06.06.2014 Views

El-BAHITH REVIEW Number 06 _ University Of Ouargla Algeria

Annual refereed journal of applied reserch in economic, commercial and managment sciences

Annual refereed journal of applied reserch in economic, commercial and managment sciences

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

2008<br />

6<br />

2002 -1990<br />

2005<br />

1970<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

<br />

Changement institutionnel et économie parallèle en Algérie<br />

L'entreprise, l'Université et le Marché du Travail en Algérie<br />

Le développement de l’économie agricole oasienne<br />

ISSN : 1112-3613<br />

2002 110<br />

http://rcweb.luedld.net


دورية أكاديمية محكمة،‏ سنوية<br />

كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية<br />

تصدر عن<br />

ورقلة<br />

قاصدي مرباح<br />

جامعة<br />

التسيير<br />

تهتم المجلة بنشر الأبحاث المتعلقة بالعلوم الاقتصادية و وعلوم<br />

السادس<br />

العدد<br />

2008<br />

//<strong>06</strong>


مجلة الباحث - دورية علمية محكمة<br />

تصدر عن كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية - جامعة قاصدي مرباح ورقلة<br />

<br />

: مدير المجلة<br />

رئيس التحرير:‏<br />

مسئول النشر<br />

أ.د/‏<br />

:<br />

بوطرفاية احمد ‏(رئيس الجامعة)‏<br />

أ.د/‏ بختي ابراهيم<br />

د/‏ شعوبي محمود فوزي<br />

أعضاء الهيئة العلمية الإستشارية الدائمين<br />

:<br />

أ.د/‏ أقاسم قادة ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

إيطاليا)‏<br />

أ.د/‏ سيرجيو برنسياري ‏(جامعة أ.د/‏ عبد الرحيم عبد الحميد الساعاتي ‏(جامعة الملك عبد العزيز - السعودية)‏<br />

أ.د/‏ رفعت عودة االله الشتاق ‏(الجامعة الأردنية الهاشمية - الأردن)‏<br />

أ.د/‏ محفوظ احمد جودة ‏(جامعة العلوم التطبيقية - الأردن)‏<br />

أ.د/‏ راتول محمد ‏(جامعة الشلف)‏<br />

أ.د/‏ قدي عبد ايد ‏(جامعة الجزائر)‏ أ.د/‏ بختي ابراهيم ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

أ.د/‏ تومي صالح ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

أ.د/‏ براق محمد ‏(المدرسة العليا للتجارة)‏<br />

أ.د/‏ عماري عمار ‏(جامعة سطيف)‏<br />

أ.د/‏ ناصر دادي عدون ‏(المدرسة العليا للتجارة)‏<br />

أ.د/‏ رحال علي ‏(جامعة باتنة)‏<br />

د/‏ لعمى أحمد ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ بن قرينة محمد حمزة ‏(جامعة ورقلة)‏ د/‏ خليل عبد الرزاق ‏(جامعة الأغواط)‏<br />

د/‏ قريشي محمد جموعي ‏(جامعة ورقلة)‏ د/‏ بن بريكة عبد الوهاب ‏(جامعة بسكرة)‏<br />

د/‏ مداني بن بلغيث ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/شيخي محمد ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ دادن عبد الغني ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ سليمان ناصر ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ نوفيل حديد ‏(جامعة الجزائر)‏<br />

د/‏ عزاوي اعمر ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ دي عيسى ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ شعوبي محمود فوزي ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

د/‏ صديقي مسعود ‏(جامعة ورقلة)‏<br />

أنكونا -<br />

معلومات الاتصال بالمجلة :<br />

جامعة قاصدي مرباح ورقلة<br />

مخبر الجامعة،‏ المؤسسة والتنمية المحلية المستدامة<br />

موقع الإنترنت<br />

البريد الالكتروني<br />

http://rcweb.luedld.net<br />

rcweb@luedld.net :<br />

-<br />

:<br />

3


الة في النشر قواعد<br />

- 1<br />

الباحث،‏ مجلة علمية أكاديمية محكمة،‏ تم بالأبحاث الأصلية،‏ التي لم<br />

يتم نشرها سابقا ً،‏ و المعالجة بأسلوب علمي موثق.‏<br />

– 2<br />

ترسل المقالات وجوبا في شكل ملف مرفق عبر البريد الإلكتروني للمجلة المدون أدناه،‏ ويشترط أن يكون المقال مكتوبا ببرنامج<br />

Microsoft Word<br />

RTF. بنسق<br />

‏(نوع الخط بالعربية<br />

: Arabic ،Traditional مقاسه<br />

: Roman ،Times New مقاسه<br />

: 14، أما اللغة الأجنبية<br />

فنوع الخط<br />

: 12)، يراعى في حجم المقال كحد أقصى 15 صفحة،‏ بما فيها المصادر،‏ الهوامش،‏ الجداول<br />

والرسوم التوضيحية،‏ ويجب أن ترقم الصفحات ترقيما ً متسلسلا ً ؛ ويرفق الباحث ملخصا ً عن البحث لا يزيد عن<br />

المقال ‏(نوع الخط<br />

5<br />

: Arabic ،Traditional مقاسه<br />

على ضرورة احترام علامات الضبط<br />

: 12)، مع ضرورة إدراج الكلمات المفتاحية<br />

أسطر بلغة تحرير<br />

(Les mots clés)<br />

(La ponctuation)<br />

اليمن 2.6<br />

الوثيقة المحمولة<br />

سم ومن اليسار 1.5 سم ؛ والمسافة بين الأسطر تقدر ب 0.88 سم.‏<br />

لمزيد من التوضيح،‏ يمكن الإطلاع بالموقع الإلكتروني للمجلة على مقال معياري<br />

مباشرة،‏ النسخة العربية<br />

؛ وننبه<br />

؛ أما بالنسبة لهوامش الصفحة من الأعلى والأسفل 2.54 سم ومن<br />

Article_Standard.pdf<br />

(PDF : Portable Document Format)<br />

:<br />

هذا الملف يتماشى مع الشروط المذكورة.‏<br />

،Article_modèle.dot أو النسخة الفرنسية<br />

بصيغة<br />

؛ ويمكنكم أيضا تحميل ملف قالب بصيغة الوورد،‏ جاهز للكتابة<br />

،Article_modèle_Fr.dot :<br />

- 3<br />

- 4<br />

على أساس أن<br />

ترفق المادة المقدمة للنشر بنبذة عن الباحث متضمنة اسمه بالعربية وبالحروف اللاتينية مع عنوانه البريدي الكامل وعنوان بريده<br />

الإلكتروني،‏ وذكر أرقام الهاتف والفاكس ‏(إن أمكن)‏ ؛ وفي حالة وجود أكثر من باحث يتم مراسلة الاسم الذي يجب أن يرد أولا ً في<br />

ترتيب الأسماء.‏<br />

مادة النشر تكون موثقة كما يلي<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

بالنسبة للكتب<br />

بالنسبة للمجلة<br />

:<br />

:<br />

بالنسبة لمراجع الانترنت<br />

:<br />

- 5<br />

إسم المؤلف،‏ ‏"عنوان الكتاب"،‏ دار النشر ‏(الناشر)،‏ مكان النشر وسنة النشر،‏ رقم الصفحة.‏<br />

إسم المؤلف،‏ ‏"عنوان المقال"،‏ عنوان الة،‏ العدد،‏ مكان النشر وسنة النشر،‏ رقم الصفحة.‏<br />

إسم المؤلف،‏ ‏"عنوان المقال"،‏ تاريخ التصفح،‏ العنوان الإلكتروني كاملا ‏(يشمل الملف).‏<br />

توضع الإحالات والمراجع والمصادر والجداول في آخر المقال،‏ وترقم بالتسلسل حسب ظهورها في النص،‏ ‏(مراجع المقال هي فقط<br />

تلك المراجع والمصادر المقتبس منها فعلا).‏<br />

- 6<br />

يحق للمجلة ‏(إذا رأت ضرورة لذلك)‏ إجراء بعض التعديلات الشكلية على المادة المقدمة للنشر دون المساس بمضموا ؛ الة غير<br />

ملزمة برد المقالات غير المقبولة للنشر.‏<br />

- 7<br />

تعبر مضامين المواد المنشورة في الة عن آراء أصحاا،‏ ولا تمثل بالضرورة رأي الة.‏<br />

http://rcweb.luedld.net/pa.htm<br />

-8<br />

على صاحب المقال متابعة سير عملية نشر مقاله،‏ من خلال موقع الة<br />

وننبه<br />

:<br />

على أن كل مقال يخالف شروط النشر،‏ لن يؤخذ به،‏ ولن يشعر صاحبه بذلك.‏<br />

- 9<br />

ترسل المواد وتوجه المراسلات فقط عن طريق البريد الإلكتروني فقط<br />

rcweb@luedld.net :<br />

http://rcweb.luedld.net<br />

-<br />

يمكنم الإطلاع على قواعد النشر هذه من خلال موقع الة<br />

:<br />

5


مجلة<br />

الباحث - العدد 2008 / <strong>06</strong><br />

المحتويات<br />

المقالات :<br />

تحليل أثر التدريب والتحفيز على تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية،‏ ش.‏ الداوي<br />

قرار التمويل تحت تأثير الضرائب وتأثير تكلفة التمويل،‏ ع.‏ دادن<br />

محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي والنمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما،‏ إ.‏ بن ساسي<br />

الموارد البشرية في البنوك الإسلامية،‏ بين النظرية والتطبيق،‏ ع.‏ غربي<br />

التكامل الاقتصادي العربي وتحديات المنظمة العالمية للتجارة،‏ س.‏ بلعور<br />

تقدير دوال الطلب السياحي في الجزائر 1990- 2002، م.ف.‏<br />

شعوبي & ب.‏ بختي<br />

دور الحكومة في تدعيم القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية،‏ ع.‏ عبد االله<br />

الأهمية الإستراتيجية للتسويق في ظل تحديات بيئة الأعمال الراهنة،‏ أ.‏ بلالي<br />

نظرية الإدارة العامة الحديثة ودورها في معالجة إشكالية إدماج،‏ مفهوم الأداء في الخدمة العمومية،‏ ش.‏ رفاع<br />

الوضعية النقدية،‏ ومؤشرات التطور المالي في الجزائر بعد انتهاء برنامج التسهيل الموسع،‏ ع.‏ مصيطفى<br />

-9-<br />

-17-<br />

-33-<br />

-49-<br />

-55-<br />

-69-<br />

-83-<br />

-97-<br />

-105-<br />

-117-<br />

-129-<br />

تقدير دالة الإدخار العائلي في الجزائر 2005-1970، أ.‏<br />

سلامي & م.‏ شيخي<br />

-145-<br />

-159-<br />

-175-<br />

-185-<br />

-201-<br />

آليات أعمال حقوق الإنسان الاقتصادية في الدول العربية،‏ ح.ع.‏ الأسرج<br />

دور مداخل التكيف التكنولوجي في إدارة التغير في المؤسسة،‏ ع.‏ دبون<br />

إدارة الجودة الشاملة كتوجه تنافسي في المنظمات المعاصرة،‏ ع.‏ بن عنتر<br />

مستقبل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية،‏ ف.تواتي بن علي<br />

أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة ‏(عرض تجربة ألمانيا)،‏ م.‏ طالبي<br />

7


1<br />

9<br />

19<br />

Changement institutionnel et économie parallèle en Algérie : quelques<br />

enseignements, S. BELLAL<br />

L'entreprise, l'Université et le Marché du Travail en Algérie : tentative d'analyse,<br />

N. KHAOUA<br />

Le développement de l’économie agricole oasienne : entre la réhabilitation des<br />

anciennes oasis et l’aménagement des nouvelles palmeraies, B. BOUAMMAR<br />

8


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

تحليل أثر التدريب والتحفيز على تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية<br />

- 9 -<br />

:<br />

د/‏ الداوي الشيخ،‏ جامعة الجزائر<br />

ملخص يحظى موضوع تنمية الموارد البشرية بأهمية قصوى اليوم،‏ نظرا لاعتبار هذا النوع من الموارد كأهم مورد يسهم في نجاح أية<br />

مؤسسة على المدى البعيد ؛ كما يعتبر موضوع تنمية الموارد البشرية أحد المداخل الرئيسة والهامة-‏ إن لم يكن الأهم-‏ لتحقيق القدرة<br />

على التنافس،‏ ومن ثم ضمان البقاء والاستمرارية،‏ والمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة في البلدان الإسلامية،‏ نظرا لأن الموارد البشرية<br />

هي العنصر الأهم والأكثر تأثيرا مقارنة بباقي الموارد التي تملكها المؤسسات في البلدان الإسلامية،‏ ففي ظل غياب الموارد البشرية لا<br />

تنشأ المؤسسات أصلا.‏<br />

الكلمات المفتاحية<br />

:<br />

:<br />

التنمية البشرية،‏ الموارد البشرية،‏ إدارة الموارد البشرية،‏ الأداء،‏ التحفيز،‏ التدريب.‏<br />

تمهيد تشهد بيئة المؤسسات الاقتصادية في البلدان الإسلامية-‏ على غرار باقي المؤسسات في العالم-‏ تغيرات،‏ وتحولات،‏ وتطورات<br />

تقنية متزايدة بفعل تأثير المنافسة الحادة الناتجة بدورها عن ظاهرة العولمة،‏ والهيمنة المتعاظمة للنظام العالمي الجديد؛ الأمر الذي جعل<br />

هذه المؤسسات في موقف صعب،‏ لا يكفي معه الأداء العادي لمواجهة أثار تلك التغيرات،‏ بل يستلزم منها الموقف العمل على تحسين<br />

أدائها إلى مستويات عالية تمكنها من التفوق على منافسيها،‏ أي يتيح لها القدرة على التنافس على المستوى العالمي لكي تضمن البقاء<br />

وتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها ؛ وقد حظي موضوع تنمية الموارد البشرية باهتمام متزايد من طرف الباحثين سواء على<br />

المستوى الكلي أو الجزئي،‏ لما تلعبه هذه التنمية للعنصر البشري من دور هام في تحقيق التنمية الشاملة.‏ وتثمينا لهذا الدور الهام للموارد<br />

البشرية دأبت المؤسسات على تنميته عن طريق تدريبه وتحفيزه وتطوير قدراته...الخ،‏ كي يؤدي دوره بكل فعالية كفاءة ويساهم في<br />

تحقيق الأهداف والغايات المرسومة؛ والأكثر من ذلك أصبحت تنظر إليه وتتعامل معه من منظور إستراتيجي،‏ وبذلك أصبحت أدبيات<br />

التسيير الحديث تحوي مفهوما جديدا،‏ ألا وهو الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية.‏ وتوجد العديد من العناصر التي يمكن<br />

للمؤسسات الاقتصادية في البلدان الإسلامية لتنمية مواردها البشرية،‏ إلا أننا سنقتصر في هذه الدراسة على تحليل أثر عنصرين فقط<br />

على تنمية الموارد البشرية،‏ وهما:‏ التدريب والتحفيز؛ ومن ثم فإن هذه الدراسة تحاول الإجابة عن السؤالين التاليين:-‏<br />

س‎1‎‏/‏ ما هو أثر التدريب على تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية ؟<br />

س‎2‎‏/‏ ما هو أثر التحفيز على تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية ؟<br />

أولا:-‏ تعريف وشرح المفاهيم الأساسية المستعملة في الدراسة.‏<br />

-1<br />

تعريف التنمية البشرية:-‏ هي توسيع خيارات الناس وقدرام من خلال تكوين رأس المال الاجتماعي،‏ بحيث تتم تلبية<br />

احتياجات الجيل الحالي بأكبر قدر ممكن من العدالة دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة".‏<br />

نلاحظ من هذا التعريف أن مفهوم التنمية البشرية يتضمن إتاحة خيارات متعددة وجعلها في متناول الأفراد من خلال توفير المناخ<br />

الملائم والمساعد على تحقيق أهداف الأفراد؛ كما يهتم هذا المفهوم من جهة أخرى بتشكيل القدرات البشرية من خلال تحسين<br />

مستويات المعرفة والصحة....الخ.‏ كما تجدر الإشارة إلى أن محور التنمية البشرية يرتكز على الأبعاد التالية:‏<br />

أ-‏ تنمية القدرات البشرية عن طريق انتهاج أساليب التعلم والتدريب وزيادة القدرة على العمل والإنتاج عن طريق<br />

الرعاية الصحية.‏<br />

ب-‏ الانتفاع من القدرات البشرية عن طريق خلق فرص عمل منتجة بما يتناسب مع القدرات البشرية المكتسبة.‏<br />

ج-‏ تحقيق الرفاهية باعتبارها هدفا لمختلف الجهود الإنمائية.‏<br />

2<br />

1


____________________________________________________________________________________________________<br />

تحليل أثر التدريب والتحفيز على تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية<br />

:<br />

7<br />

.<br />

5<br />

:<br />

.<br />

3<br />

-2<br />

-3<br />

تعريف الموارد البشرية ‏"هي مجموع الأفراد والجماعات التي تكون المؤسسة في وقت معين،‏ ويختلف هؤلاء الأفراد فيما بينهم<br />

من حيث تكوينهم،‏ خبرم،‏ سلوكهم،‏ اتجاهام،‏ وطموحهم كما يختلفون في وظائفهم،‏ مستويام الإدارية وفي مسارام<br />

الوظيفية"‏ نلاحظ من هذا التعريف أن الموارد البشرية تمثل مزيجا من المعارف،‏ المهارات،‏ الكفاءات،‏ والاتجاهات،‏ تستخدمها<br />

المؤسسة من أجل تحقيق أهدافها؛ كما أن هذه الموارد تختلف من مؤسسة إلى أخرى من حيث الخصائص بمقدار التباين في مستويات<br />

عناصر المزيج أعلاه.‏<br />

تعريف إدارة الموارد البشرية.‏<br />

لا يوجد اتفاق بين الكتاب فيما يخص تعريف مفهوم إدارة الموارد البشرية،‏ ومن ثم فقد اختلفت التعاريف المعطاة لهذا المفهوم؛ غير<br />

أن ما تجدر الإشارة إليه هو أن أصحاب النظرية الحديثة في مجال علوم التسيير قد أعطوا هذا المفهوم أهمية كبرى،‏ فبعدما كان<br />

أصحاب النظرية التقليدية ينظرون إلى هذا المفهوم من زاوية ضيقة تنحصر في كونه فقط نشاطا روتينيا يختص بأمور لا تأثير لها على<br />

إنتاجية المؤسسة،‏ أصبحت إدارة الموارد البشرية إحدى الوظائف الرئيسة في المؤسسة ولها نفس أهمية الوظائف الأخرى،‏ نظرا للدور<br />

الإستراتيجي الذي يؤديه العنصر البشري في التأثير على تحقيق أهداف المؤسسة؛ ومن بين التعاريف المعطاة لهذا المفهوم نورد ما يلي:‏<br />

يعرف"‏ " SIKHULA<br />

6<br />

-4<br />

إدارة الموارد البشرية على أا:"‏ استخدام القوى العاملة داخل المؤسسة،‏ ويشمل ذلك<br />

أ-‏<br />

عمليات تخطيط القوى العاملة،‏ الاختيار والتعيين،‏ التدريب والتنمية،‏ التعويض والأجور،‏ العلاقات الصناعية،‏ تقديم<br />

4<br />

الخدمات الاجتماعية والصحية للعاملين،‏ وأخيرا بحوث الأفراد".‏<br />

نلاحظ من هذا التعريف أن إدارة الموارد البشرية تتضمن مجموعة الأنشطة التي تختص بالعنصر البشري في المؤسسة من<br />

تخطيط،‏ توظيف،‏ اختيار،‏ تدريب،‏ تحديد الكمية والنوعية اللازمة من العمال،‏ والبحث عن الإطارات المؤهلة من اليد<br />

العاملة،‏ بما يحقق الاستخدام الأمثل الفعال للموارد البشرية.‏<br />

ب-‏ إدارة الموارد البشرية هي:‏ ‏"مجموعة الممارسات والسياسات المطلوبة لتنفيذ مختلف الأنشطة المتعلقة بحصول<br />

المؤسسة على احتياجاا من الموارد البشرية وتطويرها وتحفيزها والحفاظ عليها مما يساعد على تحقيق الأهداف المرجوة<br />

بأعلى مستويات الكفاءة والفعالية"‏<br />

نلاحظ من هذا التعريف أن إدارة الموارد البشرية تمثل نظاما متكاملا لإدارة العناصر البشرية في المؤسسات،‏ وهذا<br />

انطلاقا من أن العنصر البشري يمثل أم العوامل المؤثرة في أداء المؤسسة وتأقلمها مع بيئتها التي تتميز بالتغير والتعقد<br />

والتعقيد،‏ الأمر الذي يقود في الأخير إلى تحقيق المؤسسات لأهدافها.‏ ويتكون هذا النظام المتكامل للموارد البشرية من<br />

العناصر التالية:‏ البيئة الخارجية،‏ وظائف إدارة الموارد البشرية،‏ البيئة الداخلية،‏ الأفراد،‏ الوظائف،‏ نتائج العمل،‏ والنتائج<br />

التنظيمية.‏<br />

تعريف الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية هي عملية اتخاذ القرارات التي تعمل على تحقيق تكييف نظام الموارد<br />

البشرية مع البيئة التنافسية،‏ وبالتالي فهو مجموع الإستراتيجيات والخطط الموجهة لإدارة التغيير في نظام الموارد البشرية والتي تعمل على<br />

تدعيم إستراتيجية المؤسسة لمواجهة التغييرات البيئية".‏<br />

نلاحظ من هذا التعريف أن الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية تمثل في أساسها نظاما يتكون من عدة عناصر مترابطة فيما بينها،‏<br />

وتتفاعل فيما بينها وبين البيئة الخارجية للمؤسسة،‏ وتتمثل الغاية الأساسية لهذا النظام في تحقيق الاستثمار الفعال للموارد البشرية<br />

بالاعتماد على تبني إستراتيجيات مناسبة،‏ وتنفيذ خطط وبرامج تعمل على تحسين أداء الموارد البشرية،‏ وتمكين المؤسسة من تحقيق ميزة<br />

تنافسية على الأمد البعيد.‏<br />

- 10 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

9<br />

10<br />

11<br />

-5<br />

8<br />

إضافة إلى ما سبق يمكن إدراج العناصر التالية كأبعاد لمفهوم الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية،‏ وهي:-‏<br />

أ-‏ الاهتمام بالبناء العقلي والفكري والمعرفي للمورد البشري.‏<br />

ب-‏ المشاركة الايجابية في اتخاذ القرار وتحمل المسؤوليات.‏<br />

ت-‏ الاهتمام بمحتوى العمل.‏<br />

ث-‏ البحث عن آليات استثمار القدرات الفكرية.‏<br />

ج-‏ الاهتمام بالحوافز المعنوية.‏<br />

ح-‏ تركيز التنمية البشرية على تنمية الإبداع والابتكار وتنمية المهارات الفكرية واستثمارها.‏<br />

خ-‏ تنمية العمل الجماعي والأداء الجماعي.‏<br />

تعريف الأداء.‏<br />

رغم الدراسات العديدة التي أجريت حول موضوع الأداء،‏ إلا أن الكتاب في هذا اال لم يتوصلوا إلى إجماع حول مفهوم محدد له<br />

نظرا لتعدد اتجاهام واختلاف الأهداف المتوخاة من دراسام.‏ ويستمد مصطلح الأداء أصله من اللغة الإنجليزية وبالذات من الفعل<br />

والذي يعني تنفيذ أو تأدية عمل.‏<br />

كما يمكن أن يعرف الأداء على أنه:"‏ انعكاس لكيفية استخدام المؤسسة للموارد المادية والبشرية واستغلالها بالصورة التي<br />

تجعلها قادرة على تحقيق أهدافها".‏<br />

نلاحظ من هذا التعريف أن مفهوم الأداء يتضمن مجموعة الأساليب التي تنتهجها المؤسسة في إطار استغلال الموارد المتاحة بغية تحقيق<br />

أهدافها وغاياا المرسومة.‏ وعند التعمق في تحليل هذا المفهوم فإنه ينبغي الإشارة إلى أنه كثيرا ما يقرن الأداء بمفهومي الكفاءة<br />

والفعالية،‏ وعليه يعرف الأداء وفقا لذلك على أنه:"‏ تعظيم المخرجات تحت قيد تدنية المدخلات".‏ من هذا التعريف الأخير يمكن أن<br />

نلاحظ أن مفهوم الأداء يتضمن قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها بواسطة الحصول على أقصى مخرجات(‏ ناتج)‏ مع ضمان تدنية<br />

المدخلات.‏<br />

"to perform"<br />

-1<br />

ثانيا:-‏ تحليل أثر التدريب على تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية.‏<br />

تحديد مفهوم التدريب.‏<br />

تعددت التعاريف المعطاة لمفهوم التدريب،‏ حيث لا يوجد تعريف واحد متفق عليه،‏ وهذا نظرا لاختلاف وجهات نظر الكتاب<br />

المعرفين لهذا المفهوم؛ ولكننا سنقتصر في هذه الدراسة على تناول البعض منها بما يفي بالغرض،‏ ومنها:-‏<br />

أ-‏ التعريف الأول:"‏ التدريب هو إعداد الفرد وتدريبه على عمل معين لتزويده بالمهارات والخبرات التي تجعله جديرا<br />

ذا العمل وكذلك إكسابه المعارف والمعلومات التي تنقصه من أجل رفع مستوى كفاءته الإنتاجية وزيادة إنتاجيته في<br />

المؤسسة".‏<br />

نلاحظ من هذا التعريف أن التدريب هو بالأساس عملية تعلم،‏ يهدف إلى التمكن من مجموعة المعارف والمعلومات التي<br />

تقود في النهاية إلى الكفاءة والإنتاجية في المؤسسة.‏<br />

ب-‏ التعريف الثاني:"‏ التدريب هو مجمل النشاطات،‏ والوسائل،‏ والطرق،‏ والدعائم التي تساعد في تحفيز العمال<br />

لتحسين معارفهم وسلوكهم،‏ وقدرام الفكرية الضرورية،‏ في آن واحد،‏ لتحقيق أهداف المنظمة من جهة،‏ وتحقيق<br />

أهدافهم الشخصية والاجتماعية من جهة أخرى،‏ دون أن ننسى الأداء الجيد لوظائفهم الحالية أو المستقبلية"‏<br />

.<br />

12<br />

- 11 -


____________________________________________________________________________________________________<br />

تحليل أثر التدريب والتحفيز على تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية<br />

يتضمن هذا التعريف العناصر الأساسية للتدريب والمتمثلة في النشاطات،‏ الوسائل،‏ الطرق،‏ والدعائم،‏ والتي يؤدي<br />

تفعيلها إلى حث العمال ودفعهم نحو صقل معارفهم ومواهبهم،‏ واستنهاض ملكام الفكرية،‏ وهذا كله من أجل تحقيق<br />

المصلحة المشتركة بين المؤسسة وأعضاءها التي يسعى كلا الطرفين تجسيدها والاستفادة منها.‏<br />

ج-‏ التعريف الثالث:"‏ التدريب هو مجمل العمليات القادرة على جعل الأفراد والفرق يؤدون وظائفهم الحالية،‏ والتي<br />

قد يكلفون ا مستقبلا من أجل السير الحسن للمؤسسة بمهارة"‏<br />

.<br />

13<br />

-2<br />

نلاحظ من هذا التعريف أن التدريب يتضمن مجموعة من الأفعال والسلوكات التي تمكن العناصر البشرية في المؤسسة<br />

من أن يكونوا مستعدين بصورة دائمة ومتقدمة لأداء وظائفهم الحالية والمستقبلية أخذا بعين الاعتبار ظروف البيئة التي<br />

تنشط فيها مؤسستهم.‏<br />

دوافع تدريب العناصر البشرية في البلدان الإسلامية.‏<br />

توجد مجموعة كبيرة من الدوافع تحتم على البلدان الإسلامية انتهاج أسلوب التدريب لعناصرها البشرية،‏ وهذا نظرا لأهمية تفعيل<br />

عنصر التدريب،‏ كذا بسبب الأهداف المتوخاة منه(‏ وهو ما سنتناوله لاحقا)،‏ وهذا كله يصب في خدمة الغاية الأهم ألا وهي تحقيق<br />

التنمية الشاملة؛ ومن بين أهم الدوافع نتناول ما يلي:-‏<br />

أ-‏<br />

ب-‏<br />

الاستجابة للتغيرات الحادثة في بيئة المؤسسات،‏ مما يعني التأقلم معها مثل القوانين والتشريعات الجديدة.‏<br />

ظهور منتجات جديدة،‏ أو مواد إنتاجية جديدة أو بديلة لمواد أخرى.‏<br />

ت-تطور الفن الإنتاجي،‏ أي ظهور تطورات تقنية وتكنولوجية جديدة في مجال العمليات الإنتاجية،‏ مما يعني مواكبة<br />

الإبداعات التكنولوجية.‏<br />

ث-‏ التكيف مع تطور حاجات الزبائن،‏ الأمر الذي يقود إلى القدرة على التواصل مع حاجام ورغبام وإشباعها<br />

بأفضل الطرق،‏ مما يعني في النهاية ضمان رضاهم ووفائهم.‏<br />

-3<br />

أ-‏<br />

أهمية وأهداف التدريب من منظور تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية.‏<br />

تتجلى أهمية التدريب في أنه يتيح للعمال التأقلم مع التغيرات التي تحدث على مستوى العمل،‏ نظرا لحالة التطور التي تمس أسلوب<br />

العمل(‏ التقنيات والآلات)‏ والتي تؤدي بدورها إلى تغيير طبيعة العمليات الإنتاجية،‏ فضلا عن أن التدريب هو في حد ذاته صقل<br />

للمهارات والخبرات والمعلومات والمعارف؛ كما يمكننا أن نستشف أكثر أهمية التدريب بالنسبة لمسألة التنمية البشرية في البلدان<br />

الإسلامية من خلال استعراض أهم الأهداف المتوخاة من انتهاج أسلوب التدريب،‏ وهي:-‏<br />

يمكن التدريب المؤسسات من زيادة إنتاجيتها من خلال تحسين مهارات ومعارف عناصرها البشرية؛ الأمر الذي<br />

ينعكس في سرعة تنفيذ المهام والعمليات الموكلة إليهم،‏ ومن ثم الحصول على الناتج المرغوب.‏<br />

ب-‏ يهدف التدريب إلى رفع الروح المعنوية للعناصر البشرية،‏ وهذا من خلال شعورهم بتقدير أهميتهم من طرف<br />

إدارة مؤسسام عندما يكونون محور البرامج التدريبية،‏ مما يدفعهم إلى العمل بكامل قدرام.‏<br />

ت-‏ يهدف التدريب إلى تأقلم العمال مع المستجدات الحاصلة في البيئة الخارجية للمؤسسة،‏ والمتعلقة بالمهام والوظائف<br />

المنوطة م.‏<br />

- 12 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

ث-‏<br />

يقود التدريب إلى خلق القدرة لدى العمال المتدربين على تحمل المسؤولية والمبادرة.‏<br />

-1<br />

ج-يؤدي التدريب إلى ضمان سلامة العمال من خلال تدنية حوادث العمل،‏ وهذا بفعل تأثير التدريب على استخدام<br />

الآلات والتحكم في استعمالها من طرف العمال المتدربين.‏<br />

ح-‏دف البرامج التدريبية أيضا إلى تحقيق وضمان استقرار ومرونة المؤسسات الاقتصادية،‏ وهذا باعتبار أن العناصر<br />

البشرية هي بمثابة أصل هام من أصول المؤسسة؛ فالتدريب يقود إلى قدرة المؤسسات على الاستمرار والبقاء رغم<br />

التغييرات الحاصلة في البيئة الخارجية،‏ كما يتيح لها التدريب كذلك القدرة على التكيف مهما كانت التهديدات<br />

والقيود المفروضة من بيئتها.‏<br />

ثالثا:-‏ تحليل أثر التحفيز على تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية.‏<br />

14<br />

تعريف التحفيز:‏ توجد عدة تعاريف لمفهوم التحفيز،‏ وهو عبارة عن مجموعة الدوافع التي تدفع الشخص لعمل شيء ما"‏<br />

كما يعرف التحفيز على أنه:"‏ تشجيع الأفراد واستنهاض هممهم حتى ينشطوا في أعمالهم من أجل تحقيق أهداف المؤسسة،‏ وتبدأ<br />

العملية بالتأثير الخارجي على الأفراد كأن يعرض عليهم أجرا أعلى من أجل القيام بعمل أكثر،‏ لكن نجاحها يتوقف على عوامل داخلية<br />

تتصل بوضعية الفرد النفسية"‏<br />

نلاحظ من التعريف السابق أن الدوافع تنبع من حاجة أو ضرورة فسيولوجية،‏ كما قد تنتج من عوامل نفسية كحاجة الفرد للشعور<br />

بأنه مقبول،‏ أو مقيم من طرف الآخرين؛ وإذا نظرنا إلى عملية التحفيز من وجهة نظر إدارية فمن المهم أن ندرك الحقيقة التالية:‏ وهي<br />

أننا لا نستطيع أن نحفز الأخرين،‏ ولكننا نستطيع فقط أن نؤثر على ما يحفزهم لعمل شيء ما،‏ أي كيف نوظف هذا التأثير بطريقة<br />

يمكن أن تقود إلى شعور العمال بأم محفزون على أعلى المستويات.‏<br />

.<br />

" :<br />

.<br />

15<br />

"<br />

-2<br />

أنواع التحفيز.‏<br />

ينقسم التحفيز إلى نوعين،‏ تحفيز ذاتي(‏ داخلي)‏ وتحفيز خارجي؛ ويعتبر التحفيز داخلي عندما يشعر الفرد برغبة أو بدافع يدفعه لعمل<br />

شيء ما،‏ ومن ثم يقوم بسلوك معين لإنجاز ذلك؛ بينما يعتبر التحفيز خارجيا إذا كان التحفيز للعمل يتأثر بعوامل خارجية كالمكافآت<br />

والعلاوات والترقيات الإدارية...؛ هذه العوامل الخارجية تؤثر بدورها على العوامل الذاتية للتحفيز،‏ وغالبا ما يطلق على العوامل<br />

الخارجية مصطلح القوى المحفزة"‏ بشرط ارتباطها بالاهتمامات الذاتية<br />

إذا يمكن اعتبار التحفيز الداخلي على أنه مجموعة العوامل التي تحفز الفرد من الداخل مثل المصلحة الشخصية والرغبة؛ بينما يمكن النظر<br />

إلى التحفيز الخارجي على أنه مجموعة العوامل التي تقع خارج ذات الفرد والتي تؤثر على حاجاته الداخلية ورغباته وما يترتب على<br />

ذلك من سلوكيات ومن أمثلتها المكافآت والترقيات.‏<br />

إذا نلاحظ مما سبق أن المؤسسة عندما تعالج موضوع تحفيز العمال فإا في الحقيقة تحاول أن تجد وتف ٌعل العلاقة بين الحوافز الداخلية-‏<br />

بما يلبي الحاجات والرغبات الشخصية لعمالها-‏ وبين ما يتطلبه العمل من جهد ومهارة.‏ ونظرا لأهمية التحفيز الداخلي(‏ الذاتي)‏ فإننا<br />

سنتطرق إلى العوامل التي تؤثر عليه بما يحقق أهداف المؤسسة.‏<br />

.<br />

16<br />

-3<br />

العوامل المؤثرة على التحفيز الداخلي(‏ الذاتي)‏ للموارد البشرية في البلدان الإسلامية.‏<br />

توجد مجموعة هامة من العوامل المؤثرة على التحفيز الداخلي في البلدان الإسلامية،‏ من أهمها<br />

-:<br />

17<br />

أ-‏ التعاون بين العمال ومؤسستهم:‏ ومعنى ذلك أن العمال في البلدان الإسلامية سيشعرون بتحفز أكثر للعمل حينما<br />

يدركون أهمية التعاون مع المؤسسات التي يعملون فيها من أجل النجاح المشترك لإنجاز عمل ما،‏ فعندما يتم إزالة كل<br />

- 13 -


____________________________________________________________________________________________________<br />

تحليل أثر التدريب والتحفيز على تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية<br />

العراقيل التي يمكن أن تعترض شعور العمال بالمسؤولية تجاه نجاح أو فشل أهداف مؤسسام،‏ فإن ذلك سيمك ٌن من<br />

خلق تحفيزا طبيعيا للعمل المشترك.‏<br />

ب-‏ الاقتناع:‏ ويعني ذلك أن العمال في البلدان الإسلامية عندما يدركون ويقتنعون بأن ما يقومون به من عمل يشكل<br />

إضافة نوعية إلى عمل مؤسسام سيتحفزون للاستمرار بنفس الوتيرة والعزيمة،‏ لأم يشعرون بالرغبة والاعتزاز<br />

بعملهم؛ الأمر الذي يقود في النهاية إلى زيادة الفعالية في العمل.‏<br />

ت-‏ الاختيار:‏ سيشعر العمال في البلدان الإسلامية بالتحفيز أكثر للعمل عندما تعطيهم إدارة المؤسسات التي يعملون<br />

فيها الصلاحية لاتخاذ القرارات أثناء العمل،‏ أي انتهاج أسلوب التسيير بالمشاركة.‏<br />

إذا يجب على المؤسسات في البلدان الإٌسلامية أن تركز على العوامل التي تؤثر على حماس العمال أثناء العمل،‏ خاصة<br />

العوامل الكامنة في داخل كل واحد منهم.‏<br />

-4<br />

تحليل طرق التأثير على تحفيز العمال في البلدان الإسلامية.‏<br />

توجد ثلاثة طرق يمكن لمسيري المؤسسات في البلدان الإسلامية اعتمادها للتأثير على تحفيز العمال،‏ مع التذكير بأنه مثلما لهذه الطرق<br />

من نتائج إيجابية،‏ فإا لا تخلو أيضا من النتائج السلبية،‏ وهذه الطرق هي<br />

-:<br />

18<br />

:<br />

:<br />

-<br />

أ-‏ التحفيز عن طريق الخوف:‏ تستعمل هذه الطريقة غالبا في حالات الركود الاقتصادي،‏ وعندما يكون عدد<br />

العمال الأكفاء أكثر بكثير من فرص العمل المتوفرة،‏ فعلى سبيل المثال عندما تكون فرص العمل في مؤسسات البلدان<br />

الإسلامية مهددة بالخطر يبذل معظم العمال جهودا استثنائية لزيادة الإنتاج،‏ والالتزام الصارم بالحضور مبكرا،‏ أو حتى<br />

البقاء بعد انتهاء أوقات العمل.‏ ويجدر التذكير هنا،‏ بأن العمال المتحفزون في هذه الحالة-‏ من جراء الخوف على<br />

مصالحهم لا يقومون بانجازات مبدعة،‏ وإنما يحاولون الاحتفاظ بوظائفهم فقط ؛ هذه الطريقة هي في الواقع طريقة<br />

آنية(‏ ظرفية)‏ ورغم أا تسهم كثيرا في زيادة معدلات الإنتاج إلا أا لا يمكن أن تستمر طويلا،‏ وسرعان ما ينتهي<br />

تأثيرها بانتهاء الظرف الذي أوجدها وفرضها؛ أما إذا رغب مسيرو المؤسسات في الاستمرار بتحفيز العمال عن طريق<br />

الخوف فإن ذلك سيولد الحقد والصراع،‏ كما قد يؤدي لاحقا إلى النفور من العمل بسبب فك أواصر التعاون<br />

والتواصل بين العمال من جهة والإدارة من جهة أخرى،‏ وقد يؤدي هذا الوضع في أسوأ الحالات إلى انتهاج العمال<br />

أسلوب التخريب والإضرار بالمؤسسة.‏<br />

ب-التحفيز عن طريق الحوافز يتم تفعيل هذه الطريقة عندما يعلن مسيرو المؤسسات عن مجموعة من الجوائز<br />

والمكافآت ويضعوا في متناول العمال لشحن هممهم وذا يحفزوم للعمل ويحثوم عليه عن طريق التنافس لنيل هذه<br />

الجوائز،‏ ولكن السؤال المطروح في هذه الحالة هو ماذا بعد الحصول على هذه المكافآت من طرف العمال،‏ وإلى أين<br />

سيقود ذلك؟ وعليه فإن الخطر الكامن في هذه الطريقة هو أن العمال سيستمرون في توقع المكافآت كلما أنجزوا عملا<br />

في مؤسستهم،‏ وبذلك ستكون مهمة المسيرين هي التفكير في استحداث مكافآت جديدة لحث العاملين على إنجاز ما<br />

يوكل إليهم من عمل،‏ وعندما تعجز المؤسسة عن توفير هذه الحوافز فلن ينجز العمال إلا الحد الأدنى من العمل.‏<br />

ث-التحفيز عن طريق فرص التطور الذاتي إذا أرادت المؤسسات في البلدان الإسلامية أن تف ٌعل هذه الطريقة في<br />

تحفيز عمالها ينبغي عليها أن تفكر منذ البداية بالكيفية التي تمكنها من تغيير أسلوب تفكير عمالها ووجهات نظرهم تجاه<br />

العمل،‏ أي يجب عليها بتعبير أخر أن تخلق لديهم القدرة على تفهم الغاية الحقيقية من تفضيلهم واختيارهم العمل في<br />

هذه المؤسسة دون سواها،‏ وهذه الغاية تتمثل في سعيهم نحو بناء مستقبلهم وترسيخ كيان لهم،‏ الأمر الذي يقود في<br />

- 14 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

-8<br />

:<br />

-<br />

النهاية إلى اقتناعهم بأن نمو وازدهار مؤسستهم سيؤدي بالضرورة إلى نتائج تؤثر إيجابا على نموهم وازدهارهم،‏ ومن<br />

ثم سيبذلون جهودا مضاعفة لأجل تحقيق تلك الغاية.‏<br />

إذا يمكن القول مما سبق أن تفعيل العلاقات الإنسانية في مؤسسات البلدان الإسلامية يعد بمثابة العامل الأساس لضمان أفضل أداء،‏ لأن<br />

المؤسسات لا تستطيع أن تتعامل مع عمالها كما لو أا تتعامل مع أصولها وعناصرها المادية،‏ ومن ثم فإن طبيعة العلاقات التي تبنيها مع<br />

عمالها هي التي تؤثر على ما يحفزهم للعمل.‏<br />

خلاصة بعد تحليل المفاهيم الأساسية المكونة لموضوع الموارد البشرية،‏ وكذا تحليل عنصري التدريب والتحفيز وأثرهما على تنمية<br />

الموارد البشرية في البلدان الإسلامية،‏ يمكننا إدراج النقاط التالية لخاتمة لموضوع هذه الدراسة،‏ وهي:-‏<br />

تغيرت النظرة للموارد البشرية،‏ حيث أصبح ينظر إليها على أا العامل الرئيس في تنافسية المؤسسات،‏ الأمر الذي<br />

حتم على المسيرين إدارا من منظور إستراتيجي.‏<br />

الوصول إلى تحقيق هدف التنمية الشاملة للبلدان الإسلامية يحتم مؤسساا الاقتصادية تبني إستراتيجيات لتنمية<br />

مواردها البشرية؛ ومن ثم تحسين أدائها.‏<br />

يعتبر التدريب والتحفيز أحد أهم الأساليب لتنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية،‏ لأما ي ِؤديان إلى تنمية<br />

مشاعر الولاء والانتماء والالتزام.‏<br />

لتمكين الموارد البشرية في مؤسسات البلدان الإسلامية من أداء دورها في مجال التنمية الشاملة يجب تدريبها عن<br />

طريق تصميم البرامج التدريبية وتنفيذها،‏ وتحفيزها بما يتلاءم مع أدائها.‏<br />

توجد علاقة متينة بين تنمية الموارد البشرية وأداء المؤسسة،‏ وتتمثل هذه العلاقة في أن تنمية الموارد البشرية تعتبر<br />

عنصر مؤثر في الأداء.‏<br />

يتحفز العمال في مؤسسات البلدان الإسلامية لأداء ما يعتقدونه الأكثر ارتباطا بمصالحهم،‏ ومن ثم لا تستطيع هذه<br />

المؤسسات أن تحفز عمالها،‏ وإنما تستطيع فقط أن تؤثر على ما يحفزهم للعمل.‏<br />

التحفيز الخارجي ما هو إلا مجموعة عوامل خارجية تؤثر على التحفيز الداخلي(‏ الذاتي)‏ للعمال.‏<br />

يمكن للعمال في مؤسسات البلدان الإسلامية أن يتحفزوا للعمل عندما يدركون أهمية التعاون مع مؤسسام،‏ أو<br />

عندما يضيفون قيما جديدة،‏ أو عندما يشاركون في عملية اتخاذ القرارات.‏<br />

المراجع والإحالات المعتمدة<br />

:<br />

1<br />

- برنامج الأمم المتحدة،‏ تقرير التنمية البشرية،‏ 1990.<br />

- 15 -<br />

-<br />

- حمداوي<br />

-<br />

2<br />

3<br />

4<br />

قدي عبد ايد،‏ إشكالية تنمية الموارد البشرية في ظل العولمة،‏ مداخلة في الملتقى الدولي حول التنمية البشرية،‏ جامعة ورقلة،‏ الجزائر:‏ 2004، ص‎02‎‏.‏<br />

وسيلة ، إدارة الموارد البشرية،‏ مديرية النشر لجامعة قالمة 2004، ص‎25‎‏.‏<br />

عبد الباقي صلاح و حنفي عبد الغفار ، إدارة الأفراد والعلاقات الإنسانية،‏ المكتب العربي الحديث،‏ الإسكندرية،‏ بدون سنة نشر،‏ ص‎04‎‏.‏<br />

5<br />

- قديد فوزية،‏ المورد البشري وتحسين أداء المؤسسة،‏ دراسة تطبيقية لبنك الفلاحة والتنمية الريفية،‏ مذكرة ماجستير(‏ غير منشورة)‏ في علوم التسيير،‏<br />

تخصص:‏ إدارة الأعمال،‏ كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير-‏ جامعة الجزائر،‏ الجزائر:‏ 20<strong>06</strong>، ص‎74‎‏.‏


____________________________________________________________________________________________________<br />

تحليل أثر التدريب والتحفيز على تنمية الموارد البشرية في البلدان الإسلامية<br />

-<br />

-<br />

6<br />

7<br />

8<br />

لمزيد من التفصيل أنظر/‏ مرسي جمال الدين محمد ، الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية،‏ الدار الجامعية،‏ الإسكندرية،‏ 2003، ص‎18‎‏.‏<br />

سملالي يحضيه،‏ أثر التسيير الإستراتيجي للموارد البشرية وتنمية الكفاءات على الميزة التنافسية للمؤسسة الاقتصادية،‏ أطروحة دكتوراه دولة ‏(غير<br />

منشورة)‏ في العلوم الاقتصادية،‏ كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير-‏ جامعة الجزائر،‏ الجزائر:‏ 2004، ص‎83‎‏.‏<br />

- السلمي علي،‏ إدارة الموارد البشرية الإستراتيجية،‏ دار غريب،‏ القاهرة،‏ 2002، ص‎45‎‏.‏<br />

9 - ECOSIP , Dialogue autour de la performance en entreprise, éditions Harmattan, paris :1999, p.18<br />

10<br />

-<br />

11<br />

-<br />

12 - SEKIOU Lakhdar, Gestion du personnel, les éditions d’organisation, paris : 1986, p.153.<br />

13 - VATIER Raymond, Développement de l’entreprise et promotion des hommes, entreprise<br />

moderne d’édition, paris : 1984, p.203.<br />

-<br />

17<br />

الحسيني فلاح حسن عداي،‏ الإدارة الإستراتيجية،‏ دار وائل للنشر،‏ عمان،‏ 2000، ص‎231‎‏.‏<br />

الشرقاوي علي،‏ إدارة النشاط الإنتاجي في المشروعات الصناعية،‏ دار النهضة العربية للطباعة والنشر،‏ بدون سنة نشر،‏ ص‎353‎‏.‏<br />

14<br />

- بروس آن وبيبتوني جيمس ، فن تحفيز العاملين،‏ تر:‏<br />

زكي مجيد حسن،‏ بيت الأفكار الدولية،‏ عمان،‏ 1999، ص 15.<br />

15<br />

- الطيب محمد رفيق،‏ مدخل للتسيير:‏ أساسيات ووظائف وتقنيات،‏ الجزء الثاني،‏ ديوان المطبوعات الجامعية،‏ 1995، ص‎10‎‏.‏<br />

16<br />

- بروس آن وبيبتوني جيمس،‏ مرجع سابق،‏ ص‎18‎‏.‏<br />

نفس المرجع،‏ ص ص‎21-19‎‏.‏<br />

18<br />

- المرجع السابق،‏ ص ص‎28-25‎‏.‏<br />

- 16 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

قرار التمويل تحت تأثير الضرائب وتأثير تكلفة التمويل<br />

الدكتور:‏ دادن عبد الغني<br />

جامعة قاصدي مرباح ورقلة<br />

ملخص إن الحديث عن مالية المؤسسة ليس بالأمر الهين،‏ حيث يعد من المواضيع ذات التنظير المستمر،‏ والصعبة في ذات الوقت،‏<br />

وأحيانا يصبح أمام المؤسسة هيكلة أموالها بالأمر الصعب والشائك؛ لما له من تداعيات ونتائج يجعلها في مفترق الطرق،‏ وذلك بسبب<br />

تباين نظرات الأطراف المساهمة،‏ فما هو السبيل الأيسر الذي يحقق للمؤسسة مكاسبها ولأطرافها أهدافهم على حد السواء؟<br />

- 17 -<br />

:<br />

يتوقف الأداء المالي الإيجابي على قدرة المؤسسة في تشكيل التوليفة المثلى للهيكل المالي ومدى استخدام المصادر التمويلية المتاحة أمامها<br />

بوتيرة تكافئ دوران أصلها الاقتصادي بما يضمن تشكيل الثروة،‏ والرفع من معدل النمو ، وبالتالي قيمة المؤسسة بشكل عام.‏ فمن<br />

هذا المنطلق يمكن اعتبار أن الهيكل المالي هو العنصر الأساسي و الركن الرئيسي في موضوع تقييم وقياس الأداء المالي للمؤسسة،‏ لأنه<br />

يصعب الحديث عن مؤسسة اقتصادية من دون هيكل مالي.‏<br />

: الكلمات المفتاح<br />

الضرائب،‏ تكلفة التمويل،مالية المؤسسة،‏ منحة الخطر،‏ البورصة<br />

I‏-تأثير الضرائب و الوفر الضريبي على مصادر التمويل.‏<br />

يتوقف دور الضريبة على مدى تدخل الدولة في الحياة العامة ، وبالتالي لم بعد الهدف منها هو توفير الأموال فحسب،‏ وإنما أصبحت<br />

زيادة على ذلك أداة لتحقيق اختيارات الدولة وأهدافها في اال السياسي والاجتماعي والاقتصادي على غرار تنظيمه إلى أن أصبحت<br />

أداة من أدوات السياسة الاقتصادية.‏ بعد صدور المقال التصحيحي سنة ل ‏"ميلر"‏ حول زيادة الاستدانة ‏(الاقتراض)‏ من<br />

شأا زيادة قيمة المؤسسة بسبب الوفر الضريبي للفوائد؛ كون أن هذه الأخيرة،‏ تندرج ضمن صنف الأعباء،‏ فتنخفض الأرباح<br />

الخاضعة للضريبية،‏ فتدفع المؤسسة ضرائب أقل مما لو لم تكن هناك فوائد.‏ ولكن أضاف في سنة ‎1977‎م أن هذه الخاصية ‏(الوفر<br />

الضريبي)‏ تتلاشى بسبب الضرائب الشخصية التي يدفعها المستثمرون حملة الأسهم ‏(حملة الأسهم،‏ السندات على الأرباح المحققة).‏<br />

1<br />

1963<br />

De Angelo & Masulis<br />

أدرجت الوفر الضريبي ضمن قائمة الأعباء الأخرى،‏ بخلاف الفوائد،‏ وهذا من<br />

في حين أن نظرية<br />

ضرائب المؤسسة،‏ وضرائب الأشخاص،‏ كمتغير جديد،‏<br />

خلال نموذجها المقدم سنة ‎1980‎م والذي يأخذ في الاعتبار كل من الوفرات الضريبية من الأعباء الأخرى ‏(غير الفوائد)‏ والمرتبطة بالاستثمار(الإهتلاكات+الإعفاءات الضريبية)،‏ ويفترض النموذج أن<br />

الوفرات الضريبية الأخرى بديل تام للوفر الضريبي للفوائد،‏ أي أن أي زيادة أحدهما،‏ تكون على حساب الآخر،‏ دلالة على عكسية<br />

وفي نفس<br />

العلاقة بين الوفرات الضريبية الأخرى وبين نسبة الديون،‏ على اعتبار أن العلاقة طردية بين الديون وبين الوفر الضريبي.‏ ‎1988‎م إلى نموذج يعتبر أن الاستثمار والوفرات الضريبية الأخرى المرتبطة<br />

المضمار توصلا<br />

في قرار<br />

به،‏ هي عبارة عن متغيرات داخلية ‏–بدلا من كوا خارجية-‏ حسب ما ذهب إليه<br />

الإحلال وإنما أيضا على أثر<br />

التمويل،‏ ووفقا لهذا النموذج تتوقف العلاقة بين الوفرات الضريبية الأخرى والديون،‏ ليس فقط على أثر وعليه لو كان تأثير الدخل أكبر من تأثير الإحلال فسوف تكون العلاقة بين الوفرات الضريبية الأخرى ونسبة الديون علاقة<br />

الدخل،‏ موجبة،‏ والعكس صحيح.‏<br />

2<br />

"De Angelo & Masulis "<br />

3<br />

:<br />

" Senbet "Dammon & في سنة<br />

4<br />

II‏-أثر تكلفة التمويل على قيمة المؤسسة.‏<br />

تتوقف قيمة المؤسسة على مستوى التدفقات النقدية التي يولدها الأصل الاقتصادي،‏ وعلى أساس المعدل الذي يتم به رسملة تلك<br />

التدفقات،‏ والمتمثل في تكلفة الأموال،‏ وعلى هذا الأساس فإن للهيكل المالي تأثير على قيمة المؤسسة ، فمن خلال التدفقات النقدية<br />

المحققة أو بتأثير تكلفة الأموال أو هما معا،‏ ولكن للهيكل المالي عدة أشكال وتوليفات،‏ فمن حيث الشكل يحقق<br />

5<br />

(Richesse)


______________________________________________________________________________________________________________________<br />

قرار التمويل تحت تأثير الضرائب وتأثير تكلفة التمويل<br />

إدراج القروض ضمن قائمة الهيكل المالي وفرات ضريبية بمقدار فوائد تلك القروض،‏ وبالتالي قيمة المؤسسة.‏ كما هو شأن التمويل<br />

التدفقات النقدية بشكل يساهم في تعظيم<br />

بأقل تكلفة لنفس العنصر ‏(القروض)،‏ مما يساعد إيجابيا على تحيين<br />

تلك التدفقات عن ما لو كان معدل تكلفة الأموال أعلى،‏ وبالتالي التأثير على قيمة المؤسسة.‏ بينما من حيث الوسط الاقتصادي،‏<br />

فهناك مؤسسات تعتمد على الاستدانة دف الاستفادة من الوفرات الضريبية مقابل تكلفة الإفلاس،‏ تكلفة الوكالة ‏،حجز<br />

الأرباح...الخ وهي من المواضيع المثيرة للجدل ولازالت محل البحث.‏<br />

:<br />

Actualisation<br />

6<br />

III<br />

أثر تكلفة الاستدانة على قيمة المؤسسة,‏<br />

قد تواجه المؤسسات الاقتصادية التي تمول جزء من أصولها عن طريقة الاستدانة مخاطر الإفلاس الناجمة عن التماطل في دفع فوائد<br />

القروض عند تواريخها المحددة؛ الأمر الذي يدفع الدائنين والمقرضين بإتباع المسلك القانوني وقد يؤدي الأمر إلى إشهار إفلاسها.‏<br />

أحيانا تعطي الاستدانة للمؤسسة أثر إيجابي من حيث الرافعة المالية الموجبة،‏ ومن حيث ارتفاع القيمة السوقية للمؤسسة الاقتصادية<br />

بالقدر التي تحققه من الوفرات الضريبيةا،‏ ولكن بالمقابل زيادة الاستدانة تصل إلى حد معين،‏ ثم تبدأ ظهور مخاطر الإفلاس مصطحبة<br />

معها تكاليف الإفلاس،‏ حيث تتضمن تكلفة الإفلاس مجمل الخسائر وانخفاض الأرباح بسبب تدهور الكفاءة،‏ قبل إشهار إفلاسها،‏<br />

أضف إلى ذلك انخفاض قيمة الأصول نتيجة تدهور قيمتها السوقية مقارنة بالدفترية،‏ ولا تنتهي التكاليف عند هذا الحد،‏ بل تشمل<br />

أيضا ً النفقات و كافة الإجراءات القانونية والإدارية الناجمة من تبعات الأمر<br />

وحرصا ً من الدائنين و المقرضين لحماية أنفسهم من خطر الإفلاس فإم يلجئون منذ الوهلة الأولى بنقل تكاليف الإفلاس نحو<br />

المساهمين وذلك برفع معدل عوائد الاستثمار في سندات المؤسسة أو رفع فوائد القروض منذ البداية،‏ مما ينذر بارتفاع تكلفة الأموال،‏<br />

ولكن الإجراء الأول يجعل المساهمين يتحملون لوحدهم خطر الإفلاس مما يجعلهم يطالبون بمعدلات مرتفعة وبالتالي ارتفاع تكلفة<br />

الأموال.‏ ويتجلى مما سبق وجود علاقة تأثيرية بين نسبة الاستدانة / حقوق الملكية ومعدل العائد الذي يطالب به المساهمون.‏<br />

9<br />

.<br />

7<br />

8<br />

11<br />

10<br />

IV<br />

البورصة وسياسة التمويل بالنسبة للمؤسسة والحكومة والدولة.‏<br />

وجدت البورصة كضرورة حتمية ألزمتها المعاملات الاقتصادية فيما بين المؤسسات والشركات،‏ وجاءت لتلبي رغبام لما لها من أهمية<br />

خاصة في حماية المستثمرين،‏ وإرساء العدالة،‏ ومن ثم فإن البورصة وسيلة اة الاحتياجات وعلى رأسها تمويل الاستثمارات طويلة<br />

الأجل ، مما مكن اقتصاديات هذه الدول بحظ وافر من الانتقال من المرحلة الزراعية إلى المرحلة الصناعية.‏ هذا،‏ وقد تبين أن الأسواق<br />

المالية تعد من أهم الآليات التمويلية للتنمية في اتمعات،‏ بما يضمن تعبئة الفائض،‏ توجيه الادخار نحو الاستثمارات المنتجة،‏<br />

وتغطية عجز الميزانية للدولة.‏ بل بات دورها لتصبح مؤشرا من مؤشرات التنمية،‏ و باعتبار أن الدور الجديد للدولة في الحياة<br />

الاقتصادية،‏ تارة حمائي،‏ وتارة رقابي وتوجيهي و في كثير من الأحيان تدخلي وخصوصا مما تملكه من حق وأدوات للرقابة على<br />

البورصة الرسمية،‏ وذلك بتأثيرها على التسعيرات وحجم التبادلات،‏ من خلال معدل الفائدة في سوق السندات ، معدل الضرائب ،<br />

حقوق التسجيل،‏ الطوابع ‏(الرسوم،‏ علاوة عملية الخوصصة،‏ والتأميم).فإنه يتزايد هذا الدور الجديد للدولة الحديثة،‏ موازاة مع نمو<br />

حجم النفقات العمومية،‏ كالأجور ورواتب الموظفين،‏ الإعانات الاجتماعية،‏ التحفيز،‏ الإعفاءات،‏ تحويلات السلع،‏ والخدمات<br />

الخاصة بالتسيير،‏ الأمر الذي يكلف الدولة توفير إيرادات عمومية لتغطية نفقاا،‏ مما يزيد من حجم النفقات العامة،‏ دف إشباع<br />

أفضل لحاجات أفراد اتمع،‏ والى أكبر فعالية للدولة باعتبار أن النفقات العمومية،‏ أا وسيلة في يد الدولة لتحقيق أهدافها وتنفيذ<br />

برامجها،‏ حيث تؤثر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية،‏ ومن هنا فإنه من المفيد للدولة معرفة النتائج المترتبة عن النفقات وليس حجمها<br />

فقط.‏ إلى جانب ذلك تقوم الحكومة بإصدار سندات يتم تداولها في البورصة،‏ بنية القضاء على هذا العجز،‏ ويسمى هذا الأسلوب،‏<br />

التمويل بالعجز على غرار تعبئة الفائض وترشيد الاستثمار،وإعادة توزيع الثروة والمداخل وتحقيق الرفاه والرخاء.‏<br />

12<br />

13<br />

14<br />

15


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

C=D/V(1-T) …(<br />

01)<br />

V‏-حساب تكاليف مصادر التمويل<br />

بالأسهم الممتازة<br />

عن طريق البورصة ‏(الأسهم).‏<br />

-1-V<br />

D<br />

C<br />

V<br />

T<br />

الأرباح<br />

تكلفة السهم<br />

قيمة السهم<br />

معدل مصاريف الخصم وتكلفة الإصدار<br />

T=D 0 /V … ( 02)<br />

T=(D/V)+g … ( 03)<br />

D1<br />

g<br />

g<br />

-2-V<br />

بالأسهم العادية<br />

في حالة ثبات الأرباح<br />

16<br />

في حالة نمو الأرباح بانتظام<br />

D0(1+g)<br />

معدل السنوي لنمو الأرباح<br />

الأرباح المحتجزة ‏*معدل العائد لحقوق الملكية<br />

C=i+f(tp-i) … ( 04)<br />

i<br />

f<br />

tp<br />

‎3-V‏-تكلفة الأرباح المحتجزة<br />

سعر الفائدة<br />

الخطر المنتظم الذي يتعرض له السهم العادي<br />

عائد محفظة السوق<br />

(B,C,D)<br />

(01)<br />

:<br />

B<br />

: C<br />

: D<br />

من خلال الجدول رقم يتبين وجود ثلاث أسس لتقييم تكلفة الأموال:‏<br />

يعتمد الأسلوب التاريخي على المبالغ التاريخية،‏ وهذا أمر صعب،‏ لأن مصادر التمويل متغيرة من حيت النوعية،‏ ومن حيث<br />

التوليفة،‏ إلا إذا كان الهيكل المالي ثابت،‏ وبالتالي يضلل قرارات المؤسسة كون التكلفة التاريخية أقل من التكلفة السوقية.‏<br />

بالرغم أنه أكثر واقعية من الأسلوب السابق إلا أن الأسلوب السوقي يعاني من تحديد القيمة الحقيقية السوقية للأرباح.‏<br />

تظل تكلفة الأموال وفقا لهذا الأسلوب ثابتة بصرف النظر عن الهيكل المالي الفعلي،‏ أكان يماثل الهيكل المستهدف أم لا.‏ وقد<br />

يؤدي إلى المبالغة في تكلفة الأموال ويترتب عن ذلك إحجام وتضييع المؤسسة لفرص استثمارية متاحة أمامها أو العكس؛ قبول<br />

قرارات كان ينبغي رفضها من عدمها مسبقا.‏<br />

17<br />

يشير الجدول أدناه إلى انتقال الاقتصاديات الأوربية من التمويل بالمديونية إلى التمويل بالأسهم في الأسواق المالية وبالأخص<br />

‏"رومانيا"‏ التي طورت تمويلها عقب الحرب العالمية الثانية،‏ في حين أن فرنسا فقدت السيطرة على مستوى الاقتصاد الكلي حيث<br />

تصنف في المقدمة لانفجار مساهمي المؤسسات المسعرة في البورصة.‏<br />

(02) الجدول رقم<br />

يبين انتقال التمويل من المديونية إلى التمويل بالأسهم في الأسواق المالية الأوروبية.‏<br />

- 19 -


______________________________________________________________________________________________________________________<br />

قرار التمويل تحت تأثير الضرائب وتأثير تكلفة التمويل<br />

:<br />

الأسلوب الحدي يتم تقدير تكلفة الأموال وفقا لهذا الأسلوب،‏ على أساس وزن كل عنصر في تمويل الاقتراحات الاستثمارية،‏ أي<br />

أن التكلفة متغيرة بتغير وزن كل عنصر ‏(معامل الترجيح)،‏ على أساس التوجه نحو المصادر الأقل كلفة بالمرة<br />

تلجأ المؤسسة حتما إلى المصادر ذات التكلفة أقل،‏ مما يقودنا إلى التساؤل عن مدى ثبات تكلفة القروض وعدم مطالبة المقرضين<br />

بالزيادة ؟ مدى ثبات تكلفة الوكالة ؟ الأكثر من ذلك،‏ هل تظهر تكلفة الإفلاس أم ترتفع في حالة وجودها ؟<br />

إن توجه المؤسسة نحو المزيد من الموارد المالية من شأنه الرفع من تكلفة الأموال،‏ نظرا لعدة اعتبارات أهمها<br />

:<br />

.<br />

18<br />

-<br />

-<br />

زيادة الاستدانة،‏ من شأا زيادة المخاطر المالية ‏(كخطر العسر المالي وخطر التوقف عن التسديد وخطر الإفلاس)،‏<br />

الأمر الذي يحد من رغبة المؤسسة في الحصول على قروض إضافية.‏<br />

CAF<br />

19<br />

غالبا ما تعتمد المؤسسة على قدرة تمويلها الذاتية أو على أرباحها المحتجزة كمصدر للتمويل،‏ ولكن لا<br />

تكفي دائما للتغطية،‏ عندها تلجأ المؤسسة إلى إصدار أسهم جديدة تصاحبها تكاليف الإصدار،‏ فضلا عن ارتفاع<br />

تكاليف الوكالة،‏ وسعيا من قبل المؤسسة في بناء هيكل مالي بتكلفة معقولة تواكب حاجاا المتنامية في تمويل أصولها،‏<br />

يترتب عليها تحديد التوليفة المثالية للتمويل من حيث المضمون والنسب،‏ بناء على البنية المالية للهيكل المالي،‏ وعقب<br />

ذلك يتم تحديد تكلفة كل مصدر في شكل فئات بمعدلات متفاوتة لنفس المصدر،‏ بناءا على أساس التفاوض في حالة<br />

القروض ؛ وعلى ضوء توقع معدل المردودية الذي قد يطالب به المساهمون تتحدد المستويات المختلفة من كل مصدر<br />

عند القدر الذي تتغير فيه تكلفة المصدر(‏point breaking نقطة الانعطاف أو درجة المرونة ونحسب كما يلي<br />

:<br />

(<br />

P=Financement /Taux<br />

يتم ترتيب مستويات التمويل حسب تكاليفها ونقاط الانعطاف بشكل يجعل تكاليف الأموال بنمط تصاعدي،‏ ويعرف هذا الأسلوب<br />

بالتكلفة الحدية المرجحة بالأوزان.‏<br />

الشكل رقم<br />

(01) يوضح أسلوب التسعير الحدي لتكلفة رأس المال.‏<br />

20<br />

VI‏-إشكالية تقدير تكلفة الأموال والملكية.‏<br />

. DCF،<br />

VAA المهجن ‎1-VI‏-الأسلوب<br />

طريقة حساب تكلفة رأس المال تجمع بين أسلوب<br />

أن الصيغة الرياضية تربط تكلفة رأس المال ب رأس المال والديون.‏<br />

DCF, وأسلوب ،Valeur Actualisée Ajustée VAA<br />

⎛ B ⎞<br />

WACC = Ku − Kb⎜<br />

⎟ ..... ( 05)<br />

⎝ B + S ⎠<br />

T<br />

Discount‏،حيث Cash-flow 21<br />

K u<br />

K b<br />

تكلفة الأموال الخاصة دون الديون.‏<br />

تكلف الديون.‏<br />

.Taux D’imposition Marginal sur les Frais نسبة المصاريف المالية،‏Financière T<br />

B<br />

القيمة السوقية للديون.‏<br />

Sالقيمة السوقية للأموال الخاصة.‏<br />

وحسب مبدأ يمكن تقديرKu<br />

Hershey<br />

انطلاقا منWACC<br />

وفقا لأسلوب .APV<br />

⎛ B ⎞<br />

Ku = WACC + Kb⎜<br />

⎟ … ( <strong>06</strong>)<br />

⎝ B + S ⎠<br />

T


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

K=α+β(Re-Rcp)+ε… ( 07)<br />

-2-VI<br />

: ε<br />

:K<br />

: (Re-Rcp)<br />

حسب مدغلياني وميلر.‏<br />

الخطأ.‏<br />

متوسط تكلفة الأموال.‏<br />

الرافعة المالية.‏<br />

22<br />

وأثبتت الدراسة أن العلاقة بين متوسط تكلفة الأموال والرافعة المالية غير معنوية ‏(‏K=α+β(D/C)+ε....(15.3‎واقتراحا<br />

ووجدا علاقة موجبة،‏ أي زيادة الرافعة تزيد من تكلفة الملكية،‏ وهي نفسها وجهة<br />

نموذجا آخر(‏‎16.3‎‏)‏<br />

نظر التقليديين،‏ حيث أن زيادة الديون إلى مستوى معين؛ تؤدي إلى زيادة تكلفة الملكية،‏ ولكن بدرجة بسيطة،‏ وبعد هذا المستوى من<br />

الديون تكون تكلفة التمويل كبيرة جدا وقام ميلر ومدغلياني بما يلي:‏<br />

Kq=α+β 1 (D/C)+ β 2 (D/C) 2 + ε … ( 08)<br />

Kq=α+β(D/C)+ε<br />

توجد علاقة معنوية مع الرافعة وكذا معنوية سالبة مع مربع الرافعة،‏ أي أن زيادة الرافعة يؤدي إلى انخفاض تكلفة الملكية،‏ وبالمقابل أي<br />

زيادة في تكلفة الملكية تصاحبها انخفاض تكلفة الاستدانة بنفس القدر ومن ثم تظل تكلفة الأموال المرجحة ثابتة.‏<br />

حسب -3-VI<br />

K= α+β 1 (D/C)+ β 2 (VE) + β 3 (g)+ ε … ( 09)<br />

Weston(1963) 23<br />

:g<br />

:VE حجم المؤسسة.‏<br />

معدل نمو الأرباح.‏<br />

حيث توصل إلى علاقة سالبة معنوية بين تكلفة الأموال و الرافعة،‏ مما يعني زيادة الرافعة،‏ تؤدي إلى انخفاض تكلفة الأموال وهو رأي<br />

التقليديين.‏<br />

Kq= α+β 1 (D/C)+ β 2 (VE) + β 3 (g)+ε… ( 10)<br />

كما توصل إلى وجود علاقة سالبة غير معنوية أي غياب العلاقة بين الرافعة وتكلفة الملكية وهو رأي التقليديين في تحمل جزء من<br />

المخاطرة المالية في حدود معقولة.‏<br />

حسب -4-VI<br />

K=α+β 1 (D/C)+ β 2 (D/C) 2 + ε… ( 11)<br />

Barges(1963)<br />

وتوصل الى وجود علاقة سالبة معنوية بين تكلفة الأموال والرافعة المالية،‏ وعلاقة موجبة معنوية بين تكلفة الأموال ومربع الرافعة،‏<br />

وهو أيضا المنظور التقليدي.‏<br />

حسب -5-VI<br />

Kq=α+β 1 (D/C)+ β 2 (TCS) + β 3 (t B )+ β 4 (VE) + ε …(<br />

12)<br />

wippern(1966)<br />

:Βi<br />

: t B<br />

معاملات الانحدار.‏<br />

معدل التوزيعات.‏<br />

TCS‏:معدل النمو الداخلي.‏<br />

توجد علاقة موجبة بين الرافعة المالية وتكلفة الملكية،‏ وان المؤسسات تحقق عائد من الهيكل المالي المناسب ‏(أي الوفر الضريبي).‏<br />

- 21 -


______________________________________________________________________________________________________________________<br />

قرار التمويل تحت تأثير الضرائب وتأثير تكلفة التمويل<br />

حسب -6-VI<br />

.Davenport(1971)<br />

K=α+β 1 (g)+ β 2 (Actif) + β 3 (V B )+ β 4 (D/C) + β 5 (D/C) 2 + ε …(<br />

13)<br />

:V B<br />

تغير وتقلب الأرباح.‏<br />

تأكد هذه الصيغة على وجود علاقة سالبة معنوية بين الرافعة وتكلفة الأموال وعلاقة موجبة معنوية،‏ مع 2 ‏(‏D/C‏)وهو التوجه<br />

التقليدي.‏<br />

حسب -7-VI<br />

.Pandey(1981)<br />

K=α+β 1 (D/C )+ β 2 log(Actif) + β 3 (TCS)+β 4 (t B ) + β 5 (L) +β 6 (V B ) + ε… ( 14)<br />

السيولة.‏ L:<br />

وأعطت النتائج أن معامل انحدار الرافعة المالية سالب معنوي،‏ وهو الرأي التقليدي وينفي وجهة ‏"ميلر ومدغلياني".‏<br />

-8-VI<br />

وبالتالي الوفر<br />

‏(معدل نمو الأصول)+الخطأ حسب وجهة ميلر ومدغلياني.(‏‎1966‎‏).‏<br />

‏(قيمة المؤسسة-الوفر الضريبي)=‏β1+α ‏(‏EBE‏*مكمل الضريبة)‏<br />

الضريبي له تأثير ايجابي على قيمة المؤسسة،‏ من خلال زيادة الرافعة المالية وانخفاض تكلفة الأموال،‏ وبالتالي زيادة قيمة المؤسسة حسب<br />

ما ذهب إليه جمهور الباحثين وعلى رأسهم ‏"ميلر ومدغلياني".‏<br />

. (15)<br />

β2+<br />

-9-VI<br />

حسب باندي.‏<br />

تكلفة الأموال ‏(‏‎1‎‏-الضريبة)/قيمة المؤسسة-قيمة الوفر الضريبي...‏ (16)<br />

حيث أثبت معنوية العلاقة السالبة بين الرافعة وتكلفة الأموال.‏<br />

EBE=<br />

VII‏--إشكالية تحديد و تقدير معدل المردودية المطلوب.‏<br />

نظرا لكون معدل المردودية الذي يطالب به المساهمون هم بحد ذاته تكلفة التمويل بالأسهم إلا أنه تباينت وجهات نظر الباحثين في<br />

كيفية ضبطه وتقديره بشكل دقيق<br />

-1-VII<br />

24<br />

نموذج Fama-Frencheحول إشكالية تحديد معدل المردودية.‏<br />

يقترح النموذج تفسير مردودية الورقة بثلاثة عوامل مستقلة عن المتغيرات الكلية وهي عبارة عن دراسة ميدانية تطبيقية خالية من<br />

التنظير.‏<br />

مردودية السوق،‏ مؤشر الرسملة البورصية ‏/الأموال الخاصة،‏ فرق الرسملة بين المؤسسات الكبيرة والصغيرة كمؤشر التصفية ‏(الحجم،‏<br />

حجم المبادلات والتعاملات،‏ الفرق بين سعر الشراء والبيع)‏<br />

J.Hamom & B.Tacquillat<br />

نموذج -2-VII<br />

أقر وجود منحة التصفية للمؤسسات ذات الرسملة الكبيرة وذات دلالة في المؤسسات ذات رسملة صغيرة.‏<br />

K=r f +B(Km-r f )+λ.prime…(<br />

17)<br />

Chaos<br />

نموذج -3--VII<br />

حسب هذا الباحث،‏ فإنه ليس منطقيا تحديد نقطة المردودية وإنما نحول حولها صعودا وهبوطا من خلال دالته المعروفة ب<br />

les<br />

V n =4V n -(1-V n-1 )... (18)<br />

fonctions chaotiques<br />

والشكل رقم<br />

يبين دالة (02)<br />

.chaotiques


2008 / <strong>06</strong><br />

مجلة الباحث -<br />

عدد<br />

_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

26<br />

VIII‏-بناء نموذج توازن الأصول المالية حسب نظرية ميلر.‏<br />

25<br />

يحاول النموذج إيجاد العلاقة بين المردودية المطلوبة للأصل المالي والخطر المنتظر المقاس بالمعامل β ‏،وتعطى العلاقة بالشكل الآتي:‏<br />

σ<br />

iM<br />

E( R)<br />

= r +<br />

β )<br />

2<br />

σ M<br />

σ<br />

iM<br />

β =<br />

2<br />

σ M<br />

... (19)<br />

[ E(<br />

RM ) − r] = r + [ E(<br />

RM − r]<br />

r<br />

- 23 -<br />

…(<br />

26.3)<br />

‏(‏E(Ri‏:المردودية المتوقعة للأصل المالي<br />

r‏:المعدل الخالي من الخطر.‏<br />

المردودية المتوقعة للحافظة في السوق.‏<br />

σ‏:التباين i M المشترك لمردودية الأصلi ومردودية السوق.‏<br />

مستوى تباين السوق.‏<br />

.i<br />

:E(r.m)<br />

σ 2 M<br />

حسب نموذجMEDAF<br />

الأخيرة(المنحة)‏ مستوى الخطر<br />

فإن مردودية الأصل المالي بدون الخطر<br />

مرفوعة<br />

‏(معظمة=‏majouré‏)‏<br />

= β وسعر الخطر الناتج عن الفرق بين المردودية المتوقعة<br />

بمنحة الخطر حيث تتبع هذه<br />

[E(RM)-r] والمعدل الخالي من<br />

E(K N )=r+β N [E(RM)-r]...... ( 20)<br />

E(K E )=r+β E [E(RM)-r]....... ( 21)<br />

E<br />

E(<br />

K<br />

) − r<br />

E(<br />

K<br />

) − r<br />

E<br />

N<br />

( RM ) − r = =<br />

( 22)<br />

β<br />

E<br />

β<br />

N<br />

E(<br />

K<br />

E(<br />

K<br />

) − r<br />

) − r<br />

β<br />

E<br />

= β<br />

N<br />

E<br />

.... ( 23)<br />

N<br />

E(<br />

X ) − rD E(<br />

X ) E(<br />

X )<br />

E( K<br />

E<br />

) = ; E(<br />

K<br />

N<br />

) = = … ( 24)<br />

C<br />

C V<br />

E(<br />

X ) − rD<br />

− r<br />

β<br />

C<br />

E<br />

= β<br />

N<br />

= β<br />

N<br />

E(<br />

X )<br />

− r<br />

V<br />

[ E(<br />

X ) − rV ] V V<br />

β<br />

E<br />

= β<br />

N<br />

= β<br />

N<br />

[ E(<br />

X ) − rV ] C C<br />

D<br />

β<br />

E<br />

= β<br />

N<br />

(1 + )<br />

C<br />

E(<br />

K<br />

E(<br />

K<br />

E<br />

E<br />

.<br />

σ M<br />

i<br />

2<br />

σ M<br />

الخطر.‏<br />

27<br />

‎1-VIII‏-شكل النموذج في حالة غياب الضرائب.‏<br />

β E، β N<br />

E(<br />

X ) − rD − rC V<br />

.<br />

C E(<br />

X ) − rV<br />

… ( 26)<br />

⎛ D ⎞<br />

) = r + [ E(<br />

RM ) − r][<br />

β<br />

N ⎜1<br />

+ ⎟]<br />

⎝ C ⎠<br />

) = r + β [ E(<br />

RM ) r]<br />

D<br />

N<br />

− + β<br />

N<br />

[ E(<br />

RM ) − r]<br />

C<br />

…(<br />

27)<br />

(29.3)<br />

من (28.3)<br />

نلاحظ أن<br />

و<br />

يمكن استنتاج العلاقة بين<br />

...( 25)<br />

C=Vلأن المؤسسة خالية من الاستدانة.‏<br />

β E في المعادلة 2<br />

:<br />

بتعويض قيمة<br />

نحصل على:‏<br />

أي الخطر الاستغلال مضاف إليه الخطر المالي.‏<br />

وعليه فمعدل المردودية المطلوب من قبل المساهمين هو ‏:معدل العائد بدون خطر+منحة خطر الاستغلال+منحة الخطر المالي.‏


______________________________________________________________________________________________________________________<br />

قرار التمويل تحت تأثير الضرائب وتأثير تكلفة التمويل<br />

28<br />

وفيما يلي تطور منحة الخطر في المؤسسات الأوربية.‏ والشكل رقم (03)<br />

E( K ) [ ( ) ] D<br />

E<br />

= r +<br />

N<br />

E RM − r + β<br />

N<br />

[ E(<br />

RM ) − r][1<br />

− T ]<br />

C<br />

β ... ( 28)<br />

يوضح تطور منحة الخطر في أوروبا.‏<br />

30<br />

29<br />

‎2-VIII‏-تحديد معدل المردودية.‏<br />

طالما أن المساهمون،‏ أحد الأطراف الهامة في المؤسسة،‏ فإنه من البديهي أن تسعى هذه الفئة نحو الاهتمام بمعدل المردودية المطلوب على<br />

النحو الذي يخدم مصالحهم.‏<br />

يفترض النموذج رشادة المستثمرين،‏ وتماثل المعلومات المتعلقة بالأسهم أمام المستثمرين وأن الأسواق كفؤة،‏ حيث يسعى كل مستثمر<br />

إلى تعظيم العوائد عند مستوى محدد من الخطر،‏ عن طريق تشكيل محفظة السوق،‏ ويحاول النموذج ربط العلاقة بين السهم والسوق،‏<br />

لمعرفة العوائد المتأتية من السهم بدلالة معرفة خطر السهم،‏ وعليه فحسب مبدأ الرشادة فإن الهدف يكمن في تدنية الخطر الكلي<br />

الذي يحتوي على الخطر النظامي ‏(متغير)وخطر السوق ‏(ثابت نسبيا).‏<br />

K=R f +β(Km- R f )… ( 29)<br />

حيث يقيس معامل بيتا β درجة حساسية الورقة ‏،ويقيس أيضا خطر التنويع .<br />

من المتفق عليه أن الورقة المالية ‏(السهم)تستمد قيمتها السوقية من خلال التدفقات النقدية المتوقعة،‏ والتي يتم تحيينها بالمعدل المفروض<br />

لكن يمكن تسجيل بعض الانتقادات<br />

من قبل المساهمين أي القيمة الحالية للتدفقات النقدية المتوقعة ‏(الأرباح الموزعة<br />

لهذا النموذج أهمها<br />

النموذج ما هو إلا تطوير لنظرية المحفظة حيث أن الخطر قائم لا محال،‏ ولكن يمكن تدنئته بفضل سياسة<br />

التنويع،‏ ولكن إذا تم تنويع المحفظة بعدد كبير من الأوراق المالية (N)، يصبح الأمر أكثر تعقيدا،‏ من حيث التطبيق<br />

والحساب.‏ مما يعطي قياس خاطئ في حالة تذبذب أسعار الأوراق،‏ في حين أن السوق ربما تكون مستقرة وليس فيها<br />

خطر،‏ أي غياب العلاقة بين مردودية الورقة ومردودية السوق.‏<br />

(Dividende<br />

MEDAF<br />

:<br />

‎3-VIII‏-إشكالية تحديد المعدل الخالي من الخطر.‏<br />

يفترض النموذج وحدانية معدل استحداث المعدل الخالي من الخطر خلال فترة الدراسة،‏ وهذا ما يتنافى مع الواقع،‏ فكل فترة لديها<br />

معدل خاص ا،‏ الأمر الذي يجعل تطبيق أمر صعب للغاية.‏ وحسب"‏ تتشكل المحفظة من خلال كل<br />

الأصول التي يمكن اقتنائها ولا يمكن حصرها في الأوراق المالية فقط.و تبنى توقعات الورقة المالية على أساس توقعات الحافظة السوقية،‏<br />

وخطر الورقة،‏ وليس من السهل مشاهدة هذه التوقعات،‏ في حين أن التوقعات تبنى على أساس البيانات التاريخية ومدى تأثير<br />

المتغيرات،‏ الاقتصاد الكلي وعلى هذا الأساس فهو نموذج تقديري يحسب المردودية المتوقعة على أساس الخطر المتوقع،‏ لذا يستوجب<br />

حساب معامل بيتا توقعي أيضا بدلا من التاريخي ‏(لتفادي عدم التجانس،وعدم الاستقرار).‏ والشكل رقم يوضح(‏‎04‎‏)‏ مستوى<br />

معدل المردودية الداخليTRIبملايين الأورو.‏<br />

" R.ROLl<br />

MEDAF,<br />

Arbitrage Pricing Tehory APTَ ‎4-VIII‏-نموذج<br />

31<br />

:<br />

يفترض ROSS<br />

R j -R f =b 1 (r r1 -r f )+b 2 (r r2 -r f )+b n (r rn -r f )…….. ( 30)<br />

β<br />

أن منحة الخطر يتحكم فيها عدة عوامل،‏ بما فيها الاقتصادية وبالتالي منحة خطر الورقة تحسب كالآتي<br />

النموذج لا يعطي قائمة محدودة للعوامل ولكن دراسة الباحث اقتصرت على العوامل التالية:‏<br />

تغير مؤشر الإنتاج الصناعي؛<br />

تغير معدل الفائدة الحقيقي في المدى القصير؛<br />

تغير معدل التضخم في المدى القصير؛<br />

تغير معدل التضخم في المدى الطويل؛<br />

32<br />

•<br />

•<br />

•<br />


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

:<br />

:<br />

•<br />

•<br />

والسؤال المطروح ما هي المعاملات ؟<br />

ما هي قيمة المعاملات ؟<br />

وإذا كانت قيمة فهل يعني انعدام منحة الخطر ؟<br />

b=0<br />

-5-VIII<br />

-1-5-VIII<br />

33<br />

التجارب العالمية والجزائرية في مؤسسات رأس المال المخاطر.‏<br />

مفهومها تعد مؤسسات رأس المال المخاطر من أهم المؤسسات المعاصرة في التدعيم المالي والفني للمشاريع<br />

الاستثمارية ، لما لها من قدرة في تسيير المخاطر بأسلوب يضمن تحقيق أهدافها المرسومة.‏ أما النشأة الحديثة لرأس المال المخاطر،‏<br />

فتنسب إلى الجنرال الفرنسي الذي أسس في أمريكا سنة ‎1946‎أول مؤسسة بخصوص هذا الشأن،‏ تدعى<br />

لغرض تمويل المؤسسات الناشئة في اال الإلكتروني،أما في أوروبا فقد تأسست في<br />

بروكسل سنة الجمعية الأوروبية لرأس المال المخاطر،لتمدد في عملية التوسع في جميع إرجاء العالم،‏ واحتلت بذلك مكانة بالغة<br />

الأهمية في تمويل المؤسسات العصرية<br />

وفيما يلي مستوى معدل مردودية رأس المال الخطر في أوروبا خلال الفترة الممتدة من الى 2001، والشكل رقم(‏‎05‎‏)‏<br />

يوضح مردودية راس المال الخطر؛ الجدول رقم يوضح بعض النسب المئوية لرأس المال الخطر.‏<br />

Américan<br />

34<br />

1986<br />

(03)<br />

Doriot<br />

research and développement<br />

1983<br />

.<br />

عموما يعتبر نشاط هذا النوع من المؤسسات ضعيفا،‏ مقارنة مع تداعيات اقتصاد السوق،‏ لذا بات من الضروري على أن يأخذ بنك<br />

الجزائر على عاتقه مهمة إقامة مؤسسات الوساطة المالية المتخصصة في رأس المال الخطر -، في إطار مشروع إصلاح المنظومة<br />

المصرفية-نظرا لندرة هذا النوع،‏ وعلى سبيل المثال مؤسسة و مؤسسة ،Sofinance كما أا لا تتحلى بروح<br />

لا تتجاوز نسبة مساهمتها<br />

مخاطرة كافية،‏ حيث نأخذ على سبيل المثال مؤسسة التي تأسست بتاريخ<br />

‎35‎‏%من رأس المال الشركة،‏ وهو نسبة زهيدة فضلا عن اقتصارها في تمويل أنشطة محدودة في الصناعات التحويلية:‏ للمواد<br />

الغذائية،‏ صناعة الألبسة،‏ وتحويل الخشب،‏ واستغلال الثروات المنجمية،‏ مع العلم أن قطاع الصناعات التحويلية قطاع واعد في<br />

الجزائر،‏ ودرجة المخاطرة فيه ضعيفة،‏ وأن نسبة الإقبال علية ضعيفة هي الأخرى حسب إحصائيات مؤسسات الصغيرة والمتوسطة في<br />

الجزائر.‏<br />

قد تواجه مؤسسات رأس مال خطر عدة صعوبات،‏ كانخفاض مستوى الإيرادات،‏ أو التذبذب في السيولة،‏ أو ارتفاع معدل<br />

المخاطرة،‏ لذا بات على الحكومة تشجيع ومساندة هذا القطاع بالطرق المباشرة وغير المباشرة.‏<br />

التدعيم غير المباشر:‏ وتتمثل في مدى نجاعة الشروط الكيفية والتنظيمية والحوافز الضريبية،‏ ومدى بساطة وسهولة اللوائح والتنظيمات<br />

الصادرة عن المشرع بخصوص هذا الشأن.‏<br />

التدعيم المباشر ويتخذ أشكالا عديدة منها<br />

التمويل المباشر للمشروعات،‏ يكتسي دور تدخل الدولة بحصة في المشروع بعد معنوي وبعد مالي في آن واحد في النهوض<br />

بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة،‏ كما هو الشأن في التجربة الألمانية حول مساهمة الدولة رؤوس أموال المؤسسات الصغيرة<br />

والمتوسطة النشطة في القطاع التكنولوجي،‏ وتجربة الحكومة المصرية في سنة في تمويل المشروعات الناشئة للصندوق<br />

الاجتماعي للتنمية،‏ والتجربة الفرنسية سنة 1996 في نفس الإطار من خلال إنشاء صناديق عامة أو مشتركة لرأس المال الخطر:‏ ولا<br />

يهم إن كانت هذه الصناديق عامة أو خاصة بقدر ما يهم تفعيل دورها ودفع حركة التنمية ومن أمثلة ذلك:‏<br />

الصناديق التي تم إنشائها في الولايات المتحدة الأمريكية سنة ‎1957‎؛<br />

الصناديق التي تم إنشائها في ألمانيا سنة ‎1995‎؛<br />

الشركة البلجيكية العامة لتسير الصناديق التي أنشأت سنة ‎1980‎؛<br />

2002/01/09<br />

1991<br />

Finalep<br />

Sofinance<br />

:<br />

35<br />

:<br />

<br />

<br />

<br />

- 25 -


______________________________________________________________________________________________________________________<br />

قرار التمويل تحت تأثير الضرائب وتأثير تكلفة التمويل<br />

1994<br />

36<br />

<br />

-2-5-VIII<br />

الصندوق الأوروبي للاستثمار الذي أسس من قبل اموعة الأوروبية سنة إلى جانب التجارب الفرنسية<br />

كتأسيس الوكالة الوطنية للابتكار ‏،ولا يتوقف الأمر عند حد التمويل فقط بل يتجاوز أحيانا ذلك ليأخذ شكل<br />

المساهمة في رأس المال كما هو الحال بالنسبة للصندوق الفرنسي لرأس المال المخاطر الذي أسس سنة 1998.<br />

دور بقية الأعوان الماليين في الاقتصاد،‏<br />

إلى جانب ما تقدم تلعب هذه الفئة دورا حاسما في عملية التفعيل كصناديق المعاشات والضمان الاجتماعي ‏،وشركات الأمين....الخ،‏<br />

نظرا للحاجات التمويلية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من جهة ولكون أن السوق التقليدي للتمويل لا يرضى باازفة في<br />

التمويلات الخطرة فضلا عن عدم كفاية مورد مؤسسات رأس المال الخطر بمفرده لحاجات التمويل من جهة أخرى،‏ فإن مساهمة<br />

الحكومة قد تكون لها اثر ايجابي في هذا المضمار.‏<br />

-3-5-VIII<br />

"IVO Welth<br />

التوجهات الجديدة بخصوص سياسة التمويل.‏<br />

يعتبر بنية الهيكل المالي في المؤسسة كنتيجة محققة،‏ وليست نتيجة لتدنيه الضرائب أو تدنية تكلفة رأس<br />

حسب"‏<br />

المال،‏ وليست نتيجة لجهود المسيرين المط ّلعين على قدر كاف من المعلومات حول السوق مقارنة بالمستثمرين،‏ أو نتيجة للتوقيت المميز<br />

timingلرفع astucieux أو خفض رأس المال وإنما هو نتاج لجهود المدراء الماليين<br />

للمؤسسات<br />

، ويعزز أفكاره"‏ بدراسة قام ا في الولايات المتحدة الأميركية،‏ خلال فترة<br />

المسعرة،‏ التي قامت برفع رأسمالها،‏ موضحا ذلك بمؤشر الرفع المالي،‏ و القيمة السوقية للديون إلى رأس المال،‏ لم يعطي أي دلالة أو<br />

تفسير حول تعديل الأسهم والأرباح الممولة بالمديونية.‏<br />

وحسب الباحث فإنه من غير الممكن،‏ استهداف هيكل مالي بأسلوب معين،‏ ذلك أن الهيكل المالي ليس بمقدوره التحكم في تذبذب<br />

وتقلب أسعار الأسهم،‏ وإنما يجب تصور المؤشرات التي تحافظ على سلامة الهيكل المالي اة التذبذبات من خلال تحديد أدنى مستوى<br />

الديون/‏EBE حتى تتمكن المؤسسة من تحقيق<br />

أدنى مستوى لتغطية المصاريف المالية من خلال نتيجة الاستغلال.‏<br />

l’inertie des directeurs<br />

2000-1962<br />

37<br />

:<br />

" Ivo<br />

financiers<br />

للتنقيط،‏minimum niveauأي de notation de la dette النسبة<br />

IX‏-خلاصة واستنتاجات الفصل<br />

منذ ظهور العمل الرائد للعالمين ‏"مودغلياني وميلر"‏ سنة ظهرت عدة نظريات تحاول تفسير الهيكل المالي،‏ الأمر الذي أقام،‏<br />

ولا يزال جدل بين العلماء والممارسين في حقل الإدارة المالية،‏ حول ما إذا كان هناك هيكل مالي أمثل من عدمه،‏ وما إذا كان هيكل<br />

التمويل يؤثر على قيمة المؤسسة من عدمه،‏ ولم تستطع أية نظرية أن تحوز الإجماع على تفسير كل جوانب المسألة سواء على المستوى<br />

النظري أو المستوى العملي من خلال نتائج الدراسات التطبيقية،‏ فمن وجهة نظر حول علاقة الهيكل المالي بكل من تكلفة الأموال<br />

وقيمة المؤسسة وخلصا الى عدم تأثير الهيكل المالي على تكلفة الأموال ومن ثم فلا يؤثر على قيمة المؤسسة<br />

لكن التقليديون انتقدوا بشدة نظرية"‏ ميلر وأثبتوا"،‏ عدم واقعية الافتراضات التي بنيت على أساسها النظرية المالية وأن الدراسات<br />

التطبيقية أثبتت عكس ذلك ومن أهمها<br />

.<br />

38<br />

1958<br />

Wippern(1966),Barges(1963),Weston(1963) :<br />

و الواقع أن القيمة العملية لأبحاث ‏"ميلر"‏ لا تكمن في النتيجة المتوصل إليها،‏ بقدر ما تكمن في الافتراضات التي وضعها،‏ والتي على<br />

ضوئها بينت للباحثين فيما بعد،‏ العوامل والمتغيرات التي يجب الاهتمام ا لفهم سلوك الهيكل المالي،‏ لذا فإن جميع النظريات التي<br />

جاءت بعد ذلك،‏ ما هي إلا نتاجا لإسقاط تلك الافتراضات،‏ ولعله من المثير في هذا الشأن أن بداية ذلك جاء على يد ‏"مدغلياني<br />

وميلر"،‏ اثر المقال التصحيحي لسنة والذي يعتبر بمثابة التفسير العلمي السليم لنظرية الهيكل المالي الأمثلي،‏ حيث كان عنصر<br />

إدخال الضرائب يؤثر في قيمة المؤسسة من خلال الوفرات الضريبية،‏ وأيد هذا الطرح دراسة لكن هناك من يرى غير<br />

ذلك ولا يؤيد الطرح:‏ مثل<br />

1963<br />

،Masulis<br />

.Barclay(1995),Davis(1987),Kin+Sorensen(1986),Givoly’1982):


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

على اثر المقال التصحيحي لسنة 1963، بشأن إيضاح الأثر الضريبي للفوائد على قيمة المؤسسة،‏ قام العديد من العلماء بافتراض أن<br />

الديون خالية من الخطر،‏ وبالتالي أصبح هناك احتمال لظهور تكلفة الفشل المالي كأثر سلبي على الاقتراض<br />

وبذلك تمت صياغة نظرية هيكل التمويل الأمثل بحيث يمكن أن يكون هيكل مالي أمثلي لكل مؤسسة يتحدد ‏،عن طريق التوازن بين<br />

العائد الحدي للوفر الضريبي مع التكلفة الحدية للفشل المالي،‏ وتم إثبات النظرية على يد الكيتريين منهم<br />

،Baxter(1967)<br />

Kraus &<br />

39<br />

.Linzenberger(1973),Baxer(1967),Altman(1984)<br />

"Jensen& Mekling<br />

1976<br />

افتراض تماثل دالة هدف الملاك والدائنين،‏ وتوصلا إلى وجود تكلفة<br />

أما في سنة أسقط الباحثان"‏<br />

وكالة للديون،‏ تلعب دورا هاما في قرار التمويل،‏ وبظهور تكلفة الوكالة للديون تأخذ المتغيرات المفسرة للهيكل المالي،‏ أصبح هيكل<br />

التمويل الأمثل يتحدد بتوازن الوفر الضربي للفوائد مع كل من تكلفة الفشل المالي وتكلفة الوكالة معا،‏ وأيد هذا الرأي كل من<br />

Bradley & Al (1984),Long & Malitz (1985),Kin & Sorensen (1986),Chung(1993)<br />

Barclay & Al (1995).<br />

"<br />

1977<br />

أما في سنة قام"‏ROSS بإسقاط افتراض تماثل المعلومات،‏ واعتبر أن لدى المديرين داخل المؤسسة معلومات أكثر مما لدى<br />

المستثمرين،‏ ومن هنا فإن المديرين يستخدمون القرارات المالية ‏(قرار التمويل)،‏ لإرسال إشارات نحو السوق،‏ وتوقع زيادة<br />

الرافعة المالية عن طريق إصدار سندات جديدة،‏ يعتبرها المستثمرون في السوق كأخبار وصور سارة،‏ بمعنى أن المؤسسة قوية،‏ والفرص<br />

المستقبلية متاحة،‏ مما يعمل على ارتفاع أسعار الأسهم العادية للمؤسسة.‏<br />

ROSS<br />

وفي سنة ‎1984‎توصل"‏ مايرز-‏Myers‏"‏ إلى نظرية مفادها:‏ الالتقاط التدريجي لمصادر التمويل،‏ حيث يستحسن التمويل الداخلي<br />

‏(أرباح،‏ محتجزة)‏ على التمويل الخارجي ‏(ديون واسهم عادية)،‏ وإذا استدعى الأمر للتمويل الخارجي فيستحسن الأسهم العادية<br />

.<br />

X‏-ملحق الجداول والأشكال.‏<br />

الجدول رقم<br />

(01)<br />

C<br />

B<br />

A<br />

الهيكل المالي<br />

سندات<br />

أسهم ممتازة<br />

أسهم عادية<br />

أرباح محتجزة<br />

الجدول رقم<br />

القيمة<br />

الدفترية<br />

القيمة<br />

السوقية<br />

يلخص أساليب تقدير تكلفة تمويل الهيكل المالي.‏<br />

G<br />

F<br />

E<br />

D<br />

V'1<br />

V1<br />

القيمة<br />

المستهدفة<br />

V1/ ΣVi<br />

V''1<br />

النسبة المئوية<br />

V''1/ΣV"i<br />

V'1/ ΣV'i<br />

التكل<br />

فة<br />

PE1<br />

PE2<br />

PE3<br />

PE4<br />

Tc=ΣPEi<br />

P1<br />

P2<br />

P3<br />

P4<br />

V''2/ΣV"i<br />

V''3/ΣV"i<br />

V''4/ΣV"i<br />

V''5/ΣV"i<br />

V'2/ ΣV'i<br />

V'3/ ΣV'i<br />

V'4/ ΣV'i<br />

V'5/ ΣV'i<br />

V2/ ΣVi<br />

V3/ ΣVi<br />

V4/ ΣVi<br />

V5/ ΣVi<br />

V''2<br />

V''3<br />

V''4<br />

ΣV"i<br />

V'2<br />

V'3<br />

V'4<br />

ΣV'I<br />

V2<br />

V3<br />

V4<br />

ΣVi<br />

(02)<br />

يبين انتقال التمويل من المديونية إلى التمويل بالأسهم في الأسواق المالية الأوروبية<br />

- 27 -


______________________________________________________________________________________________________________________<br />

قرار التمويل تحت تأثير الضرائب وتأثير تكلفة التمويل<br />

المصدر<br />

Pascal quiry et yann le fur, la lettre virnemmen.net,N° 21,juillet 2003:<br />

الشكل رقم<br />

(01) يوضح أسلوب التسعير الحدي لتكلفة رأس المال.‏<br />

TRIو تكلفة الأموال<br />

التكلفة المبدئية<br />

المصدر منير إبراهيم هندي،مرجع سبق ذكره ص 603.<br />

الشكل رقم(‏‎02‎‏)‏ يبين دالة .chaotiques<br />

1<br />

0.8<br />

0.6<br />

0.4<br />

0.2<br />

0<br />

-0.2<br />

-0.4<br />

-0.6<br />

-0.8<br />

-1<br />

V0 V10 V20 V30<br />

المصدر<br />

.Pierre vernimmen, op-cit,p474 :


2008 / <strong>06</strong><br />

مجلة الباحث -<br />

عدد<br />

_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الشكل رقم (03)<br />

يوضح تطور منحة الخطر في أوروبا.‏<br />

المصدر : 2005 Pascal quiry et yann le fur, la lettre virnemmen.net,N° 43, Décembre<br />

الشكل رقم يوضح(‏‎04‎‏)‏ مستوى معدل المردودية الداخليTRIبملايين الأورو<br />

المصدر : virnemmen.net, Pascal quiry et yann le fur, la lettre<br />

الشكل رقم(‏‎05‎‏)‏<br />

يوضح مردودية راس المال الخطر<br />

المصدر WWW.VERNIMMEN.NET:<br />

- 29 -


______________________________________________________________________________________________________________________<br />

قرار التمويل تحت تأثير الضرائب وتأثير تكلفة التمويل<br />

الجدول رقم<br />

(03)<br />

يوضح بعض النسب المئوية لرأس المال الخطر.‏<br />

المصدر<br />

WWW.VERNIMMEN.NET:<br />

XIْ‎‏-الإحالات والمراجع<br />

:<br />

1 Pierre vernimmen, FINANCE d’entreprise,5 ème ed.,Dalloz, paris 2002.,p674.<br />

2<br />

محمد عبده محمد مصطفى،نحو نظرية لتفسير السلوك التمويلي للشرآات في مصر،رسالة دآتوراه فلسفة إدارة<br />

ص.ص.‏‎32-21‎‏.‏<br />

3<br />

الوفرات الضربية والوفر الضريبي للفوائد بدائل تامة.‏<br />

4<br />

هناك ارتباط بين الإستثمار وبين زيادة الوفرات الضربية وبين زيادة الدخل.‏<br />

5<br />

نفس المرجع ‏،،ص‎311‎‏.‏<br />

6<br />

منير<br />

إبراهيم هندي،‏<br />

الإدارة المالية ‏،مدخل تحليلي معاصر ‏،ط‎5‎‏،المكتب العربي الحديث،الإسكندرية ‎2003‎‏.ه،ص،‏ 666,<br />

الإعمال،آلية التجارة بمصر،‏‎1997‎‏.،‏<br />

7 samira rifki,Abdessadeq sadq,un essai de synthèse des débats théoriques à propos de la structure financière des<br />

entreprises,in la revue du financier, N°131,pp.10-27.<br />

8<br />

يتوقعون عدم استرداد مستحقام كاملة في تاريخ التصفية،‏<br />

9<br />

Christoph Mossu ; Endettement, Accord implicites et capital organisationnel : vers une théorie<br />

organisationnelle de la structure financière, in Cahiers de recherche Group ESC (Paris), N°99-<br />

145,1999<br />

11<br />

براق<br />

محمد بورصة القيم المتداولة ودورها في تحقيق التنمية مع دراسة حالة الجزائر،رسالة دكتوراه دولة في العلوم الاقتصادية ‏،غير منشورة ‏،جامعة الجزائر‎1999-1998‎‏،ص‎87‎‏.‏<br />

12<br />

شمعون شمعون ‏،مرجع سبق ذكره،ص ص 105-101 ‏(بتصرف).‏<br />

13<br />

قدي عبد ايد،مرجع سبق ذكره،ص‎15-12‎‏.‏<br />

14<br />

من حيث المنتجات ‏(بورصة السلع،الخدمات الأفكار)‏ من حيث الزمن ‏(عمليات حاضرة ‏،عقود آجلة)،من حيث التعامل الجغرافي ‏(محلية ‏،دولية)‏ من حيث التسجيل والاعتراف<br />

الحكومي ‏(رسمية ‏،غير رسمية).‏<br />

15<br />

نفس المرجع ، ص‎182‎‏.‏<br />

16 Emmanuel TCHEMENI,L’EVALUATION DES ENTREPRISES, 3 ème ed. , que sais-je ?,P.U.F,paris,1994,P40<br />

17 Pascal quiry et yann le fur, la lettre virnemmen.net,N° 21,juillet 2003<br />

18<br />

منير إبراهيم هندي ‏،مرجع سبق ذكره،،ص‎591‎‏.‏<br />

19<br />

دادن عبد الغني وشعوبي محمود فوزي،المؤسسة الاقتصادية بين خيار التمويل المصرفي والتمويل البورصوي في ظل الإصلاح المصرفي و<br />

حداثة السوق المالي،‏ الملتقى الدولي حول سياسات التمويل وأثرها على ألاقتصاديات والمؤسسات ‏–دراسة حالة الجزائر والدول النامية-يومي<br />

نوفمبر ‎20<strong>06</strong>‎بجامعة محمد خيضر بسكرة<br />

مجمد عبده محمد مصطفى،مرجع سبق ذكره،ص ص 30-21.<br />

22/21<br />

20<br />

21<br />

مجمد عبده محمد مصطفى،مرجع سبق ذكره،ص 21.<br />

22<br />

وهذا ما يؤكد وجهة نظر MMفي انعدام العلاقة بين الهيكل المالي وتكلفة التمويل وقيمة المؤسسة.‏<br />

ا<br />

نتقد وقال بأن المخاطرة متغيرة،‏ هناك شركات طاقة تعمل بالبترول وأخرى بالطاقة النووية وأخرى بالفحم !!!<br />

25<br />

محمد صالح الحناوي،أساسيات الاستثمار في بورصة الوراق المالية،،الدار الجامعية،‏‎1997‎ ‏،ص‎286‎<br />

24 Pierre vernimmen, op-cit,pp471-475.<br />

26 Revu financier ,samira riki opcit; p11.<br />

27 Jean Barreau jacqueline delahaye,Op-cit, ,p157.<br />

28 Pascal quiry et yann le fur, la lettre virnemmen.net,N° 43,Décembre2005<br />

29<br />

جاء نتيجة لأبحاث خلال فترة الستينات على يد كل منTreynor Harry Markowitz,William sharp,Jona Lintner,Jack


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

بالإنجلزية CAPM Capital Assert Pricing Modèl<br />

30<br />

Franck Bancel , Franck Ceddahan ; Vers une prime de risque unique ?, in Cahiers de recherché<br />

Group ESC(Paris),N°99-143.<br />

31 Emmanuel TCHEMENI,op-cit,p55.<br />

32 Pierre vernimmen, op-cit,pp471-475.<br />

33<br />

وتمتد الجذور التاريخية لأصل هذا النوع من المؤسسات إلى العالم اليوناني Thalèsمؤسس de Milet علم الهندسة ، الذي تبنى أول مشروع زراعي والممتثل في استخرج الزيت من<br />

الزيتون بفضل القروض،‏ التي ساعدته على ذلك ‏،واعتبر أصحاب السيولة مقرضين مخاطرين،‏ وتكرر هذا الأسلوب مع الرحلات الإسبانية والبرتغالية الى العالم الجديد خلال القرنين الخامس<br />

عشر والسادس عشر ميلادي ‏،حيث مول الرأسماليون المخاطرون البحارة بسفن مجهزة.‏<br />

34<br />

خوني رابح و حساني رقية،آفاق تمويل وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر،‏ الدورة التدريبية حول : تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير دورها في الاقتصاديات<br />

المغاربية،‏‎27-24‎ ربيع الأول ‎1424‎هالموافق ل 28-25 مايو ‎2003‎م<br />

36<br />

35<br />

خوني رابح و حساني رقية،مرجع سبق ذكره.‏<br />

انظر فقرة تمويل المؤسسات بين خيار المصرف والبورصة<br />

39<br />

لكن يرى خلاف ذلك كل من Warner(1977),Any(1982):<br />

37 Pascal quiry et yann le fur, la lettre virnemmen.net,N° 21,juillet 2003.<br />

38 Pierre vernimen p678<br />

- 31 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-1<br />

د/‏ إلياس بن ساسي – جامعة ورقلة<br />

ملخص:‏ نحاول من خلال هذا المقال التطرق لإشكالية التعارض في التعاريف التي تناولت نمو المؤسسة الداخلي و الخارجي،‏ و ذلك<br />

بالتطرق بالدراسة و النقد للتعاريف المتداولة للمفهومين و من ثم التوصل إلى اعتماد تعاريف تشكل منطلقا ً للمفاضلة بين الخيارين.‏<br />

الكلمات الدالة:‏ النمو الداخلي،‏ النمو الخارجي،‏ الموارد الحيازة،‏ المؤسسة الاقتصادية.‏<br />

إن أكبر معضلة قد تعترض أي بحث علمي هو غياب مرجعية متفق عليها لموضوع الدراسة،‏ فوجود تعريفات متعارضة لمتغير واحد<br />

تجعل الباحث في حالة تخبط بسبب غياب معيار محدد يمكنه من تبني تعريف ينطلق منه لبناء دراسته،‏ و عليه فلا مناص من المرور<br />

بمرحلة تدقيق في المفاهيم تنتهي بالاتفاق على تعريف محدد قبل الشروع في أي دراسة.‏<br />

إن من بين الدراسات التي يواجه فيها الباحث السيناريو السابق هي تلك التي تتعلق بنمو المؤسسات الاقتصادية و لا سيما تلك التي<br />

تتناول إشكالية المفاضلة بين نمطي النمو الداخلي و النمو الخارجي،‏ حيث لا يمكن الإجابة عن هذا النوع من الإشكاليات إلا بتجاوز<br />

التعارض في التعاريف المقدمة لهما.‏<br />

حيث واجهت خلال إجراء هذه الدراسة جملة من العقبات أهمها:‏<br />

تعدد استخدامات مصطلحي النمو الداخلي و النمو الخارجي في شتى مجالات الاقتصاد و التسيير؛<br />

الاختلاف في تعريف كل منهما باختلاف:‏ الباحث،‏ زمن الدراسة،‏ مكان الدراسة،‏ طبيعة الدراسة؛<br />

عدم تمكن الباحثين من التفرقة بين المفهومين،‏ و احتواء تعريفهم لهما على الكثير من التناقضات و التداخل.‏<br />

انطلاقا ً من هذا الإشكالية سنحاول فيما يلي التوصل إلى معيار متفق عليه لضبط المفهومين بشكل يمكن الدارس من التفرقة بينهما،‏<br />

وذلك بإجراء دراسة نقدية نتوصل من خلالها إلى تعريف معتمد يكون أساسا ً لمختلف الدراسات في هذا اال.‏<br />

:<br />

1<br />

محاولة تجاوز الغموض في تعريف كل من النمو الداخلي والنمو الخارجي<br />

رغبة منها في تحقيق النمو في أنشطتها و الوصول إلى الحجم الحرج الذي يعطيها أفضلية على المستوى التنافسي و المالي يمكن للمؤسسة<br />

أن تسلك أكثر من اتجاه في سبيل ذلك و أهم هذه الاتجاهات:‏<br />

يمكن للمؤسسة أن تنمو بتصنيع وسائل الإنتاج الضرورية للنشاط و توسيع هياكلها الحالية و ذلك اعتمادا ً على قدراا الذاتية<br />

المالية و التقنية؛<br />

أن تقوم المؤسسة بحيازة الأصول الجديدة الضرورية لتحقيق النمو من طرف مؤسسة تجارية ‏(مورد الاستثمارات ومستلزمات<br />

الإنتاج)؛<br />

أن تلجأ إلى قرض الإيجار،‏ حيث تؤجر من مؤسسة أخرى أو من مؤسسة إقراض متخصصة وسائل إنتاج جديدة تستغل لمزاولة<br />

أنشطتها؛<br />

أن تؤجر القدرات الإنتاجية من مؤسسة أخرى لمدة زمنية محددة بغية الرفع من مستوى نشاطها استجابة لمتطلبات السوق؛<br />

أن تلجأ إلى المناولة التي بمؤداها تقوم المؤسسة بتوكيل مؤسسة أخرى القيام بمجموعة من الأنشطة الاقتصادية لصالحها للرفع من<br />

مستوى نشاطها و التفرغ للنشاط الرئيسي؛<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

- 33 -


_______________________________________________________________________________________<br />

محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما<br />

أن تقوم بالحيازة الكلية لأصول مؤسسة أخرى بكامل قدراا الإنتاجية،‏ و يتحقق ذلك شرط امتلاك المؤسسة للسيولة المالية<br />

الكافية و أن تكون فرصة الشراء متاحة لها؛<br />

يتحقق النمو كذلك بواسطة الاندماج المتعادل مع مؤسسة أخرى؛<br />

يمكن أن يتحقق النمو بامتلاك المؤسسة لحصة من رأس مال مجموعة من المؤسسات؛<br />

إنشاء فرع مع مؤسسة أخرى و ذلك بمزج وسائلهما الإنتاجية لممارسة أنشطة مشتركة تخضع لرقابة و إدارة الطرفين؛<br />

امتلاك المؤسسة لحصة معتبرة من أسهم مؤسسة أخرى يمك ِّنها من تولي السيطرة على مواردها و اتخاذ موقع للرقابة و الإدارة؛<br />

التكتل مع مؤسسات أخرى في نفس القطاع أو خارجه يؤدي إلى تآزر الموارد و ارتفاع الحصة السوقية بفضل اختراق أسواق<br />

جديدة و/أو ممارسة أنشطة جديدة.‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

إن الاختلاف الذي رافق عملية نمو المؤسسة بشكل إجمالي ظل ساريا ً على مستوى شقيه الداخلي و الخارجي،‏ إذ اختلف الباحثون في<br />

تصنيف العمليات السابقة تبعا ً لأشكال النمو ويعود ذلك إلى غياب معيار محدد يفصل بين النمو الداخلي والنمو الخارجي،‏ حيث<br />

اتجهت كل دراسة إلى تعريف النمو من زاوية مختلفة،‏ مما أعطى تعاريف مختلفة وأحيانا ً متناقضة.‏<br />

-1-1<br />

من النمو الداخلي<br />

كل في أبحاثهم استخدموا الذين التعاريف المتداولة للنمو الداخلي و النمو الخارجي:‏<br />

يرجع أصل المصطلحين إلى الباحثين الأمريكيين<br />

ففي مجال<br />

للتعبير عن عدة مظاهر مختلفة في الإقتصاد و إدارة الأعمال و النمو الخارجي<br />

نمو المؤسسة اختلفت التعاريف التي تناولته من باحث لآخر و ذلك على النحو التالي:‏<br />

أ ُستخدما في بعض الحالات للتعبير عن مصادر تمويل النمو في النشاط،‏ فيقترن حينها النمو الداخلي بمصدر التمويل الداخلي<br />

والنمو الخارجي بمصدر التمويل الخارجي؛<br />

أ ُستخدما في حالات أخرى للتعبير عن منابع رقم الأعمال فيعبر مصطلح النمو الخارجي عن الارتفاع في رقم الأعمال الم ُحق ّق في<br />

و يعبر النمو الداخلي عن الارتفاع في رقم الأعمال الذي تحق ّقه المؤسسة في منشئها الأصلي.‏<br />

الخارج ‏(نمو الصادرات)‏ 2<br />

(External growth)<br />

(Internal growth)<br />

-<br />

-<br />

-1-1-1<br />

•<br />

التعاريف التي تناولت النمو الداخلي:‏<br />

على غرار ما ذكرنا سابقا ً ظهرت اختلافات بين الباحثين في تعريفهم للنمو الداخلي،‏ حيث يمكن تقسيمها إلى فئتين كالآتي:‏<br />

النمو الداخلي و مصادر التمويل:‏<br />

حسب هذه الفئة من الباحثين يتميز النمو الداخلي عن النمو الخارجي بخصوصية مصادر تمويلهما،‏ أي يتحدد ذلك بناءا ً على الموارد<br />

المستخدمة في تمويل كل نمط،‏ حيث يكون النمو داخليا ً إذا كان مصدر تمويله داخلي،‏ و يكون خارجيا ً إذا كان مصدر تمويله<br />

الذي عرف النمو الداخلي على أنه » استخدام المؤسسة لمواردها الخاصة<br />

خارجي،‏ و هو ما ذهب إليه<br />

لتنفيذ سياستها الاستثمارية و التي تمول بالأرباح غير الموزعة أو باللجوء إلى الوسطاء الماليين « و يعرفه<br />

كذلك على أنه » نمو المؤسسة المنجز بواسطة اللجوء إلى سوق المال أو باستخدام الاحتياطات المتراكمة منذ الدورات السابقة».‏<br />

J.Houssiaux (1966)<br />

3<br />

A. Jacquemin (1975)<br />

فقد قدما تعريفا ً أكثر دقة حيث عرفا النمو الداخلي بأنه ‏«نمو المؤسسة عن طريق التمويل<br />

أما<br />

الذاتي أو جلب رؤوس أموال نقدية دون التوحد مع مؤسسات أخرى».‏<br />

4<br />

،<br />

5<br />

A.B.Weber et F.Jennic (1975)<br />

اعترض على ربط نمط النمو بمصدر التمويل،‏ ذلك لأن كل من النمو الداخلي و النمو الخارجي يمكن<br />

لكن<br />

تمويلهما بمصادر تمويل داخلية و/أو خارجية و عليه فلا توجد خصوصية تمويلية لكل من الإستراتيجيتين فالنمو الخارجي يمكنه تمويله<br />

بالتمويل الذاتي ‏(حالة نادرا ً لكنها موجودة)‏ كما أن النمو الداخلي يمكن أن يمول مثلا ً باللجوء إلى مصادر التمويل الخارجية<br />

كإصدار أسهم و/أو الحصول على قروض بنكية.‏<br />

R.Paturel (1978)<br />

- 34 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

•<br />

النمو الداخلي و القدرة الإنتاجية:‏<br />

رك ّزت هذه الفئة من الباحثين في تعريفها للنمو الداخلي على خصائص الارتفاع في القدرات الإنتاجية للمؤسسة الناجمة عنه في مقال<br />

بخصوصية التمويل المذكورة سابقا ً لكنه أضاف أن النمو الداخلي يتمث ّل في حيازة استثمارات<br />

له احتفظ<br />

فقد حصر النمو الداخلي في<br />

جديدة و الاستثمار في مجال تحديث و تطوير وسائل الإنتاج الحالية،‏ أما<br />

الاستثمارات التي تنجزها المؤسسة لتنمية أسواقها و تحسين قدراا الإنتاجية.‏<br />

L.Stoléru (1969)<br />

6<br />

A. Bienaymé (1971)<br />

J.Houssiaux (1966)<br />

7<br />

الذي ذكر في كتابه أن النمو الداخلي » هو ذلك النمط من<br />

أما التعريف الأكثر شمولية فهو ما جاء به<br />

النمو الذي ينتج عن الارتفاع في القدرة الإنتاج عن طريق إنشاء أو حيازة وسائل إنتاج جديدة،‏ و يرافق ذلك ارتفاع في الإنتاج كما ً<br />

و جودة ً و تنوعا ً».‏<br />

و من خلاله يمكننا أن نلخص التعاريف السابقة في أن النمو الداخلي هو الارتفاع في القدرة الإنتاجية للمؤسسة بإنشائها لوسائل<br />

إنتاجية أو بحيازا لاستثمارات جديدة.‏<br />

-2-1-1<br />

•<br />

التعاريف التي تناولت النمو الخارجي:‏<br />

التعريف الضيق للنمو الخارجي:‏<br />

يرك ِّز المفهوم الضيق للنمو الخارجي على العمليات التي تغير من وضعية الأصول المادية للمؤسسة كتغير المالك أو المستخدم،‏ حيث<br />

النمو الخارجي على أنه ‏«الارتفاع في استثمارات المؤسسة الناتج عن حيازة الاستثمارات المنجزة<br />

إلى اعتبار النمو الخارجي ‏«العملية التي بموجبها تنمو المؤسسة بالحيازة الكلية<br />

في مؤسسة أخرى»‏ وذهب<br />

لمؤسسة أو مؤسسات موجودة مسبقا ً».‏<br />

A.P.Weber (1969)<br />

10<br />

8<br />

Y.Morvan<br />

يعرف (1972)<br />

9<br />

فذهب إلى أبعد من ذلك فالتعريفين السابقين مث ّلا النمو الخارجي بعمليات الابتلاع فقط حيث أشار<br />

أما<br />

إلى أن النمو الخارجي هو حاصل عمليتي الاندماج أو الابتلاع التي تقوم ا المؤسسة،‏ و التي قد تأتي نتيجة لسيطرة المؤسسة<br />

التدريجية على رأس مال المؤسسة المستهدفة و يؤدي النمو الخارجي في هذه الحالة إلى ارتفاع حجم المؤسسة و تغير في خصائصها<br />

ومكوناا.‏<br />

A. Bienaymé (1971)<br />

11<br />

على نفس النهج السابق حين عرف النمو الخارجي على أنه ‏«يتمثل في عملية شراء الأصول<br />

وسار<br />

الصناعية و التجارية و التي تضمن للمؤسسة التوسع في أنشطتها»،‏ لكنه وسع من مفهوم النمو الخارجي بتعرضه لمصادر تمويله،‏ إذ<br />

يضيف إلى تعريفه السابق أن النمو الخارجي ‏«هو قرار النمو بشراء أصول مادية نقدا ً،‏ أو تأجيرها،‏ أو المساهمة الجزئية أو الكلية في<br />

مؤسسات أخرى».‏<br />

J.Houssiaux (1966)<br />

12<br />

من بين ما نستخلصه من التعاريف السابقة أا تصب كلها في حصر النمو الخارجي في تلك العمليات التي تشمل و بشكل مباشر<br />

التغير في حجم الأصول المادية و التي تؤدي إلى الرفع في القدرة الإنتاجية للمؤسسة،‏ كما سل ّطت الضوء على حالة الأصول التي<br />

تستحوذ عليها المؤسسة عن طريق هذه العملية و التي تشك ِّل أحد معايير التفرقة بين مفهومي النمو الداخلي والنمو الخارجي،‏<br />

في حين أن النمو الداخلي ‏(كما أشرنا إليه سابقا ً)‏<br />

حيث أن هذا الأخير يستهدف الأصول المادية المستعملة<br />

عادة ما يأتي نتيجة لاقتناء أصول جديدة و/أو استثمارات التجديد و عصرنة وسائل الإنتاج.‏<br />

التعريف الواسع للنمو الخارجي:‏<br />

(Actifs d’occasion)<br />

•<br />

- 35 -


_______________________________________________________________________________________<br />

محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما<br />

يرتبط النمو الخارجي بمفهومه الواسع بمصطلح الحيازة ، حيث عرف النمو الخارجي على أنه عمليات الحيازة<br />

لإجمالي الأصول المادية المستعملة ‏(التي سبق استخدمها من طرف مؤسسة أخرى)‏ أو الحيازة شبه الكلية لرأس مال مؤسسة من طرف<br />

يجر ِي بحثا ً كمم فيه نمطي النمو بدلالة النمو الإجمالي للمؤسسة من خلال<br />

أخرى ؛ فهذا الباحث الأمريكي<br />

عينة من مؤسسات تعتمد على النمو الداخلي و النمو الخارجي في نموها و وصل في آخر بحثه إلى ربط النمو الخارجي بالعمليات<br />

التالية:‏<br />

إنشاء مؤسسة جديدة بضم مؤسستين موجودتين على الأقل؛<br />

حيازة كلية لأصول مؤسسة أخرى مع الاحتفاظ وية المؤسسة الحائزة؛<br />

على رأس مال مؤسسة أخرى.‏<br />

تولي السيطرة<br />

(Acquisition)<br />

J.F.Weston (1961)<br />

(La prise de contrôle)<br />

13<br />

-<br />

-<br />

-<br />

نقرأ من خلال ما توصل إليه هذا الباحث أن النمو الخارجي يعرف بمختلف عمليات الحيازة للأصول المستعملة ‏(اندماج،‏<br />

ابتلاع...إلخ)،‏ و كذلك بتولي السيطرة على رأس مال مؤسسة أخرى.‏<br />

النمو الخارجي على أنه » تولي السيطرة على مؤسسة قائمة»،‏ بحيث حصر النمو<br />

من جهة أخرى عرف<br />

فقد عرف النمو الخارجي على أنه<br />

الخارجي في عمليات الاستثمار المالي للمؤسسة في المؤسسات الأخرى،‏ أما<br />

‏«الحيازة التدريجية لمؤسسة منافسة».‏<br />

L.Stoléru (1969)<br />

P.Bleton (1966)<br />

14<br />

الذي عرف النمو الخارجي على أنه<br />

من بين التعاريف التي حملت المفهوم الواسع للنمو الخارجي يرجع إلى<br />

‏«كل عمليات النمو التي تتم عن طريق تولي السيطرة على الأصول المادية الموجودة مسبقا ً و المملوكة قانونيا ً لمؤسسة أخرى».‏<br />

15<br />

H.Gabrie (1976)<br />

على ضوء هذه التعاريف يمكن كذلك إعطاء مفهوم أكثر اتساعا ً حيث يمتد النمو الخارجي إلى أبعد من عمليات الحيازة أو السيطرة<br />

على الأصول المستعملة ليشمل كل أشكال الاتفاقيات مع المؤسسات التي لا تتضمن تحويل لملكية أصول الأطراف و منها عقود إيجار<br />

الأصول المادية المستعملة و عقود المناولة و التي تؤدي إلى الارتفاع في الطاقة الإنتاجية.‏<br />

-2-1<br />

تجاوز المعايير المفرقة بين النمو الداخلي و النمو الخارجي:‏<br />

على ضوء التعاريف السابقة رأينا كيف أن اختلاف التعاريف التي تناولت مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي جاء نتيجة<br />

لاعتماد بعض المعايير المختلفة التي حاول الباحثون من خلالها التمييز بين المفهومين،‏ فهناك من اعتمد على طبيعة الاستثمار<br />

وآخرون رك ّزوا على معيار وجود أو غياب شريك و أدى ذلك بطبيعة الحال إلى الكثير من الغموض في هذين المفهومين.‏<br />

-1-2-1<br />

معيار طبيعة الاستثمار:‏<br />

إذا دق ّقنا جيدا ً في التعاريف السابقة،‏ نجد أن طبيعة الاستثمار الذي تحوزه المؤسسة لتنمية قدراا الإنتاجية أخذ مساحة واسعة لدى<br />

الباحثين في تعريفهم للنمو الداخلي و الخارجي و التفريق بينهما،‏ فالمؤسسة التي تختار النمو الداخلي يمكن أن ترتفع من قدرا<br />

الإنتاجية بحيازا أو تصنيعها لوسائل إنتاجية جديدة و باختيارها للنمو الخارجي تلجأ إلى وسائل إنتاجية مستعملة أي تم<br />

توظيفها لإنتاج سلع و خدمات،‏ و من هنا يطرح التساؤل التالي:‏ هل نستطيع أن نفرق بين المفهومين على أساس حالة الاستثمارات<br />

‏(جديدة أو مستعملة)‏ التي تم اقتناؤها؟<br />

16<br />

سنحاول الإجابة على هذا التساؤل بالوقوف على بعض الحالات العملية التي ناقضت التعاريف السابقة،‏ و التي نذكر منها:‏<br />

- 36 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

-<br />

-<br />

حالة حيازة المؤسسة لاستثمارات مستعملة لكنها منعزلة عن عوامل الإنتاج الأخرى:‏ تثير هذه الحالة مسألة الارتباط بين<br />

الاستثمار الجديد و النمو الداخلي،‏ صحيح أن حيازة استثمارات جديدة يعد نموا ً داخليا ً،‏ لكن أثبت الواقع أن المؤسسة قد<br />

تتحصل في بعض الأحيان على استثمارات مستعملة تفوق في مستواها التقني حيازا لاسثمار جديد،‏ و عليه فإن حيازة المؤسسة<br />

لاستثمارات مستعملة المنعزلة عن عوامل الإنتاج الأخرى الضرورية لعملية الإنتاج تعتبر نموا ً داخليا ً؛<br />

حالة لجوء المؤسسة إلى عقود الإيجار:‏ حصول المؤسسة على استثمارات في إطار عقود الإيجار مع مؤسسة أخرى لا يعتبر نموا ً<br />

خارجيا ً رغم استعانة المؤسسة بعناصر خارجية لأن له نفس التأثير على القدرة الإنتاجية للمؤسسة الذي تحدثه حيازة استثمارات<br />

جديدة أو مستعملة منعزلة عن عوامل الإنتاج الأخرى،‏ و عليه فإن الارتفاع في حجم الاستثمارات الناتج عن عقود الإيجار أو<br />

عقود المناولة يعتبر نموا ً داخليا ً.‏<br />

و عليه نستنتج أن النمو الداخلي للمؤسسة يكون نتيجة لإنشاء أو حيازة الاستثمارات التي لا تكون جاهزة للإنتاج إلا إذا أدمجت مع<br />

العناصر الضرورية لذلك كاليد العاملة و التهيئة التقنية و الاستهلاكات الوسيطية....إلخ،‏ إذن فمعيار التفرقة بينه و بين النمو الخارجي<br />

لا يتعلق بحالة الاستثمار بقدر ما يتعلق بجاهزية الاستثمار للاستغلال،‏ فإذا قامت المؤسسة بحيازة استثمارات في وضع التشغيل تكون<br />

عندها الحيازة نموا ً خارجيا ً إما إن تمت الحيازة على وحدة إنتاجية مهيأة بشكل جزئي للنشاط فذلك يعد نموا ً داخليا ً.‏<br />

-2-2-1<br />

معيار وجود الشركاء:‏<br />

اعتبر بعض الباحثون في تعريفهم للنمو الخارجي أن الخاصية الرئيسية لهذا النمط من النمو هو وجود شريك خارجي فلتحقيق النمو<br />

الخارجي عن طريق الاندماج أو الابتلاع أو تولي السيطرة تحتاج المؤسسة إلى شريك واحد على الأقل،‏ فهل ذلك يعني أن النمو<br />

الداخلي لا يحتاج في تحقيقه لشريك خارجي؟<br />

الإجابة عن هذا السؤال تعيدنا إلى تعريف إستراتيجية النمو بشكل عام،‏ فكل استراتيجيات النمو تنفذ بمشاركة خارجية لكن طبيعة<br />

الشريك و طبيعة العملية تتغير من نمط لآخر،‏ فالنمو الداخلي للمؤسسة يحتاج إلى عمليات الحيازة التي تتم مع مؤسسات لاقتناء أو<br />

كراء وسائل الإنتاج المستعملة والمنعزلة عن باقي العوامل الأخرى،‏ كما تتعامل مع المؤسسات التجارية أو الصناعية لحيازة أو كراء<br />

وسائل إنتاج جديدة الحصول على المواد و مستلزمات الإنتاج،‏ كما تتعامل المؤسسة مع شركاء خارجيين في إطار عقود المناولة<br />

لتوظيف اليد العاملة والحصول على مختلف الخدمات الضرورية.‏<br />

نقطة الاختلاف في طبيعة الشريك بين النمو الداخلي و النمو الخارجي أن عمليات هذه الأخيرة كالاندماج أو الابتلاع لا تتم إلا<br />

بموافقة المالكين ‏(الشركاء)‏ لأن انتقال ملكية المؤسسة يغير من وضعيتهم و يفقدهم استقلاليتهم لحساب المؤسسة الم ُحق ِّقة للنمو و هو<br />

بمثابة عملية استثنائية تحتاج إلى موافقة الجميع،‏ في حين أن عقود المناولة التي تتم في ظل النمو الداخلي لا تحتاج مثلا ً إلى عقد جمعية<br />

عامة استثنائية للتصويت على إجرائها أو رفضها.‏<br />

و عليه نستنتج مما سبق أن وجود الشريك في عمليات النمو لا يعتبر معيارا ً للتفرقة بين النمو الداخلي و النمو الخارجي.‏<br />

-3-1<br />

-1-3-1<br />

التعريف المعتمد للنمو الداخلي و النمو الخارجي:‏<br />

التعريف المعتمد للنمو الداخلي:‏<br />

بعد النقاشات التي أثيرت حول المفهومين توصل<br />

المهتمة بنمو المؤسسات،‏ حيث عرف النمو الداخلي على أنه<br />

اندماج مع باقي عوامل الإنتاج الضرورية لتحقيق المخرجات».‏<br />

R.Paturel (1981)<br />

»<br />

17<br />

إلى اعتماد تعريف للنمو الداخلي شك ّل مرجعية للدراسات<br />

حيازة أو إنشاء المؤسسة لأصول غير جاهزة للإنتاج لأا تحتاج إلى<br />

- 37 -


_______________________________________________________________________________________<br />

محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما<br />

و عليه فالنمو الداخلي يتعلق بحيازة الأصول المنفصلة عن مكملات العملية الإنتاجية كاليد العاملة و العلاقات التنظيمية الموجودة على<br />

مستوى المؤسسة،‏ إذن فالحيازة هنا تخص وسائل الإنتاج المنفصلة غير المدمجة و غير الم ُنظ َّمة ، كما يمكن أن تكون من صنع المؤسسة<br />

ذاا ‏(إنتاج المؤسسة لذاا)‏ أو قادمة من خارج المؤسسة في شكل حيازة لوسائل جديدة أو مستعملة ‏(آلات،‏ عقارات،‏ منقولات،‏<br />

استثمارات معنوية...إلخ)‏ تمزج مع ما تملكه المؤسسة من إمكانيات لتحقيق النمو في النشاط.‏<br />

18<br />

بعد الوصول إلى تعريف معتمد للنمو الداخلي كان لا بد من استخراج الخصائص التي تميزه عن النمو الخارجي و ذلك لضبط الحدود<br />

التي تفصل بين المفهومين و الذي يشكل أساسا ً لعملية المفاضلة بين الخيارين الإستراتيجيين،‏ و سنعتمد في ذلك على تحديد بعض<br />

الحالات التي قد تبدوا في بعض الأحيان على أا عمليات نمو خارجي والتي نذكر منها:‏<br />

حيازة المؤسسة لعلامة تجارية لمؤسسة أخرى تعتبر نموا ً داخليا ً،‏ ذلك لأا تعتبر استثمارا ً معنويا ً منفصلا ً عن باقي الوظائف<br />

الأخرى الضرورية لإحداث الأثر التجاري للعلامة كعمليات التصميم و الإنتاج والتسويق....إلخ؛<br />

حيازة براءة اختراع بغرض ممارسة أنشطة جديدة والتي تتطلب كذلك المزج مع عوامل الإنتاج التي تملكها المؤسسة أو التي تود<br />

حيازا بشكل منفصل تعد نموا ً داخليا ً؛<br />

يعد نموا ً داخليا ً و ذلك لأن عملية الإنشاء تتم عن طريق الربط<br />

إنشاء المؤسسة<br />

والتنسيق بين عوامل إنتاج قد تم حيازا بشكل منفصل،‏ كما أن الفرع يعتمد في بدايته على خبرة المؤسسة و قدراا الإنتاجية<br />

في مجال النشاط؛<br />

الإرتفاع في معدل المساهمة في مؤسسة أخرى تقع تحت سيطرة و إدارة المؤسسة يعتبر نموا ً داخليا ً،‏ لأن المؤسسة الأم لم تستفد من<br />

سيطرة اضافية على عوامل الإنتاج المرتبطة فيما بينها جراء هذه العملية.‏<br />

19<br />

لفرع جديد nihilo) 20 (La création ex<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-2-3-1<br />

التعريف المعتمد للنمو الخارجي:‏<br />

تصوره السابق للنمو الخارجي و جاء بالتعريف التالي:‏ ‏«هو تلك العملية التي بموجبها تنمو الوحدة<br />

صحح<br />

الاقتصادية بحيازا ‏(أو هيمنتها)‏ على وسائل الإنتاج الموجودة و في وضعية التشغيل»‏ بنفس المنطق كان<br />

قد سبقاه في هذا التعديل و عرفا النمو الخارجي على أنه » شكل من أشكال النمو داخل أو خارج<br />

القطاع يأخذ شكل الحيازة للأصول الموجودة و الم ُشغلة».‏<br />

P .Taron<br />

، و<br />

21<br />

»<br />

22<br />

Y.Morvan<br />

(1991)<br />

et F .Vincent (1979)<br />

من استخدام متغير القطاع لتحديد هذا المفهوم النمو الخارجي يتحق ّق بحيازة الأصول<br />

و تمك ّن<br />

الموجودة و التي لا تحدث أي تأثير مباشر على الطاقة الإنتاجية للقطاع»‏ ، ذلك لأن الحيازة في عمليات النمو الخارجي لا تمثل<br />

سوى انتقال للموارد من مؤسسة لأخرى في نفس القطاع،‏ و هذا بطبيعة الحال لا يؤدي إلى ارتفاع مباشر في الطاقة الإنتاجية موع<br />

المؤسسات العاملة فيه،‏ على عكس النمو الداخلي الذي يترجم في شكل زيادة فعلية في الإنتاج داخل القطاع.‏<br />

23<br />

A.Labourdette(1989)<br />

إلى التعريف التالي:‏<br />

بعد دراسة نقدية شملت مجموعة كبيرة من التعاريف التي تعرضت للنمو الخارجي،‏ وصل<br />

‏«يعرف النمو الخارجي بعمليات الحيازة المباشرة،‏ الجزئية أو الكلية،‏ لمؤسسة أو فرع ‏(عن طريق الابتلاع مثلا ً)،‏ أو الحيازة غير المباشرة<br />

عن طريق السيطرة على مؤسسة أخرى بامتلاك المؤسسة لحصة هامة من رأسمالها يكفي لتولي السيطرة عليها و إدارا<br />

أو السيطرة دون مساهمة مباشرة و ذلك بواسطة وسيط مالي ‏(الشركات القابضة،‏<br />

صناديق الاستثمار الوكالات المالية ‏...إلخ)،‏ أو بواسطة مؤسسة أخرى تقع تحت سيطرة وإدارة المؤسسة،‏ و ذلك على مجموعة من<br />

عوامل الإنتاج المرتبطة فيما بينها بعلاقات تنظيمية داخلية و لها القدرة على الإنتاج و/أو تقديم الخدمات و تستحوذ على حصة<br />

سوقية».‏<br />

(La<br />

R.Paturel (1990)<br />

prise de participation avec contrôle)<br />

24<br />

- 38 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

و منه فإن الخاصية الرئيسية للنمو الخارجي تتمثل في حيازة عوامل إنتاج و هي في حالة الارتباط مع العوامل الأخرى أي أا تشكل<br />

وحدة إنتاجية متكاملة تمتزج فيها وسائل الإنتاج و اليد العاملة و الخبرة و المعارف و المعلومات لتنتج في آخر المطاف سلعة و/‏ وأ<br />

خدمة موجهة للعملاء.‏<br />

إذن نستنتج مما سبق أن عامل التفرقة بين مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي يتمثل في عامل الارتباط أو عدم الارتباط في<br />

الموارد،‏ فيكون النمو خارجيا ً إذا كانت الموارد التي حازا المؤسسة مرتبطة فيما بينها<br />

لتحق ّق الهدف من العملية الإنتاجية<br />

ويكون داخليا ً إذا كانت الموارد تحتاج إلى ارتباط داخلي<br />

لنظام المؤسسة و المتمثل في تكوين المخرجات.‏<br />

(Les ressources déjà combinées )<br />

(Les ressources à combiner )<br />

و عليه فلا مصدر التمويل ‏(داخلي أو خارجي)‏ و لا طبيعة الاستثمار ‏(جديد أو مستعمل)‏ و لا الشريك في عملية النمو ‏(موجود أو<br />

غير موجود)‏ تمثل المعايير التي تحدد مفهومي النمو الداخلي و الخارجي.‏<br />

لكن نرى من الضروري الإشارة إلى أن كلا من النمو الداخلي و النمو الخارجي يرتكزان أساسا ً على عمليات الحيازة سواء كانت<br />

مرتبطة أو منفصلة لمختلف الموارد،‏ لكن السؤال المطروح هنا،‏ هل تستطيع المؤسسة أن تحق ّق نموا ً دون أن تضطر لحيازة استثمار أو<br />

مؤسسة أو امتلاك أسهم تمكنها من الهيمنة على مؤسسات أو فروع؟<br />

كما أشرنا في البداية،‏ فإن حالات النمو متعددة و من بينها لجوء المؤسسة إلى التعاون و الشراكة مع مؤسسات أخرى و التي تتم في<br />

بعض أشكالها دون اللجوء إلى الحيازةو هو ما يعرف بالنمو التعاقدي أو التزاوجي<br />

و الذي يمكن أن نعتبره حالة وسطية بين النمو الداخلي و النمو الخارجي.‏<br />

(La croissance contractuelle ou<br />

conjointe)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

و منه نستطيع أن نفرق بين كل من النمو الداخلي و النمو الخارجي و النمو التعاقدي و ذلك بالنظر إلى طبيعة الموارد وكيفية<br />

تشكيلها أثناء النمو:‏<br />

النمو الداخلي هو تكوين أو حيازة استثمارات دون أن تكون لها القدرة الآنية على النشاط بسبب عدم اندماجها و تنظيمها مع<br />

الموارد الأخرى الضرورية؛<br />

النمو الخارجي هو حيازة استثمارات جاهزة للعملية الإنتاجية،‏ أي قد تم تنظيمها مع الموارد الأخرى و سبق و أن مارست<br />

‏(وتمارس)‏ أنشطة إنتاجية؛<br />

النمو التعاقدي هو عقد بين مؤسستين مستقلتين أو أكثر يهدف لدمج مواردهما ‏(هم)‏ لممارسة أنشطة إنتاجية و/أو تجارية و/‏ وأ<br />

خدمية مشتركة.‏<br />

لكننا إذا أخضعنا النمو التعاقدي لمعيار التفرقة بين النمو الداخلي و النمو الخارجي المذكور سابقا ً فإن هذا النمو قد يكون نموا ً خارجيا ً<br />

و قد يكون نموا ً داخليا ً،‏ و ذلك على أساس أن كل أنماط النمو هي شكل من أشكال التعاقد بين المؤسسات،‏ و ذلك كالآتي:‏<br />

إبرام المؤسسة لعقد شراكة أو تعاون مع مؤسسة أخرى ‏(أو عدة مؤسسات)‏ يتضمن إنشاء فرع مشترك بين المؤسستين لإنجاز<br />

مشروع أو لتدويل النشاط...إلخ،‏ يعتبر نموا ً داخليا ً لأن عملية الإنشاء هاته تمت باستخدام وسائل منفصلة ارتبطت فيما بينهما<br />

بفعل العقد المبرم بين المؤسستين؛<br />

إشتراك المؤسسة مع مؤسسة أخرى ‏(أو عدة مؤسسات)‏ في حيازة مؤسسة مستقلة أو تولي السيطرة المشتركة عليها بامتلاك<br />

حصص من رأس مالها كافية لذلك يعتبرا ً نموا ً خارجيا ً،‏ لأن عملية الحيازة هذه شملت موارد مرتبطة فيما بينها.‏<br />

- 39 -


_______________________________________________________________________________________<br />

محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما<br />

.<br />

-2<br />

-1-2<br />

مضمون عمليات النمو الداخلي و النمو الخارجي:‏<br />

الموارد الداخلية و الموارد الخارجية:‏<br />

و ضبط حدود<br />

و النمو الخارجي اعتمدت على مصطلحات مختلفة لتحديد إن التعاريف السابقة التي تناولت مفهومي النمو الداخلي ‏(أو عوامل)‏ الإنتاج و آخرون<br />

كل مفهوم،‏ حيث استخدمت ثلاث منها للتعبير عن نفس الفكرة فهناك من استخدم مصطلح وسائل و الموارد و عليه فالفرق بين المفهومين ارتكز على كيفية حيازة الوسائل أو الأصول أو الموارد.‏<br />

تناوبوا على مصطلحي الأصول إن استخدام مصطلح وسائل الإنتاج للتعبير عن مفهوم النمو يدل على البعد التقليدي لهذا المصطلح و الذي ظهر بالخصوص في<br />

كتابات المفكرين الاقتصاديين الأوائل،‏ حيث استخدموا مفهوم عوامل أو وسائل الإنتاج متأثرين بالطبيعة المادية المحسوسة التي<br />

استخدمت في المؤسسات الصناعية في بداياا و عليه فإن الإعتماد عليه في عصر تنوع الموارد يضفي نوع من القصور في الدلالة على<br />

المعنى الحقيقي للمؤسسة و تطورها،‏ لأنه يقتصر فقط على وسائل الإنتاج المباشرة و يهمل بذلك العوامل غير الحسية التي تلعب دورا ً<br />

يفوق في الكثير من الأحيان دور الوسائل المادية.‏<br />

أما مصطلح الأصول فيحمل مفهوما ً محاسبيا ً،‏ فهو يعتمد على ما يظهر في ميزانية المؤسسة من استخدامات و التي يستبعد منها<br />

الوسائل التي لا تقبل التقييم الكمي،‏ كما أن ذلك يتأثر بعيوب القيد المحاسبي و الذي يستثني الكثير من الاستخدامات التي لا تملكها<br />

المؤسسة بالرغم من أن دورها يعتبر فاعلا ً في نمو المؤسسة و تحقيق أهدافها،‏ كما أن الأصول تعبر في مفهومها العام الاستثمارات المادية<br />

و غير المادية و الأصول المتداولة و تغيب بذلك العنصر البشري كاستثمار فهو في هذه الحالة مجرد تكلفة تطرح من الإيرادات لتظهر<br />

في شكل ربح يتراكم على مستوى رأس المال.‏<br />

إن تعريف النمو القائم على المصطلحين السابقين يؤدي إلى إقصاء الكثير من الموارد المهمة سواء كانت داخلية أو خارجية بالنسبة<br />

للمؤسسة،‏ و عليه سنعتمد فيما يلي من دراسة للنمو الداخلي و النمو الخارجي على مصطلح الموارد الذي يتضمن مصطلحي<br />

الوسائل الإنتاجية و الأصول،‏ كما يشير إلى كل وسيلة تسهم في نمو المؤسسة،‏ و ذلك على أساس أن المؤسسة مجموعة من الموارد<br />

المادية و البشرية.‏<br />

لكن واقع الموارد في المؤسسة يذهب أبعد من ذلك فهي كل ما يمكن استخدامه لممارسة الأنشطة الإقتصادية و تحقيق الأهداف سواء<br />

كانت هذه الموارد مادية أو غير مادية،‏ ملموسة أو غير ملموسة داخلية أو خارجية،‏ يختلف تأثيرها في أنشطة المؤسسة باختلاف<br />

طبيعتها و مدى ارتباطها ا.‏<br />

موارد المؤسسة إلى موارد داخلية وأخرى خارجية،‏ تبعا ً لمصدرها ومدى خضوعها لرقابة المؤسسة،‏ وذلك<br />

قسم<br />

على النحو التالي:‏<br />

الموارد الداخلية:‏ تتمثل في مختلف الوسائل المادية و غير المادية،‏ الملموسة و غير الملموسة و التي تخضع لسيطرة إدارة المؤسسة<br />

وإدارا،‏ و التي تتكون من إمكانية المؤسسة المادية ‏(تجهيزات،‏ مباني،‏ منقولات،‏ الموارد ومستلزمات الإنتاج...إلخ)‏ و غير المادية<br />

‏(الكفاءات المهارات،‏ المعارف المكتسبة،‏ الخبرة،‏ سمعة المؤسسة،‏ الشهرة...إلخ)‏ و المالية ‏(مصادر التمويل الداخلية و الخارجية)؛<br />

الموارد الخارجية:‏ هي مجموع الموارد التي لا تخضع لرقابة المؤسسة،‏ و تتعلق بموقع المؤسسة الجغرافي و مكونات محيطها،‏ و تتمثل<br />

في الموارد الطبيعية و التي تحتل أهمية بالغة لأن هذه الإمكانيات لها تأثير بالغ على مدخلات المؤسسة و مخرجاا،‏ و الموارد<br />

المتولدة عن تدخل السلطات العامة و الهيئات المحلية،‏ كالبنية التحتية و مؤسسات تكوين الإطارات،‏ تدخلات الدولة لتشجيع<br />

أو كبح الأنشطة..‏ لخإ.‏<br />

N.Gasmi (1998)<br />

25<br />

-<br />

-<br />

- 40 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

-<br />

-<br />

من خلال هذا التصنيف للموارد ندرك أن عمليات انتقالها بين الوحدات الإقتصادية يتوقف على طبيعتها و موقعها،‏ فالموارد الخارجية<br />

متاحة لجميع المؤسسات،‏ أما الداخلية فتخضع لقوانين الحيازة والملكية.‏<br />

و على هذا الأساس فإن عمليات النمو الداخلي و الخارجي تتعلق فقط بالموارد الداخلية،‏ بحكم خضوعها لسيطرة و إدارة المؤسسة،‏<br />

ومنه يمكننا إعادة صياغة تعريفهما على النحو التالي:‏<br />

النمو الداخلي:‏ هو إنشاء المؤسسة أو حيازا للموارد الداخلية غير المرتبطة فيما بينها،‏ سواء كانت هذه الموارد مادية أو معنوية<br />

أو مالية أو بشرية أو تقنية...إلخ،‏ و التي توظف لممارسة مختلف الأنشطة و تحقيق الأهداف المحددة مسبقا ً؛<br />

النمو الخارجي:‏ هو حيازة المؤسسة لإجمالي أو جزء من الموارد الداخلية المرتبطة فيما بينها على شكل وحدة اقتصادية و التي لها<br />

القدرة على إنتاج سلع و خدمات وذلك باللجوء إلى عمليات الاندماج،‏ الابتلاع،‏ تولي المساهمة مع السيطرة.‏<br />

كما نشير إلى أن المؤسسة تتمكن من الاستفادة من الموارد الخارجية التي تم حيازا عن طريق عمليات النمو الخارجي،‏ لأن التموقع<br />

الجديد للمؤسسة يسمح لها في هذه الحالة باستخدام الموارد الطبيعية و العمومية المتوف ِّرة في محيط المؤسسة الم ُستهدفة.‏<br />

-2-2<br />

القرارات الاستثمارية للنمو الداخلي:‏<br />

يعتبر النمو الداخلي بمثابة النمو الطبيعي للمؤسسة الاقتصادية والذي يمثل أحد أهدافها الأساسية بعد كل من الربح والبقاء،‏ فالمؤسسة<br />

تثبت وجودها في السوق من خلال قدرا على إعادة ما تحققه من فوائض مالية في توسيع استثماراا استجابة للنمو الطلب في<br />

السوق.‏<br />

و لتحقيق ذلك تعمل المؤسسة على حيازة مختلف الاستثمارات الضرورية لتوسيع النشاط بشكل منفصل،‏ بعد المفاضلة بين عدة بدائل<br />

متاحة أمامها،‏ و عليه فالنمو الداخلي يتحقق نتيجة للمزج بين الموارد الداخلية المتعددة و الذي ينتج عنه حجم معين من الإنتاج<br />

يستجيب كما ً و نوعا ً للطلب في السوق،‏ فالمؤسسة تقوم أولا ً بدراسة للسوق المستهدفة بغرض توصيف احتياجات السوق،‏ و من ثم<br />

تقوم بتوظيف مواردها المالية في حيازة مختلف الاستثمارات و العوامل الضرورية للعملية الإنتاجية.‏<br />

-1-2-2<br />

-<br />

-<br />

النمو الداخلي و البدائل الإستثماراية:‏<br />

تقب ِل المؤسسة في حالة النمو الداخلي على عمليات واسعة لحيازة مختلف الاستثمارات الضرورية و التي يمكن أن نعبر عنها ببساطة<br />

بكل المدخلات الضرورية لعمليات الاستغلال،‏ و التي يتم إنشاؤها و/‏ وأ حيازا بشكل منفصل عن بعضها البعض،‏ حيث تقوم<br />

المؤسسة في حالة ارتفاع الطلب على منتجاا بتقدير المدخلات الضرورية للإنتاج و على إثر ذلك تقوم بتوفير مستلزمات العملية<br />

الإنتاجية.‏<br />

يجب أن تتم عمليات الحيازة في النمو الداخلي في إطار عمليات تجارية بين المؤسسة و مورد مستقل قانوني ًا و اقتصاديا ً عنها،‏ و أن يتم<br />

ذلك بسعر حيازة يتفق عليه بعد مفاوضات تجارية تخضع للإيجاب و القبول بين الطرفين و هنا يجب أن نميز بين الحالات التي لا تدخل<br />

في إطار النمو الداخلي:‏<br />

حصول المؤسسة على استثمارات من فروع لها هو مجرد نقل للموارد من وحدة لأخرى؛<br />

الحيازة في شكل مساهمة عينية من طرف مؤسسة أخرى و التي تمكن المؤسسة من امتلاك حصة من رأس مالها.‏<br />

- 41 -


_______________________________________________________________________________________<br />

محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما<br />

•<br />

الاستثمارات المادية:‏<br />

تتمثل في العناصر ذات الطبيعة الملموسة كالأراضي،‏ المباني،‏ المنقولات،‏ التجهيزات التقنية و التجارية...إلخ،‏ و التي تقوم المؤسسة<br />

بإنشائها أو حيازا لتدمجها مع باقي عوامل الإنتاج التي تملكها و التي توجه لعدة استخدامات على النحو التالي:‏<br />

استثمارات الاستبدال:‏ تقوم المؤسسة بتوظيف مخصصات الاهتلاك التي اقتطعت من الإيرادات لتمويل عمليات تجديد و تعويض<br />

الاستثمارات المهتلكة كليا ً أو المتضررة جراء عمليات الاستغلال و ذلك لضمان استمرارية النشاط في مستواه الحالي؛<br />

استثمارات التوسع:‏ دف إلى زيادة طاقة الإنتاج الحالية للمؤسسة و تطويرها لتنسجم مع متطلبات الإستراتيجية المعتمدة،‏<br />

كإنشاء وحدات إنتاجية مستقلة أو حيازا بشكل جاهز مع إدماجها مع الوسائل التي بحوزا وذلك باللجوء إلى التمويل الذاتي<br />

أو مصادر التمويل الخارجية؛<br />

استثمارات التحديث:‏ دف كذلك إلى استبدال الاستثمارات ذات التقنية المتجاوزة ‏(الاهتلاك التقني)‏ لتحسين القدرة الإنتاجية<br />

و بلوغ مستويات مرتفعة من الإنتاجية؛<br />

استثمارات الإبداع:‏ تترجم في قدرة المؤسسة على إنشاء أو حيازة استثمارات ذات تقنيات جديدة و متطورة تمكنها من تجاوز<br />

النقائص في الأنشطة الحالية و الدخول في أنشطة جديدة.‏<br />

26<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

•<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الاستثمارات غير المادية<br />

إلى جانب الاستثمارات المادية تقوم المؤسسة بتخصيص جزء هام من موازنتها للاستثمارات غير المادية و المتمثلة في مجموع النفقات<br />

التي تتحملها المؤسسة لتوفير و تحسين عوامل الإنتاج الأخرى و التي أخذت ترتفع شيئا ً فشيئا ً إلى أن بلغت مستويات تفوق ما تنفقه<br />

المؤسسة على الاستثمارات المادية و المتمثلة في:‏<br />

نفقات البحث و التطوير(استثمارات الإبداع):‏ و هو ما تنفقه المؤسسة لإنجاز الأبحاث و الاختبارات العلمية ذات الاستخدامات<br />

الاقتصادية و الموجهة نحو تحسين منتجاا والاستجابة لمتطلبات السوق و التغلب على القيود الاقتصادية المختلفة،‏ و التي تعتبر<br />

أحد أهم عوامل الميزة التنافسية فالتطور التقني السريع جعل المؤسسات الرائدة تتسابق للحصول على آخر الإبداعات في مجال<br />

نشاطها؛<br />

حيازات براءات الاختراع و البرامج ‏(استثمارات معنوية):‏ تأخذ شكل حيازة الاستثمار المادي،‏ إلا أن محل الحيازة هنا يكون ذو<br />

طبيعة معنوية كشراء حقوق الملكية الصناعية أو الفكرية من المالك لاستغلالها في العملية الإنتاجية؛<br />

نفقات تكوين المستخدمين ‏(الاستثمار البشري):‏ تعد كذلك من أهم مظاهر تطور المؤسسة و عوامل نجاحها فتنمية الموارد<br />

البشرية عن طريق أنشطة التدريب و التكوين و تحسين المستوى و المهارات داخل المؤسسة و/أو خارجها يؤدي إلى تحسين<br />

الأداء و ارتفاع الإنتاجية في جميع المستويات الإدارية و التنفيذية و التقنية...إلخ،‏ و يسهم بشكل فاعل في نمو النشاط؛<br />

النفقات التسويقية:‏ تشكل هي كذلك نسبة مرتفعة من إجمالي النفقات،‏ و المتمثلة في أنشطة الترويج و الإشهار وحملات<br />

العلاقات العامة و الدراسات التسويقية،‏ فنمو المؤسسة يتوقف إلى حد بعيد على أدائها التسويقي و قدرا على المحافظة على<br />

علاقات دائمة مع عملائها؛<br />

-2-2-2<br />

آليات اتخاذ قرار الاستثمار:‏<br />

يتوقف نجاح عمليات النمو الداخلي على حيازة أو إنشاء استثمارات ذات مردودية يتم اختيارها من بين مجموعة من البدائل المتاحة<br />

أمام المؤسسة،‏ و لتحقيق ذلك يتوجب على متخذ القرار أن يخضع البدائل الاستثمارية لمعايير اختيار الاستثمار،‏ و التي تستخدم في<br />

الوصول إلى الحل الاستثماري الأمثل الذي من شأنه أن يحقق العائد المطلوب.‏<br />

- 42 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

•<br />

شروط اختيار الاستثمار:‏<br />

الإستثمار هو استخدام رأس المال في تمويل نشاط معين قصد تحقيق ربح مستقبلي،‏ بحيث يكون البديل الاستثماري مقبولا ً إذا تطابق<br />

مع المعايير المعمول ا أو حقق الأرباح المنتظرة،‏ و عليه فأساس تقييم و اختيار الاستثمار يرتكز على مقارنة العوائد المنتظرة من<br />

الاستثمار بتكلفة الأموال المستثمرة فيه و عليه و طبقا ً لمعايير الجدوى الاقتصادية فإن الاستثمار يكون مقبولا ً إذا كان مجموع<br />

الأرباح المنتظرة منه يغطي الأموال المستثمرة فيه لفترة زمنية تقدر بمدة حياته.‏<br />

-<br />

و لدراسة الخيارات الاستثمارية يكون لزاما ً على متخذ القرار أن يجري دراسة لخصائص كل بديل دف إلى تحليل مكوناته<br />

27<br />

و المتمثلة أساسا ً في:‏<br />

تكلفة الاستثمار:‏ هو رأس المال الموظف في إنجاز المشروع الاستثماري،‏ و يتضمن:‏ سعر الحيازة أو تكلفة الصنع والمصاريف<br />

الملحقة ما،‏ الارتفاع في الاحتياج في رأس المال العامل للاستغلال الناتج عنه لأن أي استثمار جديد يؤدي إلى<br />

ارتفاع في حقوق الاستغلال يفوق الارتفاع في ديون الاستغلال؛<br />

BFR ex<br />

-<br />

-<br />

عمر الاستثمار:‏ و يتمثل في الزمن الافتراضي لحياة الاستثمار و الذي يقدر عادة بمدة اهتلاكه المحاسبي<br />

الزمني لتقييم البدائل الاستثمارية؛<br />

(Cash flow)<br />

والتي تعتبر الإطار<br />

تدفقات الخزينة المتولدة عن الاستثمار:‏ و تعرف بالتدفق النقدي و المتمثل في الرصيد النقدي الناتج عن<br />

استغلال الاستثمار و المتمثل في الفرق بين التحصيلات المستلمة و النفقات المسددة.‏<br />

استنادا ً إلى ما سبق فإن الاستثمار يكون ذو جدوى اقتصادية إذا كان مجموع التدفقات النقدية المحققة خلال عمره الافتراضي تغطي<br />

تكاليف إنجازه،‏ و يمكن التعبير عن ذلك عن طريق العلاقة التالية:‏<br />

n<br />

∑ C i > I<br />

i=1<br />

حيث:‏<br />

: I -<br />

:<br />

: n<br />

C i<br />

-<br />

-<br />

تكلفة الاستثمار؛<br />

التدفق النقدي السنوي<br />

عمر الاستثمار.‏<br />

i : 1,2,3,4,……,n /<br />

؛<br />

•<br />

معايير اختيار الاستثمار:‏<br />

هناك العديد من المعايير التي تستخدم كأدوات للمفاضلة بين البدائل الاستثمارية،‏ و التي تحسب بناء على مكونات المشاريع<br />

الاستثمارية المتاحة،‏ بحيث يمكن لمتخذ القرار أن يحتكم إلى معيار واحد أو مجموعة من المعايير حسب طبيعة الاستثمارات و نتائج<br />

التحكيم،‏ و يتوقف قرار قبول الاستثمار أو رفضه بناءا ً على قيمة المؤشر المستخدم و أهمها:‏<br />

هي الفرق بين القيمة الحالية و تكلفة الإستثمار أي الفرق بين مجموع<br />

القيمة الحالية الصافية<br />

التدفقات النقدية المتولدة عن الاستثمار و الم ُحينة إلى زمن بداية النشاط مع رأس المال المستثمر،‏ بحيث يكون الاستثمار مقبول من<br />

منظور الجدوى الاقتصادية إذا كانت قيمة هذا المعيار أكبر تماما ً من الصفر أي أن المؤسسة ستتلقى عوائد مستقبلية من استغلالها<br />

للاستثمار تفوق ما أنفقته لإنجازه و تشغيله؛<br />

28<br />

:(La valeur actuelle nette)<br />

-<br />

- 43 -


_______________________________________________________________________________________<br />

محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما<br />

مدة الاسترجاع récupération) (Le délai de :<br />

يتمثل في أجل استرجاع تكلفة الاستثمار و هو المدة الزمنية الضرورية<br />

لتغطية تكلفة الاستثمار بمجموع التدفقات النقدية السنوية الم ُحينة و المتراكمة،‏ و البديل الاستثماري الأمثل تبعا ً لهذا المعيار هو<br />

الذي يكون أجل استرجاعه الأقصر من بين البدائل المتاحة؛<br />

و يتمثل في معدل التحيين الذي يحقق التعادل بين تكلفة الإستثمار<br />

و مجموع التدفقات السنوية المحينة،‏ أي عند المستوى الذي تكون فيه القيمة الحالية الصافية معدومة،‏ و يكون الاستثمار مقبولا ً<br />

عند أقل مستوى للمعدل،‏ و يعني ذلك أن عوائد الاستثمار ستغطي تكاليفه عند أقل مستوى منتظر للمردودية مما يعنى أن العوائد<br />

المتبقية تمثل فوائض مالية و عادة ما يستخدم كمعيار فاصل عندما تعطي القيمة الحالية الصافية نفس القيم لأكثر من بديل.‏<br />

معدل المردودية الداخلي(‏interne (Le taux de rentabilité :<br />

-<br />

-<br />

- 44 -<br />

29<br />

-3-2<br />

أشكال الحيازة في النمو الخارجي:‏<br />

تضمنت التعاريف المعتمدة السبل التي يتحق ّق ا النمو الخارجي و المتمثلة في تقنيات الحيازة بشقيها الجزئي و الكلي لموارد المؤسسات<br />

الأخرى،‏ و ذلك على أساس أن مصطلح الموارد أكثر تعبيرا ً عن واقع النمو من مصطلحي الأصول و عوامل الإنتاج ودف التبسيط<br />

سنستخدم فيما يلي مصطلح الموارد للتعبير عن الموارد الداخلية للمؤسسة ذات الطبيعة الإنتاجية المادية و غير المادية،‏ المباشرة و غير<br />

المباشرة.‏<br />

-1-3-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الحيازة الكلية:‏<br />

تكمن الحيازة الكلية في تحويل ملكية إجمالي الموارد ‏(مؤسسة)‏ أو مجموعة فرعية من الموارد ‏(فرع)‏ بشكل كلي إلى مؤسسة أخرى،‏<br />

بحيث يمكن اعتبارها نموا ً خارجيا ً إذا تحققت الشروط التالية:‏<br />

أن ترتبط فيما بينها بعلاقات تنظيمية:‏ أي أن تكون مندمجة مع عوامل الإنتاج الم ُكملة لها أي لها القدرة على ممارسة أنشطة<br />

إنتاجية داخل وحدة اقتصادية موجودة مسبقا ً؛<br />

أن لا تنتمي إلى الموارد الداخلية للمؤسسة:‏ لأن حيازة موارد تابعة للمؤسسة أصلا ً هو مجرد إعادة هيكلة داخلية لمواردها،‏ و على<br />

هذا الأساس فالاندماج مع فرع تابع للمؤسسة الأم لا يعتبر نموا ً خارجيا ً؛<br />

أن تترافق عملية تحويل الموارد مع تولي السيطرة عليها:‏ أي أن يرافق ذلك تحول في ملكية هذه الموارد،‏ و عليه نستثني عمليات<br />

الشراكة و التحالف التي تبقي على الملكية الأصلية للموارد المشتركة.‏<br />

هناك العديد من الأشكال المختلفة للحيازة الكلية كالاندماج عن طريق الابتلاع،‏ أو المتعادل أو عن طريق الإسهام الجزئي في الموارد،‏<br />

و الأخرى المؤسسة<br />

أو عن طريق التجزئة،‏ و التي تتم بين مؤسستين أو أكثر تدعى إحداهما المؤسسة الحائزة<br />

، بحيث يمكن الجمع بين موارد لعدة مؤسسات تحت شخصية معنوية واحدة.‏<br />

(l’Acquéreur)<br />

الم ُستهدفة Cible) (la<br />

-<br />

إن الحيازة الكلية في عمليات النمو الخارجي تعني الاندماج بين الموارد دف تعظيم الحجم و الاستفادة من ايجابياته دون الحاجة إلى<br />

فترة زمنية طويلة لتحقيق ذلك و دون تحمل تكاليف مرتفعة فيما لو اعتمدت على النمو الداخلي،‏ و على هذا الأساس لجأت الكثير<br />

من المؤسسات إلى اعتماد هذه الإستراتيجية لتحقيق أهدافها،‏ و يتخذ الاندماج عدة أشكال نبين أكثرها انتشار ًا على النحو التالي:‏<br />

يتم النمو الخارجي في هذه الحالة بين مؤسستين مختلفتين في<br />

الاندماج عن طريق الابتلاع<br />

الحجم و ذلك بالاستحواذ الكلي على المؤسسة الم ُستهدفة ‏"أ"‏ من طرف المؤسسة الم ُبتلعة ‏"ب"‏ مع احتفاظ الأخيرة بشخصيتها<br />

المعنوية و اختفاء المؤسسة الم ُبتل َعة؛<br />

يتحق ّق النمو الخارجي في هذه الحالة عن طريق التكتل الكلي لمؤسستين ‏"أ"‏ و ‏"ب"‏<br />

الاندماج المتعادل<br />

من نفس الحجم تقريبا ً،‏ و ينتج عن ذلك اختفاء للمؤسستين المندمجتين و ظهور مؤسسة ‏"ج"‏ أكبر حجما ً وذات شخصية معنوية<br />

مختلفة؛<br />

:(Fusion par Absorption)<br />

:(Fusion égalitaire)<br />

-


أ"‏<br />

أ"‏<br />

_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

تقوم المؤسسة الحائزة<br />

الاندماج عن طريق الإسهام الجزئي في الموارد<br />

إما بامتلاك موارد فرعية للمؤسسة الم ُستهدفة ‏"ب"‏ و التي تتنازل فيها هذه الحالة عن جزء من مواردها المرتبطة فيما<br />

بينها ‏(الفرع أو أن تقوم مؤسستين ‏"أ"‏ و ‏"ب"‏ بتقديم جزء من مواردهما و لإنشاء مؤسسة جديدة بحيث<br />

تعود إدارا والسيطرة عليها للمؤسسة ‏"أ"‏ ذات المساهمة الأكبر و عندها تحتفظ المؤسسة الجديدة بالشخصية المعنوية للمؤسسة<br />

أو يتفق الطرفان على منحها شخصية معنوية جديدة ‏"ج"‏ مع المراقبة المشتركة لها؛<br />

تجزئة المؤسسة في هذه الحالة يهدف إلى إدماج جزئي أو كلي للموارد<br />

الاندماج عن طريق التجزئة<br />

الفرعية المرتبطة فيما بينها مع موارد مؤسستين فأكثر موجودتين مسبقا ً أو على مجموعة مؤسسات أ ُنشئت ذه المناسبة،‏ و بالتالي<br />

تتفك َّك المؤسسة إلى مجموعة من المؤسسات ‏(على شكل موارد فرعية متجانسة و مرتبطة فيما بينها)‏ ذات شخصية معنوية<br />

مستقلة.‏<br />

:(Fusion par Apport partiel de ressources)<br />

‏"أ " 1 ‏"ب " 1<br />

‏"ب " 1<br />

:(Fusion par Scission)<br />

‏"ب (" 1<br />

"<br />

"<br />

-<br />

-<br />

30<br />

إلا أن الواقع الميداني لحالات النمو الخارجي أكثر تعقيدا ً مما يمكن وصفه نظريا ً فيما يلي و يعود ذلك لكثافة هذه العمليات حيث<br />

شهدت فترة الثمانينات أكبر عمليات النمو الخارجي للمؤسسات في العالم بسبب معطيات النمو الاقتصادي العالمي و تحديات<br />

المنافسة الدولية التي ظهرت بفعل انفتاح الأسواق والاضمحلال التدريجي للحواجز و على إثر ذلك شك ّل النمو الخارجي الأسلوب<br />

الأكثر فعالية لمواجهة هذه التحديات و سهل من تطبيق ذلك تطور أسواق المال و لعبها الدور الأساسي في هذه العمليات.‏<br />

-2-3-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الحيازة الجزئية:‏<br />

يمكن تحقيق النمو الخارجي بأساليب قانونية ثبتت فعاليتها على أرض الواقع و ذلك في إطار شركة المساهمة،‏ ففي ظل هذا الشكل<br />

القانوني يمكن للمؤسسة أن تملك جزء من رأس مال مؤسسة أخرى و هو ما نصطلح عليه بالحيازة الجزئية للموارد.‏<br />

و تستطيع المؤسسة تحقيق النمو الخارجي إذا استطاعت حيازة حجم كافي من موارد مؤسسة أخرى يؤهلها إلى تولي السيطرة عليها،‏<br />

أي امتلاك الحق في اتخاذ القرارات المهمة و تولي موقع لمراقبة السير العام للمؤسسة الم ُستهدفة على إثر ذلك تتشكل علاقة تبعية بين<br />

المؤسسة المالكة ‏(المؤسسة الأم)‏ و المؤسسة المستهدفة ‏(فرع للمؤسسة الأم)،‏ و التي تتغير تبعا ً لارتفاع أو انخفاض حصص المساهمة<br />

بينهما،‏ و التي قد تصل إلى حد المساهمة الكلية في رأس المال و حينها تكون المؤسسة الأم قد أتمت الحيازة الكلية للمؤسسة المستهدفة.‏<br />

تتسم الحيازة الجزئية في كوا عملية غير مرئية لأا لا تحدث تأثيرات مباشرة على صورة المؤسسة المستهدفة و التي تضل محتفظة<br />

بشخصيتها القانونية رغم التغير المتواصل في عدد وطبيعة المساهمين،‏ لذلك فلا بد من وضع الضوابط التي من خلالها يمكن للباحث<br />

إدراجها ضمن عمليات النمو الخارجي والتي نلخصها كالآتي:‏<br />

إن تولي المساهمة الناتج عن حيازة المؤسسة لجزء من موارد المؤسسة المستهدفة يجب أن يترافق مع تولي المؤسسة الحائزة للهيمنة<br />

على إدارا و رقابتها،‏ و بالتالي يجب استثناء كل أشكال المساهمة التي لا تحدث هذا التأثير و منها الحيازة الجزئية قصيرة الأجل؛<br />

يجب أن تكون الموارد التي حازا المؤسسة متميزة بقابلية الإنتاج الآني،‏ أي أن تكون مرتبطة مسبقا ً مع مختلف عوامل الإنتاج،‏ و<br />

بالتالي نستثني الحيازة الجزئية للموارد غير المرتبطة من عمليات النمو الخارجي كالمساهمة جزئيا ً دف إنشاء مؤسسة جديدة كليا ً؛<br />

يجب ألا تتعلق المساهمة بمؤسسة مهيمن عليها من طرف المؤسسة الحائزة،‏ لأن ارتفاع حجم المساهمة في هذه الحالة لا يحدث<br />

تأثيرا ً على موقع السيطرة بقدر ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى أرباح الأسهم في حالة تحقيق نتائج إيجابية.‏<br />

إن عمليات النمو الخارجي المرتكزة على الحيازة الجزئية تتعلق أساسا ً بموقع الرقابة و الهيمنة الذي تتخذه المؤسسة الحائزة نتيجة<br />

لمساهمتها في المؤسسة المستهدفة،‏ و منه فإن مفهوم الرقابة يمثل الأساس الذي من خلاله يمكن تصنيف إن كانت عملية نمو داخلي أو<br />

خارجي،‏ و بالتالي كان لزاما ً تحديد مختلف أشكال الرقابة و تولي المساهمة التي تؤدي إلى اتخاذ موقع الهيمنة على المؤسسات المستهدفة:‏<br />

- 45 -


فعر<br />

_______________________________________________________________________________________<br />

محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما<br />

•<br />

أشكال الرقابة على المؤسسة المستهدفة:‏<br />

إن امتلاك حصة من رأس مال المؤسسة لا يعدو مجرد وسيلة لتحقيق الأرباح جراء الاستثمار المالي،‏ بل يمتد لاتخاذ المساهم مواقع<br />

سلطوية و رقابية تمكنه من المشاركة في اتخاذ القرار و مراقبة أداء المؤسسة و يتوقف ذلك على حجم و طبيعة مساهمته مقارنة بحصص<br />

باقي المساهمين.‏<br />

أن هناك ثلاث أشكال أساسية للرقابة داخل شركة المساهمة تمك ّن المساهمين<br />

و على هذا الأساس اعتبر<br />

من امتلاك أدوات رقابية و ذلك في إطار هيئات ينظمها الشكل القانوني للمؤسسة،‏ وهي:‏<br />

31<br />

J. Pilverdier (1991)<br />

الرقابة القانونية:‏ تنص القوانين التجارية على كيفيات و إجراءات ممارسة السلطة داخل شركات المساهمة،‏ فالجمعية العامة<br />

للمساهمين تتولى اتخاذ كافة القرارات الهامة داخل المؤسسة سواء كانت ذات طبيعة إستراتيجية أو تنفيذية،‏ و التي تنعقد بشكل<br />

عادي تحت إطار الجمعية العامة العادية و تتخذ فيها القرارات عن طريق التصويت بالأغلبية البسيطة و بشكل استثنائي في إطار<br />

الجمعية العامة الاستثنائية و يتم التصويت فيها بأغلبية الثلثين و بمنطق الرقابة القانونية تتم الرقابة في الحالات العادية بالحصول على<br />

أصوات أغلبية الأعضاء،‏ كما يمكن اتخاذ موقع للرقابة المطلقة إذا امتلكت المؤسسة الحائزة ما يفوق ثلثي رأس المال على اعتبار<br />

أن الثلث الباقي لا يمثل سوى الأقلية الم ُعط ِّلة)؛<br />

)<br />

الرقابة الجماعية:‏ تتضمن مفهوم أوسع من الرقابة القانونية التي تتحدد بناءا ً على حصة رأس المال أو عدد الأصوات،‏ فالرقابة<br />

الجماعية تعتمد على كمية الأسهم ‏(خصوصا ً الأسهم التي تتضمن حق التصويت)‏ المملوكة مقارنة بباقي المساهمين،‏ و يعود ذلك<br />

إلى أنه ك ُلما تشتت رأس المال على مجموعة كبيرة من المساهمة كلما انخفض فرصة امتلاك حصة تمك ِّن من تولي السيطرة على<br />

المؤسسة الم ُستهدفة و منه فإن نسبة الأسهم التي تمك ّن المؤسسة الحائزة من تولي السيطرة تتعلق بارتفاع أو انخفاض توزيع<br />

الحصص على المساهمين أو بإمكانية تكوين مجموعات مصالح داخل الجمعية العامة للمساهمين و عليه يمكن للمؤسسة امتلاك<br />

حصة الأقلية ‏(أقل من النصف)‏ مع القدرة على تولي السيطرة على إدارة المؤسسة و رقابتها و ذلك إذا كانت هذه الحصة أكبر<br />

من حصص البقية الم ُشتتة؛<br />

،<br />

32<br />

الرقابة التقنوقراطية:‏ يؤدي تشتت أسهم المؤسسة بين عدد كبير من المساهمين ‏(جمهور المستثمرين)‏ إلى انحلال العلاقة بين الرقابة<br />

و المالكين،‏ فغياب مساهمين يملكون حصص هامة من رأس المال أو اقتصار المساهمين الكبار على مؤسسات لا يسمح إطارها<br />

القانوني بالتدخل المباشر في التسيير العملي والاستراتيجي لشركة المساهمة ‏(مؤسسات التأمين صناديق التقاعد و الضمان<br />

الاجتماعي...إلخ)‏ يضع مسيري الشركة ‏(التقنوقراطيون)‏ في موقع أكثر استقلالية عن المساهمين لتولي مهام الرقابة و التحكم في<br />

اتخاذ القرارات.‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

B. De Montmorillon (1986)<br />

•<br />

تولي السيطرة على المؤسسة الم ُستهدفة:‏<br />

33<br />

تولي السيطرة على أنه خضوع شركة مستقلة قانونيا ً إلى سلطة خارجية فهي شكل<br />

من أشكال الحيازة الجزئية للموارد يتم عن طريقها المساهمة في رأس مال المؤسسة المستهدفة بشكل يمك ِّن المؤسسة الحائزة من تولي<br />

فقد عرفها على أنها امتلاك المؤسسة الحائزة لعدد من حقوق التصويت التي<br />

مهام الرقابة و الإدارة عليها<br />

تمك ِّنها من تعيين مسيري الشركة و بالتالي رسم الإطار العام لسياسات و استراتيجيات المؤسسة المستهدفة.‏<br />

،<br />

34<br />

أما(‏‎1990‎‏)‏ B.Hussion<br />

على غرار الأشكال الأخرى للحيازة تتخذ المساهمة مع السيطرة على المؤسسات المستهدفة عدة أشكال بشكل يعكس الإقبال الكبير<br />

على هذا النوع من النمو الخارجي من طرف المؤسسات و رواج الاستثمار المالي في أسواق المالي و الذي أتاح للمساهمين<br />

- 46 -


_____________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

والمؤسسة على حد سواء من اتخاذ مواقع للسيطرة و الرقابة على عدة مؤسسات في آن واحد حيث تظهر الحالات الميدانية العديد<br />

من أشكال الحيازة الجزئية و التي تحدد درجة التداخل في موارد المؤسسات و التي نختصرها على النحو التالي:‏<br />

الحيازة الجزئية البسيطة أو الم ُتعددة:‏ و هي الحالة التي تقوم فيها المؤسسة بحيازة موارد مؤسسة أو أكثر دون أن تكون لهذه<br />

المؤسسات حيازة متبادلة معها،‏ أي علاقة في اتجاه واحد بين المؤسسة الحائزة و المؤسسة المستهدفة؛<br />

الحيازة الجزئية المتقاطعة:‏ هناك حيازة متبادلة بين مؤسستين أو أكثر،‏ حيث تملك كل منها حصة من موارد المؤسسة المقابلة؛<br />

الحيازة الجزئية المتسلسلة:‏ تتمثل في حيازة مؤسسة لجزء من موارد مؤسسة أخرى و التي بدورها تملك جزءا ً من موارد مؤسسة<br />

أخرى،‏ بحيث تتجه الحيازة في اتجاه واحد على غرار الحيازة الجزئية البسيطة؛<br />

الحيازة الجزئية الحلقية:‏ تتخذ الحيازة شكل حلقي إذا تمت بين عدة مؤسسة بشكل متتالي و مغلق،‏ بشرط أن تكون هناك<br />

مؤسسة على الأقل تساهم في أخرى دون أن تسيطر عليها أي أن تملك فيها حصة الأقلية فقط.‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

إذن يتضح من خلال محاولة إجابتنا عن إشكالية الغموض في مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي للمؤسسة الاقتصادية أن<br />

الوصول إلى معيار للتفرقة بينهما كفيل بضبط تعريف معتمد لهما،‏ ونلخص كذلك أنه يمكن الباحث الإعتماد على العلاقة التكاملية<br />

بين النمو الداخلي و النمو الخارجي لإعطاء تعريف محدد لكيلهما،‏ وذلك على أساس أن مجموع النمو الداخلي والنمو الخارجي<br />

يساوي النمو الإجمالي للمؤسسة خلال فترة زمنية معينة،‏ وعليه يعرف النمو الداخلي على أنه كل العمليات التي لا تصنف على أا<br />

نمو خارجي،‏ و بنفس المنطق يمكن تعريف النمو الخارجي،‏ ولتحقيق ذلك يكفي تحديد مفهوم وحدود أحد النمطين لتعريف الآخر.‏<br />

-3<br />

الإحالات و المراجع<br />

:<br />

1 - R.Paturel, Croissance interne et croissance externe des entreprise - L’exemple Français de la période récente,<br />

thèse de doctorat, Université de Paris 1, 1978, Page 22.<br />

2 - R.Paturel, Délimitation des concepts de croissance interne et de croissance externe, Economie et sociétés, N°10,<br />

Octobre- Novembre, 1981, Page 1393.<br />

3 - R.Paturel, Délimitation des concepts de croissance interne et de croissance externe, op cit, Page 1402.<br />

4 -A.P.Weber et F.Jennic, Concentration économique et fonctionnement des marchés, Economie et statistique, N°<br />

65, Mars 1975.<br />

5<br />

- حالة تم التوصل إليها من خلال دراسة ميدانية لمؤسسات فرنسية نشرت في المقال التالي:‏<br />

R.Paturel, Importance comparée des stratégies de croissance externe et croissance interne dans la croissance des<br />

grandes sociétés françaises (1966-1973), Revue d’économie industrielle, N° 9, Septembre 1979.<br />

6 - R.Paturel, Délimitation des concepts de croissance interne et de croissance externe, op cit, Page 1404.<br />

7 - A. Bienaymé, La Croissance des Entreprises: analyse dynamique des fonctions de la firme, Tome 1, Bordas,<br />

1971, Page 15.<br />

8 - R.Paturel, Délimitation des concepts de croissance interne et de croissance externe, op cit, Page 1393.<br />

9<br />

- الابتلاع (l’Absorption) : حيازة مؤسسة لأصول مؤسسة أخرى بشكل كلي<br />

- 47 -<br />

و ينتج عنها اختفاء المؤسسة المبتل َعة.‏


_______________________________________________________________________________________<br />

محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي و النمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما<br />

11 - A.Bienaymé, op cit, Page 15.<br />

10<br />

- الاندماج Fusion) (la : ضم أصول مؤسستين لتشكيل مؤسسة أكبر حجما ً.‏<br />

12 - R.Paturel, Croissace interne et croissance externe des entreprise - L’exemple Français de la période récente,<br />

op cit, Page 27.<br />

13 - R.Paturel, Délimitation des concepts de croissance interne et de croissance externe, op cit, Page 1399.<br />

- P.Bleton, Le capitalisme français, Editions Ouvrières, Paris, 1966.<br />

- L.Stoléru, L’impératif industriel, Edition du Seuil, Paris, 1969.<br />

14<br />

- لمزيد من التفصيل يمكن الرجوع إلى :<br />

15 - H.Gabrie, Un essai d’explication de la croissance externe es Entreprises, Thèse de Doctorat, Université de Paris<br />

IX, 1976, Page 27.<br />

16 - R.Paturel, Délimitation des concepts de croissance interne et de croissance externe, op cit, Page 14<strong>06</strong>.<br />

17 - R.Paturel, Délimitation des concepts de croissance interne et de croissance externe, op cit, Page 1413.<br />

18<br />

- أي أن هذه الوسائل لا يمكن إنتاج وحدة بشكل منفرد،‏ أي بعزلة عن عوامل الإنتاج داخل المؤسسة،‏ كشراء آلة أو مركبة نقل أو عقار...إلخ.‏<br />

19 - R.Paturel, Croissace interne et croissance externe des entreprise - L’exemple Français de la période récente,<br />

op cit, Page 46.<br />

- تعبير ذو أصل لاتيني معناه أن عملية الإنشاء انطلقت من لا شيئ.‏<br />

20<br />

21 - Y.Morvan, Fondements d'Economie Industrielle, Economica, Paris, 1991, Page 187.<br />

22 - P. Aron et F .Vincent, La Croissance Externe : analyse microéconomique, Revue d'Economie Industrielle N°<br />

9, 1979, Page 104.<br />

23 - A.Labourdette, Stratégies d'Entreprise - une Analyse Micro-économique, Montchrestien, 1989, Page 117.<br />

24 - R.Paturel, Stratégie de Croissance Externe, Encyclopédie du Management, Vuibert, Paris, 1990, Page 408<br />

25 - N.Gasmi, Déterminants de la croissance externe horizontale, Thèse de doctorat en sciences de gestion, Faculté<br />

des sciences économiques et de gestion - Université De Bourgogne, 1998, Page 97.<br />

26 - G.Bressy et C.Konkuyt, Economie d’entreprise, 5 ème édition, SIREY éditions, Paris, 2000, Page 276.<br />

29 - N.Gasmi, op cit, Page 102.<br />

30 - Ibid, Page 105.<br />

، صفحة .313<br />

إ.‏ بن ساسي و ي.قريشي،‏ التسيير المالي-دروس و تطبيقات،‏ دار وائل للنشر،‏ عمان،‏ 20<strong>06</strong><br />

31 - J. Pilverdier, Le marché financier français, Economica, Paris, 1991, Page 240.<br />

32 - G. Angenieux, Les fusions et l'évaluation des entreprises, Dunod, Paris, 1970, Page 13.<br />

-<br />

27<br />

28<br />

- المرجع السابق،‏ الصفحات 326-317.<br />

33 - B. De Montmorillon, Les groupes industriels - Analyse structurelle et stratégique, Economica, Paris, 1986,<br />

Page17.<br />

34 - B.Hussion, La prise de contrôle d'entreprises, Presses universitaires de France, Paris, 1990, Page 13.<br />

- 48 -


______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

الموارد البشرية في البنوك الإسلامية،‏ بين النظرية والتطبيق<br />

:<br />

د/‏ عبد الحليم غربي،‏ جامعة سطيف<br />

ملخص لقد حق ّقت البنوك الإسلامية على مدى ثلاثين عاما ً نموا ً متسارعا ً؛ غير أا لا تزال تواجه بعض المشكلات الداخلية<br />

والخارجية.‏ فقد ا ُعتبرت الفجوة بين ما هو متاح وما هو مطلوب من الموارد البشرية،‏ مشكلتها الأم خلال مسيرا الماضية؛ رغم أن<br />

بعض الجامعات بدأت تنتبه إلى حاجات السوق بتدريس الصيرفة الإسلامية.‏<br />

ولم ّا كانت أي مؤسسة هي عبارة عما يفعله موظ ّفوها؛ فإن مستقبل الصناعة المصرفية الإسلامية يعتمد على مدى كفاءة العنصر<br />

البشري فيها،‏ وصدق قناعته برسالتها،‏ وفهمه لآليات العمل المصرفي الإسلامي،‏ وقدرته على شرح الفتاوى الشرعية المصرفية<br />

وإيضاحها للعملاء...‏<br />

من هنا فإن الس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية قد أطلق مركز اعتماد التدريب المالي الإسلامي؛ من أجل اعتماد<br />

المؤسسات التدريبية والمناهج والمدربين والمتدربين وفقا ًَ‏ لشروط معيارية تتناسب مع خصوصية البنوك الإسلامية ومفاهيمها الجوهرية.‏<br />

الكلمات المفتاحية<br />

:<br />

:<br />

العمل المصرفي الإسلامي،‏ مشكلات البنوك الإسلامية،‏ إدارة الموارد البشرية،‏ مركز اعتماد التدريب الإسلامي.‏<br />

تمهيد تعتبر الموارد البشرية عنصرا ً أساسيا ً لنجاح المؤسسات الاقتصادية باختلاف نشاطاا،‏ ولا شك أن تحقيق البنوك الإسلامية<br />

لأهدافها التنموية،‏ مرهون بمدى توافر رأس المال البشري الملائم والمؤهل شرعيا ً ومصرفيا ً.‏ فكلما ارتفعت درجة تأهيل العاملين<br />

وتفاعلهم مع رسالة البنك الإسلامي؛ أدى ذلك إلى تحقيق أهدافه على الوجه الصحيح.‏ كما إن طبيعة الاستثمارات التي تقوم ا<br />

البنوك الإسلامية تشكل مصدرا ً من مصادر المخاطر التي تواجهها؛ نظرا ً لكون هذه الاستثمارات تتميز بطبيعة خاصة تتطلب توافر<br />

نوعية مميزة من الموارد البشرية القادرة على دراسة وتقييم عمل المستثمر وتحديد مدى صلاحيته وملاءمته للمشاركة فيه من قبل البنك<br />

الإسلامي.‏<br />

فإذا توافرت النوعية الملائمة من الموارد البشرية؛ فإا سوف تمثل أحد الضمانات الأساسية المطلوبة لمواجهة المخاطر التي تواجه تلك<br />

الاستثمارات،‏ وإذا ما عجزت البنوك الإسلامية عن توفيرها،‏ أو كانت الموارد البشرية المتاحة لها غير مؤهلة؛ فإا سوف تصبح أحد<br />

مصادر المخاطر التي تواجه تلك الاستثمارات،‏ وتتمثل المخاطر التي يمكن أن تنتج عن الموارد البشرية في الأنواع التالية<br />

:<br />

المخاطر التي يمكن أن تنشأ نتيجة لعدم القدرة على دراسة واختيار العمليات الاستثمارية الملائمة؛<br />

المخاطر التي يمكن أن تنشأ نتيجة لعدم قدرة هذه الموارد على متابعة العمليات الاستثمارية؛<br />

المخاطر التي يمكن أن تنشأ نتيجة لعدم القدرة على ابتكار حلول للمشكلات التي يفرزها التطبيق العملي.‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

وستعالج هذه الورقة واقع وتحديات الموارد البشرية على ضوء تجربة هذه المؤسسات المصرفية،‏ وذلك من خلال المحاور التالية<br />

:<br />

المواصفات النظرية للموارد البشرية في البنوك الإسلامية؛<br />

واقع وتحديات الموارد البشرية في البنوك الإسلامية؛<br />

الإستراتيجية المستقبلية للموارد البشرية في البنوك الإسلامية.‏<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

‐ 49 ‐


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

الموارد البشرية في البنوك الإسلامية،‏ بين النظرية والتطبيق<br />

:<br />

1<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أولا ً:‏ المواصفات النظرية للموارد البشرية في البنوك الإسلامية<br />

تعتمد النشاطات التمويلية والاستثمارية والخدمية في البنوك الإسلامية على المبادئ والضوابط الشرعية لفقه المعاملات؛ الأمر الذي<br />

يتطلب ضرورة توافر المعرفة ذه الضوابط وفهمها من قبل مواردها البشرية.‏ فهذه البنوك تمث ِّل نظاما ً مصرفيا ً جديد ًا له خصوصيته،‏<br />

ومن ثم َّ تتطلب مواصفات خاصة من حيث المهارات والقدرات التي يلزم أن تتوافر في العاملين لديها؛ ولذلك تحتاج البنوك الإسلامية<br />

وفقا ً للتصورات النظرية إلى<br />

موارد بشرية قادرة على جذب المودعين،‏ وفهم طبيعة العلاقة التي تربط المودع بالبنك الإسلامي؛<br />

عمالة قادرة على تقديم الخدمة المصرفية بالسرعة والجودة الملائمتين وفقا ً للمتطلبات الشرعية؛<br />

نوعية من الموارد البشرية قادرة على البحث عن الفرص الاستثمارية الملائمة،‏ ودراسة جدواها وتقييمها وتنفيذها،‏ ومتابعتها<br />

في إطار الضوابط الشرعية.‏<br />

وما يميز العمل المصرفي الإسلامي هو إسلامية الكيان؛ ولهذا يتطلب الالتزام بمبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية المبنية على ثلاثية<br />

العقيدة والأخلاق والفقه؛ بحيث تنعكس وتؤثر في تصرفات العاملين في الصناعة المصرفية الإسلامية،‏ وذلك على النحو الذي يبينه<br />

الشكل التالي:‏<br />

شكل : 1<br />

تصور تأهيل الموارد البشرية على ضوء المتطلبات الشرعية<br />

المصدر:‏ راجع:‏ عز الدين خوجة،‏ ‏"الرؤية المستقبلية للمصارف الإسلامية"،‏ الس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية،‏ د.ت،‏ ص:‏ 10.<br />

إن وجود الكفاءات البشرية القادرة على إدارة النشاط المصرفي الإسلامي يستلزم وجود فئة خاصة من العاملين مدربة على العمل<br />

المصرفي،‏ ومزودة بما يلزم من القواعد الشرعية اللازمة للمعاملات،‏ وناضجة بالنسبة للأهداف الاقتصادية والاجتماعية،‏ وملتزمة ببذل<br />

أقصى جهد في سبيل تحقيق هذه الأهداف،‏ أما تصور عدم وجودها أو ندرا أو اختلال تركيبها فإنه سيتيح الفرصة أمام نمو النشاط<br />

المصرفي التقليدي ؛ وبناءً‏ على ذلك،‏ يحتاج العاملون بالبنوك الإسلامية إلى إعداد وتأهيل متعدد الجوانب،‏ بخلاف العاملين بالبنوك<br />

التقليدية،‏ ويمكن توضيح هذه الفروقات بين النظامين في الاعتبارات التالية<br />

:<br />

2<br />

‐ 50 ‐<br />

-<br />

-<br />

•<br />

•<br />

•<br />

العاملون بالبنوك التقليدية ينحصر عملهم بعد الخدمات المصرفية في إدارة القروض بفوائد ربوية،‏ ويكاد يقتصر إعداد<br />

العاملين فيها على الدراسات الائتمانية والضمانات؛<br />

أما العاملون بالبنوك الإسلامية فإن إعدادهم يتطلب ما يلي:‏<br />

التأهيل الفني:‏ يشتمل على العمل المصرفي التقليدي نفسه مع استبعاد كل ما يترتب عليه من فوائد ربوية؛<br />

التأهيل الشرعي:‏ يستوعب صيغ التمويل والاستثمار الشرعية من مرابحة وبيع بالأجل وسل َم واستصناع وإجارة ومضاربة<br />

ومشاركات؛ لأن العمل المصرفي قائم على وظائف تستند إلى تلك العقود؛<br />

التأهيل الأخلاقي المهني:‏ يشتمل على قواعد السلوك الذاتية المؤثرة في الأداء الوظيفي،‏ وقواعد السلوك مع أصحاب حقوق<br />

الملكية في البنك وأصحاب حسابات الاستثمار والعاملين فيه،‏ وقواعد السلوك مع عملاء البنك والأطراف الأخرى ذات


ىعل<br />

______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

العلاقة.‏<br />

ثانيا ً:‏ واقع وتحديات الموارد البشرية في البنوك الإسلامية<br />

عانت البنوك الإسلامية منذ بداية نشأا من عدم توافر العناصر البشرية المؤهلة والمناسبة لطبيعتها الخاصة،‏ ويكاد يم ِّثل هذا العائق<br />

خلال الفترة الماضية المشكلة الأم؛ لأا تعتبر من أسباب انتقادها وإثارة الشبهات حول نشاطاا فقد شهدت تجربة البنوك<br />

الإسلامية وجود نوعية من العاملين لا يملكون من المقومات الشرعية والمصرفية؛ حتى وجد فيها من لا يفرق بين الربح والفائدة،‏<br />

والمرابحة والقرض بفائدة!‏<br />

.<br />

3<br />

4<br />

وأرجع عدد من الباحثين سبب تفضيل البنوك الإسلامية لأسلوب التمويل بالمرابحة إلى سهولة إجراءات تطبيق هذا العقد واقترابه من<br />

أسلوب التمويل التقليدي؛ لذلك فقد كان أكثر ملاءمة للخبرة المتوافرة لدى الموارد البشرية المتاحة للبنوك الإسلامية؛ حيث إن<br />

عمليات المرابحة تقترب إلى حد كبير في إجراءات تنفيذها مما تعود عليه بعض العاملين بالبنوك الإسلامية أثناء عملهم السابق بإدارة<br />

الائتمان بالبنوك التقليدية عند منحهم القروض بالفائدة لعملائهم.‏<br />

وقد وجه بعض المتعاملين مع البنوك الإسلامية تساؤلات عديدة حول مفهوم بعض الفتاوى الشرعية الصادرة وكيفية التعامل معها،‏<br />

وكانت المشكلة أن بعض العاملين لم يستطع الرد العملاء وإيضاح معنى الفتوى الشرعية؛ مما يعكس عدم إلمام بعض العاملين<br />

بالقطاع المصرفي الإسلامي بالضوابط والفتاوى الشرعية.‏ ومن حق جمهور المتعاملين مع الصناعة المصرفية الإسلامية أن يجد الرد<br />

الواضح عن تلك التساؤلات،‏ وكيف يتعامل مع تلك المنتجات التي تعد حديثة نسبي ًا لمفاهيمه المصرفية والشرعية ؛ كما أشارت<br />

الدراسة الاستقصائية التي أجراها المعهد العالمي للفكر الإسلامي إلى أن المرتبة الأولى في أسس اختيار العاملين في عدد من البنوك<br />

الإسلامية هي للاعتبارات الشخصية،‏ ثم تأتي بعدها الكفاءة!‏ والمفترض أن هناك تعارضا ً بين الاعتبارات الشخصية وعوامل الكفاءة.‏<br />

إن البنوك الإسلامية قامت خلال الفترة الماضية بعقد دورات تدريبية خاصة بالعاملين فيها،‏<br />

من أجل إيجاد المؤسسات المتخصصة التي تلبي هذه الحاجة الماسة.‏<br />

والشكل التالي يلخص<br />

المبذولة جهودها<br />

شكل : 2<br />

اهتمام البنوك الإسلامية بتدريب الموارد البشرية<br />

المصدر:‏ راجع:‏ عز الدين خوجة،‏ ‏"الرؤية المستقبلية للمصارف الإسلامية"،‏ مرجع سابق،‏ ص:‏ ‎12‎؛ دار المراجعة الشرعية،‏ مرجع سابق،‏ ص:‏ 21-20.<br />

وعلى الرغم من كل الجهود السابقة؛ إلا أا لم تكف لسد النقص المتزايد في عدد العاملين المؤهلين للعمل في البنوك والمؤسسات<br />

المالية الإسلامية.‏ فقد توصلت أكثر من دراسة علمية ميدانية إلى أن غالبية البنوك الإسلامية ما زالت تواجه مشكلة قلة الموارد البشرية<br />

التي تجمع بين المعرفة الشرعية والخبرة المصرفية؛ ولعل ذلك يرجع إلى الاعتبارات التالية<br />

غياب كليات خاصة بالبنوك الإسلامية ضمن الهياكل الجامعية؛<br />

اعتماد هذه البنوك على العمالة القادمة من بنوك تقليدية،‏ دون الاهتمام بالنواحي المعرفية الشرعية،‏ وقد أخذت تلك العمالة<br />

سبيلها في الترقي،‏ حتى تول ّى بعضها إدارة العديد من البنوك الإسلامية،‏ فازداد بترقيتهم تدني الجانب الشرعي في بعض البنوك<br />

الإسلامية.‏<br />

:<br />

‐ 51 ‐<br />

-<br />

-


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

الموارد البشرية في البنوك الإسلامية،‏ بين النظرية والتطبيق<br />

وتشير إحدى الدراسات حول الصناعة المالية الإسلامية عام إلى التحديات على مستوى الموارد البشرية في البنوك الإسلامية،‏<br />

نعرضها في الجدول التالي:‏<br />

جدول‎1‎‏:‏ واقع رأس المال البشري في البنوك الإسلامية<br />

- عدد الموظفين في المؤسسات المالية الإسلامية يفوق 250.000 موظفا ً<br />

من الإطارات في المؤسسات المالية الإسلامية لها خلفيات مالية تقليدية<br />

أكثر من %50 من إجمالي عدد الموظفين من منطقة الشرق الأوسط<br />

من معاهد التدريب الموجودة تقدم خدماا للمؤسسات المالية الإسلامية<br />

- عدم وجود مناهج متكاملة وبرامج عملية ونقص في المدربين<br />

فصل تام بين الواقع العملي التطبيقي والجانب العلمي الأكاديمي<br />

2005<br />

‐ 52 ‐<br />

%85 -<br />

-<br />

%90 -<br />

-<br />

المصدر:‏ راجع:‏ عز الدين خوجة،‏ ‏"المصرفية الإسلامية"،‏ الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل،‏ 2007، ص:‏ ‎53‎؛ 55.<br />

يلاحظ من الجدول السابق،‏ أن عدد الموظفين في المؤسسات المالية الإسلامية وصل إلى ألف موظف،‏ أكثر من نصفهم في<br />

الشرق الأوسط؛ ويشير أيضا ً إلى أن من العاملين في هذه المؤسسات لهم خلفية مصرفية تقليدية،‏ وتفسر هذه النسبة ما آل إليه<br />

الوضع من انفصام بين النظرية والتطبيق في بعض البنوك الإسلامية؛ وانعكاساته السلبية على تسويق خدماا المصرفية.‏<br />

250<br />

:<br />

%85<br />

ثالثا ً:‏ الإستراتيجية المستقبلية للموارد البشرية في البنوك الإسلامية<br />

اشتملت معظم التوصيات الصادرة عن ملتقيات البنوك الإسلامية على تأكيد أهمية إعداد العاملين حتى يكونوا مؤهلين لحمل رسالة<br />

هذه المؤسسات المصرفية،‏ وفيما يلي عدد من تلك التوصيات<br />

(8/7) 67<br />

أ-‏ توصية مجمع الفقه الإسلامي الدولي في قراره رقم عام بشأن مشكلات البنوك الإسلامية،‏<br />

التي جاء فيها:‏ ‏"ثاني ًا:‏ اهتمام البنوك الإسلامية بتأهيل القيادات والعاملين فيها بالخبرات الوظيفية الواعية لطبيعة العمل<br />

المصرفي الإسلامي،‏ وتوفير البرامج التدريبية المناسبة،‏ بالتعاون مع المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب وسائر الجهات المعنية<br />

بالتدريب المصرفي الإسلامي"‏ ؛<br />

1993<br />

5<br />

ب-‏ التوصية الصادرة عن الملتقى السنوي الإسلامي السابع بالأردن المنعقد بتاريخ 2004/9/27-25، ونصها:‏ ‏"يدعو<br />

المشاركون المصارف الإسلامية إلى العمل على دعم وجود الخبرات الفنية الكاملة والمهارات الخاصة بالمحللين الماليين<br />

للأسواق المالية والاستثمارات المباشرة بشكل عام بغرض التخفيف من العقبات الفنية المرتبطة بالتصنيف المالي والمخاطر<br />

الخاصة بالمصارف الإسلامية،‏ وأن تعمل أيضا ً على تأهيل وتثقيف جميع العاملين فيها بصيغها الخاصة وأعمالها ونشاطاا<br />

المستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية وذلك بشكل دائم وعلى نحو مستمر لتطوير مهارام في هذا الخصوص"‏ ؛<br />

6<br />

ج-‏ التوصية الصادرة عن مؤتمر المؤسسات المالية الإسلامية المنعقد في دبي بتنظيم من جامعة الإمارات العربية المتحدة<br />

بتاريخ 2005/5/17-15، ونصها:‏ ‏"ثالث عشر:‏ إن تنمية وتطوير الموارد البشرية اللازمة للعمل في المصارف والمؤسسات<br />

المالية الإسلامية المؤمنة برسالتها والمزودة بالمعارف العلمية والمهارات العملية،‏ وبروح الابتكار والإبداع ضرورة ملحة في<br />

الوقت الحاضر،‏ وتتطلب تعاونا ً وثيقا ً مع الجامعات ومراكز البحث والتدريب"‏<br />

.<br />

7<br />

وفي هذا الصدد وضع الس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية خطة مستقبلية لإنشاء ‏"مركز اعتماد التدريب<br />

الإسلامي"،‏ ورسالة هذا المركز هي:‏ ‏"رفع المستوى المهني للعاملين في الصناعة المالية الإسلامية من خلال وضع المعايير والقواعد التي<br />

تحكم خدمات التدريب،‏ والإشراف على اعتماد كل من المدربين،‏ والبرامج التدريبية،‏ والهيئات القائمة على أعمال التدريب"‏ ؛<br />

وسيقوم المركز بإصدار ثلاثة اعتمادات؛ الأول هو ‏"اعتماد الهيئات التدريبية"‏ وتتوافر فيه متطلبات وشروط معينة،‏ والثاني ‏"اعتماد<br />

8


أ(‏<br />

د(‏<br />

م(‏<br />

ج(‏<br />

ا(‏<br />

______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

المدربين"‏ لأن هناك عددا ً من المدربين لا يملكون مهارات ومعرفة بالعمل المصرفي الإسلامي،‏ والأخير هو ‏"الحقائب التدريبية والمناهج<br />

العلمية".‏<br />

شكل‎3‎‏:‏ برامج مركز اعتماد التدريب الإسلامي<br />

TOP ACCREDITATION<br />

اعتماد<br />

المدربين<br />

اعتماد الهيئات<br />

التدريبية<br />

اعتماد الحقائب<br />

التدريبية<br />

المصدر:‏ راجع:‏ عز الدين خوجة،‏ ‏"المصرفية الإسلامية"،‏ مرجع سابق،‏ ص:‏ 58.<br />

Trainer<br />

Accreditation<br />

Organization<br />

Accreditation<br />

Package<br />

Accreditation<br />

T<br />

O<br />

P<br />

وتتحدد الأهداف الأساسية للمركز في خمسة مجالات أساسية تلخصها كلمة ‏"أمجاد"،‏ وهي:‏<br />

الخدمة،‏ وجودة التدريب،‏ ومنح الاعتماد اللازم،‏ ومراقبة ديمومة مستوى الخدمات المقدمة<br />

احتياجات التدريب،‏ ومعايير<br />

تقديم<br />

:<br />

9<br />

(<br />

(<br />

(<br />

(<br />

(<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الاحتياجات:‏ التنسيق مع البنوك الإسلامية لتحديد احتياجاا التدريبية،‏ وتمكينها من تحقيق أفضل العوائد على<br />

استثماراا في تطوير الموارد البشرية؛<br />

المعايير:‏ إيجاد المعايير والمواصفات اللازمة لتنظيم عمليات تدريب العاملين؛ وذلك على مستوى الشروط والمهارات<br />

الواجب توافرها في المدربين،‏ والمتطلبات الفنية والإدارية اللازمة للهيئات التدريبية،‏ وأيضا ً وضع المحددات الخاصة بالمواد العلمية<br />

ومكوناا؛<br />

الجودة:‏ تكوين مدققي الجودة في الخدمات التدريبية،‏ وإجراء عمليات تقويم للمدربين والبرامج والهيئات التدريبية؛<br />

للتأكد من التزامهم بالمعايير والمواصفات المعتمدة وتأهيلهم للاعتماد؛<br />

الاعتماد:‏ إصدار شهادات الاعتماد للمدربين المؤهلين،‏ واعتماد الهيئات التدريبية والبرامج التي يقدموا،‏ وتوضيح المزايا<br />

والالتزامات المترتبة على ذلك،‏ وشروط المحافظة عليها أو إلغائها؛<br />

الديمومة:‏ التأكد من دقة تطبيق المعايير وديمومتها لتجديد الاعتماد أو إلغائه،‏ وتكثيف الجهود لإحداث التكامل بين<br />

مختلف الهيئات وتطوير العلاقة بينها.‏<br />

خلاصة :<br />

إن توافر العنصر البشري المناسب يمثل أحد أهم أسباب النجاح لأي مؤسسة اقتصادية،‏ والبنوك الإسلامية ليست استثناًء من ذلك،‏<br />

فنجاحها في رسالتها سوف يتوقف على مدى نجاحها في استقطاب الكفاءات المؤهلة والمدربة للعمل فيها؛ ليس فقط من الناحية<br />

الفنية المصرفية؛ ولكن أيضا ً من حيث صدق القناعة لديها بالعمل المصرفي الإسلامي.‏<br />

لقد تبين لنا بأن البنوك الإسلامية في حاجة إلى تدعيم الاستثمار في رأسمالها البشري،‏ وذلك على النحو التالي:‏<br />

هناك فجوة بين نمو العمل المصرفي الإسلامي<br />

نوع ًا مع حجم أصول الصناعة المالية الإسلامية؛<br />

وتوليد<br />

الموارد البشرية<br />

المؤهلة؛ ومن ثم<br />

تتناسب لا الكفاءات هذه قدرة فإن<br />

-1<br />

لتطبيق اللازمة المتطلبات أحد الملائمة البشرية الموارد توافر يمثل<br />

الاستثمارات القائمة على المشاركة في الربح والخسارة،‏<br />

-2<br />

‐ 53 ‐


؛‎7‎<br />

___________________________________________________________________________________________________________________<br />

الموارد البشرية في البنوك الإسلامية،‏ بين النظرية والتطبيق<br />

وأن عدم توافرها يمثل مصدرا ً من مصادر المخاطر التي تواجه تلك الاستثمارات؛<br />

ضرورة الاستثمار في رأس المال<br />

إسلامي؛<br />

البشري من خلال<br />

الارتقاء بالعاملين فيها،‏<br />

واختيار أفضل الكفاءات عند تأسيس أي<br />

بنك<br />

-3<br />

ضرورة مضاعفة جهود<br />

والعلوم الاقتصادية معا ً.‏<br />

البنوك الإسلامية<br />

المتعلقة بتأهيل وتدريب الموارد البشرية؛ على أن يكون<br />

ذلك<br />

في العلوم الشرعية<br />

-4<br />

الإحالات والمراجع<br />

:<br />

،2008/01/11<br />

1<br />

راجع:‏ أشرف محمود،‏ ‏"تقويم الموارد البشرية بالبنوك الإسلامية"،‏<br />

الإلكتروني:‏<br />

20<strong>06</strong>/01/14، تاريخ<br />

http://www.islamonline.net/arabic/economics/20<strong>06</strong>/01/article<strong>06</strong>.shtml<br />

التصفح:‏<br />

الموقع في<br />

2<br />

راجع:‏ دار المراجعة الشرعية،‏ ‏"أدوات التأهيل المتكامل للعاملين في المؤسسات المالية الإسلامية ودور الهيئات الشرعية والمعاهد في<br />

تدريبهم شرعيا ً"،‏ في المؤتمر الخامس للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية المنعقد في مملكة البحرين في نوفمبر<br />

ص.ص:‏<br />

،2005<br />

20-19<br />

2000<br />

.19-14<br />

3<br />

راجع:‏ أشرف محمود،‏ مرجع سابق؛ عائشة الشرقاوي المالقي،‏ ‏"البنوك الإسلامية:‏ التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق"،‏ رسالة دكتوراه<br />

منشورة،‏ المركز الثقافي العربي،‏ الدار البيضاء،‏ ط‎1‎‏،‏ ص،‏<br />

115.-110 :<br />

3<br />

تركي راجي الحمود،‏ ‏"التحديات التي تواجه المصارف الإسلامية<br />

الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية،‏ ع‎76‎‏،‏ ط‎1‎‏،‏ ص،‏<br />

الإسلامية"،‏ دار المكتبي،‏ دمشق،‏ ط‎1‎‏،‏ ص،‏<br />

في دولة قطر ‏(دراسة ميدانية)"،‏ سلسلة دراسات إستراتيجية،‏ مركز<br />

2002 ‏.ص:‏ ‎31-30‎؛ رفيق يونس المصري،‏ ‏"بحوث في المصارف<br />

.117 :<br />

2001<br />

4<br />

راجع:‏ لجنة من الأساتذة الخبراء الاقتصاديين والشرعيين والمصرفيين،‏ ‏"تقويم الجوانب الإدارية للمصارف الإسلامية"،‏ موسوعة تقويم<br />

أداء البنوك الإسلامية،‏ ج‎5‎‏،‏ المعهد العالمي للفكر الإسلامي،‏ القاهرة،‏ ط‎1‎‏،‏ ص،‏ ‏.ص:‏<br />

.144-143<br />

1996<br />

5<br />

قرارات مجمع الفقه الإسلامي الدولي،‏ تاريخ التصفح:‏<br />

2007/03/15، في الموقع الإلكتروني:‏<br />

http://www.fiqhacademy.org.sa/qrarat/8-7.htm<br />

6<br />

دار المراجعة الشرعية،‏ مرجع سابق،‏ ص:‏<br />

.4<br />

7<br />

توصيات المؤتمر العلمي السنوي<br />

المتحدة،‏<br />

عشر،‏ الرابع<br />

‏"المؤسسات<br />

المالية<br />

الإسلامية:‏<br />

وآفاق الواقع معالم<br />

المستقبل"،‏<br />

جامعة<br />

الإمارات<br />

العربية<br />

.2005/5/17-15<br />

8<br />

9<br />

عز الدين خوجة،‏ ‏"المصرفية الإسلامية"،‏ مرجع سابق،‏ ص:‏<br />

المرجع السابق،‏ ص:‏<br />

.58<br />

.59<br />

‐ 54 ‐


______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

التكامل الاقتصادي العربي وتحديات المنظمة العالمية للتجارة<br />

بلعور سليمان،‏ جامعة ورقلة<br />

:<br />

ملخص بعد مفاوضات شاقة ولدت منظمة التجارة العالمية لتكون الهيئة المشرفة على النظام التجاري العالمي الجديد القائم على<br />

التحرير الكامل للتجارة،‏ ولا شك أن تنفيذ اتفاقات المنظمة سيكون له آثارا متباينة على اقتصاديات الدول،‏ والدول العربية<br />

باعتبارها دولا نامية-‏ ستواجه تحديات عدة باندماجها في هذا النظام الجديد،‏ مما يتطلب منها صياغة استراتجيات تنموية هادفة على<br />

المستوى القطري،‏ أما على المستوى الإقليمي فإن التكامل يعتبر بديلا استراتيجيا حتميا باعتباره خطوة نحو التحرير النهائي للتجارة،‏<br />

ويتطلب إحياؤه وتطويره تجاوز الاتفاقيات الثنائية إلى الجماعية،‏ وتفعيل التجارة العربية البينية،‏ وتوجيه الاستثمارات العربية داخل<br />

الإقليم العربي.‏<br />

-<br />

:<br />

-1<br />

الكلمات المفتاح:‏ منظمة التجارة العالمية،‏ التحرير التجاري،‏ الاتفاقات متعددة الاطراف،‏ التكامل الاقتصادي العربي،‏ الاستثمارات<br />

البينية،‏ التجارة البينية،‏ التنمية التكاملية.‏<br />

تمهيد ولدت المنظمة العالمية للتجارة وكانت العمود الثالث في بناء النظام الاقتصادي العالمي الجديد إلى جانب كلا من البنك العالمي<br />

وصندوق النقد الدولي،‏ وقد افتت دولا عدة للانضمام إليها سعيا لتحقيق مكاسب منتظرة،‏ ولم تقف الدول العربية بمنأى عن ذلك،‏<br />

فقد اتجه بعضها للاندماج في تيار التحرير التجاري الذي تنادي به المنظمة،‏ وفي هذه الآونة تطرح قضية التكامل الاقتصادي العربي<br />

كونه خيارا استراتيجيا لازما في ظل التحديات التي يفرضها النظام التجاري العالمي الجديد الذي تشرف عنه منظمة التجارة العالمية.‏<br />

ميلاد منظمة التجارة العالمية<br />

:<br />

:<br />

:<br />

أولا-‏ التحولات التي دفعت إلى إنشاء منظمة التجارة العالمية<br />

إن ميلاد منظمة التجارة العالمية بعد سنوات عديدة من المفاوضات الشاقة جاء ثمرة للأوضاع التي ميزت العالم منذ بداية التسعينات<br />

والمتمثلة في العولمة وتشابك اقتصاديات الدول،‏ وارتباط مصالح العديد من الدول النامية بالدول المتقدمة والشركات الكبرى متعددة<br />

الجنسيات،‏ وتنامي دور المؤسسات الدولية في رسم مسار التنمية للدول النامية والتحكم فيه،‏ بالإضافة إلى سعي دول الشمال الغنية<br />

للسيطرة على النصيب الأوفر من الاقتصاد العالمي عبر شركاا وفروعها المنتشرة في أنحاء العالم،‏ والتي أصبحت تتحكم في جزء كبير<br />

ومتزايد من عمليات الإنتاج وتوزيع الدخل العالمي،‏ وكذلك سعي تلك الدول لحل مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية ولو على<br />

حساب دول الجنوب.‏<br />

كما شهد العالم في تلك الفترة تفاقم التوترات التجارية بين الكتل والأقطاب الاقتصادية العالمية الثلاثة:‏ الولايات المتحدة الأمريكية،‏<br />

اليابان،‏ الاتحاد الأوروبي مما أدى إلى ضرورة البحث عن إطار مؤسساتي يؤطر المبادلات التجارية ويحول دون التراعات والإجراءات<br />

الحمائية بأشكالها المختلفة.‏<br />

ثانيا-‏ مهام و أهداف المنظمة التجارة العالمية<br />

أوكل لمنظمة التجارة العالمية بعد إنشائها جملة من المهام عليها القيام ا و تنفيذها،‏ و مجموعة من الأهداف ينتظر تحقيقها،‏ من<br />

خلال تنفيذ تلك المهام التي نوجزها فيما يلي<br />

‏-الإشراف على إدارة وتنفيذ الاتفاقيات التجارية بين الدول الأعضاء؛<br />

- العمل على حسم المنازعات التجارية التي قد تنشأ بين الدول الأعضاء؛<br />

- 55 -


__________________________________________________________________________________________________________________<br />

التكامل الاقتصادي العربي وتحديات المنظمة العالمية للتجارة<br />

:<br />

:<br />

(2)<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

:<br />

-2<br />

-<br />

مراقبة السياسات التجارية للتأكد من توافقها مع الأسس والقواعد الواردة في الاتفاقيات؛<br />

تنظيم المفاوضات متعددة الأطراف؛<br />

تحقيق التنمية،‏ حيث تسعى المنظمة إلى رفع مستوى المعيشة للدول الأعضاء والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية<br />

لجميع الدول وخاصة النامية منها.‏<br />

منظمة التجارة العالمية وتنفيذ اتفاقيات جولة أوروجواي<br />

منذ قيام المنظمة التجارة العالمية في جانفي 1995، عملت على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جولة أورجواي و التي من<br />

أهمها<br />

أولا:‏ أهم الاتفاقات متعددة الأطراف بشأن التجارة في السلع<br />

الاتفاق بشان الزراعة<br />

تمثلت العناصر التي تم الاتفاق عليها في مجال الزراعة فيما يلي<br />

التعريفات الجمركية:‏ ويقضي الاتفاق بتحرير التجارة الدولية في المنتجات الزراعية من القيود غير التعريفية<br />

بتحويلها إلى قيود تعريفية،‏ وتخفيض الرسوم الجمركية تدريجيا.‏<br />

الدعم المحلي للمنتجات الزراعية:‏ وشمل الاتفاق إلزام الدول الأعضاء بتخفيض الدعم المحلي للمنتجات الزراعية،‏ غير<br />

أن الاتفاقية سمحت ببعض أنواع الدعم كالدعم المتعلق بالبحوث والتطوير والإرشاد الزراعي ومقاومة الأمراض.‏<br />

دعم الصادرات الزراعية:‏ إذ قرر الاتفاق حضر أي دعم جديد للصادرات الزراعية بصوره المختلفة.‏<br />

،<br />

*<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الاتفاق بشأن المنسوجات و الملابس:‏<br />

تم الاتفاق على التخلص مرحليا في الاتفاقات متعددة الألياف على مدى فترة انتقالية مدا عشر سنوات حسب الجدول التالي:‏<br />

جدول رقم -01) مراحل الإلغاء التدريجي لنظام الحصص في المنسوجات.‏<br />

نسبة التحرير<br />

التاريخ<br />

المرحلة<br />

الأولى<br />

الثانية<br />

الثالثة<br />

الرابعة<br />

المصدر<br />

%16<br />

1995/1/1<br />

%17<br />

1998/1/1<br />

%18<br />

2002/1/1<br />

%49<br />

2005/1/1<br />

:<br />

من إعداد الباحث بناء على ما ورد في الاتفاق<br />

:(TRIMs )<br />

-<br />

الاتفاق حول الجوانب التجارية لإجراءات الاستثمار<br />

لقد توصلت أطراف المفاوضات في جولة أوروجواي إلى اتفاق بشأن إجراءات الاستثمار الأجنبي المتعلقة بالتجارة ، ممثلة في إزالة<br />

كافة الضوابط والإجراءات السيادية للسياسة الاقتصادية المتعلقة بالاقتصاد الوطني،‏ وذلك من خلال تقليص سلطة الدولة ودورها<br />

لصالح حرية المستثمر الأجنبي في التوطن الاستثماري على المستوى المكاني والزماني،‏ والتصرف في العوائد.‏<br />

وقد نص الاتفاق في هذا اال على تطبيق مبدأ المعاملة الوطنية التي تقضي بالمساواة بين المشروعات المحلية والاستثمارات الأجنبية،‏<br />

كما يقضي الاتفاق بتطبيق مبدأ الشفافية الذي يلزم الدول الأعضاء بالإعلان عن كافة تدابير الاستثمار ذات الصلة بالتجارة<br />

.<br />

(3)<br />

- 56 -


______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

ثانيا:‏ الاتفاقية العامة للتجارة في الخدمات (GATS) :<br />

تشمل الاتفاقية جميع الخدمات ذات الطابع التجاري التي تدخل ضمن وظائف الدولة الرئيسة وأهمها:الخدمات المالية،‏ خدمات النقل،‏<br />

الاتصالات،‏ الخدمات الاستشارية والمقاولات،‏ السياحة،‏ الخدمات المهنية وخدمات أخرى لقد تضمنت الاتفاقية التزامات<br />

وضوابط عامة هي في معظمها تأكيد على تجسيد قواعد النظام التجاري متعدد الأطراف،‏ مثل تعميم مبدأ الدولة الأولى بالرعاية،‏<br />

ومبدأ الشفافية وزيادة مشاركة البلدان النامية،‏ إضافة إلى تشجيع الأعضاء على إقامة تكتلات إقليمية لتحرير التجارة في الخدمات<br />

وخاصة بين البلدان النامية،‏ والالتزام بإزالة العوائق التمييزية.‏<br />

.<br />

(4)<br />

ثالثا:‏ اتفاق الجوانب التجارية المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية<br />

تركزت مناقشات حماية الحقوق الفكرية المتعلقة بالتجارة حول تحقيق توازن بين حماية أصحاب هذه الحقوق والأهداف الوطنية<br />

للدول النامية والمتمثلة في نقل التكنولوجيا وتجنب دفع رسوم عالية مقابل براءات الاختراع،‏ وبعد مشاورات مطولة تم التوصل إلى<br />

اتفاق حول الجوانب المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية،‏ والذي شمل سبعة أنواع من حقوق الملكية الفكرية وهي:‏ براءة الاختراع،‏ حقوق<br />

المؤلف،‏ المؤشرات الجغرافية ‏،العلامات التجارية،‏ التصميمات الصناعية،‏ التصميمات التخطيطية للدوائر المتكاملة ، المعلومات غير<br />

المفصح عنها السرية ؛ كان نفاذ اتفاقية تريبس في أول جانفي 1995، وعرفت فترات انتقالية تفاوتت طبقا لمستوى النمو<br />

الاقتصادي السائد في الدول الأعضاء و تتمثل العناصر الأساسية التي تقوم عليها الاتفاقية في ما يلي تطبيق مبدأ المعاملة الوطنية،‏<br />

ومبدأ المعاملة الخاصة بحق الدولة الأولى بالرعاية،‏ تحديد معايير ومستويات الحماية،‏ توفير أسلوب لتسوية المنازعات،‏ الفترات الإنتقالية.‏<br />

**<br />

:<br />

(5)<br />

:(TRIPS)<br />

:<br />

(6)<br />

*<br />

(<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

)<br />

-3<br />

آثار النظام التجاري العالمي الجديد على اقتصاديات الدول العربية<br />

أولا:‏ الآثار الكلية<br />

أشارت دراسة أعدا جامعة الدول العربية إلى الآثار السلبية المتوقعة لتطبيق اتفاقيات النظام التجاري العالمي الجديد على<br />

الاقتصاديات العربية ، و تتلخص أهم تلك الآثار فيما يلي<br />

ارتفاع أسعار الواردات العربية من المواد الغذائية ثلاثة أضعاف؛<br />

اختلالات في الموازين التجارية العربية بسبب إلغاء نظام حصص استيراد الملابس؛<br />

مصاعب صناعة البتروكيماويات العربية بسبب المنافسة الحادة؛<br />

ارتفاع تكلفة الواردات من المنتجات الكيماوية؛<br />

ارتفاع نسبة البطالة في قطاع الصناعة،‏ الذي يستوعب من العمالة العربية؛<br />

عدم استفادة الدول العربية من تحرير قطاع الخدمات كوا مستوردا صافيا لها؛<br />

تأثر المنتجات الفكرية العربية تأثرا سلبيا من خلال ارتفاع أسعار تلك المنتجات وتزايد ديدات الغزو الثقافي.‏<br />

%24<br />

)<br />

"<br />

وترى الدكتورة ريما خلف"‏ الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة<br />

أن مكاسب الدول العربية ستفوق خسائرها،‏ كما ترى أن مخاوف الانضمام لمنظمة التجارة العالمية لا مبرر لها.‏ من جانب آخر أكد<br />

معظم المشاركين في ندوة الدار البيضاء نوفمبر‎1994‎ بإشراف الأنكتاد والجات أن الدول العربية سوف تتحمل على<br />

الأمد القصير أعباء تحرير التجارة ، ويكون وضع الدول التي شرعت في تنفيذ برامج إصلاح هيكلي وسياسات اقتصادية كلية فعالة،‏<br />

أفضل من غيرها،‏ ولكن يمكن للدول العربية تعويض ما تفقده على الأمد المتوسط والبعيد،‏ وأضاف المشاركون إلى أن الدول العربية<br />

المصدرة للمعادن والبتروكيماويات ستكسب على المدى البعيد فوائض تصل إلى مليار دولار سنويا بعد عام 2005، بناء على<br />

تقديرات سكرتارية منظمة التجارة العالمية،‏ أما بالنسبة للدول المصدرة للمنتجات الزراعية فتستفيد على الأمد البعيد من خلال نمو<br />

الصادرات وتحسين القدرة على النفاد إلى الأسواق<br />

و ** (UNDL<br />

500<br />

*<br />

.<br />

(7)<br />

- 57 -


__________________________________________________________________________________________________________________<br />

التكامل الاقتصادي العربي وتحديات المنظمة العالمية للتجارة<br />

وفي دراسة لديوان ويانج ووانج أكدت أن الدول العربية ستشهد خسارة في برامج الرعاية الصحية تصل إلى حوالي بليون دولار 2.6<br />

أمريكي سنويا ، والسبب يعود إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة المنافسة في قطاع المنسوجات والملابس ‏،وارتفاع سعار السلع<br />

المصنعة.‏<br />

وعلى العموم ستواجه الدول العربية آثارا سلبية من جراء انضمامها لمنظمة التجارة العالمية وتنفيذ اتفاقاا،‏ تنجم عن<br />

تآكل الأفضليات التجارية الممنوحة لبلداا من البلدان المتقدمة مثال الدول ذات الاعتماد التجاري على دول<br />

اتحاد الأوروبي والمرتبطة معه باتفاقات تفضيلية اتفاقيات شراكة-‏ ثنائيا أو إقليميا)وذلك نتيجة لمنافسة هذه البلدان<br />

من قبل بلدان نامية أخرى.‏<br />

ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية المستوردة نتيجة تخفيض الدعم الممنوح للزراعة في البلدان المنتجه المصدرة.‏<br />

وتتمثل المزايا والآثار الإيجابية التي يمكن أن تحققها الدول العربية من خلال اندماجها في النظام التجاري العالمي الجديد<br />

والتزامها باتفاقاته فيما يلي:‏<br />

الاستفادة من النفاذ لأسواق الدول المتقدمة،‏ إذ يتوقع أن تنموا تجارة العالم بفضل بروتوكول النفاذ للأسواق<br />

بمعدل يصل إلى سنويا،‏ وسوف تتحقق المكاسب لبعض منتجات الدول العربية نتيجة زيادة صادراا<br />

زيادة الطلب على صادرات الدول العربية نتيجة انتعاش اقتصاديات الدول الصناعية والذي يعود لزيادة حجم<br />

وحركة التبادل الدولي.‏<br />

مكافحة سياسة الإغراق التي تمارسها مؤسسات القطاع الخاص للدول المتقدمة في الدول العربية،‏ والتي تسعى إلى<br />

الهيمنة على الأسواق وتعزيز قوا التنافسية تجاه الصناعات الناشئة<br />

الاستفادة من برامج الإصلاح الاقتصادي والتجاري:‏ حيث تتمتع الدول العربية بدعم منظمة التجارة العالمية<br />

والمؤسسات الدولية الأخرى والخاص بتنمية ورفع استجابة الاقتصاد المحلي لمواجهة متطلبات تحرير التجارة العالمية من<br />

خلال برامج الإصلاح الاقتصادي،‏ وبرامج التكييف الهيكلي<br />

الحق في اتخاذ الإجراءات الفعالة سواء لوقف أو الحد من تدفق الواردات الضارة بالصناعات الوطنية.‏<br />

زيادة معدل التدفقات الرأسمالية إلى الدول العربية،‏ نتيجة تعديل التشريعات المنظمة للاستثمار في الدول العربية.‏<br />

تنمية قطاع التصدير وتنويعه سواء في الدول النفطية أو حتى غير النفطية.‏<br />

.<br />

(9)<br />

:<br />

(8)<br />

)<br />

.<br />

(10)<br />

.<br />

(11)<br />

–<br />

%5<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

:<br />

-<br />

ثانيا الآثار على الزراعة والصناعة<br />

الآثار على قطاع الزراعة<br />

ارتفاع تكلفة الواردات من المنتجات الزراعية:‏ نتيجة إلغاء الدعم في البلدان المتقدمة،‏ وتقدر الأمم المتحدة الزيادة<br />

المتوقعة في أسعار السلع الغذائية الأساسية بنسب تتراوح من إلى وفقا لمتوسط أسعار السنوات<br />

1988، مما يجعل خسائر الدول العربية تصل إلى حوالي مليون دولار سنويا<br />

زيادة معدلات التضخم:‏ نتيجة ارتفاع أسعار الواردات الزراعية.‏<br />

تخفيض الدعم للمنتجات الزراعية قد لا يؤدي إلى زيادة صادرات الدول العربية بنسبة كبيرة،‏ وذلك لأن التزام<br />

الدول المتقدمة بتخفيض الدعم المحلي للمنتجات الزراعية،‏ قد يكون في السلع التي ليست لها أهمية بالنسبة لها،‏ وفي ذات<br />

الوقت تبقى الدعم المقدم للسلع الهامة الأخرى والتي ترغب في حمايتها من المنافسة الأجنبية عموما والعربية خصوصا،‏<br />

وذلك لأن الاتفاق لم يلزم بتخفيض الدعم في كل منتج وإنما ألزم تخفيض الدعم بنسبة إجمالية<br />

ستتأثر برامج التنمية الزراعية بتنفيذ اتفاقية الملكية الفكرية التي ستحد من إمكانية الحصول على البذور والشتلات<br />

المحسنة والهندسة الوراثية وغيرها من الأساليب التكنولوجية الجديدة بسبب ارتفاع تكلفتها.‏<br />

تخفيض قيمة احتياطات النقد الأجنبي والإيرادات العامة للدول بسبب ارتفاع أسعار الواردات الزراعية والخفض<br />

التدريجي للتعريفات الجمركية المقررة للمنتجات الزراعية.‏<br />

-1986<br />

.<br />

(13)<br />

.<br />

(12)<br />

%33<br />

%24<br />

887<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

- 58 -


______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

:<br />

-<br />

ورغم الآثار السلبية التي تمس خصوصا جانب الواردات،‏ إلا أنه على مستوى الصادرات من الممكن للدول العربية المصدرة<br />

للمنتجات الزراعية الاستفادة من التخفيضات في التعريفة الجمركية على الواردات من هذه السلع في الدول المتقدمة.‏ كما يمكن للدول<br />

العربية الملتزمة باتفاقات منظمة التجارة العالمية الاستمرار في دعم جوانب مهمة من زراعتها،‏ وكذلك صناعتها الغذائية الناشئة دون<br />

التعرض لإجراءات وتدابير انتقامية من جانب الدول الأخرى.‏<br />

الآثار على قطاع الصناعة<br />

من المتوقع أن ترتفع تكلفة بعض المصنوعات العربية سبب إلغاء الدعم الإنتاجي،‏ وإلغاء دعم الصادرات،‏ وارتفاع تكلفة الفحص قبل<br />

الشحن ‏،وارتفاع تكلفة القيود الفنية الأخرى،‏ إضافة إلى ارتفاع تكلفة التقنيات والاختراعات.‏ كما أن تزايد حدة المنافسة الدولية<br />

نتيجة الالتزام بقواعد فتح الأسواق سيؤدي إلى اختفاء بعض الصناعات نتيجة عدم قدرا على مواجهة المنافسة الدولية،‏ سواء كانت<br />

منافسة سعرية أو منافسة مرتبطة بجودة السلعة وكفاءة استخدامها،‏ مما سيزيد معدلات البطالة في الأجل القصير.‏ من ناحية أخرى<br />

تستفيد الصناعات القائمة في العديد من الدول العربية من قواعد النظام التجاري العالمي الجديد المتعلقة بمكافحة الإغراق والدعم<br />

وإجراءات الوقاية من الواردات،‏ فطالما عانت الصناعات العربية من منافسة غير عادلة من قبل واردات السلع المدعمة أو منخفضة<br />

السعر بشكل مبالغ فيه خاصة من الدول الأسيوية.‏<br />

(14)<br />

وباعتبار قطاع المنسوجات والملابس من الفروع المهمة في الصناعة العربية لبعض الدول،‏ فإن الآثار على هذا القطاع تتمثل في<br />

ازدهار صناعة الغزل والمنسوجات والملابس في البنود التي لا يتم تحريرها والتي يستمر فرض حصص عليها من الدول<br />

المستوردة،‏ حيث تتمتع الدول العربية بمعاملة تفضيلية في تصدير هذه البنود،‏ لكن سيكون هذا الازدهار مرحليا؛<br />

دخول تجارة الغزل والمنسوجات والملابس العربية في منافسة حادة وخطيرة مع باقي الدول المصدرة،‏ وهذا في البنود التي يتم<br />

تحريرها؛<br />

فقدان الشركات الأجنبية الدافع الرئيسي للاستثمار في البلدان العربية،‏ نظرا للتوجه نحو إلغاء نظام الحصص والقيود الكمية،‏<br />

ذلك أن الاستثمار الأجنبي في البلدان كان وسيلة الهروب من القيود الكمية ونظام الحصص المفروضة على صادرات البلدان<br />

من المنسوجات والملابس.‏<br />

:<br />

:<br />

(16)<br />

(15)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

وإلى جانب صناعة المنسوجات والملابس،‏ ستواجه صناعة الأدوية في الدول العربية تحديات كبيرة نتيجة تنفيذ الاتفاقية التجارية<br />

المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية،‏ وبالرغم من أهمية هذه الاتفاقية في تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التقنية بواسطة رخص<br />

استخدام براءة الاختراع،‏ إلا أا ستتسبب في ارتفاع رسوم اقتناء براءات الاختراع التي تدفع للشركات العالمية مما يؤثر سلبا على<br />

تكاليف إنتاج الدواء في الدول العربية ، كما أن تأثير تنفيذ تلك الاتفاقية على صناعة الدواء في البلدان العربية سيكون من خلال<br />

تضييق فرص البحث والتطوير لمنتجات ائية تتمتع ببراءة اختراع سارية المفعول ، ومن خلال إمكانية قدوم منافسين أجانب بمنتجات<br />

مثيلة وأسعار أقل ومواصفات أوقى ، وكل هذا يهدد صناعة الدواء العربية والتي تعتبر صناعة ناشئة.‏<br />

ثالثا:‏ آثار اتفاقيات الخدمات والجوانب المتعلقة بالاستثمارات والملكية الفكرية<br />

آثار تحرير تجارة الخدمات:‏<br />

لقد اتضح من استعراض التزامات الدول العربية بالبدء في فتح السوق المحلية لموردي الخدمات الأجانب،‏ أن الدول العربية الأعضاء<br />

في منظمة التجارة العالمية منحت حق التواجد لعدد من أنشطة الخدمات التي تفي باحتياجات التنمية الاقتصادية فيها،‏ والتي تستطيع<br />

من خلالها نقل التقنية والمهارات مما سيؤدي إلى<br />

السماح للشركات الأجنبية الموردة للخدمات بتأسيس فروع ومكاتب لها في الدول العربية ، الأمر الذي سيتيح<br />

لمنتجي السلع الاستفادة من المنافسة الأجنبية التي قد تساعد في توفير خدمات ذات نوعية أفضل وبتكلفة أقل.‏<br />

- 59 -


__________________________________________________________________________________________________________________<br />

التكامل الاقتصادي العربي وتحديات المنظمة العالمية للتجارة<br />

(17)<br />

-<br />

تحسين القدرة التنافسية للمنتجين المحليين للسلع في الأسواق الخارجية،‏ نظرا لارتباط قطاع الخدمات بالقطاع<br />

السلعي.‏<br />

من ناحية أخرى يؤدي تحرير قطاع الخدمات إلى زيادة الأصول الأجنبية التابعة للدول المصدرة لرأس المال،‏ ومن ثم<br />

فلا تعتبر صك مديونية على الدول المضيفة،‏ وذلك طالما من حق المالك نقل ملكيته أو سحبها أو تحويلها إلى أنشطة أو<br />

مناطق مختلفة،‏ وعليه فإن العلاقة بين تحرير الخدمات وميزان المعاملات الرأسمالية يمكن أن تمارس أثرها الإيجابي في<br />

الحصيلة الوطنية من عوائد الخدمات وفقا للتعاقد القائم<br />

ورغم تلك الآثار الإيجابية إلا أن تحرير قطاع الخدمات سيؤثر تأثيرا سلبيا بسبب<br />

إمكانية أن يمارس منتجوا الخدمات تمييزا في الأسعار،‏ نظرا لعدم إمكانية تخزين الخدمات بعد إنتاجها؛<br />

أنه من المحتمل أن يتشكل جزء كبير جدا من التجارة الدولية في الخدمات بواسطة الصفقات التجارية فيما بين<br />

الشركات،‏ مما قد يتيح ممارسة التلاعب في الأسعار؛<br />

زيادة المديونية في حالة المشروعات الوطنية المقترضة من الخارج بمقتضى سندات متفاوتة الآجال مستحقة الفوائد<br />

سنويا؛<br />

نقل تدفقات رأس المال من داخل الدول العربية إلى خارجها،‏ وخاصة حين تتركز الخدمات في القطاع المالي إذ<br />

تساعد كفاءة الشركات المصرفية والتأمينية الأجنبية في تسويق خدماا في السوق المحلية،‏ بينما تتجه استثماراا إلى<br />

المنافذ الأجنبية ذات الربحية العالية؛<br />

تسهيل عمليات تحويل الواردات الاستهلاكية بسبب تواجد البنوك الأجنبية مما سبب ضغطا مؤكدا على الميزان<br />

التجاري،‏ بل وقد يؤدي إلى مضاربة على سعر العملة الوطنية،‏ فيضعف من القدرات التصديرية للدولة.‏<br />

.<br />

(18)<br />

.<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

.<br />

(19)<br />

-<br />

آثار اتفاقية الاستثمارات المرتبطة بالتجارة:‏<br />

إن التزام الدول العربية بأحكام اتفاقية الاستثمارات المرتبطة بالتجارة،‏ سيكون له أثر إيجابي على معدل التدفقات الرأسمالية إلى الدول<br />

العربية،‏ لما يتضمنه ذلك من تعديل للتشريعات المنظمة للاستثمار في الدول العربية بصورة تؤمن لرأس المال سواء الأجنبي العربي أو<br />

الوطني،‏ حرية التدفق والحركة وسهولة إعادة تدوير رأس المال وتصديره وحرية التصرف في الأرباح وفق ضوابط اقتصادية<br />

وموضوعية،‏ والأهم من ذلك هو ما توفره أحكام هذه الاتفاقية من مناخ ملائم لعودة الاستثمارات العربية المهاجرة إلى أسواق<br />

الاستثمار في داخل الوطن العربي.‏<br />

من ناحية أخرى يؤدي الانضمام لاتفاقية الاستثمار إلى آثار سلبية على زيادة معدلات البطالة وخفض معدلات الأجور،‏ والتأثير<br />

بالسلب على مقومات الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي،‏ كون هذه الاتفاقية دف إلى تكريس هيمنة الدول المتقدمة،‏ وشركاا<br />

متعددة الجنسية باعتبارها النموذج الوحيد لتمويل وإدارة الاستثمارات وتوسعاا بعيدة عن تصورات الهوية أو مفهوم الخصوصية<br />

المحلية وتزيد المخاوف من تلك الشركات عند استخدام الأدوات المالية الجديدة مثل المشتقات وغيرها،‏ وكذلك التعاملات في<br />

النقد الأجنبي داخل أسواق الوطن العربي،‏ وعند تكوين احتكارات في الأسواق المحلية،أو قيامها بممارسات تجارية لتقييد الأسعار أو<br />

الدخول إلى الأسواق و غيرها من الممارسات غير المشروعة،‏ وهو ما يمكن أن يحد من أو يلغي تماما فاعلية السياسات الاقتصادية في<br />

الدول العربية.‏<br />

أما على صعيد المنافسة فإن الاتفاق بشأن الاستثمار يشكل خطورة على المستثمرين المحليين الذين سيضطرون للخروج من السوق<br />

بسبب صعوبة المنافسة،‏ ولن تستطيع الدول العربية كبح جماح الاستثمار الأجنبي في هذه الحالة،‏ طالما لم يكن لديها قوانين فعالة لتنظيم<br />

المنافسة ومنع الاحتكار و منع تحطيم الشركات داخل الدول العربية.‏<br />

- 60 -


______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

:<br />

-<br />

آثار اتفاقية الجوانب المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية<br />

تتنوع الآثار المتوقعة للالتزام بأحكام اتفاقية الجوانب المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية من سلبية إلى إيجابية،‏ فأما الآثار السلبية فتتمثل<br />

في:‏<br />

‏-ارتفاع تكلفة بعض المنتجات في الدول العربية بسبب ارتفاع تكلفة الحصول على براءات الاختراع،‏ أو حقوق التصنيع<br />

المحلي؛<br />

‏-تأثر صناعة الأدوية في العالم العربي التي هي في حقيقتها من أصل أجنبي،‏ فالدول العربية الأعضاء أمامها خيارين:‏ إما أن<br />

تدفع تعويضات مستمرة للشركات صاحبة براءة الاختراع أو تتوقف عن الإنتاج،‏ يقود الخيار الأول إلى ارتفاع أسعار<br />

الأدوية ويؤدي الخير الثاني إلى تبعية شبه كلية للسوق الخارجية ؛<br />

‏-تعميق الفجوة التكنولوجية بسبب حرمان المنطقة في حقها في الحصول على المعرفة التكنولوجية،‏ أو حتى إجراء الأبحاث<br />

العلمية والمعرفية ، نتيجة ارتفاع تكاليفها.‏<br />

وبالنسبة للآثار الإيجابية للاتفاقية فإا تنحصر في:‏<br />

تشجيع الاستثمار الأجنبي وتقل التكنولوجيا،‏ من خلال الترخيص والمشروعات المشتركة؛<br />

تشجيع الابتكار والإبداع التكنولوجي والفني،‏ وتطوير المنتجات الجديدة؛<br />

- حماية المستهلك،‏ وذلك بحماية العلامات التجارية للشركات وعلامات الخدمة وغيرها من الإشارات المميزة.‏<br />

(20)<br />

-<br />

-<br />

-4<br />

ورغم تلك الآثار الإيجابية إلا أن الآثار السلبية قد تكون أشد أثرا نتيجة الأوضاع التي تعيشها الاقتصاديات العربية ، فالحقيقة أن<br />

مناقشة الملكية الفكرية في إطار النظام التجاري العالمي الجديد لم تكن إلا محاولة من قبل الدول الصناعية لحماية نتائج ابتكاراا<br />

واختراعاا،‏ أي حماية التكنولوجيا الغربية،‏ والعمل على الانفراد باستغلالها لأطول مدة ممكنة،‏ ومحاولة وضع العقبات أمام الدول<br />

العربية للحيلولة دون استخدام تلك التكنولوجيا إلا بالشروط التي تضعها الدول الصناعية.‏<br />

وعموما يشكل انضمام الدول العربية لمنظمة التجارة العالمية،‏ واندماجها في تيار التحرير تحديا كبيرا،‏ من خلال الآثار المتوقعة التي<br />

أشرنا إليها،‏ ورغم الآثار الإيجابية والمكاسب التي قد تحققها الدول العربية،‏ إلا أن المخاوف تزيد من تغلب الآثار السلبية نتيجة<br />

الأوضاع التي تعيشها اقتصادياا،‏ وبينما نضع التقييم العام لآثار اتفاقيات النظام التجاري العالمي الجديد على الاقتصاديات العربية،‏<br />

هناك العديد من الآراء التي ترى في إحياء جهود التكامل الاقتصادي العربي مخرجا ملائما،‏ وربما وحيدا لتلاشي الآثار السلبية المحتملة<br />

وتحقيق الاستفادة الكاملة من الفرص والمزايا.‏<br />

تقييم جهود التكامل الاقتصادي العربي<br />

تكاد معظم التحليلات تتفق في هذا الشأن على نتيجة واحدة مؤداها أن محاولات التكامل الاقتصادي العربي لم تكلل بالنجاح<br />

المطلوب،‏ لكن وعلى الرغم من التباين الكبير بين الآمال والطموحات من جهة والواقع العربي المعاصر من جهة أخرى،‏ إلا أنه يجب<br />

عدم إغفال إنجازات التكامل الاقتصادي العربي التي وبالرغم من محدوديتها إلا أا مهمة ولها انعكاساا الإيجابية على توسيع دائرة<br />

العلاقات الاقتصادية العربية البينية،‏ لذا ولتحديد الواقع الموضوعي للتكامل الاقتصادي العربي لابد من النظر إلى كل مظاهر النجاح<br />

والإخفاق.‏<br />

أولا:‏ مظاهر النجاح في مسار التكامل الاقتصادي العربي:‏<br />

تبرز مظاهر نجاح مسار التكامل الاقتصادي العربي في االين التاليين<br />

إنشاء مشروعات عربية مشتركة:‏ وتكتسب المشروعات العربية المشتركة أهمية خاصة,‏ بوصفها إحدى أدوات<br />

التشابك والتلاحم الاقتصادي العربي,‏ ولقد تطورت هذه المشروعات في الوطن العربي خلال العقود الثلاثة الماضية<br />

:<br />

-<br />

- 61 -


__________________________________________________________________________________________________________________<br />

التكامل الاقتصادي العربي وتحديات المنظمة العالمية للتجارة<br />

856<br />

تطورا سريعا,‏ إذ يقدر عددها بنحو مشروعا,‏ ويكشف هذا الرقم عن ظاهرة اقتصادية جديدة يمكن أن تؤدي<br />

دورا هاما ومؤثرا في متغيرات التنمية العربية,‏ وفي السعي نحو التكامل<br />

تدفق العون الإنمائي العربي:‏ وذلك من خلال الصناديق الإنمائية العربية الوطنية والإقليمية،‏ ويعتبر هذا العون وسيلة<br />

فاعلة للانسياب المساعدات الإنمائية الميسرة التي تقدمها البلدان العربية المانحة,‏ كما أنه صورة مهمة من صور التعاون<br />

الاقتصادي العربي,‏ نظرا لما يتميز به من انخفاض سعر الفائدة و طول فترة السماح و السداد,‏ وارتفاع عنصر المنح<br />

فيه<br />

.<br />

(21)<br />

:<br />

.<br />

(22)<br />

-<br />

ثانيا:‏ مظاهر الإخفاق في التكامل الاقتصادي العربي<br />

أما إذا اتجهنا إلى مظاهر الإخفاق في التكامل الاقتصادي العربي فنجدها تتمثل فيما يلي<br />

:<br />

-<br />

بالنسبة لاتفاقية التبادل التجاري وتنظيم تجارة الترانزيت عام فقد ظل أثرها محدودا,‏ لأن تطبيقها كان كثيرا<br />

ما يخضع لتغيرات المزاج السياسي لبعض الأطراف،‏ ومرور البضائع كان يخضع للتغيرات المفاجئة لفترات التوتر والهدوء<br />

التي تعم المنطقة.‏<br />

1953<br />

-<br />

وبخصوص اتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية عام 1962، فإا في غاية الطموح إذا ما قورنت باتفاق وفي<br />

الواقع لم يكن من السهل تطبيق هذه الاتفاقية نظرا لتعارض الأنظمة السياسية وتنوع الأنظمة الاقتصادية،‏ فضلا عن<br />

تأخر توقيعها,‏ فقد تمت مصادقة الس الاقتصادي للجامعة العربية على هذه الاتفاقية في عام ولم يتم توقيعها<br />

من طرف الدول الأعضاء إلا في عام كما أن ما يميز هذه الاتفاقية هو محدودية أعضائها،‏ فقد صادق عليها<br />

فقط كل من:‏ مصر وسوريا والعراق والأردن والكويت والمغرب.‏<br />

،1953<br />

1957<br />

،1962<br />

-<br />

أما عن السوق العربية المشتركة,‏ فإن قرارها في حقيقة الأمر لا يتجاوز في مفهومه منطقة التجارة الحرة عن طريق<br />

الإلغاء التدريجي للرسوم الجمركية والقيود الإدارية أمام السلع العربية المتبادلة،‏ ولم تفلح جهود مجلس الوحدة<br />

الاقتصادية العربية في تطوير هذه المنطقة الحرة إلى اتحاد جمركي عن طريق فرض جدار جمركي موحد,‏ كما لم تفلح في<br />

ضم أعضاء جدد.‏<br />

إذا سلمنا بأن قرار السوق العربية المشتركة لم يرق حتى الآن إلى درجة الاتحاد الجمركي وأنه عبارة عن منطقة تجارة حرة،‏ فإننا نجد<br />

أيضا أن هذا التحليل قاصر عن فهم طبيعة ومكونات منطقة التجارة الحرة والتي تعني تحرير التجارة الإقليمية من القيود الجمركية وغير<br />

الجمركية المفروضة عليها،‏ ولتوضيح ذلك فإننا سنسجل عددا من الملاحظات التالية<br />

:<br />

(23)<br />

*<br />

إن اتفاقية السوق العربية المشتركة لم تتضمن تحرير انتقال السلع من القيود الكمية والإدارية,‏<br />

فاعلية القرار في مجال تحرير التبادل بين الدول الأعضاء.‏<br />

وهذا يؤدي إلي تقليل<br />

*<br />

-<br />

*<br />

إسراف الدول الأعضاء في طلب الاستثناءات التي ينص عليها قرار السوق.‏<br />

وعن منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى,‏ فبقدر التفاؤل الذي قوبل به قرار إنشائها،‏ إلا أن الإحباط بدأ يتسلل إلى<br />

الدول العربية وأخذت الشكوك تتزايد حول إمكانية استمرارها ونجاحها،‏ ولعل السبب في ذلك الإحباط وتلك<br />

الشكوك هو تلك المشاكل التي اصطدم ا تنفيذ بنود هذه الاتفاقية والتي من أهمها:‏<br />

انخفاض معدلات التجارة والاستثمارات العربية البينية؛<br />

- 62 -


______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

-5<br />

غياب العدالة في توزيع المكاسب والتكاليف الناتجة عن منطقة التجارة الحرة؛<br />

غياب الشفافية والمعلومات حول التعامل التجاري؛<br />

‏*لم تشمل اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى عددا من الجوانب هي:‏ الخدمات وبالذات المرتبطة بالتجارة,‏<br />

التعاون التكنولوجي والبحث العلمي,‏ تنسيق النظم والتشريعات والسياسات التجارية,‏ حماية حقوق الملكية الفكرية؛<br />

مشكلة الاستثناءات السلعية وقواعد المنشأ؛<br />

مشكلة القيود غير الجمركية والتمييز في المعاملة الضريبية.‏<br />

من خلال ما تقدم يمكن الحكم على جهود التكامل الاقتصادي العربي بعدم النجاح،‏ إذ لم يتم تحقيق التنمية الشاملة المترابطة والقائمة<br />

على التكامل،‏ كما لم تنجح الاتفاقيات الجماعية في حل مشاكل انتقال رؤوس الأموال بين البلدان العربية،‏ وحل مشاكل انتقال<br />

القوى العاملة,‏ وهو ما يدعونا إلى التساؤل عن الأسباب والمعوقات التي واجهت مسيرة التكامل،‏ وأهم العقبات التي حالت دون<br />

تطبيق أهدافه.‏<br />

مزايا التكامل الاقتصادي العربي في ظل النظام التجاري العالمي الجديد<br />

يتيح التكامل الاقتصادي العربي في الوقت الراهن العديد من المزايا والفرص التي تؤهل الدول العربية لاندماج ناجح في تيار التحرير<br />

التجاري وتجعله يستفيد من آثاره الإيجابية ويدرؤ ما أمكن من انعكاساته السلبية،‏ وتشمل تلك المزايا على ما يلي:‏<br />

أولا:‏ التكامل الاقتصادي العربي خطوة نحو التحرير النهائي للتجارة:‏<br />

رغم تعارض الآراء حول تأثير التكتلات الإقليمية على تحرير التجارة العالمية،‏ إلا أن تكوين تكتلات إقليمية يعتبر انتصارا ً لتحرير<br />

التجارة ضد الحماية التجارية،‏ حتى ولو كان ذلك في إطار إقليمي،‏ و من ناحية أخرى سوف تدفع التكتلات الدول الأخرى غير<br />

الأعضاء في النظام متعدد الأطراف إلى تحرير تجارا - في مرحلة أولى-‏ مع عدد من الدول،‏ وفي مرحلة تالية تصبح تلك الدول أكثر<br />

قابلية ومقدرة على تحمل نفقات تحرير تجارا مع كافة دول العالم في إطار التحرير متعدد الأطراف ، وهو ما يمكن أن ننصح به الدول<br />

العربية ليكون دفعها لمسار التكامل الاقتصادي مشجعا ومحفزا ً على الانضمام لمنظمة التجارة العالمية،‏ وخطوة ضرورية للتخفيف من<br />

تحدياا.‏<br />

ثانيا:‏ استقرار الاقتصاد الكلي وإصلاح السياسات الداخلية:‏<br />

يعمل التكامل الاقتصاد العربي على استقرار الاقتصاد الكلي وعلى إصلاح السياسات الداخلية بوجه عام،‏ فهناك توافق في الرأي بين<br />

الاقتصاديين على أن الاستقرار الاقتصادي الكلي أمر ضروري لإنجاح أية استراتيجية إنمائية،‏ ورغم أن الاستقرار الاقتصادي الكلي<br />

وإصلاح السياسات الداخلية يمكن أن يتحققا دون تكامل اقتصادي عربي،‏ إلا أن احتمالات المكاسب من الاستثمار الأجنبي ونقل<br />

التكنولوجيا،‏ وتحسين الكفاءة وتحقيق وفورات الحجم والتوسع في الأسواق تتضاعف في ظل التكامل الاقتصادي،‏ والذي يملي على<br />

الدول الأعضاء تطبيق التدابير الضرورية لتيسير التجارة والاستثمار،‏ وهي بدورها عوامل لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي وخطوة<br />

نحو إصلاح السياسات الداخلية.‏<br />

ثالثا:‏ استثمار المدخرات ويئة البيئة الاستثمارية العربية:‏<br />

تشكل إزالة العوائق التي تحول دون انتقال رؤوس الأموال عبر حدود الدول أعضاء التكامل أحد أركان التكامل الاقتصادي العربي،‏<br />

وهو ما يتيح فرصا أفضل لاستثمار المدخرات الوطنية على نحو يعزز التكامل الإقليمي،‏ بدلا من جعلها أسيرة الحركة في الأسواق<br />

- 63 -


__________________________________________________________________________________________________________________<br />

التكامل الاقتصادي العربي وتحديات المنظمة العالمية للتجارة<br />

-6<br />

المالية الدولية،‏ ويجعل من الوطن العربي منطقة استثمارية موحدة،‏ تتيح حرية انتقال رؤوس الأموال الوطنية بين الأقطار العربية،‏ ويئ<br />

البيئة الاستثمارية العربية لاستقبال رؤوس أموال خارجية مع ضمان حسن إسهامها في التنمية العربية المشتركة.‏<br />

رابعا:‏ تحقيق الرفاهية:‏<br />

يؤدي تحرير التجارة دورا ً هاما في تحقيق مزيد من الرفاهية لأفراد اتمع،‏ وذلك من خلال عدة وسائل أهمها:‏ تحسين النفاذ للأسواق<br />

الخارجية عن طريق تخفيض أو إلغاء القيود الجمركية التي تفرضها دول تلك الأسواق على وارداا،‏ تشجيع الصناعات المحلية وتنميتها،‏<br />

توسع حجم المؤسسات تحت ضغط المنافسة الدولية،‏ انخفاض الأسعار نتيجة إلغاء القيود الجمركية،‏ تنوع المنتجات وتوافرها...إن هذا<br />

الوضع لا يمكن أن يتوصل إليه من خلال تنفيذ الاتفاقات التجارية المتعددة الأطراف فقط كما يعتقد البعض،‏ وإنما يمكن أن يتحقق<br />

أيضا على المستوى الإقليمي،‏ وعلى الدول العربية أن تبحث عن تحقيق مزيد من الرفاهية تمعاا داخل الإقليم العربي أو لا قبل أن<br />

تبحث عنها خارجه.‏<br />

خامسا:‏ توفير الخدمات الضرورية للنمو الاقتصادي:‏<br />

تمثل خدمات النقل،‏ التمويل،‏ التامين،‏ الاتصالات،‏ الخدمات المهنية...‏ عاملا أساسيا للاندماج في الاقتصاد العالمي وتحقق النمو<br />

الاقتصادي،‏ وتتيح الاتفاقات الإقليمية في المنطقة العربية فرصة لإعادة النظر في القيود التنظيمية وتحرير قطاعات الخدمات الرئيسية،‏<br />

كما يسمح التكامل الاقتصادي العربي بالتوسع الجغرافي للأسواق واستحداث شبكات محورية للخدمات ذات طابع متعدد الجنسيات<br />

العربية،‏ وهو ما يسمح ببروز خدمات ذات جودة وكفاءة أفضل في شتى القطاعات الخدمية.‏<br />

سادسا:‏ خفض التكاليف:‏<br />

يعمل التكامل الاقتصادي العربي على خفض التكلفة،‏ فبالنظر إلى اعتماد الدول العربية على استيراد الكثير من مستلزمات الإنتاج<br />

والاستهلاك من الخارج،‏ فإن ثمة مجالا للحصول على هذه المستلزمات بتكلفة أقل من خلال التعاون في إقامة مؤسسات عامة أو<br />

خاصة مشتركة للاستيراد الجماعي لاحتياجات الدول العربية منها،‏ مما يخلق فرصة لتحسين القدرة التفاوضية والحصول على شروط<br />

أفضل،‏ وهو ما سيؤدي إلى خفض تكاليف التمويل من خلال التعاون المصرفي العربي في مجال تمويل المشروعات الإنتاجية والخدمية<br />

الكبيرة،‏ وكذا في مجال تمويل التجارة العربية البينية.‏<br />

سبل تطوير مشروع التكامل الاقتصادي العربي<br />

أولا:‏ تجاوز الاتفاقيات الثنائية إلى الاتفاقيات الجماعية:‏<br />

وهذا لكون أن الاتفاقيات الثنائية تشمل على العديد من النقائص منها<br />

أن السياسات المفروضة في الاتفاقيات الثنائية لا تمثل مصالح اقتصادية قطاعية بشكل رئيس،‏ ولا تتعامل مع<br />

استراتيجيات اقتصادية بعيدة الأمد؛<br />

تفتقر تلك الاتفاقيات إلى معالجة كافية لقضايا مهمة مثل قواعد المنشأ،‏ وتدابير الصحة والمواصفات،‏ وبقية<br />

العوائق الإدارية اللاجمركية؛<br />

تفتقر إلى معايير الشفافية والوضوح،‏ حيث أن الهيكل الضريبي على الحدود غير واضح بالقدر الذي يكفي لضمان<br />

وجود سوق بينية ثابتة،‏ وتتسم بدرجة من الاستمرارية؛<br />

:<br />

(24)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تخلوا معظم الاتفاقيات من معالجات لقضايا الممارسات التجارية غير المصنفة على شاكلة الإغراق والدعم،‏ أو ترتيبات<br />

الوقاية،‏ كما تخلوا من وسائل لحسم المنازعات التجارية.‏<br />

- 64 -


______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

،<br />

(25)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ثانيا:‏ تفعيل التجارة العربية البينية:‏<br />

وذلك من خلال مجموعة من الآليات من أهمها:‏<br />

ربط جميع الغرف التجارية ببعضها البعض لتبادل المعلومات؛<br />

إستكمال عملية توحيد المواصفات العربية وضرورة التزام الجميع ا؛<br />

العمل على الإسراع باعتماد قواعد منشأ تفصيلية موحدة بين الدول العربية والالتزام ا؛<br />

إنشاء هيئة تحكيم عربية للفصل السريع في القضايا والتراعات التي تنشأ بين الدول؛<br />

دعم المؤسسات المالية العربية التي تقوم بضمان ائتمان الصادرات والواردات بين الدول العربية؛<br />

ترشيد إلغاء الرسوم الجمركية بين الدول العربية وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بشأا من جانب المنافذ الجمركية العربية<br />

وذلك بغرض تسهيل انسياب السلع العربية؛<br />

- إنشاء منطقة عربية خاصة بالترويج للمنتجات العربية داخل أسواق الدول العربية.‏<br />

ثالثا:‏ تفعيل مشروع منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى:‏<br />

إن منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى سوف توفر مزايا إضافية للصادرات العربية وتفسح مجالا أكبرا للتجارة البينية وتفتح سوقا<br />

واسعة للمنتجات العربية،‏ كما أا سوف تمكن الدول العربية من الاستفادة من الاستثناءات التي قررا اتفاقيات التجارة العالمية،‏<br />

إضافة إلى أا تشكل ضرورة في ظل انتشار التكتلات التجارية الدولية التي جعلت من إقامة مناطق تجارية حرة التحدي الأكبر أمام<br />

الدول العربية،‏ حيث يعتقد ان هذه التكتلات تضيق الأسواق المتاحة أمام الصادرات العربية مما يزيد الصعوبات التي تواجه أية<br />

صادرات أخرى منافسة داخل تلك المناطق التجارية الحرة،‏ لاسيما الصادرات من السلع والمنتجات العربية ذات القدرة المحدودة على<br />

المنافسة،‏ ومن ثم لا يتيسر أمام الدول العربية سوى أسواقها المتبادلة.‏<br />

ولدفع مشروع منطقة التجارة الحرة العربية يتوجب معالجة القضايا الفنية التي لم يتم معالجتها بعد وهي:‏ قواعد المنشأ التفصيلية للسلع<br />

العربية على أساس تفضيلية،‏ وتطبيق التخفيض التدريجي على الرسوم والضرائب ذات الأثر المماثل،‏ إضافة إلى إزالة القيود غير التعريفية<br />

الجمركية وغير الجمركية،‏ والالتزام بتطبيق المعاملة الوطنية.‏<br />

رابعا:‏ التنمية التكاملية بالموازاة مع التحرير التجاري:‏<br />

لا نعني هنا بالتنمية مجرد تحقيق تزايد في الناتج المحلي الإجمالي وفي نصيب الفرد منه،‏ بل نعني ا زيادة الطاقات الإنتاجية<br />

للاقتصاديات العربية وتنويعها،‏ مستهدفة في ذلك أساسا إشباع الحاجات الأساسية المتطورة للأفراد في الوطن العربي،‏ ومستهدفة أيضا<br />

تخليص الاقتصاديات العربية من قيود التبعية للخارج إن هذه التنمية التكاملية هي التي تفتح الباب أمام تزايد التبادل التجاري بين<br />

الأقطار العربية،‏ ولذلك حتى يقوم المدخل التبادلي بدوره التكاملي لابد أن يطبق من منظور شمولي بعيد المدى يربط بينه وبين عملية<br />

التنمية التكاملية،‏ وكلما كان البدء ذه التنمية مبكرا ً كلما أدى ذلك إلى توسيع التبادل التجاري على نحو أسرع وأقوى في المستقبل.‏<br />

خامسا:‏ توجيه الاستثمارات العربية داخل الإقليم العربي:‏<br />

يتحقق ذلك بحث مؤسسات القطاع الخاص العربي على توجيه استثماراا داخل الدول العربية مع تقديم ضمانات كافية وعوامل<br />

جذب تجعل المستثمر العربي أكثر ميلا إلى الاستثمار في المنطقة العربية،‏ ولعل الآلية المناسبة لذلك هي إنشاء منطقة استثمارية عربية<br />

تكون عضويتها لكل الدول العربية لتفتح كل القطاعات الاقتصادية أمام المستثمرين العرب،‏ وتشجع انتقال المستثمرين العرب<br />

والعمالة الماهرة والفنية المهنية بين الأقطار العربية،‏ ويقوم على تنفيذ أهداف هذه المنطقة عدة برامج:‏ برنامج للتسهيل والتعاون<br />

والترويج للاستثمارات المباشرة،‏ برنامج للترويج والتوعية بفرص الاستثمار المرشحة كمشروعات عربية مشتركة،‏ وبرنامج يستهدف<br />

تحرير مجالات الاستثمار العربية المقيدة.‏<br />

- 65 -


__________________________________________________________________________________________________________________<br />

التكامل الاقتصادي العربي وتحديات المنظمة العالمية للتجارة<br />

الخلاصة :<br />

لقد كان من أهم نتائج جولة أوروجواي قيام منظمة التجارة العالمية،‏ لتصبح بمثابة الإطار المؤسس الذي يشرف على التجارة<br />

الدولية،‏ ولتكون الإطار العام لتسوية المنازعات التجارية بين الدول الأعضاء،‏ ومنذ قيام هذه منظمة في جانفي عملت على<br />

تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في جولة أوروجواي،‏ ويثار جدال كبير حول آثار العمل ذه الاتفاقيات على اقتصاديات<br />

الدول العربية،‏ وتكاد تجمع أغلب الدراسات على أن الآثار السلبية تتغلب على الآثار الإيجابية،‏ لذا تبرز أهمية التكامل وضرورته في<br />

ظل هذه التحديات التي تفرضها منظمة التجارة العالمية والتي جعلت الاحتكاك كبير ومتواصل بين الدول العظمى والتجمعات<br />

الإقليمية من جهة،‏ والدول العربية المتشتتة من جهة أخرى.‏<br />

1995<br />

يبقى التكامل الاقتصادي العربي في ظل هذه الأوضاع حتمية وضرورة بالنسبة لكل للدول العربية حتى تحسن من أدائها الاقتصادي<br />

على الساحة الدولية من جهة،‏ وتجعل من اندماجها في النظام التجاري العالمي الجديد اندماجا موفقا يعود عليها بكثير الفوائد لا<br />

الخسائر،‏ وهذا نظرا ً للمزايا العديدة التي يتيحها والفرص الكثيرة التي سيوفرها للإقليم العربي،‏ لذا يبقى على دول الإقليم العربي من<br />

خلال هيئاته فوق القطرية-‏ العمل على دفع مسار التكامل بدءا ً بتفعيل المحاولات السابقة والانطلاق في مشاريع تكاملية جديدة.‏<br />

–<br />

الهوامش والمراجع<br />

.<br />

"<br />

"<br />

:<br />

- :<br />

-<br />

-:<br />

-<br />

(1)<br />

أنظر<br />

(2)<br />

*<br />

(3)<br />

–<br />

(4)<br />

–<br />

–<br />

*<br />

(5)<br />

(6)<br />

بسام الحجار،‏ ‏"العلاقات الاقتصادية الدولية"،‏ مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،‏ بيروت 2003، ص 232،233<br />

عبد االله المعجل،‏ التكامل الاقتصادي العربي في ظل تحديات العولمة الاقتصادية"،‏ الة العلمية للبحوث والدراسات التجارية،‏ 4.3، جامعة<br />

حلوان بالقاهرة 2001، ص ص‎8،7‎‏.‏<br />

أنظر عبد الستار سلمي،‏ ‏"سياسات منظمة التجارة العالمية لتحرير التجارة الدولية في السلع وأثرها على الاقتصاد المصري"،‏ المركز الأكاديمي<br />

للدراسات الاستراتيجية،‏ القاهرة 2001، ص ص 29-22.<br />

أسامة ادوب،‏ ‏"الجات ومصر والبلدان العربية من هافانا إلى مراكش"،‏ الدار المصرية اللبنانية،‏ القاهرة‎1997‎‏،‏ ص ص 102-99.<br />

من أمثلتها:‏ نظام الحصص،‏ الحصص الموسمية،‏ الحد الأدنى للأسعار،‏ حظر الاستيراد،‏ تراخيص الاستيراد.‏<br />

نفس المرجع،‏ ص ص‎115،114‎‏.‏<br />

عاطف السيد،‏ الجات والعالم الثالث"،‏ مجموعة النيل العربية،‏ القاهرة 2002، ص‎59‎‏.‏<br />

تحدد المكان الذي نشأت فيه السلعة،‏ حيث تنسب النوعية ، أو السلعة أو السمات الأخرى لها.‏<br />

**<br />

هي منتجات ذات وظيفة إلكترونية تتكامل فيها بعض العناصر لتكون منتجا.‏<br />

انظر-‏ ‏:سمير اللقماني،‏ ‏"منظمة التجارة العالمية آثار السلبية و الإيجابية على أعمالنا الحالية والمستقبلية بالدول الخليجية و العربية"،‏ المكتبة الوطنية<br />

‏،الرياض‎2003‎‏،‏ ص ص‎89،88‎‏.‏<br />

‏-خالد شويرب،‏ الملكية الفكرية في ظل المنظمة العالمية للتجارة ‏(رسالة ماجستير غير منشورة )، جامعة الجزائر،‏ 2003، ص‎82-80‎‏.‏<br />

أنظر:-‏ عاطف السيد،‏ مرجع سابق،‏ ص 184<br />

نبيل حشاد،"‏ الجات ومنظمة التجارة العالمية أهم التحديات في مواجهة الاقتصاد العربي"،دار ايجي مصر،‏ القاهرة‎1999‎‏،‏ ص 312- 314.<br />

تأسست عام 1964، ودف إلى التعبير عن احتياجات التجارة والتنمية للدول النامية والدفاع عن مصالحها في مواجهة الدول المتقدمة.‏<br />

** United Nations Development Programme.<br />

.185 ،<br />

-<br />

*<br />

-<br />

–<br />

–<br />

-<br />

-<br />

(7)<br />

(8)<br />

(9)<br />

(10)<br />

( 11)<br />

ناجي التوني،‏ ‏"قياس آثار النظام الجديد للتجارة العالمية على البلدان العربية"،‏ مجلة آفاق اقتصادية،‏‎98‎‏،‏ اتحاد غرف التجارة والصناعة في<br />

الامارات‎2004‎‏،‏ ص 34،35.<br />

نفس المرجع،‏ ص 35.<br />

محمد ناجي حسن خليفة،‏ ‏"اتفاقية منظمة التجارة العالمية وأثرها على الدول النامية "، الملتقى العلمي الدولي الأول حول أهمية الشفافية ونجاعة الأداء<br />

للاندماج الفعلي في الاقتصاد العالمي،‏ جامعة الجزائر،‏ ‎31‎ماي-‏‎02‎جوان‎2003‎‏،‏ ص‎21‎‏.‏<br />

عبد االله معجل،‏ مرجع سابق،‏ ص 13.<br />

محمد ناجي حسن خليفة،‏ مرجع سابق،‏ ص‎20‎‏.‏<br />

- 66 -


______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

-<br />

-<br />

–<br />

(12)<br />

(13)<br />

(14)<br />

(15)<br />

سليمان المنذري،"السوق العربية المشتركة"،‏ مكتبة مدبولي،‏ القاهرة‎2004‎‏،‏ ص 229.<br />

نفس المرجع ، ص 42.<br />

هناء خير الدين،"‏ انعكاسات دورة أوروجواي على الدول العربية"،‏ دار المستقبل،‏ القاهرة 1997، ص 78- 80.<br />

- جمال الدين زروق ،" واقع السياسات التجارية العربية وآفاقها في ظل اتفاقية منظمة التجارة العالمية مجلة التنمية والسياسات الاقتصادية،‏ 1، المعهد<br />

العربي للتخطيط بالكويت‎1998‎‏،‏ ص 31.<br />

نفس المرجع ، ص 32.<br />

حسن عبيد،"‏ الاتفاقية العامة للتجارة في الخدمات أوراق اقتصادية،‏ ، 20 مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية بجامعة القاهرة 2002<br />

،<br />

،"<br />

،"<br />

-<br />

(16)<br />

(17)<br />

ص 39.<br />

(18)<br />

–<br />

(19)<br />

-<br />

عاطف السيد،‏ مرجع سابق،‏ ص 187.<br />

عبد الرحمن صبري،"‏ مستجدات الاستثمار الدولي و العربي في علاقته بالتجارة "، ورقة مقدمة إلى الاجتماع القطاعي بين جامعة الدول العربية<br />

والأمم المتحدة.‏<br />

(20)<br />

- صباح نعوش،‏ العرب ومنظمة التجارة العالمية على الموقع]‏<br />

زياد علي عربية ، المشروعات العربية المشتركة المال والصناعة ، 20، بنك الكويت الصناعي،‏ الكويت‎2002‎‏،‏ ص ص 61-59.<br />

.<br />

(22) سميح مسعود وآخرون،‏ ‏"هموم اقتصادية عربية:‏ التكامل النفط العولمة"،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بيروت‎2001‎‏،‏ ص 118<br />

سامي عفيفي حاتم،"‏ التكتلات الاقتصادية بين التنظير والتطبيق"،‏ دار وبلد النشر مجهولين،‏‎2003‎‏،‏ ص ص‎301‎‏,‏ 302.<br />

أحمد يوسف أحمد وآخرون،"‏ التعاون الاقتصادي العربي وآفاق المستقبل"،‏ المؤسسة العربية للدراسات والنشر،‏ بيروت‎2001‎‏،‏ ص ص 98. 97،<br />

محمد لبيب شقير،‏ ‏"الوحدة الاقتصادية العربية تجارا وتوقعاا"،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بيروت،‏ دون تاريخ،‏ ص 47.<br />

،(2007/12/25)]www.aljazeera.net/NR/exeres ص‎6‎‏.‏<br />

–<br />

–<br />

،"<br />

التنمية –<br />

"<br />

-<br />

–<br />

–<br />

–<br />

(21)<br />

(23)<br />

(24)<br />

(25)<br />

- 67 -


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

_________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دوال الطلب السياحي في الجزائر<br />

2002 -1990<br />

&<br />

د/‏ شعوبي محمود فوزي أ.د/‏ بختي إبراهيم – جامعة ورقلة<br />

: " فرقة البحث تقييم أداء قطاع السياحة و الفندقة في الجزائر"‏<br />

:<br />

ملخص دف في هذا المقال إلى التعرف على الاتجاه الذي تنمو به وتتطور متغيرات الطلب السياحي في الجزائر خلال الفترة الممتدة من إلى<br />

بإتباع المنهج الاستقرائي حيث يتم التركيز على دراسة وتحليل البيانات المتاحة باستخدام احد مداخل السلاسل الزمنية والمتمثل في نماذج الاستيفاء<br />

الداخلي.‏<br />

1990<br />

،2002<br />

: الكلمات المفتاح<br />

الفنادق،‏ الطلب السياحي،‏ الليالي السياحية،‏<br />

الإيرادات السياحية.‏<br />

:<br />

تمهيد بناء على ما قد تم نشره في العدد الخامس من الة التي تعرضنا فيه للعرض السياحي،‏ وإستكمالا لهذه الدراسة التقييمية،‏<br />

سوف نعالج في هذا العدد الطلب السياحي،‏ باعتبار أن دراسة الطلب السياحي يمثل أحد الموضوعات الهامة التي يهتم ا خبراء<br />

السياحة،‏ باعتبارها عملية متشابكة مع العرض السياحي،‏ ‏(أحدهما هو نتيجة تغذية مرتدة للأخر)‏ ؛ فالسياحة تخضع أساسا لظروف<br />

العرض والطلب،‏ وقد زاد اهتمام الدول المستقبلة للسياحة بقياس الطلب السياحي قياسا ً علميا باعتبار ذلك أحد أهم العناصر<br />

الأساسية التي من خلالها يتم وضع خطة الدولة السياحية من خلال بعض المعطيات ومنها حجم الحركة السياحية الوافدة إليها بما<br />

تتضمنه من عدد السائحين وعدد الليالي السياحية وكذلك الإيرادات السياحية السنوية ومتوسطات إقامة وإنفاق السائحين إلى جانب<br />

الكثير من المتغيرات التي تستخدم في تقدير حجم الطلب السياح،‏ والطلب السياحي يتأثر أساسا بالظروف والعوامل الاقتصادية<br />

والاجتماعية والسياسية في الدولة المستقبلة للسياحة ‏،لأن الاستقرار السياسي والإستقرار الإجتماعي يعتبران عنصرين هامين في جذب<br />

السواح،‏ مما يتسبب في زيادة حجم الطلب السياحي<br />

من خلال التطرق إلى<br />

،<br />

(1)<br />

-:<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

الطلب على الإقامة بالفنادق؛<br />

السائحون الوافدون؛<br />

السائحون الواصلون عند الحدود الجزائرية؛<br />

الليالي السياحية للمسافرين غير المقيمين؛<br />

الإيرادات السياحية.‏<br />

ومن أجل تحليل متغيرات الطلب السياحي في الجزائر،‏ سوف نعالج الموضوع<br />

- 69 -<br />

-1<br />

الطلب على الإقامة بالفنادق<br />

-:<br />

1<br />

يبين الجدول رقم تطور عدد الليالي السياحية بين سنتي<br />

المقيمين وغير المقيمين،‏ الجزائريين والأجانب<br />

1990<br />

.<br />

(2)<br />

:<br />

.1-1<br />

ليلة سنة<br />

انتقل عدد الليالي السياحية لهذه الفئة من طلب غير المقيمين ليلة،‏ بانحراف معياري<br />

وكان متوسط هذه الليالي انخفض بمقدار من اموع الكلي<br />

و‎2002‎‏،‏ وهي تمثل الطلب الفعلي على الإقامة بالفنادق من قبل<br />

1990 658138<br />

161688، أي<br />

إلى<br />

بدرجة تقلب<br />

253307<br />

ليلة سنة حيث<br />

وبمعدل متوسط<br />

،2002<br />

%72<br />

223134<br />

y = -757.17*t 3 + 25399*t 2 - 245428*t + 823339<br />

R 2 = 0.8473<br />

.%6.31<br />

،%38


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دوال الطلب السياحي في الجزائر 2002-1990<br />

تفيد هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ويؤول إلى التزايد كما هو مبين في الشكل 1 في عدد الليالي<br />

السياحية لغير المقيمين،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثانية كما يلي<br />

:<br />

- 2271.41*t 2 + 50798*t - 245428<br />

.2-1<br />

المقيمون الجزائريون:‏ انتقل عدد الليالي السياحية لهذه الفئة من ليلة سنة<br />

حيث ارتفع بمقدار وكان متوسط هذه الليالي ليلة،‏ بانحراف معياري<br />

متوسط من مجموع المقيمين وبمعدل متوسط من اموع الكلي<br />

2871178<br />

3819600 1990 إلى<br />

432841، أي<br />

ليلة سنة<br />

بدرجة تقلب وبمعدل<br />

،2002<br />

%13<br />

.%91.71<br />

3253994<br />

y = 3141.6*t 3 - 69366*t 2 + 511273*t + 2E+<strong>06</strong><br />

R 2 = 0.6253<br />

،%1.04<br />

،%133<br />

من خلال المعادلة المقدرة تفيد هذه البيانات،‏ بان هناك اتجاها تصاعديا ‏(الشكل‎2‎‏)‏ في عدد الليالي السياحية للمقيمين الجزائريين،‏ حيث<br />

أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثانية كما يلي<br />

:<br />

9424.8*t 2 - 138732*t + 511273<br />

:<br />

.3-1<br />

المقيمون الأجانب انخفض عدد الليالي السياحية لهذه الفئة من<br />

انخفض بمقدار وكان متوسط هذه الليالي ليلة،‏ بانحراف معياري<br />

مجموع المقيمين وبمعدل متوسط من اموع الكلي<br />

171811<br />

ليلة سنة إلى<br />

أي بدرجة تقلب<br />

2002، حيث<br />

8100<br />

%143<br />

1990<br />

،88019<br />

.%1.90<br />

61707<br />

y = -229.09*t 3 + 7915*t 2 - 87669*t + 322681<br />

R 2 = 0.7369<br />

،%5<br />

،%0.04<br />

ليلة سنة<br />

وبمعدل متوسط من<br />

تبين بيانات المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ويؤول إلى التزايد كما هو مبين في الشكل‎3‎ في عدد الليالي السياحية للمقيمين<br />

الأجانب،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثانية كما يلي<br />

:<br />

- 687.27*t 2 + 15830*t – 87669<br />

:<br />

.4-1<br />

مجموع المقيمون ارتفع إجمالي عدد الليالي السياحية موع المقيمين من ليلة سنة<br />

2002، حيث ارتفع بمقدار %128، وكان متوسط هذه الليالي ليلة،‏ بانحراف معياري<br />

وبمعدل متوسط من اموع الكلي وبمعدل متوسط من اموع الكلي<br />

1990<br />

3042989<br />

إلى ليلة سنة<br />

أي بدرجة تقلب<br />

%11<br />

3890120<br />

،370942<br />

.%93.72<br />

3320503<br />

،%1.15<br />

y = 759.81*t 4 - 18162*t 3 + 1316<strong>06</strong>*t 2 - 226644*t + 3E+<strong>06</strong><br />

R 2 = 0.6754<br />

وتفيد هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها تصاعديا كما هو مبين في الشكل‎4‎ في عدد الليالي السياحية موع<br />

المقيمين،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثانية كما يلي<br />

:<br />

2339.24*t 3 – 54486*t 2 + 263212<br />

.5-1<br />

اموع الكلي<br />

ليلة سنة<br />

بدرجة تقلب<br />

:<br />

ارتفع اموع الكلي لليالي السياحية موع المقيمين وغير المقيمين من ليلة سنة<br />

زاد بمقدار وكان متوسط هذه الليالي ليلة،‏ بانحراف معياري<br />

1990<br />

،353147<br />

3701127<br />

3542494<br />

،2002 حيث ،%112<br />

.%10<br />

4128567<br />

إلى<br />

أي<br />

y = 708.6*t 4 - 17533*t 3 + 144594*t 2 - 431128*t + 4E+<strong>06</strong><br />

R 2 = 0.5214<br />

- 70 -


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

_________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

ومن خلال المعادلة المقدرة تفيد هذه البيانات بان هناك اتجاها تصاعديا كما هو مبين في الشكل‎5‎ في عدد الليالي السياحية للمجموع<br />

الكلى لليالي السياحية،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثالث كما يلي:‏<br />

2834.4*t 3 – 52599*t 2 + 189188*t - 431128<br />

-2<br />

السائحون الوافدون<br />

:<br />

1990<br />

:<br />

يبين الجدول‎2‎ تطور أعداد السائحين القادمين تبعا لوسيلة النقل المستخدمة،‏ ويتبين أن أعلى نسبة مئوية من مجموع الوافدين سجلت<br />

للوافدين عن طريق البر سنة وقدرها %78 ثم َّ أخذت هذه النسبة في التدهور لصالح وسيلتي النقل الأخريين.‏<br />

الوافدون عبر الجو ارتفع عدد هذه الفئة من السائحين القادمين إلى الجزائر من سنة إلى 1990<br />

2002، بمتوسط سنوي وانحراف معياري وبدرجة تقلب بمعني أن العدد تضاعف بمقدار<br />

متوسط سنوي من مجموع الوافدين<br />

456111<br />

،%199<br />

229600<br />

%19<br />

65080<br />

y = 560.64*t 3 – 11683*t 2 + 78779*t + 177755<br />

R 2 = 0.6134<br />

.%43<br />

350303<br />

.1-2<br />

سنة<br />

أي بمعدل<br />

وتشير هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها تصاعديا كما هو مبين في الشكل‎6‎ في عدد السائحين الوافدين عبر<br />

الجو،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثانية كما يلي:‏<br />

1681.92*t 2 – 23366*t + 78779<br />

.2-2<br />

الوافدون عبر البر:‏ انخفض عدد هذه الفئة من السائحين القادمين إلى الجزائر من سنة إلى<br />

2002، بمتوسط سنوي وانحراف معياري وبدرجة تقلب بمعني أن العدد انخفض بمقدار<br />

متوسط سنوي من مجموع الوافدين<br />

209805<br />

،%24<br />

1990<br />

885318<br />

%72<br />

277653<br />

y = 10924*t 2 - 2<strong>06</strong>745*t + 1E+<strong>06</strong><br />

R 2 = 0.8279<br />

.%40<br />

384510<br />

سنة<br />

أي بمعدل<br />

من خلال المعادلة المقدرة تشير هذه البيانات بان هناك اتجاها متناقصا ويؤول إلى التزايد كما هو مبين في الشكل‎7‎ في عدد السائحين<br />

الوافدين عن طريق البر،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الأولى كما يلي<br />

:<br />

21848*t - 2<strong>06</strong>745<br />

.3-2<br />

إلى<br />

الوافدون عبر البحر:‏ ارتفع عدد هذه الفئة من السائحين القادمين إلى الجزائر من<br />

2002، بمتوسط سنوي وانحراف معياري وبدرجة تقلب بمعني أن العدد تضاعف بمقدار<br />

متوسط سنوي من مجموع الوافدين<br />

322144<br />

،%1464<br />

22000 سنة 1990<br />

%56<br />

76491<br />

y = 2009.4*t 2 - 11467*t + 89920<br />

R 2 = 0.8349<br />

.%17<br />

136239<br />

سنة<br />

أي بمعدل<br />

تفيد هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها تصاعديا كما هو مبين في الشكل‎8‎ في عدد السائحين الوافدين عن طريق<br />

البحر،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الأولى كالتالي<br />

:<br />

4018.8*t - 11467<br />

- 71 -


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دوال الطلب السياحي في الجزائر 2002-1990<br />

.4-2<br />

مجموع الوافدون:‏ انخفض عدد هذه الفئة من السائحين القادمين إلى الجزائر من سنة<br />

2002، بمتوسط سنوي وانحراف معياري وبدرجة تقلب بمعني أن العدد انخفض بمقدار<br />

1990<br />

1136918<br />

988<strong>06</strong>0 إلى<br />

،%87<br />

%26<br />

227912<br />

y = -675.16*t 4 + 19877*t 3 - 182081*t 2 + 503657*t + 790990<br />

R 2 = 0.9122<br />

871052<br />

سنة<br />

وتبين هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متذبذبا كما هو مبين في الشكل 9 في عدد السائحين الوافدين عن<br />

طريق مختلف وسائط النقل،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثالثة كالتالي:‏<br />

- 2700.64*t 3 + 5<strong>06</strong>31*t 2 – 364162*t + 503657<br />

-3<br />

السائحون الواصلون عند الحدود الجزائرية<br />

:<br />

يبين الجدول‎3‎ تطور أعداد السائحين الواصلين عند الحدود الجزائرية بين سنتي و‎2002‎‏.‏ ويعكس هذا التطور أحد أشكال<br />

الطلب على السياحة والأسفار داخل الجزائر بغض النظر عن طبيعة الأهداف من هذا الوصول.‏<br />

1991<br />

:<br />

مجموع الواصلين عند الحدود الجزائرية يتضح من بيانات الجدول‎3‎ ومن الشكل‎10‎ الاتجاه العام لأعداد الواصلين من<br />

مختلف أنحاء العالم المسافرين عند الحدود،‏ حيث انخفض عددهم من مسافرا سنة إلى مسافرا سنة<br />

بمتوسط معدل نمو سنوي ثم بدأ في الارتفاع منذ سنة إلى غاية ليصل إلى مسافرا في اية هذه السنة،‏<br />

بحيث بلغ متوسط معدل النمو السنوي خلال الفترة التالية ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة<br />

،1995<br />

519576<br />

988<strong>06</strong>0<br />

:<br />

1991<br />

2002<br />

1193210<br />

1996<br />

،%9<br />

،%17-<br />

.1-3<br />

y = 16970*t 2 – 240983*t+ 1E+<strong>06</strong><br />

R 2 = 0.8115<br />

:<br />

تفيد هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها تصاعديا كما هو مبين في الشكل‎10‎ في أعدد السائحين الواصلين عند<br />

الحدود الجزائرية من مختلف أنحاء العالم،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة<br />

الأولى كما يلي<br />

33940*t - 240983<br />

.2-3<br />

الواصلون عند الحدود من الأوربيين:‏ يتضح من بيانات الجدول‎3‎ ومن الشكل‎11‎ الاتجاه العام لأعداد الواصلين من الأوربيين<br />

المسافرين عند الحدود،‏ حيث انخفض عددهم من مسافرا سنة إلى مسافرا سنة معدل نمو<br />

سنوي -%26، ثم بدأ في الارتفاع منذ سنة إلى غاية ليصل إلى مسافرا في اية هذه السنة،‏ بحيث بلغ متوسط<br />

معدل النمو السنوي خلال فترة التالية ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة<br />

1995، بمتوسط<br />

37831<br />

144884<br />

:<br />

1991<br />

2002<br />

158202<br />

1996<br />

،%22<br />

y = 3775.3*t 2 – 51715*t + 225554<br />

R 2 = 0.8548<br />

:<br />

:<br />

تشير بيانات المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ثم يؤول إلى التزايد كما هو مبين في الشكل‎11‎ في عدد السائحين الواصلين من<br />

الأوربيين عن الحدود الجزائرية،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الأولى<br />

كما يلي<br />

7550.6*t - 51715<br />

الواصلون عند الحدود من الأفارقة يتضح من بيانات الجدول‎3‎ ومن الشكل‎12‎ الاتجاه العام لأعداد الواصلين من الأفارقة<br />

المسافرين عند الحدود،‏ حيث انخفض عددهم من مسافرا سنة إلى مسافرا سنة معدل نمو<br />

1996، بمتوسط<br />

39638<br />

1991<br />

537867<br />

.3-3<br />

- 72 -


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

_________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

سنوي -%27، ثم بدأ في الارتفاع منذ سنة<br />

معدل النمو السنوي خلال فترة التالية<br />

إلى غاية ليصل إلى<br />

ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة،‏<br />

75672<br />

2002<br />

1996<br />

y = 9054.9*t 2 – 159665*t + 721710<br />

R 2 = 0.9344<br />

،%14<br />

:<br />

مسافرا في اية هذه السنة،‏ بحيث بلغ متوسط<br />

تظهر هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ثم يؤول إلى التزايد كما هو مبين في الشكل‎12‎ في عدد<br />

السائحين الواصلين من الأفارقة عن الحدود الجزائرية،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من<br />

الدرجة الأولى كما يلي<br />

18109.8*t - 159665<br />

.4-3<br />

الواصلون عند الحدود من الجزائريين المقيمين بالخارج:‏ يتضح من بيانات الجدول‎3‎ ومن الشكل‎13‎ الاتجاه العام لأعداد<br />

الواصلين من الجزائريين المقيمين بالخارج المسافرين عند الحدود،‏ حيث ارتفع عددهم من مسافرا سنة إلى<br />

مسافرا سنة 2002، حيث بلغ متوسط معدل النمو السنوي ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة،‏<br />

736915<br />

1991<br />

470528<br />

،%5<br />

y = 3440.6*t 2 – 20481*t + 511330<br />

R 2 = 0.8765<br />

:<br />

:<br />

تفيد هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها تصاعديا كما هو مبين في الشكل‎13‎ في عدد السائحين الواصلين<br />

من الجزائريين المقيمين بالخارج،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الأولى<br />

كما يلي<br />

6881.2*t - 20481<br />

.5-3<br />

الواصلون عند الحدود من دول اتحاد المغرب العربي يتضح من بيانات الجدول‎3‎ ومن الشكل الاتجاه العام لأعداد<br />

الواصلين من دول اتحاد المغرب العربي،‏ المملكة المغربية،‏ تونس،‏ ليبيا وموريتانيا،‏ المسافرين عند الحدود،‏ حيث انخفض عددهم من<br />

مسافر سنة إلى مسافر سنة معدل نمو سنوي -%30، ثم بدأ في الارتفاع منذ سنة إلى<br />

غاية ليصل إلى مسافر في اية هذه السنة،‏ بحيث بلغ متوسط معدل النمو السنوي خلال فترة التالية<br />

التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة<br />

1998<br />

%19، ويمكن<br />

14<br />

1997، بمتوسط<br />

y = -213.88*t 3 + 13189*t 2 – 181688*t + 731520<br />

R 2 = 0.9471<br />

27212<br />

:<br />

1991<br />

61815<br />

523178<br />

2002<br />

تبين هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ثم يؤول إلى التزايد كما هو مبين في الشكل في عدد<br />

السائحين الواصلين من دول اتحاد المغرب العربي عن الحدود الجزائرية،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في<br />

شكل كثير حدود من الدرجة الثانية كما يلي<br />

14<br />

- 641.64*t 2 + 26378*t – 181688<br />

:<br />

:<br />

.6-3<br />

الواصلون عند الحدود من الدول الأمريكية يتضح من بيانات الجدول‎3‎ ومن الشكل‎15‎ الاتجاه العام لأعداد الواصلين من<br />

الدول الأمريكية المسافرين عند الحدود،‏ حيث انخفض عددهم من مسافر سنة إلى مسافر سنة<br />

معدل نمو سنوي -%15، ثم بدأ في الارتفاع منذ سنة إلى غاية ليصل إلى مسافر في اية هذه السنة،‏ بحيث بلغ<br />

متوسط معدل النمو السنوي خلال فترة التالية %18، ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة،‏<br />

1996، بمتوسط<br />

1770<br />

1991<br />

4626<br />

2002<br />

46<strong>06</strong><br />

1997<br />

y = -4.1202*t 4 + 113.18*t 3 - 943.62*t 2 + 2211.3*t+ 3469.4<br />

R 2 = 0.8766<br />

- 73 -


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دوال الطلب السياحي في الجزائر 2002-1990<br />

وتشير هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متذبذبا كما هو مبين في الشكل في عدد السائحين الوافدين عن<br />

طريق مختلف وسائط النقل،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثالث<br />

كما يلي<br />

15<br />

- 2700.64*t 3 + 5<strong>06</strong>31*t 2 – 364162*t + 503657<br />

:<br />

الواصلون عند الحدود من اليابان واستراليا ونيوزيلندا يتضح من بيانات الجدول‎3‎ ومن الشكل‎16‎ الاتجاه العام لأعداد<br />

الواصلين من هذه المناطق عند الحدود،‏ حيث انخفض عددهم من مسافرا سنة إلى مسافرا سنة معدل<br />

نمو سنوي -%44، ثم بدأ في الارتفاع منذ سنة إلى غاية ليصل إلى مسافرا في اية هذه السنة،‏ بحيث بلغ متوسط<br />

معدل النمو السنوي خلال فترة التالية %46، ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة،‏<br />

1996، بمتوسط<br />

94<br />

1991<br />

1099<br />

:<br />

3803<br />

2001<br />

1997<br />

y = -11.216*t 3 + 288.93*t 2 - 2322.4*t + 6280.4<br />

R 2 = 0.9036<br />

:<br />

.7-3<br />

تظهر هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا كما هو مبين في الشكل‎16‎ في عدد السائحين الوافدين عن<br />

طريق مختلف وسائط النقل،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثالث<br />

كما يلي<br />

- 2700.64*t 3 + 5<strong>06</strong>31*t 2 – 364162*t + 503657<br />

‎4‎‏-الليالي السياحية للمسافرين غير المقيمين<br />

1990<br />

:<br />

:<br />

يبين الجدول‎4‎ تطور أعداد الليالي السياحية لغير المقيمين،‏ ويعكس هذا التطور شكلا آخر للطلب على السياحة داخل الجزائر من<br />

خلال الطلب على الإقامة في الفنادق بحسب الليالي السياحية.‏<br />

مجموع الليالي السياحية يتضح من بيانات الجدول‎4‎ ومن الشكل‎17‎ الاتجاه العام لإجمالي عدد الليالي السياحية في الفنادق<br />

الجزائرية،‏ حيث انخفض من ليلة سنة إلى ليلة سنة بمتوسط معدل نمو سنوي بمتوسط حسابي<br />

ليلة،‏ وبانحراف معياري 161688، وبدرجة تقلب ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة التالية:‏<br />

%1.28<br />

2002<br />

253307<br />

،%72.46<br />

y = 9498*t 2 – 153053*t + 696134<br />

R 2 = 0.8096<br />

658138<br />

.1-4<br />

223134<br />

تفيد هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ثم يؤول إلى التزايد في مجموع عدد الليالي السياحية ، حيث أن<br />

ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الأولى كما يلي<br />

18996*t – 153053<br />

:<br />

1990<br />

:<br />

.2-4<br />

الليالي السياحية للأوربيين يتضح من بيانات الجدول‎4‎ ومن الشكل‎18‎ الاتجاه العام لعدد الليالي السياحية القضاة في الفنادق<br />

الجزائرية،‏ حيث انخفض من ‎513384‎سنة إلى ‎168325‎سنة بمتوسط معدل نمو سنوي ومتوسط حسابي<br />

لليلة،‏ وانحراف معياري 131313، وبدرجة تقلب ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة التالية<br />

:<br />

،%4.09<br />

2002<br />

،%87.4<br />

y = -610.99*t 3 + 20193*t 2 – 194882*t+ 631462<br />

R 2 = 0.824<br />

150221<br />

تشير بيانات المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ثم يؤول إلى التزايد في عدد الليالي السياحية المسجلة للأوربيين،‏ حيث أن ميل<br />

الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثانية كما يلي<br />

- 1832.97*t 2 + 40386*t - 194882<br />

:<br />

- 74 -


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

_________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

:<br />

.3-4<br />

الليالي السياحية موع الأفارقة يتضح من بيانات الجدول‎4‎ ومن الشكل‎19‎ الاتجاه العام لعدد الليالي السياحية القضاة في<br />

إلى ‎13371‎سنة بمتوسط معدل نمو سنوي<br />

الفنادق الجزائرية،‏ حيث انخفض عددها من<br />

ومتوسط حسابي ليلة،‏ وبانحراف معياري وبدرجة تقلب ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة التالية<br />

،% -10.35<br />

:<br />

2002<br />

،%82.9<br />

69523 سنة 1990<br />

،21211<br />

y = 847.89*t 2 – 16464*t + 87422<br />

R 2 = 0.9779<br />

25592<br />

تظهر هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ثم يؤول إلى التزايد في عدد الليالي السياحية المسجلة للأفارقة،‏<br />

حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الأولى كما يلي<br />

1695.78*t - 16464<br />

:<br />

1990<br />

.4-4<br />

الليالي السياحية موع الأمريكيين:‏ يتضح من بيانات الجدول‎4‎ ومن الشكل‎20‎ الاتجاه العام لعدد الليالي السياحية القضاة في<br />

الفنادق الجزائرية،‏ حيث انخفض عددها من سنة إلى ؛ سنة بمتوسط معدل نمو سنوي<br />

وبمتوسط حسابي ليلة،‏ وبانحراف معياري وبدرجة تقلب %40.16، ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة التالية<br />

،%12.26<br />

:<br />

2002<br />

17844<br />

،5<strong>06</strong>8<br />

22468<br />

y = 1.2537*t 4 - 58.793*t 3 + 1090.4*t 2 - 7663.8*t+ 26413<br />

R 2 = 0.5115<br />

12620<br />

تشير هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ثم يؤول إلى التزايد في عدد الليالي السياحية المسجلة موع<br />

الأمريكيين،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثالث كما يلي<br />

:<br />

5.015*t 3 – 176.38*t 2 + 2180.8*t – 7663.8<br />

.5-4<br />

الليالي السياحية موع الآسيويين<br />

الفنادق الجزائرية،‏ حيث انخفض عددها من<br />

حسابي ليلة،‏ وبانحراف معياري<br />

:<br />

يتضح من بيانات الجدول‎4‎ ومن الشكل‎21‎ الاتجاه العام لعدد الليالي السياحية القضاة في<br />

سائح إلى سنة بمتوسط معدل نمو سنوي ومتوسط<br />

وبدرجة تقلب ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة التالية<br />

،-%5.02<br />

:<br />

2002<br />

10404<br />

،%60<br />

1990<br />

34921<br />

،8921<br />

y = -4.778*t 3 + 501.73*t 2 - 7963.9*t + 42054<br />

R 2 = 0.9296<br />

14872<br />

تفيد هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ثم يؤول إلى التزايد في عدد الليالي السياحية المسجلة موع<br />

الآسيويين،‏ حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثانية كما يلي<br />

:<br />

- 14.334*t 2 + 1003.46*t – 7963.9<br />

1990<br />

.6-4<br />

الليالي السياحية للجزائريين المقيمين بالخارج:‏ يتضح من بيانات الجدول‎4‎ ومن الشكل‎22‎ الاتجاه العام لعدد الليالي السياحية<br />

بمتوسط معدل نمو سنوي<br />

سنة و إلى سنة في الفنادق الجزائرية،‏ حيث ارتفع عددها من وبدرجة تقلب %86، ويمكن التعبير عن هذا الاتجاه بالمعادلة<br />

ليلة،‏ بانحراف معياري %19.36، و متوسط حسابي التالية<br />

2002<br />

10404<br />

28854<br />

،15991<br />

17842<br />

y = -154.72*t 3 + 3708.4*t 2 – 22350*t + 39980<br />

R 2 = 0.8166<br />

18603<br />

:<br />

تبين هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متذبذبا في عدد الليالي السياحية المسجلة للجزائريين المقيمين بالخارج،‏<br />

حيث أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الثانية كما يلي<br />

:<br />

- 464.16*t 2 + 7416.8*t – 22350<br />

- 75 -


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دوال الطلب السياحي في الجزائر 2002-1990<br />

.5<br />

الإيرادات السياحية<br />

:<br />

احد أهداف تنمية وتطوير قطاع السياحة والفندقة هو تحقيق مستويات من الإيرادات السياحية تعكس حسن أداء هذا القطاع من<br />

خلال مساهمته في الناتج الوطني الإجمالي،‏ إلا أن هذه المساهمة لم تتجاوز عبر الفترة ويتضح من الجدول‎5‎<br />

أن أعلى إيراد مليون دولار أمريكي تحقق سنة ثم اخذ في الانخفاض إلى غاية سنة ليعاود الارتفاع بعدها.‏ كما هو<br />

مبين في الشكل‎23‎ ويمكن التعبير عن سلوك هذه الإيرادات المحققة خلال فترة الدراسة والاتجاه العام لها بالمعادلة التالية ويتبين من<br />

درجة التقلب المحسوبة لهذه الإيرادات شدة اختلافها من سنة إلى أخرى.‏<br />

.2001- 1991<br />

،1997<br />

(3)<br />

% 0.18<br />

1990<br />

y = 2.0912*t 2 - 27.033*t+ 132.65<br />

R 2 = 0.8123<br />

%35.6<br />

105<br />

تشير هذه البيانات من خلال المعادلة المقدرة بان هناك اتجاها متناقصا ثم يؤول إلى التزايد في حجم الإيرادات السياحية المسجلة،‏ حيث<br />

أن ميل الاتجاه يكون بمقدار مرتبط بعنصر الزمن في شكل كثير حدود من الدرجة الأولى كما يلي<br />

4.182*t – 27.033<br />

:<br />

: خلاصة<br />

توصلنا في اية هذا المقال وتبعا للتحليل الإحصائي لبيانات الطلب السياحي إلى جملة من النتائج أهمها<br />

:<br />

1995<br />

1990<br />

‎1‎‏-سجل المقيمون الجزائريون النسبة الأعلى في عدد الليالي السياحية في الفنادق،‏ وكان عددهم أكثر انسجاما مقارنة<br />

بغيرهم كما يتبين من درجة التقلب،‏ ثم يليهم غير المقيمين ثم المقيمين الأجانب بنسبة ضعيفة جدا وبدرجة تقلب في<br />

الطلب عالية جدا.‏ وتفيد المعادلات المقدرة لتتبع سلوك تطور الطلب على الليالي السياحية،‏ بتميز غير المقيمين والمقيمين<br />

الأجانب بدرجات نمو متناقصة مما يسمح لنا بتوقع انخفاض الطلب على الليالي السياحية لهذين الفئتين من السائحين،‏<br />

وعلى العكس فقد تميزت فئة المقيمين الجزائريين بدرجة نمو متزايدة وكذلك الحال بالنسبة موع المقيمين وللمجموع<br />

الكلي،‏ وعليه فسنتوقع ارتفاع في الطلب على الليالي السياحية من قبل هذه الفئات في العموم.‏<br />

‎2‎‏-استحوذ النقل البري من سنة إلى سنة على النصيب الأكبر من المسافرين،‏ ولكن الظروف الأمنية جعلت<br />

هؤلاء يفضلون اضطرارا النقل الجوي فيما بعد،‏ رغم ارتفاع تكلفته.‏ بينما يبقي النقل البحري مقتصرا على المسافرين<br />

القادمين من أوربا بشكل خاص،‏ ذلك أن الجزائر لا تتمتع ذه الميزة في الداخل.‏ وتبين المعادلات المقدرة لتتبع سلوك<br />

استخدام المسافرين لمختلف وسائط النقل بان درجات نمو النقل الجو والبر والبحري كانت متزايدة إلا َّ أن درجة النمو<br />

بالنسبة للمجموع كانت متناقصة،‏ ونفسر هذه النتيجة بان اموع يتأثر بالتذبذبات الحادة في مركباته،‏ ومع ذلك فإننا<br />

نتوقع ارتفاعا في الطلب على مختلف وسائط النقل وبالأخص النقل البري داخل البلاد نظرا لتحسن الواقع الأمني.‏<br />

‎3‎‏-بالنسبة المسافرين الواصلين عند الحدود فقد تميزت أعدادهم بمتوسطات معدلات نمو ٍ سنوية سالبة إلى غاية سنتي<br />

و‎1996‎ في العموم باستثناء الجزائريين المقيمين بالخارج.‏ ثم َّ بدأت هذه المعدلات في الارتفاع بعد ذلك.‏ وتشير<br />

المعادلات المقدرة لتتبع سلوك المسافرين الواصلين عند الحدود الجزائرية بتزايد أعداد المسافرين الواصلين عند الحدود من<br />

الأوربيين والأفارقة والجزائريين المقيمين بالخارج وعلى العكس تناقص أعداد القادمين من بلدان المغرب العربي ودول<br />

أمريكا ومجموع الواصلين من استراليا واليابان ونيوزيلندا.‏<br />

1995<br />

‎4‎‏-دل َّت الإحصاءات المحسوبة لعدد الليالي السياحية المقضات في الفنادق الجزائرية،‏ على أن للأوربيين الحصة الأكبر،‏ ثم<br />

يليهم الأفارقة فالأمريكيين فالآسيويين،‏ وفي الأخير الجزائريين.‏ وكان لأعداد الليالي المسجلة لهؤلاء تباينات كبيرة خلال<br />

مدة الدراسة،‏ كما سجل على الأوربيين متوسط معدل نمو سنوي ضعيف مقارنة بالأمريكيين،‏ وفي العموم فان متوسط<br />

معدل النمو السنوي موع الليالي السياحية كان ضعيفا ؛ وتفيد المعادلات المقدرة لتتبع سلوك الطلب على الليالي<br />

- 76 -


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

_________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

السياحية بتوقع زيادته من قبل الأفارقة والأمريكيين وانخفاضه من قبل الأوربيين ومجموع الآسيويين والجزائريين المقيمين<br />

بالخارج إلا أن هذا الطلب سيزيد في مجموعه.‏<br />

‎5‎‏-بين التحليل الإحصائي الضعف الشديد للإيرادات السياحية،‏ ويمكن إرجاع هذه الحالة غير المرغوبة إلى عوامل كثيرة<br />

بالدرجة الأولى الواقع الأمني الذي شهدته الجزائر والذي انعكس بدوره في عدم الاهتمام الكاف ذا القطاع بمختلف<br />

مكوناته.‏ وتظهر المعادلات المقدرة بتوقع زيادة الإيرادات السياحية كما هو مبين في الجدول‎5‎ واستمرار الانخفاض في<br />

النفقات السياحية بدرجات نمو اقل وبالنتيجة تقلص العجز في الميزان السياحي.‏<br />

تبقى الإشارة في الأخير إلى تبيان أثر تكنولوجيا المعلومات والاتصال في دفع عجلة تنمية السياحة ‏(أي خلق طلب فعال على<br />

المنتجات السياحية والفندقية)‏ المتأتي عن التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حدث في العالم سواء في وسائل النقل بشقها البرى والجوي<br />

والبحري،‏ أو التقدم التكنولوجي في وسائل الترويج السياحي ؛ وهذا سوف يشكل محور مقال قادم موسوم ب : ‏"دور تكنولوجيا<br />

المعلومات والاتصال في زيادة الطلب السياحي".‏<br />

- 77 -


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دوال الطلب السياحي في الجزائر 2002-1990<br />

جدول<br />

ملحق الجداول والأشكال البيانية<br />

. 1<br />

تطور عدد الليالي السياحية في الفنادق<br />

الشكل 1: تطور عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد لغير المقيمين<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎1‎<br />

المرجع:‏ www.ons.dz, 26/08/2003<br />

الشكل 2:<br />

تطور عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد للجزائريين المقيمين<br />

الشكل‎3‎ : تطور عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد للأجانب المقيمين<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎1‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎1‎<br />

الشكل<br />

: 4 تطور عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد لمجموع المقيمين<br />

الشكل<br />

5: تطور إجمالي عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎1‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎1‎<br />

- 78 -


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

_________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

6 الشكل<br />

تطور عدد الوافدين وآثير الحدود الممه َّد عبر الجوّ‏<br />

الشكل<br />

7 تطور عدد الوافدين وآثير الحدود الممه َّد عبر البرّ‏<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎2‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎2‎<br />

8 الشكل<br />

تطور عدد الوافدين وآثير الحدود الممه َّد عبر البحر<br />

9 الشكل<br />

تطور عدد الوافدين وآثير الحدود الممه َّد عبر مختلف وسائل النقل<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎2‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎2‎<br />

- 79 -


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دوال الطلب السياحي في الجزائر 2002-1990<br />

الجدول 3 تطور أعداد السائحين الواصلين عند الحدود الجزائرية<br />

2002<br />

988<strong>06</strong>0<br />

144884<br />

75672<br />

736915<br />

61815<br />

4626<br />

285<br />

2001<br />

901416<br />

107166<br />

69644<br />

705187<br />

46290<br />

3220<br />

1099<br />

2000<br />

865984<br />

98563<br />

60359<br />

690446<br />

42626<br />

3207<br />

1028<br />

1999<br />

748537<br />

72573<br />

55481<br />

607675<br />

31232<br />

2563<br />

599<br />

1998<br />

678448<br />

56509<br />

41679<br />

571234<br />

28184<br />

2297<br />

457<br />

1997<br />

634752<br />

48440<br />

39638<br />

539920<br />

27212<br />

1838<br />

228<br />

1996<br />

604968<br />

45570<br />

41378<br />

511477<br />

29707<br />

1770<br />

94<br />

1995<br />

519576<br />

37831<br />

50876<br />

421926<br />

38669<br />

2005<br />

128<br />

1994<br />

804713<br />

60383<br />

263135<br />

468487<br />

237478<br />

2813<br />

609<br />

1993<br />

1127551<br />

144248<br />

407082<br />

555552<br />

377699<br />

5116<br />

2496<br />

1992<br />

1119548<br />

152444<br />

449550<br />

495452<br />

434312<br />

5146<br />

2964<br />

1991<br />

1193210<br />

158202<br />

537867<br />

470528<br />

523178<br />

46<strong>06</strong><br />

3803<br />

السنة<br />

من مختلف<br />

أنحاء العالم<br />

الأوربيون<br />

الأفارقة<br />

الجزائريون<br />

المقيمون بالخارج<br />

المغرب العربي<br />

الأمريكيون<br />

‏(شمال،‏ وسط،‏<br />

جنوب)‏<br />

اليابان،‏ استراليا،‏<br />

نيوزيلندا<br />

المصدر : www.ons.dz 26/08/2003,<br />

الشكل 10 تطور مجموع أعداد السائحين الواصلين عند الحدود الجزائرية<br />

الشكل 11 تطور أعداد السائحين الواصلين عند الحدود الجزائرية من الأوربيين<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎3‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎3‎<br />

الشكل 12 تطور أعداد السائحين الواصلين عند الحدود الجزائرية من الأفارقة وآثير<br />

الحدود الممه َّد<br />

الشكل 13 تطور أعداد السائحين الواصلين عند الحدود الجزائرية من الجزائريين المقيمين<br />

بالخارج وآثير الحدود الممه َّد<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎3‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎3‎<br />

الشكل 14 تطور أعداد السائحين الواصلين عند الحدود الجزائرية من دول اتحاد<br />

المغرب العربي وآثير الحدود الممه َّد<br />

الشكل 15 تطور أعداد السائحين الواصلين عند الحدود الجزائرية من دول أمريكا وآثير<br />

الحدود الممه َّد<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎3‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎3‎<br />

- 80 -


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

_________________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

الشكل 16 تطور أعداد السائحين الواصلين عند الحدود الجزائرية من اليابان واستراليا<br />

ونيوزيلندا وآثير الحدود الممه َّد<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎3‎<br />

2002<br />

253307<br />

168325<br />

13371<br />

17844<br />

10404<br />

28854<br />

2001<br />

225652<br />

142772<br />

13003<br />

15725<br />

14139<br />

39800<br />

2000<br />

202905<br />

116921<br />

12635<br />

136<strong>06</strong><br />

8495<br />

50746<br />

1999<br />

164096<br />

95149<br />

10104<br />

11170<br />

8230<br />

38820<br />

1998<br />

132739<br />

8<strong>06</strong>72<br />

8512<br />

15811<br />

7728<br />

19908<br />

السنة<br />

مختلف أنحاء العالم<br />

الأوربيون<br />

الأفارقة<br />

الأمريكيون<br />

شمال،وسط،جنوب<br />

الآسيويون<br />

جزائريون مقيمون<br />

بالخارج<br />

الجدول<br />

تطور أعداد الليالي السياحية لغير المقيمين<br />

1997<br />

84818<br />

48638<br />

7704<br />

10451<br />

6389<br />

11636<br />

1996<br />

60559<br />

31500<br />

12003<br />

4084<br />

7794<br />

5178<br />

1995<br />

75801<br />

36866<br />

15362<br />

7607<br />

12561<br />

3405<br />

4<br />

1994 1993<br />

101262 305730<br />

55886 221778<br />

23438 37744<br />

7729<br />

10787<br />

3422<br />

16670<br />

22259<br />

7279<br />

1992<br />

365881<br />

267969<br />

52232<br />

12524<br />

24321<br />

8835<br />

1991<br />

269856<br />

173011<br />

57<strong>06</strong>1<br />

8373<br />

25303<br />

6108<br />

1990<br />

658138<br />

513384<br />

69523<br />

22468<br />

34921<br />

17842<br />

( )<br />

المصدر : www.ons.dz 26/08/2003,<br />

الشكل 17 تطور إجمالي عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد<br />

الشكل 18 تطور عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد للأوربيين<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎4‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎4‎<br />

الشكل 19 تطور عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد للأفارقة<br />

الشكل 20 تطور عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد للأمريكيين<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎4‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎4‎<br />

- 81 -


___________________________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دوال الطلب السياحي في الجزائر 2002-1990<br />

الشكل 21 تطور عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد للآسيويين<br />

الشكل 22 تطور عدد الليالي السياحية وآثير الحدود الممه َّد للجزائريين المقيمين بالخارج<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎4‎<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎4‎<br />

5 الجدول<br />

ميزان المدفوعات السياحي،‏ الوحدة:مليون دولار أمريكي<br />

2004<br />

178.5<br />

2003<br />

112<br />

2002<br />

99.6<br />

2001<br />

99.5<br />

2000<br />

95.7<br />

1999<br />

80.0<br />

1998<br />

74.3<br />

1997<br />

28.8<br />

1996<br />

45.8<br />

1995<br />

32.7<br />

1994<br />

49.5<br />

1993<br />

72.8<br />

1992<br />

74.4<br />

1991<br />

83.9<br />

1990<br />

105.0<br />

السنة<br />

الإيراد<br />

المصدر:‏<br />

-www.ons.dz 26/08/2003 بيانات سنتي 2003 و‎2004‎ من نفس المرجع بتاريخ:‏ 2008/<strong>06</strong>/13<br />

الشكل 23 تطور الإيرادات السياحية<br />

المصدر:‏ مرسوم انطلاقا من بيانات الجدول‎5‎<br />

الإحالات والمراجع<br />

:<br />

- 1<br />

مجدى سليم،‏ ‏"إطلالة الطلب السياحي"،‏ جريده أبو الهول السياحية،‏ العدد<br />

‏(على الخط)‏<br />

،2008/08 مصر،‏ 2008/11/25<br />

http://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=450<br />

–<br />

2<br />

الس الوطني الاجتماعي والاقتصادي،‏ لجنة آفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية،‏ مشروع التقرير حول مساهمة من اجل إعادة<br />

تحديد السياسة السياحية الوطنية،‏ الدورة السادسة عشرة،‏ نوفمبر<br />

،2000 ص .22<br />

-<br />

-<br />

-<br />

3<br />

عشي صليحة،‏ الآثار التنموية للسياحة<br />

جامعة باتنة ص،‏<br />

دراسة مقارنة بين الجزائر،‏ تونس والمغرب<br />

مذكرة ماجستير في العلوم الاقتصادية،‏<br />

.77<br />

2005/2004<br />

- 82 -


_________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

دور الحكومة في تدعيم القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية<br />

د/‏ عبد االله علي - جامعة الجزائر<br />

:<br />

ملخص:‏ يعيش العالم عصرا أبرز ما يميزه ا تفاعلات وتحولات جذرية غير مسبوقة،‏ أهمها تزايد الاتجاه المضطرد نحو تدويل النظام الاقتصادي بكامله وجعله<br />

متفتحا ومتحررا أكثر فأكثر،‏ وبذلك أصبحت الدولة مطالبة أن تلعب دورا ايجابيا وفاعلا في إحداث التنمية وزيادة الدخل،‏ وتحسين القدرة التنافسية من<br />

خلال خلق بيئة مواتية لذلك،‏ ومن تم فان السؤال المحوري ما هو دور الحكومة ‏"الدولة"‏ في إحداث التنمية وتدعيم تنافسية المؤسسات الوطنية.‏<br />

الكلمات الأساسية:‏ الإصلاح الاقتصادي،‏ التغيرات البيئية،‏ الميزة التنافسية،‏ التنمية المستدامة،‏ الحكم الراشد،‏ الخصخصة،‏ إعادة الهيكلة،‏ علاقات العمل.‏<br />

تمهيد مر الاقتصاد الجزائري بتطورات عدة،‏ وذلك بدءا من الاقتصاد الموجه،‏ حيث كان تدخل الحكومة تدخلا شاملا ومعمقا،‏ إذ<br />

كانت هي المالك والمستخدم والبنك،‏ إلى نظام اقتصاد السوق،‏ حيث دخل الاقتصاد مرحلة التحرير واعتماد آليات السوق.‏ وهو ما<br />

يمثل تحولا راديكاليا في السياسة الاقتصادية والاجتماعية باتجاه التخلي عن الدور المعهود للدولة سياسة الدعم للسلع المادية وغير<br />

المادية توفير فرص العمل للباحثين عنه،‏ السكن الاجتماعي-‏ كاستجابة لقوى خارجية،‏ مما ولد الحاجة إلى إطلاق جيل جديد من<br />

الإصلاحات.‏<br />

–<br />

(1)<br />

-1<br />

في ظل التحولات التي يشهدها عالم الأعمال يبقى السؤال المحوري،‏ ما هو دور الحكومة أو الدولة*‏ في بناء وتحرير القدرة<br />

التنافسية وتحقيق النمو المستدام والمتقاسم؟ وهل التغير في ظل التحولات الخارجية والداخلية التي شهدا وتشهدها بيئة الأعمال تؤثر<br />

تأثيرا واضحا على قدرا على إنجاز دورها بكفاءة وفعالية ؟.‏<br />

وضعية واتجاهات إصلاح الاقتصاد الجزائري.‏<br />

لقد ساد الاقتصاد الإداري في فترة ما قبل التسعينات من القرن العشرين،‏ حيث شهد الاقتصاد الجزائري مرحلة التخطيط المركزي،‏<br />

والاستثمارات الضخمة،‏ وهيمنة القطاع العام وتقييد القطاع الخاص والحد من نموه وتوسعه.‏ وتم الاعتماد على الإنفاق العام دف<br />

إعادة بناء البنية الأساسية والمؤسساتية لاقتصاد دمره الاستعمار واستترف موارده.‏ وقد وفق في تحقيق إنجازات اقتصادية حيث بلغ<br />

معدل النمو الاقتصادي بين و‎1979‎ وتم تحقيق استقرار سياسي وامن وسلام اجتماعي.‏ وقد حظي الجانب<br />

المادي للإنسان باهتمام عال من حيث التركيز على محاربة الفقر والتعليم والرعاية الصحية،‏ وعدالة التوزيع،‏ وإتاحة فرص عمل<br />

للراغبين.‏ وهو ما يمثل إنجازات اجتماعية مرموقة،‏ أما على صعيد القيم فقد فشل النظام في إتاحة اال للممارسة الديمقراطية<br />

والحريات والتمتع بحقوق الإنسان.‏ وإن كان تخصيص الموارد يتوافق ويتطابق مع سلم حاجيات الأفراد آنذاك،‏ فإن المحقق من إنجازات<br />

لا يعكس مستوى التضحيات،‏ مما أدى إلى إعتماد تغيرات هيكلية عدة مثل:‏ التسيير الذاتي،‏ التسيير الاشتراكي،‏ إعادة الهيكلة،‏<br />

استقلالية المؤسسات دون التفات للمحيط.‏ ولكن ظل يعاني في كل الأحوال من نفس المتاعب،‏ بل كان لتوالي التجارب غير المدروسة<br />

أثارها السلبية على الجانب الاقتصادي والاجتماعي.‏<br />

1974 قرابة 8%<br />

مع بداية التسعينات من القرن العشرين ظهر نموذج من الإصلاحات يقوم على الترويج إلى تطبيق الإصلاح الهيكلي،‏ لاستعادة التوازن<br />

المطلوب،‏ على متغيرات ‏-المؤشرات الكلية-‏ كانت مختلة لسنوات طويلة،‏ سياسات استهدفت تحرير السوق وإلغاء القيود على<br />

المعاملات وإزالة الدعم قصد تحقيق الاستقرار الاقتصادي وضمان التوازنات المالية.‏ وكانت نتائج الإصلاح في هذا الجانب إيجابية<br />

سنة‎1997‎<br />

ومقبولة من نواحي عدة فقد عرفت الميزانية العامة تحسنا من-‏‎%8.7‎<br />

سجل معدل التضخم انخفاضا ملموسا إذ انتقل من<br />

دولار سنة إلى مليار دولار سنة<br />

.<br />

(2)<br />

سنة 1994 إلى %2.4<br />

(3)<br />

1994<br />

%32<br />

20<strong>06</strong><br />

سنة إلى<br />

علاوة على تحقيق أكثر من<br />

31<br />

1997<br />

%6<br />

110<br />

05<br />

1995<br />

سنة وتراجعت المديونية من مليار<br />

مليار دولار احتياط من العملات الأجنبية،‏<br />

- 83 -


____________________________________________________________________________________________<br />

دور الحكومة في تدعيم القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية<br />

وثم التأكيد على إعادة الهيكلة وأهمية إشراك القطاع الخاص وتشجيع الاستثمارات الأجنبية قصد الارتقاء بالقدرات الوطنية الإنتاجية<br />

والتسويقية،‏ وكانت نتائج الإصلاح في هذا الجانب متواضعة رغم إنفاق الدولة على هذه الإصلاحات حوالي مليار دولار<br />

أمريكي إلا أن ما تحقق لا يكاد يعدو تعديلا في نصوص المنظومة التشريعية والتنظيمية،‏ أما على المستوى التطبيقي فإن الأهداف<br />

المحددة وهي إعادة هيكلة المؤسسات،‏ الخصخصة،‏ تحرير التجارة الخارجية،‏ تحرير نظام الصرف،‏ زيادة تدفق الاستثمار الأجنبي،‏<br />

فعرفت تأخرا وتباطؤ يتضح من :<br />

25<br />

1-1<br />

(4)<br />

إعادة الهيكلة:‏ انطلاقا من النتائج المسجلة تم إقرار برنامج وطني لتأهيل المؤسسات بغية الارتقاء بقدراا التنافسية<br />

ودمجها في الاقتصاد العالمي،‏ غير أن السمة المميزة لإعادة الهيكلة هي أا اقتصرة على<br />

التطهير المالي الذي كلف الميزانية العامة للدولة أكثر من مليار دج بين 1998-1991، دون أن تكون<br />

هناك نتائج معتبرة،‏ حيث تم غلق وتصفية الكثير من المؤسسات وخصخصة القليل،‏ كما أن البقية مهددة بمخاطر<br />

الإفلاس والزوال.‏<br />

دون عناء البحث عن بدائل<br />

تسريح العمالة:‏ حيث تم تسريح أكثر من ألف عامل بين<br />

أخرى في الوقت الذي يعتبر فيه الأفراد موردا عندما تتم الحاجة إليهم و نتخلى عنهم فجأة.‏<br />

:<br />

20<strong>06</strong>-1994<br />

600<br />

800<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

2-1<br />

(5)<br />

الخصخصة:‏ بالرغم من انقضاء قرابة عقدين من الزمن على البدء فيها إلى أا مازالت تعترضها مشاكل وذلك:‏<br />

لغياب معايير واضحة لتحديد المؤسسات القابلة للبقاء أو الخصخصة.‏<br />

غياب الإرادة السياسية الواضحة.‏<br />

- خلق ضعف القطاع الخاص مخاوف من الخصخصة<br />

مشكل التكفل بالعمال المسرحين.‏<br />

كما تم الاعتماد في الخصخصة على مدخل التنازل عن القطاع العام،‏ دون محاولة البحث عن بدائل أخرى لتشجيع القطاع الخاص.‏<br />

.<br />

-<br />

لقد أخذت الخصخصة في الجزائر مدخل هدم الموجود و إستحداث البديل من هدم القديم،‏ دون محاولة البحث عن بدائل لتشجيع<br />

القطاع الخاص فالحل ليس بالهدم أو تحويل المؤسسات من مجرد كيانات حكومية غير منتجة لكي تصبح مجرد كيانات غير حكومية<br />

غير منتجة،‏ ولهذا لا يكون هناك تحول اقتصادي،‏ ولإقامة اقتصاد السوق بل يستمر فقط ركود اقتصادي.‏<br />

إن دواعي وجود القطاع العام ما زالت قائمة وبذلك لا يكمن الحل لا يكمن في خصخصة المؤسسات القائمة أو اختفاء دور الدولة<br />

كمعدل وكمستخدم وكمنظم بل،‏ في وضع نظام تأشيري يحتوي على أهداف عقلانية واضحة المعالم والحدود،‏ ومعايير موضوعية<br />

لتقييم ومتابعة الأداء وتحرير الإدارة من الضغوط وإيجاد إدارة احترافية.‏ لقد كان اعتماد الخصخصة مطلبا خارجيا دون إشراك<br />

الأطراف المعنية وبذلك نرى أنه ينطوي على ضياعات وإهدار الموارد.‏<br />

إن الخصخصة كأسلوب للإصلاح الاقتصادي رغم أهميتها وضرورياا،‏ لا يمكن لها النجاح في غياب إستراتيجية تحدد سلفا المعايير<br />

الواجب اعتمادها لانتقاء المؤسسات القابلة للخصخصة ثم التقنيات المناسبة لها باعتبارها ليس شكلا أو تقنية واحدة،‏ ليأخذ منها كل<br />

مجتمع ما يتناسب وواقعه وأهدافه وإمكانياته وأولوياته،‏ فهي ليست هدفا في حد ذاا وإنما هي وسيلة من وسائل ترشيد الاقتصاد<br />

والانتقال إلى اقتصاد السوق.‏ ومن ثم،‏ يستدعي نجاحها توافر متطلبات السياسة الضرورية لتنفيذها،‏ وبخاصة فيما يخص طبيعة السلطة<br />

السياسية والبني القانونية والنظام المصرفي والمالي و الجبائي المدعم والقيم الثقافية.‏ ولا تنجح الخصخصة إلا إذا توفرت البيئة التنافسية<br />

وتم يئة الجماهير إعلاميا،‏ مع ما يتطلبه ذلك من العناية بشكل خاص بالآثار الاجتماعية للإصلاحات.‏<br />

- 84 -


_________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

94<br />

3-1<br />

الاستثمار الأجنبي:‏ تعاني الجزائر من ضعف في استقطاب الاستثمار الأجنبي والمحلي ‏–خارج قطاع المحروقات-‏ مقارنة بقدرات<br />

السوق الجزائري،‏ حيث تظل بعيدة عن المحفزات التي قدمتها نظريا قوانين الاستثمار.‏ و لقد صنفت الجزائر من قبل الهيئات الدولية في<br />

أما في سنة فقد<br />

الرتبة عالميا في مجال تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الفترة الممتدة ما بين<br />

صنفت الجزائر 91 وذلك بسبب أسلوب التعامل التي تمارسه الدولة مع المستثمرين.‏ حيث بينت المؤسسة العربية لضمان<br />

الاستثمار،‏ التي تعتني بالاستثمار في الدول العربية،‏ أن الجزائر اكتفت فقط بإصدار القوانين واللوائح لجب الاستثمار دون القيام بعقد<br />

مؤتمرات أو ندوات ترويجية أو القيام بزيارات ترويجية لدول أخرى لعرض فرص الاستثمار على عكس جيران الجزائر،‏ بل هناك أسوء<br />

من ذلك أسلوب البيروقراطية الذي تمارسه بعض الفئات في الدولة مما تسبب في ضياع استثمارات عربية بقيمة مليار دولار<br />

وتدعم ذلك بمحافظة الفرد الجزائري على القيم السلبية،‏ فلم يشمله تغيير من داخل نفسه يحرك فيه التصرف الأمثل عبر مختلف<br />

العهود،‏ إذ ظل مهمشا محايدا مما كان سببا في إجهاض مشروع التغيير.‏<br />

.<br />

(7)<br />

2004<br />

20<br />

2003-2000<br />

(6)<br />

أما على المستوى الجزئي فسجلت نتائج التقييم تراجعا في أداء كل القطاعات الصناعية ‏–باستثناء قطاع المحروقات<br />

والخدمات الاتصالية والأشغال العمومية-‏ وذلك لضعف الاستثمارات الموجهة للقطاع الصناعي،‏ وذلك لغياب استراتيجية واضحة<br />

حول مستقبل القطاع العام يضاف إلى ذلك المنافسة للسلع الأجنبية المماثلة خاصة إذا ما علمنا أن الواردات القادمة من أوربا والصين<br />

وجنوب شرق أسيا وحتى بعض الدول العربية تتميز بجودة عالية وأسعار تنافسية،‏ وهو ما تعكسه تقارير المنافسة العالمية بين عامي<br />

فقد احتلت الجزائر مراتب على مستوى التكنولوجيا والقطاع العام.‏ أما حسب مؤشر النمو للتنافسية<br />

فقد احتلت الموقع 71 من أصل 104 دولة والمركز الأخير من بين 7 دول عربية وبالنسبة لمؤشر الأعمال التنافسية فإا تحتل<br />

المركز دوليا والمؤشر الأخير من دول عربية.‏ وهذا ما يعني أن تنافسية الوحدات الاقتصادية في الجزائر ضعيفة حتى على<br />

المستوى العربي<br />

80 ،114<br />

(8)<br />

7<br />

:<br />

.<br />

2005-2004<br />

(9)<br />

89<br />

2<br />

يمكن القول أن برامج الإصلاح الاقتصادي المعتمدة لم تتناسب مع قدرات الاقتصاد الوطني،‏ مما ألحق أضرارا بالطبقات<br />

الاجتماعية الفقيرة مما يجعلنا نقول أن التحسن على مستوى مؤشرات النمو الاقتصادي يفتقر إلى الرحمة وغير منتج ولا يبعث على<br />

الاطمئنان.‏ وتعزى هذه النتائج الهزيلة في الأساس إلى غياب استراتيجية واضحة وتقصير الحكومات في مسؤولياا في المتابعة وفرض<br />

الالتزام والضعف في التصدي للعديد من المشاكل الاجتماعية.‏ و هذا بالتزامن مع الثقافة الضعيفة وعقم نظام التعليم والبحث العلمي<br />

مما أوجد ظروفا غير ملائمة ومناخا غير صحي.‏<br />

التحولات البيئية<br />

يتسم عالم اليوم بمجموعة من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتسارعة،‏ المتمثلة أساسا في تحرير التجارة العالمية وانكسار<br />

الحواجز وثورة الاتصالات والمعلوماتية،‏ التي أصبح بموجبها العالم قرية واحدة مما يسهل انتقال الأصول من مكان لأخر وبسرعة هائلة.‏<br />

وقد تزامن هذا الاتجاه مع دخول اتفاقية الشراكة مع الإتحاد الأوربي حيز التنفيذ سنة والرغبة في الانضمام إلى المنظمة العالمية<br />

للتجارة وما يترتب عن ذلك من التزام بقواعد التجارة العالمية المبنية على حرية المنافسة وعدم التمييز بين الدول وبين الإنتاج الوطني<br />

والأجنبي والرفع التدريجي للقيود الجمركية تجد المؤسسات الجزائرية نفسها وجها لوجه في منافسة غير متكافئة.‏<br />

2005<br />

:<br />

1-2<br />

انعكاسات التحولات البيئية<br />

من منطلق أداء وحدات الاقتصاد الجزائري متوقع أن يؤدي تحرير التجارة الخارجية إلى زيادة الطلب على الواردات،‏ مع ما لذلك من<br />

تأثيرات سلبية حيث تشير الدراسات إلى أن حجم الطلب على الواردات من منتجات الصناعات:‏ الغذائية المعدنية الكيماوية النسيجية<br />

الخشبية والورقية الالكترونية الاستهلاكية سيزيد على التوالي ب:‏<br />

(10)<br />

- 85 -


____________________________________________________________________________________________<br />

دور الحكومة في تدعيم القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية<br />

،%39.2 ،%80 ،%19.5 ،%29.8 ،%30.62 ،%16.52<br />

:<br />

(11)<br />

:<br />

- لجا<br />

-<br />

2-2<br />

(12)<br />

%18، وفق نسبة التخفيض الجمركي المطلوب من الجزائر<br />

الالتزام ا،‏ لذلك تعد العديد من الصناعات مهددة خاصة في الأجل القصير والمتوسط وربما سيمتد هذا الأثر السلبي إلى المنتجات<br />

الأخرى في الأجل الطويل وذلك لعدد من الأسباب<br />

غياب سياسة للدولة لتطوير القطاع الصناعي حيث يعتمد هذا القطاع على المهارات اليدوية باستخدام أجهزة ومعدات<br />

أقل تطورا من مثيلاا العالمية.‏ فالقاعدة الصناعية الجزائرية تم بناؤها في سنوات السبعينات من القرن العشرين،‏ وهي بذلك<br />

تعتبر في غالبيتها في حكم القدم في ظل التطورات الهائلة التي تحدث في حقل التكنولوجيا.‏<br />

- ضعف الاهتمام بالنواحي التنظيمية والبحوث والتطوير الذي يعد من أهم دعامات البقاء والاستمرار لهذه الصناعات.‏<br />

عدم امتلاك المنتجات الوطنية موعة الخصائص التنافسية ‏(السعر،‏ الجودة،‏ التكلفة...)،‏ مما يعرض النشاط الصناعي إلى<br />

خطر حقيقي سواء من حيث المنافسة أو من حيث القدرة على البقاء.‏<br />

مما سبق يتضح أن بعض الصناعات الوطنية مهددة بالزوال،‏ وذلك لأن جاهزية الوحدات الاقتصادية في الجزائر ضعيفة ولا تواكب<br />

جاهزية الوحدات الاقتصادية الأخرى في الدول العربية وعلى المستوى العالمي،‏ مما يتطلب إعادة النظر في السياسة الاقتصادية<br />

والصناعية على المستوى الكلي والجزئي.‏ وهذا بوضع استراتيجية خاصة بتنمية وتطوير القطاع الصناعي ضمن مفهوم الاستراتيجية<br />

الاقتصادية العامة للبلاد.‏ فتعزيز القدرة التنافسية للصناعة يتطلب توفر البنية التحتية للاستثمار،‏ وتوظيف استثمارات طويلة المدى في<br />

القوى البشرية وفي المعرفة،‏ وتفعيل البحث والتطوير العلمي و التقاني،‏ وتحديث النظام المصرفي،‏ تطوير وتأهيل مؤسسات القطاع<br />

العام،‏ وتحسين العوامل الداخلية التي تؤثر على انتاجية وكفاءة الوحدات الصناعية و التخلي عن الأنماط السلوكية غير التنافسية مثل،‏<br />

الاعتماد على تصدير الموارد الطبيعية في شكلها الخام الذي يحول دون تطوير قدرا على خلق مدخلات إنتاج جديدة.‏<br />

الأدوار الجديدة للدولة<br />

لقد حققت دول جنوب شرق أسيا والصين حالة تنمية عجزت عن تحقيقها دول نامية كثيرة،‏ غير أن خبرات الدول الأسيوية لا تقدم<br />

أي سند تاريخي لتبرير الأخذ بسياسات التحرير الاقتصادي والخصخصة كمأخذ للتنمية.‏ وكان التسليم بأن السوق والقطاع الخاص<br />

لهما مكان هام في التجربة التنموية،‏ فالنجاح كان محصلة مجموعة من السياسات الاقتصادية التي رسمتها الحكومة ونفذا باقتدار،‏<br />

باستخدام مجموعة من الأدوات مع بين الكفاءة الاقتصادية والكفاءة اتمعية-‏ بغرض توجيه السوق إلى المسارات المرغوب فيها<br />

‏(الطريق الثالث)،‏ غير أن هذا لا يعني أن الدولة بإمكاا أن تقود قاطرة التنمية الاقتصادية بمفردها،‏ لأن العالم تغير،‏ إلا أن الحرية<br />

الاقتصادية لا تعني تغييب الدولة ‏–فالدولة هي المسؤولة عن المؤشرات الكلية وعن التشريع والإلزام به والتعليم والصحة...-فعدم قيام<br />

الدولة بذلك يؤدي إلى التحول من احتكار الدولة إلى احتكار القطاع الخاص.‏ فإن كان للقطاع الخاص دور،‏ فإنه يؤدي دوره في<br />

إطار قوانين تمنع الاحتكار.‏ و من ثمة لا يتحقق الإصلاح في الدول النامية إلا بقيام الحكومة بدور هام ومتزايد لإحداث التنمية.‏ ففي<br />

ظل العولمة يمكن النظر إلى الحكومة على أا منظمة أعمال تمارس دورها في بيئة تنافسية،‏ ومن ثم تقع عليها مسؤولية بناء وتعزيز<br />

القدرة التنافسية وتحقيق التنمية المستدامة ويئة البيئة الملائمة والمناسبة للأعمال،‏ وضمان قدر من المساواة الاقتصادية والاجتماعية من<br />

خلال تطوير المنظمات والسياسات والتشريعات وإصلاح النظام الإداري،‏ لتهيئة الإطار السليم للقطاع الخاص ليلعب دورا محوريا في<br />

التنمية.‏ ويتحول من الشريك الأصغر الضعيف الذي يحتاج إلى الدعم والتوجيه إلى الشريك الكامل،‏ مع ترسيخ ثقافة محفزة ومدعمة<br />

للاستثمار والإنتاج.‏<br />

في ظل التحولات والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والإفرازات المتعددة للبيئة الحالية بأبعادها المختلفة،‏<br />

أصبح الخيار الحقيقي لحكومات الدول النامية من منظور التنمية،‏ هو ليس مجرد زيادة النمو والاندماج الكامل في الاقتصاد الرأسمالي<br />

المعولم أو الانعزال الكامل عنه،‏ بل هو اعتماد سياسات تكفل التوازنات الاقتصادية الضرورية لنمو وازدهار ينسجم مع خصوصياا،‏<br />

- 86 -


_________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

ويعطي الأولوية للتنمية الاقتصادية الكفيلة برفع القدرة على تقديم إنتاج متميز قادر على المنافسة في الأسواق العالمية،‏ وتحسين المستوى<br />

الثقافي والمعيشي للأفراد ويئة البيئة الملائمة والمناسبة للأعمال،‏ ولا يقتصر دور الحكومة على دعم القدرة التنافسية للقطاع الخاص،‏<br />

وإنما يعتمد على إصلاح مؤسساا وأجهزا الاقتصادية والإدارية المختلفة،‏ حتى تتمكن هذه المؤسسات من دعم القدرة التنافسية<br />

للقطاع الخاص من جهة ورفع كفاءة الأجهزة والمؤسسات الحكومية ذاا وذلك بتطبيق الجودة الشاملة على منظمات الأعمال<br />

وتبني فكرة الحكومة الالكترونية و حوكمة الشركات لكي تحقق سرعة الاستجابة للاحتياجات العامة،‏ وتوفر المرونة الكافية<br />

والخدمات المتميزة لتهيئة البيئة والإطار السليم للقطاع الخاص،‏ ليلعب دورا محوريا في التنمية وجذب الاستثمار المحلي والأجنبي وإرساء<br />

ثقافة محفزة وداعمة للإبداع وثقة بالنفس.‏<br />

(13)<br />

- 87 -<br />

:<br />

:<br />

3<br />

1-3<br />

الدولة والقدرة التنافسية<br />

في ظل الملامح والتوجهات التي أسهمت في تكوين نظام الأعمال الجديد سعى الاقتصاد الجزائري منذ منتصف التسعينات من القرن<br />

العشرين إلى التوجه نحو الاعتماد على قوى السوق وآلياته بتطبيق برنامج إصلاح اقتصادي وزيادة الانفتاح العالمي،‏ نتيجة الالتزام<br />

باتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوربي والسعي للانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة.‏<br />

نتيجة لهذه التغيرات تأتي قضية تعظيم القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية الصناعية لتحل في<br />

الصدارة،‏ حيث تمثل التنافسية السمة الأكثر وضوحا في النظام العالمي الجديد،‏ فهي تشكل الإطار العام الذي تتم في نطاقه كافة<br />

العمليات والأنشطة التي تمارسها منظمات الأعمال.‏ ويواجه الاقتصاد الجزائري تحديا يتمثل في رفع كفاءة أدائه بشكل عام لزيادة<br />

صادراته من السلع الصناعية عن طريق تدعيم قدراته في الأسواق المحلية والدولية.‏<br />

القدرة التنافسية يعد بناء وتنمية القدرة التنافسية منطلقا أساسيا للدول النامية اة تحديات النظام العالمي الأمر الذي يتطلب<br />

جهودا جادة للقيام بتعديلات وتغيرات جوهرية في منظومة متكاملة من العوامل:‏<br />

البيئة الاجتماعية والثقافية والتي تفرز مؤثرات على السلوك وعلى رأسها القيم والاتجاهات والدوافع.‏<br />

بيئة داعمة للإبداع والابتكار والإنجاز.‏<br />

توفير المناخ لخلق الاستثمار من كفاءة إدارية واستقرار سياسي،‏ كفاءة السياسات الحكومية الداعمة والمساندة للاستثمار العام<br />

والخاص والربط بين السياسة والاقتصاد.‏<br />

- توفير هياكل البيئة سياسية بمفهومها الشامل،‏ بمعنى إقامة مختلف المؤسسات التي بإمكاا أن تساهم في تحقيق الميزة التنافسية.‏<br />

(14)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

يقصد بالقدرة التنافسية مجموعة المهارات والمعارف والقيم ثقافية والقدرات وتاريخ الدولة التي تتفاعل مع بعضها بشكل<br />

يحقق القدرة على المواجهة و البقاء في صناعة معينة أو مجموعة من الصناعات،‏ و الميزة التنافسية بطريقة أخرى هي عبارة عن الإطار<br />

المؤسسي والبيئة الأساسية،‏ سواء انعكس ذلك في السياسة الاقتصادية والمالية والنظم التشريعية أو في شبكات الاتصالات والمواصلات<br />

أو نظم التعليم والتدريب التي تعظم القدرة التصديرية لدولة ما.‏ وبالتالي يتم تحقيق الميزة التنافسية من خلال تدخل الدولة بمجموعة من<br />

السياسات المتناسقة التي تعمل على تحسين الإطار الاقتصادي والسياسي والقانوني والتعليمي لتدعيم الصناعات أو الخدمات التي تتمتع<br />

بميزة رئيسية.‏<br />

إن المرور من وضعية اقتصادية حمائية إلى اقتصاد السوق عملية شاقة وصعبة،‏ ولا يمكن أن ينجح برنامج إصلاح،‏ دون<br />

وجود دور فعال للحكومات،‏ على الرغم من أن فلسفة الإصلاح تؤكد على تقليص دور الحكومات،‏ ففي الإصلاح تظل الحكومات<br />

تتولى مسؤولية يئة البيئة والإطار السليم الذي يكفل ويؤمن تطبيق آليات السوق وزيادة المنافسة،‏ فالمنافسة الحرة غير موجودة،‏ ولهذا<br />

تخلق الحكومة الظروف التي لا يمكن لأي مسير اقتصادي وسياسة تنموية أن تنجح إذا لم يوازها شروط ضرورية تضمن نجاح تلك<br />

السياسات.وهو ما يتطلب تدخلا حكوميا نشطا و فعالا في االات التالية:‏


____________________________________________________________________________________________<br />

دور الحكومة في تدعيم القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية<br />

- 88 -<br />

،(16)<br />

،<br />

(1<br />

النظام الإداري : في ضوء تنامي الحاجة إلى الإصلاح الاقتصادي يجب التأكيد على أهمية تقديم الإصلاح الإداري على الإصلاح<br />

الإقتصادي في عملية التطوير فأي إصلاح اقتصادي لا يمكن أن يحقق الأهداف المرجوة منه دون وجود نظام إداري تتوافر فيه مجموعة<br />

(15)<br />

العناصر والمحددات التي تحقق الميزة التنافسية.‏<br />

تمارس الإدارة دون سابق تحضير بالرغم من الضعف،‏ فلقد ورثت الجزائر عشية الإستقلال أجهزة ضعيفة كما و نوعا،‏ ولم<br />

تعمل على تدارك هذا الضعف وتقوية إدارا.‏ يحتاج النظام الإداري إلى إصلاح على مستوى الحكومة وعلى مستوى منظمات<br />

الأعمال باستيعاب كامل لطبيعة العوامل التي أعاقت التنمية،‏ وكانت سببا في التسيير السيئ للإدارة،‏ مع إصلاح النظام وعدم وقوف<br />

الحكومة على الحياد بل يجب أن يكون متابعة و مسؤولة على فرض النظام والانضباط والالتزام به.‏ لأن غياا يتسبب في فساد إداري<br />

واقتصادي وهدر للإمكانيات،‏ وتعطيل العديد من آلياا فالحكومة ملزمة بالتدخل حينما يكون ذلك ملائما للاستثمار في الهياكل<br />

الأساسية للتسيير،‏ تنمية القطاعات الإنتاجية ويئة بيئة صالحة للاستثمار،‏ وإقامة شبكات مناسبة للأمان الاجتماعي والتنمية البشرية<br />

والبيئة،‏ مع التأكيد على أهمية الحاجة إلى أن تكون الحكومة ذات رسالة،‏ فالحكومة التي تعمل من خلال رسالة تعتبر أكثر فعالية من<br />

الحكومات التي تعمل باللوائح والنظم الجامدة،‏ ومن ثم يجب أن تدار الحكومة بالأهداف.‏<br />

يقلل التركيز على الأهداف الحاجة إلى البيروقراطية والجمود الذي يعد من الأسباب الرئيسية لإخفاق الاستثمار والخصخصة مما يظهر<br />

أهمية تطوير الأساليب الحكومية كمنح الحوافز واستخدام نظام المكافآت لفرق العمل بدلا من الأفراد والتحول إلى الإدارة بالأهداف<br />

وإدارة الجودة الشاملة وإعادة الهندسة والهدم البناء و حوكمة الشركات وغيرها من أساليب التطوير،كالتخلص من السلوكيات<br />

والممارسات البيروقراطية وتغيير الثقافة بما تتضمنه من قيم ونماذج سلوكية ومفاهيم قائمة تحكم المنظمات وتوجه سلوك الموظفين بدلا<br />

من مكافأة الجمود والتحجر لا بد من الانتقال إلى ثقافة المبادرة والمخاطرة والإبداع من خلال<br />

:<br />

(18)<br />

(17)<br />

(2<br />

أ-‏ تغيير العادات ويتأتى ذلك من خلال تعريض الموظفين لخبرات جديدة مثل حركة التنقلات بين الوظائف مما يكسبهم<br />

خبرات جديدة.‏<br />

ب-‏ شحذ الهمم من خلال التشجيع على الإبتكار والتغيير وتوظيف أواصر التعاون بين فرق العمل.‏ فلا يجب الاكتفاء بتغيير<br />

الثقافة القديمة بل يجب ترسيخ ثقافة جديدة.‏<br />

ت-‏ ترسيخ صورة واضحة لمستقبلها وذلك بالنظر إلى الحكومة كمنظمة أعمال تمارس دورها في بيئة تنافسية،‏ تحاول أن<br />

تحقق ميزة تنافسية لمنظماا المختلفة،‏ من خلال استخدامها الفعال لمواردها الاقتصادية المحدودة،‏ غير أن ذلك لا يتحقق<br />

إلا بنظرة دائمة إلى المستقبل بعيد المدى.‏ فبدون التخطيط يتعذر الوصول إلى نتائج،‏ كما لا يمكن أن نتوقع نتائج دون<br />

فكر يقودها.‏<br />

ث-‏ تمكين اتمع بدلا من إلقاء جميع المشكلات على كاهل المنظمات الحكومية،‏ بما يسمح له من حل مشاكله بنفسه من<br />

خلال إدارة منظماته.‏<br />

ج-‏ تمكين الموظفين وهو ما يعني منح الموظفين القدرة على إتخاذ القرار والاستجابة العاجلة للعملاء والمبادرة لحل المشكلات<br />

بطريقة مباشرة دون الرجوع للمركز.‏<br />

تأهيل المؤسسات:‏ لا يمكن تصور نجاح الإصلاح و الإنتفاع من الفرص التي تتيحها العولمة دون إعادة هيكلة جهازها الإنتاجي<br />

وتفاعلها بإيجابية مع المتغيرات الدولية القائمة على أساس المنافسة.‏ فلا بد من إعادة تأهيلها لتحقيق أفضل إندماج ممكن في النظام<br />

التجاري العالمي،‏ فالدعم الحكومي للمؤسسات من أجل الرفع من أدائها و نجاعتها وترقية تنافسيتها يبقى جد مهم،‏ غير أن المبادرة<br />

والمسؤولية تقع على المؤسسات نفسها أولا فالحكومة يجب أن تتولى مهمة خلق مناخ مواتي للاستثمار،‏ وتقديم الدعم المالي وغيره من<br />

التسهيلات التي تشجع المؤسسات وتحفزها على السير نحو تحسين تنافسيتها،‏ تأهيل وتحديث وسائل الإنتاج أو هياكل الدعم الصناعي<br />

كالهيئة الاستشارية والمؤسسات الوطنية للجودة والحصول على المعايير العالمية للجودة،‏ و وضع القواعد العامة المنظمة للاقتصاد


_________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

(19)<br />

الجزائري من خلال مسايرة التطورات التكنولوجيا ومحاولة استحداث أكثر الفنون الإنتاجية حداثة وملائمة و يمكن الاستفادة من<br />

البرنامج الخاص بتطوير القطاع الخاص بالتعاون مع الاتحاد الأوربي في إطار الشراكة الذي دخل حيز التنفيذ إبتداءا من<br />

سبتمبر‎2005‎‏.‏ فالجزائر مطالبة ببذل مجهود أكبر،‏ في ظل هذا التعاون حتى تتمكن المؤسسات الجزائرية من الاستفادة من الخبرات<br />

الفنية والتنظيمية لإدارة الوحدات الإنتاجية بكفاءة في جميع النشاطات.‏<br />

.<br />

(20)<br />

–<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

(3<br />

القطاع الخاص تكمن معضلة القطاع الخاص في الدول النامية في تكوينه فهو عبارة عن مؤسسات فردية عائلية صغيرة الحجم<br />

تعاني من ضعف رأس المال المستثمر،‏ قلة المؤهلات الفنية لليد العاملة،‏ و يستخدم تكنولوجيا أقل تطورا.‏ حيث إتجه إلى تلك االات<br />

التي تتميز بارتفاع الربح ولا تخضع لأي رقابة سعرية أو تنظيمية من جانب الدولة ‏–كالمشروعات ذات الطابع الخدمي في مجال<br />

الاستيراد والمضاربة في العقار والتوزيع.‏ أما القطاع الخاص الذي يعمل في مجالات الإنتاج السلعي وخاصة في الصناعات التحويلية فإن<br />

الإجراءات الليبرالية المصاحبة لبرامج التثبيت الاقتصادي ‏–وبالذات حرية الاستيراد وتخفيض قيمة العملة وتحرير سعر الفائدة وعدم<br />

فرض القيود على المدفوعات الخارجية دمرت نشاط القطاع تحت تأثير إرتفاع تكاليف الإنتاج والمنافسة الشديدة غير المتكافئة بين<br />

منتجاته والمنتجات المماثلة الواردة من الخارج.‏<br />

لقد دخل الأفراد مجال الاستثمار لا تتوفر لديهم قيم الأعمال والمعرفة الخاصة بقواعد وفنون الاستثمار ويفتقرون إلى ثقافة<br />

التفاؤل،‏ فمنهم من يطلب خدمات بالدينار الرمزي وإعفاءات من الديون،‏ و إذا أقدم على شراء ممتلكات القطاع العام يطلب ‏–من<br />

الحكومات التي يتعامل معها-‏ ضمانات ضد تدني الطلب على الخدمة أو التغيرات التي يمكن أن تحدث في اتمع من سياسية مالية<br />

ونقدية،‏ وما إلى ذلك من أمور.‏ وهو ما يتنافى مع الفلسفة الحقيقية للخصخصة وقيم اقتصاد السوق التي تقوم على:‏<br />

الاعتراف بالسوق وآلياته باعتباره الأساس في نجاح الإدارة وفشلها بقبول أحكامه،‏ فهو الفيصل في تقييم أداء الإدارة.‏<br />

قبول المنافسة كواقع ضروري والسعي إلى تحقيق السبق.‏<br />

رفض المبادئ والمسلمات في الإدارة،‏ وإحلالها بمفاهيم ومتطلبات إدارية حديثة ثبت جدواها.‏<br />

الإيمان بأهمية العنصر البشري ودوره في إنجاح العملية الإدارية.‏<br />

يفرض إنفتاح الأسواق تحديات خارجية وداخلية،‏ تتمثل في مخاطر تفكيك القطاع الخاص،‏ نتيجة العلاقات العائلية التي تنجم<br />

عن تعاقب الأجيال على امتلاكه،‏ كما يواجه صعوبة أكبر من ذي قبل،‏ في توفير التمويل الضروري واللازم لإدخال التكنولوجيا<br />

المتقدمة والأساليب الإدارية والتسويقية النشطة والفعالة لمواجهة المنافسة العالمية،‏ حيث أن 83% من تحويلات البنوك العمومية تذهب<br />

إلى القطاع الخاص.‏ مما يعني أن الشركات تواجه نقلة نوعية كبيرة نتيجة التغير المفاجئ للأطر والسياسات المختلفة التي تحكم النشاط<br />

التجاري المطلوب في ظل التحولات العالمية.‏<br />

لقد أصبحت إعادة هيكلة القطاع الخاص ضرورة،‏ ليستطيع المساهمة في التنمية الاقتصادية ومواجهة التحديات،‏ مما يستدعي<br />

من الشركات الفردية العائلية طرح أسهمها للاكتتاب العام إذا كانت بحاجة إلى زيادة رأس مالها،‏ بدلا من زيادة الاعتماد على<br />

الاقتراض.‏<br />

تخلق العولمة فرصا وديدات الأمر الذي يتطلب تصميم استراتيجيات ملائمة مع التوجه نحو التحالف الاستراتيجي الذي<br />

أصبح أحد سمات بيئة الأعمال الإقليمية والعالمية.‏ فالتحالف الاستراتيجي يمثل نضجا في الإدارة الإستراتيجية ويمكن للحكومات<br />

المعاونة في ذلك من خلال دعم وتسهيل إقامة تحالفات بين صغار المنافسين مع إعطاء مزيد من الاهتمام المؤسسات الصغيرة<br />

والمتوسطة.‏ و التشجيع على الفصل بين الملكية والإدارة،‏ إذ أن استخدام مديرين محترفين يسهم في تكامل وتطوير الرؤى الإدارية،‏<br />

ويعظم فاعلية القرارات الإدارية،‏ مع استثارة الحاجة إلى تبني إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

،(21)<br />

- 89 -


____________________________________________________________________________________________<br />

دور الحكومة في تدعيم القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية<br />

:<br />

(23)<br />

(4<br />

أسلوب الحكم:لقد تنامى في التسعينات من القرن العشرين الاهتمام بأسلوب الحكم والتنمية لما له من أهمية ولما بينهما من ترابط.‏<br />

و قد تزايدت أهمية موضوع أسلوب الحكم بعد أن أظهرت الدراسات العديدة أن النجاح والإخفاق في دفع عملية التنمية بأبعادها<br />

المختلفة،‏ يتوقف بدرجة كبيرة على مدى الرشادة في تسيير الموارد،‏ الالتزام بالقانون،‏ مدى الاستجابة لرغبة العملاء،‏ الفعالية في بلوغ<br />

(22)<br />

الأهداف فضلا عن الخضوع لقواعد واضحة ومحددة للسلوك والمحاسبة.‏<br />

يرجع اختلاف الكفاءة الاقتصادية بين الدول إلى تباطؤ الإنتاجية الكلية،‏ و من ثم اختلاف معدلات النمو الطويل المدى إلى<br />

اختلاف كفاءة أطرها المؤسساتية،‏ حيث تلعب الدور الأكبر في تفسير فشل تجارب معظم الدول النامية.‏<br />

يعتبر أسلوب الحكم الديمقراطي من المتغيرات المكونة للأبعاد المؤسسية للدولة يتكون مؤشر الديمقراطية من متوسط مجموعة<br />

مؤشرين وهما مؤشر الحقوق السياسية ‏(ويعكس مدى وجود بيئة سياسية مفتوحة تنطوي على آليات المنافسة والشفافية<br />

والمساءلة)،‏ ومؤشر الحقوق المدنية(‏ ويوضح مدى وجود قواعد مدعمة للحقوق والملكيات ووجود نظام قضائي عادل ومستقل).‏<br />

تحدث البيئة السياسية المفتوحة تأثيرا موجبا على معدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي،‏ كما تساهم في تحسين معدل النمو<br />

الاقتصادي.‏ بينما للبيئة السياسية المنغلقة تأثير سلبي على النمو،‏ وكذلك الحال بالنسبة للمؤشر الثاني.‏ و للقواعد المدعمة للحقوق<br />

والملكيات وحفظ النظام تأثير إيجابي على النمو والعكس بالنسبة للدول التي تتسم شاشة حماية الحقوق ووجود نظام قضائي متحيز<br />

وغير مستقل،‏ ذلك أن الحكم الراشد يرتبط بكافة مجالات التنمية الشاملة المستدامة والمتقاسمة.‏ و لا يعني الحكم الراشد في جوهره إلا<br />

الارتقاء بالتنمية إلى أعلى مستواها.‏<br />

إن مفهوم الحكم الراشد قادر على تفسير ووصف الإخفاق في التنمية باعتبارها مفهوما متعدد الأبعاد يمس الهياكل<br />

الاقتصادية والاجتماعية والسياسة والثقافية.‏ و هو مدفوع بقوى داخلية،‏ و ليس مجرد استجابة لرغبات قوى خارجية يأخذ<br />

الحكم الراشد البعد السياسي في الصدارة وليس كما فعلت برامج الإصلاح الاقتصادي التي قامت على إعطاء الأولوية للبعد<br />

الاقتصادي وأهملت البعد الاجتماعي،‏ وأكدت على انسحاب وميش الدولة.‏<br />

.<br />

(24)<br />

.<br />

(25)<br />

–<br />

–<br />

ترتبط رشادة الحكم أساسا بعملية صنع القرار من حيث مدى عقلانيتها،‏ بل أن تدقيقا أكثر في العلاقة بين التنمية والحكم<br />

الراشد يفضي إلى إدراك أا علاقة تبادلية من ناحية،‏ إن يؤدي الحكم الراشد إلى تنمية مستدامة،‏ ذلك أن أسلوب الحكم يقوم على<br />

مشاركة كل الأفراد رجالا ونساء دون ميش في التخطيط والتنفيذ والتقييم لمخطط ومشروعات وسياسة التنمية.‏ و من ناحية<br />

أخرى،‏ تعد التنمية مدخلا للحكم الراشد لأن من شأا تحقيق المشاركة والعدالة والتمكين.‏ وحتى تتحقق هذه العلاقة فإن الخطوة<br />

الأولى هي سد الفجوة النوعية التي تضعف قدرة الدولة و نقطة الانطلاق في ذلك هي تطوير نظام التعليم وتحديثه لتوليد النشاط<br />

والحيوية وتعبئة الطاقات للتغيير.‏<br />

يؤدي وجود أطر مؤسسة ديمقراطية إلى تقليل الفساد البيروقراطي و يجعل المؤسسات العامة للدولة أكثر مصداقية في تنفيذ<br />

قواسمها و تطبيق القواعد المدعمة للحقوق والملكيات،‏ خوفا من المساءلة والمحاسبة و هذا بعد أن تأكد أن العوامل الأساسية و المساعدة<br />

على النجاح في المنافسة في ظل العولمة تنتمي لعالم الإدراك والقيم والسلوك،‏ لا لعالم المال و عالم التكنولوجيا،‏ بل أن الإنسان الذي<br />

كان سببا في التحول من الميزة النسبية إلى الميزة التنافسية.‏ و من ثم فإن تنمية القدرة التنافسية لا تتم من خلال نقل التكنولوجيا و إنما<br />

من اكتساب العنصر البشري للعوامل المطلوبة من خلال التعليم بصورة منهجية منظمة ؛ ولهذا تكون الدول النامية معنية بتعزيز<br />

القدرات التنافسية لمؤسساا و حوكمة شركاا التي لا تزال تخضع لهيمنة الأفراد،‏ لإحجام ذويها عن اقتسام السلطة وافتقادها لقواعد<br />

التنبؤ و تتنافس على أساس السعر وتفتقر إلى الموارد الإدارية والتكنولوجية والحوكمة السليمة.‏<br />

(26)<br />

- 90 -


_________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

كثيرا ما يجد مقدموا رأس المال الصغار أنفسهم عرضة لمخططات التسريب الممارسة من أصحاب المراكز والنفوذ لاستخلاص منافع<br />

مفرطة،‏ مما يولد إنتكاسات اجتماعية واقتصادية.‏<br />

تكسب حوكمة شركات القطاع الخاص القدرة على المساهمة في تحقيق نمو اقتصادي مستدام ومتقاسم،‏ وجذب الموارد<br />

البشرية ورأس المال المحلي والأجنبي،‏ ولكن بصفة خاصة المحليين الذين كثيرا ما يقعان أسرى للنظام ويواجهان مخاطر خاصة في مناخ<br />

يحابي ذوي الجاه والنفوذ والرسميين ورجال الأعمال على حساب الأقلية من حملة الأسهم واتمع.‏ إن حوكمة الشركات أمر صعب.‏<br />

فالمصالح داخل الشركات تتعارض مع زيادة الشفافية والإفصاح عن المعلومات و من ثم فإن حكومات الدول النامية التي تمر<br />

بمرحلة انتقال مدعوة إلى دعمها ومساندا ورفع كفاءة الأجهزة والمؤسسات الحكومية.‏<br />

.<br />

(27)<br />

1<strong>06</strong><br />

108<br />

(5<br />

التنمية البشرية لقد حظي الإنسان في الجزائر في عقد الستينات والسبعينات من القرن العشرين باهتمام خاص حيث تم التركيز<br />

على الفقر والتعليم والرعاية الصحية وعدالة التوزيع وفرص عمل لجميع الراغبين في العمل،‏ وهو ما يمثل إنجازات اجتماعية مرموقة،‏<br />

أما على صعيد القيم فقد فشل النظام في إتاحة اال للممارسة الديمقراطية والحريات والتمتع بحقوق الإنسان وإن كان تخصيص الموارد<br />

يتوافق ويتطابق مع سلم حاجيات الفرد آنذاك.‏<br />

لقد قامت سياسات الإصلاح الاقتصادي أساسا على فصل مزعوم بين ما هو اقتصادي وما هو دون ذلك،‏ وعلى محاولة علاج الآثار<br />

الاجتماعية باعتبارها آثارا جانبية ‏((النمو دواء لكل داء))،‏ والتأكيد على تحييد الدولة وانسحاا من مسؤولياا،‏ وإعطاء الأولوية<br />

للبعد الاقتصادي مما انعكس سلبا على أبعاد التنمية البشرية في الجزائر فقد تدحرجت حسب تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام<br />

إلى الرتبة مقابل الرتبة لسنة والرتبة سنة حسب نفس التقرير لسنة مما يعكس أن<br />

لكن الملاحظ<br />

الجزائر تراجعت في ترتيبها الدولي رغم التحسن الذي تعكسه مؤشرات الاقتصاد الكلي خلال الفترة<br />

هو استمرار الفوارق الاجتماعية والاختلال الكبير في توزيع الثروة والدخل،‏ واتساع رقعة الفقر.‏ فقد صنفت الجزائر في الرتبة<br />

مؤشر الفقر ولقد أشار تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام إلى أن أكثر من مليون من السكان يعيشون على عتبة<br />

الفقر،‏ وأن %29 في حالة بطالة وأن الفجوة بين الأغنياء والفقراء اتسعت لتصل حوالي مرة سنة يعزى استخدام<br />

السياسة الانكماشية التي أفضت إلى التراجع المسجل إلى ظروف اقتصادية وسياسية من قبل الحكومات المتتالية كاستجابة لرغبات<br />

قوى خارجية سعت إلى فرض نموذج تنموي موحد على الدول النامية.‏<br />

43 في<br />

.2003<br />

2005-2002<br />

.2005<br />

12.2<br />

32<br />

1999<br />

97<br />

2004<br />

2000<br />

2004<br />

لا يمكن الانتقال إلى اقتصاد السوق إلا بالتقليل إلى أدنى حد من التكاليف الاجتماعية،‏ حيث أن الشروط الأساسية لنجاح التكيف مع<br />

اقتصاد عالمي يسير في اتجاه ظاهرة العولمة هو إدراج العنصر الاجتماعي في برامج الإصلاح الاقتصادي،‏ من خلال الاعتناء بالتعليم<br />

والرعاية الصحية وعدالة التوزيع وإيجاد فرص العمالة البديلة والحرية والمشاركة.‏ و هذه التدابير ضرورية ليس لأسباب تتعلق بتحقيق<br />

العدالة فحسب،‏ و إنما لضمان القبول السياسي والاستدامة الاجتماعية للإصلاحات الاقتصادية.‏ لا يتأتى بناء الإنسان المواطن المشارك<br />

والمتفاعل مع الحياة أخذا وعطاء إنتاجا واستهلاكا وحقوقا وواجبات إلا بالاعتماد على التنمية البشرية الصحيحة ‏–فالتنمية البشرية<br />

منظومة متكاملة ومترابطة ومتداخلة ومنسجمة-‏ فالتنمية تتطلب بالضرورة الارتقاء بالمعرفة وتطبيقها،‏ ويتمثل المصدر الرئيسي لإنتاج<br />

المعرفة في التعليم والارتقاء بجدواه،‏ بالنسبة للمجتمعات التي اقتنعت أن التعليم هو المشكلة وهو الحل في حين لازالت مجتمعات العالم<br />

النامي لم تملك القناعة والإحساس بذلك بعد،‏ والملاحظ أن الجهود التي بذلت في التعليم أوجدت فردا مقيما في الأرض يفتقد إلى<br />

حس الانتماء إلى أمة.‏ فليس هناك سوى أرض يجب استغلالها بسرعة بسبب ثرواا.‏ ومن ثم لا جدوى من نظام تعليمي عجز عن<br />

يئة الفرد سلوكيا لكي يوازن بين مصلحته الشخصية ومصلحة اتمع،‏ لكي يدفع بمصلحة اتمع أولا.‏<br />

- 91 -


____________________________________________________________________________________________<br />

دور الحكومة في تدعيم القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية<br />

:<br />

(6<br />

إن ملامح العولمة تقع في صميم رسالة التعليم حيث وظيفة التعليم هي إيجاد أفراد قادرين على متابعة المعرفة والحصول عليها<br />

و إنتاجها ، وتوظيفها لخدمة اتمع.‏ غير أن بلوغ المعرفة يستلزم معالجة فجوة الحرية على نحو جذري،‏ ودون ذلك فإن الحصيلة لن<br />

تكون أكثر من مجرد تجميل مظهري.‏<br />

يعيش مجتمعنا فجوتين متلازمتين وكلتاهما تقود للأخرى،‏ و إصلاح إحداهما بدوره يقود إلى الأخرى،‏ إذ لا يمكن لبلد أن<br />

يعيش ثورة معرفية ويعاني في الوقت نفسه قصورا في الحريات،‏ فالقصور في الحريات يضعف التنمية البشرية.‏<br />

النظام التعليمي يلعب التعليم دورا أساسيا في تدعيم وتطوير المهارات والكفاءات والطرق العلمية والتفكير في حل المشاكل<br />

وتنمية المعرفة كمحك للتقدم التكنولوجي وتطبيقاته.‏ ويرتبط تقدم الإدارة بتقدم التعليم باعتباره مصنعا لتفريخ الإطارات،‏ لذا يعتبر<br />

التعليم المفتاح الرئيسي المؤثر في الميزة التنافسية.‏ ربما كان نظام التعليم النقطة الوحيدة التي يتفق جميع من يتناول التحولات الجديدة،‏<br />

أي كانت مدارسهم ومذاهبهم،‏ على أن كفاءته هي المحدد الحاسم في بناء القدرة التنافسية للمجتمعات المختلفة و عليه فإن<br />

الحكومة مطالبة بتخطيط وتوجيه وتنفيذ عملية تطوير واسعة ومستمرة لنظم التعليم والتدريب والبحث العلمي.‏ لقد أصبحت المعرفة<br />

القوة المحركة في النظام الاقتصادي العالمي،‏ ومن ثم فهي قلب الصراع العالمي الجديد،‏ لكوا المورد الحقيقي لإنتاج الثروة في المنظمات<br />

المعاصرة ؛ تعتمد الثورة التكنولوجية على المعرفة العلمية المتقدمة،‏ فهي ثورة عقول مبدعة،‏ فالعلاقة بين تكنولوجيا المعلومات ونظام<br />

التعليم علاقة وثيقة،‏ والبشر هم أداة الالتقاء بين الثورة التكنولوجية ونظام التعليم باتمع.‏ إن المستوى الفكري والتقني هو الأساس<br />

الذي يتم فيه إنتاجها وتوظيفها في الاستفادة منها،‏ و لذا أصبح عصر الثورة الصناعية الثالثة عصر الثورة التعليمية<br />

.<br />

.<br />

(28)<br />

(29)<br />

-<br />

يتمثل المصدر الرئيسي لإنتاج المعرفة في التعليم والبحث العلمي لقد اعتمد التطور العميق للدول المتقدمة في المقام الأول على نشر<br />

التعليم،‏ وتغيير محتواه وتشجيع البحث العلمي،‏ والبحث والتطوير و تفسر الفوارق في التعليم والتدريب ومخصصات البحث العلمي<br />

والبحث والتطوير والبيئة المشجعة لتراكم المعرفة والابتكار والإبداع،‏ الفوارق في معدلات التنافسية.‏ و تحصل الدول التي تخصص<br />

استثمارات ضخمة لتطوير شعوا في النهاية على أكثر الاقتصاديات نجاحا.‏ وهذا ملمح من الملامح المرتبطة بالعولمة التي يقع في صميم<br />

رسالته التعليم.‏<br />

يعتبر التقدم العلمي والتقني أحد العناصر الأساسية لتطور اتمعات،‏ كما أن التفوق العلمي والتقني هو ثمرة الاختراعات في شتى<br />

المحالات والميادين المرتبطة بحياة الفرد واتمع من جهة،‏ ونتاج الجهود الضمنية والدعم المادي والمعنوي للمؤسسات العلم والتعليم<br />

والتدريب والبحث العلمي بشقيه الأساسي والتطبيقي من جهة أخرى.‏ و يمثل التحدي العلمي والتقني من المنظور العالمي عمق الهوة أو<br />

الفجوة التعليمية أو التقنية بين الدول المتقدمة والدول النامية،‏ ولهذا فإن التعليم والتدريب والبحث العلمي والبحث والتطوير مفتاح<br />

للتقدم في كل اتمعات.‏ ففي أثناء رئاسة ريجان أصدر تقريرا مشهور وهو–أمة في خطر-يحذر من التخلف في النظام التعليمي،‏ كما<br />

كان شعار كلينتون في حملته الانتخابية ‏"نريد أمة متعلمة و ضرورة إيجاد مقعد لكل طالب قادر وراغب في التعليم بالجامعة ‏"ولما<br />

سئلت رئيسة فنلندا عن السر في احتلال فنلندا المرتبة الأولى في تقرير التنافسية العالمية لسنة‎2005‎‏،‏ فالإجابة كانت التعليم،‏ التعليم،‏<br />

التعليم ‏(حصة بلا حدود المقدمة من طرف السيد/‏ أحمد متصور الجزيرة ؛ و السؤال الذي يطرح نفسه إذا كان العالم يرى أن التعليم هو<br />

المشكلة والتعليم هو الحل في نفس الوقت،‏ فهل يعتبر التعليم مشكلة بالنسبة للعالم العربي؟ إن غياب الجامعات العربية من خريطة<br />

التصنيفات الدولية الصادرة عن ترتيب الجامعات العالمية أو احتلالها مؤخرة هيكل الجامعات العالمية في هذا التصنيفات يؤكد عدم<br />

القناعة والإحساس بذلك ؛ تعاني العملية التعليمية في الجزائر شأا شأن باقي الدول العربية-‏ من تشوهات في بنية النظام<br />

التعليمي<br />

(20<strong>06</strong><br />

–<br />

:<br />

(30)<br />

- 92 -


_________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

غياب الرؤية التكاملية بين العمليات الرئيسية المتمثلة في التعلم والتعليم والتقويم،‏ فواقع الممارسة الحالية يشير إلى<br />

انفصال التعليم عن التقويم الذي يشكل جزءا لا يتجزء من المنظومة التعليمية،‏ و ينبغي أن يكون خادما للتعلم<br />

والتعليم.‏ الأمر الذي أدى إلى فقدان التقويم وظيفته الأساسية المتمثلة في التغذية العكسية.‏<br />

التركيز على الكم دون الكيف وضعف الارتباط بالأهداف والسياسات التعليمية.‏<br />

سوء فهم دور المعلم في العملية التعليمية،‏ حيث لا يزال ينظر إليه على أنه مفاتيح المعرفة وأنه حجر الزاوية فضلا عن<br />

عدم مواءمة النظام التعليمي لمتطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل.‏<br />

عدم مواكبة مؤسسات إعداد المعلم وتأهيله وتدريبه لمتطلبات التجديد والتطوير المهني،‏ ناهيك عن استمرار تسرب<br />

أعضاء هيئة التدريس،‏ لتردي الوضع المادي لشاغلي الوظائف التعليمية،‏ مما حال دون تمكن النظام التعليمي عن<br />

إستقطاب الكفاءة البشرية والكوادر الفنية المؤهلة.‏<br />

قتلت المركزية الشديدة في إدارة النظام التعليمي حرية المبادرة،‏ وجعلت قرار تطوير التعليمي يأتي من أعلى،‏ ولا تلعب<br />

المدرسة دورا رئيسيا في تخطيط أنشطة التطوير وتنفيذها.‏<br />

إفراغ التعليم من مضمونه السلوكي الشامل.‏ فإذا كان التعليم هو تغيير السلوك،‏ فإن السلوك لا يقتصر على السلوك<br />

المعرفي وإنما يشمل أيضا السلوك القيمي و المهاري.‏<br />

من خلال العرض السابق لأهم الاحتياجات والمشكلات التي تواجه النظام التعليمي نرى أن أي محاولة لتخليصه من ضعفه عليها أن<br />

تسعى إلى:‏<br />

تطوير العملية التعليمية بأبعادها الثلاثة التعلم والتقويم و التعليم،‏ من منظور تكاملي شمولي،‏<br />

تمهين التعليم وتمهين المعلم الذي يعيد لمنسوبي القطاع التعليمي المكانة الاجتماعية التي تليق بشرف المهنة وعظم الرسالة،‏<br />

تبني استراتيجيات وتقنيات التطوير التنظيمي الفعال لتحسين أداء المنظمة التعليمية،‏ وتحقيق معايير الجودة والنوعية للتعليم من<br />

أجل بناء المهارات وتنمية القدرات التي يحتاجها رأس المال البشري في عالم الاقتصاد الكوني<br />

ضرورة مجاراة المنظومة التعليمية للتقدم التقني والتعليمي،‏ لا سيما في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات،‏ والإفادة<br />

من التطبيقات التقنية والبحث العلمي في االين التعليمي والإداري،‏<br />

توطيد العلاقة بين المنظومة التعليمية واتمع وصولا إلى تحقيق مفهوم الشراكة الحقيقة التي تخدم المصلحة العامة،‏ وتحقيق<br />

المصالح المختلفة بين المنظومة التعليمية وسائر منظومات اتمع الحكومية والأهلية على حد سواء،‏<br />

غرس قيم تربوية جديدة،‏ من أهمها التعلم الذاتي والتعلم المستمر،‏ تنمية القدرات العقلية وتوجيهها للمشاركة والإسهام<br />

وتوطيد التقنية واستنباا بما يتلاءم و ظروف واحتياجات اتمع،‏ مع تعظيم روح التلاحم والترابط والمواطنة،‏<br />

لقد أخذ البحث العلمي منحى التعليم،‏ فنشأ على شاكلته ويسير وفق لمقتضياته ويتبع نفس لوائحه.‏ و من ثم تحددت وظيفته<br />

؛ على<br />

الأساسية في كونه آلية من آليات التعليم،‏ و هي ذا تختلف عن وظيفة البحث العلمي المعاصرة كآلية للتنمية الاقتصادية الرغم من أهمية الدور الذي يؤديه البحث العلمي والبحث والتطوير في اطراد التنمية والإبداع فإن الإحصائيات تشير إلى انخفاض<br />

النسبة التي تخصصها الدول العربية من مواردها لهذا البند،‏ فمثلا نصيب الإنفاق على البحث والتطوير في الولايات المتحدة حوالي<br />

كما<br />

دولار كحد أدنى في السودان دولار للفرد بينما نجد هذه النسبة تتراوح بين ‎28‎دولار في الكويت كحد أعلى،‏ منها يخصص للأجور والنفقات<br />

من الناتج المحلي الإجمالي ، وأن أن مخصصات البحث العلمي جد متدنية حيث تمثل الإدارية.‏<br />

(32)<br />

(31)<br />

0,3<br />

%70)<br />

0,6<br />

600<br />

- 93 -


____________________________________________________________________________________________<br />

دور الحكومة في تدعيم القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية<br />

إن كثيرا من الإنتاج العلمي في العالم العربي لم يعالج مشاكل تنموية،‏ ولم يرتبط بمشكلات حقيقية لها أصحاب يبحثون عن<br />

حلول،‏ وهو في الغالب غير تراكمي بل مرتبط بجوانب نظرية معظمها بغرض الترقية والحصول على درجة علمية،‏ للانفصال بين<br />

الصناعة والبحث العلمي.‏<br />

إن القدرة التنافسية مرهونة بالدرجة الأولى بفعالية تحرك الدولة نحو تنمية المعرفة كمحك أساسي للتقدم التكنولوجي بوضع<br />

أسلوب متسق بين أنشطة منظومة التعليم والتكنولوجيا وسياسة العلم والتكنولوجيا من ناحية،‏ و السياسة التعليمية في كافة مراحلها<br />

من ناحية أخرى وبما يحقق مستقبلا توفر نخبة متميزة من المتواجدين حاليا في مراحل التعليم وفي نفس الوقت الارتقاء بمستوى العلماء<br />

والمهندسين والتعرف على الاحتياجات الحقيقية في قطاعات الاقتصاد من وسد الفجوة تباعا خلال فترة التحول التكنولوجي<br />

القادمة<br />

- 94 -<br />

(34)<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

.<br />

(33)<br />

:<br />

2-2<br />

علاقات العمل:‏ للتحولات الاقتصادية والسياسية أثار على علاقات العمل فالتحول من النظام الموجه والقطاع العام إلى اقتصاد السوق<br />

والقطاع الخاص،‏ يترتب عليه صورة جديدة من علاقات العمل،‏ تتفق وعناصر هذا التحول التي تؤكد على ظهور مفهوم جديد<br />

للدولة.‏ فهي لم تعد الإدارة والنقابة وصاحب العمل،‏ أي لم تعد الممثل الوحيد للأطراف الثلاثة.‏ فالنقابة لم تعد جزءا من الدولة،‏ فلها<br />

مهمتها الجديدة،‏ و يصبح صاحب العمل شخصا من أشخاص القانون الخاص،‏ ولكن ذلك لا يعني أن الدولة لن يكون لها دور ولكن<br />

دورها يختلف عما كان عليه من قبل،‏ فالدولة تقوم بدور الحكم المحايد بين طرفي علاقات الإنتاج،‏ و تحافظ على السلام الاجتماعي<br />

بين الطبقات،‏ وهو ما يقتضي منها أن تقوم بالمهام التالية:‏<br />

وضع الحد الأدنى اللازم لتحقيق حماية اجتماعية للطبقات الضعيفة اقتصاديا،‏ وإلزام أصحاب الأعمال ذه الحدود<br />

الدنيا التي يراعى فيها اللاتماثل عبأ زائد على أصحاب الأعمال،‏ خشية أن يؤدي ذلك إلى إحجامهم عن الاستثمار.‏<br />

على الدولة أن تشجع الأطراف على المضي قدما في طريق التفاوض القائم على تحديد قواعد ‏"اقتسام الربح"،‏<br />

الناشئ عن جهد العمال ودور صاحب رأس المال،‏ وفقا للقواعد التي يحددها اتفاقهم الجماعي.‏<br />

على الدولة أن تتدخل لإجبار أحد الأطراف،‏ على الدخول في مفاوضات،‏ أو تنفيذ عقد العمل المشترك المبرم بين<br />

العمال وصاحب العمل،‏ ولو اقتضى الأمر تنفيذه بالقوة في سبيل تجنب الاضطرابات الجماعية.‏<br />

دور أصحاب الأعمال<br />

يتمثل دور أصحاب الأعمال أساسا في استخدام أموالهم في مجالات استثمارية تساعد على خلق فرص عمل للمتعطلين،‏ وبنفس<br />

الدرجة عليهم أن يدركوا أن طبيعة المرحلة القادمة تتطلب المزيد من الديمقراطية في التعامل مع العمال،‏ و من حق هؤلاء العمال في<br />

المشاركة وإبداء الرأي في الموضوعات العامة التي م حيام جميعا.دون افتئات على حق صاحب العمل في إدارة منشأته.‏<br />

3-3<br />

-<br />

دور النقابات العمالية<br />

لم يعد ممكنا،‏ في ظل التحول الاقتصادي أن يبقى دور النقابة كما هو عليه من قبل،‏ فالنقابة لم تعد ‏(جزءا من الحكومة)‏ تابعة لها<br />

ومنفذة لتعليماا،‏ وتنتظر أن تمنح الحكومة للعمال ما يتطلعون إليه من مزايا،‏ فإذا أرادت النقابة أن تؤدي دورها على وجه صحيح،‏<br />

عليها أن تتمسك بالمبدأ الديمقراطي في تشكيلها و إدارا،‏ و أن تأخذ بزمام المبادرة فيما يتعلق بالمشاكل العمومية دون انتظار قيام<br />

الحكومة بحل تلك المشاكل في غيبة من ممثلي العمال.‏<br />

الخلاصة إن دور الحكومة في خلق الميزة التنافسية أمر مؤكد،‏ ولا يمكن للإصلاح الاقتصادي أن ينجح إلا في ظل رؤية ورسالة<br />

واضحة للتطورات العالمية ؛ إن تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي في البلدان النامية وإتباعها سياسة حمائية ملائمة يعتبر ضروريا<br />

لدعم عملية التنمية.‏ فالبنية الاقتصادية لهذه الدول تؤكد الحاجة إلى الإصلاح بصورة جادة ومنتظمة تؤهل الدولة ومؤسساا للتفاعل<br />

مع المتغيرات والمستجدات و لعل أهم الجوانب التي يتوجب أن يتوجه إليها الإصلاح هي:‏


‏،ص/‏<br />

_________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الإطار المؤسساتي والقانوني بما يشجع تطور اقتصاد قائم على مؤسسات أكثر فعالية،‏<br />

- خلق بيئة تنافسية تجعل السوق أكثر نجاعة،‏<br />

- ضمان شفافية أكبر لنشاط المؤسسات الاقتصادية،‏<br />

تدعيم القطاع المالي لدعم ورفع كفاءة الاقتصاد وتحقيق الاستقرار الكلي،‏<br />

تحفيز الاستثمار وتوفير تسهيلات التمويل ووضع القوانين،‏ والأنظمة المتصلة بالمالية العامة،‏ والنقد والتسليف،‏ وتعزيز<br />

القدرة الاقتصادية الريادية،‏<br />

تنمية الموارد البشرية من خلال التأكيد على أهمية التعليم والبحث العلمي والبحث والتطوير في عملية التنمية الصناعية<br />

إذ بدون ذلك يتعذر تحقيق تنمية مستدامة وكذلك من خلا توظيف استثمارات طويلة المدى في التنمية البشرية وذلك<br />

للعلاقة العضوية الوثيقة بين التنمية البشرية والتنمية الشاملة والتنمية المستدامة،‏<br />

تتطلب التنمية بالضرورة المعرفة وتطبيقها و يتمثل المصدر الرئيسي لإنتاج المعرفة،‏ في التعليم والبحث العلمي<br />

والتكنولوجيا.‏ و لهذا فإن عائد التعليم،‏ وعائد التبادل والابتكار في المعارف،‏ يميل دائما نحو صالح من استثمر في التعليم والبحث<br />

العلمي والبحث والتطوير وبعث المبادرات والانفتاح الفكري.‏<br />

المراجع والهوامش<br />

:<br />

Y.BENABDELLAH. Croissance économique et dutch disease en ALGERIE les cahiers du -1<br />

CREAD N75/20<strong>06</strong>.P.65<br />

‎2‎‏-صندوق النقد الدولي،‏ الجزائر.‏ تحقيق الاستقرار في اقتصاد السوق،‏ ص‎21‎‏.‏<br />

‎3‎‏-نفس المرجع ص‎22‎‏.‏<br />

‎4‎‏-ابراهيم العيسوي،‏ المسار الاقتصادي المصري وسياسات تصحيحية،‏ ‏"بحوث وملتقيات"،‏ ندوة عقدت بالكويت،‏ فيفري<br />

المعهد الوطني للتخطيط،‏ ص‎7‎‏.‏<br />

‎5‎‏-عبد االله علي،‏ أثر البيئة على أداء المؤسسات العمومية الاقتصادية حالة الجزائر أطروحة دكتوراه.غير منشورة،‏ جامعة<br />

الجزائر،‏‎1999‎‏.‏<br />

، 1988<br />

‎6‎‏-محمد زايد بن غبوة،‏ الأثار الاقتصادية لإنضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية على قطاع الصناعة دراسة تحليلية،‏ ‏"أطروحة<br />

دكتوراه دولة،‏ كلية التجارة والأعمال قسم الاقتصاد والتجارة،‏ جامعة حلوان،‏ القاهرة 20<strong>06</strong>/2005<br />

‎7‎‏-جريدة الخبر 20<strong>06</strong>/05/<strong>06</strong>.<br />

‎8‎‏-بوكماش عبداالله،‏ التفكك الجمركي وأثره على تنافسية المؤسسات،‏ حالة الجزائر،‏ مقارنة مع تونس والمغرب،‏ مذكرة ماجيستر<br />

كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير جامعة الجزائر 20<strong>06</strong>، ص‎18-14‎‏.‏<br />

‎9‎‏-المؤسسة العربية لضمان الاستثمار،‏ تقرير مناخ الاستثمار في الدول العربية،‏ 2004 ص‎99‎‏.‏<br />

محمد زايد بن رغبوة مرجع سابق،‏ ص....‏<br />

ابراهيم العيسوي،‏ التنمية بقوى السوق أم بقيادة الدولة للسوق،‏ بحوث اقتصادية عربية،مجلة تصدرعن الجمعية العربية<br />

للبحوث الاقتصادية،‏ دار المستقبل العربي،‏ ‏........ص‎153‎‏.‏<br />

علي الدين هلال،‏ بناء العدالة والتراهة والمساءلة وسياسات التنمية الإدارية،‏ ندوات ومؤتمرات أفاق جديدة في تقوية التراهة<br />

والشفافية والمساءلة الادارية منظور استراتيحي وموسمي،‏ ،2001 ص‎119-97‎‏.‏<br />

منصور سليمان عبد الرحمان،‏ الدور المشترك للحكومة والشركات المصرية في خلق الميزة التنافسية من خلال برامج الجودة<br />

الشاملة والأيزو،‏ اكاديمية السادات للعلوم الإدارية،‏ المعهد القومي للإدارة العربية،‏ ص‎18-10‎‏.‏<br />

.267<br />

-10<br />

-11<br />

-12<br />

-13<br />

- 95 -


____________________________________________________________________________________________<br />

دور الحكومة في تدعيم القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية<br />

- 96 -<br />

-14<br />

-15<br />

أقنيني عقيلة،‏ إدارة المعرفة،‏ قمة التميز في المؤسسة المعاصرة،مذكرة ماجيستر،‏ كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير جامعة<br />

سعد دحلب-البليدة،‏ جوان 2007 ص‎18‎‏.‏<br />

عبد المطلب عبد ايد،‏ أبعاد العلاقة بين التنمية الاقتصادية والتنمية الإدارية والإصلاح الإداري والإصلاح الاقتصادي،‏ مجلة<br />

البحوث الإدارية،‏ أكاديمية السادات،‏ ص 5-4.<br />

سيد عبد القادر السيد،سلسلة إدارة القدرة التنافسية،‏ دار النشر،‏ الأهرام 2001 ص‎50‎‏.‏<br />

منصور سليمان عبد الرحمان مرجع سابق ص‎19‎‏.‏<br />

منصور سليمان عبد الرحمان،‏ نفس المرجع،‏ ص 16.<br />

بوشارب أحمد،‏ تأهيل المؤسسات الاقتصادية في ظل منطقة التبادل الحر الأور متوسطي،‏ رسالة ماجيستر كلية العلوم<br />

الاقتصادية وعلوم التسيير جامعة الجزائر ،2008 ص‎104‎‏.‏<br />

محيا زيتون،‏ الصراع حول القمة مستقبلا المنافسة،‏ بحوث اقتصادية العدد 6، خريف 1998، ص ص 163-159.<br />

الملتقيات والمؤتمرات الدولية والإقليمية حول الرشادة،‏ أنظر<br />

Mohamed cherif belmohoub gvernance et role économique et social de léta etre<br />

exigence resistance iddara revue de l’école national d’administration Algérienne 21<br />

vole 11 2001 p 14.<br />

)<br />

-16<br />

-17<br />

-18<br />

-19<br />

-20<br />

-21<br />

-22<br />

-23<br />

-24<br />

معايير الحكم الراشد أنظر التقرير عن التنمية في الشرق الوسط وشمال افريقيا الجيد لأجل التنمية في الشرق الأوسط إفريقيا،‏<br />

تحسين التنمية والمساءلة واشنطن البنك الدولي،‏ 2003، ص‎3‎‏.‏<br />

نيفين محمد طريح أثر حجم وكفاءة الدولة على النمو الاقتصادي دراسة مقارنة،‏ دكتوراه دولة في فلسفة الاقتصاد والتجارة<br />

الخارجية جامعة حلوان 2005 ص 65-62.<br />

أيمن الدسوقي،‏ الحكم الراشد والتنمية،‏ النهضة مجلة فصلية تصدرها كلية العلوم الاقتصادية والعلوم السياسية،‏ جامعة القاهرة،‏<br />

20<strong>06</strong> ص.‏‎134‎<br />

‎25‎‏-منصوران سهيلة،‏ الفساد الاقتصادي واشكالية الحكم الراشد وعلاقتها بالنمو الاقتصادي،‏ مذكرة ماجيستر،‏ جامعة الجزائر كلية<br />

العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير 2007، ص ص‎35.-25‎<br />

-26<br />

94.-92<br />

حفصي الطيب العولمة والقدرة التنافسية للشركات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا،‏ المنتدى المتوسطي الثالث،‏ ص ص<br />

،82 أفريل 2003<br />

17.<br />

14.<br />

‏،سلسلة أوراق<br />

27- صبيحة فوزي،‏ تقييم مباديء حوكمة الشركات،‏ وجمهورية مصر العربية،‏ ورقة عمل رقم<br />

العمل،‏ ص ص‎05.-07‎<br />

منصور سليمان عبد الرحمان،‏ مرجع سابق ص<br />

محمد نبيل نوفل،‏ تأملات في العمالة والتعليم في العالم العربي،‏ ندوة التعليم والتدريب وسوق العمل مكتب اليونسكو الأقليمي<br />

بالدول العربية القاهرة 25-23 ص،‏<br />

التطوير الشامل للتعليم بدول مجلس التعاون دراسة حول التوجهات الواردة في قرار الس الأعلى،‏ الدورة ‏،الدوحة<br />

سبتمبر<br />

بناء وتنمية القدرات البشرية المصرية،‏ القضايا والمعوقات الحاكمة،‏ سلسلة قضايا التخطيط والتنمية،‏ رقم 174 يوليو<br />

نفس المرجع،‏ ص<br />

نفس المرجع،‏ ص<br />

أحمد حسبن البرعي،‏ الدولة في عالم متغير نظرة على علاقات العمل وعالم متغيبر مركز دراسات وبحوث الدول النامية،‏ العدد<br />

أكتوبر 2004، ص ص 46-43.<br />

2003.<br />

23<br />

يناير 1999<br />

65.<br />

67.<br />

2002.<br />

-28<br />

-29<br />

-30<br />

-31<br />

-32<br />

-33<br />

-34<br />

،2<br />

‏*يستخدم مصطلح الدولة أو الحكومة على أما مترادفان ومن ثم حينما يرد مصطلح دور الحكومة أو دور الدولة فإن المعنى لا يختلف<br />

رغم أن مفهوم الدولة أوسع من مفهوم الحكومة.‏


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

الأهمية الإستراتيجية للتسويق في ظل تحديات بيئة الأعمال الراهنة<br />

د/‏ أحمد بلالي - جامعة ورقلة<br />

الملخص:‏ يهدف هذا المقال من جهة إلى بلورة إشكالية التسويق التي تواجه المؤسسة الاقتصادية عموما والجزائرية كجزء منها على وجه الخصوص،‏ وذلك<br />

في ظل العولمة والتحديات المعقدة والمتشابكة لبيئة الأعمال الراهنة،‏ ومن جهة أخرى،‏ وبالارتكاز على محاولة تشخيص مختلف هذه التحديات الممثلة أساسا<br />

في جملة عوامل كعولمة المنافسة والاحتكارات والتكتلات الاقتصادية المختلفة إلى جانب المرتكزات الجديدة للتنافس،‏ فهو يسعى إلى رسم معالم لإستراتيجية<br />

تسويقية ناجعة وفعالة في مواجهة هذه التحديات،‏ وذلك فضلا عن تسليط الضوء على الأهمية الإستراتيجية للتسويق وإبراز مكانته بالنسبة للمؤسسة<br />

الاقتصادية.‏<br />

الكلمات الدالة<br />

:<br />

(1)<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-1<br />

المؤسسة الاقتصادية،‏ بيئة الأعمال،‏ عولمة المنافسة،‏ المنظمة العالمية للتجارة،‏ التسويق،‏ الإستراتيجية التسويقية.‏<br />

تمهيد : في ظل العولمة والتحديات المختلفة لبيئة الأعمال الراهنة،‏ خاصة ما تعلق منها بإملاءات وشروط المنظمة العالمية للتجارة والبنك<br />

الدولي وصندوق النقد الدولي،‏ القاضية بتحرير التجارة العالمية،‏ ورفع الحواجز وفتح الحدود أمام تدفق السلع والخدمات ورؤوس<br />

الأموال عبر الدول،‏ وما يتبع ذلك من رفع الحماية عن المؤسسات والمنتجات القومية أمام منتجا ت المؤسسات الأجنبية بكل ما تحمله<br />

معها من مزايا تنافسية؛ فإن المؤسسة الاقتصادية،‏ والجزائرية منها على وجه الخصوص خاصة بعد توقيع إتفاق الشراكة مع دول الإتحاد<br />

الأوروبي والانضمام المرتقب للجزائر هذا العام للمنظمة العالمية للتجارة،‏ ستجد نفسها في مواجهة جملة من التحديات البيئية ذات<br />

الأشكال المختلفة.‏<br />

إن الإشكالية الأساسية إذن،‏ تتعلق أساسا بمدى مقدرة هذه المؤسسة على تسويق منتجاا،‏ ليس فقط على مستوى الأسواق<br />

الخارجية،‏ وإنما حتى على المستوى المحلي وضمان الإستمرار في السوق القومية على هذا الأساس،‏ ذلك لأن الرهان يتمثل في تقديم<br />

منتجاا وفق المعايير الدولية للتقييس،‏ ومسايرة المنتجات العالمية جودة وسعرا بتقديم أفضل مزيج تسويقي ملائم للسوق؛ غير أن ذلك<br />

سوف لن يحدث دونما الإعتماد على إستراتيجيات لتفعيل وتأهيل لمختلف وظائف المؤسسة وفي مقدمتها الوظيفة التسويقية،‏ خاصة<br />

وأن الإستراتيجة التسويقية أصبحت اليوم في مركز الإدارة الإستراتيجية الحديثة.‏<br />

ضمن هذا الإطار،‏ فإننا سنحاول من خلال هذه المداخلة الوقوف على أهم التحديات التي تفرضها بيئة الأعمال الراهنة<br />

وبلورة إشكالية التسويق وفقها بالتالي،‏ وكذا إبراز دور الإستراتيجية التسويقية كأداة لتحقيق الأهداف التسويقية للمؤسسة ومواجهة<br />

تلك التحديات.‏<br />

أولا إشكالية التسويق وتحديات بيئة الأعمال الراهنة<br />

يؤكد كل من بروكتور وجاكسون وبراون وغيرهم بأن البيئة تمثل جملة العناصر المحيطة بالشيء،‏ وأا تعكس جملة المضامين<br />

الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تحيط بالمؤسسة وسواء تعلق الأمر بالمضامين الكلية الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية<br />

وغيرها،‏ أو بالبيئة التنافسية ‏(بيئة الصناعة)‏ ذات الإرتباط الوثيق بالمؤسسة،‏ فإا لا يمكن أن تمر دونما تأثير في أنشطة المؤسسة وفي<br />

إستراتيجتها.‏ إن الوقوف على حقيقة هذا التحدي سيساهم أكثر فأكثر في بلورة إشكالية التسويق خاصة من خلال أهم معالم وسمات<br />

تحديات بيئة الأعمال الراهنة المتمثلة فيما يلي<br />

عولمة المنافسة:‏ تعتبر عولمة المنافسة مرحلة متقدمة للعولمة الاقتصادية تزول فيها الحدود الجغرافية أو القومية أمام أنشطة المؤسسات<br />

مشكلة بذلك تحديا تسويقيا بارزا تصير بموجبه السوق العالمية موحدة ومفتوحة لتنافس الإقتصاديات والمؤسسات،‏ ومن أهم ملامحها<br />

:<br />

- 97 -


_________________________________________________________________________________________<br />

الأهمية الإستراتيجية للتسويق في ظل تحديات بيئة الأعمال الراهنة<br />

:<br />

أ-‏ هيمنة النموذج الليبرالي للمنافسة وهو النموذج الذي سعت وتسعى الدول الرأسمالية الكبرى وفي مقدمتها الولايات<br />

المتحدة الأمريكية،‏ إلى الدفع به،‏ والهادف إلى تحرير المبادلات ورفع القيود عن التجارة الخارجية،‏ وذلك من خلال إتفاقيات<br />

الغات ووريثتها المنظمة العالمية للتجارة أو من خلال صندوق النقد الدولي وكذا البنك الدولي<br />

وقد عزز هذا الاتجاه تفكك المعسكر الشيوعي وانخراط دولة تدريجيا ضمن إطار هذا النموذج.‏<br />

(IMF)<br />

،(WTO)<br />

:<br />

،(I.B)<br />

ب-‏ إنحصار دور الدولة في الاقتصاد فمع هيمنة النموذج المشار إليه أخذ دور الدولة يتراجع تدريجيا في النشاط<br />

الاقتصادي،‏ ولم يعد بمقدروها حماية مؤسساا من المنافسة الأجنبية،‏ وهو ما يعني أن هذه المؤسسات خاصة في البلدان<br />

النامية أصبحت مهددة حتى في أسواقها المحلية.‏<br />

ج-‏ الخوصصة وتعاظم دور القطاع الخاص:‏ بالمقابل فقد سجل القطاع الخاص تسارعا ملحوظا في زيادة أهميته<br />

واسترجاع مكانته عبر العالم،‏ وتكرس ذلك مع تسارع عمليات الخوصصة التي أصبحت شأنا عالميا؛ وعلى سبيل المثال<br />

وفيما يخص الجزائر،‏ فقد تم الشروع في الخوصصة مع قانون المالية لسنة 1994، الذي سمح لأول مرة ببيع أصول<br />

المؤسسات العمومية والتنازل عن تسييرها لصالح مسيرين خواص ومساهمة رأس المال الخاص فيها بنسبة %49، وقد تم<br />

تجاوز هذه النسبة مع صدور الأمر المتعلق بخوصصة المؤسسات لكن في مجالات محدودة،‏ غير أن اال توسع<br />

سنة مع صدور الأمر إلى كافة مجالات النشاط الاقتصادي ؛ وبعيدا عن تقييم الخوصصة فإنه يمكن<br />

التأكيد على أن هذا الإنفتاح لرأس المال الأجنبي يشكل تحديا بارزا للمؤسسة الاقتصادية الجزائرية وفي أسواقها المحلية.‏<br />

(2)<br />

22 – 95<br />

04 – 01<br />

:<br />

2001<br />

-2<br />

الدور المتنامي للتكتلات الاقتصادية ونعني به تلك التكتلات الإقليمية والدولية ذات الأثر على التجارة الدولية والتعاملات<br />

الاقتصادية البينية المختلفة،‏ وما يمكن أن تشكله من فرص أو تحديات تسويقية على وجه الخصوص ويتعلق الأمر ب:‏<br />

(WTO<br />

)<br />

:<br />

،(UNCTAD )<br />

:<br />

.<br />

(3)<br />

أ-‏ التكتلات الاقتصادية الدولية وفي مقدمتها المنظمة العالمية للتجارة إلى جانب منظمة الأمم المتحدة<br />

وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي،‏ وهذا بالنظر إلى الدور الفعال المنوط ا في<br />

للتجارة والتنمية<br />

الدفع باتجاه فرض النموذج الليبرالي للمنافسة ورفع كافة الأساليب والحواجز الحمائية وفتح أسواق البلدان النامية أمام<br />

المنافسة<br />

ب-‏ التكتلات الإقليمية بعد نجاح التجربة الأوروبية التي توجت بتأسيس الإتحاد الأوروبي ،(EU) فقد بادرت العديد<br />

من الدول إلى التكتل فيما بينها خدمة لإقتصادياا ومؤسساا،‏ وفي هذا الإطار نجد إتحاد المغرب العربي<br />

ومنظمة دول جنوب شرق أسيا الإسيان)،‏ ومنظمة التجارة الحرة لأمريكا اللاتينية وغيرها؛ وفي الوقت<br />

الذي توفر فيه هذه الاتحادات،‏ خاصة الناجحة منها العديد من المزايا والفرص التسويقية لأعضائها،‏ كاتساع نطاق السوق<br />

وتنسيق السياسات التبادلية واستغلال قنوات ومنافذ التوزيع المشتركة،‏ فإا تشكل تحديا كبيرا أمام المتعاملين الخارجين عنها<br />

ومن جملة جوانب تسويقية.‏<br />

،(AMU<br />

)<br />

(NAFTA )<br />

:<br />

)<br />

-3<br />

الإحتكارات والشركات متعددة الجنسيات<br />

تتشكل التكتلات الاحتكارية من مجموعة من الشركات متعددة الجنسيات التي تختص في إنتاج او توزيع منتج ما،‏ وتتولى<br />

ذلك بشكل مطلق أو بنسبة معتبرة فيما بينها،‏ وتأخذ هذه الإحتكارات أشكالا مختلفة من أهمها الكارتل والتروست<br />

وتشكل الشركات متعددة الجنسيات عموما،‏ وهذه الاحتكارات خصوصا،‏<br />

والكونسورتيوم<br />

تحديا كبيرا أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة في البلدان النامية التي يمن على أسواقها بفعل نفوذها الاقتصادي والمالي<br />

لوحدها بلغ سنة<br />

والسياسي.‏ وللوقوف على حقيقة هذا النفوذ تكفي الإشارة فقط إلى أن رقم أعمال شركة<br />

(Cartel<br />

)<br />

(Exxon mobil)<br />

.(Comsortiums<br />

)<br />

(Trusts)<br />

- 98 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

Ford<br />

120<br />

210.39<br />

2000<br />

180.59<br />

ما قيمته مليار دولار،‏ وهو ما يفوق الناتج المحلي لأزيد من دولة،‏ كما أن مبيعات شركة<br />

مليار دولار،‏ وهذا في الوقت الذي بلغت فيه مبيعات BP لنفس السنة 148.<strong>06</strong> مليار دولار<br />

بلغت<br />

.<br />

(4)<br />

:<br />

-4<br />

تحديات تسويقية ذات طبيعة مختلفة<br />

بالإضافة إلى التحديات السابقة فإن المؤسسة الاقتصادية تواجه اليوم بجملة تحديات أخرى ذات طبيعة مختلفة تساهم أكثر فأكثر في<br />

بلورة إشكالية التسويق لديها،‏ ومن أهم ذلك :<br />

أ-‏ الإهتمام المتزايد بالبيئة وتكريس المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة:‏ وهو جانب مهم للمؤسسة واتمع على حد<br />

سواء،‏ غير أنه قد ينعكس سلبا على المؤسسات التي لا تستجيب لهذا المعيار الذي قد يساء استخدامه كذلك كأن<br />

يستعمل كأسلوب حمائي جديد أمام مؤسسات البلدان النامية ويشكل بالتالي عقبة أما مقدرا على تسويق منتجاا<br />

خارج حدود بلداا الإقليمية.‏<br />

:<br />

:<br />

ب-‏ تعزيز التجارة الإلكترونية وظهور الشركات الإفتراضية فأمام التطور الهائل للتكنولوجيات الجديدة للإعلام<br />

والاتصال تعزز دور التجارة الإلكترونية أكثر فأكثر وأصبح الحديث اليوم حول أساليب تطويرها المختلفة<br />

وحول ظاهرة الشركات الافتراضية،‏ وهو أمر يستدعي من المؤسسة تأهيل وظيفتها التسويقية بما يتناسب مع التطورات<br />

الحاصلة.‏<br />

(NTIC)<br />

التنافسية التقليديين<br />

لم يعدالتميز التسويقي منحصرا فقط في جانبي الميزة ج-‏ المرتكزات الجديدة للتميز التسويقي وهما التكلفة والجودة،‏ وإنما أصبح يتحقق على جملة أبعاد أخرى استدعت التحكم في العديد من الأساليب والتقنيات<br />

وأساليب<br />

الحديثة كالإدارة التنافسية للوقت،‏ ونظم التصنيع المرنة<br />

وهي<br />

وإعادة هندسة العمليات<br />

القياس المقارن لأداء العمل<br />

أساليب تساعد على تطوير الأداء التسويقي ويشكل التحكم فيها تحديا كبيرا خاصة في ظل اقتصاد المعرفة والمؤسسات<br />

الساعية للتعلم.‏<br />

(Flexible Manufactoring systems)<br />

،(Reingeneering )<br />

(Benchmarking)<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-1<br />

ثانيا التسويق وأهميته الإستراتيجية<br />

للوقوف على الأهمية الإستراتيجية للتسويق في مجال الأعمال ومكانته من بين الوظائف المختلفة للمؤسسة فإننا سنتطرق إلى مدلوله<br />

الحالي وما يعكسه من أهمية ومكانة هذا إلى جانب تطور هذا المفهوم ومعه هذه المكانة عبر مختلف التوجهات.‏<br />

مفهوم التسويق وأهميته بالنظر إلى طبيعة التسويق المتمثلة في كونه نشاطا ديناميكيا متجددا واشتماله على وظائف متنوعة<br />

ومتداخلة؛ فإنه يصعب الإجماع على تعريف موحد له؛ وعلى سبيل المثال فإن الجمعية الأمريكية للتسويق سبق وأن عرفته حسب<br />

إصدار لها في سنة على أنه أداء أنشطة الأعمال التي تعني بتدفق السلع والخدمات من المنتج إلى المستهلك أو المستعمل ، ثم لم<br />

تلبث أن أعادت النظر في هذا التعريف في ظل التطورات الحاصلة حيث جاء في أخر إصداراا أن التسويق ‏"هو عملية نظمية تنطوي<br />

على تخطيط وتنفيذ ومراقبة نشاطات مدروسة في مجالات تكوين وتسعير وترويج وتوزيع الأفكار والسلع والخدمات من خلال<br />

عمليات تبادل من شأا خدمة أهداف المنظمة والفرد"‏<br />

(5)<br />

Dubois<br />

Koter<br />

.<br />

(6)<br />

1960<br />

وضمن نفس المنظور الذي يعكس تطور المفهوم التسويقي إلى أبعد من مجرد البيع والتوزيع،‏ فإن كلا من و<br />

يعرفانه على أنه ‏"تلك الآلية الاقتصادية والاجتماعية التي يتمكن من خلالها الأفراد والجماعات من تلبية إحتياجام ورغبام بواسطة<br />

خلق وتبادل المنتجات والأشياء الأخرى ذات القيمة لدى الغير"‏<br />

.<br />

(7)<br />

- 99 -


_________________________________________________________________________________________<br />

الأهمية الإستراتيجية للتسويق في ظل تحديات بيئة الأعمال الراهنة<br />

اعتمادا على ذلك،‏ فإن المفهوم الحديث للتسويق أصبح ينظر إلى المؤسسة على أا نظام سلوكي،‏ يسعى،‏ إلى جانب تلبية أهدافها،‏<br />

كذلك إلى إنتاج قيمة من المخرجات لفائدة المستهلك واتمع،‏ إن هذا المنظور يعكس إذن أهمية التسويق من خلال تأكيده على جملة<br />

أمور أهمها<br />

توسيع أنشطة التسويق لتشمل جميع وظائف المؤسسة.‏<br />

التأكيد على أهمية التخطيط والرقابة في دراسة حاجات الزبائن وردود أفعالهم باعتبارهم المحدد الأساس لبرنامج<br />

التسويق.‏<br />

التأكيد على أهمية المتغيرات الأربعة للمزيج التسويقي الممثلة في المنتج والتسعير والتوزيع والترويج،‏ وبشكل يعكس<br />

تجذر المفهوم في مختلف أنشطة المؤسسة ومستوياا التنظيمية.‏<br />

محورية وأهمية الزبون المستهلك)‏ ضمن نظام التسويق،‏ فمنه تتم البداية فيما يتعلق بدراسة حاجته ورغباته.‏<br />

تكريس المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للمؤسسة تجاه اتمع.‏<br />

- 100 -<br />

)<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-2<br />

مراحل التوجهات التسويقية<br />

مع تطور النشاط التسويقي وتنامي حدة تحديات بيئة الأعمال عبر الزمن،‏ تزايدت الحاجة إلى تدخل التسويق وتطورت<br />

أنشطته وآلياته،‏ وهكذا فبعدما كان محصورا مع بداية الثورة الصناعية في أوروبا والولايات المتحدة،‏ في أنشطة البيع أصبح اليوم بمثابة<br />

النواة التي تتمحور حولها مختلف أنشطة المؤسسة،‏ بل وانفتح على جوانب اجتماعية وأخلاقية كثيرا ما افتقر إليها النموذج الليبرالي<br />

للمنافسة.‏<br />

وعموما فإن كتاب التسويق يشيرون إلى أربعة مراحل تطور معها مفهوم وتوجهات التسويق هي:‏<br />

أ-‏ مرحلة التوجه الإنتاجي برز هذا التوجه مع بداية الثورة الصناعية وحتى حدود اية الربع الأول من القرن العشرين،‏ وذلك في<br />

الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الصناعية،‏ حيث ركز المنتجون على الجودة وعلى الإنتاج والإنتاجية على إعتبار أن المنتج الجيد،‏<br />

كما يقول فريدريك تايلور،‏ يبيع نفسه؛ ولأن هذه الفترة تميزت بتفوق الطلب على العرض السلعي فقد عرفت بأسواق البائعين،‏ فلم<br />

تكن هناك حاجة ماسة لتطوير الأساليب والممارسات التسويقية،‏ وعلى سبيل المثال فإن شركة للسيارات لم تنتج خلال هذه<br />

الفترة إلا نوعا واحدا من السيارات وبلون واحد فقط هو اللون الأسود على اعتبار أن هذه الصناعة كانت حكرا عليها<br />

.<br />

(8)<br />

Ford<br />

:<br />

1950<br />

ب-‏ مرحلة التوجه البيعي مع تطور النشاط الاقتصادي وكثرة وتنوع المنتجات نسبيا وتعقد أساليب الإنتاج خلال الفترة الممتدة<br />

ما بين ‎1925‎م و م تقريبا،‏ فقد برزت الحاجة إلى الإعتماد على القوى البيعية لتصريف المنتجات والعمل على إقناع<br />

المستهلكين ا خاصة بالتأكيد على الإعلان بالدرجة الأولى والعمل على تعظيم الأرباح من خلال تعظيم المبيعات،‏ ودون الأخذ في<br />

الاعتبار لمصلحة المستهلك أمام مصلحة المؤسسة.‏<br />

1929<br />

ج-‏ مرحلة التوجه التسويقي:‏ لقد تخللت الفترة السابقة أزمة الكساد العالمية لسنة التي كان من نتائجها انخفاض المداخيل<br />

وقلة الطلب وتكدس العرض،‏ الذي أدى إلى بروز ما يعرف بأسواق المشترين خاصة في ظل انتشار الوعي الذي تزامن مع هذه الفترة،‏<br />

ومن هنا كان لا بد من إهتمام بتخطيط الإنتاج ودراسة السوق ومراعاة التكامل الوظيفي داخل المؤسسة وإعطاء المستهلك مكانته<br />

اللائقة،‏ وهكذا فقد تم التحول من اقتصاد ذي توجه إنتاجي إلى اقتصاد السوق.‏<br />

د-‏ مرحلة التوجه الاجتماعي والأخلاقي:‏ ويعتبر هذا الوجه هو الأحدث في فلسفة التسويق بحيث يستهدف،‏ إلى جانب تحقيق<br />

أهداف المؤسسة،‏ تحقيق سعادة الفرد واتمع بتكريس المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للمؤسسة تجاهها،‏ ويندرج ضمن هذا الإطار<br />

إحترام البيئة وحمايتها،‏ والنظر للمستهلك على أنه شريك إستراتيجي للمؤسسة،‏ واعتبار الإلتزام بأخلاقيات التسويق ورفاهية اتمع<br />

كمؤشر على كفاءة الأداء وعلى المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.‏


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

- 101 -<br />

-3<br />

إستراتيجية التسويق والتحديات البيئية<br />

يستمد التسويق كذلك أهميته الإستراتيجية من خلال الإستراتيجية التسويقية التي تعتبر الأداة الفعالة في مواجهة تحديات بيئة<br />

الأعمال،‏ إلى جانب تفعيلها للفرص البيئية المتاحة وإسهامها ضمن الإستراتيجية الكلية في تحقيق الميزة التنافسية للمؤسسة.‏<br />

"Strategos "<br />

"<br />

الذي يعني فنون<br />

أ-‏ مفهوم الإستراتيجية التسويقية:‏ يعرف الإستراتيجية ذات الأصل اليوناني<br />

الحرب وإدارة المعارك،‏ على أا تصور المنظمة عن العلاقة بينها وبين بيئتها بحيث يوضح هذا التصور نوع العمليات التي يجب القيام<br />

ا على المدى البعيد،‏ والمدى الذي يجب أن تذهب إليه المنظمة والغابات التي يجب أن تحققها"‏ ، كما يعرفها على<br />

أا تحديد المنظمة لأغراضها الرئيسية وأهدافها الرئيسية وغاياا على المدى البعيد وتبني أدوار عمل معينة وتخصيص الموارد المطلوبة<br />

لتحقيق هذه الأهداف والغايات<br />

"<br />

Chandler<br />

(9)<br />

(Thompson)<br />

، أما ) 1996 (Proctor,<br />

" I.Ansoff<br />

.<br />

"<br />

(10)<br />

"<br />

على أا<br />

ضمن هذا الإطار فإن الإستراتيجية التسويقية من حيث أا إستراتيجية وظيفية تعرف حسب<br />

فقد عرفها<br />

الطريقة التي من خلالها يتم التوصل إلى الأهداف التسويقية على المدى الطويل والقصير<br />

على أا تعكس الإستخدام الأمثل لتراكيب مختلفة للمزيج التسويقي لتحقيق أهداف<br />

في كتابه<br />

معينة كما يمكن أن نعرفها على أا تتمثل في تحديد الأهداف التسويقية بعيدة المدى وانتهاج السبل وتخصيص الموارد الكفيلة<br />

بتحقيق هذه الأهداف.‏<br />

ب-‏ أهميتها تستمد هذه الإستراتيجية أهميتها خاصة فيما يتعلق بفرص وتحديات بيئة الأعمال من جملة نقاط أهمها<br />

كوا الوسيلة التي تتحقق من خلالها الأهداف التسويقية للمؤسسة وبالتالي أهدافها الكلية علما أن التسويق يعتبر في حد<br />

ذاته هدفا أساسيا لنشاط المؤسسة؛<br />

تعتبر الإطار الذي يتم من خلاله الكشف عن الفرص التسويقية ونقاط القوة في المؤسسة وكذا الإدارة التي يتم من<br />

خلالها إستغلال هذه الفرص وتفعيل تلك النقاط؛<br />

تساهم بالمقابل في الكشف عن مختلف التحديات والمخاطر في البيئة التسويقية وعن نقاط الضعف وتعمل على تجاوز<br />

ومعالجة تلك النقاط؛<br />

كوا تساعد على إنتقاء أفضل الخيارات الإستراتيجية وهذا بالاعتماد على تخطيط شامل وعميق وعلى بحوث تسويقية<br />

دقيقة ونظام تسويقي مرن وتجزئة سوقية فعالة.‏<br />

تساهم في تفعيل وترشيد القرارات التسويقية للمؤسسة من خلال تحديد برنامج العمل الملائم،‏ وكذا في تحقيق الميزة<br />

التنافسية للمؤسسة بشكل عام.‏<br />

:<br />

(11)<br />

"<br />

:<br />

Marketing Management<br />

.<br />

:<br />

.<br />

(13)<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

(12)<br />

-4<br />

نحو إسترتيجية تسويقية ناجعة وفعالة<br />

حتى يتسنى للمؤسسة تحقيق أهدافها ومواجهة التحديات المختلفة لبيئتها كان لابد من اعتماد إستراتيجية تسويقية ناجعة<br />

وفعالة وذلك ضمن الإستراتيجية الكلية للمؤسسة،‏ مع الأخذ في الإعتبار لأحداث ما توصل إليه الفكر الإستراتيجي خاصة فيما يتعلق<br />

بالتوفيق ما بين الموارد الإستراتيجية الخاصة بالمؤسسة والظروف البيئية والهيكلية للسوق.‏ إن معايير النجاعة والفعالية هذه تتمحور<br />

أساسا حول جملة عناصر من أهمها<br />

أ-‏ خدمة الإستراتيجية الرئيسية للمؤسسة فالإستراتيجية التسويقية،‏ كما سبق الإشارة إليه،‏ تندرج ضمن إطار<br />

الإستراتيجة الكلية أو الرئيسية للمؤسسة لذا كان لابد من التوافق مع أهدافها ومع رسالة المؤسسة،‏ فالحصة التسويقية<br />

تعتبر مثلا هدفا تسويقيا مهما،‏ لكن أن تجهد المؤسسة نفسها،‏ كما يقول ،Proter للوصول لوضعية الرائد في السوق<br />

دون اعتبار للهدف الإستراتيجي للمؤسسة،‏ قد يؤدي بالمؤسسة إلى الخروج ائيا من السوق كنتيجة لذلك الإجهاد<br />

وعدم التوافق


_________________________________________________________________________________________<br />

الأهمية الإستراتيجية للتسويق في ظل تحديات بيئة الأعمال الراهنة<br />

ب-‏ التكيف الإيجابي مع البيئة وذلك يتطلب في الأساس تشخيصها بفعالية والتحليل الدقيق لمختلف العوامل الهيكلية<br />

المؤثرة فيها وبشكل تتضح معه مختلف الفرص الواجب إستغلالها أو التهديدات الواجب تجنبها،‏ كما يندرج ضمن هذا<br />

الإطار تحديد أهم الخيارات الإستراتيجية الملائمة لهذا التكيف ولتحقيق أهداف المؤسسة.‏<br />

- 102 -<br />

:<br />

ج-‏ بناء الإستراتيجية على أساس الموارد الخاصة:‏ لقد توصل الفكر الإستراتيجي الحديث خاصة ضمن مدخل الموارد<br />

إلى أن الموارد الخاصة للمؤسسة وكما أثبتته أحدث الدراسات،‏ تعتبر المحدد الأقوى لربحية المؤسسة وتنافسيتها،‏ ومن هنا<br />

فإن إستراتيجية التسويق الفعالة يجب أن ترتكز على أساس الموارد التسويقية الإستراتيجية،‏ فتقوم مثلا بتفعيل بحوث المنتج<br />

ودراسة السوق ونظام المعلومات التسويقي ونظام التوزيع وكذا القوى البيعية المختلفة وغيرها.‏<br />

Barney<br />

وحتى تكون هذه الموارد إستراتيجية فإنه يجب أن تتوفر فيها كما يقول وآخرون الشروط التالية<br />

المساهمة في خلق القيمة؛<br />

- خاصية الندرة والتفرد؛<br />

عدم القابلية للتقليد؛<br />

عدم القابلية للتبديل بمورد أخر على مستوى الإستراتيجية المتبعة.‏<br />

(14)<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

علما أن تفعيل هذه الموارد يستدعي إلى جانب الحصول على مخزون إستراتيجي منها،‏ كذلك العمل على ترقيتها وتثمينها<br />

وتجديدها كلما لزم الأمر.‏<br />

الخلاصة:‏ على ضوء ما سبق يمكن أن نخلص إلى أن المؤسسة الاقتصادية عموما والجزائرية على وجه التحديد،‏ تشهد في عصر العولمة<br />

وثورة المعلومات جملة من التحديات التي تفرضها بيئة الأعمال الراهنة،‏ وبغض النظر عن الفرص التي قد توفرها هذه البيئة فإن هذه<br />

التحديات قد تؤدي ا إلى الخروج من السوق،‏ فهي بذلك تطرح إشكالية ملحة على وظيفتها التسويقية وتستدعي بالتالي تجنيد<br />

مختلف الأساليب والممارسات التسويقية الكفيلة بمواجهة ذلك.‏ ولا شك أن بلورة هذه الإشكالية تعتبر في حد ذاا مؤشرا بالغا على<br />

أهمية التسويق والحاجة إليه،‏ غير أن هذه الأهمية تتضح أكثر فأكثر من خلال إستراتيجية التسويق ودورها في حل مشاكل المؤسسة<br />

وتحقيق أهدافها كما تبين لنا من خلال هذه المداخلة.‏<br />

الهوامش والإحالات<br />

محمود جاسم الصميدعي،‏ استراتيجيات التسويق مدخل كمي وتحليلي،‏ دار الحامد عمان 2000، ص ص 48<br />

أنظر أحمد بلالي،‏ خوصصة المؤسسات العمومية الاقتصادية في الجزائر الأسباب،‏ الميكانيزمات والتحديات)،‏ الملتقى الدولي<br />

حول إقتصاديات الخوصصة،‏ جامعة سطيف<br />

عبد الحميد زعباط،‏ مستقبل المؤسسة الاقتصادية الجزائرية في ظل الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة،‏ مجلة العلوم الإنسانية،‏<br />

جامعة بسكرة،‏ جوان 2004، العدد 6 صفحة<br />

أنظر عماد محمد الليثي،‏ التبادل الدولي،‏ دار النهضة العربية،‏ القاهرة<br />

أحمد الطائي وأخرون،‏ الأسس العلمية للتسويق الحديث،‏ مدخل شامل،‏ دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع عمان<br />

:<br />

و 49.<br />

(1<br />

)<br />

(2<br />

2004.<br />

(3<br />

32.<br />

2004.<br />

(4<br />

،2007<br />

(5<br />

ص 10.<br />

(6<br />

7) Kotler et Dubois, Marketing Management publi-union. Edition, 9°édition, Paris<br />

1997.<br />

15.<br />

(8<br />

نفس المصدر السابق ونفس الصفحة.‏<br />

أحمد الطائي وأخرون،‏ مرجع سابق،‏ ص


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

(9<br />

(10<br />

(11<br />

(12<br />

عبد الحميد عبد الفتاح المغربي،‏ الإدارة الإستراتيجية لمواجهة تحديات القرن 21، مجموعة النيل العربية القاهرة،‏ 1999، ص<br />

المرجع السابق ذكره،‏ صفحة<br />

محمود جاسم الصميدعي،‏ مرجع سبق ذكره،‏ صفحة<br />

نفس المرجع،‏ صفحة<br />

33.<br />

115.<br />

115.<br />

116.<br />

13) M. Porter, L'avantage concurrentielle, Dunond, Paris, 1999.<br />

(14<br />

أشرف فؤاد السيد سلطان،‏ أثر إستراتيجية التصنيع المعتمد على مدخل الموارد في إيجاد ميزة تنافسية للمؤسسة،‏ رسالة<br />

ماجيستير في إدارة الأعمال غير منشورة،‏ جامعة الإسكندرية 2004، ص 33.<br />

- 103 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

نظرية الإدارة العامة الحديثة ودورها في معالجة إشكالية إدماج<br />

مفهوم الأداء في الخدمة العمومية<br />

رفاع شريفة،‏ جامعة - ورقلة<br />

فهم مصدر<br />

ملخص:‏ يهدف المقال إلى عرض التغيير الحاصل في إدارة الخدمات وفق نظرية الإدارة العامة الجديدة،‏ محاولين بذلك إدارة الخدمات التقليدية ثم العمل على ربطها بالحلول التي<br />

والإشكاليات الداخلية والخارجية التي تتعرض لها الإختلالات المتواجدة أتت ا هذه النظرية.‏<br />

الكلمات<br />

المفتاحية : الأداء،‏ الكفاءة،‏ الفعالية،‏ الشرعية،‏ إدارة الخدمة العمومية – الإدارة العامة-،‏ المقاولتية.‏<br />

معظم الحكومات والشعوب يجمعها التطلع إلى التنمية الوطنية،‏ مع تفسيرات متعددة،‏ وتعريف التنمية غالبا ما يتمحور حول<br />

جوانبها الاقتصادية كارتفاع مستوى الرفاهية المادية عبر الدخل و التوظيف.‏ لكن من يذهب أولاده إلى مدارس متردية أو لا تتوفر له<br />

مياه شرب نظيفة أو يواجه خطر السرقة ‏...الخ.‏ يدرك أن التنمية تتمثل في توفير خدمات اجتماعية مناسبة.‏<br />

إن تطوير إدارة الخدمات العامة يكمن في تسيير شبكة من المنظمات العمومية في إطار محيط يتميز بالتطور و التغيير المستمرين،‏<br />

انطلاقا من قيم و مكتسبات غير قابلة للتراجع الديمقراطية و الحرية و الإنصاف مع التقيد بمفهوم القيمة.‏ فلب موضوع<br />

واهتمام بتطوير إدارة الخدمات العامة هو التنسيق بين مختلف التنظيمات المستقلة،‏ حيث يعنى بالتنفيذ وفق أهداف سياسية معظمها<br />

متناقضة فيما بينها و غير واضحة.‏<br />

يهدف تطوير أداء إدارة الخدمة العمومية إلى خلق التوازن بين حجم المنظمات أو مجموعات من المنظمات الخدمية و محيطها<br />

الطبيعي و الاجتماعي.‏ و يتطلب تحقيق هذا الهدف الأخذ في الاعتبار العديد من العوامل منها:‏ محدودية الموارد في محيط المنظمة،‏<br />

الشكل السلطوي للمنظمات،‏ العلاقة بين المنظمة و الزبائن و التي لا يمكن أن تعتمد بشكل كلي على عرض الخدمات بل على<br />

المنظمات العمل على التأثير في المحيط بشكل نوعي،‏ ضرورة قيام المنظمة بتسيير علاقتها مع الجمهور و الحصول على تأيد لأهدافها،‏<br />

العمل على تفحص و إعادة النظر بشكل مستمر في الأهداف الخاصة بالمنظمة كون الهدف النهائي هو حصول إدارة الخدمة العمومية<br />

على الشرعية المفتقدة في عصر العولمة التي نعيش فيه.‏<br />

إن إدارة الخدمة العمومية بالمفهوم الحديث هي إدارة تنظيم معين بشكل يكون فيه الجمهور واعا بآثار الأنشطة التي يقوم ا<br />

التنظيم على محيطه الاقتصادي و الاجتماعي،‏ و أنه المستهدف من الأنشطة التي تقوم ا الإدارة و ليس فقط السوق الذي تعمل من<br />

خلاله كما ترتبط كفاءة إدارة الخدمة العمومية بالعديد من الجوانب:‏ مدى تكافؤ تنظيمها مع مراكز القوة المتواجدة في المحيط،‏ مدى<br />

تحقيقها لهدف يئة الإقليم و الأهداف الايكولوجية من خلال علاقتها بالفضاء الخارجي،‏ مدى تأثرها بالمظهر المؤسساتي من خلال<br />

علاقتها بالجمهور،‏ و مدى تقبلها من طرف الجمهور و بشكل عام مدى شرعيتها،‏ ويعد هذا الأخير الهدف الأساسي لها.‏<br />

،<br />

.<br />

كما نجد أن هناك العديد من المميزات لإدارة الخدمة العمومية في إطار تحقيق الشرعية:‏ فهي إدارة واعية بمعنى<br />

وجوب التفكير في الأهداف التي من الواجب أن تحققها و المتحصلة على دعم كافي كون الهدف النهائي هو شرعية المنظمة،‏ كما أا<br />

إدارة علاقات بمعنى أن المنظمات تقدم حاليا خدمات علاقاتية مرتبطة بالثقة أكثر منها بيع للخدمات،‏ الأمر الذي يوحي بأن هدف<br />

التسيير في هذا النوع من الإدارة هو تسيير علاقة ثقة مع المستخدمين بخصوص الخدمات المقدمة.‏ و إدارة الخدمة العمومية مستخدمة<br />

لسلطة واضحة و بالتالي تحتاج إلى تسيير سياسي على مجمل شرائح المواطنين،‏ لهذا يجب أخذ بعين الاعتبار تنظيمام و أسلوب<br />

تحركهم،‏ و هي إدارة مستخدمة لسياسة اتصال تعمل على المراقبة و التأكد أن الشرعية التي يبحث عنها التنظيم مجسدة فعلا.‏<br />

réflexif<br />

- 105 -


______________________________________________<br />

نظرية الإدارة العامة الحديثة ودورها في معالجة إشكالية إدماج مفهوم الأداء في الخدمة العمومية<br />

1<br />

:<br />

و الأزمات التي مست إدارة الخدمات التقليدية باعتبارها قطاع لا يهدف إلى الربح،‏ ناجمة من كون اليد الخفية للسوق لا توجه ولا<br />

تضبط الأنظمة،‏ في حين القرارات التي يتخذها المقررين على مستوى هذا القطاع أصبحت تفتقد بشكل تدريجي الشرعية المطلوبة،‏<br />

كوا لم تعد قادرة على احترام المبادئ التي أنشأت من أجلها.‏ إن التشخيص الدقيق للظروف الداخلية و الخارجية المحيطة بإدارة<br />

الخدمات العامة يوضح بشكل مقنع لماذا ألتمس مؤخرا طلبا متزايدا و بإلحاح تغيير نمط تسيير إدارة الخدمات العامة.فعلى الصعيد<br />

العالمي أكد الخبراء المتحمسين للاتجاه الليبرالي أن نمو القطاع العام قد أحدث تدمير في قواعد الضبط في السوق،‏ و أنشأ تضخم<br />

وتدهور في الاقتصاد الطويل المدى،‏ و قال النقاد الأقل تطرفا إن الحكومات أصبحت محملة بأكثر ما تطيق و أا تحاول أن تعالج عددا<br />

من المشكلات أكبر مما تستطيع،‏ و إن الإفراط في الإنفاق و التوظيف الحكوميين يتعدى على إمكانيات القطاع الخاص،‏ و إن الدولة<br />

تتجه إلى الإفلاس أما من الجانب التسويقي فإن الانتقادات الموجهة لإدارة الخدمة العمومية متعلقة بالمبادئ التي تستخدمها إدارة<br />

الخدمات العامة،‏ وهي الحرية،‏ الاحتكار،‏ المساواة،‏ الاستمرارية و اانية،‏ و التي أصبحت محل جدل في الآونة الأخيرة ويتم إعادة<br />

النظر فيها مؤخرا نظرا للاعتبارات التالية<br />

اللجوء إلى الخدمة العامة التي تنادي ا إدارة الخدمة العمومية وهمية كوا خاضعة في معظم الأحيان إلى شروط<br />

تعجيزية.‏<br />

تعمل ميزة الاحتكار لمعظم الخدمات من طرف الإدارة العامة على الحد من حرية المستخدمين سواء من ناحية<br />

التفاوض أو من ناحية النقاش بخصوص شروط،‏ ظروف،‏ و أنماط تقديم هذه الخدمة.‏<br />

المساواة بين المستخدمين التي تنادي ا إدارة الخدمات العامة هي مساواة مجردة و غامضة و مستعملة بين مستخدمين<br />

غير متجانسين،‏ هؤلاء ليس لهم ظروف متشاة و بالتالي تطبيق مبدأ المساواة سوف يؤدي بالضرورة إلى انعدام العدالة في<br />

الميدان،‏ الأمر الذي أدى إلى ارتفاع بعض الأصوات ضد هذه الممارسات و المطالبة بأن تمول الخدمات العامة من طرف<br />

مستخدميها فقط.‏<br />

بخصوص الاستمرارية،‏ فالجميع يشهد مؤخرا أن استمرارية الخدمة العمومية متأثرة بالظروف السياسية،‏ مما يدلل أن<br />

الإدارة العامة غير حيادية بشكل كامل.‏<br />

»<br />

"<br />

- حرية<br />

_<br />

_<br />

_<br />

"<br />

و من ثم،‏ الجميع يعلم أن باعتبار إدارة الخدمة العمومية محتكرة لبعض الخدمات فهي ليست مضطرة إلى استخدام سياسية التسويق<br />

العام المرتكزة على الحوار،‏ التشاور،‏ و الإقناع،‏ بل على المواطنين الذهاب إلى الإدارة العمومية و بذل مجهود لفهم لغتها و الشبكات<br />

التي تستخدمها،‏ أو يمنعون من الاستنفاع بتلك الخدمات مع عدم إمكانية تلبيتها بطرق بديلة.‏ و ذا الشكل تلبس الخدمات العامة<br />

صفة الديكتاتورية،‏ عدم الإنسانية و البيروقراطية،‏ بالمقارنة مع الخواص"‏ الذين يوصفون على أم شديدي الحرس على تفهم العملاء<br />

و العمل على إرضائهم.‏<br />

كما توصف إدارة الخدمات العامة بضخامة التكاليف على مستواها بالمقارنة مع الخواص،‏ و بشكل أعمق ما يزعج المستخدم<br />

أكثر من التكلفة هو كون ممتلكات الدولة ملك للجميع و في الوقت نفسه لا يملكها أحد،‏ الأمر الذي يجعل مسالة الحفاظ عليها<br />

وحسن استخدامها و عدم تبذيرها مسألة صعبة.‏<br />

و ينبغي الملاحظة هنا،‏ أنه رغم وجود مراقبة إدارية و برلمانية حول استخدام أموال العامة،‏ إلا أن هذه المراقبة غير فعالة كوا تم<br />

بمراقبة قانونية العمليات المنجزة لا غير.‏<br />

إضافة إلى ذالك يتم تحميل تكلفة عمليات المراقبة الباهظة هذه على المواطنين أنفسهم،‏ ومما لا شك أن قانونية العمليات المالية لا<br />

تكفي لضمان استعمال أحسن لأموال العامة،‏ لهذا فإن التقييم الملازم للمراقبة سيسمح بمعرفة ماذا نفعل و ليس فقط كيف نفعل<br />

فالدولة يجب أن تتعلم كيف تنفق بشكل أحسن.‏<br />

- 1<strong>06</strong> -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

:<br />

)<br />

.<br />

.<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

في السياق نفسه،‏ نجد كذالك أن المواطنين لا يتقبلون التضخم في التوظيف ضمن إدارة الخدمات العامة،‏ خصوصا أن هذا التضخم لا<br />

يرافقه ارتفاع في نوعية الخدمات المقدمة.‏ أما على مستوى التسيير الداخلي تتعرض إدارة الخدمات العامة نفسها إلى ضغوطات تحد<br />

من كفاءا و تمنعها من تحقيق أهدافها و هي على النحو التالي<br />

إدارة تتبنى أهداف خارجية عن المنظمة في شكل الصالح العام و تضع نصب أعينها تطبيق القوانين و اللوائح لا غير.‏<br />

غياب مردودية رأس المال،‏ فإدارة الخدمات العامة لا تجبر على تحقيق مردودية مالية مل تدخلاا،‏ ولا تعد القيمة<br />

المضافة لرأس المال المستثمر معيار لتحليل الأنشطة المنجزة،‏ لهذا نجد معظم حسابات المنظمات العمومية ذات أرصدة<br />

سالبة<br />

إنجاز المهام في إطار منافسة معدومة أو غير واضحة المعالم:‏ بفعل القوانين واللوائح،‏ غيبت المنافسة في تحقيق الأنشطة<br />

العمومية ورسخت الاحتكارية و شبه الاحتكارية التي عملت بدورها على إلغاء الضبط عن طريق السوق.‏<br />

4. خضوع الإدارة العامة التام للسياسة:‏ كنتيجة حتمية لدولة القانون،‏ تخضع أنشطة الإدارة العامة للقرارات<br />

السياسية.ويؤدي النقاش سياسي الساخن و استعمال صيرورة البرامج إلى تحديد رزنامة من القرارات من الممكن أن لا<br />

تبت بصلة كبيرة مع الواقع المعاش والعمل على حل المشكلات بشكل عمودي و الغلق على الاستراتيجيات.‏<br />

بامل هذه الإشكاليات جعلت إدارة الخدمات العامة في وضعية أدت إلى عدم قدرة المنظمات الحكومية الخدمية على التأقلم مع<br />

معطيات المحيط نظرا لترسخ آلية قوية ‏"الإدارة البيروقراطية"‏ من جهة و عدم قدرة هذه المنظمات على مواجهة التزاماا و تحقيق<br />

الأداء من جهة أخرى و كنتيجة بديهية لهذه الصعوبات أصبحت إدارة الخدمات العامة تتخبط بين عدة متناقضات:‏ الحفاظ على<br />

الصالح العام مع عدم القدرة في الاستمرار في ذلك ندرة الموارد).‏ أي الدفاع عن أسس النظرية الاقتصادية الاجتماعية<br />

التي توصي بإنشاء منظمات مهنية تخصصية ملزمة من ناحية الأداء أمام السلطات العمومية مع تحقيقها<br />

للأهداف الاجتماعية و عدم القدرة على تحقيق ذلك نظرا لوجود الأزمات المالية العمومية.‏ و لتعمق أكثر في تشخيص أزمة إدارة<br />

الخدمات العامة كان من الضروري البحث في الحجج الاقتصادية المختلفة لاختيار نمط توفير الخدمات،‏ إلا أننا اكتشفنا أا لا<br />

تتناول الكيفية التي يجب أن تستخدمها الدولة لتلبية هذا الطلب بل أن هذه الحجج لا تتضمن بالضرورة أن تكون الحكومة منتجة<br />

للسلع و الخدمات أو تنظم نفسها على نحو خاص باستخدامها للنظام البيروقراطي.‏ و لا يوجد في أي من هذه الحجج ما يشير إلى أن<br />

الحكومة تحتاج بالضرورة إلى تعيين عدد كبير من الموظفين أو احتكار أي من الموارد الإنتاجية في حين كان الإجماع على الدور<br />

الأساسي للحكومة وهو التأكد من صدور قرارات جماعية معقولة.‏<br />

2<br />

3<br />

.<br />

(CORPORATISMES)<br />

و بالرغم من وجود حجج قوية تؤكد على ضرورة تدخل الدولة المباشر في توفير الخدمات العامة إلا أن معظم الباحثين<br />

والخبراء يؤكد على ضرورة أخذ بعين الاعتبار الجانب الاقتصادي كونه عامل مهم في استمرارية إدارة الخدمات العامة ، فالخزينة<br />

العمومية لم تعد قادرة على مواجهة تمويل الأنشطة الاقتصادية و الاجتماعية ذات تكلفة متنامية بدون اقتطاع ضريبي متزايد،‏ رصيد<br />

خزينة سالب،‏ و ارتفاع مستوى المديونية و التي دد بدون شك مستقبل الأجيال.‏<br />

في السياق نفسه ‏،يؤكد الباحثين أن مظاهر إخفاق الدولة في تقديم الخدمات العامة بالشكل التقليدي و المألوف واضحة<br />

وخصوصا إذا ما لحظنا أن الإطار المؤسساتي لتطبيق نشاط الدولة و سياستها يعمل بصعوبة و في بعض الدول بدون كفاءة الأمر<br />

الذي يؤدى حتما إلى التبذير.‏ كما تعد مشكلة توافر المعلومة أكثر وضوحا في الاقتصاد الذي تسيطر عليه الدولة ، أي الدولة<br />

المحتكرة لمعظم الخدمات من جانب آخر من معروف أن العمل وفق مبادئ البيروقراطية و العقلانية ل يتطلب قدرا<br />

كبيرا من المعرفة و من المعلومات و القدرة على صياغة القرارات المبنية على المعلومات إلى حد لا يتيح لذالك العمل أن يكون فعالا<br />

نظرا لتشابك العمليات و تأثيرها على بعضها البعض لهذا نجد في معظم الدول بيروقراطية الدولة بطيئة الاستجابة،‏ فكلما كبرت<br />

المنظمات أو عدد الإدارات زاد احتمال أن تختلف النتيجة عن القصد الأساسي بسبب عدد حلقات الربط التي لا بد أن توجد بين من<br />

Max Weber<br />

- 107 -


______________________________________________<br />

نظرية الإدارة العامة الحديثة ودورها في معالجة إشكالية إدماج مفهوم الأداء في الخدمة العمومية<br />

4<br />

يضعون السياسات ومن يتولون تنفيذها.‏ و من الصعوبات الجمة التي تواجه إدارة الخدمات العامة ‏،هو عدم وجود نظام مناسب<br />

لتقدير القيم الأمر الذي يجعل معرفة ما إذا كانت نشاطات الحكومة تنتج أي شيء لا يمكن إنتاجه من طرف الغير بأقل تكلفة.‏<br />

كما أنه من الصعب معرفة ما إذا كان التطبيق الفعال قد تم لأنه و ببساطة لا توجد مقاييس فعالة للأداء.‏ أما بالنسبة لمؤسسة تابعة<br />

للقطاع الخاص،‏ فيوجد المقياس النهائي وهو الأداء المالي و مدى الربح،‏ أما الإدارة العامة بالرغم من تعدد البحوث فقد<br />

أخفقت لحد الآن على نحو بارز في إيجاد مجموعة مقبولة من مؤشرات الأداء.‏ و تميل مقاييس أداء الخدمات العامة أن تكون داخل<br />

المنظمة و أن تكون بمترلة ادعاءات بالفضيلة و الشرعية أكثر منها انعكاسات للواقع المعاش في حين نعلم أن الإدارة في القطاع الخاص<br />

تستخدم مقاييس خارجية ستبين نجاح المنظمة من عدمه و مثال ذالك أسعار الأسهم في البورصة،‏ النسب المؤوية المختلفة للأداء<br />

القياسي .<br />

ويؤكد محللو السياسات أيضا على أهمية القيود المفروضة على المعلومات في إدارة الخدمات العامة ، وكذا الأسس التي تبنى عليها<br />

الميزانية الخاصة بالخدمات العامة منذ السبعينات و الثمانينات و التي مفادها أن أي تغيير لمستوى الميزانية يجب أن يكون إلا على<br />

الهامش.‏ كما أنه من المستبعد أن تتعرض الميزانيات الأساسية للانتقادات بسبب طبيعة المؤسسات السياسية،‏ البيروقراطية الراسخة،‏<br />

نقص المعلومات،و الوقت اللازم و المتباعد لتحليل الشامل لسياسات المتبعة.‏ والملاحظ أن البيروقراطيين و السياسيين يستخدمون<br />

آليات متنوعة و مناورات للدفاع عن ميزانيام ضد أي هجوم و هناك دائما إخفاق في إعادة تقييم الميزانيات،‏ وإعادة تخصيص الموارد<br />

لجعلها تتوافق مع الاحتياجات و الأولويات المتغيرة.ففي الإدارة العامة التقليدية ما إن يتم إرساء نمط معين من الإنفاق حتى يميل لأن<br />

يصبح أمرا مؤسساتيا و يستمر من عام لآخر دون تأقلمه،‏ مع إجراء قليل من الجدل حوله.‏ و بمرور الوقت تصبح أنماط الإنفاق بعيدة<br />

عن أنماط الحاجة.‏ و لوحظ أن الموازنة هي في الأساس انعكاس لقرارات و انتصارات سياسية مضت.‏ بالمقابل لهذه الوضعية الصعبة،‏<br />

تظهر التقارير الدولية أن الطلب على ما يوفره القطاع العام قد أصبح أكثر إلحاحا بمرور الوقت،‏ و هناك خمسة أسباب لهذا النمو في<br />

الطلب هي:‏ الوعي الزائد للنواحي السلبية للسوق،‏ التنظيم السياسي،‏ هيكل المكافآت السياسية،‏ الاعتماد على اهود المبذول من<br />

طرف رجال السياسة،‏ و عدم المزاوجة بين الأعباء و المنافع حيث يو ِكد الباحثين أن كل ظرف من هذه الظروف سوف يؤدي إلى<br />

الإفراط في توفير البضائع المنتجة للجمهور دون النظر إلى النتائج الوخيمة في المستقبل<br />

و على العموم يؤكد الباحثين أن خصائص الإمداد و الإنتاج لدى الهيئات التابعة لإدارة الخدمات العامة متميزة الأمر الذي يخلق<br />

صعوبة في:‏<br />

تحديد و قياس النتائج سواء من ناحية المبدأ أو التطبيق،‏ كما توجد مشكلات خاصة بتقويم الجودة.‏<br />

توفير الخدمات في القطاع العام يقع في أيدي هيئة احتكارية يدعمها القانون،‏ لهذا من الغير ممكن أن يقوم القطاع<br />

الخاص أو السوق بمنافستها.‏<br />

نمط الإنتاج وتمويله غير مستقر و بالتالي ليس من السهل تحديد العلاقة بين المدخلات و المخرجات.و ينصب<br />

اهتمام جزء كبير من القطاع العام على إنتاج الخدمات التي يوجد فيه مشكلات متأصلة في تعريف تقنيات الإنتاج و<br />

السيطرة عليها.‏<br />

- عدم وجود نتيجة ائية في القطاع العام،‏ و عدم وجود آلية لإاء السياسات الحكومية الغير ناجحة.‏<br />

.<br />

5<br />

Wolf<br />

-<br />

-<br />

-<br />

و يؤكد الباحث أن خصائص العرض و الطلب للسلع و الخدمات في القطاع العام سوف تؤدي إلى إخفاقات منهجية،‏ كون<br />

الآليات التي تعمل على التوازن بين العرض و الطلب للخدمات العامة ضعيفة،‏ و ذالك لأا عملية سياسية في الأساس،‏ تتميز بالفتور<br />

و المعوقات و التحالفات المؤقتة و تبادل الخدمات،‏ إلى آخر الخصائص المشوشة التي يتميز ا السلوك السياسي.‏ و بالتركيز على<br />

الاعتبارات الاقتصادية ، هناك أربعة عناصر تؤدي إلى فشل إدارة الخدمات التقليدية و هي فصل بين التكاليف والإيرادات بسبب<br />

صعوبة تحديد التكلفة الحقيقية و الدقيقة،‏ فإدارة الخدمات العامة لا تعلم حقيقة تكاليفها نظرا لعدم وجود التبادل على مستوى<br />

:<br />

- 108 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

"<br />

السوق.-افتقار إدارة الخدمات العامة إلى مقاييس الموضوعية للأداء،‏ لهذا كان لابد لها أن تستعيض عنها بمقاييس خاصة و هي حسب<br />

رأي الباحثين مقاييس فيها شيء من التضليل و المسماة بالمسائل الداخلية.‏ و لا تحمل هذه المقاييس بالضرورة أية علاقة بالصالح العام.‏<br />

‏-تولد آثار جانبية غير متوقعة ناتجة عن مختلف السياسات العامة.-‏ عدم المساواة في التوزيع و خاصة في توزيع السلطة و الامتيازات،‏<br />

حيث يتمتع السياسيون و البيروقراطيون الكبار بمساحة مناورة لا مبرر لها.‏ بامل هذه القضايا،‏ ساعدت مؤخرا على المطالبة<br />

وبإلحاح إدخال مبدأ العقلانية في تسيير إدارة الخدمات العامة.‏ فقد أظهرت الإدارة العامة التقليدية عجزا وضحا حيث لم تعد الدولة<br />

غير قادرة على تلبية و حل الأزمات فحسب،‏ بل تعمل أحيانا على تعقيدها باستخدامها لسياسة أو أخرى عن طريق التجربة والخطأ،‏<br />

و التي تقع نتائجها السلبية في النهاية على المواطنين و المؤسسات،‏ باستخدام الضرائب و اقتطاعات بأشكال مختلفة،‏ وبتقليص<br />

الاستثمارات.‏<br />

مجالات التغيير في إدارة الخدمات العامة وفق الإدارة العامة الحديثة<br />

قبل كل شيء،‏ إن إدارة الخدمات العامة ليست مجرد قوانين و نظم،‏ بل هي صيرورة مرتبطة بمجموعة من المبادئ و أسس علمية<br />

والسلوكيات والمفاهيم الأخلاقية التي ينبغي تعميقها استنادا إلى القيم و التقاليد و العقائد و الاتجاهات و الطموحات التي نسعى إليها<br />

لتحقيق التنمية المطلوبة.‏<br />

إن الإصلاح في إدارة الخدمة العمومية في العصر الحديث جزء من مشروع أوسع و أشمل يخضع بدوره إلى نظرية أخذت<br />

في الانتشار منذ الثمانينات في جميع أنحاء العالم و هي نظرية إدارة شئون الدولة و اتمع أو"‏ الحكم الراشد أو ‏'إدارة الحكم<br />

الصالح'‏ من جهة،‏ و إلى تأثير تحولات ما يسمى بالتأثير العالمي و المرتكزة على مقومات الاقتصاد الحر فقد تنوعت مجالات<br />

التغيير التي تشهدها الدول و الحكومات حاليا في القطاع العام،‏ إلا أن جميعها تسعى إلى خلق ذلك التوازن بين الفعالية التي يتطلبها<br />

الاقتصاد الحر،‏ و بين العدالة الاجتماعية التي تسعى إلى تحقيقها"‏ نظرية الحكم الراشد لهذا لا يمكننا تصور استمرار تطبيق نمط<br />

التسيير الكلاسيكي تمعات في تطور و تغيير مستمرين ، فحجم الظاهرة لا يمكن أن يرتبط بازدهار أو عدم ازدهار هيكلة معينة<br />

‏(الدولة)‏ ولا يمكن تصور أن القيادة المنفردة لهذه الأخيرة يمكن أن تحقق النتائج المرجوة بمعنى أن الحكومات بشكلها الكلاسيكي<br />

وبمساعدة البرلمان لم تعد تستطيع حل الصعوبات و التعقيدات الموجودة في اتمع سواء على المستوى المحلي و على مستوى الدولي.‏<br />

ومن التحولات الغالبة التي يجب ذكرها هو أن العالم أصبح أحادي النظام و هو الاقتصاد الحر الذي يعتمد في توجيه الموارد على<br />

قوى السوق و يفضل و يحابي و يؤكد على رأس المال الخاص دون إنكار لدور الدولة و مؤسسات المانحة و المساعدة إلا أن منبع<br />

التغيير واحد وهو ناجم عن استحواذ منطق الليبراليين الجدد على الساحة العالمية حيث يشهد العالم تحركا واضحا نحو اتفاقات تقود<br />

إلى رفع الحواجز بين الأسواق سعيا وراء السوق الواحدة.‏ بمعنى هناك البحث عن تقسيم العمل بين الدول ، فالبقاء للمنتج<br />

وللخدمة الأفضل أينما يكون موقعها في العالم.‏<br />

.<br />

"<br />

.<br />

"<br />

. "<br />

6<br />

7<br />

و بالتالي الاستمرارية تعني أن تعيد الدولة النظر في مناهج تسيير مؤسساا محاولة بذلك أن تنافس من تميز من قبل.‏ في<br />

هذا المطاف،‏ تحليل نظريات الإصلاح الحديثة المستخدمة في القطاع العام،‏ يوضح الأهمية المعطاة للدور الذي يؤديه ‏"التعلم المستمر"‏<br />

فمعظم الأبحاث الأخيرة دف إلى معرفة مدى استعداد الأنظمة المختلفة على تقبل التعلم مع تأكيدها على أن المفهوم الكلاسيكي<br />

لعقلانية المنظمات غير متواجد في الواقع,‏ و تصميم التوجهات على أساس العقلانية فقط سوف لن ينجح في محيط ديناميكي منفتح،‏<br />

وتغير المنظمات و المؤسسات لها علاقة بدرجة ارتباط اتمعات بقيم معينة و المتواجدة خارج ميدان المنطق العلمي ‏.و بالنظر إلى<br />

الإشكالات التي تعاني منها إدارة الخدمات العامة في القطاع العام ، تتلخص قضية الإصلاحات الحديثة في القطاع العام على التركيز<br />

على التعلم كيفية التعلم و تجاوز التيلورية.‏ فبعكس التوجه بالإيديولوجية التي سبقت الإصلاح الإداري في الثمانينات،‏ نجد أن<br />

الإصلاحات في التسعينات و المسماة بالإدارة العامة الحديثة ليست تحت تأثير لإيديولوجية معينة بل تحت تأثير أوتوماتيكي لمعايير<br />

توضح ضرورة لقيام بإصلاحات فورية،‏ مثال حجم القطاع العام،‏ جمود البيروقراطية،‏ التوجيه عن طريق الصرامة في القوانين،‏ الأزمات<br />

8<br />

- 109 -


______________________________________________<br />

نظرية الإدارة العامة الحديثة ودورها في معالجة إشكالية إدماج مفهوم الأداء في الخدمة العمومية<br />

المالية...الخ.في حين،‏ تعتبر الإدارة العامة الحديثة،‏ وليدة قناعة أن إصلاح إدارة الخدمات العامة لابد أن يستمد من خارج البيروقراطية<br />

وباستخدام آليات القطاع الخاص و آليات السوق بشكل يعمل على زيادة كفاءة الخدمات العامة<br />

.<br />

ملامح التغيير في إدارة الخدمة العمومية<br />

يكمن الإبداع و التحديث في الخدمات العامة في محاولة منح مستهلكي الخدمات العامة القدرة على التصرف بوصفهم<br />

زبائن،‏ لهم حق الاختيار عن طريق استخدام الإيصالات،‏ و استعمال التسعير و تقاضي الرسوم داخل الإدارة العامة،‏ و ذا يتم تحويل<br />

التنظيم العمومي من تسلسل هرمي بيروقراطي إلى تسلسلات هرمية لها أسواق و التي يسميها البعض بعملية الخصخصة الداخلية.‏<br />

حيث تحقيق الفعالية الاقتصادية للتنظيم العمومي مرتبط بدرجة اهود الذي يبذل من طرف الأعوان التابعين للتنظيم المعني و بمدى<br />

احترام العقود الداخلية و توازا.‏ كما تظهر أهمية الإدارة العامة الحديثة كوا دف إلى إنشاء الكفاءة دون اعتمادها على مبدأ<br />

صرامة القوانين بل تعتمد على مشاركة المستخدمين في التسيير،‏ لا تعتمد على مبدأ الإنسانية بل على ‏"التسويق العام"،‏ المفاهيم<br />

التجارية،‏ و تلبية احتياجات المواطنين.‏<br />

وتختلف أساليب ومناهج الإدارة العامة الجديدة وفق استخدامها لنموذج "<br />

أي ‏(السوق،‏ اللامركزية،‏ النوعية).‏<br />

أي الفعالية،‏ الاقتصاد،‏ الكفاءة و نموذج"‏<br />

و محور التغيير في الإدارة العامة المسيرة بشكل مركزي هو زيادة شفافيتها،‏ من خلال تطوير الصيغة التعاقدية للعلاقة بين مديري<br />

الإدارات و الوزراء و تحديد الإنتاجية،‏ و زيادة درجة مسائلة المسئولين إلى حد كبير،‏ لأم سوف يكونون ملتزمين بأهداف معينة،‏ و<br />

سوف يكون الوزراء مجبرين على أن يكونوا أكثر تحديدا لما يريدونه،‏ و ذا تتطور نظم الإدارة القائمة على الأداء.‏ كما تظهر محاولة<br />

أعطاء الأولوية لشفافية من خلال الفصل بين التدخل السياسي واال الإداري و في التشغيل المستعمل لشكل الوكالة،‏ والتي يكون<br />

تنفيذ السياسة فيها في أيدي منظمات متباعدة،‏ ذات أهداف واضحة عليها إنجازها،‏ و من خلال تطوير لامركزية الرقابة المالية.‏ وقد<br />

انعكس هذا في إنشاء الإدارة المالية تعمل على تصميم و تطبيق إجراءات أكثر فعالية في المحاسبة و الإدارة المالية.‏ ومن الأسئلة الجوهرية<br />

التي تطرح بخصوص الإدارة العامة الجديدة هي القضايا المتعلقة بإمكانية المحاسبة.‏ هذا و تشمل عملية التحديث البحث عن المحفزات<br />

المناسبة و الالتزامات بالقيمة،و ليس التركيز على حق المديرين في ممارسة الإدارة،‏ بقدر ما هو على تحفيز المديرين بالشكل المناسب،‏ و<br />

على قناعتهم بصحية الأشياء التي يقومون ا.‏ وعلى العموم يظهر بشكل لافت أن صعوبة شرح وتبرير مستويات الأداء إدارة<br />

الخدمات العامة التقليدية أدى إلى تبني الأفكار المتداولة في تطوير إدارة الخدمات من أجل اكتساب صفة الشرعية التي غالبا ما تجلب<br />

التمويل معها.و أن القطاع العام يتحول الآن إلى إطار الشركة المرنة "، كإضفاء للصبغة الشرعية والتي تستجوب إعادة البناء على<br />

الأسس التجارية و أن هذا النموذج تعبيرا صادقا وممارسة متقدمة لما هو موجود في القطاع الخاص...".‏<br />

(Economie, Efficience, Efficacité) "3E<br />

(<br />

Downsizing, Defunding, Devolution) "3D<br />

"<br />

(<br />

)<br />

آليات التغيير في إدارة الخدمات العامة<br />

أحد الآليات المستخدمة في إجراء التغيير في إدارة الخدمات العامة و الأكثر أهمية هي تطوير العقود.‏ وتعد أبسط صورة لاستخدام<br />

العقود هي شراء الخدمات العامة ممن يوفروا من القطاع الخاص أي التعامل مع القطاع الخاص بشكل مقاولتي،‏ كما يسمح للمنظمة<br />

العامة أن تنافس القطاع الخاص الذي يحتمل قيامه بتوفير معظم الخدمات ضمن السوق.‏ و يستخدم العقد مع قياس الأداء من أجل<br />

تقييم الإنجاز الفردي في إدارة الخدمات العامة.‏ و يحظى مستخدم الخدمات العامة بمكانة واضحة داخل الإدارة الجديدة،‏ بوصفه عميل<br />

أو مستهلكا و أن للمواطنين الأفراد حقوق،‏ ويجب أن يسمح لهم بأقصى مدى للاختيار الخدمات التي يستخدموا.‏ إذ قيم الإدارة<br />

العامة الجديدة هي العلاقات المقاولتية،‏ المرونة،‏ الإبداع و حرية المقاولين،‏ في حين إدارة الخدمات العامة التقليدية كانت تركز على<br />

المسؤولية الوزارية،‏ مبدأ الحذر،‏ الإنسانية ‏،الاستقرار...الخ.‏ أما المضمون الفني العام للإدارة العامة الجديدة هي تسيير ومراقبة<br />

الإدارة العمومية عن طريق مخرجاا،‏ النتائج في هذه الحالة مهمة،‏ وكذا الموازنة،‏ ويتم العمل بمنطق الوكالات و التي يرتبط وجودها<br />

بعدد ونوعية المنتجات المقدمة من طرف الإدارة المعنية و في آجال محددة,‏ وبما أن هذه المنتجات من المفروض أن يكون تواجدها<br />

(NPM)<br />

- 110 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

مرتبط بمدى خدمتها للموطنين زبائن وبالتالي يستنتج الشكل الذي سوف يتم تقديمه ا عن طريق دراسات تسويقية ‏(استبيان)‏<br />

أو طرق أخرى.ويعتبر إدخال الأساليب المستعملة في إدارة القطاع الخاص و آليات السوق و المنافسة بمثابة حدوث تغير أكثر جوهرية<br />

في تشغيل إدارة الخدمات العامة وذالك لأنه ينطوي على حدوث تغير في الإطار المؤسساتي و المؤسسي.‏ و المقصود من التغيير في<br />

إطار الإدارة العامة الجديدة هو تبديل الأعراف و القيم و المعتقدات السائدة التي يعمل ا أولئك الذين يعملون في الخدمات العامة،‏<br />

إذ ينبغي أن يصبحوا إلى أقصى حد ممكن مشاركين كاملين في الاقتصاد التنافسي الذي يحيط م.‏<br />

و يعد إنشاء منظمات جديدة طريقة قوية لتغيير الأسلوب الذي سوف تعمل به الخدمة العامة،‏ إلا أنه ليس من السهل تغيير<br />

المنظمات،‏ و ذلك لأن أي تغيير يحدث سوف يقاومه أولئك الذين ينتفعون من النمط المؤسساتي القائم،‏ فالمنظمات لا توجد على أا<br />

أنظمة خارجة من القيود بل أنماط داخلية من المصالح و القيم.‏ في حين التغير المؤسساتي الذي تحتاج إليه الإدارة العامة الجديدة يمس<br />

المحور الاقتصادي و يشمل التركيز على المفاهيم التقليدية للمنافسة و الأسعار والأسواق،و إدخال مفهوم التعاقد بما يحمله من دلالة<br />

قانونية و اجتماعية،‏ كما يشمل أيضا التغيير في الشخصية المؤسساتية لإدارة الخدمات العامة ، لأنه ينطوي على الخروج عن تقليد<br />

المنظمات الحكومية البيروقراطية المكتفية بذاا ‏.إضافة إلى ذلك،‏ يتطلب التغيير وفق نظرية الإدارة العامة الجديدة انتهاج صيرورة من<br />

التعلم،‏ حيث تخلت الحكومات عن التقاليد السابقة و حاولت إنشاء نظم جديدة.‏ كما أن جلب الخبرة في الإصلاحات من بلد إلى<br />

آخر أمر ضروريا.‏ إلا أن تمرير التغيير يعتمد بشكل كبير على الإخفاق في النظام المؤسساتي و السياسي القائم،‏ كما أنه كبرت درجة<br />

الإخفاق من تدمير سياسي و اقتصادي و اجتماعي كان من الصعب تحقيق التغيير.‏ و الإطار السياسي و الإيديولوجي الحزبي مهم في<br />

إحداث عملية التغيير إلا أنه لا توجد قاعدة تنظيمية عامة يمكن الاعتماد عليها لبناء التغيير.‏<br />

تعتبر أنظمة الانتخابات مهمة في التأثير في نمط التفكير و تغيير السياسة و في تأثير على قدرة السياسيين على وضع تغييرات<br />

موضع التنفيذ،‏ حيث التمثيل النسبي يخلق حواجز للتغيير،‏ في حين أن أنظمة أغلبية الأصوات تجعل ذالك أسهل.‏ و كلما زادت وحدة<br />

نظام الرقابة و السلطة السياسية و المركزية،‏ كان من السهل إدخال مداخل جديدة في إدارة الخدمة العامة.و الدرجة التي يكون عندها<br />

نظام مؤسساتي معين لإدارة الخدمة عرضة للتغيير سوف تعتمد جزئيا على القوة التي أنشئ ا ذالك النظام،‏ فالمؤسسات التي أنشئت<br />

بشكل ضعيف أقل مقاومة للتغيير،‏ و خاصة حين يمكن النظر إليها على أا مخفقة.‏ و من الأسهل إدخال التغيير حيث توجد بنية تحتية<br />

تنظيمية مناسبة.‏ في كثير من البلدان النامية ، نجد أن خصخصة وكالات الدولة أمر صعب بسبب عدم وجود سوق لراس المال فعال،‏<br />

لذا سيكون من الصعب إرساء العقود حيث يكون من الواضح عدم وجود سوق القطاع الخاص،‏ لهذا من المحتمل أن تكون نتيجة<br />

التغيير هو التركيز على تغيرات قصيرة المدى.‏<br />

و يعتبر الخبراء أن قرار توفير القطاع الخاص للخدمات المدنية في الدول الأقل نموا بالقرار الإيجابي نظرا للإخفاق الكبير<br />

للهياكل المؤسساتية الموجودة في توفير تلك الخدمات.حيث نجد الخدمات التي تتوافر إنما يتم توافرها بشكل متكرر من خلال قيام<br />

المواطنين بالعمل بأنفسهم من خلال اقتصاد غير رسمي،‏ حيث يعتمد بصورة كبيرة على القطاع الخاص الغير رسمي لأن الخدمة العامة<br />

سيئة جدا،‏ الأمر الذي يجعل نمط إدارة الخدمة العامة الآخذة في التطور مقيد بنمط المؤسسات القائم و بالبدائل المتاحة.كما تعمل<br />

الأنماط المؤسساتية و الإدارية على إنشاء هياكل من المصالح،‏ التي بدورها سوف تعمل على الدفاع عن مصالحها عند توزيع الموارد<br />

والتالي العمل على إدخال التغيير.و تعتبر الصناعات ذات العلاقة بتوزيع وإنتاج الخدمات من الأطراف الواضحة المصالح.‏ وللمقاولين<br />

فعاليتهم في التأثير على البرلمان من خلال قدرم على تجنيد أعضاء في البرلمان لتعزيز مصالحهم.‏ و للقطاع التطوعي في بلدان عديدة<br />

كلمته في توفير الخدمات العامة،‏ لما يتمتع به من دور بوصفه موردا رئيسيا.‏ في الحالة التي يكون فيها القطاع الخاص تأثير ضعيف،‏<br />

يكون هناك انتهاج و تطوير إجراءات السوق الداخلية،‏ و تستخدم في هذه الحالة و من اجل إدخال التغيير،‏ مجموعات و وحدات<br />

فردية تابعة لمؤسسات فكرية أكاديمية داخل البيروقراطية و الموكل إليها تغيير الثقافات و أنماط التشغيل،‏ و الوحدة المعنية في بعض<br />

الحالات هي الإدارة المالية.‏<br />

- 111 -


فسو<br />

______________________________________________<br />

نظرية الإدارة العامة الحديثة ودورها في معالجة إشكالية إدماج مفهوم الأداء في الخدمة العمومية<br />

في حالات أخرى تظهر الحاجة إلى تكوين هيئات لغاية معينة يمكنها أن تقوم بحمل لواء الإدارة الجديدة داخل البيروقراطية<br />

الحكومية مثل وزارة المالية.و للنقابات تأثير ضعيف في إحداث التغيير،‏ و في أحسن الأحوال تمكنت من تأخير التغيير لا منعه.‏ في حين<br />

يؤخذ بعين الاعتبار ضمن صيرورة التغيير الهيئات المهنية،‏ و قد نجحت لحد الآن في تقويض بعض عناصر التغيير،‏ بسبب الصعوبة في<br />

تحديد مواصفات الخدمات التي يقدموا و في التحكم بتلك الخدمات.كما ليس للرأي العام تأثير قوي على تطوير مداخل الخدمة<br />

العامة،‏ و الرأي العام في حال وجوده يكون أكثر تأثيرا حين يكون كقوة معارضة،‏ و لكنه نادرا ما يقوم بذالك الدور،‏ ففي معظم<br />

الحالات يكون الجمهور محايدا نسبيا حول الطريقة التي تتوافر ا الخدمات.من الجانب التطبيقي مالت السياسات العامة إلى التطور من<br />

خلال البدا بالأمثلة البسيطة نسبيا لتطبيقها و التعلم منها،‏ حيث كانت إحدى الصيغ الرئيسية للتعلم هي تقليد الحكومات لبعضها<br />

البعض مما أدى إلى ظهور عملية تبني السياسات الرائجة.‏ إلا أن تبني السياسات الرائجة و المستعملة في الدول الأخرى دف إضفاء<br />

الشرعية الخارجية قد لا ينطوي على أكثر من التزام حقيقي ضعيف و يقول تعد عملية الخصخصة في الدول النامية<br />

ببساطة تقدير و إجراء رمزي من صانعي السياسة لتأمين تدفق المساعدات الخارجية".‏ و على العموم من الصعب تغيير أنماط العمل<br />

الأساسية في الدول النامية و البلدان الشيوعية سابقا حيث تطور السوق جد بطيء و يغلب عليه التقليد السطحي.‏<br />

"<br />

9<br />

Cook<br />

10<br />

11<br />

أما على الصعيد التنظيمي و الهيكلي تتميز الأجهزة البيروقراطية التي تقدم الخدمات العامة بالحجم الكبير قصد الاكتفاء<br />

الذاتي،‏ إلا أن الحجم الكبير عزز الحاجة إلى التوزيع الأفقي للعمل و إلى تزايد التسلسل الهرمي للصلاحيات و كانت نتيجة ذالك<br />

تكوين منظمات شديدة التعقيد.‏ علما أن الإصلاح القائم على الهيكلة،‏ يعمل على تغيير الوضعيات و المناصب الخاصة بالأشخاص،‏<br />

إلا أا لا تقوم بتغيير مميزات النظام و لا تقوم بتغيير أهم عيوبه و هي عدم الوضوح و عدم تحمل المسؤولية الناجمتين عن الإغلاق<br />

وسوء الاتصال،‏ فصيرورة تصحيح الأنشطة بالشكل التقليدي المتواجدة بالنظام البيروقراطي تعمل بشكل سيئ فهو نظام لا يعرف<br />

كيف يصحح نفسه،‏ يحتوي على جمود المهام و عزل الشرائح المهنية و التي تؤدي إلى المشاكل التي بدورها تستغل من طرف العديد<br />

من الأشخاص لرفع في سلطتهم،‏ حيث تعمل هذه الوضعية على وجود حالة عدم الرضا و الضغوطات التي تؤدي إلى إصدار قواعد<br />

جديدة تعمل على تقوية مركزية التسيير.و عليه أهم عيب في النظام البيروقراطي هو ضعف السلطة المركزية التي تظهر أا قوية لكن<br />

في الحقيقة ليس لها أي تأثير على المرؤوسين كما يكمن عيب النظام البيروقراطي في الصعوبة في التأقلم و التغيير،‏ هذا الأخير لا يمكن<br />

أن يكون إلا عن طريق الأزمات و بتغيير المنظومة المؤسساتية بالشكل الكامل.‏ لهذا الأمر يشترط أن يكون التغيير وفق نظرية الإدارة<br />

العامة الحديثة نظامي أي وجوب تغيير جميع الأنظمة الفاعلة،‏ بمعنى تكوين علاقة جديدة بين الأشخاص المتواجدة على مستوى<br />

التطبيق،‏ أشكال جديدة من الرقابة الاجتماعية،‏ فالأمر لا يتعلق بإقرار هياكل جديدة،‏ أو تقنيات جديدة،‏ أو طرق جديدة،‏ بل<br />

صيرورة التغيير تتطلب أنشطة و أنشطة مجددة،‏ التفاوض و التعاون على مختلف الأصعدة.‏<br />

يؤكد الخبراء من المهم أن يبدأ التغيير من الدولة،‏ التي عن طريق اعترافها بتأخرها،‏ تساهم بشكل كبير في دعم عملية<br />

التحديث و هذا بالعمل على تطوير نفسها أولا.في هذا اال الاتجاه العام الذي يميز الإدارة العامة الجديدة هو فصل العلاقات الهرمية<br />

كوسيلة لإنشاء و إدارة هياكل أكثر تعقيدا قائمة على التبادلات بين القطاعين العام و الخاص على السواء.و تستخدم البيروقراطية<br />

ضمن الإدارة العامة الجديدة مصادر خارجية للخدمات في حين كانت في السابق تنتج ما كانت تحتاج إليه داخليا،‏ و هناك سلسلة<br />

أكثر تنوعا من الأشكال التعاقدية التي يجري تطويرها في إدارة العمالة،‏ مثل التعاقد من الداخل و استخدام المستشارين.‏<br />

و تنطوي التطورات وفق نظرية الإدارة العامة الحديثة كذالك على تقليل من وضوح حدود المنظمة،‏ مع التأكيد على الإيجاد<br />

المستمر للعلاقات والحفاظ عليها،إذ انتقل الاهتمام يكل المنظمة إلى الاهتمام بعمليات التنظيم في إطار الشبكة.‏ فقد أظهر التطور<br />

الفعال للشبكات أنه من الممكن تحقيق مكاسب التكامل و الحجم دون اللجوء إلى إنشاء منظمات كبيرة،‏ و ينظر إلى الشبكات<br />

على أا تقع بين المنظمات و الأسواق،‏ بما يجعل من الممكن كسب ميزات كليهما.‏ فالشبكات بطبيعتها أقل ثباتا من التسلسلات<br />

الهرمية المتكاملة التي تميز المنظمات الحكومية،‏ وسوف تكون هناك الحاجة إلى تطوير آليات تحقق الاستقرار للتأكد من عدم تفككها..‏<br />

- 112 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

"<br />

و يتطلب التنسيق ضمن الشبكة تطوير منظمات مستقلة تعمل على تكامل الشبكة أو توفير المعلومات،‏ كهيئات المراجعة و التفتيش<br />

والأنظمة التي تراقب جودة الأداء،‏ حيث تزداد ضرورة توافر معلومات مفصلة من أجل اتخاذ القرارات،‏ ولكن ستزداد أيضا تكلفة<br />

إنشاء نظم المعلومات و الحفاظ عليها.إتباعا،‏ سوف تحتاج الأطراف الأساسية التي تعمل وفق الإدارة العامة الحديثة إلى وسيلة ما<br />

للتأكد من الأداء الذي يقوم به من وكلت له مهمة التحقيق.و تطرح المراقبة في هذه الحالة عددا من المشكلات،‏ فما لم يكن هناك<br />

منتج مادي واضح،‏ فقد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان العمل قد تم على نحو واف أم لا،‏ أو ما إذا كان لم يتم مطلقا.‏ و مراقبة<br />

الجودة أمر صعب في حالة العديد من الخدمات المهنية.‏ و كلما زادت الحوافز الإيجابية التي تشجع المقاول على أداء عمله،‏ قلت الحاجة<br />

إلى المراقبة.‏ كون المقصود من العديد من المتغيرات التي أدخلت في الإدارة العامة هو تغيير الحافز لدى المديرين و الموظفين،‏ مما يقلل من<br />

مقدار المراقبة المباشرة الضرورية.‏ و إعادة تصميم الخدمة العامة وفق أساليب القطاع الخاص و السوق ينطوي أيضا على تغير جوهري<br />

في الحوافز،‏ بل سوف يشمل بالأخص على ابتعاد عن المفاهيم التقليدية لأخلاقيات الخدمة العامة و هذا بالتوجه نحو صيغة تجارية<br />

أكبر.‏<br />

و تعتبر الثقة ضرورية للعمل بنظام التعاقد الذي لن يترسخ تماما بحد ذاته،‏ بل سوف يحتاج إلى أعراف و مؤسسات اجتماعية<br />

تدعمه،‏ من بينها درجة من الثقة.‏ و عالم الأسواق و العقود بحاجة إلى أساس من القيم الاجتماعية المتأصلة في الاعتقاد الديني،‏ و التي<br />

ينظر إليها الآن على أا تلعب دورا رئيسيا في عمل الاقتصاد الفردي التعاقدي و المحيط الذي ينبغي فيه افتراض أن دوافع أولئك الذين<br />

يتعامل معهم المرء كانت دائما و في كل مكان أكثر الدوافع فسادا،‏ لن يكون محيطا يعمل فيه القطاع العام أو الخاص على نحو جيد.‏<br />

زد على ذلك تطور الخدمة على أساس الثقة يخدم مصلحة أولئك الذين تتطور التعاملات بينهم بتقليل التكاليف التي يواجهوا في<br />

إدارة علاقة بعضهم مع بعض.‏ و سوف يكون هذا مهما بصفة خاصة في إدارة الخدمات العامة لأن كثيرا ما يكون من الصعب أن<br />

نقيس بفعالية مستويات جودة الأداء.من جانب آخر ، سوف يكون من الضروري بالنسبة لمشتري الخدمات العامة أن تكون لهم<br />

وسيلة ما لمعرفة أن بوسعهم الثقة في مقدمي تلك الخدمات من خلال مثلا نظم التدقيق التي يقوم ا طرف ثالث،‏ لعمليات ضمان<br />

الجودة و على مستوى أعمق من الالتزام،‏ من خلال مجموعة مناسبة من القيم.‏ لهذا فإن البحث عن مؤشرات الأداء المستقلة هو جزء<br />

مكمل لتطوير في إدارة الخدمات العامة،‏ لأن من الضروري التفرقة في الاختلافات في الوفاء بالأداء من ناحية الكمية و تلك الخاصة<br />

بالجودة.و العقود بحاجة إلى أن تتم على نحو توفر معها مجموعة مناسبة من الحوافز،‏ و تقلل المخاطرة التي يواجهها أطراف التعاقد،‏<br />

وسوف يكون مستوى المخاطرة عاليا في المراحل الأولى من تطوير نمط جديد من المؤسسات،‏ لأن من المحتمل أن تكون التجربة الأولية<br />

هي تدمير مجموعة معينة من القيود،‏ دون توافر مجموعة بديلة تحل محلها فورا.في هذا المطاف،‏ تعتبر نظرية تكاليف التبادل محور أساسي<br />

في تطبيق نظرية الإدارة العامة الحديثة و المرتكزة على استخدام الشكل ألمقاولاتي مع القطاع الخاص،‏ و الوحيدة التي تعالج وتقوم<br />

بتحليل حدود المنظمات في إطار اقتصادي.‏<br />

و دف إلى التنسيقات الداخلية للمؤسسات الكبرى التي تسعى لتقليص تكاليف التبادل"‏ وقد جاءت الأبحاث التطبيقية<br />

للباحث لهذه النظرية،‏ بعدة تحولات كبرى جرى فيها إعادة النظر في الأسس التي أتى ا كل من<br />

ضمن الأنظمة البيروقراطية،‏ من تقسيم علمي للعمل،‏ المراقبة التفصيلية للمهام بشكل أثبت أن التخطيط الأوتوماتيكي للعمليات غير<br />

مجدي حاليا.لهذا الأمر كان التحول الجذري وفق نظرية الإدارة العامة الحديثة باللجوء المتزايد للتعاقد بالباطن و زيادة العقود،‏ إلغاء<br />

التقسيم العلمي للعمل،‏ تقليص عدد المراقبين الداخليين،‏ المخططين و مستويات سلمية في المنظمة وأصبحت معالم حدود هذه الأخيرة<br />

أقل وضوحا و انخفض عدد العمال في المنظمات التي تستخدم هذا الإجراء ضمن محيط أصبح أكثر مخاطرة و تذبذبا،‏ وانشغال<br />

المسيرين في البحث عن الطريقة المثلى التي يتم ا التكامل العمودي.‏ في هذا الجانب ، تعمل نظرية تكلفة التبادل على تقليص تكلفة<br />

البيروقراطية الداخلية باستبدالها بأنماط حكمتية تحوي على أقل حدة من البيروقراطية.‏ و أنماط الحكمتية ثلاث:‏<br />

التسلسل الهرمي ، السوق،‏ العقود والاتفاقات أو ما يسمى بالأشكال الهجبنة و العقود بمثابة مرآة للقرارات التي يتخذها<br />

الأعوان الاقتصاديين و هي معبرة تعبيرا صادقا للحدود التي تعمل فيها المنظمات.و للمؤسسات الكبرى مطلق الحرية في اختيار نمط<br />

Taylor, Fayol<br />

.hybrides<br />

gouvernance<br />

Williamson 12<br />

- 113 -


______________________________________________<br />

نظرية الإدارة العامة الحديثة ودورها في معالجة إشكالية إدماج مفهوم الأداء في الخدمة العمومية<br />

الحكمتية التي تتبناها و هي التي تحدد ما هو النمط الذي يكلفها أقل من ناحية التبادلات.‏ و التبادل الأكثر أداء هو التبادل الذي<br />

ينطوي على تكاليف أقل.و قد أظهرت التجارب أنه كلما توفرت الثقة بين المتشاركين كلما زاد الشعور بالانتماء و وحدة المصير<br />

كلما زاد الأداء،‏ إلا أن هذا لا ينفي ضرورة العقود،‏ لضمان عدم تجني أحد الأطراف على الآخر و قد توصل أن معيار<br />

الثقة يعمل على تخفيض تكاليف التبادل في الأشكال الهجينة أي العقود.‏<br />

Williamson<br />

إن المقاربة عن طريق تكاليف التبادل لاختيار نمط الحكمتية الملائم أكثر فعالية و طويل المدى من المقاربة المعتمدة على<br />

تكاليف الإنتاج المتضمنة لاتفاقيات على المدى القصير،‏ الغير قادرة على إدماج تأثيرات العوامل الداخلية و الخارجية الخاصة بمحيط<br />

المنظمة،‏ و الغير فعالة في تقدير خصوصية الأصول المادية و البشرية الضرورية لتحويل قدرات المنظمة أو الهيئة المعنية من قرارات<br />

إستراتيجية إلى نجاحات عملية.إلا أنه كلما كانت درجة المخاطر و عدم التأكد الداخلية و المحيطة بالمنظمة مرتفعة،‏ كلما أدى إلى<br />

اختيار المنظمات إلى التبادل الداخلي أي التكامل العمودي عوضا عن التبادل في إطار السوق أو العقود وكلما كانت المنتجات<br />

والخدمات معيارية أي مستعملة لأصول غير متمايزة كلما كانت التبادلات أكثر وتيرة كلما اختير السوق كنمط للحكمتية.‏ بشكل<br />

معاكس كلما كانت الأصول متمايزة،‏ و وتيرة التبادل ضعيفة كلما شهدنا استعمال العقود الهجينة أو التسلسل الهرمي.‏ و يعتبر العمل<br />

تحت ضغوط السوق كأحد أنماط الحكمتية المحفز الأكثر،‏ وتتناقص درجة التحفيز باتجاه أشكال الهجينة ثم إلى التسلسل الهرمي.‏ وكلما<br />

كان التنظيم كبير،‏ كلما كانت تكلفة بيروقراطية التسيير أكثر تكلفة.و الاتجاه المعمول به في اختيار نمط التبادل في الخدمات العامة<br />

هو التبسيط و محاولة تحديد المحور الذي يشكل العنصر الاستراتيجي بالنسبة للميدان و المنظمة معا و كذا العنصر الأكثر أهمية بالنسبة<br />

لتكاليف التبادل المحللة.‏ و بشكل عام يرتبط نجاح التبادلات ضمن الخدمات العامة وفق نظرية تكاليف التبادل بإرادة السلطة السياسية<br />

في تطبيق هذا النوع من الإدارة،‏ السلطة القانونية و التنفيذية،‏ الإدارة نفسها،‏ المحاكم،‏ الهيئات الخاصة و العامة،‏ منظمات الضبط،‏<br />

ومدى التفرقة بين السلطة القانونية و السلطة التنفيذية.‏<br />

,<br />

:<br />

خلاصة من خلال الانتقادات الموجهة بشكل عام للأساليب التقليدية المستخدمة في تسيير الخدمات العامة المعروضة في مقالنا هذا،‏<br />

بإمكاننا أن نستنتج أن مشاكل إدارة الخدمات العامة تتمحور حول العيوب التنظيمية للنظام البيروقراطي،‏ التراجع التدريجي لفعالية<br />

القيم المعمول ا منذ القدم على مستوى إدارة الخدمات العامة من مساواة ‏،اانية ‏،الاستمرارية...الخ بسبب الأزمات المالية التي<br />

تتعرض لها ، انعدام المنافسة و ما سببه من انغلاق و عدم تأقلم الجهاز المعني مع الظروف المستجدة ، تدخل الجهاز السياسي في<br />

التسيير مع عدم و جود معايير قياس و تقييم أداء الخدمات العامة بشكل موضوعي ‏...الخ ‏.كما يمكننا أن نستنتج أن إدارة الخدمات<br />

العامة التقليدية واقعة حاليا بين عدة متناقضات الدفاع عن أسس النظرية الاقتصادية الاجتماعية التي توصي بإنشاء منظمات مهنية<br />

تخصصية ملزمة من ناحية الأداء أمام السلطات العمومية و وجوب تحقيق الأهداف الاجتماعية ‏،و من جانب آخر عدم القدرة على<br />

تحقيق ذلك نظرا لوجود الأزمات المالية العمومية و التي مست معظم الدول.‏<br />

:<br />

:<br />

.<br />

وبالتالي من الضروري أن يحمل منطق الحلول في إطار التحديث و الإصلاح ذلك التوازن بين اعتبارات الفعالية أي<br />

اعتبارات اقتصادية و اعتبارات اجتماعية.إن التغيير الجوهري في أساليب إدارة الخدمات العامة وفق نظرية الإدارة العامة الحديثة،‏ يكمن<br />

في اعتبار مستهلكي الخدمات العامة زبائن واعيين يتم التعامل معهم وفق مفاهيم وقيم تجارية.‏ كما يتم استخدام المفهوم ألمقاولاتي في<br />

تنفيذ مهام إدارة الخدمات العامة ‏،بمعنى البحث عن مصادر تمويل إدارة الخدمات العامة من المحيط الاقتصادي الذي تعمل من خلاله<br />

وليس عن طريق الرفع في الاقتطاعات الضريبي مع انتهاج اللامركزية التسيير ، التعامل بمفهوم الوكالات ، العقود الخدمية ‏،و ما<br />

يصاحبها من استخدام لأنظمة تفويض السلطات و تقييم و الأداء المناسبين و كذا أنظمة معلوماتية المستخدمة للتكنولوجيات الحديثة<br />

إن إدارة الخدمات العامة الحديثة تتطلب تغيير على مستوى مؤسساتي و كذا مؤسسي،‏ الأمر الذي يتطلب دعم و تجنيد واسع<br />

ومثابرة مستمرة من طرف جميع الشرائح ، إلا أن الرافعة الحقيقة تكمن في قناعة المعنيين بصحية الأشياء التي يقومون ا و بإقناع الغير<br />

بأن الإدارة العامة الحديثة و الأساليب التي تتضمنها لمصلحة الجميع.‏<br />

- 114 -


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

__________________________________________________________________________________________________________<br />

و لا يسعنا في الأخير إلا أن نشير أن الخبرات الميدانية المتعلقة بالإصلاح على المستوى إدارة الخدمات العامة في العديد من<br />

الدول الأوروبية توضح بشكل لافت الاتجاه نحو ثقافة النتائج،‏ مع احترام العرف المعمول به منذ القدم والذي يحمل في طياته لعديد<br />

من القيم الأساسية منها:‏ الولاء لدولة القانون،‏ حياد الوظيف العمومي،‏ عدم التمييز أو المساواة في التعامل،‏ التمييز بين السياسة<br />

والإدارة.‏ و قد اتسمت سنوات التسعينات بتوجه العديد من الدول نحو مقاربات إبداعية تسعى إلى تحويل جذري في إدارة الخدمات<br />

العامة،‏ في حين بعض الدول الأخرى انتهجت مقاربة التحديث لكن بصورة تدريجية و وفق قيود معينة و ضمن إطار محلي معين،‏<br />

كما توجد دول أخرى أعلنت عن مبادرات التحديث إلا أا لم تتمكن من ذالك.‏ و بالرغم من تردد العديد في انتهاج منطق<br />

‏(الأهداف/‏ النتائج)‏ ضمن القطاع العام و ما يعني من تخطيط استراتيجي و استعمال لأدوات مالية،‏ إلا أنه اجتاز و تغلل في جميع<br />

السياسات المتداولة.‏ وقد عملت ثقافة النتائج على جلب أنظمة معلوماتية و رقابية من القطاع الخاص بعد جعلها ملائمة للقطاع<br />

العام.‏<br />

:<br />

13<br />

المراجع والهوامش<br />

الخدمات العامة و آليات السوق،‏ ترجمة محسن إبراهيم الدسوقي،‏ الإدارة العامة للطباعة والنشر ص.ص‎125_68‎<br />

1<br />

كرون وولش ، 1991،<br />

2<br />

دوناهيو،‏ جون،‏ 1991، قرار التحول إلى القطاع الخاص:‏ غايات عامة و وسائل خاصة،‏ ترجمة محمد مصطفى عنيم،‏ القاهرة،‏ الجمعية المصرية<br />

لنشر المعرفة ص 111_ 287<br />

3<br />

علي شريف،‏ 2002، إدارة المنظمات الحكومية،‏ الدار الجامعية.ص 115_ 235<br />

4 Jim Armstrong ; Raison et Passion dans les Réformes du Secteur public ; document de travail préparé pour les<br />

Activités d’ apprentisage de la CFP, janvier, 1997.pp1 _ 24<br />

5 F.E.Emery et E. L. Trist; The causal texture of organizationel environments, Human Relation, vol n°18, pp21-32.<br />

1995.<br />

6 F.E.Emery et E. L. Trist; The causal texture of organizationel environments, Human Relation, vol n°18, pp21-32.<br />

1965.<br />

7 Jim Armstrong ; Raison et Passion dans les Réformes du Secteur public ; document de travail préparé pour les<br />

Activités d’ apprentisage de la CFP, janvier, 1997.<br />

8 OpCit.<br />

9 Banque mondiale ; pourquoi la plupart des pays en voie de développements ne devrait pas essayer des réformes<br />

de la nouvelle Zélande ; l’observateur de recherches de banque mondiale, volume 13 ;n° 1 ,février, 1998 pp123-131<br />

10 Michel Crozier ; les problèmes du management public face à la transformation de l’environnement ; revue<br />

IDARA ; n° 25 ,2002.<br />

11 Arrégle, J, L, et autres ; Les nouvelles approches de la gestion des organisations ; Edition. ECONOMICA .2000.<br />

12 Arrégle, J, L, et autres ; Les nouvelles approches de la gestion des organisations ; Edition. ECONOMICA .2000.<br />

13 Denys Lamarzelle ; Les grandes Tendances du Management Public En Europe ;<br />

www.prospeur.unilim.fr/fr/prospeur/telechargements/management public.pdf<br />

- 115 -


________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

الوضعية النقدية،‏ ومؤشرات التطور المالي في الجزائر بعد انتهاء برنامج التسهيل الموسع<br />

د/‏ مصيطفى عبد اللطيف،‏ جامعة ورقلة<br />

ملخص تناولنا في هذه المقالة محاولة لدراسة الاتجاه العام للتطورات النقدية وتطورات النشاط المالي في الجزائر من خلال بعض<br />

المؤشرات النقدية التي تعبر عن تطور الكتلة النقدية ومكوناا ومقابلاا،‏ وعن سير السياسة النقدية وإصلاح أدواا،‏ ثم تعرضنا<br />

لمؤشرات التطور المالي والمستخدمة عادة من طرف صندوق النقد الدولي والتي تسمح بأن يكون التقييم مبنيا على مقاييس موضوعية<br />

للسلامة المالية.‏<br />

الكلمات المفتاحية : الكتلة النقدية،‏ الاستقرار النقدي،‏ اصلاح أدوات السياسة النقدية،‏ التطور المالي،‏ مؤشرات الحيطة الكلية.‏<br />

تمهيد إن الهدف من إقامة نظام مالي فعال هو ضمان توفير الموارد وتخصيصها على قطاعات الاقتصاد الوطني لضمان أعلى معدل<br />

للنمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي ويستجيب للتغيرات.‏ ولقد شهدت السنوات الأخيرة تغيرات كثيرة وتطورات<br />

تكنولوجية وابتكارات مالية ضخمة ومتسارعة ومع هذا التطور المتسارع وضرورة الاستجابة وبكفاءة لها تبرز أهمية التقييم والرقابة<br />

على التطور المالي لتقليل مخاطر الفشل المالي والمحافظة على أمان النظام المصرفي واستقراره،‏ يعتمد الجهاز المالي على مجمل النشاط<br />

الاقتصادي،‏ وهو كذلك يتأثر بالتغييرات الاقتصادية التي تصيب الاقتصاد ككل.‏ وقد بينت الكثير من حالات الأزمات المصرفية<br />

والمالية أن عوامل الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي على السواء هي المخاطر الأساسية التي تنتهي إلى الأزمات المصرفية والمالية،‏<br />

وبالتالي يمكن تقييم هشاشة النظام المصرفي قبل وقوع الأزمة،‏ وإن تحليل المخاطر التي تواجهها البنوك والطريقة التي يمكن أن تتأثر ا<br />

هي التغيرات في اقتصاد البلد والقدرة على رصد سلامة القطاع المالي تفترض وجود مؤشرات صالحة للكشف عن سلامة واستقرار<br />

الأنظمة المالية،‏ وتسمى هذه المؤشرات بمؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سلامة القطاع المالي،‏ واستقرار النظام المالي وتساعد على تقييم<br />

مدى قابلية القطاع المالي للتأثر بالأزمات المالية والاقتصادية،‏ وهي أيضا تعمل كأداة للإنذار المبكر ؛ انطلاقا من ذلك نحاول رصد<br />

بعض المؤشرات المعبرة عن ذلك في هذه المقالة.‏<br />

-1<br />

1-1<br />

تطورات الكتلة النقدية<br />

تطور الكتلة النقدية ومكوناا لقد كان من أهداف برنامج التثبيت والتعديل الهيكلي الذي أبرمته الجزائر مع المؤسسات<br />

النقدية الدولية هو التحكم في نمو التوسع النقدي والحفاظ على التوازنات الاقتصادية الكلية،‏ ولكن رغم ذلك استمر الارتفاع السريع<br />

للكتلة النقدية بعد انتهاء هاته البرامج بوتيرة تختلف حسب عامل الزمن من جهة،‏ وعامل مكونات الكتلة النقدية من جهة أخرى،‏<br />

ويمكن ملاحظة الجدول رقم الذي يبين تطور الكتلة النقدية،‏ نلاحظ من خلال الجدول أن تطور الكتلة النقدية ازداد بشكل<br />

متسارع بين سنة و بمعدل ويرجع تفسير ذلك إلى عاملين أساسين هما:‏ الزيادة في الأرصدة النقدية<br />

الصافية الخارجية والتي ارتفعت من مليار دج سنة إلى مليار دج سنة إلى تنفيذ<br />

برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي أقره رئيس الجمهورية في أفريل 2001، حيث خصص له حوالي ملايير دولار ‏(حوالي<br />

مليار دج)‏ لمدة متوسطة تمتد إلى ثلاث سنوات من 2001<br />

520<br />

2005، إضافة<br />

07<br />

2<br />

4،4179<br />

1998<br />

إلى 2004.<br />

01:<br />

% 160 2005<br />

1<br />

7،280<br />

1998<br />

وبالنسبة لهيكل الكتلة النقدية،‏ فيمكن أن نوضحه من خلال الجدول رقم يوضح أن النقود نسبة إلى الكتلة النقدية تراجعت<br />

إلى غاية مقابل ارتفاع نسبة أشباه النقود إلى الكتلة النقدية،‏ ويعتبر كاتجاه نقدي ملائم نتيجة استقرار الأسعار وانخفاض<br />

معدلات التضخم ثم عادت نسبة النقود إلى الكتلة النقدية إلى الارتفاع من جديد مقابل انخفاض نسبة أشباه النقود إلى الكتلة النقدية،‏<br />

ويعتبر كتراجع في مصرفية الاقتصاد.‏<br />

02، إذ<br />

2003<br />

- 117 -


__________________________________________________________________<br />

الوضعية النقدية،‏ ومؤشرات التطور المالي في الجزائر بعد انتهاء برنامج التسهيل الموسع<br />

% 22<br />

بالنسبة لنسبة النقود الورقية من الكتلة النقدية نلاحظ استقرارها بين و 24 ‏%.أما بالنسبة لنسبة النقود الكتابية<br />

‏(ودائع تحت الطلب)‏ فعرفت تذبذبا إلى غاية ثم بعد ذلك أخذت اتجاها تصاعديا.‏ وتبرز مجمعات الأصول الخارجية كعامل<br />

محدد للإتجاهات النقدية خلال سنة 2004، حيث ارتفعت من مليار دج اية إلى مليار دج اية<br />

ديسمبر 2004، وقد تجاوزت الأصول الصافية الخارجية سنة الكتلة النقدية في التداول والودائع تحت الطلب وبلغت<br />

من الكتلة النقدية مقابل اية و اية ديسمبر و اية ديسمبر<br />

وتعتبر هذه ظاهرة نقدية جديدة تميز الاستقرار النقدي في الجزائر وتؤدي دورا محوريا في التوسع النقدي،‏ وأصبحت احتياطات<br />

الصرف العامل الأساسي لمقابلات الكتلة النقدية<br />

5،83<br />

.2003<br />

% 50 في أغلب<br />

3109<br />

2003<br />

% 8،69<br />

2002<br />

9،2325<br />

2004<br />

% 01،60<br />

- 118 -<br />

2001<br />

1999<br />

.<br />

3<br />

% 5،9<br />

)<br />

( 03)<br />

%<br />

2-1<br />

1-2-1<br />

الكتلة النقدية،‏ مقابلاا وتغيرات الناتج المحلي الإجمالي:‏<br />

الكتلة النقدية وتغيرات الناتج المحلي الإجمالي:‏ فيما يتعلق بمقارنة نمو الكتلة النقدية بنمو الناتج الداخلي الإجمالي،‏ فمن<br />

خلال الجدول رقم يلاحظ ارتفاع معدلات السيولة المحلية،‏ مما يوحي باستمرار الإنتاج النقدي حيث تجاوز<br />

السنوات،‏ وذكرنا سابقا أن سبب الزيادة يرجع إلى الزيادة المستمرة للأرصدة النقدية الصافية الخارجية وتنفيذ برنامج الإنعاش<br />

الاقتصادي،‏ كما أن سرعة تداول النقود تبقى ضعيفة مما يبين وجود ظاهرة الاكتناز للسيولة النقدية من طرف الأفراد وعدم إيداعها<br />

في المؤسسات النقدية والمالية.‏<br />

1<br />

=<br />

بالنسبة لمعامل الاستقرار النقدي فحسب فريدمان فإذا كان المعدل فهناك استقرار نقدي كامل،‏ وإذا كان أكبر من<br />

الواحد فالاقتصاد يعرف حالة تضخم خفيفة أو حادة حسب القرب أو البعد من الواحد،‏ وتكون في حالة انكماش في حالة تحقيق<br />

المعامل لقيمة أقل من الواحد)،‏ ويتضح جليا من نتائج معامل الاستقرار النقدي عدم التوافق بين كلا من التغير في الكتلة النقدية والتغير<br />

في الناتج المحلي الإجمالي،‏ ففي سنة فالزيادة في الكتلة النقدية لا نجد لها ما يقابلها في سوق الإنتاج،‏ ثم في سنتي<br />

و‎2000‎ نلاحظ تزايد متسارع في الناتج المحلي الإجمالي لا يقابله زيادة موافقة في الكتلة النقدية،‏ ثم في سنتي و‎2002‎ تزايد<br />

الكتلة النقدية دون زيادة الناتج،‏ ثم ابتداء من سنة نلاحظ زيادة في الناتج لا يقابلها زيادة موافقة في الكتلة النقدية.‏ إذا ليس<br />

هناك استقرار نقدي كامل في الاقتصاد الجزائري خلال هذه الفترة،‏ وبالتالي فالسياسة النقدية غير جادة في تحقيق هذا الهدف<br />

1999<br />

.<br />

2001<br />

04<br />

2002<br />

:<br />

1998<br />

1-2-1<br />

تطور عناصر مقابلات الكتلة النقدية من خلال الجدول رقم إن التغييرات التي رأيناها على مستوى الكتلة النقدية،‏<br />

إنما يرجع سببها إلى الأجزاء المكونة والمقابلة لها،‏ انخفاضا وارتفاعا،‏ وقد عرفت تغطية الكتلة النقدية بالذهب والعملات الصعبة<br />

تصاعدا مطردا بلغت سنة حوالي مليار دج لترتفع إلى مليار دج سنة بارتفاع بلغ<br />

وذلك بسبب ارتفاع مداخيل المحروقات وتحسن احتياطات الصرف واحتياطي الذهب.‏ وقد أصبحت الأرصدة الصافية الخارجية<br />

تمثل اية حوالي من القاعدة النقدية وودائع الخزينة أمام بنك الجزائر مقابل اية<br />

الاتجاه الحديث يضع الجزائر في نموذج الدول الصاعدة في شرق آسيا وأوروبا الوسطى وأمريكا اللاتينية أما بالنسبة للقروض<br />

الداخلية فقد سجلت ارتفاعا وانخفاضا،‏ فقد كانت سنة حوالي مليار دج لترتفع إلى سنة ثم<br />

تتراجع إلى مليار دج سنة 2004، وتفصيليا نلاحظ أن هناك نموا متزايدا في حجم القروض إلى الاقتصاد،‏ حيث انتقلت من<br />

مليار دج سنة لتصل إلى مليار دج سنة بمعدل ارتفاع في المقابل نلاحظ تراجع<br />

القروض للدولة وذلك بسبب الصرامة في الحفاظ على الاستقرار النقدي والابتعاد عن التمويل التضخمي.‏<br />

92،1388<br />

2003، هذا<br />

2000<br />

2005<br />

% 3،134<br />

4<br />

.<br />

6،1998<br />

% 23،96<br />

4،4179<br />

4،1629<br />

2005<br />

1998<br />

7،280<br />

3،1778<br />

1998<br />

% 3،142<br />

1998<br />

:<br />

2004<br />

839<br />

%<br />

2،9<strong>06</strong><br />

-2<br />

سير السياسة النقدية عرف قانون النقد والقرض وتعديلاته الإطار المؤسساتي للسياسة النقدية وحدد مسؤوليات بنك الجزائر<br />

في ذلك،‏ وقد كان الهدف الوسيط للسياسة النقدية خلال الأعوام ممثلا بصافي الأصول الداخلية لبنك الجزائر،‏ مع تبيين<br />

لأهداف ربع سنوية،‏ وقد برز منذ عامي 2002-2001 النقد الأساسي القاعدة النقدية كهدف وسيط.‏<br />

(<br />

1998-94<br />

)


________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

، 1994<br />

:<br />

5<br />

-<br />

-<br />

وسمح إصلاح أدوات السياسة النقدية،‏ التي أرست دعائم تطبيقها منذ عام بتهيئة عدة أدوات نقدية غير مباشرة لبنك<br />

الجزائر،‏ نوجزها فيما يلي<br />

معدل مرشد محدد وفقا للتطورات الاقتصادية الكلية وكذا تطور المؤشرات النقدية<br />

أدوات السوق النقدية ممثلة في أخذ الأمانات ومزادات القروض عن طريق المناقصات،‏ وثم إدخال نظام لمزادات القروض عن<br />

طريق المناقصات ابتداءً‏ من عام ‏،كشكل رئيسي لتدخل بنك الجزائر في السوق النقدية وكأداة أساسية غير مباشرة للسياسة<br />

النقدية<br />

وجود نظام إحتياطات إجبارية.‏<br />

وتم تدعيم أدوات السياسة النقدية غير المباشرة بتقديم أداة جديدة في أفريل ارتبطت منطقيا بحالة فائض السيولة وهي<br />

امتصاص السيولة عن طريق إعلان المناقصات،‏ وقد تم امتصاص جزء كبير من فائض السيولة بمبلغ تراوح بين و‎160‎ مليار دج<br />

؛ ومن أجل ضمان استخدام فعال لأدوات السياسة النقدية غير المباشرة قام بنك الجزائر في سنة بتحسين برمجته النقدية<br />

بمجالات دورية ؛ وقد وضع بنك الجزائر مجاميع النقود القاعدية في المقدمة كهدف وسيط للسياسة النقدية أعاد بنك الجزائر تنشيط<br />

أداة الإحتياطي الإلزامي منذ فبراير وذلك لحمل البنوك نحو تفسير جيد للسيولة وتفادي الأثر السلبي للصدمات الخارجية على<br />

السيولة المصرفية،‏ وتم قياس معدل الاحتياطي الإجباري بناء على تطور الإحتياطات الحرة للبنوك وثم رفعه إلى في<br />

شهر ديسمبر بعد أن كان % 4.25 دف تقليص إضافي لفائض السيولة المعروضة.‏<br />

% 6.55<br />

100<br />

2003<br />

.<br />

2002<br />

1995<br />

2001<br />

20<br />

.<br />

-<br />

وقد كان الهدف النهائي للسياسة النقدية هو الاستقرار النقدي عبر استقرار الأسعار،‏ وثم دعم سير السياسة النقدية بتقوية<br />

الإشراف على البنوك من طرف لبنك الجزائر واللجنة المصرفية،‏ وهذا وفقا للمعايير الدولية،‏ ويتكفل البنك المركزي حسب الأمر رقم<br />

في أوت بإدارة وتوجيه السياسة النقدية.‏ حدد الأمر في أوت المتعلق بالنقد والقرض<br />

بشكل واضح الإطار القانوني للسياسة النقدية ، وحدد سلطة مجلس النقد والنقد كسلطة نقدية،‏ ومسؤولية بنك الجزائر في إدارة<br />

وتوجيه السياسة النقدية.‏ ويخول مجلس النقد والقرض حسب المادة إصدار النقد ويحدد مقاييس وشروط عمليات بنك الجزائر<br />

ويحدد السياسة النقدية ويشرف عليها ومتابعتها وتقييمها خاصة ما يتعلق بااميع النقدية والقرضية ويحدد قواعد الرقابة في السوق<br />

النقدية ويسير وسائل الدفع وسلامتها ويحدد المقاييس والنسب المالية والقواعد المحاسبية المطبقة على البنوك.‏ وحسب المادة تتمثل<br />

مهمة بنك الجزائر في ميادين النقد والصرف توفير أفضل الشروط والحفاظ عليها لنمو سريع للاقتصاد مع السهر على الاستقرار<br />

الداخلي والخارجي للنقد ، لذلك يكلف بتنظيم الحركة النقدية ويوجه ويراقب توزيع القروض وضبط سوق الصرف.‏<br />

35<br />

2003<br />

26<br />

11-03<br />

62<br />

% 3<br />

%15<br />

%14<br />

2003<br />

2004<br />

11-03<br />

في سنة أخذ مجلس النقد والقرض هدف التضخم على المدى المتوسط وعلى حساب تطور ااميع النقدية<br />

، والهدف النهائي للسياسة<br />

والقرض وحدد نمو الكتلة النقدية بين و والقروض للاقتصاد بين<br />

حددت القاعدة النقدية كهدف وسيط<br />

النقدية هو الاستقرار النقدي عن طريق استقرار الأسعار.‏ فخلال سنوات<br />

للسياسة النقدية تدعم باستقرار المضاعف النقدي،‏ هذا الهدف الوسيط أخذ بامعات الداخلية الصافية لبنك الجزائر خلال الفترة<br />

الأدوات غير المباشرة للسياسة النقدية دعمت في أفريل بإدخال أداة جديدة بالتزامن مع سياق فائض السيولة<br />

ويتدخل بنك الجزائر في السوق النقدي لرفع مبالغ سحب السيولة.‏ استخدم كذلك أداة الاحتياطات<br />

هي<br />

الإجبارية سنة كما في سنة ، ويغير هذا المعدل حسب تطور الاحتياطات الحرة للبنوك ، كما استخدمت سنة<br />

‏،وتم تفعيلها من جديد سنة لأن مجلس النقد والقرض حدد قواعد وأطر الاحتياطي الإجباري وأصبح هذا المعدل<br />

في ماي والهدف من هذه الأداة هو تنظيم السيولة البنكية،‏ أما عمليات السوق المفتوحة لم تستخدم بعد سنة<br />

2002 في السوق النقدي،‏ ولم يتم استخدام بقية الأدوات الأخرى الأمانات،‏ ومزادات القروض بالمناقصة ‏)حتى سنة 2005<br />

.<br />

6<br />

% 16.5 و‎17.5‎ %<br />

2004-2001<br />

2002<br />

)<br />

2001<br />

2004<br />

. 1998-94<br />

appels d'offres<br />

2002<br />

2003<br />

2004 %6.5<br />

- 119 -


__________________________________________________________________<br />

الوضعية النقدية،‏ ومؤشرات التطور المالي في الجزائر بعد انتهاء برنامج التسهيل الموسع<br />

وقد تعززت الوضعية المالية الخارجية بسبب ارتفاع أسعار المحروقات،‏ ففائض الرصيد الخارجي تجاوز<br />

الإجمالي سنة إلى سنة وأصبحت الاحتياطات الإجمالية مليار دولار<br />

الاستيراد اية سبتمبر وانخفضت المديونية الخارجية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من سنة<br />

، وانخفض التضخم من %4 إلى<br />

% 13.5<br />

)<br />

2003<br />

37.5<br />

% 35<br />

2004<br />

% 15.5<br />

2003<br />

(<br />

من الناتج المحلي<br />

ما يعادل سنتين من<br />

% 25 إلى سنة<br />

% 3.5 سنة .2004<br />

:<br />

سنة 2003<br />

2004<br />

-3<br />

مؤشرات الاقتصاد الكلي وتأثيرها على القطاع المالي<br />

يعتمد الجهاز المالي على مجمل النشاط الاقتصادي،‏ وهو كذلك يتأثر بالتغييرات الاقتصادية التي تصيب الاقتصاد ككل.‏ وقد<br />

بينت الكثير من حالات الأزمات المصرفية والمالية أن عوامل الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي على السواء هي المخاطر الأساسية التي<br />

تنتهي إلى الأزمات المصرفية والمالية،‏ وبالتالي يمكن تقييم هشاشة النظام المصرفي قبل وقوع الأزمة،‏ وإن تحليل المخاطر التي تواجهها<br />

البنوك والطريقة التي يمكن أن تتأثر ا هي التغيرات في اقتصاد البلد والقدرة على رصد سلامة القطاع المالي تفترض وجود مؤشرات<br />

صالحة للكشف عن سلامة واستقرار الأنظمة المالية،‏ وتسمى هذه المؤشرات بمؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سلامة القطاع المالي،‏ حيث<br />

تعرف بأا مجموعة من المؤشرات تدل على مدى سلامة واستقرار النظام المالي وتساعد على تقييم مدى قابلية القطاع المالي للتأثر<br />

في حالات<br />

بالأزمات المالية والاقتصادية،‏ وهي أيضا تعمل كأداة للإنذار المبكر<br />

تعرض الجهاز المصرفي والمالي للخطر<br />

Early Warning System ( EWS )<br />

.<br />

7<br />

.<br />

8<br />

:<br />

1-3<br />

1-1-3<br />

2-1-3<br />

مؤشرات الحيطة الكلية:‏<br />

9<br />

أهمية مؤشرات الحيطة الكلية:‏ لهذه المؤشرات أهميتها لعدة أسباب نذكر منها :<br />

‏-تسمح بأن يكون التقييم مبنيا على مقاييس موضوعية للسلامة المالية.‏<br />

ست-‏ اعد على تكريس مبدأ الشفافية والإفصاح وإتاحة المعلومات لعملاء السوق والجمهور.‏<br />

‏-هي مقاييس تسمح بمقارنة الأوضاع ‏(من خلال المؤشرات)‏ عبر الدول.‏<br />

‏-تعمل على معيارية النظم المحاسبية والإحصائية من خلال استخدام نفس المؤشرات التي تسهل المقارنة ليس وطنيا فقط بل<br />

عالميا أيضا.‏<br />

‏-تعمل على كشف مخاطر انتقال عدوى الأزمات المالية والعمل على التقليل من حدا<br />

:<br />

10<br />

•<br />

•<br />

تشمل هذه المؤشرات على جانبين أساسيين<br />

ما هذه المؤشرات؟ مؤشرات الحيطة الجزئية امعة لتقييم سلامة مؤسسات القطاع المالي كل على حدى.‏<br />

مؤشرات متغيرات الاقتصاد الكلى المرتبطة بسلامة النظام المالي.‏<br />

وكثيرا ما تحدث الأزمات المالية عندما يشير كلا النوعين من المؤشرات إلى جوانب للضعف،‏ أي عندما تكون المؤسسات المالية ضعيفة<br />

مؤشرات تجميعية أساسية هي ما يعرف<br />

ومهددة بصدمات الاقتصاد الكلى.‏ وتعتمد مؤشرات الحيطة الجزئية على ستة ‏–جودة<br />

‏(وهي الأحرف الأولى من المؤشرات الستة)‏ وهى:‏ كفاية رأس المال<br />

بإطار التمويل والسيولة<br />

الربحية والإيرادات<br />

الأصول(‏quality<br />

)، ويضاف إليها مؤشرات خاصة<br />

الحساسية لمخاطر السوق<br />

سلامة الإدارة<br />

بيانات النمو الكلية والنمو في<br />

أما بالنسبة لمؤشرات الاقتصاد الكلي،‏ فمن بينها بالسوق وهي لا تدخل ضمن إطار القطاعات،‏ اتجاهات ميزان المدفوعات،‏ مستوى التضخم ودرجة تقلبه،‏ أسعار الفائدة والصرف ونمو الإئتمان،‏ وتغير أسعار الأوراق<br />

المالية والعقارات،‏ وقابلية الأنظمة المالية للإصابة بعدوى الأزمات.‏<br />

- (<br />

(Capital<br />

Earnings)<br />

(6)<br />

adequacy)<br />

– ( Management soundness)<br />

Sensitivity to market risk)<br />

:<br />

.CAMELS<br />

-<br />

-(<br />

(Assets<br />

Liquidity)<br />

(CAMELS)<br />

- 120 -


________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

2-3<br />

مؤشرات الحيطة الكلية في الجزائر:‏ نحاول في ما يلي أن نقيم بشكل إجمالي مؤشرات الحيطة الكلية في الجزائر انطلاقا من<br />

الجدول رقم ؛ نلاحظ أن معدلات النمو الاقتصادي متذبذبة،‏ انخفضت سنة ثم عادت للارتفاع سنة<br />

انخفاض معدل النمو في الاقتصاد يضعف مقدرة المقترضين المحليين على خدمة الديون ويساهم في زيادة مخاطر الائتمان،‏ والكثير من<br />

حالات الكساد تتبعها حالات إعسار مالي.‏<br />

الحساب الجاري:‏ إن ارتفاع عجز الحساب الجاري قد يعطي مؤشرا على احتمالية حدوث أزمات في سعر الصرف مع ما لهذا<br />

من تأثير سلبي على النظام المالي خصوصا إذا تم تمويل هذا العجز بتدفقات مالية قصيرة الأجل،‏ وقد يؤثر على المستثمرين الأجانب،‏ مما<br />

قد يضطرهم إلى سحب استثمارام إلى خارج البلاد إذا كان عجز الحساب الجاري ضخما،‏ ونلاحظ خلال هذه الفترة أن رصيد<br />

الحساب الجاري عرف زيادة مستمرة،‏ مما يعطي مؤشرا إيجابيا على عدم حدوث أزمات في سعر الصرف وبالتالي يؤثر بشكل إيجابي<br />

على النظام المالي.‏<br />

الإحتياطات والدين الخارجي:‏ ينظر إلى انخفاض الإحتياطات في الجهاز المصرفي من قبل المستثمرين على أنه مؤشر على عدم<br />

الاستقرار في النظام المالي،‏ كما ينظر كذلك إلى حجم المديونية الخارجية وخدماا كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي والصادرات من<br />

السلع والخدمات،‏ باعتبار ارتفاعها يؤثر على الجدارة الإئتمانية للدولة ويؤدي إلى زيادة مخاطر عدم الوفاء،‏ وبالنسبة للجزائر فنلاحظ<br />

أن كلا المؤشرين خلال الفترة إيجابيين،‏ فالإحتياطات الإجمالية في ارتفاع مما يعزز استقرار النظام المالي،‏ وحجم المديونية الخارجية في<br />

تراجع خاصة بعد سنة 2004 مما يعزز من الجدارة الإئتمانية للدولة وقدرا على الوفاء والسداد.‏<br />

مؤشرات التضخم:‏ إن درجة تدبدب التضخم تقلل من دقة تقييم مخاطر الإئتمان والمخاطر السوقية وذلك لارتباط التضخم<br />

بتذبذب الأسعار والذي يؤثر على كثير من المتغيرات ويشوه المعلومات التي تعتمد عليها المؤسسات المالية في تقييمها لمخاطر الائتمان<br />

والاستثمار،‏ وفي المقابل إن انخفاض التضخم بشكل سريع وكبير قد يؤثر سلبا على مستوى السيولة ودرجة الإعسار المالي في<br />

المؤسسات المالية،‏ كما أن التغير في التضخم يؤثر على قيمة الضمانات حيث أنه يخفض قيمتها مقابل القروض الممنوحة خصوصا في<br />

حالات الإقراض غير الحصيف ‏"عندما تكون نسبة القروض إلى الضمانات مرتفعة ، وبالنسبة للجزائر فقد عرفت مؤشرات<br />

التضخم اتجاها انخفاضي بشكل عام ماعدا سنة بسبب برنامج الإنعاش الاقتصادي)‏ مما يخلق جوا من الاستقرار النقدي يؤثر<br />

بشكل إيجابي على النظام المالي وعلى نوعية المعلومات والضمانات.‏<br />

مؤشرات معدل الفوائد وأسعار الصرف إن التذبذب في هذه المعدلات هو المخاطرة بحد ذاته،‏ وكلما زاد هذا التذبذب<br />

ارتفعت مخاطر أسعار الفائدة وأسعار الصرف بالنسبة للمؤسسات المالية،‏ ويمكن أن تؤثر أسعار الفائدة العالمية في درجة انكشاف<br />

النظام المالي في الأسواق الناشئة إلى الهزات العالمية،‏ وإن انخفاض مستوى أسعار الفائدة العالمية يزيد من التدفقات المالية التي تزدهر فيها<br />

عمليات الاقتراض الخطر.‏ وإن ارتفاع المستويات الحقيقية لأسعار الفائدة المحلية قد يؤدي إلى الإعسار المالي في المؤسسات المالية،‏<br />

إلا إذا كان هناك معدلات نمو اقتصادية عالية<br />

وذلك من خلال زيادة نسبة القروض غير العاملة<br />

وفي المقابل فإن المستوى السالب لمعدلات الفائدة الحقيقية قد يعكس نوعا من الكبح المالي بسبب وجود سياسة تثبيت أسعار الفوائد<br />

من قبل الحكومة.‏ أما بالنسبة لأسعار الصرف فإن الارتفاع الكبير في قيمة العملة يضاعف قدرة المقترضين في قطاع الصادرات على<br />

خدمة الدين في حين أن التخفيض الكبير في قيمة العملة الوطنية قد يحسن من قدرة هؤلاء المقترضين على خدمة الدين،‏ ولكنه في<br />

الوقت ذاته يضاعف من قدرة المقترضين الآخرين ‏-غير المصدرين-‏ على تسديد الدين ‏(خدمة الدين)‏ ، كما أن التغيرات الكبيرة في<br />

أسعار الصرف يمكن أن تخلف ضغوطا على كاهل القطاع المالي مباشرة من خلال تغيير قيمة الأصول المالية في القطاع أو بطريقة غير<br />

مباشرة من خلال التأثير في الاقتصاد<br />

2002، وإن<br />

،(<br />

1999<br />

11<br />

"<br />

)<br />

2001<br />

Non performing loans<br />

:<br />

.<br />

)<br />

12<br />

05 :<br />

.<br />

13<br />

(<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

بالنسبة للجزائر نلاحظ من الجدول السابق أن أسعار الفائدة الحقيقية موجبة خلال فترة الدراسة،‏ وقد كان لهذا الارتفاع<br />

انعكاسات إيجابية على سياسة الادخار والاستثمار وأداء المؤسسات البنكية بصفة عامة،‏ وعلى التوازنات النقدية الداخلية والخارجية،‏<br />

فقد سمح ذلك لأصحاب الودائع بالحصول على عوائد موجبة بأسعار فائدة بقيمة حقيقية موجبة مما زاد من حجم الادخار ‏(الودائع<br />

الإدخارية أما بالنسبة لأسعار الصرف فقد اعتمدت الجزائر نظام تعويم مدار والعملة المستهدفة فيه هي الدولار،‏ ونلاحظ من<br />

- 121 -


__________________________________________________________________<br />

الوضعية النقدية،‏ ومؤشرات التطور المالي في الجزائر بعد انتهاء برنامج التسهيل الموسع<br />

2002<br />

1998<br />

:<br />

•<br />

ثم بعد ذلك تذبذب بين الانخفاض والارتفاع،‏ وقد يحدث ذلك<br />

و الجدول السابق ارتفاع سعر الصرف بين سنتي بعض الآثار على القطاع المالي وعلى الاقتصاد.‏<br />

بسبب الترابط بين النظم المالي في البلدان المختلفة من خلال التدفقات المالية وأسواق رأس المال والتجارة<br />

آثار انتقال العدوى الخارجية،‏ فإن انتقال الأزمات المالية عبر الحدود يصبح متوقعا،‏ وقد يؤثر ذلك على تنافسية البلد<br />

أما بالنسبة للجزائر فإن درجة اندماجها في الاقتصاد الدولي ضعيفة جدا فهي غير مرتبطة بالأسواق الدولية إلا من خلال تعاملات<br />

التجارة الخارجية.‏<br />

وبشكل عام فإن هذه المؤشرات الكلية تظهر إيجابية في يئة المناخ الملائم للنظام المالي وبالتالي تؤثر عليه بشكل إيجابي وعلى سلامته<br />

واستقراره،‏ وهو ما قد أشاد به تقرير صندوق النقد الدولي عن النظام المصرفي والمالي في الجزائر حيث أشار إلى أن الجزائر في اتجاه<br />

تنظيم وعصرنة نظامها المالي واستقراره<br />

.<br />

14<br />

:<br />

16<br />

.<br />

15<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-4<br />

تقييم التطور المالي في الجزائر:‏ لقد قام صندوق النقد الدولي في السنوات القليلة الماضية بدراسة تتضمن مجموعة من الأبحاث عن<br />

التطور المالي والنمو فيما يخص بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزءٍ‏ من البلدان النامية،‏ حيث قام أولا ً بتقييم تطور القطاع المالي<br />

لهذه البلدان،‏ وثانيا ً تحليل أداء المنطقة على امتداد الفترات الزمنية مقارنة ببضع مناطق أخرى.‏<br />

وقد قام خبراء الصندوق بتقييم تطور القطاع المالي لبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن طريق دراسة ستة قضايا تمثل كل<br />

منها جانبا ً مختلفا ً من جوانب التطور المالي وهي<br />

القطاع النقدي والسياسة النقدية.‏<br />

تطور القطاع المصرفي.‏<br />

التنظيم والرقابة.‏<br />

القطاع المالي غير المصرفي.‏<br />

الانفتاح المالي.‏<br />

المناخ المؤسسي.‏<br />

القطاع النقدي والسياسة النقدية:‏ يدرس صندوق النقد الدولي في هذا اال مدى استخدام الأجهزة التنظيمية لأدوات<br />

السياسة النقدية غير المباشرة مقارنة باستخدام القيود المباشرة على أسعار الفائدة وتخصيص الائتمان،‏ كما يضع تقييم ًا لمختلف<br />

أنواع الأوراق المالية الحكومية المتوفرة وكيفية توزيعها،‏ ويحاول رصد درجة اعتماد الاقتصاد على النقد.‏<br />

القطاع المصرفي:‏ إن المنطق الاقتصادي وراء دراسة قضية القطاع المصرفي هو لمعرفة مدى التطور المالي،‏ حيث يتم بحث مدى<br />

تطور أسواق البنوك التجارية ومدى سهولة الحصول على الائتمان المصرفي،‏ ويجد أن مستوى كفاءة البنوك التجارية التي تعمل في<br />

مناخ تنافسي ترتفع أكثر من مثيلاا التي تعمل في ظل القيود الحكومية،‏ إذ أن ّ المناخ التنافسي يوفر درجة أقل من التدخل الحكومي<br />

المباشر والتركز السوقي،‏ ويسمح بدخول البنوك الأجنبية،‏ أما القيود الحكومية على الجهاز المصرفي ‏(كالحدود القصوى لأسعار<br />

الفائدة والمستويات المرتفعة للاحتياطي الإلزامي وارتفاع الضرائب التضخمية،‏ برامج الائتمان الموجه،‏ والعقود التواطئية بين<br />

المؤسسات العامة والبنوك)‏ تؤدي إلى كبح التطور المالي أو ما يسمى الكبح المالي والذي يعتبر صفة رائجة في البلدان النامية.‏<br />

التنظيم والرقابة:‏ إن َّ التنظيم والرقابة الملائمين في القطاع المصرفي يمثلان جانبا ً مهما ً من جوانب تطور القطاع المالي،‏ وينبغي<br />

أن تضمن الأجهزة التنظيمية حماية مصالح المودعين،‏ مما يعزز بدوره الثقة في القطاع المصرفي ويسهل عملية الوساطة المالية،‏ وينطوي<br />

هذا اال على تقييم أداء البنوك فيما يتعلق بالحد الأدنى القانوني لكفاية رأس المال ومخصصات مواجهة القروض المتعثرة،‏ كما<br />

ينطوي على جملة أمور أخرى منها تقييم الشفافية والانفتاح في المناخ التنظيمي وغيرها...‏ إلخ.‏<br />

القطاع المالي غير المصرفي:‏ وتنظر هذه الدراسة في هذا اال فيما إذا كانت هناك مؤسسات مالية غير مصرفية،‏ وهو يميز<br />

أيضا ً بين البلدان التي تتسم فيها أسواق الأسهم والرهونات والسندات والتأمين بنشاط تعامل كبير والبلدان التي توجد فيها هذه<br />

المؤسسات بالاسم فقط.‏<br />

- 122 -


________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

-5<br />

-6<br />

الانفتاح المالي:‏ إن َّ الدراسة المنطقية وراء هذه القضية أنه أصبحت درجة انفتاح المؤسسات المالية عنصرا ً متزايد الأهمية في التقدم<br />

المالي ككل،‏ وذلك في ظل التوجه العام نحو العولمة وتكامل أسواق رأس المال العالمية،‏ وتقيم دراسة الانفتاح المالي ما إذا كانت هناك<br />

قيود قوية على تداول الأجانب أو المقيمين للأصول المالية أو العملة،‏ وما إذا كان نظام صرف العملة يسير بسلامة ويخلو نسبيا ً من<br />

مظاهر التدخل...إلخ.‏<br />

المناخ المؤسسي:‏ يعتبر المناخ القانوني والسياسي الذي يعمل في إطاره النظام المالي من المحددات المهمة لأنواع الخدمات التي<br />

يمكن أن تقدمها المؤسسات المالية ومدى جودا،‏ وفي العديد من البلدان النامية لا تحبذ البنوك منح قروض إذا كان النظام القضائي<br />

غير كفء،‏ أو إذا كانت الطبقة البيروقراطية والمؤسسات السياسية الفاسدة تقف عائقا ً أمام استرداد القروض المتعثرة،‏ وتحاول هذه<br />

الدراسة المتعلقة بالمناخ المؤسسي الحكم على النوعية المؤسسية ذات الصلة بالنظام المالي.‏<br />

<strong>06</strong><br />

وبعد هذه الدراسة للمحاور الستة السابقة قام خبراء الصندوق بتصنيف البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسب<br />

مؤشر يشمل المحاور الستة كافة ضمن ثلاث فئات لدرجة التطور المالي وهي:‏ الدرجة المرتفعة والدرجة المتوسطة والدرجة المنخفضة كما<br />

في الجدول رقم:‏ ؛ كما تبين من خلال الدراسة أيضا ً أن أداء البلدان في المستويات العليا من التطور المالي تفوق على أداء البلدان<br />

الأقل تطورا ً في كل جانب من جوانب التطور المالي الستة ، غير أن بلدان المنطقة في الثلث الأعلى من مستويات التطور المالي حصلت<br />

على درجات مرتفعة من حيث التنظيم والرقابة والانفتاح المالي،‏ كما سجلت البلدان في الثلث الأوسط من مستويات التطور المالي<br />

درجات معقولة أيضا ً في هذين االين،‏ أما بالنسبة لقوة المناخ المؤسسي والقطاع المالي غير المصرفي فقد حصلت جميع بلدان المنطقة<br />

على درجات ضعيفة.‏<br />

ونستطيع القول إن ّ البلدان الأكثر تقدما ً في مراتب التطور المالي تتسم في الغالب بالخصائص الآتية<br />

استخدام أكثر كثافة للأدوات غير المباشرة في السياسة النقدية.‏<br />

حصص ملكية أقل للقطاع العام في المؤسسات المالية.‏<br />

مقدار أقل من التمويل النقدي لعجز المالية العامة أو انعدام مثل هذا التمويل.‏<br />

درجة أعلى من التنظيم والرقابة الاحترازيين.‏<br />

موارد بشرية تتمتع بمؤهلات أفضل بما في ذلك المهارات الإدارية والمالية.‏<br />

مناخ قانوني أقوى.‏<br />

and Bisat 1997 ، Galbis ،(Jbili<br />

:<br />

:<br />

17<br />

حيث<br />

2003-2000<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

Treichel and Wilson (1996)، Jbili ،Chalk<br />

<strong>El</strong>hage and Fedelino (2001)،Nashashibi<br />

:<br />

)<br />

ولقد فحصت ثلاث دراسات التطور المالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا<br />

إلى أن بعض هذه البلدان أحرزت تقدما ملموسا في التعميق المالي،‏ ولكن<br />

خلص<br />

الأسواق المالية في معظم هذه البلدان ضعيفة وعليها قيود شديدة وتسود فيها ملكية الحكومة وتؤدي قوى السوق دورا محدودا،‏ وخلص<br />

إلى أن معظم البلدان العربية أحرزت تقدما عبر العقد الماضي في مجال الإصلاح<br />

أيضا<br />

المالي ولكنها ما تزال في مرحلة مبكرة من العملية،‏ وتسيطر المصارف التجارية على نظمها المالية وبعضها المصارف العامة،‏ وهناك<br />

عوامل قانونية ومؤسسية ومالية وإقتصادية تعرقل تطور أسواق رأس المال ا،‏ وبالمقارنة فقد خلص<br />

إلى أن القطاعات المالية في مجلس التعاون الخليجي متطورة ومتقدمة تكنولوجيا وأكثر إندماجا في الإقتصاد العالمي من البقية.‏ ولقد<br />

أخذت الباحثة سوزان كرين ورفاقها مجموعة من البيانات عن مجموعة الدول العربية ل أنظمتها المالية بالنسبة لستة<br />

مواضيع كل منها يعبر عن وجهة مختلفة للتطور المالي تتعلق بتطور القطاع النقدي والسياسة النقدية،‏ حجم القطاع المصرفي وهيكله<br />

وكفاءته،‏ تطور القطاع المالي غير المصرفي،‏ جودة التنظيم والرقابة على المصارف،‏ الانفتاح المالي وجودة البيئة المؤسسية،‏ إضافة إلى<br />

مجموعة من البيانات الكلية،‏ وقد وضعوا أرقاما قياسية كقياس تطور كل بلد في كل من هذه االات.‏<br />

- 123 -


__________________________________________________________________<br />

الوضعية النقدية،‏ ومؤشرات التطور المالي في الجزائر بعد انتهاء برنامج التسهيل الموسع<br />

35<br />

،07<br />

وقد أشار تحليل هذه البيانات التي تم جمعها إلى وجود نقاط قوة ونقاط ضعف مشتركة والأداء متباين ويحتاج إلى النهوض<br />

بتطوير القطاع المالي المصرفي وغير المصرفي،‏ وهناك تباين بين هذه الدول في درجة التطور.‏ وبعد ذلك حاولوا وضع رقم قياسي شامل<br />

مزيجا من مؤشرا مختلفا ويخدم كمقياس مجمع للتطور المالي وبعد ذلك جمعت البلدان كل الدراسة في خمس فئات هي تطور مالي<br />

عالي جدا وعالي ومتوسط ومنخفض وشديد الانخفاض ؛ وما يهمنا هنا بالنسبة للجزائر فقد كانت النتائج كما يوضحها الجدول رقم<br />

فيظهر أن الجزائر تتميز بتطور مالي منخفض ولم يحدث أي تحسن خلال الفترة،‏ وفي المقابل فقد انتقلت كل من تونس والمغرب<br />

إلى مستوى أعلى من تطور منخفض إلى تطور متوسط خلال الفترة وذلك بسبب جهود الإصلاح المتواصلة.‏<br />

،08 :<br />

:<br />

1<br />

:<br />

أما بالنسبة لعناصر التطور المالي في الجزائر فتظهر من خلال الجدول رقم يظهر من الجدول أن كافة مؤشرات التطور<br />

المالي للجزائر منخفضة عن تونس والمغرب ما عدا مؤشر الانفتاح المالي الذي يظهر مرتفعا في الجزائر بسبب التخفيض من القيود على<br />

دخول الأجانب والتحرير التدريجي لحساب رأس المال،‏ وكذلك عدم تدخل الدولة في نظام العملة.‏ ويظهر كذلك أن أداء المؤشرات<br />

الأخرى في الجزائر منخفض وتطور القطاع المالي غير المصرفي والبيئة المؤسسية ضعيف جدا.‏ وهناك أربع متغيرات تستعمل عادة لقياس<br />

تطور النظم المالية وهذه المتغيرات هي<br />

نسبة النقود إلى الناتج المحلي الإجمالي،‏ نسبة أصول الأموال المودعة في المصارف لإجمالي أصول المصرف المركزي<br />

ومصارف الودائع النقدية،‏ نسبة الإحتياطي النقدي،‏ ونسبة الإئتمان للقطاع الخاص المقدم من مصارف الودائع النقدية إلى الناتج المحلي<br />

الإجمالي،‏ ونقيس هذه المتغيرات الأربعة بحجم القطاع المالي وأهمية الأموال التي توفرها المصارف التجارية وسهولة توفيرها ومدى تقديم<br />

هذه الأموال إلى القطاع الخاص.‏ وحتى يتم تحديد اتجاه هذه المتغيرات وآثارها نحلل اتجاه معدل الفائدة والنسب النقدية،‏ والقروض<br />

الممنوحة ومؤشرات سوق الأوراق المالية فيما يلي<br />

مؤشر معدل الفائدة يعتبر من المؤشرات الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار،‏ فقد شرعت الجزائر في تحرير معدلات الفائدة منذ<br />

اية الثمانينات.‏ ويظهر ذلك من خلال الجدول و<br />

رقم 09 رقم 10.<br />

:<br />

(M2)<br />

:<br />

36<br />

-1<br />

-2<br />

الإئتمان المقدم للقطاع الخاص بالنسبة لتصنيف الجزائر وفقا لمستويات التنمية المالية التي طبقها مؤخرا صندوق النقد الدولي،‏<br />

وقد اعتمد على مؤشر ويعطي المؤشرات الكمية والنوعية للقطاع النقدي وحجم القطاع المصرفي والبنية والفعالية ونوعية التنظيم<br />

المصرفي والرقابة،‏ وتنمية الوساطة المالية الغير مصرفية والانفتاح المالي والبيئة المؤسسية،‏ ويوضح ذلك الجدول رقم ؛ توجد بلدان<br />

التعاون الخليجي ولبنان في اموعة الأولى ‏(تنمية مالية عالية )، وتتسم بديناميكية قطاعاا المالية،‏ أما بالنسبة للمجموعة الثانية<br />

تنمية مالية متوسطة-‏ بدأت تحرير قطاعاا المالية،‏ إلا أن هذا الإصلاح لم يكتمل،‏ أما البلدان التي لم تقم بأي إصلاح فتوجد في<br />

اموعة الأخيرة<br />

–<br />

11<br />

.<br />

:<br />

الخلاصة إن طريق الاصلاح الاقتصادي والمالي طويل،‏ وقد بدأت الجزائر هذه المسيرة بداية التسعينات من القرن الماضي،‏ وقد بينت<br />

مؤشرات التطور النقدي اتجاها ملائما للاستقرار تداخلت فيه العديد فيه العوامل لعل أبرزها احتياطات الصرف المتراكمة،‏ وبالنسبة<br />

لمؤشرات التطور المالي فقد أظهرت كذلك اتجاها ايجابيا في يئة المناخ الملائم للتطور المالي وتحقيق السلامة والاستقرار،‏ ورغم ذلك<br />

يبقى التطور المالي منخفض الأداء،‏ فأمامها الكثير من المستويات والجهود المترامية للإصلاح.‏<br />

- 124 -


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

________________________________________________________________________________________________________<br />

1<br />

قائمة الجداول:‏<br />

جدول رقم:‏<br />

البيان<br />

تطور الكتلة النقدية و مكوناا خلال الفترة – 1998 2005<br />

الوحدة:‏ مليار دج<br />

2005<br />

4146,9<br />

2422,7<br />

921<br />

1501,7<br />

1724,2<br />

2004<br />

3738<br />

2160,5<br />

874,3<br />

1286,2<br />

1577,5<br />

2003<br />

3354,9<br />

1631,0<br />

781,3<br />

849<br />

1723,9<br />

2002<br />

2901,5<br />

1416,3<br />

664,7<br />

751,6<br />

1485,2<br />

2001<br />

2473,5<br />

1238,5<br />

577,2<br />

661,3<br />

1235<br />

2000<br />

2022,5<br />

1048,2<br />

484,5<br />

563,7<br />

974,3<br />

1999<br />

1789,4<br />

905,2<br />

440<br />

465,2<br />

884,2<br />

1998<br />

1592,5<br />

826,4<br />

390,4<br />

436<br />

766,1<br />

الكتلة النقدية M 2<br />

1- النقود<br />

‎1-1‎‏-نقود خارج البنوك ‏(ورقية)‏<br />

2-1- نقود كتابية<br />

2- أشباه النقود<br />

Source : - Banque d’Algérie، Evolution économique et Monétaire en Algérie، Rapport 2002، P :111<br />

- Banque d’Algérie، Evolution économique et Monétaire en Algérie، Rapport 2005، P : 185 .<br />

% :<br />

جدول رقم:‏ 2<br />

البيان<br />

تطور هيكل الكتلة النقدية للفترة:‏ 2005-1998<br />

الوحدة<br />

2005<br />

42،58<br />

20،22<br />

22،36<br />

58،41<br />

100<br />

2004<br />

79،57<br />

38،23<br />

41،34<br />

21،42<br />

100<br />

2003<br />

61،48<br />

28،23<br />

33،25<br />

39،51<br />

100<br />

2002<br />

81،48<br />

90،22<br />

91،25<br />

19،51<br />

100<br />

2001<br />

00،50<br />

33،23<br />

74،26<br />

93،49<br />

100<br />

2000<br />

82،51<br />

95،23<br />

87،27<br />

18،48<br />

100<br />

1999<br />

58،50<br />

58،24<br />

49،25<br />

42،49<br />

100<br />

1998<br />

89،51<br />

51،24<br />

37،27<br />

11،48<br />

100<br />

النقود<br />

* نقود ورقية<br />

* نقود<br />

كتابية<br />

أشباه النقود<br />

الكتلة النقدية<br />

المصدر:‏ تم الإعداد انطلاقا من الجدول السابق<br />

جدول رقم:‏ 3<br />

البيان<br />

تطورات الكتلة النقدية مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي للفترة 2005-1998<br />

2005<br />

72،22<br />

9،10<br />

2،55<br />

81،1<br />

0.48<br />

2004<br />

38،16<br />

4،11<br />

61<br />

63،1<br />

0.69<br />

2003<br />

15،18<br />

6،15<br />

5،65<br />

56،1<br />

0.86<br />

2002<br />

18،5<br />

3،17<br />

1،65<br />

53،1<br />

3.33<br />

2001<br />

33،03<br />

3،22<br />

4،58<br />

71،1<br />

6.69<br />

2000<br />

18،26<br />

0،13<br />

3،49<br />

02،2<br />

0.49<br />

1999<br />

75،14<br />

4،12<br />

1،55<br />

81،1<br />

0.84<br />

1998<br />

1،1<br />

1،19<br />

3،56<br />

77،1<br />

17.36<br />

معدل نمو % PIB<br />

% M 2 معدل نمو<br />

معدل السيولة % M2/PIB<br />

سرعة تداول النقود V=PIB/M 2<br />

معامل الاستقرار النقدي=‏<br />

معدل التغير في M 2<br />

معدل التغير في PIB<br />

المصدر:‏ تم الإعداد انطلاقا من تقارير بنك الجزائر السابقة.‏<br />

جدول رقم:‏ 4<br />

البيان<br />

الذهب والعملات<br />

الأجنبية<br />

القروض للدولة<br />

القروض للاقتصاد<br />

تطور مقابلات الكتلة النقدية للفترة 2005-98<br />

الوحدة:‏ مليار دج<br />

2005<br />

4179.4<br />

20.6-<br />

939.3-<br />

1778.3<br />

2004<br />

3119.2<br />

1535<br />

2003<br />

2342.6<br />

423.4<br />

1380.2<br />

2002<br />

1755.7<br />

578.6<br />

1266.8<br />

2001<br />

1310.8<br />

569.7<br />

1078.4<br />

2000<br />

775.9<br />

677.5<br />

993.7<br />

1999<br />

169.6<br />

847.9<br />

1150.7<br />

1998<br />

280.7<br />

723.2<br />

9<strong>06</strong>.2<br />

Source: Banque d’Algérie، ، Rapport 2002، op.cit، P :111<br />

- Banque d’Algérie، Rapport 2005، op.cit، P : 185 .<br />

- 125 -


__________________________________________________________________<br />

الوضعية النقدية،‏ ومؤشرات التطور المالي في الجزائر بعد انتهاء برنامج التسهيل الموسع<br />

البيان<br />

معدل النمو الاقتصادي<br />

معدل البطالة<br />

جدول رقم<br />

- 126 -<br />

5<br />

:<br />

المؤشرات الاقتصادية الكلية للفترة<br />

2005<br />

5,1<br />

15 ,3<br />

2004<br />

5,2<br />

17,7<br />

2005-98<br />

2003<br />

6,9<br />

23,7<br />

2002<br />

4.7<br />

25,1<br />

2001<br />

2,1<br />

27,3<br />

2000<br />

2,2<br />

29<br />

1999<br />

3,2<br />

29<br />

1998<br />

5,1<br />

28<br />

%<br />

رصيد الحساب الجاري ‏(مليار$)‏<br />

الرصيد الإجمالي لميزان المدفوعات ‏(مليار دولار)‏<br />

السعر الموحد للبرميل ‏(دولار للبرميل)‏<br />

إيرادات المحروقات<br />

21,72<br />

16,94<br />

54,64<br />

11,12<br />

9,25<br />

38,66<br />

8,84<br />

7,47<br />

29,03<br />

4,36<br />

3,65<br />

25,24<br />

7,<strong>06</strong><br />

6,19<br />

24,85<br />

8,93<br />

7,57<br />

28,5<br />

0,02<br />

-2,38<br />

17,91<br />

-0,91<br />

-1,74<br />

12,94<br />

-<br />

-<br />

بمليار دولار<br />

بمليار دج<br />

الاحتياطات الإجمالية ‏(مليار$)‏<br />

الدين الخارجي ‏(مليار $)<br />

التضخم<br />

سعر الصرف ‏(مقابل $)<br />

أسعار الفائدة الحقيقية<br />

رصيد الميزانية بمليار دج<br />

المصدر<br />

56,18<br />

3394<br />

56,18<br />

16,485<br />

1,6<br />

73,36<br />

1095,8<br />

43,11<br />

2329,3<br />

43,11<br />

21,411<br />

3,5<br />

72,<strong>06</strong><br />

337,9<br />

32,92<br />

1873,2<br />

32,92<br />

23,203<br />

2,6<br />

77,37<br />

284,2<br />

23,11<br />

1477,1<br />

23,11<br />

22,540<br />

1,4<br />

79,68<br />

6,6<br />

52,6<br />

17,96<br />

1443,9<br />

17,96<br />

22,311<br />

4,2<br />

79,26<br />

4,3<br />

184,5<br />

11,90<br />

1616,3<br />

11,9<br />

25,088<br />

0,34<br />

75,31<br />

8,16<br />

400<br />

4,40<br />

890,9<br />

4,4<br />

28,14<br />

2,6<br />

66,64<br />

7<br />

-11,2<br />

6,84<br />

638,2<br />

6,84<br />

30,261<br />

5<br />

58,74<br />

5,5<br />

-101,3<br />

:<br />

تم الإعداد انطلاقا من<br />

- Banque d’Algérie، rapport 2002، op.cit، pp : 100-118.<br />

- " " " 2005، op.cit، pp : 175-192<br />

- Media banque، évolution du taux de change، le journal interne de la banque d’Algérie n° : 83،<br />

avril/mai 20<strong>06</strong>، p :20.<br />

:<br />

-<br />

بلعزوز بن علي،‏ أثر تغير سعر الفائدة على اقتصاديات الدول النامية-‏ حالة الجزائر،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص:‏ 293.<br />

جدول رقم:‏ 6<br />

عالي<br />

الأردن<br />

الإمارات العربية المتحدة<br />

البحرين<br />

عمان<br />

قطر<br />

الكويت<br />

لبنان<br />

المملكة العربية السعودية<br />

البلد<br />

الجزائر<br />

تونس<br />

المغرب<br />

مراتب التطور المالي لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا<br />

مستوى التطور المالي<br />

متوسط<br />

باكستان<br />

تونس<br />

الجزائر<br />

جيبوتي<br />

مصر<br />

المغرب<br />

موريتانيا<br />

منخفض<br />

جمهورية إيران الإسلامية<br />

الجمهورية العربية السورية<br />

السودان<br />

ليبيا<br />

اليمن<br />

المصدر:‏ سوزان كرين،‏ وآخرون،‏ العمل المصرفي في سبيل التنمية،‏ مجلة التمويل والتنمية،مجلة فصلية تصدر عن صندوق النقد الدولي،‏ عدد:‏ 1 مارس 2003، ص:‏ 28.<br />

جدول رقم:‏ 7 الأرقام القياسية للتطور المالي في الجزائر،‏ تونس والمغرب ‏[على أساس بيانات كمية وكيفية وذات مجال من 0- 10<br />

الرقم القياسي للتطور المالي<br />

[<br />

2003/2002<br />

3.87<br />

5.57<br />

5.54<br />

2001/2000<br />

3.46<br />

4.81<br />

4.76<br />

المصدر : تم الإعداد انطلاقا من:‏ سوزان كرين وآخرون ، تطور القطاع المالي في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، ندوة حول تطور القطاع المالي والنمو الاقتصادي،‏ صندوق<br />

النقد العربي،‏ أبو ظبي،‏ الإمارات العربية المتحدة،‏ 7- 8 ديسمبر،‏ 2003، ص : 113 .


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

________________________________________________________________________________________________________<br />

االات:‏ أقل من = 2.5 منخفض جدا ، 2.51 – 5.0 = منخفض ، -5.1 6.0 = متوسط ، -6.0 7.5 = مرتفع ، أعلى من = 7.5 عال جدا .<br />

جدول رقم:‏ 8 عناصر الرقم القياسي للتطور المالي للجزائر،‏ تونس والمغرب 2003 2002/<br />

[<br />

‏[على أساس بيانات كمية وكيفية وذات مجال من 0- 10<br />

البلد<br />

الرقم القياسي للتطور<br />

القطاع<br />

القطاع المالي غير المصرفي<br />

التنظيم<br />

القطاع النقدي والسياسة النقدية<br />

الانفتاح المالي<br />

البيئة المؤسسية<br />

المصرفي<br />

والرقابة<br />

5.00<br />

5.00<br />

4.46<br />

5.33<br />

4.67<br />

7.70<br />

تونس 5.57<br />

3.22<br />

6.00<br />

5.57<br />

5.33<br />

6.33<br />

5.99<br />

المغرب 5.45<br />

2.22<br />

9.00<br />

5.00<br />

3.33<br />

0.67<br />

4.15<br />

الجزائر 3.87<br />

المصدر :<br />

نفس المرجع ، ص:‏ 114.<br />

أقل من = 2.5 منخفض جدا ، 2.51 – 5.0 = منخفض ، -5.1 6.0 = متوسط ، -6.0 7.5 = مرتفع ، أعلى من = 7.5 عال جدا .<br />

%<br />

جدول رقم :9<br />

مؤشرات معدل الفائدة 2000-92<br />

الوحدة<br />

2000<br />

99<br />

98<br />

97<br />

96<br />

95<br />

البلد 92<br />

4<br />

5.5<br />

-0.3<br />

-4.2<br />

-3<br />

-6.6<br />

الجزائر 15.8-<br />

3.3<br />

5.6<br />

4.5<br />

2.3<br />

2<br />

2.4<br />

المغرب 3.5<br />

2.6<br />

3.0<br />

3.5<br />

3.2<br />

-4.9<br />

0.5<br />

تونس 3.6<br />

بالاعتماد على بيانات صندوق النقد الدولي .<br />

%<br />

جدول رقم : 10<br />

توزيع معدلات الفائدة<br />

الوحدة<br />

2002<br />

2001<br />

2000<br />

95<br />

90<br />

85<br />

* تنمية مالية عالية<br />

7.2<br />

8.1<br />

5.9<br />

6.1<br />

1.0<br />

البحرين -<br />

* تنمية مالية متوسطة<br />

3.3<br />

8.6<br />

-<br />

3.3<br />

8.2<br />

-<br />

2.5<br />

8.2<br />

-<br />

3<br />

0.0<br />

-<br />

-<br />

0.5<br />

-<br />

-<br />

0.3 -<br />

4.3<br />

الجزائر<br />

المغرب<br />

تونس<br />

Source: Jean- claude Berthélemy ، Nawel Bentahar ، Financial Reforms and Financila Development in Arab countries<br />

، Journal of Development and economie Poliecies ، Kuwait ، The Arabpalning institute ، Volume 7 ، N° 1 ، December<br />

2004 ، p: 44.<br />

جدول رقم : 11 نسبة الإئتمان الداخلي للقطاع الخاص إلى إجمالي الناتج المحلي الداخلي الوحدة % .<br />

2002 2001 2000 95 90 85<br />

* تنمية مالية عالية<br />

البحرين 65 60 57 57 30 44<br />

-<br />

54<br />

69<br />

7<br />

54<br />

68<br />

6<br />

59<br />

66<br />

5<br />

48<br />

69<br />

44<br />

34<br />

-<br />

60<br />

32<br />

67<br />

‏*تنمية مالية متوسطة<br />

الجزائر<br />

المغرب<br />

تونس<br />

Source : a partir de: Jean- claude Berthélemy ، Nawel Ben Tahar ، Op.cit ، P : 42<br />

- 127 -


مبربت<br />

__________________________________________________________________<br />

الوضعية النقدية،‏ ومؤشرات التطور المالي في الجزائر بعد انتهاء برنامج التسهيل الموسع<br />

1 Banque d’Algérie، Evolution économique et Monétaire en Algérie، Rapport 2002، P : 111<br />

2 Banque d’Algérie، Evolution économique et Monétaire en Algérie، Rapport 2005، P : 185<br />

المراجع والهوامش :<br />

3 Banque d’Algérie، Evolution économique et Monétaire en Algérie، Rapport 2004، PP : 129 – 134<br />

4 Banque d’Algérie، Rapport 2004، op.cit، P : 134<br />

5<br />

- أنظر<br />

:<br />

محمد لقصاصي،‏ الوضعية النقدية وسير السياسة النقدية في الجزائر،‏ صندوق النقد العربي،‏ أبو ظبي،‏ 2004، ص ص<br />

.15-12 :<br />

6 Banque D’Alger، rapport 200 ، 5op.cit ، P : 71.<br />

7<br />

بريندا جونثاليث – إرموسيبو،‏ استنباط مؤشرات لتوفير إنذار مبكر بالأزمات المصرفية،‏ مجلة التمويل و التنمية،‏ مجلة فصلية تصدر عن صندوق النقد<br />

الدولي،‏ واشنطن ، عدد 02<br />

، جوان،‏ ،1999 ص:‏ . 39<br />

8<br />

أحمد طلفاح،‏ مؤشرات الحيطة الكلية لتقييم سلامة القطاع المالي،‏ المعهد العربي للتخطيط ، الكويت ، أفريل 2005، ص:‏ 02<br />

.<br />

-<br />

9<br />

بول هيلبرز وراسل كروجرو مارينا موريتي،‏ مؤشرات الحيطة أدوات جديدة لتقييم سلامة النظام المالي،‏ مجلة التمويل والتنمية،‏ مجلة فصلية تصدر عن<br />

صندوق النقد الدولي،‏ واشنطن ‏،عدد 03، س<br />

،2000 ص:‏ 52.<br />

10<br />

بول هيلبرز وراسل كروجرو مارينا موريتي،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص:‏<br />

53.<br />

11<br />

أحمد طلفاح ، مرجع سبق ذكره،‏ ص<br />

.12:<br />

12<br />

13<br />

نفس المرجع،‏ ص ص:‏‎14-11‎‏.‏<br />

بلعزوز بن علي،‏ أثر تغير سعر الفائدة على اقتصاديات الدول النامية-‏ حالة الجزائر-‏ أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية،‏<br />

تخصص:‏ تسيير،‏ كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير،‏ جامعة الجزائر،(غ م)‏<br />

، ،.2004/2003 ص ص : 294 ، 304.<br />

14<br />

أحمد طلفاح ، مرجع سبق ذكره ، ص ص<br />

16 -15 :<br />

15 MEDIA BANK، l’Algérie s’est engagé dans ça modernisation، le journal interne de la banque d’Algérie،<br />

N°71.Avril،mai 2004، P : 25.<br />

16<br />

- أنظر:‏<br />

سوزان كرين وآخرون،‏ العمل المصرفي في سبيل التنمية،‏ مجلة التمويل والتنمية،‏ مجلة فصلية تصدر عن صندوق النقد الدولي،‏ عدد:‏ 1 مارس<br />

2003، ص ص:‏‎27.-26‎<br />

17<br />

سوزان كرين وآخرون،‏ تطوير القطاع المالي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،‏ ندوة حول تطور القطاع المالي والنمو الاقتصادي،‏ صندوق النقد العربي،‏<br />

أبو ظبي،‏ الإمارات العربية المتحدة،‏ 7- 8<br />

ديسمبر،‏ 2003<br />

، ص ص<br />

18 : - Nagyeltony ، op.cit ، pp : 141- 158 .<br />

. 116-105 :<br />

- 128 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

تقدير دالة الإدخار العائلي في الجزائر 2005-1970<br />

أحمد سلامي – جامعة ورقلة<br />

د.‏ محمد شيخي-‏ جامعة ورقلة<br />

:<br />

1970<br />

ملخص يعد الإدخار العائلي حجر الزاوية في ارتفاع الإدخار الوطني،‏ وهو أحد الشروط الأولية اللازمة لتحقيق معدل معقول من<br />

النمو الإقتصادي.‏ وسنسعى في هذا المقال إلى التعرف على النموذج الذي يفسر سلوك الادخار العائلي في الجزائر خلال الفترة الممتدة<br />

من إلى<br />

الكلمات المفتاح<br />

.2005<br />

:<br />

الإدخار العائلي،‏ الدخل الدائم،‏ الدخل النسبي،‏ الدخل المطلق،‏ الدخل المؤقت.‏<br />

أولا:‏ الإدخار في النظريات الإقتصادية<br />

هناك دراسات عديدة تبحث في علاقة الادخار<br />

هي:‏<br />

الافتراض الكلاسيكي<br />

افتراض الدخل المطلق<br />

افتراض الدخل النسبي<br />

افتراض الدخل الدائم<br />

افتراض دورة الحياة<br />

افتراض تايلور<br />

بالمتغيرات<br />

المفسرة له،‏ و يمكن القول<br />

أن هذه الدراسات<br />

تدور حول ستة افتراضات،‏<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

-1<br />

و لكل من هذه الافتراضات مسلماته.‏ و سوف نستعرض في هذا المقال باختصار شديد لهذه المسلمات،‏ و نوضح كيف يتأثر الادخار<br />

العائلي بمتغيرات كل نموذج مفترض.‏ و من ثم تصبح المشكلة تحديد نوع الافتراض الادخاري الذي يتبعه الفرد الجزائري.‏ و هذا هو<br />

صلب البحث الحالي.‏<br />

افتراض النموذج الكلاسيكي:‏ يفترض الكلاسيك أن الأفراد يقومون أولا بتحديد ما يريدون إدخاره تبعا لمعدل الفائدة السائد،‏<br />

و بمقابل ذلك ينفقون ما تبقى على السلع و الخدمات.‏ فالإدخار في تفسير الكلاسيك هو عرض لموارد نقدية و يرتبط بصورة مباشرة<br />

شرط أن يكون<br />

و عليه تكون معادلة الإدخار كما يلي:‏ بمعدل الفائدة،‏ و هناك علاقة طردية بينهما،‏ يرمز إلى التفاضل.‏<br />

،<br />

( ∂S<br />

∂i) > 0<br />

، S=S(i)<br />

(i)<br />

(S)<br />

: ∂<br />

تبين هذه العلاقة بأن الإدخار هو دالة تابعة لمعدل الفائدة كما يوضحها الشكل ومعدل الفائدة يعرف على أنه ‏"التعويض<br />

الذي يحصل عليه الفرد ‏(المدخر)‏ لقاء عدم استخدامه لأمواله في إستهلاك آني وتأجيل ذلك لفترة لاحقة.‏ ومقدار التعويض هذا هو<br />

نفس المبلغ الذي يكون فرد آخر ‏(المقترض)‏ مستعدا ً لدفعه لحيازة المال الذي سيمك ِّنه من إستهلاكه وصرفه آنيا في أي وجه يرغب<br />

به"‏ وكلما ارتفع معدل الفائدة زاد إقبال الأفراد على الإدخار على حساب الإستهلاك،‏ و يكون ذلك ابتداء من مستوى معين من<br />

الدخل المتاح،‏ إذن يرى الإقتصاديون الكلاسيك تبرير معدل الفائدة كتعويض عن امتناع و انتظار الإستهلاك ، كما برروا الأجر<br />

كتعويض عن الجهد.‏ و لهذا يبقى معدل الفائدة بالنسبة للنظرية الكلاسيكية هو المحدد الرئيس لقرارات الإستهلاك و الإدخار.‏<br />

2<br />

.1<br />

.<br />

1<br />

-2<br />

افتراض الدخل المطلق ‏(النظرية الكيترية):‏ إن الحديث عن الإدخار أو الإستهلاك يكاد يكون الحديث عن الشيء نفسه،‏ ذلك<br />

أن العوامل التي تحدد الإستهلاك تحدد في نفس الوقت الإدخار.‏ إلا أن الدخل الشخصي المتاح يعتبر المحدد الرئيس للإدخار الشخصي.‏<br />

و يعتبر الدخل الشخصي المتاح ذلك الأجر أو مقابل العمل الذي يبذله الفرد،‏ و يكون غالبا موجه لإقتناء أو إستهلاك حاجيات إما<br />

دائمة أو غير دائمة.‏ فعندما تنفق العائلة أموالها في الإستهلاك نقول أا استهلكت دخلها تحت قيد ميزانيتها،‏ لأن هذه العائلة لا<br />

- 129 -


________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دالة الإدخار العائلي في الجزائر 2005-1970<br />

تستطيع إستهلاك حاجيات أكبر من دخلها إلا في حالة الإقتراض من جهات أخرى.‏ و الدخل العائلي هو أموال تتصرف فيها العائلة<br />

كما تشاء لأا أموال متاحة،‏ لذا نطلق على هذا النوع من الدخل بالدخل العائلي المتاح<br />

revenu disponible des )<br />

"<br />

"<br />

.<br />

4<br />

3<br />

. (ménages<br />

إن َّ كيتر يمثل الفكر الإقتصادي المعاصر،‏ و قد سلم الإقتصاديون المعاصرون أن الدخل هو العامل الأساسي الذي يحدد<br />

مقدار الإستهلاك والإدخار"‏ كما ذكر كيتر أن الإدخار عبارة عن فضلة متبقية من الدخل بعد الإنفاق على<br />

و منافيا لما قاله الكلاسيك،‏ فقد اعتبر أن الدخل هو المتغير الأساسي و أن المدخرين ينظمون إستهلاكهم حسب الدخل<br />

المتحصل عليه؛ أي أن الفرد يستهلك حسب دخله و ما تبقى من هذا الأخير يدخره.‏ وإذا سلمنا فرضا بالمقدمتين الأوليتين مع كيتر<br />

والمعاصرين له من الإقتصاديين،‏ يصبح للدخل تأثير في حجم الإدخار و الإستهلاك،‏ فإذا ازداد دخل الفرد فلابد أن يزداد إدخاره<br />

الشخصي إذا لم يزد إستهلاكه،‏ وكذلك إذا انخفض دخل الفرد فينخفض إدخاره إذا لم يقلل من إستهلاكه.‏ كما اعتبر كيتر أن حجم<br />

الدخل ليس ثابتا،‏ بل إنه يتغير بتغير حجم الطلب الفعلي أي الإستثمارات.‏<br />

(résidu)<br />

الإستهلاك"‏ ، 5<br />

ربطت النظرية الكيترية إذن الإدخار بالقدرة عليه،‏ وذلك يتبع مستوى الدخل لا سعر الفائدة،‏ فتكون ظاهرة الإدخار<br />

حاصلة ً في اتمعات ذات الدخل العالي.‏ و الأبحاث قد أثبتت أن الميل للإستهلاك يرتفع لدى الطبقات منخفضة الدخل،‏ مما يجعل الميل<br />

للإدخار ضعيفا ً؛ وأن ذوي الدخول المنخفضة لا يستطيعون أن يدخروا إلا نسبة بسيطة من دخولهم،‏ وربما لم يستطيعوا الإدخار مطلقا ً<br />

أو استدانوا.‏ وهذا بخلاف الحال في البلدان الغنية حيث يمكن الإدخار ويتحقق،‏ لتكون نسبته أعلى من نسبة إدخار البلدان متوسطة<br />

الغنى،‏ ثم الأدنى فالأدنى.‏ وشأن كل ما سبق أن يدل على عدم ارتباط الإدخار بسعر الفائدة،‏ بل بالقدرة المادية للمدخر ارتفاعا ً<br />

وهبوطا ً.‏<br />

يعتبر كيتر أن الإستهلاك أهم من الإدخار،‏ لأن هذا الأخير ما هو إلا الجزء المتبقي من الدخل بعد عملية الإستهلاك.‏<br />

فكيتر لم ير في الإدخار إلا عاملا ضارا،‏ ذلك أنه عنصر انكماشي يقل ّل الطلب على السلع.‏ ونقص الطلب الكلي عن السلع الناتج عن<br />

زيادة الإدخار،‏ يؤدي إلى نقص حجم ما ينتجه المنظمون،‏ ومن ثم نقص حجم التشغيل،‏ و بالتالي الوصول إلى البطالة.‏ و قد ركزت<br />

هذه النظرية على أهمية الزيادة في الطلب على سلع الإستثمار بإنقاص الإدخار،‏ و إنه لكي يتحقق التشغيل التام لا بد أن يوجد طلب<br />

إستثمار مساو ٍ للإدخار الذي يحققه الإقتصاد كله عند مستوى التشغيل التام،‏ و أن يتم تحويل جزء من الإدخار إلى الإستثمار.‏ و يرى<br />

كيتر أن الأشخاص الذين يقومون بالإدخار هم ليسوا نفس الأشخاص الذين يقومون بالإستثمار،‏ ولا يرى أن زيادة الإدخار تؤدي<br />

إلى خفض معدلات الفائدة فزيادة الإستثمارات.‏ لأنه يعتبر أن معدل الفائدة يتحدد بطلب النقود وعرضها،‏ كما أن زيادة<br />

الإستثمارات تتوقف على الكفاية الحدية لرأس المال،‏ أي مقدار الأرباح التي تخلفها الأموال المستثمرة ومعدل الفائدة،‏ فمثلا في<br />

الولايات المتحدة أثناء أزمة الثلاثينات انخفض معدل الفائدة إلى حوالي في حين لم يوجد هناك طلب على الأموال كما اعتبر<br />

كيتر أن الميل للإستهلاك والميل للإدخار عدا في ظروف شاذة،‏ وجود الحرب،‏ تضخم نقدي،‏ تغير فجائي في السياسة المالية<br />

يعتمدان على حجم الدخل.‏<br />

-<br />

.<br />

6<br />

%1<br />

-<br />

وقد افترض كيتر أن متوسط الإستهلاك يتناقص بينما يتزايد متوسط الإدخار مع زيادة الدخل . 7 و يتكون الدخل المتاح من<br />

عنصرين أساسيين هما الإستهلاك و الإدخار،‏ و يمكن تمثيل ذلك بالصورة الجبرية التالية:‏<br />

Y = C+<br />

S<br />

⇒<br />

S = Y−C<br />

⇒<br />

S = Y−a−bY<br />

( )<br />

و بافتراض أن ، إذن تصبح معادلة الإدخار كالتالي:‏<br />

حيث:‏<br />

تمثل ذلك الجزء من الإدخار الذي لا يتبع الدخل،‏ ويسمى إقتصاديا بالإدخار الذاتي أو التلقائي حيث(‏ ( ، وتمثل رياضيا<br />

نقطة تقاطع مستقيم دالة الإدخار مع المحور العمودي ‏(محور الإدخار).‏<br />

يمثل الميل الحدي للإدخار،‏ ورياضيا يمثل ميل دالة الإدخار،‏ ويكون محصورا بين الصفر و الواحد<br />

0 < a<br />

. ( 0 < s


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

a<br />

:<br />

-3<br />

إن هذه المعادلة تعبر عن الفترة القصيرة لوجود الثابت ، كما تبين أن الدخل هو أهم عامل يدخل في تحديد مستوى<br />

الإدخار،‏ و ذا فإن دالة الإدخار تتزايد خطيا مع الدخل،‏ مع ملاحظة أن الزيادة في الإدخار تكون بنسبة أقل ؛ ويمكن استنتاج<br />

منحنى دالة الإدخار بيانيا من خلال دالة الإستهلاك،‏ وكقاعدة عامة تتقاطع دالة الإدخار مع المحور الأفقي عندما الإستهلاك يساوي<br />

الدخل،‏ دلالة على أن الإدخار يساوي صفر عند هذا المستوى،‏ و يتضح هذا عند النقطة d في الشكل 2.<br />

افتراض الدخل النسبي ‏(دوزنبري)‏ يرى صاحب هذا الإفتراض،‏ أن الإنفاق الإستهلاكي للأفراد يتحدد تبعا للمحيط<br />

الإجتماعي الذي تعيش فيه الأسرة.‏ فإستهلاك العائلة يزداد إذا جاورت عائلات غنية عما إذا جاورت عائلات فقيرة؛ إذ أن النمط<br />

الإستهلاكي للعائلة سوف يتأثر بالنمط الإستهلاكي لجيراا حرصا منها على الإبقاء على وضع أو مركز إجتماعي يناسب المحيط<br />

الذي تعيش فيه.‏ و عليه،‏ و طبقا لهذا الإفتراض،‏ لا يتحدد الإنفاق الإستهلاكي بالدخل المطلق فقط،‏ و إنما بالدخل النسبي السائد في<br />

المحيط الذي تعيش فيه الأسرة . 8 و لقد أظهر دوزنبري إختلاف سلوك الإدخار لكل من عائلات الزنوج و البيض في مدينة نيويورك<br />

وكولمبس،‏ حيث وجد أن الزنوج يدخرون نسبة أكبر من البيض من نفس المستوى من الدخل.‏ أي أن الميل المتوسط للإدخار للزنوج<br />

أكبر من الميل المتوسط للإدخار للبيض عند نفس مستوى الإدخار.‏<br />

من أهم مسلمات هذا الإفتراض أن الميل المتوسط للإستهلاك لشخص ما،‏ ما هو إلا دالة عكسية لوضعه الإقتصادي نسبة<br />

إلى الأفراد الذين يعيشون معه أو يجاورونه.‏ فإذا كان دخل أحد الأفراد أقل من متوسط الدخل في اتمع،‏ فإنه يميل إلى إنفاق نسبة<br />

كبيرة من دخله حتى يحافظ على مستوى إستهلاكه متوافقا مع نمط الإستهلاك في اتمع،‏ و بذلك فإنه يتميز بارتفاع الميل المتوسط<br />

للإستهلاك.‏<br />

من ناحية أخرى،‏ إذا كان دخل أحد الأفراد أعلى من متوسط الدخل في اتمع،‏ فإنه سوف ينفق نسبة أقل من دخله لكي<br />

يحافظ على مستوى إستهلاكه متوافقا مع نمط الإستهلاك في اتمع،‏ أي أنه يتميز بانخفاض الميل المتوسط للإستهلاك،‏ نظرا لأنه يتمتع<br />

بمستوى دخل يفوق متوسط دخل اتمع . 9 و السبب في ذلك أن هذا الشخص يشعر بالطمأنينة و الإرتياح إذا كان إستهلاكه أكبر<br />

من إستهلاك الأشخاص الآخرين،‏ لذا ربما يكون هذا دافعا له لتخفيضه،‏ بينما لا يشعر بالطمأنينة و الإرتياح إذا كان إستهلاكه أقل<br />

من إستهلاك الآخرين لذا ربما سيرفعه . 10 و هكذا فإن الفرد وفقا لهذه النظرية لا يهتم بمستوى الإستهلاك المطلق و إنما يهتم بمستوى<br />

الإستهلاك النسبي،‏ أي مستوى الإستهلاك مقارنة بمتوسط إستهلاك اتمع الذي يعيش حوله.‏<br />

طبقا للإقتصادي دوزنبري،‏ يحاول الأفراد الإبقاء على مستوى معين من المعيشة.‏ فمستوى الإستهلاك الجاري في نظره لا<br />

يتوقف فقط على الدخل الجاري سواء كان مطلقا أو نسبيا،‏ و إنما يتوقف أيضا على مستوى الإستهلاك الذي تم الوصول إليه في<br />

الفترات القليلة الماضية.‏ السبب في ذلك أنه من الصعب بالنسبة لإحدى الأسر تخفيض مستوى الإستهلاك الذي وصلت إليه،‏ و لكن<br />

من السهل عليها تخفيض نسبة ما يتم إدخاره في أي فترة،‏ من أجل الحفاظ على مستوى الإستهلاك الذي اعتادت عليه الأسرة.‏ و هذا<br />

ما يسمى بأثر الموقف<br />

.(effet de cliquet)<br />

يمكن صياغة دالة الإستهلاك رياضيا كما إقترحها دوزنبري،‏ مع العلم أن نظرية الدخل النسبي تأخذ أشكالا تطبيقية متعددة،‏<br />

11<br />

و على سبيل التحليل الجزئي تكتب هذه الفرضية كما يلي :<br />

حيث أن:‏<br />

إستهلاك الفرد (i) في الفترة<br />

دخل الفرد (i) في الفترة<br />

متوسط دخل الفرد في الفترة<br />

C<br />

Y<br />

it<br />

it<br />

Yt<br />

= a + b<br />

Y<br />

it<br />

.....................................................()<br />

1<br />

b ، و 1 < b ، و 0 < a<br />

.(t)<br />

.(t)<br />

.(t)<br />

:C it<br />

:Y it<br />

:Y t<br />

لا يمثل الميل الحدي للإستهلاك.‏<br />

- 131 -


________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دالة الإدخار العائلي في الجزائر 2005-1970<br />

Y it<br />

(1)<br />

نلاحظ من العلاقة أن انخفاض دخل الفرد سوف يترتب عليه ارتفاع ميله المتوسط للإستهلاك،‏ و هذا ما يؤكد<br />

وجهة نظر دوزنبري من حيث محافظة الفرد على مستوى إستهلاكه حتى عندما ينخفض مستوى دخله.‏ و بضرب طرفي المعادلة<br />

في نحصل على:‏<br />

(1)<br />

C = aY + bY<br />

it<br />

it<br />

t<br />

...................................................( 2)<br />

(i)<br />

Y it<br />

أي أن إستهلاك الفرد في الفترة دالة في مستوى دخله<br />

و بتجميع الأفراد في مجموعة مستهلكين كما في العلاقة<br />

n<br />

Y it<br />

(2)<br />

(t)<br />

() 3<br />

.Y t<br />

و بقسمة الطرفين على<br />

و في مستوى دخل أقرانه ‏(الوسط الإجتماعي الذي يعيش فيه)‏<br />

نحصل على دالة تصلح لتحليل السلاسل الزمنية حيث:‏<br />

∑<br />

i=<br />

1<br />

n<br />

C<br />

it<br />

= a∑Yit<br />

+ nbYt<br />

..........................................<br />

i=<br />

1<br />

نحصل على:‏ (n)<br />

n<br />

∑<br />

t<br />

C<br />

t<br />

t<br />

t<br />

( a+<br />

)<br />

t<br />

n<br />

Cit<br />

Y<br />

i=<br />

1 i=<br />

1<br />

= a<br />

n n<br />

C = aY + bY<br />

=<br />

∑<br />

b Y<br />

t<br />

t<br />

it<br />

nbY<br />

t<br />

+<br />

n<br />

C = KY .......... .......... .......... .......... .......... .......... .(4)<br />

ويجب أن نؤكد على أن سلوك دالة الإستهلاك في الأجل الطويل يعكس تزايد الإستهلاك بنفس نسبة الزيادة في الدخل وذلك عندما<br />

يطمئن المستهلكون إلى الزيادة الدائمة في الدخل،‏ وينتقلون بذلك إلى نمط إستهلاكي أعلى.‏ وهذا يعني أن الميل المتوسط للإستهلاك<br />

؛ و هكذا تمكن فرضية الدخل النسبي<br />

والميل الحدي للإستهلاك متساويان،‏ أي:‏<br />

من التمييز بين دالة الإستهلاك في الأجل القصير ‏(بيانات مقطعية)‏ في العلاقة و يمثل فيها الحد الثابت و تمثل الميل<br />

الحدي للإستهلاك.‏ ودالة الإستهلاك في الأجل الطويل تمثلها العلاقة حيث يساوي فيها الميلان الحدي والمتوسط للإستهلاك ل<br />

و يلاحظ أن الميل الإستهلاكي في الأجل الطويل أكبر من الميل الإستهلاكي في الأجل القصير وبالتحليل على<br />

نطاق مجموعة من المستهلكين،‏ و باستخدام الميل المتوسط للإستهلاك للتخلص من وحدات القياس،‏ يعتمد الميل الإستهلاكي<br />

(a)<br />

،<br />

.(a)<br />

( ) bY t<br />

PMC = pmc = a + b = K<br />

(2)<br />

(4)<br />

(PMC)<br />

(a+b=K)<br />

(pmc)<br />

(PMC)<br />

.K<br />

للأفراد على نسبة أعلى دخل سابق إلى مستوى الدخل الحالي،‏ أي أن:‏<br />

Ct<br />

Y<br />

t<br />

Y<br />

= a + b<br />

Y<br />

max<br />

t<br />

...........................................()<br />

5<br />

:<br />

:Y t<br />

: Y max<br />

: ( a,b)<br />

حيث<br />

يمثل الدخل الجاري؛<br />

يمثل أعلى دخل حصل عليه المستهلك في السابق؛<br />

يمثلان الميلان الحديان للإستهلاك على الترتيب و<br />

و بضرب طرفي المعادلة في نحصل على:‏<br />

هما الدخل الجاري و أعلى دخل حصل عليه المستهلك في السابق.‏<br />

a, b > 0<br />

C<br />

t<br />

= aYt<br />

+ bY max<br />

Y t<br />

(5)<br />

12<br />

و يمكن استنتاج دالة الإدخار كما يلي<br />

حيث<br />

و هذا يعني أن الإستهلاك في الفترة الزمنية<br />

(t)<br />

S<br />

t<br />

= F<br />

( Y , Y max<br />

) = ( 1−<br />

a) Y + ( 1−<br />

b) Y max<br />

t<br />

t<br />

:<br />

( 1− ( و(‏b 1− a)<br />

هما الميلان الحديان للإدخار بالنسبة للدخل الجاري و الدخل الأعلى.‏<br />

يتحدد بمتغيرين<br />

ويتوقع دوزنبري أن الإستهلاك لا يتطور تناسبيا مع الدخل،‏ كما يبين الشكل فعند التراجع أو التدهور في الدخل المتاح،‏<br />

يتناقص الإستهلاك لكن بأقل حدة من الدخل لأن الأفراد يحافظون على مستوى إستهلاكهم و ذلك بالإنقاص من إدخارهم<br />

وعند بداية ارتفاع الدخل يتزايد الإستهلاك لكن أقل نسبة من معدل تزايد الدخل لأن الأفراد هنا يحاولون إعادة تكوين إدخارهم.‏<br />

.(S)<br />

.3<br />

- 132 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

:<br />

-4<br />

افتراض الدخل الدائم ‏(فريدمان)‏ يرى فريدمان أن نظريتا الدخل المطلق و الدخل النسبي قامتا على مفهوم الدخل الجاري<br />

كأساس لدراسة العلاقة بين الدخل و الإستهلاك و بالتالي الإدخار.‏ وكما سبق،‏ فقد رأى كيتر أن الجزء من دخل الأسرة الذي<br />

يخصص للإستهلاك إنما يتوقف على المستوى المطلق لهذا الدخل،‏ في حين أن نظرية الدخل النسبي وجدت أن هذا الجزء إنما يتوقف<br />

على مستوى دخل تلك الأسرة بالنسبة لدخول الأسر ااورة لها،‏ و التي تماثلها على مقياس الدخل.‏ كذلك يرى فريدمان أن الدالة<br />

الأساسية للإستهلاك و بالتالي الإدخار هي دالة تناسبية،‏ مثله في ذلك مثل دوزنبري،‏ إلا أنه يجد أن هذه الدالة ليست علاقة بين<br />

الدخل الجاري و الإستهلاك الجاري الذي أشار إليها كيتر.‏ و لكن العلاقة بين ما أسماه بالدخل الدائم و الإستهلاك الدائم،‏ حيث<br />

تقوم نظرية الدخل الدائم على فرض أساسي،‏ و هو أن الإستهلاك الدائم نسبة ثابتة من الدخل الدائم . 13<br />

و يشير الدخل الدائم إلى متوسط الدخل الذي يتوقع المستهلك الحصول عليه في المستقبل نتيجة لإستغلاله عناصر ثروته،‏<br />

سواء كانت ثروة بشرية أو ثروة مادية.‏ فالفرد يحصل على الأجر من إستغلاله لمهاراته و خبراته و التي تمثل ثروته البشرية،‏ و يحصل<br />

على فوائد أو أرباح من رأسماله المستثمر في أسهم أو سندات أو ودائع أو أصول مادية.‏ و وفقا لذلك فإن الدخل الدائم مفهوم طويل<br />

الأجل لأنه يتحدد بعناصر الثروة التي تتكون عبر فترة طويلة من الزمن نسبيا.‏ و يقاس الدخل الدائم كمتوسط للدخل المتولد من<br />

الثروة عبر عدد من السنوات السابقة و السنة الحالية،‏ أما عن الدخل الجاري فهو يشير إلى الدخل المحقق خلال الفترة الحالية ولذا فهو<br />

يعتبر مفهوم<br />

قصير الأجل . 14<br />

و قد فرض فريدمان أن الدخل الدائم يعتمد على ثلاثة عناصر أساسية هي:‏<br />

أ)‏ الدخل الجاري يحتوي على عنصرين أحدهما دائم و يسمى الدخل الدائم،‏ و أحدهما مؤقت و يسمى الدخل المؤقت،‏ هذا<br />

الأخير لا يتصف بالإستمرارية و هو إما أن يكون موجبا أو سالبا،‏ فعلى سبيل المثال،‏ إذا ارتفعت الأسعار السوقية للأسهم فجأة فإن<br />

الربح الرأسمالي المحقق من بيعها يعتبر دخلا مؤقتا موجبا،‏ و في حالة انخفاض الأسعار نعتبره دخلا مؤقتا سالبا،‏ و لذا فإن<br />

:<br />

Y = Y p<br />

+ Y t<br />

...........................................( 1)<br />

حيث:‏<br />

يمثل الدخل الدائم<br />

يمثل الدخل المؤقت<br />

يمثل الدخل الجاري<br />

و الدخل الدائم هنا هو عبارة عن المتوسط المرجح للقيم السابقة<br />

:<br />

:<br />

:Y<br />

Y p<br />

Y t<br />

و الحالية للدخل أي:‏<br />

Y<br />

p<br />

= α1YT<br />

+ α<br />

2YT<br />

−1<br />

+ α<br />

3YT<br />

−<br />

⎧α<br />

1<br />

+ α<br />

2<br />

+ α<br />

3<br />

+ ... = 1<br />

⎪<br />

⎨ et<br />

⎪<br />

⎩α<br />

1<br />

> α<br />

2<br />

> α<br />

3<br />

> ...<br />

2<br />

+ ...<br />

أي أن الترجيح متناقص.‏ و عن كيفية قياس الدخل الدائم بشكل مبسط جدا،‏ فقد افترض فريدمان أنه يعتمد على كل من الدخل<br />

الجاري و الدخل السابق عليه،‏ بمعنى أنه يساوي دخل العام السابق بالإضافة إلى نسبة من الفرق بين دخل العام الحالي و دخل العام<br />

السابق عليه،‏ و عليه يمكن اشتقاق المعادلة التالية:‏<br />

حيث:‏ دخل العام السابق،‏ و الدخل الجاري.‏<br />

Y p<br />

( Y − Y−<br />

1) = λY<br />

+ ( − λ) 1<br />

= Y + λ<br />

Y<br />

−1 1<br />

−<br />

: Y<br />

:Y −1<br />

•<br />

، فإذا افترضنا أن(‏‎1‎ = λ (<br />

( 0 < λ < 1)<br />

والم ُلاحظ أن حجم الدخل الدائم يعتمد بدرجة كبيرة على النسبة حيث ) λ (<br />

فمعنى ذلك أن الدخل الدائم يساوي الدخل الحالي.‏ كما أنه إذا افترضنا أن دخل العام الحالي يساوي دخل العام السابق فمعنى ذلك<br />

أن الدخل الدائم يساوي دخل العام الماضي و يساوي دخل العام الحالي،‏ و هذا يؤدي إلى نتيجة هامة و هي أن الفرد سوف يتوقع<br />

حصوله على نفس الدخل خلال الأعوام التالية . 15<br />

- 133 -


________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دالة الإدخار العائلي في الجزائر 2005-1970<br />

و بنفس الطريقة يقسم فريدمان الإستهلاك الجاري إلى عنصر دائم و عنصر مؤقت،‏ أي أن:‏<br />

حيث:‏<br />

الإستهلاك الدائم<br />

الإستهلاك المؤقت<br />

الإستهلاك الجاري<br />

C p<br />

C t<br />

...........................................( 2)<br />

C = +<br />

C p<br />

:<br />

:<br />

:C<br />

C p<br />

C t<br />

و الإستهلاك الدائم هو الإستهلاك الذي يتحدد بالدخل الدائم.‏ أما الإستهلاك المؤقت فإنه قد يفسر باعتباره إستهلاكا غير<br />

متوقع،‏ مثل فاتورة الطبيب غير المتوقعة،‏ فإذا كان موجبا فإن الإستهلاك الجاري للأسرة يعتبر أكبر من الإستهلاك الدائم لها،‏ و إذا<br />

كان سالبا فإن الإستهلاك الجاري يعتبر أقل من الإستهلاك الدائم.‏<br />

C t<br />

+<br />

×<br />

×<br />

=<br />

=<br />

() 3<br />

ب)‏ يمكن توضيح الإستهلاك الجاري في المعادلات الآتية التي توضح فروض نظرية الدخل الدائم و علاقات عناصرها بعضها البعض.‏<br />

مادية)؛<br />

الثروة الشخصية ‏(بشرية معدل الفائدة الدخل الدائم الدخل الدائم<br />

نسبة ثابتة الإستهلاك الدائم حيث لدينا:‏<br />

C p<br />

= K × r × W...........................<br />

و حيث أن K يمثل الميل الحدي لإستهلاك الدخل الدائم،‏ و هو يعتمد على متغيرات متعددة،‏ منها بشكل خاص معدل الفائدة<br />

الثروة غير البشرية إلى الثروة الكلية ‏(البشرية+‏ المادية)(‏W‏)‏ ، و عوامل أخرى مثل:‏ العمر،‏ الذوق،‏ الجنس،‏ العادات...إلخ،‏<br />

،(i)<br />

(u)<br />

( i,<br />

W u)<br />

K = f ,<br />

أي : 16<br />

والدخل الدائم<br />

( W يرتبط بالثروة(‏ ( Y p<br />

)<br />

بالعلاقة النسبية<br />

( Y p<br />

= r × W )<br />

C<br />

p<br />

= KY p<br />

...................................( 4)<br />

، فإنه يمكننا إعادة كتابة العلاقة السابقة بالشكل التالي:‏<br />

وهذا يعني أن دالة الإستهلاك وفقا لفرض الدخل الدائم هي دالة نسبية،‏ تشير إلى أن التغير في الدخل الدائم بنسبة معينة يؤدي لتغير<br />

الإستهلاك الدائم بنفس النسبة،‏ و من ثم فإن الميل الحدي للإستهلاك ثابت عبر الزمن ويساوي الميل المتوسط للإستهلاك،‏ كما يعني<br />

هذا أن تأثير الدخل المؤقت على الإستهلاك الدائم يقترب من الصفر.‏ و منه فالميل المتوسط للإدخار عند جميع مستويات دخل الأسرة<br />

يكون ثابتا،‏ بمعنى أن الأغنياء و الفقراء يخصصون نسبة واحدة من دخلهم للإدخار.‏ لكن هذه النتيجة قد لا تتفق مع الواقع،‏ ذلك أن<br />

درجة تفضيل الإستهلاك الحاضر على الإستهلاك المستقبل ربما لن تكون واحدة عند جميع مستويات دخول الأسر.‏ فنحن نعلم أن<br />

تفضيل إستهلاك الحاضر على الإستهلاك المستقبل بالنسبة للأسرة الفقيرة يكون أكبر منه بالنسبة للأسرة الغنية.‏ مثل هذا التفضيل<br />

يعمل على تخفيض نسبة إدخار الأسر الفقيرة بالنسبة لدخولهم و العكس صحيح بالنسبة للأسر الغنية.‏<br />

=<br />

=<br />

=<br />

Y p1<br />

Y 1<br />

=<br />

ويمكن التعبير عن فرض الدخل الدائم باستخدام الشكل‎4‎‏.‏ فلو أن الدخل الدائم Y، p1 و الدخل الجاري Y، 1 و هو ما<br />

يعني أن الدخل المؤقت ،EG فإن الإستهلاك الدائم يتحدد على أساس الدخل الدائم عند النقطة على دالة<br />

الإستهلاك النسبية عند المستوى C، 1 و في هذه الحالة يزداد الإدخار بمقدار الدخل المؤقت .EG و لو أن الدخل الدائم<br />

والدخل الجاري Y، 2 فإن الجزء المؤقت من الدخل يكون سالبا و عندئذ يتحدد الإستهلاك الدائم عند النقطة D<br />

على دالة الإستهلاك النسبية عند المستوى و في هذه الحالة يتم سحب الجزء من المدخرات السابقة أو يتم إقتراضه<br />

لتمويل المستوى الدائم من الإستهلاك.‏ أما إذا كانت EG زيادة دائمة في الدخل،‏ فإن الإستهلاك الدائم يزداد بالمقدار ،FG و إذا<br />

نقص دائم في الدخل فإن الإستهلاك الدائم ينقص بالمقدارAB وفقا لدالة الإستهلاك الدائم<br />

Y p2<br />

=<br />

E<br />

.<br />

C p<br />

AD<br />

ومقداره .AD<br />

.C 2<br />

C p<br />

C p<br />

=<br />

كانت AD<br />

والإعتقاد الراسخ بين الإقتصاديين المحدثين هو أن فرضية الدخل الدائم تتسق مع نتيجتين بالغتي الأهمية،‏ أمكن التوصل إليهما<br />

من خلال التجربة العملية:‏<br />

- 134 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

أن الميل الحدي للإستهلاك في المدى القصير أقل من الميل الحدي للإستهلاك في المدى الطويل؛<br />

أن الميل المتوسط للإستهلاك في المدى الطويل يميل إلى أن يكون ثابت ًا.‏<br />

-<br />

-<br />

ج)‏<br />

افترض فريدمان أنه ليس هناك علاقة بين:‏<br />

الدخل المؤقت و الدخل الدائم؛<br />

الإستهلاك المؤقت و الإستهلاك الدائم؛<br />

الدخل المؤقت و الإستهلاك المؤقت.‏<br />

يدل الإفتراض الأول على أن الدخل المؤقت عشوائي بالنسبة للدخل الدائم.‏ بينما يشير الإفتراض الثاني إلى أن الإستهلاك المؤقت يعتبر<br />

مستقل عن الإستهلاك الدائم.‏ أما الإفتراض الثالث يدل على أن الإستهلاك المؤقت عشوائيا بالنسبة للدخل المؤقت،‏ و هذا يدل أن<br />

الميل الحدي للإستهلاك من الدخل المؤقت يساوي صفرا ً.‏ و هذا يعني أن الأسرة المحظوظة التي تحصل على دخل مؤقت موجب لن<br />

تغير إستهلاكها ‏(الذي يعتمد على الدخل الدائم)‏ و إنما سوف تدخر الدخل الصافي.‏ و كذلك إذا كانت الأسرة غير محظوظة بما فيه<br />

الكفاية و تحصل على دخل مؤقت سالب،‏ فإا لن تخفض إستهلاكها،‏ و إنما سوف تلجأ بدلا من ذلك إلى تخفيض مدخراا ؛ وفقا<br />

لفرض الدخل الدائم فإن إستهلاك الفترة الحالية قد يتأثر بدخل الفترة السابقة ‏(في حالة السحب من المدخرات)،‏ كما قد يتأثر بدخل<br />

المستقبل ‏(في حالة الإقتراض و السداد من دخل المستقبل).‏ مما تقدم و بإعادة كتابة المعادلة رقم نجد:‏<br />

بتعويض العلاقة (5) في العلاقة رقم<br />

(1)<br />

Y<br />

= Y −<br />

p<br />

Y t<br />

...........................................( 5)<br />

(4)<br />

و بتعويض العلاقة رقم (6) في العلاقة رقم<br />

ينتج:‏<br />

C<br />

= K<br />

( Y − ).....................................( 6)<br />

p<br />

Y t<br />

(2)<br />

نجد الصيغة العامة لدالة إستهلاك فريدمان:‏<br />

( Y − ) ................................( 7)<br />

C = K Y t<br />

+ C t<br />

العلاقة الأخيرة تبين بأن الإستهلاك الجاري ما هو إلا جزءا من الفرق بين الدخل الجاري و الدخل المؤقت زائد إحتمال حدوث<br />

إستهلاك مؤقت ‏(سلبي أو إيجابي).‏ أما دالة الإدخار فهي باقي الدخل بعد عملية الإستهلاك.‏ و يمكن صياغتها كما يلي:‏<br />

حيث α: ثابت قيمته أقل من الصفر،‏ و<br />

S<br />

2<br />

= α + β 1<br />

Y p<br />

+ β Y t<br />

β<br />

2،<br />

β 1<br />

.<br />

-5<br />

•<br />

أقل من الواحد الصحيح.‏<br />

افتراض دورة الحياة ‏(فرانكو موديجلياني):‏ يرى موديجلياني أن سلوك الأفراد يتصف بأم يخططون لمستوى إستهلاكهم<br />

وإدخارهم على مدار فترة زمنية طويلة،‏ بحيث يتحقق لهم أفضل توزيع ممكن للإستهلاك خلال فترة حيام بالكامل،‏ التي يمكن<br />

تقسيمها إلى فترة اللانشاط؛ فترة النشاط و فترة التقاعد.‏ هذه النظرية ترى أن الإدخار ما هو إلا إنعكاس لرغبة الأفراد في الإستهلاك<br />

في المستقبل عندما ينتقلون إلى التقاعد.‏ و قد أظهرت أهمية بعض العوامل التي تؤثر في الإدخار و التي لم يتناولها التحليل الكيتري من<br />

17<br />

قبل،‏ مثل الهيكل العمري للسكان و الإفتراضات التي تقوم عليها هذه النظرية هي:‏<br />

إفتراض أن الفرد يبدأ العمل في سن العشرين دون أن يكون له ثروة،‏ و أن فترة العمل تستمر إلى سن عاما ثم يموت الفرد<br />

عندما يبلغ من العمر عاما؛<br />

يفترض أن الفرد يحصل على دخل ثابت خلال فترة العمل؛<br />

أن الفرد لا يرغب في ترك ثروة لأحد بعد أن يموت،‏ أي أنه يستهلك كافة الأصول في اية حياته؛<br />

أن الفرد يفضل استقرار مستوى الإستهلاك خلال حياته،‏ أي أنه لا يرغب في حدوث تقلبات شديدة في مستوى الإستهلاك؛<br />

عدم وجود سعر فائدة على المدخرات.‏<br />

65<br />

80<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

- 135 -


________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دالة الإدخار العائلي في الجزائر 2005-1970<br />

اعتمادا على هذه الإفتراضات المبسطة التي تقوم على درجة كبيرة من التأكد سواء بشأن مستوى الدخل أو عمر الفرد،‏ فإننا<br />

نستطيع القول بأنه عند أي نقطة زمنية،‏ يوجد في اتمع ثلاثة فئات من العمر،‏ و النظرية تنص على أن إستهلاك الشخص و إدخاره<br />

يختلف خلال فترات عمره،‏ حيث نجد أن فترة شبابه تتميز بإستهلاك كبير و ربما يفوق إستهلاكه الدخل المتحصل عليه في بعض<br />

الأحيان فيلجأ إلى الإقتراض،‏ أما في فترة متوسط العمر فإن إدخاره يصبح أكثر من إستهلاكه،‏ و هذا محاولة منه للمحافظة على نفس<br />

مستوى الإستهلاك،‏ لأن هذه المدخرات سوف تك َون دخله الوحيد بعد تقاعده إلى أن يموت.‏ و هذا ما يوضحه الشكل<br />

.5<br />

وفقا لنظرية دورة الحياة،‏ فإن العائلات في إستهلاكها لا تعتمد على مدخولاا الجارية فقط،‏ بل تأخذ في اعتبارها أيضا أمورا<br />

أخرى،‏ و منها الثروة التي في حوزا.‏ و تقودنا هذه الفرضية إلى صياغة دالة الإستهلاك كما يلي:‏<br />

حيث:‏<br />

الميل الحدي للإستهلاك من الثروة الحقيقية<br />

W<br />

C = a + cY d<br />

..............................(1)<br />

P<br />

- 136 -<br />

⎛ W ⎞<br />

⎜ ⎟<br />

⎝ P ⎠<br />

:<br />

a<br />

: c<br />

: P<br />

الميل الحدي للإستهلاك من الدخل المتاح(‏ ( ؛<br />

يمثل مستوى الأسعار.‏<br />

و من العلاقة<br />

حيث:‏<br />

Y d<br />

(1)<br />

؛<br />

يمكن استخلاص دالة الإدخار نظريا،‏ فتكون كالتالي:‏<br />

W<br />

S = 1<br />

P<br />

( 1−<br />

a) + ( − c) Y d<br />

: ( 1− c) ، ( 1−<br />

a)<br />

-6<br />

يمثلان الميلان الحديان لإدخار الثروة الحقيقة و الدخل المتاح على التوالي.‏<br />

إذن بالنسبة لهذه الفرضية،‏ لكي يكون هناك إدخار معتبر في اتمع،‏ فلابد من توفر هذا الأخير على تشكيلة ديموغرافية شابة.‏<br />

أي أن تكون نسبة الشباب تفوق نسبة الكهول و الشيوخ.‏<br />

افتراض تايلور:‏ اقترح تايلور نموذج لدالة الإدخار على الشكل<br />

بإدخار الفترة السابقة و بالتغير الحاصل في الدخل بين هاتين الفترتين<br />

الشكل التالي:‏<br />

التوالي.‏<br />

S<br />

t<br />

= aSt−1<br />

+ b∆Y<br />

t<br />

وربط تايلور إدخار الفترة الحالية<br />

( ) S t<br />

، ( ∆Y<br />

= Y − Y )<br />

t<br />

t<br />

t−1<br />

،<br />

S<br />

( ) S t−1<br />

t<br />

= β 1<br />

St− 1<br />

+ β<br />

2<br />

∆Y<br />

t<br />

β حيث<br />

2،<br />

β 1<br />

هما الميلان الحديان للإدخار لكل<br />

من<br />

و يمكن صياغة الدالة<br />

( ) S t−1<br />

∆Y t ) ( و<br />

على<br />

على<br />

ثانيا:‏ واقع إدخار العائلات الجزائرية<br />

الجزائر كغيرها من بلدان العالم الثالث تتطلع إلى التنمية،‏ و هي تعتمد دائما على تدفقات مداخيل الدولة من الموارد النفطية،‏<br />

و في حالة تراجع هذه التدفقات فإا تلجأ إلى الإستدانة أو الإقتراض الخارجي.‏ و هذه في الحقيقة لا تعد سياسة إقتصادية بعيدة المدى<br />

و لا يمكن أن نعتبرها بأي حال من الأحوال بأا حل دائم لتمويل الإستثمارت،‏ نظرا للتكاليف الإقتصادية و الإجتماعية و حتى<br />

السياسية،‏ و يبقى اللجوء إلى المصادر الخارجية كآخر حل و مخرج يتخذ،‏ و ذلك بعد الإستغلال الأمثل و العقلاني لمصادر التمويل<br />

الداخلية.‏ فكل مسار للتطور الإقتصادي يجب أن يقوم أولا على تراكم محلي لرأس المال،‏ و إن مثل هذا التراكم لرأس المال يفترض<br />

للوهلة الأولى تعبئة فعالة للإدخار الوطني،‏ و الذي يتضمن إدخار العائلات،‏ ليأخذ على عاتقه تمويل الإقتصاد الوطني و تقليص إلى<br />

أقصى درجة اللجوء إلى الموارد الخارجية.‏<br />

في هذا الجزء الذي نتاول فيه حالة الجزائر،‏ يمكن إعطاء تحليل لتطور إدخار العائلات الجزائرية على مستوى الصندوق<br />

الوطني للتوفير و الإحتياط باعتباره بنك رائد في استقطاب المدخرات العائلية في الجزائر.‏ و هذه المدخرات في اعتقادنا هي المصدر<br />

الطبيعي و الأساسي لتمويل الإستثمارات ؛ وبملاحظة الشكل نجد أن الإدخار منذ سنة<br />

وهذا مرده إلى الدوافع الضعيفة للإدخار على مستوى الصندوق؛ نسبة فائدة على الودائع قليلة،‏<br />

1970<br />

6<br />

و هو يتطور بطريقة بطيئة جدا،‏<br />

و وعود سكن لا جدوى منها.‏


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

1979<br />

1990<br />

إضافة إلى انخفاض الدخل المتاح.‏ في سنة عرف إدخار العائلات إرتفاعا محسوسا نتيجة لإرتفاع الدخل المتاح من جهة<br />

ولتطبيق شعار ‏(إدخار-سيارة)‏ من طرف الصندوق من جهة أخرى.‏ كما تم بيع السكنات للمدخرين،‏ و استمر الإدخار في الزيادة<br />

لغاية سنة في سنة كان إدخار العائلات قد انخفض،‏ و ذلك راجع إلى التطور الحاصل في الإقتصاد الوطني و ما ساد<br />

آنذاك من تحولات و مشاكل إجتماعية و أمنية التي تحد في بعض الأوقات من إدخار الأفراد.‏ لكن بعد سنة ارتفع الإدخار من<br />

جديد حتى سنة أين عاود الانخفاض،‏ و الأسباب في ذلك تتعدد،‏ و منها شدة التضخم بالإضافة إلى وصول مؤشر البطالة<br />

لمستويات خطيرة.‏ بداية من سنة نلاحظ تحسنا ً كبيرا في مستوى الإدخار نتيجة تحسن في الدخل المتاح الذي أخذ ينمو بشكل<br />

سريع خاصة مع تراجع مؤشر التضخم إلى مستويات مريحة.‏ و بلغ الإدخار العائلي أقصاه في سنة<br />

1990<br />

.2005<br />

1995<br />

1994<br />

.1989<br />

إن نمو الإدخار العائلي على مستوى الصندوق بصورة ملفتة خلال الفترة (2005-1995)<br />

يتمثل في ‏"أمل الحصول على عقارات"‏ ؛ سكن أو ملكية عقارية.‏<br />

يرجع كذلك إلى دافع رئيسي<br />

:<br />

1970<br />

ثالثا:‏ النماذج القياسية<br />

من خلال دراستنا النظرية للإدخار قمنا بحصر عدد من المتغيرات المفسرة له،‏ حيث كانت في شكل معطيات سنوية،‏ ابتداءا من سنة<br />

2005. إلى غاية و ذا تكون المتغيرات الإقتصادية الخاضعة للدراسة كما يلي:‏<br />

: (Y )<br />

: (S)<br />

: (I)<br />

الدخل العائلي المتاح(الإسمي)؛<br />

إدخار العائلات الإسمي؛<br />

معدل الفائدة؛<br />

: (YR)<br />

: (SR)<br />

: (IR)<br />

.1<br />

الدخل العائلي المتاح(الحقيقي)؛<br />

إدخار العائلات الحقيقي؛<br />

معدل الفائدة الحقيقي.‏<br />

و يظهر جليا أن المتغيرات الإقتصادية تظهر في شكلين؛ أحدهما إسمي و الآخر حقيقي.‏ بالنسبة للمتغيرات الحقيقية تشير إلى المتغيرات<br />

الإسمية مصححة من أثار التضخم،‏ و قد اعتمدنا هذا التقسيم لغاية مهمة،‏ و هي معرفة ما إذا كانت العائلات تتأثر بخداع النقود؛<br />

أي تأخذ قرارها بالإدخار على أساس القيم الجارية،‏ و هذا يعني أخذ المعطيات بقيمها الجارية،‏ أم أا تعتمد في قرارها على التغيرات<br />

التي تطرأ في القيم الحقيقية للمتغيرات،‏ و هذا يتطلب أخذ المعطيات بالقيم الحقيقية.‏ و المعطيات الإحصائية للمتغيرات الإقتصادية<br />

موجودة في الجدول رقم و يمكن تلخيص هذه النماذج في الأتي:‏<br />

1) St = α + β I t<br />

+ ε<br />

t<br />

ln St = α + β ln I t<br />

+ ε<br />

t<br />

2)<br />

SR = α + β + ε 3)<br />

t<br />

IR t<br />

St = α + β Y t<br />

+ ε<br />

t<br />

1)<br />

ln St = α + β lnY t<br />

+ ε<br />

t<br />

2)<br />

SRt = α + β YR t<br />

+ ε<br />

t<br />

3)<br />

ln SR = α + β ln + ε 4)<br />

t<br />

YR t<br />

t<br />

St<br />

= α Yt<br />

+ β Ymax + ε<br />

t<br />

1)<br />

ln_ St<br />

= α ln_ Yt<br />

+ β ln_ Ymax<br />

+ ε<br />

t<br />

2)<br />

SRt<br />

= α YRt<br />

+ β YRmax + ε<br />

t<br />

3)<br />

ln_ SR α ln_ YR + β ln_ YR + ε 4)<br />

t<br />

=<br />

t<br />

max<br />

t<br />

t<br />

• افتراض النموذج الكلاسيكي:‏<br />

• افتراض النموذج الكيتري:‏<br />

• افتراض نموذج الدخل النسبي:‏<br />

- 137 -


________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دالة الإدخار العائلي في الجزائر 2005-1970<br />

• افتراض نموذج الدخل الدائم:‏<br />

• افتراض نموذج دورة الحياة:‏<br />

S<br />

t<br />

= α Yt<br />

+ β S<br />

t−1 + ε<br />

t<br />

1)<br />

ln S<br />

t<br />

= α lnYt<br />

+ β ln S<br />

t−1<br />

+ ε<br />

t<br />

2)<br />

SRt<br />

= α YRt<br />

+ β SRt−1 + ε<br />

t<br />

3)<br />

ln SR α lnYR<br />

+ β ln SR + ε 4)<br />

t<br />

=<br />

t<br />

t−1<br />

S<br />

ln ε<br />

t<br />

2)<br />

SR<br />

1<br />

3)<br />

ln α + ε 4)<br />

t<br />

= α Yt<br />

+ β Yt<br />

−1 + γ St−<br />

1<br />

+ ε<br />

t<br />

1)<br />

St<br />

= α lnYt<br />

+ β lnYt<br />

−1 + γ ln St−<br />

1<br />

+<br />

t<br />

= α YRt<br />

+ β YRt<br />

−<br />

+ γ SRt−<br />

1<br />

+ ε<br />

t<br />

SRt<br />

= lnYRt<br />

+ β lnYRt<br />

−1 + γ ln SRt<br />

−1<br />

t<br />

t<br />

•<br />

افتراض نموذج تايلور:‏<br />

St<br />

= α St− 1<br />

+ β ∆Yt<br />

1)<br />

ln St<br />

= α ln St− 1<br />

+ β ln ∆Yt<br />

2)<br />

SR = αSR<br />

−1 + β ∆YR<br />

3)<br />

t<br />

t<br />

t<br />

t<br />

رابعا:‏ تقدير دوال الادخار<br />

لقد تم اختبار النماذج السابقة باستخدام طريقة المربعات الصغرى،‏ و لما كان الهدف هو الوقوف على نموذج الادخار الذي يناسب<br />

سلوك إدخار الفرد الجزائري،‏ فإننا قمنا باختيار أفضل نموذج بناسب البيانات،‏ و قد تم هذا الاختيار باتباع عدد من المعايير الاقتصادية<br />

و الإحصائية و القياسية.‏ و باستخدام المعايير المذكورة سابقا استنتجنا أفضل النماذج الإحصائية و يوضحها الجدول‎2‎‏.‏ حيث تبين<br />

نتائج الإنحدار في هذا الجدول أن افتراض الدخل الدائم أعطى أفضل النتائج في صورته اللوغاريتمية عند استخدام الأسعار الجارية<br />

؛ هذا النموذج يوضح أن المتغيرات التي<br />

‏(الثابتة)،‏ و قد تحصلنا على المعادلة المقدرة التالية:‏<br />

تسهم و بدرجة عالية من الثقة في تحديد الإدخار هي الإدخار السابق و الدخل الحالي المتاح،‏ حيث قدر كل من الميل الحدي<br />

للإدخار الحالي من الإدخار السابق و الدخل المتاح الحالي على التوالي ب و و ذا يمكننا اعتبار كل من الإدخار السابق<br />

و الدخل الحالي المتاح أهم المحددات المسؤولة عن سلوك الإدخار لدى العائلات الجزائرية،‏ وقد استنتجنا بأن هذا النموذج هو الأفضل<br />

إحصائيا من خلال النقاط التالية<br />

ln Sˆ<br />

+ 1<br />

0.09lnY<br />

= t<br />

0.89ln St−<br />

.0.09<br />

0.89<br />

:<br />

:<br />

F<br />

F<br />

R 2<br />

أن إشارات و قيم المعاملات المقدرة للمتغيرات التفسيرية تتناسب و إفتراضات النظرية الإقتصادية و الإحصائية؛<br />

أن قيم ستودنت T لجميع المعاملات تختلف معنويا عن الصفر؛<br />

أن قيم و فيشر مرتفعة جدا ً،‏ الأمر الذي يفيد جودة التوفيق،‏ فقيمة معامل التحديد تدل على أن الدالة تشرح<br />

العلاقة الأصلية بنسبة أما قيمة احصاءة فتبلغ مما يؤكد على وجود علاقة بين التغير في قيم<br />

الإدخار و المتغيرات المستقلة الداخلة في تكوين النموذج،‏ و بالتالي النموذج ككل ذو معنوية إحصائية عالية؛<br />

1863,676<br />

.%98,26<br />

<br />

<br />

<br />

Breusch-Godfrey<br />

و أن قيم DW<br />

تشير إلى عدم وجود مشكلة ارتباط ذاتي بين الأخطاء العشوائية؛<br />

<br />

تشير إلى تجانس التباين و التباين الشرطي للبواقي؛ و هذا ما يمكن أن نراه من خلال<br />

أن<br />

تمثيل السلسلة المقدرة و مقارنتها مع بياناا الأصلية في الشكلين‎7‎ و<br />

قيم H.White و Arch-Lm<br />

أن اختبار<br />

8<br />

(Jarque-Bera)<br />

يشير إلى أن البواقي تتوزع توزيعا طبيعيا،‏ كما يبينه الشكل‎9‎‏.‏<br />

<br />

<br />

بمعنى أن الفرضيات التي وضعناها سابقا كانت كلها محققة في هذا النموذج.‏<br />

- 138 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

ln_Y<br />

ln_Y<br />

خامسا:‏ الآفاق المستقبلية لقيم الإدخار العائلي:‏<br />

بعد تحديد النموذج و اختبار صلاحيته تطرقنا إلى المرحلة الأخيرة و هي مرحلة التنبؤ بمكونات دالة الإدخار العائلي.‏ و<br />

بملاحظة المتغيرات المفسرة المكونة لهذه الدالة وجدنا أن عملية التنبؤ ستتوقف على المتغير Y الذي يمثل الدخل المتاح،‏ و للقيام ذه<br />

العملية استخدمنا طريقة بوكس جينكيتر،‏ حيث تطرقنا إلى النقاط التالية:‏<br />

• دراسة استقرارية السلسلة<br />

بتدقيق النظر في الشكل 10 لاحظنا أن السلسلة أخذت ميلا موجبا خلال كل فترة الدراسة،‏ و هذا من شأنه أن يؤثر على<br />

استقرارية السلسلة.‏ و بملاحظة الجدول‎3‎ وجدنا أن دالة الإرتباط الذاتي AC للسلسلة تسمح لنا باستنتاج سريع بأن السلسلة<br />

ذات مركبة إتجاه عام نظرا لوجود تدهور أسي في هذه الدالة و بالتالي فهي غير مستقرة.‏<br />

ln_Y<br />

ln_Y<br />

• إزالة مركبة الإتجاه العام<br />

لأجل ذلك أجرينا الفروقات من الدرجة الأولى للسلسلة الأصلية<br />

الشكل‎11‎ و الجدول<br />

حيث أصبحت هذه الأخيرة مستقرة كما يوضحها<br />

.4<br />

∇ ln_ Y<br />

• التعرف على النموذج:‏<br />

بعد تفحص منحنيات دوال<br />

الأولى.‏<br />

الارتباط البسيطة<br />

و الجزئية للسلسلة<br />

وجدنا أن النموذج يوافق الانحدار الذاتي من الدرجة<br />

• تقدير النموذج:‏<br />

عند تقدير نموذج هذه السلسلة نحصل على النتائج التالية:‏<br />

• إختبار النموذج:‏<br />

LN _ Yˆ<br />

0.158252 + 0.4059LN<br />

_ Yˆ<br />

t<br />

=<br />

t−1<br />

(0.153)<br />

R<br />

2<br />

= 0,99<br />

(0.021)<br />

n = 34<br />

باستعمال اختبار ستودنت اتضح لنا أن المعالم المقدرة لها معنوية إحصائية كما أن اختبار فيشر أكد على المعنوية الكلية<br />

للنموذج،‏ و كذلك بقية الاختبارات الأخرى مثل اختبار توزيع البواقي وغيره أوضحت لنا أن النموذج جيد لا يستدعي تصحيحه<br />

وعليه فهو صالح للتنبؤ.‏ فبالنسبة للسنوات الأربع القادمة يمكن إظهار قيم التنبؤ لقيم الدخل العائلي المتاح في و هو يظهر<br />

بالخط المتقطع.‏ و من ثم يمكن تلخيص نتائج التنبؤ بقيم الإدخار إلى غاية في الجدول<br />

الشكل 12<br />

.5<br />

2009<br />

ونتوقع أن تصل قيمة الإدخار في سنة<br />

على الدولة أن تسعى لإستثمار هذه الموارد.‏<br />

إلى حدود 2009<br />

سادسا ً:‏ أهم نتائج البحث<br />

يمكن تلخيص أهم نتائج إحصائيات جداول المخرجات فيما يلي<br />

38<strong>06</strong>73.210<br />

:<br />

الجدول رقم ‏(‏‎5‎‏):قيم الإدخار المتنبأ ا<br />

الوحدة : مليون د ج<br />

2009 2008 2007 20<strong>06</strong><br />

السنوات 38<strong>06</strong>73,210 347760,837 319437,656 295168,755<br />

الإدخار المتوقع المصدر:‏ من إعداد الباحث.‏<br />

مليون دج،‏ و هي قيمة معتبرة يساهم ا القطاع العائلي،‏ و<br />

- 139 -


________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دالة الإدخار العائلي في الجزائر 2005-1970<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

إن افتراض النموذج الكلاسيكي لا يتماشى والسلوك الإدخاري للعائلات في الجزائر،‏ و لعل من الممكن تفسير ذلك بأن<br />

العائلات الجزائرية و بحكم ديانتها الإسلامية فإا حين تقوم بالإدخار لا تعطي نفس الأهمية التي يعطيها الآخرون لمعدل الفائدة الذي<br />

تحرمه الشريعة الإسلامية.‏<br />

بالنسبة للدخل المطلق لم ينجح في أن يكون مفسرا للسلوك الإدخاري.‏ كما أن استخدام صيغة لوغاريتمية لم يحسن من أداء هذا<br />

الإفتراض.‏ و عليه فإن افتراض الدخل المطلق قد لا يكون بالضرورة أنسب أسلوب إدخاري يتبعه المدخر الجزائري.‏<br />

افتراض الدخل النسبي يعتبر كذلك من الإفتراضات التي لا تتماشى مع سلوك الإدخار لدى العائلات الجزائرية.‏ و يمكن تفسير<br />

هذا الإخفاق في أداء هذا الإفتراض؛ إلى أن الجزائر بشكل عام تعاني من انخفاض في مستوى المعيشة،‏ و عليه،‏ فإن ‏"ظاهرة المحاكاة"‏ لا<br />

تؤدي دورا كبيرا بين غالبية العائلات.‏<br />

لقد أخفق افتراض دورة الحياة في تمثيل سلوك الإدخار،‏ و يمكن لنا تفسير هذا الإخفاق إلى أن الكثير من المستهلكين في مرحلة<br />

الشيخوخة يعيشون على نفقة ذويهم حيث ارتباط الأسرة و توصية الشريعة برعاية الوالدين و الأقارب،‏ و بالتالي فهؤلاء ربما لن<br />

يفكروا في استهلاك الشيخوخة بنفس الأهمية التي تتعلق في ذهن الآخرين ‏(غير المسلمين)‏ و بالتالي لعلهم لن يدخروا لهذه المرحلة،‏<br />

وعليه فإن افتراض دورة الحياة في صيغته التي أوردها موديغلياني قد لا يتناسب مع سلوك إدخار العائلات في الجزائر.‏<br />

• بالنسبة لنموذج تايلور لم ينجح أيضا في تفسير إدخار العائلات الجزائرية.‏<br />

•<br />

إن افتراض الدخل الدائم قد أعطى أفضل النتائج وذا يمكننا اعتبار كل من الإدخار السابق و الدخل الحالي المتاح أهم المحددات<br />

المسؤولة عن سلوك الإدخار لدى العائلات الجزائرية.‏<br />

- 140 -


مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

__________________________________________________________________________________________________________<br />

Unité :10 6 DA<br />

ملحق الجداول و الأشكال البيانية<br />

الجدول رقم معطيات المتغيرات الإقتصادية<br />

Années Epargne Epargne Réelle Revenue Revenue Réelle Taux d'intérêt Taux d'intérêt<br />

(S) (SR) (Y) (YR) (I) Réelle (IR) (IGPC)<br />

1970 137,824 635,134 16782,6 77339,2 0,0350 0,00735 21,70<br />

1971 325,094 1457,821 16914,1 75848,0 0,0350 0,00735 22,30<br />

1972 220,240 949,310 19031,3 82031,5 0,0350 -0,00536 23,20<br />

1973 259,856 1047,8<strong>06</strong> 20861,4 84118,5 0,0350 -0,03397 24,80<br />

1974 342,997 1345,086 27744,2 108800,8 0,0350 0,0<strong>06</strong>77 25,50<br />

1975 412,538 1489,307 33629,5 1214<strong>06</strong>,1 0,0350 -0,05127 27,70<br />

1976 660,457 2201,523 38628,0 128760,0 0,0350 -0,04803 30,00<br />

1977 1114,211 3345,979 45082,4 135382,6 0,0350 -0,07500 33,30<br />

1978 1509,838 3921,657 53313,9 138477,7 0,0350 -0,12116 38,50<br />

1979 2716,169 6390,986 66148,3 155643,1 0,0350 -0,<strong>06</strong>890 42,50<br />

1980 3758,516 8100,250 82010,0 176745,7 0,0400 -0,05176 46,40<br />

1981 2273,708 4273,887 95268,0 179075,2 0,0400 -0,10290 53,20<br />

1982 4842,693 8571,138 109152,0 193189,4 0,0500 -0,01620 56,50<br />

1983 3893,045 6499,240 124135,0 207237,1 0,0725 0,01730 59,90<br />

1984 4029,912 6219,000 134212,0 207117,3 0,0725 -0,01250 64,80<br />

1985 5161,658 7209,020 152644,0 213189,9 0,1000 -0,00240 71,60<br />

1986 7014,486 8724,485 174865,0 217493,8 0,1000 -0,02570 80,40<br />

1987 9347,041 10818,334 178740,0 2<strong>06</strong>875,0 0,1000 0,02720 86,40<br />

1988 10283,389 11238,677 230900,0 252349,7 0,1000 0,04120 91,50<br />

1989 15045,377 15045,377 281500,0 281500,0 0,1000 0,04120 100,00<br />

1990 12076,370 10242,892 357600,0 303307,9 0,1000 -0,<strong>06</strong>700 117,90<br />

1991 15746,980 1<strong>06</strong>11,173 460275,0 310158,4 0,1000 -0,12800 148,40<br />

1992 17119,971 8761,500 579053,0 296342,4 0,1000 -0,21600 195,40<br />

1993 19223,910 8163,019 696400,0 295711,3 0,1000 -0,22500 235,50<br />

1994 16<strong>06</strong>2,035 5285,303 884480,0 291043,1 0,1000 -0,19000 303,90<br />

1995 21977,820 5572,470 1293800,0 328042,6 0,1000 -0,19800 394,40<br />

1996 37495,000 8010,041 1597400,0 341251,9 0,1200 -0,03000 468,10<br />

1997 45021,000 9096,989 1686620,0 340800,2 0,1200 0,04500 494,90<br />

1998 55045,800 10597,959 1945048,3 374479,8 0,0750 0,02500 519,40<br />

1999 67028,390 12570,966 2353508,5 441393,2 0,0700 0,04400 533,20<br />

2000 81418,010 15218,320 2407201,3 449944,2 0,0700 0,<strong>06</strong>660 535,00<br />

2001 98896,786 17736,152 2551633,4 457610,0 0,0500 0,00800 557,60<br />

2002 124083,768 21942,311 2628182,4 464753,7 0,0500 0,02700 565,50<br />

2003 167513,087 28876,588 2773803,3 478159,5 0,0350 0,00900 580,10<br />

2004 216091,883 35973,345 3051183,6 507938,0 0,0250 0,00000 600,70<br />

2005 274436,691 44960,139 3417325,7 559850,2 0,0200 0,00400 610,40<br />

:(1)<br />

www.ons.dz<br />

المصدر:‏<br />

الإدخار(‏S‏):‏ الصندوق الوطني للتوفير و الإحتياط ‏(المديرية المركزية بالجزائر)‏<br />

معدل الفائدة(‏I‏):‏ الصندوق الوطني للتوفير و الإحتياط ‏(مديرية شبكة غرداية)‏<br />

الرقم القياسي للأسعار(‏IGPC‏):‏ الديوان الوطني للإحصائيات،‏ ‏[على الخط]:‏<br />

الدخل العائلي المتاح الس الوطني للتخطيط<br />

(C.N.P)<br />

:(Y)<br />

الجدول رقم (2):<br />

تقدير نموذج الدخل الدائم<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحث بمساعدة برنامج Eviews<br />

- 141 -


________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دالة الإدخار العائلي في الجزائر 2005-1970<br />

(3): الجدول رقم<br />

دالة الإرتباط الذاتي البسيطة و الجزئية ل<br />

الشكل رقم<br />

:(10)<br />

منحنى الدخل العائلي في صورته اللوغاريتمية<br />

LN _Y<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحث بمساعدة برنامج<br />

Eviews<br />

(4) : الجدول رقم<br />

دالة الإرتباط الذاتي البسيطة و الجزئية ل<br />

الشكل رقم<br />

: (11)<br />

منحني السلسلة<br />

∇LN _Y<br />

∇LN _Y<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحث بمساعدة برنامج<br />

Eviews<br />

(2): الشكل رقم<br />

الشكل رقم<br />

دالة الإدخار الكيترية في المدى القصير<br />

:(1)<br />

منحنى الإدخار<br />

الإستهلاك<br />

و الإدخار<br />

C<br />

S = −a<br />

+<br />

sY<br />

(i)<br />

a<br />

الدخل<br />

0<br />

- a<br />

45°<br />

d<br />

Y<br />

المتاح<br />

المصدر:‏ عبد القادر محمد عبد القادر عطية و رمضان محمد أحمد مقلد،‏<br />

النظرية الإقتصادية الكلية،‏ الناشر قسم الإقتصاد بكلية التجارة جامعة<br />

الإسكندرية،‏ مصر،‏‎2005‎ ص.‏<br />

.76<br />

(S)<br />

La source : Bernard Bernier, Yves Simon, initiation à la<br />

macroéconomie, 8 ème édition, Dunod, Paris, p243, 2002.<br />

- 142 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

C<br />

C, S ,Y<br />

Y<br />

(3): الشكل رقم<br />

نظرية الدخل النسبي<br />

الشكل رقم<br />

الإستهلاك<br />

:(4)<br />

E<br />

فرض الدخل الدائم<br />

F<br />

G<br />

C<br />

C<br />

A<br />

Y<br />

C<br />

A<br />

D<br />

S<br />

S<br />

C<br />

B<br />

العودة<br />

التدهور<br />

الزمن<br />

الدخل<br />

الشكل رقم<br />

0 Y 2 Y p2<br />

Y p1 Y 1<br />

المصدر:‏ عبد القادر محمد عبد القادر عطية،‏ و رمضان محمد أحمد مقلد،‏ مرجع سابق،‏ ص 103<br />

:(6)<br />

تطور الإدخار العائلي في الفترة<br />

(2005-1970)<br />

0<br />

La Source : Bernard Bernier, Yves Simon, ouvrage précédent, page 107.<br />

(5): الشكل رقم<br />

الرسم البياني لدورة الحياة<br />

250000<br />

200000<br />

150000<br />

B<br />

الإستهلاك<br />

الدخل<br />

إدخار سالب<br />

إدخار موجب<br />

إقتراض<br />

الدخل<br />

الإستهلاك<br />

الثروة<br />

لات<br />

الإدخار العائلي<br />

D<br />

100000<br />

A<br />

50000<br />

0<br />

1969<br />

1970<br />

1971<br />

1972<br />

1973<br />

1974<br />

1975<br />

1976<br />

1977<br />

1978<br />

1979<br />

1980<br />

1981<br />

1982<br />

1983<br />

1984<br />

1985<br />

1986<br />

1987<br />

1988<br />

1989<br />

1990<br />

1991<br />

1992<br />

1993<br />

1994<br />

1995<br />

1996<br />

1997<br />

1998<br />

1999<br />

2000<br />

2001<br />

2002<br />

2003<br />

2004<br />

2005<br />

20<strong>06</strong><br />

0<br />

السن<br />

كبار السن<br />

متوسطي العمر<br />

صغار السن<br />

الثروة<br />

السنوات<br />

épargne, La Source: Patrick Villieu, macroéconomie consommation et المصدر:‏ الصندوق الوطني للتوفير و الاحتياط و بتصرف من الباحث<br />

Edition la découverte,<br />

Paris, 2002, p43<br />

الشكل رقم السلسلة الأصلية للإدخار بالقيم الجارية بعد<br />

إدخال الدالة اللوغاريتمية الطبيعية و السلسلة المقدرة له وفقا<br />

لنموذج الدخل الدائم<br />

(8): الشكل رقم<br />

انتشار النقاط ثلاثية الأبعاد<br />

للمتغير التابع<br />

و المتغيرات المستقلة<br />

:(7)<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحث،‏ بمساعدة برنامج<br />

E-views<br />

و برنامج<br />

Statistica<br />

(9): الشكل رقم<br />

معاملات التوزيع الطبيعي للبواقي<br />

الشكل(‏‎12‎‏):‏ قيم الدخل العائلي المتاح المتوقعة للسنوات الأربعة القادمة<br />

التنبؤ<br />

. RATS 5.04<br />

Eviews<br />

المصدر :<br />

من إعداد الباحث بمساعدة برنامج<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحث،‏ بمساعدة برنامج<br />

- 143 -


________________________________________________________________________________________________<br />

تقدير دالة الإدخار العائلي في الجزائر 2005-1970<br />

المراجع و الاحالات:‏<br />

1 مفلح عقل،‏ ‏"أسعار الفائدة و اتجاهاا"،‏<br />

،(20<strong>06</strong>/12/25)<br />

‏[على الخط]،‏<br />

http://www.muflehakel.com/part%20one/as3ar_elfa2eda_wa_etejahatha.htm<br />

سامويلسون،‏ علم الإقتصاد،‏ الجزء<br />

،5 المغرب،‏ ،1992 ص .191<br />

2<br />

3<br />

طالي خيرة،‏ نمذجة قياسية لسلوك إدخار العوائل الجزائرية في ظروف التضخم،‏ ‏(مذكرة ماجيستير في العلوم الإقتصادية-‏ غير منشورة،‏<br />

جامعة الجزائر)،‏ الجزائر،‏<br />

،2000 ص .38<br />

خزعل البيرماني،‏ الدخل القومي والاستخدام،‏ الدار الجامعية،‏ الإسكندرية،‏ دون سنة نشر،‏ ص<br />

.141<br />

4<br />

5<br />

Michel Herland, Keynes et la macroéconomie, Economica, Paris, 2000, p 32.<br />

خزعل البيرماني،‏ مرجع سابق،‏ ص<br />

.147<br />

6<br />

7<br />

أحمد حامد نقادي و وليد عرب هاشم،‏ دالة الإستهلاك في الإقتصاد السعودي-‏ دراسة قياسية (1989-1970)، مجلة جامعة الملك<br />

عبد العزيز،‏ الإقتصاد و الإدارة،‏ الرياض،‏<br />

،1991 ص .54<br />

أسامة بن محمد باحنشل،‏ مقدمة في التحليل الإقتصادي الكلي،‏ مطابع جامعة الملك سعود،‏ الرياض،‏<br />

،1999 ص .87<br />

8<br />

أحمد رمضان نعمة االله،‏ إيمان عطية ناصف و محمد سيد عابد،‏ النظرية الإقتصادية الكلية،‏ الدار الجامعية،‏ الإسكندرية،‏<br />

،2003 ص .75<br />

9<br />

عمر صخري،‏ التحليل الاقتصادي الكلي،‏ ديوان المطبوعات الجامعية،‏ الجزائر،‏<br />

،2000 ص .152<br />

10<br />

مجيد علي حسين و عفاف عبد الجبار سعيد،‏ مقدمة في التحليل الإقتصادي الكلي،‏ ط‎1‎‏،‏ دار وائل للنشر،‏ الأردن،‏<br />

2004، ص‎147‎‏.‏<br />

11<br />

12<br />

متولي مختار،‏ النظرية الإقتصادية الكلية مدخل رياضي،‏ عمادة شؤون المكتبات،‏ الرياض،‏<br />

،1993 ص .293<br />

13 مجيد علي حسين و عفاف عبد الجبار سعيد،‏ مرجع سابق،‏ ص<br />

.155<br />

14<br />

عبد القادر محمد عبد القادر عطية،‏ و رمضان محمد أحمد مقلد،‏ النظرية الإقتصادية الكلية،‏ قسم الإقتصاد بكلية التجارة جامعة<br />

الاسكندرية،‏ مصر،‏<br />

،2005 ص .101<br />

15 محمد فوزي أبو السعود،‏ مقدمة في الإقتصاد الكلي مع التطبيقات،‏ الدار الجامعية،‏ الإسكندرية،‏<br />

،2004 ص .50<br />

16<br />

عمر صخري،‏ مرجع سابق،‏ ص<br />

.155<br />

17<br />

أحمد رمضان نعمة االله،‏ إيمان عطية ناصف و محمد سيد عابد،‏ مرجع سابق،‏ ص<br />

.48<br />

- 144 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

آليات أعمال حقوق الإنسان الاقتصادية في الدول العربية<br />

- 145 -<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

حسين عبد المطلب الأسرج - مصر<br />

تمهيد إن اتمع العربى يعانى وبصورة ملحوظة من ضعف حالة حقوق الانسان وبخاصة الاقتصادية منها،‏ فيلاحظ تزايد معدلات<br />

البطالة والفقر فى الدول العربية،‏ وتتراكم انعكاساا السلبية على اتمع المتمثلة في انتشار الجرائم الاجتماعية،‏ وارتفاع نسبة الإعالة<br />

وتأخر سن الزواج،‏ فضلا ً عن الآثار الأمنية والنفسية.‏ ويهدف البحث الى عرض أهم آليات اعمال حقوق الانسان الاقتصادية في<br />

الدول العربية والتي يمكن أن تعظم تمتع المواطنين العرب بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.‏<br />

كلمات مفتاحية : حقوق الانسان،‏ الحقوق الاقتصادية،‏ الدول العربية.‏<br />

تمهيد يؤكد العديد من الخبراء على أن قضية حقوق الانسان تحظى باهتمام متزايد من قبل اتمع الدولي وقد تعاظم هذا الاهتمام<br />

نتيجة عدة عوامل منها<br />

الاول:‏ دور التنظيم الدولي في اصدار العديد من القرارات والتوصل الى العديد من الاتفاقيات التي تتناول تلك الحقوق<br />

وكيفية التمتع ا ومضامينها وذلك باسلوب تفصيلي متزايد وانشاء آليات عديدة في هذا الصدد.‏<br />

الثاني:‏ بروز المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال رصد ومتابعة حقوق الانسان في كافة الدول وانتقاد الحكومات<br />

لتقصيرها او عجزها او تقاعسها او انتهاكها لحقوق الانسان.‏<br />

الثالث:‏ ظهور الوعي لدى الافراد بحقوقهم نتيجة عوامل عدة منها الدور الاعلامي العالمي عبر الفضائيات ونشاط<br />

الجمعيات والمعاهد والمراكز التعليمية في تدريس حقوق الانسان.‏<br />

ويمكن القول بأن الاهتمام العربي قد جاء متأخرا عن الاهتمام العالمي بحقوق الانسان والذى برز بوجه خاص خلال النصف الثاني من<br />

القرن العشرين برغم مشاركة بعض الدول العربية ومن بينها مصر في الاعمال التحضيرية للامم المتحدة وفي صياغة عدد من المواثيق<br />

الدولية الخاصة بحقوق الانسان ؛ فمجال حقوق الانسان هو مجال ما زال بكرا بالنسبة لثقافتنا العربية وآداا وما زال مجهولا بالنسبة<br />

لممارساتنا العربية في االات السياسية والاقتصادية اذ ان حقوق الانسان ما زالت دون تحقيق الحد الادنى منها في الكثير من الدول<br />

العربية.‏<br />

إن اتمع العربي يعانى وبصورة ملحوظة من ضعف حالة حقوق الانسان وبخاصة الاقتصادية منها،فيلاحظ تزايد معدلات<br />

البطالة والفقر فى الدول العربية،‏ وتتراكم انعكاساا السلبية على اتمع المتمثلة في انتشار الجرائم الاجتماعية،‏ وارتفاع نسبة الإعالة<br />

وتأخر سن الزواج،‏ فضلا ً عن الآثار الأمنية والنفسية.‏ ‏.الأمر الذى يؤكد على أن اتمع العربى ما زال أمامه العديد من التحديات<br />

الرئيسية التي ينبغي مواجهتها بصورة سريعة فى مجال اعمال الحقوق الاقتصادية للمواطنين.‏ وتقوم المشروعات الصغيرة بدور رئيسي فى<br />

توفير فرص العمل،الى جانب مساهمتها بنصيب كبير فى اجمالى القيمة المضافة وقيامها بتوفير السلع والخدمات بأسعار فى متناول اليد<br />

لشريحة ضخمة من ذوى الدخل المحدود،وهى تعتبر وسيلة مفيدة لتعظيم التمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية اذا احسن الاستفادة<br />

منها ‏،كما أا قادرة على تدعيم التجديد والابتكار وإجراء التجارب التى تعتبر أساسية للتغيير الهيكلى من خلال ظهور مجموعة من<br />

رواد الأعمال ذوى الكفاءة والطموح والنشاط.‏ وفي هذا البحث،سنتناول بالعرض الموجز لعدد من آليات اعمال حقوق الانسان<br />

الاقتصادية فى الدول العربية والتى يمكن أن تعظم تمتع المواطنين العرب بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.‏ وللوصول إلى هدف البحث<br />

فانه يتم دراسة النقاط التالية


______________________________________________________________________________________________<br />

آليات أعمال حقوق الإنسان الاقتصادية في الدول العربية<br />

المبحث الأول - الارتباط بين التنمية وحقوق الإنسان<br />

يعكس مفهوم التنمية فكرة التكامل بين حقوق الإنسان فالتنمية ‏(الشاملة)‏ هي كما قرر إعلان الحق في التنمية الذي<br />

اعتمدته الجمعية العامة بموجب قرارها الصادر في 4 ديسمبر ‎1986‎عملية اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية شاملة<br />

تستهدف التحسين المستمر لرفاهية السكان بأسرهم والأفراد جميعهم،‏ ورأى هذا الإعلان أن جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية<br />

متلاحمة ومترابطة،‏ وأن تعزيز التنمية يقتضي إيلاء الاهتمام على قدم المساواة لإعمال وتعزيز وحماية الحقوق المدنية والسياسية<br />

والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.‏<br />

128/41<br />

:<br />

1<br />

.<br />

:<br />

2<br />

:<br />

-2<br />

أولا حقوق الإنسان ‏(المفهوم-‏ ‏-الفئات)‏<br />

‎1‎‏-مفهوم حقوق الإنسان عادة ما يعرف الباحثون حقوق الإنسان بأا مجموعة الحقوق التي يتمتع ا الإنسان بوصفه إنسانا.‏<br />

هذا التعريف يجد سنده فيما نصت عليه المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بقولها ‏"يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في<br />

الكرامة والحقوق.‏ وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم البعض بروح الإخاء".‏ وهذه الحقوق هي بذاا مصدر<br />

الشرعية ولا تستمد شرعيتها من أي نظام قانوني وضعي.‏ فإذا أصدرت الدولة الوطنية تشريعا ينتهك حقوق الإنسان لمواطنيها بأن<br />

يحرمهم من حريام الطبيعية مثلا أو يميز بينهم بسبب الدين أو الأصل أو اللغة أو العرق كان هذا القانون عاريا من الشرعية القانونية<br />

وكانت الدولة التي أصدرته عارية من الشرعية السياسية.‏ وحقوق الإنسان في عصرنا هذا لم تعد مجرد مبادئ فاضلة تحض عليها<br />

الأخلاق القويمة أو تعاليم تحض عليها الأديان ولكنها تحولت إلى التزامات قانونية يتعرض من يخالفها لجزاءات على المستويات الدولية<br />

والإقليمية والوطنية<br />

فمصطلح حقوق الإنسان إذن يشير إلى مجموعة الحقوق اللصيقة بالشخصية الإنسانية التي نصت عليها المواثيق الدولية والتي<br />

يتمتع ا الإنسان ولا يجوز تجريده منها لأي سبب كان بصرف النظر عن كل مظاهر التمييز مثل الدين واللغة واللون والأصل والعرق<br />

والجنس وغير ذلك.‏ فحقوق الإنسان حقوق عالمية مترابطة فيما بينها وغير قابلة للتجزئة أو الانتقاص أو التقسيم وسواء كانت حقوقا ً<br />

مدنية و سياسية أو اقتصادية واجتماعية فإا حقوق متساوية ولا تقبل إعطاء أولوية أو أفضلية لإحداها على الآخر بل إا تترابط<br />

بعضها مع بعض بما يجعل ثمة نوعا من التفاعل والتضامن والتضام بينها باعتبار الكرامة الإنسانية هي الجوهر والمبدأ الناظم لكافة<br />

الحقوق،‏ وحماية هذه الكرامة هي الهدف النهائي من إقرارها.‏<br />

-:<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

:<br />

فئات الحقوق يمكن تصنيف حقوق الانسان إلى ثلاث فئات<br />

الحقوق المدنية والسياسية ‏(وتسمى أيضا ً ‏"الجيل الأول من الحقوق")،‏ وهي مرتبطة بالحريات،‏ وتشمل الحقوق التالية:‏ الحق<br />

في الحياة والحرية والأمن؛ وعدم التعرض للتعذيب والتحرر من العبودية؛ المشاركة السياسية وحرية الرأي والتعبير والتفكير<br />

والضمير والدين؛ وحرية الاشتراك في الجمعيات والتجمع.‏<br />

الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ‏(وتسمى أيضا ً ‏"الجيل الثاني من الحقوق")،‏ وهي مرتبطة بالأمن وتشمل:‏ العمل والتعليم<br />

والمستوى اللائق للمعيشة؛ والمأكل والمأوى والرعاية الصحية.‏<br />

الحقوق البيئية والثقافية والتنموية ‏(وتسمى أيضا ً ‏"الجيل الثالث من الحقوق")،‏ وتشمل حق العيش في بيئة نظيفة ومصونة من<br />

التدمير؛ والحق في التنمية الثقافية والسياسية والاقتصادية.‏<br />

ثانيا حقوق الانسان وتطور الفكر التنموي<br />

تطورت مفاهيم التنمية الاقتصادية في الفكر الاقتصادي ففي معظم خمسينيات وبداية ستينيات القرن العشرين كانت فكرة<br />

التنمية مرادفة لاجمالى النمو المحقق،وكانت تعبر عن عملية تراكم لرأس المال المادي والبشرى دف زيادة الدخل القومى.ومع منتصف<br />

الستينيات أصبحت فكرة التنمية أكثر التصاقا بعملية التغير الاقتصادي والاجتماعي.وفى السبعينيات،‏ قام البعض بوضع استراتيجيات<br />

3<br />

، المعاصر


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

.<br />

4<br />

من أجل النمو مع إعادة التوزيع.وحدثت تطورات بعد ذلك أدت الى خلع الناتج القومى عن عرشه،وبرز اتجاه القضاء على الفقر<br />

باعتباره الهدف الحقيقى للتنمية.ومنذ تسعينيات القرن العشرين تم الربط بين القضاء على الفقر وبين النمو بحيث لم يعد يعتبر خصما<br />

له.ويعد تقرير التنمية فى العالم الصادر عن البنك الدولى لعام‎1990‎ نقطة تحول رئيسية فى هذا اال ‏،حيث عرف التنمية على أا<br />

عملية توسيع الخيارات للشعوب<br />

يقرر الفكر الحديث حول التنمية الاقتصادية،‏ أا تعنى التخفيف من حدة الفقر،‏ وتقليل التفاوت في توزيع الدخل،‏ وتخفيض<br />

معدل البطالة،‏ ويمكن تحقيق هذه الأهداف باستخدام مجموعة من أدوات السياسة الاقتصادية المختارة بعناية كبيرة.أما موضوع التركيز<br />

على متوسط الدخل الفردي كهدف للتنمية،فقد أصبح يحتل المرتبة الثانية في الأهمية.‏ وحتى تحقق هذه الأدوات أهدافها يؤكد<br />

أصحاب هذا الفكر على ضرورة القضاء على جمود الهيكل الاقتصادى فى الدول النامية.ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام أدوات<br />

مثل:الإصلاح الزراعي،‏ وتحسين أساليب العمل الزراعي،‏ وتحسين مركز المزارعين والحرفيين والتجار فى مجال التسويق والتسهيلات<br />

الائتمانية فى القطاع المتقدم فى هذه الدول.يضاف الى ذلك ضرورة أحداث تغييرات فى التوجهات ومعتقدات الأفراد والجماعات لتعبر<br />

هذه الجماعات عن قيمتها الخاصة بالنسبة لموضوعات الفقر والتعطل.‏ ولا يقتصر الفكر الحديث على الإجراءات المحلية بل يتجاوز<br />

الحدود الإقليمية،ويطالب بضرورة الطرح العالمى لمشكلة الفقر وتفاوت توزيع الدخل والثروة.ويهدف هذا الإصلاح الى تحسين وضع<br />

الدول النامية فى أسواق سلع ورأس المال للدول الصناعية من أجل تحقيق تحويل قدر أكبر من الدخل والمعرفة الفنية من الدول المتقدمة<br />

الغنية الى الدول الفقيرة.‏ وبصدور تقرير التنمية فى العالم لعام تم التأكيد على أهمية التنمية فى معالجة أبعاد الفقر المتعددة<br />

الجوانب ‏.كما أن الجهود الرامية لزيادة تكامل مختلف أوجه الفكر التنموي،مضت شوطا أبعد من ذلك ‏-فى السنوات الأخيرة-‏ بحيث<br />

بدأت تتعلق بالعدالة والانصاف وحقوق الإنسان وهو ما تجلى فى تقرير التنمية فى العالم لعام<br />

.20<strong>06</strong><br />

2002/2001<br />

:<br />

5<br />

المبحث الثانى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية فى الدول العربية<br />

‏"للفرد وبالفرد"‏ شعار التنمية الاقتصادية في أي دولة في العالم،‏ حيث الفرد هو ‏"الهدف"‏ و"الوسيلة"،‏ وإذا لم تنعكس السياسات<br />

الاقتصادية للحكومات وبرامج الإصلاح الاقتصادي بالإيجاب على مستوى معيشته ونوعية حياته تكون هذه السياسة وهذه البرامج<br />

سياسات وبرامج عقيمة.أيضا فإن ّ التمتع الكامل بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يتطل ّب شيئا من الوقت ، وبالتالي علينا أن<br />

‏"نقيس"‏ التطور عبر الزمان حتى نتثبت من نسق التدرج في التمتع بالحقوق".‏ وهنا يصبح الإشكال كالتالي:‏ في حالة ما يسجل تقدما،‏<br />

هل نعتبر هذا التقدم كاف؟ بعبارة أخرى هل يعد نسق التدرج في إعمال الحقوق كاف؟ وماذا يعني مستوى كاف؟ وكيف نقيس<br />

ذلك؟ في الإجابة على هذا اقترح برنامج الأمم المتحدة للتنمية في تقريره سنة 2000 حول التنمية البشرية منهجية مفيدة تمك ّن من<br />

الاهتداء إلى تحديد معقول للمستوى الكافي في التقدم وذلك بالاعتماد على ما يمكن تسميته بأهداف معيارية أو مرجعية مثلا:‏<br />

الهدف:‏ ضمان إاء الصبيان والبنات حلقة تعليمية كاملة في المدارس الابتدائية فى حدود سنة 2015.<br />

6<br />

أولا:‏ إستئصال الفقر والجوع،‏ الحق في مستوى معيشي كاف وفي تحسين متواصل للظروف المعيشية<br />

يستوجب ضمان مستوى معيشي كاف وفي تحسن متواصل بلا شك معاينة متوسط الدخل ‏(نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي)‏<br />

ونسق نموه عبر الزمان ؛ يحتل معدل الدخل في العالم العربي دولارا ً سنة 2001) موقعا وسيطا بين معدل البلدان النامية<br />

ككل والمعدل العالمي حيث إنه يقارب ضعف الأول ويمث ّل أقل ّ من نصف الثاني.‏ ولكن هذا يخفي التفاوت الكبير بين البلدان العربية<br />

حيث إن ّ متوسط الدخل يتراوح بين 366 دولارا ً أمريكي بموريتانيا و‎16048‎ دولارا ً بالكويت أي بضارب 44 تقريبا!‏ بحيث لو<br />

اعتمدنا على سلم معياري(‏‎2‎‏)‏ متفق عليه بإيلاء درجات قياس تتراوح بين ‎0‎و‎100‎ وتتكون من 5 أصناف<br />

وذلك حسب متوسط الدخل ‏(نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالدولار<br />

وبمقارنة القدرة الشرائية).‏ ولو اعتمدنا على هذا السلم ، نجد أن ّ في 7 بلدان عربية نسبة الإنجاز وبالتالي نسبة التمتع بالحق في<br />

مستوى معيشي كاف ضعيفة جدا ‏(حيث إن ّ متوسط مستوى الدخل متدن ّ جدا)‏ وهي السودان وموريتانيا وجزر القمر واليمن<br />

– 20 ،20 –0)<br />

2341)<br />

(100 – 80 ،80 – 60 ،60 – 40 ،40<br />

- 147 -


______________________________________________________________________________________________<br />

آليات أعمال حقوق الإنسان الاقتصادية في الدول العربية<br />

) ينب 20<br />

وسوريا والصومال ‏.ثم ّ هناك 5 بلدان تشهد نسبة إنجاز ضعيفة غير كافية و‎40‎‏)‏ وهي كل ّ من الأردن والمغرب ومصر<br />

والعراق.‏ أما في ليبيا وتونس والجزائر،‏ فنسبة التمتع بالحق في مستوى معيشي فهي كافية و‎60‎‏)‏ في حين أن ّ في كل ّ من<br />

الكويت والإمارات والبحرين والسعودية وعمان وقطر وبالنظر إلى متوسط الدخل يمكن في أول الأمر استنتاج نسبة إعمال هذا الحق<br />

في كافية ومرضية.‏<br />

) ينب 40<br />

للظروف المعيشية،‏ يجب أن نأخذ بعين الاعتبار نسق ارتفاع متوسط الدخل عبر الزمان وبالتالي نصل إلى استنتاجات<br />

مغايرة إلى حد ما،‏ حيث نرى باستثناء البحرين وإلى حد ما عمان،‏ تراجعا في نسق معدل النمو ‏(معدل سلبي)‏ في كل ّ من الإمارات<br />

والسعودية والكويت بحيث ما يمكن تثبيته أن إعمال الحق في مستوى معيشي كاف وفي تحسين<br />

متواصل في الظروف المعيشية لم يحصل إلا ّ في البحرين وإلى حد ما في عمان.‏ ويلاحظ أن نسبة الفقر المطلق أو المدقع ‏(نسبة السكان<br />

الذين يعيشون تحت عتبة الفقر المقدرة بدولار في اليوم)‏ ضعيفة‎%2.1‎ بالمقارنة بما نجده في مستوى العالم ككل ّ %20.2. هذا<br />

ويجب التأكيد أن ّ هذه النسب وإن كانت متدنية في كل ّ من الأردن والجزائر والمغرب وحتى في مصر وفقا للمراجع الإحصائية الدولية،‏<br />

فهي مرتفعة في اليمن وفي موريتانيا %28.6. وإذا رفعنا عتبة الفقر إلى دولارين في اليوم فسنجد أن ّ نسبة الفقراء يصل<br />

في هذه اموعة إلى %30.1. في غياب معطيات حول السودان وفلسطين والعراق،‏ علينا أن نتوخى الحذر والتحف ّظ إزاء المقولات<br />

الفاقدة للشمولية والتي تقر بأن ّ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد تتمتع بأقل ّ مستوى للفقر شيوعا وعمقا من مجموعات الدول<br />

النامية.‏ ويمكن القول إن ّ ظاهرة الفقر لازالت شائعة في أغلب الأرياف العربية وفي بلدان كاليمن وموريتانيا والسودان والعراق<br />

وفلسطين والصومال.‏ ونظرا لفقدان المعلومات حول تطور نسبة الفقر على مدى السنوات الأخيرة،‏ لا يمكن القول إن هذه البلدان<br />

حق ّقت تقدما في هذا اال.‏ لكن بالاعتماد على المعطيات الواردة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي،‏ فإن ّ ما توصلت إليه كل ّ من<br />

الأردن وتونس والجزائر والمغرب وإلى حد ما مصر،‏ يوحي بإحراز تقدم كاف في استئصال الفقر.‏<br />

.(3)%-1<br />

%-1.1<br />

(%15.7)<br />

%-3.7<br />

ثانيا:‏ الحق في التمتع بالصحة والرعاية الصحية<br />

كفلت المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية الحق في<br />

التمتع بالصحة والرعاية الصحية.‏ ونلاحظ أن ّ نسبة البلدان العربية ككل في التمتع بتجهيزات صحية مرتفعة بالمقارنة بالمعدلات في<br />

البلدان النامية وعلى المستوى العالمي ككل ّ،‏ وفيما عدى السودان حيث أن ّ النسبة البالغة %87 مستقرة والمغرب %86 مع انخفاض<br />

طفيف بين 1990 و‎2000‎‏،‏ فغالبا تتراوح نسبة التمتع ذا الحق بين %90 و‎%100‎ في البلدان العربية الأخرى التي توف ّرت<br />

فيها المعطيات.‏ الا أن ّ ظاهرة سوء التغذية عند الأطفال منتشرة جدا في كل ّ من موريتانيا وعمان وجزر القمر والصومال واليمن حيث<br />

تصل النسبة إلى %46 عند هذا الأخير.‏ أما في سوريا والإمارات والسعودية والعراق والسودان وجيبوتي فتتراوح النسب بين %13<br />

‏(سوريا)‏ إلى %18 في جيبوتي.‏ أما في باقي البلدان العربية فتصل النسبة دون %10 وهي مرضية بالمقارنة ‏(لبنان وتونس ومصر<br />

وحتي فلسطين قبل الانتفاضة).‏ أيضا برغم تمتع البلدان النفطية بمتوسط دخل مرتفع نسبيا،‏ فإن ّ مؤشر سوء تغذية الأطفال بالمقارنة<br />

مرتفع وهذا يعني أن ّ هناك إخلالا ً بإعمال هذا الحق للجميع رغم وجود الإمكانيات.‏<br />

ثالثا:‏ الحق فى التعليم<br />

يمثل رأس المال البشرى عاملا مهما للنمو الاقتصادى وخلق فرص العمل والمشاركة فى العولمة-سواء كان مقيسا بالعمر المتوقع أو<br />

بسنوات الدراسة أو بالخبرة المكتسبة فى سوق العمل أو بمعدلات الإلمام بالقراءة والكتابة أو بمعدلات الالتحاق بالمدارس أو بدرجات<br />

الطلاب فى الاختبارات.ومن المعروف منذ وقت طويل أن توافر رأس المال المادى والبشرى وبخاصة العمالة هو عامل مهم فى تحديد<br />

موقع النشاط الاقتصادى.ويصدق هذا على وجه الخصوص فى اقتصاد تتزايد فيه العولمة وتكثر فيه تنقلات رؤوس الأموال.ورغم أن<br />

رؤوس الأموال الاستثمارية تحتاج الى القوى العاملة الماهرة والمتعلمة كما تحتاج الى القوى العاملة الرخيصة وغير الماهرة،فمن المسلم به<br />

عموما أن النمو وبالتأكيد ارتفاع مستوى المعيشة ‏،يكون استمرارهما أرجح فى وجود قوى عاملة متعلمة تستطيع تطويع مهارا


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

وتنفيذ الأفكار الجديدة.وتفيد الأبحاث الحديثة بأن الدول التى تبدأ بإنتاجيه منخفضة وبقوى عاملة أكثر تعلما تستطيع تضييق فجوة<br />

الدخل الفردى بينها وبين الدول الأكثر ثراء بسرعة من الدول ذات القوى العاملة الأقل تعلما.وقد تبين أيضا أن إسهام الاستثمار<br />

الأجنبى المباشر فى النمو يزداد كلما كانت القوى العاملة أكثر تعلما<br />

.<br />

7<br />

يعتبر التعليم قضية محورية تمس الأمن القومي،‏ وهو الذي يرسم صورة المستقبل لأي دولة باعتباره استثمارا في المستقبل له<br />

عائد ومردود أعلى بكثير من أي استثمار آخر.ولأهمية التعليم كفلته المواثيق والعهود الدولية،‏ المادة من الإعلان العالمي لحقوق<br />

الإنسان الذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1948، والمادتان من العهد الدولي الخاص<br />

بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.‏ وعند النظر الى تحقيق شمولية التعليم الابتدائي ‏:أى ضمان إاء جميع الصبيان والبنات مقررا<br />

تعليميا كاملا في المدارس الابتدائية الحق في التربية والتعليم ‏،(جعل التعليم الابتدائي إلزاميا وإتاحته مجانا للجميع إن ّ ما أنجز عموما<br />

على مستوى العالم العربي ككل ّ أقل ّ مما تحقق في نطاق البلدان النامية أو العالم.‏ زد على ذلك أن ّ كثيرا من البلدان العربية شهدت<br />

تراجعا في هذا الميدان وهي كل ّ من الإمارات والبحرين والعراق واليمن وبدرجة أقل السعودية.‏ وبالتالي فإن ّ المسافة الفاصلة لتحقيق<br />

الهدف ‏(أى شمولية التعليم الابتدائي)‏ لازالت طويلة بالنسبة لكثير من البلدان العربية.‏ فبالمقارنة بالمستوى العالمي،‏ نجد أنه بالاعتماد على<br />

ما أنجز بين سنتي 1991-1990 و‎2001-2000‎ فقد يصعب جدا أو يستحيل إلى حد ما تحقيق هذا الهدف لكل ّ من جيبوتي<br />

والسودان والسعودية واليمن والكويت وعمان وحتى لبنان والمغرب.أما بالنسبة للإمارات والعراق والبحرين وسوريا،‏ ولو أن ّ نسبة<br />

الالتحاق سنة‎2001‎ تعد كافية غير أن ّ التراجع الحاصل بين ‎1991-1990‎و‎2001-2000‎ يجعلنا نستنتج أن ّ هناك احتمالا<br />

كبيرا في حالة ما استمرت الأوضاع على حالها من عدم التوف ّق إلى إنجاز الالتزام الوارد في الألفية.وبالتالي فالبلدان العربية التي حق ّقت<br />

نسبة من الإنجاز كافية ‏(في التمتع بالحق في شمولية التعليم الابتدائي)‏ هي‏:‏ تونس والجزائر وفلسطين وقطر والأردن ومصر.‏<br />

(<br />

(26)<br />

(13، و‎14‎‏)‏<br />

رابعا:‏ الحق في العمل وتطوير مجالات عمل لائقة ومنتجة للشباب<br />

تكفل المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان الحق في العمل،‏ ومن بينها المادة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،وهناك ارتباط<br />

وثيق بين النمو الاقتصادى وخلق فرص العمل،حيث يمثلان معا حلقة مهمة فى أية استراتيجية تستهدف الحد من مشكلة البطالة<br />

المستمرة ولابد أن نسلط الأضواء على ظاهرة البطالة ‏(الحرمان من الحق في العمل)‏ بوصفها ظاهرة تشمل كل الناشطين وكل<br />

الفئات العمرية ذكورا وإناثا.‏ وقد أظهر آخر تقرير لمنظ ّمة العمل الدوليّة الصادر في يناير ‏"الاتجاهات العالمية للشغل"‏<br />

أن ّ نسبة البطالة في ما يسمى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرتفعة جدا وفي صعود مطرد بين 2003-2002-2001<br />

وهي أعلى نسبة بالمقارنة بمناطق العالم الأخرى وتمث ّل تقريبا ضعف المعدل العالمي.‏ وعموما،‏ فإن ّ نسبة البطالة عند النساء أعلى بعدة<br />

درجات مقارنة بتلك التي تتعل ّق بالرجال.‏ ومن جهة أخرى وبالاستناد إلى نفس المرجع،‏ نجد أن ّ نسبة البطالة لدى الشباب تمث ّل ضعف<br />

تلك التي تخص مجموع الناشطين وهي تقدر ب %25.6 سنة 2003 في حين أن ّ المعدل الإجمالي للبطالة يساوي 12.2 في%‏<br />

نفس السنة.‏ و فيما بين عامي 1997 و‎2003‎‏،‏ لم يحدث سوى تحسن طفيف حيث إن ّ معدل البطالة من %26<br />

فقط مما يعني الصعوبة أو الإخفاق في الإنجاز المتصل بحق الشباب في العمل.‏<br />

عام 1997<br />

2004<br />

(23)<br />

إلى %25.6 عام 20<strong>06</strong><br />

.<br />

8<br />

خامسا:‏ الحق فى الحقوق التأمينية والتقاعدية<br />

تعتبر الحقوق التأمينية من أهم الحقوق الاقتصادية الاجتماعية،‏ ويقاس مدى التقدم الاجتماعي بمدى اتساع هذه الحقوق حجما<br />

وتغطية.‏ وتلعب صناديق التأمين والضمان الاجتماعي دورا ً هاما ً في إعمال هذه الحقوق.و بالاعتماد على آخر المعطيات المتوف ّرة دوليا<br />

من طرف إدارة الضمان الاجتماعي والتي مقرها في واشنطن Administration) ،(Social Security يمكن ضبط بعض ملامح<br />

الحماية الاجتماعية الموجودة في 13 دولة عربية وهي الأردن والبحرين والجزائر والسودان والعراق والكويت والمغرب واليمن وتونس<br />

وسوريا وعمان ولبنان وليبيا ومصر.‏ تصنف إدارة الضمان الاجتماعي المذكورة أعلاه فروع الضمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية<br />

إلى خمسة أصناف:‏<br />

- 149 -


______________________________________________________________________________________________<br />

آليات أعمال حقوق الإنسان الاقتصادية في الدول العربية<br />

-1<br />

-2<br />

الشيخوخة والعجز والوفاة ‏(استحقاقات الباقين على قيد الحياة).‏<br />

المرض والأمومة ‏(التعويضات النقدية في حالة المرض واستحقاقات الأمومة).‏<br />

3- حوادث الشغل والأمراض المهنية ‏(التعويضات عند الإصابات وأمراض الشغل).‏<br />

منحة البطالة.‏<br />

المنح أو المخصصات العائلية.‏<br />

-4<br />

-5<br />

يلاحظ في عديد من البلدان العربية أن الحماية الاجتماعية تقتصر على الشيخوخة والعجز والوفاة من جهة،‏ وضد أخطار<br />

إصابات الشغل من جهة أخرى.‏ وهذا هو شأن الأردن،‏ والبحرين،‏ والسودان،‏ والكويت،‏ وسوريا وعمان.‏ ولا تغط ّي الحماية<br />

الاجتماعية الأصناف الستة كل ّها إلا ّ في كل ّ من الجزائر وتونس ؛ وغالبا لا توجد برامج للتأمين ضد خطر البطالة تغطي ولا<br />

مخصصات أو منح عائلية.‏ حسب المعلومات المتوف ّرة.‏ وتخص الحماية الاجتماعية بالأساس العاملين بالقطاع الحكومي والمشتغلين في<br />

القطاع الخاص المهيكل.‏ في كثير من الحالات وفي غالبية البلدان العربية،‏ هناك استثناءات كثيرة حيث إن ّ العاملين في القطاع غير<br />

المهيكل،‏ في القطاع العائلي،‏ في القطاع الزراعي،‏ الصيد البحري وكذلك العمال غير القارين والوقتيين والأجانب ‏(في حالة عدم<br />

وجود اتفاقيات متبادلة)،‏ محرومون غالبا من حقوقهم في الضمان الاجتماعي وبالتالي فنسبة التغطية ضعيفة غالبا باستثناء تونس وإلى<br />

حد ما الجزائر.‏ أما فيما يخص منظومة الحد الأدنى من الأجور،‏ فهي غير متوف ّرة غالبا باستثناء تونس والجزائر والمغرب والأردن وذلك<br />

حسب المعطيات المتوف ّرة لدينا.‏ هذا ويجب الإشارة إلى أن ّ الأجر الأدنى لا يمك ّن غالبا من ضمان نسبة من العيش الكافية ويعتبر<br />

المتحصل على الأجر الأدنى في معايير منظ ّمة العمل الدولية عاملا فقيرا لأن ّ دخل كل ّ فرد مع أسرته أقل ّ من عتبة الفقر المعتمد عليها.‏<br />

: المبحث الثالث<br />

:<br />

آليات اعمال حقوق الانسان<br />

9<br />

الاقتصادية فى الدول العربية<br />

هناك عديد من المحاور والآليات لتعظيم تمتع المواطن العربى بحقوقه الاقتصادية ويتم هنا الاشارة الى عدد من هذه الآليات:-‏<br />

أولا تحسين مناخ الاستثمار<br />

ينصرف تعبير مناخ الاستثمار الى مجمل الأوضاع والظروف المكونة للمحيط الذى تتم فيه العملية الاستثمارية،وتأثير تلك<br />

الأوضاع والظروف سلبا وايجابا على فرص نجاح المشروعات الاستثمارية،وبالتالى على حركة واتجاهات الاستثمارات،وهى تشمل<br />

الأوضاع والظروف السياسة والاقتصادية والاجتماعية والأمنية،كما تشمل الأوضاع القانونية والتنظيمات الإدارية ويساهم تحسين<br />

مناخ الاستثمار بدور رئيسي فى تحسين مستوى المعيشة وتمتع المواطنين بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية من خلال دفع عجلة التنمية<br />

من ناحية،‏ وتحسين حياة الناس بصورة مباشرة<br />

.<br />

10<br />

.<br />

11<br />

:<br />

أ-‏ دفع عجلة التنمية مع تزايد أعداد السكان فان التنمية الاقتصادية هى الطريق لتحسين مستويات المعيشة،ويؤدى مناخ الاستثمار<br />

الملائم لدفع عجلة التنمية عن طريق زيادة الاستثمارات وتحسين مستويات الإنتاجية.فمناخ الاستثمار الجيد يخفض التكاليف غير<br />

المبررة ويقلل من المخاطر ويقضى على العقبات التى تعوق المنافسة.فقد أكد تقرير التنمية فى العام الصادر عن البنك الدولي لعام<br />

أن إجراءات تحسين مناخ الاستثمار أدت الى تضاعف نسبة استثمار القطاع الخاص الى الناتج المحلى الاجمالى فى الصين<br />

والهند.كما أشار التقرير أيضا الى أن زيادة وضوح ومعلومية السياسات يمكن أن ترفع من احتمالية قيام الشركات باستثمارات جديدة<br />

بنسبة تزيد على %30. أيضا يشجع مناخ الاستثمار الجيد على تحسين الإنتاجية،عن طريق إتاحة الفرص والحوافز للشركات لكي<br />

تقوم بتطوير أنشطتها والتوسع فيها واستخدام أساليب أفضل لتنظيم عمليات الإنتاج.كما يساعدها على الدخول والخروج من<br />

2005


ييل<br />

__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

الأسواق بما يساهم فى زيادة الإنتاجية ودفع عجلة التنمية.وقد أشار تقرير التنمية لعام 2005 بأن احتمال قيام الشركات التى<br />

تتعرض للمنافسة القوية بالابتكار أكثر بنسبة لا تقل عن %50 من احتمال قيام الشركات التى لم تتعرض لضغوط المنافسة.‏<br />

ب-تحسين حياة الناس<br />

كما<br />

:<br />

-:<br />

يساهم مناخ الاستثمار الجيد فى تحسين حياة الناس فى العديد من أوجه نشاطهم بصورة مباشرة،‏ وذلك<br />

بصفتهم عاملين:من شأن تحسين مناخ الاستثمار إتاحة الفرص أمام الأفراد للحصول على عمل سواء من خلال العمل<br />

الحر أو من خلال الحصول على عمل بأجر.فمن شأن تحسين فرص العمل حفز الأفراد على استثمار معارفهم<br />

ومهارام،مما يكمل الجهود لتحسين التنمية البشرية.أيضا تستطيع الشركات الأكثر إنتاجية التى تنشأ من خلال مناخ<br />

استثمار جيد،أن تدفع أجورا أفضل وأن تخصص مزيدا من الاستثمارات لبرامج التدريب.‏<br />

بصفتهم أصحاب عمل حر:‏ يساعد مناخ الاستثمار الجيد على تشجيع المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر وأصحاب<br />

الأعمال الحرة للدخول فى الاقتصاد الرسمى،حيث يعمل أكثر من نصف سكان الدول النامية فى الاقتصاد غير<br />

الرسمى.فهذه المشروعات تواجه نفس المشكلات التى تواجهها الشركات الأخرى،بما فى ذلك الفساد،وعدم وضوح<br />

السياسات،وحفظ حقوق الملكية،ومحدودية القدرة على الحصول على التمويل والخدمات العامة.ويؤدى تخفيف هذه<br />

العوائق الى زيادة دخل أصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر وأصحاب الأعمال الحرة،وتمكينهم من توسيع<br />

أعمالهم.‏<br />

بصفتهم مستهلكين:‏ يساعد مناخ الاستثمار الجيد على إتاحة السلع والخدمات وتنوعها من ناحية وتخفيض أسعارها<br />

من ناحية أخرى بما فى ذلك السلع التى يستعملها محدودي الدخل وغير القادرين.‏<br />

بصفتهم مستخدمي للبنية الأساسية والموارد التمويلية والممتلكات:‏ يمكن أن ينتج عن يئة البنية الأساسية وتحسين<br />

شروط الحصول على الموارد التمويلية،وحماية حقوق الملكية،العديد من المزايا التى تستفيد منها كافة فئات اتمع.فمثلا<br />

ساهم بناء الطرق فى المغرب فى زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس الابتدائية من %28 الى ‎68‎‏%.أيضا يؤدى التوسع<br />

فى القدرة على الحصول على الموارد المالية الى مساعدة الشركات على تطوير أعمالها.فضلا عن مساعدة محدودي<br />

الدخل على لدفع مصاريف تعليم أبنائهم،وتحمل نفقات الطوارىء التى تتعرض لها أسرهم.أيضا يساعد تسهيل تملك<br />

الأراضى وتخفيض أسعارها على تشجيع الاستثمار وبناء المصانع وتسهيل الحصول على التمويل اللازم.‏<br />

بصفتهم متلقين لخدمات تمولها الضرائب أو التحويلات:‏ تعتبر أنشطة الشركات المصدر الرئيسى لإيرادات الضرائب<br />

بالنسبة للحكومات.لذا يساهم مناخ الاستثمار الجيد فى توسيع المصادر المتاحة لدى الحكومات للعثور على التمويل<br />

للخدمات العامة،بما فى ذلك خدمات قطاعي الصحة والتعليم،التحويلات النقدية المخصصة للطبقات الفقيرة والمحتاجة<br />

فى اتمع.تؤدى بعض التحسينات التى تجرى على مناخ الاستثمار إلى العديد من المنافع لكافة قطاعات<br />

اتمع،كتحسين استقرار الاقتصاد الكلى،والتقليل من تفشى الفساد،وبعض الإصلاحات الأخرى فى قطاعات أو<br />

أنشطة بعينها،مما يتيح الفرص للحكومات للتأثير فى توزيع هذه المنافع.ويمكن للحكومات أن تضع خطط لهذه<br />

الإصلاحات بحيث تزيد التركيز على صالح محدودي الدخل من خلال التركيز على القيود المفروضة على أماكن<br />

معيشتهم وعلى الأنشطة التى يستفيدون منها،بما فى ذلك مختلف مجالام كعاملين،وأصحاب أعمال حرة<br />

‏،ومستهلكين،ومستخدمي للبنية الأساسية والموارد التمويلية والممتلكات.‏<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

- 151 -


______________________________________________________________________________________________<br />

آليات أعمال حقوق الإنسان الاقتصادية في الدول العربية<br />

ولذا فانه من الضرورى التأكيد على أن بيئة الاستثمار النموذجية لا تقتصر على مجرد منح الاعفاءات الضريبية وتسهيل<br />

اجراءات التسجيل والترخيص،بل تتعداه لتشمل حزمة متكتملة من العناصر الضرورية التى لابد من توافرها مجتمعة منها:-‏<br />

أ-‏ استقرار السياسات الاقتصادية الكلية<br />

ب-‏ وجود منظومة قوانين وأنظمة اقتصادية فعالة وكفؤة مما يتطلب مراجعة القوانين ا وتحديثها لتنسجم مع التوجه العام<br />

لتنشيط حركة الاستثمار وسن قوانين جديدة تتلاءم مع المستجدات على الساحتين المحلية والدولية.‏<br />

ت-‏ تبسيط الاجراءات الادارية فى جميع المؤسسات المرتبطة بالنشاط الاستثمارى وألا يقتصر فقط على فترة الترخيص<br />

والتسجيل،بل يتضمن أيضا تشخيص العوائق والمشاكل التى تواجه المستثمر على جميع المستويات وايجاد الحلول لها.‏<br />

ث-‏ تكثيف الجانب الرقابى لتعزيز الثقة فى البيئة الاستثمارية وضرورة محاربة الفساد وسوء الادارة.‏<br />

ثانيا:‏ العدالة وتكافؤ الفرص<br />

تؤكد الدراسات الحديثة على أهمية العدالة وتكافؤ الفرص لدفع عجلة التنمية ورفع مستويات المعيشة،فتقرير ‏"التنمية في<br />

العالم"‏ لعام الصادر عن للبنك الدولي تحت عنوان:‏ ‏"الإنصاف يعزز قوة النمو من أجل تخفيض أعداد الفقراء"‏ ‏،يؤكد على<br />

أن العدالة لابد أن تكون جزءا ً لا يتجزأ من أية إستراتيجية ناجحة لتخفيض أعداد الفقراء في أي مكان من العالم النامي.‏ ويمكن<br />

القول بأن هذا التحول فى الفكر الرأسمالى قد بدأ فى تسعينيات القرن العشرين،فنظريات التنمية الأولى افترضت أنه على الرغم من أن<br />

عدم المساواة غير مرغوب فيه كغاية فى حد ذاته،الا أنه وسيلة لتحقيق النمو فى الأجل الطويل حيث أن الميل الحدى للادخار مرتفع<br />

عند الأغنياء فهم عادة ما يدخرون ويستثمرون جزء كبيرا من دخولهم ‏(يزيد الاستهلاك مع زيادة الدخل ولكن بنسبة أقل من زيادة<br />

الدخل ‏).وفى سبعينيات القرن العشرين ظهر اتجاه يدعوا الى وضع استراتيجيات من أجل النمو مع اعادة التوزيع،واتخاذ اجراءات<br />

تدخلية قصيرة الأجل ‏(غير ديناميكية)‏ مثل معدلات الضرائب المرتفعة،أو نزع ملكية الأصول لتحقيق عدالة التوزيع وتحقيق المساواة فى<br />

الدخل والثروة ‏،وهو ما يعنى توترا بين النمو والعدالة،بسبب ما يمكن أن تحدثه من ضعف حوافز العمل والاستثمار والابتكار لدى<br />

الأفراد والفاعلين فى الاقتصاد،ولذلك تمثل التحدى فى تحقيق معدلات نمو مرتفعة ثم بعد ذلك يتم اعادة التوزيع.‏<br />

12<br />

.<br />

14<br />

20<strong>06</strong><br />

13<br />

فالعدالة،‏ ليست غاية بحد ذاا فحسب،‏ ولكنها وسيلة لزيادة الاستثمارات وجعلها أكثر إنتاجية،‏ الأمر الذي يفضي إلى<br />

تسريع عجلة النمو.فاله ُوة الشاسعة في عدم المساواة في الثروات والفرص،‏ داخل البلدان وفيما بينها تتسبب في استمرار الفقر الم ُدقع<br />

لشريحة كبيرة من السكان،‏ وهو ما يؤدي إلى هدر الإمكانيات البشرية،‏ ومن شأنه في كثير من الحالات إبطاء وتيرة تحقيق النمو<br />

الاقتصادي القابل للاستمرار.‏ ومن شأن السياسات الهادفة الى تحقيق مزيد من العدالة وتكافؤ الفرص أن تسد هذه اله ُوة.‏ ولا شك فى<br />

أهمية تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص،فالاقتصاد ينمو ويتطور عندما يكون لدى السواد الأعظم من السكان الأدوات اللازمة للمشاركة<br />

فى المنافع الناتجة عن النمو الاقتصادى،ولهذا ينبغى أن تستهدف استراتيجيات التنمية تخفيض حدة عدم المساواة ومن ثم تحقيق المساواة<br />

فى الفرص وتحسين كل من الكفاءة والعدالة.وعلى سبيل المثال يؤدى ضمان القدرة على الحصول على الخدمات التعليمية والرعاية<br />

الصحية الى تحسن انتاجية الفقراء،مما يعطى دفعة لنوعية حيام وأيضا لديناميكية وحيوية اتمع عموما.كما أن القدرة على الحصول<br />

على فرص العمل تؤدى الى تخفيض احتمال لجوء الناس الى الجريمة.وبما أن القوة الاقتصادية غالبا ما تترجم الى قوة سياسية،فانه اذا<br />

جرى تنفيذ اجراءات تحقيق المساواة فى الفرص أمام الناس تنفيذا جيدا فام يحيون حياة منتجة،مما يؤدى الى الاتفاق فى الرأى والعدالة<br />

الاجتماعية والاستقرار السياسى وزيادة الانتاجية<br />

"<br />

"<br />

تجدر الاشارة هنا الى قضية فى غاية الخطورة وهى ما يسمى فخ عدم المساواة وتعنى أن عدم المساواة يستمر بين الأفراد<br />

واموعات مع مرور الوقت من جيل إلى آخر وداخل كل جيل.‏ وهذا الفخ يتسم بارتفاع في معدلات وفيات الأطفال،‏ وانخفاض<br />

في معدلات إتمام الدراسة،‏ والبطالة وانخفاض الدخول،‏ وهو أمر يتكرر مع مرور الوقت وعبر الأجيال.‏ فالفرص،‏ كبرت أم صغرت،‏<br />

تنتقل من الآباء إلى الأبناء ومن الأمهات إلى البنات.‏ ويؤدي ذلك إلى تقليل الحوافز أمام الاستثمار والابتكار الفردي،‏ فضلا ً عن


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

إضعاف عملية التنمية.‏ وحالة عدم المساواة تستمر من خلال تشابك الآليات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية معا ً،‏ كما<br />

هو الحال بالنسبة للمواقف والممارسات التمييزية المتعلقة بالعرق،‏ والانتماء الاثني،‏ والنوع،‏ والطبقة الاجتماعية<br />

.<br />

15<br />

ولزيادة العدالة لا بد من وضع سياسات تعمل على تصحيح أشكال استمرار عدم تكافؤ الفرص،‏ وذلك من خلال تحقيق<br />

المساواة في الفرص أمام الجميع في االين الاقتصادي والسياسي.‏ وسيؤدي الكثير من هذه السياسات إلى زيادة الكفاءة الاقتصادية<br />

وتصحيح إخفاقات الأسواق وزيادة المساهمة الاقتصادية للفقراء في مجتمعام،‏ ومن ثم تخفيض حدة فقرهم.‏ وتشمل هذه السياسات<br />

ما يلي:‏<br />

الاستثمار في الناس من خلال توسيع نطاق القدرة على الحصول على خدمات جيدة النوعية في مجالي الرعاية الصحية<br />

والتعليم،‏ وإتاحة شبكات الأمان للفئات الضعيفة.‏<br />

توسيع نطاق الوصول إلى العدالة،‏ والحصول على الأراضي وخدمات البنية الأساسية الاقتصادية،‏ كالطرق والكهرباء،‏<br />

والمياه،‏ والصرف الصحي،‏ والاتصالات السلكية واللاسلكية.‏<br />

تشجيع الإنصاف في الأسواق المالية وأسواق العمل وأسواق المنتجات،‏ وذلك لتسهيل قدرة الفقراء في الحصول على<br />

الائتمانات وفرص العمل،‏ ولضمان عدم التمييز ضدهم في الأسواق.‏<br />

- 153 -<br />

.<br />

17<br />

.<br />

16<br />

•<br />

•<br />

•<br />

ثالثا:‏ التركيز على المشروعات الصغيرة كركيزة لبرامج التنمية<br />

تشجيع المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر،فهذه المشروعات تتميز بقدرا العالية على توفير فرص العمل من حيث انخفاض تكلفة<br />

فرصة العمل المتولدة فى هذه المشروعات،كما أا وسيلة جيدة لتحفيز التشغيل الذاتى والعمل الخاص،فضلا عن أا تحتاج الى تكلفة<br />

رأسمالية منخفضة نسبيا لبدء النشاط مما يشجع الكثيرين على بدء النشاط بالاستثمار فيها.من جانب آخر فان هذه المشروعات تتميز<br />

بقدرا على توظيف العمالة نصف الماهرة وغير الماهرة وذلك لانخفاض نسبة المخاطرة من ناحية ‏،ووجود فرصة أفضل للتدريب أثناء<br />

العمل لرفع القدرات والمهارات من ناحية أخرى.‏ ويمكن أن تحسن هذه المشروعات فرص قيام النساء بأعمال لحسان الخاص من<br />

خلال توفير الائتمان والقروض وتوفير التدريب اللازم لهن.كما أا تتلاءم مع رغبة كثير من النساء فى عدم العمل فى أماكن بعيدة عن<br />

مساكنهم وقد أثبتت الدراسات أن التمويل الأصغر,‏ خاصة القروض متناهية الصغر وزيادة دخل الأسرة يلعب دورا مهما في<br />

الالتحاق بالتعليم بجميع مراحله،أيضا يساعد الحصول على مزيد من الدخول من خلال هذه المشروعات على تحسين المستوى الصحى<br />

وتوفير الحياة الكريمة للعاملين ا<br />

رابعا:‏ ضرورة ترقية شبكات الأمان الاجتماعي<br />

تعد شبكات الأمان الاجتماعي أدوات أكثر كفاءة لتخفيض أعداد الفقراء والتنمية البشرية ‏.ويلاحظ أن أجزاء شبكة الأمان التي<br />

تتسم بالفعالية تفتقر إلى الكفاءة،‏ أما الأجزاء التي تتسم بالكفاءة نسبيا فإنها تفتقر إلى الفعالية ‏.فعلى سبيل المثال،‏ يصل دعم السلع<br />

الغذائية والطاقة إلى عدد كببر من الأشخاص وهي،‏ في إطار هذا المعنى،‏ تتسم بالفعالية من حيث وصولها أيضا إلى الفقراء ‏.بيد أن<br />

هذا الدعم يفتقر إلى الكفاءة،‏ حيث أنه ينطوي على تسرب قدر كبير من الموارد إلى غير الفقراء ‏.فتحويلات المنافع من الدعم<br />

الم ُوجه إلى الطاقة،‏ على وجه الخصوص،‏ تميل بشدة لصالح غير الفقراء ‏:إذ تشير التقديرات إلى أن ما يصل في المائة من دعم<br />

البنرين في مصر تذهب إلى فى المائة من المستهلكين ‏.وفي الوقت ذاته،‏ يتم توجيه التحويلات النقدية،بشكل أفضل نسبيا،‏<br />

إلى الفقراء والفئات ا ُلمعرضة للمعاناة،‏ ولكنها تعاني من تدني مستويات تمويلها،مما يجعلها غير مؤثرة بالمرة في تحسين الأحوال المعيشية<br />

للفقراء ‏.وبينما شهدت في السابق بعض التحسن في مستوى الكفاءة فيما يتعلق بتصميم دعم السلع الغذائية،‏ فقد ضاعت عليها،‏ إلى<br />

حد كبير،فرص إحداث تغيير كبير من خلال إصلاح الدعم الم ُوجه إلى الطاقة،‏ الذى ينطوي على عائد أكبر بكثير للمالية العامة.‏<br />

إلى 93<br />

أغنى 20<br />

لهذا فانه من الضرورى أن تكون شبكات الأمان الاجتماعي أدوات أكثر أهمية في إستراتيجيات تخفيض الفقر في المستقبل من خلال<br />

التركيز على الأهداف المتعلقة بتحقيق الكفاءة والتأمين ‏.في حين مازالت الإجراءات التي تستهدف زيادة معدلات النمو وتعزيز قدرة


______________________________________________________________________________________________<br />

آليات أعمال حقوق الإنسان الاقتصادية في الدول العربية<br />

الفقراء على الحصول على خدمات الرعاية الصحية والتعليم تشكل الركيزتين الرئيسيتين لإستراتيجية تخفيض الفقر فمن الضروري ،<br />

أيضا إيلاء الاهتمام إلى الركيزة الثالثة،‏ ألا وهي شبكات الأمان الاجتماعي ‏.وينبغي إصلاح هذه الركائز من خلال مراعاة هدفين<br />

اثنين ‏:زيادة مستوى الكفاءة بحيث يتم توجيه الموارد المحدودة إلى احتياجات الفقراء وا ُلمعرضين للمخاطر،‏ وتحسين قدراتهم على<br />

التكيف مع صدمات الدخل غير المواتية التي قد تحدث فى ظل آليات السوق والتوجه نحو القطاع الخاص،‏ وتحرير التجارة،‏ والاندماج<br />

فى السوق العالمية.‏ وسيكون لتحسين مستوى الكفاءة أثر أكبر على تخفيض أعداد الفقراء عند أي مستوى من معدلات نمو الاقتصاد<br />

وحجم موارد المالية العامة المخصصة لهذه المهمة؛ كما يمكن أن يتيح ذلك أيضا قدرا من الموارد لا يكفي فقط لمساعدة أولئك الذين<br />

يحتاجون مساعدات شبكة الأمان،‏ ولكن أيضا لزيادة الإنفاق الذي يراعي مصالح الفقراء في مجالات أخرى،كخدمات الرعاية<br />

الصحية العامة،‏ وتحسين إمدادات المياه،‏ وتحسين البنية الأساسية في المناطق الريفية.‏<br />

إن رفع كفاءة شبكات الأمان عرضة لقيود تفرضها في الوقت الحالي أوجه النقص في القدرة على الوصول إلى البيانات،‏<br />

ونوعية تلك البيانات،‏ بالإضافة إلى بعض الاعتبارات الفنية.ويمكن جعل شبكات الأمان أكثر كفاءة من خلال إعادة تصميمها<br />

لتركيز الجزء الأكبر من الموارد المتاحة على الفقراء وا ُلمعرضين للمخاطر،‏ وذلك من خلال تحسين استهدافها ‏.ولذلك بعدان،‏ سياسي<br />

وفني ‏.يتصل البعد السياسي بحقيقة أن اعتماد توجيه الموارد على نحو يراعي مصالح الفقراء كهدف يتعلق بالسياسة المعنية يمكن أن<br />

يثير قلاقل ويلقى مقاومة من الفئات الأيسر حالا،‏ وهي أعلى صوتا وأكثر قوة من الناحية السياسية،‏ نظرا لأنها في وضعية تؤهلها<br />

للتعرض للخسارة بسبب هذا الإجراء ‏.ويتصل البعد الفني بأمور التصميم والتنفيذ،‏ فضلا عن مدى توافر البيانات الملائمة<br />

واستخدامها ‏.حيث يتطلب حسن الاستهداف توافر بيانات جيدة لتحديد الفقراء وأماكنهم،‏ وإجراء تحليل جيد لتصحيح الصلة بين<br />

السياسات والنتائج المتعلقة بتخفيض الفقر،‏ ووضع ترتيبات تنظيمية كافية للتعلم من الخبرة العملية.‏<br />

ويمكن أيضا تدعيم شبكات الأمان من خلال اعتماد تدابير تساعد على توفير التأمين ضد مخاطر فقدان العمل<br />

فعلى سبيل المثال،‏ يمكن لبرامج التأمين ضد البطالة،‏ الممولة من الاشتراكات التي تؤديها الشركات والعاملون،‏ المساعدة في تخفيف ما<br />

يلاقيه العامل عند الانتقال من وظيفة إلى ولذا ينبغي توخي العناية في جعلها متسقة مع الاستدامة المالية،‏ والعدالة،‏ والحوافز<br />

الخاصة بالعاملين،‏ وذلك لتشجيعهم على الخروج من دائرة البطالة ‏.كما يمكن لبرامج العمالة المؤقتة المساعدة في هذا الصدد.،‏ ومن<br />

ا ُلممكن استخدامها لجعل تلك البرامج أكثر فعالية من خلال التركيز على كثافة العمالة في المشروعات،‏ وجعلها أكثر كفاءة من<br />

خلال التأكيد على استهدافها للفقراء عن طريق تحديد ملائم للأجور.‏<br />

والدخل .<br />

أخرى ،<br />

18<br />

خامسا ‏:تحسين و إصلاح إدارة الحكم<br />

يظهر تقرير أهمية إدارة الحكم 2007 أن التحسينات في مجال إدارة الحكم تعتبر حاسمة الأهمية لضمان فعالية المعونات ولتعزيز<br />

استمرارية النمو على الأمد الطويل.‏ فثمة تقديرات تشير إلى أن قيمة الرشاوى على مستوى العالم تبلغ حوالي تريليون دولار أمريكي،‏<br />

ويقع عبء الفساد بصورة غير متناسبة على كاهل أدنى بليون شخص ممن يعيشون في فقر مدقع.‏ وتشير نتائج العديد من البحوث-‏<br />

التى استند اليها التقرير-‏ التى أجريت حول أهمية إدارة الحكم وتأثيرها على التنمية،‏ إلى أن للحكم الرشيد أهميته بالنسبة لنواتج التنمية<br />

البشرية الأخرى كمعدلات وفيات الرضع،‏ والأمية،‏ وعدم المساواة.‏ وأن تحسين إدارة الحكم يساعد على مكافحة الفساد والارتقاء<br />

بمستويات المعيشة البحوث-‏ التي أجريت على مدى عشر سنوات بشأن إدارة الحكم-‏ تظهر أن التحسن الذي طرأ على<br />

مستويات المعيشة يعود بدرجة كبيرة إلى تحسن إدارة الحكم،‏ وليس العكس.‏ فعندما يطرأ تحسن على إدارة الحكم بدرجة واحدة في<br />

قيمة الانحراف المعياري،‏ تنخفض معدلات وفيات الرضع بحوالي الثلثين،‏ وترتفع مستويات الدخل بمقدار ثلاثة أمثال على المدى<br />

الطويل.‏ ويعتبر هذا التحسن سهل المنال بالنظر إلى أنه لا يشك ّل سوى جزءا ً صغيرا ً فقط من الفرق بين أسوأ البلدان وأفضلها أداءً.‏<br />

فعلى سبيل المثال،‏ نرى أنه فيما يتعلق بالبعد الخاص بسيادة القانون،‏ فإن درجة واحدة في قيمة الانحراف المعياري هي كل ما يفصل<br />

بين التقدير المنخفض للغاية للصومال وكوت ديفوار،‏ أو بين كوت ديفوار والسلفادور،‏ أو بين السلفادور وإيطاليا أو بتسوانا،‏ أو بين<br />

بتسوانا والمملكة المتحدة.‏<br />

، فهذه


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

19<br />

..<br />

:<br />

..<br />

سادسا:‏ تفعيل دورنظام الوقف الإسلامي فى اعمال حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية<br />

تحدث كثير من علماء الاقتصاد وأشاروا إلى مصادر حل المشكلات الاقتصادية في العالم من منظور إسلامي وبالتحديد أشاروا إلى ما<br />

شرعه الإسلام من نظم لحل تلك المشكلات في مقدمتها<br />

أ-‏ نظام الزكاة ؛ ب-‏ نظام الصدقات المطلقة والمقيدة والكفارات ؛ ج-‏ نظام النفقات ؛ د-‏ نظام خمس الغنائم ؛<br />

ه-‏ نظام الركاز ؛ و-‏ الكفالة العامة من بيت المال لكل إنسان في الأرض الإسلامية ؛ ز-‏ نظام الأوقاف.‏<br />

وحول دور الأوقاف في حل ّ المشكلات في اتمع المسلم ‏،فأن نظام الوقف أهم مساعد لنظام الزكاة لحل المشكلات<br />

الاقتصادية لأنه استخدم لحل الكثير من المشكلات التي تظهر في اتمع المسلم ومن ذلك:‏ ما أوقف للمرضى وللعجزة والمساكين<br />

والضعفاء والفقراء واليتامى والأرامل بل وحتى رعاية الحيوانات ولولا أن أوقاف المسلمين لعب ا كثيرا ً لكفت طبقات كثيرة من<br />

الناس فلابد من إعادة الأوقاف بشقيها:‏ الأوقاف الذرية والأوقاف العامة.و لتفعيل دور نظام الوقف الإسلامي فى اعمال حقوق<br />

الإنسان الاقتصادية والاجتماعية،‏ نوصى بضرورة العمل على إنشاء وتعميم صناديق وقفية متخصصة بواسطة تبرعات صغيرة(صكوك<br />

الوقف)‏ والتى يمكن ان تخصص لإنشاء وقفيات لاعمال حقوق الانسان الاقتصادية والاجتماعية السابق الاشارة اليها.‏ تبعا للأغراض<br />

التي يبتغياها الواقفون وكذا التوسع في إصدار الصكوك الوقفية تمكينا لذوي الدخل المحدود من إحياء سنة الوقف ونيل ثوابه بوقف ما<br />

يدخل تحت طاقتهم المالية ووضع الضوابط الشرعية لإصدار وتسويق وتداول واستثمار الصكوك الوقفية بما يزيد من ثقة الناس وإنفاق<br />

ريع كل صندوق في مجال البر الذي يختاره المشاركون فيه والتنسيق بين الصناديق الوقفية وفيما بينها وبين المؤسسات ذات الصلة<br />

وفيما بينها وبين أجهزة الدولة المعنية وان يكون الوقف احد المصادر الرئيسية لتمويل الجمعيات الخيرية وسائر المنظمات غير الحكومية<br />

والاستغناء به عن الدعم الخارجي الذي لا يتلاءم مع مقاصدها.‏<br />

الهوامش والمراجع<br />

:<br />

1<br />

محمد نور فرحات،‏ القانون الدولي لحقوق الإنسان والحقوق المترابطة،‏ الدليل العربي ‏(حقوق الإنسان والتنمية)،متاح بموقع المنظمة العربية لحقوق الإنسان<br />

على الانترنيت<br />

www.aohr.net<br />

2<br />

أرسى ميثاق الأمم المتحدة<br />

1945 )<br />

( حجر الأساس لتمتع الأفراد بمجموعة من الحقوق بعد أن بدت لواضعيه الصلة التى تربط بين السلم والأمن<br />

الدوليين من جهة ، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز من جهة أخرى ، ولم تكتف الأمم المتحدة بتضمين ميثاقها عددا ً من<br />

النصوص الخاصة بحقوق الإنسان ، بل راحت تستكمل هذه النصوص باعتماد العديد من الصكوك والاتفاقيات الدولية التى تشمل مختلف حقوق الإنسان<br />

وحرياته الأساسية ويأتى فى مقدمة هذه النصوص ما يطلق عليه<br />

"<br />

الشرعة الدولية لحقوق الإنسان<br />

: والتى تشمل "<br />

1948<br />

، والعهدين الدوليين لحقوق الإنسان لعام<br />

(1966)<br />

الإعلان العالمى لحقوق الإنسان عام<br />

العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، والعهد الدولى الخاص بالحقوق الاقتصادية<br />

والاجتماعية والثقافية ، والبروتوكول الاختيارى الأول الملحق بالعهد الدولى الذى تعترف بموجبه الدولة الطرف فى العهد والتى تصبح طرفا ً فى البروتوكول<br />

باختصاص اللجنة المعنية بحقوق الإنسان المنشأة بموجب العهد فى تسلم ونظر الرسائل المقدمة من الأفراد الداخلين فى ولاية تلك الدولة ، والذين يدعون أم<br />

ضحايا أى انتهاك من جانبها لأى حق من الحقوق المقررة فى العهد<br />

.<br />

3<br />

تطورت مفاهيم التنمية الاقتصادية فى الفكر الاقتصادى المعاصر،فهناك من يرى أن التنمية هى عملية تفاعلية يزداد فيها الدخل القومى الحقيقي للدول<br />

خلال فترة زمنية محددة،وهناك من أكد على ضرورة أن ينعكس ذلك فى ارتفاع متوسط الدخل الفردي.ورأى آخرون أن التنمية هى التوسع فى الاقتصاد<br />

القومى لدرجة يسمح بموجبها امتصاص لمزيد من القوى العاملة كل سنة.كذلك رأى البعض أن التنمية هى خلق احتياطي نقدي فى يد الدولة يسمح بالقيام<br />

بمختلف البرامج الاجتماعية والصحية ورعاية العجزة والأطفال،وتحقيق مستويات عالية من التعليم ااني للشعب.‏ وتعرف التنمية أيضا على أا الزيادة التى<br />

تطرأ على الناتج القومى من سلع وخدمات فى فترة معينة اتفق عليها لسنة،مع وجوب توافر تغيرات تكنولوجية وفنية وتنظيمية،بمعنى أا تتضمن التحسن<br />

المستمر فى طرق الإنتاج بحيث تتفق مع العصر الحاضر،أى استخدام التكنولوجيا الحديثة التى تعمل على تحين الكفاية الإنتاجية داخل مختلف الوحدات<br />

- 155 -


______________________________________________________________________________________________<br />

آليات أعمال حقوق الإنسان الاقتصادية في الدول العربية<br />

4<br />

الإنتاجية وبالنسبة لجميع قطاعات الاقتصاد القومى.راجع:صلاح الدين نامق،"اقتصاديات السكان فى ظل التضخم السكاني"،دار<br />

المعارف،القاهرة،‏‎1980‎‏،ص ص 143-142<br />

وجدير بالإشارة الى أن هناك من الاقتصاديين من يفرق بين مصطلح التنمية الاقتصادية Economic Development وبين مصطلح النمو الاقتصادى<br />

Economic Growth حيث يرون أن النمو الاقتصادى هو عبارة عن تطور اقتصادي يحدث تلقائيا دون توجيه أو مجهودات مقصودة،بينما التنمية<br />

الاقتصادية يقصد ا التغيرات الاقتصادية التى تحدث فى اتمع بفعل توجيه مقصود مستهدف.ويترتب على كل من النمو الاقتصادى والتنمية الاقتصادية<br />

زيادات فى الدخل القومى الحقيقي ونصيب الفرد منه عبر الزمن،وذلك نتيجة للتطور التلقائي فى الأول والتطور المقصود أو المخطط فى الثانى.ويقترن أكثر<br />

من ذلك الاصطلاح الثانى بتغيرات هيكلية فى البنيان الاقتصادى والاجتماعي للمجتمع.وخلص البعض الى أن التنمية الاقتصادية هى تغيير كمي ونوعى<br />

يتمثل فى إحداث تغييرات فى الهيكل الاقتصادى والاجتماعي والسياسي للمجتمع بحيث يحقق رفع مستوى معيشة عامة أفراد اتمع.راجع:حسن عبد العزيز<br />

حسن،"التنمية الاقتصادية"،الطبعة الثانية،بدون ناشر،‏‎1993‎‏،ص ص 131-129<br />

أكد البرنامج الانمائى للأمم المتحدة من خلال تقاريره التى توالى صدورها مع مطلع التسعينيات حول الاهتمام بالعنصر البشرى،وأن مضمون التنمية يجب<br />

أن يكون تنمية البشر ومن صنعهم ومن أجلهم.وتنمية البشر،تكون بالاستثمار فيهم سواء فى التعليم أو الصحة أو تنمية المهارات،حتى يعملون بنحو منتج<br />

ويكون بوسعهم أداء دورهم الكامل فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.وتنمية من صنع البشر،بمعنى اتاحة الفرص لهم جميعا للمشاركة الايجابية فى<br />

وضع خطط التنمية ومتابعتها وتنفيذها وكذلك المشاركة فى صنع القرارات،بحيث يحقق الناس رفاهيتهم بجهدهم ووفقا لتفضيلام.وتنمية من أجل<br />

البشر،بمعنى كفالة توزيع ثمار التنمية على نطاق واسع وعادل بما يلبى جميع حاجات اتمع.‏<br />

5 فى العقود الماضية كان تعريف الفقر فضفاضا أكثر من اللازم،فقد كان يوصف بأنه مستوى منخفض تماما من الدخل أو الاستهلاك.‏ أما فى السنوات<br />

الأخيرة فقد أصبح الفقر المطلق هو عبارة عن عدم القدرة على تحقيق المعايير القياسية فيما يتعلق بكل من التغذية والصحة والتعليم والبيئة والصوت المسموح<br />

فى عملية اتخاذ القرارات التى تؤثر فى حياة الفقراء.‏<br />

6<br />

راجع عزام محجوب،‏ الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي،الدليل العربي لحقوق الانسان متاح في<br />

:<br />

http://www.aohr.net/arabic/Data/Dalil/<br />

7 جورج توفيق العبد،حميد رضا داودي،"تحديات النمو والعولمة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"،مرجع سابق،‏ ص 22.<br />

8<br />

بطبيعة الحال،لا يعتمد نمو توظيف العمالة على نمو الناتج فحسب،بل أيضا على مرونة التوظف بالنسبة الى الناتج،أى كثافة توظيف العمال المتولد عن هذا<br />

النمو،وبافتراض درجة مرونة مرتفعة نسبيا ‏(حوالى<br />

(0.7<br />

يصبح معدل التوظف المطلوب مرنا بتحقيق نمو سنوى مستمر فى الناتج الحقيقى بواقع %6<br />

تقريبا.راجع:جورج توفيق العبد،حميد رضا داودى،"تحديات النمو والعولمة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"،صندوق النقد الدولى،واشنطن،‏‎2003‎‏،ص 7.<br />

9<br />

راجع:حسين عبد المطلب الأسرج،الحقوق الاقتصادية والتنمية فى الدول العربية،‏ سلسلة رسائل بنك الكويت الصناعى،العدد ‏(‏‎90‎‏)،الكويت،سبتمبر<br />

.2007<br />

10<br />

على الرغم من ان<br />

تقرير‎2008‎ Doing Business<br />

ممارسة أنشطة الأعمال 2008 قد اشار الى حدوث العديد من الاصلاحات الملموسة التى<br />

تستهدف تسهيل ممارسة أنشطة الأعمال فى الدول العربية،الا أن القائمين على اعداد التقرير مازالو يؤكدون على أنه بينما تشهد بيئة أنشطة الأعمال تحسن ًا<br />

على مستوى العالم،‏ فإن أصحاب المشاريع والأعمال في الشرق الأوسط مازالوا يواجهون تحديات كبيرة،‏ تتمثل في مجالات مثل وسائل حماية المساهمين<br />

أصحاب حصص الأقلية،‏ وكفاءة المحاكم،‏ وإجراءات وقوانين الإعسار".‏<br />

فعلى سبيل المثال،‏ على صعيد مؤشر سهولة قيام المساهمين بإقامة الدعاوى<br />

القضائية،‏ وهو أحد مكونات مؤشر حماية المستثمرين،‏ حصلت المغرب على على نقطة واحدة من 10، في حين حصلت الإمارات العربية المتحدة على<br />

نقطتين فقط.‏ وفي لبنان،‏ فإن الفصل في نزاع تجاري في أروقة المحاكم يستغرق حوالي<br />

العملية تضم 50 إجراءً‏ من لحظة قيام المدعي برفع القضية وحتى لحظة السداد.‏<br />

721<br />

يوما ً في المتوسط،‏ وأما في الإمارات العربية المتحدة،‏ فإن تلك


__________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

تجدر الإشارة إلى أن تقرير ممارسة أنشطة الأعمال<br />

2008<br />

يقوم بترتيب<br />

بترتيب متقدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلا ً من:‏ المملكة العربية السعودية<br />

ويعتمد الترتيب التصنيفي للبلدان التي شملها هذا التقرير على<br />

178 بلدا ً في قائمة سهولة ممارسة أنشطة الأعمال.‏ وقد شملت البلدان التي حظيت<br />

،(23) والكويت ،(40) وعمان .(49)<br />

10<br />

مؤشرات تدرس أنظمة أنشطة الأعمال،‏ حيث تتبع الوقت والتكلفة اللازمين لاستيفاء<br />

الاشتراطات والمتطلبات الحكومية في مجالات تأسيس شركات ومنشآت الأعمال،‏ وإجراءات التشغيل،‏ والتجارة،‏ والضرائب،‏ وتصفية النشاط التجاري.‏ إلا<br />

أن هذا الترتيب التصنيفي لا يأخذ بعين الاعتبار سياسة الاقتصاد الكلي،‏ ونوعية البنية الأساسية،‏ وتقلب أسعار العملات،‏ وتصورات المستثمرين،‏ أو<br />

معدلات تفشي الجرائم.يمكن الاطلاع على تقرير ممارسة أنشطة الأعمال على الإنترنت في موقع http://www.doingbusiness.org<br />

11 World Bank, World Development Report 2005,Opcit,PP2-4<br />

12<br />

هذا التقرير متاح على موقع البنك الدولي على شبكة الإنترنت الموقع التالي:‏<br />

http://econ.worldbank.org/wdr/wdr20<strong>06</strong>/<br />

13<br />

15<br />

يقصد بالعدالة،‏ تكافؤ في الفرص بين الناس.فهناك فرق بين المساواة والعدالة.‏ فالعدالة،‏ لا يقصد ا المساواة ، كالمساواة في الدخول،‏ أو الحالة الصحية،‏<br />

أو أية نتائج أخرى محددة.‏ بل إنه سعي للوصول إلى وضع تتساوى فيه الفرص أمام الجميع،‏ بمعنى عندما تكون فيه الجهود والتفضيلات وروح المبادرة<br />

الشخصية وليست الخلفية العائلية أو الطبقة الاجتماعية أو العرق أو النوع هي الفيصل في التمييز بين المنجزات الاقتصادية للناس.‏ فالمقصود هنا ليس<br />

المساواة في الأجور،‏ بل زيادة قدرة الفقراء على الحصول على خدمات الرعاية الصحية،‏ والتعليم،‏ وفرص العمل،‏ ورأس المال،‏ وحقوق الملكية الآمنة في<br />

الأراضي.‏ ويقتضي تحقيق العدالة،‏ زيادة المساواة في الحصول على الحريات السياسية والنفوذ السياسي.‏ ويعني ذلك أيضا ً كسر القوالب النمطية والتمييز،‏<br />

وتحسين القدرة على الوصول إلى أنظمة العدالة والحصول على خدمات البنية الأساسية.‏<br />

14 جيمس د.وولفنسون،فرانسوا بورغينون،"التنمية وتخفيض أعداد الفقراء ‏:النظر الى ما فات،والتطلع لما هو آت"،مرجع السابق،ص‎8‎<br />

لمساعدة اتمعات على الإفلات من فخ عدم المساواة ، يؤكد تقريرالتنمية في العالم"‏<br />

لعام 20<strong>06</strong><br />

الصادر عن للبنك الدولي على أهمية تدعيم مشاركة<br />

وتمكين الفقراء والفئات المهمشة،‏ أي قدرم على الإصرار على تمتعهم بآليات أكثر قوة للتعبير عن آرائهم،‏ ولإخضاع السياسيين للمساءلة.‏ ويمكن للفقراء<br />

والفئات المهمشة التي تشمل النساء كفئة من فئات اتمع،‏ من خلال الإصرار على زيادة الضوابط والتوازنات فيما يتعلق بإساءة استخدام النفوذ الاقتصادي<br />

والسياسي من قبل النخب،‏ إقامة التحالفات مع الطبقات المتوسطة دعما ً للإستراتيجيات المؤيدة للتغيير الم ُنصف.‏ وستعمل هذه الإستراتيجيات على تقويض<br />

هيمنة حكومة الأقلية وتحقيق المساواة أمام الجميع على الساحة السياسية،‏ وذلك دون اللجوء إلى نوع السياسات الشعبية غير القابلة للاستمرار التي ثبت<br />

فشلها في الماضي.‏<br />

.<br />

16<br />

للتفاصيل راجع:‏ حسين عبد المطلب الأسرج،"مستقبل المشروعات الصغيرة فى مصر"،كتاب الأهرام الاقتصادى ‏،العدد ‎229‎‏،اكتوبر 20<strong>06</strong><br />

17<br />

تؤدي إمكانية الحصول على التمويل،‏ في كثير من الأحيان،‏ إلى تعزيز القدرة على مواجهة الصدمات غير المتوقعة ‏.وحيث إن البنوك التجارية نادرا ما<br />

تقوم بإقراض أصحاب مشروعات العمل الحر المحتملين من الفقراء أو القريبين من خط الفقر،‏ فإن قطاع التمويل متناهى الصغر يعتبر أكثر المصادر ملائمة<br />

لهم ‏.وتظهر دراسات حديثة العهد أن هناك<br />

حوالي 3<br />

ملايين من أصحاب مشروعات العمل الحر الفقراء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يفتقرون<br />

إلى القدرة على الحصول حتى على مبالغ مالية صغيرة يمكن أن تساعدهم في تشغيل مشروعات صغرى ‏.ورغم ذلك،‏ هناك بوادر تشير إلى تحقيق بعض<br />

التقدم ‏.فقد شهدت درجة النفاذ إلى الأسواق أو عدد الأشخاص الذين وصل إليهم التمويل متناهى الصغر بالنسبة إلى عدد العملاء المحتملين)‏ ويتم تعريفهم<br />

على أنهم الأشخاص الذين يعيشون عند نسبة 120 في المائة من خط الفقر أو أدنى منها(،‏ نموا مطردا في العقد الماضي من السنين،‏ وتقدر الآن<br />

في المائة ‏.وتقدر معظم حكومات بلدان المنطقة القيمة المحتملة من التمويل متناهى الصغر<br />

راجع:‏<br />

بحوالي 19<br />

،<br />

وتعمل بصورة متزايدة على تخفيض العوائق أمام نموه.للتفاصيل<br />

Farrukh Iqbal, Sustaining Gains in Poverty Reduction and Human Development in the Middle East<br />

and North Africa, The World Bank , Washington, DC ., 20<strong>06</strong><br />

- 157 -


______________________________________________________________________________________________<br />

آليات أعمال حقوق الإنسان الاقتصادية في الدول العربية<br />

18<br />

هذا التقرير هو الإصدار المحدث السادس للمؤشرات العالمية لإدارة الحكم،‏ وهو يجسد عملا ً تم على مدى العقد الأخير من السنين لإعداد مقاييس تستند<br />

إلى الشواهد والأدلة من شأا مساعدة الأطراف المؤثرة في عملية التنمية على تتبع الجودة النوعية للمؤسسات،‏ ومساندة بناء القدرات،‏ وتحسين إدارة الحكم،‏<br />

والتصدي للفساد..‏ وتقيس المؤشرات العالمية لإدارة الحكم المكونات الستة التالية للحكم الرشيد،‏ وهي:‏<br />

إبداء الرأي والمساءلة يقيس هذا المكون مدى قدرة مواطني بلد ما على المشاركة في انتخاب حكومتهم،‏ بالإضافة إلى حرية التعبير وحرية<br />

التنظيم وتكوين الجمعيات،‏ وحرية وسائل الإعلام.‏<br />

الاستقرار السياسي وانعدام العنف يقيس هذا المكون التصورات المتعلقة باحتمال زعزعة استقرار الحكومة أو إزاحتها عن سدة الحكم<br />

مستقبلا ً من خلال وسائل غير دستورية أو عنيفة ، بما في ذلك الأعمال الإرهابية.‏<br />

الفعالية الحكومية يقيس هذا المكون نوعية تقديم الخدمات العامة،‏ ونوعية جهاز الخدمة المدنية،‏ ودرجة استقلاليته عن الضغوط السياسية،‏<br />

ونوعية وضع السياسات وتنفيذها،‏ ومدى مصداقية التزام الحكومة بتلك السياسات.‏<br />

نوعية الأطر التنظيمية يقيس هذا المكون قدرة الحكومة على وضع وتنفيذ سياسات ولوائح تنظيمية سليمة من شأا السماح بتنمية القطاع<br />

الخاص وتشجيعه.‏<br />

سيادة القانون يقيس هذا المكون مدى ثقة المتعاملين في سيادة القانون في اتمع والتقيد ا،‏ وخاصة نوعية إنفاذ العقود،‏ والشرطة،‏ والمحاكم،‏<br />

بالإضافة إلى احتمال حدوث الجرائم وأعمال العنف.‏<br />

مكافحة الفساد يقيس هذا المكون مدى استغلال السلطة العامة لتحقيق مآرب ومكاسب خاصة،‏ بما في ذلك أعمال الفساد،‏ صغيرها<br />

وكبيرها،‏ بالإضافة إلى ‏"استحواذ"‏ النخبة وأصحاب المصالح الشخصية على مقدرات الدولة.‏<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

.6<br />

يمكنكم الاطلاع على هذه الدراسة كاملة،‏ وعلى موجز الاستنتاجات الرئيسية،‏ ومجموعة البيانات الجديدة لهذه المؤشرات على الموقع التالي على شبكة<br />

الإنترنت<br />

الإنترنت<br />

http://www.govindicators.org :<br />

http://www.worldbank.org/wbi/governance :<br />

أو الاطلاع عليها عن طريق الموقع العام الخاص بنظام إدارة الحكم ومكافحة الفساد على شبكة<br />

19<br />

للتفاصيل راجع،حسين عبد المطلب الأسرج،دورنظام الوقف الإسلامي فى اعمال حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية،متاح في<br />

:<br />

http://www.kantakji.org/fiqh/Files/Wakf/C1.rar


_______________________________________________________________________________________________________<br />

أ<br />

<br />

دور مداخل التكيف التكنولوجي في إدارة التغير في المؤسسة<br />

مجلة الباحث<br />

إعداد<br />

- عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

دبون عبد القادر :<br />

جامعة ورقلة<br />

:<br />

ملخص تتناول هذه الدراسة معالجة أساليب التكيف التكنولوجي في المؤسسة،‏ من أجل تفعيل نظام اليقظة لديها وهذا بغية<br />

اكتساب المؤسسة القدرة على إدارة التغيير،‏ هذا الأخير قد ينجم عن التغير داخل المؤسسة،‏ أو ينجم عن التغير خارجها المؤسسة،‏ من<br />

أجل ذلك إعتمدنا المنهج الوصفي لتحليل محاور هذه الدراسة.‏<br />

الكلمات المفتاح<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

:<br />

-I<br />

التكيف التكنولوجي ، التحسين المستمر ، إعادة الهندسة،‏ إدارة الجودة الشاملة<br />

تمهيد تعتبر المؤسسة الاقتصادية نظاما مفتوحا يستطيع التفاعل مع عناصر المحيط الأخرى لكون هذا الأخير الوسط الملائم لاستمرار<br />

حياة المؤسسة،‏ نظرا للإعتبارات التالية<br />

المحيط مصدر المدخلات التي تحتاجها المؤسسة؛<br />

المحيط منفذ مخرجات المؤسسة؛<br />

عند تحديد أهداف المؤسسة يؤخذ بعين الاعتبار التغيرات التي تحدث في المحيط.‏<br />

ونظرا لأهمية هذه الاعتبارات وخاصة الاعتبار الثالث،‏ تتعاظم خطورة التأثيرات التي يفرزها المحيط الخارجي للمؤسسة ذلك أن أي<br />

تغير تكنولوجي يحدث في المحيط من شأنه أن يؤثر سلبا أو إيجابا على المؤسسة من عدة نواحي.‏ من هذا المنطلق،‏ يلزم على المؤسسة<br />

البحث عن الأساليب الكفيلة من أجل التعامل مع كل تغير يمكن أن يمس نشاطها ومعالجة مشاكل التسيير التي تتولد عن التأثير المحتمل<br />

والذي يكون متعدد الجوانب والمستويات داخل المؤسسة.‏ من هذا كله تبرز معالم إشكالية هذه الدراسة في مدى قدرة المؤسسة على<br />

التكيف التكنولوجي من إدارة التغيير،أي ماهي المداخل الأساسية التي تتبعهاالمؤسسة من اجل إحداث التكيف.‏<br />

أسلوب إدارة الجودة الشاملة<br />

لم يعد في وقتنا الحالي السعر هو العامل المحرك لسلوك المستهلك حيث أصبح الاهتمام بالجودة ظاهرة عالمية و أعطتها<br />

المؤسسات والحكومات في العالم اهتماما خاصا فأصبحت الجودة هي الوظيفة الأولى لأي مؤسسة و فلسفة إدارية تمكنهامن الحصول<br />

على ميزة تنافسية للتكيف والبقاء و الاستمرار في ظل المتغيرات البيئية المتلاحقة وسريعة التغير و ظهور الأسواق العالمية و تزايد طلبات<br />

المستهلكين للجودة و زيادة حدة المنافسة مما أدى إلى أن الجودة أصبحت سلاحا استراتيجيا للحصول على ميزة تنافسية.‏<br />

: 1-I<br />

: 1-1-I<br />

1<br />

ماهية إدارة الجودة الشاملة<br />

مفهوم الجودة هي إنتاج سلعة أو خدمة ذو جودة عالية من خلالها يتم الوفاء باحتياجات و رغبات الزبائن بالشكل<br />

الذي يتفق مع توقعام دف إرضائهم و سعادم و يكون ذلك من خلال وضع مقاييس سابقة لإنتاج السلع أو تقديم الخدمة بصفة<br />

متميزة.‏<br />

2-1-I<br />

تعريف إدارة الجودة الشاملة لقد تعددت تعار يف إدارة الجودة الشاملة فهناك من يعرفها على أا مجموعة<br />

الاستراتيجيات التنظيمية و الأساليب الإدارية ‏.هدفها تسليم خدمة أو سلعة ذات جودة عالية للزبون.‏ وهناك تعريف آخر لإدارة<br />

-159 -


________________________________________________________________________________________<br />

دور مداخل التكيف التكنولوجي في إدارة التغير في المؤسسة<br />

4<br />

:<br />

:<br />

الجودة و هو شكل تعاوني لأداء العمل و باشتراك القدرات الإدارة و العاملين دف تحسين زيادة الجودة الإنتاجية للسلع بصورة<br />

2<br />

مستمرة من خلال فرق العمل.‏<br />

ويعرفها ستيفن كوهن ورونالد براند ‏:هي عملية تحسين للجودة باستمرار من خلال التطوير و المحافظة على إمكانيات<br />

المنظمة و تحقيق رغبات الزبائن و العمل على إيجادها و تطبيقها في أي مظهر من مظاهر العمل و ذلك من خلال معرفة احتياجات<br />

3<br />

الزبون أولا ثم معرفة مدى رضائه عن الخدمات أو المنتجات المقدمة له.‏<br />

وفي تعريف معهد الجودة الفيدرالي يعتبرها عملية القيام بالعمل بشكل صحيح ومن أول خطوة مع ضرورة الاعتماد على تقييم<br />

العمل في معرفة مدى تحسين الأداء.‏ وفي تعريف آخر إدارة الجودة الشاملة هي ‏:نظام إدارة يعتمد على الموارد البشريةالتي تركز على<br />

التطورالمستمر لخدمة الزبائن والتقليل دائما في التكلفة.‏<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

3-1-I<br />

أهداف إدارة الجودة الشاملة تتمثل أهداف إدارة الجودة الشاملة في العناصر التالية<br />

السرعة في عملية التوزيع لإيصال المنتج أو الخدمة للزبون متى يريد<br />

المرونة الدائمة حيث يمكنها تغيير نشاطها كلما دعت الضرورة إلى ذلك.‏<br />

تحقيق الأفضلية مع وجود تقلبات قليلة في وجود المنتج<br />

الوصول إلى تكلفة منخفضة من خلال تحسين الجودة و تخفيض نسبة التآكل الناجمة عن العمليات.‏<br />

.<br />

:<br />

4-1-I<br />

:<br />

مبادئ إدارة الجودة الشاملة<br />

فيما يلي<br />

يعتمد أسلوب الإدارة الشاملة على مجموعة من المبادئ للوصول إلى أ فضل أداء توردها<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

التركيز على العميل بحيث تتضمن العملاء الخارجين و الداخلين معا فالتركيز على العملاء الخارجين يكون من<br />

خلال بذل اهود لتحفيزهم على شراء منتجاا وخدمات الشركة أما العملاء الداخليين فهم الذين يتوقف على أدائهم<br />

تحقيق مستوى الجودة المطلوبة.‏<br />

التركيز على العمليات والنتائج معا بحيث يتم التركيز على ايجاد حلول للمشاكل التي تعرض بين تحسين نوعية<br />

المنتجات والخدمات فالعيوب التي تظهر على المنتج أو الخدمة تعد مؤشر على عدم الجودة.‏<br />

تجنب الأخطاء قبل وقوعها يتم هذا عن طريق استعمال معايير للقياس مسبقة تمكن من قياس جودة المنتجات<br />

والخدمات أثناء عملية الإنتاج بدلا من استخدامها بعد وقوع الخطأ.‏<br />

تدعيم دور العاملين يجب على الإدارة إدراك أهمية مقابلة جهود العاملين بالثناء و إشعارهم بأهمية جهدهم في<br />

العملية الإنتاجية حيث لا يكون عن طريق التعويض المادي بل يمتد إلى التعويض المعنوي بتنمية روح الفريق.‏<br />

إتباع المنهج العلمي في اتخاذ القرارات يعتمد أسلوب إدارة الجودة الشاملة على اتخاذ القرارات بأسلوب علمي لحل<br />

المشكل من خلال عملية التحسين التي يشترك فيها جميع المديرين و القوى العاملة و العملاء من خلال التفهم الكامل<br />

للعمل و مشكلاته و كافة المعلومات التي تتخذ على أساسها القرارات .<br />

- 160 -


(<br />

)<br />

:<br />

:<br />

.<br />

-<br />

5-1-I<br />

الاستفادة من معلومات التغذية المرتدة تمكن التغذية العكسية المرتدة الأفراد في المنظمة من التعايش مع ما يدور<br />

في منظمام و مراقبة تسيير عملياا بدأ من مرحلة المدخلات و الضمان و للارتقاء بمستوى الأداء وضمان نجاح<br />

لمخرجات الإنتاج<br />

عناصر إدارة الجودة الشاملة تتناول إدارة الجودة الشاملة العناصر التالية<br />

تعهد و التزام الإدارة العليا بمبدأ تحسين إدارة الجودة<br />

وضع الخطط بصورة مستمرة لتحسين مستوى الخدمة<br />

الاهتمام بجمهور الخدمة<br />

تدريب العاملين على إدارة الجودة الشاملة<br />

مشاركة الأفراد العاملين في عمليات اتخاذ القرارات<br />

تشكيل فرق العمل.‏<br />

تحديد معايير قياس الجودة.‏<br />

مكافئة العاملين.‏<br />

:<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

حيث يجب أن تم الإدارة بالتكامل بين هذه العناصر بالوصول إلى تحسين الأداء بدلا من التركيز على احد عناصرها فإدراك الإدارة<br />

الحاجة إلى تحسين المستمر و التنسيق بين كل الأنشطة للمحافظة على مستويات الجودة الشاملة ويتطلب التحسين المستمر للجودة<br />

وضع المقاييس و المعايير لكي تصبح حافز على بدأ إدخال التحسينات الأساسية<br />

5<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

2-I<br />

1-2-I<br />

-<br />

-<br />

-<br />

مراحل إدارة الجودة الشاملة ومتطلبات تطبيقها<br />

مراحل إدارة الجودة الشاملة<br />

مرحلة الأعداد في هذه المرحلة يتم التأكد من فريق العمل و قدرته على تطبيق إدارة الجود ة الشاملة من خلال المهارات<br />

والكفاءات و تدريب و فيها يتم أيضا وضع خطوط مستقبلية لسير العمل و الإجراءات.‏<br />

مرحلة التحضير:‏ في هذه المرحلة تتم عملية التخطيط لتنفيذ برنامج الجودة الشاملة.‏<br />

مرحلة التنفيذ و التطبيق وفيها يتم مراجعة أعمال فريق العمل و تفعيل دوره و مناقشة تطور العمل من خلال الاجتماعات<br />

و اللقاءات الدورية فيمكننا أن نقول أن إدارة الجودة الشاملة هي جهد تعاوني لانجاز الأعمال حيث انه يعتمد على الكفاءات<br />

ومواهب العاملين و المديرين للعمل على تحقيق الجودة العالية و تتضمن أفكار الجودة الشاملة في<br />

ضرورة الاهتمام بجودة السلعة أو الخدمة.‏<br />

التأكيد على أهمية التغذية العكسية.‏<br />

التركيز على عملية الرقابة.‏<br />

الاعتماد على المنهجية العلمية.‏<br />

التأكيد على اشتراك العاملين.‏<br />

تجسيد مبدأ التعاون والتكامل في العمل.‏<br />

الاعتماد على مبدأ التكلفة الشاملة في الجودة.‏<br />

:<br />

:<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

2-2-I<br />

متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة لنجاح تطبيق أسلوب إدارة الجودة الشاملة يجب توفر المتطلبات التالية:‏<br />

- ضرورة معرفة المؤسسة للعملاء والزبائن و احتياجام و العمل على تحسين و تطوير الأساليب اللازمة لتطوير مخرجاا مع ما<br />

يلائم هذه الاحتياجات و التغيرات البيئية المحيطة وهذا من خلال<br />

:<br />

- 161 -


________________________________________________________________________________________<br />

دور مداخل التكيف التكنولوجي في إدارة التغير في المؤسسة<br />

.<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

:3-I<br />

اللقاءات المباشرة مع العملاء للتعرف على معايير الجودة<br />

الجولات الاستطلاعية للتعرف على مدى رضا الأفراد عن السلع و الخدمات المقدمة.‏<br />

وجوب معرفة المؤسسة منافسيها في السوق المحلي و العالمي.‏<br />

معرفة المؤسسة للنتائج السلبية الناجمة عن عدم تطبيق أسلوب إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

رفض تقديم الخدمات و السلع التي لا تستخدم أسلوب إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

لتطبيق إدارة الجودة الشاملة يجب الاعتماد على البوادر الوقائية وليس العلاجية وذلك لمواجهة المشكلات قبل<br />

حدوثها و منه تقليل التكاليف و زيادة الإنتاج.‏<br />

- ضرورة فهم و معرفة الأفراد العاملين لمفهوم إدارة الجودة الشاملة و هذا من خلال إيجاد مناخ تنظيمي في المؤسسة<br />

و تقوم هذه الأخيرة بتقديم حوافز لتشجيع العاملين على تطبيق إدارة الجودة الشاملة بشكل أحسن.‏<br />

التزام المؤسسة بتحديد أهداف كل وحدة إدارية قصد تفادي تداخل واجبات و اختصاص هذه الوحدات.‏<br />

دور إدارة الجودة الشاملة في التكيف التكنولوجي<br />

:<br />

تظهر مساهمة إدارة الجودة الشاملة في التكيف التكنولوجي من خلال أسلوب تنظيم فرق العمل<br />

تعريف فريق العمل يعرف فريق العمل بأنه مجموعة الأفراد العاملين مع بعضهم البعض بغية الوصول إلى تحقيق<br />

أهداف محددة و مشتركة فيما بينهم.ولفاعلية فريق العمل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار العناصر التالية<br />

تراوح عدد أعضاء الفريق بين ثلاثة إلى عشر أفراد وهو العدد المثالي للفريق فأي زيادة عن هذا العدد في<br />

الأعضاء يؤدي إلى نقصان الوقت المتاح للمشاركة في المناقشات لكل عضو و أي نقصان في عدد الأعضاء عن<br />

الحد المعقول سوف يؤدي إلى التقليل من فاعلية الفريق و هذا لعدم تنوع و تعدد وجها ت النظر<br />

وجوب تبيان أهداف الفريق بدقة و وضوح.‏<br />

إعطاء كل الصلاحيات المرتبطة بالهدف من إنشاء فرق العمل<br />

تعزيز أداء الفريق بتوفير نظام للحوافز المادية و المعنوية<br />

وجوب القيام بالتدريب لأعضاء الفريق من اجل تنمية المهارات الفنية الاتصالية للأعضاء<br />

ضرورة توفر نظام للمعلومات يعطي أعضاء الفريق المعلومات الضرورية من ا جل تحقيق الهدف من إنشاء<br />

الفريق.‏<br />

- تمتع الفريق في أعماله و قراراته بالاستقلال التام .<br />

.<br />

.<br />

:<br />

.<br />

.<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

1-3-I<br />

- 2-3-I<br />

أنواع فرق العمل:‏ توجد عدة أصناف لفرق العمل أهمها<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

فرق تحسين الجودة هو تجمع عدد من الأفراد تمثلك معارف ومهارات وخبرات مع بعضها البعض لمناقشة ومعالجة مشاكل<br />

ترتبط بالجودة وهي لا ترتبط بدائرة أو قسم معين بل تشمل كل العمليات الإنتاجية والإدارية.‏ فوظيفته هي تدريب الأفراد على<br />

اتخاذ القرار وتنمية مهارم لحل المشاكل والعمل على خلق جو الثقة والتعاون وتطوير العلاقات بين أعضائها.‏ ويحتوي كل فريق<br />

على رئيس يرأس جلساته ومقررا بدون محاضر الجلسات ويحتفظ بالملفات المهمة.‏<br />

حلقات الجودة:‏ هي تشكيل مجموعات صغيرة من العمال المتطوعين لتبيان مشاكل العمل ووضع الحلول المناسبة لتطوير<br />

وتحسين الأداء وتتراوح ساعات اجتماعات حلقات الجودة بين ساعتين وثلاث ساعات شهريا تعقد أثناء الدوام الرسمي لبعض<br />

المؤسسات وبعد انتهاء الدوام الرسمي في مؤسسات أخرى ويدفع تعويضا ماديا مقابل الوقت الإضافي في هذه الحالة وهذا لا يعتبر<br />

حافزا بالنسبة للأعضاء ولكن الأهم هو تبسيط وتطوير أداء العمل.‏<br />

- 162 -


:<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

/1<br />

/2<br />

مبادئ حلقات الجودة تتمثل مبادئ حلقات الجودة في الأركان التالية<br />

تشكيل حلقات الجودة من مجموعة صغيرة من العمال العاملين في نفس العمل ويملكون نفس المستوى التعليمي كما<br />

يجب أن تتصف اموعة بالتجانس والتماسك للتمكن من التحقيق الأسرع والأمثل للانجازات.‏<br />

تنظيم الاجتماع والذي يكون لمدة ساعة في الأسبوع ويكون مدفوع الأجر وبالتالي تحفيز العمال على الحضور.‏<br />

ضرورة وجود قائد للحلقة الذي يكون كوسيط بين أفراد حلقة الجودة وبين الإدارة العليا وبالتالي عملية الاتصال<br />

بينهم بحيث تكون الإدارة على علم بجميع المشاكل وأسلوب العمل داخل هذه اموعات هو أسلوب ديمقراطي.‏<br />

- ضرورة تركيز واهتمام اموعة بأعمالهم اليومية وذلك لأم على علم بمشاكلهم ويقدرون على حلها.‏<br />

فوائد حلقات الجودة<br />

- جعل الفرد قادر على حل المشكلات واتخاذ القرارات<br />

تقبل الفرد لأراء الآخرين<br />

تطوير الاتصال بين الرؤساء والمرؤوسين مع بعضهم<br />

تفكير العاملين في اتجاهات أكثر ايجابية<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

-<br />

-<br />

-<br />

و الجدول رقم<br />

:<br />

:<br />

:<br />

(01)<br />

-<br />

-<br />

يبين الفرق بين هاذين النوعين من فرق العمل.‏<br />

فرق حل المشكلات هي عبارة عن مجموعة من الأفراد تقوم بحل المشكلات وإعطاء اقتراحات وتوصيات للحل.‏<br />

فرق العمل المسيرة ذاتيا هي مجموعة أفراد تسير أمورها بنفسها وخاصة في أقسام خدمة العملاء والتعامل مع الجمهور وتجتمع<br />

هذه الفرق يوميا لاتخاذ القرارات وتنفيذها بالاستقلال عن إدارة الدوائر فهي سلطة تنفيذية لذا من الضروري تعويض الصلاحيات<br />

اللازمة لها.‏<br />

- II<br />

:1-II<br />

مدخل التحسين المستمر<br />

مفهوم التحسين المستمر:‏ تسعى معظم المؤسسات على مدخل التحسين المستمر باعتباره فلسفة إدارية تعمل على تحسين<br />

العمليات والأنشطة المرتبطة بالآلات والمعدات والأفراد وطرق الإنتاج بصورة مستمرة وذلك لتقليل العيوب في منتجاا والوقوف<br />

لمواجهة المنافسة في السوق ومحاولة وصول المؤسسة على الإتقان بالتحسين في العمليات الإنتاجية بشكل مستمر<br />

6<br />

:<br />

:<br />

2-II<br />

:1-2-III<br />

-<br />

‏:أساليب التحسين المستمر توجد ثلاثة أساليب للتحسين المستمر نوجزها فيما يلي:‏<br />

ثلاثية جوران يرى جوران أن أسلوب التحسين المستمر يتكون من ثلاثة مكونات أساسية<br />

التخطيط تم عملية التخطيط في التحسين المستمر للعمليات بالعملاء الخارجيين و ذلك بتحديدهم والتعرف على<br />

مستلزمام و طلبام الحقيقية و العمل على تحسين المنتج الملبي لاحتياجام و إنتاجه بالخصائص المطلوبة ثم القيام بتنفيذ هذه<br />

الخطط عن طريق فرق العمل.‏<br />

رقابة الجودة و هي عملية مقارنة المتطلبات الضرورية للعملاء بنتائج الاختبار وذلك دف معرفة الأخطاء لتصحيحها<br />

وتعتمد الإدارة كثيرا على التغذية العكسية لمعرفة مدى رضا العملاء بالمنتج المطلوب.‏<br />

التحسين تقوم هذه العملية بتكوين فرق عمل تعمل على تحقيق مستويات أداء أحسن من المستويات الحالية بشكل مستمر<br />

دون توقف.‏<br />

-:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

- 163 -


________________________________________________________________________________________<br />

دور مداخل التكيف التكنولوجي في إدارة التغير في المؤسسة<br />

:2-2-III<br />

الطريقة العلمية<br />

بالمرحلة السابقة لها و هي<br />

:<br />

-:<br />

:<br />

‏(طريقة حل المشاكل)‏ تمر هذه الطريقة بسبعة مراحل أساسية تظهرمرتبطة يبعضها فكل مرحلة متعلقة<br />

المرحلة الأولى تحديد الفرص<br />

يتم في هذه المرحلة تبيان فرص التحسين المتاحة و هي تتألف من جزأين حيث يتضمن الجزء الأول<br />

تحديد المشاكل و الذي يكون من خلال المدخلات التالية<br />

تحليل إشارات و التحذير الداخلية و الخارجية مثل الفشل،‏ الشكاوي،إعادة الإنتاج ‏...الخ.‏<br />

اقتراحات فرق العمل و المديرين المهنيين و المشرفين<br />

تعليقات و أراء عناصر البيئة الخارجية عن المنتجات من عملاء و زبائن.‏<br />

آراء العمال و المقارنة بالمنافسين عن الأداء بالنسبة للمنتجات.‏<br />

-:<br />

.<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

و من ثم تحديد المشاكل هي فرص للتحسين.‏<br />

أما الجزء الثاني من المرحلة فيتضمن تكوين الفريق المسؤول عن القيام بالتحسين في العمليات الذي يعين له قائد كما تحدد الأهداف<br />

من إنشائه و الوقت الذي يقدم فيه حل المشكلات.‏<br />

المرحلة الثانية تقديم النطاق<br />

يتم في هذه المرحلة تحديد و التشخيص الدقيق للمشكلة عن طريق العوامل التالية<br />

وصف المشكلة بوضوح.‏<br />

تحديد الخطأ متى حدث و لماذا و من هو المسئول عنه.‏<br />

توضيح تأثير الخطأ على العميل<br />

التركيز على ما هو معروف و غير معروف و حجم المعرفة المطلوبة.‏<br />

:<br />

.<br />

7<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

المرحلة الثالثة تحليل العمليات الحالية<br />

يتم في هذه المرحلة استدراك كيفية الأداء الأنشطة الأساسية المطلوبة و تحديد العملاء و الموردين والمدخلات وتحديد مدى رضا<br />

العملاء وفق الأتي<br />

وضع خارطة تدفق العمليات<br />

تحديد مقاييس الأداء عن طريق فريق العمل<br />

وبعد تحديد مقاييس الأداء يقوم فريق العمل بجمع البيانات و تحديد العملاء و توقعام و مدخلام و مخرجام وهي معلومات عن<br />

كيفية تصميم المنتج و معلومات عن العمليات كالعاملين،‏ و معدات و أخرى إحصائية بالإضافة إلى معلومات عن ضبط الجودة،‏<br />

خرائط السبب و التشتت،‏ خرائط الرقابة.‏<br />

المرحلة الرابعة وضع تصور للعمليات المستقبلية<br />

يتم في هذه المرحلة إيجاد حلول للمشكلة و التصورات للحلول المثلى لتطوير العمليات في المستقبل و يمكن أن يتحقق التحسين من<br />

خلال إحدى ثلاث الطرق التالية<br />

ابتكار و تجديد عمليات جديدة<br />

مزج عمليتين او أكثر معا لخلق عملية أحسن<br />

إدخال تعديلات على الطريقة الحالية أي الأداء بالطريقة الأفضل للعمليات و الوظائف.‏<br />

- 164 -


:<br />

:<br />

:<br />

المرحلة الخامسة تنفيذ التغيير في هذه المرحلة يتم تنفيذ الخطة بعد الموافقة على تنفيذ عمليات التحسين من طرف لجان الجودة<br />

كما يتم تقديم نصائح و تغذية مرتدة من المديرين و فرق العمل و المتأثرين ذا التغيير و هذا ما يزيد من فعالية التحسين.‏<br />

المرحلة السادسة استطلاع التغيرات أو التحقق منها<br />

في هذه المرحلة يتم تتبع التغيير وتقييمه وملاحظة مدى التقدم والتطور داخل المنظمة وذلك باجتماع الفريق دوريا لتقييم النتائج<br />

ومعرفة مدى التواصل على حل المشاكل أم لا ومن الضروري تشجيع القياس المستمر وتواصل التقييم للوصول إلى التحسين المستمر.‏<br />

المرحلة السابعة:‏ التحسين المستمر<br />

في هذه المرحلة نصل إلى تحسين أداء العمليات بمستوى أفضل وضرورة استمرار هذا التحسين على الوظائف والأداء وسعي الإدارة<br />

على وضع برنامج يساعد على التحسين المستقبلي للأداء بالنسبة للعميل الداخلي والخارجي.‏ والشكل رقم يلخص أساليب<br />

التحسين المستمر حسب وفق هذه الطريقة.‏<br />

(01)<br />

Kai<br />

:<br />

طريقة كايزن هي تقنية استخدمها اليابانيون وتتكون الكلمة من مقطعين،‏<br />

الجيد وبالتالي فإن تعني التغيير الجيد لعمليات المنظمة وأفرادها لتصبح أكثر كفاءة وفعالية.‏<br />

يعني التغيير وzen يعني<br />

8<br />

kaizen<br />

kaizen<br />

:3-2-III<br />

فالتحسين المستمر<br />

kaizen<br />

-1<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

Kaizen -<br />

-<br />

9<br />

.<br />

-<br />

-<br />

هو القيام بالتطوير المستمر في جميع االات وفي كل الأوقات.‏<br />

خصائص التحسين المستمر يمكن إبراز خصائص هذا الأسلوب فيما يلي:‏<br />

هو مسؤولية كل فرد داخل منظمة الإدارة والعاملين.‏<br />

التطوير المستمر يعمل على تطوير وتحسين جميع العمليات أملا في تحقيق نتائج أفضل للمنظمة.‏<br />

يشمل التحسين المستمر تطوير الأداء في كل االات الإنتاجية،‏ التسويقية،‏ الإدارية.‏<br />

التحسين المستمر هو مزيج متكامل مع الفكر الإداري ونضم العمل وأدوات تحليل المشاكل واتخاذ القرارات.‏<br />

ناتج عن تواجد مشاكل داخل المنظمة.‏<br />

يعطي أسلوب كيزن الأهمية للعميل وذلك لإرضائه وإشباع رغباته وضرورة إعطاء هذا الأسلوب أهمية لا تقل عن من<br />

الوقت<br />

واجب الإدارة في نظرية كيزن هو الصيانة والتحسين.‏<br />

يطبق كيزن على عناصر العمل وهي القوة البشرية،‏ وتقنيات العمل،‏ طرق الأداء،‏ الوقت،‏ الإمكانيات المادية،‏ الأجهزة<br />

والمعدات،‏ مواد الخام،‏ حجم الإنتاج،‏ المخزون،‏ مكان العميل.‏<br />

%50<br />

:kaizen<br />

kaizen<br />

:<br />

-2<br />

خطوات تحقيق كيزن:‏ خطة الخطوات الخمسة<br />

يمر أسلوب كيزن بالمراحل التالية<br />

:<br />

)<br />

:<br />

-<br />

المرحلة الأولى تقويم الأوضاع السائدة الفرز)‏ ؛ في هذه المرحلة يتم التمييز بين الأشياء الأساسية وغير الأساسية ويعني الفرز<br />

عمليا هو التخلص من الاحتفاظ بالأشياء الغير مستفادة منها وغير المستخدمة ويطلق على الفرز باليابانية ومعناها الترتيب<br />

المنطقي للأشياء.‏<br />

seiri<br />

-<br />

المرحلة الثانية:‏ الترتيب السليم للأشياء(‏ منهجي)‏ ؛ يطلق عليها باليابانية بمعنى إعادة وضع و ترتيب الأشياء في مواقعها<br />

الصحيحة و حسب ترتيبها و ذلك لتفادي ضياع الوقت في البحث عنها بحيث تكون جاهزة للاستخدام عند الحاجة و قابلة<br />

seiton<br />

- 165 -


________________________________________________________________________________________<br />

دور مداخل التكيف التكنولوجي في إدارة التغير في المؤسسة<br />

30<br />

:<br />

-<br />

للاسترجاع كما استعمل اليابانيون قانون الثلاثين ثانية حيث ترتب المنظمات أدوات الاستخدام الميكانيكي في لوحة خاصة دف<br />

العمل ا ببساطة خلال ثانية و ذلك في فلسفة كل شيء يرجع إلى مكاناه المخصص بعد الاستخدام.‏<br />

المرحلة الثالثة تنظيف مكان العمل ؛ تنطق باليابانية بمعنى التنظيف الدائم لمكان العمل والمحافظة على النظافة بصورة<br />

مستمرة فالمؤسسات اليابانية تقوم بتنظيف شامل لمكان العمل خلال الخمس دقائق الأولى والأخيرة من كل يوم.‏<br />

seiso<br />

: (<br />

:<br />

-<br />

المرحلة الرابعة التعقيم الشامل ‏(النظافة الشخصية يطلق عليه باليابانية وهي الحرص على تطبيق والمحافظة على<br />

المفاهيم الثلاثة الأولى في مكان العمل كما تشير ضرورة محافظة الفرد داخل المؤسسة على نظافته الشخصية بحيث يكون مظهره لائقا<br />

عند أداء وظيفته.‏<br />

seiketsu<br />

:<br />

-<br />

المرحلة الخامسة:الانضباط الذاتي يطلق عليها باليابانية بمعنى حث الأفراد على الانضباط الذاتي و الالتزام بتعليمات<br />

و قوانين النظافة و الترتيب كما تحث هذه الخطوة على اللين و اللطف مع كل الأفراد على الانضباط الذاتي والالتزام بتعليمات<br />

وقوانين و أنظمة العمل داخل المنظمة<br />

shitsuke<br />

:<br />

:<br />

.<br />

:<br />

:<br />

.<br />

إن التحسين المستمر هو أسلوب تنتهجه المؤسسة لمواكبة التكنولوجيا المتطورة باستمرار حيث أن التطور المستمر للعمليات<br />

والأنشطة المتعلقة بالآلات و المعدات ناتج عن ظهور التكنولوجيا و تظهر في التحسين المستمر داخل المؤسسة سواء في الآلات<br />

والمعدات ، طرق و أساليب الإنتاج ‏،الأفراد و هو ما يدعى بنقل التكنولوجيا آملا في سعي المؤسسة لإرضاء العملاء و هذا بتلبية<br />

احتياجام و تحقيق الميزة التنافسية في منتجاا فإا تحث على متابعة التغيرات التكنولوجية التي تجسدها داخل المؤسسة عن طريق<br />

عملية التحسين المستمر<br />

- III<br />

1-III<br />

:1-1-III<br />

مدخل إعادة الهندسة وإعادة الهيكلة<br />

تعريف إعادة الهندسة<br />

مفهوم إعادة الهندسة عرفها ‏"مايكل هامر"‏ بأا إعادة التفكير والتنظيم الجدري لعمليات المنظمة للوصول إلى تحسينات<br />

هائلة في مقاييس الأداء كالتكاليف،‏ الجودة،‏ الخدمة،وسرعة الأداء"‏<br />

ركز هذا التعريف على نوعين من العمليات<br />

أ-‏ عمليات لها علاقة بالمنتج والمستهلك معا وهي ما تعرف بالعمليات التشغيلية ‏(الفنية).‏<br />

ب-‏ عمليات متعلقة بالحصول والتنسيق بالموارد وهي ما تعرف بالعمليات الإدارية.‏ والجدول رقم يوضح أنواع العمليات<br />

في المؤسات.‏<br />

(02)<br />

10<br />

-<br />

:2-1-III<br />

مبادئ إعادة الهندسة:‏ دف فلسفة إعادة الهندسة إلى إحداث تحسينات جذرية في مختلف عمليات المنظمة لإشباع<br />

رغبة المستهلكين من ناحية الجودة،‏ السرعة...‏ ولتحقيق كل هذا لابد من توفر مجموعة من المبادئ نوردها فيما يلي:‏<br />

نظم حول المخرجات وليس المهام:‏ حيث أن هناك كثير من المهام يقوم ا مجموعة من الأفراد والتي نستطيع أن<br />

ندمجها في وظيفة واحدة ويقوم ا شخص واحد أو فريق من الأفراد حيث يجب في هذه الوظيفة توفر مجموعة من<br />

الخطوط التي تؤدي إلى الحصول على المخرجات فتنظيم هذه الأخيرة يؤدي إلى تحقيق السرعة في تنفيذ الأعمال وتحسين<br />

الإنتاجية والاستجابة لمتطلبات المستهلكين وتحقيق رغبام.‏<br />

- 166 -


-<br />

قيام مستخدمي المخرجات بالعمليات:‏ وهذا من خلال قيام الأفراد المتخصصين بالعمليات بمسؤولية أداء هذه<br />

العمليات وهذا سوف ينتج عنه تحويل الحدود التقليدية المتواجدة في التنظيم.‏<br />

11<br />

.<br />

12<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

: 3-1-III<br />

دمج عمليات تشغيل المعلومات في العمل الحقيقي الذي ينتج المعلومات:‏ حيث أن الأفراد المسئولين عن جمع<br />

المعلومات هم أيضا مسئولين عن تشغيلها مما يؤدي إلى التقليل من اموعة التي تكون مسؤولة عن تشغيل المعلومات.‏<br />

التعاون مع الموارد اللامركزية مثل التعاون مع المركزية:‏ الاعتماد على لغة تكنولوجيا المعلومات جعل إمكانية<br />

التخطيط للموارد اللامركزية كالتخطيط للموارد المركزية فشبكات الاتصال الإلكترونية وقواعد البيانات المركزية أدت<br />

إلى ربط الكثير من الوحدات اللامركزية في مختلف االات مع إبقائها على مرونتها واستجابتهم لمتطلبات العملاء.‏<br />

دمج العمليات المتوازية بدل دمج نتائجها:‏ بما أن عمليات دمج نتائج العمليات هي المسؤولية عن إعادة العمل<br />

وكذا التكاليف العالية و تأخير المخرجات النهائية و بالتالي وجب دمج العمليات نفسها و التنسيق بينها خلال<br />

العمليات.‏<br />

جعل نقطة اتخاذ القرار:‏ جعل عملية اتخاذ القرار جزء من العمل و هذا يكون عند توفر عدد من العاملين ذوي<br />

المعرفة و المتعلمين و يضاف إليه تكنولوجيا المعلومات التي تستخدم في نظم دعم القرار.‏<br />

الحصول على المعلومات من مصادرها:‏ و يتم هذا من خلال جمعها و الحصول عليها وقت حدوثها وهذا يكون عن<br />

طريق نظم الوقت الحقيقي<br />

أهداف إعادة الهندسة ؛ توجز أهم الأهداف فيما يلي<br />

:<br />

:<br />

-<br />

الوصول إلى التغيير الجذري في الأداء و يكون هذا من خلال إحداث تغيير في أسلوب العمل و أدواته وهذا<br />

يكون عن طريق تدريب العاملين على تصميم العمل وفقا لرغبات الزبون و أهداف المنظمة<br />

.<br />

.<br />

:<br />

-<br />

-<br />

التركيز على العملاء بحيث تركز المنظمة اهتمامها على رغبات الزبون وذلك بتحديد حاجاته ثم القيام بإعادة<br />

هندسة العمليات لتحقيق هذا الهدف<br />

السرعة:‏ دف إعادة الهندسة إلى جعل المؤسسة قادرة على تنفيذ أعمالها بسرعة كبيرة و هذا بتوفر المعلومات<br />

الكافية لعملية اتخاذ القرار و تسهيل عملية الحصول عليه.‏<br />

الجودة:‏ -<br />

العملاء.‏<br />

دف إعادة الهندسة إلى تحسين جودة الخدمات و المنتجات التي تقدمها لتناسب احتياجات و رغبات<br />

:<br />

-<br />

2-III<br />

تخفيض التكلفة:‏ دف إعادة الهندسة إلى خفض التكلفة و هذا بإلغاء العمليات الغير اللازمة و التركيز على<br />

العمليات ذات القيمة المضافة.‏<br />

مراحل إعادة الهندسة يمر أسلوب إعادة الهندسة بعدة مراحل و لكن قبل تطبيقه في المؤسسة يجب المرور بالخطوات التالية<br />

معرفة مستلزمات و طلبات المستهلك.‏<br />

- ضرورة وضع مقاييس واضحة الأهداف<br />

الابتكار بالاستفادة من مهارات خارج نطاق الصناعة و بالتالي الجديد.‏<br />

:<br />

.<br />

-<br />

-<br />

- 167 -


________________________________________________________________________________________<br />

دور مداخل التكيف التكنولوجي في إدارة التغير في المؤسسة<br />

.<br />

-<br />

إن تكوين الفريق وزيادة الاتصالات يؤدي إلى أن يصبح مالكي العمليات الداخلية جزء متكامل من عمليات<br />

التخطيط و التحليل<br />

يمكن إيجاز مراحل إعادة الهندسة فيما يلي<br />

:<br />

:<br />

المرحلة الأولى ‏:تحديد الهدف ‏:بمعنى تحديد الهدف من العملية بالنسبة للمستهلك الداخلي أو الخارجي ذلك لفهم و معرفة احتياجاته<br />

و توقعاته ثم توصيل و مشاركة الفهم لجميع الأفراد المشتركين في عملية إعادة البناء و مثال ذلك تخفيض التكاليف،‏ الجودة فهي<br />

أهداف يرغب فيها المستهلك و أهداف لإعادة الهندسة.‏<br />

المرحلة الثانية ‏:تحديد و دراسة العمليات الحالية تتم في هذه المرحلة دراسة العمليات الأساسية بمعنى عدم خضوع كل العمليات<br />

لإعادة الهندسة بل بعض العمليات فقط الذي يسهل في تحديدها الإجابة عن الأسئلة التالية ما العمليات التي تعتبر مشكلة للمؤسسة<br />

و التي لها تأثير قوي على المستهلك؟ما العمليات المتوقع نجاح إعادة هندستها ؟ما هي نقاط القوة المراد ا تنفيذ البرنامج في فرق العمل<br />

؟<br />

:<br />

بالإضافة إلى ضرورة الالتفات إلى العمليات الحالية لمعرفة نواحي الضعف و عدم الكفاءة قبل وضع حلول للتطبيق وفي هذه<br />

الحالة المدير أمام أمرين و هو التغيير في العمليات الحالية أو خلق عمليات جديدة فقد يؤدي إجراء تحسينات طفيفة في بعض العمليات<br />

إلى تحسين أداء و في بعض الحالات الأخرى تتطلب إعادة الهندسة في إحداث تغيير جذري في العمليات يؤدي إلى تحسينات مهمة في<br />

الأداء و هذا حسب برامج إعادة الهندسة التي تتطلب تشكيل فرق لدراسة العمليات وذلك لتحقيق ما يلي<br />

القضاء على المراحل غير الأساسية في الأداء<br />

تحقيق سرعة في الأداء و زيادة الجودة<br />

إكمال الخطوات المتعددة.‏<br />

:<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

13<br />

:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

و هذا الفريق ذو أهمية في إعادة بناء العمليات و بالتالي ضرورة الاتصال بين جميع الوظائف المتضمنة في العملية.‏<br />

المرحلة الثالثة القياس المقارن بأفضل أداء إن عمليات إعادة الهندسة تخلق التجديد داخل المؤسسة الذي يتوصل إليه عن طريق<br />

القياس المقارن بأفضل أداء للعمليات الخارجية و الذي يكون مسؤولا عن فريق العمل و ذلك بوضع المعايير الكمية مثل زمن دورة<br />

العمليات ثم القيام بالتحليل الذي يبين التحسين المرغوب للعمليات كما يقوم فريق العمل المسؤول عن تقييم المشاريع بمعرفة المشاكل<br />

داخل المؤسسة و استغلال فرص التحسين.‏<br />

المرحلة الرابعة تحديد الرؤية المستقبلية : ضرورة تحديد بعد مستقبلي للعمليات و شرح هذه الأفكار و العمليات الجديدة المستقبلية<br />

دف إقناع أفراد المؤسسة ا و توضيح دور تكنولوجيا المعلومات في مساندة عمليات إعادة الهندسة بالإضافة إلى ضرورة تغيير ثقافة<br />

المؤسسة في ظل التغيير الحادث في عمليات إعادة الهندسة.‏<br />

المرحلة الخامسة ‏:إعادة تصميم العمليات بعد إدخال تحسينات في العمليات الجديدة يتم طرح البديل الجديد وقد تحتاج عملية<br />

إعادة الهندسة تطبيق تكنولوجيا المعلومات في العمليات و في هذه المرحلة يتم إظهار كيفية تطبيق عمليات إعادة الهندسة حيث يقوم<br />

فريق العمل بالقضاء على القوانين و الإجراءات القديمة و الانشغال بتصميم العمليات الجديدة . 14 و من بين العوامل المهمة التي تؤثر<br />

في نجاح و فشل عمليات إعادة الهندسة ما يلي<br />

- 168 -


15<br />

:<br />

/1<br />

-<br />

-<br />

-<br />

عوامل نجاح إعادة الهندسة:‏ و تتمثل في<br />

وضع أهداف إستراتيجية للأداء<br />

من وقته<br />

لىإ%‏ اهتمام المدير العام بإعادة الهندسة معرفة حاجات و اتجاهات المستهلك السوقية عن طريق الدراسة التحليلية<br />

- ضرورة توفر مدير مسئول على التطبيق مع القيام بدراسة استطلاعية عن التصميم الجديد<br />

.<br />

.<br />

.(<br />

%50<br />

.<br />

) من 20<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

/2<br />

عوامل فشل إعادة الهندسة:‏<br />

عدم الاختيار الأمثل للعمال المسئولين عن تطبيق إعادة الهندسة<br />

القيام بالخطة و عدم مراعاة التطبيق<br />

رفض التغيير و الإبقاء على الأوضاع الحالية<br />

إهمال فاعلية الاتصالات داخل المؤسسة<br />

.<br />

.<br />

.<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

المرحلة السادسة:‏ تطبيق التغيير في هذه المرحلة يقوم الفريق المشرف على برنامج إعادة الهندسة بتطبيق التصميم الجديد وذلك<br />

بالتعاون مع المدير والإدارة الوسطى والمباشرة و العمل على اكتساب العاملين للمهارات لتجسيدها في التصميم الجديد وتكوينهم<br />

محاولة للوصول إلى نتائج عمليات إعادة الهندسة و تأثيرها الايجابي على المؤسسة في الأجل الطويل بحيث تكون جهودها ملموسة غير<br />

مختلف الوظائف.‏<br />

ويجب تبيان مدى نطاق عمليات إعادة الهندسة بمعنى هل أن الدراسة تمت على عملية واحدة في مدى ضيق أو في كل<br />

عمليات المؤسسة ؟ و دراسة عملية واحدة في المدى الضيق قد لا يحقق النتائج المرغوبة أما الاتساع في عمليات إعادة الهندسة على<br />

مجموعة من الأنشطة سوف يؤدي إلى تحسينات يمتد أثرها في كل المؤسسة و خاصة عندما تتناول الدراسة الأنشطة المتداخلة المتعلقة<br />

يبعضها البعض فهي تؤدي إلى نتائج ملموسة كما يجب مراعاة في هذه المرحلة عمق التحليل لعمليات الهندسة الذي يتطلب وضوح<br />

الأدوار و المسؤوليات وكذا عمليات تقييم الأداء في ظل نظام حوافز فاعل وتشتمل الدراسة الهيكل التنظيمي و تكنولوجيا المعلومات<br />

بالإضافة إلى القيم المشتركة و المهارات المطلوب تغيرها.‏<br />

المرحلة السابعة التحسين المستمر في هذه المرحلة تقوم الإدارة بالتغيير بصورة مستمرة و ذلك بنشر سلوك الفريق داخل التنظيم<br />

والتخلي على المدخل التقليدي للإدارة حيث يكون الفريق مسؤول عن قياس الأداء و متابعة الأنشطة والمهام و يقوم بتقييم العمليات<br />

وبالقياس المقارن بأفضل أداء وبعد إتباع المنظمة سلوك الفريق و يتم التدريب عليه تتوصل إلى التحسين المستمر كعملية عادية في<br />

السلوك الإداري ‏.وقد يطبق التحسين المستمر و إعادة الهندسة داخل المنظمة بالوظائف المختلفة إذا كان تحسين العمليات بواسطة<br />

التصنيع أو الرقابة على الجودة أما عمليات التجديد تدعم بواسطة تكنولوجيا المعلومات<br />

16<br />

.<br />

3-III<br />

إعادة هيكلة الموارد البشرية<br />

:<br />

:<br />

:1-3-III<br />

–1<br />

تعريف إعادة هيكلة الموارد البشرية<br />

مفهوم إعادة هيكلة الموارد البشرية تقوم العديد من المؤسسات بامتصاص العمالة الزائدة ‏(الفائضة ‏)كمشكلة تواجهها<br />

المؤسسة عن طريق إستراتيجية إعادة هيكلة الموارد البشرية،‏ وتعرف بأا قيام المؤسسة بتخفيض حجم العمال بغية القضاء على<br />

المشاكل داخل المنظمات الحكومية الخاصة الناجمة عن ضعف فعالية العمل.‏<br />

- 169 -


________________________________________________________________________________________<br />

دور مداخل التكيف التكنولوجي في إدارة التغير في المؤسسة<br />

كما تعرف بأا خفض حجم العمالة الزائدة في المؤسسة وذلك بالتخلص من العمال غير الفعالين دف تقوية فعالية المؤسسة وزيادة<br />

ميزاا التنافسية بمعنى هي عملية تقليص مستويات الإدارة الوسطى ‏(مهام الإدارة الوسطى)‏ ويطبق هذا الأسلوب عن طريق العديد من<br />

الخطط والبرامج والسياسات التي تضعها المؤسسة لزيادة فعاليتها وتحسين كفاءة أدائها.‏<br />

وفي تعريف آخر يقصد بإعادة هيكلة الموارد البشرية بأا مجموعة الإستراتيجيات و الخطط والبرامج والسياسات التي تضعها إدارة<br />

المؤسسة لتخفيض التكاليف وتحسين كفاءة الأداء،‏ واعتبار تخفيض قوة العمل وإدارة العمالة الفائضة أحد مداخل تحقيق هذه<br />

17<br />

الأهداف.‏<br />

.<br />

:<br />

- 170 -<br />

:<br />

:<br />

:<br />

– 2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-3<br />

/1<br />

/2<br />

/3<br />

أهداف إعادة الهيكلة تبرز أهداف إعادة الهيكلة في مايلي<br />

وضع برنامج مشجع للتقاعد المبكر<br />

احتضان المؤسسات التابعة للعمالة الزائدة عند الثبوت الاقتصادي لهذا الإجراء<br />

العمل على الحفاظ على العمالة الفعالة المدربة ذلك بتحسين نظام الأجور والحوافز ومنح تعويضات نقدية لمن يقرر ترك العمل<br />

اختياريا وتعويض النفقات الإضافية من الوفرات المحققة.‏<br />

القيام ببرنامج للتكوين التحويلي وذلك بالاهتمام بالتخصصات المطلوبة حاليا المتوقع طلبها في المستقبل.‏<br />

منح العمالة الراغبة في ترك العمل فرص للقيام بمشاريع خاصة مع توفير برامج لتمويل الشراء ومساعدم على إدارة هذه<br />

الوحدات.‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

/4<br />

/5<br />

تستخدم المؤسسة عدة أساليب لإعادة هيكلة العمالة وهي<br />

أساليب حل مشكل العمالة الزائدة ويكون هذا بعد تحديد العمالة الزائدة وتحديد خصائصها وبالتالي تحديد الفئة المرشحة للتكوين<br />

امتصاص الكمية الزائدة يلجأ إليه عند رفع سعر الفائدة لأرصدة هيئة التأمينات والمعاشات إلى سعر الفائدة السوقي<br />

التقاعد المبكر تلجأ إليه المؤسسة عندما تريد التركيز على نشاطاا الأساسية المحورية وهو أسلوب مطمئن للعمال بحيث<br />

إعادة الانتشار يحتفظون بعملهم مهما كانت وضعية المؤسسة المالية فلا تتخلى عنهم<br />

ويكون هذا الأسلوب بالبحث عن الوظائف الأخرى في مؤسسات مشاة<br />

إعادة الدمج الفردي حيث تعمل الإدارة على مساعدة العمال على تكوين المؤسسات الصغيرة<br />

المساعدة على إنشاء مشاريع خاصة صغيرة الخاصة ومساعدم في إدارا.‏<br />

: 2-3-III<br />

مراحل إعادة هيكلة العمالة:‏ يمكن تلخيصها فيما يلي:‏<br />

:<br />

.<br />

:<br />

-<br />

-<br />

المرحلة الأولى:‏ توضيح أهداف خفض العمالة و فيها يتم تحديد الأسباب الدافعة لخفض العمالة و الأهداف الناجمة عنها نذكر من<br />

هذه الأهداف ما يلي<br />

خفض التكاليف<br />

القضاء على العمالة القديمة و تعويضها بعمالة كفئ لزيادة الجودة<br />

.<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

المرحلة الثانية:‏ التخطيط لتقليل حجم العمالة:حيث يتم في هذه المرحلة<br />

معرفة مصادر التمويل.‏<br />

وضع معايير تخفيض العمالة:عمر،‏ كفاءة،‏ جنس.....‏<br />

تحديد الخدمات المرتبطة بالعمالة بمعنى تحديد الخدمات التابعة لخفض العمالة<br />

معرفة أسماء العمال المتخلى عنهم.‏<br />

وضع ميزانية خفض العمالة


:<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

المرحلة الثالثة:مرحلة التنفيذ:‏ و يكون في هذه المرحلة<br />

الوضوح و العلن:المحافظة على مشاعرهم ‏(العمال).‏<br />

الاتصالات المستمرة وذلك بين الإدارة و العمال المستغنى عنهم<br />

خلق حالة من الاطمئنان ‏:و ذلك بثقافة أن تخفيض العمال يؤدي إلى الكفاءة و الفعالية في المؤسسة<br />

الالتزام ببرنامج زمني ‏:حيث يساعد على التخطيط و الرقابة على التنفيذ<br />

.<br />

.<br />

.<br />

:<br />

.<br />

:<br />

/<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

المرحلة الرابعة المتابعة إن الغرض منها هو معرفة الأخطاء و تصحيحها و تكون هذه العملية بمراجعة المؤشرات الدالة على نجاح<br />

أو فشل مشكلات تقليل العمالة ومن بين هذه المؤشرات:‏ معدل دوران العمالة ‏،قياس الروح المعنوية و الرضا والتأخر والغياب...‏<br />

وفي هذه الحالة يقوم المديرين بالوقاية من هذه المشاكل بما يلي<br />

تسريح العمال المتسببين للمشاكل<br />

التدريب و التكوين.‏<br />

تشجيع العمال الأكفاء بالحوافز و الترقية<br />

النصح و المشورة<br />

: 4-III<br />

دور كل من إعادة الهندسة و الهيكلة في التكيف مع التغير التكنولوجي<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

أولا دور إعادة الهندسة في الاستجابة للتغيير التكنولوجي<br />

إن أسلوب إعادة الهندسة تستخدمه المؤسسة لكي تستطيع مسايرة و مواكبة التجديد التكنولوجي وذلك من خلال إحداث تغيير<br />

جذري للعمليات داخل المؤسسة كنتيجة لظهور تكنولوجيا جديدة التي تحاول اكتساا وتطبيقها عن طريق التغيير في أساليب الإنتاج<br />

و طرقه و إدخال أساليب تكنولوجية لتحسين الأداء و تطوير المنتجات.‏<br />

ثانيا دور إعادة الهيكلة في الاستجابة للتغير التكنولوجي<br />

تتكيف المؤسسة مع التغيير التكنولوجي بأسلوب إعادة هيكلة العمالة تخفيض العمالة الزائدة من خلال التكنولوجيا الجديدة حيث<br />

أن ظهور تكنولوجيا جديدة خاصة في الآلات و معدات الإنتاج يؤدي إلى استغناء المؤسسة عن بعض العمالة الزائدة التي ترى بأا<br />

غير فعالة و لا فائدة في بقائها و تعويضها ذه الآلات الأكثر سرعة و فاعلية.‏<br />

كما أن إدخال التكنولوجيا في طرق و أساليب الإنتاج يؤدي إلى سعي المؤسسة إلى التقليص من حجم العمال والاحتفاظ بالعمال<br />

الفاعلين الذين يقومون بالنشاطات الأساسية و المحورية داخل المؤسسة.‏<br />

(<br />

)<br />

:<br />

:<br />

-<br />

الخلاصة أصبحت المؤسسات الحديثة تعزز إمكانياا الداخلية والخارجية من أجل ضمان مواكبة كل تغير يمكن أن ينتاب نشاطها<br />

‏،ويظهر ذلك في معرفة المؤسسة االات التي يمكن أن يؤثر فيها التغيير داخل المؤسسة سواء كانت هذه االات على المستوى المادي<br />

أو البشري أو المالي وحتى التنظيمي.‏ وذا تكون لدى المؤسسة رؤية شمولية في إدارة التغيير سواء كان التغيير نابعا من داخل المؤسسة<br />

وبالتالي تطوير مستمر لهذا التغيير،‏ أو مصدره خارج المؤسسة وبالتالي التكيف المستمر معه لأن التغير التكنولوجي بمفهومه الواسع يعد<br />

التغير الدائم والمؤثر في تسيير المؤسسة.‏<br />

أفرزت الدراسة النتائج التالية<br />

يعد أسلوب إدارة الجودة الشاملة مهما لدى المؤسسات المعاصرة،‏ نظرا للمزايا التي يقدمها والمرتبطة أساسا بتنمية الموارد<br />

البشرية في المؤسسة والتي تساعد على التكيف المستمر مع مختلف التغيرات وخاصة التغيرات التكنولوجية.‏<br />

- 171 -


________________________________________________________________________________________<br />

دور مداخل التكيف التكنولوجي في إدارة التغير في المؤسسة<br />

يعتبر أسلوب التحسين المستمر الإجراء الوقائي والفاعل بالنسبة للمؤسسة من أجل إدارة التغيير،‏ لأنه يتميز بالبعد الشمولي في<br />

إدارة المؤسسة.‏<br />

أصبح تبني أسلوبي إعادة الهندسة وإعادة الهيكلة أمرا واقعا ومهما في تطور حياة المؤسسة نظرا<br />

-:<br />

-<br />

-<br />

لأن أسلوب إعادة الهندسة يهدف إلى الوصول إلى تحسينات ملموسة في مقاييس الأداء عن طريق تبني إعادة التفكير<br />

وإعادة التنظيم الجذري لعمليات المؤسسة.‏<br />

لكون أسلوب إعادة الهيكلة وخاصة البشرية ينصب على إدارة الفائض من الموارد البشرية في المؤسسة وما هي<br />

الإستراتيجيات المتبناة لمعالجة هذا الفائض ‏،وهذا من أجل التكيف مع التغيرات الحاصلة.‏<br />

هناك تنوع لمداخل التكيف مع التغير وهذا دلالة على فاعلية المنظر الشمولي في معالجة إدارة التغيير.‏<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

الجداول و الأشكال<br />

: (01)<br />

مقارنة بين فرق تحسين الجودة وحلقات الجودة<br />

الجدول رقم حلقات الجودة<br />

فرق تحسين الجودة<br />

تطوعية<br />

غير تطوعية<br />

خارج الهيكل التنظيمي<br />

تدخل في الهيكل التنظيمي<br />

معالجة مشاكل الجودة وحلها<br />

يهدف لانجاز عمل محدد<br />

عدم تجانس الأعضاء<br />

تجانس الأعضاء من حيث المستوى الإداري استشارية<br />

تنفيذية<br />

حل المشاكل الصغيرة<br />

حل المشاكل الرئيسية<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

: المصدر<br />

محفوظ احمد جودة ، إدارة الجودة الشاملة ، ص 64<br />

الجدول رقم (02): خصائص إعادة الهندسة<br />

عمليات إدارية<br />

عمليات تشغيلية ‏(فنية)‏<br />

متابعة الأداء<br />

‏-تطوير المنتجات<br />

المعلومات الإدارية<br />

‏-الحصول على العملاء<br />

الأصول الإدارية<br />

‏-تحديد احتياجات العملاء<br />

إدارة الموارد البشرية<br />

‏-التصنيع<br />

تخطيط وتخصيص الموارد<br />

‏-الإمداد الداخلي<br />

‏-إدارة الأوامر<br />

‏-الخدمات البريدية<br />

المصدر<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

:<br />

سونيا محمد البكري،‏ إدارة الجودة الكلية،‏ ص 312<br />

- 172 -


الشكل رقم<br />

: (01)<br />

مراحل الطريقة العلمية للتحسين المستمر<br />

1 تحديد الفرص<br />

تحديد النطاق<br />

2<br />

التحسين المستمر<br />

7<br />

تحسين العمليات<br />

تحليل العمليات الحالية<br />

استطلاع التغيرات أو<br />

التحقق منها<br />

6<br />

3<br />

وضع تصور للعمليات<br />

تنفيذ التغير<br />

5<br />

المستقبلية<br />

4<br />

: المصدر<br />

محفوظ أحمد جودة،‏ مرجع سابق،‏ ص 185.<br />

- 173 -


مرسي-‏<br />

ص،‏<br />

________________________________________________________________________________________<br />

دور مداخل التكيف التكنولوجي في إدارة التغير في المؤسسة<br />

المصادر و الإحالات<br />

:<br />

1<br />

طاهر محسن منصور الغالي،‏ وائل محمد صبحي إدريس<br />

–<br />

الإدارة الإستراتيجية منظور منهجي متكامل<br />

–<br />

الأولى ،2007 ص . 552<br />

دار وائل للنشر الطبعة<br />

أحمد شاكر العسكري-‏ التسويق الصناعي،‏ دار وائل للنشر،‏ الطبعة 2<br />

‏.ص‎254-253‎<br />

.<br />

2005،<br />

2<br />

اللوزي،‏ التطوير التنظيمي أساسيات ومفاهيم حديثة،‏ دار وائل للنشر ن الطبيعة الثانية،‏ 2003، ص 235.<br />

3<br />

4 Jean brilman ,Les Mielleures Pratiques De Management, Edition d’organisation, paris, 2001,p217.<br />

5<br />

نفس المرجع السابق<br />

، ص 240<br />

-<br />

6<br />

سونيا محمد البكري،‏ إدارة الجودة الكلية،‏ الدار الجامعية،‏ الإسكندرية،‏ 2004-2003، ص‎233‎‏.‏<br />

- 7<br />

محفوظ أحمد جودة،‏<br />

إدارة الجودة الشاملة ‏،دار وائل للنشر،‏ الأردن،‏ 20<strong>06</strong>، ص ص 188-183.<br />

-<br />

8<br />

محفوظ أحمد جودة،‏<br />

المرجع السابق ، ص 191-190.<br />

-<br />

9<br />

علي مرسي،‏ تطوير أداء وتجديد المنظمات،‏ دار قباء للنشر والتوزيع،‏ مصر،‏ بدون سنة،‏<br />

ص ص 93-92<br />

.312-311-310<br />

-<br />

10<br />

سونيا محمد البكري،‏ مرجع سابق،‏ ص.ص<br />

-<br />

11<br />

نفس المرجع السابق،‏ ص 313.<br />

نفس المرجع السابق،‏ ص ص 221-220.<br />

12<br />

13 Jean brilman, op cit, p 248.<br />

14<br />

Xavier Mesnard,Jean-Claud Tarondeau, Utiliser L’audit par benchmarking pour améliorer les<br />

Performances, Revue Française de gestion , janvier-fevrier ,B U Dauphine,2003,p247.<br />

نفس المرجع السابق،‏ ص 322<br />

15<br />

16<br />

المرجع السابق،‏ ص.ص<br />

(325-323 )<br />

17<br />

عايدة سيد خطاب ، الإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية في ظل إعادة الهيكلة-‏ الاندماج-‏ مشاركة المخاطر ‏،كلية التجارة عين<br />

شمس،‏ 1999، ص‎150‎‏.‏<br />

- 174 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

إدارة الجودة الشاملة كتوجه تنافسي في المنظمات المعاصرة<br />

الدكتور/‏ بن عنتر عبد الرحمان - جامعة بومرداس<br />

الملخص ينطلق أهداف هذا البحث من الاهتمام الكبير الذي توليه المنظمات المعاصرة لموضوع الجودة في ظل بيئة عالمية تنافسية<br />

مفتوحة تأخذ فيها منظمات الأعمال والمنظمات العامة على السواء في العالمين المتقدم والنامي،‏ بأحدث أساليب الإدارة وتحسين الأداء<br />

ودعم التنافسية،‏ ومن بينها نظم إدارة الجودة الشاملة،‏ وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على حالة الأداء والإنتاجية وجودة المنتجات<br />

والخدمات والتواجد في بيئة الأعمال الدولية.حيث لم تعد الجودة تلك المتغيرة الثانوية التي لايلقى لها الاهتمام إلا في حالة ظهور فشل<br />

أو خطأ أو عيب بل أصبحت حاليا تفرض نفسها كنظام شامل يجب تسييره بكفاءة عالية.‏ وبالتالي فإن هذا البحث يناقش دور إدارة<br />

الجودة الشاملة في دعم تنافسية المنظمات المعاصرة وتحسين كفاءا وتعظيم فرصها للتواجد عالميا،وذلك بالتركيز على أهميتها،عوامل<br />

نجاحها وأسباب فشل تطبيقاا في المنظمات المعاصرة،‏ علاقتها مع الايزو،‏ ووضعها في ظل التحديات الإدارية المعاصرة.‏<br />

- 175 -<br />

:<br />

الكلمات المفتاحية<br />

:<br />

:<br />

الجودة الشاملة،‏ الميزة التنافسية،‏ كفاءة الأداء،‏ الكفاءة الإنتاجية،‏ الايزو،‏ الإدارة المعاصرة.‏<br />

تمهيد تعد جودة الخدمات والمنتجات من أهم المتغيرات التي تسعى المنظمات لتحقيقها وذلك لضمان تحقيق رضا عملائها وولائهم<br />

وزيادة الربحية وتعزيز المركز التنافسي،‏ وضمان البقاء والاستمرار في الأسواق المحلية،‏ كما تساهم الجودة في منح الفرصة للمنظمة<br />

لدخول الأسواق العالمية واحتلال مراكز قوية فيها مقارنة بمنافسيها.كما يعد الاهتمام بإدارة الجودة الشاملة على مستوى المنظمة<br />

سبيلا رئيسيا للتأهل التنافسي،‏ وإذا نجحت المنظمة في تصميم وإدارة برنامج للجودة الشاملة فإن هذا سيشكل قاعدة قوية تقيم عليها<br />

نظام الجودة ‏،وهذا بدوره يؤهلها للتوافق مع مواصفة الايزو المستهدفة.‏<br />

وفي ظل حدة التنافس التي تسود الأسواق،تواجه المنظمات تحديات كبيرة أهمها ‏،كيف تصل المنظمة إلى بناء وتعزيز ميزة تنافسية<br />

تسمح لها باحتلال مركز تنافسي قوي،والمحافظة عليه وتعظيمه.‏ ومن هنا نطرح إشكالية هذا البحث والمتمثلة في التساؤل التالي:كيف<br />

يمكن لإدارة الجودة الشاملة أن تساهم في بناء وتحقيق ميزة تنافسية للمنظمات الحديثة في ظل التحديات المعاصرة ؟ ؛ وبالتالي يستمد<br />

هذا البحث أهميته من خلال متطلبات المنافسة التي تفرضها الساحة الاقتصادية في الوضع الراهن والتي تدفع المنظمات إلى تطبيق<br />

التوجهات الحديثة لمواجهة المنافسة والتفوق على المنافسين،وتحقيق الريادة.‏<br />

يستمد هذا البحث مبرراته من خلال<br />

:<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

زيادة الاهتمام بمتطلبات الجودة ومتغيراا<br />

زيادة احتدام المنافسة بين المنظمات<br />

سعي المنظمات نحو تحقيق التفوق في مجال أعمالها.‏<br />

.<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

ومن اجل استيفاء هذه الأهداف جاء عنوان هذا البحث"‏ إدارة الجودة الشاملة كتوجه تنافسي في المنظمات المعاصرة"‏ وفق استراتيجيه<br />

تتضمن المحاور التالية<br />

الجذور والمؤشرات المعاصرة للاهتمام العالمي بالجودة.‏<br />

أولا أهمية إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

ثانيا إدارة الجودة الشاملة في ظل التحديات الإدارية المعاصرة.‏<br />

ثالثا علاقة إدارة الجودة الشاملة بمعايير الايزو.‏<br />

رابعا عوامل نجاح وأسباب فشل تطبيقات الجودة الشاملة في دعم تنافسية المنظمات.‏<br />

خامسا


________________________________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة كتوجه تنافسي في المنظمات المعاصرة<br />

:<br />

:<br />

(1)<br />

أولا:‏ الجذور والمؤشرات المعاصرة للاهتمام العالمي بالجودة<br />

إن تطور وتنامي الاهتمام العالمي بالجودة يعود إلى سبعة آلاف عام منذ أن اهتم المصريون القدامى ا،‏ ويتضح ذلك من خلال النقوش<br />

الفرعونية وبناءات الأهرامات،‏ ثم أسفر الاهتمام المعاصر بقضية الجودة عن نشأة اهتمام دولي عالمي متنام بنظمها وإيجاد معايير دولية<br />

لها،‏ هي<br />

-1981)<br />

:<br />

: "<br />

. يإ<br />

"<br />

:<br />

-1<br />

( Z8101<br />

(2)<br />

"<br />

المعيار الصناعي الياباني طور اليابانيون في عام ‎1981‎مواصفة لإدارة الجودة الشاملة عرفت باسم المعيار الصناعي<br />

وقد أوضح المعيار أن السيطرة الفاعلة على الجودة تتطلب تعاون كافة مجالات وأنشطة المنظمة،وهم:‏ الإدارة العليا،‏<br />

والمديرون والمشرفون،‏ والعمال في كافة مجالات وأنشطة المنظمة مثل:بحوث السوق،البحوث والتطوير،‏ التخطيط لتصميم<br />

المنتج،التجهيز للإنتاج،الشراء،الصنع،الفحص،المبيعات،‏ وخدمة ما بعد البيع،‏ وكذلك السيطرة المالية ‏،وإدارة الموارد البشرية،والتدريب<br />

والتعليم.وقد أدى هذا الاهتمام بجودة السلع والخدمات لليابانيين على تجسيد ظاهرة الاهتمام العالمي بالجودة وذلك بمنح جائزتين وهما<br />

على التوالي<br />

:1-1<br />

جائزة ديمنج منحت هذه الجائزة المسماة باسم خبيرا لجودة"‏ ديمنج"لأول مرة في عام‎1951‎‏،حيث قدمها اتحاد علماء<br />

ومهندسي اليابان إلى الشركات التي نجحت في برامجها لتحسين الجودة.وبرغم أن التقدم لنيل الجائزة كان متاحا لكل الشركات،‏ إلا<br />

أن أول شركة غير يابانية حصلت عليها كانت شركة فلوريدا للطاقة والضوء في عام ‎1991‎‏،كما حصلت عليها شركات أخرى<br />

شهيرة مثل تويوتا"،و"‏ نإ ‏.سي".وقد ركزت الجائزة على النجاح في الرقابة الإحصائية على الجودة كوسيلة لتحسين الجودة.وعلى<br />

آلتزام الإدارة العليا ومشاركتها في برامج تحسين الجودة.كما أخذت الجائزة بالاعتبار أربعة أنشطة للإدارة العليا:‏<br />

أ-‏ طبيعة توجهات وأنشطة طاقم الإدارة العليا إزاء الجودة.‏<br />

ب-نشاط إرضاء العملاء.‏<br />

ج-إشراك العاملين في قضايا وأنشطة الجودة.‏<br />

د-‏ نشاط التدريب.‏<br />

وكانت هذه الجائزة من أولى التحركات العالمية لاعتبار وتقدير،ومكافأة،وتشجيع التقدم في مجال تحسين جودة السلع والخدمات.كما<br />

كانت هامة للغاية في التحرك تجاه رفع مستوى إدراك الإدارة العليا على المستوى العالمي لأهمية الجودة والامتياز فيها.‏<br />

:2-1<br />

جائزة ‏"مالكولم بالدريج"‏ القومية بعد التفوق الواضح لليابانيين في مجال الجودة،ظهر اهتمام واسع النطاق في الولايات<br />

المتحدة الأمريكية بتحسين جودة السلع والخدمات.وقد أنشا المعهد القومي للمعايير والتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية،في<br />

عام‎1987‎جائزة"مالوم بالدريج"لتمنح للشركات الأمريكية فقط المتميزة في مجال الجودة.‏ ويعد رضاء العميل أهم العوامل وأثقلها<br />

وزنا في مساعدة الشركة على نيل الجائزة.وتتلقى الشركات المتقدمة لنيل الجائزة ملخصا مكتوبا من هيئة المحكمين أوالمقيمين عن<br />

ملاحظام،‏ متضمنة نقاط القوة والضعف في برامج الجودة،واقتراحام للتحسين،وهكذا لا يكون نيل الجائزة هو المكسب الوحيد<br />

للشركة التي تحاول نيلها.كما دف الجائزة بشكل عام إلى حث الشركات الأمريكية على<br />

تحسين برامجها في إدارة الجودة.‏<br />

تطوير معايير وأدلة إرشادية يؤدي الالتزام ا لتحسين الجودة.وتعزيز استراتيجياا.‏<br />

وللجائزة ثلاث فئات<br />

الفئة الأولى للشركات الصناعية الكبيرة.‏<br />

‏-الفئة الثانية للشركات الخدمية الكبيرة.‏<br />

‏-الفئة الثالثة للمنظمات الصغيرة.‏<br />

:<br />

(3)<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

- 176 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

وحتى تكون الشركة مؤهلة للترشيح بجب أن يكون موقعها بالولايات المتحدة الأمريكية،وأن تقدم طلبامن‎75‎صفحة يضم بيانات<br />

عنها،حيث يقوم فريق من المقيمين بمراجعة وتقييم هذه الطلبات.وتخضع الشركات التي تحصل على درجات عالية لسبعة اختبارات،‏<br />

وتتمثل معايير الاختبار من بين الشركات فيما يلي<br />

القيادة:‏ أي مدى نجاح قيادة الشركة في غرس ثقافة واضحة ومستمرة للجودة في المنظمة.‏<br />

المعلومات والتحليل:‏ من حيث قدرة الشركة على جمع وتحليل معلومات مرتبطة بالتخطيط للجودة وتحسينها.‏<br />

التخطيط الاستراتيجي للجودة:‏ من حيث تكامل متطلبات الجودة مع خطط وأنشطة المنظمة.‏<br />

الإفادة من الموارد البشرية:‏ باستغلال كامل قدرات قوة العمل في تحسين الجودة.‏<br />

تأكيد الجودة:‏ بتصميم وإدارة نظم لتأكيد السيطرة على الجودة في كافة عمليات الشركة.‏<br />

نتائج تأكيد الجودة:بعرض المنجزات والتحسينات في الجودة من خلال مقاييس كمية.‏<br />

رضاء العملاء:‏ بتحديد توقعات ومتطلبات العملاء وعرض نتائج الاستجابة لها.‏<br />

"<br />

:<br />

-2<br />

وقد حصل على هذه الجائزة عدد من الشركات الصناعية الأمريكية الكبيرة مثل ‏"موتورولا ‏"و ‏"ويستينجهاوس"و ‏"زيروكس"،‏<br />

آي.بي.إم"وقطاع سيارات ‏"كاديلاك"بشركة"جنرال موتورس".‏ كما حصل عليها عدد من الشركات الخدمية الكبيرة مثل"فيديرال<br />

إكسبرس"،وشركات صغيرة أيضا.‏ ويحصل الفائزون على ميداليات من الكريستال،ومزايا النشر عن الفوز في وسائل الإعلام،‏ وحق<br />

الشركة في أن تعلن عن أا فازت بالجائزة.‏<br />

9000<br />

معيار الايزو الاوروبي ركز هذا المعيار الذي طوره الأوروبيون وهو إيزو‎9000‎على إلزام منظمات الأعمال العاملة<br />

في نطاق دول الجماعة الأوروبية بإتباع إجراءات ضمن إدارة منهجية للجودة.وقد تضمن المعيار ثلاثة عناصر رئيسية هي<br />

أ-‏ توفر دليل للسيطرة على الجودة يستوفي القواعد الإرشادية للايزو.‏<br />

ب-‏ توثيق إجراءات الجودة.‏<br />

ج-‏ وجود تعليمات مكتوبة للعامل.‏<br />

:<br />

(4)<br />

ويتعين أن يقوم مراجعون-كطرف ثالث-‏ بمراجعة مدى توافق نظام الجودة مع مواصفة الايزو.وهناك عوامل عديدة تجعل من<br />

الايزو‎9000‎موضوعا للاهتمام المكثف على المستوى العالمي،وتتضمن هذه العوامل مايلي<br />

أ-‏ القبول العالمي لمواصفات الايزو كنظام لمواصفات الجودة.‏<br />

ب-‏ اتجاه الاتحاد الأوروبي منذ‎1993‎إلى تطبيق مواصفات ومعايير جودة على المنتجات المصنعة بالدول الأعضاء أو<br />

المصدرة إليها.ومن ثم يتزايد الاهتمام بنظام جودة الايزو الذي يساعد على يئة أو إفراز منتجات جيدة تتوافق وهذه<br />

المواصفات.‏<br />

ج-‏ احتياج الأسواق-الذي يتوقع تزايده-لأن تستوفي المنظمات المتعاملة متطلبات التوافق مع الايزو‎9000‎‏.‏<br />

:<br />

ومما سبق يمكن توضيح مراحل تطور الاهتمام بالجودة والسمات المميزة لكل مرحلة حتى الوصول إلى مايسمى بإدارة الجودة الشاملة<br />

من خلال الجدول التالي:‏<br />

- 177 -


________________________________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة كتوجه تنافسي في المنظمات المعاصرة<br />

جدول رقم(‏‎1‎‏):التطور النوعي لمراحل الاهتمام بالجودة وملامحها الأساسية<br />

الملامح الرئيسية<br />

مراحل الاهتمام بالجودة العشرينيات.‏<br />

المرحلة الأولى:‏<br />

فحص فني بعد اية الإنتاج للتأكد من مطابقة المنتج أو<br />

مرحلة الاهتمام بفحص المنتجات باستخدام الوسائل الفنية الخدمة للمواصفات الموضوعة.‏<br />

‏*الثلاثينات/‏ الأربعينات.‏<br />

المرحلة الثانية:‏<br />

أهم الأساليب:‏ العينات الإحصائية،‏ عينات القبول،‏ الرقابة<br />

مرحلة استخدام الأساليب الإحصائية في الرقابة على جودة على العملية وخرائط العملية وخرائط الرقابة على الجودة.‏<br />

الإنتاج.‏<br />

منذ منتصف الخمسينات.‏<br />

المرحلة الثالثة:‏<br />

بداية فكرة رقابة الجودة الشاملة،‏ والتي تعتبر النواة الحقيقية<br />

مرحلة التأكد من الجودة وضماا<br />

لحركة إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

‏*قضايا هامة ومحورية:‏ تكلفة الجودة،‏ قياس درجة الاعتمادية<br />

للسلع،والتركيز على نظم الإنتاج بلا عيوب.‏<br />

اهتمام الإدارة العليا في المنظمات بقضية الجودة.‏<br />

المرحلة الرابعة:‏<br />

الربط بين الجودة والربحية في المنظمات.‏<br />

مرحلة الإدارة الإستراتيجية للجودة وتوظيفها لدعم تنافسية ‏*إدارة الجودة الشاملة كفلسفة إستراتيجية.‏<br />

المنظمات<br />

* إدارة الجودة الشاملة كسلاح تنافسي.‏<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

،2005<br />

المصدر:محمد ماجد خشبة،‏ الجودة<br />

ص‎10‎‏،‏ وبتصرف من الباحث.‏<br />

الشاملة وتنافسية المشروعات،‏ سلسلة<br />

اجتماعات الخبراء،‏ المعهد العربي للتخطيط بالكويت،‏ العدد‎15‎‏،‏<br />

ثانيا:أهمية إدارة الجودة الشاملة<br />

ينظر إلى إدارة الجودة الشاملة على أا قاطرة عظيمة للتغيير إلى الأفضل،‏ ومقياس أساسي للمفاضلة بين المنظمات.حيث اعتمدا<br />

الكثير من المنظمات لأهميتها الإستراتيجية الفائقة،مما زاد من فاعليتها ومن قدرا على البقاء في سوق المنافسة.‏<br />

ومن بين العوامل التي أدت إلى تصاعد أهمية إدارة الجودة الشاملة مايلي<br />

زيادة حدة المنافسة بين المنظمات،‏ والتي ترتكز على تقديم أفضل المنتجات بأقل سعر ممكن.‏<br />

انتقال التنافس من الصعيد المحلي إلى الصعيد العالمي،مما جعل الجودة الشاملة في سلم أولويات المنظمة.‏<br />

- ضرورة اللجوء إلى ابتكار أساليب وتقنيات إدارية جديدة لمواجهة التغيرات الحالية السريعة والمستمرة.‏<br />

إن تطبيق إدارة الجودة الشاملة يؤدي إلى تحقيق عدة نجاحات تتجلى من خلالها أهمية هذه الأخيرة منها<br />

تقليص شكاوى المستهلكين وتخفيض تكاليف الجودة،‏ مما يساهم في تحقيق رضا العميل.‏<br />

زيادة الإنتاجية والأرباح المحققة مما يؤدي إلى رفع الحصة السوقية.‏<br />

تقليص حوادث ومشاكل العمل ‏،مما يساهم في رفع الكفاءة الإدارية والإنتاجية.‏<br />

تحقيق منافع ووفورات متعددة في تكاليف وآجال العمليات الإنتاجية،مما يرفع من مستوى جودة المنتجات.‏<br />

تحسين عملية الاتصال بين مختلف مستويات المنظمة وضمان المشاركة الفعالة لجميع أفرادها في تحسين الأداء.‏<br />

:<br />

:<br />

(5)<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

وتؤكد إدارة الجودة الشاملة على أن الإصغاء لرغبات العميل وتلبيتها هي السبيل الوحيد والأكثر دواما بالنسبة للمنظمة لتحقيق<br />

النجاح والريادة.إذ تستمد أسسها من تحقيق أعلى درجات الرضا لدى العملاء بشكل مستمر.‏ وتعد المحافظة على العملاء الحاليين<br />

- 178 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

والحصول على آخرين جدد أكبر تحد تواجهه المنظمة حاليا مما يتطلب تحقيق منتج ناجح في ظل السوق التنافسية الآنية.ولا يمكن<br />

تحقيق ذلك إلا بتطبيق إدارة الجودة الشاملة.‏ ويمكن توضيح أهمية إدارة الجودة الشاملة من خلال الشكل التالي:‏<br />

شكل رقم<br />

:( 01 )<br />

أهمية إدارة الجودة الشاملة<br />

تحسين<br />

الجودة<br />

تخفيض التكاليف<br />

تقليل إعادة التشغيل<br />

تقليل الأخطاء<br />

تقليل التأخير<br />

تحسين استخدام الآلات والخامات<br />

تحسين<br />

الإنتاجية<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

خلق فرص<br />

عمل أآثر<br />

مرآز منافسة أفض ل<br />

واستمرارية في السوق<br />

غزو السوق<br />

بجودة أعلى<br />

وسعر اقل<br />

المصدر:‏ علي السلمي،‏ السياسات الإدارية في عصر المعلومات،‏ دار غريب للطباعة والنشر،‏ القاهرة،‏ بدون تاريخ،‏ ص‎299‎‏.‏<br />

:<br />

-1<br />

ثالثا:‏ إدارة الجودة الشاملة في ظل التحديات الإدارية المعاصرة<br />

التحديات التي تواجهها المنظمة تواجه المنظمات حاليا تحديات متعددة ومختلفة،أهمها مايلي<br />

تقليص دور الدولة وإعطاء الدور الأكبر للقطاع الخاص في إدارة الفعاليات الاقتصادية مما ساهم في تحسين الكفاءة<br />

الإدارية في الجهاز الحكومي.‏<br />

‏*العولمة ‏،وأثرها على زيادة اهتمام المنظمات بالعملاء وانتقال المنافسة من الأسواق المحلية إلى الأسواق العالمية،مما جعل<br />

الاهتمام بالمتغيرات العالمية من حتميات بلوغ أعلى درجات الجودة وضمان البقاء في الأسواق.‏<br />

‏*التحديات المرتبطة بأتمتة العمل الإداري وترسيخ متطلبات الإدارة الالكترونية وتطوير طرق العمل الإداري.‏<br />

‏*التحديات المرتبطة بترسيخ الشفافية في العمل الإداري،وهي الوضوح في القوانين والإجراءات والسماح للمعلومات<br />

بالتدفق الحر والابتعاد عن الغموض والتعتيم والتستر على المشكلات ومواقع القصور،وكذا الابتعاد عن الضبابية في العمل<br />

الإداري.‏<br />

التحديات المرتبطة بالتخلص من جميع مظاهر الفساد الإداري دف الوصول إلى منظمات متطورة قادرة على تقديم<br />

خدمات ذات جودة متميزة ترضي العملاء.‏<br />

التحديات المرتبطة باستقطاب الموارد البشرية المنخرطة في عالم المعلوماتية والاتصالات التكنولوجية والمسلحة بالأنماط<br />

الإدارية الحديثة وذات التفكير الإبداعي.‏<br />

-:<br />

:<br />

*<br />

*<br />

*<br />

-2<br />

*<br />

(6)<br />

العولمة وإدارة الجودة الشاملة تعد العولمة مفهوما حديثا ينطوي على عدة جوانب مختلفة ‏،أهمها مايلي<br />

الجانب الاقتصادي من بين المظاهر الاقتصادية التي تتجلى من خلالها ظاهرة العولمة ‏،حرية وسرعة حركة رؤوس الأموال،تطور<br />

الاتصالات وسهولة المعاملات التجارية،واحتكار النشاط الاقتصادي والمالي.‏<br />

الجانب التكنولوجي مع ظهور الإبداعات التكنولوجية الحديثة كالانترنيت ووسائل الاتصال المتطورة،أصبحت المعلومات تنتقل<br />

بسرعة فائقة بين مختلف دول العالم مما ساهم في تسهيل المبادلات والاتصالات.‏<br />

الجانب الإداري أدت العولمة إلى ظهور العديد من الظواهر منها،مايلي:‏<br />

الانتقال من المنافسة المحلية إلى المنافسة العالمية التي تتميز بحدة المنافسة وببقاء الأفضل.‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-<br />

*<br />

*<br />

- 179 -


________________________________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة كتوجه تنافسي في المنظمات المعاصرة<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تصغير دور الدولة ومنح القطاع الخاص أهمية أكبر في النشاط الاقتصادي.‏<br />

تفعيل مشاركة القطاعين العام والخاص،وترسيخ مفهوم الشفافية في العمل الإداري وتجنب الضبابية.‏<br />

أتمتة العمليات الإدارية كاتخاذ القرار،تحسين الاتصالات،ترويج المنتجات من خلال شبكة الانترنيت<br />

التأكيد على تفعيل جودة الخدمة والإنتاج من خلال التركيز على جودة الأداء بغية إرضاء العملاء<br />

السعي نحو استقطاب الموارد البشرية المؤهلة والمدربة،‏ وذات التفكير الإبداعي.‏<br />

إعادة هيكلة المنظمات وتقليص عدد المستويات الإدارية وإعادة هندسة العمليات.‏<br />

الاهتمام بالتجارة الالكترونية التي تساهم في توفير المعلومات وسرعة انتقالها لتسهيل التبادل الدولي<br />

:<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

ولقد ساهمت العولمة في ترسيخ مفاهيم إدارة الجودة الشاملة في المنظمات من خلال ما يلي<br />

الاتجاه نحو تقليص حجم الأجهزة الإدارية وإعادة هيكلتها سيساهم في ترسيخ مفاهيم الجودة في الإنتاج والخدمات<br />

المقدمة للعملاء.‏<br />

التحول من المنافسة المحلية إلى المنافسة العالمية سيدفع المنظمات إلى تقديم منتجات ذات جودة عالية لضمان استمرارها<br />

في ظل حدة المنافسة.‏<br />

الاتجاه نحو تقوية نظم المساءلة والمحاسبة سوف يساهم في زيادة الرقابة على مستوى جودة المنتجات والخدمات،‏ وآلتزام<br />

المنظمة بالمعايير والمقاييس العالمية للبقاء في الأسواق.‏<br />

الاتجاه نحو ضرورة ترشيد النفقات وترسيخ الكفاءة في إدارة الأموال لتعزيز المركز المالي للمنظمة،‏ سيساهم في<br />

التحسين المستمر لمستوى جودة المنتجات والخدمات التي تقدمها.‏<br />

الاتجاه نحو أتمتة العمل الإداري وضرورة ترسيخ الإدارة الالكترونية في عمل المنظمة سوف يساعد هذه الأخيرة على<br />

تقديم منتجات خالية من العيوب وبشكل أسرع.‏<br />

* ضرورة ترسيخ الشفافية في العمل الإداري ومكافحة كافة أشكال الفساد الإداري تعد المنطلق الأساسي لحركة إدارة<br />

الجودة الشاملة لأا تؤمن بضرورة وضوح الإجراءات والتشريعات.‏<br />

استخدام الانترنيت في عمليات الإدارة المختلفة كالتسويق مثلا يساهم في تحقيق جودة عالية في خدمة العملاء وتخفيض<br />

مصاريف تسويق المنتجات بالمقارنة بمثيلاا في قنوات التوزيع التقليدية.‏<br />

التوجه نحو استقطاب الكفاءات المؤهلة والمنخرطة في عالم المعلوماتية،‏ والمسلحة بأنماط وأساليب الإدارة الحديثة<br />

سيساهم بفعالية في تطوير وإبداع منتجات ذات جودة عالية.‏<br />

التوجه نحو حرية التجارة وإزالة الحواجز الجمركية بين الدول سيشجع المنظمات على رفع مستوى جودة السلع<br />

والخدمات التي تقدمها في ظل المنافسة الأجنبية التي ستواجهها،مما يساعد على تحقيق ربحية أكبر.‏<br />

تفعيل استخدام التجارة الالكترونية يساهم في ترسيخ الجودة في نشاط المنظمة من خلال ما يلي<br />

زيادة المنافسة في سوق إلكترونية مفتوحة سيؤدي إلى انخفاض الأسعار والتكاليف وتحسين مستوى الجودة.‏<br />

توزيع الخدمات للعملاء بأقل التكاليف الممكنة لسهولة وصول المعلومات إلى عدد كبير منهم.‏<br />

التعامل المباشر مع العملاء وبدون إجراءات معقدة مما يساهم في رفع جودة الخدمات المقدمة.‏<br />

تساعد في الحصول على مطالب العملاء وطبيعة السلع والخدمات التي يفضلوا.‏<br />

5- حصول المنظمة على معلومات مرتدة من العملاء بشكل مباشر في تطوير وتحسين السلع والخدمات.‏<br />

:<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

:<br />

رابعا علاقة إدارة الجودة الشاملة بمعايير الايزو<br />

إن الحصول على شهادة المطابقة ليس هدفا في حد ذاته،‏ وإنما وسيلة تلجا إليها المنظمة للارتقاء بالمستوى العام لأدائها،‏ وتحقيق رضا<br />

العملاء،‏ والتطوير الشامل لتنظيمها تأكيدا لمفهوم الجودة الشاملة.‏ تعتبر إدارة الجودة الشاملة مدخلا للتطوير الشامل والمستمر<br />

- 180 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

(7)<br />

للأداء،حيث تعد مسؤولية جميع أفراد المنظمة،‏ ودف إلى تحقيق رضا العملاء،تخفيض التكاليف،ورفع الحصة السوقية من خلال تعميم<br />

الجودة على جميع مراحل التشغيل بدءا من التعامل مع المورد ووصولا إلى التعامل مع العميل.‏ أما الايزو‎9000‎فهي مواصفة محددة<br />

متفق عليها عالميا،مما يسهل تقييم مدى توافق أداء المنظمة معها،‏ في حين يصعب ذلك مع إدارة الجودة الشاملة،حيث ترتكز على<br />

العلاقة(مورد/زبون)‏ والتي تعد مكملة لتوجه الإدارة والعمال بإدارة الجودة الشاملة.‏ وترتبط معايير الايزو بإدارة الجودة الشاملة من<br />

خلال النقاط التالية<br />

أن المواصفات القياسية للايزو تعبر عن إدارة الجودة من وجهة نظر العميل،في حين تنبع إدارة الجودة الشاملة<br />

من وجهة نظر المورد،فإدارة الجودة الشاملة خلافا للايزو تذهب لأبعد من توقعات العملاء.‏<br />

أن تركيز إدارة الجودة الشاملة على رفع فاعلية وكفاءة عمليات المنظمة بشكل شامل ومستمر بغية إرضاء<br />

العملاء يشكل نقطة توافق مع مواصفات الايزو.‏<br />

أن تركيز مواصفات الايزو على التوثيق والمراجعة المستمرة يساهم في تحسين إدارة الجودة ونظم تأكيدها،مما<br />

يزيد من الاهتمام بالتطوير المستمر والتشغيل الكامل للنظام.‏<br />

إذن مواصفات الايزو‎9000‎ تمثل نظاما للجودة يقوم على مواصفات موثقة ويركز على أساس مطابقة هذه المواصفات،في حين إدارة<br />

الجودة الشاملة تمثل إدارة الجودة من منظور شامل حيث تغطي وتم بتحقيق الجودة في جميع مجالات المؤسسة فهما نظامان متكاملان<br />

وليسا متعارضين.‏ ويمكن توضيح أهم الاختلافات بين المواصفات القياسية للايزو وإدارة الجودة الشاملة من خلال الجدول التالي:‏<br />

جدول رقم(‏‎02‎‏):‏ علاقة إدارة الجودة الشاملة بمعايير الايزو<br />

المواصفات القياسية للايزو‎9000‎<br />

إدارة الجودة الشاملة<br />

ليس ضروريا أن تكون موجهة بالعملاء<br />

موجهة بالعملاء<br />

قد لا تمثل جزءا متكاملا من استراتيجيه المؤسسة<br />

تمثل المحور الأساسي لاستراتيجيه المؤسسة<br />

موجهة بالإجراءات التشغيلية للنظام الفني<br />

موجهة بفلسفة،أدوات وأساليب شاملة<br />

التحسين والتطوير المستمر أحد المحاور الأساسية في فلسفة المؤسسة<br />

التحسين والتطوير المستمر غير وارد،‏ فالمعايير محددة بإجراءات وطرق<br />

العمل.‏<br />

:<br />

يمكن تطبيقها على أقسام أو إدارات محددة وليس بالضرورة على<br />

مستوى المنشاة ككل.‏<br />

تشمل جميع الأقسام،‏ الإدارات،‏ الوحدات،‏ والمستويات التنظيمية<br />

يتولى مسؤوليتها قسم أو إدارة مراقبة الجودة<br />

يتولى مسؤوليتها كل فرد في المنشاة وليس إدارة أو قسم محدد قد لا تتطلب إجراء تعديلات جوهرية في الأوضاع الحالية<br />

تحتاج إلى إحداث تغيير شامل في المفاهيم والنظم ومراحل التشغيل تبدو وكأا في حالة استاتيكية وضمن بيئة ثابتة لا تتغير<br />

تتبنى التغير المستمر لاسيما في الثقافة التنظيمية<br />

سمير محمد عبد العزيز،‏ جودة المنتج بين إدارة الجودة الشاملة والايزو‎9000،10011‎‏،‏ مكتبة الإشعاع،‏ الطبعة الأولى،‏ القاهرة،‏<br />

المصدر ‎1999‎‏،ص‎140‎‏،‏ وبتصرف من الباحث<br />

إن تطبيق الجودة،أو بمعنى أصح الجودة الشاملة أصبحت من متطلبات البقاء في الأسواق العالمية التي تتصف بحدة المنافسة<br />

فيها،‏ وببقاء الأفضل،‏ والذي يقدم أفضل وأجود المنتجات والخدمات،ولا تكفي الجودة الشاملة لتحقيق هذا الهدف،بل يجب على<br />

المنظمة أن تتفوق وتتميز على منافسيها،‏ والذي لا يتحقق إلا من خلال امتلاكها لميزة تنافسية قوية.وكنتيجة عامة يمكن القول بأن<br />

إدارة الجودة الشاملة والايزو أما متكاملان وليسا بديلان أو متعارضان،إذ يمكن الحصول على الايزو بدون إدارة الجودة الشاملة<br />

والعكس صحيح،كما يمكن تبني إدارة الجودة الشاملة كمدخل للحصول على الايزو.‏<br />

- 181 -


________________________________________________________________________________________<br />

إدارة الجودة الشاملة كتوجه تنافسي في المنظمات المعاصرة<br />

:<br />

خامسا عوامل نجاح وأسباب فشل تطبيقات الجودة الشاملة في دعم المنظمات<br />

لتحقيق الريادة والتفوق في إدارة الجودة الشاملة،تعتمد المنظمة على المبادئ التالية<br />

التركيز على أهمية البحث والتطوير واعتبارها من الأهداف الإستراتيجية للمنظمة.‏<br />

ترشيد المديرين للعمال وتلقيهم مبدأ التقويم الذاتي لتحسين أدائهم.‏<br />

توفير جو ملائم للعمل،والتأكيد على أهمية قيمة العمل الجماعي بين أفراد المنظمة.‏<br />

ربط القيم والمبادئ التنظيمية بعملية إدارة الجودة الشاملة،‏ وترسيخها لدى جميع أفراد المنظمة.‏<br />

تطوير خطة ورؤيا استراتيجيه تجسد مفاهيم الجودة وقيمها،وأهداف تحسين الجودة.‏<br />

التركيز على منع حدوث الأخطاء من خلال تبني مفهوم(‏ صفر خطأ)‏ واستخدام معايير الأداء.‏<br />

التركيز على أهمية الاختيار الأمثل للعمال،وتعليمهم وتدريبهم دف رفع كفاءم ومهارام المهنية.‏<br />

الاهتمام بإدارة التحسين المستمر للعمليات والتخطيط المحكم لها.‏<br />

دمج الخطط الإستراتيجية والتسويقية وخطط الجودة في خطة واحدة شاملة.‏<br />

:<br />

(8)<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

-8<br />

-9<br />

(9)<br />

إضافة إلى العوامل السابقة،‏ نميز مجموعة أخرى من العوامل التي تساهم في تحقيق إدارة الجودة الشاملة،‏ وهي<br />

المشاركة والتحفيز:‏ إن إطلاق الفعاليات وتشجيع الابتكار والإبداع وخلق البرامج التطويرية والتحفيزية وزرع<br />

روح المشاركة الذاتية والفريق الواحد،يعد الركيزة الأساسية لتعزيز البناء التنظيمي وتحقيق الأهداف المثلى التي تسعى لها<br />

المنظمة.‏<br />

نظام المعلومات والتغذية العكسية يعتبر من أكثر العوامل الهادفة لتحقيق نجاح المنظمة،‏ فاتخاذ القرارات الصائبة<br />

يرتبط بشكل كبير بتوافر المعلومات السليمة،‏ كما أن استمرارية التحسين والتطوير يقترن بشكل كبير بتدفق المعلومات<br />

وعودا.‏<br />

العلاقة بالموردين يعد دور الموردين ذوي الكفاءات الفاعلة في توريد المواد بالجودة المطلوبة من الركائز المهمة في<br />

نجاح إدارة الجودة الشاملة،‏ ذلك أنه يساهم في تحقيق منتجات ذات جودة عالية.‏<br />

تأكيد الجودة لتأكيد الجودة أثر فعال في نجاح إدارة الجودة الشاملة،‏ فاعتمادها يتم بدءا من عملية التصميم،‏ فدقة<br />

المواصفات المعتمدة في التصميم لها أثر كبير في تحقيق نجاح دقة المطابقة أثناء الإنتاج وبالتالي تحقيق جودة المنتج النهائي.‏<br />

المناخ التنظيمي الملائم وذلك من خلال قيام الإدارة العليا،ومنذ البدء بإعداد ويئة العمال في المؤسسة على<br />

مختلف مستويام إعدادا نفسيا لقبول وتبني مفاهيم إدارة الجودة الشاملة،‏ مما يساهم في تنشيط أدائهم والتقليص من<br />

مقاومتهم للتغيير،‏ وبالتالي زرع وترسيخ ثقافة الجودة بين أفراد المنظمة.‏<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

يتطلب نجاح نظام إدارة الجودة الشاملة تطوير ثقافة الجودة،‏ لأا تقوم بغرس ثقافة خدمة العميل سواء كان داخليا أو خارجيا.‏ ويعتبر<br />

‏(‏‎6‎سيجما)‏ من أحدث معايير الجودة التي تسعى إلى نشر ثقافة الجودة،‏ حيث يعتمد على التحليل المتزايد للبيانات والإحصاءات<br />

للتعرف على مواطن القصور في العمليات أو المنتجات،‏ دف معالجتها بشكل دائم،‏ مما يساهم في تحقيق أعلى مستوى لضبط الجودة.‏<br />

ودف هذه التقنية إلى تحقيق دقة الالتزام بمواصفات الجودة وتجنب الأخطاء في العمليات،‏ وذلك بأن يكون في كل مليون عملية<br />

احتمالات خطأ لا تزيد عن أربعة عمليات.كما تعتمد هذه التقنية على العنصر البشري المتميز للوصول إلى تحسين الجودة والمحافظة<br />

عليها ؛ ومن بين العوامل التي تؤدي إلى فشل برنامج إدارة الجودة الشاملة مايلي<br />

محدودية فهم المديرين لأهمية تحسين الجودة ومدى ارتباطها بفاعلية المنظمة وكفاءا.‏<br />

عدم وضع سياسة سليمة لبرنامج التدريب المرتكز على تحديد الاحتياجات التدريبية الفعلية للعمال.‏<br />

عدم وجود قائد قوي في المؤسسة،‏ والذي له القدرة على توجيه العمال ودعمهم في تطبيق برنامج إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

وضع برامج محدودة وضيقة الأبعاد لتحسين الجودة،مما يعترض تطور الإبداع على المدى البعيد.‏<br />

:<br />

(10)<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

- 182 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

-8<br />

-9<br />

-10<br />

:<br />

رفض وعدم قبول بعض الأفراد في المنظمة لمفاهيم ومبادئ إدارة الجودة الشاملة.‏<br />

عدم توظيف الخبرات في عملية التحسين المستمر ‏،مما يؤدي إلى تكرار الأخطاء وانخفاض مستوى الأداء.‏<br />

عدم التركيز على العمليات الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر وكبير على خلق القيمة المضافة للعملاء.‏<br />

عدم وجود رؤيا استراتيجيه واضحة للجودة الشاملة وللتغيير على مستوى المنظمة.‏<br />

عدم توفير الوقت اللازم لوضع تخطيط سليم ومحكم للعمل.‏<br />

نقص توعية الأفراد ونشر ثقافة ومفهوم إدارة الجودة الشاملة لدى أفراد المنظمة.‏<br />

الخلاصة تأسيسا على ماسبق فان البحث خلص إلى أن إدارة الجودة الشاملة فلسفة أوسع من أي فكر إداري سابق لها إذا ما قورن<br />

ا منفردا،وتعد سلاحا تنافسيا فاعلا ومكونا رئيسيا في عملية التخطيط الاستراتيجي في المنظمات،وتمثل أحد العلامات البارزة في<br />

تطور الجودة وتطور الفكر الإداري الحديث على السواء.‏ وتمثل شرطا جوهريا لقبول المنتوج بشكل عام سواء بالسوق المحلية أو<br />

بالأسواق الخارجية وهي شرط أساسي لزيادة القدرة التنافسية والتي تتحقق عندما ينجح المنتج في تصميم وتنفيذ وتقديم منتجات<br />

تشبع حاجات وتوقعات العملاء ويحقق درجة الإشباع الكاملة المتوقعة من هذا المنتج ‏،كما ترتبط جودة المنتوج بإدراك العميل لمدى<br />

تلبية المنتج(سلعة أو خدمة)‏ لهذه الحاجات والتوقعات،شريطة أن تشمل جودة المنتج مجموعة من السمات والخصائص لمنتج أو خدمة<br />

حملت على عاتقها إشباع حاجة معينة ‏.وهذا يشمل الحاجة الاقتصادية وإمكانية الاستفادة من المنتج وسهولة الصيانة وإمكانية<br />

الاعتماد عليه والتصميم وكل الخصائص الأخرى الضرورية.‏<br />

كما تم التوصل إلى أن الجودة من وجهة نظر المنظمات لابد أن ترتبط بالابتكار بما يحققه من قبول المستهلك للمنتجات الجديدة،‏ وما<br />

تؤمنه من توافق مع الاعتبارات البيئية كشروط تتزايد أهميتها في الحياة المعاصرة،‏ وبما توفره من تكامل سلاسل الجودة أي الانتشار<br />

الأمامي والخلفي والأفقي للجودة في حياة اتمع وصناعاته وخدماته.‏ وفي الختام أوضح البحث العلاقة التكاملية بين إدارة الجودة<br />

الشاملة وبين المواصفة الدولية للجودة في المنظمات المعاصرة،‏ ودور الجودة الشاملة في دعم تنافسية المنظمات وتحسين كفاءا،‏ وتعظيم<br />

فرصها للتواجد عالميا.‏<br />

الهوامش والإحالات<br />

41.<br />

91.<br />

52.<br />

:<br />

-1<br />

أحمد سيد مصطفى،‏ إدارة الجودة الشاملة والايزو‎9000‎‏:‏ دليل عملي،‏ القاهرة،‏‎2001‎ ص.‏<br />

2- خيضر كاظم حمودة،‏ إدارة الجودة الشاملة،‏ دار المسيرة للنشر،‏ الطبعة الأولى،عمان،‏‎2000‎ ص،‏<br />

أحمد سيد مصطفى،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص<br />

المرجع السابق،‏ ص.‏‎42‎<br />

مأمون الدراركة وطارق الشلبي،الجودة في المنظمات الحديثة،‏ دار صفاء للنشر،الطبعة الأولى،عمان ‏،الأردن،‏‎2002‎ ص.‏<br />

المرجع السابق،‏ ص.‏‎216‎<br />

سمير محمد عبد العزيز،‏ جودة المنتج بين إدارة الجودة الشاملة والايزو‎9000،10011‎‏،مكتبة الإشعاع،‏ الطبعة الأولى،‏<br />

ص.‏<br />

خالد بن سعيد عبد العزيز بن سعيد،إدارة الجودة الشاملة:تطبيقات على القطاع الصحي،ردمك للنشر،الطبعة الاولى،الرياض،‏<br />

ص،‏<br />

9- خيضر كاظم حمودة،‏ مرجع سبق ذكره،‏ ص<br />

محمد ماجد خشبة،‏ الجودة الشاملة وتنافسية المشروعات،‏ سلسلة اجتماعات الخبراء،‏ المعهد العربي للتخطيط بالكويت،‏<br />

ص،‏<br />

46.<br />

103.<br />

.139<br />

.20<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

-7<br />

القاهرة،‏ 1999<br />

-8<br />

.117 1997<br />

-10<br />

العدد‎15‎‏،‏ 2005<br />

- 183 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

مستقبل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية<br />

أ.‏ تواتي بن علي فاطمة<br />

جامعة الشلف -<br />

:<br />

ملخص تناولنا في هذه الدراسة،‏ تحليل حاضر ومستقبل العمل العربي المشترك في سياقه الإقليمي والدولي.‏ والطموحات التكاملية المرجوة من مشروع<br />

منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ والبحث فيما إذا كان التكامل الاقتصادي العربي قد وصل إلى المستوى الذي يسمح له بالتفاعل الايجابي مع التحديات<br />

الدولية والإقليمية الراهنة.‏<br />

: الكلمات الدالة<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

منطقة التجارة الحرة،‏ الشراكة الاورومتوسطية،‏ السوق الشرق أوسطية.‏<br />

تمهيد لقد ساهمت التطورات الاقتصادية الدولية المتسارعة،‏ في التفكير الجاد وزيادة حرص الدول العربية على إنشاء تكتل اقتصادي<br />

عربي،‏ تستطيع من خلاله التعامل مع تلك التطورات بصورة إيجابية،‏ والاستفادة مما تتيحه من فرص،‏ سواء في مجال التجارة أو في مجال<br />

الاستثمار.‏ وفي ضوء ذلك؛ برزت أهمية إنشاء منطقة تجارة حرة عربية،‏ من أجل تشجيع التبادل التجاري بين الدول العربية،‏ والحفاظ<br />

على مصالحها أمام التكتلات الاقتصادية الدولية،‏ خاصة وأن َّ الاتفاقيات الثنائية التجارية أصبح لا مجال لها،‏ ولابد من تعميم ما تتيحه<br />

من مميزات تجارية،‏ على بقية الدول أعضاء منظمة التجارة العالمية.‏<br />

يتناول هذا البحث منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ كأحد الأعمدة البناءة لبناء تكامل اقتصادي عربي والسوق العربية<br />

المشتركة.‏<br />

فهل تعتبر إزالة التعريفة الجمركية والقيود غير الجمركية لوحده،‏ أداة كافية لتحقيق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ؟<br />

وهل أن تحقيق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ كاف لوحده لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي ؟.‏<br />

وهل ستتطور هذه المنطقة إلى اتحاد جمركي عربي؟ ثم إلى سوق عربية مشتركة قبل عام 2020 ؟.‏<br />

إن َّ الإجابة المباشرة على هذه الأسئلة،‏ يستلزم الوقوف على العناصر التالية<br />

:<br />

التطور التاريخي لآليات التكامل الاقتصادي العربي.‏<br />

الإطار القانوني والبرنامج التنفيذي لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.‏<br />

مستقبل المنطقة GAFTA في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

وذلك وفق التحليل التالي<br />

:<br />

-1<br />

التطور التاريخي لآليات التكامل الاقتصادي العربي.‏<br />

سعت الدول العربية منذ أوائل الخمسينات،‏ لإيجاد أشكال مختلفة من التكامل الاقتصادي ، وذلك من أجل حماية مواردها وتطوير<br />

اقتصادياا،‏ وتحقيق المصالح المشتركة وتسريع النمو الاقتصادي،‏ والاستفادة من الميزات التي يحققها توسع السوق ضمن المنطقة العربية،‏<br />

من أجل التسويق المتكامل لمنتجاا.‏<br />

1<br />

وللأسف،‏ فقد أخفقت كل المحاولات السابقة في تحقيق الأهداف المطلوبة لتطوير التجارة البينية بينها لأسباب متعددة،‏ بعضها سياسي<br />

والبعض الآخر لعدم الانسجام والاهتمام بالتكامل الإقليمي،‏ بالإضافة إلى التشابه الكبير في بنى الإنتاج في أغلب الدول العربية.‏<br />

- 185 -


_______________________________________________________________<br />

مستقبل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية<br />

التاريخ<br />

‎7‎سبتمبر‎1953‎<br />

المكان<br />

القاهرة<br />

: (01)<br />

3 جوان‎1957‎<br />

13 أوت‎1964‎<br />

جانفي‎1964‎<br />

27 فيفري‎1981‎<br />

25 ماي‎1981‎<br />

17 فيفري‎1989‎<br />

القاهرة<br />

القاهرة<br />

تونس<br />

تونس<br />

الدوحة<br />

مراكش<br />

66<br />

:<br />

-2<br />

جهود التكامل الاقتصادي العربي<br />

جدول رقم النتائج<br />

التمثيل<br />

أول اتفاقية متعددة الأطراف،‏ اتفاقية تسهيل التبادل التجاري وتنظيم الترانزيت.‏<br />

جامعة الدول العربية جامعة الدول العربية<br />

جامعة الدول العربية<br />

الس الاقتصادي<br />

المغرب<br />

جامعة الدول العربية<br />

الس الاقتصادي<br />

الخليج<br />

رئيس الدولة المغربية<br />

،<br />

2<br />

اتفاقية الوحدة الاقتصادية العربية دف تنظيم العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية،‏ وإقامة وحدة اقتصادية<br />

كاملة فيما بينها،‏ يتم تحقيقها بصورة تدريجية .<br />

اتفاقية السوق العربية المشتركة،‏ لتشجيع التخفيض التدريجي للتعريفة على كافة المنتجات والخدمات ورؤوس<br />

الأموال والأشخاص.‏<br />

إنشاء اللجنة الدائمة الاستشارية المغاربية،‏ لتشجيع إقامة برنامج تكامل اقتصادي مغاربي ‏(الجزائر،‏ المغرب،‏<br />

تونس،‏ ليبيا،‏ موريتانيا).‏<br />

إمضاء اتفاقية تسهيل وتطوير التبادل التجاري العربي(التجارة العربية البينية).‏<br />

تم تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية،‏ كان الهدف منه قيام تجارة حرة بين الدول الخليجية.‏<br />

توقيع معاهدة مراكش لتأسيس اتحاد المغرب العربي(‏UMA‏)،‏ لتشجيع حرية انتقال الأشخاص،‏ السلع<br />

والخدمات بين الدول الأعضاء.‏<br />

جامعة الدول العربية إقرار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ من طرف الس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية<br />

‎19‎فيفري‎1997‎<br />

القاهرة<br />

وزارة الاقتصاد وإمضاء البرنامج التنفيذي لاتفاقية تسهيل وتطوير التجارة العربية البينية.‏<br />

المصدر تواتي بن علي فاطمة ‏"واقع وآفاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحولات الاقتصادية العالمية"‏<br />

مذكرة ماجستير في العلوم الاقتصادية،‏ جامعة الشلف ‎2007‎‏،ص‎126‎‏.‏<br />

الإطار القانوني والبرنامج التنفيذي لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.‏<br />

لقد شهد العالم،‏ تطورات هائلة في مجال التجارة الخارجية في العقود الأخيرة،‏ حيث زادت قيمة التبادل التجاري العالمي بين عامي<br />

أكثر من مرة وضمن هذه التوجهات نحو الانفتاح التجاري،‏ كانت إقامة منطقة التجارة من أهم الأحداث<br />

التي شهدا الساحة العربية في اية تسعينات القرن العشرين،‏ حيث اعتمدت هذه الاتفاقية كأساس لها على تحرير التجارة بين الدول<br />

العربية،‏ كخطوة أولى باتجاه التكامل الاقتصادي العربي.‏ واستجابة لقرار قمة القاهرة عام أقر الس الاقتصادي والاجتماعي<br />

عام اتفاقية البرنامج التنفيذي لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ، وفي عام بدأت مرحلة جديدة<br />

لإقامة سوق عربية موحدة.‏<br />

1998<br />

،1996<br />

3<br />

"GAFTA"<br />

:<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

،1998-1960<br />

،1997<br />

-1-2<br />

الأحكام العامة والموضوعية لاتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى<br />

إن َّ أي نظام تجاري متعدد الأطراف،‏ لابد أن يقوم أويستند إلى عدد من الوثائق القانونية،‏ التي تحكم وتنظم مجريات ذلك النظام.‏<br />

وبالنسبة لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ فإا تستند إلى عدد من الوثائق القانونية،‏ التي أنشأت بموجبها،‏ وتنظم العمل في إطارها<br />

وهذه الوثائق هي<br />

اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية؛<br />

البرنامج التنفيذي لاتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية؛<br />

لائحة فض المنازعات؛<br />

قواعد المنشأ التفصيلية للسلع العربية.‏<br />

:<br />

*<br />

4<br />

الأحكام العامة لاتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى:‏ تنص المادة الثانية من الاتفاقية على الأهداف التالية:‏<br />

تحرير التبادل التجاري بين الدول العربية من الرسوم والقيود المختلفة،‏ وفقا ً للأسس الآتية<br />

تحرير كامل لبعض السلع والمنتجات العربية المتبادلة بين الدول الأعضاء،‏ من الرسوم والقيود المتنوعة المفروضة على<br />

المنتجات غير القطرية.‏ التخفيض التدريجي للرسوم والقيود المختلفة،‏ المفروضة على بعض السلع والمنتجات العربية<br />

المتبادلة الأخرى.‏<br />

* توفير حماية متدرجة للسلع والمنتجات العربية،‏ لمواجهة منافسة السلع غير العربية المثيلة أو البديلة.‏<br />

-1-1-2<br />

-<br />

- 186 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

- 187 -<br />

5<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الربط المنسق بين إنتاج السلع العربية وتبادلها،‏ وذلك بمختلف السبل،‏ وعلى الأخص تقديم التسهيلات التمويلية اللازمة لإنتاجها.‏<br />

تيسير تمويل التبادل التجاري بين الدول العربية،‏ وتسوية المدفوعات الناشئة عن هذا التبادل.‏<br />

منح تيسيرات خاصة للخدمات المرتبطة بالتجارة المتبادلة بين الدول الأطراف.‏<br />

الأخذ بمبدأ التبادل المباشر في التجارة بين الدول الأطراف.‏<br />

مراعاة الظروف الإنمائية،‏ لكل دولة من الدول الأطراف في الاتفاقية،‏ وعلى الأخص أوضاع الدول الأقل نموا ً.‏<br />

التوزيع العادل للمنافع والأعباء المترتبة على تطبيق الاتفاقية.‏<br />

-2-1-2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

الأحكام الموضوعية لاتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى:‏ حيث نصت عليها المادة السادسة من الاتفاقية،‏ والتي<br />

تخص إعفاء السلع العربية من الرسوم الجمركية والضرائب ذات الأثر المماثل،‏ ومن القيود غير الجمركية المفروضة على الاستيراد،‏ ومن<br />

تلك السلع:‏<br />

السلع الزراعية والحيوانية،‏ سواء في شكلها الأولي،‏ أوبعد إحداث تغييرات عليها لجعلها صالحة للاستهلاك؛<br />

المواد الخام المعدنية وغير المعدنية،‏ سواء في شكلها الأولي،‏ أو في الشكل المناسب لها في عملية التصنيع؛<br />

السلع نصف المصنعة والواردة في القوائم التي يعتمدها الس،‏ إذا كانت تدخل في إنتاج سلع صناعية؛<br />

السلع التي تنتجها المشروعات العربية المشتركة،‏ المنشأة في إطار جامعة الدول العربية،‏ أو المنظمات العربية العاملة في نطاقها؛<br />

الس‏ّلع المصنعة التي يتفق عليها وفقا ً للقوائم المعتمدة في الس.‏<br />

أما المادة السابعة من الاتفاقية فقد نصت على مايلي:‏<br />

يتم التفاوض بين الأطراف المعنية،‏ بشأن التخصص التدريجي في الرسوم الجمركية والضرائب ذات الأثر المماثل،‏ المفروض على السلع<br />

العربية المستوردة،‏ وذلك بالنسب والأساليب وفق القوائم التي يوافق عليها الس.‏ ويكون التخفيض النسبي متدرجا ً،‏ ولمدة زمنية<br />

محدودة تلغى بانتهائها جميع الرسوم الجمركية والضرائب ذات الأثر المماثل،‏ المفروض على التبادل التجاري بين الدول الأطراف.‏<br />

وقد جاء في المادة الثامنة الأحكام التالية:‏<br />

‏"يتم التفاوض بين الأطراف المعنية،‏ لغرض فرض حد أدنى موحد ومناسب من الرسوم الجمركية والضرائب،‏ والقيود ذات الأثر<br />

المماثل،‏ على السلع التي تستورد من غير الدول العربية،‏ وتكون منافسة أوبديلة للسلع العربية،‏ ويصدر بذلك قرار من الس،‏ كما<br />

يتولى الس زيادا تدريجيا ً من وقت لآخر بالتشاور مع الدول المذكورة.‏ كما تقرر الدول الأطراف،‏ ميزة نسبية للسلع العربية في<br />

مواجهة السلع غير العربية المنافسة أو البديلة،‏ وتكون الأولوية في التطبيق للمشتريات الحكومية،‏ ويحدد الس أوضاع تقرير الميزة<br />

النسبية،‏ وفقا ً لظروف كل دولة أو مجموعة من الدول الأطراف،‏ مراعيا ً في ذلك على الأخص،‏ تقرير الميزة النسبية للسلع العربية<br />

المرتبطة بالأمن الغذائي أو الأمن الوطني بصفة عامة.‏ وللمجلس أن يقرر أية إجراءات أخرى،‏ بما لايتجاوز الحدود المشار إليها في هذه<br />

المادة،‏ وذلك لمواجهة حالات الإغراق وسياسات التميز التي قد تتخذها الدول غير العربية.‏ إذا كانت منتجات الدول الأطراف لا<br />

تغطي احتياجات السوق المحلية للدول الأطراف المستوردة،‏ فللأخيرة الحق في استيراد كميات من المنتجات المماثلة بما يسدد العجز،‏<br />

مع احترام القيود المقررة طبقا ً لأحكام هذه المادة".‏<br />

-2-2<br />

البرنامج التنفيذي لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى<br />

يعتمد البرنامج التنفيذي في إنشاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ خلال عشر سنوات ‏(خفضت إلى‎7‎ سنوات)‏ اعتبارا ً من<br />

على أهم القواعد و الأسس التالية<br />

يعتبر هذا البرنامج،‏ إطارا ً لتفعيل اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية،‏ لإقامة منطقة تجارة حرة عربية كبرى؛<br />

تعامل السلع العربية التي تدخل التبادل وفقا ً لهذا البرنامج،‏ معاملة السلع الوطنية في الدول الأطراف فيما يتعلق بقواعد المنشأ،‏<br />

والمواصفات والمقاييس،‏ واشتراطات الوقاية الصحية والأمنية والرسوم والضرائب المحلية؛<br />

/1/1<br />

:<br />

،1998<br />

-<br />

-


_______________________________________________________________<br />

مستقبل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية<br />

-<br />

-<br />

-<br />

تراعى الأحكام والقواعد الدولية،‏ فيما يتعلق بالأسس الفنية لإجراءات الوقاية ومواجهة حالات الدعم،‏ وإجراءات معالجة خلل<br />

ميزان المدفوعات الناجم عن تطبيق البرنامج،كذلك تتبع في تعريف ومعالجة حالات الإغراق الأسس الفنية المتبعة دوليا ً فيما يخص<br />

مكافحة الإغراق؛<br />

الرسوم الجمركية والضرائب ذات الأثر المماثل،‏ التي سوف ينطبق عليها الإعفاء التدريجي هي السارية في كل دولة طرف بتاريخ<br />

‎1998/01/01‎م،‏ وتكون هذه الرسوم قاعدة الاحتساب؛<br />

يجوز لأي بلدين عربيين أو أكثر من أطراف الاتفاقية،‏ الاتفاق فيما بينها على تبادل الإعفاءات بما يسبق الجدول الزمني<br />

للبرنامج؛<br />

- تتم مراجعة نصف سنوية لتطبيق هذا البرنامج من قبل الس الاقتصادي والاجتماعي.‏<br />

-1-2-2<br />

تحرير التبادل التجاري بين الدول الأطراف:‏ يعتمد البرنامج التنفيذي في تحرير التبادل التجاري بين الدول الأطراف<br />

على تحرير كافة السلع العربية المتبادلة بين الدول الأطراف وفقا ً لمبدأ التحرير التدريجي الذي يطبق بدءا ً من تاريخ<br />

وذلك بتخفيض الرسوم الجمركية والرسوم والضرائب ذات الأثر المماثل للتعريفة،‏ بنسبة سنوية متساوية على أن يتم إنجاز التحرير<br />

ويمكن باتفاق<br />

الكامل لكافة السلع العربية مع اية الفترة المحدودة لإقامة منطقة التجارة العربية الكبرى بتاريخ<br />

الدول الأطراف أثناء تنفيذ البرنامج وضع أي سلع تحت التحرير الفوري،‏ كما ينطبق التحرير المتدرج على قوائم السلع العربية التالية:‏<br />

السلع الزراعية والحيوانية والمواد الخام المعدنية وغير المعدنية،‏ وفقا ً لأحكام الفقرتين و‎2‎ من المادة السادسة من<br />

أحكام اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية؛<br />

السلع العربية التي أقر إعفائها الس الاقتصادي والاجتماعي قبل تاريخ نفاذ الاتفاقية.‏<br />

،1998/1/1<br />

،2007/12/31<br />

1<br />

-<br />

-<br />

والجدول التالي يبين تحرير التجارة بين الدول الأعضاء حسب ما جاء في المادة<br />

التحرير التجاري<br />

11<br />

من القرار‎17‎ المؤرخ في<br />

1964<br />

:<br />

السنوات<br />

البيان<br />

الإعفاءات من الرسوم<br />

الجمركية والرسوم الأخرى<br />

منتجات من أصل نباتي أو<br />

حيواني و مواد أولية<br />

القائمة أ<br />

منتجات صناعية<br />

القائمة ب<br />

القائمة ج<br />

منتجات غير صناعية<br />

التحرير من القيود الإدارية<br />

منتجات من أصل نباتي أو<br />

حيواني أو مواد أولية<br />

منتجات صناعية<br />

الجدول رقم(‏‎03‎‏)‏<br />

:<br />

1965<br />

قبل<br />

1965<br />

تقرير تحرير المبادلات ‏(نسبة التخفيض)‏<br />

1967<br />

1966<br />

في 1 جانفي<br />

1971<br />

-<br />

-<br />

100<br />

-<br />

100<br />

1970<br />

100<br />

-<br />

80<br />

-<br />

80<br />

1969<br />

75<br />

100<br />

60<br />

100<br />

60<br />

1968<br />

65<br />

90<br />

40<br />

80<br />

40<br />

55<br />

80<br />

30<br />

60<br />

30<br />

45<br />

70<br />

20<br />

40<br />

20<br />

35<br />

60<br />

10<br />

20<br />

10<br />

100<br />

25<br />

50<br />

-<br />

-<br />

-<br />

:<br />

-2-2-2<br />

المصدر:‏ عبد الحميد الإبراهيمي"‏ أبعاد الاندماج الاقتصادي العربي واحتمالات المستقبل"‏ مرجع سابق،‏ ص‎133‎‏.‏<br />

المتضمن برنامج<br />

القيود غير الجمركية لا تخضع السلع العربية المتبادلة في إطار البرنامج،‏ إلى أي قيود جمركية تحت أي مسمى كان،‏<br />

وتعرف القيود الجمركية بحسب اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية،‏ بأنها ‏"التدابير والإجراءات التي قد تتخذها<br />

الدولة الطرف،‏ للتحكم بالواردات لغير الأغراض التنظيمية أو الإحصائية،‏ وتشمل على وجه الخصوص،‏ القيود الكمية والإدارية التي<br />

تفرض على الاستيراد"‏<br />

- 188 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

:<br />

‎3-2-2‎‏-قواعد المنشأ يشترط لاعتبار السلع عربية،‏ لأغراض تطبيق هذا البرنامج أن تتوافر فيها قواعد المنشأ التي يقرها الس<br />

الاقتصادي والاجتماعي،‏ وقد تمت الموافقة على القواعد العامة لمنشأ السلعة العربية في الدورة الستين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي<br />

وتنفيذا ً لنص المادة التاسعة من اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية،‏<br />

‏(القرار رقم بتاريخ<br />

والذي يتضمن الأتي:‏ ‏"يشترط لاعتبار السلع عربية لأغراض هذه الاتفاقية أن تتوافر فيها قواعد المنشأ التي يقرها الس،‏ وألا تقل<br />

القيمة المضافة الناشئة عن إنتاجها في الدولة الطرف عن %40 من القيمة النهائية للسلعة عند إتمام إنتاجها".‏<br />

،(1997/9/17<br />

1336<br />

-4-2-2<br />

تبادل المعلومات والبيانات:‏ تتعهد الدول الأطراف،‏ بتطبيق مبدأ الشفافية وإخطار الس الاقتصادي والاجتماعي<br />

بالمعلومات،‏ والإجراءات واللوائح الخاصة بالتبادل التجاري،‏ بما يكفل حسن تنفيذ الاتفاقية والبرنامج التنفيذي لها.‏<br />

-5-2-2<br />

ارتباط تحرير التجارة وتأثره بعدد من النشاطات الاقتصادية الأخرى:‏ يتم التشاور بين الدول الأطراف،‏ حول<br />

الخدمات وبالذات المرتبطة بالتجارة والتعاون التكنولوجي والبحث العلمي،‏ وتنسيق النظم والتشريعات والسياسات التجارية،‏ وحماية<br />

حقوق الملكية الفكرية.‏<br />

-6-2-2<br />

تسوية المنازعات:‏ يتم تشكيل لجنة لتسوية المنازعات،‏ في كافة القضايا المرتبطة بتطبيق اتفاقية تيسير وتنمية التبادل<br />

التجاري بين الدول العربية،‏ وكذلك أي خلاف حول تطبيق هذا البرنامج.‏<br />

-3-2<br />

إجراءات الانضمام والالتزامات المتعلقة بالعضوية.‏<br />

بلغ عدد الدول التي انضمت لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‎17‎ دولة عربية،‏ وتشمل كلا ً من:‏ المملكة الأردنية الهاشمية،‏ دولة<br />

الأمارات العربية المتحدة،‏ مملكة البحرين،‏ الجمهورية التونسية،‏ المملكة العربية السعودية،‏ الجمهورية العربية السورية،‏ جمهورية العراق،‏<br />

سلطنة عمان،‏ دولة قطر،‏ دولة الكويت،‏ الجمهورية اللبنانية،‏ الجماهيرية الليبية،‏ جمهورية مصر العربية،‏ المملكة المغربية،‏ جمهورية<br />

السودان،‏ دولة فلسطين واليمن.‏ وذلك بعد إيداعها لهيكل التعريفة الجمركية الساري لديها حتى ‎1997/12/31‎م،‏ وموافقة مجلس<br />

وزرائها على البرنامج التنفيذي،‏ والتوجيهات الصادرة بذلك إلى كافة منافذها الجمركية،‏ بتطبيق التخفيض الجمركي بنسبة<br />

على السلع العربية.‏<br />

%10<br />

أما الد‏ّ ُّول التي لا تزال بصدد استكمال إجراءات الانضمام لمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ وكانت قد أعلنت رغبتها<br />

بالانضمام،‏ ومن المتوقع أن يتم انضمامها قريبا حيث تقدمت بطلبات الانضمام إلى منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ وتم الترحيب<br />

ا من قبل الس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية،‏ فتشمل كل من:‏ جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية،‏ جيبوتي،‏<br />

الصومال،‏ وجزر القمر.‏<br />

أما الد‏ّ ُّول التي انضمت إلى اتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري،‏ فقد بلغت تسعة عشر دولة،‏ تشمل جميع الدول العربية باستثناء<br />

الجزائر،‏ التي تقوم حاليا بإجراءات الانضمام وجيبوتي وجزر القمر.‏<br />

:<br />

%10<br />

-<br />

-<br />

يمكن تقسيم التزامات الدول العربية إلى ثلاثة أصناف رئيسية<br />

إلغاء الرسوم الجمركية في غضون عشر سنوات بواقع سنويا،‏ اعتبار ًا من عام 1998، ويستثنى من ذلك السلع الواردة في<br />

البرنامج الزراعي العربي المشترك،‏ والسلع الممنوعة لأسباب دينية وأمنية وصحية.‏<br />

إلغاء الضرائب ذات الأثر المماثل خلال الفترة المذكورة أعلاه وبالنسبة نفسها.‏<br />

- 189 -


_______________________________________________________________<br />

مستقبل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية<br />

-<br />

إزالة القيود الكمية،‏ وهي الحواجز غير الجمركية التي تمنع دخول السلع العربية والإجراءات النقدية المختلفة،‏<br />

التحويلات،‏ وتعقيدات فتح الاعتمادات المصرفية،‏ وتعدد الجهات الإدارية المانحة لتراخيص الاستيراد.‏<br />

كالرقابة على<br />

الدولة<br />

جدول رقم:(‏‎04‎‏):‏ مواقف الدول العربية تجاه تنفيذ منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى<br />

البدء بإبلاغ المنافذ<br />

الجمركية بحسب رقم<br />

المذكرة<br />

إيداع هياكل التعريفة<br />

إيداع الرسوم<br />

والضرائب ذات<br />

الأثر المماثل<br />

تطبيق قواعد المنشأ<br />

العامة<br />

الرزنامة<br />

الزراعية<br />

الاستثناءات<br />

اتخاذ القرار من<br />

قبل الجهات<br />

الرسمية<br />

الأردن<br />

الإمارات<br />

البحرين<br />

تونس<br />

الجزائر***‏<br />

جيبوتي<br />

السعودية<br />

السودان<br />

سوريا**‏<br />

الصومال<br />

العراق**‏<br />

سلطنة عمان<br />

فلسطين<br />

قطر<br />

جزر القمر<br />

الكويت<br />

لبنان<br />

ليبيا<br />

مصر<br />

المغرب<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

........<br />

*....<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

.........<br />

........<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

........<br />

.........<br />

.........<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

1998/03/09<br />

1998/03/16<br />

1998/02/08<br />

1998/02/<strong>06</strong><br />

.........<br />

.........<br />

/11/03<br />

2005/01/01<br />

1998/08/01<br />

لا يوجد<br />

لا يوجد<br />

لا يوجد<br />

*<br />

.........<br />

........<br />

......<br />

( * )<br />

*<br />

لا يوجد<br />

لا يوجد<br />

*<br />

........<br />

........<br />

*<br />

..........<br />

..........<br />

.........<br />

*<br />

لا يوجد<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

( * )<br />

*<br />

.......<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

.........<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

1998/03/04<br />

1998/05/09<br />

1998/<strong>06</strong>/13<br />

..........<br />

1997<br />

لا يوجد<br />

لا يوجد<br />

*<br />

.......<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

لا يوجد<br />

*<br />

.......<br />

*<br />

*<br />

+*<br />

*<br />

*<br />

........<br />

........<br />

1999/12/31<br />

1999/02/16<br />

1998/02/11<br />

1998/01/13<br />

لايوجد<br />

*<br />

*<br />

*<br />

*<br />

لا يوجد<br />

*<br />

*<br />

*<br />

( )<br />

+*<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

موريتانيا<br />

اليمن<br />

المصدر:‏ جامعة الدول العربية الإدارة العامة للشؤون الاقتصادية،‏ دورات الس الاقتصادي والاجتماعي التاسعة والستون‎69‎والسبعون‎70‎‏.‏<br />

ملاحظات:-‏ الدول المظللة غير أعضاء في منطقة التجارة الحرة بعدم انضمامها بعد إلى اتفاقية تسيير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية.‏<br />

تعني أن الدولة لم تنفذ بعد التخفيض المدرج بنسبة‎10‎‏%من الرسوم الجمركية والضرائب المماثلة<br />

تعني قرار اللجنة الشعبية رقم‎20‎لسنة‎1998‎ بالموافقة على إعلان منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.‏<br />

إيداع التعريفة ليس وفق النظام المنسق المتفق عليه.‏<br />

أعلنت الجزائر أا بصدد الانتهاء من الإجراءات اللازمة للانضمام إلى منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.‏<br />

طلبت موريتانيا مؤخرا تجديد موعد لإيداع وثيقة تصديقها على اتفاقية تسيير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية.‏<br />

تقوم كل من المملكة الأردنية وجمهورية العراق بإبلاغ المنافذ الجمركية سنويا بتخفيض نسبة سنوية %10 على التعريفات الجمركية.‏<br />

.<br />

***<br />

-<br />

-4-2<br />

نتائج تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى<br />

من خلال دراسة تطور حجم التجارة العربية خلال هذه الفترة،‏ سوف نتعرف على أثر تطبيق اتفاقية إقامة منطقة التجارة الحرة على<br />

حجم التجارة البينية.‏<br />

التجارة الخارجية للدول العربية:‏ نمت قيمة التجارة العربية الإجمالية بمعدل مرتفع عام‎2005‎ نتيجة للارتفاع الكبير في<br />

قيمة الصادرات النفطية العربية،‏ في ضوء استمرار ارتفاع الأسعار العالمية للنفط وزيادة الدول العربية للكميات المصدرة فيه.‏ وبذلك<br />

ارتفعت حصة الصادرات العربية في الصادرات العالمية.‏ وبجانب التحسن في أداء الصادرات،‏ ارتفعت أيضا ً الواردات العربية بمعدلات<br />

عالية في عام‎2005‎ في ضوء استمرار النمو الاقتصادي المرتفع وما ترتب عنه من زيادة الواردات لأغراض الاستثمار،‏ وارتفاع فاتورة<br />

الواردات النفطية للدول المستوردة للنفط.‏<br />

-1-4-2<br />

- 190 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

وقد أدى الارتفاع الكبير والمطرد في أسعار النفط الخام و زيادة حجم الصادرات النفطية العربية إلى زيادة قيمة الصادرات العربية<br />

الإجمالية من حوالي‎408‎ مليار دولار في عام‎2004‎ إلى حوالي‎559‎ مليار دولار في عام‎2005‎‏،‏ أي بنمو نسبته %37.1، وهو ما<br />

يفوق نسبة النمو المتحققة في عام‎2004‎‏.‏<br />

والجدول التالي يبين التجارة الخارجية العربية الإجمالية:‏<br />

جدول رقم(‏‎05‎‏):‏ التجارة الخارجية العربية<br />

الإجمالية 2005-2001<br />

القيمة ‏(مليار دولار)‏<br />

معدل التغير السنوي(%)‏<br />

متوسط معدل التغير في<br />

الفترة‎2004-2000‎<br />

23.8<br />

17.1<br />

13.5<br />

13.5<br />

*2005<br />

37.1<br />

21.6<br />

12.5<br />

13.7<br />

2004<br />

32.4<br />

30.0<br />

21.5<br />

22.0<br />

2003<br />

24.1<br />

13.6<br />

16.7<br />

16.8<br />

2002<br />

3.5<br />

6.5<br />

4.7<br />

3.9<br />

2001<br />

-8.8<br />

7.6<br />

-3.8<br />

-3.1<br />

*2005<br />

559.4<br />

314.1<br />

10,196.7<br />

10,6<strong>06</strong>.0<br />

5.5<br />

3.0<br />

2004<br />

40 8.1<br />

25 8.3<br />

9,<strong>06</strong>7.4<br />

9,331.0<br />

4.5<br />

2.8<br />

2003<br />

304.0<br />

194.9<br />

7.489<br />

7.757<br />

4.1<br />

2.5<br />

2002<br />

245.0<br />

171.5<br />

6.427<br />

6.640<br />

3.8<br />

2.6<br />

2001<br />

236.7<br />

161.0<br />

6.140<br />

6.392<br />

3.9<br />

2.5<br />

الصادرات العربية<br />

الواردات العربية<br />

الصادرات العالمية<br />

الواردات العالمية<br />

وزن الصادرات العربية في<br />

الصادرات العالمية(%)‏<br />

وزن ال واردات العربي ة في<br />

الواردات العالمية(%)‏<br />

المصدر:‏ الاستبيان الإحصائي للتقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام‎20<strong>06</strong>‎<br />

صندوق النقد الدولي،‏ اتجاه التجارة الخارجية،‏ ومصادر وطنية أخرى.‏<br />

(* تقديرات أولية)‏<br />

%12.5<br />

.2005 % 5.5 2004<br />

314<br />

.2004<br />

فقد تجاوزت نسبة نمو الصادرات العربية نسبة نمو الصادرات العالمية التي بلغت في عام 2005، مما أدى إلى ارتفاع حصة<br />

الصادرات العربية في الصادرات العالمية من 4.5 ‏%في عام إلى في عام أما الواردات العربية الإجمالية فقد<br />

ارتفعت من نحو مليار دولار في عام إلى مليار دولار في عام‎2005‎‏.‏ وقد تراجعت نسبة زيادة الواردات العربية<br />

الإجمالية إلى‎21.6‎ ‏%في عام وذلك مما نسبته‎%30‎ في عام ويعود استمرار النمو المرتفع نسبيا ً للواردات العربية إلى<br />

عدد من العوامل من أبرزها،‏ زيادة النمو الاقتصادي وما ترتب عنه من زيادة الواردات لأغراض الاستثمار في عدد من الدول،‏<br />

وارتفاع فاتورة الواردات النفطية للدول العربية المستوردة للنفط.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ فقد شهدت حصة الواردات العربية في<br />

‏(الواردات العالمية زيادة طفيفة لتصل إلى ‎3‎‏%في عام 2005.<br />

- 191 -<br />

2004<br />

2005<br />

258<br />

-2-4-2<br />

تطور حجم التجارة العربية البينية<br />

تشير التقديرات الأولية،‏ إلى أن قيمة التجارة البينية العربية ‏(الصادرات الواردات)،‏ حققت نموا ً ملحوظا ً وللعام الثاني على التوالي،‏<br />

بلغ نسبة في عام متجاوزا ً بشكل طفيف نسبة النمو المحققه في عام وقد تزامن هذا النمو المتميز مع<br />

تطبيق الإعفاءات الجمركية الكاملة على السلع العربية المتبادلة ضمن منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى منذ مطلع عام‎2005‎‏.‏ وقد<br />

نمت قيمة الصادرات البينية العربية بنسبة لتبلغ مليار دولار،‏ بينما ارتفعت قيمة الواردات البينية العربية بنسبة<br />

‎34.5‎‏%لتصل إلى 38.9 مليار دولار،‏ كما يوضحه الجدول التالي<br />

.2004<br />

+<br />

45.3<br />

:<br />

% 33.2<br />

2005<br />

% 33.8<br />

التجارة البينية<br />

العربية**‏<br />

الصادرات<br />

البينية العربية<br />

الواردات<br />

البينية العربية<br />

القيمة(مليار دولار)‏<br />

2002<br />

20.7<br />

2001<br />

17.1<br />

جدول رقم ‏(‏‎<strong>06</strong>‎‏):أداء التجارة البينية العربية‎2005-2001‎<br />

*2005<br />

42.1<br />

2004<br />

31.5<br />

2003<br />

23.5<br />

معدل التغير السنوي(%)‏<br />

*2005<br />

33.8<br />

33.2<br />

34.5<br />

2004<br />

33.6<br />

34.2<br />

33<br />

2003<br />

13.7<br />

21.0<br />

6.3<br />

2002<br />

20.7<br />

21.8<br />

19.6<br />

2001<br />

8.0<br />

7.1<br />

8.9<br />

45.3<br />

38.9<br />

34.0<br />

28.9<br />

-<br />

25.3<br />

21.7<br />

*<br />

20.9<br />

20.4<br />

17.2<br />

17.1<br />

المصدر:‏ تم إعداده اعتمادا على استبيان التقرير الاقتصادي العربي الموحد،‏ أعداد متفرقة.‏<br />

تقديرات أولية ‏**الصادرات البينية + الواردات البينية÷‏‎2‎‏.‏


_______________________________________________________________<br />

مستقبل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية<br />

%33.8<br />

فقد وصل النمو في قيمة التجارة البينية العربية إلى عام‎2005‎م،‏ مقارنة بنمو بلغت نسبته ‎15‎‏%متجاوز ًا بشكل طفيف<br />

نسبة النمو المحققة في عام‎2004‎م،‏ وقد تزامن هذا النمو المتميز مع تطبيق الإعفاءات الجمركية الكاملة على السلع العربية المتبادلة<br />

ضمن منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى منذ مطلع عام‎2005‎م.وقد ارتفعت قيمة الصادرات البينية العربية<br />

لتبلغ‎45.3‎ مليار دولار،‏ في حين نمت الواردات البينية العربية لتصل مليار دولار.‏<br />

بنسبة %33.2<br />

بنسبة % 34.5 إلى 38.9<br />

وعلى صعيد مساهمة التجارة البينية العربية في التجارة العربية الإجمالية،‏ فقد أدى تفوق معدل نمو الصادرات الإجمالية العربية على<br />

معدل نمو الصادرات البينية العربية إلى انخفاض حصة الصادرات البينية في إجمالي الصادرات العربية من في عام‎2004‎<br />

إلى‎8.1‎ % في عام‎2005‎‏.‏ وقد حصل العكس فيما يتعلق بالواردات البينية العربية،‏ فقد تجاوز معدل نموها في عام‎2005‎ معدل نمو<br />

إجمالي الواردات العربية،‏ مما أدى إلى ارتفاع حصة،‏ الواردات البينية في الواردات الإجمالية العربية من في عام<br />

في عام غير أن متوسط حصة التجارة البينية محتسبة سواء من جانب الصادرات أو الواردات البينية وصل إلى<br />

من التجارة العربية الإجمالية،‏ والجدول التالي يبين مساهمة التجارة البينية في التجارة العربية الإجمالية:‏<br />

2004<br />

% 8.3<br />

%11.2<br />

،2005<br />

إلى‎12.4‎ %<br />

%10.3<br />

2005<br />

8.1<br />

جدول رقم(‏‎07‎‏):مساهمة التجارة البينية في التجارة العربية الإجمالية 2005-2001<br />

البيان<br />

نسبة الصادرات البينية إلى الصادرات العربية الإجمالية<br />

بالنسبة المئوية<br />

2004<br />

8.3<br />

2003 2002 2001<br />

8.2 8.5 7.2<br />

12.7<br />

10.3<br />

11.2<br />

9.8<br />

نسبة الواردات البينية إلى الواردات الإجمالية العربية<br />

متوسط حصة التجارة البينية العربية إلى التجارة العربية الإجمالية<br />

المصدر:‏ التقرير الاقتصادي العربي<br />

10.9<br />

11.6<br />

9.6 10.1<br />

للأعوام 20<strong>06</strong> ،2005 ،2004<br />

10.2<br />

8.7<br />

الموحد<br />

-3<br />

وفي ضوء هذه الحقائق؛ تأتي الشكوك حول مستقبل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى؟ التي أصبحت محور أعمال الس<br />

الاقتصادي والاجتماعي منذ‎1997‎م؛ فهل ستتطور منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى إلى اتحاد جمركي عربي؟ ثم إلى سوق عربية<br />

مشتركة قبل عام ‎2020‎؟.‏<br />

مصير منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى GAFTA في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية<br />

لعل من أهم نتائج التحليل السابقة،‏ أنها انتهت إلى أنه من الأفضل للاقتصاديات العربية أن تعمل بكل قوة نحو الانتهاء من إقامة<br />

منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ كمرحلة أولى لقيام السوق العربية المشتركة،‏ وهي مرحلة لابد منها لقيام تكتل اقتصادي عربي،‏<br />

يتسم بالفعالية في مواجهة التحديات والتغيرات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.‏<br />

-1-3<br />

مدى التطابق بين منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومنظمة التجارة العالمية.‏<br />

تنص اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ على الالتزام بقواعد منظمة التجارة العالمية،‏ وبما يتفق مع شروط التكامل<br />

الإقليمي،‏ التي وضعتها منظمة التجارة العالمية الواردة في المادة رقم‎24‎‏.‏ وبموجب أحكام المنظمة،‏ ينبغي ألا تتجاوز فترة التنفيذ لمنطقة<br />

التجارة الحرة عشرة‎10‎سنوات،‏ وفضلا ً عن ذلك،‏ ينبغي أن تؤدي اتفاقية التجارة الحرة إلى زيادة في الحماية ضد البلدان غير الأعضاء،‏<br />

عن المستوى القائم قبل الاتفاقية،‏ وفي هذا الإطار أنشئت منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.‏ وتنشأ قضية تطابق المنطقة مع المنظمة<br />

إلى حد ما،‏ عن أن بعض البلدان الأعضاء في المنطقة ليسوا أعضاء في المنظمة،‏ ومن ثم لا تخضع لنفس القواعد.‏<br />

- 192 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

والبلدان الأعضاء في المنظمة والمنطقة على السواء،‏ هي الأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين وتونس ومصر والمغرب وقطر،‏<br />

وعمان والمملكة العربية السعودية ولبنان،‏ والبلدان العربية الغير الأعضاء في المنظمة حتى الآن هي،‏ الجماهيرية العربية الليبية،‏<br />

والجمهورية العربية السورية العراق.‏<br />

الاتفاقيات الإقليمية والقواعد الأساسية للسلع بموجب منظمة التجارة العالمية:‏ لقد تناولت المادة الرابعة والعشرون<br />

من الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة ‏(الجات)،‏ الاتفاقيات التجارية الإقليمية والتي شملت تغيراا الرسمية على ما يلي:‏<br />

إدراك ماحدث من زيادة كبيرة في عدد وأهمية الاتحادات الجمركية ومناطق التجارة الحرة،‏ منذ إنشاء الجات في<br />

عام‎1947‎‏،‏ وأا تغطي اليوم نسبة هامة من التجارة العالمية.‏<br />

إدراك أنه من الممكن الإسهام في توسيع التجارة،‏ عن طريق إقامة تكامل بين اقتصاديات الأطراف في هذه الاتفاقية.‏<br />

إدراك أيضا أن هذا الإسهام يزداد،‏ إذا كانت إزالة الرسوم وغيرها من الأنظمة التقييدية للتجارة ستمتد إلى التجارة<br />

جميعها.‏<br />

التأكيد من جديد على أن َّ الغرض من مثل هذه الاتفاقيات،‏ يجب أن يكون تيسير التجارة بين الأقاليم المشاركة،‏ وليس<br />

إقامة حواجز أمام تجارة الأعضاء الآخرين مع هذه الأقاليم؛ وأن على الأطراف في الاتحادات الجمركية ومناطق التجارة<br />

الحرة عند تكوينها أو توسيعها،‏ أن تتفادى إلى أقصى حد ممكن خلق آثار معاكسة على تجارة الأعضاء الآخرين.‏<br />

الاقتناع بضرورة تعزيز فعالية دور ‏"مجلس التجارة في السلع"،‏ في مراجعة الاتفاقيات التي تقدم عنها إخطارات بمقتضى<br />

المادة الرابعة والعشرين،‏ بتوضيح المعايير والإجراءات المتعلقة بتقييم الاتفاقيات الجديدة والموسعة،‏ وتحسين شفافية كافة<br />

اتفاقيات المادة الرابعة والعشرين.‏<br />

إدراك الحاجة إلى فهم مشترك لالتزامات الأعضاء،‏ لضمان مراعاة أحكام المادة الرابعة والعشرون من قبل الحكومات<br />

والسلطات الإقليمية والمحلية في أقاليمها.‏<br />

6<br />

-1-1-3<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

وعليه،‏ فإن أحكام المادة الرابعة والعشرون لا تمنع تكوين إتحاد جمركي أومنطقة تجارة حرة،‏ بين أقاليم الأطراف المتعاقدة بشرط الوفاء<br />

بما يلي:‏<br />

فيما يتعلق بإقامة إتحاد جمركي،‏ يجب أن لا تكون الرسوم و غيرها من أنظمة التجارة المفروضة عند إقامة مثل هذا الإتحاد،‏<br />

أعلى أو أكثر تقييدا ً من الأثر العام للرسوم وأنظمة التجارة المطبقة في الأقاليم المشاركة قبل تكوين الإتحاد؛<br />

فيما يتعلق بإقامة منطقة تجارة حرة،‏ يجب ألا تكون الرسوم وغيرها من أنظمة التجارة القائمة في أي من الأقاليم المشاركة،‏<br />

والمطبقة عند تكوين مثل هذه الاتفاقيات المؤقتة،‏ على تجارة الأطراف المتعاقدة غير المشتركة في مثل هذه المنطقة،‏ أو غير<br />

الأطراف في هذه الاتفاقية،‏ أعلى أو أكثر تقييدا ً من الرسوم المناظرة،‏ وغيرها من أنظمة التجارة الموجودة في نفس الأقاليم<br />

المشاركة قبل تكوين منطقة التجارة الحرة؛<br />

يجب أن تشمل أية اتفاقية مؤقتة ‏(اتحاد جمركي،‏ منطقة تجارة حرة)،‏ على خطة وجدول زمني لتكوينها في مدى زمني<br />

معقول.‏<br />

-2-1-3<br />

أوجه التوافق بين منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومنظمة التجارة العالمية:‏ أصدر الس الاقتصادي<br />

والاجتماعي،‏ قراره رقم‎1317‎في‎1997/02/17‎م،‏ والذي يتضمن إقامة منطقة تجارة حرة عربية كبرى،‏ وحرص الس الاقتصادي<br />

والاجتماعي عند تكليفه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية،‏ بإعداد مشروع إقامة منطقة تجارة حرة عربية كبرى،‏ أن تكون من أهم<br />

توجيهاته،‏ وأن تتمشى هده المنطقة مع أوضاع واحتياجات الدول العربية،‏ وبالتحديد مع أحكام الجات ومنظمة التجارة العالمية<br />

.wto كما اعتمد البرنامج،‏ الأحكام الواردة في اتفاقية الجات وأحكام منظمة التجارة العالمية فيما يتعلق ب:‏<br />

- 193 -


_______________________________________________________________<br />

مستقبل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-3-1-3<br />

-<br />

-<br />

-<br />

إزالة الحواجز الجمركية:‏ وقد وضع الس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية،‏ الذي يمثل الهيئة المؤسسية<br />

المسؤولة عن البرنامج التنفيذي للمنطقة،‏ عدة قواعد تنص على إزالة الحواجز غير الجمركية بكافة أشكالها الكمية والإدارية<br />

والمالية؛<br />

التقيد بقاعدة ‏"المعاملة الوطنية"‏ والشفافية في التبادل التجاري بين البلدان العربية؛<br />

الالتزام بقاعدة ‏"المعاملة الخاصة"‏ لأقل البلدان نموا ً؛<br />

- حماية حقوق الملكية الفكرية؛<br />

تعامل قواعد المنشأ والمعايير،‏ والدعم،‏ وشروط الضمان،‏ وقواعد الإغراق ومشاكل ميزان المدفوعات في المنطقة وفقا ً<br />

لأحكام المنظمة.‏<br />

أوجه التناقض مع المنظمة:‏ تطبق منظمة التجارة العالمية مبدأ التعامل بالمثل،‏ على حين تطبق اتفاقية منطقة التجارة الحرة<br />

العربية الكبرى،‏ معاملة تفضيلية بشأن أقل البلدان نموا ً،‏ وعلى الرغم من أن منظمة التجارة العالمية تنفذ مبدأ المعاملة الخاصة اتجاه أقل<br />

البلدان نموا ً،‏ فإن ذلك يجري لفترة محدودة فقط،‏ بما يسمح للبلدان بالتكيف مع اتفاقية المنظمة،‏ غير أن هذه المعاملة الخاصة في سياق<br />

المنطقة ‏(منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى)‏ تحدد وفقا ً لمتطلبات كل دولة وأوضاعها الاقتصادية.‏<br />

على حين تجيز المنظمة الاحتكار في ميدان التكنولوجيا،‏ فإن َّ البلدان الأعضاء في المنطقة ‏(منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى)‏<br />

تتعاون فيما بينها في ميدان التكنولوجيا والبحث العلمي.‏<br />

أزالت منظمة التجارة العالمية بنجاح،‏ تطبيق الحواجز الجمركية بتحويلها إلى رسوم جمركية،‏ ولكن يتواصل تطبيق هذه الحواجز في<br />

المنطقة ‏(منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى)،‏ حتى تاريخ إكمال تنفيذها أي حتى عام‎2007‎‏،‏ باستثناء البلدان العربية التي انضمت<br />

بالفعل إلى المنظمة.‏<br />

تقتضي قواعد منظمة التجارة العالمية أن تنتهي التجارة من خلال الاتفاقيات الثنائية بحلول عام‎2005‎‏،‏ وأن يطبق بدلا ً منها مبدأ<br />

الدولة الأولى بالرعاية،‏ ما لم تكن هذه الاتفاقيات التجارية ناجمة عن منطقة تجارة حرة أو اتحاد جمركي بين الدول المعنية.‏ ولكن<br />

اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ تجيز عقد اتفاقيات ثنائية،‏ بشرط ألا َّ تشمل مزايا تجاوز ما هو محدد في البرنامج التنفيذي<br />

للمنطقة،‏ وبالإضافة إلى ذلك،‏ ينبغي أن تنتهي هذه الاتفاقيات الثنائية بحلول عام‎2007‎‏،‏ وهو موعد لإكمال البرنامج التنفيذي.‏<br />

نستنتج مما سبق؛ أنه يمكن تحقيق التوافق بين اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومنظمة التجارة العالمية.‏<br />

-2-3<br />

اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى:‏ إستراتيجية عربية مشتركة لاحتواء آثار المشروعات البديلة.‏<br />

إن َ َّ ضغوط المراكز الرأسمالية،‏ مستمرة في العمل على تحقيق درجة أعلى من اندماج تكامل الاقتصاد العربي في النظام الرأسمالي الدولي،‏<br />

وفي العمل على تجسيد ترتيبات جديدة في المنطقة العربية،‏ وتتمثل هذه الضغوطات أساسا ً في مشروعي الشراكة الأورومتوسطيية<br />

والسوق الشرق أوسطية،‏ وهما صيغتان لاحتواء المنطقة وتشكيلها وفقا ً لمصالح القوى الفاعلة فيها،‏ أي ميش الدول العربية،‏ وإلغاء<br />

دورها الحضاري.‏<br />

-1-2-3<br />

انعكاسات مشروع الشرق أوسطية على مساعي التكامل الاقتصادي العربي:‏ إن َّ التحولات التي تجري في منطقة<br />

الشرق الأوسط،‏ وما يرتبط ا من سيناريوهات ومشروعات حول ‏"نظام شرق أوسطي"‏ أو"سوق شرق أوسطية"،‏ التي تحاول<br />

الترويج لفكرة جوهرها تعاون إقليمي يستهدف التنمية الاقتصادية للمنطقة،‏ في الحقيقة ما هي إل َّا تحولات يراد فرضها على الدول<br />

العربية في المنطقة ندسة معينة،‏ وهو الطرح الذي يجعل من هذا المشروع تحديا ً جهويا ً حقيقيا ً على كافة المستويات،‏ خاصة إذا علمنا<br />

أن َّ هذا المشروع يمكن أن يكون عملية إحلال للنظام العربي القائم،‏ وتفكيك للترتيبات العربية الإقليمية.‏<br />

- 194 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

7<br />

8<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

*<br />

*<br />

-<br />

-<br />

أ-‏ النظرة العربية إلى مشروع الشرق أوسطية:‏ مشروع السوق الشرق أوسطية،‏ ليست فكرة جديدة،‏ فقد طرحت في خمسينات<br />

القرن العشرين،‏ وكانت فكرة أمنية،‏ أما الجديد فهو التركيز على البعد الاقتصادي؛ أما النظرة العربية إلى هذا المشروع فتتجاذا ثلاث<br />

تيارات نوجزها في ما يلي:‏<br />

تيار رافض للشرق أوسطية:‏ استند هذا التيار على الاعتبارات التالية:‏<br />

أن الشرق أوسطية مشروع،‏ غير عربي فهو مفروض عليهم وأن له أصولا غربية وصهيونية؛<br />

أن هدف ‏"المشروع الشرق أوسطي"،‏ هو دمج إسرائيل في المنطقة،‏ وفي ظروف تتيح لها تبوء مركز متميز على حساب الدول<br />

العربية؛<br />

* أن ‏"المشروع الشرق أوسطي"‏ يطمس هوية المنطقة ويترع عنها خصوصيتها العربية والإسلامية.‏<br />

تيار الترحيب بالشرق أوسطية:‏ استند هذا التيار إلى اعتبارات مختلفة،‏ لما اعتبروه ضرورة للتعاون الإقليمي في إطار ‏"شرق<br />

أوسطي"،‏ أو لتأكيد الحاجة إلى ‏"سوق شرق أوسطية"،‏ أو سعيا ً لتقليل مخاطر التعاون العربي مع إسرائيل،‏ ويمكن تلخيص هذه<br />

الاعتبارات في ما يلي:‏<br />

أن وجود سوق مشتركة،‏ ضرورة للتعامل مع التكتلات الاقتصادية الدولية،‏ ولدعم مركز المنطقة في النظام العالمي الجديد؛<br />

تحقق السوق المشتركة،‏ تفاعلا ً ممتدا ً بين التكنولوجيا والموارد الاقتصادية والبشرية في المنطقة،‏ مما يتيح التطلع إلى تنمية<br />

إقليمية تعد بازدهارها الجميع؛<br />

التأكيد على أن الأموال التي تصرف على التسلح،‏ بإمكاا إفادة العرب في حالة تحويلها إلى مشاريع تنموية،‏ حيت أنه إذا<br />

تراجعت معدلات هذا الإنفاق،‏ يصبح بالإمكان تحقيق تنمية تدعم المركز الاقتصادي للدول العربية،‏ وبالتالي تكاملها في ظل<br />

الترتيبات الإقليمية الجديدة.‏<br />

التيار البراغماتي:‏ إلى جانب التيارين السابقين،‏ يمكن الإشارة إلى تيار ثالث،‏ والذي يمكن وصفه بالتيار البراغماتي،‏ إذ تنطلق<br />

مواقف أصحاب هذا التيار،‏ من حسابات للربح والخسارة ذات الطابع الاقتصادي،‏ وتتقلص فيها إلى حد معين الاعتبارات ذات الصلة<br />

بالهوية والحضارة والثقافة والسياسة،‏ ويدعو أصحاب هذا التيار إلى اقتناص الفرص السانحة وتجنب المخاطر ما أمكن.‏<br />

والملاحظ أن الفكرة لدى أنصار هذا التيار؛ ليست مجرد موقف وسطي بين القبول والرفض،‏ لكنها نوع من التعامل الإيجابي مع<br />

مجريات الأمور في ظل قيود ذاتية وخارجية،‏ بما يسمح بنوع من المشاركة الإيجابية في صياغة الترتيبات الإقليمية الجديدة،‏ وبما يتفق<br />

مع مجمل المصالح العربية.‏ هذا عن اختلاف النظرة العربية إلى مشروع الشرق أوسطية؟ وربما يعود هذا الاختلاف إلى التخوف العربي<br />

من الانعكاسات التي ستترتب عن تجسيد هذا المشروع في أرض الواقع:‏<br />

إن نظام الشرق الأوسط الجديد،‏ بوحداته،‏ تفاعلاته،‏ ونزاعاته،‏ هو شرق أوسط متعدد الإيديولوجيات،‏ الأديان،‏ السياسات،‏<br />

القوميات والثقافات،‏ وستشهد المنطقة في هذا النطاق،‏ صحوة للثقافات والعرقيات الفرعية تحت حماية الترتيب الجديد للمنطقة،‏<br />

ويصبح الاهتمام بالأقليات والقيم الفرعية إلى اهتمام عالمي؛<br />

دخول دول الجوار الجغرافي إلى قلب المنطقة،‏ وما يتيحه ذلك من صياغة لعلاقات مختلفة،‏ فسيكون هناك دورا ً فعالا ً لتركيا مثلا،‏<br />

لأا تسعى لأن تكون لاعبا ً أساسيا ً في منطقة الخليج والمشرق ومع إسرائيل،‏ ومدخلها إلى ذلك قضايا المياه وإقامة مشروعات<br />

مشتركة،‏ بالإضافة إلى الدور الذي ستلعبه إيران في المنطقة من خلال المد الشيعي في الدول العربية؛<br />

- ستلعب إسرائيل الدور المحوري في المنطقة،‏ فهي التي ستلعب دور الدولة الإقليمية الرائدة ومنظم المنطقة ومديرها.‏<br />

9<br />

-<br />

-<br />

من خلال هذه الانعكاسات؛ يتضح لنا بأن مشروع الشرق أوسطية،‏ يعني في مجمله خلق ترتيبات إقليمية جديدة بخصوص الأمن<br />

والتسليح والتعاون الاقتصادي بين ‏"دول تكتل الشرق أوسطية"،‏ التي تشمل كل من الدول العربية وإسرائيل وتركيا وإيران.‏<br />

- 195 -


_______________________________________________________________<br />

مستقبل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية<br />

–<br />

وبالتالي يمكن القول بأن هذا المشروع ظهر ليكون بديلا ً عن النظام الإقليمي العربي ومفككا ً له،‏ لأنه يضم بعض الدول العربية دون<br />

البعض الآخر،‏ بالإضافة إلى أن تشكيلته تتيح وجودا ً مقبولا ً ومشروعا ً بل ومهيمنا ً لإسرائيل.‏ ومن هنا؛ يتأكد بأن المشروع ذو صيغة<br />

ذات طبيعة احتلالية لجامعة الدول العربية،‏ دف إلى إعادة تشكيل خريطة المنطقة ومنع أية محاولة للتكامل الاقتصادي العربي.‏<br />

-2-2-3<br />

-<br />

منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والشراكة الأورو متوسطية،‏ علاقة انضمام أومنافسة<br />

تطمح الدول العربية من وراء إبرام اتفاقيات التجارة الحرة مع الإتحاد الأوروبي،‏ إلى فتح أسواق هذا الأخير لصادراا مقابل فتح<br />

أسواقها لدول الإتحاد،‏ وبالإضافة إلى المصلحة السياسية،‏ هناك مصلحة اقتصادية لدى الجانب الأوروبي في توسيع سبل التعاون مع<br />

الدول العربية،‏ خاصة وأن أوروبا أقرب إلينا جغرافيا ً،‏ وتربطنا ا علاقات تتميز بعمق الاعتماد المتبادل وقوته في كل الميادين،‏ ولما<br />

كانت المصالح الأوروبية لا تنحصر في علاقاا مع الدول العربية المطلة على المتوسط،‏ وتمتد إلى كل من المغرب والمشرق وحتى الخليج،‏<br />

طرحت مشروع الشراكة المتوسطية.‏<br />

:<br />

*<br />

*<br />

-<br />

-<br />

-<br />

10<br />

-<br />

-<br />

مضمون اتفاقيات الشراكة الأورو عربية:‏ تتضمن عدد من العناصر المشتركة يمكن إجمالها فيما يلي<br />

إقامة منطقة تجارة حرة بين الإتحاد الأوروبي والدول العربية،‏ خلال فترة زمنية محددة،‏ تختفي بعدها الرسوم الجمركية<br />

والعوائق الأخرى،‏ التي تعترض حرية انتقال السلع والخدمات،‏ بين الأطراف المتعاقدة،‏ وتختلف الفترة الزمنية المتفق عليها<br />

لاستكمال منطقة التجارة الحرة،‏ كما تختلف قوائم السلع ونسب التخفيضات الجمركية،‏ وفتراا من دولة عربية إلى<br />

أخرى.‏<br />

تقديم المساعدات المالية والمعونة الفنية،‏ اللازمين لتحديث الصناعة وإعادة هيكلتها،‏ على النحو الذي يمكنها من التكيف<br />

مع متطلبات رفع قدرا على المنافسة.‏<br />

التعاون على كافة المستويات وميادين النشاطات التعليمية،‏ الصحية والتكنولوجية...الخ.‏<br />

آثار اتفاقيات الشراكة الأورو-عربية:‏ إن أقصى ما يمكن أن تحققه أي مفاوضات ثنائية بين دولة عربية والإتحاد الأوروبي<br />

هو:‏<br />

اتفاقيات شراكة،‏ تمد الدول العربية بمساعدات مالية ومعونات فنية.‏<br />

تتضمن الاتفاقيات برامج لتحديث الصناعات وتحسين نظم الإدارة.‏<br />

يمكن للاتفاقيات،‏ أن تحقق طفرة تنموية،‏ من خلال زيادة الصادرات العربية،‏ التي ستترتب على فتح السوق الأوربية.‏<br />

إلا أنه في المقابل هناك جوانب سلبية،‏ يمكن إيجازها فيما يلي<br />

إن فتح السوق الأوروبية الواسعة أمام المنتجات العربية،‏ لن يؤدي إلى طفرة كبيرة وسريعة في تنمية اقتصادياا بالقياس<br />

مع قدراا الإنتاجية والتكنولوجية،‏ وفي نفس الوقت فإن إلغاء الرسوم على الوردات الأوروبية قد تكون له أثار وخيمة،‏<br />

وقد يترتب عليه إغلاق الكثير من المؤسسات في هذه البلدان،‏ وخاصة الصغيرة والمتوسطة.‏<br />

‏-أن اتفاقية الشراكة،‏ ستعطي الجانب الأوروبي مبررات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية،‏ تحت غطاء مكافحة<br />

الإرهاب...الخ<br />

:<br />

-<br />

خلاصة القول؛ أن لاتفاقيات الشراكة الأورو-عربية في إطار الشراكة الأورو-متوسطية،‏ العديد من الآثار السلبية على الجانب العربي،‏<br />

ذلك أن موازين القوى التي جرت والتي تجري في إطارها مفاوضات الشراكة،‏ تميل بشكل كبير لصالح الجانب الأوروبي،‏ خصوصا ً<br />

وأن الدول العربية تدخل هذه المفاوضات متفرقة،كما أن السياق العالمي والإقليمي دفع الجانب الأوروبي لتصميم هذه الاتفاقيات بما<br />

يتلاءم وتنشيط دوره السياسي والاقتصادي في العالم،‏ في ظل تحولات هائلة في النظام الدولي.‏<br />

- 196 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

لهذه الأسباب؛ نرى أنه من بين التحديات المحتملة لقيام تكامل اقتصادي عربي،‏ دخول بعض الدول العربية في اتفاقيات شراكة<br />

ومناطق تجارة حرة مع الإتحاد الأوروبي،‏ مثل الدول المغاربية والأردن ومصر،‏ إلى جانب مجلس التعاون الخليجي،‏ الذي يقوم<br />

بمفاوضات مع الإتحاد الأوربي منذ سنوات لإقامة منطقة تجارة حرة،‏ يتم الاتفاق عليها حتى الآن.‏ والملاحظ أن الاتحاد الأوروبي،‏<br />

خلال السنوات الماضية وقع اتفاقيات شراكة مع عدد من الدول العربية،‏ ودخل البعض منها حيز التنفيذ،‏ والبعض الآخر مازال في<br />

مرحلة التفاوض سعيا منها لإزالة بعض العراقيل التي تعترض إمضاء اتفاقيات شراكة.‏ ومن هنا نفهم بأن المسارات التي أفضت بالدول<br />

العربية إلى إبرام تلك الاتفاقيات،‏ ليست سهلة بل هي ليست حتى متشاة.‏ فهي تختلف من حيث صعوبتها ودرجة تعقيدها والفترة<br />

الزمنية التي ستستغرقها.‏<br />

البلد الموقع<br />

الجزائر<br />

المغرب<br />

لبنان<br />

تونس<br />

الأردن<br />

مصر<br />

سوريا<br />

فلسطين<br />

الجماهيرية<br />

العربية الليبية<br />

اليمن<br />

مجلس التعاون<br />

الخليجي<br />

جدول رقم(‏‎08‎‏):‏ اتفاقيات الشراكة والتعاون المبرمة بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية<br />

نوع الاتفاقية<br />

شراكة<br />

شراكة<br />

شراكة<br />

شراكة<br />

شراكة<br />

شراكة<br />

شراكة<br />

شراكة انتقالية<br />

تعاون<br />

تعاون،‏ ومفاوضات جارية لإنشاء<br />

منطقة تجارة حرة منذ 2001<br />

تاريخ التوقيع<br />

2002/04/22<br />

1996/02/26<br />

2002/02/17<br />

1997/07/17<br />

1997 /11/24<br />

2001/<strong>06</strong>/25<br />

2004/10/19<br />

1997/02/24<br />

البدء الفعلي للإتفاقية<br />

متوقع خلال عام 2005<br />

2000/03/01<br />

‎2003/03/01‎‏(الشق التجاري من الاتفاقية من خلال اتفاقية انتقالية)‏<br />

1998/03/01<br />

2002 /05/ 01<br />

2004/<strong>06</strong>/01<br />

متوقع خلال عام‎20<strong>06</strong>‎<br />

1997/07/01<br />

1997/11/25<br />

1988/<strong>06</strong>/15<br />

مرحلة الحوار السياسي<br />

1998/01/01<br />

1988/08/01<br />

المصدر:‏ اللجنة الاقتصادية لغربي آسيا ‏"التقدم المحرز في مفاوضات جولة الدوحة الخاصة بالزراعة والآثار<br />

المتوقعة على النفاذ إلى الأسواق بالنسبة للصادرات الزراعية العربية"،‏ الأمم المتحدة،‏ نيويورك،‏ 2005، ص‎66‎‏.‏<br />

:<br />

وأيا ً كان الأمر،‏ فإن الاتفاقيات التي تم إبرامها أو الجاري التفاوض بشأا بين الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية،‏ ليست من نمط<br />

واحد،‏ بمعنى أا لا تطرح من جانب الاتحاد الأوروبي بذات الشكل والمضمون،‏ على كل دولة معينة على حدى لتحقيق موقفها منها،‏<br />

وإنما هي محصلة لعملية تفاعل وتفاوض بين الاتحاد الأوروبي ككل،‏ من ناحية،‏ وبين كل دولة عربية طرف في الحوار الأورومتوسطي<br />

من ناحية أخرى،‏ وتتعلق الاختلافات عند التفاوض عادة،‏ بالتفاصيل وبعملية ترتيب الأولويات أكثر مما تتعلق بالجوهر والمضمون،‏<br />

وعليه فلا بديل عن اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ ولاسبيل لتبني الشراكة الأورو متوسطية كبديل عنها،‏ ولابد للدول العربية<br />

أن تعطي الأولوية لمشروعها،‏ عند تعارض المشروعين العربي والأورومتوسطي،‏ لأن تبني هذا الأخير سيعيق تطور منطقة التجارة الحرة<br />

العربية الكبرى إلى اتحاد جمركي.‏<br />

خلاصة القول؛ أن المشروع الأورومتوسطي فيه مغانم كثيرة لأوروبا،‏ ومغارم متعددة للدول العربية،‏ وعلى هذه الأخيرة أن تحسن<br />

التعاطي مع هذا المشروع،‏ للاستفادة منه بدلا ً من أن يكون بديلا ً لتكاملها.‏<br />

الخلاصة تعتبر منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى،‏ من أهم الإنجازات على مستوى العمل العربي الاقتصادي المشترك،‏ لإسهامها في<br />

الجهود المبذولة لإقامة سوق عربية مشتركة،‏ حيث وصلت الاتفاقية إلى مرحلة التحرير الكامل للتجارة في السلع في‎2005/01/01‎‏،‏<br />

من خلال الإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية والضرائب ذات الأثر المماثل بين جميع الدول العربية الأعضاء في منطقة التجارة الحرة<br />

العربية الكبرى،‏ باستثناء السودان واليمن باعتبارها دول عربية أقل نموا َ،‏ حيث بدأت بتخفيض‎%16‎ من تعرفتها الجمركية سنوي ًا<br />

- 197 -


تيال<br />

_______________________________________________________________<br />

مستقبل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية<br />

2005/1/1<br />

اعتبارا َ من للوصول إلى إعفاء كامل مع اية العام<br />

في بيروت،‏ بشأن منح الدول العربية الأقل نموا معاملة تفضيلية.‏<br />

،2010<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-<br />

وذلك بناءا ً على قرار مجلس الجامعة في دورته الرابعة عشرة<br />

يمكن بالعودة إلى الأسئلة تم طرحها في بداية هذا البحث،‏ أن نشير إلى بعض العوائق والصعوبات التي أعاقت تطبيق البرنامج<br />

التنفيذي للاتفاقية،‏ مثلا ً الاستثناءات المتعددة،‏ وعدم وضوح العديد من إجراءات التطبيق،‏ وغياب قواعد منشأ متفق عليها من قبل<br />

الدول الأعضاء،‏ إضافة إلى اختلاف وتباين التشريعات المطبقة بين هذه الدول.‏ وهذا ما يدفعنا أن نتحرك خطوة إلى الأمام،‏ لنقول أن َّ<br />

الأدوات التي استخدمت في إطار الاتفاقية ضرورية-‏ ولكنها ليست كافية لبناء منطقة تجارة حرة في المنطقة العربية-لأن َّ العمل يتطلب<br />

المزيد من الانسجام بين الدول فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات المطبقة في كل دول عضو.‏ وهذا الانسجام،‏ يتطلب الشفافية في<br />

تطبيق القوانين وفي إزالة العوائق،‏ إذ أن َّ غياا وقف عائقا ً أساسيا ً أمام التطبيق.‏ ذكرنا سابقا ً،‏ وللإجابة على السؤال الثاني،‏ فإن َّ منطقة<br />

التجارة الحرة العربية الكبرى وحدها لا تؤدي إلى تحقيق التكامل الاقتصادي،‏ بل هناك حاجة ملحة إلى مناخ يوفر حرية انتقال<br />

رؤوس الأموال والأشخاص،‏ وفي هذا الصدد يمكن أن ننوه إلى أهمية دور المناخ العام في المنطقة العربية،‏ والذي يفتقد إلى الأمن،‏<br />

والذي أثر بشكل عام على الأداء للوصول إلى منطقة تجارة حرة عربية،‏ ومن ثم إلى تكامل اقتصادي عربي.‏<br />

من خلال دراستنا لمشروعي السوق الشرق أوسطية والشراكة الأورومتوسطية،‏ يتضح بأن الأول يهدف إلى تفكيك أي<br />

إمكانية للتكامل الاقتصادي العربي،‏ بقصد تعميق الدور الريادي لإسرائيل في المنطقة،‏ أما الثاني فيهدف إلى كسب سوق الدول العربية<br />

لتقوية موقع الاتحاد الأوروبي في المنطقة وفي العالم،‏ وذا الوصف يراد للمشروع الشرق أوسطي أن يكون بديلا ً لأي مشروع تكاملي<br />

عربي بل لنظامه الإقليمي القائم،‏ في حين يمكن التفاعل كمجموعة عربية مع المشروع المتوسطي.‏<br />

وفي هذا الصدد؛ يجب الإشارة إلى أن الاستعدادات الحالية لإقامة منطقة التجارة العربية الكبرى،‏ يجب أن تأخذ بعين الاعتبار:‏<br />

أن مشروعات التكامل،‏ تفرض إزالة الحواجز الجمركية بين الدول الأعضاء،‏ علاوة على القيود غير الجمركية<br />

خاصة الكمية التي تؤدي إلى التحرير الكامل للتجارة،‏ وبالتالي التغير في تقسيم العمل بين الدول العربية،‏ بحيث تنكمش<br />

أنواع بعض الأنشطة بينما تتوسع الأخرى؛<br />

لابد أن يكون تحرير التدفقات السلعية،‏ مجرد مرحلة تؤدي لوحدة اقتصاد تنطوي على حرية انتقال عنصري<br />

العمل ورأس المال؛<br />

الدخول في مشروعات مشتركة بين الدول الأعضاء،‏ والتنسيق بين خطط التنمية ا،‏ بحيث يتم توزيع المشروعات<br />

والصناعات فيما بينها،‏ على النحو الذي يكفل لكل دولة منها،‏ الحصول على نصيب عادل من مزايا التعاون<br />

الاقتصادي.‏<br />

الهوامش والمراجع<br />

:<br />

1<br />

جون وليام سون وآخرون"التكامل النقدي العربي،‏ المبررات،‏ المشاكل،‏ الوسائل"‏ الطبعة الثالثة،‏ مركز دراسات الوحدة العربية،‏ بيروت،‏ 1990، ص‎41‎‏.‏<br />

2<br />

المركز الوطني للسياسات الزراعية والإصلاح الزراعي NAPC ‏"تحرير التجارة الزراعية في سورية في إطار الاتفاقيات الثنائية و الإقليمية AFTA<br />

و الدولية WTO<br />

"<br />

ورقة العمل رقم‎5‎‏،‏ وزارة الزراعة،‏ الجمهورية العربية السورية‎2001-2000‎ ص،‏<br />

.77<br />

3 Greater Arab Free Trade Area<br />

4<br />

د.‏ عصام الزعيم<br />

"<br />

منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى أهميتها للاندماج والإنماء الاقتصادي-‏ معوقاا<br />

-<br />

متطلبات نجاحها وتطويرها<br />

"<br />

http://www.damascusbar.org/arabic/dbar/issam.htm#_ftn1 «03/05/20<strong>06</strong>»<br />

- 198 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

5<br />

تواتي بن علي فاطمة<br />

،<br />

‏"واقع وآفاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحولات الاقتصادية العالمية"‏ نفس المرجع السابق،‏ ص‎139‎‏.‏<br />

6<br />

تقرير اللجنة الاقتصادية و الاجتماعية لغرب آسيا ‏"مناطق التجارة الحرة في المنطقة العربية ‏:إلى أين نحن ذاهبون"‏ لأمم المتحدة،‏<br />

نييورك‎2002‎ص‎29‎ص‎30‎‏.‏<br />

7<br />

تواتي بن علي فاطمة<br />

،<br />

‏"واقع وآفاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في ظل التحولات الاقتصادية العالمية"‏ نفس المرجع السابق،‏ ص‎197‎‏.‏<br />

) 8<br />

التقرير الإستراتيجي العربي 1993، مركز الدارسات السياسية والإستراتجية بالأهرام،مؤسسة الأهرام 1994، من موقع الانترنت:‏<br />

http://www.Ahram.org. eg/acpss/ahram.htm<br />

9<br />

خليفة موراد،‏ التكامل الاقتصادي العربي على ضوء الطروحات النظرية والمرجعية القانونية:‏ تجارب وتحديات"‏ مذكرة ماجستير غير منشورة،‏ في القانون<br />

الدولي والعلاقات الدولية،‏ كلية الحقوق،‏ جامعة الحاج لخضر،باتنة‎2005‎‏،‏ ‏،ص‎225‎ ص،‏<br />

.226<br />

10<br />

نفس المرجع،‏ ص‎243‎‏.‏<br />

- 199 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

-<br />

أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة<br />

عرض تجربة ألمانيا<br />

–<br />

:<br />

محمد طالبي & محمد ساحل ‏(جامعة البليدة).‏<br />

الملخص أدى الارتباط الوثيق بين البيئة والتنمية إلى ظهور مفهوم للتنمية يسمى المستدامة،الأمر الذي يستلزم الإهتمام بحماية البيئة<br />

لأجل تحقيق التنمية المستدامة،وتشكل الطاقة المتجددة أحد وسائل حماية البيئة،لذلك نجد دولا عديدة تم بتطوير هذا المصدر من<br />

الطاقة وتضعه هدفا تسعى لتحقيقه،ومنها ألمانيا التي تعد من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة،وبالإضافة إلى ما تقدمه هذه الطاقة<br />

لألمانيا من عوائد كثيرة كتوفير فرص العمل وغيرها،يتم استخدامها لمعالجة مشكلاا البيئية المعقدة.‏<br />

تأسيسا على ماسبق دف هذه الورقة البحثية إلى بلورة حقيقة أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة،والتعرف<br />

على تجربة ألمانيا في هذا اال والتي يمكن أن تستفيد منها العديد من الدول النامية ‏(ومنها الدول العربية).‏<br />

: الكلمات المفتاح<br />

البيئة،‏ التنمية المستدامة،‏ الطاقة المتجددة،‏ ألمانيا.‏<br />

:<br />

تمهيد لاشك في أن العالم أصبح مقتنعا تمام الإقتناع بأهمية معالجة المشاكل البيئية خصوصا في مجال حماية البيئة من مخاطر التلوث<br />

الناتج عن مزاولة المؤسسات للأنشطة التي ينتج عنها آثار خارجية سلبية على كافة مكونات البيئة،خاصة منذ إقرار المؤتمر الدولي<br />

الأول حول البيئة الذي انعقد بستكوهولم سنة شعار"أرض واحدة"،وعبر هذا المؤتمر آنذاك عن شكل جديد من الترابط<br />

المتمثل في تبعيتنا المشتركة إزاء سلامة الغلاف الجوي،والمتمثل كذلك في التلوثات العابرة للحدود والشاملة،وهو مايترتب عليه شكل<br />

جديد من التبعية الإقتصادية المشتركة.‏<br />

1972<br />

فالمبادلات الإقتصادية تكتسي بعدا بيئيا متناميا،ومن جانبها فإن التلوثات الدولية لها آثار إقتصادية تزداد شدة،بل تصبح وخيمة<br />

في حالة التغير المناخي أوالمساس بطبقة الأوزون،ومن ثمة فإن المخاطر العالمية التي دد البيئة تكرس ائيا ترابط الإقتصاد والبيئة على<br />

الصعيد الدولي،وهو ما أدى إلى ميلاد مفهوم التنمية المستدامة،العبارة التي اعتمدت بمدينة ريو ديجانيرو سنة 1992<br />

.<br />

1<br />

-:<br />

وتجسد الإهتمام الدولي بالبيئة من خلال عقد الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية وتم إنشاء العديد من التنظيمات البيئية كبرنامج<br />

الأمم المتحدة للبيئة واللجنة الدولية للبيئة والتنمية وغيرها وعلى المستوى المحلي تم إنشاء وزارات خاصة بالبيئة،من أجل البحث عن<br />

وسائل حمايتها.‏<br />

في هذا المضمار تشكل الطاقة المتجددة أحد وسائل حماية البيئة،لذلك نجد دولا عديدة تم بتطوير هذا المصدر من الطاقة وتضعه<br />

هدفا تسعى لتحقيقه،ومنها ألمانيا التي تعد من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة،وبالإضافة إلى ما تقدمه هذه الطاقة لألمانيا من<br />

عوائد كثيرة كتوفير فرص العمل وغيرها،فيتم استخدامها لمعالجة مشكلاا البيئية المعقدة.‏<br />

وعليه فإن ورقتنا البحثية دف إلى بلورة حقيقة أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة،والتعرف على تجربة<br />

ألمانيا في هذا اال والتي يمكن أن تستفيد منها العديد من الدول النامية ‏(ومنها الدول العربية).ويتم هذا من خلال التطرق إلى النقاط<br />

التالية<br />

- 201 -


________________________________________________________________________________________<br />

أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة<br />

أولا-‏ البيئة والتنمية المستدامة والطاقة المتجددة<br />

:<br />

:<br />

:<br />

-1<br />

-1.1<br />

مفهوم البيئة ومشاكلها<br />

مفهوم البيئة البيئة كلمة مأخودة من المصطلح اليوناني » OIKOS والذي يعني بيت أو مترل وكثيرا ً ما يحدث الخلط<br />

ذلك أن علم البيئة<br />

بين علم البيئة والبيئة المحيطة أو ما تسمى أحيانا ً بعلم البيئة الإنساني<br />

‏(الايكولوجيا)‏ يشمل دراسة كل الكائنات أينما تعيش بينما يقتصر علم البيئة الإنسانية على دراسة علاقة الإنسان الطبيعية دون<br />

سواها وهناك عدة تعاريف للبيئة ومنها<br />

« Enviroment »<br />

«<br />

:<br />

« Ecology »<br />

-<br />

.<br />

2<br />

‏"البيئة هي الغلاف المحيط بكوكب الكرة الأرضية ومكونات التربة وطبقة الأوزون،‏ البيئة هي الأكسجين الذي<br />

نتنفسه لنعيش،‏ هي الأرض التي نزرعها للأمن الغذائي،هي مصدر المياه أساس الحياة هي المعادن التي نحتاجها للصنع،هي<br />

مصدر مواد البناء والحراريات والغازات والكيماويات،البيئة هي الموازن بين الإنسان والحيوان والنبات".‏<br />

3<br />

-<br />

‏"البيئة هي المحيط المادي والحيوي والمعنوي الذي يعيش فيه الإنسان،ويتمثل هذا المحيط في التربة والماء والهواء وما يحتويه<br />

كل منهم من مكونات مادية أوكائنات حية،‏ أو هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل فيه على مقومات حياته من<br />

4.<br />

غذاء،‏ وكساء ودواء،ومأوى ويمارس فيه حياته مع أقرانه من البشر"‏<br />

أصبح العالم بعد إقرار المؤتمر الدولي الأول حول البيئة الذي انعقد بستكوهولم سنة 1972<br />

الإقتناع بأهمية معالجة المشاكل البيئية،والتي يتم تناولها فيما يلي.‏<br />

شعار"أرض واحدة"،مقتنعا تمام<br />

-2.1<br />

مشاكل البيئة<br />

تتعرض البيئة إلى مشاكل عديدة أهمها التلوث البيئي واستتراف المصادر الطبيعية:‏<br />

5<br />

:<br />

‎1.2.1‎‏-التلوث البيئي:‏ ويشمل ‏(تلوث الهواء،الماء والغذاء)،وجاء في الأحكام العامة لقانون البيئة"تلوث البيئة يعني أي تغيير في<br />

خواص البيئة مما قد يؤدي بطريقة مباشرة أوغير مباشرة على الإضرار بالكائنات الحية أو المنشآت يؤثر على ممارسة الإنسان لحياته<br />

الطبيعية".‏<br />

-2.2.1<br />

استتراف الموارد الطبيعية:‏ استتراف الموارد الطبيعية أحد العوامل المؤثرة على البيئة حيث أدى الإستخدام الزائد<br />

للتكنولوجيا إلى حدوث ضغوط هائلة على البيئة وأدى إلى تدمير جزء كبير من رأس المال الطبيعي ‏(المادي والبيولوجي)‏ للإنسان،وأثر<br />

على النظام الإيكولوجي تأثيرا سلبي،ومثل التطور التكنولوجي خطرا على البيئة لإستنفاذ الموارد الطبيعية ودمار بعضها،وتمثل هذا<br />

الإستتراف عموما فيما يلي:إزالة الأشجار تسبب في التصحر،انجراف التربة،انقراض بعض الحيوانات البرية والبحرية بالإضافة إلى نفاذ<br />

بعض موارد الطاقة كالبترول.‏<br />

‎2‎‏-العلاقة بين التنمية والبيئة:‏<br />

يكتسي موضوع التنمية بمختلف مفاهيمه أهمية بالغة على المستوى العالمي،وخاصة في الفترة الأخيرة حيث لوحظ اهتماما دوليا<br />

متزايدا نحو الحاجة إلى التنمية المستدامة للوصول إلى مستقبل مستدام وذلك بعد أن كان العالم يتجه نحو مجموعة من الكوارث البشرية<br />

والبيئية المحتملة،فالإحتباس الحراري،والتدهور البيئي،وتزايد النمو السكاني والفقر،وفقدان التنوع البيولوجي واتساع نطاق التصحر وما<br />

إلى ذلك من المشاكل البيئية لا تنفصل عن مشاكل الرفاء البشري ولا عن عملية التنمية الإقتصادية بصورة عامة،حيث أن كثيرا من<br />

الأشكال الحالية للتنمية تنحصر في الموارد البيئية التي يعتمد عليها العالم.‏<br />

- 202 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

فالارتباط الوثيق بين البيئة والتنمية أدى إلى ظهور مفهوم للتنمية يسمى"التنمية المستدامة"،حيث أشار المبدأ الرابع الذي أقره<br />

مؤتمر ريو ديجانيرو عام إلى أنه:"لكي تتحقق التنمية المستدامة ينبغي أن تمثل الحماية البيئية جزءا لا يتجزأ من عملية التنمية<br />

ولايمكن التفكير فيها بمعزل عنها".‏<br />

وعرفت التنمية المستدامة لأول مرة على يد اللجنة العالمية للبيئة والتنمية،وذلك عندما طالبت بتحقيق التنمية التي"تفي باحتياجات<br />

الجيل الحاضر دون الإخلال باحتياجات المستقبل"‏<br />

- 203 -<br />

.<br />

7<br />

:<br />

8<br />

:<br />

6<br />

1992<br />

هذا وتم التأكيد على هذا المعنى من خلال المبدأ الثالث الذي تقرر في ريو ديجانيرو عام ‎1992‎‏،حيث تم تعريف التنمية المستدامة<br />

بأا ‏"ضرورة إنجاز الحق في التنمية"‏ ‏.بحيث تتحق على نحو متساو الحاجات التنموية لأجيال الحاضر والمستقبل.‏ وبذلك تأكد أن<br />

عبارة ‏"التنمية المستدامة"‏ لاتقتصر فحسب على التنمية الإقتصادية،بل تتعداها لتشير إلى مجموعة واسعة من القضايا وتستلزم جا<br />

متعدد الجوانب لإدارة الإقتصاد والبيئة واتمع.وهذه العناصر الثلاثة الأخيرة تشكل الركائز للتنمية المستدامة،‏ وإذا اعتبر أن هذه<br />

الركائز تمثل دوائر متداخلة ذات أحجام متساوية،نجد أن منطقة التقاطع عند المركز تمثل رفاهية الإنسان،فكلما اقتربت هذه الدوائر<br />

من بعضها البعض،شريطة أن تكون متكاملة لامتناقضة،ازدادت منطقة التقاطع وكذلك رفاهية الإنسان.‏<br />

عطفا على ماسبق نستشف بأن الارتباط الوثيق بين البيئة والتنمية أدى إلى ظهور مفهوم للتنمية يسمى المستدامة،الأمر الذي<br />

يستلزم الإهتمام بحماية البيئة لأجل تحقيق التنمية المستدامة،وتشكل الطاقة المتجددة أحد وسائل حماية البيئة.‏<br />

قبل التطرق إلى أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة من الأرجح عرض أساسيات حول الطاقة المتجددة.‏<br />

‎2‎‏-أساسيات حول الطاقة المتجددة<br />

9<br />

مفهوم الطاقة وتطورها التاريخي إن التعريف السائد للطاقة هو ‏"القدرة على القيام بعمل ما"‏ ‏،فأيا كان العمل فكريا أو<br />

عضليا يتطلب لإنجازه كمية ملائمة من الطاقة.‏ وتطورت مصادر الطاقة مع تطور وسائل العمل التي ابتكرها الإنسان لسد احتياجاته<br />

المختلفة ‏(المادية والمعنوية)‏ على مدى تاريخه الطويل.في البداية اعتمد الإنسان على قوته العضلية لإنجاز أعماله اليومية،ثم استخدم الطاقة<br />

الحيوانية واستغل حركة الرياح في تحريك السفن وإدارة بعض طواحين الهواء،كما اعتمد على مساقط المياه في إدارة بعض الآلات<br />

البدائية.‏ وعرف الفحم منذ أن اكتشف النار،‏ فاستخدمه الإنسان كمصدر للطاقة في إدارة المحرك البخاري،ثم اكتشف بعد ذلك النفط<br />

والغاز الطبيعي وغيرها من مصادر الطاقة الحديثة ؛ وفي عصرنا الحالي،ومع التطور الكبير الذي شهدته وسائل الإنتاج،أصبحت مصادر<br />

الطاقة في العالم عديدة ومتنوعة،منها مصادر ناضبة ‏(تفليدية)‏ وأخرى متجددة أو دائمة.‏<br />

-1.2<br />

-2.2<br />

مفهوم الطاقة المتجددة ومصادرها:‏ تتميز مصادر الطاقة المتجددة بقابلية استغلالها المستمر دون أن يؤدي ذلك إلى استنفاذ<br />

منبعها،فالطاقة المتجددة هي تلك التي نحصل عليها من خلال تيارات الطاقة التي يتكرر وجودها في الطبيعة على نحو تلقائي ودوري.‏<br />

كذلك نعني"بالطاقة المتجددة"الكهرباء التي يتم توليدها من الشمس والرياح والكتلة الحيوية والحرارة الجوفية والمائية،وكذلك الوقود<br />

الحيوي والهيدروجين المستخرج من المصادر المتجددة<br />

فمصادر الطاقة المتجددة تتمثل في<br />

10<br />

.<br />

11<br />

:<br />

-<br />

الطاقة الشمسية:‏ إن استخدام الشمس كمصدر للطاقة هو من بين المصادر البديلة للنفط التي تعقد عليها الآمال المستقبلية لكوا<br />

طاقة نظيفة لاتنضب،لذلك نجد دولا عديدة تم بتطوير هذا المصدر وتضعه هدفا تسعى لتحقيقه.‏ وتستخدم الطاقة الشمسية حاليا في<br />

تسخين المياه المترلية وبرك السباحة والتدفئة والتبريد كما يجري في أوربا وأمريكا وإسرائيل،أما في دول العالم الثالث فتستعمل لتحريك<br />

مضخات المياه في المناطق الصحراوية الجافة.وتجري الآن محاولات جادة لاستعمال هذه الطاقة مستقبلا في تحلية المياه وإنتاج الكهرباء


________________________________________________________________________________________<br />

أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة<br />

12<br />

12<br />

بشكل واسع.‏ وتعتبر الطاقة الفولتية الضوئية الشمسية صناعة عالمية تستقطب رساميل قدرها مليار دولار،وهي المصدر الرئيسي<br />

للطاقة المتجددة التي يتم توزيعها فعليا ً ‏(المستهلكون الذين يولدون الطاقة الحرارية أوالكهربائية اللازمة لاحتياجام ثم يعيدون الطاقة<br />

الكهربائية الفائضة إلى شركات الكهرباء).‏<br />

‏-الطاقة الهوائية ‏(طاقة الرياح):‏ الطاقة الهوائية هي الطاقة المستمدة من حركة الهواء والرياح،واستخدمت طاقة الرياح منذ أقدم<br />

العصور،سواء في تسيير السفن الشراعية،وإدارة طواحين الهواء لطحن الغلال والحبوب،أو رفع المياه من الآبار وتستخدم وحدات<br />

الرياح في تحويل طاقة الرياح إلى طاقة ميكانيكية تستخدم مباشرة أو يتم تحويلها إلى طاقة كهربائية من خلال مولدات وقد بدأت<br />

الإستفادة من طاقة الرياح في مصر حديثا على شكل وحدات صغيرة لرفع المياه الجوفية على السواحل الشمالية.‏<br />

ويرتبط اليوم مفهوم هذه الطاقة باستعمالها في توليد الكهرباء بواسطة"طواحين هوائية"‏ ومحطات توليد تنشأ في مكان معين ويتم<br />

تغذية المناطق المحتاجة عبر الأسلاك الكهربائية وبالإمكان حسب تقديرات منظمة المقاييس العالمية توليد مليون ميغاواط من هذا<br />

المصدر على نطاق عالمي،وهو أضعاف قدرة الطاقة المائية<br />

20<br />

13<br />

.<br />

يشير التقرير الصادر عن معهد ‏"ويرلدووتش"وهو جماعة ضغط بيئية مقرها واشنطن إلى أن القدرة العالمية على إنتاج طاقة من<br />

الرياح زادت من بضعة آلاف ميجاوات في عام 1990 إلى أكثر من ألف ميجاوات في عام وهو ما يكفي لتغذية<br />

مليون بيت في بلدان متقدمة بالكهرباء.وتبلغ قيمة المبيعات من طاقة الرياح أكثر من مليارات دولار في العام ويعمل في مجال توليد<br />

الطاقة من الرياح أكثر من مائة ألف فرد في العالم<br />

19<br />

2003<br />

9<br />

40<br />

14<br />

.<br />

‏-طاقة الكتلة الحيوية:‏ تكمن أهمية طاقة الكتلة الحيوية في أا تأتي في المرتبة الرابعة بالنسبة لمصادر الطاقة في الوقت الحاضر،حيث<br />

تشكل مانسبته من احتياجات الطاقة في العالم،وتزداد أهمية هذه الطاقة في الدول النامية حيث ترتفع تلك النسبة إلى حوالي<br />

‏%من 35 احتياجات الطاقة في تلك الدول،وخاصة في المناطق الريفية.‏<br />

15<br />

%14<br />

إن طاقة الكتلة الحيوية أو كما تسمى أحيانا الطاقة الحيوية هي في الأساس مادة عضوية مثل الخشب والمحاصيل الزراعية<br />

والمخلفات الحيوانية،وهذه الطاقة هي طاقة متجددة،لأا تحول طاقة الشمس إلى طاقة مخزنة في النباتات عن طريق عملية التمثيل<br />

الضوئي،فطالما هناك نباتات خضراء فهناك طاقة شمسية مخزنة فيها،وبالتالي لدينا طاقة الكتلة الحيوية التي تستطيع الحصول عليها بطرق<br />

مختلفة من هذه النباتات.‏<br />

:<br />

أما مصادر الكتلة الحيوية في الوقت الحاضر فهي مخلفات الغابات والمخلفات الزراعية،استغلال<br />

بشكل مدروس،فضلات المدن،المحاصيل التي تزرع خصيصا لغايات الحصول على الطاقة منها.‏<br />

‏(قطع)‏<br />

أخشاب الغابات<br />

-<br />

طاقة الحرارة الجوفية:‏ الحرارة الجوفية هي طاقات حرارية دفينة في أعماق الأرض وموجودة بشكل مخزون من المياه الساخنة أو<br />

البخار والصخور الحارة،لكن الحرارة المستغلة حاليا عن طريق الوسائل التقنية المتوافرة،هي المياه الساخنة والبخار الحار،بينما حقول<br />

الصخور الحارة مازالت قيد الدرس والبحث والتطوير.‏ وحتى الآن،ليس هناك دراسات شاملة حول حجم ومدى إمكان استغلال هذه<br />

الموارد،إذ أن نسبة استخدامها لاتزال ضئيلة،وتبقى زيادة مساهمة هذا المصدر في تلبية احتياجات الإنسان رهنا بالتطورات التكنولوجية<br />

وأعمال البحث والتنقيب التي ستجري مستقبلا.‏ وتستعمل هذه الطاقات لتوليد الكهرباء،كما يمكن استعمالها في مجالات أخرى<br />

كالتدفئة المركزية والإستخدامات الزراعية والصناعية والأغراض الطبية،وتجفيف المحاصيل في صناعة الورق والنسيج،وتستخدم الينابيع<br />

الساخنة في الجزائر لأغراض طبية وسياحية.‏<br />

- 204 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

.<br />

:<br />

-<br />

الطاقة المائية يعود تاريخ الإعتماد على المياه كمصدر للطاقة إلى ماقبل اكتشاف الطاقة البخارية في القرن الثامن عشر حتى<br />

ذلك الوقت،كان الإنسان يستخدم مياه الأار في تشغيل بعض النواعير التي كانت تستعمل لإدارة مطاحن الدقيق وآلات النسيج<br />

ونشر الأخشاب،أما اليوم،وبعد أن دخل الإنسان عصر الكهرباء،بدأ استعمال المياه لتوليد الطاقة الكهربائية كما نشهد في دول عديدة<br />

مثل النرويج والسويد وكندا والبرازيل،ومن أجل هذه الغاية،تقام محطات توليد الطاقة على مساقط الأار،وتبنى السدود والبحيرات<br />

الإصطناعية لتوفير كميات كبيرة من الماء تضمن تشغيل هذه المحطات بصورة دائمة.‏ وتشير التوقعات المستقبلية لهذا المصدر من الطاقة<br />

إلى زيادة تقدر بخمسة أضعاف الطاقة الحالية بحلول عام 2020<br />

16<br />

:<br />

.<br />

17<br />

‎3‎‏-أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة<br />

أصبحت البيئة اليوم عنصرا من عناصر الإستغلال العقلاني للموارد ومتغيرا أساسيا من متغيرات التنمية المستدامة،نظرا لما يحدثه التلوث<br />

من انعكاسات سلبية على المناخ من جهة،ولكون الكثير من الموارد الطبيعية غير متجددة مما يحتم استغلالها وفق قواعد تحافظ على<br />

البقاء ولاتؤدي إلى الإختلال أو كبح النمو<br />

إن من أهم التأثيرات البيئية المرتبطة باستخدامات الطاقة التقليدية مايعرف بظاهرة الإحتباس الحراري التي ارتبطت بظاهرة<br />

ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة لزيادة تركيز بعض الغازات في الغلاف الجوي وأهمها غاز ثاني أكسيد الكربون.وعلى العكس من<br />

ذلك،فلإستخدام الطاقة المتجددة أثر معروف في حماية البيئة نتيجة لما تحققه من خفض انبعاث تلك الغازات ومنه التلوث البيئي،حيث<br />

بالإضافة<br />

مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنة من المتوقع أن تبلغ الإنبعاثات الناتجة عن الوقود التقليدي حوالي إلى الغازات الأخرى.‏<br />

2017<br />

(21<br />

190<br />

19<br />

.<br />

18<br />

كذلك في تقرير أصدرته شبكة سياسة لطاقة المتجددة للقرن الواحد والعشرين ‏(آر إي أن يقول بأنه يجب أن تلعب<br />

الطاقة المتجددة دورا رئيسيا في إمدادات الطاقة العالمية وذلك من أجل مواجهة التهديدات البيئية والإقتصادية للتغير المناخي التي تتزايد<br />

خطرا<br />

في هذا الإطار توقع خبراء ألمان تفاقم أزمة الطاقة خلال السنوات القليلة المقبلة ‏(الطاقة التقليدية)‏ وخاصة الخشب والمخلفات<br />

الحيوانية والنباتية.وهذه المصادر تشكل نسبة ‎95‎‏%من مجموع استهلاك الطاقة تبعا ً لمستوى التنمية في الدول النامية.واستنادا ً الى<br />

التقديرات التي نشرا منظمة الاغذية والزراعة الدولية ‏(الفاو)‏ أن هناك نحو ملياري شخص في الدول النامية يسدون احتياجام من<br />

الطاقة في الوقت الحاضر عن طريق اجتثاث الاشجار القريبة أكثر مما تنموعادة،وتستخدم مصادر الطاقة التقليدية عادة كالخشب<br />

والسماد والقش لاعداد الطعام وتسخين المياه والتدفئة،وحسب التقديرات ذاا فان متوسط الاشجار والغابات القريبة من المدن<br />

والمناطق السكنية تتراجع بصورة مستمرة،‏ هذا بالاضافة الى ما يسببه ذلك من جفاف في الارض والتربة والاضرار بالمياه الجوفية<br />

وزيادة في التصحر وزحف الرمال ؛ ممايضفي صورة كئيبة للعالم بسبب ازدياد معدلات غاز ثاني أكسيد الفحم وأن احتراق مصادر<br />

الطاقة المنجمية يؤدي الى انطلاق غازات مختلفة كالميثان وأكسيد الكبريت وأكسيد النتروجين وبصورة خاصة أكسيد الفحم،التي<br />

تتسبب بصورة كبيرة في مشكلة انحباس الحرارة،ويرى ‏"تسافادتسكي"‏ الخبير الألماني:أنه يمكن للطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية<br />

وطاقة الرياح والمواد العضوية أن تلعب دورا ً مهما في مجال تجهيز الطاقة وحماية المناخ مستقبلا خصوصا وأن كلفة توليد الكهرباء<br />

من مصادر الطاقة المتجددة آخذة في النقصان،وفي بعض الأحيان واعتمادا على المكان فإن كلفة التوليد هي أقل من كلفة التوليد من<br />

المصادر التقليدية،فمثلا فإن كلفة توليد الكهرباء من الخلايا الضوئية كانت بحدود دولارا لكل كيلوواط ساعة في عام وهي<br />

الآن بحدود سنتا لكل كيلوواط ساعة<br />

،1980<br />

،<br />

20<br />

.<br />

21<br />

30-20<br />

مما سبق نستشف أن للطاقة المتجددة أهمية بالغة في حماية البيئة باعتبارها طاقة غير ناضبة و توفر عامل الأمان البيئي.‏<br />

- 205 -


________________________________________________________________________________________<br />

أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة<br />

–<br />

ثانيا عرض تجربة ألمانيا:‏<br />

تقع ألمانيا في وسط أوربا تحدها من الشمال كل من بحري البلطيق وبحر الشمال والدانمارك،ومن الغرب كل من بلجيكا ولكسمبورغ<br />

وفرنسا ومن الجنوب سويسرا والنمسا ومن الشرق التشيك وبولندا،وتبلغ مساحتها كلم‎2‎‏،‏ ويبلغ عدد سكاا حوالي<br />

مليون نسمة ‏.وتعتبر ألمانيا من الدول الصناعية الهامة في العالم،مما أدى إلى نشأة وتعقد المشكلات ببيئتها،ولحل المشاكل البيئية<br />

تحاول ألمانيا استخدام الطاقة المتجددة مستغلة في ذلك الإزدهار الذي تشهده هذه الطاقة ا.وسنتناول هذه النقاط فيما يلي<br />

:<br />

356850<br />

22<br />

81<br />

-1<br />

23<br />

مكانة الصناعة الألمانية القائمة على البيئة في الإقتصاد الألماني والإقتصاد العالمي يعيش الإقتصاد الألماني"معجزته<br />

الخضراء":الإتجار بأشعة الشمس والرياح والماء يدر أرباحا خيالية ويحقق أرقام صادرات قياسية،كما تتحول الصناعة القائمة على<br />

البيئة إلى ضربة حظ القرن الواحد والعشرين حيث ‏"تحتل ألمانيا مركز الريادة في العالم في هذا اال"،ويتوقع أن يصل حجم<br />

مبيعات"القطاع الأخضر"إلى بليون يورو في العام ‎2030‎‏،وتتعدد االات التي تعتبر فيها الشركات الألمانية هي الرائدة على المستوى<br />

العالمي:أكبر طاقة إنتاجية في العالم لتجمعات تعمل بطاقة الرياح،أحدث تقنيات محطات توليد الطاقة،المركز الأول عالميا في العديد من<br />

أجهزة الإستعمال العالية الفعالية...وغير ذلك الكثير.‏<br />

:<br />

إن التقارير التي تتحدث عن تغيرات المناخ مرعبة حقا،وهي تلقى في ألمانيا آذانا صاغية منذ زمن طويل ومن هنا تنشأ فرصة<br />

حقيقية للإقتصاد وليس من المصادفة أن تولي ألمانيا اهتماما خاصا للعلوم الهندسية كما تم اهتماما خاصا بالطبيعة والبيئة،مع كوا في<br />

ذات الوقت المتفوقة في تسجيل براءات الإختراع والأكثر تقدما في مجال إعادة الإستخدام وفصل الأنواع المختلفة من القمامة<br />

والفضلات.ويتطور قطاع البيئة إلى قطاع كبير في الإقتصاد الألماني،وهو اليوم المحرك الأساسي في سوق العمل.‏<br />

2030<br />

2005<br />

والجدول رقم<br />

وصناعة السيارات.‏<br />

يمثل وضع حجم الأعمال في سنة<br />

وفي سنة<br />

في قطاع تقنيات البيئة بالمقارنة ببناء الآلات<br />

(01)<br />

1500<br />

كما قامت شركة الإستشارات باستطلاع شمل مايقرب من شركة تعمل جميعها في مجال تقنيات البيئة،وقامت بتحليل<br />

الدراسات المختلفة،والنتيجة المفرحة لهذه الجهود"التقنية الخضراء المصنعة في ألمانيا"تسهم في خلق فرص عمل جديدة.وفي العام<br />

سيكون عدد العاملين في هذا القطاع أكبر من العاملين في قطاع بناء الآلات أو صناعة السيارات.‏<br />

وعلى الصعيد العالمي فإن ألمانيا تحتل مركز الصدارة،وهذا حسب مايبينه الجدول رقم<br />

.(02)<br />

2020<br />

-2<br />

-1.2<br />

مصادر الطاقة المتجددة في ألمانيا:‏<br />

بعد تسليط الضوء على مكانة الصناعة الألمانية القائمة على البيئة في الإقتصاد الألماني والإقتصاد العالمي،سيتم تناول في مايلي<br />

بصفة خاصة مصادر الطاقة المتجددة.‏<br />

الطاقة الشمسية:‏ تمطر السماء في ألمانيا على مدار العام،وتحجب السحب السماء نحو ثلثي ساعات النهار،غير أن ألمانيا<br />

استطاعت أن تصبح أكبر مولد للطاقة الكهربائية من ضوء الشمس في العالم.‏ فقد بزغ في ألمانيا قطاع صناعي جديد واعد للمستقبل<br />

هو قطاع الصناعة تقنيات الطاقة الشمسية،وأيضا بفضل قانون مصادر الطاقة المتجددة يحقق هذا القطاع معدلات نمو هائلة<br />

منذ بضع سنوات.وقد تزايد حجم أعمال التقنيات الشمسية الألمانية خلال سنوات قليلة من حوالي 450 مليون يورو إلى مايقرب من<br />

مليار يورو.ووصل عدد العاملين بشكل مباشر أوغير مباشر في هذا القطاع إلى مايزيد عن إنسان.‏ ويزداد باستمرار<br />

عدد الأسر الأمانية التي تسعى إلى تأمين حاجتها من الطاقة عن طريق مجمعات شمسية وخلايا الطاقة الضوئية،هذا ما تؤكده دراسة<br />

أعدت مؤخرا حول استهلاك المنازل الخاصة للطاقة،قام بإعدادها معهد الراين وفيستفاليا لأبحاث الإقتصاد في مدينة إسن<br />

24<br />

RWI<br />

50000<br />

(EEG)<br />

4.9<br />

- 2<strong>06</strong> -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

20<strong>06</strong><br />

ومعهد استطلاعات الرأي،بتكليف من وزارة الإقتصاد الألمانية،ففي سنة كان هناك في ألمانيا<br />

وجاهز،ويتم في هذه امعات تسخين الماء،وتأمين التدفئة المطلوبة لحوالي % 5 من المنازل الألمانية المسكونة<br />

800000<br />

25<br />

.<br />

-2.2<br />

مجمع شمسي مركب<br />

طاقة الرياح:‏ في الربع الأول من عام ‎2007‎‏،حققت طاقة الرياح في ألمانيا رقما قياسيا جديدا،‏ فمحطات توليد الكهرباء<br />

العاملة بطاقة الرياح والتي تضم وحدة ساهمت في تغذية الشبكة العامة بمقدار مليار كيلوواط ساعي من التيار<br />

الكهربائي،وتعادل هذه الكمية نصف ماقامت هذه المحطات بتوليده من طاقة خلال مجمل العام ورغم هذا النجاح يعود<br />

جزئيا إلى كمية الرياح الكبيرة التي شهدها شهر يناير،فإن هذه الأرقام تشكل خير دليل على الدور الكبير لطاقة الرياح في مزيج<br />

مصادر الطاقة الحديث في ألمانيا<br />

15<br />

20<strong>06</strong><br />

19000<br />

.<br />

26<br />

وبفضل قانون دعم الإستثمار في مجالات مصادر الطاقة المتجددة الذي بدأ تطبيقه في سنة<br />

سابقا،تمت في ألمانيا حتى اليوم إقامت محطات إنتاج الطاقة العاملة بالرياح باستطاعة تصل إلى<br />

سوق في العالم في طاقة الرياح حسب مايوضحه الجدول رقم<br />

2000<br />

21000<br />

(EEG)<br />

.(03)<br />

-3.2<br />

كما أشرنا إلى ذلك<br />

ميغا واط.‏ وتعتبر ألمانيا أكبر<br />

طاقة الكتلة الحيوية:‏ في سنة تم إنتاج كمية من الطاقة الكهربائية تعادل مليار كيلوواط ساعي اعتمادا على<br />

الكتلة الحيوية،منها مليار بالإعتماد على الخشب فقط وأكثر من مليار من الغاز العضوي ‏(البيولوجي)،وحوالي مليار من زيت<br />

النباتات،وقد بلغت مساهمة الكتلة الحيوية في إنتاج الطاقة الكهربائية من المصادر المختلفة حوالي ومن التطورات المهمة في سنة<br />

كانت زيادة الإعتماد على الغاز العضوي الذي ساهم في توليد طاقة بمقدار مليار كيلوواط ساعي مقارنة بكمية<br />

مليار كيلوواط ساعي في العام الذي سبق<br />

2.8<br />

% 3<br />

17<br />

0.4<br />

5<br />

20<strong>06</strong><br />

.<br />

27<br />

10<br />

20<strong>06</strong><br />

‎4.2‎‏-الطاقة الجوفية:‏ وصلت حصة ألمانيا من الطاقة الجوفية في عام بين مصادر الطاقة غير الضارة بالبيئة فقط،ولكن<br />

بفضل تقنيات الحفر الجديدة،مثل تلك القائمة في ‏"دورار"،يتوقع الخبراء معدلات نمو مرتفعة لهذا المصدر من الطاقة،أيضا هنا في ألمانيا<br />

وعلى بعد كيلومترا من"دورار"شرعت في منطقة ‏"لانداو"أول محطة عاملة بطاقة جوف الأرض بالعمل ودخلت شبكة<br />

الخدمة،وهي تنتج اليوم التدفئة والطاقة الكهربائية في ذات الوقت،فمنذ أواخر يتم تزويد أسرة بالطاقة الكهربائية<br />

وحوالي أسرة بطاقة التدفئة،وذلك دون أية غازات عادمة،وحسب وزارة البيئة الألمانية يوجد الآن خطط جاهزة لبناء حوالي<br />

محطة طاقة عاملة بطاقة جوف الأرض<br />

% 1<br />

6000<br />

2007<br />

20<strong>06</strong><br />

.<br />

28<br />

360<br />

300<br />

150<br />

‎3‎‏-عوامل ازدهار الطاقة المتجددة في ألمانيا:‏<br />

لاشك في أن ازدهار الطاقة المتجددة في ألمانيا لم يأت من فراغ كما لم يكن وليد الصدفة،بل من خلال توافر العديد من<br />

العوامل،ولعل أهمها:‏<br />

قانون مصادر الطاقة المتجددة في ألمانيا:‏ دخل قانون مصادر الطاقة المتجددة حيز التطبيق في الأول أفريل<br />

‎2000‎‏،وهو ينظم استخدام ودعم الطاقة الكهربائية المولدة من مصادر الطاقة المتجددة حصرا،ويقوم القانون على ضمان حد أدنى<br />

من الأسعار يتوجب على الشركة التي تقوم بنقل وتسويق الكهرباء دفعه لمنتج الطاقة الكهربائية ويتم تقسيم التكاليف على القطاع<br />

المترلي والشركات وتتضمن مصادر الطاقة المتجددة:قوة المياه،وطاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة جوف الأرض والكتلة الحيوية.‏<br />

(EEG)<br />

-1.3<br />

ويهدف القانون إلى التصدي للتغيرات المناخية والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.‏ ورفع نسبة مساهمة مصادر الطاقة<br />

المتجددة حتى عام إلى كحد أدنى،وإلى في العام ‎2020‎‏،ولكن التوسع في استخدام مصادر الطاقة<br />

المتجددة في ألمانيا يحقق نمو أكبر من المتوقع.ففي مجال توليد الكهرباء وصلت مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في العام إلى<br />

20<strong>06</strong><br />

% 20<br />

% 12.5<br />

2010<br />

- 207 -


________________________________________________________________________________________<br />

أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة<br />

40<br />

‏%وذا 11.8 يمكن في عام 2007 تجاوز الهدف الموضوع أساسا لعام 2010 وقد بين القانون على أنه وسيلة ناجحة ومادة مهمة<br />

‏.كما يعطي القانون حوافز نقدية لمن يقدمون مصادر للطاقة<br />

دولة حتى الآن قوانين مشاة للتصدير،حيث تبنت أكثر من المتجددة.‏<br />

29<br />

144<br />

:<br />

30<br />

-3.2<br />

الإهتمام بالبحث العلمي في مجال الطاقة المتجددة:‏<br />

تحتوي مؤسسات التعليم العالي الألمانية اليوم تخصصا حول طاقة الرياح وتقنيات الطاقة الشمسية والطاقة<br />

الحيوية...،وتتوجه العديد من برامج الماجستير بشكل خاص إلى الدارسين الأجانب لتلبية متطلبام و آمالهم.‏ ومن الجامعات والمعاهد<br />

المختصة في ميدان الطاقة المتجددة نجد<br />

جامعة ألدنبورغ ‏(الطاقة المتجددة):‏<br />

باللغة الإنكليزية وتستمر 16 شهرا.‏<br />

دراسة عليا دولية موجهة بشكل رئيسيي للخريجين من الدول النامية تتم<br />

<br />

المعهد العالي التخصصي بوخوم ‏(أنظمة الطاقة الجوفية):‏ التزود بالطاقة في المستقبل يعتد أيضا على طاقة جوف<br />

الأرض ‏(الطاقة الجوفية)،يتيح المعهد العالي التخصصي ومركز الطاقة الجوفية في بوخوم التخصص الأكاديمي في<br />

هذا اال وهو عبارة عن دراسة لأنظمة الطاقة الجوفية فريدة من نوعها في أوربا لنيل شهادة الماجستير موجهة<br />

للمهندسين والمختصين في علوم الطبيعة.‏<br />

جامعة كاسل ‏(الطاقات المتجددة/فعالية الطاقة):‏ تتم ا دراسة الماجستير متعددة الجوانب مما يمكن الخريجين<br />

خلال ثلاثة فصول دراسية التعمق في تقنيات الطاقة المتجددة وفي رفع فعالية وكفاء استخدام الطاقة.‏<br />

آخن ‏(اقتصاد الطاقة):‏ تنطلق دراسة الماجستير الجديدة ‏"اقتصاد الطاقة"هذه في<br />

أيار/‏ مايو في مدينة إسن،وهي تقدم للمهندسين والحقوقيين والإقتصاديين شهادة تخرج مزدوجة:حيث<br />

يتم الحصول على الماجستير من كل من الجامعة المتميزة آخن(حسب تصنيف مبادرة التميز).ومن<br />

جامعة مونستر.‏<br />

IRWTH<br />

:<br />

IRWTH جامعة مونستر/معهد <br />

2008<br />

جامعة فرايبورغ(الإدارة البيئية)‏ دراسة ماجستير باللغة الإنكليزية تم بتعقيدات وتداخلات الأسواق ودور<br />

الدولة واتمع في حل مشكلات البيئة،وهي موجهة للخريجين الجامعيين من شتى أنحاء العالم.وتعتبر فرايبورغ من<br />

السباقين في العالم في هذا التخصص.‏<br />

‎4‎‏-الطاقة المتجددة وحماية البيئة في ألمانيا:‏<br />

تخوض ألمانيا سباقا مع الزمن لحماية الطبيعة،ويقول خبراء في برلين أن الحكومة الألمانية التزمت بتخفيض معدل غازات ثاني أكسيد<br />

الفحم حتى موعد أقصاه عام بنسبة 25 ‏%،الأمر الذي وافق عليه القطاع الإقتصادي،كما التزم القطاع الصناعي الألماني<br />

بخفض غازات ثاني أكسيد الفحم بنسبة في حين التزمت الصناعات الكيميائية والورقية بنسبة تصل إلى تقريبا<br />

ويقول خبير شؤون الطاقة الألماني"كارل تسافادتسكي"‏ أن الحكومة الألمانية تسعى لحل هذه المشكلات باللجوء إلى الطاقة<br />

المتجددة،حيث أن إنتاج الطاقة الكهربائية يتم نصفها تقريبا عن طريق محطات الطاقة المائية،أما النصف الآخر فيتم إنتاجه عن طريق<br />

إحراق الخشب والقمامة والطين،بالإضافة إلى الغاز المستخرج من مقالب القمامة والمخلفات،وعن طريق طاقة الرياح وامعات<br />

الشمسية والخلايا الضوئية والطاقة الحرارية.وذكر أنه يتم إنتاج الطاقة الكهربائية اللازمة لشبكة الكهرباء العالية عن طريق السدود<br />

المائية الكبيرة،بينما تغطي معظم المساكن احتياجاا من الطاقة عن طريق امعات الشمسية.وقال أنه عندما تقوم المؤسسات والمنازل<br />

بانتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بكميات تزيد عن حاجتها سواء أكان ذلك بواسطة طواحين الرياح أوالعجلات المائية<br />

.<br />

31<br />

% 23<br />

% 20<br />

2005<br />

- 208 -


__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

أوالأشعة الشمسية،فإن مؤسسات توزيع الكهرباء ملزمة قانونيا بشراء هذه الطاقة الزائدة وبسعر لا يعادل فقط نسبة توفير مواد<br />

32<br />

الإحتراق لدى محطات إنتاج الطاقة الكهربائية.‏<br />

وتشير التقديرات إلى أنه بالإمكان وعلى المدى البعيد إعداد نصف كميات الكهرباء المتوفرة في شبكات الطاقة الألمانية عن طريق<br />

الطاقات المتجددة،أي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والطاقة العضوية والحرارية والحرارة المحيط،وتبذل المؤسسات الألمانية<br />

المعنية جهودا كبيرة لتحقيق خطوات متقدمة في هذا اال.ونتيجة لذلك يتوقع الخبير ‏"تسافادتسكي"‏ أن يتم تخفيض غازات ثاني<br />

أكسيد الفحم عن طريق تحسين استخدام الطاقة إلى جانب انتاج الكهرباء عن طريق مصادر الطاقة المتجددة.‏<br />

وأظهرت بيانات نشرها اتحاد منتجي الطاقة المتجددة في ألمانيا أن استخدام الطاقة المتجددة في هذا البلد سيرتفع بصورة<br />

أكبر خلال هذا العام بعد أن بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق في العام الماضي ‎20<strong>06</strong>‎‏.وأشارت البيانات التي نشرها الاتحاد بأن<br />

نصيب الطاقة المتجددة شكل خلال العام الماضي ما يناهز من إجمالي استهلاك الطاقة في ألمانيا التي تعد أكبر اقتصاد<br />

أوروبي.وكانت حصة هذه الطاقة قد مثلت في العام نسبة من إجمالي استهلاك الطاقة ‏.وهذا مايؤدي إلى تقليص<br />

الإعتماد على الطاقة التقليدية ذات الأثر السيء على البيئة،في المقابل زيادة الإعتماد على الطاقة المتجددة النظيفة.‏<br />

الخلاصة:‏ نتائج البحث يمكن إجمالها في:‏<br />

33<br />

% 7.7<br />

% 6.8 2005<br />

-1<br />

-2<br />

للطاقة المتجددة أهمية بالغة في حماية البيئة،باعتبارها طاقة نظيفة غير ملوثة،كما يتم التوسع في استخدامها،وبالتالي<br />

التقليص من استخدام مصادر الطاقة التقليدية ‏(المعروفة بأثرها السيء على البيئة بالنظر لما تخلفه من تلوث)‏ خاصة وأن<br />

كلفة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة آخذة في النقصان،‏ ومنه إمكانية تحقيق التنمية المستدامة.‏<br />

تشهد ألمانيا إزدهارا كبيرا في مجال الطاقة المتجددة ويرجع هذا إلى دخول قانون مصادر الطاقة المتجددة<br />

حيز التطبيق في الأول أفريل ‎2000‎‏،وأهم مايميز هذا القانون هو أنه خاص فقط بالطاقة المتجددة،‏ ويهدف القانون إلى<br />

التصدي للتغيرات المناخية والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري،ويحوي في طياته حوافز نقدية لمن يقدمون مصادر<br />

للطاقة المتجددة.وإلى الإهتمام بالبحث العلمي في مجال الطاقة المتجددة.‏<br />

(EEG)<br />

-3<br />

في ظل تعقد مشكلة البيئة في ألمانيا،تسعى الحكومة الألمانية لحل هذه المشكلات باللجوء إلى الطاقة المتجددة<br />

خصوصا كما ذكرنا سابقا أن ألمانيا تشهد إزدهارا كبيرا في مجال الطاقة المتجددة ومنه التقليل من استخدام الطاقة<br />

التقليدية والحد من انبعاثات الغازات الضارة من أكسيد الكربون والنيتروجين والكبريت.‏<br />

الجداول :<br />

: (01)<br />

الجدول رقم وضع حجم الأعمال في سنة 2005 وفي سنة 2030<br />

في قطاع تقنيات البيئة بالمقارنة ببناء الآلات وصناعة السيارات.‏<br />

الوحدة ‏(مليار يورو)‏<br />

القطاع بناء الآلات صناعة السيارات تقنيات البيئة<br />

150<br />

1000<br />

280<br />

570<br />

170<br />

290<br />

2005<br />

2030<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحثين إعتمادا على<br />

:<br />

غيورك ميك،مرجع سبق ذكره ‏،ص‎41‎‏.‏<br />

- 209 -


ص،‏<br />

ف-‏<br />

ف-‏<br />

________________________________________________________________________________________<br />

أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة<br />

5<br />

10<br />

30<br />

%<br />

الجدول رقم ‏(‏‎02‎‏):حصة ألمانيا من الأسواق العالمية في مجالات تقنيات البيئة المختلفة كنسبة مئوية.‏<br />

اقتصاد الدورة<br />

الكاملة القمامة:‏<br />

إعادة الإستخدام<br />

النقل<br />

المستديم<br />

إقتصا د<br />

الماء المستديم<br />

الموارد الطبيعية<br />

وفعالية الموارد<br />

فعالية<br />

الطاقة<br />

توليد<br />

الطاقة<br />

البيان<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحثين إعتمادا على<br />

25<br />

20<br />

5<br />

:<br />

غيورك ميك،مرجع سبق ذكره ‏،ص‎42‎‏.‏<br />

الهوامش والمراجع:‏<br />

الجدول رقم ‏(‏‎03‎‏)ألمانيا ‏:"الريادة العالمية في طاقة الرياح"‏ سنة 2007.<br />

ألمانيا الولايات اسبانيا الهند الصين<br />

الدول<br />

المتحدة<br />

استطاعة المحطات الإجمالية<br />

المركبة ‏(ميغاواط)‏<br />

المصدر:‏ من إعداد الباحثين إعتمادا على مارتين أورت،مرجع سبق ذكره،ص 45.<br />

6050<br />

8000<br />

151145<br />

16818<br />

:<br />

22248<br />

2<br />

1<br />

- إبراهيم رماني،"مختارات من خطب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ‎2003-1999‎‏"،منشوراتANEP‏،الجزائر ، ‎20<strong>06</strong>‎‏،ص ص 307-3<strong>06</strong>.<br />

-<br />

29،(07)<br />

عبد االله عبد القادر نصير،البيئة والتنمية المستدامة التكامل الإستراتيجي للعمل الخيري،‏ مركز التميز للمنظمات غير الحكومية،‏ أبحاث ودراسات،عدد<br />

يوليو 2002، تاريخ التصفح:‏‎2008/8/12‎‏،‏ العنوان الإلكتروني:‏<br />

www.ngoce.org/content/nseer.doc<br />

-<br />

3<br />

غول فرحات،"أثر الإهتمام بالبيئة والعمل بالمواصفات العالمية للبيئة(‏‎14000‎ (ISO على تنافسية المؤسسات"،‏ جديد<br />

الجمعية الوطنية للإقتصاديين الجزائريين ، الجزائر،ديسمبر ‎2007‎‏،ص 150.<br />

الإقتصاد،العدد 02،<br />

.123<br />

5<br />

-<br />

4<br />

- خالد كواش،"السياحة والأبعاد البيئية"،‏ جديد الإقتصاد،العدد 02، الجمعية الوطنية للإقتصاديين الجزائريين،‏ الجزائر،‏ ديسمبر 2007<br />

نفس المرجع،‏ ص.ص 126-125.<br />

‏.دوجلاس موسشيت،"مبادئ التنمية المستدامة"،ترجمة اء شاهين،الدار الدولية للإستثمارات الثقافية ش.م.م،القاهرة،‏ ‎2000‎‏،ص 17.<br />

6<br />

-<br />

7<br />

ابراهيم سليمان مهنا،التحضر وهيمنة المدن الرئيسية في الدول العربية:أبعاد وآثار على التنمية المستدامة،دراسات<br />

للدراسات والبحوث الإستراتيجية،العدد‎44‎<br />

إقتصادية،مركز الإمارات<br />

‏،‏‎2000‎‏،ص 22.<br />

‏.دوجلاس موسشيت،مرجع سبق ذكره،ص 17.<br />

8<br />

9<br />

- السيد شوقي السيد،"بحث عن الطاقة المتجددة"،تاريخ التصفح:‏‎2008/8/12‎‏،‏ العنوان الإلكتروني:‏<br />

www.netfirms.com/domain-names<br />

.17<br />

10<br />

12<br />

‏-زرزور ابراهيم،‏ ‏"المسألة البيئية والتنمية المستدامة"،الملتقى الوطني حول اقتصاد البيئة والتنمية المستدامة،معهد علوم التسيير،المركز الجامعي<br />

بالمدية،‏‎20<strong>06</strong>-7-6‎ ص،‏<br />

11<br />

‏-هاني عبيد،"الإنسان والبيئة:منظومات الطاقة والبيئة والسكان"،دارالشروق،عمان ‏،‏‎2000‎‏،ص 205.<br />

-<br />

www.usinfo.state.gov/ar/home/p<br />

مايكل إكهارت،"الطاقة المتجددة:التطلع نحو طاقة لاتنضب"،تاريخ التصفح:‏ 2008، 8/12/ العنوان الإلكتروني:‏<br />

13<br />

‏-السيد شوقي السيد،مرجع سبق ذكره.‏<br />

- 210 -


م-‏<br />

ص،‏<br />

ص،‏<br />

ص،‏<br />

ص،‏<br />

__________________________________________________________________________________________________________<br />

عدد - مجلة الباحث<br />

2008 / <strong>06</strong><br />

14<br />

- جريدة الوطن،الطاقة المتجددة،الثلاثاء‎01‎ يوليو‎2008‎‏،تاريخ التصفح:‏‎2008/8/12‎‏،العنوان الإلكتروني:‏<br />

www.egyptiangreens.com/docs/firstpage/index.php<br />

15<br />

‏-هاني عبيد،مرجع سبق ذكره،‏ ص 219.<br />

16<br />

- نفس المرجع السابق،‏ ص 220.<br />

17<br />

‏-عبد ايد قدي،‏ ‏"مدخل إلى السياسات الإقتصادية الكلية:دراسة تحليلية تقييمية"،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر،‏ ‎2005‎‏،ص 24.<br />

18<br />

‏-تقريرجديد يربط بين الطاقة المتجددة وحلول مشكلة التغيرالمناخي،تاريخ التصفح:‏‎2008/8/12‎‏،العنوان الإلكتروني:‏<br />

www.unep.org/GC/GCSS-IX/arabic/REN_arabic.doc<br />

19<br />

‏/عارف سمان،"ألمانيا تلجأ إلى الطاقة المتجددة لحل مشكلاا البيئية المعقدة"،تاريخ التصفح:‏‎2008/8/12‎‏،‏ العنوان الإلكتروني:‏<br />

www.mmsec.com/m1-eng/windeng.htm - 15k<br />

20<br />

- نفس المرجع.‏<br />

21<br />

‏-هاني عبيد،مرجع سبق ذكره،ص 2<strong>06</strong>.<br />

.115<br />

22<br />

- محمد صلاح صديق،سامح عثمان أحمد،"الموسوعة في شتى مجالات المعرفة"،عتبة الثقافة،‏ الإسكندرية ، 20<strong>06</strong><br />

.49<br />

23<br />

- غيورك ميك،"الأبطال الخضر"،مجلة ألمانيا،‏ العدد‎03‎‏،دار نشر سوسيتيس،فرانكفورت ‏،‏‎2007‎‏،ص ص‎41-40‎‏.‏<br />

24<br />

- بيرنفارد يانتسينغ،فرايبورغ مدينة الطاقة الشمسية،مجلة ألمانيا،العدد ‎02‎‏،دار النشر سوسيتس ‏،فرانكفورت،‏ 2008<br />

25<br />

‏-نفس المرجع،ص 49.<br />

26<br />

- غيورك ميك،مرجع سبق ذكره،ص 43.<br />

27<br />

- نفس المرجع،ص 44.<br />

.55<br />

28<br />

- راينر<br />

شتو مبف،"طاقة من جوف الأرض"،‏ مجلة ألمانيا،‏ العدد‎02‎‏،‏ دار النشر سوسيتس ‏،فرانكفورت<br />

29<br />

- مجلة ألمانيا،‏ مرجع سبق ذكره،‏ العدد‎03‎‏،‏ 2007، ص‎26‎‏.‏<br />

2008 ،<br />

.59<br />

30<br />

‏-مارتين أورت،‏ ‏"علينا زيادة الفعالية"،‏ مجلة ألمانيا،‏ العدد‎02‎‏،‏ دار النشر سوسيتس،‏ فرانكفورت،‏ 2008<br />

31<br />

- م/عارف سمان،مرجع سبق ذكره.‏<br />

32<br />

- نفس المرجع.‏<br />

33<br />

‏-"انتعاش كبير لقطاع الطاقة المتجددة في ألمانيا خلال العام الماضي ‏"،تاريخ التصفح:‏ 2008/8/12، العنوان الإلكتروني:‏<br />

www.dw-world.d/dw/arthcle/0,2144,2301047,00.html #headl<br />

- 211 -


Changement institutionnel et économie parallèle en Algérie : quelques enseignements __________________________________________________________<br />

Changement institutionnel et économie parallèle<br />

en Algérie : quelques enseignements.<br />

Samir BELLAL - Université KM <strong>Ouargla</strong>.<br />

Résumé : L’économie informelle constitue depuis l’indépendance, un élément fondamental du<br />

paysage économique en Algérie. Aussi, n’est-il pas étonnant de noter l’abondance de la littérature<br />

qui lui est consacrée. Le présent article se propose d’en esquisser une analyse en termes<br />

d’institutions et de régulation.<br />

Mots clé : Institution, économie informelle, régulation, régime d’accumulation.<br />

Habituellement, l’économie informelle, qui recouvre une variété d’activités aussi disparates<br />

les unes que les autres, est définie comme l’ensemble des activités économiques qui échappent au<br />

contrôle de la collectivité dans la mesure où elles ne répondent pas aux normes juridiques, sociales<br />

et fiscales définies par l’Etat. L’économie informelle est souvent dite « parallèle », « souterraine »,<br />

« marché noir », … notions qui, toutes, renvoient au caractère illégal des pratiques que celle-ci met<br />

en œuvre. De même, ces notions illustrent la prédominance de l’approche dualiste dans l’analyse<br />

du phénomène 1 .<br />

L’approche dichotomique permet, certes, de décrire le phénomène dans ses différentes<br />

manifestations. <strong>El</strong>le donne aussi libre cours à des tentatives et méthodes de quantification<br />

(l’économie parallèle étant par définition une économie dont les activités ne sont pas saisies et<br />

quantifiées par l’appareil statistique, et quand elles le sont, c’est par le recours à des techniques<br />

d’estimations). Certains, mettant l’accent sur la dimension sociologique du phénomène, voient dans<br />

l’économie parallèle le signe de l’avènement d’une société parallèle (A.Henni, 1992.b).<br />

Cependant, force est de noter que l’économie informelle pose avant tout, et au-delà de ce<br />

qui précède, la question de la régulation de l’activité économique de la société, régulation qui<br />

s’effectue au travers d’un ensemble d’institutions fondamentales.<br />

Notre propos n’a pas pour but d’effectuer une revue des travaux consacrés à la question de<br />

l’économie informelle, ni de recenser l’ensemble des activités relevant du « secteur informel »,<br />

mais de tenter de dépasser l’approche dualiste pour proposer une démarche qui place les<br />

institutions, telles que définies dans la théorie de la régulation, au centre de l’analyse.<br />

Nous commencerons par un rappel de quelques définitions sur les formes institutionnelles<br />

et leur rôle régulateur dans une économie de marché. Nous aborderons ensuite l’évolution de<br />

l’économie informelle en Algérie, en nous efforçant d’en dégager les caractéristiques<br />

fondamentales au regard des changements institutionnels qui ont eu lieu ces dernières années.<br />

1. Institutions et économie parallèle.<br />

Qu’est ce qu’une institution ? Commons, l’un des fondateurs de l’approche<br />

institutionnaliste, la définit comme l’action collective qui maîtrise, qui libère et qui élargit l’action<br />

individuelle (Colin J.P, 1990). Cette action collective se manifeste par des règles, des lois, des<br />

codes… et a pour objet les rapports sociaux qui se nouent entre les différents acteurs économiques<br />

à l’occasion de l’activité économique de production et de répartition. La forme institutionnelle<br />

apparaît ainsi comme la codification d’un ou plusieurs rapports sociaux fondamentaux (Boyer,<br />

2003).<br />

Dans la théorie de la régulation, on distingue habituellement cinq grandes institutions, ou<br />

formes institutionnelles, qui, ensemble, jouent un rôle premier dans l’émergence et la viabilité<br />

d’un modèle d’accumulation. Il s’agit du rapport salarial, la monnaie, les formes de la concurrence,<br />

2


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

le mode d’insertion internationale et l’Etat. Dans chacune des ces formes institutionnelles, des<br />

logiques sont à l’œuvre. Ainsi, la formation du salaire et de la productivité relève de la<br />

configuration du rapport salarial, le crédit et l’intérêt renvoient à la nature du régime monétaire, la<br />

formation des prix et des profits dépendent dans une large mesure de la forme de la concurrence sur<br />

les différents marchés, le taux de change et la structure du commerce extérieur illustrent le mode<br />

d’insertion internationale de l’économie nationale ; enfin, l’évolution des dépenses et recettes<br />

publiques cristallisent des compromis institutionnalisés qui ont pour lieu l’Etat.<br />

Du point de vue de la théorie de la régulation, l’économie informelle pourrait donc être<br />

définie comme l’ensemble des activités économiques qui mettent en œuvre des pratiques (et donc<br />

des rapports sociaux) qui échappent à la codification . L’existence d’une économie informelle<br />

signifie l’incapacité des institutions en place à intégrer certaines activités en les insérant dans la<br />

logique d’ensemble qui les unit, à savoir l’entretien et le maintien d’une dynamique viable<br />

d’accumulation.<br />

La problématique de l’économie informelle ne saurait donc être formulée indépendamment<br />

de la question de la nécessité d’assurer la viabilité d’un régime d’accumulation. Très souvent,<br />

l’économie informelle a donné lieu à des analyses qui, pour avoir relégué au second plan cette<br />

préoccupation, ont versé dans le juridisme, ou débouché sur des problématiques relevant<br />

davantage du Droit que de l’Economie. Pour l’économiste, la question n’est pas tant de savoir si<br />

telle ou telle pratique est légale ou illégale, mais bien de savoir si les institutions en place (ou à<br />

mettre en place) sont à même de soutenir et « piloter » un régime d’accumulation efficient et<br />

viable.<br />

Il y a lieu de remarquer à ce propos que les institutions économiques, même les plus<br />

essentielles d’entre elles, n’ont pas toujours pour origine ou principe une logique exclusivement<br />

économique. En effet, les formes institutionnelles émergent des conflits sociaux et doivent, le plus<br />

souvent, passer par la sphère politique pour avoir un impact sur la dynamique économique.<br />

L’existence d’un espace de délibération (politique) est nécessaire pour qu’apparaissent les plus<br />

simples des institutions économiques. A contrario, les institutions fondées exclusivement sur un<br />

principe politique ne sont pas, elles aussi, de nature à favoriser la dynamique économique.<br />

L’expérience algérienne est très significative à cet égard. C’est ce que nous nous<br />

efforcerons de mettre en évidence dans ce qui suit.<br />

2. L’économie informelle en Algérie : évolution et caractéristiques.<br />

L’économie informelle a toujours fait partie du paysage socio-économique en Algérie.<br />

Aussi bien durant la phase volontariste de la politique de développement que durant la période de<br />

libéralisation qui a suivi, les pratiques économiques informelles ont toujours proliféré, et à grande<br />

échelle, mais leurs manifestations, ainsi que leurs effets, connaissent une évolution dictée par<br />

l’évolution des formes institutionnelles citées précédemment.<br />

2.1. L’économie informelle durant la phase « volontariste ».<br />

Beaucoup de travaux ont été consacrés à l’analyse des dysfonctionnements qui ont<br />

caractérisé la politique de développement dans sa phase « volontariste ». La principale<br />

caractéristique du volontarisme économique, à l’œuvre durant les décennies 70 et 80, était son<br />

refus politique de la régulation par l’économique (L.Addi, 1990). Dans les faits, la volonté<br />

subjective de l’Etat s’est toujours substituée, sans réciprocité, aux lois du marché (R.Boudjema,<br />

1990). Ainsi, pour ne prendre que quelques exemples, l’Etat est celui qui fixe les prix, les salaires,<br />

le taux d’intérêt, le taux de change. Il exerce une tutelle directe sur un vaste ensemble d’entreprises<br />

structurellement déficitaires et pratique un monopole quasi-absolu sur les activités de commerce<br />

extérieur, de même qu’il s’est assujetti l’ensemble du système bancaire. Limité strictement à<br />

certaines activités liées notamment à la distribution, le champ d’action du secteur privé est<br />

3


Changement institutionnel et économie parallèle en Algérie : quelques enseignements __________________________________________________________<br />

lourdement handicapé par toute sortes de réglementations administratives, notamment en matière<br />

d’accès aux facteurs de production, au crédit…<br />

Dans ce contexte, il n’est pas étonnant que l’économie informelle soit omniprésente. Bien<br />

qu’il soit difficile, même sur un plan strictement économique, de construire un schéma explicatif<br />

des causes l’ayant engendrée, il semble que la volonté politique de geler les mécanismes de<br />

régulation par le marché, et donc par les prix, est, en « dernière instance », le facteur essentiel.<br />

De par ses effets sur l’activité économique en général et la dynamique d’accumulation du<br />

capital en particulier, la manipulation du système de prix dans une logique administrative apparaît<br />

comme la principale caractéristique de la politique de développement économique dans sa phase<br />

volontariste 2 .<br />

Schématiquement, le blocage des prix se traduit par une série de manifestations que l’on<br />

peut regrouper selon que les inefficiences engendrées affectent les mécanismes d’allocation des<br />

ressources, la régulation des échanges et la répartition du revenu national.<br />

La liste qui va suivre ne prétend pas, il va sans dire, être exhaustive. <strong>El</strong>le vise simplement à<br />

mettre en évidence l’apparition d’un certain nombre de distorsions économiques se traduisant par<br />

une déperdition de ressources productives.<br />

Outre le « gel » des mécanismes d’allocation optimale des ressources, la manipulation du<br />

système de prix dans une logique administrative a eu pour effet de provoquer un éclatement<br />

progressif, mais inexorable, de l’espace économique en un « marché » officiel et un marché<br />

parallèle.<br />

L’apparition d’une économie parallèle de distribution est, en effet, étroitement liée aux<br />

deux facteurs suivants :<br />

1. L’existence des prix administrés rigides qui ne permettent pas d’assurer l’équilibre entre la<br />

production et la demande solvable ;<br />

2. L’existence d’une demande solvable supérieure à la valeur administrée de l’offre ou, autrement<br />

dit, l’existence de revenus dont l’origine n’est pas une production de biens et services. La source<br />

de ce déséquilibre provient donc d’une demande en inadéquation avec l’offre. Ce qui signifie que<br />

le système administré des prix des facteurs de la production est, en réalité, à l’origine de ces<br />

perturbations 3 .<br />

L’éclatement de l’espace économique en un « marché » officiel et un marché parallèle se<br />

manifeste par l’existence de doubles prix : administrés et libres. Ce qui veut dire que l’argent -<br />

expression du caractère social homogène de la valeur - se trouve dans un rapport différent aux<br />

mêmes marchandises, perdant de ce fait son statut d’équivalent général.<br />

En réutilisant à une autre valeur la monnaie émise par la Banque Centrale, l’économie<br />

parallèle de distribution va donc fonctionner sur la base de sa propre émission monétaire<br />

(A.Henni, 1987).<br />

Les prix remplissent aussi une fonction distributive. Cette fonction pose les conditions du<br />

partage du surplus, à travers le réseau des relations de prix, entre par exemple :<br />

- le département des biens de production et le département des biens de consommation ;<br />

- le secteur public et le secteur privé ;<br />

- le secteur de la production et le secteur de la distribution ;<br />

- le travail et le capital ; …<br />

Le surplus ainsi réparti est de nouveau utilisé entre les différents emplois alternatifs, ce qui<br />

boucle le cycle de reproduction et entame en même temps un nouveau cycle.<br />

4


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

Le mécanisme administratif de formation des prix évoqué précédemment est à l’origine<br />

d’un processus de concentration des revenus dans le secteur privé. Explicitons brièvement le<br />

déroulement de ce processus.<br />

Dans le secteur d’Etat, les revenus distribués et la productivité sont en total décalage. Ce<br />

décalage a pour effet un déséquilibre entre la production et la demande. Dans les faits, ce<br />

déséquilibre se résorbe ex-post de plusieurs manières, dont :<br />

- le recours à l’importation ;<br />

- une hausse des prix à la consommation sur le marché officiel ;<br />

- l’écoulement d’une partie de la production sur le marché parallèle ;<br />

- la thésaurisation.<br />

Schématiquement, on se retrouve donc dans une situation où le secteur d’Etat distribue des<br />

revenus de manière disproportionnée à sa productivité. Le déséquilibre entre la production et la<br />

demande fait que ces revenus, loin de soutenir le pouvoir d’achat des salariés, sont « pompés » par<br />

le secteur privé à travers des augmentations de prix ou le marché noir et ce, d’autant que le secteur<br />

privé est essentiellement présent dans des activités directement liées à la consommation finale 4 .<br />

La présence du secteur privé dans ce type d’activité obéit à une logique marchande. En<br />

effet, une telle présence lui permet de tirer profit pour ses inputs des rigidités du système de prix à<br />

la production du secteur d’Etat ainsi que du taux de change. <strong>El</strong>le lui permet également de tirer<br />

profit du prix de l’output en suivant les tendances du marché parallèle (S.Ighilahriz, 1991).<br />

Outre qu’il permet au secteur privé -industriel et commercial- de réaliser des marges<br />

importantes, le déséquilibre sur le marché des biens et services est à l’origine d’un secteur<br />

informel. Ce dernier génère, à l’instar du secteur privé « légal », d’importants revenus.<br />

Entretenue par une émission monétaire en disproportion avec la PIB, cette situation<br />

provoque une concentration des revenus de plus en plus forte. Face au resserrement de l’offre de<br />

biens d’équipement et de la consommation finale, cette épargne fait souvent l’objet de divers<br />

placements : immobilier, équipements durables, placements à l’étranger…etc.<br />

L’économie parallèle de distribution présente cette caractéristique essentielle que,<br />

contrairement à l’économie parallèle de production (dite aussi « souterraine ») qui ajoute de la<br />

valeur, elle ne consiste qu’en un transfert de valeur entre deux marchés dans une même économie.<br />

N’ajoutant aucune valeur, elle se nourrit de rentes spéculatives, favorisées par une émission<br />

monétaire sans rapport avec la production et un système de prix en décalage avec les nécessités de<br />

l’échange marchand.<br />

2.2. L’économie informelle à l’épreuve du marché.<br />

Par rapport au schéma décrit précédemment, il semble que la libération des prix et la levée<br />

du monopole de l’Etat sur le commerce extérieur expliquent pour beaucoup les changements qui<br />

ont lieu dans l’économie informelle. En permettant de mettre fin aux déséquilibres structurels qui<br />

caractérisaient le marché des biens et services et en favorisant les mécanismes d’ajustement par les<br />

prix, la réforme des prix et du commerce extérieur ont asséché les sources à l’origine des rentes<br />

spéculatives dans la distribution, bien que cela, il convient de le signaler, s’est traduit par une<br />

compression drastique de la demande intérieure.<br />

Il n’est pas dans notre propos de revenir en détail sur l’ensemble des transformations<br />

institutionnelles qui ont marqué la transition à l’économie de marché. Néanmoins, un bref aperçu<br />

s’avère un passage obligé si l’on veut, par-delà les effets sociaux de la réforme, saisir la portée des<br />

changements qu’elles ont entraîné au sein de l’économie informelle, changements qui illustrent, on<br />

ne peut mieux, le passage à un nouveau mode de régulation, mais aussi la difficulté, dans un tel<br />

contexte, pour les nouvelles institutions à jouer le rôle « d’instituteur » du marché, dans les deux<br />

sens du terme.<br />

5


Changement institutionnel et économie parallèle en Algérie : quelques enseignements __________________________________________________________<br />

D’aucuns aujourd’hui considèrent que la réforme a véritablement commencé avec<br />

l’abandon progressif de la politique volontariste en matière des prix. Cette mesure, imposée par la<br />

conjoncture et techniquement facile à mettre en œuvre, ouvre la voie à d’autres : levée du<br />

monopole de l’Etat sur le commerce extérieur ; réforme monétaire allant dans le sens d’une<br />

réhabilitation du rôle de la Banque centrale, notamment en matière de crédit et d’intérêt ; une<br />

nouvelle législation de travail instituant le principe de contrat ; baisse du taux de change de la<br />

monnaie nationale à un niveau à même de soutenir la balance des paiements ( le discours officiel de<br />

la réforme parle tantôt de dévaluation, tantôt de dépréciation), modification de l’échelle des<br />

priorités dans les dépenses publiques (coupes drastiques dans les dépenses sociales, remise en<br />

question du financement automatique des déficits des entreprises publiques…). Cette liste n’est<br />

pas exhaustive puisque l’ensemble de ces mesures se rapportent, il convient de le signaler, aux<br />

seules institutions économiques habituellement mises en avant par la théorie de la régulation 5 . Ces<br />

dernières se structurent selon une forme combinatoire spécifique, selon les principes de hiérarchie 6<br />

et de complémentarité 7 , en vue de l’émergence d’un régime d’accumulation.<br />

Avec l’amorce du passage à la régulation par le marché, le phénomène de l’économie<br />

informelle se modifie dans ses manifestations et prend de nouvelles formes. Fraude et évasion<br />

fiscales, corruption, détournement de fonds… n’en sont que les traits dominants. La<br />

déréglementation du commerce extérieur et la convertibilité commerciale de la monnaie a favorisé<br />

l’apparition de ces pratiques informelles nouvelles.<br />

Force est de constater aujourd’hui que la politique d’ajustement structurel n’a pas réduit le<br />

dynamisme de l’économie informelle. Au contraire, l’ouverture sur l’extérieur a donné lieu à de<br />

nouvelles pratiques informelles, de même que les mesures d’ajustement (licenciements, libération<br />

des prix, fermeture d’entreprises, précarité de la situation de l’emploi…) a entraîné le<br />

développement des activités de survie.<br />

3. Quelques enseignements.<br />

L’analyse de l’évolution de l’économie parallèle en Algérie permet de formuler les<br />

remarques suivantes :<br />

- La persistance de l’économie informelle traduit la difficulté à mettre en place les institutions qui<br />

accompagnent toute économie de marché ;<br />

- La deuxième observation est que, contrairement à ce que l’on pourrait penser, une économie de<br />

marché nécessite un Etat fort dans ses prérogatives liées à la réglementation et au respect des<br />

normes techniques ;<br />

- Mais par-delà la question de la légalité, les pratiques informelles posent la question de leur<br />

insertion dans une logique d’efficacité productive. L’ouverture opérée ces dernières années semble<br />

avoir produit une réallocation des ressources du secteur informel vers des activités productives,<br />

alors qu’elles étaient affectées, du temps de l’économie administrée, vers des activités liées à la<br />

distribution. Le passage d’une économie parallèle dans la distribution à une économie parallèle<br />

dans la production présente au moins l’avantage de favoriser des activités productives (créatrices<br />

de richesses), car contrairement à ce qui se passe dans la première, dans l’économie parallèle de la<br />

production, il y a création de la valeur.<br />

Ceci nous amène à nous demander finalement si l’ouverture économique n’a pas eu pour<br />

effet de maintenir les pratiques informelles dans une logique d’accaparement de la rente, bien que<br />

les modalités pratiques aient beaucoup changé. Il serait peut être plus opportun de parler de<br />

changement dans les modalités d’appropriation de la rente, dans le sens d’une plus grande<br />

démocratisation de l’accès à celle-ci ;<br />

6


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

- Pour certains, l’économie informelle en Algérie apparaît à la fois comme le résultat de l’échec<br />

des politiques volontaristes des années 70 et 80 et d’une ouverture mal assumée vers le marché<br />

(C.Bounoua, 1999). La responsabilité de l’Etat est entière dans la mesure où celui-ci n’arrive<br />

toujours pas à se constituer comme un espace de délibération où devrait être arbitrés les conflits<br />

d’intérêts particuliers dans le respect de l’intérêt général.<br />

Bibliographie :<br />

1 Ainsi, on parle d’économie parallèle versus économie officielle, d’économie informelle vs économie « formelle »,<br />

d’économie illégale vs économie légale, ….<br />

2 La manipulation des prix dans une logique administrative est une pratique constitutive de ce que A. Henni appelle les<br />

stratégies centrales globales. L’inadéquation entre ces dernières et les stratégies des acteurs sociaux cherchant à<br />

maximiser à court terme leurs avantages par une circulation différente des marchandises et de la monnaie est, pour cet<br />

auteur, à l’origine de l’informel (Henni, 1992.b).<br />

3 Ajoutons à cela que l’organisation sociale du marché des facteurs de la production fait que si un produit manque, il<br />

n’est pas possible d’entreprendre immédiatement sa production. La demande de ce produit se trouve d’autant plus<br />

importante que les prix des autres produits sont, grâce au système de prix en vigueur, bas.<br />

4 Quand les revenus distribués ne trouvent pas, ce qui est souvent le cas, à s’utiliser dans la période, ils sont épargnés<br />

(épargne forcée) ; ce qui ne les empêche pas de se retrouver dans le même circuit dans les périodes ultérieures.<br />

5 Il s’agit du rapport salarial, la monnaie, le régime de concurrence, le mode d’insertion internationale de l’économie, et<br />

l’Etat (à travers le budget).<br />

6 On dit qu’il y a hiérarchie lorsque la transformation d’un arrangement institutionnel particulier peut piloter la<br />

transformation des autres arrangements … en imposant ainsi des transformations à l’ensemble des institutions.<br />

7 Par principe de complémentarité, il faut entendre le fait que chaque arrangement institutionnel dans un domaine est<br />

renforcé dans son existence ou son fonctionnement par d’autres arrangements institutionnels.<br />

ADDI Lahouari., 1990, L'impasse du populisme. L'Algérie: collectivité politique et Etat en construction. ENAL, Alger.<br />

BOUDJEMA Rachid, 1990, « La crise en Algérie : sens et non sens », in Nouvel HEBDO, semaine du 05 au 11 et 12 au<br />

18/12/1990.<br />

BOUNOUA Chaib (1999), « Etat, illégalisation et marché en Algérie », in Revue du CREAD, n° 50, Alger, pages 25-<br />

46.<br />

BOYER Robert (2003), « Les institutions dans la théorie de la régulation », CEPREMAP - ENS, CNRS, EHESS, n°<br />

2003- 08.<br />

BOYER Robert (2004), Théorie de la régulation. 1. Les fondamentaux, éditions La découverte, Paris, 2004.<br />

COLIN Jean-Philippe (1990), « Regards sur l’institutionnalisme américain », Cahier Sciences Humaines, n° 26 (3),<br />

pages 365-377.<br />

HENNI Ahmed (1987), « billets de banque et économie noire», in monnaie, crédit et financement en Algérie,<br />

CREAD, Alger.<br />

HENNI Ahmed (1992), Essai sur l’économie parallèle : cas de l’Algérie, ENAG Editions, Alger.<br />

7


Changement institutionnel et économie parallèle en Algérie : quelques enseignements __________________________________________________________<br />

HENNI Ahmed (1992.b), « Informel et sociétés en voie de développement », Cahiers du CREAD, Alger, pages 65-77.<br />

IGHILAHRIZ Said (1991), « <strong>El</strong>éments sur la formation des prix et des revenus », in Cahiers de la réforme, n°5.<br />

ZIDOUNI Hamid (2003), «Evaluation et analyse de la place de l’économie informelle en Algérie : approche de la<br />

comptabilité nationale », communication présentée lors du séminaire sur « l’économie informelle et la fiscalité »<br />

organisé par le forum des chefs d’entreprises le 09 Avril 2003 à Alger.<br />

8


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

L'entreprise, l'Université et le Marché du Travail<br />

en Algérie : tentative d'analyse<br />

Nadji KHAOUA,<br />

Laboratoire de Recherches et d'Analyse Economique<br />

Université Badji-Mokhtar, Annaba<br />

Abstract : Ce travail vise à clarifier les relations partagées entre l’enseignement supérieur,<br />

l’emploi et le marché du travail. L’industrialisation, considérée comme un objectif à atteindre pour<br />

élever le niveau du développement économique, entraîne d’accorder l’attention nécessaire aux<br />

relations partagées entre les trois acteurs sus-mentionnés.<br />

Ces relations partagées nécessitent d’être un objet d’analyse d’autant plus que les conditions<br />

matérielles et financières pour investir dans la création d’emploi existent, à travers la rente des<br />

hydrocarbures, alors qu’en réalité le chômage, en particulier des universitaires, reste une donnée<br />

structurelle de l’économie algérienne.<br />

Mots clés : Enseignement supérieur, Travail, Emploi, Rente des hydrocarbures.<br />

Introduction : La politique économique définit tout au long des années soixante dix et les<br />

décennies qui ont suivies jusqu'en 2008, couplée à la réforme de l'enseignement supérieur de 1971<br />

et qui continue à imprimer ses traces à l'université, malgré tout le volontarisme des pouvoirs<br />

publics, et la disponibilité de ressources financières appréciables que génèrent chaque année les<br />

exportations des hydrocarbures, n'ont pas produit le dynamisme nécessaire à la mobilisation<br />

simultanée des acteurs de l'économie et du système de formation universitaire. Cette mobilisation<br />

active devait tout naturellement trouver son expression dans le marché du travail, par le placement<br />

rapide des ressources humaines qualifiées que produit en nombre le système de formation<br />

universitaire pour, en principe, enclencher le développement industriel du pays.<br />

La libéralisation entreprise à partir des années 1990 a plongé le pays dans une période dite de<br />

transition dont l'achèvement se fait attendre et son horizon reste flou.<br />

Une rupture caractérisée se maintient entre d'une part le système productif, et d'autre part la<br />

mobilisation des ressources humaines dont la formation est supportée par la collectivité dans son<br />

ensemble. Les causes de cette rupture structurelle entre l'entreprise, l'université et le marché du<br />

travail sont multiples et complexes.<br />

Comment peut-on les comprendre ?<br />

1 - Relecture de l'industrialisation :<br />

La période des années 1970 a été la période la plus dense en matière de tentative de modernisation<br />

de l'économie, de ses structures d'organisation et de son appareil productif. Les objectifs n'ont pas<br />

changé avec l'intensification de l'expérience de développement, par rapport à ceux fixés<br />

auparavant. Ils restent définis par la volonté de sortie du sous-développement, en créant des<br />

emplois de plus en plus qualifiés et subséquemment en générant par ce moyen des revenus de plus<br />

en plus élevés, permettant l'amélioration des niveaux de vie des diverses catégories sociales et le<br />

recul de la pauvreté dont ont souffert les habitants durant la longue période coloniale.<br />

Cette intensification du développement par l'adoption d'un modèle (1) basé sur l'industrialisation, et<br />

particulièrement sur l'industrialisation lourde, a été menée en parallèle au démarrage de la première<br />

réforme du système d'enseignement et de formation, en 1971.<br />

9


L'entreprise, l'Université et le Marché du Travail en Algérie : tentative d'analyse _________________________________________________________________<br />

Cette réforme, par les objectifs auxquels elle veut aboutir, éclaire les fondements, tout au moins<br />

apparents, de la politique économique de l'industrialisation et du développement mise en pratique,<br />

qui font d'elle une politique économique visant à établir à terme, une "économie nationale basée sur<br />

le Savoir".<br />

La politique de l'industrialisation et du développement est basée sur deux moyens :<br />

a) sur le court et moyen terme il s'agissait de mobiliser les ressources matérielles (hydrocarbures,<br />

minerais de fer, etc.) et les ressources financières issues de la valorisation des hydrocarbures, pour<br />

créer un système productif industriel lourd, qui pourrait par la suite essaimer en aval vers les<br />

différentes branches à créer dans l'économie.<br />

b) sur le long terme, il s'agissait de mobiliser les ressources humaines d'autant plus que la<br />

population est jeune dans sa majorité.<br />

C'est là où intervient et trouve sa raison d'être la réforme de l'enseignement supérieur, entreprise à<br />

partir de 1971. Cette réforme avait trois objectifs essentiels qui renseignent sur sa nature, son<br />

contenu et les impacts attendus d'elle.<br />

- Le premier était celui de l'algérianisation du corps enseignant;<br />

- Le deuxième celui de l'arabisation de la langue d'enseignement;<br />

- Enfin le dernier consistait en la démocratisation de l'entrée à l'université.<br />

C'est à partir de ce contenu que visait la réforme de l'enseignement supérieur que l'on peut déduire<br />

les impacts qu'elle devait avoir<br />

A-t-elle eu le succès escompté ? Quelles embûches a-t-elle affronté ?<br />

Quelles sont les raisons de ces blocages ? Peut-on, enfin, les expliquer ?<br />

Pour tenter des réponses à ces questions, il y a lieu de faire une relecture de la période de<br />

l'industrialisation.<br />

Comment celle-ci a-t-elle été menée en pratique ? Quels en ont été les acteurs ?<br />

Et quel type d'intégration économique cette tentative (courte) d'industrialisation a-t-elle entraîné ?<br />

Le discours sur le développement en Algérie, tel qu'on peut le cerner à travers les différents textes<br />

fondateurs de l'Etat comme la Charte Nationale de 1976 (2), assimile le développement à<br />

l'industrialisation et celle-ci à la modernisation de la société algérienne, dont l'économie constitue<br />

le socle d'où se concrétise la transformation et le changement.<br />

Une relecture de l'industrialisation doit prendre en compte cette vision que mettait en avant l'Etat.<br />

Assimilant le développement à l'industrialisation, et cette dernière à la modernisation, elle participe<br />

d'une manière essentielle dans l'explication des évolutions économiques et sociales paradoxales<br />

auxquelles la tentative d'industrialisation a aboutit depuis les années 1980 et les impacts durables<br />

qu'elle a continué à avoir en matière de changement économique.<br />

M. Ecrement écrit à ce sujet : "L'orientation de l'Algérie, visant à la construction d'une économie<br />

indépendante (et de ce fait, en rupture avec les liens multiples de dépendance externe), impliquait<br />

une nouvelle stratégie de développement. Certaines des caractéristiques de cette stratégie ont déjà<br />

été suggérées par la comparaison rapide des investissements prévus au Plan de Constantine -<br />

1959/1963 - et au 1 er Plan Quadriennal - 1970/1973 -. En outre, la rationalité macro-économique<br />

et à long terme, implicitement à la base de cette stratégie, s'opposait explicitement sur bien des<br />

points à une autre rationalité économique, celle précisément qui fonde la domination du système<br />

capitaliste, et fait obstacle à toute entreprise autonome d'industrialisation dans le tiers monde." (3)<br />

Il ajoute qu'elle s'explique "en prenant comme exemple la décision algérienne d'investir<br />

massivement dans le complexe sidérurgique d'<strong>El</strong> Hadjar, à une époque où "l'acier est denrée<br />

abondante et que l'approvisionnement en est facile et peu coûteux", alors qu'une telle industrie est<br />

très capitalistique et peu créatrice d'emplois, alors que les capacités de production prévues sont<br />

très nettement supérieures à la demande du marché intérieur, alors, enfin que les premières années<br />

de fonctionnement de ce complexe se traduiront par des pertes financières certaines…En termes<br />

économiques habituels, les choses sont donc claires : l'investissement consenti à <strong>El</strong> Hadjar n'est<br />

10


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

pas intéressant. On pourrait même dire qu'il n'est pas rentable…A la question : est-il rentable de<br />

produire de l'acier quand il est si facile de l'importer, nous répondons d'abord : est-il plus valable<br />

de produire des machines ? Ou du blé ? Est-il plus valable de faire n'importe quoi ? Et en fonction<br />

de quoi jugerait-on de ce degré de validité ?" (4).<br />

Cette expérience d'industrialisation a eu pour démarrage symbolique l'inauguration du premier haut<br />

fourneau du complexe sidérurgique d'<strong>El</strong>-Hadjar en 1969. Le choix de la sidérurgie n'était pas<br />

seulement un simple choix technique d'une branche économique à laquelle a été dévolu un rôle<br />

d'entraînement du système productif.<br />

En fait, plusieurs attentes étaient considérées comme pouvant être satisfaites de la priorité accordée<br />

à la sidérurgie comme moteur de l'industrialisation.<br />

Dans l'ouvrage "Une mémoire technologique pour demain", A. <strong>El</strong>-Kenz écrit : "Si l'on s'en tient à<br />

une logique des résultats, cette réalisation industrielle [le complexe sidérurgique d'<strong>El</strong>-Hadjar] est<br />

loin d'être un succès."…En revanche, "(Le complexe d') <strong>El</strong>-Hadjar a été une école pour<br />

tous…L'expérience d'<strong>El</strong>-Hadjar n'était pas seulement un cas technique enrichissant mais aussi une<br />

période souvent cruciale" (5) dans l'évolution de l'économie algérienne et de ses acteurs.<br />

L'étendue de ces attentes éclairait déjà les caractéristiques fondamentales de la politique<br />

économique et comment celle-ci visait un bouleversement et une mutation de l’économie entière,<br />

dominée jusqu'alors par le secteur agricole traditionnel.<br />

En effet, une des principales attentes de l'industrialisation lourde était le "transfert des<br />

technologies", grâce aux divers équipements, machines, processus et "Savoir-faire" importés du<br />

marché international. Un raisonnement caractérisé par "l'automaticité" considérait que les<br />

techniques importées, au-delà des formes qu'elles peuvent prendre (équipements, savoirs), parce<br />

qu'elles vont être mises en œuvre, avec la participation active des personnels qualifiés du pays,<br />

allaient permettre d'assimiler ces techniques. Dans des phases ultérieures du processus<br />

d'industrialisation, ces techniques seraient maîtrisées en vue de leur reproduction locale par<br />

l'appareil productif. Toute voix discordante, à l'époque, était bannie. Les décisions et les stratégies<br />

à suivre se prenant à l'échelle centrale du pouvoir, tout le reste des diverses hiérarchies et<br />

institutions, y compris celle de l'Université, se mettaient un point d'honneur à appliquer<br />

consciemment les directives décidées. Les ressources issues de la valorisation extérieure des<br />

hydrocarbures, au-delà de leur volume à un moment donné, permettaient de financer ce recours<br />

systématique à l'importation, pour importer le plus de techniques, de machines et de coopération<br />

étrangère technique pour leur mise en marche locale.<br />

A. <strong>El</strong>-Kenz confirme explicitement l'étendue des attentes espérées de l'expérience de mise en place<br />

de la sidérurgie à <strong>El</strong>-Hadjar, et dont le "transfert de technologie" n'était pas des moindres. Il écrit :<br />

"On y découvrit alors qu'<strong>El</strong>-Hadjar a été une école pour tous : les formateurs comme les formés,<br />

les coopérants comme les locaux. Que cette action qu'on a essayé de subsumer sous le malheureux<br />

vocable de "transfert de technologie" est beaucoup plus que cela, beaucoup mieux" (6).<br />

2 - Industrialisation et réalités socio économiques :<br />

En quoi les conditions générales, économiques, sociales et institutionnelles ne correspondaient pas,<br />

en dehors du volontarisme politique de l’Etat, aux nécessités structurelles de l’industrialisation ?<br />

Cette dernière, principale action en profondeur de transformation et de passage d’une économie<br />

pauvre et traditionnelle à une économie industrielle, moderne et productive, nécessite des<br />

ressources humaines qualifiées et une stratégie industrielle cohérente, fixant des objectifs dont la<br />

principale caractéristique, au-delà des aspects seulement quantitatifs, serait la cohérence.<br />

Comment s’effectuait la mise en pratique des décisions d’investissement que planifiait l’Etat ?<br />

11


L'entreprise, l'Université et le Marché du Travail en Algérie : tentative d'analyse _________________________________________________________________<br />

Les différents choix de créneaux d’investissement, de lieux d’investissement, d’incidences<br />

économiques et sociales, étaient-ils pris en conformité avec les données économiques, sociales et<br />

institutionnelles des différentes régions et territoires où ces investissements devaient s’effectuer ?<br />

Les diverses catégories sociales étaient – elles orientées vers les mêmes objectifs attendus de ces<br />

choix ? En supportaient-elles toutes les conséquences économiques, organisationnelles et sociales ?<br />

L’industrialisation appelle des transformations de structures et d’organisation et une mobilisation<br />

cohérente des ressources.<br />

Le Professeur Sari écrit à ce titre : "Malheureusement, l'histoire est ainsi faite, les caractéristiques<br />

économiques de ces pays (ceux industrialisés) sont radicalement opposées à celles de l'économie<br />

algérienne, soumise à une instabilité chronique liée aux changements brutaux de régimes<br />

économiques…: de l'orientation socialiste, on passe à celle libérale. Il en découle des<br />

conséquences économiques et sociales néfastes, un enlisement de l'économie dans une crise<br />

profonde et durable - d'aucuns, préférerons la notion de dépression - et une incertitude<br />

angoissante quant au devenir de l'économie algérienne". (7)<br />

Ces observations résultent d'une analyse profonde de longue période de l'évolution de l'économie<br />

du pays, compte tenu des inflexions successives qu'a connu la politique économique mise en<br />

œuvre. <strong>El</strong>les reflètent globalement la réalité d'un blocage économique, institutionnel et de vision<br />

conceptuelle du développement et dont les répercussions graves sont celles que supporte une<br />

population à majorité de jeunes déçus de l'avenir flou qui s'offre à eux.<br />

Le même auteur ajoute : "Lorsqu'on tente d'établir un bilan - diagnostic de l'économie algérienne,<br />

ce qui frappe de prime abord, ce sont les efforts considérables de financement des investissements,<br />

déployés par l'Etat, pour la formation d'une économie moderne, débouchant, en fin de compte, sur<br />

le désordre économique : un taux de chômage élevé, une production stagnante, loin de satisfaire<br />

les besoins élémentaires d'une population croissante…". (8)<br />

3 - Convergence et rupture entre formation supérieure, emploi et intégration :<br />

1980 a constituée une année charnière dans la mutation annoncée du système économique étatique,<br />

vers un autre où le marché aurait désormais la tâche de réguler les activités des acteurs, en dehors<br />

des veillétées d'injonctions extra économiques qu'exerçait l'Etat, à travers ses outils institutionnels,<br />

administratifs et réglementaires.<br />

Cette mutation d'un système défaillant, en termes de résultats économiques et sociaux, vers un<br />

autre, nouveau, devait libérer les acteurs. Les investisseurs et les entreprises doivent pouvoir<br />

disposer de nouveaux moyens et d'une nouvelle organisation performante de telle sorte que celle-ci<br />

puisse répondre aux attentes tant en matière de développement des activités productives qu'en<br />

créations d'emploi.<br />

Les différents courants d'opinion et les diverses catégories sociales, si elles divergeaient quant au<br />

diagnostic de la crise du système productif, se rejoignaient dans l'identification d'un acteur essentiel<br />

dans cette crise : l'entreprise, quelle soit d'envergure nationale, régionale ou locale, quelle s'occupe<br />

de la production de biens tangibles, ou qu'elle produit des services. L'entreprise concentre en elle<br />

les principaux leviers du changement économique. C'est le support du système et sans elle, il n'y<br />

aurait aucune structure économique réelle.<br />

C'est grâce à elle, qu’elle soit industrielle ou de services, à capitaux publiques ou privés, que se<br />

rencontrent le capital (les investisseurs), les ressources humaines (produit par le système de<br />

formation universitaire) et la technologie dont l'importation reste la seule source. La combinaison<br />

de ces éléments fondamentaux permet à l'entreprise de produire et mettre ses marchandises à la<br />

disposition de la demande. C'est la part de marché, produit par produit, que gagne chaque<br />

entreprise, au-delà de ses dimensions, qui permet à l' économie de consolider son existence à<br />

12


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

l'intérieur de son territoire, avant d'envisager s'intégrer davantage de manière active (comme<br />

offreur international de biens et services) dans les marchés internationaux. S'intégrer de manière<br />

active dans les courants d'échanges internationaux se réalise grâce aux gains de productivité, gages<br />

de compétitivité.<br />

C'est pour atteindre ces objectifs que les pouvoirs publics ont mis en place et conduit une politique<br />

de restructuration économique et financière des entreprises publiques nationales, à partir de 1980.<br />

Le Professeur M. Sari relève : "…Les structures industrielles vont être démantelées, pour faire<br />

place à d'autres, plus légères, dont la gestion, selon les dires officielles, sera plus aisée et<br />

perfectible. Cette opération est nommée "restructuration organique et financière" des entreprises<br />

publiques. A cette fin, la première mesure indirecte prise, est la division du ministère de l'industrie<br />

et de l'énergie en trois ministères : de l'énergie et de la pétrochimie, de l'industrie lourde, et des<br />

industries légères. La deuxième mesure vise directement les E.P.I. (entreprises publiques<br />

industrielles) : moins d'une vingtaine à la fin des années 70, leur nombre s'accroît à 108, fin 1983<br />

: 15 E.P. énergétiques et pétrochimiques, 47 entreprises dans l'industrie lourde et 46, dans les<br />

industries légères… La spécialisation est le critère essentiel sur lequel repose le<br />

redimensionnement des E.P. (production, commercialisation, études/réalisation)". (9)<br />

Le même auteur précise : "Pour encadrer les entreprises dont celles industrielles, des structures<br />

administratives vont être créées, d'autres, existantes, verront leurs prérogatives confortées. …C'est<br />

à travers ces structures administratives qu'opéreront les fractions les plus puissantes de la<br />

bureaucratie administrative. Leur but avoué est d'amener les managers, à exploiter au maximum<br />

les ressources nationales, afin de tisser des liens étroits entre les E.P.I. et le reste de l'économie,<br />

bref, d'opérer une intégration économique très poussée, -devant conduire à la réduction de la<br />

dépendance vis-à-vis de l'extérieur et à la consolidation de l'indépendance économique nationale-"<br />

(10).<br />

Cette politique conduit à l'éclatement des anciennes entreprises publiques nationales. Ses impacts<br />

vont être multiples et se faire sentir jusqu’en cette première décennie du XXIème siècle.<br />

- tout d'abord, par une déperdition des compétences les plus qualifiées, dont une partie va se<br />

retrouver employée dans des entreprises nouvelles, et une autre va être, sous couvert de<br />

"promotions", soustraite au processus de production pour se voir affecter des tâches administratives<br />

dans les nouvelles entités.<br />

- l'emploi ainsi "boosté" est essentiellement un emploi "non productif" de valeurs, accroissant ainsi<br />

les coûts de production et grevant la productivité du travail.<br />

- les flux des ressources humaines que met sur le marché du travail l'université chaque année [plus<br />

de 5 000/an par la seule Université Badji-Mokhtar d’Annaba], continuent de végéter, sans espoir<br />

réel de se voir proposer des offres d'emplois en rapport avec les connaissances techniques et le<br />

savoir acquis.<br />

- enfin, le marché local continue de manière plus accentuée à être le lieu où se déverse une panoplie<br />

de marchandises et services étrangers, exportant ses potentialités de création d'emplois vers les<br />

pays dont sont originaires nos importations.<br />

L'aspect "ressources humaines", ou comme le nomme G. Becker (1964), l'aspect "capital humain",<br />

a-t-il était pris en compte ? Les choix de formation, en particulier universitaire, ont-ils été adaptés<br />

aux objectifs affichés d'industrialisation et de développement ?<br />

Ces questionnements restent toujours d'actualité.<br />

13


L'entreprise, l'Université et le Marché du Travail en Algérie : tentative d'analyse _________________________________________________________________<br />

4 - La réforme de l'enseignement supérieur :<br />

D. Foray (2004) écrit : "La connaissance est un bien économique étrange, possédant des propriétés<br />

différentes de celles qui caractérisent les biens conventionnels et notamment les biens tangibles.<br />

Ces propriétés sont ambivalentes : d'un côté, elles font que les activités de production de<br />

connaissances ont en général un "rendement social" très élevé et sont donc un mécanisme puissant<br />

de croissance économique. D'un autre, elles posent des problèmes redoutables d'allocation de<br />

ressources et de coordination économique". (11)<br />

Ainsi, la formation supérieure, un des trois éléments "Travail, Formation Supérieure, Emploi", en<br />

tant que moyen de production des connaissances, envisagée sous l'angle de "bien économique"<br />

(12), recouvre des caractéristiques qui font sa singularité, par rapport à tous les autres biens.<br />

Les concepteurs de la première grande réforme de l'enseignement supérieur en Algérie, mise en<br />

application à partir de 1971, avaient-ils à l'esprit cette notion de "bien économique" qu'a la<br />

formation universitaire ? Ont-ils sous-tendu leurs analyses et les objectifs qu'ils ont assignés à la<br />

réforme aux caractéristiques particulières de ce bien économique qu'est la formation dispensée par<br />

l'Université ?<br />

L'importance de ces questionnements se décline selon plusieurs aspects :<br />

a) Décréter une réforme aussi importante, et à un moment où les structures de l'économie naissante<br />

connaissent un bouleversement par le choix de l'industrialisation comme priorité de la politique<br />

économique, laisse à penser que cette réforme de l'enseignement supérieur est liée à l'objectif de<br />

l'industrialisation, et vise donc à orienter l'université vers une plus grande efficience dans la<br />

formation des ressources humaines qualifiées qu'appelle le processus de l'industrialisation luimême.<br />

Les projections des liens entre système de formation supérieure, et système économique avec tous<br />

ses composants, ont toujours suscité l'intérêt des analystes et des chercheurs en ces domaines.<br />

Car en fait, le processus de changement économique et ses effets sociaux attendus se réalisent de la<br />

combinaison organisée des deux facteurs de production les plus importants : le Capital et le<br />

Travail.<br />

b) Le capital peut être disponible sous une forme ou une autre. En revanche, le travail prend une<br />

intensification et une élévation de niveau qualitatif qui va crescendo en fonction de l'intensification<br />

et de la diversification du savoir. Le rythme de cette intensification est toujours soutenu dans le<br />

monde, car ce dernier bénéficie de l'accumulation des connaissances scientifiques et techniques qui<br />

obligent la mise à niveau permanente des individus. Cette mise à niveau leur permet d'acquérir les<br />

compétences nécessaires à leur intégration, par l'emploi, dans le système économique.<br />

La réforme de l'enseignement de 1971 a-t-elle été conçue dans cet esprit de parfaire la liaison entre<br />

formation supérieure et système économique ?<br />

Pour tenter une réponse à cette interrogation essentielle, il s'agit de présenter les principaux<br />

objectifs attendus de cette réforme, et vérifier leur degré de pertinence en comparaison avec<br />

l'objectif plus globale de construction d'une économie moderne à partir de l'industrialisation comme<br />

méthode du changement économique visant explicitement l'élévation programmée du niveau<br />

général de développement du pays.<br />

La réforme de l'enseignement de 1971 est considérée jusqu'à aujourd'hui comme la seule réforme<br />

globale du secteur de l'enseignement.<br />

Ses principaux objectifs ont été fixés comme suit :<br />

14


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

a) l'algérianisation du corps enseignant : Le but recherché à travers l'algérianisation du corps<br />

enseignant consiste en le remplacement des enseignants étrangers qui exerçaient alors, par des<br />

enseignants algériens. Au niveau quantitatif, cet objectif a été rapidement atteint, puisqu'à partir des<br />

années 1985/1986, la majorité des enseignants universitaires était des algériens, toutes disciplines<br />

confondues. Les contrats des enseignants coopérants n'étaient plus renouvelés. Les enseignants<br />

locaux exerçaient dans toutes les filières et disciplines, même si, de plus en plus depuis les années<br />

1990 et l'arrivée de classes d'âge pléthoriques à l'université, couplée à l'exil de milliers<br />

d'universitaires et chercheurs dans toutes les branches de l'enseignement supérieur à partir du début<br />

des années 1990, les décideurs au sommet du système universitaire tendent à parer au plus pressé<br />

en autorisant et poussant au recrutement d'enseignants non permanents et non qualifiés pour le<br />

métier d'enseignement supérieur. Ces enseignants occasionnels sont appelés "enseignants associés"<br />

et "enseignants vacataires".<br />

Leur importance quantitative, comparée à celle des enseignants permanents et qualifiés, dépasse<br />

toute rationalité, puisqu'ils forment au moins 60% du corps enseignant universitaire, tous grades<br />

confondus, en 20<strong>06</strong>.<br />

L'algérianisation de l'enseignement supérieur, par l'assimilation abusive des institutions de<br />

formation supérieure à des institutions banales, qui doivent être sous la coupe d'un pouvoir central<br />

seul habilité à penser l'organisation de l'université, ses modalités de fonctionnement et les scénarios<br />

de son évolution future, a amputé en fait le système d'enseignement universitaire d'une des<br />

conditions déterminantes dans la formation d'un capital humain réellement efficient lors de son<br />

intégration dans le marché du travail créé par l'industrialisation naissante.<br />

b) l’arabisation de la formation supérieure : Si le recouvrement de la langue nationale est une<br />

condition éminemment nécessaire de la souveraineté d'un pays, la modernisation de l'économie,<br />

elle, exige que les ressources humaines soient au diapason des niveaux de qualification supérieure<br />

qui conditionnent l'efficience du système industriel et des technologies modernes en perpétuelle<br />

évolution. Cela ne peut se concevoir, à fortiori dans une économie neuve et en construction que si<br />

l'enseignement universitaire soit au moins bilingue.<br />

C'est une évidence, aujourd'hui au niveau mondial, d'affirmer que le bilinguisme est une condition<br />

" sine qua non " d'une Université performante.<br />

L'université algérienne continue, depuis la réforme de 1971 et jusqu'à aujourd'hui au début du<br />

XXIème siècle, à tourner le dos à cette évidence.<br />

La langue unique de transmission des connaissances et du savoir, continue à être unique : l'arabe,<br />

dont tout un chacun, pour peu qu'il soit objectif, sait la faiblesse en termes de novations<br />

linguistiques, de didactique, de concepts, de publications indexées au niveau académique<br />

internationale, etc.<br />

Conjuguée aux blocages du marché du travail pour les diplômés de l'université arabisants dans leur<br />

totalité, l'investissement colossal dans l'enseignement supérieur, prend l'allure d'une politique, non<br />

pas visant à former le capital humain dont a besoin l'économie, mais comme une réponse politique<br />

aux attentes sociales d'un statut plus valorisant, même si ce statut ne correspond pas aux exigences<br />

du marché du travail et ne débouche que sur le mur du chômage endémique.<br />

c) la démocratisation de l'enseignement : Depuis le début de l’expérience d’industrialisation<br />

durant les années 1970, le système d’enseignement supérieur s’est ouvert à l’ensemble des<br />

individus disposant du Baccalauréat. La réforme de l’enseignement supérieur de 1971 a eu comme<br />

objectif essentiel la démocratisation de l’entrée à l’université, ouvrant celle-ci à toutes les couches<br />

sociales.<br />

15


L'entreprise, l'Université et le Marché du Travail en Algérie : tentative d'analyse _________________________________________________________________<br />

Dès le début des années 2000, le nombre d’étudiants universitaires dépasse les 800.000 inscrits. Par<br />

ailleurs, plus de six millions d’algériens soit environ 18% de la population totale (estimée à 33<br />

millions en 20<strong>06</strong>), ont suivi une formation dans l’un des paliers du système général d’enseignement<br />

supérieur. C’est toute cette masse que nous considérons comme étant le facteur humain. Son<br />

passage par le système de formation et en particulier l’université, produit un « capital humain »,<br />

dont la mobilisation peut influer sur le niveau de développement.<br />

S. Croche (20<strong>06</strong>) note : « le concept du capital humain date des années soixante, son<br />

développement dans l’analyse économique fait suite aux travaux que Schultz (1961) et Becker<br />

(1964) ont entrepris à partir de 1961 et dans lesquelles ils partaient du constat que le taux<br />

d’accumulation du capital physique cesse d’augmenter sur le long terme, alors que dans le même<br />

temps, le revenu par tête croît selon un rythme régulier ». « En concluant qu’à la stabilisation du<br />

capital physique répond une accumulation du capital immatériel, les deux économistes ont fondé le<br />

concept de capital humain qui peut être défini comme l’ensemble des connaissances, compétences<br />

et capacités d’un individu. » (13)<br />

On voit bien que si le capital physique (ensemble des ressources matérielles) se caractérise de plus<br />

en plus par la stagnation, sinon le sous-développement, le capital immatériel continue sa tendance à<br />

l’accumulation. Cette observation est particulièrement vérifiée dans le cas algérien, où, face à la<br />

stagnation de la production de valeurs par le système économique, les sortants diplômés du système<br />

universitaire ne cessent de croître d’année en année de dizaines de milliers de personnes qualifiées.<br />

Conclusion :<br />

En tentant d'analyser les relations entre la réforme de l'enseignement de 1971, le marché du travail<br />

et l'économie durant la période de la politique de l'industrialisation, D. Feroukhi écrit : "Dans le<br />

domaine de l'emploi et de la formation, l'Etat était le principal entrepreneur. La refonte de<br />

l'enseignement supérieur de 1971 a fait de l'université l'instrument privilégié du développement<br />

économique et social. L'université est intégrée dans le processus global de planification du<br />

développement économique et social. Dans le domaine de la planification des ressources<br />

humaines, le modèle de référence est l'"approche en besoins de main d'œuvre" qui vise la<br />

recherche d'équilibre et de correspondance à moyen et long terme entre, d'une part, les besoins de<br />

l'appareil de production en qualification par niveau et par secteur et, d'autre part, le volume et les<br />

structures de sortie de l'appareil de formation (Carte universitaire de 1984 et loi sur la<br />

planification des flux de 1984).<br />

Cette carte universitaire "repose sur une approche adéquationniste et mécaniste des relations entre<br />

la production et l'emploi et entre l'emploi et la formation. L'insertion professionnelle est<br />

considérée, dans ce modèle, comme un phénomène planifié, le système d'éducation et de formation<br />

répondant exactement (en qualité et en quantité) aux besoins de l'économie, la loi de 1984 sur la<br />

planification des flux étant l'instrument de cette régulation". (14)<br />

L’auteur ajoute : "La crise des années 80 va radicalement rompre avec ce modèle de<br />

développement et la nouvelle démarche encourage l'initiative privée (locale et internationale),<br />

l'ouverture sur le marché international, l'autonomie des entreprises publiques alors qu'un rôle de<br />

régulation est dévolu à l'Etat." (15)<br />

Cependant, pourquoi il y a eu, si vite après l'adoption et le début d'application du modèle<br />

d'industrialisation, un tel changement complet, vers un autre type totalement opposé de modèle de<br />

développement ?<br />

La crise des années 80 est-elle une explication suffisante et surtout convaincante de ce revirement<br />

en matière de modèle de développement ?<br />

Enfin, ce revirement est-il la conséquence d'un bilan exhaustif de l'expérience précédente<br />

d'industrialisation et ses retombées en matière de formation supérieure et d'emplois face à la<br />

16


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

demande sociale d'un côté et aux nécessités des activités économiques dominées par les branches<br />

industrielles de l'autre ?<br />

Ou bien est-il plutôt la conséquence d'un nouvel équilibre politique entre les groupes restreints qui<br />

dominent la décision et le pouvoir au niveau central de l'Etat ?<br />

Le diagnostic sans complaisance fait par le B.I.T. (Bureau International du Travail) confirme la<br />

rupture entre le système productif et le marché du travail, dans une économie en léthargie durable :<br />

"Le chômage n'a cessé d'augmenter depuis 1985, passant d'un taux de 10% de la population active<br />

à 27% en 2001 et le phénomène de pauvreté devient une réalité observable, la frange de la<br />

population vivant au dessous du seuil de pauvreté étant passée, selon un rapport de la Banque<br />

Mondiale, de 12,2% en 1988 à 22,6% en 1995." (16)<br />

Quant au chômage des diplômés universitaires, le chercheur D. Feroukhi note : "La détention d'un<br />

diplôme n'est plus une garantie contre le chômage. Pendant très longtemps, en effet, on considérait<br />

que la population sans emploi était composée essentiellement de personnes sans instruction ou<br />

exclues du système éducatif. Les récentes statistiques officielles sur la population active révèlent<br />

que le chômage n'épargne aucune catégorie de population et affecte même les détenteurs des plus<br />

hauts diplômes (graduation et post-graduation) : 3% des "sans travail" de 1989 possèdent un<br />

diplôme post secondaire, cette proportion passe à 5,6% en 1991 avec plus de 50% des<br />

universitaires au chômage depuis plus de douze mois. Au sein de la population possédant un<br />

niveau supérieur, le taux de chômage se situe à 18% en 1996." (17)<br />

La politique économique, couplée à la réforme de l'enseignement supérieur de 1971, malgré tout le<br />

volontarisme des pouvoirs publics, et la disponibilité de ressources financières appréciables que<br />

génèrent chaque année les exportations des hydrocarbures, n'ont pas produit le dynamisme<br />

nécessaire à la mobilisation simultanée des acteurs de l'économie et du système de formation<br />

universitaire. Cette mobilisation active devait tout naturellement trouver son expression dans le<br />

marché du travail, par le placement rapide des ressources humaines qualifiées que produit en<br />

nombre le système de formation universitaire pour, en principe, enclencher le développement<br />

industriel du pays.<br />

Cela n'est pas encore le cas, à la fin de cette première décennie du XXI siècle.<br />

Références :<br />

1 - Modèle algérien de développement: L'industrialisation a été conduite selon le modèle dit<br />

des "Industries industrialisantes", à partir des travaux du Professeur G. de Bernis. L'application<br />

de cette politique n'a pas duré plus de quelques années.<br />

2 - Charte Nationale: C'est le document politique qui a servi de référence jusqu'à la fin des années<br />

1980.<br />

3 - Ecrément M. (1986) Indépendance politique et libération économique : un quart de siècle du<br />

développement de l'Algérie, 1962 – 1985, Ed. O.P.U. Alger, page 30.<br />

4 - Ecrément M. (1986), Op. cit., page 30.<br />

5 - <strong>El</strong>-Kenz A. (1992), Préface, In : Benguerna. (ss la dir. de) : Une mémoire technologique pour<br />

demain, Ed. <strong>El</strong>-Hikma Alger, page 02.<br />

6 - <strong>El</strong>-Kenz A. (1992): Op. cit., page 02.<br />

17


L'entreprise, l'Université et le Marché du Travail en Algérie : tentative d'analyse _________________________________________________________________<br />

7 - Sari M. (2002), Algérie, horizon 2020 : vers une autonomie économique minimale, Ed. <strong>El</strong>-<br />

Maaref, Annaba, page 02.<br />

8 - Sari M. (2002), Op. cit., page 03.<br />

9 - Sari M. (2002), Op. cit., page 23.<br />

10 - Sari M. (2002), Op. cit., pages 24.<br />

11 - Foray D. (2004), L'économie de la connaissance, Ed. Casbah, Alger, page 59.<br />

12 - Biens publics : Biens dont la genèse est issue d'un besoin social non exclusivement révélé par<br />

le marché. D'inspiration keynésienne, cette notion sous laquelle s'intègre le savoir en tant que bien<br />

économique, est à la confluence de différents développements actuels de la pensée économique,<br />

comme les théories du "Public choice".<br />

13 - Croché S. (20<strong>06</strong>), « La mondialisation des politiques d'enseignement supérieur et de formation<br />

professionnelle. La fuite des cerveaux dans un espace désormais ouvert », Les Cahiers de l'A.T.M.,<br />

n° 21, BETA Nancy Université, CNRS, page 131.<br />

14 - Feroukhi D. (2005) La problématique de l'adéquation Formation – Emploi : Mode d'insertion<br />

et trajectoires professionnelles des diplômés des sciences exactes et de la technologie, Ed.<br />

CREAD, Alger, page 10.<br />

15 - Feroukhi D. (2005), Op. cit., page 10.<br />

16 - B.I.T. (2003), Marché du travail et emploi en Algérie, BIT, Alger, page 16.<br />

17 - Feroukhi D. (2005), Op. cit., page 26.<br />

18


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

Le développement de l’économie agricole oasienne : entre la réhabilitation des<br />

anciennes oasis et l’aménagement des nouvelles palmeraies<br />

BOUAMMAR Boualem*<br />

BEKHTI Brahim**<br />

Abstract : Le développement de l’agriculture dans les régions sahariennes s’inscrit autour de deux axes<br />

complémentaires :<br />

Le premier est celui de la préservation des anciennes palmeraies qui constituent un patrimoine<br />

important et qui joue un rôle primordial dans l’équilibre écologique et social du milieu oasien. Ces<br />

anciennes oasis se caractérisent par une fragilité et des contraintes complexes ce qui rend assez difficile<br />

l’intervention sur ce milieu. On constate une dégradation continue de ces écosystèmes et une portée limitée<br />

des interventions des pouvoirs publics.<br />

Le deuxième axe repose sur l’extension du patrimoine foncier agricole par la mise en valeur des<br />

nouvelles terres. La politique de mise en valeur agricole, qui a mobilisé des moyens financiers et humains<br />

importants, présente de nombreuses insuffisances dont les plus importantes tournent autour du mauvais<br />

choix du profil des candidats, les modèles d’exploitations inadaptés et le manque d’inefficacité du dispositif<br />

institutionnel chargé de la mise en œuvre de cette politique.<br />

Mots clés : Agriculture saharienne, Développement agricole, Mise en valeur agricole, Réhabilitation, Oasis.<br />

Introduction : Le développement agricole connu par les régions sahariennes ces deux dernières<br />

décennies est remarquable : la superficie agricole est passée de 102 196 hectares en 1984 à 188 608<br />

hectares en 2002 et le patrimoine phoenicicole est passé de 8 024 430 de palmiers en 1988 à<br />

12 035 650 en 2001 (CHAOUCH S., 2004) et certaines sources avancent actuellement un chiffre de<br />

plus de 15 millions de palmiers dattiers. Mais, l’ancien système agricole est l’objet d’une<br />

dégradation et d’une marginalisation par rapport aux mutations profondes que connaissent les<br />

sociétés oasiennes d’une manière générales, alors que le nouveau système agricole est sujet à un<br />

intérêt particulier de la part des pouvoirs publics.<br />

Notre réflexion porte sur les véritables raisons de la dégradation des palmeraies du Sud<br />

algérien, principalement celles qui se trouvent près des Ksours et sur les contraintes que rencontre<br />

l’opération de mise en place de nouvelles palmeraies ?<br />

Dans les régions sahariennes, l’agriculture se distingue par deux systèmes agricoles :<br />

1. Les anciens systèmes agricoles, ou l’agriculture dans les anciennes palmeraies, qui sont l’objet<br />

d’une dégradation importante et qui impliquent l’intervention de l’Etat par un soutien aux<br />

agriculteurs pour des impératifs écologiques, sociaux, économiques et culturels.<br />

2. Le nouveau système agricole ou les nouvelles palmeraies qui sont créées dans le cadre de la<br />

mise en valeur des terres agricoles et des différents programmes de développement. Deux types<br />

d’agriculture peuvent être distingués dans ces nouveaux espaces : le premier type à travers<br />

l’extension des palmeraies qui a donné naissance à une agriculture « périurbaine » ou encore<br />

petite mise en valeur parce que constitué de petites et moyennes exploitations, le deuxième<br />

type que l’on qualifie de grande mise en valeur à travers de vastes programmes de concession.<br />

________________________________________________<br />

* Laboratoire de protection des écosystèmes sahariens. Université Kasdi Merbah <strong>Ouargla</strong>.<br />

** Laboratoire: "Université, Entreprise et Développement Local Durable", Université Kasdi Merbah - <strong>Ouargla</strong><br />

19


Le développement de l’économie agricole oasienne ____________________________________________________________________________________________________<br />

1. Réhabilitation des anciennes palmeraies :<br />

Les causes et les facteurs qui sont à l’origine de la dégradation des anciennes oasis sont autant<br />

plus diverses que les différences notables qu’elles présentent en fonction des différentes régions<br />

agro écologiques, même si nous observons souvent certaines similitudes de situations.<br />

A cet égard, les anciennes oasis se différencient par les contraintes qui entravent leur<br />

développement et les facteurs caractéristiques de leur dégradation, comme il se présente plusieurs<br />

niveaux de dégradation des écosystèmes qu’il s’agit de classifier et d’hiérarchiser.<br />

Pour notre part, nous formulerons dans ce sens, des hypothèses fortes qui nous paraissent les<br />

plus communes aux oasis du Sud algérien pour expliquer les principales raisons de ce déséquilibre<br />

écologique.<br />

1) Les mutations profondes qu’a subi la société oasienne dans sa dimension sociale,<br />

économique et culturelle ont eu des conséquences très importantes sur le rôle de la palmeraie<br />

pour l’Homme oasien. Du rôle écologique d’adoucissement de climat, de résidence secondaire<br />

pour le Ksourien où il passe une grande partie de son temps et de source de revenu et de produits<br />

alimentaires et artisanaux, ces mutations sont en train de conférer à cette palmeraie le seul rôle<br />

économique qu’elle n’arrive d’ailleurs pas à remplir à cause de son manque de rentabilité.<br />

2) Les causes communes rencontrées par ces oasis qui se trouvent dans ou près des<br />

agglomérations importantes sont d’origine anthropique. L’Homme est l’élément le plus<br />

déterminant dans cette dégradation de par son action directe sur le milieu ou indirectement de par<br />

la nature de ses activités.<br />

Les contraintes les plus assujettissantes tournent généralement autour de :<br />

• La question du foncier agricole : propriété excessivement morcelée. A titre d’exemple, des<br />

études menées sur la palmeraie d’<strong>El</strong> Ksar de <strong>Ouargla</strong> ont fait ressortir que 53,33 % des<br />

exploitations sont dans l’indivision (BOUZID K., 20<strong>06</strong>) et la taille moyenne de l’exploitation est de<br />

0.31 ha (IDDER T., 2005). Sur un total de 125 579 exploitations pour les neufs wilayas du Sud,<br />

41 629 exploitations ont une superficie inférieure à 0,5 hectares et 65 907 exploitations (soit 52%)<br />

ont une superficie inférieure à 1 hectare.<br />

• L’abandon de l’exploitation qui est la conséquence d’une conjugaison de plusieurs<br />

facteurs : baisse des rendements, vieillissement de la main d’œuvre, infestation par les plantes<br />

adventices, exode agricole, ….<br />

• Le problème de la gestion des l’eau : les palmeraies de <strong>Ouargla</strong> et du Souf sont confrontées<br />

au phénomène presque insoluble de la remontée des eaux. Dans le Touat et le Gourara c’est le<br />

problème de tarissement des foggaras qui est devenu le problème le plus contraignent. A cela, il<br />

faudrait ajouter le problème de drainage des eaux qui se pose en termes de mauvais<br />

fonctionnements (principaux et ou secondaires) voire d’absence des drains.<br />

3) La pression démographique exercée dans les grandes agglomérations (certaines villes<br />

sahariennes dont devenues de véritables mégapoles, on compte 6 villes de plus de 200 000<br />

habitants) sur l’espace oasien et le fort accroissement démographique, faute d’aménagement<br />

approprié ne peut que déboucher sur un amenuisement du couvert végétal au profit d’une<br />

urbanisation souvent anarchique.<br />

4) Dans les oasis qui entourent les petites agglomérations et qui sont généralement moins<br />

anciennes, l’origine de la dégradation provient surtout de l’exode agricole, du vieillissement de<br />

la main d’œuvre et d’autres raisons beaucoup plus d’ordre écologique que socio-économique.<br />

L’exode agricole pourrait avoir pourtant avoir un effet bénéfique si les revenus extra agricoles<br />

étaient réinvestis dans la palmeraie, ce qui n’est souvent pas le cas dans le sens ou ces revenus<br />

servent uniquement de complément pour le budget de la famille.<br />

20


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

Les actions de développement dans ces espaces oasiens se distinguent par des opérations<br />

ponctuelles qui se limitent à la rénovation des drains, des campagnes de traitement phytosanitaires<br />

sans effets notables sur la production, et des actions en matière de gestion de l’irrigation qui n’ont<br />

qu’une portée limitée. Il est vrai que la contrainte du foncier agricole, du statut de propriété et le<br />

conservatisme qui caractérise la société oasienne ne favorisent pas la réorganisation structurelle des<br />

exploitations. Mais tant que l’approche de développement qui est appliquée aujourd’hui ne cadre<br />

pas avec les attentes des agriculteurs et ne les fait pas participer au niveau de la conception et de la<br />

mise en œuvre des programmes, les objectifs ne seront que partiellement atteints.<br />

2 : L’aménagement des nouvelles palmeraies ou de nouveaux espaces agricoles<br />

oasiens :<br />

L’expérience des programmes de mise en valeur dans les régions sahariennes, en dépit du fait<br />

qu’ils n’aient pas atteint entièrement les objectifs tracés, reste très riche en enseignements. En effet,<br />

les différents réajustements apportés, à chaque élaboration d’un nouveau programme seraient<br />

susceptibles de nous éclairer davantage sur les raisons des échecs précédents.<br />

La mise en valeur a permis d’étendre la superficie cultivée dans les régions sahariennes<br />

d’environ 44 000 hectares en l’espace d’un peu plus d’une décennie (1988 à 2002) soit un taux<br />

d’accroissement de 84%.<br />

Il serait donc judicieux d’orienter les investigations vers les raisons du manque de réussite<br />

dans ces programmes et du manque d’adhésion des agriculteurs aux différentes opérations.<br />

L’abandon de nombreuses exploitations équipées et aménagées au frais de l’Etat témoignent du<br />

manque d’adhésion des candidats à la mise en valeur, de l’inadéquation des options choisies ou de<br />

du mauvais choix du profil de ces candidats. Toujours est-il, les images de nouvelles plantations<br />

qui dépérissent ou de cadavres de pivots qui jonchent des exploitations qui se sont reconverties en<br />

d’autres systèmes expriment certains mauvais choix et options dans cette politique de mise en<br />

valeur agricole.<br />

Nous assistons à deux types de mise en valeur agricole. Une agriculture paysanne où les<br />

agriculteurs ont défriché des terres publiques de leur propre choix espérant la régularisation ou ont<br />

demandé et obtenu des lots planifiés dans le cadre d’aménagements de par les pouvoirs publics de<br />

périmètres de mise en valeur. Ils agissent individuellement ou en coopératives, généralement de<br />

structure familiale pour accéder au soutien de l’Etat. C’est le type : petite entreprise, et c’est ce<br />

choix qui a été privilégié au départ.<br />

La détermination des périmètres de mise en valeur repose sur plusieurs critères qui sont<br />

principalement les ressources en eau disponibles et leur qualité, la localisation géographique ou<br />

l’importance des centres urbains avoisinants et la proximité par rapport au marché.<br />

Dans une période plus récente, un plus grand intérêt a été accordé à une deuxième forme de<br />

mise en valeur. <strong>El</strong>le repose sur une agriculture capitalistique sur des exploitations de moyenne et<br />

grande taille et reposant parfois sur des systèmes de production céréaliers.<br />

Les chiffres contradictoires avancées par les structures techniques, administratives et de<br />

développement concernant les terres attribuées et les terres réellement mises en valeur nous incitent<br />

à plus de prudence quant à la portée de cette opération dans les régions sahariennes. Selon un<br />

premier bilan établi par le Commissariat au Développement de l’Agriculture dans les Régions<br />

Sahariennes ( ) ; environ 260 000 hectares ont été attribués à 40 130 attributaires, dont seulement<br />

78 450 hectares ont été mis en valeur (soit un taux de 30%). Cet écart témoigne des difficultés<br />

certaines pour la réalisation de la politique de mise en valeur agricole dans les régions sahariennes.<br />

Les lourds investissements qu’exigent l’aménagement des sols, la réalisation des forages, de<br />

21


Le développement de l’économie agricole oasienne ____________________________________________________________________________________________________<br />

l’électrification et la réalisation des pistes nécessitent l’intervention de l’Etat. Ceci témoigne aussi<br />

des conditions difficiles dans lesquelles les agriculteurs tentent de mettre en valeur des terres.<br />

Les causes les plus plausibles qui expliquent les insuffisances observées dans les actions<br />

d’intervention des pouvoirs publics et leur manque d’efficacité sont principalement :<br />

a) Les stratégies élaborées par les pouvoirs publics ne cadrent pas avec les attentes des<br />

oasiens. A titre d’exemple, la mise en place des périmètres céréaliers ont connu un échec, alors que<br />

pour la phoeniciculture, il y a plus ou moins plus de réussite et d’engouement des oasiens pour<br />

cette option qui est sans doute le palliatif qui leur permet de reconstituer le patrimoine des<br />

anciennes oasis qui est menacé d’une importante dégradation. En fait, il s’agit d’un mauvais choix<br />

des systèmes de production à promouvoir, mais ceci reste conditionné par les choix stratégiques de<br />

la politique nationale qui a elle-même subi d’importantes transformations ces deux dernières<br />

décennies. (BOUAMMAR B., 2000)<br />

Les modèles d’exploitations préconisées se sont avérés inadaptés à la réalité dans la mesure<br />

où l’on assiste à une reconfiguration parfois radicale des systèmes de production. L’échec de<br />

l’introduction du système de production céréaliers (selon le modèle importé des Etats-Unis<br />

d’Amérique), la reconversion progressive de la plasticulture dans les bassins de production<br />

phoenicicole dans les Ziban (AOUIDANE A., 2008), les entraves du développement de la tomate<br />

industrielle dans le Touat sont autant d’indicateurs des incohérences des modèles d’exploitations<br />

que les pouvoir publics ont voulu promouvoir.<br />

Le choix du profil des candidats à la mise en valeur répond à des objectifs de résorption de<br />

chômage ne cadre pas avec l’objectif de durabilité de l’exploitation agricole. Nous avons constaté<br />

de nombreux cas d’abandon des exploitations en raison du manque de moyens financiers pour faire<br />

face à des charges d’exploitations. L’exploitation pourtant complètement aménagée et équipée<br />

(pour la petite exploitation : plantation d’un hectare de palmiers, un hectare équipée en serres, et<br />

entièrement équipée). L’affectation de ces exploitations à des chômeurs qui ne disposent pas de<br />

ressources financières (parfois même pas de quoi payer la facture d’électricité) s’est avérée un<br />

fiasco dans la mesure où généralement, l’exploitation est soit abandonnée soit louée à des tiers.<br />

Parfois c’est l’aptitude du candidat à la mise en valeur qui est remise en cause, car il ne dispose pas<br />

de l’expérience ou de la compétence nécessaire.<br />

b) Pour la mise en œuvre de ces programmes, les pouvoirs publics ont utilisé des moyens<br />

inadaptés par rapport à la réalité du milieu oasien (appui à la production, vulgarisation, politique de<br />

subvention, choix des sites...). Le cloisonnement de ces structures ou leur manque de coordination<br />

n’a fait qu’accentuer le manque d’efficacité dans la réalisation des différents programmes et dans<br />

les opérations d’intervention sur le milieu agricole d’une manière générale. La récente période a vu<br />

la « cession » de certains établissements de Formation et de Recherche (à l’exemple de l’Institut de<br />

Formation Supérieure en agronomie Saharienne, ex. ITAS) au Ministère de l’enseignement<br />

supérieur et au Ministère de la formation professionnelle, ce qui à notre sens a accentué son<br />

cloisonnement par rapport aux différentes institutions d’encadrement du secteur agricole. Le<br />

CDARS qui pendant longtemps constituait le cadre institutionnel de conception et de réalisation<br />

des programmes de développement et dont les cadres ont accumulé une expérience inestimable<br />

s’est vu supplanté par la GCA et la confusion des missions de chaque institution s’est davantage<br />

aggravée.<br />

c) La conception du développement agricole et du développement rural n’est pas adaptée au<br />

milieu oasien et de ce fait, des concepts et des notions qui sont produites pour « un ailleurs » que le<br />

milieu oasien ne peuvent être des outils appropriés pour l’élaboration et la mise en œuvre d’une<br />

politique de développement. En outre, et même dans les régions sahariennes, il existe une diversité<br />

assez importante pour éviter de considérer que l’espace saharien présente une homogénéité et qu’il<br />

faudrait dans ce sens adopter les mêmes approches des problèmes de l’agriculture saharienne.<br />

22


_______________________________________________________________________________________________________________________________________<br />

مجلة الباحث - عدد 2008 / <strong>06</strong><br />

Conclusion :<br />

L’histoire des agricultures développées nous enseigne que la modernisation des structures et<br />

des modes de production a été orientée et soutenue par l’Etat. Même dans les politiques les plus<br />

libérales, on a toujours tordu le cou au saint principe libéraliste pour le secteur agricole et les larges<br />

subventions publiques ont toujours caractérisé ce secteur. Cette histoire nous enseigne aussi que le<br />

progrès agricole passe par une concentration du foncier agricole et la promotion de la grande<br />

exploitation agricole synonyme de progrès technique et d’innovation. Ce processus d’évolution de<br />

l’agriculture saharienne a sérieusement menacé l’exploitation agricole familiale qui continue à être<br />

la garante de la préservation des terroirs et le moyen le plus approprié de fixation des populations<br />

rurales.<br />

C’est en premier lieu le critère de taille qui conditionne le niveau de revenu de l’agriculteur<br />

même s’il est largement admis que d’autres paramètres tels que la fertilité des sols, les systèmes de<br />

cultures et les moyens financiers mis en oeuvre interviennent aussi dans la détermination de ce<br />

revenu. Comme il est aussi admis que le niveau de surface optimale constitue le noyau essentiel sur<br />

lequel repose une politique agricole. Dans les régions sahariennes, le nombre élevé de petites<br />

exploitations établit la vulnérabilité de l’agriculture saharienne. Il est cependant difficile de définir<br />

le niveau de surface optimale, en fonction du système de culture, qui permet une viabilité<br />

économique et sociale.<br />

Le Développement agricole dans les régions sahariennes doit s’articuler autour de trois<br />

niveaux d’intervention la petite, la moyenne et la grande exploitation. Il y a urgence à promouvoir<br />

la petite exploitation familiale oasienne qui est la garante de l’équilibre écologique et social des<br />

oasis ainsi que l’exploitation familiale moyenne (que ce soit dans l’ancien système agricole ou dans<br />

les nouveaux périmètres de mise en valeur agricole). Ce type d’exploitation doit constituer une<br />

étape transitoire entre l’exploitation vivrière et la grande exploitation. On doit dans ce sens agir sur<br />

les conditions qui bloquent ou limitent son développement.<br />

En deuxième lieu il faut promouvoir la grande exploitation qui reposerait sur l’agriculture<br />

et de type intensif et qui serait apte à réaliser une substitution des importations et à réduire la<br />

dépendance alimentaire du pays. Mais cette option, si elle n’est pas accompagnée d’une politique<br />

de promotion des industries en amont et en aval de la production (promotion de filière) ne fera que<br />

déplacer la dépendance vers une importation des intrants agricoles. Il s’agit donc de développer les<br />

avantages comparatifs et les avantages compétitifs, en restant dans une logique de production<br />

locale.<br />

Il y a lieu de réunir les moyens nécessaires en vue d’améliorer les rendements agricoles en<br />

introduisant des itinéraires techniques plus efficaces qui assurent une meilleure rentabilité. Comme<br />

il y a urgence à adapter le système de Recherche en disposant de terrain d’application des<br />

innovations. Comme il faut adapter les institutions de financement et de crédit aux exigences du<br />

monde agricole en rendant plus fluides le crédit agricole. Mais ceci ne saurait se faire sans un cadre<br />

juridique adéquat qui ne pénaliserait pas la banque ou la mutualité agricole et qui rendrait plus<br />

transparentes les opérations de crédit. Le développement de l’agriculture passerait aussi par la une<br />

réforme de l’appareil de vulgarisation et de la séparation de la mission administrative qui est<br />

assigné à l’agent de vulgarisation qui pour qu’il se consacre entièrement à la tâche qui est la sienne.<br />

23


Le développement de l’économie agricole oasienne ____________________________________________________________________________________________________<br />

Référence :<br />

AOUIDANE A., 2008. Etude de la dynamique agricole dans la région des Ziban : cas d’étude d’<strong>El</strong><br />

Ghrous. Mémoire de magister en agronomie saharienne – gestion des agro systèmes sahariens. Université<br />

Kasdi Merbah <strong>Ouargla</strong>. P.143<br />

BOUAMMAR B., 2000. Les effets des changements de l’environnement économique et leurs impacts sur<br />

la rentabilité économique et financière des nouvelles exploitations agricoles oasiennes phoenicicoles et<br />

céréalières et sur leur devenir : cas de la région de <strong>Ouargla</strong>. Mémoire de magister. INA d’<strong>El</strong> Harrach.<br />

Alger. P. 128<br />

BOUZIDE K., 20<strong>06</strong>. La question du foncier agricole dans la palmeraie d’<strong>El</strong> Ksar de <strong>Ouargla</strong>. Mémoire<br />

d’ingénieur en agronomie saharienne. Université Kasdi Merbah. <strong>Ouargla</strong>. P.69<br />

CHAOUCH SAIDA. 20<strong>06</strong>. Développement agricole durable au Sahara. Nouvelles technologies et<br />

mutations socio économiques : cas de la région de <strong>Ouargla</strong>. Thèse de Doctorat Université Aix-Marseille<br />

P. 389<br />

IDDER T. 2005 Contribution à l'étude des principaux facteurs de dégradation de l'oasis du ksar de<br />

<strong>Ouargla</strong>. Mémoire d’ingénieur en agronomie saharienne. Université Kasdi Merbah. <strong>Ouargla</strong>. P.79<br />

ZENKHRI S. 2002. L’agriculture saharienne : situation actuelle et perspectives. Séminaire<br />

international sur le développement de l’agriculture saharienne comme alternative aux ressources<br />

épuisables. Biskra. 2002.<br />

24

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!