظة،‏ لأن ما كان<br />

جذابا قد لا يكون كذلك،‏ والعكس صحيح في ظل التدفق<br />

المستمر للمعلومات الجديدة.‏<br />

وتمثل مداخل التحليل نظاما يحتوي على تقنيات<br />

تشخيص وتقييم للأوراق المالية المستهدفة ‏(مدخل التحليل<br />

الأساسي)‏ وتقنيات وأساليب لدراسة حركة الأسعار لمعرفة<br />

واكتشاف نمط معين تسلكه في المستقبل القريب ‏(مدخل<br />

التحليل الفني)‏ ، قصد اتخاذ القرار المناسب حسب كل ظرف.‏<br />

ويلعب التقييم دورا مهما عند محاولة الوقوف على القيمة<br />

الحقيقية للأوراق المالية،‏ واكتشاف فرص تحقيق الأرباح،‏ ومن<br />

ثم توجيه القرارات بشكل سليم.‏<br />

مما سبق يحاول هذا المقال الوقوف وتسليط الضوء<br />

على أهمية طرق وتقنيات تقييم المؤسسات في عمليات اتخاذ<br />

القرارات المرتبطة بالاستثمار المالي داخل البورصة.‏<br />

وعلى هذا الأساس،‏ وقصد تحليل هذا الموضوع<br />

سنتطرق إلى العناصر الآتية:‏<br />

المداخل المستعملة في تحليل الأوراق المالية<br />

طرق تقييم الأوراق المالية<br />

:-1<br />

المداخل المستعملة في تحليل الأوراق المالية<br />

يوجد مدخلان شائعان في تحليل الأوراق المالية<br />

يستعملهما المحللون الماليون،‏ إذ ينطلقان من أسس وفلسفة<br />

مختلفة تماما عن بعضهما البعض،‏ وهما:‏<br />

2-1: مدخل التحليل الفني<br />

يعتبر هذا المدخل من بين الأدوات التي تستعمل في<br />

اتخاذ القرارات المرتبطة بالاستثمار في الأوراق المالية.‏ إذ يقوم<br />

على تتبع حركة الأسعار وأحجام التداول،‏ التي سبق تسجيلها<br />

في السوق لاكتشاف سلوك أو نمط تتبعه حركة الأسعار،‏ ليتم<br />

على إثرها ‏–وفق زمن يعتبر محددا-‏ اتخاذ القرار المناسب<br />

للمستثمر.‏ وعلى هذا الأساس،‏ يمكن تعريف هذا المدخل<br />

بأنه:"التحليل الذي يدرس حركة السوق بالاستعانة<br />

دف معرفة(لحظة<br />

أساسا بالمنحنيات<br />

التقييم)‏ لتأثير(انعكاس)‏Anticiper الاتجاهات المستقبلية<br />

على الأسعار<br />

Les<br />

"<br />

Action<br />

Les graphiques<br />

tendances<br />

futures<br />

.( L.Thiaville,2002,P10)<br />

107


في–‏<br />

مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

إذا من خلال ذلك،‏ يسعى أصحاب هذا التحليل إلى<br />

دراسة كل مسببات العرض والطلب وكيفية تشكلهما في<br />

الماضي لمختلف أسعار الأسهم،‏ من خلال تحليل دوافع قرارات<br />

المستثمرين.‏ وبذلك تتكون لهؤلاء المحللين صورة عن مسببات<br />

حركة الأسعار وعن نمط معين تسلكه،‏ مما قد يتيح لهم اتخاذ<br />

قرارات لفائدة زبائنهم مفضية لتحقيق مكاسب إضافية.‏ ويعتبر<br />

التوقيت المناسب لاتخاذ القرار أحد العوامل الهامة والمحددة<br />

بالنسبة لهذا المدخل،‏ إذ بمعرفة السلوك الذي تسيير عليه<br />

الأسعار،‏ وفي ظل ظهور بوادر سبق وان شوهد أثرها على<br />

الأسعار ستكون هناك فرصة لتحرك الأسعار بنفس السلوك.‏<br />

" Charles Henry Dow<br />

والذي ارتبط اسمه بمؤشر داوجونز<br />

لمتوسط الصناعة الذي ساهم في بنائه مع شريكه"ايدي جونز<br />

" Eddie Jones ، ومن بين الأسباب التي أدت إلى نجاح هذه<br />

النظرية هو تنبؤها بالأزمة المالية التي حدثت في الثلاثينات<br />

والتي نجم عنها الكساد العظيم،‏ وقد نشرت جريدة<br />

‏"والستريت"-‏ الذي كان أحد مؤسسيها-‏ في ذلك تحليلا<br />

يقوم على نظرية ‏"داو"‏ أشارت فيه أن فترة السوق الصعودي<br />

قد انتهت وقد بدأت فترة السوق الهبوطي،‏ وقد صح ذلك<br />

التنبؤ وأخذت أسعار الأسهم في الهبوط<br />

فعلا(م.إ.هندي،‏‎2002‎‏،‏ ص:‏‎428‎‏(بتصرف)).‏<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

ويقوم هذا المدخل على جملة من الافتراضات،‏<br />

تتمثل في ما يلي:(إبراهيم فريد.م.أ،‏‎1984‎‏،ص:‏‎26‎‏)‏<br />

تتحدد القيمة السوقية للسهم على أساس قوى<br />

السوق،‏ ممثلة في العرض والطلب؛<br />

تحكم العرض والطلب عوامل متعددة بعضها<br />

موضوعي،‏ والبعض الآخر غير موضوعي،‏ حيث أن العوامل<br />

الموضوعية نجدها تدخل في نطاق اهتمامات التحليل الأساسي،‏<br />

بينما تتمثل العوامل غير الموضوعية التي لا تتفق مع التحليل<br />

الأساسي على سبيل المثال في مزاج المستثمرين ‏(الحالة<br />

النفسية)،‏ والتخمين،....‏ ؛<br />

يتيح السوق بصفة آلية ومستمرة وزنا لكل<br />

متغير من المتغيرات التي تحكم العرض والطلب،‏ سواء<br />

الموضوعية منها أو غير الموضوعية،‏ ليتم بشكل تلقائي تحديد<br />

الأسعار الملائمة؛<br />

باستثناء التقلبات الطفيفة التي تحدث للأسعار<br />

من وقت لآخر،‏ فإن الحالة العامة تقضي بأن أسعار الأسهم<br />

تميل إلى التحرك في اتجاه معين وتستمر لفترة زمنية طويلة؛<br />

يرجع التغير في اتجاه أسعار الأسهم في الأساس<br />

إلى التغير في العلاقة بين العرض والطلب،‏ إذ يمكن معرفة<br />

أسباب ذلك من خلال تتبع ما يجري داخل السوق نفسه آجلا<br />

أم عاجلا.‏<br />

ولغرض القيام بالتحاليل المرتبطة بدراسة حركة<br />

الأسعار في الماضي،‏ يستعمل الفنيون عدة أساليب تمكنهم من<br />

ذلك،‏ خاصة منها المتوسط المتحرك والاعتماد على رسم<br />

الخرائط.‏ إذ أن هذه الأخيرة نجدها قد ارتبطت بتسمية<br />

أصحاب هذا المدخل،‏ فتسمية تعني مستعملي<br />

الخرائط.‏<br />

les chartistes<br />

ومن بين الأساليب المعروفة في مجال التحليل الفني،‏<br />

نجد نظرية ‏"داو"‏ التي تعد أقدم وأشهر أدوات التحليل في هذا<br />

المدخل.‏ إذ تنسب النظرية إلى مؤسسها شارلس هنري داو<br />

كما يعد ‏"رالف نيلسون إيليوت<br />

من بين السباقين في اعتماد منهج التحليل الفني،‏ إذ<br />

نجده في سنوات الثلاثينات قد ذهب بعيدا في تفصيل وصف<br />

الدورات البورصية أكثر من سابقه(داو)،‏ وللأهمية التي يتمتع<br />

ا أسلوبه في مجال التحليل الفني،‏ نجد بأن هناك نظرية وطرق<br />

اقترنت باسمه<br />

طريقته في التحليل استطاع أن يتنبأ في سنه<br />

وسط الحركة التصحيحية التي عرفتها البورصة ‏(فترة الهبوط<br />

الشديد للاسعار التي تنبأ ا ‏"داو")-‏ بأن السوق الأمريكي هو<br />

في بداية أن يستعيد بقوة وبشكل دائم عافيته ‏(ارتفاع<br />

Ralph Nelson<br />

، فبفضل<br />

1935<br />

Théorie et méthodes d <strong>El</strong>liot<br />

" <strong>El</strong>liott<br />

الأسعار)(‏L.Thiaville,2002,P08‎<br />

.(<br />

ومن بين الأساليب التي تستخدم في هذا التحليل<br />

إضافة لنظريتي ‏"داو"‏ و"إيلوت"،‏ نذكر على سبيل المثال ما<br />

يلي 1)<br />

1- مؤشر أو خريطة القوة النسبية:‏<br />

يحاول هذا الأسلوب اكتشاف الأسهم ذات القوة<br />

النسبية،‏ إذ أن هذا المفهوم يقضي بأن درجة تقلب أسعار<br />

الأسهم تتفاوت،‏ بحيث توجد بعض الأسهم التي ترتفع<br />

أسعارها بشكل حاد وسريع استجابة لارتفاع السوق،‏ غير أن<br />

أسعارها تستجيب ببطء نحو الانخفاض في حالة السوق<br />

الترولي،‏ فهذا النوع من الأسهم الذي يتميز ذا السلوك يطلق<br />

على أسعاره بأا تتسم بقوة نسبية.‏ ومن ثم نجد أن المحللين<br />

يحاولون استخدام بعض المؤشرات لاكتشاف ذلك كحساب<br />

معدل المردودية على الاستثمار للأسهم ليصنف من خلاله<br />

الأسهم ذات المتوسط للمردودية المرتفع على أا تتميز بقوة<br />

نسبية،‏ بالإضافة إلى استخدام مؤشرات أخرى،‏ وقد يتم<br />

الاستعانة برسوم وخرائط تظهر المؤشرات المستخدمة،‏ وذلك<br />

لإتاحة قراءة وتتبع افضل لمثل هذه الأنواع من الأسهم.‏<br />

"<br />

108


__________________________________________________ أهمية تقييم المؤسسات في اتخاذ قرارات الاستثمار المالي -<br />

2- حساب المتوسط المتحرك:‏<br />

بناء علي هذا الأسلوب،‏ يعتقد الفنيون أن أسعار<br />

الأسهم تميل إلى سلوك اتجاه معين،‏ لذا نجدهم يقومون بحساب<br />

المتوسط المتحرك لسعر السهم لفترة كافية تمكنهم من الحكم<br />

على اتجاه حركة الأسعار في المدى الطويل،‏ فإذا ما تم<br />

اكتشاف ذلك أمكنهم من تحديد الوقت المناسب لاتخاذ<br />

القرار.‏<br />

3- استخدام الخرائط:‏<br />

يغلب كثيرا على عمل الفنيين استخدام الخرائط،‏<br />

وهذا ما يفسر ارتباط تسميتهم ا،‏ وتفيد الخرائط كثيرا في<br />

نقل المعلومات والمؤشرات التي تتتبع سلوك الأسعار في الماضي،‏<br />

مما تتيح للمحلل رؤية أدق لتلك المعلومات فيما لو كانت في<br />

شكل أرقام،‏ وتفيده بذلك في استنتاج التحاليل المفضية إلى<br />

تحديد أوقات الارتفاع والانخفاض ومدة ذلك...الخ.‏ ولهذا<br />

الغرض توجد عدة أنواع من الخرائط كخرائط الأعمدة<br />

والنقطة والشكل،‏ إذ يستعمل كل نوع للغرض الذي يحاول<br />

المحلل الوصول إليه.‏<br />

مما سبق،‏ يمكن أن نلاحظ أمرين يرتبطان ذا المدخل<br />

وهما:‏<br />

لا يعترف هذا المدخل بصيغة كفاءة السوق عند<br />

مستواها الضعيف،‏ إذ يحاول أصحاب هذا المدخل تحليل<br />

المعلومات الماضية من خلال تتبع حركة الأسهم،‏ لإيجاد نمط أو<br />

سلوك،‏ يمكن معه تحقيق أرباح غير عادية،‏ وبالتالي فهم لا<br />

يعتقدون بعشوائية حركة الأسهم المطابقة لكفاءة السوق؛<br />

لا تتمثل مخرجات هذا التحليل في تحديد قيمة الأسهم،‏<br />

إذ يحاول أصحابه اكتشاف نمط معين تسلكه الأسعار،‏ ليتسنى<br />

لهم تحديد وقت الارتفاع أو الانخفاض،‏ ليتم على إثره اتخاذ<br />

القرار المناسب،‏ وعليه يهدف تحليل أصحاب هذا المدخل إلى<br />

تحديد الوقت المناسب لاتخاذ القرار،‏ ولا يمكنهم من تحديد قيم<br />

مناسبة للأسهم.‏<br />

ص.ص.‏ 119-107<br />

•<br />

•<br />

2-1-3-1: مدخل التحليل الأساسي<br />

يهدف أصحاب هذا المدخل في اية التحليل إلى<br />

البحث والوصول للقيمة الحقيقية للورقة المالية محل المتابعة،‏ إذ<br />

نجده يعتمد في ذلك على طرق التقييم.‏ ومن خلال تسمية<br />

التحليل الأساسي التي تطلق على هذا المدخل،‏ نجد أن القيمة<br />

الحقيقية محل البحث تتحدد وفقا للعوامل الأساسية الناتجة عن<br />

خصوصيات الشركة المصدرة للورقة المالية والقطاع والمحيط<br />

الاقتصاديين اللذان تنشط فيهما،‏ وتأثير ذلك على تدفقاا<br />

المستقبلية وعلى معدل المردودية والمخاطرة المرتبطتين ا.‏<br />

ويمر متتبعي هذا المنهج في تحليل وتقييم الأوراق<br />

المالية-‏ بغية الوصول إلى هدفهم بشكل سليم-‏ بمنهجية<br />

واضحة ومتسلسلة،‏ حيث تتضمن جمع المعلومات وتحليل<br />

وتشخيص كل الظروف المؤدية إلى التنبؤ بالتدفقات وبمعدل<br />

المردودية والمخاطرة المرتبطة بالورقة المالية المستهدفة،‏ ومن ثم<br />

اللجوء إلى عملية التقييم للوصول للقيمة الحقيقية،‏ ليتم بعد<br />

ذلك اتخاذ القرار المناسب.‏ لذا ففي هذا الشأن نجد أن المحلل<br />

المالي يأخذ الوقت الأطول والعناية الكافية في المرحلة الأولى<br />

المتمثلة في جمع وتحليل المعلومات،‏ نظرا لحساسيتها وتأثير<br />

مخرجاا بشكل مباشر على عملية التقييم والقيمة الحقيقية<br />

للورقة المالية من جهة،‏ ومن جهة أخرى طول وتعدد خطواا<br />

في الأساس.‏<br />

مما سبق،‏ يقوم المحلل المالي الذي يتبع هذا المدخل بالخطوات<br />

التالية:‏<br />

أ-‏ مرحلة تحليل العوامل الأساسية:‏<br />

في هذا الشأن يتم تحليل وتشخيص العوامل؛ الكلية<br />

للاقتصاد؛ المرتبطة بالقطاع الذي تنشط فيه الشركة والمرتبطة<br />

مباشرة بالشركة.‏ ما يلاحظ على هذه التحاليل،‏ هو تسلسلها<br />

وترتيبها،‏ انطلاقا من تحليل معلومات الاقتصاد الكلي،‏ مرورا<br />

بمعلومات عن نشاط القطاع ‏(أو القطاعات)‏ الاقتصادي<br />

المستهدف،‏ ثم بعد ذلك المعلومات الخاصة بالشركة المستهدفة.‏<br />

وعلى هذا الأساس يوجد أسلوبان متعارف عليهما لدى<br />

المحللين في تتبع خط التحليل السابق،‏ وهما:‏<br />

.2<br />

يعنى هذا المدخل والذي يطلق على أصحاب من<br />

يستعملونه بالأساسيين<br />

البيانات والمعلومات الاقتصادية والمالية دف التنبؤ بما ستكون<br />

عليه الأرباح والتدفقات المستقبلية للشركة محل التحليل.‏<br />

ويرتكز هذا التحليل على فلسفة وأفكار مستمدة من نظريتي<br />

الاستثمار والتقييم،‏ حيث يبدأ بمرحلة التشخيص من جمع<br />

وتحليل للمعلومات،‏ ليتم بعد ذلك في مرحلة ثانية قياس قيمة<br />

ما ستؤول إليه الأسهم<br />

1. أسلوب التحليل من الأعلى إلى الأسفل؛ حيث يتم وفق<br />

هذا الأسلوب-‏ الذي يطلق عليه أيضا التحليل من الكل إلى<br />

الجزء-‏ تحليل الظروف والعوامل الاقتصادية الكلية للدولة،‏ ثم<br />

يليه تحليل ظروف القطاع الاقتصادي الذي تنشط فيه الشركة<br />

محل التقييم،‏ وبعد ذلك تحليل عوامل الشركة ذاا.‏<br />

أسلوب التحليل من الأسفل إلى الأعلى؛ الذي يسمى أيضا<br />

بالتحليل من الجزء إلى الكل،‏ حيث يعمل هذا الأسلوب<br />

بعكس اتجاه الأسلوب السابق.‏<br />

، بتحليل<br />

Les fondamentalistes<br />

.<br />

(2)<br />

109


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

:<br />

(3)<br />

•<br />

•<br />

يرى للوهلة الأولى أن تتبع كلا الأسلوبين سيوصلان<br />

إلى نتائج تحليل متماثلة،‏ لكن الواقع غير ذلك وتمثل هذه الحالة<br />

الاستثناء من الحالة العامة التي تكون فيها النتائج غير متقاربة،‏<br />

وإلا بما يفسر استعمالهما في التحليل بالرغم من مرورهم على<br />

نفس المحطات.‏ وانطلاقا من التباين الحاصل بين استعمال<br />

الأسلوبين على مستوى نتائجهما،‏ يطرح التساؤل حول<br />

الأفضل والأحسن في الوصول إلى نتائج مقاربة إلى الواقع<br />

والمفضية لاتخاذ قرارات سليمة وصائبة لفائدة المستثمر.‏<br />

وعموما،‏ يمكن أن يضع المحلل المالي نصب عينيه<br />

لاختيار أحد الأسلوبين أو الجمع بينهما نقطتين أساسيتين<br />

وهما:‏<br />

أن يراعي قيد تكاليف العملية،‏ بحيث يحاول استعمال<br />

الأسلوب الذي يتيح له الوصول إلى اكتشاف الاستثمارات<br />

ذات الجاذبية وبأقل التكاليف الممكنة،‏ كون أن زيادة هذه<br />

الأخيرة ستقلل من هامش الأرباح المتوقعة؛<br />

ولابد أن يدرك المحلل المالي بأن اختياره لأي أسلوب<br />

والوصول إلى القيمة المعطاة للسهم،‏ ما هو إلا رأي يحمل صفة<br />

الموضوعية إذا كان محل إجماع وقبول عامين لدى المتعاملين في<br />

السوق،‏ سواء كانوا المستثمرين أو المحللين الماليين،‏ لأنه إن لم<br />

يدرك السوق-‏ فيما بعد-‏ بأن القيمة الحقيقية هي تلك القيمة<br />

المتوصل إليها في تحليله فإنه لا يمكنه تحقيق أرباح إضافية.‏<br />

ويمكن أن نستعرض العوامل الأساسية التي يتم تحليلها بشكل<br />

موجز على النحو الآتي<br />

الاقتصاد على عكس فترات الكساد(إ.ف.محمد أمين،‏<br />

إذ أن ذلك سيتيح للمستثمر المالي أخذ<br />

صورة عامة عن الاستثمار في ذلك البلد،‏ ومن ثم يستطيع أن<br />

يتخذ القرارات المناسبة المتطابقة مع حالة الانكماش أو حالة<br />

الرواج،‏ أو يحاول في حالة الانكماش أن يتوجه لأمكنة مالية<br />

في بلدان أخرى،‏ أو أنه يبحث في الاستثمار في استثمارات<br />

أخرى كالمعادن النفيسة والعقارات.‏<br />

1984، ص:‏‎28‎‏).‏<br />

.2<br />

تحليل وضعية القطاع:‏<br />

تعد عملية تشخيص وضعية القطاعات المختلفة<br />

للاقتصاد مرحلة أساسية لاختيار القطاع أو القطاعات<br />

الواعدة،‏ فعملية اختيار الأوراق المالية للشركات،‏ تتأثر<br />

بالدرجة الأولى بحالة القطاع الذي تنشط فيه بشكل عام.‏ إذ<br />

أن تحليل القطاع يوفر للمحلل معلومات هامة كحجم الطلب<br />

في السوق على منتجات القطاع،‏ حالة المنافسين،حواجز<br />

الدخول والخروج.‏ بالإضافة إلى معرفة السياسة الاقتصادية<br />

للدولة تجاه القطاعات،‏ إذ قد تكون بعض القطاعات تلقى<br />

تحفيزات جبائية لتشجيع الاستثمارات فيها.‏<br />

إذا فتحليل القطاع وجمع المعلومات عنه،‏ تساعد<br />

المحلل في أخذ صورة أولية عن الشركات المنتمية لنفس<br />

القطاع،‏ إذ أا ستكون متفقة ومتشاة في الخصائص،‏ وتكون<br />

عرضة في أحيان كثيرة لنفس المخاطر المرتبطة بالقطاع.‏ مما<br />

تساعده في توقع المخاطر والمردودية المرتبطتين بالشركة.‏<br />

1. تحليل العوامل الكلية للاقتصاد:‏<br />

في هذا الإطار،‏ يقوم المحلل بالبحث واكتشاف حالة<br />

الظرف الاقتصادي(‏ رواج أو انكماش)،‏ بالإضافة إلى تتبع<br />

نتائج السياسة الاقتصادية من خلال السياستين المالية والنقدية<br />

ومدى تأثيرها على امعات الكبرى والحسابات الوطنية<br />

كحجم الاستهلاك ، معدلات البطالة،‏ الكتلة النقدية،‏<br />

معدلات التضخم،‏ الضرائب،‏ أسعار الفائدة،‏ أسعار الصرف،‏<br />

معدل النمو،...الخ.‏<br />

وبعد ذلك يحاول المحلل معرفة تأثير التغيرات الحاصلة<br />

على وضعية ومؤشرات الاقتصاد الكلي على توقعات الأرباح<br />

ومعدلات المردودية والمخاطرة للشركات،‏ ذلك لأن وضعية<br />

الاقتصاد الكلى تؤثر على حالة الأعوان الاقتصاديين بما فيهم<br />

الشركات.‏ و يفيد أيضا تحليل العوامل الاقتصادية الكلية في<br />

تحديد توقعات وسلوك بورصة القيم،‏ فمثلا في فترات الرواج<br />

الاقتصادي نجد أن أسعار الأسهم ترتفع كمؤشر لمدى الثقة في<br />

3. تحليل الشركة:‏<br />

يقوم هذا التحليل على تشخيص وفحص شامل<br />

لوضعية الشركة ووظائفها،‏ مما يسمح للمحلل المالي من تتبع<br />

وتوقع الأداء الاقتصادي للشركة الذي يمكنه من فهم سلوك<br />

أسهمها،‏ من خلال تقدير التدفق النقدي والمردودية والمخاطرة<br />

المرتبطة ا،‏ إذ أنه إذا كان من المتوقع أن يكون الأداء<br />

الاقتصادي جيدا فإن قيمة السهم سترتفع.‏<br />

وتمر عملية التحليل والتشخيص بخطوات تشمل<br />

فحص الوضعية المالية الماضية لتمكن من التنبؤ بما ستؤول إليه<br />

في المستقبل.‏ إذ يتم تحليل البيانات والمعلومات المنبثقة من<br />

القوائم المالية التي أعدا الشركة ‏(الميزانية وجدول حسابات<br />

النتائج بالدرجة الأولى)،‏ للتمكن من تقييم الأداء الاقتصادي<br />

والمالي للشركة خلال الفترات السابقة القريبة بواسطة فحص<br />

وتحليل السيولة،‏ استخدام الأصول،‏ الهيكل المالي والربحية<br />

والنشاط،‏ ومن ثم إمكانية قياس المردودية والمخاطرة.‏<br />

بالإضافة إلى الوقوف على بعض المعلومات خارج القوائم<br />

110


__________________________________________________ أهمية تقييم المؤسسات في اتخاذ قرارات الاستثمار المالي -<br />

المالية المنشورة،‏ والمتمثلة في معلومات نوعية تشمل طبيعة<br />

النشاط ونوعية الإدارة والقدرة التنافسية للشركة داخل<br />

القطاع الذي تنشط فيه،‏ ويتم ذلك بالاستعانة بتشخيص<br />

شامل يسمح بفحص كامل للشركة من خلال بعدها<br />

الاستراتيجي،‏ تحليل مختلف وظائفها،‏ توازا المالي وتقييم<br />

الخصائص المرتبطة ويتها.‏<br />

لا شك أن ما سبق مفيد لجمع المعلومات المطلوبة<br />

لقياس القيمة الحقيقية للورقة المالية في المستقبل،‏ إلا انه لا<br />

تكتمل الصورة للمحلل المالي إلا بعد القيام بعملية التنبؤ بأداء<br />

الشركة في المستقبل،‏ وذلك من خلال إعداد القوائم المالية<br />

التقديرية باستعمال التشخيص الشامل وبالتركيز على<br />

التشخيص المالي والاستراتيجي الذي يمكن من معرفة والتنبؤ<br />

بأفاق الشركة في سوقها،‏ بالإضافة إلى التحليل والوقوف على<br />

نقاط القوة والضعف المتعلقة بالجوانب الداخلية للشركة<br />

والفرص والتهديدات المرتبطة بالمحيط الخارجي لها في ظل<br />

الظرف الاقتصادي العام وظروف القطاع الذي تنشط فيه<br />

الشركة،‏ وبالاستعانة بالتحليل والتشخيص الماليين للشركة<br />

للقوائم المالية خلال الفترات السابقة.‏<br />

ب-‏ مرحلة التقييم:‏<br />

تبحث عمليات التحليل السابقة في مجملها عن<br />

توجيه الاستثمار من خلال المرور بمختلف المراحل،‏ وفي ذات<br />

الوقت تعمل على جمع المعلومات والبيانات قصد الوقوف على<br />

الأوراق المالية ذات الجاذبية ليتم اتخاذ القرارات المناسبة.‏ وبغية<br />

الوصول إلى ذلك لابد بالقيام بمرحلة التقييم التي تكمل المرحلة<br />

الأولى،‏ إذ تؤثر مخرجات عملية التحليل بشكل مباشر في<br />

مدخلات عملية التقييم،‏ التي تتمثل في شقين أساسيين،‏<br />

يتمثلان في التدفقات المستقبلية و/أو الأرباح وتوزيعات<br />

الأرباح)‏ ومعدل الاستحداث معدل الخصم).‏<br />

ص.ص.‏ 119-107<br />

)<br />

)<br />

بعد جمع البيانات والمعلومات المستخلصة من<br />

خطوات التحليل والتشخيص في المرحلة السابقة،‏ يقوم المحلل<br />

بدراستها وتصنيفها وتحليلها لترجمتها في شكل قيمة للورقة<br />

المالية المستهدفة بواسطة آلية التقييم.‏ وتعد عملية التصنيف<br />

والتحليل مكملة لعمليات التحليل في المرحلة السابقة،‏ ولا<br />

تأخذ جهدا ووقتا كبيرا،‏ لأن عملية التحليل في المرحلة السابقة<br />

قد فصلت ومست كل جوانب الاستثمار،‏ وقدمت في مرحلة<br />

تحليل الشركة مدخلات تفيد مباشرة في التقييم.‏ إلا أن هذا<br />

كله لابد من أن يمر بإعادة تصنيف وتحليل ومطابقة نتائج<br />

مستويات التحليل السابقة للخروج بالمدخلات النهائية لعملية<br />

التقييم.‏<br />

-<br />

-<br />

وبعد القيام بجميع التحليلات يتم الخروج ب:‏<br />

سلسلة توقعات لتدفقات الأرباح،‏ بالإضافة<br />

لتوزيعات الأرباح التي م المستثمر المالي في الأسهم بالدرجة<br />

الأولى،‏ لأا تمثل التدفقات الحقيقية التي سيحصل عليها على<br />

عكس الأرباح التي تمثل الثروة لحامل السهم.‏<br />

تحديد معدل الخصم،‏ إذ في هذا الشأن يتم<br />

استعمال معدل المردودية المطلوب من طرف المستثمر على<br />

الأوراق المالية للشركة المعنية،‏ والذي يتحدد على ضوء علاوة<br />

الخطر التي تقابل المخاطر النظامية المرتبطة ذا الاستثمار،‏ ويتم<br />

كثيرا استعمال نموذج تسعير ‏(توازن)‏ الأصول المالية<br />

في تحديده.‏<br />

MEDAF<br />

•<br />

.1<br />

.2<br />

•<br />

.1<br />

.2<br />

•<br />

بعد ذلك يتم استعمال إحدى الطرق الموافقة لتقييم<br />

الأوراق المالية،‏ للخروج بالقيمة الحقيقية الموافقة للمعلومات<br />

التي تم تحلليها.‏ إذ تعتبر هذه القيمة مخرجا لنظام التقييم تفيد<br />

المستثمر المالي في اتخاذ القرار المناسب،‏ بمقارنة القيمة المحسوبة<br />

مع السعر المسجل في البورصة لحظة التقييم،‏ وبالنظر إلى<br />

ملكيته للورقة المالية من عدمها،‏ وذلك على النحو التالي:‏<br />

إذا كانت القيمة الحقيقية أكبر من القيمة السوقية<br />

سيكون القرار المناسب هو:‏<br />

إذا كان يملك الورقة المالية ضمن محفظته الاستثمارية،‏<br />

فإنه يقرر الاحتفاظ ا؛<br />

إذا كان لا يملك الورقة المالية،‏ فإنه يقرر أن يشتريها<br />

وبذلك سيحقق أرباحا إضافية عندما سترتفع القيمة السوقية.‏<br />

إذا كانت القيمة الحقيقية أقل من القيمة السوقية سيكون<br />

القرار المناسب هو:‏<br />

إذا كان يملك الورقة المالية،‏ ضمن محفظته الاستثمارية<br />

فإنه يقرر بيعها تفاديا للخسارة المحتملة؛<br />

إذا كان لا يملك الورقة المالية،‏ فإنه يقرر بيعها على<br />

المكشوف،‏ وبذلك سيحقق المستثمر ربحا إضافيا.‏<br />

إذا كانت القيمة الحقيقية تساوي القيمة السوقية،‏ فلا<br />

توجد أرباح غير عادية،‏ إذ تمثل هذه الحالة إحدى نتائج<br />

السوق الكفؤة،‏ مما لا يدع مجالا للمضاربة التي دف لتحقيق<br />

فوائض القيمة لمستثمرين على حساب آخرين،‏ وبالتالي لا<br />

يمكن اتخاذ القرارات الهادفة لذلك،‏ ويستطيع المستثمرون من<br />

اتخاذ قرارات الشراء والبيع والاحتفاظ في إطار تسيير<br />

حوافظهم المالية،‏ إذ يكون في هذه الحالة المحرك لاتخاذ القرار<br />

هو العوائد ‏(توزيعات الأرباح)‏ والمخاطرة المرتبطة ذا<br />

الاستثمار.‏<br />

وعموما،‏ ما يمكن ملاحظته على التحليلين الفني<br />

والأساسي،‏ أما يختلفان كثيرا من حيث فلسفة التحليل التي<br />

يقومان عليها.‏ إذ أن التحليل الأساسي يهدف إلى البحث عن<br />

111


ج"‏<br />

مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

-<br />

القيمة الحقيقية للورقة المالية من خلال تحليل العوامل الأساسية<br />

التي تؤثر على تدفقها في المستقبل،‏ وبذلك نجده يوافق نظرية<br />

الاستثمار،‏ وباستعمال طرق التقييم نجده يعتمد على نظرية<br />

التقييم،‏ إذ يتبع أسلوبا منهجيا واضحا وسليما،‏ وبذلك فهو<br />

يتميز بالطابع الأكاديمي-المهني.‏ بينما نجد أن التحليل الفني<br />

يقوم على تحليل حركة أسعار الأوراق المالية انطلاقا من<br />

بيانات السوق الماضية،‏ لمحاولة اكتشاف نمط معين،‏ يتم على<br />

أساسه اختيار الوقت المناسب لاتخاذ القرار المناسب،‏ إذ يعتمد<br />

كثيرا على فكرة أن المستقبل هو امتداد للماضي،‏ دون<br />

الاعتماد على نظرية تحكمه،‏ وبالتالي نجده عملا مهنيا صرفا<br />

عكس التحليل الأساسي.‏<br />

وفي الأخير يمكن القول،‏ بأنه بالرغم من تميز التحليل الأساسي<br />

بنوع من البطء والثقل و ارتفاع التكاليف بالمقارنة بالتحليل<br />

الفني،‏ نظرا لطول مراحله.‏ إلا أنه يبقى الأحسن والمفضل ‏–في<br />

نظرنا-‏ لتميزه بما يلي:‏<br />

- التوافق مع نظرية الاستثمار ونظرية التقييم،كون مخرجاته<br />

تتمثل في القيمة الحقيقية للورقة المالية،‏ على عكس التحليل<br />

الفني الذي لا يصل إلى قيمة للورقة المالية،‏ بل اختيار التوقيت<br />

فقط؛<br />

- يستعمل طريقة منهجية واضحة وسليمة،‏ إذ ينطلق من جمع<br />

وتحليل وتشخيص المعلومات حول الورقة المالية،‏ ليتم في<br />

الأخير ترجمة ذلك في شكل قيمة حقيقية للورقة المالية؛<br />

ثبت أن الفرض المتوسط والقوي للكفاءة يصعب<br />

تحقيقهما،‏ مما يجعل من التحليل الأساسي ذو جدوى،‏ عكس<br />

التحليل الفني،‏ الذي أثبتت الدراسات الأكاديمية الميدانية من<br />

تحقق فرضية المستوى الضعيف للكفاءة،‏ مما يقوض من<br />

استعماله في التنبؤ.‏<br />

.<br />

(5)<br />

الفني في اختيار الوقت المناسب لشراء تلك الأوراق المالية التي<br />

وقع عليها الاختيار كما نجد في الواقع العملي بأن<br />

أصحاب التحليل الأساسي يعرفون القواعد الأساسية للتحليل<br />

الفني،‏ وفي المقابل نجد أن عددا كبيرا من الفنيين يتماشون مع<br />

أساليب التحليل الأساسي.(‏‎06‎ : P ( J.Murphy, 2003,<br />

2- ‏:طرق تقييم الأوراق المالية<br />

ما يلاحظ عند استعراض مدخلي تحليل البيانات<br />

والمعلومات في مجال الأوراق المالية،‏ بأن مدخل التحليل<br />

الأساسي هو الذي يحتاج في اية تجميعه وتحليله للبيانات<br />

لطرق التقييم التي تساعده في الوصول إلى القيمة الحقيقية.‏<br />

ويفيد التقييم بشكل عام المستثمرين الماليين في تسيير محافظهم<br />

واكتشاف فوارق القيمة،‏ ومن ثم خدمة القرارات في مجال<br />

الاستثمار المالي.‏<br />

فكما سبق الإشارة إليه،‏ يحتاج المستثمرون إلى<br />

استخدام أساليب تمكنهم من اتخاذ قرارات صائبة ورشيدة،‏ إذ<br />

يعتبر الوصول إلى القيمة الحقيقية للورقة المالية هي أهم عامل<br />

مفضي لذلك،‏ ومن ثم يصبح تبني التحليل الأساسي وبدرجة<br />

اكبر وأشمل نماذج التقييم،‏ أمرا ضروريا لذلك.‏ إن ابتعاد<br />

المتعاملين في السوق عن قواعد التقييم من شأنه أن يؤدي<br />

لاتخاذ قرارات استثمارية ومضاربة غير رشيدة،‏ الأمر الذي<br />

ينعكس عنه انخفاض في كفاءة السوق،‏ ومن ثم ارتفاع درجة<br />

المخاطرة النظامية،‏ وارتفاع في معدل المردودية المطلوب،‏<br />

وانخفاض جاذبية السوق للاستثمار فيه(ع.ل.محمد منسى،‏ 2001،<br />

ص:‏‎219‎‏).‏<br />

:1-2<br />

للإشارة فإن ما سبق،‏ لا يقلل من شأن التحليل الفني الذي<br />

نجد له استعمالا واسعا وله عدة أنصار في الأوساط<br />

المهنية(المحللين الماليين)‏ في البورصة.‏ وما يؤكد أهميته وجدواه<br />

في التحليل،‏ نجده قد أتى بعد التحليل الأساسي – هذا الأخير<br />

الذي يطلق عليه بالتحليل الكلاسيكي مما يعني أنه يعتبر<br />

تحليلا حديثا وجاء كشكل أكثر عمليا وكبديل يطرح نفسه<br />

في عمليات التحليل في البورصة،‏ إذ بذلك يظهر بأن أنصاره<br />

يعتقدون بعدم عشوائية الأسهم في البورصات،‏ ومن ثم يمكنهم<br />

بشكل عملي من دراسة الأسعار واتخاذ القرارات المفضية<br />

لتحقيق الأرباح غير العادية ونجد أن البعض يشير إلى<br />

جدوى وأهمية استعمال كلا التحليلين معا،‏ بحكم أما<br />

يكملان بعضهما البعض فيما يرتبط بقرارات الاستثمار المالي،‏<br />

ذلك أن التحليل الأساسي يفيد في اختيار الأوراق المالية<br />

الجذابة في المستقبل على المدى المتوسط،‏ ليأتي دور التحليل<br />

نموذج استحداث توزيعات الأرباح<br />

يرجع الفضل في اكتشاف هذا النموذج للاقتصادي<br />

عقب تعريفه في سنة<br />

‏.ب.وليامس<br />

للمفهوم المالي للقيمة الذي أصبح أساس النظرية<br />

المالية،‏ إذ حسبه تتمثل قيمة أي أصل ‏(مالي أو مادي)‏ في<br />

القيمة المقابلة لكل التدفقات المالية المتوقعة له،‏ وترتكز فكرة<br />

هذا المفهوم على أعمال الاقتصادي ‏"إ.‏ فيشر<br />

الذي وضع في سنة 1907 أسس تحليل القيمة الحالية،‏ وذلك<br />

بتحليل معدلات الفائدة على أساس أا أسعار ‏(معدل خصم)‏<br />

وتدفقات الخزينة على أساس أا مبالغ يمكن تقديرها نقدا(‏<br />

.(G.Hirigoyen & J.Caby,1998,P10-11 وبذلك<br />

لم يسبق ‏"وليامس"‏ أي أحد في تطوير هذا المفهوم بشكله<br />

الكامل،‏ وبالأخص عند تطبيقه لتحديد القيمة المحورية<br />

"I.Fisher<br />

" J.B.Willams<br />

1938<br />

-<br />

.<br />

(4)<br />

112


__________________________________________________ أهمية تقييم المؤسسات في اتخاذ قرارات الاستثمار المالي -<br />

لسهم ما،‏ والذي<br />

‏(الحقيقية)‏<br />

يقيم بما يقدمه ‏-في الغالب-‏ من توزيعات للأرباح،‏ إذ تعبر<br />

هذه التقنية في التقييم على نموذج استحداث توزيعات<br />

الأرباح(‏J.Caby,1998,P11‎ .( G.Hirigoyen &<br />

ص.ص.‏ 119-107<br />

La valeur intrinsèque<br />

وقد تم انتقاد هذا النموذج من طرف ‏"جراهام<br />

في جوانب منه.‏ وعلى إثر ذلك،‏<br />

ودود<br />

قاما بتطوير هذا المنهج سنة 1962 في صورته البدائية،‏ حيث<br />

يتم الاعتماد في التنبؤ على كل من قيمة التوزيعات المتوقعة في<br />

المستقبل ومعدل الاستحداث ‏(الخصم)‏ لايجاد القيمة الحقيقية<br />

، وذلك وفق المعادلة<br />

للسهم(ع.ل.محمد منسى،‏<br />

التالية:‏ رقم<br />

v<br />

2001، ص:‏‎238‎‏)‏<br />

D<br />

0<br />

1<br />

= + + L<br />

(1 D<br />

+ t)<br />

"Graham & Dodd<br />

(1)<br />

+ D<br />

1+<br />

t<br />

2<br />

( 1+<br />

t ) ( ) n<br />

n<br />

حيث:‏V<br />

: القيمة المتوقعة للسهم؛<br />

D0, D1, D2,..., Dn ‏:التوزيعات النقدية المستقبلية،‏<br />

ممثلة في توزيعات الأرباح؛<br />

الزمن؛<br />

: تمثل معدل الاستحداث ‏(الخصم).‏<br />

كما يمكن إعادة كتابتها على النحو الآتي:‏<br />

V<br />

= ∑ ∞ D<br />

n = 1 1 +<br />

n<br />

( t )<br />

n<br />

:n<br />

t<br />

(6)<br />

ينطلق هذا النموذج من نظرية الاستثمار،‏ باعتبار أنه<br />

يحاول الوقوف على قيمة السهم التي تمثل المبلغ الواجب<br />

استثماره ‏(التضحية به)‏ بما يقابل التدفقات المتوقع الحصول<br />

عليها،‏ والمتمثلة في هذه الحالة في توزيعات الأرباح التي م<br />

المستثمر بالدرجة الأولى.‏ ولغرض ذلك يتم استحداثها وفق<br />

معدل خصم معين،‏ مما يجعل هذا النموذج يصنف ضمن طرق<br />

التقييم المرتكزة على المنظور الخاص ‏(الاستحداث)‏<br />

وكما سبق الإشارة إليه،‏ فإن<br />

فلسفة هذه الطريقة تنطلق من الشكل الأساسي الذي قدمه<br />

الاقتصادي ‏"إ.‏ فيشر ،"I.Fisher مما يمكن استحداث التدفقات<br />

. Approche actuarielle<br />

وفقه كما يليC.Maire,1993,P :( 78 -79 J.Brillman et<br />

رقم (2)<br />

v<br />

D<br />

0 1<br />

= + + L<br />

(1 D + t)<br />

+<br />

D<br />

2<br />

n<br />

( 1+<br />

t) ( 1+<br />

t) ( 1+<br />

t) n<br />

n<br />

+<br />

V<br />

n<br />

حيث:‏V :<br />

تمثل التدفقات الخارجة الحالي<br />

‏(القيمة الحقيقية للأصل)؛<br />

Décaissement<br />

Encaissement المتحصلات ‏:تمثل D0, D1, D2,..., Dn<br />

المستقبلية،‏ ممثلة في توزيعات الأرباح؛<br />

تمثل سعر بيع ‏(قيمة)‏ الأصل في اية الفترة n ؛<br />

: تمثل معدل الاستحداث ‏(الخصم).‏<br />

كما يمكن كتابة المعادلة السابقة على النحو الآتي:‏ رقم<br />

(2)<br />

V<br />

n<br />

i<br />

= D + ∑= i 1 1<br />

V<br />

:Vn<br />

n<br />

( 1+<br />

t ) ( + t ) n<br />

n<br />

t<br />

إلا أنه حسب الباحث يفضل استعمال المعادلة رقم<br />

على المعادلة رقم (1)، وذلك للاعتبارين التاليين:‏<br />

يميز الاستثمار بشكل عام والاستثمار في مجال الأوراق<br />

المالية بشكل خاص،‏ حركية وتداول،‏ نظرا لتدفق المعلومات<br />

وتغير استراتيجية الاستثمار،‏ مما يجعل من حيازة الاستثمار<br />

محدودة لفترة معينة؛<br />

تأخذ نظرية الاستثمار فترة محدودة لاختيار الاستثمار<br />

عند استعمال نماذج الاستحداث،‏ وتكون أحيانا في أفق<br />

متوسط لا يتعدى الخمس سنوات<br />

، حتى ولو كان المستثمر يهدف<br />

لحيازة الاستثمار لفترة أطول أو حتى اية عمره الاستثماري،‏<br />

وذلك لسبب رئيسي يتمثل في أن التنبؤ بالتدفقات سيكون<br />

عشوائيا ويتميز بحالة عدم التأكد كلما اتجهنا نحو الأجل<br />

البعيد،‏ مما لا يجعلها تعطي قيمة حقيقية للاستثمار.‏<br />

Barrean<br />

et<br />

:<br />

(7)<br />

(8)<br />

(<br />

J. J.Delahaye,P301).<br />

(2)<br />

•<br />

•<br />

انطلاقا من المعادلة الأساسية رقم (1)، يمكن أن يتم<br />

تطبيق نماذج الاستحداث على توزيعات الأرباح وفق عدة<br />

حالات وافتراضات،‏ وهي<br />

تدفقات متساوية في كل سنة،‏ ولفترة محدودة<br />

تدفقات متساوية في كل سنة بمعدل نمو صفري،‏<br />

تمتد إلى ما لااية ‏(فترة غير محدودة).‏<br />

تدفق ينمو بمعدل نمو ثابت ابتداء من السنة الأولى،‏<br />

يمتد إلى ما لااية؛ وتسمى هذه الطريقة بطريقة<br />

شابيرو<br />

تدفق ينمو بمعدل نمو غير ثابت؛ في هذا الإطار نجد أن<br />

‏"قوردن-‏ شابيرو "، قد افتراضا نموذجا آخر أكثر واقعية<br />

يتمثل في أن معدل النمو يكون غير ثابت.‏<br />

. n<br />

‏"قوردن -<br />

."Gordon-Shapiro<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.1<br />

يمثل ما سبق،‏ معادلات رياضية بحتة لا تطرح<br />

إشكالا عند اختيار المعادلة المناسبة والقيام بالحساب،‏ لكن<br />

للقيام بالحساب لابد من تحديد وحساب مكوناا،‏ والمتمثلة<br />

في:‏<br />

توزيعات الأرباح:‏<br />

يتم استقاء هذه التدفقات من التحليل الأساسي الذي<br />

يتم اعتماده،‏ وتتأثر توزيعات الأرباح بقدرة المؤسسة على<br />

تحقيق الأرباح من جهة،‏ ومن جهة أخرى بالسياسة المتبعة من<br />

113


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

"<br />

(9)<br />

.2<br />

-<br />

-<br />

طرف إدارة الشركة بشأن توزيعها،‏ إذ لابد عند القيام<br />

بالتحليل السابق من أخذ ذلك في الحسبان.‏<br />

معدل الخصم:‏<br />

يتحدد هذا المعدل بدلالة علاوة المخاطرة الذي<br />

تتضمنه،‏ بالنظر لعدة عوامل:‏<br />

طبيعة المخاطرة المرتبطة بالاستثمار،‏ من مخاطر تشغيلية<br />

مرتبطة بنشاط الشركة المصدرة للأوراق المالية ومخاطر مالية.‏<br />

المدة الزمنية المأخوذة لتقدير التدفقات،‏ فكلما كانت في<br />

المدى البعيد كلما زاد الخطأ وحالة عدم التأكد،‏ مما يؤدي إلى<br />

زيادة علاوة المخاطر.‏<br />

وعموما يلقى هذا المكون صعوبة كبيرة في كيفية<br />

حسابه بين مختلف المحللين،‏ نظرا لمحاولة تكميمه للمخاطر<br />

المتعلقة بالاستثمار.‏ ويتم استعمال معدل العائد المطلوب من<br />

طرف المستثمرين كمعدل خصم،‏ إذ من بين النماذج<br />

المشهورة لحسابه يتم استعمال نموذج تسعير(تقييم)‏ الأصول<br />

المالية ،MEDAF الذي يعود الفضل في اكتشافه في صورته<br />

الذي<br />

النهائية إلى وليام شارب<br />

قام على أساس تطوير منحنى الاستثمارات الكفء للسوق<br />

المالية،‏ والمعروف باسم النموذج القطري"‏ للأكاديمي<br />

ويساوي هذا<br />

هاري ماركويتز<br />

المعدل ‏-وفق هذا النموذج-‏ العائد الخالي من المخاطر،‏ مضافا<br />

له علاوة الخطر المرتبطة بالاستثمار،‏ وذلك وفق المعادلة التالية:‏<br />

"<br />

Ε<br />

(10)<br />

"Willim Sharpe,1964<br />

(11)<br />

"H.Markowitz, 1965<br />

.<br />

( rj) = rf<br />

+ β j[ E( rM<br />

) −rf<br />

]<br />

"<br />

rf<br />

Bj<br />

حيث:‏ E(rj) معدل المردودية المطلوب للورقة المالية؛<br />

معدل مردودية الأصل الخالي من الخطر،‏ ويتم<br />

الرجوع في ذلك للعائد أذونات الخزينة؛<br />

‏:معامل انحدار(ميل)‏ مردوديةالورقة المالية بالنسبةلمردودية<br />

السوق ‏(معامل الحساسية)،‏ والذي يحسب بالتباين المشترك<br />

لمردودية الورقة الما مع مردودية السوق مقسوما على تباين<br />

مردودية السوق،‏ الذي يكون معطى ومحسوب ضمن بيانات<br />

الأسواق المالية من طرف جهات تعمل على ذلك.‏<br />

معدل مردودية السوق؛<br />

يمثل الفرق بين مردودية السوق ومردودية الأصل<br />

بدون مخطر علاوة مخطر السوق ، وحينما تضرب هذه الأخيرة<br />

في بيتا تعطي علاوة مخطر الورقة المالية.‏<br />

الفترة المأخوذة:‏<br />

في حالة استعمال نموذج استحداث توزيعات<br />

الأرباح لفترة محددة،‏ يكون من الواجب على المستثمر المالي<br />

أن يستهدف فترة معينة،‏ يتحدد على إثرها التوقعات المستقبلية<br />

لتوزيعات الأرباح وقيمة الورقة المالية في اية الفترة.‏ فالواقع<br />

العملي يفترض أن يكون تملك الأوراق المالية لفترة معينة نظرا<br />

.4<br />

:E(rM)<br />

.3<br />

لتداولها المستمر،‏ لذا وباعتبار أن الاستثمار في الأوراق المالية<br />

يهدف من وراءه المستثمر إلى تحقيق العوائد المستقبلية،‏ كأي<br />

استثمار في مجالات أخرى.‏ فإنه تحكمه نظرية الاستثمار التي<br />

تأخذ الفترة المتوسطة الأجل،‏ والمتمثلة في خمس سنوات<br />

كأقصى تقدير،‏ والتي تناسب كثيرا سلوك المضاربة الذي<br />

يغلب على المتعاملين في بورصة القيم.‏<br />

القيمة في اية المدة:‏<br />

تمثل هذه القيمة،‏ سعر البيع المحتمل للورقة المالية في<br />

اية المدة،‏ ومادام أن الفترة المأخوذة في مثل هذه الاستثمارات<br />

لا تتجاوز الخمس سنوات،‏ فإنه يمكن التنبؤ ا،‏ بنفس<br />

التقنيات التي تم استعمالها في التنبؤ بتوزيعات الأرباح،‏ لأا<br />

تمثل تدفقا في النهاية،‏ وما هي إلا نتاج لانعكاس توقعات<br />

التدفقات بعد تلك الفترة.‏ وقد تكون هذه القيمة أكبر من<br />

سعر شراء الورقة المالية،‏ وبذلك سيكون المستثمر أمام حالة<br />

فائض قيمة،‏ أو تكون أقل من سعر الشراء،‏ مما سيجعل<br />

المستثمر أمام حالة نقص قيمة.‏<br />

يهدف نموذج خصم توزيعات الأرباح إلى الوصول<br />

إلى القيمة الحقيقية للورقة المالية المستهدفة،‏ وذلك ليتسنى<br />

للمستثمر المالي من اتخاذ القرارات المناسبة،‏ وفي هذا الشأن<br />

يتخذ المستثمر قرار البيع أو الشراء أو الاحتفاظ أو حتى<br />

الامتناع عن الشراء حسب ملكيته للورقة المالية من عدمها،‏<br />

وبمقارنة القيمة الحقيقية المحسوبة مع القيمة السوقية،‏ وذلك<br />

كما سبق الإشارة إلية في اية التحليل الأساسي.‏<br />

:-2-2<br />

نموذج مضاعف السعر إلى العائد<br />

يتم استعمال المضاعفات لأجل رسملة العوائد،‏ بمعنى<br />

إيجاد قيمة أصل بدلالة عدد المرات الواجب تحققها من العوائد<br />

لتغطية قيمته.‏ ويمثل المضاعف مقلوب معدل المردودية.‏ وتطبق<br />

في مجال تقييم المؤسسات بشكل عام عدة مضاعفات،‏ تعكس<br />

الأوضاع المختلفة لعمليات التقييم والهدف من ورائها،‏ أما في<br />

مجال تقييم اسهم الشركات لأغراض اتخاذ القرار في إطار<br />

الاستثمار في الأوراق المالية،‏ فغالبا ما يتم اللجوء إلى استعمال<br />

مضاعف السعر إلى العائد ، والذي يعد من بين<br />

المؤشرات الهامة التي يتم حساا وتتبعها في بورصات القيم<br />

لجميع المتعاملين فيها،‏ حتى بالنسبة للمحللين الذين يعتمدون<br />

على التحليل الفني،‏ إذ يعتبر من بين مؤشرات الأوراق المالية<br />

التي يتم دراستها في الماضي،‏ ويتم نشرها في الصحف<br />

المتخصصة في شؤون البورصات.‏<br />

PER<br />

114


__________________________________________________ أهمية تقييم المؤسسات في اتخاذ قرارات الاستثمار المالي -<br />

وفي مجال تقييم الأوراق المالية،‏ يشير أصحاب<br />

التحليل الأساسي إلى مضاعف الربح PER بالنموذج العملي<br />

أو الواقعي(م.إ.هندي،‏‎2002‎‏،‏ ص:‏‎418‎‏)‏ ، نظرا لكثرة<br />

وشيوع استعماله من طرف العديد من المحللين الماليين<br />

والمتعاملين في السوق(‏S.Perrier,2003,P60‎ (M.Albouy et<br />

من جهة،‏ ومن جهة أخرى لسهولة تطبيقه وفهمه بالمقارنة<br />

بطرق أخرى.‏ إن هذه العوامل ستساعد في إضفاء المصداقية<br />

على نتائجه وتثبت اعتماده كأحد المؤشرات الهامة للتقييم<br />

واتخاذ القرار للمستثمرين الماليين،‏ بالرغم من قصوره نتيجة<br />

لبعض العيوب التي تشوبه،‏ خاصة فيما يتعلق باختيار مكوناته<br />

التي لا تلقى توحيدا بين مختلف المتعاملين،‏ مما قد يقود إلى<br />

الوصول لنتائج مضللة في اتخاذ القرار.‏<br />

ص.ص.‏ 119-107<br />

Les manipulations comptables التي قد<br />

.<br />

بالإضافة إلى ما سبق،‏ يتأثر مضاعف الربحية<br />

بمخرجات نظام المعلومات المحاسبي على مستوى العائد،‏ مما قد<br />

يفضي إلى أخطاء فادحة في اتخاذ القرارات على مستوى<br />

اختيار الاستثمار بين أمكنة مالية لدول مختلفة(تسيير محفظة<br />

الاستثمار الدولية)،‏ تكون فيها طرق التقييم المحاسبية<br />

والتطبيقات المحاسبية بشكل عام مختلفة.‏ ناهيك عن نتائج<br />

التلاعبات المحاسبية<br />

تحدث وما لها من أثر بالغ على الربح الحقيقي المستخرج من<br />

القوائم المالية وفي هذا الإطار تمت دراسة حاولت تفسير<br />

الفرق الحاصل بين المضاعف الأمريكي والياباني المصرح ما،‏<br />

ولاحظت بعد إعادة تصحيح المضاعف الياباني،‏ أن المضاعفات<br />

كما هو مصرح ا ستؤدي باتخاذ قرارات غير صائبة في<br />

الاختيار بين المكانين الماليين(طوكيو ونيويورك)،‏ بسبب<br />

اختلاف التطبيقات المحاسبية<br />

J.Brillman<br />

et<br />

(12)<br />

.( C.Maire,1993,PP60-85)<br />

.<br />

وبالرغم من ذلك كله،‏ يبقى هذا المضاعف الأكثر<br />

اعتمادا واستعمالا،‏ باعتبار أنه يلقى قبولا عاما من طرف<br />

المتعاملين،‏ فهذه الخاصية تجعل من مخرجات تقييمه موضوعية<br />

في نظر السوق وعليه،‏ لابد من القيام بتعديل وتوحيد<br />

مكوناته لكي تعطي قراءة موحدة ونتائج متقاربة لمختلف<br />

المتعاملين في السوق وكذا على مستوى مختلف الأسواق<br />

الدولية خاصة مع تزايد ظاهرة العولمة المالية،‏ مما سيساعد في<br />

تعزيز مكانته كمؤشر هام بين جميع المتعاملين في مختلف<br />

الأمكنة المالية.‏<br />

الآتي:‏<br />

(13)<br />

ويتم حساب مضاعف السعر إلى العائد على النحو<br />

المضاعفPER‏=‏ السعر/العائد<br />

)<br />

.2<br />

ما يلاحظ على هذا المضاعف أنه يمثل نسبة بين<br />

مكونين،‏ إذ لا بد من تعريفهما وتحديدهما.‏ ففي هذا الإطار<br />

نجد الكثير من الاقتراحات المقدمة من طرف الممارسين<br />

والأكاديميين،‏ وسنحاول تعريف مكوني المضاعف على النحو<br />

الآتي:‏<br />

‎1‎‏.السعر:‏<br />

يتم استقاء السعر من البورصة،‏ وبالتالي فهو متغير<br />

داخلي يخضع لآلية العرض والطلب داخل السوق.‏ وبتعدد<br />

أسعار الأسهم المسجلة في البورصة يطرح مشكل تحديد السعر<br />

الواجب تطبيقه؛ أحدث سعر،‏ السعر في 31 ديسمبر للسنة<br />

الماضية أو السعر المتوسط لفترة معينة ‏(شهر،‏ سداسي،‏ سنة،‏<br />

…). فتطبيق مختلف هذه الأسعار عند أي محاولة لتقييم سهم<br />

معين لغرض اتخاذ القرار من شانه أن ينتج اختلافا في القيم<br />

نظرا لعدم ثبات السعر بسبب تدفق المعلومات الجديدة.‏ إلا أنه<br />

في العادة يتم أخذ سعر الإقفال في اليوم الذي تجرى فيه عملية<br />

التقييم(م.إ.هندي،‏‎2002‎‏،‏ ص:‏‎418‎‏)‏ ، والذي يمثل أحدث<br />

سعر،‏ ويعكس قدرة الشركة في تحقيق أرباح مستقبلية بناء<br />

على أحدث المعلومات الواردة للسوق،‏ وهو ما يهم كثيرا<br />

المستثمرين الماليين.‏<br />

العائد:‏<br />

على عكس السعر،‏ يتم استقاء العائد الذي يتمثل في<br />

الربح من مصادر خارج السوق،‏ ويتم الاعتماد بالدرجة<br />

الأولى على القوائم المالية للشركة المعنية.‏ ويلاقي هو الآخر<br />

اختلافا بين الممارسين والأكاديميين،‏ نظرا لتعدد مفاهيمه<br />

‏(الربح الصافي من الضرائب،‏ النتيجة الجارية،...)‏ والأزمنة<br />

المختلفة التي ينشأ فيها ماضي،‏ حالي أو مستقبلي)،‏ مما<br />

سيؤدي إلى اختلاف قيم المضاعف فيما لو تم استعمال مفاهيم<br />

مختلفة له.‏ ونجد أن البعض يوصي باستعمال الربح للسهم<br />

، والذي يمثل الثروة النظرية للمساهم للسنة الجارية،‏<br />

بدون أن يكون ذلك إلزاميا<br />

وعموما يلاقي تطبيق الربح<br />

الماضي والمتوقع لفترة قصيرة الأجل انتقادا مرده أن الربح<br />

الماضي،‏ لا يمثل اهتمامات المستثمرين الذين يشترون السهم<br />

على أساس ربحيته في المستقبل،‏ كما أن استعمال الربح في<br />

المستقبل القريب،‏ قد يكون عرضة للتأثر بظروف وعوامل<br />

مؤقتة وعابرة(م.إ.هندي،‏‎2002‎‏،‏ ص:‏‎418‎‏).‏<br />

BPA<br />

.(P.Vernimmen,2002,P546)<br />

وعموما،‏ أمام هذه الانتقادات وتعدد مكونات<br />

المضاعف،‏ يرى الباحث ضرورة الأخذ في الاعتبار بعض<br />

النقاط عند حسابه والتعامل معه،‏ للوصول للأهداف المتوخاة<br />

منه،‏ خاصة ما تعلق بمعرفة الأوراق المالية التي يخطأ السوق في<br />

تقييمها ‏(المقيمة بأعلى أو بأدنى من قيمتها)،‏ وذلك كما يلي<br />

:<br />

115


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

- الحرص على تطابق مكوناته،‏ إذ لابد أن يتوافق السعر مع<br />

الربح،‏ وذلك بالأخذ بعين الاعتبار مسألة أساسية تتمثل في أن<br />

الأسعار التي سجلت وتسجل في بورصة القيم،‏ إنما هي نتيجة<br />

لانعكاس Anticipé للأرباح المستقبلية.‏ فالربح المستقبلي يوافق<br />

السعر الحالي الحديث،‏ والسعر في الماضي قد تكون القوائم<br />

المالية المنشورة هي التي انعكست فيه.‏<br />

- ضرورة إيجاد مضاعف يعبر عن التناسب الحاصل في ما بين<br />

السعر والعائد،‏ مع الأخذ في الحسبان إمكانية النمو،‏ وذلك<br />

بمقارنة المضاعف المحسوب مع مضاعف معياري،‏ من خلال<br />

سلسلة زمنية لمضاعف الشركة ومقارنته مع متوسطها،‏<br />

وكذلك إمكانية مقارنته مع متوسط موعة من الشركات<br />

التي تنتمي لنفس القطاع.‏ وذلك كله لإعطاء مضاعف يعبر<br />

عن النسبة الحقيقية بعيدا عن التأثيرات الظرفية.‏ كما يمكن<br />

الاستعانة بحساب مضاعف الربح النسبي<br />

PER Relatifs ‏،الذي<br />

(14)<br />

-<br />

يعتبر مضاعفا مرجعيا وتنطلق منه عدة نماذج تمكن من<br />

عمليات التنبؤ بالقيم المرتبطة بالسهم،‏ إذ يتم الوصول إلى<br />

قيمته بقسمة المضاعف للسهم المحسوب مع مضاعف الربح<br />

للسوق.‏<br />

لابد على المحلل أن يدرك العلاقة القائمة بين المضاعف<br />

وبعض المؤشرات الهامة،‏ و المتمثلة<br />

في(‏P.Vernimmen,2002,P547‎ ‏(بتصرف)):‏<br />

1- معدل نمو الأرباح:‏ في حالة توقع نمو في الأرباح،‏ يكون<br />

مضاعف الربح مرتفع لأن المستثمرين سيقبلون على شراء<br />

الورقة المالية،‏ مما يؤدي إلى ارتفاع السعر،‏ بالمقارنة بالربح<br />

المستخرج من القوائم المالية المنشورة،‏ وبالتالي فعلى المحلل المالي<br />

أن يفهم بأن العلاقة بين مضاعف الربحPER الحالي ومعدل<br />

نمو الأرباح المتوقع هي علاقة طردية ؛<br />

معدل الفائدة:‏ إذا كان معدل الفائدة المتوقع مرتفع،‏<br />

سيؤدي بمضاعف الربح الحالي إلى الانخفاض،‏ ذلك لأن<br />

التوظيف وفق معدلات الفائدة يعتبر بديل استثماري،‏ ومادام<br />

أن المعدل يرتفع فمن شأنه أن يخفض الطلب على الأوراق<br />

-2<br />

المالية،‏ مما يؤدي إلى انخفاض سعرها.‏ وبالتالي فالعلاقة بين<br />

مضاعف الربح PER وسعر الفائدة المتوقع هي علاقة عكسية.‏<br />

عندما يكون الخطر المتوقع مرتفعا،‏ سيؤدي ذلك<br />

إلى انخفاض مضاعف الربح،‏ لأنه بارتفاع الخطر ترتفع علاوة<br />

الخطر،‏ مما تؤدي إلى ارتفاع معدل المردودية المطلوب،‏ ومن<br />

ثم انخفاض سعر الورقة المالية،‏ مع ثبات الربح المستقى من<br />

القوائم المالية.‏ وعليه فالعلاقة بين مضاعف الربح<br />

المتوقع هي علاقة عكسية.‏<br />

PER والخطر<br />

3- الخطر:‏<br />

مما سبق،‏ على المحلل في حالة حسابه للمضاعف أو<br />

التعامل مع مضاعفات مقدمة من طرف بعض المصادر المتتبعة<br />

للسوق(‏ الصحف المتخصصة،‏ النشرات،‏ البيانات<br />

الماضية،...)،‏ أن يعرف ويحدد طبيعة مكونات المضاعف لكي<br />

تتيح له تحليل وقراءة سليمة،‏ وتساعده في التعامل مع القرارات<br />

التي تتخذ على إثرها بشكل صائب.‏<br />

وفي الأخير،‏ وبعد الوصول إلى قيمة ملائمة لمضاعف<br />

الربح،‏ يصبح من السهل على المحلل المالي من إيجاد القيمة<br />

الحقيقية التي ينبغي أن يكون عليها السهم،‏ تبعا للربح المتوقع<br />

الذي استنتجه من سلسلة جمع وتحليل وتشخيص المعلومات<br />

والعوامل الأساسية التي تحكم السعر،‏ وذلك بضرب المضاعف<br />

بالربح المقدر،‏ وذلك على النحو الآتي:‏<br />

V= PER* BPA<br />

حيث:‏ يمثل الربح للسهم الواحد المقدر،‏ حيث يتم<br />

الحصول عليه بقسمة الربح الإجمالي المقدر على عدد الأسهم<br />

العادية.‏<br />

:BPA<br />

وما يلاحظ على هذا الشكل أنه يتم حساب قيمة<br />

الورقة المالية بدلالة التغيرات الحاصلة في الربح المستقبلي.‏<br />

وعليه فإن مضاعف الربح PER نجده ليس بعيدا عن الفلسفة<br />

والأساس الذي يقوم عليه المنظور الخاص ‏(الاستحداث)‏<br />

، باعتباره أنه يقوم على فرضية أن<br />

قيمة السهم توافق رسملة الربح المتوقع وفق معدل معين<br />

‏(المضاعف)،‏ وكذلك الحال لجميع الطرق المرتكزة على<br />

المنظور المقارن<br />

إذ أن الشكل السابق هو عبارة عن قاعدة<br />

ثلاثية تستهدف حساب القيمة الحقيقية عن طريق رسملة الربح<br />

المتوقع ، وذلك على النحو الآتي:‏<br />

(L.Batsch,<br />

1999,P341)Approche<br />

V= Vo/BPAo * BPA<br />

بمعنى :<br />

Approche actuarielle<br />

.comparatives<br />

(15)<br />

V ? __________ BPA<br />

Vo___________ BPAo<br />

ويهدف المستثمر أو المحلل المالي الذي ينوب عنه من<br />

وراء تقييم السهم المعين بواسطة مضاعف الربح إلى معرفة<br />

فرص تحقيق الأرباح بمعرفة إن كان السوق قد أخطأ في تقييمه<br />

للسهم سواء بأعلى أو أدنى من قيمته،‏ لاتخاذ القرارات المناسبة<br />

حسب ملكيته للورقة المالية من عدمها،‏ وذلك على النحو<br />

الآتي:‏<br />

- إذا كان السهم مسعرا بأعلى من قيمته المحسوبة،‏ فإذا كان<br />

المستثمر يملك السهم فعليه التخلص منه،‏ أما من كان مضاربا<br />

116


__________________________________________________ أهمية تقييم المؤسسات في اتخاذ قرارات الاستثمار المالي -<br />

فإنه يقوم ببيعه على المكشوف،‏ أم من كان يود شراءه،‏ فإنه<br />

يمتنع عن شرائه في هذه الفترة.‏<br />

- إذا كان السهم مسعرا بأدنى من قيمته المحسوبة،‏ فإذا كان<br />

المستثمر يملك السهم فعليه الاحتفاظ به،‏ أما من كان مضاربا<br />

أو من يود شراءه بشكل عام،‏ فإنه يقرر شراءه.‏<br />

في الأخير،‏ يلاحظ على نموذجي التقييم المستخدمين<br />

في الوقوف على القيمة التي يتم على إثرها اتخاذ القرار من<br />

طرف المستثمرين الماليين ما يلي:‏<br />

أن كلا النموذجين يعملان على توقع قيمة الورقة المالية بدلالة<br />

تدفقاا المستقبلية،‏ إلا أننا نرى أن نموذج خصم التوزيعات هو<br />

الأنسب للوصول إلى القيمة الحقيقية منه من مضاعف الربح،‏<br />

بالنظر لما يعرفه هذا الأخير من تعدد في مكوناته وتأثره<br />

بالتطبيقات المحاسبية مما قد يسبب أخطاء للمستثمرين الماليين<br />

عند اتخاذ قرارام.‏<br />

ص.ص.‏ 119-107<br />

-<br />

-<br />

بالمقابل نجد بأن مضاعف الربح يحمل بساطة في<br />

الحساب بالمقارنة بطريقة خصم التوزيعات مما يفسر انتشاره<br />

واستعماله الواسعين في الأوساط المهنية،‏ وبشكل عام في<br />

الأسواق المالية،‏ إذ يمتد استعماله إلى اختيار الاستثمار في ما<br />

بين الشركات والقطاعات وحتى الأمكنة المالية.كما نجده<br />

يستعمل في تقييم المؤسسات لأغراض التفاوض وفق منظور<br />

المقارنة،‏ ونجده من بين المؤشرات التي تكون جدول القيادة<br />

البورصية التي يتتبعها المستثمرون الماليون لمعرفة أداء البورصة.‏<br />

ويمكن التغلب على السلبية التي تميزه عن طريق توحيد حساب<br />

مكوناته على المستوى المحلي،‏ كما على المستوى الدولي من<br />

خلال الهيئات المهنية كالمحللين الماليين.‏<br />

مما سبق،‏ يتبين أن كلا النموذجين لهما مزايا وعيوب،‏ لذا<br />

فهما مهمين ويتيحان للمستثمر أو من ينوب عنه مرونة في<br />

اختيار أحدهما،‏ إذ يتم استعمال كل نموذج حسب الهدف<br />

والوضعية التي يكون عليها ومدى القدرة على توفر المعلومات<br />

التي تدخل في مكوناته،‏ بالإضافة لعامل الوقت .<br />

خلاصة:‏<br />

من خلال استعراضنا لهذا الموضوع استنتجنا ما يلي:‏<br />

يوجد أسلوبان شائعان في تحليل الأوراق المالية،‏ يصنفان<br />

جمهور المحللين الماليين،‏ وهما؛ التحليل الفني والأساسي.‏ وما<br />

يمكن ملاحظته هو أما يختلفان كثيرا من حيث فلسفة<br />

التحليل التي يقومان عليها.‏ إذ أن التحليل الأساسي يهدف إلى<br />

البحث عن القيمة الحقيقية للورقة المالية من خلال تحليل<br />

العوامل الأساسية التي تؤثر على تدفقها في المستقبل،‏ وبذلك<br />

نجده يوافق نظرية الاستثمار،‏ وباستعمال طرق التقييم نجده<br />

يعتمد على نظرية التقييم،‏ إذ يتبع أسلوبا منهجيا واضحا<br />

-<br />

-<br />

•<br />

.1<br />

.2<br />

•<br />

.1<br />

.2<br />

•<br />

وسليما،‏ وبذلك فهو يتميز بالطابع الأكاديمي-‏ المهني.‏ بينما<br />

نجد أن التحليل الفني يقوم على تحليل حركة أسعار الأوراق<br />

المالية انطلاقا من بيانات السوق الماضية،‏ لمحاولة اكتشاف نمط<br />

معين،‏ يتم على أساسه اختيار الوقت المناسب لاتخاذ القرار<br />

المناسب،‏ إذ يعتمد كثيرا على فكرة أن المستقبل هو امتداد<br />

للماضي،‏ دون الاعتماد على نظرية تحكمه،‏ وبالتالي نجده<br />

عملا مهنيا صرفا.‏<br />

نجد أن مدخل التحليل الأساسي يتفق مع عملية التقييم،‏<br />

إذ يقوم يتتبع مراحل التقييم المنهجية،‏ حيث ينطلق من تحديد<br />

الهدف والمتمثل في دعم وترشيد قرارات المستثمرين الماليين<br />

لتسيير محافظهم قصد تعظيم عوائدها و/أو تقليل المخاطر<br />

المرتبطة ا،‏ ثم يقوم بمرحلة تجميع المعلومات المرتبطة بالأوراق<br />

المالية،ليتم تشخيصها وتحليلها للوصول إلى مدخلات التقييم،‏<br />

ثم في الأخير يقوم بتطبيق الطريقة التي تفضي إلى القيمة<br />

الحقيقية.‏ إذ ينطلق هذا المدخل في تحليله وتقييمه للأوراق<br />

المالية من المنظور الخاص Approcheكونه intrinsèque يقوم<br />

بتقييم الورقة المالية بدلالة عواملها الأساسية.‏<br />

يتم في اية التحليل الأساسي إلى استعمال إحدى الطرق<br />

الموافقة لتقييم الأوراق المالية،‏ إذ يتم استعمال طريقة خصم<br />

التوزيعات أو مضاعف الربح PER للخروج بالقيمة الحقيقية<br />

الموافقة للمعلومات التي تم تحلليها.إذ تعتبر هذه القيمة مخرجا<br />

لنظام التقييم تفيد المستثمر المالي في اتخاذ القرار المناسب،‏<br />

بمقارنة القيمة المحسوبة مع السعر المسجل في البورصة لحظة<br />

التقييم،‏ وبالنظر إلى ملكيته للورقة المالية من عدمها،‏ وذلك<br />

على النحو التالي:‏<br />

إذا كانت القيمة الحقيقية ‏(المحسوبة)‏ أكبر من القيمة<br />

السوقية سيكون القرار المناسب هو:‏<br />

إذا كان يملك الورقة المالية ضمن محفظته<br />

الاستثمارية،‏ فإنه يقرر الاحتفاظ ا؛<br />

إذا كان لا يملك الورقة المالية،‏ فإنه يقرر أن يشتريها<br />

‏(سواء للمضارب أو من يود شراءها بشكل عام)‏ وبذلك<br />

سيتم تحقيق أرباح إضافية عندما سترتفع القيمة السوقية.‏<br />

إذا كانت القيمة الحقيقية أقل من القيمة السوقية سيكون<br />

القرار المناسب هو:‏<br />

إذا كان يملك الورقة المالية،‏ ضمن محفظته<br />

الاستثمارية فإنه يقرر بيعها والتخلص منها تفاديا للخسارة<br />

المحتملة؛<br />

إذا كان لا يملك الورقة المالية،‏ فإذا كان مضاربا فإنه<br />

يقوم ببيعها على المكشوف،‏ وبذلك سيحقق ربحا إضافيا،‏ أما<br />

من كان يود شراؤها فإنه يمتنع عن ذلك في هذه الفترة.‏<br />

إذا كانت القيمة الحقيقية تساوي القيمة السوقية،‏ فهذا<br />

يعني عدم وجود أرباح غير عادية،‏ إذ تمثل هذه الحالة إحدى<br />

نتائج السوق الكفؤة،‏ مما لا يدع مجالا للمضاربة التي دف<br />

117


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

-<br />

-<br />

لتحقيق فوائض القيمة لمستثمرين على حساب آخرين،‏ وبالتالي<br />

لا يمكن اتخاذ القرارات الهادفة لذلك.‏ ويستطيع المستثمرون<br />

من اتخاذ قرارات الشراء والبيع والاحتفاظ في إطار تسيير<br />

حوافظهم المالية،‏ إذ يكون في هذه الحالة المحرك لاتخاذ القرار<br />

هو العوائد ‏(توزيعات الأرباح)‏ والمخاطرة المرتبطة ذا<br />

الاستثمار.‏ وهذه الحالة هي حالة التوازن الذي تنشده كل<br />

الأسواق،‏ وبذلك سيحقق المستثمرون أرباحا عادية فقط<br />

‏(توزيعات الأرباح والفوائد)،‏ وتكاد تنعدم فيها الأرباح غير<br />

العادية،‏ إذ تبقى هذه الحالة مستمرة مع استمرار عملية التحليل<br />

والتقييم.‏<br />

1<br />

-(<br />

الإحالات والهوامش:‏<br />

وفي العموم،‏ من خلال استعراض مداخل تحليل الأوراق المالية<br />

وطرق تقييم المؤسسات المستعملة في هذا الإطار،‏ تبرز جليا<br />

أهمية التقييم كأحد العناصر المهمة ضمن مسار<br />

المعلومات واتخاذ القرار لدى المستثمرين الماليين،‏ مما ينجر عنه<br />

تعزيز رشادم،‏ إذا ما تم تبني منهجية سليمة ومنظمة<br />

ومدروسة في استعمال الأدوات المقدمة في هذه الدراسة التي<br />

تتقدمها عملية التقييم.‏ فهذه الرشادة ستساعد حتما في كفاءة<br />

البورصة،‏ ومن ثم الاسهام في كفاءة الاقتصاد الوطني بشكل<br />

عام.‏<br />

للإطلاع أكثر على هذه التقنيات وتقنيات أخرى للتحليل التقني يمكنك الرجوع على سبيل المثال إلى:‏<br />

منير إبراهيم هندي،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص ص:‏ 458-427.<br />

J.Murphy, L’analyse technique des marchés financiers, Traduit de l’américain par P.Stokowski et A.Dublanc,<br />

Valor Editions, 2003, Hendaye, PP : 27-385.<br />

L.Thiaville, Connaître l’analyse technique : pour comprendre les graphique en bourse, Edition Le journal des<br />

finances, Paris, 2002, PP : 23-86.<br />

A.Dublanc et F.Barrioz, Le guide des indicateurs de marché, Valor Editions, Hendaye, 1998<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

(2<br />

3<br />

4<br />

- يرتكز هذا التحليل على نظرية الاستثمار،وذلك لأنه يبحث عن قيمة الاستثمار اليوم بدلالة التدفقات والأرباح التي سيحققها في المستقبل،‏ لأن مفهوم الاستثمار هو التضحية بأموال<br />

حالية للحصول على أموال مستقبلية،‏ يأمل أن تكون هذه الأخيرة أعلى من الأولى وتأخذ في الحسبان عامل المخاطرة المرتبطة بطبيعة الاستثمار.وللوصول للقيمة الموافقة لذلك نجده يعتمد<br />

على نظرية التقييم،‏ وذلك بالاعتماد على الطرق المرتكزة على الاستحداثActuarielle ‏(القيمة الذاتية).‏<br />

)- لمزيد من الاطلاع والتفصيل أكثر أنظر على سبيل المثال إلى المراجع التي تم الاعتماد عليها:‏<br />

منير إبراهيم هندي،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص ص:‏ 388-283.<br />

محمد عبده محمد مصطفى،‏ تقييم الشركات والأوراق المالية لأغراض التعامل في البورصة،‏ الدار الجامعية،‏ بدون مكان النشر،‏ 1998، ص ص:‏ 166-41.<br />

)- للإطلاع أكثر على أهمية التحليل الفني و مقارنته بالتحليل الأساسي ‏(المنتقد)‏ أنظر إلى:‏<br />

- J.Murphy, Op.cit, PP : <strong>05</strong>-09.<br />

, Consulté www.edubourse.com/guide/fiche/.php?idFiche=218 )- Analyse technique versus analyse fondamentale. In :<br />

5<br />

le 27/09/20<strong>05</strong>.<br />

( 6<br />

7<br />

- يستعمل مصطلح منظور الاستحداث Approche actuarielle كمرادف للمنظور الخاص ، Approche intrinsèque ذلك لأن عمليات تقييم الأسهم أو المؤسسات<br />

وفق تقدير تدفقاا المستقبلية بناءا على معلوماا،‏ لا تكتمل إلا باستحداث تلك التدفقات للوقوف على القيمة عند تاريخ التقييم.‏<br />

- عموما،‏ قد تطول وتقصر الفترة تبعا للقطاع والنشاط المستثمر فيه،‏ فمثلا النشاط التجاري تكون الفترة قصيرة جدا بالمقارنة بقطاع البنية التحتية،‏ التي تتراوح فترا بين<br />

25 إلى 50<br />

(<br />

سنة.‏<br />

8<br />

)- لمزيد من الاطلاع،‏ أنظر على سبيل المثال إلى:‏<br />

منير إبراهيم هندي،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص ص:‏‎416-412‎‏.‏<br />

عبد العاطي لاشين محمد منسي،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص ص:‏ 240-238.<br />

-<br />

-<br />

P. Vernimmen, Finance d’entreprise,5 e Edition, Editions Dalloz, Paris, 2002, PP : 17-358. -<br />

PP : 80-86. - J.Brilman et C.Maire, Op.cit,<br />

9)- للاطلاع أكثر على النموذج،‏ أنظر على سبيل المثال:‏<br />

عبد العاطي لاشين محمد منسي،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص ص:‏ 237-232.<br />

إبراهيم الدسوقي محمد عبد المنعم،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص ص:‏‎42-38‎‏.‏<br />

-<br />

-<br />

- G.Hirigoyen, Willam Sharpe et la gestion de portefeuille, in Les grands auteurs en finance, Op.cit, PP :38-48.<br />

10)- للاطلاع على أهم أعماله أنظر إلى:‏<br />

- G.Hirigoyen, Willam Sharpe et la gestion de portefeuille, in Les grands auteurs en finance, Op.cit, PP : 31-60.<br />

11)- يعتبر أحد مؤسسي علم المالية الحديث،‏ للاطلاع على أعماله أنظر إلى:‏<br />

- G.Gallais-Hamonno, Harry Markowitz ou la fondation de la finance moderne, in les grands auteurs en finance, Op.cit,<br />

PP : 09-30.<br />

12)- لمزيد من الاطلاع على تأثير التلاعبات المحاسبية على الربح،‏ وبالتالي على مؤشر السعر إلى العائد،‏ انظر على سبيل المثال إلى المقال السابق:‏<br />

- M.Albouy et S.Perrier, Manipulations comptables et évaluation de l’entreprise, in La revue du financier, N°139, 2003,<br />

P :60.<br />

- (13<br />

-(14<br />

-<br />

-<br />

تعبر جميع مخرجات التقييم عن رأي الخبير المقيم أو المحلل المالي،‏ وتكون موضوعية في حالة أن الطريقة،‏ ومنهجية العمل تكون محل إجماع وقبول عام في نظر السوق.‏<br />

أنظر على سبيل المثال إلى:‏<br />

لمزيد من الاطلاع حول بعض النماذج المستقاة من مضاعف الربح النسبي نموذج<br />

( Holt ونموذج Bates<br />

)<br />

J.Brilman et C.Maire, Op.cit, PP : 94-100.<br />

P.Vernimmen, Op.cit, PP : 551-553.<br />

(15<br />

- يمكن أن نبرهن بأن فلسفة مضاعف الربح PER تشبه الطرق المرتكزة على الاستحداث،‏ وذلك بمقارنة الشكل الرياضي لكلاهما.‏ إذ نجد أن هناك الشكل المبسط من المعادلة العامة<br />

لخصم توزيعات الأرباح في حالة تساوي التدفقات إلى ما لااية يساوي:‏ V=D/tوالتي يمكن كتابتها:‏ V=1/t*D والتي توافق طريقة مضاعف الربح:‏ .V=PER*BPA حيث<br />

أن كلاهما يحسب قيمة السهم بدلالة التدفقات المستقبلية وفق معامل رسملة معين.‏<br />

118


__________________________________________________ أهمية تقييم المؤسسات في اتخاذ قرارات الاستثمار المالي - ص.ص.‏ 119-107<br />

المراجع:‏<br />

إبراهيم فريد محمد أمين،‏ المعلومات المحاسبية ومداخل تحليل الاستثمار في الأوراق المالية،‏ في مجلة المال والتجارة،‏ العدد<br />

عبد العاطي لاشين محمد منسى،‏ تقييم التسعير السوقي ونموذج تسعير الأصول الرأسمالية في سوق الأسهم المصرية،‏ في مجلة البحوث التجارية،‏<br />

كلية التجارة،‏ جامعة الزقازيق،‏ العدد الأول،‏ الد الثالث والعشرون،‏ يناير 2001.<br />

محمد عبده محمد مصطفى،‏ تقييم الشركات والأوراق المالية لأغراض التعامل في البورصة،‏ الدار الجامعية،‏ بدون مكان النشر،‏ 1998.<br />

إبراهيم الدسوقي محمد عبد المنعم،‏ المحتوى الإعلامي للمعلومات المحاسبية وأثره على قياس قيمة المنشأة،‏ أطروحة دكتوراه فلسفة في المحاسبة،‏<br />

جامعة القاهرة،‏‎1995‎‏.‏<br />

منير إبراهيم هندي،‏ الأوراق المالية وأسواق رأس المال،‏ منشأة المعارف،‏ الإسكندرية،‏ 2002.<br />

،18 ماي .1984<br />

- M.Albouy et S.Perrier, Manipulations comptables et évaluation de l’entreprise, in La revue du financier,<br />

N°139, 2003.<br />

- L.Batsch, Finance et stratégie, Economica, Paris, 1999.<br />

- J.Brilman et C.Maire, Manuel d’évaluation des entreprises, Les éditions d’organisation, Paris, 1993.<br />

- A.Dublanc et F.Barrioz, Le guide des indicateurs de marché, Valor Editions, Hendaye, 1998.<br />

- G.Gallais-Hamonno, Harry Markowitz ou la fondation de la finance moderne, in les grands auteurs en finance,<br />

Collection dirigé par M.Albouy, éditions ems,Colompelles, 2003.<br />

- G.Hirigoyen, Willam Sharpe et la gestion de portefeuille, in Les grands auteurs en finance, Collection dirigé<br />

par M.Albouy, éditions ems,Colompelles, 2003.<br />

- G.Hirigoyen & J.Caby, Histoire de la valeur en finance d’entreprise, Cahiers de recherches de CREF,<br />

Université de Bordeaux 4,1998 .in : http://cref.U-boreaux4.fr/cahiers/1998-01.htm.<br />

- J.Murphy, L’analyse technique des marchés financiers, Traduit de l’américain par P.Stokowski et A.Dublanc,<br />

Valor Editions, Hendaye, 2003.<br />

- L.Thiaville, Connaître l’analyse technique : pour comprendre les graphique en bourse, Edition Le journal des<br />

finances, Paris, 2002.<br />

- P. Vernimmen, Finance d’entreprise,5 e Edition, Dalloz, Paris, 2002.<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

119


______________________________________________________ واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر -<br />

واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر<br />

ص.ص.‏ 136-121<br />

أ/‏ بوشول فائزة،‏ أ/‏ قطاف ليلى<br />

د/‏ عماري عمار - جامعة سطيف<br />

ارتبط الاقتصاد الجديد المعرفي بمفهوم أوسع ألا و<br />

هو مفهوم ‏"مجتمع المعلومات"‏ الذي يعبر عن رؤية مستقبلية<br />

لعالم تكون فيه المعلومات الركيزة الأساسية للاقتصاد و<br />

العلاقات البشرية ككل متجسدة في بنية تحتية رقمية عالية<br />

كفيلة بتحقيق ذلك في شتى مجالات الحياة.‏ لقد باشرت بعض<br />

الدول العربية مبادرات متفاوتة الأهمية من أجل إنشاء بنية<br />

تحتية رقمية مناسبة للتوجهات الجديدة للاقتصاد،‏ مما جعل<br />

البعض منها يقفز إلى مراتب جد مشرفة على الصعيد الدولي.‏<br />

انطلاقا من هنا فان هذه المقالة عبارة عن محاولة للوقوف على<br />

واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي وفي الجزائر<br />

أولا:‏ مجتمع المعلومات.‏<br />

i<br />

لقد بدأ مفهوم مجتمع المعلومات يتبلور في بداية<br />

السنوات السبعين بعد أن قدم الباحث ‏"باركيل"‏ تصورا عمليا<br />

لخدمات الحاسوب عبر شبكة عالمية للكمبيوتر<br />

كما انه في .<br />

سنة 1972 صدر كتاب ‏"يونجي ماسيدا"‏ من المعهد الياباني<br />

لتطوير خدمات الكمبيوتر تحت عنوان<br />

‏"خطة وطنية للانتقال<br />

قبل سنة 2000 إلى ما بعد اتمع الصناعي"‏ أي مجتمع<br />

. المعلومات<br />

وقد تجلى منذ ذلك الوقت مفهوم القوة<br />

الإعلامية كطاقة جديدة قابلة للتوزيع عبر شبكات الاتصال<br />

وأجهزة الكمبيوتر كما تأكدت قدرا على احتواء جل<br />

الأنشطة مثل الفنون والعلوم والخدمات التجارية والتربية<br />

والإدارة ، فكان ذلك مبشرا بقرب وصول الإنسان إلى مجتمع<br />

جديد تتقلص فيه نسبة الصناعات المعهودة في الناتج الوطني<br />

ويساهم فيه النشاط الاقتصادي المبني على المعلومات<br />

والاتصالات بأكثر من<br />

% 50<br />

من مردود كافة القطاعات<br />

وهو يرتكز على جانبين أساسين:‏ الإنتاج الفكري أو المحتوى ،<br />

ووسائل الاتصال للإرسال والتبادل أو الطريق السريعة<br />

الإلكترونية<br />

و لقد عرف موضوع مجتمع المعلومات اهتماما دوليا كبيرا<br />

نظ را لآفاق ه الم صيرية عل ى الاقت صاد<br />

و العلاقات البشرية ككل،‏ فبمبادرة من تونس،‏ اتخذ مؤتمر<br />

المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي<br />

ii<br />

للاتصالات المنعقد بمينيابوليس<br />

من 12 أكتوبر إلى 6 نوفمبر 1998<br />

تنظيم قمة عالمية حول<br />

‏(الولايات المتحدة الأمريكية)‏<br />

قرارا بدراسة إمكانية<br />

مجتمع المعلومات يرتكز حول<br />

مجتمع<br />

المعلومات على ضرورة تطور متناغم لمفاهيم وسياسات<br />

وقوانين وشبكات وخدمات الاتصالات لمواكبة بروز مفهوم<br />

مجتمع المعلومات في نطاق عولمة قطاع الاتصالات<br />

.<br />

لقد تجسد ذلك في المؤتمر الدولي تمع المعلومات الذي<br />

انعقدت دورته الأولى في جنيف سنة 2003 و ستعقد الدورة<br />

iii<br />

الثانية في تونس ما بين 15 و 20 نوفمبر 20<strong>05</strong>، وعلى<br />

هامش المؤتمر و في إطار التحضير له تم إنشاء ما يسمى<br />

ب"صندوق التضامن الرقمي"‏ ) solidarité Fond de<br />

(numérique<br />

و هي هيئة رسمية تعمل من خلال<br />

مساهمات طوعيه من المهتمين على تجسيد و تشجيع إرساء<br />

قواعد مجتمع المعلومات.‏<br />

و بالنسبة للقمة نفسها فيرمي المؤتمر لتبني خطة<br />

iv<br />

تمكن من<br />

وضع إمكانيات المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في<br />

خدمة التنمية والنهوض باستعمال المعلومات والمعارف من<br />

أجل تحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا ً،‏ ، والتصدي<br />

للتحديات الجديدة تمع المعلومات على الأصعدة الوطنية<br />

والإقليمية والدولية.‏ وسيتعين اغتنام الفرصة في المرحلة الثانية<br />

للقمة العالمية تمع المعلومات من أجل تحليل وتقييم التقدم<br />

المحرز نحو تقليص الفجوة الرقمية،‏ و من أجل ذلك يمكن<br />

حسب التوجهات الأساسية للمؤتمر استعمال المقاصد<br />

الإرشادية التالية بوصفها نقاطا ً مرجعية عالمية لتحسين<br />

التوصيلية والنفاذ في مجال استعمال تكنولوجيا المعلومات<br />

.<br />

121


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

.1<br />

•<br />

•<br />

•<br />

.2<br />

•<br />

•<br />

•<br />

والاتصالات لتعزيز غايات خطة العمل التي يتعين إنجازها<br />

بحلول عام<br />

.2015<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

ويمكن أن تؤخذ هذه المقاصد في الحسبان<br />

عند صياغة مقاصد وطنية بمراعاة الظروف الوطنية المختلفة:‏<br />

توصيل القرى بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات<br />

وإقامة نقاط نفاذ مجتمعية؛<br />

توصيل الجامعات والكليات والمدارس الثانوية<br />

والابتدائية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛<br />

توصيل المراكز العلمية والبحثية بتكنولوجيا<br />

المعلومات والاتصالات؛<br />

توصيل المكتبات العامة والمراكز الثقافية والمتاحف<br />

ومكاتب البريد والأرشيفات بتكنولوجيا المعلومات<br />

والاتصالات؛<br />

توصيل المراكز الصحية والمستشفيات بتكنولوجيا<br />

المعلومات والاتصالات؛<br />

توصيل جميع الإدارات الحكومية المحلية والمركزية<br />

بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات،‏ وإنشاء مواقع على شبكة<br />

الويب وعناوين البريد الإلكتروني؛<br />

تكييف جميع المناهج الدراسية للمدارس الابتدائية<br />

والثانوية لمواجهة تحديات مجتمع المعلومات،‏ مع مراعاة<br />

الظروف الوطنية؛<br />

تأمين نفاذ جميع سكان العالم إلى الخدمات<br />

التلفزيونية والإذاعية؛<br />

التشجيع على تطوير المحتوى ويئة الظروف التقنية<br />

اللازمة لتيسير وجود واستخدام كل لغات العالم في شبكة<br />

الإنترنت؛<br />

تأمين تمتع أكثر من نصف سكان العالم بالنفاذ إلى<br />

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أماكن قريبة.‏<br />

كما يمكن أن تدعم تطبيقات تكنولوجيا المعلومات<br />

والاتصالات التنمية المستدامة في مجالات الإدارة العامة<br />

والأعمال التجارية والتعليم والتدريب والصحة والعمالة والبيئة<br />

والزراعة والعلم في إطار الاستراتيجيات الإلكترونية الوطنية،‏<br />

وينبغي أن يشمل ذلك إجراءات في القطاعات التالية:‏<br />

الحكومة الإلكترونية<br />

تنفيذ استراتيجيات الحكومة الإلكترونية التي تركز<br />

على تطبيقات دف إلى الابتكار وتعزيز الشفافية في الإدارات<br />

العامة والعمليات الديمقراطية وتحسين الكفاءة وتعزيز العلاقة<br />

مع المواطنين.‏<br />

استحداث مبادرات وخدمات وطنية للحكومة<br />

الإلكترونية على جميع المستويات،‏ تتفق مع احتياجات<br />

المواطنين ودوائر الأعمال،‏ من أجل تحقيق توزيع أكفأ للموارد<br />

والأصول العامة.‏<br />

دعم مبادرات التعاون الدولي في ميدان الحكومة<br />

الإلكترونية من أجل تعزيز الشفافية والمساءلة والكفاءة على<br />

جميع المستويات الحكومية.‏<br />

الأعمال التجارية الإلكترونية<br />

تشجيع الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع<br />

الخاص على تعزيز فوائد التجارة الدولية واستعمال الأعمال<br />

التجارية الإلكترونية فيها،‏ والنهوض باستعمال نماذج الأعمال<br />

التجارية الإلكترونية في البلدان النامية والبلدان التي تمر<br />

اقتصادياا بمرحلة تحول.‏<br />

ينبغي للحكومات أن تسعى إلى حفز استثمارات<br />

القطاع الخاص وتشجيع التطبيقات الجديدة وتطوير المحتوى<br />

والشراكات بين القطاعين العام والخاص،‏ وذلك من خلال<br />

اعتناق بيئة تمكينية واستنادا ً إلى إتاحة النفاذ إلى الإنترنت على<br />

نطاق واسع.‏<br />

إلى<br />

.3<br />

•<br />

ينبغي لسياسات الحكومات أن تؤيد تقديم المساعدة<br />

المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر وتنميتها،‏ في<br />

صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات علاوة على دخولها<br />

إلى الأعمال التجارية الإلكترونية،‏ من أجل حفز النمو<br />

الاقتصادي وخلق الوظائف كعنصر في استراتيجية للحد من<br />

الفقر من خلال خلق الثروات.‏<br />

الصحة الإلكترونية<br />

تشجيع الجهود التعاونية للحكومات والمخططين<br />

والمهنيين في اال الصحي وسائر الوكالات بمشاركة من<br />

المنظمات الدولية من أجل إقامة أنظمة للرعاية الصحية وأنظمة<br />

معلومات صحية لا تعاني من التأخير ويعتمد عليها ومن نوعية<br />

122


______________________________________________________ واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر -<br />

ص.ص.‏ 136-121<br />

•<br />

•<br />

.5<br />

•<br />

•<br />

•<br />

.6<br />

•<br />

•<br />

.7<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

عالية وفي متناول الجميع،‏ ومن أجل تعزيز التدريب الطبي<br />

المتواصل والتعليم والأبحاث الطبية باستخدام تكنولوجيا<br />

المعلومات والاتصالات مع احترام وحماية حقوق المواطنين في<br />

الخصوصية.‏<br />

تيسير النفاذ إلى المعلومات الطبية المتوفرة على<br />

الصعيد العالمي وموارد المحتوى الملائمة على الصعيد المحلي،‏ من<br />

أجل دعم بحوث الصحة العامة وبرامج الوقاية والنهوض<br />

بصحة المرأة وصحة الرجل،‏ مثل مسائل الصحة الجنسية<br />

والإنجابية والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي والأمراض التي<br />

تستحوذ على اهتمام العالم مثل فيروس نقص المناعة<br />

البشرية/الإيدز والملاريا والسل.‏<br />

التحذير من الأمراض المعدية ورصد انتشارها<br />

والسيطرة عليها،‏ من خلال تحسين أنظمة المعلومات المشتركة.‏<br />

تعزيز وضع معايير دولية لتبادل البيانات الصحية،‏<br />

مع مراعاة اعتبارات الخصوصية.‏<br />

تشجيع استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات<br />

لتحسين نظام الرعاية الصحية والمعلومات الصحية وتوسيعه<br />

ليشمل المناطق النائية والفقيرة في الخدمات ومجموعات السكان<br />

الضعيفة،‏ مع الاعتراف بدور المرأة في تقديم الرعاية الصحية<br />

لأسرا ومجتمعها.‏<br />

دعم المبادرات القائمة على تكنولوجيا المعلومات<br />

والاتصالات والتوسع فيها،‏ من أجل توفير المساعدة الطبية<br />

والإنسانية في حالات الكوارث والطوارئ.‏<br />

.4<br />

•<br />

•<br />

التوظيف الإلكتروني<br />

تشجيع صياغة أفضل الممارسات للعاملين وأرباب<br />

العمل الذين يعملون عن بعد باستخدام الوسائل الإلكترونية،‏<br />

واستناد هذه الممارسات على المستوى الوطني إلى مبادئ<br />

العدالة والمساواة بين الجنسين،‏ وبمراعاة جميع المعايير الدولية<br />

ذات الصلة.‏<br />

تشجيع الطرق الجديدة لتنظيم العمل ونشاط<br />

شركات الأعمال دف زيادة الإنتاجية والنمو والرفاه من<br />

خلال الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والموارد<br />

البشرية.‏<br />

تشجيع العمل عن بعد لتمكين المواطنين لا سيما في<br />

البلدان النامية وأقل البلدان نموا ً وبلدان الاقتصاديات الصغيرة<br />

من العيش في وسط مجتمعام ومن العمل في أي مكان وزيادة<br />

فرص عمل المرأة والمعوقين.‏ وفي تشجيع العمل عن بعد،‏ ينبغي<br />

الاهتمام بوضع استراتيجيات تعمل على خلق فرص العمل<br />

والاحتفاظ بالقوة العاملة الماهرة.‏<br />

تشجيع برامج التدخل المبكر في مجال العلوم<br />

والتكنولوجيا التي ينبغي أن تستهدف صغار الفتيات وذلك<br />

لزيادة عدد النساء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.‏<br />

البيئة الإلكترونية<br />

تشجيع الحكومات،‏ بالتعاون مع أصحاب المصلحة<br />

الآخرين،‏ على استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات<br />

وتعزيزها لاستغلالها كأداة للحماية البيئية والاستفادة المستدامة<br />

من الموارد الطبيعية.‏<br />

تشجيع الحكومات واتمع المدني والقطاع الخاص<br />

على اتخاذ إجراءات وتنفيذ مشاريع وبرامج من أجل استدامة<br />

الإنتاج والاستهلاك والتخلص الآمن بيئيا ً من مخلفات معدات<br />

وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإعادة تدويرها.‏<br />

إقامة أنظمة رصد تستعمل تكنولوجيا المعلومات<br />

والاتصالات للتنبؤ بالكوارث الطبيعية والكوارث من صنع<br />

الإنسان ورصد آثارها،‏ خاصة في البلدان النامية وأقل البلدان<br />

نموا ً وبلدان الاقتصاديات الصغيرة.‏<br />

الزراعة الإلكترونية<br />

ضمان نشر المعلومات بانتظام عن الزراعة وتربية<br />

المواشي ومصائد الأسماك والغابات والأغذية،‏ وذلك باستخدام<br />

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل إتاحة النفاذ<br />

السريع إلى المعارف والمعلومات الشاملة والمحدثة والتفصيلية<br />

ذات الصلة،‏ لا سيما في المناطق الريفية.‏<br />

ينبغي أن تسعى الشراكات بين القطاعين العام<br />

والخاص إلى تعظيم استعمالات تكنولوجيا المعلومات<br />

والاتصالات كأداة لتحسين الإنتاج ‏(كما ً ونوعا ً).‏<br />

العلم الإلكتروني<br />

تعزيز التوصيل بالإنترنت توصيلا ً يعتمد عليه<br />

وبسرعة عالية وتكلفة معقولة أمام كل الجامعات ومعاهد<br />

123


ر‎6‎<br />

مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

(commerce<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

البحوث دعما ً لدورها الحيوي في إنتاج المعلومات والمعرفة وفي<br />

التعليم والتدريب،‏ ودعم إقامة الشراكات ودعم التعاون<br />

والربط الشبكي بين هذه المؤسسات.‏<br />

ومبادرات<br />

تشجيع<br />

النشر الإلكتروني والتسعير التمايزي<br />

النفاذ المفتوح لتوفير المعلومات العلمية بتكلفة<br />

معقولة وتيسير النفاذ إليها على أساس منصف في جميع<br />

البلدان.‏<br />

تعزيز استعمال تكنولوجيا الاتصال بين النظراء<br />

لتقاسم المعارف العلمية والحصول على نسخ مسبقة ونسخ<br />

مكررة من كتابات المؤلفين العلميين الذين يتنازلون عن حقهم<br />

في الحصول على مدفوعات مالية.‏<br />

تعزيز جمع البيانات الرقمية العلمية الأساسية ونشرها<br />

وحفظها على المدى الطويل بشكل منهجي وفعال في جميع<br />

البلدان،‏ ومنها مثلا ً بيانات السكان والأرصاد الجوية.‏<br />

تعزيز وضع مبادئ ومعايير تتصل بالبيانات من أجل<br />

تيسير التعاون والاستعمال الفعال للمعلومات والبيانات العلمية<br />

امعة من أجل استخدامها في الأبحاث العلمية،‏ حسب<br />

الاقتضاء.‏<br />

: ثانيا<br />

:1<br />

واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي.‏<br />

الفجوة الرقمية في العالم العربي.‏<br />

v<br />

تعرف الفجوة الرقمية بأا ‏"الفجوة التي خلقتها ثورة<br />

المعلومات و الاتصالات بين الدول المتقدمة<br />

و الدول النامية و تقاس بدرجة توافر أسس المعرفة بمكونات<br />

الاقتصاد الرقمي الذي يستند إلى تكنولوجيا المعلومات و<br />

درجة الارتباط بشبكة المعلومات العالمية ‏(الإنترنت)‏ و توافر<br />

ط رق المعلوم ات ال سريعة<br />

و الهواتف النقالة و خدمات التبادل الرقمي للمعلومات،‏ و<br />

هي الأسس التي أصبحت تحكم كافة مناحي الحياة و أسلوب<br />

أداء الأعمال.‏ حيث انعكس ذلك في تطور التجارة<br />

الإلكترونية<br />

(E-commerce)<br />

و زيادة الشركات<br />

الجديدة التي تؤسس يوميا لممارسة أعمالها عبر الشبكة<br />

العالمية(و منها شركات الدوت كوم)‏<br />

و إطلاق المبادلات التجارية اللاسلكية<br />

و إقامة الحكومات الإلكترونية و تنفيذ<br />

المعاملات المصرفية و المالية و إنشاء الشبكات التعليمية و<br />

البحثية و الصحية و السياحية و غيرها و تقنين هذه العمليات<br />

عبر تطوير التشريعات اللازمة"‏<br />

و الحقيقة أن كل الدول العربية رغم وعيها بضرورة الاهتمام<br />

بإرس اء قواع د الاقت صاد الجدي د<br />

و الاندماج الفعال في ما يسمى ‏"مجتمع المعلومات"‏ يبقى الكثير<br />

منها يعاني ضعفا ملحوظا في هذا اال،‏ فلقد ذكرت دراسة<br />

أعدا إدارة البحوث الاقتصادية بوزارة التجارة الخارجية<br />

vi<br />

المصرية أن الصفحات العربية على الشبكة العالمية لا تستحوذ<br />

إلا على واحد<br />

بالمائة فقط من إجمالي الصفحات المنشورة بكل<br />

اللغات على الإنترنت.‏<br />

في هذا الاطار،‏ فان تسريع الانخراط في الإنترنت وكافة<br />

قطاعات تقنية المعلومات ضرورة ملحة يفرضها عالم<br />

جديد<br />

تحكمه شبكة المعلومات خاصة في اال الاقتصادي نتيجة<br />

لتوسع قدرة الكومبيوترات بأنواعها المختلفة الكبيرة والميني<br />

والميكرو وازدياد سرعة التشغيل والاندماج بين<br />

الكمبيوتر ووسائل الاتصال.‏<br />

أجهزة<br />

كما أن عدد المشتركين في خدمة الإنترنت بلغ نحو ‎6‎ر‎1‎<br />

مليون شخص،‏ مؤكدة أن مصر ودول مجلس التعاون الخليجي<br />

شهدت نموا ملحوظا في مجال تقنية المعلومات خاصة في ضوء<br />

زيادة المخصصات المالية الحكومية ونمو استثمارات القطاع<br />

الخاص الموظفة فيه.وانتقدت الدراسة محدودية عدد مستخدمي<br />

الإنترنت في الوطن العربي موضحة أن الحصة العربية لا تتجاوز<br />

0 بالمائة من إجمالي عدد مستخدمي الشبكة في العالم<br />

وإلى<br />

أن استخدامات الإنترنت في الدول العربية مازالت قاصرة على<br />

تطبيقات قليلة حيث يستحوذ البريد الإلكتروني على 59<br />

بالمائة مقابل 22 بالمائة لتصفح المعلومات و 13 بالمائة<br />

لأغراض العمل و 6 بالمائة للتجارة الإلكترونية<br />

: 2<br />

الجهود العربية في طريق الاقتصاد الجديد.‏<br />

لمواجهة خطر تفاقم الفجوة الرقمية تفطنت بعض الدول<br />

العربية لأهمية التكنولوجيات الحديثة و دورها من أجل التنمية<br />

حيث أقرت وثيقة الاستراتيجية العربية<br />

vii<br />

تمع الاتصالات<br />

(-M وتقنية المعلومات الذي أعدها مجلس الوزراء العرب<br />

124


______________________________________________________ واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر -<br />

ص.ص.‏ 136-121<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

للاتصالات والمعلومات في قمة عمان<br />

‏(مارس<br />

،(2001<br />

الاستراتيجية الضرورية إلى تقليل الفجوة الرقمية في البلاد<br />

العربية ‏(فيما بينها وبين العالم ككل ‏)،وتحويل المنطقة العربية<br />

إلى منطقة منتجة ومصدرة لتقنية الاتصالات والمعلومات،‏<br />

وذلك من اجل الإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية،‏<br />

وتطوير اتمع بكامل مكوناته للوصول به إلى مجتمع يعتمد<br />

على تقنية الاتصالات والمعلومات متناغما في ذلك مع الاتجاه<br />

المستقبلي للعالم المتقدم.‏<br />

وقد كلف مجلس الوزراء العرب<br />

للاتصالات والمعلومات ببلورا في برامج عمل و أنشطة قابلة<br />

للتنفيذ وترجمة تلك البرامج إلى مهام محددة قابلة للتنفيذ،‏<br />

وذلك من خلال محاور سبعة أساسية:‏<br />

-<br />

-<br />

المحور الأول<br />

المحور الثاني<br />

المعلومات<br />

:<br />

يئة المناخ العام وتشجيع الاستثمار<br />

.<br />

:<br />

.<br />

-<br />

-<br />

المحور الثالث<br />

المحور الرابع<br />

والمعلومات<br />

:<br />

يئة البنية التحتية للاتصالات وتقنية<br />

تنمية الموارد البشرية<br />

.<br />

:<br />

.<br />

-<br />

-<br />

توسيع قاعدة أعمال تكنولوجيا الاتصالات<br />

المحور الخامس:‏ تنمية السوق المحلي والتصدير.‏<br />

المحور السادس:‏ استخدام تقنية الاتصالات والمعلوماتية لدعم<br />

تطبيقات التنمية الاقتصادية والاجتماعية<br />

.<br />

المحور السابع -<br />

ونقل التقنية<br />

:<br />

.<br />

توسيع مجالات البحث التطبيقي والتطوير<br />

viii<br />

و من جهة أخرى تم في إطار الجامعة العربية تشكيل فريق<br />

عمل عربي للتحضير للقمة العالمية تمع المعلومات ‏(برئاسة<br />

تونس )، يعقد اجتماعات دورية للتحضير للقمة حتى اية<br />

مرحلتها الثانية بتونس 20<strong>05</strong> على أن يتم عرض نتائجه على<br />

مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات ، وقد عقد هذا<br />

الفريق ثلاثة اجتماعات ‏(الاجتماع الأول بدمشق<br />

2002/1/13، والاجتماع الثاني بتونس خلال الفترة<br />

-12<br />

-15<br />

2002/4/16 والاجتماع الثالث بالقاهرة خلال الفترة<br />

(2002/9/12-11<br />

:<br />

والاجتماع الرابع بالإمارات خلال<br />

شهر فبراير 2003 حيث توصلت تلك الاجتماعات إلى<br />

النتائج التالية<br />

تشكيل لجان تحضير وطنية تشارك فيها الجهات<br />

المعنية بالقمة والاستفادة منها؛<br />

العمل على تحسين البنية التحتية للاتصالات،‏<br />

وتشجيع استخدام اللغة العربية في الموقع والمحتوى؛<br />

إشعار الأمانة التنفيذية للقمة العالمية تمع المعلومات<br />

بإحداث فريق العمل؛<br />

استكمال تشكيل لجان وطنية تتمثل فيها الجهات<br />

الحكومية والقطاع الخاص والهيئات واتمع المدني المعنيين<br />

بالتحضير للقمة والمستفيدين منها؛<br />

تقديم أوراق عمل تتضمن تجربة كل دولة في تضيق<br />

الفجوة الرقمية وما اتخذته من إجراءات تشريعية وبرمجية<br />

كذلك أية مساهمات تتضمن رؤيتها حول المحاور الأساسية<br />

للقمة العالمية تمع المعلومات.‏<br />

و بالنسبة<br />

للتجارة الإلكترونية في العالم العربي تؤكد دراسة<br />

أجراها الدكتور إبراهيم العيسوي أستاذ الاقتصاد والمستشار<br />

ix<br />

بمعهد التخطيط القومي بمصر ، انه يلزم لقيام التجارة<br />

الإلكترونية وانتشارها توافر عدد من المتطلبات على رأسها<br />

بنية متطورة للاتصالات ونظم جيدة لإدارا وبخاصة زيادة<br />

إمكانات الاتصالات عن بعد ذات النطاق والسرعات العالية،‏<br />

وكذلك توافر التسهيلات اللازمة للوصول<br />

إلى الإنترنت<br />

وسهولة اقتناء أجهزة الكمبيوتر،‏ بالإضافة إلى إقامة بنية قانونية<br />

توفر الحماية والثقة والأمان للمتعاملين في التجارة الإلكترونية<br />

بخلاف توافر الخدمات المصرفية الملائمة للتعامل عبر الإنترنت،‏<br />

مع كفالة الصفة القانونية للتوقيعات والمستندات الإلكترونية.‏<br />

و لذكر بعض الأمثلة عن اهودات الإيجابية التي بذلتها دول<br />

x<br />

عربية رائدة في الاقتصاد العربي الجديد،‏ تعتبر تونس أول من<br />

طالب منظمة اليونسكو في سنة 1978 بإنشاء برنامج كبير<br />

لدعم جهود البلدان الضعيفة دف تأسيس بنيتها الاتصالية<br />

. والمعلوماتية<br />

وتقديرا لجهودها في هذا اال داخل مجموعة<br />

السبعة والسبعين ، انتخبت تونس لرئاسة المؤتمر الحكومي<br />

لتنمية وسائل الإعلام والاتصال الذي انعقد في شهر أفريل<br />

1980 بمقر منظمة اليونسكو بباريس،‏ وبحضور أكثر من<br />

ألف مشارك بما فيهم من القطاع الخاص والمنظمات غير<br />

125


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

. الحكومية<br />

وقد تفطن المشاركون منذ ذلك الزمن إلى التكامل<br />

بين نظم المعلومات ومختلف وسائل الإعلام والاتصال<br />

ومن أبرز التطورات التي يشهدها المحيط التونسي مع<br />

بداية القرن الجديد دخول البلاد في المرحلة الختامية من<br />

الانتقال الديمغرافي مع ما يصاحب ذلك من تحولات في تركيبة<br />

السكان وانعكاسات مرتقبة على التشغيل وأنظمة التربية<br />

والتغطية الاجتماعية والصحة وبروز سلوكيات اجتماعية<br />

جديدة ، و تبلور ذلك في مجموعة من الإجراءات أهمها إصدار<br />

القانون الخاص بالمبادلات والتجارة الإلكترونية في<br />

2000، و تنقيح مجلة الالتزامات والعقود بتاريخ<br />

9 أوت<br />

13 جوان<br />

2000 الذي تم بموجبه الاعتراف بالإمضاء الإلكتروني مثل<br />

الإمضاء بخط اليد أو الوثيقة المكتوبة<br />

.<br />

و تونس هي كذلك البلد الذي سينظم المؤتمر العالمي الثالث<br />

، تمع المعلومات<br />

و بالنسبة لمصر فقد قدمت مبادرة لقيام<br />

مجتمع معلوماتي طموح من خلال العمل في سبع محاور لبناء<br />

xi<br />

هذا اتمع :<br />

الأول:‏ الاستعداد الرقمي والذي يعني توصيل خدمات<br />

الاتصالات لجميع المواطنين في جميع أنحاء الجمهورية؛<br />

: الثاني<br />

هو الحكومة الإلكترونية والذي يهدف للعمل على<br />

تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين والمستثمرين في مكان<br />

وجودهم،‏ بالسرعة الكفاءة المطلوبة؛<br />

: الثالث<br />

الأعمال الإلكترونية التي دف إلى بناء مجتمع<br />

معلومات لا ورقي لا نقدي.‏ والعمل في هذا المحور يتم على<br />

عدة مراحل تشمل البنية الأساسية ثم البيئة التشريعية ثم البيئة<br />

التنظيمية لتطبيقات الأعمال الإلكترونية وأخيرا ً العمل على<br />

التوعية اتمعية؛<br />

: الرابع<br />

التعليم الإلكتروني لرفع القدرات التنافسية لقوة العمل<br />

المصرية محليا ً وعالميا ً،‏ ودعم جهود وزارتي التربية والتعليم،‏<br />

والتعليم العالي في إدخال تكنولوجيا المعلومات في التعليم،‏<br />

باستخدام النظم الإلكترونية التفاعلية الحديثة عبر شبكات<br />

المعلومات؛<br />

: الخامس<br />

يتعرض لتقديم الخدمات<br />

وهذا بالتعاون مع وزارة الصحة؛<br />

الإلكترونية لقطاع الصحة<br />

السادس:‏ خاص بالتوثيق<br />

الإلكتروني للتراث الحضاري<br />

والطبيعي ويهدف إلى دعم جهود حماية التراث وقد أنشئ<br />

مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالتعاون مع مكتبة<br />

الإسكندرية؛<br />

: السابع<br />

يهتم بتنمية صناعة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات<br />

دف زيادة الصادرات المصرية من منتجات وخدمات<br />

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالسوق العالمي،‏ وجذب<br />

الشركات العالمية لتوطين المعرفة والتكنولوجيا،‏ وتحفيزها<br />

لتصبح مصر مركزا ً لعملياا في أفريقيا والشرق الأوسط.‏<br />

و من هنا جاء ت أولويات الحكومة المصرية لتنفيذ مشروع<br />

الحكومة الإلكترونية و العمل من أجل تحويل مصر إلى مجتمع<br />

المعلومات لتضاف إلى جهود سابقة<br />

دف إلى تأهيل مصر<br />

لدخول عصر الاقتصاد الرقمي الجديد والتغلب على<br />

البيروقراطية الحكومية والإصلاح الضريبي للعمل على جذب<br />

الاستثمارات<br />

وبناء صناعه قويه في مصر للاتصالات<br />

والمعلومات تم وتتوجه للنشاط التصديري وانعكاساا الجيدة<br />

المحتملة على أداء الاقتصاد المصري ككل<br />

وفي سعيها<br />

.<br />

لاستكمال البناء التشريعي المنظم للدخول إلى<br />

عصر تكنولوجيا المعلومات اعتمدت مصر الإطار القانوني<br />

الملائم لثورة المعلومات الجديدة مع قانون حقوق الملكية<br />

الفكرية وقانون المعاملات التجارية وقانون<br />

الأعمال<br />

الإلكترونية،‏ وقانون التجارة الإلكترونية،‏ وقانون حماية<br />

المستهلك،‏ والقانون الخاص بالقرصنة وجرائم الكومبيوتر،‏<br />

وأخيرا قانون التوقيع الإلكتروني.‏<br />

أما دولة الإمارات العربية فتعتبر بحق رائدة في مجال الاقتصاد<br />

الجديد العربي،‏ فبمناسبة انعقاد القمة العالمية تمع المعلومات،‏<br />

أعدت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية و الاجتماعية لغرب آسيا<br />

xii<br />

‏"اسكوا"‏ بعد المؤتمر العربي<br />

الإقليمي الذي نظمته في 6-4<br />

فيفري 2003 تحضيرا للقمة سلسلة دراسات تقيم فيها وضع<br />

الدول الأعضاء ال‎13‎ من ناحية مجتمع المعلومات.‏<br />

وتظهر الدراسة في مجال السياسات والاستراتيجيات أن<br />

الإمارات،‏ عبر السنوات العشر الماضية،‏ استثمرت على نحو<br />

هائل في قطاع تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة دف<br />

126


______________________________________________________ واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر -<br />

ص.ص.‏ 136-121<br />

السير باتجاه الاقتصاد المبني على المعرفة،‏ وهي معروفة<br />

كموزع<br />

إقليمي لخدمات NTIC وصناعاا.‏<br />

إن الإمارات الآن ليست فقط السباقة في المنطقة العربية بوضع<br />

تقنيات المعلومات في العمل،‏ بل تضع نفسها كواجهة أو بوابة<br />

إقليمية مع الاقتصاد العالمي.‏ فبعض المبادرات مثل ‏"مركز أبو<br />

ظبي للابتكار والتجديد"‏<br />

الذي يهدف إلى إنشاء العديد من<br />

الأعمال الخاصة بمنتجات مبنية على تقنيات المعلومات<br />

والاتصالات والوسائط المتعددة<br />

دبي للإنترنت"،‏ و"واحة دبي<br />

‏(الإعلام)،‏ وكذلك<br />

‏"مدينة<br />

لأنصاف النواقل"،‏ دف<br />

جميعها إلى إنشاء البنية الأساسية التحتية والبيئة اللازمة<br />

للنهوض بشركات و إلى المساهمة إيجابيا في نمو<br />

NTIC<br />

الاقتصاد المبني على المعرفة.‏ وقد شهد قطاع NTIC زيادة<br />

10 أضعاف منذ العام 1997، وحديثا،‏ حصلت الإمارات<br />

على أعلى علامة بين الدول العربية،‏ في مؤشر جديد مخصص<br />

لمقارنة مستوى نفوذية تقنيات المعلومات والاتصالات.‏<br />

وكجزء من التوجه العام للبلد اتخذ،‏ في شهر<br />

قرار إنشاء منطقة حرة للتجارة الإلكترونية والتقنيات.‏ و"مدينة<br />

دبي للإنترنت"،‏ التي افتتحت في نوفمبر 2000<br />

فيفري 2002،<br />

هي مركز<br />

متكامل لتقنيات المعلومات والاتصالات يقع داخل منطقة<br />

التجارة الحرة.‏<br />

وتستضيف المدينة حاليا ً أكثر من 450 شركة<br />

NTIC<br />

باختصاصات مختلفة في صناعة وتركز فكرة<br />

الحكومة الإلكترونية في الإمارات على تسهيل الأمور الحياتية<br />

للناس وتيسير الأعمال أيضا بكل ما يتعلق بالتعامل مع<br />

الحكومة.‏ كما تركز على<br />

المساهمة في تأسيس البلد كموزع<br />

إقليمي اقتصادي رائد.‏ فعلى سبيل المثال،‏ تقوم دبي<br />

بإدخال<br />

الأتمتة المعلوماتية إلى كامل الحكومة،‏ في جميع إجراءات<br />

الخدمات المشتركة،‏ بما في ذلك نواحي الخدمات،‏ والبلدية<br />

وغيرها.‏<br />

وفي الأطر التشريعية والقانونية تعتبر حكومة الإمارات سباقة<br />

في خلق البنية الأساسية التحتية التي تتضمن البيئة التشريعية<br />

والقانونية اللازمة الكفيلة بنجاح مبادراا في تقنيات<br />

المعلومات.‏ فقد سنت عدة قوانين ، دف جميعها إلى تعزيز<br />

بيئة آمنة للأعمال والمستثمرين.‏ ففي العام<br />

الحكومة الاتحادية للإمارات 3<br />

1992، أقرت<br />

قوانين هي:‏ قانون حقوق<br />

الملكية الفكرية وحقوق النشر،‏ وقانون العلامة التجارية،‏<br />

وقانون براءة الاختراع.‏ وقد جعلت هذه المكونات التشريعية<br />

الثلاث من الإمارات بلدا<br />

خالٍ‏ عموما من بيع البرمجيات<br />

المقرصنة بسبب الإرادة السياسية المتشددة في هذا<br />

الشأن.‏<br />

وصدر حديثا ً في دبي قانون خاص باستخدام الحواسيب في<br />

الإجراءات الجنائية،‏<br />

للعام 2001، ستكون الوثائق الموقعة<br />

ووفقا ً للقانون الجديد،‏ قانون دبي رقم 5<br />

إلكترونيا مقبولة كأدلة<br />

في التحقيق الجنائي.‏ وتجري حاليا ً،‏ على المستوى الاتحادي<br />

للإمارات،‏ مراجعة النسخة الأولية من قانون ‏"الجريمة<br />

الإلكترونية Cybercrime ‏"بما<br />

يخص التوقيع الإلكتروني،‏<br />

ويجري ذلك بالاستناد مباشرة إلى مرجعية ‏"مرسوم سنغافورة<br />

للمناقلات الإلكترونية".‏<br />

إضافة لما تحقق تواصل الدول العربية و إن كان بدرجات<br />

متفاوتة جهودها المتواصلة نحو إرساء أسس الاقتصاد الجديد<br />

من خلال تعزيز البنية التحتية الرقمية و هذا كله يدخل في<br />

إطار عصرنة الاقتصاد<br />

و تحسين البيئة الاستثمارية ، فعلى أساس تقريرها السنوي<br />

التقييمي لمناخ الاستثمار في الدول العربية أكدت المؤسسة<br />

xiii<br />

العربية لضمان الاستثمار<br />

المتوافرة في 9 دول عربية،‏ بأن<br />

و من واقع البيانات القطرية<br />

سنة<br />

2004 شهدت<br />

نشاطا<br />

متناميا في الجهود القطرية المبذولة في مجالات الاقتصاد الجديد،‏<br />

مع تحسين أداء المنطقة في سجل انتهاكات حقوق الملكية<br />

الفكرية بعد تفعيل تطبيق قوانين الملكية الفكرية و حقوق<br />

المؤلف مما سيحدث تغيرات إيجابية تعزز قدرة جذب<br />

الشركات العالمية المتخصصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات و<br />

بالتالي زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في هذا<br />

القطاع،‏ علما بأن تطبيقات الملكية الفكرية تباينت بين الدول<br />

العربية حسب رؤية كل دولة و أهمية هذا الموضوع لاقتصادها<br />

الوطني.‏<br />

ففيما يتعلق بالحكومة الإلكترونية يؤكد التقرير بأن العمل<br />

لازال جاريا لتنفيذ هذا المشروع على مراحل في الأردن.‏ و<br />

في تونس يتواصل برنامج تعميم الخدمات الإدارية عن بعد مع<br />

تركيز عدد من البوابات و المواقع الشبكية الحكومية كما تم<br />

تمكين المستثمرين من القيام بإجراءات تكوين الشركات عن<br />

127


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

بعد عبر تصريح يعتمد الوسائل الإلكترونية.‏ و في الجزائر تم<br />

تشكيل لجنة إلكترونية،‏ و إعداد مخطط عمل يتضمن عدة<br />

مشاريع ، كما تم تشغيل بعض التطبيقات الجديدة و تنفيذ<br />

مشروع شبكة انترنيت<br />

حكومية يتكون من 3 مراحل.‏ و في<br />

السعودية تدير لجنة عليا برنامج الحكومة الإلكترونية بالتعاون<br />

مع لجنة توجيهية،‏ و في سوريا يتواصل العمل على مشروع<br />

المعلومات الخاصة بوزارة الاقتصاد ، و في مصر أصبح<br />

بالإمكان تقديم عدة خدمات حكومية إلكترونية عبر<br />

الإنترنت،‏ و تمت ميكنة مهام عدد من الوزارات<br />

و الهيئات الحكومية كما تم إنشاء شبكة اتصالات حكومية و<br />

ربط الوزارات و الهيئات إلى جانب ذلك تم توقيع بروتوكول<br />

ميكنة أعمال الوحدات الحسابية ، و في اليمن ما زال هذا<br />

المشروع قيد البحث و الدراسة دف التنفيذ.‏<br />

و فيما يختص بالتجارة الإلكترونية فقد اتخذت السعودية<br />

إجراءات من شأا تسيير التعاملات الإلكترونية التجارية محليا<br />

و دوليا و إزالة العوائق التي تعترضها،‏ و كذلك السودان التي<br />

تنظر في تنظيم البيئة القانونية للتجارة الإلكترونية،‏ إلى جانب<br />

ذلك هناك مبادرات أخرى أطلقت في السعودية تتمثل في<br />

مشروع النماذج الإلكترونية بين الأجهزة الحكومية و مبادرة<br />

الحاسب الآلي المترلي دف المساهمة في تضيق الفجوة الرقمية<br />

و بدء التحول إلى اتمع الرقمي و إضافة مليون مستخدم<br />

للحاسوب الشخصي في المملكة.‏<br />

و تبذل دول الخليج جهودا كبيرة في كافة جوانب البنية<br />

الرقمية و استخداماا مع تزايد الإقبال على المعاملات<br />

الإلكترونية متزامنة مع جهود مكثفة لمحو الأمية المعلوماتية،‏ و<br />

قد طرحت خدمة<br />

"<br />

البطاقة الذكية"‏ – في البحرين لإنجاز<br />

كافة المعاملات الحكومية و غير الحكومية لتصبح البحرين من<br />

أوائل الدول التي تتعامل ذا النوع من البطاقات.‏<br />

xiv<br />

و تشير التوقعات التي أعلنت خلال العام أن سوق<br />

تكنولوجيا المعلومات في المنطقة العربية سيشهد نموا ضخما<br />

بحلول عام 2008 إذ قد يصل إلى نحو 13.4 مليار دولار<br />

أمريكي مقابل 6.9 مليار عام 2003 كما يتوقع أن يرتفع<br />

عدد مشتركي الهاتف النقال في الدول العربية إلى‎71‎ مليون<br />

شخص بحلول عام<br />

2009<br />

مقابل 27 مليون مشترك اية<br />

عام 2003 و أن يؤدي تحرير أسواق خدمات الاتصالات إلى<br />

نشوء قطاع أكثر القطاعات تنافسية و نشاطا على مستوى<br />

العالم ، كما ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت بشكل متواصل<br />

و بلغ في مصر لوحدها ما يزيد عن 6 مليون مستخدم<br />

اية‎2004‎ ، و بصفة عامة عرفت سنة<br />

2004 عدة<br />

مبادرات عربية متفاوتة الأهمية من أجل تفعيل الاقتصاد<br />

الجديد(أنظر الملحق 1)<br />

:3<br />

البيئة المعلوماتية - واقع العالم العربي.‏<br />

لعلى أهم إفرازات التوجهات الجديدة للاقتصاد في العالم<br />

الدور الذي أصبح يولى للبنية التحتية المعلوماتية في تشجيع<br />

الاستثمار،‏ و بالفعل فلقد أصبحت الدول تولي اهتماما كبيرا<br />

لتطورات الاقتصاد الجديد كأحد المكونات المهمة لمناخ<br />

الاستثمار.‏<br />

فمن بين المؤشرات الدولية الجديدة و المهمة التي<br />

تعكس وضع بيئة الاستثمار و العوامل التي تؤثر فيها،‏ تجدر<br />

الإشارة إلى مؤشرين مهمين يأخذان بعين الاعتبار دور<br />

تكنولوجيا المعلومات في التنمية و خاصة في تشجيع الاستثمار<br />

xv<br />

وهما مؤشر ثروة الأمم الناهضة و مؤشر الجاهزية الرقمية .<br />

فمؤشر ثروة الأمم الناهضة(جدول‎2‎‏)،‏ وهو مؤشر يصدر عن<br />

مؤسسة الشؤون المالية xvi Money Matters<br />

Instituteمرتين سنويا في شهري مارس و سبتمبر وذلك<br />

منذ عام 1996، و يهدف إلى التعريف بكيفية تكون رأس<br />

المال و الثروة في الدول الناهضة استناد إلى فرضية أن تكوين<br />

الثروة قائم على تحقيق التوازن الاقتصادي و الاجتماعي و<br />

المعرفي.و قد غطى المؤشر هذا العام 70 دولة منها<br />

عربية دون تغير عن عام 2003.<br />

دول ) 9 (<br />

128


______________________________________________________ واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر -<br />

ص.ص.‏ 136-121<br />

الدولة<br />

البحرين<br />

الكويت<br />

الأردن<br />

لبنان<br />

تونس<br />

الجزائر<br />

مصر<br />

السعودية<br />

المغرب<br />

الرصيد<br />

الترتيب عالميا<br />

2003 2004 2003 2004<br />

1540 1634<br />

19<br />

12<br />

1523 1574<br />

21<br />

18<br />

1495 1464<br />

24<br />

26<br />

1443 1406<br />

27<br />

29<br />

1435 1387<br />

29<br />

33<br />

1348 1336<br />

43<br />

43<br />

1344 1332<br />

45<br />

44<br />

1282 1287<br />

52<br />

48<br />

1297 1262<br />

48<br />

52<br />

جدول 2:<br />

مؤشر ثروة الأمم الناهضة<br />

: المصدر:‏ www.moneymattersintitute.org 20<strong>05</strong><br />

) الاقتصادية<br />

يتكون المؤشر من ثلاثة مؤشرات فرعية تشمل البيئة<br />

البيئة الاجتماعية<br />

الطبيعية<br />

الاقتصاد الوطني،عولمة الاقتصاد،‏ بيئة الأعمال<br />

(<br />

)<br />

(<br />

الاستقرار و التنمية،‏ الرعاية الصحية،‏ البيئة<br />

البيئة المعلوماتية،(الجاهزية المعلوماتية،‏ البيئة التحتية<br />

المعلوماتية،‏ وسائل التبادل المعرفي<br />

.(<br />

و يدخل في كل مؤشر فرعي 21 متغيرا بإجمالي<br />

63<br />

متغيرا،‏ منحت أوزان متساوية من صفر إلى 100 بحيث يدل<br />

) صفر ( رصيد<br />

على أسوء أداء و رصيد<br />

على ) 100 (<br />

أفضل أداء،‏ و كلما كان التوازن أكبر زادت فرص تكوين<br />

الثروة لتحقيق الاستدامة التنموية على المدى الطويل.‏ و يقارن<br />

رصيد المؤشر بنتائج خمس دول متقدمة<br />

سنغافورة،‏ أسبانيا،‏ و الولايات المتحدة<br />

)<br />

(<br />

اليابان،‏ هولندا ،<br />

اختيرت دف قياس<br />

المكتسبات التي حققتها الدول النامية و الناهضة مقارنة بالتميز<br />

الذي حققته الدول المتقدمة<br />

و بالنسبة للبيئة المعلوماتية فمن بين الواحد و عشرين<br />

عنصرا التي تكوا،‏ تشكل عناصر البيئة الرقمية حيزا مهما<br />

و تخص:‏ عدد أجهزة الحاسوب المترلية لكل<br />

1000 نسمة،‏<br />

خطوط الهاتف الثابتة<br />

و الخلوية ‏(لكل 1000 نسمة)،‏ مزودو خدمة الإنترنت<br />

‏(لكل 10000 نسمة)،‏ نسبة استخدام الإنترنت<br />

‏(على إجمالي السكان)‏ و أخيرا الإنفاق الحكومي على<br />

تكنولوجيا المعلومات.‏<br />

و من جهة أخرى يصدر عن المنتدى الاقتصادي<br />

العالمي xvii World Economic Forum<br />

ما يسمى ب ‏"مؤشر جاهزية البنية الرقمية<br />

و " ‏(جدول 3)<br />

هو يهدف إلى تقييم مدى تأثير تكنولوجيا المعلومات و<br />

الاتصالات في نمو و تنافسية الدول في وقت تلعب فيه هذه<br />

التكنولوجيا دورا مركزيا<br />

و متسارعا في الاقتصاد العالمي الذي يزداد تكاملا<br />

واندماجا،‏ و يقيس المؤشر مدى جاهزية أو ميل اتمع<br />

للمساهمة فيه،‏ و للاستفادة من الفرص المعروضة في مجال<br />

تكنولوجي ا المعلوم ات<br />

و الاتصالات،‏ و قد غطى المؤشر سنة<br />

دول،‏ منها<br />

( 104)<br />

2004<br />

(7)<br />

دول عربية،‏ مقارنة مع (102) دولة منها<br />

)<br />

( 5<br />

دول عربية عام 2003.<br />

129


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

الرصيد<br />

الترتيب عالميا<br />

الدولة<br />

الإمارات<br />

تونس<br />

البحرين<br />

الأردن<br />

المغرب<br />

مصر<br />

الجزائر<br />

جدول‎3‎‏:‏ مؤشر جاهزية البنية الرقمية<br />

2003<br />

-<br />

3,67<br />

-<br />

3,53<br />

3,19<br />

3,19<br />

2,57<br />

2004<br />

0,84<br />

0,39<br />

0,37<br />

0,10<br />

0,17-<br />

0,24-<br />

0,66-<br />

2003<br />

-<br />

40<br />

-<br />

46<br />

64<br />

65<br />

87<br />

: المصدر:‏ www.weforum.org20<strong>05</strong><br />

130<br />

2004<br />

23<br />

31<br />

33<br />

44<br />

54<br />

57<br />

80<br />

.(<br />

)<br />

التكنولوجيات الحديثة للإعلام و الاتصال في الاقتصاد من<br />

خلال خلق بنية معلوماتية تسمح بتأهيل الاقتصاد الجزائري<br />

للنمو السريع و المتوازن مع متطلبات العالم الحديث،‏ و الحقيقة<br />

أن تراجع الجزائر سنة 2004 مقارنة بسنة<br />

‏(اكتساا مؤشرا سالبا)‏ أمر يكاد يكون غير معقول في بلد<br />

تتوفر على إمكانيات اقتصادية ممتازة مقارنة مع دولة مثل<br />

تونس التي عرفت كيف توجه اقتصادها نحو التنمية بخطوات<br />

جريئة و سريعة و ذكية،‏ و هو الأمر الذي سيعطي ثماره<br />

بالتأكيد في السنوات القادمة.‏<br />

كما أن ملامح تكنولوجيا الإعلام و الاتصال في<br />

الجزائر و التي تعتبر القاعدة الأساسية للبيئة الرقمية،‏ ضعيفة<br />

نوعا ما مقارنة بالدول العربية الأخرى و اعتبارا للإمكانيات و<br />

يتكون مؤشر جاهزية البنية الرقمية من ثلاثة مؤشرات<br />

فرعية تشمل بيئة تكنولوجيا المعلومات<br />

و الاتصالات،(الأنظمة التشريعية و القانونية،‏ البنية التحتية،‏ و<br />

عناصر أخرى متعلقة بالسوق من جهة التطور التكنولوجي)‏<br />

مدى جاهزية الأطراف المختلفة لاستخدام تكنولوجيا<br />

المعلومات و الاتصالات،‏ المستوى الفعلي لاستخدام<br />

تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات.‏ وتمنح المتغيرات التسع<br />

أوزانا متساوية من 1 إلى 7،<br />

و يعتبر الرصيد المسجل أداة تأشيرية و ليست مطلقة<br />

لقياس المتغيرات الداخلة في المؤشر و كلما انخفض الرصيد<br />

كان وضع الدول أسوء و العكس صحيح،‏ و في حال تسجيل<br />

رصيد بالسالب فيدل على تراجع في أحد مكونات المؤشرات<br />

في محاولتنا<br />

المؤهلات التي تكتسبها الجزائر(أنظر الملحق الفرعية.‏<br />

لتشخيص واقع الاقتصاد المعرفي في الجزائر من خلال ما تحقق<br />

وقد تصدرت سنغافورة المؤشر للمرة الأولي،‏ بتأثير إلى حد الآن يلاحظ أن اهودات لا زالت ضعيفة و تكاد<br />

الأفراد بقدرة يتعلق فيما أدائها تفوق تكون شبه منعدمة،‏ فالتجارة الإلكترونية معدومة،‏ فإن كانت<br />

و الحكومة على استخدام تكنولوجيا المعلومات و تحصي وجود<br />

مؤسسة<br />

الاتصالات،‏ تلتها أيسلندة،‏ فنلندا،‏ الدانمرك،‏ الولايات جزائرية على الويب فهي في الحقيقة مواقع إعلانية تعريفية<br />

التي تراجعت من المركز الأول بعد أن احتلته لمدة المتحدة غالبيتها في مجال الصيدلة لا غير.‏<br />

ثلاث سنوات<br />

إن واقع حال الجزائر يشير الى تخلفها في االات<br />

ثالثا:‏ واقع الاقتصاد الجديد في الجزائر.‏<br />

1: ضعف<br />

القابلية الرقمية في الجزائر.‏<br />

من خلال التمعن في المؤشرين السابقين الذكر،‏ نلاحظ<br />

بأن الجزائر بعيدة حتى على الدول العربية في مجال إدماج<br />

2003<br />

36 مؤسسة<br />

2)، و<br />

xviii<br />

Kompass<br />

الرقمية،‏ مما لا يخدم مسيرا،‏ فالفجوة الرقمية في الجزائر<br />

تبعدها ليس فقط عن الدول المتقدمة بل و حتى عن بعض<br />

الدول العربية التي ليست لها مؤهلات الاقتصاد الجزائري ،<br />

فالفجوة الرقمية الواضحة بين الجزائر و دول عربية مثل تونس


______________________________________________________ واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر -<br />

ص.ص.‏ 136-121<br />

و الإمارات و مصر ترجع إلى أن هذه الأخيرة تفطنت للأهمية<br />

القصوى لتكنولوجيات الإعلام و الاتصال لبناء اقتصاد<br />

المستقبل،‏ فتقليص الفجوة الرقمية مع الدول المتقدمة سيساهم<br />

في تقليص سريع للفجوة الاقتصادية نفسها نظرا للدور<br />

الأساسي الذي ستلعبه التكنولوجيا المعرفية في كل الأنشطة<br />

الاقتصادية.‏<br />

في هذا تقول الدكتورة نادية شطاب<br />

xix<br />

أنه حتى و إن<br />

كان لا يمكن تجاهل اهودات المتعددة التي قامت ا الجزائر<br />

نحو إدماج التكنولوجيات الحديثة للإعلام و الاتصال في<br />

الاقتصاد،‏ ‏(حيث تشير إلى مشروع<br />

Cyberparc Sidi "<br />

"<br />

Abdallah<br />

كقطب متخصص في هذا اال من أجل<br />

توفير الظروف المناسبة لاستعمال هذه التكنولوجيات كوسائل<br />

حديثة للاتصال و التبادل)،‏ و إن كان استعمال الإنترنت<br />

كتكنولوجيا إعلام و اتصال يتعمم أكثر فأكثر في الجزائر،‏<br />

فآثاره على التنمية الاقتصادية محدودة جدا،‏ فقطاع تكنولوجيا<br />

الإعلام و الاتصال لا يمثل سوى<br />

%1<br />

من الناتج المحلي الخام<br />

، و هذا ما يجعل آثار هذه التكنولوجيات الحديثة على النسيج<br />

الصناعي تبقى محدودة.‏ و تضيف شطاب بأن انتشار فضاءات<br />

الإنترنت العمومية في الجزائر لم يكن له إلى حد الآن أي<br />

دور في التلاحم الاقتصاد مع تكنولوجيا الإعلام و الاتصال ،<br />

و هذا التلاحم الذي ينتج عن الاندماج الموفق لتكنولوجيات<br />

الإعلام و الاقتصاد في النشاط الصناعي يشكل المحرك للاقتصاد<br />

العصري و يشكل أساسا للاقتصاد الجديد.‏<br />

و الواقع هو أن التكنولوجيات الحديثة للإعلام و<br />

الاتصال في الجزائر هي حبيسة قطاعات قليلة و أشخاص<br />

محدودة،‏ و هذا غير كاف لإنتاج اقتصاد معرفي فعال.‏ و أن<br />

الإخفاق في هذا التلاحم يمكن أن تكون له عواقب وخيمة ،<br />

إن لم يتم الإدراك السريع لدور التكنولوجيات الحديثة للإعلام<br />

و الاتصال كوسيلة فعالة لتدارك التخلف الاقتصادي.‏<br />

و هذا ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر بالنسبة للجزائر<br />

حيث المعنيين من متخذي لقرار و الباحثين في سبات عميق<br />

يمكنه أن يكون قاتلا لمستقبل الاقتصاد الجزائري.‏<br />

و في نفس الموضوع يرى الدكتور<br />

xx<br />

‏"حميد بصالح"‏<br />

في دراسة حول موضوع البحث العلمي<br />

و دوره في إرساء مجتمع المعلومات بأن استعمال<br />

التكنولوجيات الحديثة للإعلام و الاتصال قد أصبح يشكل<br />

تحديا ضخما للدول السائرة في طريق النمو في إطار بناء<br />

مجتمع المعلومات و تطوير الاقتصاد الجديد المعرفي،‏ و يؤكد في<br />

دراسته بأن التجارب قد بينت بأن بناء اقتصاد مبني على<br />

المعرفة و المعلومات لا يمكن أن يكون ظرفيا مرتبطا بحوادث<br />

و أشخاص و لا يمكن إرساؤه إلا من خلال سياسة معلنة<br />

بوضوح و تنظيم جريء و وواقعي.‏ و توضح الدراسة بأن<br />

وضعية الجزائر في مجال الاقتصاد الجديد هي أضعف بكثير من<br />

إمكانياا المادية و هذا التخلف يظهر في مجالات الإبداع و<br />

البحث التنموي و مجال التكوين و التعليم و في البنية التحتية و<br />

الإطار القانوني و مجال التحفيز الاقتصادي.‏<br />

و تضيف الدراسة بأن البناء التدريجي تمع<br />

المعلومات يتم من خلال إدراج التكنولوجيات الحديثة للإعلام<br />

و الاتصال في النظام التعليمي و الصحي،و في إدارة المؤسسات<br />

و من خلال التجارة الإلكترونية و أخيرا في مساهمتها في<br />

عصرنة الإدارة العمومية من خلال الحكومة الإلكترونية.‏<br />

أن الواقع الجزائري يظهر ضعفا نسبيا في مجال<br />

الهاتف النقال،‏ و وضعية متوسطة بالنسبة للتجهيزات<br />

المعلوماتية و النفاذ للإنترنت،‏ خدمات رديئة في مجال الإنترنت<br />

‏(انقطاعات،‏ ضياع<br />

(<br />

و تكلفة عالية للخدمات مع نفاذ محدود<br />

للإنترنت من طرف السكان<br />

و في صدد محاولتنا لمعرفة أسباب هذا التخلف و<br />

من باب القياس نذكر تصريحا للدكتور عبد العزيز إسماعيل<br />

داغستاني رئيس دار الدراسات الاقتصادية بالرياض لجريدة<br />

الجزيرة الإلكترونية<br />

xxi<br />

" حيث يرى<br />

أن العوائق الأساسية<br />

التي تؤثر سلبا على الجاهزية الرقمية والتجارة الإلكترونية<br />

ودرجة تقدمها أو تراجعها في دولة ما هي ضعف دور<br />

الحكومة وانتشار الفقر عدم الاستقرار الاقتصادي،‏ عدم ثقة<br />

المستهلكين في التسوق الإلكتروني،‏ عدم وجود عملة صعبة<br />

قابلة لاستخدام الأفراد،‏ عدم الثقة بدرجة الأمان في الدفع<br />

الإلكتروني،‏ عدم وجود جهود تسويق توضح فوائد التجارة<br />

الإلكترونية،‏ عدم وجود حوافز لتشجيع التجارة الإلكترونية<br />

مثل الإعفاءات الضريبية أو تقديم الدعم للشركات الصغيرة<br />

131


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

ومتوسطة الحجم،‏ عدم وجود قوانين لحماية الملكية الخاصة،‏<br />

ضعف تطبيق خدمات الإنترنت وارتفاع تكلفتها،‏ ضعف<br />

درجة تحرير قطاع الاتصالات،‏ عدم توافر التدريب الكافي<br />

للمستثمرين،‏ وعدم وجود مبادرات حكومية ذكية لدعم<br />

الإنترنت والتجارة الإلكترونية.‏<br />

ويضيف هذا الباحث أن ضعف تطبيق خدمات<br />

الإنترنت وارتفاع تكلفتها قد يكون أهم تلك العوائق،‏ لأن<br />

خدمات الإنترنت تشكل البنية المطلوبة لأي جاهزية رقمية<br />

وقيام تجارة الإلكترونية و الأرقام بالنسبة للدول العربية تطرح<br />

إشكالية حجم الخلل الهيكلي الذي تعاني منه الاقتصاديات<br />

العربية التي تخلفت منفردة عن ركب الاقتصاد الجديد وفشلت<br />

مجتمعة في بناء تكامل اقتصادي يستر سوءة كل اقتصاد.‏<br />

و ينتهي الدكتور داغستاني تحليله بقوله إن الاقتصاد<br />

العربي يعيش في عالم جديد تجاوز الطروحات الاقتصادية<br />

التقليدية الذي ما زال العالم العربي يلوكها بلا مبالاة إن لم<br />

يكن بغباء مطلق في أروقة تسيطر عليها شخوص سياسية لا<br />

تدرك أن التخلف الاقتصادي قد يعصف ا ويأتي بقوم آخرين<br />

يكونون أكثر قدرة على مواجهة تحديات الاقتصاد الجديد.‏<br />

‎2‎‏:المبادرات الجزائرية الأخيرة.‏<br />

و رغم ذلك و لنكون أقل تشاؤما تجدر الإشارة<br />

للقابلية الجيدة التي يستقبل ا المواطن الجزائري الوسائل<br />

الحديثة للإعلام و لاتصال ، ففضاءات الإنترنت أصبحت<br />

تتزايد بسرعة كبيرة و تعرف إقبالا متزايدا،‏ علاوة على نفاذ<br />

الإنترنت للبيوت و إن كان ما زال محتشما نوعا ما،‏ كما أن<br />

تطور تكنولوجيا الهاتف النقال و التحكم في تكاليفه جعل<br />

استعماله قي متناول الجميع فحسب إحصائيات أوردا<br />

جريدة<br />

Le soir d’Algérie xxii<br />

فاق عدد<br />

مستعملي الهواتف النقالة في أفريل 20<strong>05</strong> قد وصل الخمسة<br />

ملايين،‏ و هذه مؤشرات تجعل من المحيط المعلوماتي الجزائري<br />

يكتسب مؤهلات مقبولة ا يجدر التفكير الجدي لتوظيفها<br />

لنهضة اقتصادية رقمية أصبحت ضرورية بإلحاح.‏<br />

كما يجدر بنا الإشارة إلى بعض المبادرات المهمة في<br />

هذا اال تعبر عن نوع من الصحوة و إن كانت قليلة و<br />

متفرقة جدا يمكن أن تكون بادرة جدية نحو الأفضل.‏ و لعل<br />

أهم ما يمكن التحدث عنه هو انطلاق مشروع السداد<br />

الإلكتروني و مساهمة الجزائر الفعالة في مشروع المستشفى<br />

الافتراضي الأورو-متوسطي،‏<br />

فبالنسبة للموضوع الأول ، و لإعطاء صورة واضحة<br />

حول اال،‏ يقصد بالعمليات المصرفية الإلكترونية أو الصرافة<br />

الإلكترونية تقديم البنوك الخدمات المصرفية التقليدية أو المبتكرة<br />

من خلال شبكات اتصال إلكترونية<br />

تقتصر صلاحية الدخول<br />

إليها على المشاركين فيها وفقا لشروط العضوية التي تحددها<br />

البنوك ، وذلك من خلال أحد المنافذ على الشبكة كوسيلة<br />

لاتصال العملاء ا،‏ و من أهم الخدمات البنكية الإلكترونية،‏<br />

يجدر ذكر بطاقة الخصم و بطاقات الائتمان و النقود<br />

xxiii<br />

الإلكترونية حيث تشكل البطاقة الذكية و التي تسمى<br />

كذلك حافظة النقود الإلكترونية أهمها<br />

:<br />

•<br />

بطاقات الخصم<br />

Carte de Debit<br />

•<br />

و يتمثل<br />

استعمالها في السداد عن طريق خصم مباشر من الحساب<br />

البنكي للعميل و يكون الحساب بالضرورة دائنا؛<br />

بطاقات الائتمان<br />

carte de Credit و هي<br />

•<br />

بطاقة تسمح للعميل بالسداد حتى و إن كان حسابه مدينا،‏<br />

وفقا لحدود مقررة في المبلغ الذي يعتبر قرضا في هذه الحالة و<br />

مدته؛<br />

البطاقة الذكية:‏ وهي<br />

تقنية آخذة بالانتشار لمرونة<br />

استعمالها مقارنة بالبطاقتين السابقتين<br />

و هي عبارة عن بطاقة تحوي معالج دقيق(‏puce‏)‏ يسمح<br />

بتخزين الأموال من خلال البرمجة الأمنية،‏ وهي لا تشكل<br />

وسيطا مباشرا بين البائع و المشتري و البنك من خلال الشبكة<br />

البنكية الموسعة كبطاقتي الخصم و الائتمان اللتان تنجزان<br />

عملهما على الحسابات البنكية للبائع و المشتري،‏ بل هي<br />

تحمل مبلغا ماليا ينقص بالاستعمال و بالتالي تشكل نموذجا لما<br />

يسمى اليوم النقود الإلكترونية و هي صفة لا تملكها البطاقتين<br />

السابقتين،‏<br />

ويمكن للمستهلكين صرف نقودهم الإلكترونية<br />

في<br />

المحلات أو حتى مواقع التجارة الإلكترونية التي تقبل النقد<br />

الإلكتروني كوسيلة للسداد.‏<br />

132


كترولإل<br />

______________________________________________________ واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر -<br />

ص.ص.‏ 136-121<br />

و على ذكر النقود الإلكترونية التي دخلت البيئة<br />

الاقتصادية الجزائرية منذ مارس<br />

20<strong>05</strong>، تؤكد<br />

دراسة<br />

xxiv<br />

اقتصادية عربية حديثة أعدها الدكتور صلاح زين الدين<br />

أستاذ الاقتصاد والمالية العامة،‏<br />

بأن<br />

دور البنوك المركزية<br />

سيتقلص مستقبليا في إصدار النقد في ظل انتشار التعامل الآمن<br />

نسبيا ً للنقود الإلكترونية حيث يتوقع أن يزيد إقبال الأفراد<br />

على التعامل بالنقود الإلكترونية وتفضيلها على الأشكال<br />

التقليدية للنقود حيث يتوافر عنصر الأمن وضمان إعطاء فوائد<br />

على أرصدة النقود الإلكترونية.‏<br />

وتوقعت الدراسة أن تختفي النقود التقليدية سواء<br />

المعدنية أو الورقية التي ليس لها غطاء إصدار نقدي من أي<br />

نوع ويصبح هناك قبول عام للأفراد للتعامل بالنقود<br />

الإلكترونية التي تصدرها شركات من القطاع الخاص أكثر من<br />

التعامل بأوراق النقد التي تصدرها البنوك المركزية.‏<br />

وطالبت الدراسة التي تناولت بعض مشكلات وسائل<br />

الدفع الإلكترونية بتوفير إطار قانوني مرن وأكثر حرية لتشجيع<br />

التجارة الإلكترونية وعدم إعاقتها مؤكدة أن من الواجب على<br />

صانعي السياسة الاقتصادية مراعاة الطبيعة الخاصة للتجارة<br />

الإلكترونية والاعتراف بأا تنمو في مناخ من المنافسة الواسعة<br />

وإا ستزيد من الفرص المتاحة للمستهلكين وبذلك يجب أن<br />

يعملوا على حماية هذه السمات وخصائص السوق العالمية<br />

للتجارة الإلكترونية.‏ ووفقا ً للدراسة فان انتشار استخدام<br />

النقود الإلكترونية يقدم إمكانيات هائلة مثل خصخصة عرض<br />

النقود وانتشار معاملات البنوك الإلكترونية في المناطق النائية<br />

والبعيدة عن العمران وتقديم الخدمات المصرفية متخطية الحدود<br />

الجغرافية للدول وعبر الأقمار الصناعية.‏ وأوضحت الدراسة<br />

انه مع دخول البشرية عصرا تسوده ثورة المعلومات والمعرفة<br />

بتقدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات،‏ تنتشر التجارة<br />

الإلكترونية وأيضا يزيد بشكل مطرد استخدام وسائل الدفع<br />

الإلكترونية.‏<br />

وأوضحت انه رغم أن الاستخدام الأساسي لشبكة<br />

الإنترنت كان سرعة الاتصال عبر البريد الإلكتروني وجمع<br />

المعلومات وتوزيعها،‏ إلا أن التسوق عبر الإنترنت كان ينمو<br />

بشكل بطيء قبل نمو طرق السداد الإلكترونية حيث كان<br />

يتم تسلم معظم هذه الأموال نقدا أو في صورة شيك.‏<br />

وسمحت الأساليب الإلكترونية الجديدة بتدفق الأموال بشكل<br />

أسرع من خلال استخدام الحوالات السلكية التي لا تتطلب<br />

إيداعا ماديا ً،‏ وقد أدى دخول الحاسبات الشخصية ووحدات<br />

المودم إلى وجود أنظمة مصرفية يمكن الوصول إليها من خارج<br />

البنك و حتى من البيوت.‏<br />

وأضافت الدراسة أن التوسع في استخدام النقود<br />

الإلكترونية لتلبية معاملات التجارة الإلكترونية سيصبح أمرا<br />

حتميا،‏ ومن المتوقع أن يؤثر ذلك على أداء البنوك المركزية<br />

لوظائفها الجوهرية مثل إصدار أوراق النقد والرقابة على<br />

وسائل الدفع و أداء الجهاز المصرفي واستقرار النظام النقدي<br />

مشيرة إلى أن أوراق النقد التي يصدرها البنك المركزي تمثل<br />

نسبة كبيرة من كمية وسائل الدفع الجارية التي تشمل النقد<br />

المتداول خارج النظام المصرفي مضافا إليه الودائع الجارية<br />

بالعملة المحلية.‏<br />

وتوقعت الدراسة أن يقلل إحجام البنوك المركزية عن<br />

إصدار الأشكال المختلفة من النقود ا<br />

نية من المنافسة<br />

والحوافز المقدمة للقطاع الخاص من اجل ابتكار أشكال<br />

جديدة لوسائل الدفع الإلكترونية.‏ يجب على البنوك المركزية<br />

أن تقر تكوين احتياطيات للنقود الإلكترونية مشيرا إلى أن<br />

متطلبات ارتفاع هذا الرصيد يمكن أن تجعل تأثير النقود<br />

الإلكترونية محايدا مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات في<br />

التعريف الضيق للمعروض النقدي.‏<br />

و على هامش هذه الدراسة،‏ نثير الانتباه من جهتنا<br />

إلى انه إن كانت كل المعاملات الإلكترونية بدون استثناء<br />

عرضة للقرصنة و الغش فالأمر على درجة كبيرة من<br />

الخطورة إذا ارتبط ذلك بالمعاملات النقدية،‏ و هذا لا تنجو<br />

منه حتى الاقتصاديات التي قطعت شوطا كبيرا في مجال<br />

الاقتصاد الرقمي و في هذا الصدد أوضحت دراسة إحصائية<br />

تمت لصالح شركة<br />

xxv<br />

Global Internet Solution<br />

133


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

بأن محاولات القرصنة عبر بطاقات الدفع الإلكتروني في تزايد<br />

مستمر و تقترح الشركة للراغبين في تبني أنظمة الدفع<br />

الإلكتروني النظام SSL Epay و التي تروج بأنه على<br />

حصانة كافية ضد القرصنة.‏<br />

و الشركة لا تلجأ فقط للبرمجة لضمان أمان العمليات<br />

بل و كذلك لمختصين في مجال القرصنة يراقبون يدويا<br />

العمليات البنكية عبر الشبكة،‏ و تصرح الشركة بأن نظامها<br />

قادر على إيقاف محاولات القرصنة بنسبة %99 .<br />

وفي عملية إحصائية تمت على مدى خمس سنوات ‏(جدول‎4‎‏)،‏<br />

قامت الشركة بالتحقق قبل العمليات البنكية و بعدها من<br />

إمكانية وجود قرصنة على شرائح معينة باستعمال وسائل<br />

تقنية و تحقيقات لدى المعنيين و النتيجة المذهلة هي أن نسبة<br />

محاولات القرصنة تزايدت ما بين<br />

مرات<br />

بأربع 2004 و 2000<br />

الفترة<br />

عدد معاملات العينة المدروسة عدد المخالفات نسبة الغش<br />

%2,34 10 428 2000<br />

%5,72 29 507 2001<br />

%13,52 660 4881 2002<br />

الثلاثي الأول %7,85 255 3248 2003<br />

%9,22 1637 17754 2003<br />

الثلاثي الأول %9,78 2136 21845 2004<br />

%%7,51 3325 44279 2004<br />

جدول‎4‎ :<br />

نسبة الغش في معاملات السداد الإلكتروني للسنوات الأخيرة<br />

غير أن هذه الحقائق لا تعني بأي شكل من الأشكال<br />

إخفاق المعاملات المالية الإلكترونية،‏ ففي هذا الجانب حتى<br />

النقود التقليدية لا تنجو من الغش و التزوير،‏ و الأنظمة<br />

الإلكترونية تقدم إمكانيات ردع لمحاولات الغش أكثر صلابة<br />

و آمان منها في عالم المعاملات التقليدية.‏<br />

بالنسبة للجزائر،‏ عرفت بطاقة السحب الإلكترونية<br />

استعمالها منذ سنة 1997 و رغم أن البطاقة البنكية<br />

الإلكترونية تشكل طريقة السداد و السحب الأولى في العالم<br />

فهي لم تشكل إلى حد الآن واقعا ملومسا في الجزائر و الجزائر<br />

بعيدة جدا حتى على جيراننا المغاربة و التونسيين،‏ فحسب<br />

إحصائيات<br />

xxvi<br />

من موقع بريد الجزائر على الإنترنت،‏ فان<br />

فحجم استعمال هذه البطاقة في تونس إلى غاية جوان<br />

2004 يضاعف مثيله في الجزائر ب‎15‎ مرة.‏<br />

غير أن مباشرة الجزائر مؤخرا لعملية استعمال بطاقة<br />

السداد الإلكتروني يعتبر قفزة نوعية في مجال الصرافة<br />

الإلكترونية بصفة خاصة و الاقتصاد الجديد بصفة عامة حيث<br />

تفتح اال لمعاملات إلكترونية أخرى كالتجارة الإلكترونية و<br />

البنوك الإلكترونية<br />

فلقد وصل<br />

و رغم بطئ العملية التي شرع فيها في مارس<br />

20<strong>05</strong><br />

xxvii<br />

عدد حامليها في أربعة أشهر إلى 9800، و<br />

هي بطاقة نقدية آمنة وفقا للمعايير الدولية EMV<br />

(europay mastercard visa) xxviii تمكن من<br />

القيام بسحوبات كل أيام الأسبوع و في أي وقت عبر<br />

الموزعات الآلية للأوراق المالية<br />

(DAB)<br />

كما تسمح بسداد<br />

المشتريات في المحلات المزودة بجهاز السداد الإلكتروني<br />

،(TPE) و إلى غاية الآن زود ما يعادل 400 محل تجاري<br />

ذه الأجهزة على مستوى العاصمة،‏ كما برمج لرفع هذا<br />

العدد إلى 1500 في حدود أكتوبر 20<strong>05</strong>.<br />

134


______________________________________________________ واقع الاقتصاد الجديد في العالم العربي و الجزائر -<br />

ص.ص.‏ 136-121<br />

و في مجال آخر فمساهمة الجزائر في مشروع المستشفى<br />

xxix<br />

الافتراضي الأورو_متوسطي الذي تتبناه<br />

xxx Eumedis تعتبر جدية و بناءة و جد طموحة،‏<br />

فلقد<br />

انعقد الاجتماع الأول للهيئة العليا لقيادة مبادرة المستشفى<br />

الافتراضي الأوروبي_المتوسطي في الجزائر يوم<br />

10 أفريل<br />

20<strong>05</strong> تم خلالها تقديم توصيات واقتراحات لتحقيق<br />

المشروع،‏ كما عينت الجزائر كشريك منسق للمشروع،‏ و<br />

تشمل المبادرة مشروعين أساسين هما:‏<br />

• Emispher (euro-méditerranean<br />

Information Satellite Platform For<br />

Health, Education and Reseach)<br />

• Emphis (Euro-Mediterranean<br />

Public Health Information System).<br />

و للمشروع آفاق جد إيجابية في تجسيد مجتمع<br />

المعلومات في اال الصحي.‏<br />

و في مجال الحكومة الإلكترونية ، و في إطار<br />

الإصلاحات الشاملة التي باشرا الجزائر،‏ تأخذ التكنولوجيات<br />

الحديثة للإعلام و الاتصال حيزا كبيرا من اهتمامات<br />

xxxi<br />

الدولة حيث أدى ذلك لنشأة عدة مواقع حكومية تعكس<br />

اهودات المبذولة مثل موقع إدارة الضرائب،‏ موقع مجلس<br />

الدولة،‏ موقع وزارة الاقتصاد الخ<br />

...<br />

و للإيضاح فمصطلح<br />

–<br />

حكومة إلكترونية-‏ (e-gouvernement) يحمل في<br />

معناه التطورات الجديدة للخدمات و النماذج التنظيمية و<br />

مناهج العمل الإداري بواسطة تكنولوجيا الشبكات و خاصة<br />

الإنترنت.‏<br />

الخاتمة :<br />

إن الاقتصاد الجديد ليس اقتصادا موازيا أو بديلا<br />

للاقتصاد التقليدي بل هو صبغته الحديثة و مستقبله القريب<br />

المحتوم،‏ فالتجارة الإلكترونية ستكون أسلوب التجارة الأول في<br />

المستقبل و النقود الورقية ستختفي لصالح النقود الإلكترونية<br />

شئنا أم أبينا،‏ و الدول التي تفطنت أو ستتفطن قبل فوات<br />

الأوان لذلك يمكنها استغلال مرونة توظيف التكنولوجيات<br />

الحديثة للإعلام و الاتصال ليس فقط لتقليص الفجوة الرقمية<br />

التي واكبت الاقتصاد الجديد بل و حتى لتضييق الفجوة<br />

الاقتصادية ككل،‏ بخطوات أسرع من تلك التي تفرزها<br />

الأساليب التقليدية،‏ لأن المعرفة في طريقها لأن تكون المحرك<br />

الاقتصادي الرئيسي.‏<br />

الحقيقة أن كل الدول العربية رغم وعيها بضرورة<br />

الاهتمام بإرساء قواعد الاقتصاد الجديد و الاندماج الفعال في<br />

ما يسمى ‏"مجتمع المعلومات"‏ يبقى الكثير منها يعاني ضعفا<br />

ملحوظا في هذا اال.‏<br />

إلا أا رغم ذلك تواصل و إن كان بدرجات متفاوتة<br />

جهودها المستمرة نحو إرساء أسس الاقتصاد الجديد من خلال<br />

تعزيز البنية التحتية الرقمية و هذا كله يدخل في إطار عصرنة<br />

الاقتصاد<br />

و تحسين البيئة التنموية فيها.‏<br />

أما دور تكنولوجيا المعلومات في التنمية و خاصة في<br />

تشجيع الاستثمار وهما مؤشر ثروة الأمم الناهضة و مؤشر<br />

الجاهزية الرقمية فالواقع ان دول العالم العربي تتمايز فيما بينها.‏<br />

فهناك من الدول التي استطاعت ان تخطو خطوات لابأس ا،‏<br />

إلا ان الغالبية منها ما تزال دون المستوى المطلوب.‏<br />

أما فيما يخص حالة الجزائر،‏ فالواقع اا بعيدة حتى<br />

على الدول العربية في مجال إدماج التكنولوجيات الحديثة<br />

للإعلام و الاتصال في الاقتصاد الوطني،‏ من خلال خلق بنية<br />

معلوماتية تسمح بتأهيل الاقتصاد الجزائري للنمو السريع و<br />

المتوازن مع متطلبات العالم الحديث.‏<br />

ما يمكن أن نختم به هذا البحث ، هو أنه إذا أرادت الدول<br />

العربية أن تنشئ اقتصادا معرفيا وتجاريا،‏ أن تولي العناية<br />

الكافية للتكنولوجيات الحديثة للإعلام و الاتصال ، من خلال<br />

برامج متكاملة لترقية البيئة الرقمية من جهة،و استغلال ما<br />

يتوفر منها في ممارسات اقتصادية.‏<br />

135


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________ 2007/5<br />

الهوامش والمراجع :<br />

ii<br />

xvi<br />

الدكتور مصطفى مصمودى:‏ مدير مركز مسماديا للدراسات الإعلامية والتأهيل الاتصالي بتونس " دراسة حول مجتمع المعلومات في المنطقة العربية النموذج<br />

www.itu.int<br />

الوثيقة wsis-03/geneva/doc/5-a<br />

التونسي"‏ مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة يناير 2003<br />

الموقع الرسمي للمؤتمر www.itu.int/wsis<br />

القمة العالمية تمع المعلومات ‏"خطة العمل"‏<br />

‏"الفجوة الرقمية"‏ منشور للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار السالفة الذكر إصدار جوان 2000<br />

جريدة اليوم الإلكترونية السعودية<br />

العدد<br />

الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات ديسمبر 2003<br />

11378 الاثنين 2004-08-09<br />

(www.alyaum.com.sa)<br />

i<br />

iii<br />

vii<br />

د.‏ رأفت عبد العزيز غنيم<br />

د.‏ رأفت عبد العزيز مرجع سابق<br />

‏"دور جامعة الدول العربية في تنمية وتيسير التجارة الإلكترونية بين الدول العربية"‏<br />

منشور لجامعة الدول العربية نوفمبر 2002<br />

www. ahram.org.eg 2004/07/18<br />

www.alkhaleej.ae<br />

iv<br />

v<br />

vi<br />

viii<br />

ix<br />

يومية الخليج الإلكترونية السبت 11 سبتمبر 20<strong>05</strong><br />

الدكتور مصطفى مصمودى مرجع سبق ذكره<br />

xi<br />

عادل عبد الصادق ‏"مصر ومجتمع المعلومات"‏<br />

بيانات إسكوا الصحفية 12 ديسمبر 2003<br />

جريدة الأهرام الإلكترونية العدد 17<br />

www.escwa.org.lb/arabic/information/press/escwa/2003/dec/12.html<br />

x<br />

xii<br />

xiii<br />

‏"مناخ الاستثمار في الدول العربية لسنة 2004"<br />

xiv<br />

‏"مناخ الاستثمار في الدول العربية لسنة 2004"<br />

منشور للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار السالفة الذكر<br />

مرجع سابق<br />

xv<br />

نشرة ضمان الاستثمار الصادرة عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار السالفة الذكر العدد الفصلي الأول 20<strong>05</strong><br />

www.Moneymattersinstitute.org<br />

xvii (Davos Forum) www.weforum.org<br />

xviii<br />

www.kompass.com<br />

xix<br />

Dr. Nadia Chettab « économie, tic et bonne gouvernance en Algérie » disponible sur<br />

www.dst.cerist.dz/seminaires/communications<br />

xx Hamid Bessalah « apport de la recherche scientifique nationale dans l’avènement de la société d’information et la<br />

création de l’économie du savoir » centre de développement des technologies avancées décembre 2002 disponible<br />

sur www.postelecom.dz.<br />

xxi<br />

5 www.al-jazirah.com أكتوبر 2003<br />

xxii “marche du téléphone portable en algérie le grand bazar” quotidien « le soir d’Algérie » version éléctronique<br />

Lundi 11 Avril 20<strong>05</strong> www.lesoirdalgerie.com<br />

xxiii<br />

David Bounie – Sébastien Soriano « La monnaie électronique Principes, fonctionnement et organisation »<br />

LCN, volume 4, n° 1-2003, pages 71 à 92 Disponible sur egsh.enst.fr/bounie/documents/ Recherche<br />

xxiv<br />

2004-<strong>05</strong>-26 العدد 10937 الاثنين www.alyaum.com.sa( )<br />

xxv « paiement sécurisé Ssl Epay Security » Publication réalisée sous la direction de Mr Olivier RIMMEL pour le<br />

compte de Global Internet Solutions. 7 Février 20<strong>05</strong> disponible sur le site www.epaysecurity.com/<br />

xxvi<br />

Carte bancaire : L’Algérie à la traîne www.algerie-dz.com/<br />

xxvii journal <strong>El</strong>watan Edition du 16 juillet 20<strong>05</strong> www.elwatan.com/<br />

xxviii Groupement des cartes bancaires www.cartes-bancaires.com/fr/dossiers/emv.html<br />

xxix « Hôpital virtuel euro-méditerranéen L’Algérie partenaire- coordinateur » journal Horizons Lundi 11 Avril<br />

20<strong>05</strong> www.horizons-dz.com<br />

xxx www.eumedis.net<br />

xxxi Ministère des finances « Symposium international sur les technologies de l’information et de la communication<br />

et la société de l’information » Alger 9,10 ,11/12/02<br />

Kompass الدليل العالمي للمؤسسات المصدر مؤسسة<br />

الأحد 11329 جريدة الجزيرة الإلكترونية العدد<br />

جريدة اليوم الإلكترونية السعودية<br />

136


______________________________________________________ إعادة هندسة الأداء الجامعي : مقاربة معاصرة -<br />

ص.ص.‏ 145-137<br />

إعادة هندسة الأداء الجامعي :<br />

مقاربة معاصرة<br />

د.‏ بوحنية قوي - جامعة ورقلة<br />

<br />

الملخص:‏<br />

برزت إعادة الهندسة ‏(الهندرة<br />

(Reengineering<br />

كفلسفة متكاملة تحاول تحقيق الطفرات النوعية والتحسين المستمر في<br />

مؤسسات القطاع العام والخاص على السواء،‏ في هذه المقاربة يحاول الباحث التطرق إلى آليات توطين هذه الفلسفة في قطاع المنظمات<br />

المتعلمة-‏ وتحديدا قطاع التعليم العالي،‏ وذلك وفق المحاور التالية:‏<br />

•<br />

•<br />

•<br />

مفهوم إعادة الهندسة ومبادؤها.‏<br />

إدارة الموارد البشرية وعملية إعادة هندسة العمليات بالجامعة.‏<br />

خلاصة.‏<br />

الكلمات المفتاحية:‏ إعادة الهندسة،‏ الجامعات،‏ التدريب<br />

إن أحدث التطورات في الفكر الإداري المعاصر هو<br />

إنتاج مفاهيم وممارسات جديدة لإدارة المنظمات،‏ وتعد إعادة<br />

هندسة العمليات من أبرزها،‏ فبعد أن تمكنت عدة منظمات<br />

رائدة من تحقيق نتائج متميزة في عالم التطوير والتحسين<br />

المستمر نتيجة إتباع منهج إدارة الجودة الشاملة،‏ سارعت<br />

منظمات أخرى في مختلف أنحاء العالم وفي مختلف القطاعات<br />

إلى اعتناق هذا الأسلوب الإداري الجديد وتوظيفه لتطوير<br />

مختلف مجالات العمل فيها،‏ وهذا لا يعني التخلي عن فكرة<br />

إدارة الجودة الشاملة،‏ فقد سعت عدة منظمات لإتباع هذا<br />

الأسلوب،‏ إلا أن هناك بعض المنظمات التي تتعامل مع بيئة<br />

) يأ<br />

ديناميكية معقدة لا تكتفي ذا الأسلوب الجودة الشاملة)‏<br />

فقط والذي يركز على إحداث تغييرات حدية أو طفيفة<br />

نسبيا،‏ فقد لا يكون التطوير هو المطلوب أساسا،‏ بل قد يكون<br />

ما تحتاجه مثل هذه المنظمات هو التغيير الجذري والجوهري<br />

i<br />

لعملياا والتي ينتج عنها إعادة الهندسة.‏<br />

.1<br />

مفهوم إعادة الهندسة ومبادؤها:‏<br />

1.1. تعريف إعادة هندسة العمليات:‏<br />

إن ظهور تطبيقات إعادة الهندسة مع بداية النصف<br />

الثاني من الثمانينات وتطورها في التسعينات وما بعدها،‏ أعاد<br />

الأذهان إلى المراحل التي شهدت تغيرات دراماتيكية في تاريخ<br />

تطور الإدارة والتنظيم،‏ وتتوقع الكتابات المعاصرة أن الزمن<br />

القادم سيشهد إعادة تفكير شاملة تلامس المبادئ والأسس التي<br />

بدت وكأا اكتسبت رسوخا صارما حيث لا تجد في<br />

التحسينات التدريجية أا كافية لمواجهة التحديات الحالية<br />

ii<br />

والقادمة.‏<br />

حيث تعرف إعادة هندسة العمليات بأا:‏<br />

‏"إعادة<br />

التصميم السريع والجذري للعمليات الإدارية والاستراتيجية<br />

ذات القيمة،‏ وكذلك للنظم والسياسات والهياكل التنظيمية<br />

المساندة،‏ دف تعظيم تدفقات العمل وزيادة الإنتاجية بصورة<br />

iii<br />

خارقة".‏<br />

كما تعني البدء بكل شيء جديد أو الأشياء<br />

والعناصر والأنشطة ذات القيمة المضافة،‏ إذ تعتبر مقترحا<br />

لإعادة اكتشاف المنظمة،‏ فهي أساس الثورة الإدارية في<br />

المنظمات حاليا مقارنة بتأثير مفهوم التخصص وتقسيم العمل<br />

‏"لآدم سميثSmith "Adam<br />

وفاعليتها خلال القرنين<br />

iv<br />

الماضيين.‏<br />

والتي كانت لها أهميتها<br />

كما يقول أحد الكتاب أن إعادة الهندسة ليست<br />

إعادة التنظيم،‏ كما أا ليست نبيذا جديدا في زجاجات<br />

قديمة"‏<br />

Reengineering is not reorganizing<br />

v<br />

."it is not new wine in old bottles<br />

فهي بحث عن إعادة تصميم جذري وسريع<br />

للعمليات ذات القيمة الاستراتيجية،‏ دف إحداث طفرات<br />

تحقق قيمة استراتيجية مضافة،‏ بل تحقق قفزة<br />

vi<br />

قوية.‏<br />

137


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

وفي ضوء ما سبق فإن إعادة الهندسة هي منهج يقوم<br />

على التفكير الأساسي الإبداعي لعمليات وأنشطة المنظمة،‏<br />

دف تحقيق تحسين جذري ومستمر للأداء وتخفيض التكاليف<br />

وجودة الإنتاج أو الخدمة والسرعة والابتكار وخدمة العميل.‏<br />

وهنا تجدر الإشارة إلى أنه يمكن إرجاع سبب<br />

الإنتقال المفاجئ من فكرة التغيير التنظيمي إلى فكرة ومدخل<br />

إعادة الهندسة،‏<br />

وهي<br />

في حاجة إلى قدر أوسع من التصور<br />

والمعالجة،‏ والذي فشل التغيير التنظيمي في تحقيقه رغم مساهمته<br />

في تحقيق بعض النجاحات في ظل طبيعة التحديات التي كانت<br />

تواجه المنظمات في المراحل السابقة<br />

vii<br />

، وإتباع مثل هذه<br />

المداخل جعل المنظمات اليوم تقف عاجزة أمام الظروف<br />

والمتغيرات المتسارعة،‏ ومنذ صدور كتاب<br />

‏"إعادة هندسة<br />

الشركة"‏ ل"‏J " Hammer, M & Champy, بات<br />

مفهوم إعادة الهندسة من أحدث النظريات الإدارية<br />

التي<br />

وجدها العديد من ذوي الإختصاص طريقا لمواجهة الإيار<br />

المنظمي وفقدان حصة السوق.‏<br />

لقد أحدث كتاب<br />

(M.Hammer)<br />

هزة نوعية<br />

في مفاهيم التغير والتطوير التنظيمي،‏ وعد كتاب<br />

(Reengineering The Corporation)<br />

أحسن<br />

كتاب في التسعينات من القرن العشرين في الولايات المتحدة<br />

الأمريكية،‏ بحيث حول صاحب نظرية إعادة الهندسة إلى أشهر<br />

المدرسيين والمحاضرين العالميين،‏ وقد أصدر(‏<br />

(M.Hammer<br />

تخصصية على التوالي:‏<br />

.1<br />

.Revolution<br />

إعادة هندسة الثورة<br />

بعد هذا الكتاب النوعي عدة كتب<br />

The Reeingineering<br />

.2<br />

ما بعد إعادة الهندسة أو اية إعادة الهندسة<br />

Beyond<br />

.Reengineering<br />

.3<br />

الأجندة ،The Agenda آخر مؤلف صدر له.‏<br />

وقد أسس<br />

( M.Hammer)<br />

وشركاؤه مؤسسة متخصصة<br />

organizations, and technology<br />

utilization ».<br />

ومن الدورات الأخيرة التي أقامتها شركة<br />

"Hammer"<br />

دورة تدريبية خلال شهر جوان(‏<br />

20-21<br />

The Power of حول موضوع:"‏ (June 2006<br />

"Technology, Enabled Precess<br />

المتحدة الأمريكية في<br />

في الولايات<br />

The Royale Somesta )<br />

(Hotel Cambridge<br />

وتركز الشركة العالمية<br />

co) (Hamme and جهوه حول تطوير الأداء من خلال<br />

تثمين التربية والتعليم وإعادة هندسة الزمن والتدريب بالهندسة<br />

viii<br />

."The engineering by Training"<br />

وعموما فإن مفهوم إعادة الهندسة أحدث تصدعا<br />

في الكثير من المفاهيم الإدارية خاصة المتصلة بالتغيير التنظيمي،‏<br />

ولعل استجابة المفهوم لحاجات التغيير المتسارع للمنظمات هو<br />

الذي جعل الكتاب والمستشارين يوظفونه لصالح أعمالهم<br />

الاستشارية التي تلبي رغبات المستثمرين في الحصول على نتائج<br />

سريعة لإعادة تكييف منظمام وشركائهم لمهام متجددة أو<br />

ix<br />

تبني استراتيجيات تنافسية جديدة.‏<br />

2.1. مبادئ إعادة الهندسة وعناصرها:‏<br />

إن أهم المبادئ التي تقوم عليها إعادة هندسة العمليات هي:‏<br />

- التحديد الواضح لأهداف واستراتيجيات المنظمة.‏<br />

- إعادة التفكير في الوضع الحالي.‏<br />

-<br />

التركيز على العميل باعتباره القوة المحركة للأهداف<br />

والاستراتيجيات.‏<br />

-<br />

- التركيز على العمليات وليس الوظائف.‏<br />

شمول المنظمة ككل<br />

والهياكل).‏<br />

-<br />

‏(العمليات،‏ النظم،‏ السياسات<br />

- التعرف على عمليات القيمة المضافة والعمليات المساندة.‏<br />

حشد البيانات والمعلومات والمبررات اللازمة لاتخاذ<br />

القرارات السليمة.‏<br />

-<br />

الاستخدام المناسب للأدوات الإدارية للتأكد من دقة<br />

المعلومات وما سيتم إنجازه.‏<br />

x<br />

•<br />

•<br />

أما عن عناصر مفهوم إعادة الهندسة فتشتمل على:‏<br />

دمج العديد من الوظائف في وظيفة واحدة.‏<br />

إشراك العمل في اتخاذ القرارات.‏<br />

في قضايا التدريب تحمل الرؤية التالية:‏<br />

« We are a management education and<br />

research firm that focuses on cutting<br />

adges issues in operations,<br />

138


______________________________________________________ إعادة هندسة الأداء الجامعي : مقاربة معاصرة -<br />

ص.ص.‏ 145-137<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

تؤدى العملية من خلال خطوات منظمة.‏<br />

للعمليات صور متعددة،‏ فالعمل ينفصل إلى روتيني<br />

وصعب وغير عادي.‏<br />

في الموظفين.‏<br />

للاتصال.‏<br />

يؤدى العمل عند الحاجة الفعلية.‏<br />

المراجعون والمراقبون يتم تخفيضهم حيث تزداد الثقة<br />

" الحالة " مدير الموقف<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

عمليات.‏<br />

يعتبر طرف أساسي<br />

تسود العمليات المركزية واللامركزية في آن واحد.‏<br />

تغيير وحدات العمل من فرق وظيفية إلى فرق<br />

تتغير أدوار الأفراد من متحكم فيها إلى الإدارة<br />

الذاتية أو الدعم الذاتي.‏<br />

تتغير الإعداد للموظفين من التدريب إلى التعليم.‏<br />

تتغير مقاييس الأداء والتعويضات من الاعتماد على<br />

الأنشطة إلى الاعتماد على النتائج.‏<br />

xi<br />

تتغير معايير التقدم من الأداء إلى القدرة.‏<br />

تتغير معايير القيم من الحماية إلى الإنتاجية.‏<br />

يتغير المديرون من مشرفين إلى مدربين.‏<br />

تتغير الهياكل التنظيمية من هرمية إلى أفقية.‏<br />

التنفيذيون يتغيرون من محافظين على الأداء إلى قادة.‏<br />

ووفق ما سبق نجد أن هناك أوجه للاختلاف بين إعادة<br />

الهندسة وغيرها من أساليب التغيير والتحسين و<br />

هذا ما يوضحه ‏(الملحق رقم 01)<br />

وتأخذ إعادة هندسة العمليات طريقها إلى المنظمة،‏ عندما يتم<br />

تقييم وتغيير ما يزيد عن<br />

% 70<br />

من الأنشطة والعمليات<br />

داخل المنظمة،‏ وبالتالي فهي تتطلب من أعضاء التنظيم أن<br />

يعيدوا التفكير في ماهية العمل الواجب القيام به،‏ كيف يمكن<br />

إنجازه،‏ وما هي أفضل الوسائل لتنفيذ هذه القرارات،‏ أي أن<br />

إعادة هندسة العمليات تركز على تبسيط العمليات وجعلها<br />

أكثر فعالية وأكثر تركيزا على احتياجات المستهلك.‏<br />

وعموما فإن إعادة هندسة العمليات تتضمن ثلاث سمات<br />

رئيسية وهي:‏<br />

للإنتاج.‏<br />

التركيز على العميل<br />

) أي<br />

•<br />

xii<br />

.2<br />

بالجامعة:‏<br />

.1.2<br />

المستهلك).‏<br />

هيكل تنظيمي يكون مدعما للإنتاج أو موجه<br />

الرغبة في إعادة التفكير والنظر في العمل التنظيمي.‏<br />

إدارة الموارد البشرية وعملية إعادة هندسة العمليات<br />

دور الموارد البشرية في عملية إعادة الهندسة:‏<br />

إذا تم الافتراض بأن إعادة الهندسة سوف تغير<br />

أسلوب أو طريقة أداء الأعمال،‏ فهذا يعني بالضرورة أن<br />

العاملين سوف يتأثرون بشكل مباشر عند تبني هذه الفلسفة<br />

الجديدة،‏ وبالتالي فإن تحقيق نتائج إعادة الهندسة يتطلب<br />

بالضرورة مواجهة قضية المورد البشري،‏ وذلك من خلال:‏<br />

أولا:‏ توفير آليات للإجابة على تساؤلات الأفراد<br />

المتأثرين بالتغيير وتحديد التغيرات وتأثيرها عليهم والتوقعات<br />

المحتملة،‏ ومحاولة حل الصراع والضغوط التي يتعرض لها الأفراد<br />

أثناء التغيير.‏<br />

ثانيا:‏ الاهتمام بالتدريب سواء كان التغيير على<br />

عمليات جديدة أو لتدعيم استخدام تكنولوجي معين،‏ أو<br />

للعمل في فرق عمل،‏ أو لممارسة سلطة أكبر في اتخاذ<br />

القرارات،‏ في كل الأحوال السابقة سيحتاج الأفراد إلى<br />

اكتساب مهارات جديدة،‏ لأنه مهما توفر للمنظمة كل<br />

الإمكانيات،‏ فإن المهارات المطلوبة لتأدية المهام الجديدة هي<br />

أهم متطلب.‏<br />

ثالثا:‏<br />

إعادة توصيف وتعريف أنشطة إدارة الموارد<br />

البشرية التي ستؤثر على الأفراد،‏ فمثلا إذا كان إعادة تصميم<br />

ممارسات العمل سيتسبب في إحداث بعض التغيرات في سياسة<br />

التعويضات فان هذه التغيرات يجب أن تصل للأفراد<br />

xiii<br />

لمعرفتها.‏<br />

إن أفضل أساليب العمل يصعب تطبيقها ما لم يتم<br />

إكساب العاملين المهارات اللازمة للتنفيذ الصحيح،‏ بالإضافة<br />

إلى ذلك فإنه كما تمت إعادة تصميم وتنقيح العديد من<br />

مخرجات التنظيم،‏ فإن العديد من أنشطة الموارد البشرية يجب<br />

تغييرها.‏<br />

139


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

.1<br />

•<br />

•<br />

•<br />

وعموما بالنسبة لدور الموارد البشرية في إعادة<br />

الهندسة يتم التركيز على التدريب كعنصر استراتيجي<br />

‏(ارتيادي)‏ من عناصر إعادة الهندسة خاصة في مؤسسات<br />

التعليم العالي.‏<br />

فعند تطبيق إعادة الهندسة تحتاج الإدارة العليا إلى دعم البرامج<br />

التدريبية الموجهة للعاملين،‏ والتي توضح لهم مزايا المنهج الجديد<br />

والآثار الإيجابية عليهم،‏ وإذا كان النشاط التدريبي يستهدف<br />

إدخال نظم ومفاهيم ومناهج جديدة وإجراء تغييرات جوهرية<br />

في العمل،‏ فإن الأمر يتطلب تطوير وإحداث تغيرات جذرية في<br />

النشاط التدريبي نفسه حتى يكون أداة قوية لتحقيق أهداف<br />

المنظمة،‏ وهنا تأتي أهمية إعادة هندسة التدريب بالمنظمة،‏<br />

وبالتالي فالتدريب هو احد الخطوات الأساسية عند تطبيق نظم<br />

إعادة الهندسة في المنظمة.‏<br />

وفي استقصاء قامت به مجلة التدريب الموجه للشركات<br />

الأمريكية عام 1994 تبين ما يلي:‏<br />

تنفق هذه الشركات 50.6 بليون دولار سنويا على<br />

التدريب الرسمي لموظفيها.‏<br />

التدريب<br />

أن هذه التكلفة لا تشمل تكلفة الوقت الفاقد في<br />

– فترة البرنامج التدريبي،‏ والسفر و الانتقال-‏ كما<br />

لا تشمل تكلفة تدريب وتوجيه الموظفين أثناء تأدية الوظيفة.‏<br />

% 72<br />

•<br />

التدريب في هذه المنظمات.‏<br />

9.9<br />

•<br />

من نفقات التدريب موجهة إلى أقسام<br />

بليون دولار من النفقات التدريبية تذهب<br />

للتدريب خارج المنظمات الأمريكية.‏<br />

تنفق هذه المنظمات المتميزة حوالي<br />

نفقات التدريب على أجور المدربين.‏<br />

% 3.2<br />

•<br />

من<br />

يوجد فريق تدريب بالمنظمة يعمل طوال الوقت في<br />

خدمة كل 150 موظف.‏<br />

يوضح الجدول التالي الأنواع المختلفة للتدريب في المنظمات<br />

والشركات الأمريكية ونسبة تدريب كل نوع على مستوى<br />

xiv<br />

هذه الشركات ، نوجز أهمها في الجدول الموضح في الملحق<br />

(02) رقم<br />

حيث يتضح من الإحصائيات الموضحة في الجدول ما يلي:‏<br />

أهمية التدريب في المنظمات العالمية خاصة الأمريكية<br />

واعتبار الإنفاق عليه إنفاقا استثماريا.‏<br />

.2<br />

من خلال التدريب.‏<br />

.3<br />

تنوع المهارات والمعارف المطلوب إكساا للعاملين<br />

الأهداف التدريبية واضحة ومحددة لخدمة مجالات<br />

ثلاث هي:‏ الجودة والإنتاجية والعملاء.‏<br />

.4<br />

التدريب على إعادة الهندسة محور من<br />

المحاور<br />

الأساسية للتدريب،‏ وإن كان الاهتمام ا محدودا في بعض<br />

xv<br />

الشركات.‏<br />

2.2. إعادة الهندسة وتطبيقها في مؤسسات التعليم العالي:‏<br />

في ظل التحديات التي أنتجتها العولمة،‏ فإن التعليم<br />

العالي يتطلب إعادة هيكلة وإعادة هندسة من حيث توجيهه<br />

ونوعيته وإتاحته وتمويله وارتباطه بالاقتصاد عبر الإنترنت<br />

وتقنية المعلومات،‏ وتطوير الدراسات والمشاركة والتعليم مدى<br />

الحياة والتدريب،‏ ولهذا يجب أن يقوم على الأسس التالية:‏<br />

- قرارات فعالة ومستقلة يتم اتخاذها بعيدا على الممارسات<br />

البيروقراطية.‏<br />

- مرونة تسمح بإدخال التغيرات.‏<br />

- ضبط الجودة للأنشطة الجامعية كافة.‏<br />

- إزالة المركزية عن القرارات والمساءلة الأكاديمية.‏<br />

- تقويم الإنجازات الأكاديمية والبحثية.‏<br />

xvi<br />

- آلية فعالة للتمويل.‏<br />

وإذا ما تعلق الأمر بالتوجهات المستقبلية لإدارة<br />

تنظيم الجامعة،‏ نجد هناك بديلين أو خيارين وهما:‏ الطفرة<br />

الاستراتيجية أو التحسين المستمر،‏ فالبديل الأول يقع تحت<br />

مفهوم إعادة الهندسة،‏ والذي تتسم مداخله بمستوى عال من<br />

المخاطرة،‏ والتعامل مع الوقت الحرج فضلا عن نفقاته المرتفعة<br />

وضرورة توفر خبرات متقدمة لإدارة عملياته،‏ أما البديل<br />

الثاني،‏ فيقوم على إمكانية تحقيق التقدم من خلال سلسلة من<br />

xvii<br />

الخطوات الصغيرة نسيا ولكن بأثر تراكمي كبير بالنتيجة.‏<br />

والأخذ بالاعتبار خصائص الجامعة وطبيعتها وآليات<br />

حركتها من جهة،‏ وما يواجهها من تحديات وفق ما يحيط ا<br />

من ضغوط بفعل متغيرات عصر المعلومات والمعرفة من جهة<br />

140


______________________________________________________ إعادة هندسة الأداء الجامعي : مقاربة معاصرة -<br />

ص.ص.‏ 145-137<br />

ثانية،‏ يجعل من الطفرة أو التحسين المستمر خيارين متاحين *<br />

أينما يكون فعلهما مؤثرا.‏<br />

وبالتالي فإن مؤسسات التعليم العالي في ظل البيئة<br />

المتغيرة التي تتعامل معها،‏ وفي ظل تنوع مدخلاا التي تفرض<br />

على هيئاا الإدارية إتباع أساليب تطوير جذرية لإنتاج<br />

مخرجات كفوءة،‏ فقد سعت العديد من الجامعات عالميا لإتباع<br />

أسلوب إعادة الهندسة،‏ ولجأت كمرحلة أولى إلى إتباع المنهج<br />

التدريبي.‏<br />

إن إعادة الهندسة في الجامعة هي عملية تطوير<br />

وتصميم جذرية تمس كافة العمليات التعليمية وما يرتبط ا<br />

من مناهج وطرق بحثية على مستوى كافة المستويات من<br />

طلاب وأساتذة ومؤطرين.‏<br />

وعلى سبيل المثال،‏ قدمت بعض الدراسات الميدانية على<br />

مستوى الجامعة في مصر أهم المراحل التي تمر ا هذه العملية،‏<br />

بالضبط على المستوى التدريبي،‏ أي إعادة هندسة التدريب<br />

والتطوير،‏ وخلصت إلى أا تمر بخمسة مراحل أساسية وهي:‏<br />

المرحلة‎1‎‏:‏ دعم الإدارة العليا هودات إعادة هندسة التدريب<br />

والتطوير.‏<br />

المرحلة‎2‎‏:‏ توفير متطلبات تطبيق إعادة هندسة التدريب<br />

والتطوير.‏<br />

المرحلة‎3‎‏:‏ التطبيق الفعلي لإعادة هندسة التدريب والتطوير.‏<br />

المرحلة‎4‎‏:‏ تقييم نتائج تطبيق إعادة هندسة التدريب والتطوير.‏<br />

المرحلة‎5‎‏:‏<br />

xviii<br />

المتابعة المستمرة لإعادة الهندسة.‏<br />

وفيما يلي شرح لكل مرحلة باختصار:‏<br />

.1<br />

خلال:‏<br />

*<br />

دعم الإدارة العليا لمنهج إعادة الهندسة:‏<br />

وذلك من<br />

الاعتقاد بأهمية منهج إعادة الهندسة والثقة في النتائج النهائية<br />

لتطبيقه سواء على مستوى المنظمة ككل،‏ أو على مستوى<br />

أحد أنشطة التدريب.‏<br />

*<br />

الرغبة والاستعداد للتغيير الجذري لعمليات التدريب<br />

والتطوير خاصة في ظل المنافسة الشديدة التي تتعرض لها<br />

منظمات الأعمال.‏<br />

*<br />

الاستعداد لتحمل المخاطر ومعوقات التدريب في الأجل<br />

القصير.‏<br />

دراسة جدوى تطبيق المنهج الجديد والتعرف على النتائج<br />

المتوقعة خاصة في الأجل الطويل.‏<br />

وهذا كله يتطلب السرعة،‏ فكل تأخر في فهم إعادة الهندسة<br />

من جانب المديرين ، يوسع في النظم والسلطات الرقابية،‏ كما<br />

يجب الاعتماد على فرق العمل الموجهة ذاتيا،‏ ودعم العمالة<br />

xix<br />

للتقدم وتحسين الجودة على كل المستويات.‏<br />

.2<br />

توفير متطلبات تطبيق منهج إعادة الهندسة:‏ إذ يجب على<br />

الإدارة العليا توفير المتطلبات التنظيمية والبشرية والمادية لإعادة<br />

الهندسة،‏ كما يلي:‏<br />

*<br />

أ.‏ المتطلبات التنظيمية:‏ وذلك بتوفير:‏<br />

قسم أو إدارة مسؤولة عن إعادة الهندسة ‏(التدريب)‏ في<br />

الهيكل التنظيمي.‏<br />

*<br />

*<br />

*<br />

إعادة هيكلة النشاط المستهدف<br />

يؤدي إلى المرونة والسرعة والدقة في الأداء.‏<br />

‏(التدريب)‏ في المنظمة بما<br />

تحديد العلاقة بين إعادة هندسة القسم المستهدف ‏(قسم<br />

التدريب)‏ والأنشطة الأخرى.‏<br />

ب.‏ المتطلبات البشرية:‏ وذلك ب:‏<br />

الإعداد الجيد للمدربين لإحداث التغيير الجذري في المفاهيم<br />

والأفكار.‏<br />

*<br />

إقناع وتأهيل الأفراد ‏(الأساتذة،‏ وعمال الإدارة)‏ المرتبطين<br />

بعملية التدريب،‏ داخل الجامعة لقبول إعادة الهندسة والمشاركة<br />

في تنفيذها،‏ مع شرح مزايا إعادة الهندسة بالنسبة لهم في الأجل<br />

الطويل.‏<br />

*<br />

*<br />

بناء الثقافة التنظيمية لدى الأفراد مثل التكيف مع إعادة<br />

الهندسة والجودة الشاملة والتحول إلى فرق العمل الموجهة<br />

ذاتيا،‏ وتطوير التزام الأفراد بخدمة العميل.‏<br />

ج.‏ المتطلبات المادية:‏ وتشمل:‏<br />

*<br />

*<br />

توفير الميزانيات الملائمة لتحقيق أهداف إعادة الهندسة.‏<br />

تصميم نظم فعالة للأجور والمكافآت.‏<br />

توفير بيئة عمل مناسبة من حيث الموقع،‏ التصميم،‏ المساحة،‏<br />

التجهيزات التدريبية.‏<br />

*<br />

إدخال نظم متقدمة مثل شبكة الإنترنت والانترانت<br />

والاتصال عن بعد،‏ والاعتماد على التجهيزات الآلية لترشيد<br />

xx<br />

الوقت والجهد والتكلفة.‏<br />

141


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

.3<br />

/1<br />

/2<br />

التطبيق العملي لإعادة هندسة ‏(التدريب):‏<br />

بعد الحصول على دعم وتأييد الإدارة لمنهج إعادة الهندسة،‏<br />

تأتي مرحلة التطبيق العملي لإعادة الهندسة،‏ وتتطلب ما يلي:‏<br />

تحديد أهداف إعادة هندسة ‏(النشاط التدريبي):‏ وهذه<br />

الأهداف يجب أن تكون طموحة وغير روتينية وقابلة للقياس<br />

الكمي.‏<br />

القيام بإجراءات التطوير والتغيير على مستوى<br />

المسؤولين عن التدريب:‏ من خلال:‏<br />

أ.‏ التغيير في الدور الذي يقوم به المسؤولين عن التدريب من<br />

خلال:‏<br />

- تحديد الاحتياجات التدريبية ‏(من قبل الإدارة العليا في<br />

الجامعة)‏ من أجل إكساب الأفراد ‏(الأساتذة)‏ مهارات جديدة<br />

ومتنوعة في ظل ظروف عمل جديدة،‏ ومنافسة متغيرة،‏<br />

ومشاركة المرؤوسين في تحديدها.‏<br />

- التأكد من إلمام الموظفين حسب فئام وتخصصام<br />

‏(العلمية،‏ التكنولوجية،‏ الأدبية)‏ بالمعلومات والبيانات والمعارف<br />

والمهارات اللازمة لتطوير وتحسين الأداء في التعليم الجامعي.‏<br />

- توفير مصممي البرامج التعليمية،‏ خاصة البرامج الفنية<br />

والتكنولوجية،‏ سواء من داخل قسم التدريب أو بالاستعانة<br />

ببعض المستشارين والخبراء.‏<br />

- تحديد ميزانية التدريب بالحجم الذي يخدم متطلبات<br />

التدريب ويحقق الأهداف في ظل إعادة هندسة التدريب.‏<br />

ب.‏ إعادة هندسة دور ووظيفة المدربين:‏<br />

ففي إطار إعادة الهندسة فإن الواجبات والمهارات<br />

المطلوبة للمدربين يجب أن تتغير لكي يكون المدرب ملما إلماما<br />

كافيا بالتكنولوجية المستخدمة في قسم التدريب خاصة<br />

استخدامات الحاسب الآلي والتعامل مع شبكات الإنترنت<br />

واستخدام البريد الإلكتروني،‏ وبالتالي فإن المدرب في ظل<br />

إعادة الهندسة سيحتاج إلى<br />

:<br />

- تطوير مهاراته التعليمية.‏<br />

- تنمية القدرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة.‏<br />

- اكتشاف طرق جديدة في التدريب تتطلب مهارات<br />

جديدة.‏<br />

ج.‏ إحداث التغيير في المتدربين:‏<br />

في ظل سياسة تخفيض الحجم وإعادة الهندسة،‏ توجد<br />

حاجة ملحة إلى زيادة أهمية وحجم التدريب،‏ حيث أصبح<br />

العبء الملقى على الأفراد أكثر من ذي قبل،‏ فإعادة تدريب<br />

الموظفين يعتبر مكون هام في النجاح الكلي هودات إعادة<br />

الهندسة.‏<br />

د.‏ طرق وأساليب التدريب في ظل إعادة الهندسة:‏<br />

حيث يعتبر استخدام طرق وأساليب جديدة<br />

وحديثة من أهم دعائم ومتطلبات تطبيق منهج إعادة الهندية،‏<br />

يمكن ذكر أهمها:‏ نظام دعم الأداء إلكترونيا،‏ نظام فيديو<br />

المؤثرات،‏ طريقة معمل الكومبيوتر التعليم بمساعدة والمدار<br />

xxi<br />

والمعتمد على الحاسوب...إلخ.‏<br />

.4<br />

تقييم نتائج إعادة هندسة التدريب:‏<br />

ترتبط عملية تقييم مجهودات إعادة الهندسة في مجال<br />

التدريب بالأهداف المخططة في هذا اال،‏ ولا يتم هنا<br />

التركيز على الأساليب التقليدية في التقييم،‏ أي التي تعنى<br />

بمقارنة الأداء والمعايير المستهدفة بالمعايير الفعلية،‏ بل يكون<br />

التركيز على كيفية إعادة هندسة عملية التقويم ذاا،‏ أي<br />

الإجابة على تساؤل هو كيف تعظم عملية التقييم في ظل<br />

منهج إعادة الهندسة.‏<br />

وهذا يتطلب أن تكون عملية التقييم:‏<br />

- مستمرة تبدأ قبل بدء البرامج التدريبية وتستمر أثناء التنفيذ،‏<br />

وبعد التنفيذ.‏<br />

- اشتراك المعنيين بالنشاط<br />

في عملية التقييم.‏<br />

- تنمية التقييم الذاتي.‏<br />

‏(التدريب)‏ يأ<br />

المدربون والمتدربون<br />

- ربط عملية التقدم في الأداء بنظام فعال للمكافآت.‏<br />

- يجب أن تكون عملية التقييم متتابعة ومتعددة الجوانب.‏<br />

.5<br />

المتابعة والتصحيح المستمر للأداء التدريبي:‏<br />

يمكن أن تكون عملية متابعة وتصحيح الأداء للبرامج<br />

التدريبية في إطار فلسفة إعادة الهندسة بطرح التساؤلات<br />

التالية:‏<br />

- ما هي البيانات والمعلومات التي أسفر عنها تقييم الأداء؟<br />

.<br />

- ما هي أكثر طرق وأساليب التدريب فعالية ليتم التركيز<br />

عليها ؟<br />

142


______________________________________________________ إعادة هندسة الأداء الجامعي : مقاربة معاصرة -<br />

ص.ص.‏ 145-137<br />

- هل التكاليف في الوقت والمال والجهود المنفقة على التدريب<br />

تتماشى مع العائد الناتج ؟<br />

- ما هو حجم الانحرافات عن المعايير والأهداف المخططة<br />

xxii<br />

؟.‏<br />

هذه هي امل أهم خطوات تطبيق إعادة الهندسة<br />

في أنشطة إدارة الموارد البشرية بما يشمله من مكونات<br />

التدريب مطبقة على الهيئة الجامعية.‏<br />

إن إقامة مبانٍ‏ جديدة أو استخدام تكنولوجيا<br />

متطورة تتطلب تفعيل آليات الطفرة الاستراتيجية أما تطوير<br />

المناهج الدراسية والمساقات فهي أقرب لآليات التحسين<br />

المستمر ‏(التدرج)‏ منه إلى الطفرة مع وجود هوامش لكل<br />

منهما تتدخل مع البديل الآخر لاكتساب المحصلة،‏ أعلى نتيجة<br />

من انفراد أي البديلين،‏ وهذا ما نجده مستجيبا لمتطلبات<br />

التحفظ والحذر من التغيير المفرط بالتسارع في شؤون الجامعة<br />

والتي تتعامل مع أثمن رأس مال اجتماعي،‏ حيث لا يمكن<br />

تعويضه لأي نسبة من المخاطرة،‏ إذ لا فرصة لإعادة الإنتاج أو<br />

تصحيح الانحرافات في البناء المعرفي والقيمي لجيل الشباب<br />

المتخرج من الجامعة،‏ كما هو شأن الإنتاج السلعي أو<br />

الخدمي،‏ إن كان التحفظ من الإفراط في التسارع مبررا تحت<br />

عنوان خصائص الجامعة،‏ فإن الإفراط في التباطؤ يعد أمرا<br />

xxiii<br />

يستحق التحفظ أيضا.‏<br />

الخلاصة:‏<br />

ونستنتج من خلال ما سبق ذكره أن إعادة الهندسة<br />

xxiv<br />

هي<br />

عملية متكاملة تحتوي على مراحل متسلسلة دف إلى التغيير<br />

الجذري للعمليات الإدارية من أجل مواجهة التحديات البيئية<br />

المفروضة على مؤسسات التعليم العالي،‏ وجعلها مؤسسات<br />

ديناميكية تنتج مخرجات متميزة لها القدرة على تحقيق الميزة<br />

التنافسية خاصة في ظل تكاثر مؤسسات القطاع الخاص في<br />

التعليم الجامعي.‏<br />

143


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

الملحق رقم<br />

الملاحق:‏<br />

(01): أوجه المقارنة بين إعادة هندسة العمليات وغيرها من المفاهيم الأخرى<br />

التقليص<br />

Downsizing<br />

أبعاد المقارنة<br />

إعادة الهندسة<br />

Reengineering<br />

إعادة الهيكلة<br />

Restructuring<br />

إدارة الجودة<br />

الشاملةTQM<br />

الفروض محل<br />

كل شيء<br />

حجم العمالة<br />

علاقات المستويات<br />

متطلبات العملاء<br />

البحث<br />

الإدارية<br />

نطاق التغيير<br />

العملية الإدارية<br />

العمالة-‏ المهام<br />

الهيكل التنظيمي<br />

من القاعدة على<br />

الوظيفية<br />

القمة<br />

مجال التركيز<br />

العملية الإدارية<br />

الإدارات الوظيفية<br />

الإدارات الوظيفية<br />

الأنشطة الوظيفية<br />

أهداف التغيير<br />

سريعة وجذرية<br />

تراكمية/تدريجية<br />

تراكمية/تدريجية<br />

تراكمية/تدريجية<br />

المصدر:‏ جمال المرسي،‏ المرجع السابق الذكر،‏ ص‎70‎‏.‏<br />

الملحق رقم<br />

:(02)<br />

برامج التدريب في أكثر من<br />

النسبة المئوية من المنظمات الأمريكية التي لديها اكثر من<br />

100 موظف والتي تقدم<br />

44 مجال<br />

نوع التدريب<br />

توجيه الموظفين الجدد<br />

القيادة<br />

حل المشاكل<br />

إتخاذ القرارات<br />

إدارة التغيير<br />

تحسين الجودة<br />

الإبداع<br />

التخطيط الاستراتيجي<br />

إعادة الهندسة<br />

التدريب الداخلي<br />

75<br />

التدريب الخارجي<br />

1<br />

التدريب الداخلي و<br />

الخارجي<br />

9<br />

الإجمالي<br />

Source :<br />

85<br />

75<br />

65<br />

64<br />

62<br />

60<br />

44<br />

48<br />

28<br />

44<br />

35<br />

33<br />

32<br />

37<br />

20<br />

24<br />

15<br />

14<br />

9<br />

11<br />

13<br />

6<br />

10<br />

9<br />

7<br />

Randall .S Schuler & Susan E. Jackson ,Human Resource Management: Positioning for the 21 st Century.<br />

N.Y, West Publishing Company, 1996, p301.<br />

17<br />

21<br />

20<br />

17<br />

17<br />

14<br />

15<br />

6<br />

144


______________________________________________________ إعادة هندسة الأداء الجامعي : مقاربة معاصرة -<br />

ص.ص.‏ 145-137<br />

التهميش:‏<br />

i<br />

- راوية حسن،‏ إدارة الموارد البشرية:‏ رؤية مستقبلية.‏ الإسكندرية:‏ الدار الجامعية،‏ 2000، ص 29.<br />

ii<br />

- بسمان فيصل محجوب،‏ إدارة الجامعات العربية في ضوء المواصفات العالمية:‏ دراسة تطبيقية لكليات العلوم الإدارية والتجارة.‏ القاهرة:‏ منشورات<br />

المنظمة العربية للتنمية الإدارية،‏ 2003<br />

.149<br />

ص ،<br />

iii<br />

- جمال الدين مرسي،‏ الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية.‏ الإسكندرية:‏ الدار الجامعية،‏ 2003، ص 69.<br />

iv<br />

- سيد محمد جاد الرب،«‏ إطار مقترح لإعادة هندسة عمليات تدريب وتطوير الموارد البشرية:‏ دراسة ميدانية بالتطبيق على هيئة قناة السويس»،‏ مجلة<br />

البحوث التجارية المعاصرة.‏ الد 6، العدد الأول،‏ جامعة أسيوط:‏ مطبعة جامعة بسوهاج،‏ 1992 ص،‏<br />

v<br />

- للاستزادة أكثر يمكن الإطلاع على الدراسة التالية:‏<br />

.459<br />

- Joel.E.Ross, Total Quality Management: Text, Cases, and Reading. London: Kogan page<br />

limited, 1994, p 316-317.<br />

vi<br />

-<br />

vii<br />

-<br />

viii<br />

-<br />

بسمان فيصل،‏ المرجع السابق،‏ ص 149.<br />

نفس المرجع،‏ ص 150.<br />

حول أهم مؤلفات<br />

ميكائيل هامر "<br />

"M. Hammer<br />

،http://www.hammerandco.com ولتصفح محتويات كتاب<br />

وآخر دوراته التكوينية،‏ وآليات المشاركة يمكن تصفح موقع المؤسسة على صفحة الويب<br />

(Agenda)<br />

آخر مؤلف صدر ل<br />

"M. Hammer"<br />

: 20<strong>05</strong> في<br />

.http://www.hammerandco.com/publication-agenda.asp<br />

ix<br />

- بسمان فيصل،‏ المرجع السابق،‏ ص 150.<br />

x<br />

- جمال المرسي،‏ المرجع السابق،‏ ص 69.<br />

xi<br />

- سيد محمد جاد الرب،‏ المرجع السابق،‏ ص 460.<br />

xii<br />

- راوية حسن،‏ المرجع السابق،‏ ص 27.<br />

xiii<br />

-<br />

نفس المرجع،‏ ص 30-29.<br />

xiv<br />

- سيد محمد جاد الرب،‏ المرجع السابق،‏ ص 365.<br />

xv<br />

-<br />

نفس المرجع،‏ ص 469.<br />

ص ،<br />

.145<br />

xvii<br />

-<br />

xvi<br />

- عدنان بدران وآخرون،‏ التعليم والعالم العربي تحديات الألفية الثالثة.‏ ط‎1‎‏،‏ الإمارات:‏ مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية 2000<br />

بسمان فيصل،‏ المرجع السابق،‏ ص 150.<br />

xviii<br />

- سيد محمد جاد الرب،‏ المرجع السابق،‏ ص 482.<br />

xix<br />

- نفس المرجع،‏ ص 484- 495.<br />

xx<br />

- نفس المرجع،‏ ص 486.<br />

xxi<br />

-<br />

نفس المرجع،‏ ص 489-487.<br />

xxii<br />

- نفس المرجع،‏ ص 495-490.<br />

xxiii<br />

- بسمان فيصل محجوب،‏ المرجع السابق،‏ ص 151.<br />

xxiv<br />

-<br />

من الدراسات العميقة حول إعادة الهندسة ما يلي:‏<br />

- Michael Hammer et James Champy, Le Reengineering. Trad de l’anéricain par: Michel le Seac,<br />

Paris: Dunod, 1993, 247 Pages.<br />

- John Whiting, «Reengineering The Corporation: A Historical Perspective and Critique». Industriel Management.<br />

Vol°= 36, N°= 6, 1994, p 14-16.<br />

145


________________________________________________ الجدل القائم حول الجدار الأمني العازل في فلسطين المحتلة -<br />

ملخص<br />

الجدل القائم حول الجدار الأمني العازل في فلسطين المحتلة<br />

ص.ص.‏ 158-147<br />

الدكتور العشاوي عبد العزيز<br />

جامعة سعد دحلب البليدة<br />

يعتبر الجدار الأمني العازل الذي تقيمه إسرائيل بصفتها دولة محتلة للأراضي الفلسطينية انتهاك للقانون الدولي،‏ والقانون الدولي الإنساني<br />

لما ينطوي عليه من استيلاء غير مشروع على الأراضي الفلسطينية وترحيل للسكان الأصليين وإحلال محلهم مستوطنين غرباء<br />

واستعمال غير مشروع للقوة وحصار للسكان ومنع التنقل،‏ الأمر الذي يمنع الشعب الفلسطيني من ممارسة كفاحه و تقرير<br />

مصيره.وإدامة التراع في المنطقة ومنع السلم والاستقرار.‏<br />

الكلمات المفتاح:‏ استيلاء،‏ محكمة العدل الدولية.الجدار العازل – حق تقرير المصير القانون الدولي الإنساني<br />

مقدمة<br />

أثار طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة رأيا استشاريا حول<br />

الجدار الأمني العازل ن فمن رأى أن الجمعية العامة قد<br />

تصرفت على نحو تجاوز سلطاا بموجب الميثاق.‏<br />

واستنادا إلى سابقة الاتحاد من أجل السلم تقرر استنادا إلى<br />

المادة 96 من الميثاق أن تطلب من محكمة العدل الدولية<br />

بمقتضى المادة 65 من قانون المحكمة،‏ أن تقدم على نحو عادل<br />

رأيا استشاريا بشأن السؤال التالي:‏<br />

ما هي التبعات القانونية الناشئة عن بناء إسرائيل كسلطة<br />

احتلال للجدار في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك<br />

القدس الشرقية المحتلة وحولها ، حسبما هو موضح في تقرير<br />

الأمين العام ، مع الأخذ في الحسبان قواعد ومبادئ القانون<br />

الدولي بما في ذلك معاهدة جنيف الرابعة للعام<br />

1949<br />

والبروتوكولين الملحقين ا ‎1977‎وقرارات مجلس الأمن<br />

الدولي والجمعية العامة الدولي ذات الصلة؟[‏‎1‎‏]‏<br />

وبناء على القرار الصادر في ‎19‎ديسمبر<br />

قررت 2003<br />

المحكمة أن الأمم المتحدة والدول الأعضاء بإمكاا حسب<br />

66 الفقرة المدة<br />

2 تقديم المعلومات المتعلقة بكل جوانب<br />

القضية التي تم رفعها إلى المحكمة للنظر ا،‏ حيث أتاحت<br />

المحكمة الفرص لجميع أعضاء اتمع الدولي ، حيث قدمت<br />

الجزائر وفلسطين والسعودية ومصر والأردن وجنوب أفريقيا<br />

آراءً‏ قانونية مكتوبة ‏.وامتنعت إسرائيل والولايات المتحدة<br />

الأمريكية عن حضور الجلسات ‏.بل ومارست ضغوطا قوية<br />

على دول الإتحاد الأوربي حتى تمنع المحكمة من ممارسة<br />

.[2] اختصاصاا<br />

وبناء على قرار الجمعية العامة التي منحت فلسطين صفة<br />

المراقب ، فإن باستطاعتها تقديم المعلومات ضمن المهلة المحددة،‏<br />

وبإمكاا كذلك أن تشارك في جلسات الاستماع المقررة أمام<br />

المحكمة ، وبالرغم من أن إسرائيل التي ترى أن لها الحق بإقامة<br />

الجدار الأمني العازل اعتبرت أن الموضوع سياسي لا علاقة<br />

للمحكمة به ، وهو من اختصاص مجلس الأمن الدولي.‏<br />

وعندما تلقت المحكمة سؤالا حول أهلية التمتع بالصلاحيات<br />

لتلقي طلب إبداء رأي استشاري من الجمعية العامة حول<br />

مسألة قانونية.أثار ذلك حفيظة إسرائيل والولايات المتحدة<br />

الأمريكية التي طلبت من الدول الأوربية تقديم مذكرات<br />

ومرافعات شفوية تؤكد عدم اختصاص المحكمة وأن تساند<br />

الموقف الإسرائيلي.[‏‎3‎‏]‏<br />

وتلاحظ المحكمة أن الجمعية العامة مخولة بالقيام بذلك بموجب<br />

البند 96 ف‎1‎ من الميثاق الذي ينص على أن الجمعية العامة<br />

أو مجلس الأمن يمكن أن يطلب إلى محكمة العدل الدولية أن<br />

تدلي برأيها الاستشاري حول أية قضية قانونية ، سيما أن<br />

المحكمة أظهرت في الماضي دلائل معينة ذات صلة بالعلاقة بين<br />

القضية وموضوع طلب الرأي الاستشاري وبين نشاطات<br />

الجمعية العامة مثل قانونية التهديد و استخدام الأسلحة النووية<br />

،1966<br />

147


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

فهل إصدار رأي استشاري من صلاحية محكمة العدل الدولية<br />

؟وما هو أثر مواقف الدول ؟ وما هي طبيعة السؤال حول<br />

التراع،‏ هل هو سياسي أم قانوني ؟وما هو أثر الطابع السياسي<br />

على الطابع القانوني ؟وهل يحق للمحكمة أن تناقش موضوع ًا<br />

هو على جدول أعمال مجلس الأمن ؟ وهل يحق للجمعية<br />

العامة أن تتبنى موضوعا ً قياسا ً على الإتحاد من أجل السلم<br />

؟وما هي المعايير القانونية ؟ وهل يحق للمحكمة أن تمتنع عن<br />

إبداءالظروف ؟وضوع تحت أي ظرف من الظروف ؟ ما هي<br />

قيمة الحجج المعارضة لإصدار رأي استشاري ؟ما هو الأساس<br />

القانوني لموقف المحكمة ؟<br />

هذه المسائل سنناقشها في المطالب والفروع التالية<br />

المطلب الأول:‏ دواعي طلب الرأي الاستشاري<br />

:<br />

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورة طارئة تحت عنوان<br />

التوحد من أجل السلام بغرض مناقشة الأعمال غير القانونية<br />

التي تقوم ا دولة عضو في الأمم المتحدة،‏ تنهك القانون<br />

الدولي ‏،بما فيها القانون الدولي الإنساني وتعرض عن تنفيذ<br />

قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن عملية السلام في الشرق<br />

الأوسط ، والتي تشكل ديدا للسلام والأمن الدوليين وآخرها<br />

. خارطة الطريق<br />

وإمعاا في إقامة المستوطنات وتوسيع القديمة منها،‏ بشكل غير<br />

قانوني بما فيها القدس الشرقية المحتلة<br />

ولقد دعمت الطلب هذا مجموعات إقليمية ودولية منها ،<br />

جامعة الدول العربية وحركة عدم الانحياز والمؤتمر الإسلامي<br />

والإتحاد الإفريقي<br />

[4].<br />

– ترى المحكمة أن الإجراء المقبول للجمعية العمومية حسب<br />

تطوره يتسق مع المادة 12 الفقرة"‏ ‎1‎‏"من الميثاق.‏<br />

وبالتالي فإن طلب رأي استشاري يتسق مع ميثاق الأمم<br />

المتحدة،‏ وترى المحكمة أن الجمعية العامة بتقديمها الطلب لم<br />

تتجاوز صلاحياا.،‏ خاصة وأن مجلس الأمن قد عجز عن<br />

ممارسة صلاحياته بسبب الإفراط في استعمال حق الفيتو من<br />

قبل دولة دائمة العضوية في الأمم المتحدة وهو الشرط الأول ،<br />

أما الشرط الثاني فهو أن الحالة في المنطقة في وضع منطوي<br />

على ديد جدي للسلام والأمن الدوليين وعمل عدواني ،<br />

وبناء عليه فإن المحكمة ترى توافر المسوغات لطلب رأي<br />

استشاري[‏‎5‎‏]‏ رغم معارضة البعض وتأييد البعض الآخر<br />

الفرع الأول - معارضة طلب الرأي الاستشاري<br />

وهناك رأي يقول إن طلب الجمعية العامة رأيا استشاريا ليس<br />

قضية قانونية ضمن مدلول المادة<br />

96 فقرة<br />

65 فقرة<br />

1 من الميثاق والمادة<br />

1 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية.‏ وقد<br />

نجحت الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على الاتحاد الأوربي<br />

الذي أمتنع عن التصويت في الجمعية العامة،‏ التي لبت الرغبة<br />

الإسرائيلية بحصر القضية بين إسرائيل وفلسطين.‏<br />

وقد رؤي في هذا الصدد انه لكي يشكل سؤال ما قضية<br />

قانونية لأغراض هذين الشرطين يجب أن يكون محددا على نحو<br />

معقول ، بما انه لن يكون مؤهلا خلافا لذلك لإصدار رد من<br />

المحكمة بشأنه ، وبالنسبة إلى الطلب المقدم في الإجراءات<br />

الاستشارية الحالية قيل من غير الممكن تحديد المدلول القانوني<br />

بتأكيد معقول للسؤال المطروح على المحكمة لسببين:‏<br />

الأول:‏ هو أن السؤال يتعلق بالتبعات القانونية لبناء الجدار<br />

الأمني العازل يسمح فقط بتفسيرين محتملين يؤدي كل واحد<br />

منهما لطريقة تصرف مستبعدة بالنسبة إلى المحكمة ويمكن أولا<br />

تفسير السؤال المطروح كطلب للمحكمة لتجد أن بناء الجدار<br />

غير قانوني وتعطي رأيها بعد ذلك حول التبعات القانونية لعدم<br />

القانونية،‏ وفي هذه القضية رؤي أن على المحكمة أن ترفض<br />

الرد على السؤال المطروح لأسباب عدة يتعلق بعضها<br />

بالاختصاص القضائي والبعض الآخر بموضوع الملاءمة<br />

ومن أبرز المواقف اللافتة للنظر،‏ موقف القاضي الأمريكي<br />

توماس بيرجنتال يهودي أمريكي،‏ والذي لم يعمل بتراهة<br />

وحياد وموضوعية بصفته قاضيا يمثل اتمع المدني الدولي<br />

والشرعية الدولية والقانون الدولي ولم يعمل بتجرد من<br />

انتماءاته الدينية والسياسية،‏ وقرر ألا يشارك المحكمة حتى لا<br />

تصدر رأيا،‏ بل ويرى أن إقامة الجدار العازل لا يثير قضايا<br />

خطيرة في القانون الدولي،‏ كما انه ليس أمام محكمة العدل<br />

الدولية وقائع تبرر حكمها،‏ وأن الجدار الأمني ليس سببا في<br />

معاناة الإنسان الفلسطيني ويذهب إلى التبرير الإسرائيلي أن<br />

الجدار يعتبر من وسائل الدفاع ضد الإرهاب الفلسطيني،‏<br />

148


________________________________________________ الجدل القائم حول الجدار الأمني العازل في فلسطين المحتلة -<br />

ص.ص.‏ 158-147<br />

ويرى أن الدولة ضحية الإرهاب ليجوز لها أن تدفع الإرهاب<br />

بإجراءات يمكن أن يحظرها القانون الدولي[‏‎6‎‏]‏<br />

إن هذه الأطروحات تدعم العدوان،‏ وتشد على أزره،‏ وتؤمن<br />

الغطاء القانوني لاستمراره وديمومته،‏ ولا تشكل رادعا له.‏ بل<br />

أن الموقف الأمريكي يعتبر نضال الشعب الفلسطيني إرهابا،‏<br />

وقد تجلى ذلك بوضوح بعد إجراء الانتخابات الفلسطينية<br />

وفوز حركة حماس بأغلبية ساحقة وتمكنها من تشكيل حكومة<br />

تمثل الشعل الفلسطيني،‏ الأمر الذي دفع الولايات المتحدة<br />

الأمريكية إلى وقف المساعدات المادية الإنسانية التي تقدمها<br />

للشعب الفلسطيني تطبيقا للاتفاقيات الدولية وتشديدها<br />

الحصار على الحكومة الشرعية لكي تعترف بإسرائيل و يرى<br />

في موقف المحكمة من تلك العمليات بموقف ووضعية غير<br />

قانونية،‏ وكان بإمكان المحكمة وكأا جهاز تنفيذي قادرة<br />

على تامين السلم والأمن الدولي،‏ وهي صلاحيات من صميم<br />

اختصاص مجلس الأمن الدولي.‏<br />

وأخيرا يرى القاضي الأمريكي انه ليس صحيحا أن الجدار<br />

يخالف القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي وينتهك<br />

حقوق الإنسان.‏<br />

ويستطرد القاضي الأمريكي في أطروحاته الغريبة فيرى بأن<br />

حق الدفاع الشرعي لا يشترط وقوع هجوم مسلح من جانب<br />

دولة أخرى،‏ ويؤكد الأطروحات الأمريكية في الضربات<br />

الاستباقية والغزو الدفاعي من أجل منع وقوع عدوان<br />

مستقبلي،‏ وهي أطروحة تعود بنا إلى فترة الاستعمار التقليدي،‏<br />

وحججه وأطروحاته.‏<br />

ويعتقد القاضي الأمريكي أن الاحتلال الأمريكي لم يستهدف<br />

إلا القليل من الأراضي الفلسطينية،‏ وهو مقام في أراضي<br />

إسرائيلية،‏ في حين أن تقرير الأمين العام يرى أن إسرائيل قد<br />

سيطرت على<br />

% 92<br />

من أراضي ومساحة فلسطين ولم يبق<br />

للشعب الفلسطيني سوى %8 لتقيم عليها دولة فلسطينية على<br />

شكل جزر متقطعة الأوصال تسيطر عليها إسرائيل من خلال<br />

المستوطنات والطرق الاستيطانية.‏ وهي في مجملها سياسات<br />

إسرائيلية منافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.‏<br />

الفرع الثاني:‏ موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة<br />

و فيما يتعلق بالاختصاص القضائي،‏ قيل انه إذا كانت الجمعية<br />

العامة ترغب في الحصول على رأي المحكمة حول القضية<br />

المعقدة والبالغة الحساسية الخاصة بقانونية بناء الجدار الأمني،‏<br />

فينبغي السعي صراحة للحصول على رأي بشان ذلك<br />

الموضوع.‏<br />

وقيل أن التفسير الثاني المحتمل للطلب هو أنه يتعين على<br />

المحكمة أن تفترض أن بناء الجدار غير قانوني ثم تعطي رأيها<br />

بعد ذلك حول التبعات القانونية لعدم القانونية المفترض.‏ وقد<br />

رؤي أنه ينبغي على المحكمة أن ترفض أيضا الرد على السؤال<br />

استنادا إلى هذه الفرضية بما أن الطلب عندئذ سيستند إلى<br />

افتراض قابل للشك فيه وسيكون من المستحيل في تلك الحال<br />

استبعاد التبعات القانونية لعدم القانونية من دون تحديد طبيعة<br />

عدم القانونية المشار إليها.‏<br />

وثانيا رؤي أن السؤال المطروح على المحكمة ليس له طابع<br />

قانوني بسبب غموضه وطبيعته النظرية وقد قيل تحديدا في هذا<br />

الصدد أن السؤال لا يحدد ما إذا كانت المحكمة مطلوب منها<br />

توجيه التبعات القانونية إلى الجمعية العامة أم إلى جهاز آخر<br />

تابع للأمم المتحدة أم إسرائيل بصفتها دولة احتلال<br />

[7].<br />

الفرع الثالث:‏ موقف المحكمة من طلب الجمعية العامة<br />

وفي الحالة الحاضرة ، وإذا طلبت الجمعية العامة من المحكمة<br />

بيان التبعات القانونية الناشئة عن بناء الجدار،‏ فإن استخدام<br />

هذه الاصطلاحات يتضمن بالضرورة تقويما لما إذا كان ذلك<br />

البناء أم لم يكن إخلالا بأحكام ومبادئ محددة في القانون<br />

الدولي بشكل مستمر،‏ والمحكمة ملزمة بأن تعطي رأيا<br />

استشاريا حول أي سؤال قانوني سواء أكان نظريا أو خلافه،‏<br />

وفي موضوع الجدار ترى المحكمة أن السؤال ليس نظريا وعلى<br />

المحكمة تحديد الجهات المتأثرة بتلك التبعات.‏<br />

من جهة أخرى لا تقبل المحكمة الرأي القائل بأن المحكمة لا<br />

تتمتع باختصاص قضائي بسبب الطابع السياسي للسؤال<br />

*[8] المطروح<br />

لكي تفصل المحكمة وفقا لأحكام القانون<br />

الدولي،‏ وهي تطبق في هذا الشأن ما نصت عليه المادة<br />

النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية<br />

من 38<br />

149


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

المطلب الثاني:‏ تحديد طبيعة التراع<br />

تثير العلاقة بين الس والمحكمة عدة مسائل قانونية أهمها<br />

تحديد طبيعة التراع هل هي سياسية،‏ أم قانونية،‏ ومفهوم<br />

المسألة والتراع في الرأي الاستشاري،‏ دور مجلس الأمن في<br />

تنفيذ أحكام المحكمة.‏<br />

الفرع الأول:‏ المنازعات القانونية والسياسية<br />

حاول ميثاق الأمم المتحدة وضع نوعا من توزيع الاختصاص<br />

بين الآليات التي وضعها لتسوية المنازعات الدولية بالطرق<br />

السلمية،‏ بحيث عهد إلى أجهزة الأمم المتحدة تسوية المنازعات<br />

السياسية،‏ وأوكل إلى محكمة العدل الدولية تسوية التراعات<br />

القضائية استنادا إلى المادة 33 من الميثاق.‏<br />

غير أن المشكلة،‏ ما هو المعيار للتفرقة بينهما،‏ بحيث متى نقرر<br />

هذا نزاع سياسي وهذا نزاع قانوني؟ وإذا جمع التراع<br />

الطبيعيتين السياسية والقانونية؟ ما هو الموقف القانوني من<br />

ذلك؟<br />

أولا:‏<br />

[9]<br />

المعيار الفقهي<br />

يرى لوترباخت أن التراع قد يكون قانوني وغير قانوني،‏ أو<br />

نزاعات قابلة أو غير قابلة للتسوية القضائية،‏ ولقد حددت<br />

اتفاقات لاهاي<br />

1907 1899- التراعات القانونية،‏<br />

والذهاب إلى التحكيم الدولي وفي تفسير وتطبيق الاتفاقات<br />

الدولية.‏<br />

ويرى الفقيه الأستاذ الدكتور الخير قشي في بحوثه القيمة<br />

ودراساته المعمقة واناراته الساطعة،‏ و إضافاته المشهودة،‏<br />

ومحاكماته الناضجة،‏ إن كافة التراعات لها طبيعة اقتصادية<br />

وقانونية وسياسية،‏ فهو نزاع سياسي نظرا للمصالح التي<br />

ينطوي عليها،‏ وقانوني نظرا للنظام الذي يتحكم في هذه<br />

المصالح،‏ واعتبر مورجانثو أن التراعات الخالصة،‏ تنطوي على<br />

توتر،‏ أو تمثل التوتر،‏ وهي قابلة للتسوية القضائية فهي نزاعات<br />

قانونية.‏<br />

ويرى كيلسين،‏ أن المسالة لا تتعلق بطبيعة المسالة موضوع<br />

التراع،‏ ولكن على القواعد التي تطبق لتسويته،‏ فإذا تمت<br />

تسويته ضمن قواعد العدل و الانصاف باتفاق الدول يعتبر<br />

سياسيا أو إذا تمت بوسائل المفاوضات والتوفيق والتحقيق<br />

الوساطة.‏ وإذا تمت تسويته بتطبيق القواعد القائمة يعتبر<br />

قانوني.‏<br />

ثانيا:‏ المعيار القضائي<br />

قررت المادة أن المحكمة تفصل في جميع المنازعات التي ترفع<br />

إليها وفقا لأحكام القانون الدولي،‏ وهناك بعض الدول<br />

أدرجت أن القبول لا يشمل سوى المنازعات القانونية المحددة،‏<br />

وهي أربعة:‏<br />

أ-‏ تفسير معاهدة من المعاهدات الدولية.‏<br />

ب-‏ أية مسألة من مسائل القانون الدولي.‏<br />

ت-‏ تحقيق واقعة من الوقائع التي إذا ثبتت كانت خرقا<br />

لالتزام دولي.‏<br />

ث-‏ نوع التعويض المترتب على خرق التزام دولة ومداه،‏ غير<br />

أن المادة<br />

م<br />

38<br />

أضافت أن المحكمة تفصل في المنازعات التي ترفع<br />

إليها،‏ لذا فإن المحكمة قررت،‏ إذا لم تكن المسألة قانونية فان<br />

المحكمة لا تملك سلطة تقديرية.‏ لأن وظيفة المحكمة إعلان<br />

القانون،‏ الواجب التطبيق ويجب أن يكون لحكم المحكمة أثر<br />

قانوني عملي،‏ ويبعد الشكوك عن علاقام القانونية.‏ ودف<br />

الابتعاد عن المسائل السياسية والأخلاقية.[‏‎10‎‏]‏<br />

إن المحكمة تفترض أن التراع المعروض عليها نزاع قانوني،‏<br />

فمتى تقرر إن التراع سياسي فإن المحكمة غير مؤهلة لقياس<br />

الأثر السياسي للتراع،‏ لذا فان المحكمة لا تمتلك سوى المادة<br />

36 كمعيار لتحديد طبيعة التراع.‏<br />

الفرع الثاني:‏ مفهوم المسالة والتراع<br />

استنادا إلى المادة 1/65 للمحكمة أن تفتي في أية مسألة<br />

قانونية بناء على طلب أية هيئة رخص لها ميثاق الأمم المتحدة<br />

باستقصائها،‏ أو حصل الترخيص لها بذلك طبقا لأحكام<br />

الميثاق،‏ فما هي المسألة،‏ وما هو التراع ؟<br />

أولا :<br />

المسألة القانونية<br />

والاختصاص الاستشاري للمحكمة مقيد إذن بمقتضى الميثاق<br />

96 والنظام<br />

الأساسي م 1/65 بالمسائل القانونية،‏ وهي<br />

تقرر ما إذا كانت مختصة بنظر الطلب المقدم إليها لإصدار<br />

رأي استشاري،‏ وهي لا تقدم آراء إلا حول المسائل القانونية<br />

فقط،‏ وإذا كانت غير قانونية عليها إن تمتنع عن تقديم الرأي<br />

المطلوب.‏<br />

150


________________________________________________ الجدل القائم حول الجدار الأمني العازل في فلسطين المحتلة -<br />

ص.ص.‏ 158-147<br />

إن المحكمة تتمتع بسلطة تقديرية لبحث ما إذا كانت ظروف<br />

القضية ذات طابع يفرض عليها ممارسة اختصاصاا،‏ ونظرا<br />

لكوا أحد الأجهزة،‏ فان رأيها يشكل مساهمة في نشاطات<br />

المنظمة،‏ ولا ترفض ممارسة اختصاصاا إلا لأسباب قهرية،‏<br />

خاصة وأن طلبات الأجهزة دائما قانونية،‏ وأا لا تكترث<br />

بالدوافع السياسية أو الأسباب الكامنة وراءها،‏ ففي قضية<br />

العضوية في الأمم المتحدة فان الطلب سياسي،‏ غير أنه وارد<br />

من مجلس الأمن،‏ فقد نظرت إليها المحكمة في شكلها ارد،‏<br />

وقد تكون الظروف السياسية محفزا لطلب الرأي الاستشاري،‏<br />

وفي قضية المحكمة الإدارية،‏ قالت إن مجرد حقيقة إن المسألة لا<br />

تتعلق بحقوق الدول لا تكفي لتجريد المحكمة من اختصاص<br />

منح لها بمقتضى نظامها الأساسي.[‏‎11‎‏]‏<br />

لذا نخلص أن القضية الفلسطينية وما يتفرع عنها هي قضية<br />

قانونية تتعلق بشعب سلب حقه ومنع من ممارسة حق تقرير<br />

المصير بكافة الأساليب ومنه الاستيطان وبناء الجدار الأمني<br />

العازل،‏ وهي ذرائع سبق لفرنسا إن طرحتها إبان مناقشة<br />

المسألة الجزائرية في الأمم المتحدة.‏<br />

ثانيا:‏ مفهوم التراع<br />

تنطلق المحكمة دائما من قاعدة بأا يجب أن تبقى وفية<br />

لمتطلبات طابعها القضائي.‏<br />

إن المحكمة تقرر وجود نزاع يستوجب وجود نزاع فعلي بين<br />

دولتين،‏ وأن يقدم احد الأطراف شكوى أو ادعاء أو احتجاج<br />

حول عمل،‏ يتنافى مع القانون الدولي وينتهك الالتزامات<br />

الأساسية للدولة ويثير المسئولية الدولية.‏<br />

لقد اعتبرت المحكمة وجود نزاع بين الأمم المتحدة والولايات<br />

المتحدة وهو نزاع قانوني وأمريكا ملزمة باتفاقية المقر وملزمة<br />

باللجوء إلى التحكيم لتسوية التراع،‏ وملزمة بالوفاء بالتزاماا<br />

الدولية الناجمة عن الاتفاقية.‏<br />

وكما يتضح من اختصاص المحكمة القائم منذ زمن بعيد ترى<br />

المحكمة أن السؤال القانوني ينطوي من جهة أخرى ويحمل<br />

جوانب سياسية.‏ وكما هو الحال وفي طبيعة الأشياء في كثير<br />

من الأسئلة التي نواجهها في الحياة الدولية المعاشة لا يكفي<br />

لحرمان السؤال من كونه سؤالا قانونيا أو غير قانوني وحرمان<br />

المحكمة من صلاحيات مخولة إياها بموجب نظامها الأساسي،‏<br />

وأيا كانت جوانبه السياسية لا تستطيع المحكمة أن ترفض<br />

قبول الطابع القانوني لسؤال يدعوها إلى تولي مهمة قضائية<br />

أساسا وتحديدا تقويم قانونية سلوك محتمل للدول فيما يتعلق<br />

بالالتزامات المفروضة عليها بموجب القانون الدولي<br />

[12].<br />

ورغم الرأي القائل،‏ بأن على المحكمة أن تمتنع عن ممارسة<br />

صلاحياا القضائية بسبب وجود جوانب معينة من شاا أن<br />

تفسر ممارسة الصلاحية القضائية للمحكمة بأا غير ملائمة<br />

ولا تنسجم مع الوظيفة القضائية للمحكمة.‏<br />

و المادة 65 تقرر أن المحكمة يمكن أن تعطي رأيا استشاريا<br />

ينبغي تفسيرها بأا تعني إن للمحكمة سلطة اجتهادية تخولها<br />

الامتناع عن إعطاء رأي استشاري حتى مع تلبية شروط<br />

سلطتها القضائية.‏<br />

والمحكمة واعية لحقيقة أن ردها على طلب الحصول على رأيها<br />

الاستشاري يمثل مشاركتها في نشاطات المنظمة،‏ ولا ينبغي<br />

رفضه من حيث المبدأ.[‏‎13‎‏]‏<br />

الفرع الثالث : واجب المحكمة فض التراع<br />

والمحكمة انطلاق ًا من مسئوليتها بصفتها الأداة القضائية للأمم<br />

المتحدة ينبغي عليها ألا تتقاعس عن إعطاء رأي استشاري<br />

أا لم يسبق لها أبدا في ممارسة سلطتها الاجتهادية أن امتنعت<br />

عن الاستجابة لطلب رأي استشاري،‏ وحينما ترفض يبنى<br />

الرفض على افتقارها للسلطة القضائية لا على اعتبارات الأهلية<br />

القضائية ويبنى الرفض لظروف خاصة جدا للقضية،‏ ومع ذلك<br />

فإن هذه الاعتبارات لا تعفي المحكمة من واجب الوفاء<br />

بشروطها في كل مرة تطالب بإعطاء رأي من ناحية<br />

صلاحياا لممارسة وظيفتها القضائية.‏<br />

وإلى الحجج بان المحكمة لا ينبغي أن تمارس صلاحياا في<br />

القضية الحالية لأن الطلب بمسألة شائكة بين إسرائيل وفلسطين<br />

والذي رفضت فيه إسرائيل ممارسة المحكمة صلاحياا في<br />

مسائل مثل الحدود والمستوطنات وحق العودة والقدس وغيرها<br />

من المسائل ذات العلاقة ولن تقبل إسرائيل<br />

عليها أحكاما<br />

قضائية في مسائل يمكن أن تحل بالمفاوضات والتحكيم،‏ لذا<br />

يجب على المحكمة أن تمتنع عن إعطاء رأي استشاري سيعقد<br />

الأمور أكثر مما يحلها.‏ غير أن إسرائيل لاتعترف بمنظمة<br />

التحرير الفلسطينية ولا بالقيادة السياسية بالرغم من توقيعها<br />

151


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

الاتفاقيات الدولية وعندما تتفاوض فلاعتبارات أمنية و<br />

مصلحية و لا تفي أبدا بتعهداا والتزاماا منذ قيامها عام<br />

1948 و<br />

أولها تنفيذ قرار حق العودة للاجئين الفلسطينيين.‏<br />

وتراعي المحكمة أن غياب الاتفاق على إختصاصات المحكمة<br />

المثيرة للخلاف بين الدول المعنية ليس له تأثير في إختصاص<br />

المحكمة في إعطاء رأي إستشاري.‏ ففي الرأي الاستشاري عام<br />

1950 أوضحت المحكمة ما يلي:‏<br />

رضا الدول التي هي أطراف في نزاع ما،‏ هو أساس إختصاص<br />

المحكمة في القضايا الشائكة والأمر يختلف في ما يتعلق<br />

بالاجراءات الاستشارية حتى حين يكون طلب الرأي متعلقا<br />

بمسألة قانونية معلقة بين الدول في واقع الأمر،‏ وليس لرد<br />

المحكمة سوى صفة إستشارية،‏ وعليه فليس لديه قوة الالزام<br />

كما هي قوة إلزام الحكم،‏ غير أن آراء أخرى ترى أن الرأي<br />

الاستشاري له قوة معنوية فهي من جهة تخفف التوترات<br />

الدولية،‏ وتمتلك قوة أدبية،‏ وبعض الأحيان يرتدي قوة إلزامية<br />

بحيث يؤسس على إعتبارات معينة كالأساس الاتفاقي[‏‎14‎‏]‏<br />

ويستمد الرأي قوته الالزامية لامن طبيعته بل من إتفاق<br />

الدولتين وأخيرا فان محكمة العدل الدولية تعمل بآلية قانونية<br />

باتت مألوفة عن طريق الفتاوى،‏ ويتبع ذلك،‏ أنه مأمن دولة<br />

سواء كانت عضوا في الأمم المتحدة أم لم تكن تستطيع أن<br />

تمنع إعطاء رأي إستشاري،‏ تعتبره الأمم المتحدة مرغوبا فيه<br />

من اجل الحصول على تبصره فيما يتعلق بمسار الاجراء الذي<br />

ينبغي عليها إتخاذه،‏ ورأي المحكمة لا يعطي للدول،‏ الأداة<br />

المخولة طلبه،‏ ورد المحكمة التي هي نفسها أداة من أدوات<br />

الأمم المتحدة يمثل مشاركتها في نشاطات المنظمة.‏ وينبغي<br />

عدم رفضه من حيث المبدأ[‏‎15‎‏].‏<br />

يتبع ذلك ان المحكمة في تلك الوقائع لم ترفض الاستجابة<br />

لطلب إصدار رأي إستشاري على أساس أا في تلك الظروف<br />

الخاصة تفتقر إلى السلطة القضائية،‏ ولكن المحكمة تفحصت<br />

معارضة دول معينة للطلب من قبل الجمعية العامة في سياق<br />

وقضايا اللياقة القضائية<br />

.<br />

اما فيما يتعلق بطلب الرأي الاستشاري المعروض على المحكمة<br />

الآن،‏ تعترف المحكمة بان إسرائيل وفلسطين عبرتا عن آرائهما<br />

المختلفة إختلافا جذريا في العواقب القانونية المترتبة على بناء<br />

إسرائيل الجدار،‏ الذي طلب من المحكمة ان تصدر حكمها<br />

فيه ولكن المحكمة نفسها لاحظت أن الخلافات في وجهات<br />

النظر في القضايا القانونية كانت موجودة في واقع الأمر في<br />

كل إجراء إستشاري.‏ كما هو الحال في العواقب القانونية<br />

لحالات إستمرار وجود جنوب إفريقيا في ناميبيا على الرغم<br />

من قرارا مجلس المن رقم [16] 276<br />

: الفرع الرابع<br />

التراع لم يعد فلسطينيا إسرائيليا<br />

علاوة على ذلك لاتعتبر المحكمة أن موضوع طلب الجمعية<br />

العامة يمكن إعتباره مجرد مسألة ثنائية بين إسرائيل وفلسطين،‏<br />

ومع أخذ سلطات ومسئوليات الأمم المتحدة في الاعتبار في<br />

المسائل التي تتعلق بالسلام والأمن الدوليين،‏ فإن رأي المحكمة<br />

هو أن بناء الجدار يجب إعتباره محط إهتمام مباشر للأمم<br />

المتحدة وتنبع مسئولية الأمم المتحدة في هذه المسالة من<br />

الانتداب وقرار التقسيم المتعلق بفلسطين.‏ وهي مسئولية دائمة<br />

نحو فلسطين حتى تحل هذه القضية بطريقة مرضية تؤمن حقوق<br />

الشعب الفلسطيني والسلم والأمن في المنطقة.‏<br />

والهدف من الطلب المقدم من الجمعية العامة هو الحصول منها<br />

على رأي تعتبره الجمعية العامة مساعدا لها في ممارسة وظائفها<br />

على نحو ملائم والرأي مطلوب في مسألة تحوز على الإهتمام<br />

الشديد بوجه خاص من قبل الأمم المتحدة،‏ وتقع ضمن إطار<br />

مرجعي أوسع بكثير من نزاع ثنائي،‏ وهي كانت وما زالت<br />

القضية الأولى في جدول إهتمام الجمعية العامة للأمم المتحدة<br />

كل سنة.[‏‎17‎‏]‏<br />

وفي هذه الظروف،‏ لا تعتبر المحكمة أن إعطاء رأي سيكون له<br />

أثر الالتفاف على مبدا الرضا بتسوية قضائية،‏ وأن المحكمة لا<br />

تستطيع بناء على ذلك في ممارسة سلطتها القضائية أن ترفض<br />

إعطاء رأي إستشاري على ذلك الأساس.‏<br />

وفي حجة أخرى تقول أنه ينبغي عليها الامتناع عن ممارسة<br />

إختصاصاا وقد حاجج بعض المشاركين بأن الرأي<br />

الاستشاري من المحكمة بشأن شرعية الجدار والعواقب<br />

القانونية لبنائه قد يعيق التوصل إلى حل سياسي متفاوض عليه<br />

للصراع الاسرائيلي الفلسطيني ، وعلى نحو أكثر تحديدا،‏<br />

إعترض على ان مثل ذلك الرأي يمكن ان يقوض خطة خريطة<br />

الطريق التي تطالب إسرائيل وفلسطين بتلبية إلتزامات معينة في<br />

152


________________________________________________ الجدل القائم حول الجدار الأمني العازل في فلسطين المحتلة -<br />

ص.ص.‏ 158-147<br />

مراحل مختلفة مشار إليها في الخطة،‏ وقد زعم أن الرأي<br />

المطلوب قد يعقد المفاوضات المتصورة في خريطة الطريق،‏<br />

ولذلك ينبغي على المحكمة أن تمارس صلاحياا وترفض الرد<br />

على السؤال المطروح.‏<br />

لقد كان هذا الرأي مطروح وعلى مدى سنوات طويلة من<br />

الصرا ع العربي الاسرائيلي ، وهو حجة تبديها دولة عظمى<br />

في مجلس الأمن لاستعمال حق الفيتو ، فكان من آثاره تقوية<br />

العدوان والتوسع والانتهاك وضرب الشرعية الدولية بعرض<br />

. الحائط<br />

وهو نفس الطرح الذي جعل المحكمة تفكرفيه في<br />

قضية لوكربي مثلا ، وفي قضية شرعية التهديد بإستعمال<br />

الأسلحة النووية ‏.الذي قيل فيه انه قد يؤثر على مفاوضات<br />

نزع السلاح وذا سيتناقض مع مصالح الأمم المتحدة<br />

.<br />

غير أن المحكمة على عكس ذلك فهي على علم بأن<br />

إستنتاجاا التي ستتوصل إليها في رأي تعطيه ستكون ذات<br />

علاقة بالجدل المتواصل حول المسألة في الجمعية العامة ،<br />

وسوف تقدم عاملا إضافيا في المفاوضات في شان المسألة ،<br />

وأبعد من ذلك ، فإن أ ُثر الرأي مسألة تفهم وتقدير<br />

فقد .<br />

إستمعت المحكمة للمواقف المتناقضة التي تم تقديمها ، ولا<br />

توجد معايير واضحة يمكن لها بواسطتها أن تفضل تخمينا على<br />

غيره.[‏ 18]<br />

: الفرع الخامس<br />

موقف الجانب الاسرائيلي.‏<br />

أشار احد المشاركين في المداولات الحالية إلى أن المحكمة إذا<br />

كانت ستعطي ردا على الطلب ، فينبغي عليها في كل<br />

الأحوال أن تفعل ذلك وهي تضع في ذهنها جانبين رئيسيين<br />

من جوانب عملية السلام ، الأول هو المبدا الأساسي الذي<br />

يقول ان قضايا الوضع الدائم يجب حلها من خلال المفاوضات<br />

، وحاجة جميع الأطراف خلال الفترة الانتقالية إلى القيام<br />

بمسئوليام الأمنية بحيث يمكن لعملية السلام أن تنجح.‏<br />

تعي المحكمة أن خارطة الطريق التي صادق عليها مجلس المن<br />

الدولي في القرار ‎1515‎سنة 2003 تشكل إطارا تفاوضيا<br />

لحل التراع الاسرائيلي الفلسطيني ، ولكنه ليس واضحا ماهو<br />

التأثير الذي سيكون لرأي المحكمة في هذه المفاوضات ، فقد<br />

عبر المشاركون في المداولات الحالية عن وجهات نظر<br />

متعارضة ذا الخصوص ، ولاتستطيع المحكمة إعتبارهذا العامل<br />

سببا موجبا للتخلي عن ممارسة سلطتها ‏.خاصة وأن إسرائيل<br />

ترفض إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة كما ورد في الخطة ،<br />

ولا تعترف بسلطة الحكم الذاتي التي تعتبر أقل بكثير من تقرير<br />

. المصير<br />

وفي محاولة اخرى لثني المحكمة عن الاستمرار في موقفها ،<br />

طرح مشاركون معينون على المحكمة أن مسألة الجدار كانت<br />

جانبا واحدا فقط من جوانب التراع الاسرائيلي الفلسطيني<br />

الذي لا يمكن تناوله على نحو ملائم في المداولات الحالية<br />

وإعتبرت أسرائيل أن الجدار حق من حقوق الدول للمارسة<br />

الدفاع الشرعي بالمفهوم العصري الذي تطرحه الولايات<br />

المتحدة الأمريكية ن وهو حق الضرورة لمنع ممارسة الارهاب<br />

الفلسطيني ضد الشعب الاسرائيلي<br />

الفرع السادس<br />

[19].<br />

:<br />

القانون الذي تخضع له المحكمة<br />

ولكن المحكمة لاتعتبر ذلك سببا يحفزها إلى الامتناع عن الرد<br />

على السؤال المطروح ، والمحكمة تعلم حقا بأن مسألة الجدار<br />

جزء من كل أكبر،‏ لكن الجدار وبنائه ، إنتهاك للقانون الدولي<br />

الانساني من حيث أن الاحتلال حالة فعلية مؤقتة ، لكن<br />

الجدار إستقرار و ديمومة وتوسيع للمستوطنات غير الشرعية ،<br />

وإنتهاك لحقوق الانسان وتشريد للسكان وتجزئة الأراضي<br />

وضم جديد وترحيل للسكان وإنتهاك لحق التعليم والغذاء<br />

وينتهي إلى إعتباره جريمة دولية ترقى إلى مصاف جرائم الابادة<br />

البشرية ‏.فأي سلام يمكن أن ينجز بعد ذلك ؟<br />

لقد رفضت المحكمة الادعاءات الاسرائيلية ، وإعتبرت<br />

الاحتلال الطويل الأمد عائق في وجه ممارسة حق تقرير المصير<br />

، وإنتهاك لقرارات مجلس الأمن<br />

242 عام 1967<br />

والقرار<br />

338، لقد رفضت المحكمة إعتبار الموضوع له طابع سياسي ،<br />

بل هو قانوني وفي صميم القانون الدولي والانساني ، والذي<br />

لايجيز إكتساب الأراضي بالقوة ن وكذا عدم شرعية إستعمال<br />

القوة او التهديد ا.‏<br />

لقد تصدت المحكمة إلى معظم السياسات الاسرائيلية من<br />

المستوطنات إلى إنتهاك القانون الدولي ، وإعتبرت بناء الجدار<br />

العازل حالة علىأساس انه يصبح وضعا دائما وعمل يرقى إلى<br />

الضم الفعلي ، ويعوق ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه في<br />

تقرير المصير ، وترى المحكمة أن القانون الدولي الانساني ملزم<br />

153


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

لدولة الاحتلال التي حلت محل الدولة الأصلية بشكل واقعي،‏<br />

وترى إنطباق العهدين الدوليين لحقوق الانسان عام 1966<br />

المدني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي<br />

: أولا<br />

حجج المعارضين لدور المحكمة<br />

.<br />

ورغم كل هذه المعطيات الواضحة والنتائج المذهلة فإن بعض<br />

الأطراف من المشاركين في المداولات ترى انه على المحكمة أن<br />

تمتنع عن ممارسة إختصاصاا لأا لا تملك تحت تصرفها<br />

الحقائق والدلالة اللازمة لكي تتوصل إلى إستنتاجاا وبوجه<br />

خاص إعترضت إسرائيل مشيرة إلى الرأي الاستشاري<br />

الخاص بتفسير معاهدات السلام مع بلغاري وهنجاريا<br />

ورومانيا ، وقالت إن المحكمة لا تستطيع إعطاء رأي في<br />

القضايا التي تثير أسئلة عن الحقائق التي لا يمكن توضيحها من<br />

دون الاستماع إلى جميع أطراف التراع ، وطبقا لما تقوله<br />

إسرائيل ، إذا قررت المحكمة أن تعطي الرأي المطلوب فسوف<br />

تكون مضطرة إلى التامل في حقائق أساسية ‏،وأن تناقش<br />

الهجمات الفلسطينية من خلال العمليات الانتحارية أسمته<br />

الخطر المدعى من قبل إسرائيل<br />

.<br />

وإجراء إفتراضات بشأن<br />

حجج قانونية وبتحديد أكثر جاءت إسرائيل بالقول أن<br />

المحكمة لا تستطيع الحكم في النتائج القانونية لبناء الجدار من<br />

دون البحث والتقصي أولا ، في طبيعة ومدى الخطر الأمني<br />

الذي يستهدف الجدار الاستجابة له ، وفاعلية تلك الاستجابة<br />

، وثانيا في أثر بناء الجدار على الفلسطينيين وهذه المهمة التي<br />

ستكون حتى الآن صعبة في قضية مشاكسة ستكون معقدة<br />

على نحو إضافي في إجراء إستشاري وخصوصا ان إسرائيل<br />

وحدها تملك معظم المعلومات الضرورية ، واا إختارت أن لا<br />

تتناول الاستحقاقات ، وإستنتجت إسرائيل كذلك أن المحكمة<br />

التي تواجه قضايا تتعلق بالحقائق يستحيل إستجلاؤها في<br />

المداولات الحالية ينبغي عليها أن تستخدم تعقلها وتمتنع عن<br />

الامتثال لطلب مثل هذا الراي الاستشاري<br />

[20].<br />

وإعتبرت إسرائيل أن المحكمة لا تقدر حساسية الوضع الأمني ،<br />

وإستجابت لدوافع سياسية ولم تلزم حدودها القانونية لذا فإن<br />

إسرائيل ستواصل بناء الجدار العازل.‏<br />

الرأي المؤيد:‏ : ثانيا<br />

وترى المحكمة أن مسألة ما إذا كان الدليل المتوافر لديها كافيا<br />

لإعطاء رأي إستشاري يجب ان تتقرر في كل حالة بعينها ،<br />

وفي رايها فيما يخص تفسير المعاهدات وقضية الصحراء الغربية<br />

أوضحت المحكمة أن ما هو حاسم في هذه الظروف هو ، ما<br />

إذا كان معروضا على المحكمة معلومات وادلة كافية تمكنها<br />

من التوصل إلى نتيجة قضائية بشان أي مسائل متنازع عليها<br />

تتعلق بالحقائق ، والبت فيها ضروري للمحكمة لكي تعطي<br />

رأيا في ظروف تتوافق مع شخصيتها القضائية<br />

[21]<br />

وفي قضية الجدار زودت المحكمة بوثائق شاملة جدا تتعلق<br />

بالحقائق ذات الصلة وبات يتوفر لدى المحكمة تقرير الأمين<br />

العام وملف ضخم مقدم من قبله إلى المحكمة ، لايحتوي<br />

وحسب على معلومات مفصلة عن مسار الجدار ، بل وعن<br />

تأثيره الانساني والاقتصادي والاجتماعي في السكان<br />

الفلسطينيين<br />

وتلاحظ المحكمة أن بيان إسرائيل المكتوب رغم انه مقصور<br />

على قضايا الاختصاص القضائي والأهلية القضائية ، تضمن<br />

ملاحظات عن مسائل أخرى من بينها مخاوف إسرائيل في ما<br />

يتعلق بالأمن ، وكان مرفقا به ملاحق مشاة والعديد من<br />

الوثائق الأخرى التي اصدرا الحكومة الاسرائيلية في شان هذه<br />

المسائل هي في اال العام.‏ ولا توافقها المحكمة بموضوع<br />

الدفاع الشرعي ، وإعتبرت أن الاستناد إلى حق الضرورة ليس<br />

الطريقة الوحيدة لحماية مصالح إسرائيل ضد الخطر الذي<br />

تدعيه.‏<br />

: ثالثا<br />

ما هو أثر الرأي الاستشاري على موقف الجمعية<br />

العامة<br />

وفيما يتعلق بالجدل الذي دار حول أن الجمعية العامة لم<br />

توضح ماهي الفائدة التي تجنيها من الرأي الاستشاري في شان<br />

الجدار ، فإن المحكمة تعيد إلى الأذهان ماله صلة بالاجراءات<br />

الراهنة ، وهو ما قررته في رأيها حول قانونية التهديد او<br />

إستخدام الأسلحة النووية<br />

[22]*.<br />

لاحظت بعض الدول أن الجمعية العامة لم تفسر بدقة<br />

للمحكمة ما هي الأغراض المحددة التي تبتغي لأجلها الرأي<br />

154


________________________________________________ الجدل القائم حول الجدار الأمني العازل في فلسطين المحتلة -<br />

ص.ص.‏ 158-147<br />

الاستشاري ومع ذلك ، فليس للمحكمة نفسها أن تزعم<br />

تقرير ما إذا كانت الجمعية العامة تحتاج أو لاتحتاج إلى الرأي<br />

الاستشاري للقيام بوظائفها وللجمعية العامة الحق في أن تقرر<br />

بنفسها مدى نفع أي رأي في ضوء إحتياجاا<br />

بناء على ذلك فإن المحكمة لاتستطيع أن تحجم عن الاجابة عن<br />

السؤال المطروح على أساس أن رأيها يفتقر إلى أية غاية مفيدة<br />

، ولا يمكن للمحكمة ان تستبدل تقييمها لمدى فائدة الرأي<br />

الملتمس والنفع الذي يعود على الهيئة التي طلبته ، ألا وهي<br />

الجمعية العامة وعلاوة على ذلك وفي كل الأحوال فإن المحكمة<br />

ترى ان الجمعية العامة لم تحسم بعد مسالة جميع النتائج<br />

القانونية والتبعات المترتبة على إقامة الجدار ، في حيت ان<br />

الجمعية العامة ومجلس الأمن يمكنهما عندها أستنباط النتائج مما<br />

توصلت اليه المحكمة.‏<br />

واخيرا سوف تلتفت المحكمة لجدل حول أهليتها لاعطاء رأي<br />

إستشاري في مجريات الدعاوى الحالية ، وإدعت إسرائيل أن<br />

فلسطين نظرا إلى مسئولياا عن اعمال العنف ضد إسرائيل<br />

وسكاا والتي يهدف الجدار إلى التصدي لها لايمكنها أن<br />

تلتمس علاجا لوضع ناجم عن سوء عملها ، وفي هذا السياق<br />

إستشهدت إسرائيل بالقاعدة التي تقول ان ليس لأحد أن يفيد<br />

من باطل صدر عنه ‏.والتي تعتبر أن لها من الارتباط بالدعاوى<br />

الاستشارية قدر مالها من صلة بقضايا التراعات ، لذا فإن<br />

اسرائيل تستنج أن حسن النيات ومبدأ الأيدى النظيفة و مبدأ<br />

كالفو يشكل سببا وجيها ينبغي أن يقود المحكمة إلى رفض<br />

طلب الجمعية العامة.‏ ولا تعتبر المحكمة أن لهذا الجدل صلة<br />

بالقضية المطروحة،‏ وكما جرى تأكيده آنفا ، فإن الجمعية<br />

العامة هي التي طلبت الرأي الاستشاري وسوف يعطي هذا<br />

الرأي للجمعية العامة وليس لدولة أو كيان معين ‏.وفي ضوء ما<br />

تقدم من معطيات تستنتج المحكمة أا لا تملك الصلاحية<br />

القانونية لاعطاء رأي حول قضية إلتمست الجمعية العامة<br />

الرأي الاستشاري فيها فحسب ، بل أنه ليس هناك من سبب<br />

قاهر يضطرها لاستخدام سلطتها الاجتهادية كي لاتعطي هذا<br />

الرأي ‏.وسوف تتصدى المحكمة الآن للاجابة عن التساؤل<br />

المقدم إليها من الجمعية العامة في القرار es/14/10<br />

والسؤال المطروح من قبل الجمعية العمومية ، هل أن الجدار<br />

الأمني ينتهك أو لا ينتهك القانون الدولي<br />

ولما كان الجدار يقام في أراض إسرائيلية وأراض فلسطينية محتلة<br />

، ضمتها بعد حرب ‎1967‎خلافا للقانون الدولي وعن طريق<br />

الغزو العسكري غير المقبول أو المبرر وجعلت منه منطقة مغلقة<br />

لايجوز لسكاا العيش فيها مستقبلا ، وهو أمر يتنافي مع<br />

القانون الدولي الانساني وحقوق الانسان ، ولهذا إستعملت<br />

إسرائيل القوة المسلحة ضد السكان ووحدة الأراضي<br />

وهي .<br />

ذا تنتهك حق تقرير المصير الذي يمنع الدولة عن ممارسة أي<br />

عمل قسري يحرم الشعب من ممارسة حقه في تقرير المصير ،<br />

وفي حين ترى إسرائيل أن إتفاقية جنيف لاتنطبق على<br />

الأراضي الفلسطينية لافتقارها لعنصر السيادة وليست أرض<br />

. طرف متعاقد<br />

وهو موقف مخالف لرأي الجمعية العامة<br />

ومحكمة العدل الدولية اللتان تريان ان الاتفاقية تنطبق تماما<br />

على حالة الشعب الفلسطيني ‏.كما كانت فرنسا تعتبر أن<br />

إتفاقيات جنيف لا تنطبق على الشعب الجزائري ن وكما<br />

كانت تعتبر أمريكا أن الاتفاقية لا تنطبق على الشعب<br />

الفيتنامي وكذلك لا تنطبق على المقاتلين الأعداء في معسكر<br />

غوانتنامو و هي أطروحات بمجملها باطلة بطلانا صريحا ولا<br />

. تستحق المناقشة<br />

وإذا كانت المحكمة لاتريد العودة للمسائل التاريخية ، لكنها<br />

تعرف أن الأراضي الفلسطينية التي لم تقم عليها دولة فلسطينية<br />

إستنادا إلى قرار التقسيم قد وضعت امانة مقدسة لدى الأردن<br />

حتى يتسنى للشعب الفلسطيني تقرير مصيره ثم جاء الاحتلال<br />

عام 1967، ومع ذلك فإن إتفاقية جنيف تنطبق على تلك<br />

الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة وأن إسرائيل قد تعاملت مع<br />

منظمة التحرير الفلسطينية وتبادلت الخطابات وأبرمت<br />

الاتفاقيات معها إعتبارا من الخروج من بيروت إلى غزة<br />

وأريحا وأسلو و واي ريفير الخ<br />

[24].<br />

المطلب الثالث:‏ أثر الجدار على حقوق الانسان<br />

ترى محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري ، أن الجدار<br />

الأمني العازل مخالف للقانون الدولي وأن التبعات القانونية غير<br />

شرعية ، حيث أن هناك حالة إحتلال ليس من حقه أن يجني<br />

. ثمار عدوانه<br />

[23]<br />

155


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

ولما كانت الحكام المعمول ا في القانون الدولي الانساني ،<br />

وإتفاقيات حقوق الانسان ذات الصلة بالقضية الحالية ، من<br />

تدمير ومصادرة الممتلكات ، وتقييدات على حرية حركة<br />

السكان ، وعوائق للحصول على العمل والرعايا الصحية<br />

والتعليم والمستوى المعيشي الملائم.‏<br />

وإستنادا إلى قابلية إتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول<br />

الاضافي‎1977‎‏،‏ ولما كان الجدار الأمني العازل إنحرافا عن<br />

خط الهدنة.‏<br />

وبناء على مطالبة جامعة الدول العربية ، والجمعية العامة<br />

للأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي ، فإن لمحكمة العدل<br />

الدولية الحق في إصدار الرأي الاستشاري<br />

و تأخذ المحكمة بعين الإعتبار أن مجلس الأمن الدولي عندما<br />

تبنى القرار ‎1515‎سنة<br />

2003<br />

الذي صادق على خارطة<br />

الطريق ، والذي تعهد به بممارسة مسئولياته للمحافظة على<br />

السلم والأمن الدوليين[‏‎26‎‏]‏<br />

إن الأعمال التي تمتد لمسافة 150 كيلو متر ، وتؤدي إلى نحو<br />

56<br />

ألف فلسطيني سيكونون مطوقين داخل جيوب ، وخلال<br />

هذه المرحلة تم بناء قسمين يصل طولهما إلى ‎5.19‎حول<br />

القدس وسيضم 52 ألف مستوطن إسرائيلي خلافا لاتفاقية<br />

جنيف والمادة 49 منها التي تمنع ترحيل وجلب سكان غرباء.‏<br />

وعلى أساس ذلك المسار سيقع زهاء ‎975‎كيلو متر مربع أو<br />

6.16<br />

وتضم<br />

بالمائة من الضفة الغربية بين الخط الأخضر والجدار<br />

237<br />

ألف مواطن فلسطيني وسيعيش<br />

ألف 160<br />

فلسطيني في قرى مطوقة على نحو شبه كامل يصفها التقرير<br />

بالجيوب ونتيجة لمسار الجدار فان زهاء<br />

إسرائيلي من بينهم<br />

320<br />

178<br />

ألف مستوطن<br />

ألاف مستوطن سيعيشون في القدس<br />

الشرقية ، وكذلك نجم عنه نظام إداري جعل من المنطقة مغلقة<br />

ولا يجوز لسكان هذه المنطقة الاستمرار في العيش فيها ولا<br />

يجوز لغير سكاا دخولها إلا إذا كان الشخص يحمل تصريحا<br />

أو بطاقة هوية صادرة عن السلطات الاسرائيلية<br />

[25]<br />

وتؤكد المحكمة أن الحماية التي توفرها المعاهدة الدولية الخاصة<br />

بالحقوق المدنية والسياسية لا تنتهي اوقات الحرب وهي تحمي<br />

الحق في الحياة ولا تتوقف في حالة التراع المسلح ، وهي<br />

حقوق متعلقة بالقانون الدولي الإنساني وحقوق متعلقة<br />

بإتفاقيات حقوق الإنسان وحقوق متعلقة بالإتفاقيتين معا.‏<br />

وترى إسرائيل إن ميثاق حقوق الانسان لاينطبق على الحالة في<br />

فلسطين بصفتها مناطق غير سيادية لاسرائيل،‏ لتتهرب من<br />

تنفيذ التزاماا الدولية في حين أن المواثيق تنطبق على<br />

المستوطنين بصفتهم مواطنين في دولة إسرائيل<br />

.<br />

إن الحاجز يمثل محاولة لضم الأرض بما يتعارض والقانون<br />

الدولي ، وأن الضم الفعلي يتعارض مع السيادة الإقليمية<br />

وبالتالي من حق الفلسطينيين في تقرير المصير وانه سيمزق<br />

اال الاقليمي الذي يحق للشعب الفلسطيني أن يمارس عليه<br />

حقه في تقرير المصير ويمثل إنتهاكا للمبدا القانوني الذي يحظر<br />

الاستيلاء على الأرض بإستخدام القوة ، وفي هذا السياق<br />

يتأكد أن مسار الجدار تم تصميمه ليغير التركيبة السكانية<br />

للأرض الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية<br />

وتدعي إسرائيل أن الهدف من الجدار هي توقيف الهجمات<br />

الفدائية على إسرائيل وتصفها بالأعمال الارهابية ، في حين أن<br />

القانون الدولي يعطي للشعب الفلسطيني حق ممارسة الكفاح<br />

المسلح لاستعادة أراضيه<br />

[26].<br />

وفي حين تلاحظ المحكمة التأكيدات المقدمة من قبل إسرائيل<br />

بأن إنشاء الجدار لايرتقي إلى الضم والإلحاق،‏ وأنه ذو طبيعة<br />

مؤقتة ، لكن المحكمة ترى أن إنشاء الجدار سيخلق أمرا واقعا<br />

على الأرض يمكن أن يصبح دائما وهو سيرقى إلى الضم<br />

الفعلي ‏.وهو ما يتناقض مع قواعد الاحتلال الحربي<br />

.<br />

وطبقا لتقرير المقرر الخاص لحقوق الانسان عن وضع حقوق<br />

الانسان في الأراضي الفلسطينية ، أن مدينة قلقيليه باتت<br />

مطوقة لايستطيع سكاا الدخول والخروج منها الاعبر نقطة<br />

تفتيش تفتح وتغلق لساعات محددة<br />

.<br />

وأن إسرائيل قد صادرت الأراضي الزراعية الأكثر خصبة<br />

وعرضتها للتجريف ، وإختفت أشجار الزيتون والآبار<br />

وبساتين الحمضيات والبيوت الزجاجية التي يعتمد عليها<br />

عشرات الآلاف من الفلسطينيين<br />

[27]<br />

وأدى الجدار إلى صعوبات فيما يتعلق بالحصول على الخدمات<br />

الصحية والمؤسسات التعليمية ومصادر المياه الأساسية ، وذا<br />

فقد عزل أكثر من ثلاثين قرية فلسطينية . عن الخدمات<br />

156


________________________________________________ الجدل القائم حول الجدار الأمني العازل في فلسطين المحتلة -<br />

ص.ص.‏ 158-147<br />

الصحية و‎22‎ قرية عن المدارس و‎8‎ قرى عن مصادر المياه و‎3‎<br />

قرى عن شبكات الكهرباء وسيكون السكان معزولين فعليا<br />

عن أراضيهم وأماكن عملهم ومدارسهم والمستشفيات<br />

والخدمات الاجتماعية الأ خرى ، وتم إغلاق<br />

600 من<br />

المحلات والمتاجر وسيضطر العديد من السكان إلى التروح<br />

وسيحرمهم من حرية إختيار سكنهم<br />

.<br />

وبناء عليه فإن المحكمة ترى أن إنشاء الجدار الأمني العازل<br />

باطل ، وأن إسرائيل قد انتهكت الالتزامات الدولية ، وأنه<br />

يتناقض مع القانون الدولي<br />

.<br />

وأن على إسرائيل واجب الامتثال لجميع الالتزامات الدولية<br />

من اتفاقية جنيف الرابعة إلى مواثيق حقوق الإنسان لعام<br />

1966<br />

وترى المحكمة أن التعهدات التي إنتهكتها إسرائيل تتضمن<br />

تعهدات دولية معينة من النوع الذي يلتزم به اتمع الدولي<br />

ككل كما هو الحال في قضية برشلونة تراكشن عام<br />

1970<br />

والتي م جميع الدول بحمايتها والدفاع عنها لأا من النظام<br />

العام الدولي[‏‎28‎‏].‏ وذا أنتهكت إسرائيل حق الشعب<br />

الفلسطيني في تقرير مصيره<br />

وعندما ترفض الاعتراف بإتفاقيات جنيف الأربع تكون<br />

كذلك قد إنتهكت القانون الدولي الانساني وكذلك إتفاقيتي<br />

حقوق الانسان عام 1966 التي تنطبق على حالة الشعب<br />

الفلسطيني.‏<br />

الخلاصة :<br />

وهكذا صدر الرأي الاستشاري بتأييد 14 قاضي إعتبرت<br />

المحكمة أن الجدار الأمني العازل غير قانوني وغير شرعي وعلى<br />

إسرائيل وضع حد للانتهاكات المستمرة للقانون الدولي وهي<br />

ملزمة على الفور بأن توقف عمليات بناء الجدار في الأراضي<br />

الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية و على جميع<br />

الدول عدم الاعتراف بالوضع الناشئ عن بناء الجدار وعدم<br />

تقديم العون أو المساعدة للمحافظة على الوضع الذي نتج من<br />

ذلك البناء ويجب على جميع الدول الأطراف في معاهدة<br />

جنيف الرابعة ذات الصلة بحماية الأشخاص المدنيين في زمن<br />

الحرب عام<br />

1949<br />

وان تلتزم أيضا علاوة على إحترامها<br />

ميثاق المم المتحدة والقانون الدولي بضمان إمتثال إسرائيل<br />

للقانون الدولي الانساني حسبما هو متضمن في تلك المعاهدة<br />

ويجب على الأمم المتحدة ولا سيما الجمعية العامة ومجلس<br />

الأمن دراسة الاجراءات الأخرى المطلوب إتخاذها لااء<br />

الوضع غير القانوني الناتج من بناء الجدار وملحقاته واخذ<br />

الرأي الاستشاري الحالي في الحسبان<br />

.<br />

وأن اسرائيل ملزمة بالامتثال للالتزامات الدولية التي انتهكتها<br />

ببناء الجدار في المناطق الفلسطينية المحتلة ، وهي ملزمة باحترام<br />

حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بموجب القانون الدولي<br />

الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان<br />

وترى المحكمة أن التعهدات التي إنتهكتها إسرائيل تتضمن<br />

تعهدات دولية معينة من النوع الذي يلتزم اتمع الدولي ككل<br />

وكما أشارت إلى ذلك في قضية برشلونة تراكشن عام<br />

1970<br />

وهي التي حتمت المحافظة على النظام العام الدولي<br />

والمصلحة الدولية المشتركة لكافة الشعوب وبصفتها قواعد<br />

آمرة لايجوز مخالفتها ولا الاتفاق على مخالفتها<br />

[29] .<br />

لقد شكل الرأي الاستشاري كما يراه الدكتور عبد االله<br />

الأشعل هزيمة كاملة للموقف الإسرائيلي والأمريكي وأعاد<br />

القضية إلى أصولها القانونية ، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوربي<br />

إلى القول بضرورة احترام الرأي الاستشاري ن وهو واجب<br />

الاحترام كما قال القاضي الهولندي كويماتر.‏<br />

لقد ركز الرأي ووثق توثيقا دقيقا الحقوق الفلسطينية التي<br />

كانت أول قضية في العالم ، فأصبحت قضية هامشية ، فأعاد<br />

الرأي لها حيويتها حين ركز على مدينة القدس ومركزها<br />

القانوني حين اعتبر بناء الجدار الأمني مخالف للقانون ، وعلى<br />

إسرائيل وقف الانتهاكات والتعويض عن الأضرار التي ألحقتها<br />

بالشعب الفلسطيني ‏.وإلغاء الإجراءات التشريعية والإدارية<br />

[30].<br />

لقد أثبتت إسرائيل ببنائها للجدار الأمني العازل بأا دولة<br />

عدوانية توسعية عنصرية كما وسمها قرار الجمعية العامة<br />

3379 عام 1975<br />

وبأا أداة استعمارية ترفض التعايش في<br />

المنطقة كدولة محبة للسلام وتحمي نفسها وراء جدار إسمنتي<br />

مسلح عال وعازل أملا منها بمنع الشعب الفلسطيني من<br />

ممارسة حقه المشروع في الكفاح المسلح وهو شبيه بالجدار<br />

العازل بين برلين الشرقية والغربية ، فأين هو جدار برلين وأين<br />

هي الدولة النازية ؟<br />

.<br />

157


د]‏<br />

د]‏<br />

د]‏<br />

مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

الهوامش ومراجع البحث<br />

[ v. coussirat-couster.v et eisemann p. m -repertoire de la jurisprudence arbitral vol-IV.bijhoff.1989 p 64 [1]<br />

‏[‏‎2‎‏]د أحمد بلقاسم<br />

:<br />

-<br />

[ 3]<br />

[4]<br />

5]<br />

[6]<br />

القضاء الدولي ، دار هومة ، الجزائر ‎20<strong>05</strong>‎ص‎108‎<br />

قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم es10/13‎المؤرخ 2003/10/21<br />

الرأي الإستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية 1996/8/8.<br />

أ]‏ ‏.د.‏ الخير قشي : أبحاث في القضاء الدولي ، دار النهضة العربية ، القاهرة 280<br />

: أ.د.‏ الخير قشي<br />

أبحاث في القضاء الدولي ، دار النهضة العربية<br />

، القاهرة 281<br />

7]<br />

8]<br />

9]<br />

أ]‏ ‏.د.‏ الخير قشي : أبحاث في القضاء الدولي ، دار النهضة العربية ، القاهرة 282<br />

أ]‏ ‏.د.‏ الخير قشي : إشكالية تنفيذ أحكام المحاكم الدولية ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت سنة ‎2000‎ص 88<br />

أ]‏ ‏.د.‏ الخير قشي : إشكالية تنفيذ أحكام المحاكم الدولية ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت سنة ‎2000‎ص 88<br />

[10] ‏]-الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول الجدار العازل عام‎2003‎<br />

[11] الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول الجدار العازل عام‎2003‎<br />

[12]<br />

[13]<br />

رأي إستشاري ، تقارير محكمة العدل الدولية لسنة 1975 ص 24 فقرة ‎24‎المحكمة الصحراء ص 250<br />

p. 12 western sahara. Advisory opinion .i.c.j. reports 1975 تقارير المحكمة 1975 ص 24-12<br />

international status of south west africa .advisory opinion . ic.j. report .p. 128[14]<br />

:<br />

2004 العدد --163<br />

- C.i.j. sur la licéité de la menace ou de l'emploi d'armes nucléaire, in, « un siècle de droit international [16] [<br />

humanitaire », Bruylant, Bruxelles, 2001 p.120.<br />

‏[‏‎17‎‏]-الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول الجدار العازل عام‎2003‎<br />

1975<br />

:<br />

2004 العدد --164<br />

-[20]<br />

[15] وثائق محكمة العدل الدولية<br />

شؤون الأوسط خريف<br />

الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول الجدار الأمني العازل ، ترجمة كما حماد مشار اليها في<br />

‎116‎ص<br />

‏[‏‎18‎‏]تقرير محكمة العدل الدولية حول الصحراء الغربية عام<br />

‏[‏‎19‎‏]وثائق محكمة العدل الدولية الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول الجدار الأمني العازل ، ترجمة كما حماد مشار اليها في<br />

شؤون الأوسط خريف ‎116‎ص<br />

منظمة الصحة العالمية،‏ آثار الحرب النووية على الصحة والخدمات الصحية،‏ ط‎2‎؛ 1987<br />

[21]- رأي محكمة العدل الدولية حول مشروعية استخدام الأسلحة النووية وفقا للقانون الدولي،‏ 1996.<br />

- David (Eric), Avis de la cour internationale de justice sur l'emploi de l arme nucléaire, revue internationale<br />

de la croix rouge, n° 823, 1997, p.22-23.<br />

*<br />

: . 22]<br />

.<br />

23]<br />

عبد االله الأشعل<br />

: عبد االله الأشعل<br />

الآثار القانونية والسياسية للرأي الاستشاري حول الجار الأمني العازل ، مجلة السياسة الدولية السنة 2004 العدد 158 ص 128-<br />

الآثار القانونية والسياسية للرأي الاستشاري حول الجار الأمني العازل ، مجلة السياسة الدولية السنة 2004 العدد 158 ص 129-<br />

‏[‏‎24‎‏]جون دوغان المقرر الخاص لحقوق الانسان في الأراضي العربية المحتلة بما فيها فلسطين e/cn.4/2004/add.2.10-2004<br />

‏[‏‎25‎‏]جون دوغان المقرر الخاص لحقوق الانسان في الأراضي العربية المحتلة بما فيها فلسطين e/cn.4/2004/add.2.10-2004<br />

*<br />

a/58/311.2003<br />

‏[‏‎26‎‏]اللجنة الخاصة المكلفة بالتحقيق في الممارسات التي تنتهك حقوق الانسان في الأراضي التي تحتلها إسرائيل عام<br />

اللجنة الخاصة المكلفة بالتحقيق في الممارسات التي تنتهك حقوق الانسان في الأراضي التي تحتلها إسرائيل عام 1967<br />

1967<br />

i.g.j .reports 1963 pp.33<br />

[27]<br />

‏[‏‎28‎‏]سليمان عبد ايد<br />

:<br />

‏[‏‎29‎‏]د مصطفى كامل ياسين<br />

:<br />

.<br />

30]<br />

: عبد االله الأشعل<br />

النظرية العامة للقواعد الامرة في النظام القانوني الدولي ، دار النهضة العربية القاهرة 1979<br />

مسائل مختارة من قانون المعاهدات ، مجموعة دراسات في القانون الدولي تصدرها الجمعية المصرية للقانون الدولي ، الدالثاني سنة 1970<br />

الآثار القانونية والسياسية للرأي الاستشاري حول الجار الأمني العازل ، مجلة السياسة الدولية السنة 2004 العدد 158 ص 131- 132*<br />

158


__________________________________________________________ علاقة القانون الدولي بالقانون الداخلي -<br />

ص.ص.‏ 166-159<br />

علاقة القانون الدولي بالقانون الداخلي<br />

الأستاذة حسينة شرون<br />

جامعة محمد خيضر بسكرة<br />

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@<br />

: الملخص<br />

إن مسألة العلاقة بين القانون الدولي والقانون<br />

الداخلي تثير عدة إشكالات قانونية،‏ تتعلق أساسا بتدرج<br />

القانون؛ هل القانون الدولي أسمى أو أدنى مرتبة من القانون<br />

الداخلي؟ وبالمقابل هل يتم التعامل مع القانون الداخلي بنفس<br />

الطريقة داخل إطار النظام القانوني الدولي؟ هذه التساؤلات<br />

أسفرت عن وجود العديد من المواقف النظرية لإيجاد الحلول<br />

العملية لها.‏ ونفرق في هذا الصدد بين مذهبين أولهما يميل إلى<br />

وجود وحدة في القانون والثاني إلى وجود ثنائية بين القانونين<br />

الدولي والداخلي.‏ ومن أجل إيجاد مكانة القانون الدولي في<br />

النظام القانوني الداخلي نجد أن الدستور الداخلي في كل دولة<br />

هو الذي يحدد العلاقة بينهما.‏ وهذا ما سوف نوضحه<br />

بالتركيز على موقف المشرع الجزائري<br />

: مقدمة<br />

إن تداخل العلاقات الدولية واتساع نطاقها في<br />

العصر الحديث،‏ أدى إلى تطور القانون الدولي وتقدمه بشكل<br />

أصبحت معه موضوعاته تشمل تلك التي كانت تعد من<br />

صميم الاختصاص الداخلي للدولة.‏<br />

ولذلك فإن مسألة العلاقة بين القانون الدولي<br />

والقانون الداخلي تثير عدة إشكالات قانونية،‏ تتعلق أساسا<br />

بتدرج القانون؛ هل القانون الدولي أسمى أو أدنى مرتبة من<br />

القانون الداخلي؟ وبالمقابل هل يتم التعامل مع القانون<br />

الداخلي بنفس الطريقة داخل إطار النظام القانوني الدولي؟<br />

إن هذه التساؤلات أسفرت عن وجود العديد من<br />

المواقف النظرية لإيجاد الحلول العملية لها.‏<br />

فأصحاب النظرة الكلاسيكية التي تأخذ بفكرة الإرادية في<br />

وجود القانون الدولي يأخذون بمذهب الثنائية بين القانونين<br />

الدولي والداخلي والانفصال التام بينهما.‏ أما أصحاب النظرة<br />

الحديثة المبنية على المفهوم الموضوعي للقانون،‏ فيميلون إلى<br />

الأخذ بمذهب وحدة القانونين والاشتقاق فيما بينهما.‏<br />

وعلى هذا الأساس؛ فإن دراستنا ستتعرض إلى:‏<br />

مبادئ وأسس المذهب الثنائي والانتقادات الموجهة<br />

إليه في المبحث الأول،‏ وعلى نفس النهج المذهب الوحدوي،‏<br />

ثم نحاول الوصول لما يجري عليه العمل الدولي المعاصر،‏<br />

وتحديدا لما هو معمول به في الجزائر في مبحث ثان.‏<br />

المبحث الأول:‏ مذهب ازدواجية القانون<br />

" Le Dualisme<br />

"<br />

إن مذهب ازدواجية أو ثنائية القانون يقوم على<br />

أساس اعتبار القانون الدولي قانون تنسيق لا يقوم إلا رضا<br />

الدول،‏ فالقانون الدولي والقانون الداخلي يعدان-‏ حسب<br />

أصحاب هذا المذهب – نظامان قانونيان منفصلان ومستقلان<br />

تماما عن بعضهما البعض.‏<br />

ويتزعم هذا المذهب الألماني تريبيل والفقيه الإيطالي<br />

أنزيلوتي،‏ وهما يذهبان إلى أن القانونين ينظمان علاقات<br />

اجتماعية مختلفة.‏<br />

وعليه يتناول هذا المبحث؛ الأسانيد والنتائج المترتبة<br />

على الأخذ ذا المذهب في المطلب الأول منه،‏ ثم الانتقادات<br />

الموجهة له في مطلب ثان.‏<br />

المطلب الأول:‏ الأسانيد والنتائج عن الأخذ بمذهب<br />

ازدواجية القانون.‏<br />

ككل المذاهب والنظريات،‏ يبني أنصار مذهب<br />

الازدواجية،‏ آراءهم على جملة من الأدلة والأسانيد،‏ تترتب<br />

عليها نتائج نتناولها فيما يلي:‏<br />

الفرع الأول:‏ أسس وأسانيد مذهب ازدواجية القانون.‏<br />

1- من حيث مصدر القانون<br />

:<br />

إن القانون الدولي العام ينظم علاقة اجتماع دول،‏ وهو تعبير<br />

عن إرادة مشتركة لعدة دول،‏ قد يكون التعبير عنها في شكل<br />

اتفاقيات دولية،‏ أو ضمنيا كأعراف دولية،‏ أما القانون<br />

159


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

الداخلي فهو يهتم بعلاقة اجتماع الأفراد ومصدره هو الإرادة<br />

المنفردة للدولة،‏ ولذلك ليس لأي من القانونين سلطة وضع<br />

قواعد الآخر أو تعديلها أو إلغائها،‏ فالنظامان ينبعان من<br />

(01)<br />

مصادر مختلفة .<br />

2- من حيث الأشخاص المخاطبين بقواعد كل من<br />

القانونين:‏ إن القانون الداخلي هو قانون الأفراد داخل نطاق<br />

إقليم دولة معينة،‏ فينظم إما علاقات الأفراد فيما بينهم،وهو<br />

القانون الخاص أو علاقام مع الدولة وهو القانون العام لكن<br />

القانون الدولي العام يطبق على الدول ذات السيادة.‏<br />

3- من حيث طبيعة النظام القانوني : إن النظام القانوني<br />

الداخلي مبني على سلسلة من الهيئات والمؤسسات العليا التي<br />

تضطلع بمهمة وضع القانون وتطبيقه وتنفيذه وتوقيع الجزاء إذا<br />

ما تمت مخالفته،‏ أما ما نجده في النظام القانوني الدولي فهو<br />

يختلف تماما باعتبار أن قواعده هي إما قواعد اتفاقية أو عرفية،‏<br />

فلا نجد أثرا لمثل تلك المؤسسات لدى القانون الداخلي،‏<br />

بالإضافة إلى أن مبدأ طاعة القانون هو السائد عند تطبيق<br />

القانون الداخلي،‏ وبالمقابل نجد مبدأ العقد شريعة المتعاقدين<br />

(02)<br />

يحكم معظم قواعد القانون الدولي .<br />

الفرع الثاني:‏ النتائج المترتبة على الأخذ بمذهب الازدواجية.‏<br />

إن أهم ما يقوم عليه مذهب الازدواجية القانونية،‏ هو انفصال<br />

واستقلال كل من القانون الدولي عن القانون الداخلي،‏<br />

وبالتالي استحالة تطبيق محاكم أي من النظامين لقواعد تنتمي<br />

إلى النظام الآخر لأما لا ينتميان إلى نفس دائرة<br />

(03)<br />

الاختصاص وهذا يترتب عليه عدة نتائج نذكرها فيما<br />

يلي:‏<br />

1- استحالة قيام التنازع بين القانونين:‏<br />

من المسلم به أن التنازع بين القواعد القانونية لا<br />

يكون إلا إذا كانت تلك القواعد تنتمي لنظام قانوني واحد،‏<br />

ولما كانت قواعد القانون الدولي وقواعد القانون الداخلي<br />

مختلفة من حيث الهدف،‏ ومن حيث العلاقة الاجتماعية التي<br />

تنظمها،‏ فإن هيئات الدولة وعلى رأسها الهيئات القضائية،‏<br />

ملزمة بمراعاة أحكام القانون الداخلي،‏ بغض النظر عن<br />

تعارضها أو توافقها مع قواعد وأحكام القانون الدولي.‏<br />

وإذا كان القانون الدولي يوجب على الدولة أن<br />

تجعل من قانوا الداخلي متوافقا مع التزاماا الدولية،‏ فإن<br />

أقصى ما ينتج عنه هو تحملها المسؤولية الدولية التي يقتصر<br />

جزاؤها على مجرد التعويض عن هذا التقصير في الالتزام دوليا.‏<br />

كما لايمكن أن يمتد أثرها إلى إلغاء القانون الداخلي<br />

المخالف للقانون الدولي أو التأثير على قوته الملزمة داخل<br />

النظام القانوني الداخلي.‏<br />

2- استحالة تطبيق قواعد القانون الدولي مباشرة:‏<br />

إذ لا تسري قواعد القانون الدولية بصفة إلزامية في<br />

النظام القانوني الداخلي مباشرة،‏ ولكن لابد من تحويلها إلى<br />

قواعد داخلية وفقا لما يتم النص عليه في الدساتير الوطنية<br />

لتطبيق الاتفاقيات الدولية.‏ إذن يجب أن يتم تغيير طبيعتها<br />

الدولية أصلا إلى قواعد داخلية حتى يتم تعديلها أو إلغاؤها،‏<br />

مع إمكان ترتيب المسؤولية الدولية على النحو السالف<br />

الإشارة إليه،‏ فيمتنع على القضاء الدولي تطبيق القواعد<br />

القانونية الداخلية إلا إذا تحولت إلى قواعد قانونية دولية،‏<br />

وبالمقابل يمتنع القضاء الداخلي تطبيق القواعد القانونية الدولية<br />

إلا إذا تحولت إلى قواعد قانونية داخلية بإتباع الإجراءات<br />

(04)<br />

القانونية المطلوبة داخل إقليم كل دولة .<br />

3- نظام الإحالة:‏<br />

إذا كان من غير الممكن تصور التنازع بين القانون<br />

الدولي والقانون الداخلي،‏ يرى<br />

-<br />

أنصار هذا المذهب<br />

بالمقابل يمكن إحالة أحدهما إلى الآخر لاستكمال أحكامه.‏<br />

– أنه<br />

فنجد مثلا في باب إحالة القانون الدولي إلى القانون<br />

الداخلي،‏ القواعد الدولية الخاصة بمواطني الدولة،‏ أو تلك<br />

المتعلقة بحقوق الأجانب،‏ فتحديد صفة المواطن أو الأجنبي هو<br />

أمر متروك لقانون الجنسية وهو قانون داخلي.‏ أما في باب<br />

إحالة القانون الداخلي إلى القانون الدولي،‏ فنجد القواعد<br />

الداخلية التي تخص امتيازات وحصانة المبعوثين الدبلوماسيين،‏<br />

ونجد كذلك القواعد الداخلية المتعلقة بحالة الحرب التي يترك<br />

تعريفها للقانون الدولي.‏<br />

المطلب الثاني:‏ الانتقادات الموجهة لمذهب الازدواجية.‏<br />

على الرغم من كون مذهب الازدواجية نجح في<br />

التوفيق بين سيادة الدولة وخضوعها للقانون الدولي في ذات<br />

160


__________________________________________________________________ علاقة القانون الدولي بالقانون الداخلي<br />

الوقت باعتبار أن النتيجة الأساسية التي يكرسها مبدأ سيادة<br />

الدولة هي عدم قابلية القاعدة الداخلية للإلغاء لمخالفتها<br />

القانون الدولي؛ لكنه ككل المذاهب تعرض للانتقاد والتقويم،‏<br />

دم الحجج التي بني عليها ، ودحض أسسه عمليا مما جعل<br />

الفقه المعاصر يهجر العمل به؛ وهو ما نعرضه فيما يلي:‏<br />

- ليس صحيحا اختلاف المصادر بين القانونين،‏<br />

ذلك أن قواعد كل منهما هي نتاج الحياة الاجتماعية،‏<br />

فمصدر القاعدة القانونية دولية كانت أو داخلية هو جملة من<br />

العوامل الموضوعية والظروف الاجتماعية والاقتصادية<br />

والجغرافية التي تدفع القاعدة القانونية إلى الظهور،‏ ويبقى<br />

الاختلاف في طريقة التعبير لا غير؛ فنجد القانون الدولي قانون<br />

اتفاق الإرادات،‏ والقانون الداخلي قانون الإرادة المنفردة<br />

والقانون في الحالتين هو من صنع الدولة دائما.‏<br />

- ثم إن الاختلاف في الأشخاص المخاطبين بقواعد<br />

كل من القانونين الدولي والداخلي،‏ حسب زعم<br />

أنصار الازدواجية،‏ زعم خاطئ؛ إذ لا وجود للدولة دون<br />

الأفراد سواء كانوا حكاما أو محكومين،‏ وإذا كان القانون<br />

الدولي يخاطب الدولة فإنه في حقيقة الأمر يخاطب الأفراد<br />

الذين يكونون اتمع الداخلي للدولة،‏ بالإضافة إلى أن القانون<br />

الدولي اليوم أصبح يخاطب الأفراد مباشرة فيرتب لهم حقوقا<br />

ويحملهم بعض الالتزامات الدولية.‏<br />

وبالمقابل نجد أيضا أن قواعد القانون الداخلي العام<br />

والخاص تخاطبان أشخاصا مختلفة ومع ذلك نجدهما متعايشان<br />

دون أن ينادي أحد بانفصالهما.‏<br />

- أما على المستوى العملي فنجد أنه من الجلي<br />

الضعف المنطقي الذي يقوم عليه مذهب الازدواجية،‏ إذ لا<br />

يمكن تصور سريان قاعدتين متناقضتين،‏ تنظمان الموضوع ذاته<br />

(<strong>05</strong>)<br />

وتكونان مقبولتان قانونا في آن واحد .<br />

- كما نجد على الصعيد الدولي الكثير من القواعد<br />

الدولية التي تطبق مباشرة دون تحويل ودونما الحاجة إلى إدخالها<br />

في النظام القانوني الداخلي بموجب إجراء اندماجي.‏ فليس<br />

صحيحا ما يراه أنصار الازدواجية من انعدام التأثير والتأثر بين<br />

القانونين،‏ لأن الواقع عكس ذلك؛ فعملية الاستقبال ليست<br />

عامة ولا مطلقة،‏ ولا نجدها تطبق إلا على مصدر واحد هو<br />

الاتفاقيات الدولية،‏ أما بالنسبة لباقي المصادر كالأعراف<br />

الدولية التي تعتبر جزءا من القانون الداخلي دونما الحاجة<br />

لتحويلها بإجراء خاص لتبنيها في النظام القانوني الداخلي.‏ ثم<br />

إن ما توصل إليه أنصار الازدواجية من أن الدولة تستطيع<br />

مخالفة قواعد القانون الدولي بواسطة تشريعاا الداخلية وإن<br />

تحملت المسؤولية الدولية في ذلك،‏ ليس دليلا على الانفصال<br />

بين القانونين بقدر ماهو تأكيد على ضرورة احترام القانون<br />

الداخلي للقانون الدولي.‏<br />

وغني عن البيان أن الاتفاقيات الدولية،‏ لا تطبق من<br />

قبل المحاكم الدولية إلا إذا كانت تلك الاتفاقيات مشروعة<br />

على الصعيد الدولي،‏ كما أن تفسيرها يكون بوصفها قاعدة<br />

دولية لا قاعدة داخلية.‏<br />

المبحث الثاني:‏ مذهب وحدة القانون<br />

"Le Monisme "<br />

على العكس من مذهب الازدواجية،‏ يرى أنصار<br />

مذهب وحدة القانون؛ أن القانون سواء كان داخليا أو دوليا<br />

يشكل وحدة واحدة تتدرج قواعدها بشكل دقيق ومتتابع،‏<br />

وهذا ما قد يقوم معه أحيانا التنازع بين تلك القواعد،‏ غير أن<br />

مسألة التدرج تلك؛ أوجدت تيارين اثنين تتباين آراؤهما في<br />

تحديد أي القانونين مشتق من الآخر؛ أحدهما تبنى فكرة<br />

سيطرة القانون الدولي،‏ أما الثاني فأخذ بفكرة اشتقاق القانون<br />

الدولي من القانون الداخلي وتبعا لذلك سمو القانون الداخلي.‏<br />

وعلى هذا الأساس سنعرض في هذا المبحث؛<br />

الأسس التي ينادي ا أنصار وحدة القانون وسمو القانون<br />

الداخلي والانتقادات التي تعرضت لها،‏ وبالمقابل الأسس التي<br />

تبنى عليها فكرة الوحدة مع سمو القانون الدولي وتقييمها.‏<br />

المطلب الأول:‏ وحدة القانون وسمو القانون الداخلي.‏<br />

تزعم هذا التيار الفقهاء الألمان أساسا،‏ أمثال موسر،‏<br />

زورن،‏ ماكس ويترل،‏ بالإضافة إلى الفقيه الفرنسي ديسنسير<br />

فرنانديار.‏<br />

ويقوم هذا الاتجاه على أساس أن القانون الدولي<br />

منبثق عن القانون الداخلي مع تفضيل القانون الداخلي،‏<br />

واعتبار أن القانون الدولي هو القانون الخارجي للدولة لأنه<br />

161


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

*<br />

*<br />

يختص بتنظيم علاقاا مع الدول الأخرى.‏ ويستند أنصار هذا<br />

الرأي على مقومين أساسين هما:‏<br />

عدم وجود سلطة عليا فوق سلطة الدولة،‏ وهذا<br />

ما يمنحها الحرية الكاملة في تحديد التزاماا الدولية،‏ وهذا يعني<br />

أن القانون دوليا كان أو داخليا يستند دائما إلى إرادة الدولة.‏<br />

وأن الدولة إنما تستمد القدرة على إبرام الاتفاقيات الدولية<br />

والالتزام ا من دستورها الداخلي.‏<br />

وتستمد الدولة حريتها تلك من خلال سند<br />

دستوري،‏ وهو ذو طابع داخلي يسمح لها بتحديد السلطات<br />

المختصة بإبرام الاتفاقيات الدولية،‏ باسم الدولة.‏ وبالتبعية<br />

التزاماا في اال الدولي،‏ وبمعنى آخر تستمد الاتفاقيات<br />

الدولية قوا الإلزامية من نصوص الدستور.‏ ويترتب على ذلك<br />

أن الصدارة تكون للقانون الدستوري أي القانون الداخلي،‏<br />

فإذا تعارضت قاعدة دولية مع أخرى داخلية كان على<br />

القاضي الداخلي تغليب القاعدة الداخلية وإهمال القاعدة<br />

(06)<br />

الدولية .<br />

لكن لو أننا سلمنا باشتقاق القانون الدولي من<br />

القانون الداخلي،‏ فهذا يعني أن هناك قواعد وقوانين دولية<br />

بعدد الدول،‏ وأن للدولة أن تلغي القانون الدولي بإرادا<br />

المنفردة،‏ وهذا ما ينفيه الواقع.‏<br />

كما أن أصحاب هذا التيار ينطلقون من وجود<br />

مصدر واحد للقانون الدولي هو الاتفاقيات الدولية،‏ وهم<br />

بذلك يلغون وجود العرف الدولي باعتباره مصدرا أساسيا<br />

للقانون الدولي العام،‏ وحتى المبادئ العامة التي أقرا الأمم<br />

المتمدنة،‏ بل هم يستندون مطلقا على الدستور الداخلي؛ وهذا<br />

ما يجعلنا نجهل مصير الالتزامات الدولية لو أن هذا الدستور<br />

المستند إليه ألغي أو تم تعديله.‏<br />

وبالمقابل نجد العمل الدولي مستقر على الإبقاء على<br />

الالتزامات الاتفاقية الدولية بغض النظر عما قد يطرأ على<br />

القاعدة الدستورية الداخلية من تغيير إعمالا لمبدأ استمرارية<br />

الدولة،‏ ذلك أن التزام الدولة بما تبرمه من اتفاقيات دولية مع<br />

غيرها من أشخاص القانون الدولي لا يستند إلى القانون<br />

الدستوري الداخلي،‏ ولكنه مبني على قاعدة جوهرية في<br />

القانون الدولي هي قاعدة وجوب الوفاء بالعهد أو قدسية<br />

الاتفاق"‏<br />

."Pacta suntnservanda<br />

إذن نخلص على أن هذا التيار يقودنا حتما إلى<br />

رفض القانون الدولي،‏ لأن الاعتراف بسمو القانون الداخلي<br />

من شأنه أن يؤدي لفوضى عارمة على الصعيد الدولي تبرر<br />

عدم إيفاء الدول التزاماا الدولية استنادا لأنظمتها القانونية<br />

الداخلية.‏<br />

المطلب الثاني:‏ الوحدة وسمو القانون الدولي.‏<br />

على إثر موجة الانتقادات الموجهة لمذهب الوحدة<br />

مع سمو القانون الداخلي،‏ تبنى الفقهاء النمساويون وعلى<br />

رأسهم فردروس،‏ كيتر،‏ بوركان،‏ وفقهاء المدرسة الاجتماعية<br />

الفرنسية جورج سال،‏ ديجي؛ فكرة وحدة القانون مع سمو<br />

القانون الدولي واعتبروا أن القانون الدولي ينبثق عنه القانون<br />

الداخلي الذي يكون في مرتبة أدنى منه.‏<br />

ولذلك يرى كلسن أن القانون الدولي العام هو<br />

أساس باقي القوانين،‏ لأن الدول وجدت في مجتمع عرفي<br />

أوجب عليها احترام الأعراف السابقة،‏ وتكوين التشريعات لا<br />

(07)<br />

يمكن أن يخالف مبادئ هذه الأعراف .<br />

ويعتقد أنصار هذا التيار أنه ليس ثمة حاجة لاستقبال<br />

القاعدة الدولية في النظام القانوني الداخلي أو تحويلها إلى<br />

قاعدة داخلية حتى يتم تنفيذها ولكنها تطبق مباشرة في المحاكم<br />

الداخلية بصفتها تلك وبغض النظر عن تعارضها مع القواعد<br />

الداخلية.‏<br />

غير أن لكل فقيه من أنصار هذا التيار اعتبار يأخذ<br />

(08)<br />

به في تبنيه الفكرة ، فقواعد القانون الدولي حسب أنصار<br />

هذا التيار؛ هي التي تحدد الاختصاص الإقليمي والشخصي<br />

للدولة،‏ كما أا هي التي تحدد الوحدة التي ينطبق عليها<br />

وصف الدولة،‏ ولذلك فالدولة حينما تضع قانوا الداخلي<br />

فإا تكون بصدد ممارسة أحد اختصاصاا التي خوله لها<br />

القانون الدولي العام.‏<br />

وعلى الرغم من أن الأخذ بفكرة وحدة القانون<br />

وسمو القانون الدولي يسمح بإعطاء سلطة للقانون الدولي،‏<br />

وتوحيد تطبيق القاعدة القانونية الدولية في النظم المختلفة فإن<br />

الواقع يثبت أنه لا يمكن للقانون الدولي أن يحدد اختصاصات<br />

162


__________________________________________________________________ علاقة القانون الدولي بالقانون الداخلي<br />

الدولة وهو الذي نشأ زمنيا بعد القوانين الداخلية والدولة<br />

ذاا.‏<br />

كما أنه لا يمكن تطبيق الإلغاء التلقائي للقاعدة<br />

الداخلية المتعارضة مع القاعدة الدولية لأن عملية تعديل<br />

القاعدة القانونية الداخلية أو إلغائها خاضعة للإجراء الذي<br />

(09)<br />

أنشئت به .<br />

إضافة إلى أن دمج القانونين وإلغاء أية تفرقة بينهما،‏<br />

من شأنه أن يؤدي إلى تغليب القواعد الدولية المخالفة للدستور<br />

عليه،‏ وهو ما لايمكن العمل به.‏<br />

كما أن هذه النظرية تتجاهل كل ما هو موجود من<br />

فوارق بين قواعد القانون الدولي والقانون الداخلي،‏ غير أن<br />

أنصار هذه النظرية ردوا على ذلك بكون انتماء القانونين<br />

لنظام واحد متكامل لا يعني إلغاء التميز الموجود بينهما ما<br />

دامت أوجه تمايزهما محدودة،‏ وكان جوهر كل منهما واحد<br />

كما هو الشأن بالنسبة للقانون الداخلي الذي يتفرع إلى قانون<br />

(10)<br />

عام وقانون خاص وهما قانونان متميزان .<br />

ومن المؤكد أن هناك شبه إجماع من جانب الفقه<br />

الدولي على تأييد وتأكيد مبدأ سمو القانون الدولي على القانون<br />

الداخلي،‏ كما تؤكده أحكام المحاكم الدولية وأحكام المحاكم<br />

الداخلية في كثير من الدول.‏<br />

المطلب الثالث:‏ الاتجاه العملي في التعامل الدولي.‏<br />

إن العلاقة بين القانون الدولي والقانون الداخلي،‏ في<br />

الواقع،‏ هي مسألة خاصة بكل دولة،‏ لذلك نجد أنه من<br />

الصعوبة بما كان أن نجد تأكيدا واضحا للأخذ بأحد المذهبين<br />

السابقين دون الآخر،‏ سواء في اال الدولي أو على مستوى<br />

القوانين الداخلية للدول،‏ وهذا راجع أساسا لخصوصيات كل<br />

قانون بما قد يوحي بالانفصال بينهما،‏ وما يقابله من إقرار<br />

بالصفة الإلزامية القانون الدولي من جانب كل الدول<br />

(11)<br />

تقريبا .<br />

غير أننا نجد اختلافا بين الدول في كيفية التعامل مع<br />

القانون الدولي؛ فمنها من يعترف دستورها بسمو القانون<br />

الدولي على القانون الداخلي،‏ ومنها من يعطيه مرتبة مساوية<br />

والقليل يعطيه مرتبة أدنى من القانون الداخلي.‏<br />

الفرع الأول:‏ التناقض بين الوقع العملي ومذهبي<br />

الازدواجية والوحدة.‏<br />

إن التعامل الدولي لا يكرس أيا من المذهبين،‏ ويحاول<br />

إيجاد مواقف وسط بينهما،‏ وهذا راجع لتنافي الواقع مع الأخذ<br />

بأحدهما مطلقا.‏<br />

فنجد مذهب الازدواجية المبني على الفصل المطلق<br />

بين النظامين القانونين،‏ ينكر كل أثر للقاعدة القانونية الداخلية<br />

على الصعيد الدولي،‏ غير أن الواقع العملي يخالف ذلك؛ فلا<br />

تلزم الدولة فعلا بالاتفاقية المبرمة بخلاف ما تتطلبه الإجراءات<br />

الدستورية المتبعة فيها،‏ مادام ليس هناك قاعدة عامة واضحة في<br />

القانون الدولي بذلك،‏ كما نجد العديد من الدساتير تنص على<br />

عدم نفاذ تلك الاتفاقيات الدولية على الصعيد الدولي،‏<br />

وبالمقابل نجد بعض الاتفاقيات الدولية تنص على إلغاء قانون<br />

داخلي.‏<br />

أما بالنسبة لمذهب الوحدة؛ فلا نجد في القانون<br />

الدولي تفويضا للدول بتحديد الهيئات المختصة بإبرام<br />

الاتفاقيات الدولية وإجراءاا،‏ في حين نجد عمليا القانون<br />

الدستوري يحدد أحكام وإجراءات إبرام الاتفاقيات الدولية.‏<br />

بالإضافة إلى ذلك لا نجد قاعدة عامة في القانون الدولي تقضي<br />

بالإلغاء التلقائي للقاعدة الداخلية المخالفة له،‏ وكذلك الأمر<br />

بالنسبة للقضاء الدولي الذي لا يملك نقض أو إلغاء أحكام<br />

وقرارات القضاء الداخلي المتمتعة بحجية الشيء المقضي به،‏<br />

ولذلك تبقى القاعدة القانونية الداخلية المخالفة للقانون الدولي<br />

سارية المفعول حتى يتم تعديلها أو إلغاؤها وفقا لما تتطلبه<br />

الإجراءات القانونية الداخلية.‏<br />

وبصورة عامة نجد أن صفتي الديمومة والإلزام في<br />

النظام القضائي الداخلي لم يتم إدخالهما في نظيره الدولي إلا<br />

حديثا مع العديد من الاستثناءات.‏ بالإضافة إلى التفاوت<br />

الكبير في الأهمية بين الأشخاص الذين يهتم م كل من<br />

قانونين.‏ غير أن هذا التناقض والاختلاف بين دائرتي التطبيق<br />

العملي للقانونين لا يعني أن يصل إلى حد الانفصال التام<br />

والمطلق بينهما،‏ إذ نجد بينهما نقاطا يلتقيان عندها ومواضيع<br />

يشتركان في تنظيمها،‏ فتحاول الدول بصورة عامة،‏ التوفيق<br />

بين قانوا الداخلي والقانون الدولي الذي لا تنكر وجوده بل<br />

163


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

وتنص عليه في دساتيرها،‏ وذلك إما بإصدار تشريعات خاصة<br />

أو أا تعمد إلى إدماج القانون الدولي في تشريعاا الداخلية.‏<br />

كما أن القضاء الداخلي لا يعارض تطبيق القواعد<br />

القانونية الدولية متى كانت لا تتعارض مع قوانينه الداخلية،‏ أما<br />

القضاء الدولي فهو يسعى دائما لتكريس سمو القانون الدولي<br />

على القانون الداخلي بتشجيع الدول على إجراء التعديلات<br />

التشريعية الضرورية للتوفيق بين القانونين.‏ ناهيك عن أن<br />

الدولة كانت ولا تزال دائما المسئولة عن كل إخلال<br />

بالتزاماا الدولية نتيجة التعارض بين قوانينها الداخلية وقواعد<br />

القانون الدولي،‏ فلا يجوز للدولة – حسب العرف الدولي<br />

والمبادئ العامة للقانون الدولي – أن تتملص عن تنفيذ<br />

التزاماا الدولية بحجة أن قانوا الداخلي لا يسمح بذلك،‏<br />

وقد أكدت محكمة العدل الدولية ذات المبدأ في العديد من<br />

(12)<br />

قراراا ، وكذلك لم تقبل محكمة نورمبرغ الدولية الدفوع<br />

التي أبداها المتهمون بارتكاب جرائم الحرب و الإبادة والتي<br />

ذهبوا فيها إلى أن أفعالهم المرتكبة لا تخاف قوانينهم الداخلية".‏<br />

كما أن التحكيم الدولي سار على نفس الخطى،‏ مقرا هو<br />

الآخر بذات المبدأ.‏<br />

وبصورة عامة نجد أن القاضي الدولي يكتفي بإعلاء<br />

القانون الدولي على القاعدة القانونية الداخلية أيا كانت<br />

درجتها على الصعيد الدولي،‏ ولكنه لا يستطيع تقدير صحتها<br />

في النظام الداخلي.‏ فالقضاء الدولي لا يعدو أن يكون قضاء<br />

تعويض لا قضاء إلغاء،‏ وتبقى القاعدة القانونية الداخلية محافظة<br />

على آثارها في النظام الداخلي دون أن يمكن الاحتجاج ا<br />

على الصعيد الدولي.‏<br />

الفرع الثاني:‏ مواقف بعض الدول في التعامل مع القانون<br />

الدولي.‏<br />

إذا كانت معظم الدول تقر من حيث المبدأ،‏ بالصفة<br />

الإلزامية للقانون الدولي وهي كثيرا ما عبرت عن ذلك من<br />

خلال تصرفاا وعلاقاا الدولية،‏ فإنه من النادر أن تذهب<br />

تلك الدول إلى حد الاعتراف الصريح بسمو القانون الدولي<br />

على كافة قوانينها الداخلية،‏ وإن كان العديد منها يقر بسمو<br />

القانون الدولي على القوانين العادية،‏ ولكن يضعه في مرتبة<br />

أدنى من الدستور وسنرى ذلك من خلال مايلي:‏<br />

1- القانون الدولي يسمو على الدستور:‏<br />

إن الدول التي وضعت القانون الدولي في مرتبة أسمى<br />

من الدستور نادرة جدا إن لم نقل أا تنعدم ، فالدستور<br />

الهولندي مثلا لعام 1922 المعدل في 1963 يجعل من<br />

القانون الدولي أسمى منه،‏ إذ يمكن للاتفاقية الدولية التي تبرمها<br />

هولندا أن تخالف الدستور،‏ كما يمتنع على المحاكم الهولندية أن<br />

تعلن عدم دستورية الاتفاقية التي تسمو على التشريعات<br />

الداخلية اللاحقة لها والسابقة عليها،‏ لكن المادة<br />

63 من<br />

الدستور الهولندي تعتبر سمو القانون الدولي محدودا فهي تربطه<br />

بضرورات الحياة الدولية.‏<br />

2- القانون الدولي يتمتع بقوة القانون الداخلي:‏<br />

وهذه الحالة؛ تعني أن يمر القانون الدولي بنفس<br />

مراحل القانون الداخلي،‏ وأن القانون السابق يفسح اال<br />

للقانون اللاحق دوليا كان أو داخليا.‏ وفي ذلك نجد أن<br />

القانون الدولي العرفي في الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر<br />

جزءا من قانون البلاد،‏ مع ما يترتب عن ذلك من سمو القانون<br />

الدولي العرفي اللاحق على القانون الفدرالي السابق،‏ غير أن<br />

الاتفاقيات الدولية التي تبرمها الولايات المتحدة الأمريكية<br />

تعتبر بمثابة القانون الأعلى،‏ ومن الدساتير التي تأخذ بذات<br />

الاتجاه؛ الدستور المصري الصادر سنة 1971 في المادة<br />

151<br />

منه والتي تنص على أن:"‏ رئيس الجمهورية يبرم المعاهدات<br />

ويبلغها مجلس الشعب مشفوعة بما يناسب من البيان،‏ وتكون<br />

لها قوة القانون بعد إبرامها والتصديق عليها ونشرها وفقا<br />

للأوضاع المقررة...".‏<br />

3- القانون الدولي أدنى مرتبة من القانون الداخلي:‏<br />

ونجد تطبيقا لهذا في بريطانيا،‏ إذ يقع القانون<br />

الدولي واقعيا في مرتبة أدنى من القانون الداخلي،‏ بالرغم من<br />

المساواة الشكلية بينهما.‏ فإذا كان القانون الدولي يعد جزءا<br />

من قانون البلاد،‏ فإنه من الثابت أن ذلك لا يتعلق إلا بالقواعد<br />

الدولية العرفية،‏ فالبرلمان البريطاني بإمكانه أن يسن قانونا<br />

يخالف قواعد قانونية دولية سابقة،‏ كما أنه لا قيمة للاتفاقيات<br />

الدولية مالم يتم استقبالها عن طريق تشريع برلماني،‏ خاصة إذا<br />

تعلقت تلك الاتفاقيات بحقوق وحريات الرعايا البريطانيين،‏<br />

164


__________________________________________________________________ علاقة القانون الدولي بالقانون الداخلي<br />

وهذا يعني أن القانون الصادر لاحقا للاتفاقية الدولية له<br />

الأولوية عليها.‏<br />

4- القانون الدولي يحتل مرتبة وسطا بين الدستور والقانون<br />

الداخلي:‏<br />

معنى ذلك أن تكون الاتفاقيات الدولية تحظى<br />

بالأولوية على القواعد القانونية الداخلية،‏ على أن يكون<br />

الدستور في مرتبة أسمى منها.‏ ومن ذلك نجد المادة<br />

55 من<br />

الدستور الفرنسي 1958 التي تعتبر الاتفاقيات الدولية التي<br />

تمت المصادقة أو الموافقة عليها والمنشورة طبقا للإجراءات<br />

القانونية الجاري العمل ا،‏ لها سلطة أعلى من سلطة القوانين<br />

الداخلية ولكن شرط تنفيذها من قبل الطرف الآخر كذلك،‏<br />

أما المادة 54 من ذات الدستور،‏ فتمنع المصادقة أو الموافقة<br />

على الاتفاقية الدولية التي أعلن الس الدستوري مخالفتها<br />

للدستور،‏ وهذا ما يجعل الاتفاقية الدولية تقع في مترلة أدنى من<br />

الدستور.‏<br />

كما تبنى المشرع الجزائري نظرية وحدة القانون مع<br />

سمو القانون الدولي على القانون الداخلي،‏ وجعله في مرتبة<br />

أدنى من الدستور بنصه في المادة 132 من التعديل الدستوري<br />

لسنة 1996 على أن:"‏ المعاهدات التي يصادق عليها رئيس<br />

الجمهورية حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور تسمو<br />

على القانون"‏ فالاتفاقية بعد المصادقة عليها تكون لها الأولوية<br />

على القانون الداخلي،‏ لكنها تبقى أدنى من الدستور أي<br />

الخاتمة:‏<br />

وبعد عرضنا للخطوط العريضة للنظريات التي<br />

تناولت العلاقة بين القانونين الدولي والداخلي والقيمة العلمية<br />

لها،‏ وكذا ما يجري عليه العمل الدولي بشأما،‏ نجد أن كليهما<br />

يشترك في تنظيم الحياة الاجتماعية على الكرة الأرضية،‏ وهذا<br />

الاشتراك كثيرا ما يفتح اال للتداخل والتعارض بينهما،‏ ومن<br />

أجل إيجاد مكانة القانون الدولي في النظام القانوني الداخلي<br />

وجدنا أن الدستور الداخلي في كل دولة كان هو همزة الوصل<br />

بينهما.‏<br />

وإن كانت غالبية دساتير العالم تميل نحو الأخذ<br />

بوحدة القانون مع سمو القانون الدولي وتفضيله على القانون<br />

الداخلي لعدة اعتبارات؛ لعل أهمها أن في ذلك تأكيدا على<br />

التأسيس للقانون الدولي،‏ وضرورة الالتزام باحترام قواعده.‏<br />

فإننا نؤكد في خاتمة هذه الدراسة على العلاقة<br />

القائمة بين القانون الدولي والقانون الداخلي من خلال<br />

التكامل الذي نلمسه يربط بينهما عمليا؛ فكثيرا ما اعتمد<br />

القضاء الدولي على أحكام القانون الداخلي والعكس كذلك.‏<br />

كما أننا وجدنا اشتراك معظم الأنظمة القانونية في<br />

الدول المختلفة في الاعتراف بسمو القانون الدولي الاتفاقي<br />

على القواعد القانونية الداخلية،‏ وهذا ما أدى إلى تطور طرق<br />

الموافقة على قواعد القانون الدولي عن طريق الممارسة الدولية.‏<br />

هذه النتيجة تقودنا إلى حتمية الاعتراف بسمو القواعد<br />

القانونية الدولية الاتفاقية-‏ تحديدا<br />

-<br />

على القواعد القانونية<br />

الداخلية.‏ وبذلك سنكون أمام عملية نفاذ الاتفاقيات الدولية<br />

في النظام القانوني الداخلي،‏ والذي يطرح إشكالية تطبيق<br />

الاتفاقيات الدولية أمام القاضي الداخلي،‏ وعلى وجه التحديد<br />

القاضي الجزائي الجزائري وهو ما سنتناوله بالبحث في<br />

دراسات لاحقة.‏<br />

(13)<br />

خاضعة له .<br />

165


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

الهوامش والمراجع<br />

Mosler (H), L'application du droit international public par les tribunaux nationaux , (01)<br />

R.C.A.D.I.L, Tome1, 1957, P 633 et suit.<br />

:<br />

Charel Rousseau, droit international public, Tome1,Sirey, Paris:<br />

1970,P 39 et<br />

(02)<br />

suit.<br />

(03)<br />

إبراهيم العناني،‏ القانون الدولي العام،‏ القاهرة:‏ دار النهضة العربية،‏ سنة<br />

الدولي العام،‏ القاهرة:‏ دار النهضة العربية،سنة 1980، ص ص:‏ 79- 116.<br />

1999، ص<br />

(04)<br />

(<strong>05</strong>)<br />

علي صادق أبو هيف،‏ القانون الدولي العام،‏ الإسكندرية:‏ منشأة المعارف،‏ سنة 1985، ص 93.<br />

شارل روسو،‏ المرجع السابق،‏ ص 20.<br />

‎71‎؛ عبد العزيز سرحان،‏ مبادئ القانون<br />

(06) أبو الخير أحمد عطية عمر،‏ ، نفاذ المعاهدات الدولية في النظام القانوني الداخلي،‏ القاهرة:‏ دار النهضة العربية،‏ سنة<br />

،2003<br />

ص 34.<br />

‏(‏‎07‎‏)أحمد اسكندري،‏ محاضرات في القانون الدولي العام،‏ الجزائر:‏ ديوان المطبوعات الجامعية،‏ سنة ‎1994‎‏،ص 34.<br />

(08) أنظر:‏<br />

محمد بوسلطان،‏ مبادئ القانون الدولي العام،‏ الجزء الأول،الجزائر:‏ ديوان المطبوعات الجامعية،‏ سنة<br />

1994، ص‎37‎؛<br />

محمد يوسف علوان،‏ المرجع السابق،‏ ص 90.<br />

(09) راجع في الموضوع:‏ حسن كيرة،‏ المرجع السابق؛ محمد حسين منصور،‏ نظرية القانون،‏ الإسكندرية:‏ دار الجامعة الجديدة<br />

للنشر،‏ سنة 2000.<br />

(10) محمد سامي عبد الحميد،‏ أصول القانون الدولي"‏ القاعدة الدولية"،‏ الجزء<br />

الجامعية،‏ سنة 1995، ص 110.<br />

02، الطبعة 07، الإسكندرية:‏<br />

دار المطبوعات<br />

(11) G.I.Tunkin, Droit international public, paris:1965,; Charles Chaumont,<br />

Recueil des cours de l'académie de droit international,<br />

R.C.A.D.I,<br />

Tome<br />

129;<br />

Susanne Bastid, cours de droit international Public,<br />

les cours de droit, Paris: 1976-<br />

1977.<br />

(12)<br />

أنظر مثلا قضية المصائد في ‎1951/12/18‎؛ وقضية الرعايا الأمريكان في المغرب عام ‎1952‎؛ راجع أحمد سرحال،‏ المرجع<br />

السابق،‏ ص 38.<br />

(13)<br />

حسيني بوديار،‏ الوجيز في القانون الدستوري،‏ عنابة:‏ دار العلوم،‏ سنة 2003، ص 100.<br />

166


_________________________________________________________ الجوانب القانونية لتأسيس البنوك الإسلامية.‏ ص.‏ ص.‏ 172-167<br />

الجوانب القانونية لتأسيس البنوك الإسلامية<br />

الأستاذ:‏ شعاشعية لخضر<br />

المركز الجامعي بغرداية<br />

مقدمة :<br />

يتأسس جوهر العمل المصرفي في الإسلام على جذب<br />

المدخرات و القيام باستثمارها في مختلف أوجه النشاط<br />

الاقتصادي وفقا للضوابط الإسلامية ثم توزيع الربح النتائج عن<br />

الاستثمار على الأطراف المشاركة فيه،‏ وبتالي فإن توزيع الربح<br />

على أصحاب الودائع المستثمرة يتحدد بناء على الالتزام<br />

بالقواعد والأسس الشرعية الحاكمة بعيدا عن الربا و شبهة<br />

الربا و بذلك يتضح لنا أهمية النشاط الاستثماري في المصارف<br />

الإسلامية فبقدر قيامها به بكفاءة اقتصادية و التزام بأحكام<br />

الشريعة بقدر ما يتحدد نموها و ازدهارها والإقبال عليها و<br />

مساهمتها في تنمية الاقتصاد القومي.‏<br />

إن غالبية الدول الإسلامية تشهد في الوقت الحالي نوعين<br />

من البنوك هما:‏ البنوك التقليدية و البنوك الإسلامية مما يثير<br />

التساؤل عن العلاقة بينهم و عن مدى اختلاف القواعد<br />

القانونية التي تطبق عليهم في الموضوعات المختلفة وهناك<br />

اختلاف حقيقي بين أعمال وهياكل كل منها تستوجب<br />

انفراد كل نوع بتنظيم قانوني مستقل كما أن البحث القانوني<br />

في موضوع المصارف الإسلامية صعب و شائك و صعوبة<br />

البحث فيه<br />

ودقته تتمثل في ذلك الارتباط أيضا بمدخلين مختلفين لكل من<br />

الفقه الإسلامي والقانون الوضعي فالبنك في فكر القانون<br />

الوضعي هو تاجر نقود يسعى إلى الربح وهو في ذلك يتعامل<br />

بالفوائد التي هي ركيزة العمل في البنوك التقليدية،‏ أما في الفقه<br />

الإسلامي فهي بنوك تقوم بأعمال و الأنشطة المصرفية التي<br />

تزاولها البنوك التقليدية و لكن دون تعامل بالفوائد بمراعاة<br />

الشريعة الإسلامية في كل أعمالها معنى ذلك أن الدول<br />

الإسلامية تشهد في الوقت الحالي نوعين من البنوك هما:‏ البنوك<br />

التقليدية و البنوك الإسلامية الأمر الذي يجعلنا نتسائل عن<br />

أعمال وهياكل كل منها تستوجب انفراد كل نوع بتنظيم<br />

قانوني مستقل.‏<br />

وعلى أية حال فإن بعض الدول الإسلامية قامت بسن<br />

تشريعات للبنوك الإسلامية على غرار القوانين التي تحكم<br />

البنوك التقليدية ‏(غير الإسلامية وذلك لتنظيمها بل أن هناك<br />

بعض الدول الإسلامية اتخذت موقفا صارما من البنوك<br />

التقليدية إذ لا يسمح فيها للتعامل إلا بالبنوك الإسلامية كما<br />

هو الحال بالنسبة لإيران،‏ و لما كانت هذه البنوك الإسلامية<br />

تنظم بموجب قواعد قانونية تحكم تعاملاا داخل الدول<br />

الإسلامية فإن ذلك يحتم عليها ضرورة الرقابة من طرف البنك<br />

المركزي إذ يعتبر هذا الأخير الإطار القانوني الشامل الذي<br />

يحكم كافة البنوك على حد سواء كانت بنوك إسلامية أو<br />

بنوك تقليدية،‏ هذا ما سنحاول تحديده من خلال التطرق<br />

لمفهوم البنوك الإسلامية و من ثمة تنظيمها القانوني<br />

أولا:‏ مفهوم المصارف الإسلامية:‏<br />

1- تعريف المصاريف الإسلامية:‏ عرفت الدول الإسلامية<br />

نظام المصارف الإسلامية منذ عقود قليلة إذ تعتبر المصارف<br />

الإسلامية من أحدث مستجدات الفكر الإسلامي في اال<br />

الاقتصادي [1]، إذ تنهض المصارف الإسلامية بدور حيوي<br />

في الحياة الاقتصادية بما تقوم به من تجميع المدخرات من<br />

الجمهور ثم إعادة توظيفها من خلال عمليات مصرفية مع<br />

عملائها بما يساهم في استثمار الأموال و تفعيل السياسة<br />

الاقتصادية للدولة[‏‎2‎‏]‏ فقد ذهب البعض إلى تعريف المصارف<br />

الإسلامية بأا تلك المؤسسات التي تقوم بجذب رأس المال<br />

الذي يكون عاطلا لمنح صاحبه ربحا حلالا هن طريق أعمال<br />

التنمية الاقتصادية التي تعود بالفائدة الحقيقية على جميع<br />

المساهمين فيها باعتباره وسيطا بين صاحب المال و مستثمر<br />

ليحصل كل على حقه في نماء هذا المال[‏‎3‎‏]‏ وذهب فريق<br />

أخر ذهب إلى تعريف المصارف الإسلامية بأنه كيان ووعاء<br />

يمتزج فيه فكر استثماري واقتصادي سليم ومال يبحث عن<br />

ربح حلال لتخرج منه قنوات تجسد الأسس الجوهرية<br />

للاقتصاد الإسلامي وتنقل مبادئ من النظرية إلى التطبيق،‏ ومن<br />

التطور إلى الواقع الملموس،‏ فهو يجذب رأس المال الذي يمكن<br />

أن يكون عاطلا لتخرج أصحابه من التعامل به مع من يجدون<br />

في صدورهم حرجا من التعامل معها[‏‎4‎‏].‏<br />

ومن ثم فالبنوك الإسلامية لا تقوم بالاقتراض والإقراض<br />

بفوائد،‏ بل تقدم بصفة عامة التمويل القائم على المشاركة في<br />

الربح و الخسارة وذلك وفقا لصيغ شرعية كالمرابحة و المضاربة<br />

و الإستصناع والإجازة وغيرها من أساليب التمويل<br />

الإسلامية.‏<br />

(<br />

167


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

2- نشأة و تطور البنوك الإسلامية:‏<br />

انطلاقا من تحريم الربا ظهرت أهمية إعادة النظر في الهياكل<br />

المالية و النقدية و الأدوات التمويلية في الدول الإسلامية فبدأ<br />

التفكير المنهجي في بعض دول العالم الإسلامي لإنشاء البنوك<br />

الإسلامية منذ الأربعينيات من القرن العشرين[‏‎6‎‏]‏ حيث<br />

أنشئت في ماليزيا صناديق الادخار بدون فائدة،‏ أخذت<br />

باكستان الفكرة في عام 1950 وذلك بإنشاء مؤسسة في<br />

الريف تقبل الودائع من الموسرين بدون عائد،‏ تم تعاود<br />

إقراضها إلى صغار المزارعين بلا فوائد[‏‎7‎‏]‏ وعلى نفس النمط<br />

نشأت في الريف المصري بنوك ادخار محلية تعمل وفق<br />

مقتضيات الشريعة الإسلامية وبلا فوائد على الودائع لديها،‏<br />

لكن لم يكتب النجاح لتلك الفكرة لنقص الكوادر التي تعمل<br />

من أجل تسيير وأداء النشاط في مثل تلك المصارف الإسلامية<br />

فضلا عن عدم وجود أساس واضح للعمل في البنوك<br />

الإسلامية[‏‎8‎‏].‏<br />

كما عملت العديد من الدول الإسلامية من إنشاء بنوك<br />

إسلامية من هذا النوع مثل دولة قطر و كذلك دولة الكويت<br />

والملكة العربية السعودية والجزائر بل وكذلك انتقلت رؤوس<br />

الأموال العربية و الإسلامية من أجل إنشاء هذا النوع من<br />

البنوك في الدول الغربية مثل بنك قبرص الإسلامية،‏ المصرف<br />

الدولي الإسلامي-الدنمارك،‏ بنك البركة الولايات المتحدة<br />

الأمريكية[‏‎9‎‏].‏<br />

وعلى مستوى التعاون الدولي في عام 1975 تم إنشاء<br />

‏(البنك الإسلامي للتنمية)‏ في جدة بالمملكة العربية السعودية<br />

برأس مال دول المؤتمر الإسلامي ويهدف هذا البنك الإسلامي<br />

بصفة أساسية إلى دعم المشروعات التنموية في الدول<br />

الإسلامية و دعم الحركة الاقتصادية و التقدم الاجتماعي<br />

لشعوب الدول الأعضاء واتمعات الإسلامية مجتمعة و مفرد<br />

وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية و تقدم العون للمجتمعات<br />

الإسلامية في الدول غير الأعضاء[‏‎10‎‏].‏<br />

ثانيا:‏ التنظيم القانوني للبنوك الإسلامية<br />

عملت الدول الإسلامية على بعث شعاع البنوك الإسلامية<br />

من خلال إعادة النظر في المنظومة المصرفية من خلال إيجاد<br />

أطر قانونية من شأا تنظيم البنوك الإسلامية بمجموعة<br />

النصوص القانونية التي من شأا أن تضمن إمكانية اعتماد<br />

بنوك إسلامية في النظام المصرفي جنبا إلى جنب مع البنوك<br />

التقليدية،‏ وعليه يسير التنظيم القانوني للبنوك الإسلامية في<br />

أربعة اتجاهات:‏ النظام المصرفي الإسلامي الكامل،‏ ونظام الجمع<br />

بين البنوك التقليدية و البنوك الإسلامية،‏ ونظام خاص لكل<br />

بنك إسلامي،‏ ونظام خضوع البنوك الإسلامية للقوانين<br />

التقليدية.‏<br />

(1<br />

النظام المصرفي الإسلامي الكامل:‏ قامت مجموعة من<br />

الدول الإسلامية بإحداث تغيير جدري في أنظمتها المصرفية<br />

وذلك من خلال إدخال الأسس الإسلامية على المستويين<br />

القانوني و المالي وهذا ما اعتمدته باكستان منذ سنة<br />

وذلك من خلال إعلان خطة مدا ثلاثة سنوات لتطبيق ذلك<br />

النظام[‏‎11‎‏]،‏ ومن أجل تحقيق الوحدة والتكامل للنظام<br />

المصرفي الإسلامي تم إدخال تعديلات في العديد من القوانين<br />

الأخرى وهي:‏ قانون البنوك و قانون الشركات و قانون<br />

ضريبة الدخل وقانون ضريبة الدخل وقانون التسجيل وقانون<br />

ضريبة الثروة[‏‎12‎‏]‏ ، لذلك عملت العديد من الأنظمة على<br />

إعادة النظر في المعاملات البنكية من خلال تحريم التعامل<br />

بالفائدة.‏<br />

1979<br />

)<br />

(2<br />

نظام الجمع بين البنوك التقليدية والبنوك الإسلامية:‏<br />

تزاوج بعض الدول بين ما هو قائم بين النظام الخاص بالبنوك<br />

التزاوج بعض الدول بين ما هو قائم بين النظام الخاص بالبنوك<br />

التقليدية والنظام الخاص بالبنوك الإسلامية إذ بدأ<br />

العمل على نظام الجمع بين هذين النظامين منذ سنة 1983<br />

أين صدر القانون الماليزي للبنوك و الذي يشتمل على قانون<br />

لتنظيم و تأسيس البنوك الإسلامية والإشراف عليها من البنك<br />

المركزي الماليزي[‏‎13‎‏]‏ و في تركيا بدأ العمل ذا النظام<br />

سنة 1984 في البنوك الإسلامية التي عرفا في بادئ الأمر<br />

باسم بيوت التمويل الخاصة).‏ و من بين البنوك الإسلامية<br />

التي أنشأت في ذلك الوقت بنك البركة التركي-‏ بنك<br />

فيصل[‏‎14‎‏]،‏ تقبل بيوت التمويل التركية الودائع في حسابات<br />

جارية لا يستحق المودع عليها أية فائدة أو ربح ويلتزم البنك<br />

بردها عند الطلب كما تقبل الحسابات المشتركة التي يشارك<br />

فيها المودع البنك الربح و الخسارة،‏ كما صدر نفس القانون<br />

في دولة الكويت بموجب المرسوم رقم 72 لسنة‎1977‎ و<br />

الذي بموجبه تم إنشاء ما يعرف ببيت التمويل الكويتي كشركة<br />

مساهمة كويتية تقوم بالنشاطات المالية و أعمال التأمين و<br />

أوجه الاستثمار المختلفة مع استبعاد عنصر الفائدة كما هو<br />

مبين في النظام الأساسي للشركة المذكورة و قد نصت المذكرة<br />

الإيضاحية للمرسوم بتأسيس الشركة المذكورة بعدم تقيدها<br />

بأحكام القوانين القائمة،‏ وذلك فيما يتعارض مع طبيعة<br />

نشاطها و ما ورد في نظامها الأساسي.‏<br />

لذلك نجد أن معظم الدول أصبحت تدرج ضمن قوانينها<br />

المتعلقة بالنقد و البنك المركزي بابا أو فصلا تحت عنوان<br />

البنوك الإسلامية والتي أصبحت بموجبه كافة البنوك الإسلامية<br />

التي تنشأ في ضله.‏<br />

168


_________________________________________________________ الجوانب القانونية لتأسيس البنوك الإسلامية.‏ ص.‏ ص.‏ 172-167<br />

(3<br />

نظام خاص لكل بنك إسلامي:‏ قامت بعض الدول<br />

الإسلامية التي لا يوجد فيها نظام مصرفي إسلامي والتي تخلو<br />

قوانينها من وجود أي تنظيم معين لإنشاء البنوك الإسلامية،‏<br />

بالسماح بإقامة بنوك إسلامية بموجب قانون خاص أو مرسوم<br />

لكل مصرف أو بنك ينشأ لممارسة و مباشرة المعاملات<br />

الإسلامية،‏ كما هو الحال بالنسبة لمصر إذ تم تأسيس ‏(بنك<br />

فيصل الإسلامي)‏ المصري بموجب قانون خاص رقم<br />

الصادر سنة 1977 كما صدر النظام الأساسي للبنك<br />

المذكور بقرار من وزير الأوقاف المصري من نفس<br />

السنة[‏‎15‎‏]‏ إذ يلتزم البنك في معاملاته لقواعد الشريعة<br />

الإسلامية،‏ لا سيما تحريم التعامل بالفائدة وتشكيل لجنة لرقابة<br />

الشرعية وقد تم تعديل هذا القانون المنشئ للبنك بموجب<br />

القانون رقم 142 الصادر سنة 1981 والذي نص على<br />

خضوع للقوانين المنظمة للرقابة على النقد الأجنبي<br />

وللقوانين التي تنظم الرقابة على البنوك بصفة عامة و فيما لا<br />

يتعارض مع قانون إنشائه[‏‎16‎‏]،‏ لكن نجد أن هذا التعديل<br />

يتعارض مع ما جاء به القرار رقم 48 السالف الذكر المنظم<br />

للبنك و الصادر عن وزير الأوقاف إذ كان البنك من خلاله لا<br />

يخضع للقوانين المنظمة للرقابة على النقد الأجنبي و غيرها من<br />

أحكام قانون الشركات مع خضوعه في معاملاته للعملة<br />

المصرية بطبيعة الحال.‏<br />

كما أنشأ في الأردن بموجب القانون المؤقت رقم<br />

1978 البنك الإسلامي الأردني - بنفس الإجراءات التي<br />

أنشأ ا بنك فيصل الإسلامي في مصر-‏ والذي يزاول أعماله<br />

المصرفية على أساس العقود الشرعية في المشاركة والربح و<br />

الإقراض و بصفة خاصة عدم الدخول في أي معاملات ربوية<br />

بجميع صورها،‏ و في قطر صدر المرسوم رقم<br />

بتأسيس بنك قطر الدولي الإسلامي[‏‎17‎‏].‏<br />

48<br />

13 لسنة<br />

52 لعام 1990<br />

(4<br />

البنوك الإسلامية التي تخضع للنظام التقليدي:‏ و<br />

المقصود بذلك مجموعة البنوك الإسلامية التي لا تخضع لقانون<br />

خاص ا و إنما تخضع للقوانين المنظمة للمصارف التقليدية،‏ و<br />

من أمثلة ذلك المصرف الإسلامي الدولي في الدنمارك ففي<br />

1983/2/17 حصل هذا المصرف على التصريح بإنشاء<br />

فرع له في الدنمارك إذ يباشر العمل المصرفي الإسلامي مع<br />

خضوعه للقوانين المصرفية التقليدية السارية،‏ و لكن مع<br />

التصريح بحق المودع في عدم تقاضي فائدة على وديعته وحق<br />

المساهمين في إشراك المودعين في الأرباح،‏ وكان ذلك يقتضي<br />

فصل الحسابات غير المتفقة مع الشريعة الإسلامية عن<br />

الحسابات الأخرى التي تتعامل وفقا للصيغ الإسلامية<br />

نستنج أن التعامل وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية في هذا<br />

النوع من المصارف خاضع للمودع نقسه لذلك وجد هذا<br />

النوع من البنوك الإسلامية في الدول الغربية التي يعيش فيها<br />

المسلمين.‏<br />

- ثالثا:‏<br />

-<br />

-<br />

إجراءات تأسيس البنوك الإسلامية و فروعها:‏<br />

تنص جل القوانين المنظمة للنظام المصرفي في الدول التي<br />

اعتمدت نظام البنوك الإسلامية إجراءات تتسق بصفة عامة مع<br />

الإطار العام لإجراءات تأسيس البنوك التقليدية المتبعة في معظم<br />

دول العالم إذ نجد على سبيل المثال أن المادة 88 من مذكرة<br />

المستندات الواجب تقديمها عموما مع طلب التأسيس و هي<br />

كالآتي:‏<br />

بيان أسماء المؤسسين وجنسيام و عناوين وحصة كل منهم<br />

في رأس المال<br />

- مشروع عقد التأسيس و النظام الأساسي<br />

دراسة بالجدوى الاقتصادية لإنشاء البنك<br />

- أي مستندات أخرى يطلبها البنك المركزي[‏‎19‎‏].‏<br />

وفي لبنان نصت المادة الثانية من قانون المصارف الإسلامية<br />

اللبناني على أن يخضع تأسيس المصارف الإسلامية و كذلك<br />

أي فرع لمصرف إسلامي أجنبي في لبنان لترخيص من الس<br />

المركزي لمصرف لبنان،‏ كما يضع الس المركزي لمصرف<br />

لبنان نظاما خاصا يتضمن جميع الشروط الواجب توافرها لمنح<br />

الترخيص،‏ ولا يخضع القرار الصادر بمنح الترخيص أو منعه<br />

لأي من طرق الطعن فيه أو المراجعة القضائية أو الإدارية بما في<br />

ذلك المراجعة لتجاوز حدود السلطة[‏‎20‎‏]‏ أما بالنسبة لشروط<br />

تأسيس المصارف الإسلامية في لبنان فقد أوجبت المادة الرابعة<br />

القرار الأساسي رقم‎8829‎ المؤرخ في<br />

شأن شروط تأسيس المصارف الإسلامية على أن يتم تقديم<br />

طلب الحصول على ترخيص المصرف الإسلامي إلى المصرف<br />

اللبناني المركزي موقعا من جميع المؤسسين و مرفقا به نسخة<br />

أصلية و ثلاث صور عن كل من المستندات المحددة من<br />

مصرف لبنان،‏ كما يجب أن يتضمن ‏–على غرار جميع<br />

المصارف الإسلامية في دول العالم-‏ على قسما خاصا بالهيئة<br />

الاستشارية الشرعية و بيان شروط تعيينها و صلاحياا<br />

و التزام المصرف في جميع معاملاته لأحكام الشريعة الإسلامية.‏<br />

2004/8/26 في<br />

(1<br />

رابعا:‏ إجراءات تسجيل البنوك الإسلامية و رقابة البنك<br />

المركزي.‏<br />

شروط تسجيل البنك المركزي:‏ أوجبت قوانين كل<br />

الدول التي تسمح بإنشاء البنوك الإسلامية أن تتخذ هذه<br />

البنوك شكل شركة المساهمة من خلال طرح أسمها للاكتتاب<br />

العام و المباشر ما عدا فروع البنوك الأجنبية التي تعفى من<br />

هذا الشرط و هذا ما نصت عليه المادة 90 من القانون البنك<br />

المركزي الكويتي من قسم البنوك الإسلامية و هذا الشرط<br />

،[18]<br />

169


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

(2<br />

كذلك اشترطه البنك المركزي الجزائري ولم يقصره فقط على<br />

البنوك الإسلامية بل يشمل كذلك البنوك التقليدية.‏<br />

إجراءات تسجيل البنوك الإسلامية:‏ يتم تسجيل البنك<br />

الإسلامية في سجل خاص بالبنوك الإسلامية بناء على طلب<br />

يقدم إلى البنك المركزي،‏ ويكون التسجيل بناء على قرار من<br />

وزير المالية بناء على اقتراح محافظ البنك المركزي أي بناء على<br />

توصية البنك المركزي إذ لا يجوز لهذه البنوك الإسلامية أن<br />

تباشر نشاطها إلا بعد تسجيلها في ذلك السجل كما لا يجوز<br />

للبنوك الإسلامية أن تنشأ فرعا لها في الداخل أو في الخارج إلا<br />

بعد الحصول على موافقة مسبقة من طرف البنك المركزي<br />

.[21]<br />

الخاتمة : يمكن القول في الختام أن المصارف الإسلامية لا<br />

تختلف عن القواعد والأسس التي تستند عليها البنوك التقليدية<br />

في الإنشاء،‏ إلا أن الاختلاف يكمن في طريقة التعامل أو ما<br />

يطلق عليه بالعمليات البنكية من حيث المبدأ كون أن<br />

المصارف الإسلامية ذات طبيعة خاصة،‏ إذ تتعامل بدون فائدة<br />

لتعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية.‏<br />

ولما كانت البنوك الإسلامية ذات طبيعة خاصة من حيث<br />

عدم تعاملها بالفوائد والقروض أخذا وعطاء و من حيث أن<br />

أموالها تتمثل في الجزء الأكبر من أموال المودعين فضلا عن<br />

رأس مالها،‏ فقد جنحت بعض الآراء إلى إقصاء البنوك<br />

الإسلامية من نطاق رقابة البنوك المركزية لدول التي تسمح<br />

بإنشاء البنوك الإسلامية،‏ على أساس أن خضوعها لتلك<br />

الرقابة من شأنه إلحاق أضرار ا تتمثل في عدم إمكاا<br />

توظيف الأموال المودع لديها بأدواا الخاصة البنوك الإسلامية<br />

لذلك لابد من إعفائها من رقابة البنوك المركزية مع إسناد تلك<br />

الرقابة إلى الإتحاد الدولي للبنوك الإسلامية واعتبار هذا الأخير<br />

كبنك مركزي إسلامي.‏<br />

170


_________________________________________________________ الجوانب القانونية لتأسيس البنوك الإسلامية.‏ ص.‏ ص.‏ 172-167<br />

: الهوامش<br />

1<br />

) ( د.‏ رمضان الشراح،‏ البنوك الإسلامية و البنوك الشاملة ودورها في التنمية الشاملة،‏ مجلة الكويت الاقتصادية،‏ العدد‎7‎‏،‏ السنة<br />

الثامنة،‏ أوت‎2004‎ ص:‏‎72‎<br />

(2)<br />

(3)<br />

د.علي جمال الدين عوض،‏ عمليات البنوك من الوجهة القانونية،‏ دار النهضة العربية ‏–القاهرة 1981 ص:‏‎2‎<br />

د.محمد كمال عطية،‏ محاسبة الشركات و المصارف في النظم الإسلامية،‏ القاهرة،‏ 1984<br />

65:<br />

ص ،<br />

(4)<br />

( 5)<br />

د.محمد فيصل أل سعود،‏ البنوك و التأمين في الإسلام،‏ الإتحاد الدولي للبنوك الإسلامية،‏ القاهرة‎1979‎<br />

د.ضياء مجيد،‏ البنوك الإسلامية،‏ مؤسسة شباب الجامعة الإسكندرية 1997<br />

45-36:<br />

ص ،<br />

(6)<br />

ص:‏‎27‎<br />

د.أسامة محمد الفولي:‏ تقييم التجربة الماليزية في إقامة أول سوق نقذي إسلامي،‏ مجلة الحقوق،‏ جامعة الإسكندرية،‏ العدد<br />

،2-1<br />

1995 ص.‏‎15‎<br />

( 7)<br />

د.عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي:‏ المصارف الإسلامية خبن النظرية والتطبيق،‏ دار أسامة للنشر-الأردن-عمان،ط.‏‎1‎‏،‏<br />

‎1998‎‏،ص.‏‎177-176‎‏.‏<br />

8<br />

) ( د.أسامة محمد الفولي:‏ المرجع السابق،‏ ص.‏‎5‎<br />

(9)<br />

د.‏ توفيق محمد الشاوي:البنك الإسلامي-أول روافد النظام المصرفي على أساس المبادئ الإسلامية،‏ الزهراء للإعلام العربي،‏ ط.‏‎1‎‏،‏<br />

1993، ص‎509-499‎‏.‏<br />

Zubair Iqbal and Abbas Mirakhor Banking ( International Monetary Fund- (10)<br />

Washington. D.C.- March 1987 p.37. .<br />

(11)<br />

د.‏ جمال الدين عطية:‏ البنوك الإسلامية بين الحرية و التنظيم،‏ التقويم و الاجتهاد،‏ النظرية<br />

الجامعية للدراسات والنشر و التوزيع،‏ ط.‏‎2‎ ،1993 ص.‏‎41-40‎<br />

(12<br />

والتطبيق،‏ المؤسسة<br />

ورقة عمل مقدمة تحت رعاية اللجنة الاستشارية العليا،‏ لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بالتعاون بين كل من البنك<br />

المركزي الكويتي والبنك المركزي الماليزي،‏ 9 مارس 1996 ص:‏‎10-9‎<br />

(13)<br />

( 14)<br />

(15)<br />

د.جمال الدين عطية:‏ البنوك الإسلامية بين الحرية و التنظيم،‏ المرجع السابق،‏ ص.‏‎51‎<br />

د.جمال الدين عطية:‏ البنوك الإسلامية بين الحرية و التنظيم،‏ المرجع السابق،‏ ص.‏ 68<br />

د.جمال الدين عطية:‏ البنوك الإسلامية بين الحرية و التنظيم،‏ المرجع السابق،‏ ص.‏ 26<br />

www.qcb.gov.qa. (16)<br />

(17)<br />

عائشة الشرقاوي المالقي:‏ البنوك الإسلامية-‏ التجربة بين الفقه والقانون و التطبيق،‏ المركز الثقافي العربي-‏ الدار البيضاء،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

‎2000‎‏،ص.‏‎90-89‎<br />

(18)<br />

(19)<br />

( 20)<br />

دليل تعليمات الرقابة على البنوك الإسلامية بنك الكويت المركزي،‏‎2003‎<br />

المادة الثانية من القانون رقم 575 بشأن إنشاء المصارف الإسلامية في لبنان.‏<br />

د.ضياء مجيد،‏ المرجع السابق،‏ ص:‏‎89‎<br />

171


______________________________________________________________________ عقد البيع بالإيجار.‏ ص.‏ ص.‏ 182-173<br />

عقد البيع بالإيجار<br />

الأستاذة حمليل نوارة - بجامعة تيزي وزو<br />

<br />

إن ّ حق المواطن في السكن حق اجتماعي ودستوري،‏<br />

على الدولة التكفل به.‏ في وقت كان قطاع السكن منظما في<br />

ظل نظام سياسي واقتصادي واجتماعي،‏ حيث كان يسيطر<br />

خلالها القطاع العمومي على مشاريع السكن،‏ وكان التمويل<br />

يقتصر على قناة واحدة هي خزينة الدولة أو الصندوق الوطني<br />

للتوفير والاحتياط على الأكثر.‏<br />

زاد في تدهور وضعية قطاع السكن المشاكل التي<br />

عرفتها سوق العقار،‏ أضف إليها احتكار الدولة لإنتاج<br />

واستيراد مواد البناء،‏ فكان عرضها محدودا في حين لا يعرف<br />

الطلب إلا تزايدا مستمرا.‏ إزاء عجز الدولة عن سد حاجيات<br />

المواطن وتلبية طلباته المستمرة،‏ ما كان عليها إلا إعادة تنظيم<br />

القطاع العقاري بدءًا من القانون رقم ثم ّ القانون<br />

رقم ، المتعلق بالتهيئة والعمران وصولا إلى<br />

المرسوم التشريعي رقم المتعل ّق بالنشاط العقاري<br />

الذي أعطى بعثا جديدا للنشاط العقاري في الجزائر مشجعا<br />

الاستثمار في هذا القطاع والذي ألغى القانون رقم<br />

، بموجب المادة 30 منه.‏<br />

07-86<br />

(1)<br />

25-90<br />

(3)<br />

03-93<br />

.<br />

(5)<br />

(2)<br />

29-90<br />

(4)<br />

الجدير بالذ ّكر أن ّ هذا المرسوم وضع تنظيما خاصا<br />

ومستقلا لنشاط عقاري كان يمارس قبل صدور هذا المرسوم<br />

ألا وهو البيع على التصاميم أو بيع شقق قيد الإنجاز.‏ وهي آلية<br />

من شأا توسيع صيغ الحصول على السكن دون الاضطرار<br />

إلى دفع كامل الثمن عند الشراء،‏ لكن تظل هذه الصيغة ضيقة<br />

الممارسة من قبل المرقيين العقاريين.‏<br />

أما الصيغة الحديثة التي نرغب أن نخصص لها هذا<br />

البحث هي صيغة البيع بالإيجار المستحدثة بموجب المرسوم<br />

التنفيذي رقم 1<strong>05</strong>-01<br />

نحاول من خلال هذه الدراسة البحث عن الطبيعة<br />

القانونية لهذا العقد الجديد ومكانته في ظل الصيغ الأخرى<br />

القائمة وبالتأكيد البحث عن الضمانات التي يقرها لطرفي<br />

العقد.‏<br />

: المبحث الأول<br />

الصيغة القانونية لعقد البيع بالإيجار<br />

إذا كانت العقود المسماة هي تلك العقود التي خصص<br />

لها المشرع اسما وول ّى لها تنظيما خاصا ، فإن ّ عقد البيع<br />

بالإيجار عقد مسمى في التشريع الجزائري،‏ وذلك بموجب<br />

المرسوم التنفيذي رقم الذي خصص له تنظيما<br />

مستقلا،‏ لكن هذه الاستقلالية لا تجعله في معزل عن بعض<br />

النظم القانونية المقاربة له تارة والتي يماثلها في الأثار تارة<br />

أخرى،‏ ذلك لهو الداعي لدراسة طبيعة هذا العقد التي لا تتأتى<br />

لنا إلا بعد تعريفه واستنتاج خصائصه لمحاولة تحليله ومقاربته<br />

من باقي المفاهيم.‏<br />

1<strong>05</strong>/01<br />

المطلب الأول ما هية هذا العقد :<br />

سندرس ماهية هذا العقد من خلال إيراد<br />

تعريف مختلفة لفقهاء ينظرون لعقد البيع بالإيجار من زاويا<br />

متعددة ومن خلال تعدد هذه التعاريف سنستنبط أهم الخصائص<br />

التي تميز عقد البيع بالإيجار عن غيره من العقود.‏<br />

: الفرع الأول<br />

تعريف عقد البيع بالإيجار<br />

إن بدأنا من التعريف التشريعي له فسنورد المادة الأولى<br />

من الأمر 1<strong>05</strong>-01 المعدل والمتمم التي تنص على ما يلي<br />

البيع بالإيجار صيغة تسمح بالحصول على مسكن بعد إقرار<br />

شرائه بملكية ثابتة بعد انقضاء مدة الإيجار المحددة في إطار<br />

عقد مكتوب<br />

»<br />

.«<br />

أول تعقيب على هذا النص أنه لا يعرف البيع بالإيجار<br />

كعقد يتضمن تصرف قانوني ينتج آثار قانونية إنما هو عرض<br />

للبيع بالإيجار كصيغة عقدية لواقعة مادية،‏ فما يدفعنا للبحث عن<br />

التعريفات الفقهية لهذا العقد.‏<br />

التعريف الأول:‏<br />

البيع الإيجاري يتم في صورة اتفاق يلجأ فيه الط ّرفان<br />

إلى عقد الإيجار،‏ ليخفيان فيه عقد البيع ويظهر من خلاله<br />

العقد على أنه عقد إيجار عادي ‏،يلعب فيه البائع دور المؤجر<br />

بالمقابل يظهر المشتري في صورة المستأجر وعن انتهاء المشتري<br />

‏(المستأجر)‏ من سداد الأقساط يتملك المال تلقائيا وبأثر رجعي<br />

يعود إلى يوم إبرام العقد<br />

التعريف الثاني:‏<br />

.<br />

(7)<br />

يعرف البيع الإيجاري بأنه عقد يتفق بمقتضاه البائع<br />

والمشتري على تأجير الشيء محل العقد لمدة معينة مقابل التزام<br />

الأخير بدفع أجرة دورية فإذا أوفى المستأجر بجميع الدفعات<br />

(6)<br />

173


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

الإيجارية المستحق ّة عليه طوال مدة العقد وفي مواعيدها المحددة<br />

تنتقل إليه الملكية دون أن يكلف بدفع مبالغ أخرى عند اية<br />

العقد،‏ أما إذا تخلف عند دفع الأقساط يفسخ عقد<br />

الإيجارفيكونعلى المستأجر إعادة محل العقد إلى المؤجر<br />

التعريف الثالث:‏<br />

174<br />

.<br />

(8)<br />

.<br />

.<br />

(9)<br />

لقد وصف البيع الإيجاري أنه تشكيلة مميزة تجمع بين<br />

عمليات قانونية متعددة دون أن تنتمي إلى نمط واحد من<br />

العقود<br />

من البديهي أن لا يبتعد الفقهاء عن عمليتا البيع<br />

والإيجار كوما المحور الأساسي الذي تدور حوله عملية البيع<br />

بالإيجار ويبقى اختلافهم في تغليب إحداهما عن الأخرى...‏<br />

يرى الأستاذ ‏"توليه"‏ THWILLIER أن البيع الإيجاري في<br />

مفهومه الواسع قد يتم في صورتين،‏ إما إيجار بسيط مرفق بوعد<br />

بالبيع الملزم لجانب واحد أو أنه بيع تام لكن نقل الملكية تسبقه مدة<br />

إيجار محدد في العقد<br />

(10)<br />

لكن هاتين الصيغتين قد تشملان كل العمليات المماثلة<br />

التي تقوم على البيع من جهة أو الإيجار من جهة أخرى وإذا<br />

كان الأستاذ ‏"توليه"‏ يرى أن ّ هذه العملية شبيهة ما تكون<br />

بنوع خاص من عقود البيع،‏ إذ هي بيع موقوف الأثر والأثر<br />

الموقوف هنا هو نقل الملكية،‏ وذلك لغاية تسديد كامل المبلغ<br />

مع التزام البائع بتحقيق الآثار الأخرى من تسليم،‏ فالمشتري<br />

يتسل ّم المبيع لكن بوصفه مستأجر ويضمن له البائع عدم<br />

تعرضه وعدم تعرض الغير له.‏ فيقول أن ّ هذه النظرة أكثر دقة<br />

.«<br />

Cette conception est la plus exacte »<br />

»<br />

أما وصفها إيجار مقترن بوعد بالبيع بعد اية المدة هي<br />

صورة مستقلة وقد جرى الفقه على تسميتها بإيجار مع وعد<br />

بالبيع<br />

الفرع الثاني<br />

.«<br />

Location promisse de vente<br />

:<br />

1<br />

خصائص عقد البيع بالإيجار<br />

وإن لم تكن التعاريف السابقة دقيقة لكننا سنحاول<br />

استخلاص خصائص هذا العقد من خلالها وهي:‏<br />

– عقد ملزم لجانبين:‏ يلتزم فيه المؤجر بوضع العين المؤجرة<br />

تحت تصرف المستأجر ويمكنه من الانتفاع ا انتفاعا ً هادئا<br />

دون أن يتعرض له أو يتعرض له غيره وتمكينه من سكناها.‏<br />

كما يلتزم المستأجر من دفع بدل الإيجار المحدد في<br />

العقد وفق الأقساط الدورية المتفق عليها.‏<br />

- 2 عقد يرد على عقار:‏<br />

محل هذا العقد هو بيع بالإيجار لشقة ذات استعمال سكني،‏<br />

وذلك بصريح المادة 4 من المرسوم التنفيذي رقم<br />

التي تنص على ما يلي:‏ تطبق هذه الأحكام على المساكن<br />

1<strong>05</strong>/01<br />

»<br />

المنجزة من ميزانية الدولة أو الجماعات المحلية وفقا لمعايير<br />

المساحة والرفاهية المحددة سلفا.»‏ كون محل هذا العقد<br />

دائما عقار،‏ فهذا الأمر يجعله يتميز عن الاعتماد الإيجار الذي<br />

تدبر على أصول منقولة.‏<br />

.<br />

(11)<br />

– عقد شكلي:‏ 3<br />

من البديهي أن يكون هذا العقد شكلي كونه يرد على عقار،‏<br />

التي تنص على<br />

وذلك بنص المادة<br />

ما يلي:‏ » زيادة على العقود التي يأمر القانون بإخضاعها<br />

لشكل رسمي فإن ّ العقود التي تتضمن نقل العقار أو حقوق<br />

عقارية...‏ يجب تحت طائلة البطلان أن تحرر في شكل رسمي<br />

مع دفع الثمن إلى الموثق<br />

(12)<br />

12 من الأمر 91-70<br />

.«<br />

وهو ما نصت عليه كذلك المادة<br />

القانون المدني<br />

23 مكرر 1 من<br />

.<br />

(13)<br />

»<br />

كما جاء التأكيد على ذلك بنحو خاص بموجب المادة<br />

17 من المرسوم التنفيذي رقم 1<strong>05</strong>/01 التي تنص على ما<br />

يلي يحرر عقد البيع بالإيجار المذكور في المادة<br />

لدى مكتب موثق...‏<br />

11 أعلاه<br />

.«<br />

.<br />

4<br />

وسوف نعود للإجراءات الشكلية لتحرير هذا العقد<br />

ولنقل الملكية لاحقا في المبحث الثاني.‏<br />

– هو عقد من عقود التصرف:‏ يظهر جليا من المرسوم<br />

التنفيذي رقم 1<strong>05</strong>-01 أن هذه العقد بعيد عن عقود الإدارة<br />

البسيطة إنما يدخل في إطار عقود التصرف وذلك نظرا للأمد<br />

الطويل الذي يسري خلاله هذا الإيجار قبل أن ينقلب بيعا ألا<br />

وهي مدة 20 سنة<br />

(14)<br />

يترتب على كون هذا العقد من عقود التصرف نتائج<br />

أساسية أهمها أحكام الأهلية في هذا العقد،‏ فالأهلية الواجب<br />

توافرها هي أهلية التصرف،‏ ولو أن ّ أهلية التصرف في هذا<br />

العقد غير كافية كونه ليس بإيجار بسيط إنما هو إيجار مقترن<br />

بعقد البيع الذي تشترط فيه أهلية كاملة.‏<br />

أما النتيجة الثانية فهي خاصة بنفاذ هذا الإيجار في<br />

مواجهة الغير،‏ فكونه طويل المدة فلا يكون نافذا في مواجهة<br />

الغير إلا بعد إشهاره في المحافظة العقارية طبقا لنص المادة<br />

من الأمر ، التي تنص على ما يلي:‏ إن ّ<br />

الإيجارات لمدة 12 سنة لا يكون لها أي أثر بين الأطراف<br />

ولا يحتج ا تجاه الغير في حالة عدم إشهارها<br />

17<br />

»<br />

.«<br />

(15)<br />

74-75<br />

5<br />

– هو عقد من العقود المركبة:‏ تعرف العقود المركبة على<br />

أنها مزيج من عقود متعددة اختلطت جميعا فأصبحت عقدا<br />

واحدا وهو الأمر بالنسبة لعقد البيع الإيجاري الذي هو مزيج<br />

بين عمليتي الإيجار والبيع،‏ فهو يبدأ بإيجار ينتهي ببيع عند<br />

تسديد المستأجر لكل الأقساط وتنتقل إليه الملكية خالصة،‏


______________________________________________________________________ عقد البيع بالإيجار.‏ ص.‏ ص.‏ 182-173<br />

ليس هناك من أهمية كبيرة من امتزاج عدة عقود في عقد واحد<br />

فهذا العقد تطبق عليه أحكام العقود المختلفة التي يشتمل عليها<br />

فتطبق أحكام عقد الإيجار في جانب الإيجار والبيع في جانب<br />

البيع،‏ لكن في بعض الأحيان من الضروري أن يؤخذ العقد<br />

المركب كوحدة قائمة بذاا،‏ وذلك إذا تنافرت الأحكام التي<br />

تطبق على كل عقد من العقود المكونة له.‏ ففي هذه الحالة<br />

يجب تغليب أحد هذه العقود باعتبارها العنصر الأساسي،‏ وقد<br />

ذهبت بعض التشريعات الى النص على تغليب أحكام عقد<br />

البيع في حالة النزاع الثائر بشأن البيع الإيجاري<br />

المطلب الثاني<br />

.<br />

(16)<br />

:<br />

تمييز البيع الإيجاري عن غيره من المفاهيم<br />

من خلال التعاريف التي سردناها والخصائص التي<br />

أعددناها يمكننا أن نرفع اللبس بين هذا العقد وبعض العقود<br />

الأخرى أن يتكون منها البيع الإيجاري أصلا لكي ندرك فيما<br />

شاها وفيما هو معها مختلف.‏<br />

الفرع الأول<br />

.<br />

:<br />

1<br />

البيع الإيجاري وعقد البيع<br />

لن نكتفي في هذا الفرع بدراسة التمييز بين البيع<br />

الإيجاري وعقد البيع البسيط إنما سنتطرق كذلك لأنواع<br />

أخرى من البيوع منها الوعد بالبيع،‏ البيع بالتقسيط والبيع<br />

بالعربون.‏<br />

– عقد البيع التام:‏ وإن لم تكن تسمية البيع التام تسمية<br />

قانونية معتمدة إنما الغرض من استعمالها هو تمييزه عن البيوع<br />

الأخرى التي لا تكون تامة لسبب فيها.‏<br />

تعرف المادة‎351‎ من القانون المدني عقد البيع على أنه<br />

عقد يلتزم بمقتضاه البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو<br />

حق مالي آخر في مقابل ثمن نقدي،‏ من هذا التعريف<br />

نستخلص أن عقد البيع ينشأ في ذمة المتعاقدين التزامات<br />

متقابلة،‏ بحيث يلتزم فيه المشتري بدفع ثمن نقدي ويلتزم البائع<br />

بنقل الملكية<br />

(17)<br />

وفي هذا الصدد يدق التمييز بين البيع الإيجاري وعقد<br />

البيع في مدى اعتبار ما يدفعه المستفيد ثمن للشقة،‏ لكن مقسم<br />

على أقساط حسب ما تنص عليه المادة من الأمر<br />

1<strong>05</strong>/01 يجب أن يسدد المستفيد مبلغ ثمن المسكن في كل<br />

الحالات بعد خصم مبلغ الدفعة الأولى على مدى مدة لا<br />

تتجاوز 20 سنة<br />

8<br />

.<br />

(18)<br />

وبين اعتبار هذه الأقساط بدل الأجرة لعقد إيجار<br />

مدته سنة،‏ أو سنة ويفسخ العقد مباشرة بمجرد<br />

تخلف المستأجر عن دفعها،‏ هذا من جهة،‏ من جهة أخرى<br />

انتقال الملكية للمشتري في البيع التام ينقل الملكية للمشتري<br />

مباشرة عن البيع،‏ وهذا إذا كان المبيع منقولا معينا بالذ ّات أي<br />

من القيميات.‏ وينشأ التزام في ذمة البائع بنقل الملكية إذا كان<br />

25<br />

20<br />

المبيع معينا بالنوع،‏ بالتالي فإن ّ الملكية في هذه الحالة تترتب<br />

على عمل مادي هو الإفراز،‏ وكذلك الأمر إذا كان محل العقد<br />

عقار،‏ فانتقال الملكية يكون معلقا على إجراءات الإشهار في<br />

المحافظة العقارية.‏ أما البيع الإيجاري فهو لا ينقل الملكية مباشرة<br />

وليس بسبب إجراءات الإشهار،‏ إنما خلال هذه المدة<br />

سنة أو 25 يمنح للمستفيد حق شخصي فقط دون حق عيني<br />

هو الانتفاع<br />

20<br />

.<br />

–<br />

2<br />

دون التعمق في الخصائص الأخرى يتجل ّى لنا<br />

الاختلاف بين البيع التام والبيع الإيجاري.‏<br />

الوعد بالبيع:‏ هو اتفاق يعدله الأطراف بغرض إبرام<br />

عقد بيع ائي عند إبداء المتعاقد رغبته في الشراء،‏ شرط تعيين<br />

جميع العناصر الجوهرية للعقد أي احترام نص المادة<br />

بفقرتيها الأولى والثانية.‏<br />

71<br />

ويشتبه البيع الإيجاري مع الوعد بالبيع في عدة نقاط<br />

في كون الحق العيني يبقى لدى الواعد في الوعد،‏ وكذلك يبقى<br />

لدى البائع المؤجر في البيع الإيجاري ولا يحتفظ المستأجر إلا بحق<br />

شخص شأنه شأن الموعود به.‏<br />

إلا ّ أنهما يختلفان في كون الوعد بالبيع يكون البيع<br />

فيه موقوف ًا على رغبة الموعود له إذا أبداها في الآجال المحددة<br />

انعقد البيع وإذا لم يفصح عنها خلال هذه المدة أو عبر عن<br />

رفضه سقط الوعد ولا مجال بعده لإتمام البيع،‏ دون أن يحق<br />

للواعد متابعة الموعود له لأنه قد مارس حق ّه.‏<br />

أما في البيع الإيجاري فإن ّ المستأجر ملزم بدفع<br />

الأقساط خلال المدة المحددة لإتمام البيع عند سداد تلك<br />

الأقساط،‏ وإن تخل ّف المستأجر عن دفعها ف ُسخ العقد مع<br />

احتفاظ المؤجر ببعض الأقساط كتعويض له عن الفسخ<br />

عدم إتمام البيع النهائي).‏ ناهيك عن نقاط أخرى يختلف فيها<br />

الوعد بالبيع عن البيع بالإيجار لم نتعرض لها هنا،‏ وإن كان<br />

البعض يرى أنه لا مناص لإبعاد فكرة الوعد،‏ لكن مع اقتراا<br />

بإيجار مسبق،‏ كما سنراه لاحق ًا.‏<br />

) يأ<br />

3<br />

– البيع بالعربون:‏ إذا نظرنا إلى الجزء الأول الواجب دفعه<br />

والمحدد ب من ثمن المسكن كوسيلة للإقرار بالشراء<br />

من طرف المستأجر المستفيد،‏ يمكننا القول إنه أشبه ما يكون<br />

بالبيع بالعربون،‏ وأن ّ هذه النسبة الواجب دفعها هي عربون.‏<br />

–<br />

% 10<br />

بالنسبة إلى المشرع الجزائري – وإلى وقت قريب<br />

لم ينص على البيع بالعربون،‏ فرغم تداوله بين الناس فقد كان<br />

عقدا غير مسمى ينظ ّم بالعرف فقط،‏ ولم يكن لدينا تكييف<br />

دقيق لهذا العربون،‏ أهو جزء من الثمن؟ أم هو حق للعدول؟<br />

لكن المشرع تدارك ذلك بموجب المادة<br />

من القانون الجديد التي تنص على ما يلي:‏<br />

72 مكرر<br />

»<br />

(19)<br />

10 - <strong>05</strong><br />

175


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

–<br />

.«<br />

4<br />

يمنح دفع العربون وقت إبرام العقد لكل ّ من المتعاقدين الحق<br />

في العدول عنه خلال المدة المتفق عليها إلا إذا قضى الاتفاق<br />

بخلاف ذلك،‏ فإذا عدل من دفع العربون فقده،‏ وإذا عدل<br />

من قبضه رده ومثله،‏ ولو لم يترتب على العدول أي ضرر<br />

من خلال هذا النص يتضح أن ّ المشرع جعل العدول أولا ً<br />

حق ًا للعدول،‏ مع منح حرية الاتفاق للأطراف على جعله جزءًا<br />

من الثمن.‏<br />

بالنسبة للبيع بالإيجار فإذا كانت نسبة ال % 10<br />

من الثمن جزءًا من ثمن المسكن،‏ وهي كذلك،‏ فإننا قد وجدنا<br />

مبررا لهذا القصد،‏ لكن ماذا عن الأقساط الأخرى،‏ فالعربون<br />

لا يبررها.‏ وإذا نظرنا لهذه النسبة على أنها حق للعدول فإذا<br />

عدل المستفيد عن إتمام البيع يفقد هذه النسبة،‏ وهو كذلك،‏<br />

بحيث إذا تقاعس عن دفع بعض الأقساط يفسخ العقد ويحتفظ<br />

المتعهد بالنسبة الأولية كتعويض عن الفسخ.‏ لكن المشكل<br />

يكمن في عدم أحقية المتعهد بالتراجع عن إتمام العقد أو بيعه<br />

لشخص آخر،‏ لذا يكون البيع بالإيجار بعيدا عن البيع<br />

بالعربون.‏<br />

البيع بالتقسيط:‏ إذا باع شخص عينا بثمن مؤجل<br />

وجب الدفع في ميعاد معين،‏ أو بثمن مقسط أقساط ًا متساوية،‏<br />

اشترط البائع على المشتري أن يكون البيع معل ّق ًا على شرط<br />

واقف هو وفاء المشتري بالثمن المؤجل في الميعاد المحدد،‏ أو<br />

وفائه بالأقساط في المواعيد المتفق عليها،‏ فإن ّ البيع ذا الشرط<br />

يكون صحيحا،‏ ويجب إعمال الشرط حتى لو سلم البائع المبيع<br />

للمشتري قبل استيفاء الثمن.‏<br />

363 ق.م.ج:‏<br />

»<br />

ولقد نصت على هذا النموذج المادة<br />

إذا كان ثمن البيع مؤجلا ً فإن ّ للبائع أن يشترط أن يكون<br />

نقل الملكية إلى المشتري موقوف ًا على دفع الثمن كل ّه ولو تم ّ<br />

تسليم الشيء المبيع.‏ فإذا كان الثمن يدفع أقساط ًا جاز<br />

للمتعاقدين أن يتفقا على أن يستبقي البائع جزءًا منه على<br />

سبيل التعويض في حالة ما إذا وقع فسخ البيع بسبب عدم<br />

استيفاء جمع أقساط،‏ ومع ذلك يجوز للقاضي أن يفرض<br />

التعويض المتفق عليه وفق ًا للفقرة الثانية من المادة 184.<br />

وإذا وفى المشتري بجميع الأقساط يعتبر أنه تمل ّك<br />

المبيع من يوم البيع.‏<br />

تسري أحكام الفقرات الثلاث السابقة حتى ولو أعطى<br />

المتعاقدان للبيع حصة الإيجار ».<br />

في هذه الحالة تنتقل ملكية المبيع معل ّقة على شرط<br />

واقف إلى المشتري،‏ ويستبقي البائع ملكية المبيع على شرط<br />

فاسخ،‏ وكل ّ من الشرط الواقف والشرط الفاسخ هنا حادث<br />

واحد.‏ هو أن ّ يوفي المشتري بالثمن أو بأقساطه في الميعاد<br />

المحدد،‏ فإذا فعل تحق ّق الشرط الواقف،‏ وانتقلت الملكية بأثر<br />

رجعي إلى المشتري وتحق ّق في الوقت ذاته الشرط الفاسخ<br />

وزالت الملكية عن البائع بأثر رجعي<br />

.<br />

(20)<br />

وإذا كان غالبية الفقه يرجح كون البيع الإيجاري بيعا<br />

بالتقسيط،‏ وخاصة أن ّ نص المادة له ما يقابله في أغلب<br />

التشريعات،‏ إلا أن ّ المادة من المرسوم رقم<br />

تجعل حدا فاصلا ً بين العقدين بنصها على ما يلي:‏ تنتقل<br />

ملكية السكن المعين وفق ًا للقواعد المعمول ا بعد تسديد<br />

الثمن بكامله<br />

1<strong>05</strong>-01<br />

»<br />

363<br />

19<br />

.«<br />

فتكون الملكية مقترنة بتاريخ آخر تسديد لآخر<br />

الأقساط دون أن يكون له أثر رجعي كما سبق أن شرحه<br />

الأستاذ السنهوري في البيع بالتقسيط،‏ حيث إن ّ انتقال الملكية<br />

بمجرد العقد في البيع بالتقسيط يعرض البائع للتزاحم مع دائني<br />

المشتري إذا أفلس قبل سداد المبلغ.‏<br />

: الفرع الثاني<br />

1<br />

البيع الإيجاري وعقد الإيجار<br />

كما قدمنا في الفرع الأول،‏ نستعرض هذا التميز<br />

بأنواع مختلفة من الإيجارات:‏<br />

– البيع الإيجاري والإيجار البسيط:‏ يعرف عقد الإيجار بأنه<br />

عقد يلتزم بمقتضاه المؤجر بتمكين المستأجر من الانتفاع بشيء<br />

معين خلال مدة معينة لقاء أجر معلوم<br />

.<br />

(21)<br />

فالعناصر الجوهرية لهذا العقد هي العين المؤجرة وبدل<br />

الإيجار ومدة الإيجار،‏ ومن ميزاته أنه لا ينشئ للمستأجر<br />

إلاحق شخصي،‏ أما الحق العيني فيحتفظ به المؤجر،‏ وذا<br />

يكون عقد الإيجار من عقود الإدارة،‏ وليس من عقود<br />

التصرف.في هذا يختلف مع البيع الإيجاري الذي يعتبر من<br />

أعمال التصرف كون مدة الإيجار فيه تتراوح بين<br />

سنة،‏ وكون الحق العيني ينتقل إلى المستأجر بعد اية هذه<br />

المدة.‏<br />

20 و 25<br />

2<br />

– الإيجار المقترن بوعد بالبيع:‏ قد لا يتحدث المتعاقدان<br />

عن البيع أصلا في عقد الإيجار،‏ فيصدر العقد على أنه إيجار<br />

محض،‏ لكنه مقترن بوعد بالبيع من المؤجر إذا أبدى المستأجر<br />

رغبته في الشراء خلال مدة الإيجار،‏ ونرى في هذه الحالة<br />

التمييز بين فرضيتين:‏<br />

الفرضية الأولى:‏ أن يكون المتعاقدان يريدان في الحقيقة<br />

بيعا بالتقسيط منذ البداية،‏ وآية ذلك أن يجعل الوعد بالبيع<br />

الصادر منه معل ّق ًا على شرط وفاء المستأجر أقساط الإيجار في<br />

مواعيدها،‏ وجعل الثمن هو أقساط الإيجار،‏ ففي هذه الحالة<br />

يكون العقد بيعا بالتقسيط لا إيجارا،‏ ويعتبر المشتري مالك ًا<br />

تحت شرط واقف،‏ فلا يكون مبددا إذ هو تصرف في المبيع<br />

176


»<br />

.<br />

______________________________________________________________________ عقد البيع بالإيجار.‏ ص.‏ ص.‏ 182-173<br />

قبل الوفاء بالثمن،‏ ولا يستطيع البائع استرداد المبيع من تفليسة<br />

المشتري.‏<br />

الفرضية الثانية:‏ أن يعقد المتعاقدان إيجارا جديا يقترن به وعد<br />

بالبيع فيؤجر المالك العين المستأجر بأجرة شهرية ويعده ببيعها<br />

إياه بثمن آخر مستقل عن الأقساط،‏ فيكون بدل الإيجار لا<br />

علاقة له بالثمن،‏ هنا يكون العقد إيجارا دون انتقال الملكية<br />

للمستأجر ينتهي الإيجار بمجرد إظهار المستأجر رغبته بالشراء<br />

ودفعه الثمن كاملا ً دون أن يكون لها أثررجعي إلى وقت<br />

الإيجار ويكون الثمن مضمونا بحق الامتياز على المبيع لمصلحة<br />

البائع<br />

(22)<br />

–<br />

3<br />

الإيجار السائر للبيع:‏ يعمد المتعاقدان في كثير من<br />

الأحيان إلى إخفاء البيع بالتقسيط وراء ستار الإيجار،‏ فيسمى<br />

البيع إيجارا وغرضه من ذلك ألا تنتقل ملكية المبيع للمشتري<br />

بمجرد العقد،‏ حتى هذه الملكية المعل ّقة على شرط واقف والتي<br />

كانت هي المانعة في اعتبار المشتري مبددا،‏ ومن استرداد البائع<br />

للمبيع من التفليسة،‏ فيصف المتعاقدان العقد بأنه إيجار ويصفاان<br />

أقساط الثمن،‏ بأنها هي الأجرة المقتطعة،‏ ثم ّ يتفقان على أنه إذا<br />

وفى المشتري ذه الأقساط انقلب الإيجار بيعا،‏ وانتقلت ملكية<br />

المبيع باتة الى المشتري وحتى يحكمان ستر البيع يتفقان في بعض<br />

الحالات على أن يزيد الثمن عن الأقساط بقليل،‏ فإذا وفاها جميعا<br />

ووفى فوق ذلك مبلغا إضافيا يمثل الثمن انقلب الإيجار بيعا باتا،‏<br />

ويحسب البائع بذلك أنه قد حصن نفسه،‏ فهو أولا ً وصف البيع<br />

بأنه إيجار وسلم العين للمشتري باعتباره مستأجرا.‏ فإذا تصرف<br />

فيها المشتري بوصفه مستأجرا فإنه قد ارتكب جريمة التبديد التي<br />

يدخل ضمنها عقود الإيجار.ثانيا،‏ يكون قد أمن نفسه من خطر<br />

إفلاس المشتري،‏ إذ لو أفلس وهو لا يزال مستأجرا،‏ فإن ّ البائع لا<br />

يزال مالك ًا للمبيع ملكية باتة فيستطيع أن يسترده من تفليسة<br />

المشتري(‏‎23‎‏).‏<br />

لكن بالرغم من تذرع المتعاقدين بعقد الإيجار فإن ّ الغرض الذي<br />

يرميان إليه واضح.‏ فقد قصدا أن يكون الإيجار عقدا صوريا يستر<br />

العقد الحقيقي،‏ وهو البيع بالتقسيط.‏ إلا أنه بالرغم من ذلك<br />

فإنهما يقعان في ما نص عليه المشرع في المادة 363 بجعله هذا<br />

العقد عقد بيع:‏ حتى لو أعطى للمتعاقدين للبيعصفة الإيجار"‏<br />

يعتبر بيعا محضا وتسري عليه أحكام البيع بالتقسيط،‏ فتنتقل<br />

الملكية للمشتري منذ إبرام العقد،‏ وبشرط واقف،‏ وهذا لا يمنعه<br />

من التصرف في العين ولا يجعله مبددا لأن ّ العقد بيع.‏ كما<br />

يستحيل على البائع استرجاع العين من تفليسة المشتري إذا<br />

أفلس.‏<br />

الفرع الثالث<br />

الإيجاري<br />

الإيجاري البيع :<br />

والإيجار التمويلي أو الاعتماد<br />

.<br />

يقرب جانب من الفقه عقد البيع الإيجاري من الاعتماد<br />

الإيجاري،‏ وذلك عقب الانتقادات الموجهة لنظرية البيع<br />

بالتقسيط،‏ مع شرط الاحتفاظ بالملكية،‏ ونتيجة للمخاطر المحيطة<br />

ذا العقد والمتمث ّلة فيما يتعرض له البائع من مخاطر تخل ّف المشتري<br />

عن سداد أقساط الثمن وإفلاسه أو إعساره،‏ وعدم قدرته على<br />

استرداد حق ّه بالثمن ومخاطر تصرف المشتري بالمبيع للغير حسن<br />

النية.‏<br />

إذا حاولنا تقريب العقدين من بعضهما نجد تشاا بينهما في الهدف<br />

من كليهما وطريقة إتمامهما،‏ خاصة اشتراكهما في انتفاع المتعاقد<br />

بمحل العقد بصفته مستأجر،‏ مع تمل ّك المستأجر للعين بعد اية مدة<br />

محددة<br />

(24)<br />

رغم التشابه الكبير بين العقدين،‏ إلا أنه ظهرت اختلافات<br />

مهمة،‏ ويعود الفضل في ذلك إلى حكم محكمة<br />

جويلية 1964 في التخفيف من حدة الخلاف بين العقدين،‏<br />

حيث استبعد قضاة هذه المحكمة هذا التشابه،‏ واعتبروا ذلك<br />

من الأوائل الذين نطقوا ذا التمييز ويستندون إلى ما يلي:‏<br />

(25)<br />

أهمية مبالغ الاعتماد الإيجاري والتي يبررها القرض .<br />

... La يوم 26<br />

انتقال الملكية في الإعتماد الإيجاري مقترنة برغبة المستأجر إذا<br />

أراد ذلك وفق ًا للرغبة التي يعلنها عقب الوعد بالبيع.‏ فمضمون<br />

الاعتماد الإيجاري هو إيجار مقترن بوعد ملزم لجانب واحد<br />

بالبيع من المؤجر.‏<br />

أما بالنسبة للبيع بالإيجار فهو يقترن بوعد بالبيع والشراء،‏ ملزم<br />

لجانبين،‏ لهذا فهو ينقلب بيعا إثر اية عقد الإيجار بصورة آلية.‏<br />

كذلك من حيث المفهوم الاقتصادي بحيث يتمث ّل الاعتماد<br />

الإيجاري في تقنية حالية تستعير قالبا قانونيا لا يعبر عنها بدق ّة،‏<br />

يطغى عليها الجانب الائتماني.‏<br />

: المطلب الثالث<br />

تكييف عقد البيع بالإيجار<br />

بعدما عرضناه من مقاربات بين عقد البيع الإيجاري وبعض<br />

العقود،‏ وما استنتجناه من تشابه مع بعضها واختلاف مع<br />

بعضها الآخر،‏ نتناول عرض التكييف الذي توصلنا إليه،‏ وهو<br />

كون عقد البيع بالإيجار عقدا من العقود المسماة بموجب<br />

المرسوم رقم 1<strong>05</strong>-01 الذي اكتفى بعرض بعض التزامات<br />

الأطراف دون تكييف العقد.‏<br />

وما يمكن قوله أيضا أن ّ البيع الإيجاري عقد من العقود المركبة،‏<br />

وهو يجمع بين البيع والإيجار والوعد بالبيع والشراء.‏ ومن البديهي<br />

أنه لا حاجة للبحث عن تكييف العقد،‏ إذ لا يثير أي إشكال<br />

بصدد تنفيذه،‏ أما إذا كان غير ذلك فنكون بحاجة لإيجاد العنصر<br />

الغالب فيه<br />

177


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

لأن ّ العبرة في العقود المرك ّبة بالعقد الغالب فيه،‏ فتسري<br />

أحكامه على المتعاقدين فيما لا يتم الاتفاق عليه.‏<br />

لكن و إن كان البيع هو العنصر الغالب في البيع<br />

الإيجاري،‏ وإن كانت المادة 363 السابق ذكرها تجعل البيع<br />

بالتقسيط المقترن بأقساط بيعا ولو سماه المتعاقدان إيجارا،‏ إلا<br />

أننا نصطدم بالفقرة الثالثة من نص المادة التي تجعل انتقال<br />

الملكية ذا أثر رجعي إلى وقت البيع.‏ وهذا لا يتوافق مع ما<br />

نصت عليه المادة 19 من المرسوم رقم 1<strong>05</strong> التي تنص<br />

على ما يلي:‏ تنتقل ملكية المسكن المعني وفق ًا للقواعد<br />

المعمول ا بعد تسديد ثمن المسكن بكامله ‏».فيظهر جليا من<br />

خلالها عدم رجعية انتقال الملكية.‏<br />

-01<br />

»<br />

كما لا يمكن تغليب فكرة الوعد بالبيع ما دام البيع<br />

فيه لا يتم إلا إذا أظهر الموعود له الذي هو المستأجر رغبة في<br />

الشراء،‏ وهو ما لا يتم في البيع بالإيجار،‏ فلا توجد مرحلة<br />

أخرى للتعبير فيها عن هذه الرغبة إنما تعلن الرغبة في الشراء<br />

عند إبرام العقد وذلك بالطلب أمام الهيئات المكلفة.‏<br />

إنما أقرب ما يكون هذا التصرف شبيه بإيجار مقترن<br />

بالوعد بالبيع والشراء الملزم لجانبين أين يتراضى الطرفان على<br />

البيع والشراء لكن بعد مدة معينة هي نفسها مدة الإيجار ألا<br />

خلالها يتم دفع الأجرة التي حددت<br />

وهي<br />

على أساس قيمة المبلغ الإجمالي للثمن على عدد الأشهر.‏ عند<br />

اية هذه المدة ينقلب الإيجار والوعد الملزم لجانبين إلى بيع<br />

بات وبصورة آلية،‏ أما الملكية فلا تثير إشكالية لأن ّ الملكية بعد<br />

الوعد ليس لها أثر رجعي إنما أثرها فوري ، وهذا ما يتطابق<br />

مع المادة 19 من المرسوم السابق.‏<br />

20 أو 25 سنة.‏<br />

: المبحث الثاني<br />

أحكام البيع الإيجاري<br />

نتطرق في هذا المبحث باختصار لشروط وإجراءات<br />

إبرام هذا العقد،‏ لكننا نتوق ّف بشيء من التفصيل عند<br />

إجراءات نقل الملكية.‏<br />

: المطلب الأول<br />

شروط البيع بالإيجار والتزامات أطرافه<br />

سنتعرض لهذه الشروط والالتزامات وفق ًا للنصوص<br />

القانونية المنظ ّمة لها.‏<br />

: الفرع الأول<br />

شروط البيع بالإيجار<br />

.<br />

يتاح البيع بالإيجار لكل ّ شخص لا يملك أولم يسبق له<br />

أن تمل ّك عقارا ذا استعمال سكني ملكية كاملة،‏ ولم يستفد<br />

من مساعدة مالية من الدولة لبناء مسكن أو شرائه،‏ ولا<br />

يتجاوز مستوى مداخيله خمس مرات الأجر الوطني الأدنى<br />

المضمون،‏ ولا تتاح الاستفادة من البيع بالإيجار إلا مرة واحدة<br />

لشخص واحد<br />

(26)<br />

: الفرع الثاني<br />

1<br />

التزامات الأطراف<br />

– التزامات المستفيد:‏<br />

يجب على كل ّ من يطلب شراء مسكن في إطار البيع<br />

بالإيجار أن يسدد دفعة أولى لا تقل ّ عن من ثمن المسكن،‏<br />

غير أن ّ تسديدها يمكن أن يتم بالكيفية الآتية:‏<br />

% 25<br />

% 10<br />

% 5<br />

% 5<br />

% 5<br />

(27)<br />

.<br />

من ثمن المسكن عند الإقرار الثابت بالشراء.‏<br />

من ثمن المسكن عند استلام المستفيد المسكن.‏<br />

من ثمن المسكن أثناء السنة الأولى من شغل المسكن.‏<br />

من ثمن المسكن أثناء السنة الثانية من شغل المسكن<br />

يجب على المستفيد أن يسدد مبلغ ثمن السكن في كل ّ<br />

الحالات بعد أن يخصم منه مبلغ الدفعة الأولى على مدى مدة<br />

لا تتجاوز 25 سنة،‏ يتم تسديد المؤجل وفق أقساط تبين المبلغ<br />

الواجب دفعه شهريا،‏ موزعة على المدة المتفق عليها<br />

أن يتم هذا التسديد قبل أن يتجاوز عمره سنة،‏ كما له<br />

أن يسدد هذه الأقساط قبل حلول موعد استحقاقها.‏<br />

، على<br />

(28)<br />

(70)<br />

2<br />

يترتب على عدم تسديد المستفيد 3 أقساط متتالية<br />

تطبيق زيادة % 2 في مبلغ القسط الشهري،‏ وفي حالة التأخر<br />

عن دفع 3 أقساط شهرية يفسخ عقد البيع بالإيجار على<br />

حساب المستفيد،‏ ويحتفظ المتعهد بالترقية العقارية.‏ في هذه<br />

الحالة يحق رفع دعوى لدى الجهات القضائية المختصة لطرد<br />

المقيم من المسكن.‏<br />

– التزامات المتعهد بالترقية:‏<br />

يلتزم المتعهد بالترقية في إنجاز المساكن وفق ًا لمعايير المساحة<br />

والرفاهية المحددة مسبق ًا في دفتر الشروط<br />

.<br />

(29)<br />

بعد إنجاز المساكن،‏ وعند إبرام عقد البيع بالإيجار على<br />

المتعهد أن يصرح بوضع المسكن تحت تصرف المستأجر المستفيد<br />

حسب صيغة البيع بالإيجار،‏ مع التزامه بكل ّ الضمانات العادية<br />

والقانونية في هذا اال من ضمان التعرض والاستحقاق،‏ ضمان<br />

العيوب الخفية،‏ التزام بالتسليم في الآجال والالتزام بنقل الملكية<br />

فور النهاية من دفع الأقساط.‏ وإذا رغب المستأجر المستفيد في<br />

تسديد الأقساط قبل حلول ميعاد استحقاقها،‏ يتعين على المتعهد<br />

مراجعة رزنامة الاستحقاقات.‏<br />

: المطلب الثاني<br />

إجراءات البيع بالإيجار<br />

نتناول في هذا المطلب الإجراءات السابقة لإبرام عقد البيع<br />

بالإيجار بداية من طلب الاستفادة،‏ ثم ّ إجراءات تحرير العقد<br />

والإجراءات التالية له.‏<br />

178


______________________________________________________________________ عقد البيع بالإيجار.‏ ص.‏ ص.‏ 182-173<br />

الفرع الأول<br />

.<br />

:<br />

الإجراءات السابقة للعقد<br />

بعد طلب الشراء لدى الهياكل التي تعينها الوكالة<br />

الوطنية لتحسين السكن وتطويره يسل ّم الطلب لدى الشبابيك<br />

التي تفتحها الوكالة لهذا الغرض مرفق ًا بالوثائق المذكورة في<br />

المطبوع النموذجي.‏<br />

تسجل الطلبات وفق ترتيبها الزمني فور استلامها في<br />

سجل ّ يرقمه ويوق ّعه المدير العام للوكالة أو ممث ّله.‏ تعالج هذه<br />

الطلبات من طرف لجنة خاصة حددت تشكيلتها من طرف<br />

الوزير المعني تتوج أعمال اللجنة بمحضر يوق ّعه جميع<br />

أعضائها يبين الأشخاص الذين عولجت ملفام وق ُبلت.‏<br />

(30)<br />

وأخيرا تسجل قائمة المستفيدين في بطاقة وطنية<br />

خاصة ذه العملية،‏ تفتح على مستوى المديرية العامة للوكالة.‏<br />

% 10<br />

تتم دعوة المستفيدين لدفع من ثمن المسكن<br />

كالتزام ائي بالشراء،‏ ثم ّ تدفع البقية على النحو الذي فصلناه<br />

سابق‏.‏<br />

% 10<br />

عند دفع القسط الأول للمستأجر المستفيد أن<br />

يطالب بتحرير عقد البيع بالإيجار أمام الموث ّق،‏ وذلك قبل<br />

تسليم مفاتيح المسكن.‏<br />

الفرع الثاني<br />

بالإيجار<br />

:<br />

الإجراءات اللاحقة لإبرام عقد البيع<br />

– 1 التوثيق:‏ كون العقد يرد على عقار فنزولا عند نص المادة<br />

12 من الأمر – 70 91 والمادة 324 من القانون رقم – 88<br />

–<br />

01<br />

17<br />

»<br />

14 فإن ّ العقد يجب تحريره في شكل رسمي،‏ وذلك تحت طائلة<br />

البطلان،‏ وهذا ما أك ّدت عليه المادة من المرسم<br />

بنصها على ما يلي:‏ يحرر عقد البيع بالإيجار لدى<br />

مكتب التوثيق ويجب أن يحدد العقد الطابع الموقف للبيع<br />

بالإيجار في حالة عدم احترام المستفيد أحد الشروط ».<br />

1<strong>05</strong><br />

يلتزم الموثق بتحرير عقد البيع بالإيجار وفق ًا للنموذج<br />

الذي أعدته الوزارة مبينا بذلك شروط العقد والتزامات كل ّ<br />

أطرافه ، وتتجل ّى أهمية التوثيق بالنسبة لهذا الحق في:‏<br />

(31)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

إتمام ركن من أركان العقد وهو الشكلية وإلا<br />

كان باطلا ً.‏<br />

تمكين المتعاقدين من سند تنفيذي يضمن تنفيذ<br />

الالتزامات المتقابلة لكل ّ الأطراف.‏<br />

يتم فيه التصريح بالأقساط المدفوعة وإثبات ذلك<br />

بالوثائق وتحديد باقي الأقساط كي لا يلجأ المتعهد بالترقية إلى<br />

المراوغة وزيادة الأقساط متى شاء.‏<br />

2<br />

– التسجيل:‏ التسجيل هي عملية جبائية يقوم ا الموثق<br />

لحساب الخزينة العمومية ونيابة عن زبائنه فيحصل رسوم<br />

التسجيل والطابع منهم ليودعها بصندوق قابض الضرائب<br />

المختص إقليميا في آجال يحددها الأمر رقم<br />

في 1976/12/09 المتضمن قانون التسجيل.‏<br />

1<strong>05</strong>-76 المؤرخ<br />

.<br />

تسجل العقود الموثقة التي تم ّ تلخيصها مسبق ًا في كشوف<br />

معدة من طرف المحررين على النسخ الأصلية،‏ ويجب إيداعها<br />

لدى مصلحة التسجيل في نفس الوقت الذي تقدم فيه هذه<br />

الدفاتر والنسخ الأصلية<br />

(32)<br />

إجراء التسجيل على خلاف ما يعتقده البعض ليس له<br />

أي أثر ناقل للملكية،‏ ولا يرتب أي أثر على موضوع الحق<br />

إنما وظيفته جبائية بحتة،‏ وهذا ما نصت عليه المادة<br />

القانون رقم 27-88 المتضمن مهنة التوثيق:‏ يحصل الموث ّق<br />

الحقوق والرسوم بمختلف أنواعها لحساب الدولة من<br />

الأطراف الملزمين بتسديدها،‏ ويدفع مباشرة بقباضات<br />

الضرائب المبالغ الواجبة على الأطراف...‏ ».<br />

28 من<br />

»<br />

-<br />

3<br />

فيسجل عقد البيع بالإيجار على غرار كل ّ العقود<br />

الموث ّقة.‏<br />

إجراء الشهر:‏ يلعب الشهر وظيفة هامة في<br />

إعلان الغير بالمعاملات الواردة على العقارات والحقوق المرتبة<br />

عليها،‏ لذا يسميه البعض الإعلان العقاري بدلا ً من الإشهار<br />

العقاري.‏<br />

هل يشهر البيع بالإيجار ولماذا؟:‏ إذا نظرنا إلى<br />

الأثر الموقف للملكية الذي يتضمنه البيع بالإيجار الذي تنص<br />

عليه المادة 17 من المرسوم رقم 1<strong>05</strong>-01 التي تجعل نقل<br />

الملكية لا يتم إلا عند التسديد النهائي لكل ّ الأقساط<br />

فسوف نجيب بالنفي،‏ أي لا ضرورة إشهار عقد البيع<br />

بالإيجار،‏ لأن ّ الأثر العيني،‏ أو انتقال الحق العيني الأصلي من<br />

المتعهد للمستفيد لا يتم بموجب عقد البيع بالإيجار فلا<br />

ضرورة لإشهاره.‏<br />

لكن إذا نظرنا إلى العقد من جانبه الإيجاري<br />

ستشد انتباهنا مدة هذا الإيجار التي ستدوم إلى غاية<br />

سنة أو 25 سنة على الأكثر.‏ وتطبيق ًا لنص المادة<br />

الأمر رقم المؤرخ في<br />

المتضمن إعداد مسح الأراضي العام،‏ تأسيس السجل<br />

العقاري التي تنص على ما يلي:‏ إن ّ الإيجارات لمدة ‎12‎سنة<br />

لا يكون لها أي أثر بين الأطراف ولا يحتج ا تجاه الغير في<br />

حالة عدم إشهارها «<br />

20<br />

17 من<br />

12 نوفمبر 1975<br />

»<br />

74 – 75<br />

-<br />

من خلال هذه المادة نستخلص أن ّ الإيجارات<br />

الطويلة الأمد يجب إشهارها،‏ وإن لم تكن تتضمن نقلا ً لحق‏ّ‏<br />

179


مجلة الباحث – عدد _______________________________________________________________________________ 2007/5<br />

-<br />

عيني،‏ لكن العبرة من وراء إشهارها هي الاحتجاج ذا الإيجار<br />

بين الأطراف وفي مواجهة الغير.‏<br />

ما دامت مدة الإيجار في البيع الإيجاري تفوق<br />

سنة فنرى ضرورة إشهاره وفق ًا للأوضاع المقررة قانونا.‏<br />

12<br />

–<br />

4<br />

-<br />

-<br />

-<br />

نقل ملكية المسكن:‏ لم يكن المرسوم رقم<br />

1<strong>05</strong>-01 ولا المراسيم المعدلة له واضحة في شأن نقل ملكية<br />

المسكن،‏ فقد اكتفى بجعل نقل الملكية موقوف ًا على دفع كل ّ<br />

الأقساط دون تحديد الإجراء الناقل للملكية،‏ هل العقد الأولي<br />

المتضمن البيع بالإيجار هو الناقل للملكية بمجرد دفع الأقساط؟<br />

إذا كان الأمر كذلك فهو غير معقول،‏ لأن ّ الشهر الذي<br />

شرحناه سابق ًا لم يكن يتعل ّق بالملكية،‏ إنما بالإيجار فلا يعقل<br />

شهر الملكية وهي لم تنتقل بعد ولا يمكن شهر الملكية بموجب<br />

نفس العقد بعد 20 سنة من يوم انتقال الملكية.‏<br />

لا نوافق تماما هذه الفرضية،‏ إنما نتوجه لفرضية<br />

أخرى وهي تحرير عقد جديد بعد الانتهاء من دفع الأقساط<br />

يكون موضوع العقد هنا هو تكريس البيع النهائي مع عرض<br />

البيع الإيجاري الأول،عدى هذا العرض سيحرر الموثق البيع<br />

وفق الإجراءات والأوضاع القانونية المعروفة في هذا اال،‏<br />

ويسجل ، ثم ّ يشهر في المحافظة العقارية،‏ وتنتقل بذلك الملكية<br />

خالصة للمشتري وبصورة ائية.‏<br />

وما يدعم رأينا هذا هو أحد البنود التي يتضمنها<br />

البيع الإيجاري في حد ذاته،‏ إذ ينص في المادة 11 منه على ما<br />

يلي:‏ » تنتقل ملكية المسكن موضوع هذا العقد الخاص بالبيع<br />

بالإيجار بعدما يستوفي المستفيد ثمن بيع المسكن بكامله،‏ تنتقل<br />

ملكية المسكن بعقد رسمي محرر أمام الموثق ويخضع لإجراءات<br />

التسجيل والإشهار لدى الإدارة المعينة وفق ًا للتشريع المعمول<br />

به ».<br />

الخلاصة<br />

1<strong>05</strong><br />

23<br />

–<br />

01<br />

2001<br />

23<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تعد صيغة البيع بالإيجار صيغة حديثة لجأت إليها<br />

الدولة للتقليل من حدة أزمة السكن التي يعانيها المواطنون،‏<br />

وبالفعل كان الإقبال عليها كثيرا،‏ وقد استجابت له شريحة<br />

كبيرة من اتمع.كان تنظيم المرسوم رقم<br />

والمراسيم المعدلة له يرك ّز على شروط العقد والتزامات أطرافه،‏<br />

وحاول الإلمام بكل ّ الالتزامات،‏ وحدد القرار المؤرخ في<br />

جويليه 2001 شروط الترشح للاستفادة من هذا السكن،‏ ثم ّ<br />

كيفيات معالجة الطلبات وتحديد قائمة المستفيدين،‏ كما حدد<br />

القرار المؤرخ في جويليه نموذجا لعقد البيع<br />

بالإيجار الذي حاول فيه جمع أحكام هذا العقد وتنظيمه<br />

تنظيما محكما،‏ إلا أن ّ هذه النصوص لم تكن كافية،‏ وذلك<br />

نظرا للنقائص التي لاحظناها فيها خلال دراستنا لها.‏<br />

فمجموع هذه النصوص لم تساعدنا على الوصول<br />

إلى تكييف دقيق لهذا العقد ونقاط كثيرة بقيت غامضة تسند<br />

مهمة إيضاحها للقضاء إذا ما عرضت عليه نزاعات ذا<br />

الصدد،‏ وأكيد أن ّ هذه الاجتهادات تكون ذخيرة لا يستهان<br />

ا لسد هذه الثغرات.‏<br />

ولعل ّ أهم نقطة أغفلها المشرع وكان يجب النص<br />

عليها صراحة هي وجود عقد لاحق لعقد البيع الإيجاري يتول ّى<br />

تكريس البيع النهائي وكونه السبيل الوحيد لشهر هذه الملكية<br />

وانتقالها خالصة للمشتري.‏<br />

180


______________________________________________________________________ عقد البيع بالإيجار.‏ ص.‏ ص.‏ 182-173<br />

: المراجع<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

القانون رقم 25-90 المؤرخ في 18 نوفمبر 1990 الخاص بالتوجيه العقاري المعدل والمتمم.‏<br />

القانون رقم 29-90 المؤرخ في 01 ديسمبر 1990 المتعل ّق بالتهيئة والعمران.‏<br />

المرسوم التشريعي 03-93 المؤرخ في 01 مارس 1993 المتعلق بالنشاط العقاري.‏<br />

القانون رقم 07-86 المؤرخ في 04 مارس 1986 المتضمن الترقية العقارية.‏<br />

المرسوم التنفيذي 1<strong>05</strong>-01 المؤرخ في 2001 المحدد لشروط شراء المساكن المنجزة بأموال عمومية في إطار البيع بالإيجار وكيفيات ذلك،‏<br />

ج ر عدد<br />

ج ر عدد 25 الصادرة في 2001/04/29 والذي عدل بموجب المرسوم التنفيذي 35-03 المؤرخ في<br />

الصادرة في 2003/01/22 والذي غير إسم المرسوم ليصبح كما يلي المرسوم التنفيذي...«‏ المحدد شروط وكيفيات شراء المساكن المنجزة<br />

بأموال عمومية أو مصادر بنكية أو أي تمويلات أخرى في إطار البيع بالإيجار<br />

انظر:‏ عبد الرزاق أحمد السنهوري،‏ الوسيط في شرح القانون المدني الجديد،‏ الد الأول،‏ مصادر الالتزام منشورات حلبي بيروت،‏<br />

04<br />

13 جانفي .2003<br />

23 أفريل<br />

.«<br />

1986، ص<br />

.6<br />

.154<br />

.7<br />

.8<br />

،2001 ص.ص .87 ،86<br />

9. « La location – Vente désigne davantage une variété d’opérations Juridiques qu’elle ne<br />

correspond a un type de contact ».<br />

Voir : THUILLIER Hugues, Location vente, encyclopédie civile, Dalloz, V, N° 1 et 2.<br />

10. « Au sens large, constituent des locations de vente aussi bien le bail pour simplement assorti<br />

d’une promesse unilatérale de vente, que la ventes ferme, dans laquelle le transfert de<br />

propriété d’une période de location ».<br />

Voir : THUILLIER Hugues, op, cit. p. 1.<br />

2003/01/22<br />

13 جانفي<br />

»<br />

.«<br />

.12<br />

.13<br />

-01<br />

.15<br />

.16<br />

.18<br />

.19<br />

.20<br />

.21<br />

د.‏ إبراهيم أبو اليل،‏ البيع بالتقسيط والبيوع الائتمانية الأخرى،‏ مطبوعات جامعة الكويت،‏ الكويت سنة 1984، ص.ص 27. 26،<br />

حمزي إبراهيم،‏ النظام القانوني لعقد الاعتماد الإيجاري للأصول المنقولة،‏ مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع قانون الأعمال،‏ جامعة تيزي وزو سنة<br />

‎11‎‏.عدلت هذه المادة بموجب المادة 5 من المرسوم التنفيذي رقم 35-03 المؤرخ في 2003، ج ر عدد 04 الصادرة في<br />

وصار نصها كما يلي:‏ تطبق هذه الأحكام على المساكن المنجزة بواسطة ميزانية الدولة أو الجماعات المحل ّية أو بواسطة مصادر بنكية أو<br />

تمويلات أخرى...‏<br />

الأمر 91-70 المؤرخ في 15 ديسمبر 1970 المتضمن تنظيم مهنة التوثيق.‏<br />

انظر القانون رقم 14-88 المؤرخ في 3 ماي 1988 المتضمن تعديل وتتميم القانون المدني.‏<br />

‎14‎‏.صارت هذه المدة 25 سنة بموجب 2 من المرسوم التنفيذي رقم 340-04 المؤرخ في نوفمبر 2004 المتضمن تعديل المرسوم التنفيذي رقم<br />

1<strong>05</strong>، ج ر عدد 69 الصادرة في 03 نوفمبر 2004.<br />

الأمر 75-74 المؤرخ في 12 نوفمبر 1975 يتضمن إعداد مسح الأراضي العام وتأسيس السجل العقاري.‏<br />

انظر عبد الرزاق أحمد السنهوري،‏ الجزء الأول،‏ مصادر الالتزام،‏ ص 157.<br />

‎17‎‏.خليل أحمد حسن قدارة،‏ الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري،‏ الجزء الرابع،‏ عقد البيع،‏ ديوان المطبوعات الجامعية،‏ الجزائر،‏ 1996، ص 11.<br />

المعدلة بموجب المادة 2 من المرسوم 340/04 المذكور سابق.‏ وجعلت المدة 25 سنة بدل من 20 سنة.‏<br />

القانون رقم – <strong>05</strong> 10 المؤرخ في 20 جوان 20<strong>05</strong> المعدل والمتمم للأمر رقم – 75 58 المتضمن القانون المدني،‏ ج.‏ ر عدد 44 لسنة 20<strong>05</strong>.<br />

انظر:‏ السنهوري،‏ الجزء الرابع،‏ عقد البيع والمقايضة،‏ ص 175<br />

انظر:الأستاذ العروم مصطفى،‏ عقد الإيجار،‏ خصائصه،‏ شروطه،‏ آثاره وتنفيذه،‏ مجل ّة الموث ّق،‏ العدد 2، سنة 2001، ص 15.<br />

‎22‎‏.عبد الرزاق أحمد السنهوري،‏ الجزء الرابع،‏ عقد البيع والمقايضة،‏ مرجع سابق،‏ ص 181<br />

انظر:‏ السنهوري،‏ الجزء الرابع،‏ عقد البيع والمقايضة،‏ مرجع سابق،‏ ص 178.<br />

انظر:علاء الدين عبد اللهفواز الخصاونة التكييف القانوني لعقد الإيجار التمويلي ‏،دار الثقافة ‏،الأردن 2002 ص‎85-83‎‏.‏<br />

انظر:أيت ساحد كاهنة ، الاعتماد الإيجاري للأصول غير المنقولة ، مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع قانون الأعمال ، جامعة تيزي وزو<br />

ص‎73‎‏.‏<br />

انظر المادة 6 من المرسوم التنفيذي رقم 01- 1<strong>05</strong>.<br />

انظر المادة 2 من المرسوم التنفيذي رقم – 04 137 المعدلة للمادة 07 من المرسوم رقم 01<br />

انظر المادة 8 من المرسوم التنفيذي رقم – 01 1<strong>05</strong> المعدلة بموجب المرسوم رقم 04<br />

انظر المادة 4 من المرسوم التنفيذي رقم – 01 1<strong>05</strong> المعدلة بموجب المادة 03 من المرسوم رقم 03<br />

القرار المؤرخ في 23 يوليو سنة 2001 الذي يحدد شروط معالجة طلبات شراء المساكن في إطار البيع بالإيجار وكيفيات ذلك.ج.‏ ر،‏ عدد<br />

2004<br />

.182 –<br />

.1<strong>05</strong> –<br />

.340 –<br />

– ،35 ج.ر،‏ عدد 04 لسنة .2003<br />

52، لسنة<br />

.177 –<br />

.2001<br />

.23<br />

.24<br />

.25<br />

.26<br />

.27<br />

.28<br />

.29<br />

.30<br />

.31<br />

.32<br />

القرار المؤرخ في 23 جويلية 2001 المتضمن نموذج عقد البيع بالإيجار،‏ الجريدة الرسمية،‏ عدد 52، لسنة 2001.<br />

انظر المادة 15 من قانون التسجيل المعدلة بالمادة 41 من قانون المالية لسنة 1996.<br />

181


_____________________________Les Impacts Socioéconomiques du PNDA dans la vallée de Oued Righ - PP. 01-<strong>05</strong><br />

« Les Impacts Socioéconomiques du PNDA<br />

dans la vallée de Oued Righ »<br />

BENZIOUCHE Salah eddine<br />

Université Mohamed Khider – Biskra-<br />

Résumé :<br />

L’agriculture saharienne a connu une profonde<br />

évolution à travers des différents politiques<br />

agricoles depuis l’indépendance à nos jours, Nous<br />

tenterons à travers cette étude pratique dans la<br />

région de Oued righ ( caractérise par un système<br />

de type oasien ) d’identifier les goulots<br />

d’étranglement qui entravent le développement de<br />

l’agriculture dans cette région, les retombées<br />

socio-économiques après la mise en œuvre du<br />

PNDA (Plan National de Développement de<br />

l’Agriculture), mais aussi de saisir la dynamique<br />

de ce système de production sur cette même<br />

région.<br />

Mots clés :<br />

Système de production, agriculture saharienne,<br />

PNDA, Politiques Agricoles. retombées<br />

socioéconomiques.<br />

Introduction<br />

Les régions sahariennes constituent une source de<br />

richesse économique, de diversité naturelle et<br />

d’échanges sociaux. Examiner l’agriculture dans ces<br />

zones s’est avéré nécessaire, car elle a subit une large<br />

et profonde évolution à travers les différentes<br />

politiques agricoles de l’Etat depuis l’indépendance et<br />

jusqu’à nos jours, notamment le programme national<br />

de développement agricole.<br />

A travers la présente étude, nous essayerons<br />

d’identifier les atouts et contraintes de l’agriculture<br />

dans la région de Oued Righ et d’analyser les stratégies<br />

des agriculteurs fondées sur les savoirs locaux. Nous<br />

essaierons également de mesurer les retombées socioéconomiques,<br />

techniques et environnementales, sur<br />

cette même région, après la mise en œuvre du PNDA<br />

(Plan National de Développement Agricole).<br />

1-: brève description du système de production:<br />

La vallée de Oued Righ se caractérise par un système<br />

de type oasien qui consiste depuis l’antiquité, en une<br />

association de trois strates végétales ; Celle du palmier<br />

(et plus particulièrement à la variété de datte "Deglet<br />

Nour" destinée à l’exportation), celle des arbres<br />

fruitiers divers et celle des cultures annuelles. Le<br />

micro-climat favorable créé par le palmier, favorise<br />

une polyculture vivrière (maraîchage, fourrages,<br />

céréaliculture) en association avec un élevage, surtout<br />

caprin mais aussi ovin, de type familial et en conduite<br />

traditionnelle. L’association des trois strates végétales<br />

traditionnelles est présente dans 53% des exploitations.<br />

En supposant que les exploitations ayant à la fois des<br />

palmiers et d'autres cultures que les arbres fruitiers,<br />

puissent être considérées comme intensives, il reste que<br />

30% des exploitations pratiquent un système de<br />

production plutôt extensif. (1)<br />

Néanmoins, ce système de production, ayant<br />

traditionnellement pour finalité une agriculture de<br />

subsistance (2), a connu un recul permanent et il est<br />

même menacé de disparition. Le regain d’intérêt<br />

enregistré pour l’agriculture durant les cinq dernières<br />

années à travers le projet du programme national de<br />

développement agricole PNDA a introduit une<br />

transformation structurelle puisqu’on assiste à une<br />

relance qui s’exprime non seulement à travers<br />

l’extension des périmètres phoenicicoles mais aussi par<br />

le développement et la mutation des systèmes de<br />

production. Ainsi, le passage de la monoculture à la<br />

polyculture, la mobilisation des eaux souterraines, la<br />

réalisation de grands canaux d’irrigation, l’extension de<br />

la plasticulture et l’amélioration des itinéraires<br />

techniques manifestent, chacun à sa manière, le<br />

renouveau de cette agriculture.<br />

2- :Les principaux objectifs du<br />

PNDA(Programme National de Développement<br />

Agricole)<br />

Dans son essence même, le PNDA s’est voulu, pour<br />

ceux qui l’ont initié, un instrument qui pourrait assurer<br />

au pays une amélioration du niveau de la sécurité<br />

alimentaire qui vise l'accès des populations aux<br />

produits alimentaires, selon les normes<br />

conventionnellement admises, une meilleure<br />

couverture de la consommation par la production<br />

nationale et un développement des capacités de<br />

production des intrants agricoles et du matériel de<br />

reproduction ainsi que la promotion de l'agriculture<br />

biologique et la préservation et l'utilisation rationnelle<br />

des ressources naturelles (eau et sols) pour promouvoir<br />

un développement harmonieux et durable(3).<br />

Il vise à adapter les systèmes de production aux<br />

conditions des milieux physiques et climatiques des<br />

différentes zones de production car, dans la logique du<br />

PNDA, la reconversion n’en est pas moins un facteur<br />

de meilleure rentabilité des terres arables et de<br />

diminution de l’érosion. Comme il vise aussi à<br />

augmenter la surface agricole utile (SAU) .<br />

D’autres objectifs du PNDA qu’il est bon de rappeler, à<br />

savoir l’amélioration des conditions de vie et de<br />

revenus des agriculteurs, la promotion des productions<br />

à avantages comparatifs avérés pour leur exportation,


la modernisation des exploitations agricoles et<br />

l’amélioration de la compétitivité de l’agriculture et<br />

son intégration dans l’économie mondiale.<br />

Enfin, l’immensité des besoins des populations rurales<br />

et l’avancée de la pauvreté et de l’exclusion, ont mis en<br />

évidence la nécessité d’une stratégie forte et résolue de<br />

revitalisation des espaces ruraux et de réduction des<br />

disparités existantes.<br />

3- :Description spécifique des innovations ou<br />

changements introduits<br />

3-1 Le palmier dattier.<br />

La phoeniciculture premier étage de ce système, a<br />

connu un important regain d’intérêt au cours de ces<br />

dernières années avec plus de 2.2 millions de palmiers<br />

couvrant au total une superficie de 20 000 ha. Cette<br />

région est la plus importante du point de vue<br />

patrimoine phoenicicole du pays. La part du lion du<br />

patrimoine est accaparée par la variété Deglet Nour<br />

dont la qualité est reconnue tant sur le marché algérien<br />

que sur les marchés extérieurs (4).<br />

Si l’on compare le nombre de palmiers et leur<br />

production répertoriée en 2004, aux données équivalent<br />

de 1980, on s’aperçoit qu’un effort considérable de<br />

plantation a eu lieu au cours de ces dernières années et<br />

qu’une grande part du verger est de plantation récente.<br />

En effet, le total du palmier dattier est passé de 1.8<br />

millions de pieds à 2.2 millions de pieds (dont 200<br />

milles sont plantés dans le cadre du PNDA), avec une<br />

nette réorientation de la production vers la Deglet<br />

Nour, bien qu’une grande partie des nouvelles<br />

plantations ne soit pas rentrée en production<br />

.Néanmoins, la production de dattes a augmenté au<br />

cours de ces dernières années. Cette amélioration dans<br />

la production indique globalement une amélioration<br />

des rendements qui passent pour la Deglet Nour à 53<br />

kg / pied, suite à l’application des techniques de<br />

production modernes et l’amélioration du savoir-faire<br />

grâce à ce projet.<br />

3-2 :Importance de l’arboriculture.<br />

Avant le PNDA, l’arboriculture fruitière restait<br />

marginalisée et pratiquée à très petite échelle et d’une<br />

manière extensive avec quelques sujets de différentes<br />

espèces destinées uniquement à la consommation<br />

familiale. La proportion des agriculteurs qui<br />

pratiquaient l’arboriculture ne dépassait pas 15%. Ces<br />

arbres amandiers, vignes, abricotiers et oliviers sont<br />

dispersés entre les palmiers. Actuellement et grâce au<br />

PNDA, l’arboriculture se pratique par 70% des<br />

exploitants, notamment dans les grandes exploitations.<br />

Les arbres sont majoritairement rustiques, adaptés aux<br />

conditions pédoclimatiques de la région et le type de<br />

plantation se fait généralement dans des parcelles<br />

limitrophes des palmiers et rarement entre pieds, avec<br />

une conduite intensive dont le but essentiel, est la<br />

commercialisation et l’amélioration du revenu.<br />

3-3 :Les cultures maraîchères<br />

A l’instar des deux étages précédents, notre enquête<br />

prouve que l’on assiste à un phénomène tout à fait<br />

nouveau pour la région saharienne, il ne s’agit plus de<br />

jardinage d’autosubsistance comme avant le PNDA<br />

dont le maigre surplus s’écoulent tant bien que mal sur<br />

le marché local, mais bien d’une production spécialisée<br />

destinée au marché national.<br />

La part des agriculteurs pratiquant des cultures<br />

maraîchères a augmenté de 30% jusqu’au 66.27% et<br />

conduites d’une manière intensive grâce à ce projet.<br />

On assiste également, grâce à ce programme, à une<br />

génération des serres qui semble gagner en importance<br />

dans toute la région. Avant le PNDA seul 2.36% des<br />

exploitations cultivaient du maraîchage sous serres.<br />

Cependant et grâce au PNDA, le nombre de serres est<br />

devenu très important est dépasse les 250 serres dans la<br />

région,<br />

3-4 : Les cultures fourragères.<br />

Les cultures fourragères sous palmier, bien qu'encore<br />

faiblement maîtrisées et malgré les multiples<br />

contraintes sont partout présentes. En effet, seuls 13 %<br />

des agriculteurs ne les pratiquent pas dans leurs<br />

palmeraies. L’importance et la progression des<br />

pratiquants de cette culture notamment après le PNDA,<br />

sont certainement à mettre en parallèle avec<br />

l’augmentation du nombre d'éleveurs nomades et de la<br />

forte demande de bottes de luzerne à des prix très<br />

rémunérateurs émanant des "éleveurs urbains" mais<br />

aussi avec la sensibilisation pour une utilisation<br />

rationnelle de l’eau.<br />

Cette culture sous-jacente a amélioré le revenu des<br />

agriculteurs et augmenté l’auto approvisionnement<br />

pour leur cheptel, néanmoins 12.92 % des agriculteurs<br />

et bien qu’ils soient des éleveurs, vendent la totalité de<br />

leurs productions fourragères au marché à un prix de<br />

15 à 20 DA par unité (botte de 10 kg).<br />

3-5 :L’élevage.<br />

L’élevage dans cette région est peu soutenu par les<br />

programmes du PNDA, par conséquent, il n’a pas<br />

connu une grande dynamique et parfois on enregistre<br />

même une régression du cheptel de 20%. Cet élevage<br />

reste caractérisé par la dominance de très petits<br />

troupeaux de caprins de 2 à 8 têtes par éleveur en<br />

moyenne, pour la production de lait, avec la présence<br />

de quelques têtes d'ovins (2 à 5 têtes) pour<br />

l’autoconsommation à l'occasion des fêtes, caractérisés<br />

par des paramètres zootechniques médiocres,<br />

particulièrement ceux relatifs à la prophylaxie. Cet<br />

élevage est d’autre part, disséminé à travers les<br />

parcours sahariens ou quelquefois en stabulation<br />

entravée.<br />

La situation trouve sa justification dans le fait que les<br />

bénéficiaires du PNDA étaient poussés à apporter leur<br />

contribution au financement de leurs propres<br />

investissements.


_____________________________Les Impacts Socioéconomiques du PNDA dans la vallée de Oued Righ - PP. 01-<strong>05</strong><br />

4- Principale étapes et séquences réalisées pour<br />

bénéficier du PNDA<br />

Tous les agriculteurs ont le droit de bénéficier du<br />

PNDA en suivant une démarche administrative et<br />

selon des conditions déterminées par le Ministère de<br />

l’agriculture. La propriété d’une terre agricole et<br />

l’adaptation du projet au système de production locale<br />

et aux conditions des milieux physiques et climatiques<br />

de la zone de plantation du projet sont les principales<br />

conditions exigées. Ainsi l’éligibilité au soutien de tout<br />

projet est fondée sur trois critères: la durabilité<br />

écologique, l’acceptabilité sociale et la rentabilité<br />

économique.<br />

Chaque agriculteur présente un dossier administratif<br />

auprès de la direction des services agricoles de sa<br />

région avec une étude de son projet d’investissement ;<br />

et après étude du dossiers et s’il remplit les conditions<br />

nécessaires, il bénéficiera d’une d’aide de l’Etat de<br />

75% du coût du projet par l’intermédiaire de la banque<br />

d’agriculture et de développement rural BADR alors<br />

que la part d’autofinancement est de 25%.<br />

Les projets les plus soutenus par ce programme sont<br />

généralement ; le système d’irrigation (goutte à goutte<br />

et l’aspersion), la réalisation des forages et des bassins<br />

de stockage d’eau, des plantations arboricoles, la<br />

plasticulture, les chambres froides…etc.<br />

En plus des principales filières de production, l’Etat<br />

encourage aussi toutes les activités liées à la<br />

valorisation des produits agricoles telles que la<br />

collecte, le conditionnement, la conservation, la<br />

transformation.<br />

6- Les bénéficiaires directs et indirects de ce projet<br />

sont nombreux:<br />

En terme de subvention directe se sont les agriculteurs<br />

de cette région qui bénéficient directement de ce projet<br />

à l’instar des agriculteurs au niveau national, dans la<br />

mesure où la part des agriculteurs de cette région qui a<br />

bénéficié de ce projet dépasse à l’heure actuelle 50%<br />

de la totalité des agriculteurs de la région et presque<br />

90% des demandeurs. D’une manière indirecte il y a<br />

des bénéficiaires en amont et en aval : en amont, ce<br />

sont les intermédiaires financiers banque d’agriculture<br />

et de développement rural BADR et assureurs comme<br />

la caisse de mutualité agricole CNMA, les fournisseurs<br />

des intrants agricoles sur le marché, les entreprises de<br />

fabrication d’outils et de fournitures, d’importation de<br />

semences et de matériels, de distribution et de revente,<br />

alors qu’en aval, ce sont les commerçants (collecteurs<br />

grossistes et détaillants qui contrôlent le marché des<br />

dattes et des fruits et légumes,<br />

D’autres catégories parties prenantes de ce projet ont<br />

été remarquées dans région notamment les<br />

entrepreneurs qui ont assuré la réalisation des projets<br />

des bénéficiaires du PNDA, tels que les importateurs<br />

et les revendeurs des équipements matériels et<br />

intrants agricoles. A ceux là, on peut ajouter les<br />

bureaux d’études et les petites entreprises qui sont<br />

crées par l’Etat dans le cadre du PNDA au bénéfice<br />

des cadres agronomes chômeurs dont la mission est<br />

assurer l’encadrement aux agriculteurs.<br />

7- L’évaluation de l’impact du programme :<br />

7-1- Les impacts socioéconomiques du<br />

PNDA.<br />

Après quatre années d’application, le PNDA a réussi en<br />

grande partie à atteindre son objectif et à élever la<br />

production en quantité et en qualité ainsi qu’à impulser<br />

une dynamique de relance dans le secteur.<br />

A titre d’exemple, on peut citer que, dans le cadre du<br />

PNDA, la superficie plantée en arbres fruitiers et<br />

rustiques dépasse largement celle comptabilisée depuis<br />

l’indépendance du pays. Et près de 850 000 emplois<br />

créés au niveau national, et la superficie agricole<br />

irriguée a doublé au niveau national.(5)<br />

Dans notre région d’étude nous avons constaté tout au<br />

long de cette étude que la mise en oeuvre du PNDA<br />

dans cette région a eu beaucoup d’impacts<br />

socioéconomiques et environnementale positifs et<br />

négatifs.<br />

D’abord le visage de l’agriculture de cette région a<br />

particulièrement changé, le premier changement<br />

tangible concerne l’implication de plus en plus<br />

importante par le bénéficiaire du PNDA de la maind’œuvre<br />

salariée et plus particulièrement la maind’œuvre<br />

saisonnière.<br />

La SAT et la SAU de cette région ont connu une<br />

grande modification et elles gagnent plusieurs hectares.<br />

Les changements les plus visibles concernent les<br />

superficies réservées à la phoeniciculture, à<br />

l’arboriculture et au maraîchage qui ont évolué de 25%,<br />

100% 70% respectivement pour chaque exploitation<br />

en moyenne.<br />

Le PNDA a permis aux bénéficiaires d’améliorer<br />

l’itinéraire technique suivi dans ces cultures, dans la<br />

mesure où on assiste à la généralisation de<br />

l’utilisation des produits phytosanitaires, et des<br />

fertilisants et l’introduction des techniques d’irrigation<br />

économisatrices d’eau.<br />

Ainsi ce programme de développement de l’agriculture<br />

a d’autres avantages tels que :<br />

• L’émergence d’une nouvelle catégorie<br />

d’agriculteurs et des véritables professionnels capables<br />

de relever les défis de la mondialisation. .<br />

• Grâce au PNDA, l’agriculture est en train de<br />

reprendre la place qui est la sienne en tant que moteur<br />

du développement dans l’économie nationale.<br />

• Amélioration de la valeur ajoutée dégagée par le<br />

secteur agricole.<br />

• La disponibilité de ces produits hors saison,<br />

pendant la période hivernale, est relativement récente<br />

et a été rendue possible et à des prix raisonnables à la<br />

porté des couches vulnérables grâce aux PNDA.<br />

• La réduction de la pauvreté en milieu rural, et la<br />

réduction des disparités existantes entre les zones<br />

rurales


• Une augmentation de la production des produits de<br />

large consommation.<br />

• Le PNDA a encouragé les bénéficiaires à faire<br />

d’autres investissements (investissements induits)<br />

réalisation des hangars, achats du matériels agricoles et<br />

des veuleries , réhabilitations de leurs maisons…etc<br />

Un environnement en enjeux :<br />

Le PNDA a des effets néfastes sur l’environnement<br />

dans la région d’étude. Nous noterons dans ce sens;<br />

• L’aggravation du problème de remontée du sel, ce<br />

qui a influé sur les caractéristiques pédo- climatiques<br />

des sols.<br />

• L’apparition d’insectes et de nouvelles mauvaises<br />

herbes ainsi que le problème du rabattement de la<br />

nappe.<br />

Tous ces problèmes réunis provoquent des dégâts sur<br />

la production agricole en quantité et en qualité et par<br />

conséquent sur la rentabilité des exploitations.<br />

7-2 -Problèmes rencontrés durant la réalisation du<br />

programme PNDA.<br />

Plusieurs contraintes ont entravé la réalisation du<br />

PNDA dans la région d’étude dont les principales<br />

sont (6)<br />

• Le problème du foncier agricole : L’absence d’acte<br />

de propriété des terres (généralement en indivision)<br />

empêche une grande part des agriculteurs de la région<br />

d’étude à l’instar de d’autres au niveau national de<br />

bénéficier du programme du PNDA .<br />

• Les contraintes bureaucratiques constituent un<br />

grand obstacle pour ceux qui n’ont pas eu la chance de<br />

bénéficier de ce programme.<br />

• L’indisponibilité de certains intrants agricoles sur<br />

le marché local favorise l’augmentation des prix suite<br />

aux fortes demandes.<br />

• La mauvaise qualité des arbres et des semences<br />

existantes sur le marché a provoqué l’échec des<br />

projets de plantation de certaines bénéficiaires du<br />

PNDA.<br />

• La mauvaise maîtrise des techniques de production<br />

pour certaines agriculteurs bénéficiaires en raison de<br />

l’absence d’un savoir-faire.<br />

• La pauvreté du sol en éléments minéraux, la<br />

salinité de l’eau, la température élevée de l’eau<br />

souterraine, la remontée des sels, les vents violents,<br />

insectes et ravageurs de plantes, l’exode agricole, etc.<br />

7-3 - Quels ont été les leviers ayant permis le<br />

changement ?<br />

Plusieurs solutions ont été trouvées pour lever les<br />

différentes contraintes du PNDA dont les principales<br />

sont:<br />

• L’encouragement des importations des intrants et<br />

d’équipements agricoles selon des cahiers de charges<br />

et par des spécialistes pour un meilleur<br />

approvisionnement de ces produit à tout moment et à<br />

des prix raisonnables, mais aussi de bonne qualité.<br />

• L’Encouragement du contrôle technique et<br />

phytosanitaire par des spécialistes d’arboriculture et de<br />

l’institut national de protection végétale (INPV)<br />

auprès des bénéficiaires du PNDA pour assurer une<br />

meilleure réalisation du projet.<br />

• Le contrôle des réalisations des forages par des<br />

hydrauliciens et selon des cartes hydrogéologiques<br />

pour éviter l’anarchie et par conséquent le phénomène<br />

du rabattement de nappe.<br />

• L’organisation des compagnes de vulgarisation<br />

pour les agriculteurs par les agents communaux de<br />

vulgarisation afin de sensibiliser et améliorer leurs<br />

savoir- faire.<br />

• Trouver des solutions rapides à la question du<br />

foncier agricole qui reste l’obstacle majeur pour une<br />

grande partie des agriculteurs non bénéficiaires du<br />

PNDA.<br />

• Amendement du sol pauvre en éléments minéraux<br />

par des grandes quantités d’engrais chimiques et<br />

organiques.<br />

• La mise en place par les pouvoirs publics dans<br />

cette région des grands refroidisseurs électriques d’eau<br />

et des mélangeurs d’eau afin d’assurer au agriculteurs<br />

de cette région une eau d’irrigation refroidie et de<br />

moins salinité.<br />

• La sensibilisation des agriculteurs pour pratiquer<br />

la rotation des cultures et l’assolement, et mettre en<br />

place un réseau de drainage pour faire face au<br />

problème de la remonté de la nappe et de salinité des<br />

sels.<br />

• L’approvisionnement des produits phytosanitaires<br />

et des pesticides plus efficaces, et la sensibilisation des<br />

agriculteurs pour les utiliser d’une manière rationnelle<br />

et à des doses selon les normes des spécialistes ; dans<br />

le but de remédier aux problèmes des insectes et des<br />

ravageurs et autres maladies phytosanitaires.<br />

Parmi les leviers qui ont permis le changement, c’est<br />

surtout la volonté des pouvoirs publics de sortir le<br />

secteur de l’agriculture algérien de l’état de<br />

somnolence dans lequel il s’est retrouvé et afin de lui<br />

permettre d’emprunter dorénavant une démarche<br />

résolument économique.<br />

• L’émergence d’une nouvelle catégorie<br />

d’agriculteurs et des véritables professionnels capables<br />

de relever les défis de la mondialisation.<br />

• La rentabilité financière des capitaux engagés dans<br />

cette spéculation.<br />

• L’ambition et l’attachement à la terre des paysans<br />

pousse ces derniers à investir en agriculture.<br />

• La libération des prix des produits agricoles et le<br />

retrait de l’Etat de la régulation et le contrôle des<br />

marchés de gros des fruits et légumes.<br />

• La disponibilité de financement sans intérêts et<br />

sans remboursement encourage ceux qui ont comme<br />

obstacle la contrainte religieuse (les intérêts bancaires)<br />

de bénéficier de ce projet.<br />

• Le chômage et la pauvreté accentués dans cette<br />

région.


_____________________________Les Impacts Socioéconomiques du PNDA dans la vallée de Oued Righ - PP. 01-<strong>05</strong><br />

8- :possibilité de généralisation au reste du pays .<br />

Ce projet a été mis en place en premier temps dans<br />

certaines régions de pays et pour une seule catégorie<br />

d’agriculteurs comme exploitations pilotes. Et après le<br />

succès et les résultats fructueux enregistrés, il a été<br />

généralisé dans tout le pays y compris la région de<br />

notre étude et pour tous les agriculteurs en tenant en<br />

considération les contraintes et les obstacles rencontrés<br />

durant la première expérience.<br />

Le projet a été généralisé par la suite à d’autre activité<br />

liée à l’agriculture et à cet effet, cinq programmes de<br />

développement sont lancés à travers le territoire<br />

national par le ministère d’agriculture :<br />

1. Le programme de développement des<br />

productions agricoles de large consommation et celles<br />

à avantages comparatifs avérés.<br />

2. Le programme d'adaptation des systèmes de<br />

cultures aux conditions des différents milieux naturels<br />

(reconversion).<br />

3. Le plan national de reboisement dont les<br />

objectifs ont été réorientés en faveur de boisements<br />

utiles et économiques.<br />

4. Le programme de développement des zones<br />

de parcours et de protection de la steppe.<br />

5. Le programme de développement des zones<br />

rurales.<br />

9- Que doit on faire pour promouvoir ce programme ?<br />

• Régler le problème du foncier agricole afin de<br />

permet à une grande partie des grands et vrais<br />

agriculteurs de bénéficier de ce projet.<br />

• Mise en place des lois réglementaires empêchant<br />

le morcellement des terres.<br />

• L’organisation du marché de gros des fruits et<br />

légumes pour mettre fin aux spéculations des<br />

commerçants intermédiaires.<br />

• Améliorer le savoir-faire et les conditions<br />

techniques de la production des agriculteurs par des<br />

campagnes de sensibilisation, de vulgarisation de<br />

nouvelles techniques, méthodes et moyens de<br />

production.<br />

• Encourager les exportations afin d’assurer des<br />

débouchés permanentes de la production, surtout pour<br />

les dattes.<br />

• Mise en place des unités de conditionnement et de<br />

transformation et des chambres froides pour assurer<br />

un lieu de stockage en cas de saturation de marché.<br />

Conclusion :<br />

Un regain d’intérêt a été enregistré pour<br />

l’agriculture dans la région d’étude durant les<br />

deux dernières décennies, et on assiste à une<br />

relance qui s’exprime non seulement à travers<br />

l’extension des périmètres phoenicicoles mais<br />

aussi par le développement et la mutation des<br />

systèmes de production. Ainsi, nous<br />

observons le passage de la monoculture à la<br />

polyculture, la réalisation de grands canaux<br />

d’irrigation, l’extension de la plasticulture,<br />

l’amélioration des itinéraires techniques .<br />

Le développement de cette dynamique s’est accéléré<br />

avec l’application du PNDA (2000). Mais, ce regain<br />

d’intérêt s’explique aussi sans aucun doute par<br />

l'évolution tendancielle à la baisse des cours de la datte<br />

sur les marchés ainsi que par les menaces des maladies<br />

pesant sur le patrimoine phoenicicole d’une part, et<br />

d’autre part, les conditions climatiques favorables<br />

durant les quatre saisons pour certaines zones. La<br />

dynamique de ce système est aussi le résultat du<br />

changement de stratégie des producteurs qui, pour se<br />

procurer un niveau de revenu élevé et afin de<br />

minimiser les risques liés à l'activité, préfèraent de plus<br />

en plus la combinaison de plusieurs types de<br />

productions.<br />

Références<br />

(1) :BENZIOUCHE (S), 2000. « Analyse de la filière datte en Algérie, étude de cas des daïras de Djamaa et Mghaer ».<br />

Thèse de magister en Sciences Agronomiques, option Développement Rural, INA, Alger.<br />

(2) :BELLA BACI . H : « Perspectives de l’agriculture saharienne à travers la culture du palmier dattiers. » ITDAS,<br />

janvier 1986.<br />

(3):S. Bedrani, F. Chehat et S. Ababsa : « l’agriculture algérienne en 2000. une révolution tranquille. Le PNDA » in<br />

Prospectives agricoles n°1, 2001, p-p. 5-60 ;<br />

(4):MESSAR (E.M.), 1996. Le secteur phoenicicole algérien : situation et perspectives à l’horizon 2010. In Options<br />

méditerranéennes, n°2, 1996.<br />

(5):<strong>El</strong>éments d’une stratégie de développement agricole et rural pour la décennie 2004-2013 in<br />

journal el watan du 31/03/2004 ;<br />

(6): BENZIOUCHE (S), 20<strong>05</strong>: “Role of the national agricultural development plan in the recent change in the farming<br />

system of the oasis of Oued Righ (<strong>Algeria</strong>) » in acte de symposium (IFSA-GLO) 31 October to 4th<br />

November 20<strong>05</strong>, Rome.<br />

(7) :PERENNES. J : « Les structures agraires et décolonisation des oasis de l’oued righ. »Alger OPU , 1980.

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!