22.08.2015 Views

Interactive

18 interactive final

18 interactive final

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

أيلول September 201518<strong>Interactive</strong> copyنور اإلمام...‏إلى األمام..‏الرزاز : عائلة من ذهب@ روّ‏ اد التنمية:‏ عَ‏ مّ‏ ان عَ‏ مّ‏ انية ... ال شرقية وال غربية@ احلياري:‏ قُ‏ طع لساني نصفني فصار شبرين @ الرفايعة يكتب عن خضرة@ حلمي األسمر:‏ هل اسرائيل اسالمية؟ @ ربيعة الناصر عن طارق الناصر‏@عمّ‏ ار خماش يستغيث ‏:أنقذوا عيوننا @ خالد الكركي واملهمة املستحيلة@ اسامه الشريف يكتب:خمر ونساء ووطن @ بيت حلم تعمد شادي زقطان@ اخليطان ‏:املنسف جَ‏ مَ‏ ع األصول واملنابت @ ملحم ووصفي التل و ‏“زيتون بُرما ”


حلمي األسمريلتقط الفكرةالذكية،‏ ، ويتساءل:‏هل إسرائيل إسالميةأكثر منّا؟10الرزاز : عائلة من ذهبروّ‏ اد التنمية:‏عَ‏ مّ‏ ان عَ‏ مّ‏ انية ... ال شرقية وال غربيةبقلم:‏ سمر دودينسمير احليارييستعيد ذكرياته،‏وكيف تعرّض لسانهللقطع،‏ فتنبأ أحدهم:‏سيصبح لسانهشبرين!‏األستاذ أسامهالشريف يكتب:‏خمر ونساء وحربووطن...‏8الدكتور خالد الكركىو”املهمّ‏ ة املستحيلة”‏في استعادة هيبةاللغة العربية فياألردن،‏ خالل سنة...‏باسل الرفايعة،‏ مديرحترير ‏“اإلمارات اليوم”‏يكتب عن جدّ‏ ته خضرةنصّ‏ اً‏ أخّ‏ اذاً...‏مقالة هذا الشهرمن الصحافة األردنيةلفهد اخليطان،‏وفيها يُلخّ‏ ص أسبابإستقرار األردن...‏عندليب احلسبان،‏حتسب كلماتها،‏حرفاً،‏ حرفاً،‏ وتكتبعن خرفان ذاهبةبجرأة نحو املقصلة!‏العمّ‏ ار،‏ عمّ‏ ار خماش،‏ يُطلقصرخة إستغاثة:‏ هل ميكنإنقاذ البحر امليت من هذهالكارثة املعمارية؟ناصر قمّ‏ ش،‏ الصحافياخملضرم،‏ يُحذّ‏ ر:‏ إنتبهوا،‏فالصورة تكذب أحياناً،‏وتقلب الفرح إلى حُ‏ زن،‏وتشوّه وجوه االناس...‏الدكتور معني املراشدةيواصل نبش الذاكرة،‏ ومنشهادته العيانية يروي قصّ‏ ةحزب أسسه ملحم التل فيمزرعة وصفي ...العمّ‏ اني املُعتّق،‏ جمالمساعدة،‏ يبدأ زاوية‏“جماليات مساعدة”،‏ حيثاجلمل القصيرة مقاالتاملبدع ماجد شاهني يكتب:‏كرسيّ‏ ، ونادل،‏ وشاي وشارعيغلي بالبشر...‏بيت حلمتُعمّ‏ دشادي زقطانثالث سيدات عمّ‏ انيات يُحقّ‏ قن ‏“يوتوبيا أردنية”‏هذه زاويةمُخصّ‏ صة للحديثعن ‏“اللويبدة”،‏ولن نكرر أنفسنا مع حديث األرقام،‏ التينحققها،‏ ونشوة النجاح،‏ التي كنّا نعرفأنّنا سنبلغها،‏ وبسرعة،‏ فذلك،‏ واحلمد هلل،‏كان ‏“حتصيل حاصل”.‏كنا نعرف سلفاً‏ أنّ‏ اجلديد هو الذييريده القراء،‏ ومجلتكم،‏ مجلتنا،‏ باتت حتلّقفي فضاءات لم تكن لتصلها لوال احلبّ‏املشترك،‏ بني ‏“اللويبدة”‏ والقراء.‏وألنّنا نبلغ مساحات جديدة،‏ في األردن،‏وخارجه،‏ فهناك تساؤل دائم يصلنا:‏ ملاذاإسم ‏“اللويبدة”،‏ وهو غير مطروق،‏ وغيرمعروف األصل والفصل؟ وهل لهذا اإلسمأن يكون جمللة باقية؟إجابتنا،‏ باختصار:‏ جبل اللويبدة هو أحدجبال عمّ‏ ان التاريخية السبعة،‏ وهو الوحيدالذي حافظ على شكله وتقاليده،‏ وهوالذي ميثّل األصالة والفرادة والتنوّع والتعدد،‏ولهذا فنحن نحاول احملافظة عليه،‏ كما هو،‏إمنوذجا لألردن،‏ أمّ‏ ا بالنسبة ملعنى اإلسمفلنا حديث آخر...‏احملرر441646ارحتاالت سمير عربياتتأخذه إلى الصومال،‏ وكارثةحتوّل بلد من ثراء إلى فقرووتطرف،‏ لسبب الفساد...‏زمان عنطوشاتالبرملان52الباحث والكاتب حناميخائيل سالمه يواصلاستعراضه مأثورات اللغةوالثقافة،‏ واآلن هو حديثالعشق والعشاق...‏ربيعة الناصرتكتبعَ‏ نطارق الناصرعدسة باريهانقُمق ال تُكسر،‏ فقدصُ‏ نعت من عَني التُخطئ اللحظة...‏ألبومها يُحيط‏“اللويبدة”‏ بسحرهاألردني األخّ‏ اذ...‏34


1110إعترافات مؤنسوكثيرة هيالذكريات مع مؤنس،‏ولكنّني ال ميكن أنأنسى تلك الليلة،‏ فقدأنهينا سهرتنا معشلّتنا الثرثارة قُرب آخرالليل،‏ في فندق كناريأنسى يوم إتّصلت بي،‏وقُلت:‏ تعال بسرعة.‏ ذهبتإليه ليفاجئني بأنّه علىقناعة أنّ‏ النظام العراقيسيغتاله قريباً.‏ القصّ‏ ةأنّ‏ شخصاً‏ من السفارةالعراقية زاره،‏ وأفهمهأنّ‏ هناك معلومات تقولإنّه يكتب قصّ‏ ة والده معصدام حسني،‏ ونصحه بأنال يفعل.‏اللويبدوي،‏ راح الروائي الياس فركوح والشاعران يوسف عبدالعزيز وطاهر رياض في حالهم،‏ وكان عليّ‏ أن أوصل مؤنسبسيارتي.‏لم أذهب باملسار الطبيعي،‏ بل نزلت إلى وسط عمّ‏ ان،‏ومن ثمّ‏ إلى شارع احملطة،‏ وعُدت إلى غرب عمّ‏ ان حيثنسكن عبر طريق عني غزال،‏ وكلّ‏ ذلك ونحن نحكي ونحكيونستذكر،‏ وحني وصلت إلى قُرب املدينة الطبيّة،‏ كان الكالمينفدُ‏ منّا،‏ فسحبتُ‏ بيدي شريطاً‏ وألقمته اجلهاز،‏ وأدرتاملقود نحو العودة،‏ فإذا بصوت عبد احلليم حافظ يُباغتنابإحدى أغانيه الوطنية جلمال عبد الناصر،‏ فاستمعنا وردّدنامعه،‏ وصار الشريط ينساب أغنية بعد أخرى بكلّ‏ تلكالذكريات،‏ فأخذتنا اللحظة إلى صُ‏ راخ على شكل ترديدأغنية،‏ وعاد الهدوء مع أغنية لفيروز:‏ البيتُ‏ لنا،‏ والقُدس لنا،‏فاستمعنا صامتني،‏ ولكنّ‏ دمعاتي نزلت كعادتها مع سماعهذه األغنية،‏ فقال لي:‏ أنت تبكي؟ غلبتُ‏ دمعاتي وتطلّعتإليه.‏ كان يبكي.‏ وحني عادت فيروز إلى الالزمة التي تقول:‏اآلن اآلن وليس غداً‏ أجراس العودة فلتُقرع،‏ صرنا نصرخ،‏ونصرخ معها.‏وكان مؤنس يهديني كُ‏ تبه،‏ وال يسألني رأيه،‏ ولكنّه معكتاب ما،‏ بعد سنوات كثيرة،‏ إتّصل بي وسألني:‏ ما رأيك؟قلتُ‏ : جميل!‏ ردّ:‏ ألم تُالحظ شيئاً‏ يعنيك شخصياً؟.‏ قُلتُ‏ :ال،‏ ردّ‏ عليّ‏ وضحكته متأل السمّ‏ اعة:‏ عليك أن تُعيد قراءته،‏وتتأمّ‏ ل ذلك املأسور باملاضي من خالل أغاني عبد الناصر،‏الذي يبكي ويصرخ،‏ فرددت وتلك الليلة محفورة في ذاكرتي:‏ولكنّك غنيت،‏ وصرخت،‏ وبكيت أيضاً،‏ فقال:‏ كنتُ‏ أكتبعنك،‏ وعنّي أيضاً.‏مؤنس وهواجس اإلغتيالعلى أنّ‏ تلك الليلة،‏ احملفورة في الذاكرة،‏ حتمل سرّاً‏وعدت مؤنس أن ال أبوح به،‏ ولكنّه وقد باح ببكائي فيكتاب،‏ أظنّ‏ أنّني في حلّ‏ من الوَعد،‏ وللتاريخ أذكر أنّه وعندإشارة ما،‏ في شارع ما،‏ توقّفنا،‏ فقال لي:‏ هل تعرف أنّنيأطلقت النار باخلطأ على نفسي؟ تطلّعت إليه مُستغرباً،‏فأوضح أنّه خالل أيام بيروت الصعبة،‏ وقَد إعتقل والدهفي بغداد،‏ واغتيل عبد الوهاب الكيالي ألنّه من جماعةمنيف الرزاز،‏ وفُجرّت السفارة العراقية وراحت فيها بلقيسزوجة نزار قباني،‏ وصار القتل مجانياً،‏ ظنّ‏ أنّه املُرشّ‏ ح األوّللإلغتيال،‏ فاقتنى مسدساً،‏ وظلّ‏ يحمله،‏ ليدافع عن نفسه،‏وحتّى ال يكون هدفاً‏ سهالً،‏ وصادف أنّه عبث باملسدس مرّة،‏فخرجت طلقة واستقرت في ساقه،‏ وتعالج منها.‏ وأرانيتلك الليلة مستوطن الطلقة.‏مؤنس،‏ يا مؤنس،‏ يا ذلك الصديق الغالي،‏ هل لي أنكان مؤنس مذهوالً،‏ فكيف عرف العراقيون أنّه يكتبرواية ‏:”إعترافات كامت صوت”،‏ وما زالت مجرّد نصّ‏ قيداإلعداد؟ وسألني النصيحة،‏ فلم أعطه إياها،‏ بل قدّ‏ متله رأيي:‏ املؤكد أنّ‏ العراقيني غاضبون وجادّون،‏ فهذه رسالةواضحة وصريحة،‏ وتهديد ال يرقى إليه شكّ‏ ، ولكنّهم لنيقتربوا منك في األردن،‏ فهناك إتّفاق ‏“جنتلمان”‏ على حتييدالساحة األردنية أمنياَ،‏ وعلى اجلانب اآلخر،‏ فأنت شخصيةمعروفة،‏ وتسافر كثيراً،‏ وهكذا فستكون في اخلارج هدفاً‏سهالً،‏ وعلى اجلانب األخير،‏ فأنت تكتب شيئاً‏ من حقّ‏ كأن تنشره.‏ بعد سنة،‏ أو أكثر قليالً،‏ ظهر الكتاب،‏ وحتدّ‏ ى بهمؤنس قتلة والده.‏في القاهرةولم يغادر مؤنس األردن،‏ أيامها،‏ أبداً،‏ ولكنّ‏ األحوال هدأتبعد حرب اخلليج،‏ فترافقنا مع عائالتنا في رحلة من العُ‏ مرإلى القاهرة.‏ كان والدي سيحصل على أوّل وسام للقُدس،‏اجلائزة التي استحدثها الراحل ياسر عرفات،‏ وألنّني خبيرمبصر،‏ استطعنا استثمار كلّ‏ حلظة من الزيارة.‏قضينا أسبوعاً‏ سكنت فيه الدهشة مؤنس،‏ فقد عرفالتقدير الذي يكنّه له،‏ ولوالده،‏ كبار الروائيني والشعراءوالنقاد والفنانني والسياسيني.‏ من ياسر عرفات،‏ إلىمحمود درويش،‏ إلى سميح القاسم،‏ إلى إميل حبيبي،‏ إلىوإلى وإلى،‏ وعرف شوارع وأزقة مصر،‏ وزرنا قبر عبد الناصر،‏ومقهى ريش ومقهى الفيشاوي،‏ وأكلنا السمك عندسفوح األهرامات،‏ وحضرنا مسرحية ‏“املتشائل”‏ بتجسيدمحمد بكري،‏ ورغماً‏ عن أنفه سهّ‏ رته في ملهى محترمترقص فيه ‏“زيزي مصطفى”!‏سأقتلك يا مؤنسكُ‏ نتُ‏ في طريقي إلى مزرعة صديق،‏ ألقضي فيالطبيعة أياماً،‏ حني هاتفني صديقنا املشترك محمدخروب،‏ وقال:‏ مؤنس في مشفى لوزميال،‏ وفي وضع صعب،‏ودخل فترة من الكوما،‏ فقط أردت أن أخبرك حتى ال تُفاجأباخلبر.‏ سألته:‏ ماذا تعني باخلبر؟ فتهدّ‏ ج صوته،‏ وهو يقول:‏وضعه صعب جداً.‏ كان محمد يكاد يقدّ‏ م لي العزاء.‏ واصلترحلتي،‏ مذهوالً،‏ ولم أذرف دمعة واحدة،‏ فالصفعة الكبيرةال حتُ‏ دث أملاً‏ في أوّل األمر.‏ وصلت،‏ ففتحت الكومبيوتروكتبت:‏صباح اخلير يا مؤنس...‏وبعد،‏فلستُ‏ أظنّك،‏ وأنت في غرفة العناية املركّ‏ زة،‏ فيمشفى قدمي يُطلّ‏ على القلعة من اللويبدة،‏ في الطريقالعتيقة التي كان والدك احلبيب يسلكها إلى عيادته،‏ إالّ‏مُتأمّ‏ الً‏ في حال أمّ‏ ة تعيش الغيبوبة منذ زمن،‏ وتنتظر فكرةالرواية التالية التي تفضح ذلك الوضع،‏ وتشرح واقع احلالبتقنية فنيّة عالية،‏ تَعَرّفَتْ‏ عليك قبل أن تلتقيها وجهاً‏لوجه...‏وأظنّك كنتَ‏ تتنبّأ،‏ في يوم،‏ هذه احلال التي تعيشهااآلن،‏ فحني دخل احلبيب يوسف أبو الراغب في غيبوبته،‏ قبلنحو العشرين من السنوات،‏ وما زال،‏ ظلّلت حتُ‏ دّ‏ ثني عن ذلكاحلدّ‏ الذي يفصل احلياة عن الغياب،‏ وتتأمّ‏ ل،‏ وتُفكّ‏ ر بصوتعال،‏ وتشرح رؤيتك حول تتالي املشاهد التي يراها يوسف،‏والتي ترى مثلها اآلن...‏ولستُ‏ في شكّ‏ ، أبداً،‏ في أنّك تعيش في هذه اللحظاتمع منيف،‏ الذي اغتاله كامت صوت لم يعترف كما يجب،‏فقد اغتال معه أمّ‏ ة كاملة ظلّ‏ موتها يأتي ببطء،‏ وبرود،‏وأعرف أنّك تعيش اآلن مع ذلك العربيّ‏ الذي ضاع بنيناطحات السحاب،‏ حني سارع الى الهرب من الصحراء،‏وتعيش مع هؤالء األحياء في البحر امليّت الذين يقلّ‏ عددهممع كلّ‏ فجر جديد،‏ وفي كلّ‏ األحوال،‏ فأنت تتذكّ‏ ر أيّامكاحللوة في ‏“املطران”‏ واللويبدة وبيروت والشام وبغداد ولندن،‏وعمّ‏ ان الثمانينيات حيث رابطة الكتّاب والياس فركوح وأبوالزوز عبد العزيز،‏ وصراعات سالم النحّ‏ اس ومحمد سعيدمضية التي كنّا نعيش على هامشها،‏ ونرفضها،‏ والكناريوطاهر رياض ولوحة الشعر العفويّ‏ ، ومقهى العاصمةومحمد خرّوب،‏ وتلك املرحلة الصوفية مع ليث شبيالت،‏وتلك اللوحة التي رسمتها في مرحلة ظننتَ‏ فيها أنّ‏الريشة ستتغلب على القلم فيك،‏ واستغرق فيها ‏“بسطارعسكري”‏ ثالثةأرباع مساحتها...‏فأنت،‏ إذن،‏ يا احلبيب وإبن احلبيب،‏ تعيش حالة روائيةجديدة،‏ تستحضر أفكارها،‏ وترسم مشاهدها،‏ بينك وبنينفسك،‏ في حلظات سالم وهدوء أرادها مؤنس أن تكونبني مؤنس ومؤنس،‏ فاحلياة الصاخبة التي شهدت حروباً،‏وانقالبات،‏ وتشرّداً‏ بني العواصم،‏ وفرحات لم تكتمل،‏ أحوجما تكون إلى وقفة مع الذات،‏ ليس للمراجعة فحسب،‏ولكن للراحة أيضاً...‏فال يا مؤنس...‏ما زال في العمر بقيّة،‏ وما زال لدينا ما نقوله،‏ ومانفعله،‏ وما زال في الدنيا الكثير من األوراق البيضاء التيتنتظر الكتابة،‏ وما زال لدى أبو علي الكثير من الكتب التيتستأهل القراءة،‏ وما زال لدينا صرخة ينبغي أن تُطلق،‏وحجراً‏ ال بدّ‏ وأن يُحرّك تلك البركة الراكدة...‏سأقتلك،‏ يا مؤنس...‏لو خذلتني...‏.....................ولكنّ‏ مؤنس هو الذي قتلني،‏ حني خذلني وغاب،‏لينضمّ‏ إلى والده الراحل،‏ وبعده بسنوات غابت الرائدةأم مؤنس،‏ ولكنّ‏ ذكرى الثالثة باقية حتى اآلن،‏ والرحلةمتواصلة من خالل عمر ومنيف الصغير،‏ وستبقى حياتهمموضع تقدير،‏ بدليل كتابتنا اليوم عن ‏“عائلة من ذهب”.‏


13فيديو / Videoقصّ‏ ة جناح١٠ سنوات من ‏“روّ‏ اد التنمية “12عَ‏ مّ‏ ان عَ‏ مّ‏ انية ...ال شرقيةسمر دودين وال غربيةناشطة ومديرة مشروع روادليس هناك:‏ أنا،‏ بل:‏ نحن،‏ وليسهناك من شرقي وال غربي،‏ وليس هناكمن غني وال فقير،‏ وليس هناك أيّ‏نوع من التمييز،‏ فهناك فقط عمّ‏ انالواحدة،‏ التي ال شرق فيها وال غرب،‏وال جنوب وال شمال،‏ بل عمّ‏ ان احلبيبةالتي يأسر حبّها الضيف قبل املُقيم،‏ويعشقها الزائر بعد املواطن...‏قبل ثماني سنوات،‏ من اآلن،‏ قدّ‏ مت‏“اللويبدة”‏ مشروع ‏“رواد التنمية”‏في جبل النظيف،‏ وكتبت حينها أنّ‏‏“النظيف يعود نظيفاً”،‏ ولكنّنا اآلنوبعد سنوات متواصلة من العملاملتواصل نستطيع القول إنّ‏ األمر كانيتعلق بأكثر من نظافة الشوارع،‏ بلباعادة إنتاج عالقات عمّ‏ ان مع نفسها،‏هنا ما كتبته مديرة املشروعسمر دودين في إجابتها على أسئلة‏“اللويبدة”:‏كنت أعمل بشغفعلى مشروعي ‏“تكوينفضاءات تنوير وابداع“،‏الذي اعتنى بسؤال التنوعالثقافي والتعددية فيمدينة عمان،‏ عندما دعانيفادي غندور مؤسس ومديرشركة ‏“أرامكس”‏ فيذلك الوقت للمشاركةفي حلقات حوارية تتناولالتنمية والتعليم،‏ وضرورة انخراط رواد االعمال من القطاع اخلاص فيتأسيس مبادرات مستدامة،‏ متكن الشباب وتخدم االهالي في األحياء.‏عام 2005 كان عتبة بدأت فيها حياتي بالتحول التدريجي منالعمل في مجالي التربية و الثقافة و الفنون،‏ نحو استكشافأمناط التعلم الشعبي السائدة،‏ واحللقة املفقودة في ثقافة الشبابواالهالي خارج املدارس.‏دعوة فادي غندوركنت قد اطلقت،‏ في ذلك الوقت،‏ مع أمني عمان نضال احلديد،‏وزمالئي اعضاء مجلس االمانة،‏ مشروع املدينة الصديقة لألطفال،‏وتعرفت عن قرب على شرقي عمّ‏ ان،‏ التي أصبحت عبر سنوات ممتدةاكثر االماكن اكتظاظا في العاصمة.‏ وكانت أول مرة أجلس فيهاحول طاولة مستديرة،‏ تضمّ‏ رجاالً‏ وسيدات أغلبهم منقطاع األعمال،‏ حيث كانت دعوة فادي للحديث عن حتدياتالشباب،‏ وسوق العمل واشكاليات التعليم والتنميةومسؤولية القطاع اخلاص.‏أنا،‏ كما معظم االردنيني،‏ انتمي ألسرة من اصولفالحية،‏ يعمل أهلها في التعليم والطب والهندسة،‏ وخدمالكثير من ابنائها وبناتها في مؤسسات القطاع العام .تساؤالت املسؤولية اجملتمعيةتساءلت كثيراً،‏ وأنا استمع لفادي يتحدث عن املسؤوليةاجملتمعية للشركات،‏ وعن دور الدولة في كل هذا : أليستالدولة مسؤولة عن اخلدمات،‏ التي تعنى بالفئات التيتتعرض لتهميش إقتصادي و إجتماعي،‏ بسبب البطالةوقلة املوارد وفشل مخرجات التعليم ؟وتساءلت،‏ أكثر:‏ وكيف ميكن ان يتمّ‏ العمل مع اجملتمعاتالتي تسعى للتغلب على التهميش،‏ في ظل غياب تام حلوارمنظم بني القطاع العام و اخلاص ومؤسسات اجملتمع املدني،‏التي تعمل في غالبيتها من خالل التمويل االجنبي؟.‏وأيضاً:‏ كيف تتحقق االستدامة في هذه املبادرات،‏وكيف ميكن ان ننخرط في العمل مع االهالي في االحياء،‏بال فهم عميق،‏ ومعايشة يومية،‏ واستماع متعاطف؟ وهلهناك قطاع خاص مستعد أن يخصص جزءاً‏ أساسياً‏ منالربح إلنشاء و عاية مؤسسات تنموية مستقلة مالياً،‏وتعمل بحرية فكرية عالية في ظل ظروف البلد؟كان لدي الكثير من الشكوك،‏ فعمان التي تربيت فيهامقسومة شرقية و غربية،‏ و الثقافة التي كانت سائدة فيالستينيات والسبعينات،‏ ومتيزت بالعمل االهلي واالنفتاحالفكري حتولت الى ثقافة شديدة احملافظة،‏ تتشكل فيمساحات مهمشة،‏ أو مسوّرة،‏فجوة طبقية تُهدّ‏ د األمن اإلجتماعيحتى أدراج عمّ‏ ان،‏ التي ظلّت على الدوام طابع املدينة،‏لم تعد كافية لبناء اجلسور بني اجلبال وأهلها،‏ الفجوة


1514الطبقية في عمان تضخمت،‏ وتفاقمت و أصبحت تهدداالمن االجتماعي و االقتصادي،‏ و تزداد بسبب موجات اللجوءالتي حتمل ألم االهل،‏ و عزمية البقاء .تفجيرات الفنادق واستشهاد خورماواملبادرة... في 9 نوفمبر 2005 عاشت عمان حلظات أليمة بعدتفجيرات ارهابية استهدفت ثالثة فنادق،‏ إستشهد فيهاالشاب االقتصادي املعروف مصعب خورما،‏كان فادي،‏ بعدها،‏ قد أسس ‏“صندوق مصعب خورمالتعليم ومتكني الشباب”‏ ليستفيد منه الشباب في منطقةجبل النظيف وعمان الشرقية،‏ وبعد سنة كاملة من لقاءاتمع االهالي واجلمعيات العاملة هناك،‏ دعاني في كانون األول/‏ديسمبر،‏ الى نادي امللك حسني،‏ وقدم فادي غندور مبشاركةمسؤولة االستدامة في ‏“أرامكس”‏ في ذلك الوقت،‏ رغدةبطرس،‏ مقترحاً‏ دعوة لكل احلضور من رواد االعمال ونشطاءالثقافة و العمل االجتماعي لالنضمام للمبادرة.‏شاهدوا فيديو:‏https://youtu.be/TjPYKgtkTWAحتدث فادي كثيرا عن فكرة التهميش،‏ وكيف ميكن أنتنمو وتكبر،‏ ليس فقط بسبب غياب اخلدمات االساسية،‏واملبادرات االهلية،‏ ولكنها أيضا نتاج النسحاب القطاعاخلاص من االنخراط في العمل التنموي،‏ وبالتحديد فياالحياء من خالل املعايشة اليومية و التواجد بني االهالي.‏كان شغفي دائما العمل مع الشباب،‏ وحتمست كثيرابعد اللقاء،‏ وشعرت أن إستقاللية املشروع املالية والفكريةنقطة انطالق قوية لتجربة ستكسر حدود عمان الشرقية والغربية،‏ ولتصبح ر”واد التنمية”‏ منصة إنخراط مدني فعالة،‏ومساحة عمل في االحياء،‏ حتترم التعددية والتنوع وتقدممنوذجاً‏ تعلمياً‏ مدنياً‏ بامتياز.‏رحلتي مع ‏“رواد التنمية”‏و بدأت رحلتي االسبوعية،‏ كمتطوّعة ملتزمة،‏ من2006-2009 كل سبت من الساعة 12-2:30 ظهراً‏ في لقاءسمّ‏ يته دردشات شبابية،‏ أصبح بعد فترة وجيزة مساحةآمنة للحوار املفتوح,‏ ومنصة صلة بني الشباب ومتحدثنيومتحدثات كثر يعملون في التعليم و اإلقتصاد والسياسةوريادة األعمال والفنون.‏ كانت حلقات دردشات محفزةوملهمة لي للبحث بعمق عن املضمون املفقود,‏ و املغيب,‏في ثقافة الشباب ونظرتهم للحياة,‏ وأصبحت حلقة تعلمثقافية هامة،‏ حررت أصوات الشباب في مرحلة التأسيساالولى،‏ وسمحت بتطوير القدرة على االستماع و التعاطفو قبول االختالف.‏ كان العمل جارياً‏ من خالل مبادرات خالقةاطلقت طاقات الشباب،‏ ووضعت بذرة الفكرة االساسيةلرواد،‏ وهي منح الشباب فرصة التقدم ملنح تعليمية،‏ مقابلانخراطهم في التطوع و خدمة اجملتمع .في صيف 2009 طلب مني فادي أن أنضم للمؤسسةكمديرة اقليمية و مديرة برامج و منذ ذلك احلني و انا اعملمع رواد التنمية و اهلها . 10 سنوات مضت على روادالتنمية اليوم و انا مشاركة و مالزمة لتوسعها في االردنو الدول العربية اجملاورة بهدف متكني الشباب من العمل معاالطفال و اليافعني و االهالي و رفدهم مبهارات اساسيةتساعدهم على االنخراط في سوق العمل .اكثر ما يلهمني في عملي في رواد هو انني اعيش كليوم مساحة امنة للحوار الصادق مع الفريق و الشباب واالهالي هذه املساحة تسمح باستماع عميق و تعلم اصيلو التزام يشبه االميان يسمح بالعمل اجلاد الداعم يوم بيوم وسنة بسنة ....أبطالي في رواد التنمية كثر ، احدهم مهند الذي بنىقصرا كبيرا للمشردين في ورشة الفنون و احاطه بنهرضخم فيه متساح بديع و فرعون صغير ‏....ياتي كل يوم يعملمعنا نحبه و يحبنارفاقي في رواد كثر منهم ميسون تعمل مع الشبابذوي االعاقة بتكوين قطع صلصال بديعة و تزرع بستانا كبيرابشتى انواع النبات البري و تبتسم دائما و حتمل همة تشبهقمم اجلبال الشامخة و كرامة امهاتنا الكادحاتاصدقائي في رواد كثر منهم طارق القوي االمني تخرجمن برنامج منحة مصعب خورما بتفوق مهندس اتصاالتييسر نافذة التواصل بني شبابنا و العالم و يعرف حكايةاجلبل يدير العالقات مع االهالي بيسر واحترام و كفاءة ، واناسايضا خريجة رواد التنمية و مسؤولة برنامج تنمية الطفلتعمل بشغف و اميان تربوي نادر،‏ رهف،‏ خريجة رواد،‏ التي تقودبرنامج الشباب االثرائي وتيسير العمل على مبادرات تنميالتفكير الناقد وتؤسس ملهارات ريادة االعمال،‏ وام حسامالتي اصبحت مدربة رئيسة في حمالتنا االجتماعية والتيتقود برنامج محو االمية لنساء احلي ....شراكات ال تُعدّ‏ وال حتُ‏ صىرواد بنت شراكات متينة عبر سنوات من العمل الدؤوب،‏ال تعد وال حتصى،‏ أذكر منها شراكتنا مع ‏“بيت صلصالللتصميم”‏ و”مركز العدل للمساعدة القانونية”‏ و”جمعيةسنا لذوي التحديات”.‏توسعنا في رواد لنصل الى ‏“طرابلس”‏ في لبنان،‏ وإلى‏“بدرس”‏ في فلسطني،‏ وإلى ‏“عزبة خير اهلل”‏ في مصر،‏ و إلىالطفيلة والبيضا في جنوب األردن ...حيثما نكون نؤسس مراكز مجتمعية تعلمية متكينيةبالتبادل مع الشباب و بالعمل مع االطفال....‏سارة تعمل مع أهالي جبل محسن والتبانة لتبنىجسور العمل املشترك في حي مزقه العنف الطائفي،‏ومحمد يعمل في فلسطني في بدرس و القرى اجملاورة لتعزيزفكرة اخلدمة اجملتمعية للشباب،‏ وايهاب شاب يقود روادالتنمية في ثالث أكبر عشوائية في القاهرة في عزبة خيراهلل يربي االمل كل يوم ويلهمنا جميعاً،‏ وفي الطفيلة معاذيحتفل بابتسامات االطفال الذين ميألون املكان فرحا وهميقرأون و يلعبون ويرسمون ..كلّها مساحات امنة للتعلم و احلماية و العمل ...وهناك بتول ودينا وروان وليلى ورندة وفريق كبير يربياالمل و يزرع االرادة كل يوم لتكبر رواد ...كل عام منكن في االردن و فلسطني ومصر و لبنان 450شاب و شابة يقدمون 84600 ساعة تطوع وخدمة مجتمعهم شركائنا في حتقيق رسالة التنمية املستدامة .قال لي انس احد خريجي رواد لعام 2014 ذات يوم ‏“دخلتالى رواد غريب ‏...و تخرجت منها مواطناً‏تعرفوا على رحلتنا ، وزوروا موقعناwww.ruwwad.netاسمعو اصوات شبابنا،‏ وشاهدوا الفيديو:‏https://www.youtube.com/watch?v=zd-FBkvICw-M#action=share‏.زورونا ....


1716إلى من يهمّ‏ ه األمرعمّ‏ ار خمّ‏ اشعمّ‏ ار وناشط أردنيهل ميكنإنقاذالبحر امليتمن هذهالكارثةاملعمارية“؟العمّ‏ ار عمّ‏ ار خمّ‏ اش له،‏ كما هوواضح،‏ من إسمه نصيب،‏ فهو منأعالم البنّائني األردنيني،‏ وأعمالهاملعمارية تدلّ‏ عليه...‏عمار يحمل،‏ دوماً،‏ لواء الدفاععن األصالة دون التخلي عن احلداثة،‏بحيث يطوّ‏ ع الثانية لألولى.‏تساءل صاحبنا،‏ عبر صفحتهاخلاصة في ‏“فيس بوك”:‏هل ميكن إنقاذ البحر امليت منهذه الكارثة املعمارية؟”،‏ وكان يقصدالصور املرفقة هنا،‏ فأتته املئات منالردود نختار منها التالي،‏ وبعدهااقرأوا خبر حجر األساس الذي وضهعرئيس احلكومة،‏ ومعه شاهدواالفيلم...‏تلوث بصري مش عارف كيف راح يكون في استجمام وفي ضل هالفوضة .املشارع حلد فترة خسران ما في حد اشترىأغلب الظن انها ستكون قبل ذلك كارثه استثمارية سوف نقرأ تداعياتهافي املستقبل.‏انا أوافقك الرأي..‏ واكاد أجزم أنها كارثة .. وتلوث بيئي وبصري ..اطمئن مهندسنا هاظ مشروع على الورق ولن يرى النور،،،،‏ شوف مشاريع هذااملستثمر في مصر كلها مشاريع وهميةواهلل يا مهندسنا من آخر اهتمامات مسؤولينا الكارثة املعمارية الليبتتكلم عنها ألنهم أصال مش عارفني عن ايش بتحكياكيد شافينو حتفه و قمه الذوق في العمارهواملشكلة االكبر باالستشاري احمللي الذي وافق على االئتالف مع الشركةاملصممة لهذا املشروعكل عام وانت بالف خيرجتارةهذا بسميه:‏ ‏“ديزني الند مصري”‏ال يحتوي على اي عالقة ال بالبيئة احمليطة وال بهوية البلد املعمارية.‏ننتظر سنوات عديدة لنشهد اي تطوير حضري ومعماري ملنطقة البحر امليت.‏ ثميأتي مثل هذا املشروع الذي يدمر كل طموحنا وآمالنا خللق بيئة مناسبة!‏تلوث بيئي و بصري!!!‏املشروع بشع ما اختلفنا , بس هو مصمم انو يكون ديزني الند و شبه السيرك واعتقد انو املصمم جنح في هالشي .لو كان هناك كوتة معمارية ملزمة و مأخوذ بها بعني االعتبار ما كان وجد هذاالتلوث البصري ملن لألسف البحر امليت مثيله أمثال من مدننا و قرانا السياحة و ذاتالطبيعة الواجب حمايتها-‏الدكتور عبد اهلل فيديو / Videoالنسور قال قبل ١٨شهراً:‏ سيتمّ‏ إجنازاملرحلة األولى خالل ٦أشهر،‏شاهدوا الفيلم‏)أ ش أ(‏ أكد رئيس الوزراء األردنى الدكتورعبداهلل النسور اليوم االثنني،‏ أن مشروع‏)بورتو البحر امليت(‏ سوف يساعد على توطيدوتقوية العالقات املصرية األردنية فى اجملالاالقتصادى عامة وفى القطاع السياحىبصفة خاصة..قائال ‏“إن العالقات االقتصاديةهى التى توحد الدول وليست السياسة.‏وأبدى رئيس الوزراء األردنى االستعدادالكبير لتقدمي كافة أشكال الدعموالتسهيالت الالزمة من أجل إقامة هذااملشروع الضخم ، مشيرا إلى أنه من املنتظرأن يتم إجناز املرحلة األولى من املشروع خالل6 أشهر.‏كان ذلك قبل ١٨ شهراً‏ من اآلن،‏ ولمنسمع عن إجناز وعد به الرئيس.‏


ِ19بيت خضرة بنت رفيع18أصل الكالمجَ‏ دّ‏ تي خضرة..‏وَجه مدقوقٌ‏بالوشوم،‏وسيرةُ‏ قرية،‏وظِ‏ لّ‏ حكايةباسل الرفايعةكاتب أردنيمدير حترير ‏“اإلمارات اليوم”‏هذا ما ميكن تسميّته بالنص الرائع،‏الرفيع املستوى،‏ العابق باللغة،‏ املكتملاألنحاء،‏ واألجواء.‏نَص يخترق القلب بسهم حبّ‏ ،ليس على طريقة ‏“كيوبيد”‏ األسطوري،‏ولكن على نحو ‏:”باسل الرفايعة”‏الواقعي،‏ احلقيقي،‏ امللموس باليدين،‏فتلك الوشوم محسوسة،‏ وتلك الروحمجسوسة،‏ فكأنّنا،‏ إذن،‏ في حضرةخضرة،‏ وكأنّها هي جدّ‏ تنا كلّنا.‏‏“الرفايعة”‏ هو لقب باسل،‏ ولعلّ‏نصيب اإلسم أخذه قلمه،‏ فكان،‏وسيظلّ‏ ، رفيع املستوى،‏ أخّ‏ اذ العبارة...‏تتشرف ‏“اللويبدة”‏ بتقدمي خضرةبنت رفيع بقلم حفيدها...‏لم أكتبْ‏ عن جدتي خضرة بنت رفيع،‏ كدولةٍ‏ مستقلة.‏ أتيتُ‏ علىاسمها ووصفها في سيرة قرية،‏ أو في ظلّ‏ حكاية.‏ مرّت األسطورةُ‏في وقائع اآلخرين،‏ مرَّ‏ الطيفُ‏ في أحالم الزعارير،‏ وعلى بيادرَ،‏ تنثرهاشواعيبُ‏ ، ويحرسها عشٌّ‏ في عرزالٍ‏ بعيد.‏ يا لي من حفيدٍ،‏ يكتظُّ‏بشقوق الرواية،‏ وبعقوقٍ،‏ يُشبهُ‏ حُ‏ مَّى كاذبة،‏ مِثْلَ‏ حَ‏ مْلٍ‏ كاذبٍ‏ ، ينتفخُ‏في البطون،‏ فيما األرحامُ‏ تبيضُ‏ كدجاجٍ‏ ، وال حتذرُ‏ الثعالبَ‏ التي تدبُّ‏من بعيد.‏خضرة،‏ بالد مستقلة..‏ثعلبٌ‏ أنا.‏ أم فِخاخٌ‏ منصوبةٌ‏ كسجعٍ‏ يظنُّ‏ املطربُ‏ أنه قافية،‏ أوايقاعُ‏ حكايةٍ‏ شعبية عن البسوس أو اخلنساء.‏ ثعلبٌ‏ أنا.‏ أم ما يشتهيالرواةُ‏ في اإلطالة والتشويق.‏ لن أخدعكم.‏ فخضرةُ‏ بنتُ‏ رفيع امرأةٌ‏ منٍ، حاولتُ‏ كثيراً‏ توشيحَ‏ ها بالغموض والرموز،‏ وقلت لها:‏رسومٍ‏ ووشوممُرّي في الليلِ‏ هزيعاً،‏ وإِيَّاكِ‏ من الوقوع في القصِّ‏ والنصِّ‏ ، فتكوننيَ‏حجراً‏ وشجراً‏ في غابة.‏ أعني أيَّة غابة.‏أال إنّ‏ ‏“خضرة بنت رفيع”‏ بالدٌ‏ حرةّ‏ ومستقلة.‏ ليسَ‏ ذَلِكَ‏ من طبائعالبداوة والفِالحة.‏ إنه من بأسِ‏ نساءٍ‏ نافراتٍ‏ من الشكل والنمطوالتنميط.‏ خضرةُ‏ إحداهنّ‏ ، فكيفَ‏ للذكور أن يفرضوا قوانينهم علىامرأةٍ،‏ لديها بنيةٌ‏ عضليّةٌ،‏ وروحٌ‏ تكسرُ‏ االيقاعَ‏ العامَ،‏ وتنفرُ،‏ مثلما تنفرُ‏النمراتُ‏ ، حني يباغتها اخلطر.‏خلضرةَ‏ وجهٌ‏ مدقوقٌ‏ بالوشوم،‏ وذراعان مشدودتان،‏ وقامةٌ‏ مربوعةٌ،‏وخبرةٌ‏ في الطبّ‏ الشعبيّ‏ ، ونفوذٌ‏ طاغٍ‏ في الدروب الترابية بني البيوت.‏لم يُولد طفلٌ‏ في بئر خداد إال على يديها.‏ ليسَ‏ مبقدور الرجال أنٍْ‏ يذهبوافي عصيانِ‏ امرأةٍ‏ يحتاجونَ‏ فراستها،‏ وقدرتها اخلارقة علىالبشارة.‏طبيبة،‏ وبشّ‏ ارة،‏ مانحة احلياة كما تشتهيإنها القابلةُ‏ الشرعيةُ،‏ دون جدالٍ.‏ تلدُ‏ احلواملُ‏ جملرد أنْ‏ تضعَ‏املاءَ‏ الساخنَ‏ في القِدْر،‏ ويأتي اخملاضُ‏ سريعاً،‏ ألنها تغضبُ‏ منِ للتمتُّع بالدالل،‏ حنيدلَعِ‏ الوالّدات،‏ وطولِ‏ بالهنّ‏ . ال مساحةَ‏تسيطرُ‏ خضرةُ‏ بنت رفيع على غرفة الوالدة.‏ سحبتنا جميعاً‏من أرحامِ‏ أمهاتنا،‏ ومنحتنا احلياةَ‏ كما تشتهي.‏ تقطعُ‏ حبلَ‏السُّ‏ رةِ‏ سريعاً،‏ وتهتفُ‏ ملن جاءَ،‏ والويلُ‏ ملن ‏“يسودَّ‏ وجهه”‏ حنيَ‏تبشرهُ‏ باألنثى.‏ ال يُرِيدُ‏ الرجلُ‏ في بئرخداد أن يبدأ خصومةً‏خاسرةً‏ مع خضرة بنت رفيع.‏تُفضّ‏ ل كسر شكيمة الرجال على شجارالنساءأكثرُ‏ من قابلةٍ‏ كانت.‏ هي طبيبةٌ،‏ درست الطبَّ‏ في اجلبالواألعشاب والتراب،‏ وعرفتهُ‏ امرأةً‏ وَأَمَّا.‏ تُداوي انعدامَ‏ الشهية،‏وبطء النموِّ،‏ والفتقَ‏ في احلجاب احلاجز.‏ لديها جبيرةٌ‏ منالبيض والطحني على البطن،‏ بأسرارٍ‏ محجوبة.‏تأخَّ‏ رَ‏ منوُّ‏ شقيقي عليّ‏ ، فاخترعتْ‏ له الدواءَ.‏ شخّ‏ صتهُ‏بأنه ‏“مجعوم”.‏ جاءت بطيرٍ‏ وذبحته،‏ ودقّتهُ‏ في جُ‏ رنٍ‏ حجريٍّ،‏ثمّ‏ ضمدتهُ‏ على بطنِ‏ عليٍّ‏ . مِثْلَ‏ معجزةٍ،‏ تعافى الولدُ،‏واشتدَّ‏ عوده،‏ وأصبحَ‏ أطولنا قامةً،‏ وجنا.‏ ألمْ‏ أقلْ‏ إنها معجزةٌ.‏تلكَ‏ من روايةِ‏ األحياءِ،‏ ومن ترتيلِ‏ احلكايةِ‏ في ليلٍ‏ بعيد.‏أسوأُ‏ أيامِ‏ خضرة،‏ حنيَ‏ كانت تضطّ‏ رُ‏ إلى شجارٍ‏ معالنساء.‏ إنها حربٌ‏ ينقصها التكافؤُ،‏ وتفتقدُ‏ إلى النديّة.‏تُفضِّ‏ لُ‏ كسرَ‏ شكيمةِ‏ الرجال،‏ وتذليلَ‏ الطغاةَ،‏ بضربةٍ‏مؤملةٍ‏ من عصاها.‏ كانَ‏ الرجلُ‏ الطويلُ‏ يهزأُ‏ بالرعاةِ‏ علىالبئر.‏ ويهشُّ‏ شياهَ‏ خضرةَ‏ وغيرها،‏ لصالحِ‏ أغنامهِ.‏ انبرتْ‏له،‏ والتقطتْ‏ حجراً‏ ملموماً،‏ وصرختْ‏ مبا هو صدمةٌ‏ وترويع:‏‏“واهلل ألخلّي البنيْ‏ يصرخْ‏ عليك”،‏ وتلك استعارةٌ‏ ال شرحَ‏ لها.‏فقد حذفت خضرةُ‏ املشبه به،‏ وأبقتْ‏ شيئاً‏ من لوازمه،‏ علىسبيل البالغة القروية،‏ وضربتهُ‏ بني العينني،‏ فهوى مضرّجاً‏بالغرور.‏يخشاها اجلنّ‏ ، وتبسط الغولة ذراعيها حتتأقدامها،‏ وتنامتلكَ‏ خضرةُ،‏ التي ولدتْ‏ طفلها في احلصيدة،‏ وعادت إلىمنجلها،‏ بعد ساعات.‏ كان لها محمدُ‏ أبي،‏ ويوسفُ‏ عمّ‏ ي،‏وعمتي أمينة،‏ وأختها جميلة،‏ وكانت تقودُ‏ ضرّتها الضريرةَ،‏وحتنو على الضوءِ،‏ وفوانيس الكاز،‏ ويخشاها اجلنُّ‏ فيالكهوف.‏ يحسبُ‏ حسابها املاردُ،‏ قبل العشاء.‏ حتى الغولةُ‏كانت تبسطُ‏ ذراعيها حتتَ‏ أقدامها،‏ وتنام..‏


2120حفر في الصخرمحاسنونور...‏إلى األمامنور اإلماممحامية وناشطة أردنيةالنساء في األردن أهمّ‏ من الرجال،‏ليس ألنّهنّ‏ أكثر عدداً،‏ وأنقى قلباً،‏أحسن طبخاً،‏ وأفضل تربية لألبناء،‏فحسب،‏ ولكنّهن اجملتمع األردنيبأحسن متثيله،‏ وبني آالف قضايا الفسادلم تتورط سوى قليالت القليالت،‏ وهذامثل واحد.‏وعلى الرغم من أنّ‏ دراسة أميركيةتقول إنّ‏ القوّة االقتصادية املقبلةللسيطرة على العالم ليست الصني،‏بل هي النساء ، فانّ‏ وضع األردن فيترتيب ‏“الفجوة النوعية اجلندرية”‏العاملي يشهد تراجعات متتالية،‏فالنساء مقبالت حلكم االقتصادالعاملي،‏ إذن،‏ ولكنّ‏ وضعهن في األردنبائس.‏القائمة هي التي يصدرها املنتدى االقتصادي العاملي سنوياً،‏ وتعتمد علىمقياس مدى توزيع املوارد،‏ وحتقيق الفرص بني الذكور واالناث،‏ وحملت لألردنفي السنوات األخيرة أخباراً‏ سيئة،‏ وأكثر من ذلك ، فهي تعلن أنّ‏ تراجعه يأتيلسبب أوّل هو املعلومات املبالغ بها حول نسبة مشاركة النساء في سوقالعمل،‏ والتي قالت انّها 30 باملائة ، في حني اتّضح أنّها ال تتعدّ‏ ى ال‎16‎ باملائة.‏ولسنا بحاجة للقائمة العاملية لنعرف أنّ‏ وضع املرأة األردنية بائس،‏ وأنّ‏سيطرة الذكور شبه مطلقة،‏ وصحيح أنّ‏ عدد اخلريجات يفوق عدد اخلريجنيكلّ‏ سنة،‏ وأنّ‏ األوائل في الثانوية وما بعدها من دراسة هن األردنيات،‏ ولكنّ‏الغالبية الغالبة منهمّ‏ ال يجدن عمالً،‏ االّ‏ في وظائف السكرتاريا والتعليم،‏وما عداهما قليل.‏ولكن،‏ وعلى الرغم من هذه احلقائق املؤملة،‏ فهناك نساء يحفرن فيالصخر بأياديهن العارية،‏ وهناك منوذج واضح هو محاسن اإلمام وإبنتها نور.‏محاسن االمامومحاسن زميلة صحافية قدمية،‏ بدأت عملها الصحافي منذ مطلعالسبعينات،‏ وحققت خالل تلك السنوات الطويلة رصيدا ممتازا،‏ فكانت اولصحافية تنتخب عضوا في مجلس النقابة،‏ وكانت اول صحافية تتولىمنصب رئيس حترير صحيفة أسبوعية،‏ وما بني هذا وذاك،‏ وما بعده ايضا،‏كانت تسجل لنفسها حضورا مهما في قضايا احلريات بأنواعها،‏ وأسباقاكثيرة في مهنة ال تعرف السكون ابدا.‏ومببادرة شخصية،‏ وبارادة فردية،،‏ وبروح مسكونة باالجناز،‏ لم ترض زميلتنا انتغلق على نفسها باب بيتها بانتظار عمل ال يأتي فأسست مركزالالعالميات العربيات،‏ يهدف الى مساعدة وتدريب االعالميات،‏محاسن،‏ وجدت نفسها،‏ في يوم،‏ مضطرة لالستقالة من عضويةنقابة الصحافيني في خطوة استباقية لطردها،‏ لسبب أنّ‏ لديهامثل ذلك املركز الرائد،‏ وهو باملناسبة ما زال رائداً‏ وعامالً‏ منذخمس عشرة سنة.‏نور االمامنور اإلمام،‏ هي إبنة محاسن،‏ ومحامية معروفة،‏ تشهد لهاقاعات وأروقة احملاكم،‏ وأيضاً‏ نقابة احملامني بأنها منتخبة فيمجلسها،‏ ومقررة جلنة احلريات وحقوق االنسان،‏ التي دافعت منخاللها عن كل زمالئها الذين تعرضوا لقمع.‏في االنتخابات االخيرة لم تنجح نور في االنتخابات،‏ وحققتأعلى أصوات غير الناجحني،‏ ولكنها تواصل عملها،‏ وكأنّ‏ شيئاً‏ لميكن،‏ فقد خُ‏ لقت وتربّت للعمل العام.‏نور جتيب هنا على أسئلة ‏“اللويبدة”:‏بدأت اهتماماتي بالعمل العام منذ الطفولة ، والدتي كانتتصحبني معها جملمع النقابات املهنية حلضور الفعاليات التيكانت تشارك بها او تغطيها صحفياً.‏ وجدت نفسي جزءاً‏ منهذه احلالة وتطورت عندما كنت في جامعة القاهرة،‏ حيث كانتالدكتورة فيحاء عبدالهادي رئيسة اللجنة الثقافية في احتاداملرأة الفلسطينية في القاهرة،‏ ومن خاللها اندمجت في العملالعام النسوي ليتضح لي بأنه جزء من تكويني الشخصي،‏ ومبجردتخرجي بحثت لنفسي عن ملجأ للعطاء فكان احتاد املرأة االردنية،‏ومنه بدأت أتلمس الرسالة احلقيقية الهمية العمل العام وأثرهبالتغيير في اجملتمع سواء كان عمال وتوعويا او تنمويا .. ومن ثمتطورت التجربة لدي باالنخراط بالعمل النقابي والذي اعتقدتلفترة طويلة من الزمن بأنه رأس هرم العمل العام حيث يجمعالسياسة مع التنمية .. ودوره الكبير في التأثير في كافة مفاصلاجملتمع .رضاي عن العمل في اجملتمع؟ لالسف لست راضية،‏ لكونأساس العمل العام هو الرسالة التي يتبناها في تنمية اجملتمع،‏وفي االردن هنالك معوقات لتطور العمل العام بعضها تشريعيكالقوانني املنظمة حلق التجمع وبعضها االخر اقتصادي بعزوفعدد كبير من األشخاص عن العمل التطوعي نظرا للضيقاالقتصادي واآلخر االحباط الذي يصاحب اخمللصني للرسالة عندماتصبح بعد مواقع العمل العام يصل لها من ال ميلك الرسالة،‏باالضافة الى عدم نضج التجربة االردنية بالنظر مثال لتجاربفي دول اخرى كاملغرب العربي .. العمل العام بحاجة ملناضلنيمؤمنني بالعطاء لتغيير الواقع نحن نفتقد ذلك في كثير مناألحيان .


2322بني السطورالعبدلية ودرج السينماقصصعمّ‏ انينيمهاجرين منالسلطسمير احلياريصحافي مخضرم وناشر موقع ‏“عمون”‏درج سينما األردن سابقاً‏ / فرسايحالياً،‏ يذكرني مع صور املظالت التيغزت سماءه،‏ هذه االيام ، بسنواتالستينيات،‏ واأليام اخلوالي اجلميلة،‏حيث زوايا شارع السينما نحو طلوعجبل عمان،‏ قرب منزل رئيس الوزراءاالسبق ابراهيم هاشم.‏ما زالت في البال غرف الصف،‏والشوارع املتعرجة،‏ واالدراج،‏ والشجر،‏وموقف حافالت وادي السير،‏ حيث كنانسكن،‏ قبل ان ننتقل إلى العبدليوغيره من أحياء عمان،‏ التي كان والدي،‏رحم اهلل روحه،‏ يتنقل بنا فيها كلفترة،‏ ألسباب مختلفة،‏ أظنها تعلقتبوظيفته العسكرية وقتذاك.‏العبدلية،‏ املدرسة،‏ أفضل الذكريات عن أجمل أيام عمان،‏ ولكنّ‏ قبلالكتابة عنها أبدأ باملهاجرين:‏ كنّا ترعرعنا في املهاجرين وراس العني،‏ لمال ونحن أيضاً‏ مهاجرون من مدينتنا السلط إلى عمان ، وظلت الذكرياتوالقصص تلوح بالرأس،‏ حتى انني مرة حدثت امني عمان عقل بلتاجي عنقصّ‏ ة أحدهم حني سألني:‏ كيف لك،‏ وأنت من السلط،‏ أن يتم تعيينك عضواً‏في مجلس أمانة عمان؟ فقلت للعمدة:‏ أنظر من شباك مكتبك،‏ أترى املنازلهناك؟ فقال:‏ نعم!‏ قلت له:‏ هناك ولدت،‏ وتربيت بني راس العني واملهاجرين،‏وبيوتها،‏ وازقتها...‏ اعتقد انها كانت اجابة شاملة للعضو الذي ذاب في ثيابهمعتذرا عن سؤاله.‏قُطع لساني نصفني فقال ‏“أبو نورس”:‏ سيصيرلسانه شبرين!‏ذات ظهيرة،‏ كنت أقود ‏“البسكليت”‏ أمام منزلنا في شارع وادي السير‏“االمير محمد”،‏ وإذ بي أقع على وجهي،‏ حيث كنت جديداً‏ على الصنعة،‏ وكمايقال ‏“اللي مش متعود عالبخور ب..”،‏ وفعالً‏ قُطع لساني نصفني،‏ فسارع عمناالكبير ابو نورس القماز اخلريسات نحو املستشفى االيطالي،‏ ومتت معاجلتيب”قطب”‏ ظلت أياماً‏ وأسابيع في فمي،‏ حتى أن والدتي،‏ يرحمها اهلل:‏ امونالقاسم،‏ بكت بكاء شديداً‏ ظناً‏ منها أنني لن أقوى على الكالم،‏ وأن أصبحأخرس..‏ فطمأنها أبو نورس قائالً:‏ ‏“ال تخافي رح يعيش،‏ ويصير لسانه شبرينوممكن يصير صحفي او مذيع”..‏ وكأن على كالمه مَلَك،‏ كما يقال بالعامية.‏املهم،‏ في كل الرواية،‏ اننا مازلنا نتذكر الضرب الذي كنا نتلقاه حينمانتاخر عن الدرس االول،‏ أو الطابور الصباحي،‏ ونتذكر الدراسة من باب احملكمةواملدرسة،‏ إلى محراب الشارع واألدراج..‏كان املصروف قروشاً‏ وتعاريف ال تذكر،‏ فال داعي ألكثر من ذلك كما كانيقول الوالد رحمة اهلل عليه،‏فوجهة نظره ان ال مواصالت والافطار او وجبات خارج املنزل،‏ الذيلم يكن يبعد عن املدرسة سوىقطعة شارعني ومئة درجة!‏العبدلية احلبيبةوأبو عرب ودرج سينمااألردنوأعود إلى مدرسة العبدليةاحلبيبة،‏ فال اتذكر أسماء املدرسني ورفاق الدراسة متاما،‏ لكن مافتح شهيتي سؤال أخي ميسرة ملص لي إن كنت وإياه في صفواحد؟ ليتبني أنني أكبر منه سناً‏ ال قيمة فهو،‏ وإن زاد وزنه عني،‏سيبقى صديقاً‏ ومعلماً‏ في العمل السياسي واحلزبي واجلرأة.‏ولعل افضل خبر افرحني ذات مرة حينما قرأت عن ترميماملدرسة وزيارة جاللة امللكة رانيا العبداهلل لها العام املاضي ..لكن ما ساءني ان مت وضع لوحة من وزارة التربية فوق اللوحة االمبدل احلفاظ على جمالها كتاريخ ملدرسة تاسست سنة ال 1934،وتخرج منها ودرس فيها نادر باشا الذهبيرحم اهلل احلاج محمود ابو عرب الذي كان يقيم منذاالربعينيات محالته للمفروشات وسماها ‏“االردن للموبيليا”،‏ وطلبمني أن اكتب في ‏“الراي”‏ عن اهمية وضع درابزين للدرج الواصل بنيمحالته وشارع البريد،‏ وكان ذلك بالفعل بفضل وأمر الدكتور ممدوحالعبادي،‏ الذي كان امينا لعاصمتنا حينئذ.‏


شغفأسامه الشريفصحافي وكاتب أردنيأسامه الشريف،‏ رئيس حترير‏“الدستور”‏ األسبق،‏ وقبلها مؤسس‏“اجليروسالم ستار”،‏ وإلى ذلك فهوالناشط السياسي،‏ وعضو جلنةاألجندة الوطنية،‏ واآلن:‏ الكاتب فيغير صحيفة عربية وغربية.‏صاحبنا معروف بهذه الصفاتوغيرها،‏ ولكنّه قبل هذا،‏ وبعده،‏ هوكاتب قصّ‏ ة،‏ ورواية..‏وهنا قصّ‏ ة تكسر القلوب،‏ ففيهاحكايتنا مع حرب حزيران،‏ وهزميتناالتاريخية،‏ ورموزها بيّنة فوق وحتتوبني السطور...‏خمر ،ونساء ،وحرب ،وحرب ،ووطن...‏في الساعة اخلامسة من مساء كل جمعة كنا نلتقي في شقة رقم5 في العمارة العالية وسط شارع بسمان.‏ كنا نسميها بالعمارة العاليةالنها كانت االعلى بني كل العمارات في ذلك الشارع وسط البلد.‏سعيد وجمعة وانا،‏ كنا شلة االنس،‏ وصاحب الشقة علي كان زعيمالشلة بال منازع.‏ لم ال فعلي كان اعزب وميلك شقة؟ املكان كان مهما،‏فالشقة التي استأجرها لسنوات مضت اصبحت مالذا لنا.‏ جمعة تزوجمنذ ثالث سنوات لكننا،‏ انا وسعيد،‏ كنا عزابا وكذلك علي الشقي الذيكان اكثرنا استعدادا للمغامرات النسائية.‏في البدء كانت الشقة متثل لنا مكانا محايدا لالجتماع ولعب الورقواحلديث والشرب.‏ لكن في االشهر االخيرة حتولت الشقة الى وكر.‏ استطاععلي ان يقنع االصدقاء باهمية املكان كمنطقة آمنة للقاء النساء.‏ لكناحدا منا لم يجرؤ على تنظيم حدث ما في الشقة.‏ كنا ننتظر ان يقومعلي مببادرة من هذا النوع.‏كان علي موظفا كبيرا في دائرة االحصاءات العامة.‏ ومن خالل عملهكانت تتاح له الفرصة للقاء الكثير من الفتيات،‏ وهو ما لم يكن متاحا لنا.‏كنت موظفا صغيرا في االذاعة،‏ مسؤوال عن االرشيف،‏ وكان سعيد تاجرسيارات مستعملة في جبل احلسني،‏ اما جمعة فكان كاتبا في محكمةالصلح في وسط البلد.‏قبل ثالثة اسابيع،‏ وبينما كنا منهمكني في لعبة ورق همس علي:‏ ياشباب تعرفت على فتاة سورية تعمل في كفتيريا في جبل عمان.‏ نظرنااليه باندهاش قبل ان ينفعل سعيد ويرد:‏ يا ملعون،‏ وبعدين؟ال شيء جاءت هنا،‏ الى الشقة.‏هنا؟ وماذا حدث؟صمتنا ونحن ننظر الى علي،‏ كان احلديث عن النساء أمرا مهما دائما.‏وكنا نحسده على حريته وعالقاته الغامضة مع اجلنس اآلخر.‏ال شيء جلسنا وحتدثنا.‏ شربنا بعض النبيذ ثم رحلت.‏كنت أول املتحدثني:‏ 25رحلت؟ هكذا؟ لميحدث شيء؟ال لكنني سأراها بعديومني.‏تنحنح جمعة وقال:‏يا رجل تأتي امرأة هناوترحل وال يحدث شيء؟واهلل ال شيء،‏ لكننيلست اسفا.‏ ستعودومعها رفيقاتها.‏كانت هذه اجلملةكفيلة الضرام نار فيصدورنا،‏ فاملوضوع يتعلقبنا وبحاجاتنا خاصة وانعليا تفوه مبا هو أهم:‏صديقاتها!‏ نعم ذلك يعنيان اللقاء القادم سيكونحدثا تاريخيا،‏ حفلةصاخبة هنا في الشقةبوجودنا بالطبع وبرفقةنساء.‏نظرنا الى علي كلمنا يتفحص قسماتوجهه بحثا عن اشارة ماتفيد بأن ما قاله الرجل اليحتمل النقض.‏ اما عليفقد راح يعبث بعلبةسجائر ويوزع النظراتالسريعة علينا.‏قلت:‏ انت جاد فيماتقول؟ بعد يومني،‏ نساءهنا في الشقة؟ابتسم علي وقال:‏نعم الساعة السابعةمساء هنا،‏ هي وصديقاتها،‏على االقل خمسة حسبما قالت.‏وتصدقها القول؟نعم،‏ ال حاجة لها ألنتكذب.‏ املهم هي تعلم اننيسأدعوا بعض االصدقاءايضا.‏ يعني تفاهمنا انناسنقيم حفلة،‏ موسيقىوبيرة وسجائر وكباب!‏تدخل جمعة:‏ بعد يومني يعني مساء األحد.‏ يجب ان اجدذريعة للبقاء متأخرا خارج املنزل تلك الليلة.‏رد علي:‏ رتبوا اموركم فالليلة ستكون طويلة،‏ احضروابيجاماتكم!‏ضحكنا باعلى اصواتنا.‏ لكننا غرقنا في االفكار بعدها.‏ نسوةورقص وشراب وخلوات.‏تنحنح سعيد ثم قال:‏ كيف هي؟ جميلة؟رد علي بسرعة:‏ قمر واهلل.‏ شقراء ممتلئة الصدر وجريئة.‏لكن شيئا لم يحدث تلك الليلة،‏ صحيح؟صحيح.‏ كان لقاء تعارف.‏ وبعد ان ارتاحت لي وافقت علىاجمليء مرة اخرى مع صديقاتها.‏املهم يا علي ان تكون صديقاتها جميالت ايضا.‏ واالهم اننحضر جيدا لتلك السهرة.‏ انا سأجلب االطعمة.‏ولم اتردد في التطوع ايضا وصحت:‏ انا سابتاع البيرة وقنانيالنبيذ.‏وهكذا امضينا ساعة نخطط لتلك السهرة وبعد ان شعرنابأن كل شيء سيكون معدا له افترقنا على أمل االتصال ببعضناالبعض في اليومني القادمني.‏امضيت سحابة اليوم التالي منشغال بعملي.‏ كنت عازباواقطن في شقة صغيرة في جبل عمان بعيدا عن اهلي.‏ اما جمعةفكان متزوجا وان كان ال يكف عن التذمر لرداءة عالقته بزوجته.‏24


2726فيما سعيد لم يكن حاله بافضل مني.‏ كان اعزبا وتاجرا صغيراينفق كل امواله على الدخان والشراب.‏ اعترف اننا لم نكن نشكلشلة شيقة.‏ كنا ضجرين حتى الثمالة.‏ ولم تكن لدينا،‏ باستثناءعلي،‏ جتارب حقيقية مع اجلنس اآلخر.‏ عمان مدينة محافظةوالكل يعرف اآلخر.‏ السرية مطلوبة اذا كان الشخص مستعدللمغامرة.‏حتى حانات وسط البلد لم تكن مالذا لنا.‏ انها تعج باملوظفنياملتقاعدين وبعض املغامرين من الشباب.‏ مجتمع ذكوري بحق.‏املرأة بالنسبة لنا كانت حلما يصعب حتقيقه اال اذا قرر الواحدمنا دخول قفص الزوجية.‏ مرة واحدة سافرت وجمعة الى دمشقوذهبنا الى كاباريه وسهرنا وحملقنا في النساء مع اننا لم نكنمنلك الكثير من املال.‏ آثرنا امتاع اعيننا بدال من اخلوض في عالقةعابرة.‏ وعدنا وكأننا غزونا القطب الشمالي للتو!‏عمان الستينات كانت مملة كثيرا لشاب مثلي.‏ ال ادري كيفاجتمعنا،‏ سعيد وعلي وجمعة وانا.‏ سعيد جاء من اربد قبل سنواتليبيع سيارات مستعملة كان ابن اخيه يرسلها له من املانيا.‏ كانحلم سعيد ان يهاجر الى هناك وان يتزوج املانية شقراء ويعيشكما يعيش االملان!‏ اما انا فلم تكن لي طموحات كبيرة.‏ كنت افكربالزواج ولكن بعد عدة سنوات.‏ كنت اريد ان اعيش حياتي،‏ وانتكون لي عالقات وان اجرب النساء قبل ان اتوب.‏ الشيطان االكبركان علي.‏ هو ابن عائلة ميسورة بعض الشيء.‏ لم يكن يعاني منمشاكل مادية.‏ اختلف مع والده واستقل عن عائلته.‏ وكانت لهعالقات جيدة مع الدولة فحصل على وظيفة محترمة.‏ كان اكثرناجراءة وفي نظرنا كان الرجل صاحب جتربة في احلياة،‏ اي النساء!‏جمعة لم تكن له طموحات ابدا.‏ انه تائه مع انه حزبي سابق،‏كما يدعي.‏ ال يؤمن بالعروبة وكل همه ان يعيش يومه بسعادةبعيدا عن البيت ومشاكله.‏ وعندما دعانا علي الى شقته فيوسط البلد وجدنا فيها مالذا لنا جميعا.‏ كانت تلك الشقة حلمايعد باحلرية.‏ كنا نستمع الى ام كلثوم ونشرب حتى الثمالة.‏ كنانلعب الورق ونسب احلكومة ونطلق النكات.‏ كنا نعتقد اننا وجدنانوعا من السعادة املؤقتة.‏لكن مع سهرة يوم األحد تغير كل شيء.‏ سنكون على موعدفي حفلة خاصة،‏ كتلك التي نسمع عنها.‏ سنكون بصحبة نسوةمتحررات.‏ سنشرب ونرقص ونغني بانتظار ان يخلو كل واحد مناالى صاحبته.‏ تلك ستكون بداية مرحلة جديدة في حياتنا.‏كنا في حزيران وحرارة اجلو ال تطاق.‏ في مساء السبت ذهبتالى محل لبيع اخلمر ميلكه صديق مسيحي نسميه ابو جاك.‏ كانابو جاك رجال اشيبا طاعنا في السن،‏ يجلس وراء منضدة قدميةمحاطا بزجاجات الويسكي والكونياك والنبيذ ومن خلفه ارففتعج بانواع الكحول.‏اسمع ابو جاك عندي حفلة!‏ما هو املطلوب يا صديقي؟ انت تأمر!‏اريد ثالثة زجاجات من النبيذ احمللي وزجاجة كونياك لبنانيوعشرين زجاجة بيرة.‏هذه حفلة تبشر باخلير يا استاذي.‏ ما رأيك بزجاجة عرق ايضا.‏الوقت صيف والعرق خير دواء للتعرق!‏ضحكنا ثم جلست كعادتي وانا انظر من حولي.‏ لم يكنهناك احد في احملل.‏ كان الوقت مبكرا.‏ احب ابو جاك النه يذكرنيبايام طفولتي في بيت حلم.‏ابو جاك ما هي آخر االخبار؟حرب واهلل يا استاذي.‏ حرب على االبواب والقدس ستذهب منا.‏اسمع عندي ويسكي اسكتلندي رخيص ولكنه فعال.‏ ما رأيك؟دفعت سبعة دنانير وستون قرشا.‏ كنت اعرف ان الزمالءسيساهمون.‏ املهم ان تنجح احلفلة.‏ فكرت لوهلة فيما قاله ابوجاك.‏ حرب اخرى والقدس التي سنخسرها.‏ ما همي انا؟ لم اهتمابدا بالسياسة.‏ اكرهها.‏ فكر يا ولد بالنساء السوريات اجلميالتوالسهرة احللوة واخللوة آخر الليل.‏حملت اكياس اخلمر وتوجهت الى شقتي الصغيرة.‏ هناكافرغت االكياس من محتواها وجلست ارمق زجاجات الكحولباعجاب.‏ ويسكي وبيرة وعرق ونبيذ،‏ انها الوصفة املثالية لليلةمثالية.‏ انا شخصيا احب البيرة لكني في تلك الليلة سأحتسيالويسكي وادخن سيجارا كوبيا اهداني اياه صديق قبل عام.‏وسالبس بدلتي الرمادية،‏ تلك البدلة التي ادخرها ملناسباتكاالعراس واجلنائز.‏ انها جتعلني ابدو محترما ومؤثرا.‏ ساكويقميصي االزرق الفاحت اللون وساصبغ حذائي االسود ايضا.‏ انها ليلةمشهودة.‏فتحت علبة سردين وصنعت لنفسي كوبا من الشاي.‏ انهاليلة حارة.‏ ليلة تفصلني عن اهم حدث في حياتي.‏ تخيلت نفسيوانا ادلف الشقة:‏ نساء جميالت،‏ شقراوات،‏ يلبسن فساتني ملونةوضيقة.‏ مرحبا كيف انت؟ها ها اهال كيف انت؟انا سعيد جدا برؤيتك.‏ هل لي ان اعرض عليك شرابا؟ كاسمن النبيذ،‏ رمبا؟آه لهذا الصدر وتلك الشفاة.‏ آه لهذه االرداف.‏ سأملس يدهاوهي تاخذ كأس النبيذ مني.‏ يدها رطبة بعض الشيء.‏ نتبادلالنظرات:‏ عينان خضروان تنفذان الى شغاف القلب.‏هل حتبني املوسيقى؟ يا له من سؤال سخيف.‏ بالطبع حتبينها.‏يا علي ما رأيك ببعض املوسيقى،‏ ام كلثوم أم وديع أم فريد...آه الننسى اسمهان!‏كانت الساعة قد قاربت العاشرة وانا غارق في تأمالتي.‏ كنتمستمتعا الى حد كبير عندما دق جرس الباب.‏من هناك؟افتح انا جمعة!‏ايها الشقي!‏ كيفك؟ لقد جهزت كل شيء من ناحيتي.‏انظر!‏اسمع ال اظن انني ساحضر غدا.‏ عندي ارتباطات!‏ما لذي تقوله؟ اي ارتباطات؟ كل شيء معد لسهرة العمريا اهبل!‏لست ادري انا خائف!‏خائف؟ كيف،‏ وممن؟لست مستعدا يا اخي.‏ انا لست مستعدا لكل ذلك.‏ انا متزوجال تنسى.‏يا اخي تعال وال تفعل شيئا.‏ استمتع بالصحبة.‏هناك كالم عن حرب.‏وكيف يعنينا كل ذلك؟مجنون انت.‏ حرب يا رجل.‏ال افهمك يا جمعة.‏ ما هي عالقة احلرب اذا قامت بسهرةجميلة نعد لها منذ ايام؟ يعني هل ستحارب غدا؟ هل ستذهبالى اجلبهة؟انا خائف.‏بعد كأسني من النبيذ املعتق ستكون اسدا.‏ابتسم جمعة وجلس.‏ راح ينظر الى قناني اخلمر ثم قال:‏واهلل انها ذخائر محترمة حلفلة تاريخية.‏سنشرب ونضحك ونرقص وسنقضي وقتا جميال.‏أه.‏يا اخي اذا لم تعجبك السهرة اذهب الى حال سبيلك.‏ميكن نعم ممكن ان افعل ذلك.‏ ال اريد ان اتورط.‏ انا اغرق فياملشاكل.‏خالص.‏ احضر وسلي نفسك قليال ثم استأذن ودع الباقي ليولغيري.‏انسحب جمعة وتركني وحيدا.‏ يتكلمون عن احلرب وكأن احلربستغير من حياتي شيئأ!‏ انا ال شيء!‏ موظف وضيع ابحث عن حياةشيقة.‏ وها هي تأتي الي.‏ مالذي يفترض بي ان افعله؟ احتصن حتتالسرير؟ فليحاربوا حروبهم وانا ساذهب الى حفلة خاصة مرتديابذلتي الرمادية وكلي أمل ان احقق حلمي مبصاحبة فتاة ناضجة،‏ممتلئة،‏ جميلة!‏كان صباح اليوم مكفهرا.‏ ايقظني جاري ابو اسعد ليقول ليبأن احلرب قد اندلعت وان عمان تتعرض لهجوم اسرائيلي.‏ ركضتوانا ببيجامتي الى بئر السلم.‏ كان هناك اناس ال اعرفهم يختبئونويشهقون كلما دوى صوت انفجار بعيد.‏كنت مذهوال.‏ انا لم استفق بعد.‏ لم اشرب قهوتي ولم اتناولفطوري.‏ ما الذي يحدث؟ حرب في اخلارج؟ اول ما بادر ذهني هوسهرة الليلة.‏ لقد خرب كل شيء.‏ اشتريت القناني وكويت البذلةوالقميص وها هي احلرب تطيح بسهرة العمر.‏ أين علي؟ وأين باقيالشلة؟ ماذا بشأن الشقة والسهرة والبنات؟كان جاري يستمع الى الراديو بينما انا افكر في املصيبة التيحاقت بي.‏يقولون في االخبار ان طيران العدو خسر املئات.‏ لكني الاصدقهم.‏ استاذ هل ننزل الى املالجيء؟هه؟ املالجيء؟ ال ادري،‏ ممكن ان تنتهي احلرب خالل دقائق أوساعات على األكثر.‏نظرت من حولي.‏ كنت جالسا القرفصاء بالقرب من نافذةكساها الغبار.‏ هناك نسوة ورجال واطفال يجلسون بهدوء غريبوينتظرون.‏ لم اكن اعرفهم.‏ انا جار غريب االطوار،‏ ال اختلط بأحدوليست لدي اهتمامات اجتماعية حقا.‏احلرب!‏ يا للورطة.‏ لسنوات مضت ونحن نستعد للحربلكنني كنت على يقني انها لن تندلع.‏ اتذكر حربا مضت كنتايامها ولدا.‏ رحلنا عن يافا الى بيت حلم،‏ عند خالي.‏ والدي ماتحزنا وهو يبكي بقالته التي ضاعت.‏ وامي كانت جتلس مهمومةفي احلديقة الصغيرة تفكر في املستقبل.‏ رحلت الى عمان مع ابنخالي الذي فتح محمصا في شارع بسمان مع شريك له.‏ عشتمعه عدة سنوات حتى انهيت دراستي الثانوية ووجدت عمال.‏سيجارة استاذ؟ال شكرا.‏ يجب ان اعود الى الشقة وارتدي مالبسي.‏ عنديشغل!‏شغل؟ البلد متوقفة عن العمل.‏ ال يوجد شغل يا استاذ....‏لم يكمل اجلملة الن ضجيج طائرة حربية اخترق سماء املدينةوهز اركان االبنية.‏ صمتنا وصاحت النساء وبكى االطفال.‏وقفت وصعدت الى شقتي.‏ نظرت من نافذة الصالون الىالشارع.‏ كان فارغا وكأنه يوم اجازة.‏ مرت سيارة مسرعة من اماماملبنى.‏ توقفت فجأة ثم تابعت السير.‏ قلت لنفسي:‏ ال استطيعاالنتظار هنا.‏ يجب ان اخرج.‏نزلت الى الشارع.‏ كان هناك صوت صافرة يدوي في ارجاءاملدينة تبعه هدير طائرة او اكثر.‏ مشيت بخطى سريعة نحوالدوار األول.‏ كان هناك عدد من الناس يركضون في عدة اجتاهات.‏ مرشاب بجواري ثم توقف.‏يا أخ....‏ هل هناك ملجأ قريب من هنا.‏كان يرتعد من اخلوف.‏ اشحت بوجهي عنه ونظرت الى صورتياملنعكسة في واجهة محل في شارع الرينبو.‏ انا ال اعرف من أنا!‏ أناخارج السياق.‏ أنا لست جزءا من هذه احلرب.‏بعد ساعة وجدت نفسي في وسط البلد.‏ كانت هناك حركة،‏اناس يركضون وسيارات ال تتوقف وشرطة يأمرون الناس باالختباء.‏احلر شديد هذا اليوم وانا تائه.‏ ثم تذكرت،‏ شقة علي ليست بعيدةمن هنا.‏ رمبا اجده هناك.‏ كانت احملال مغلقة لكن بائع السجائراملهربة كان جالسا مكانه على مدخل شارع صغير.‏ما الذي يجري يا عم؟كما ترى انا اعمى.‏ لكنهم يقولون ان احلرب اندلعت وان النصرقريب.‏ حمى اهلل جمال.‏اعطني علبة ‏“كنت”‏وقفت امام العمارة ونظرت الى اعلى،‏ الى حيث بلكونة الشقة،‏املالذ.‏ صعدت الدرج بسرعة حتى وصلت الى باب الشقة.‏ طرقتالباب عدة مرات.‏ لم يجب أحد.‏ اهتزت العمارة فجأة وسمعتهديرا في اخلارج.‏ كيف تغير كل شيء بهذه السرعة؟فجأة فتح باب الشقة املقابلة وخرج رجل عجوز وهو يحملراديو ترانزستور.‏ نظر الي بوجل ثم ابتسم.‏تفضل يا ابني ال داعي لالنتظار هنا.‏شكرا في احلقيقة ال اعرف ما الذي يجري.‏نحن نقاتل حسب االخبار وننتصر!‏حقا؟ اذن ستنتهي احلرب قريبا؟اكيد وسنشرب القهوة في عكا!‏قالها بتهكم واشار علي بالدخول.‏كانت شقته متواضعة لكنها حميمة.‏ على احلائط كانتهناك لوحة كبيرة متثل منظرا عاما للقدس.‏ بالقرب من النافذةكان هناك منضدة صغيرة وكرسي مكتب واوراق مبعثرة وكتبكثيرة.‏ال تؤاخذني.‏ انا منشغل مبراجعة قضية ما.‏ اشغل نفسيطاملا ان احملكمة مغلقة.‏لديك هاتف!‏ واشرت الى زاوية في الغرفة.‏تفضل جرب حظك.‏ كان اخلط مقطوعا في الصباح.‏رفعت السماعة وانصت قليال.‏ ابتسمت هناك حرارة في اخلط.‏ادرت قرص الهاتف وطلبت رقم جمعة في املنزل.‏ انتظرت قليال ثمسمعت صوته على الطرف اآلخر.‏آالو؟ مني؟انه انا.‏ ما الذي يجري؟كيف لي ان اعرف؟ هناك حرب في اخلارج والكل مذعور وانااحاول اخذ عائلتي الى منزل والدها في جبل اجلوفة.‏ اين انت؟بجانب شقة علي في البلد.‏وماذا تفعل هناك؟ال ادري انه املكان الوحيد الذي فكرت به.‏مجنون!‏ عد الى شقتك وانتظر هناك.‏ سأحاول ان اعرج عليكفيما بعد.‏‏--هل سمعت من سعيد أو علي؟علي اتصل صباحا وهو في بيته.‏ كان يبكي ويقول ستضيعالقدس!‏ماذا؟!‏ال ادري ما الذي اصابه.‏ يجب ان ارحل حاال عن هنا.‏جمعة؟نعم؟هذا يعني ان ال سهرة الليلة،‏ صحيح؟ساد صمت ثم همس جمعة:‏ انت مجنون واهلل مجنون.‏كان الرجل العجوز يعبث بقرص الراديو.‏ كانت هناك موسيقىعسكرية وبيانات رسمية وارشادات للمواطنني ونشرات لالخبار.‏ماذا تظن سيحدث؟ سألته.‏سننتصر باذن اهلل.‏وبعدها؟ستتغير حياتنا الى األفضل.‏ضحكت ثم اعتذرت بسرعة.‏يجب ان ارحل،‏ اشكرك.‏ابقى يا ابني،‏ اين ستذهب؟ال ادري،‏ عندي حفلة هذه الليلةنظر الي بعجب وهز رأسه.‏بعد ساعة عدت الى شقتي وقد تبلل جسدي عرقا.‏ لم اعداسمع اصوات الطائرات.‏ كانت املدينة هاجعة كأنها مخدرة.‏واجليران توزعوا في بيوتهم.‏ جلست في املطبخ ادخن وانظر الىساعتي.‏ كان الوقت عصرا.‏ قلت لنفسي:‏ انتهى كل شيء.‏ غدانعود الى حياتنا اململة.‏ اترانا نفوز في هذه احلرب؟نظرت الى قناني الكحول املصطفة امامي.‏ نهضت وفتحتزجاجة الويسكي ومألت كاسا حتى احلافة.‏ لم اعد اشعر بالغضبعلى أحد.‏ الساعة اآلن هي الرابعة ونحن على اعتاب النصر.‏ رفعتالكأس في الهواء ثم جترعته كامال.‏ كان امامي يوم طويل وزجاجاتكثيرة اقارعها.‏ فتحت النافذة على مصراعيها وتأملت املنظرامامي:‏ منازل وعمارات وشوارع ومحال.‏ لست معنيا بأحد فيهذه الدنيا.‏ شربت كأسا آخر وجلست على حافة النافذة انتظران يحدث شيئ ما.‏


2928نبش الذاكرةملحم التل ...من‏“زيتون بُرما داشر”‏إلى حزب فيمزرعة وصفيد.‏ معني املراشدةسياسي وإعالمي أردنيبعد إستشهاد وصفي التل،‏ لميستطع املرحوم ملحم وهبي التل،‏ الذيكان يشغل رئاسة حترير جريدة”الراي”‏وقتها،‏ الصمت على احلملة واالجراءات التياستهدفت تفكيك الهمّ‏ الوطني االردني،‏والتي بدأت تتصاعد بقوة،‏ مما دفعه عام1973 الى كتابة مقاله الشهير ‏“زيتونبرما داشر وعيشوا يا همل”.‏ ورغم نصيحةالكاتب طاهر العدوان الذي كان حينذاك،‏مشرفا على ‏“الراي”،‏ بالتريث،‏ إال أن ملحمالتل أصر على نشر املقال،‏ فكانت النتيجةإقصاءه عن قيادة ‏»الرأي«،‏ إلى مكتبحكومي في اخلارجية بال عمل!‏بعد ذلك بقي ‏“ملحم التل“‏ مصراً‏ على التمتع بحقه الدستوريوالقانوني بحرية التعبير كمواطن أردني،‏ رافضاً‏ االعتراف باالحكام العرفيةالتي كانت سائدة وقتذاك،‏ األمر الذي أفضى إلى عزله،‏ وتضييق اخلناق عليه،‏ومن ثم اعتقاله،‏ ليتم االفراج عنه الحقاً.‏ملحم وتأسيس حزب في مزرعة وصفيلكنه لم يهدأ،‏ بل واصل سعيه إلى حشد املؤيدين ألفكاره وعقائدهالتي آمن بها،‏ لكنه في هذه املرة قرر تأسيس حزب سياسي يجمعحتت مظلته كل الوطنيني،‏ الذين تلتقي أفكارهم ومبادئهم العقائديةوالسياسية مع فكره وتطلعاته،‏ رغم أن االحزاب وقتها كانت ممنوعة،‏واملوجودة منها كانت تعتمد مبدأ السرية في العمل.‏في صيف عام 1977، كان والدي ‏،رحمه،‏ مازال قيّماً‏ على مزرعة‏”وصفي”‏ في منطقة الضليل شرق اململكة،‏ وقد اختير لهذه املهمةبصفته خؤولة ‏“عرار”‏ والد ‏“وصفي “ وعم ‏“ملحم”،‏ فَجَ‏ دّ‏ ة وصفي وملحمهي عمتي الكبرى ‏“مرمي اجلابر املراشدة”.‏ وعندما تبدأ العطلة املدرسيةالصيفية،‏ كنت أمضي معظمها مع والدي في املزرعة .ومما أذكره جيداً،‏ أنه في بداية شهر متوز من ذلك العام ، وكان يومأربعاء،‏ زارنا املرحوم املهندس صايل التل،‏ احد أشقاء وصفي،‏ حيث أبلغنا أنإبن عمه ملحم يرغب باقامة مأدبة غداء يوم اجلمعة هنا في املزرعة،‏ فيبيت وصفي،‏ وسيدعو إليها مجموعة من الشخصيات الوطنية.‏ وفي يوماجلمعة،‏ وبعد الصالة،‏ بدأ املدعوون بالتوافد فعالً،‏ملحم مازحني:‏ بس ال سمعت وال رأيت!‏كنت وقتها في السادسة عشرة من عمري ، وعلى أن اعترف هنا اننيلم أكن اعرف أيا من الضيوف واحلضور،‏ سوى ‏“صايل”‏ و”ملحم”‏ اللذين طلبامنى أن ابقى كي أتولى تقدمي الضيافة للحضور الذين لم يتجاوز عددهمتسعة اشخاص،‏ ومازحني“ملحم”قائال:‏ ‏”بس ال سمعت وال رأيت “.وبعد أن تناول اجلميع املناسف،‏ التي احضرت من نادي الضباطاملتقاعدين في الزرقاء،‏ بدأ ملحم حديثه...‏ وقد فهمت من كالمه ان هذااالجتماع هو االول للمجموعة التي كان يجري معها إتصاالت ولقاءاتفردية،‏ لتاسيس حزب سياسي أردني اختار له إسم حزب ‏“الدستور”.‏بعد ان انتهت النقاشات واحلوارات واملداخالت بني احلضور،‏ توافق اجلميععلى بدء إنطالق أعمال احلزب،‏ ومت اختيار ملحم أمينا عاما وناطقارسميا باسمه،‏ على ان تكون اللقاءات واالجتماعات في البدايةسرية الى حني االنتهاء من كتابة دستوره وصياغة بيانه االول الذيكلف ملحم بكتابته،‏ والذي سيتم توزيعه على املواطنني كخطوةاولى لعلنية احلزب،‏ وأتفقوا على ان يحمل البيان توقيع ملحم التلبصفته امينا عاما وناطقا رسميا باسم احلزب.‏أهداف احلزبومما أكد عليه احلضور هو ان احلزب واهدافه ال تخرج عن الثوابتالوطنية العليا،‏ وفي مقدمتها الوالء املطلق للعرش،‏ والقيادةالهاشمية،‏ وان حزبهم هو حزب وطني دميقراطي وحدوي ليستله اية مصالح سوى مصالح اجلماهير الشعبية الكادحة،‏ وهويدافع عن الدور القيادي للقطاع العام في االقتصاد الوطني،‏ وهوحزب الوطنية االردنية،‏ حزب االستقالل والسيادة والوحدة،‏ حزبالتنمية الوطنية الشعبية والتقدم االجتماعي،‏ حزب النضال ضداالستعمار والصهيونية واالستغالل والفساد واالستبداد وامتيازاتاالقلية،‏ وتوطيد احلكم الدستوري املمثل الرادة الشعب وتعميقاالميان بالدميقراطية اسلوبا للحكم وذلك بتوطيد ضمانات حريةالتعبير عن االفكار واالداء بالكالم والنشر في النطاق الواضحاحملدد للدميقراطية الصحيحة.‏ واملطالبة بعودة احلياة النيابية التيكانت متوقفة مع ضمان حق الشعب وحريته في انتخاب ممثليةالشرعيني وممارسة سائر حقوقه الدستورية مع احلرص على متثيلسائر فئات الشعب.‏مَن وَشى مبلحم ووضعه في االقامة اجلبريةحتى توسّ‏ ط له رئيس بلدية غزة؟ومن خالل النقاشات التي متت تسنى لي معرفة اسماءاحلضور وهم:‏ الشيخ عبدالباقي جمو الذي مت اختياره نائبا لالمنيالعام،‏ والفريق الركن املتقاعد سليمان ارتيمة،‏ والشيخ نايفاخلريشة،‏ والشيخ حمادة الفواز،‏ والسيد نعيم التل،‏ واملهندسصايل التل،‏ والدكتور احمد العوايشة،‏ ورفاعي الهزامية.‏واكد ملحم للحضور ان هناك العديد من الشخصياتالوطنية التي ستنضم اليهم الحقاً،‏ والتي متثل مختلف اطيافاجملتمع من مختلف مناطق اململكة.‏ واتفق اجلميع على عقداجتماعهم الثاني بعد شهر في مكان سيحدد الحقا.‏وانفض االجتماع مع اقتراب الغروب،‏ فيما خاطبني ملحمضاحكا:‏ هل انت مستعد ياخال لتتولى توزيع بيان احلزب االول فيمدينة اربد بعد شهر او اكثر قليال من اآلن ‏..؟فاجبته نعم ‏..ابشريا ابا يوسف ...إال انه،‏ وبعد مرور أقل من شهر،‏ علمت من املرحوم ‏“يوسفالتل/‏ ابو ملحم”،‏ أنه قد وشى مبلحم ورفاقه،‏ ومت إعتقال بعضهمملدة ليلة واحدة دون مضايقة ، ومت االفراج عنهم فوراً،‏ إال ملحمالذي صدر األمر بوضعه قيد االقامة اجلبرية،‏ في منزله بعمان.‏وعندما مت رفع االقامة عن ملحم،‏ بتدخل مباشر من املرحوماحلاج رشاد الشوا رئيس بلدية غزة أنذاك،‏ بصفته عمّ‏ السيدةأم يوسف زوجته،‏ إلتقيته أكثر من مرة،‏ فأكد لي أن شخصاً‏ممن حضروا اجتماع املزرعة ‏-ذكر لي إسمه ‏-هو من أبلغ عناجتماعهم ذاك،‏ وقد كوفىء هذا الشخص مبنصب رفيع فيالدولة.‏ورغم احباط محاولة ملحم تلك،‏ اال أنه لم ييأس ، ولميتراجع عن مبادئه حتى متكن عام 1993 هو وبعض رفاقه القدامىمن تأسيس وترخيص حزب يحمل اسم”اجلبهة االردنية العربيةالدستورية “ حمل اهداف ومبادىء حزب ‏“الدستور”‏ الذي لم يرَِ‏النور،‏ وذلك بعد عودة احلياة النيابية واقرار قانون لالحزاب حيثبقي يشغل أمينه العام حتى وفاته عام 2000.


3130تغريداتيوم في حياة خَ‏ روفجُ‏ رأة ‏“اخلرفان “:بعنفوانتعتلي املقصلة!‏عندليب احلسبانكاتبة أردنيةإذا لم تأخذ عندليب احلسبان حقّ‏ ها فيإعتبارها من أهمّ‏ من كتب نصّ‏ اً،‏ باللغةالعربية،‏ فالدنيا ليست بخير.‏ولكن،‏ من قال إنّ‏ الدنيا العربية بخير،‏ وإنّ‏صاحب احلقّ‏ يأخذ حقّ‏ ه؟ هو تساؤل مُ‏ زعج،‏بقدر ما هو حقيقي،‏ بقدر ما حتمل كتاباتعندليب من أصالة،‏ وفرادة.‏هي ليست كاتبة في صحيفة يومية،‏وال حتسد كتّابها،‏ وكاتباتها،‏ فهي تنام كلّ‏آخر ليل على سحر أضواء آتية من بعيد،‏ مناجلوالن،‏ وفلسطني،‏ وتستيقظ على مشهدبحيرة طبريا،‏ ساحراً‏ آسراً.‏ما بني هذا وذلك،‏ تكتب عندليب ما يشبهالتغريد،‏ تُطلق ما هو أشبه بزقزقات عصافيرالصباح،‏ وهنا هي تكتب،‏ هنا أيضاً،‏ نصّ‏ اً‏ بداوكأنّ‏ املكان نفسه كتبه.‏ أم قيس،‏ التي تشهدعلى مثلث عشق:‏ سوريا،‏ األردن،‏ وفلسطني...‏عندليب ال حتسد أحداً‏ منّا،‏ واألحرى أننغبطها على مكانها،‏ ولغتها،‏ وجتربتها...‏شاءت األقدارُ‏ أن أرى اليومَ‏ خروفاً،‏ وأتابعَ‏ بعضَ‏ يومِهومعيشِ‏ ه،‏ فيصيبُي الهمّ‏ والغمّ‏ ، وأحمدُ‏ اهلل أن كانلي من إسمي نصيب،‏ وأنه عندليب ال خروف.‏ ليسانتقاصاً‏ من قيمة اخلروف،‏ وال تقليالً‏ من قَدْ‏ ره،‏ ولكنّهاحلزنُ‏ على قَدَ‏ رِه .خرجتُ‏ إلى سهل بلدتي الصغيرة،‏ أبثُّ‏ عشبَه مافي القلب،‏ فقد قيل لي إن صديق القلوب من األلواناألخضر،‏ وأنشرُ‏ على خيوط شمسه مشاعرَ‏ وأحاسيسلطمتْها موجة عاتية من الرطوبة والبرودة في شتاءقاس قرصَ‏ الوجدانَ‏ واحلشا،‏ فقد قيل لي إن الشمستقتل الفطرَ‏ والفكرَ‏ ، وترجعُ‏ حرارةَ‏ احلس إلى اجلسداحلزين.‏ذلك املسكنيومن بعيد رأيتُ‏ ذلك املسكني،‏ سمعتُ‏ ثغاءَه،‏وأطربني وأغراني ألقترب،‏ فرمبّ‏ ا غابتْ‏ في تلك املسافةالطويلة بينه وبيني تفاصيلُ‏ أكثر.‏ رمبا هي األجمل.‏دنوتُ‏ حتى صرت على بعد خطوات قليلة.‏ املشهد اآلنحاضرٌ‏ بكلِّ‏ تفصيلةْ‏ ... ولكنّها ليستْ‏ ، كما ظننت،‏جميلةْ‏ : إنها حزينة،‏ وأعادت لقلبي غصّ‏ تَه،‏وللهمّ‏ حصّ‏ تَه..‏حشدٌ‏ ضخمٌ‏ من اخلرفان،‏ الراكعة املستكينةليديّ‏ راعيها،‏ املنهمكتني برصّ‏ الرؤوس جنباً‏إلى جنب،‏ حتى ال تكاد مترّ‏ فراشة راشدة منرأسٍ‏ آلخر،‏ وزوجةُ‏ الراعي محنية الظهر،‏ جتوبالبنيةَ‏ التحتيّةَ‏ للخرافِ‏ ، تفرّها وتعبثُ‏ بأماكنخصبِها،‏ حاملةً‏ إناء يفور منه خيرها ..اإلناءُ‏ يفور واخلراف ال تثور،‏ تنتظرُ‏ حتى تعودأدراجها الى احلظيرة،‏ فتنام ليلَها العليل.‏ ومعفجرٍ‏ جديدٍ‏ تصحو،‏ تأكل وتُرَصَّ‏ وحتُ‏ لب،‏ وتعودُ‏أدراجها إلى احلظيرة وتنام،‏ ومع الفجر تصحوتأكل وتُرَّصُ‏ وحتُ‏ لب،‏ وتعود أدراجها إلى احلظيرةوتنام،‏ ومع فجرِ‏ العيد تثغو،‏ تنتظر لقاء ‏“جودو”،‏فنتتهادى إلى امليدان،‏ وبعنفوان تعتلي املقصلة.‏وأما أنا،‏ ففي احلظيرة صرتُ‏ أجول،‏ أبحثُ‏عن خروف أستلُّه من اجلماعة،‏ ألَشيَ‏ له مبكيدةالعيد.‏ وأسردَ‏ له التفاصيل عن دم القربان فيامليدان،‏ وعن اخلير الوفير،‏ وجودو واألمير،‏ ولم أرخروفاً..‏ لم أرَ‏ غير خرفان،‏ ففي احلظيرة كما فياحلاضرة،‏ دائما تغيب التفاصيل...‏طوابير وحشود في قسم اإلنعاشأما أنا ففي مخيلتي رُصَّ‏ تْ‏ كلُّ‏ الطوابير‏,طوابير الصباح في املدرسة،‏ والقبولوالتسجيل في اجلامعة،‏ طوابير مسجد البلدةظهيرة اجلمع،‏ و قطايف رمضان أمام فرن احلارة،‏طوابير املؤسسة االستهالكية آخر الشهر،‏وعيادة األطفال يوم التطعيم اجملاني.‏طوابير املعزّين في آخر جنازة،‏ واملهنيئن فيآخر زيجة.‏ طوابير العائدين من اإلجازة..‏ طوابيراملسافرين،‏ والالجئني،‏ واحلَجيج واحملتجّ‏ ني...‏طوابير القادمني إلى قسم الوالدة،‏ والراحلنيإلى املشرحة.‏ واألعراف في قسم االنعاش..‏حشود ورؤوس،‏ وناس وأنفاس متأل التفاصيل،‏وتفاصيل تتيه،‏ بعيداً،‏ بعيدا ً، في زحمةالطوابير .


3332ما هيأسئلة جارحة‏“الدولة اإلسالمية؟ ”وهل إسرائيلدولة إسالميةأكثر منّا ؟حلمي األسمركاتب أردنيلم يكن صديقي احلبيب ابناحلبيب،‏ باسم إبراهيم سكجها،‏يعلم أنني كنت أنتظر ‏“حركشته”‏تلك ألكتب في ‏“اللويبدة”‏ حبا به،‏وبوالده،‏ وباللويبدة،‏ اجلبل واجمللة،‏لذا،‏ حينما ‏“دس لي”‏ عبر الفيسبوككلماته تلك:‏ وبعدين معك حلمي؟متى ستكتب للويبدة مقالة حميمة؟سارعت للكتابة،‏ ممتثال لألمر احملبب،‏وكدت أقول ألبي إبراهيم:‏ بعدينمعك أنت،‏ ولم تأخرت ‏“حركشتك”‏تلك؟كُ‏ لّ‏ ما قرات،‏ أو سمعت،‏ تعبير ‏“الدولة اإلسالمية”‏ قفزت إلىذهني تلك الدراسة الفذة،‏ التي أعدها البروفسور حسني أسكاري،‏من جامعة جورج واشنطن-‏ شعبة إدارة األعمال الدولية والعالقاتالدولية-‏ حول واقع 208 بلدان وأقاليم في شتى أنحاء العالم،‏ جرىتصنيفها طبقا اللتزامها بتعاليم اإلسالم،‏ وهدي املثل القرآنية!‏توصل البحث إلى خالصة أن الدول اإلسالمية ليست هي التيحتتل املراتب األولى في االلتزام بالقرآن،‏ بل أن دوال مثل إيرلندا والدامناركولوكسمبورغ تأتي على رأس الالئحة،‏ واحتلت ماليزيا،‏ كأول دولة تطبقالنظام اإلسالمي في املؤشر الذي أجنزه البروفيسور،‏ املرتبة الثالثةوالثالثني بينما جاءت األردن في املرتبة 72 ومصر في املرتبة 128 واملغربفي املرتبة 120. اجلمهورية ‏»اإلسالمية«‏ في إيران 139!كيفية تطبيق مبادئ القرآن الكرمييقول البروفيسو أسكاري أن البحث الذي أجنزه،‏ اعتمد على مؤشركيفية تطبيق املبادئ التي أتى بها القرآن الكرمي في احلياة االجتماعية،‏‏‘درسنا هل الدول تلتزم مبا يجب أن تقوم به،‏ ودرسنا احلكامة واحلقوقالسياسية وحقوق اإلنسان والعالقات الدولية’.‏ووفقا للمؤشر احتلت قطر املرتبة 11 وجاءت في رأس قائمة الدولالعربية،‏ ماليزيا 33/ الكويت 42/ البحرين 61/ اإلمارات 64/ تركيا 71/تونس 72/ األردن 74/ السعودية 91/ املغرب 120/ مصر 128/ اجلزائر 131/ العراق /148 اليمن /180 السودان /190يفسر البروفيسور حصول الدول اإلسالمية على مراتب متدنيةبسبب سوء احلكامة ‏)أو احلوكمة(،‏ واستعمال الدينكوسيلة للسلطة،‏ وإضفاء الشرعية على نظام احلكم،‏بينما تنص تعاليم القرآن الكرمي على أن االزدهار االقتصاديجيد بالنسبة للمجتمع ، لكن البحث أثبت أن االزدهار اليصل الى الطبقات الفقيرة.‏دول فاسدة غير متطوّرةوتعليقا على النتائج قال عضو فريق الدراسة د.حسنيعسكري،‏ وهو اكادميي أميركي من أصل إيراني واستاذ فيجامعة جورج واشنطن،‏ في تصريحات لصحيفة ‏“ديليتليغراف”‏ البريطانية إنه ال بد من التأكيد على أن كثيراً‏ منالدول التي تدين باالسالم،‏ وتدعي أنها دول اسالمية ليستعادلة،‏ بل هي دول فاسدة غير متطورة،‏ وهي في الواقعليست اسالمية بأي شكل من االشكال.‏ويضيف أن البلد أو اجملتمع الذي ال توجد فيه انتخاباتأو فساد أو قمع أو حكم ظالم أو عدم مساواة أمام القانونوعدم تكافؤ الفرص في التنمية البشرية أو غياب حريةاالختيار ‏)مبا في ذلك حرية اختيار الدين(‏ والفقر واإلكراهوالعدوان كوسيلة حلل الصراعات بعيدا عن احلوار واملصاحلة،‏واألهم من ذلك كله سيادة الظلم بشتى أشكاله،‏ ال ميكنوصفه من الوهلة االولى بأنه مجتمع اسالمي!‏الالفت في األمر،‏ ان إسرائيل كانت دولة ‏»إسالمية«‏ أكثرمن جميع الدول العربية،‏ وفق نتائج الدراسة ومعاييرها،‏حيث احتلت املرتبة ال 27 ولم يسبقها في الترتيب إال قطرالتي احتلت املرتبة 11!ونسأل من بعد،‏ ما هي الدولة اإلسالمية؟وهل هناك دولة دينية في اإلسالم،‏ أم أن الدولة مدنيةمبعنى الكلمة؟!‏يبدو أن الدولة اإلسالمية هي دولة مدنية،‏ دولة حرياتوقانون،‏ ال متيز وال تفرق بني املواطنني،‏ وفيها تكون سيادةالقانون مقدسة ال يتم انتهاكها.‏إن نتائج هذه الدراسة تذكرنا مبقولة الشيخ محمدعبده حينما زار أوروبا في بدايات القرن املاضي:‏ رايت عندهمإسالما بال مسلمني،‏ ورأيت عندنا مسلمني بال إسالم.‏سؤال فانتازي:‏ما مرتبة ‏»الدولة اإلسالمية في العراقوالشام/‏ داعش«‏ وفق معايير الدراسة؟


35رسالة حبّ‏ربيعة الناصرتكتب34ربيعة الناصرفنانة وناشطة أردنيةكانت قناة ‏“امليادين”‏ تُعلن أنّ‏ ضيفبرنامج ‏“بيت القصيد”‏ ملقدّ‏ مه الشاعراللبناني املبدع زاهي وهبه،‏ سيكوناملوسيقار األردني الكبير طارق الناصر،‏حني وردت إلى ذهن ‏“اللويبدة”‏ فكرةهذا املوضوع،‏ وجرى هذا احلوار السريعمع األستاذة ربيعة الناصر،‏ الفنانةوالناشطة املعروفة،‏ ووالدة طارق:‏- ‏“اللويبدة ”: عزيزتنا ربيعة،‏ هلميكنك كتابة إجابة على سؤال:‏- كيف تستمعني إلى موسيقىطارق،‏ وهل تنسني،‏ حينها،‏ أنه إبنك؟- ربيعة:‏ يسعد مساكم،‏ شكراً‏ألنكم جعلتم لإلجابة شقني،‏ فأنا الأستطيع اإلجابة عن موسيقى طارقبصفتي أمه فقط،‏ دائما كنت أراهصاحب مشروع يستحق مني الوقوفإلى جانبه،‏ وقد كنت دوماً،‏ وما زلت،‏ أقفعَ‏ نطارق الناصرمع أصحاب املشاريع؟- ‏“اللويبدة”:‏ وهل ميكن الكتابة فور إنتهاء املقابلةالتلفزيونية،‏ نريد أن يكون النصّ‏ إبن تلك اللحظات؟- ربيعة:‏ بالتأكيد...‏وإليكم ما كتبته الفنانة املرهفة،‏ األمالفخورة،‏ وال ننسى أنّ‏ املوسيقار الشاب وضعفي املقابلة التلفزيونية تشجيع والدته واحداً‏من أهمّ‏ أسباب جناحه،‏ وتقوّ‏ قه:‏


37فيديو / Video36‏“...أصعب الكتابات أن تكتب عن نفسك،‏واإلبن هو قطعة من النفس،‏ اعذروني إذبدت كتابتي مفككة.‏ إنها أشبه مبناجاة،‏املوسيقى.‏أسمعها كمناجاة،‏ أشبه ببث الشجون،‏وأحيانا تكون كمن يبحث عن بقعة فرح،‏ دوماكانت املوسيقى بالنسبة لي حديثاً‏ روحانياً،‏فكيف وهي تصدر من قلب وروح خبرتها جيداً،‏خبرت فرحها مثلما خبرت حزنها،‏ أراها سيرةذاتية مكتوبة موسيقياً،‏ رمبا بسبب معرفتيحلجم اجلهد والتحديات التي يواجهها الفنان‏)صاحب املشروع(‏ بشكل عام،‏ وبشكل خاص:‏طارق ومشروعه الذي اشتغل عليه لسنواتطويلة ومضنية.‏ لذلك تراني أصغي حلديثه،‏بنفس القدر الذي أصغي ملوسيقاه.‏حديثه وموسيقاه،‏ وسؤال:‏ هل هذاإبني؟في كل لقاء أسمعه يتحدث،‏ أدهش وأنااألقرب له،‏ من طريقة عرضه لوجهة نظره،‏وأرى جتربته تزداد غنى ونضجاً،‏ ملن يعرفني،‏ وفيحالة خاصة مثل طارق،‏ ال أستطيع فصليعنّي،‏ ألن من طبعي االنتشاء لسماع فكرةجديدة،‏ وخاصة من اجليل الشاب،‏تنعشني كل جتربة لها فرادتها،‏ وأجدنيأتابع تطورها باهتمام في انتظار حتقق وجودها.‏في العروض املوسيقية ال أخفي شعوريباالمتالء والفخر،‏في بدايات عروضه املوسيقية،‏ كنت أتلفتحولي وأنا أرى شغف اجلمهور مبوسيقاه،‏فأسأل نفسي:‏ هل هذا الشاب الذي تلتفحوله الناس هو ابني أنا،‏ وينتابني شعورباالمتنان ألني أم محظوظة.‏خالل عرض ‏“نهاية رجل شجاع”،‏سألت نفسي:‏ كيف متكّ‏ ن منك هذااحلُزن اجلميل؟أثناء عرض مسلسل ‏“نهاية رجل شجاع”،‏كنت أصغي للموسيقى،‏ وأسأله في قلبي:‏كيف متكن منك هذا احلزن اجلميل،‏ وتسلل إلىروحك،‏ وقد كان يومها في بداية العشرينيات.‏حني كنت أقف إلى جانبه أمام التحديات،‏ والتيكان أهمها انسحابه من الثانوية لألبد،‏ كان اآلخرونينظرون لي وكأنني أتساهل مع ابني،‏ وأن تساهليسيفقده مستقبله،‏ ولكن إمياني بأن هذا الفتى ميلكإرادة وتصميماً،‏ واألهم من ذلك أنّه ميتلك حلماً‏ جليّ‏املعالم،‏ باإلضافة إلى املنطق والثقة والتجارب التيعاشها،‏ كل ذلك دفعني ألن أكون إلى جانبه منذالبداية،‏ رمبا ألحميه بداية،‏ وألشهد حتقيق حلمه فيمابعد.‏قلت في البداية أن عرضه لوجهة نظره ، وإميانهومتسكه بها،‏ هي نفسها التي جتعله يقضي اللياليدون كلل ليصوغ موسيقاه مثلما يصوغ فكرته.‏


39قصّ‏ ة صورةوَكَ‏ م من صورةكذبت،‏ وَكَ‏ م منابتسامة أخفتبراكني حزن وألم ؟38ناصر قمّ‏ شصحافي مخضرم،‏ ومن أعمدة ‏“اللويبدة”‏بعث لي صديقي األستاذ ناصرقمش،‏ الصحافي اخملضرم،‏ هذه الصورةفاستوحيت منها مداعبة تقول:‏ صورةخاصة مُ‏ سرّبة قبل قليل من أرشيفشتاء مطعم زوربا األخير..‏ واضح أنّ‏مؤامرة حمادة الفراعنة وناصر قمشعلينا،‏ أحمد سالمة وأنا كبيرة...‏ اهلليستر!‏ناصر استوحى بدوره النص التالي،‏الذي يعطي فيه درساً‏ حقيقياً‏ علىأهمية الفهم احلقيقي للصورة،‏ وعدماإلجتزاء منها...‏باسمعلى الرغم من التطورات التكنولوجية الكبيرة،‏ التي رفعتمن شأن الصورة،‏ ووضعتها في متناول اجلميع،‏ بعد ان كانت حكراً‏على احملترفني،‏ إال أن هذا التطور تناسب عكسياً‏ مع مصداقيةالصورة،‏ التي اصبحت عرضه لالجتزاء ، والفلترة ، والقلبواملونتاج،‏ الذي يحيل القبح إلى جمال بكبسة زر واحدة.‏احلبيب أبو ابراهيم..‏ميكن إسقاط مئات التأويالت على هذه الصورة،‏ إحداها‏“املؤامرة املزعوم”،ة لكن ما لم تظهره الصورة،‏ أنها كانت جزءاً‏من مشهد درامي نادر،‏ تعجز عن وصفه الروايات،‏ ولكني سأخلصهفي عجالة:‏اإلحتفاء بسعد السيالويفهذه الصورة التقطت خالل حفل أقيم على شرف الصديقسعد السيالوي،‏ بعد عودته من رحلة عالجية،‏ وحضره على نفسالطاولة،‏ أكثر من ثالثني شخصاً‏ من أصدقاء ومحبي سعد.‏ فيالقاعة العلوية ملطعم زوربا وسط البلد،‏وعلى الطاولة اخللفية،‏ كان يجلس أحد الزمالء،‏ برفقةمسؤول حكومي كبير،‏ إلتقيناهما بالصدفة،‏ فيما جلس علىالطاولة املقابلة مجموعة من الصبايا اللواتي فوجئن باحتفالية،‏واحبنب املشاركة فيها لشدة شعبية سعد وحماسية اجلو ، فيماكانت معزوفة زوربا الشهيرة متثل اخللفية لكل هذا املشهد الذيحتول الى ذكرى جميلة لكل من حضر وشارك في احتفالية الفرح،‏الن الفرح كان نابعاً‏ من القلب،‏ وبعيدا عن كل طوابق النفاق .ليس هنالك يا أبا ابراهيم أخطر من لعبة الصورة في حياتنا،‏بعد ان جترد بعضنا من كل الضوابط االخالقية،‏ واصبحت فناً‏ فياخلداع ولعبة للتحشيد،‏ وقلب املفاهيم.‏وبحسب الدراسات فإن 75% من قراء الصحف واجملالتيالحظون الصورة ويركزون عليها،‏ و‎50%‎ يالحظون العناوينالرئيسية وان 29% يلفت نظرهم تعليقات الصورة وشرحها،‏ فيحني ال تلفت املادة التحريرية إنتياه إال 25% فقط من القراء،‏ وهوما يظهر خطورة الصور،‏ وأهميتها في لعبة التأثير والتحكمباالجتاهات،‏ وتلك قصة يطول احلديث عنها.‏اما في هذه العجالة،‏ فأحب أن أوضح أنه شرف كبيرلي أن أكون دائماً‏ خلفك يا أبا ابراهيم،‏ أنت وأبو رفعت،‏فقد كنتم دائماً‏ في املقدمة،‏ ونحن نسير خلفكم،‏ ونحنمغمضو األعني.‏وأما الصور...‏أما الصور،‏ فإنها تكذب في أحيان كثيرة،‏ أو أنها ال تقولكلّ‏ احلقيقة...فكم من أمجاد مت اختصارها بصورة مهينةمفبركة ألصحابها؟ وكم من إبتسامة مصطنعة أخفتبراكني من احلزن واأللم؟


4140كأس شايكُ‏ رسيٌّ‏ ...ونادل،‏وشاي،‏ وبُنّ‏ ،وشارعيغليبالبشر...‏ماجد شاهنيكاتب وناشط أردنيماجد شاهني بارع في اللغة،‏وفي التقاط اللحظات الشارعية،‏وفي تزكية تألقاتها نصّ‏ اً‏ مُ‏ دهشاملعالم.‏وكما أنتم تدخلون بترا منخالل سيق ضيّق طويل جميل،‏وتُدهشون مع أوّل ظهور للخزنة،‏وتُشهق أنفاسكم،‏ فكذلك أنتممع نصوص ماجد.‏تعالوا معنا،‏ إلى عالم ماجد،‏وادخلوه بتراه...‏لم يشغلني كثيرا ً كرسيّ‏ ٌ من اخليزران ، كان يستخدمه كهلخلمسني سنة ً، أهدرها جالسا ً على رصيف ٍ عند مقهى .. بل كانيشدّ‏ ني انتباهُه الدائم ُ إلى الشارع ِ وتفرّسُ‏ ه في وجوه املارّين منهناك .حتى حني كان ينادي على النادل ليجلب له كأس شايه،‏ ظلّ‏الكهل مختلفا ً ومباغتا ً وغامضا ً إلى حد ّ ٍ كبير ، رغم مساحةواضحة من االنفراج ارتُسِ‏ مَت على وجهه !...و لم يبهرني النادل ‏ُمبا كان يتميّز به من سرعة وكياسة فيالتعامل مع زبائن املقهى واملكان ، بل أذهلني وعلى الدوام سلوكهفي التعامل مع النب ّ وقدرته الفائقة على تطويع محتويات الركوةوحثّها على “ الغليان “ إلى أن تفور ومن دون أن تندلق !تلك لعبة النادل والركوة والنار ....و لم يربكني ذاك اجلالس هناك في الزاوية،‏ يكرع شايه بصوت فيه“ نحت ٌ و موسيقى حجريّة “ ، فيشدّ‏ احلاضرين إليه ، وأمّ‏ ا ينظر إليهأحد يروح إلى البحلقة ويبتسم !كان مزعجا ً مبا يكفي جللب واستحضار امتعاضات هنا وهناك، لكن ّ الناس ظلّوا منشغلني بورق اللعب أو ب ِ متتمات لتوليفمنيمة تليق بالشارع ....و بائع الترمس ، كان بارعا ً في تقدمي “ الطُ‏ عم ِ “ للزبائن فيُهرع ُ، في العادة ، إلى دعوتهم للتذوّق و ميحضهم قطعة ليمونصغيرة مملّحة ، كانت كافية جللب احلظ وتسويق “ ترمساته“.‏كان يشدّ‏ ني حني يرسل إلى النادل إشارة بأصابعه،‏وسرعان ما يحمل النادل كأس شاي كبيرة محالّة كماينبغي و يضعها على حافّة الترمس ، و يغرف بقبضة يدهمن الترمس ما يكفيه لكي يعود إلى املقهى و بسطة املاء ....و بائع البطاطا في العربة ،و بائع العصير اجلائل ،وخائط املالبس في الزاوية القليلة،‏ الذي كان يرتق ماظهر من خرق و اتّسع ،وبائع هريسة يصارع جيوش الذباب التي تشن ّ هجوماً‏على بضاعته تلو الهجوم ،وماسح األحذية الذي يطيب له أن تتسخ أحذية الناسلكي يلقّ‏ ط رزقه ،وامرأة تشققت منها اليدان جتلب طيورها و بيضدجاجاتها لكي تستبدلهن مبال قليل ينفع لشراء ما تقتضيهأسرار املنازل ،وعامل النظافة الذي يتفحّ‏ ص محتويات األكياس التيتطرحها احملال ّ والبيوت ، لعل ّ أن يجد فيها ما قد يبيعه ،.. جميعهم يشدّ‏ ون االنتباه حني تنفذ بضائعهم أوينتهون من أعمالهم ، فتظهر مالمح سحناتهم بكاملارتياحها أو غضبها ....و قبل اندالق العتمة بقليل ، تنشغل الشوارع بالعابريناملستعجلني الذين فرغوا من اعمالهم و أغلقوا محالّهمالشعبيّة و استعدوا جلوالت جديدة في البيوت ، يناكفونالزوجات و األبناء و يلتهمون ما يتوافر من طعام و ميارسوناجنعاء ً وارتخاء قبل النوم ،ثم ّ يهشّ‏ ون على األوالد أن يخففوا صراخهم .مدهش أن نتخيّل كيف يذهب املتعبون إلى النوم !النوم فاكهة املتعبني الذين يكدّ‏ ون في رحالت الشقاء وحصد القوت اليوميّ‏ ....وأمّ‏ ا تُغْلَق ُ املقاهي أبوابُها و ينوس الشارع عن آخره ،تكون آخر نشرات األنباء تهدهد أوقات الناس و تخبرهم أنكلّ‏ األشياء على مايرام و أن رغيف اخلبز لم يفقد استدارتهبعد!‏...و ال يدهشني ، في األمر كلّه ، بعد الصراخ كلّه والغضبكلّه واجلوع كلّه والشارع كلّه والركوة التي لم تندلقوالترمس والنادل قليل احليلة والبطاطا ، ال يدهشني سوىأننا نحبّ‏ النوم كثيرا ً فنروح بنعاسنا كلّه،‏ نروح إليه !...و يدهشني أن في الركوة ما ينفع لكي تندلق .


4342أردني زادُه اخليالالصومال...‏فسادأفشل دولةوبدّ‏ د اخليراتوشتّ‏ ت األبناءسمير عربياتإقتصادي أردني معروفجاب العالم،‏ طوالً‏ وعرضاً،‏ واستقرّ‏في غير مكان،‏ وها هو يستقرّ‏ اآلن مؤقتاً‏في اتالنتا/‏ جورجيا األميركية،‏ وحتّى وهوهناك،‏ فالواليات املتحدة أشبه بعالمكامل بحدّ‏ ذاتها،‏ ولهذا فرحالت تعرّفه إلىاألمكنة والناس صارت هناك.‏سمير عربيات رحّ‏ الة بطبعه،‏ ومنذالعدد األول ل”اللويبدة”‏ وهو يسجّ‏ ل لناإنطباعاته عن األمكنة والبشر،‏ في القاراتاخلمس،‏ وهنا يصل إلى الصومال التيحتوّ‏ لت إلى آخر حدود الفقر بعد أن كانتمتُ‏ ثّل وعد الرخاء...‏ وكلّه لسبب الفساد.‏مع صدور هذا العدد من “ اللويبدة”‏ في أيلول 2015، يكون قدمضى على رحلتي الى الصومال خمسة وعشرون عاما.‏تلك الرحلة التي قادتني اليها مهمة تقييم احد مشاريع تصديراملوز في ميناء موقاديشو في العام 1990، فكانت االنطالقة من عمانعبر القاهرة الى تلك املدينة والبالد الغنية باملوارد الطبيعية.‏و كان الوصول عند الفجر،‏ اال أن ربان الطائرة لم يستطع الهبوطبسهولة،‏ والسبب ان قطيعا من االبقار كان يرعى على ارض املدرج.‏الدخول عبر املطار بصحبة صديق صومالي،‏ اتاح لي االستمتاعبصالة الضيوف املهمني،‏ وهي عبارة عن طوب محاط بسلك شائكيفصلني عن بقية ركاب الطائرة،‏ ومعاملة متميزة في ختم اجلواز واجراءات الدخول.‏طليح هوتيلهذا الصديق الذي اصطحبني ايضا الى اهم فنادق املدينة:‏‏“طليح هوتيل”‏ حيث االستحمام هناك هو مترين اساس للمعدةبسبب االضطرار الى ملء االبريق من حنفية اقرب الى االرض ثمالصعود لسكب املاء على اجلسم و تكرار العملية.‏كان االفطار يتكون من عصير اجلريب فروت وفواكهالبابايا واملاجنا،‏ وكانت اخليرات من اللحوم و املاكوالت البحريةتتصدر موائد الغداء و العشاء،‏ علما بأن عملية الطهي تتمعلى احلطب و الفحم،‏ و السبب ان البلد الذي كان في بداياتاالنهيار،‏ كان قد بدأ افتقاد الغاز اوال.‏وعملية ادامة النار متقدة،‏ تتطلب حضورا مستمراوبالتناوب بني سيدات يعملن خدما في منازل و قصور،‏ بنيتمن اموال الدولة و البنوك املنهوبة،‏ برخام ايطالي فاخر،‏ علىشاطيء من اجمل شواطيء العالم.‏سعر العملة حسب سعر ‏“القات”‏كان سعر العملة هناك يتحدد تبعا لوصول طائرة منكينيا حتمل “ القات”‏ فكلما توافر القات انخفضت العملةمقابل الدوالر.،‏ و كانت كل ست و ستني موزة بدوالر واحد.‏في ذلك الزمان كانت الصومال من اغنى الدول باملواشيو السمسم و املاجنا و غيرها الكثير،‏ و ما قضى عليها همزمرة من العسكر اجلهلة،‏ و فساد جتار،‏ و ساسة مهووسني.‏وشاء القدر ان التقي بعد كل تلك السنوات بصديقصومالي،‏ غادر الصومال للدراسة في امريكا،‏ وبعد ان انهىمجموعة من االبتكارات و البراءات العلمية في مواضيعالتصنيع الغذائي،‏ لم يكن بلده مؤهال الستقباله،‏ و انتهىبه االمر الجئا في كندا.‏ و هو االن يحمل اجلنسيات الكنديةواالمريكية و الصومالية،‏ و يحلم بوطن مستقر ال جمهوريةموز.‏الصومال،‏ بلد املوارد،‏ كان محجا ملستثمرين من ايطالياوبعض من دول اخلليج،‏ اال ان فشل الدولة اساسا،‏ بدد الثروات،‏وشتت االبناء،‏ ودخل في دوامة استمرت منذ ربع قرن،‏ و ارجواهلل ان تكون لها نهاية .


4544ضادباء سنيكاتب أردنيد.خالدالكركيو ‏”املهمّ‏ ةاملستحيلة “ال نعرف ما إذا كان هناك غيرنا من أمّ‏ ة حتتاجإلى قانون حلماية لغتها،‏ مع أنّ‏ لغتنا هي لغةالقرآن،‏ ولغة اجلنّة،‏ ولكننا نعرف أنّ‏ هناك كثيرين اليعلمون أنّ‏ هناك قانوناً‏ أردنياً‏ صدر حديثاً،‏ وسيبدأالعمل به رسمياً‏ بعد أسبوعني،‏ يُسمّ‏ ى ‏»قانونحماية اللغة العربية«.‏مجمع اللغة العربية األردني هو املعنيّ‏ األوّلبتطبيق هذا القانون،‏ وسيكون على رئيسه،‏صديقنا وعاشق اللغة الدكتور خالد الكركيوزمالئه الكرام،‏ العمل خالل سنة واحدة علىحتقيق مهمة تبدو مستحيلة،‏ فقد ‏»اتّسع اخلرقعلى الراتق«،‏ إلى أن بدت لغتنا غريبة عن أهلها.‏خالل سنة،‏ هي املهلة التي مينحها القانونلتوفيق أوضاع املؤسسات اخملالفة ألحكامه،‏ ينبغيعليهم أن يدرسوا وميُ‏ حّ‏ صوا في األسماء بأنواعها،‏ويتابعوا نشرات األخبار والتقارير املسموعة واملرئيةواملطبوعة،‏ ويعيدوا قراءة التشريعات،‏ والعقودواملعاهدات واالتفاقيات.‏أعانهم اهلل،‏ فخالل سنة واحدة عليهم،‏بحكم القانون،‏ أن يُعيدوا الهيبة للغة العربيةفي كلّ‏ مناحي احلياة،‏ وفي تقديرنا فإنّ‏ هذا هواملستحيل بعينه،‏ ولكنّ‏ مجرّد البدء بالعمل،‏ وحتميرالعيون،‏ وإثبات اجلديّة،‏ وتصويب اخملالفات الصارخةوالفاضحة،‏ سيجعل من هذه الرسالة النبيلةأولوية على األجندة الوطنية،‏ وهذا أضعف االميان.‏


47لفلسطني أغنيةبيت حلم تُعمّ‏ د شادي زقطان46فيديو / Videoشادي زقطانموسيقي وفنان فلسطينيكانت ليلة اإلثنني احلادي عشر منآب،‏ ليلة شادي زقطان ليأتي فيهاتعميده رائد األغنية السياسيةاالجتماعية الفلسطينية احلديثة.‏ونقول:‏ تعميد،‏ ألنّ‏ األمر متّ‏ فيبيت حلم،‏ على بُعد خطوات من مهداملسيح،‏ وفي مهرجان حياة املدينةالذي صار مع سنوات عمره القليلة اليستغني عن وجود زقطان.‏ريادة شادي ليست في أدواتهاملوسيقية،‏ وال نوع املوسيقى،‏وأسلوب األداء فحسب،‏ بل في التقاطالكلمات العامية،‏ احملكية اجلريئة منشوارع وأزقة فلسطني.‏شادي فلسطيني ونصف أردني،‏فجدّ‏ ه ألمّ‏ ه من معان،‏ وله الكثيرمن األغاني التي تستحضر البداوةاألصيلة،‏ وقريباً،‏ سيكون له حفل فيعمّ‏ ان.‏


49483 أردنيات‏“يوتوبيا”‏ أردنيةيعملنعلى حتقيقبدون أسماءثالث سيدات أردنيات ناشطات‏”احلياة الفُضلى”‏هدفنا في احلياة هو بث روح التفاؤلواإليجابية لكل إنسان على وجه األرضو العمل على التجديد،‏ والتغيير املستمرعلى املستوى الشخصي،‏ والعمليللفرد.‏وأمّ‏ ا في األردن فنحن نسعى إلى نشراألساليب الصحّ‏ ية،‏ والطرق الفعّ‏ الةليصبح املواطن األردني قادراً‏ على حتديالصعوبات و املواجهة.‏وبعد البحث في اجملتمع األردني وجدناأن هناك حاجة ماسة لزيادة درجة اإلدراك،‏والوعي الثقافي واإلجتماعي والنفسيلدى املواطنني في كيفية الوصول إلىدرجات إيجابية أعلى في السلوكياتالفردية واإلدارة والسيطرة الذاتية .يتمتع بلدنا مبوارد،‏ ومصادر بشرية،‏ لم يتم إستغاللها علىاملستوى املطلوب،‏ و بعد الدراسات و األبحاث وجدنا أن هناك حاجةهامة،‏ وضرورية،‏ للقيام بتدريبات وورشات تعتمد على األسلوبني:‏النظري والعملي معآ،‏ ألن التنظير وحده ال يعطي الفاعلية املطلوبةو ال النتائج الفورية،‏ بالتأكيد.‏التدريب،‏ الذي نعتمده،‏ يرتكز على تنمية املهارات الفردية،وبذلكفإن كل إنسان موجود،‏ له حاجات فردية وفريدة من نوعها،‏ خاصة به:‏جمعتنا الصداقة،‏ والعمل الدؤوبكل شخص له كيانه و قيمته ووجوده،‏ و هو مختلف عن غيره منحيث احلاجات و الصفات ، لذا فيتناول التدريب مساعدة الفرد علىإكتشاف الذات،‏ التي تساعده على فهم نفسه،‏ وحتديد هويته،‏ وبناءحجر األساس ملواكبة مسيرته احلياتية،‏ حتى يصبح كل شخصرقيب نفسه،‏ ولنفسه.‏التطور الذاتي هو املرتكز األساسي لتطور اجملتمع،‏ وبناء ثقافةتعم جميع األركان،‏ فيصبح أفراد مجتمعنا األردني يتمتعون بدرايةكاملة،‏ ووعي ثابت،‏ بأن تأثيرهم،‏ وفاعليتهم إيجابية:‏ في البيت،‏والعمل،‏ واملدرسة،‏ والشارع،‏ وكل نواحي احلياة .أهمية التدريب،‏ الذي نعتمد،‏ تكمن في والدة طاقات مدفونة،‏وإمكانات ذاتية مخفيّة،‏ والتطرق الى مجاالت احلياة األساسية والعملية.‏لذا ارتأينا،‏ نحن ثالث سيّدات أردنيّات،‏ باختالف مواقعنا،‏ وإنسجامطموحنا،‏ بأن نقوم بنشر هذه الثقافة،‏ عن طريق تدريبات،‏وتقدمي استشارات لألفراد واملؤسسات العامة واخلاصة،‏لينعم أردننا الغالي مبستوى ثقافي وإجتماعي متطّ‏ وروحديث،‏أملنا أن نكون رياديات بهذه التجربة التي القت إقباال،ً‏وإستحساناً‏ لدى الكثير من مواطنيننا األعزاء.‏جمعتنا الصداقة،‏ والعمل الدؤوب،‏ وحب الوطن،‏لتأسيس شركة احلياة الفضلى ( يوتوبيا ) التي نتمنّى أنيكون لها من إسمها نصيب،‏ ونطمح إلى يصبح لكلمواطن أردني حياة فضلى،‏ وعيش كرمي،‏ ونطمع في األجاويداألردنيني أن تصل كلمتنا إليهم جميعاً...‏كلّ‏ العالم يستحقّ‏ احلياة الفُضلى ‏)يوتوبيا(،‏ ولكنّ‏ األردنيستأهلها أكثر.‏


5150مقالة الشهرصمودنا مرهونببقاء تنوّ‏ عناالدميغرافي،‏وإالّ‏ فسيتحوّ‏ ل إلىقنبلة!‏ “فهد اخليطان/‏ الغدال عالقة بني فهد الفانك،‏ وفهد اخليطان،‏ال سياسياً،‏ وال فكرياً،‏ ولكنّ‏ ما جمعهماهو تصدّ‏ ر قائمة الكتّاب الصحافينياليوميني األردنيني،‏ بالتأكيد ليس دائماً،‏ولكن غالباً.‏الفانك تنبأ للخيطان بهذه املنزلة،‏ وفي‏“اللويبدة”،‏ قبل سنوات،‏ وإذا كان داعبنابقوله:‏ سيبقى إسم فهد حاضراً‏ منخالل اخليطان،‏ فقد كان على حقّ‏ .فهد اخليطان خيط من نسيج يساري،‏واليساريون هم أهمّ‏ املثقفني على مدارالدهر،‏ فهم تعلّموا على منهج حتليلعلمي،‏ ال يُجارى،‏ ولكنّه خيط مستقل،‏ولعلّ‏ أكثر ما مييّزه.‏سيناريو التمدد اجلغرافي ليس واردا في ذهن القيادة األردنية.‏امللك عبداهلل الثاني زعيم واقعي،‏ يفهم قواعد اللعبة السياسيةفي املنطقة ويتقنها.‏ قبل فوضى اإلقليم وربيعه الدامي،‏ كان امللكقد تخلى مبكرا عن أفكار التوسع غربا،‏ حيث الفكرة محل ترحيبغربي وإسرائيلي.‏بعد توليه مقاليد احلكم من والده الراحل الكبير والطموحامللك احلسني،‏ تبنى امللك شعار ‏“األردن أوال وأخيرا”،‏ وظل على هذهالسياسة.‏التمدد اجلغرافي يعني غرق اململكة في وحل املنطقة،‏ ورمباضياعها.‏ يدرك امللك ذلك،‏ ومعه عموم األردنيني.‏لكن األردن كبر فعال،‏ وبسرعة.‏ لم يتمدد جغرافيا ولن يتمدد،‏لكنه توسع دميوغرافيا،‏ وبشكل مذهل في العقد األخير.‏عشرات اآلالف من العراقيني يعيشون بيننا منذ أكثر من 15عاما.‏ عدد السوريني يزيد على املليون.‏ وفي أحسن األحوال ربع هذاالعدد لن يعود إلى سورية؛ هذا ما تفيد به جتارب اللجوء في العالم.‏أكثر من نصف الفلسطينيني الذين جلأوا لألردن بعد ‏“النكبة”‏و”النكسة”‏ استحقوا حقوق املواطنة عن جدارة.‏وفي عمر الدولة األردنية الذي ناهز املائة عام،‏ استقبلتالبالد موجات جلوء متعددة؛ شوام،‏ وشركس وشيشان،‏ وحجازيون،‏ومغاربة،‏ ولبنانيون،‏ وعراقيون من عائالت مرموقة.‏ وشكل هؤالءمع األردنيني من أبناء املدن والعشائر والقبائل،‏ مجتمعا متنوعاومتجانسا في آن.‏ لم يفقد األردن نتيجة هذه الهجرات هويته.‏ ظلكما هو منذ التأسيس؛ اململكة األردنية الهاشمية.‏منحه هذا التنوع نكهة فريدة وعظيمة.‏ هل ميكنتخيل األردن بدون طبقة التجار الشوام؟ كيف كان لإلدارةاألردنية أن تتميز من دون امتثالية الشركس وصرامتهم فيحتمل املسؤولية؟يشكو بعضنا اليوم من منافسة الشبان السورينيألقرانهم من األردنيني على الوظائف واملهن.‏ لكن ال يذكرهؤالء ما ميكن لألردني أن يتعلمه من املنافسة مع الفنيالسوري املاهر واجملد.‏العراقي الذي يسكن بيننا منذ سنني طويلة،‏ تزوجوأجنب أطفاال يتعلمون في مدارسنا وجامعاتنا،‏ يتقنونلهجتنا وعاداتنا،‏ ويعملون في شركاتنا مثلما نعمل فيمصانعهم وشركاتهم.‏البدايات األولى ملهاجرين وصلوا إلى بالدنا قبل عقودطويلة،‏ وصاروا من أعمدة السياسة واالقتصاد في األردن،‏ لنتختلف في املستقبل عن حال آالف يخطون طريقهم اليومفي األردن.‏من يسأل األوائل منهم عن هويته،‏ لن يسأل بعدسنوات قليلة من جاؤوا بعدهم.‏اجملتمع األردني منذ التأسيس وهو في حركة تشكلدائمة.‏ الهوية واحدة لم تتغير،‏ مع كل مكون جديد يضافإليها.‏ هذه ميزة وليست نقيصة.‏ اجملتمعات احلية والهوياتالراسخة،‏ هي التي تنجح على الدوام في هضم املكوناتاجلديدة واستيعابها،‏ من دون أن يتبدل لونها أو تفقدخصائصها.‏من كان يتصور أن املنسف؛ طبق العشائر والقبائلاألردنية والبدوية،‏ سيصبح أكلة األردنيني من شتى األصولواملنابت،‏ وعنوان كرامتهم،‏ واعتزازهم بالهوية األردنية؟لم تفلح هويات عربية قطرية في بناء مجتمع مسالم.‏طغت الطائفية على الهوية الوطنية في العراق؛ لم يعدبوسع السُ‏ ني والشيعي واملسيحي أن يعيشوا في وطنواحد.‏ لبنان من قبل تأسس على التنوع،‏ لكنه سقط فيفخ الطائفية.‏ واملطروح على السوريني اليوم خيار كارثيكتلك اخليارت،‏ نأمل أن ال يكتب له النجاح.‏ التنوع في تلكاجملتمعات حتول إلى مصيبة على مكوناتها.‏جنا األردن،‏ ألنه في األساس لم يتشكل على أساسعرقي أو طائفي.‏ الهوية األردنية جنحت في اجتياز امتحانالدولة القطرية.‏ لكن قدرتها على الصمود مرهونةباحتفاظها بهذه امليزة.‏ إن تخلت عنها،‏ فإن تنوعهاالدميوغرافي سيتحول إلى قنبلة تنفجر في أي حلظة.‏األردن الكبير دميوغرافيا يتشكل اليوم.‏ وخبرتنا الطويلةمع التنوع ينبغي أن تسعفنا في هضم املكونات اجلديدة.‏


5352ألبوم صورباريهان قُمقناشطة ومثقفةومصوّرة أردنية معروفةليست سوى عاشقة لألرض،‏ وهلهناك عشق أكبر؟ وال حتمل في قلبهالهفة إالّ‏ للجمال،‏ وهل هناك أكثر؟ والمتكث في مكان،‏ إالّ‏ بعد أن حتتويه بقلمهاوعدستها،‏ فهل هناك أجمل؟ وجوّ‏ الة فيدنيا األردن،‏ مكاناً،‏ ناساً،‏ وروحاً،‏ وهل هناكأروع؟


5554وَ‏ التِنيْ‏ ِ.....باريهان قُمق بعدسة


5756


59سقط املتاع58هل هوهدوءيسبق العاصفة؟زمان عن‏“طوشات “البرملان !سالم الغامنكاتب أردنيال يبدو السبب واضحاً،‏ في أنّ‏ مجلسالنواب يبدو هذه األيام هادئاً،‏ ولكنّ‏الكثيرين يقولون إنّه هدوء ما يسبقالعاصفة!‏كالم رئيس اجمللس املهندس عاطفالطراونة عن أنّ‏ اإلستشارات النيابيةوترشيح رئيس للوزراء أثبتت فشها،‏ يعنيبالتأكيد الدكتور عبد اهلل النسور،‏وبالتالي فقد وصل املراقبون إلى قناعةبأنّ‏ اجمللس سيشهد في املرحلة املقبلةحشودات وحشودات مقابلة،‏ قد توصلال سمح اهلل إلى مشهد كالصورة التيأمامكم.‏نتمنى أن يأتي التغيير سلساً،‏ دون‏“طوشات”‏ ال داعي لها!‏


6160مجال النَفَسِ‏حنا ميخائيل سالمةكاتب وباحث أردنيشكا معلم سعيد بن مسلمة قال:‏ إن وَلدك مُشتغلبالعشق وال مييل أُذنه للدروس التي أُلقِّنها له.‏أجابه:‏ دَعْه فالعشق يُلطِّف وينظِّف ويظرِّف!‏ويقصد هنا بكلمة يُنظِّف أي يجعل الفتى مُهتماً‏بأناقته.‏*******قال شاعر:‏‏“وما العشق إال النار توقد في احلشاوتذكى إذا انضمت عليه احلوائج”‏*******يُحكى أنه كان للرشيد ثالث جوارٍ‏ شُ‏ غف بهن أميّ‏ اشَ‏ غف وعليه أنشد :ملك الثالث اآلنسات عنانيوحللن من قلبي بكل مكانما لي تُطاوعني البَرِيَّة كلّهاوأطيعُ‏ هنّ‏ وهُن في عصيانيما ذاك إال أنَّ‏ سلطان الهوىوبه قُوين أعز من سُ‏ لطاني*******أما مفتون ليلى أو من طاب للبعض أن يصِ‏ فوه‏“مجنون ليلى“‏ فقد أنشد ذات يوم:‏يقولون ليلى عذبتك بحبها*******أال حبذا ذاك احلبيب املُعذبوقال الشاعر ابن الطثرية:‏‏“أتاني هواها قبل أن أعرف الهوىفصادف قلباً‏ خالياً‏ فتمكّ‏ نا “*******كلما أومض البرق من أرضها يُنشد”‏ أبو سعيد بن فوقة “:إذا أومض البرق من أرضهامتثَّل لي أنها تبتسموأذكُ‏ رها في احملل اجلديبفيخصب من دمعي املنسجم*******حتُ‏ ب زوجها وتُخلِص له وهو مغيبٌ‏ في الثرى وال تلفت لسواه!‏وإليكم احلكاية :خرج سليمانُ‏ بن عبد امللك،‏ ومعه يزيدُ‏ بن املُهلَّب في بعضِ‏ أنحاءِ‏الشَّام،‏ فإذا إمرأة جالسة جوار قبرٍ‏ تبكي.‏ قال سليمان:‏ رَفَعَتْ‏البُرقُعَ‏ عن وجهها فإذا هو كالبدر حُ‏ سناً‏ وجماالً،‏ عندها وقفنامُتحيِّرين ننظُ‏ ر إليها.‏ ثمّ‏ قال يزيد:‏ يا آمَة َ اهلل،‏ هل لكِ‏ في أميرِ‏املؤمنني؟فنظرت إلينا ثمَّ‏ أنشأت تقول:‏فإن تَسْأالني عن هَوايَ‏ فإنَّهُ‏يجولُ‏ بهذا القبر يا فَتَيَانِ‏وإنِّي ألستحييهِ‏ والتُرْبُ‏ بينناكما كنتُ‏ أسْ‏ تَحييهِ‏ وهو يَراني*******يقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة:‏وذو الشوق القدمي وإن تعزَّى مَشوقٌ‏ حنيَ‏ يلقى العاشقينا*******ومع محمود سامي البارودي القائل:‏ولكنّه احلُبُّ‏ الذي لو تَعَلَّقتشرارتُهُ‏ بالجَمْرِ‏ الحترقَ‏ الجَمْرُ‏على أنني كامتتُ‏ صدري حُرقة ًمن الوَجْ‏ دِ‏ ال يقوى على مسّ‏ ها صدرُ‏*******أودى الكَ‏ مَدُ‏ بالشاعر ابن بابي”‏ أبو غالب نصر بن عيسى ابنبابي الواسطي “ :عِطفاً‏ سُ‏ عَادُ‏ فقد أودى بي الكَمَدُ‏وخانني صاحباي الصبرُ‏ واجلَلَدوعُدتُ‏ أطلب في تيّارِ‏ حُبِّكُمشَريعَة ً أرتقي فيها فال أجِد*******جولة...‏في بستان العشاقوأزاهيره الشذيّةأما فؤاد لسان الدين اخلطيب فصار نُهْ‏ بَةُ‏المُفتَرسِ‏ ! يقول:‏ساحرُ‏ املُقلةِ‏ مَعْسولُ‏ اللمّ‏ ىجالَ‏ في النفس مجال النَفَسِ‏سَددّ‏ السَّهْمَ‏ وأصْ‏ مَى ورَمَىففؤادي نُهْ‏ بَة ُ المُفتَرسِ‏أصْ‏ مَى:‏ أي أسرع في الصيد*******ويستوقفني وداع الشاعر املُتيّم ملعشوقته في أبياته الرائعةالتالية :‏“حَ‏ شاشة نفسٍ‏ وَدّعتْ‏ يومَ‏ ودّعوافلم أدرِ‏ أيَّ‏ الظاعنني أشيّعُ”‏‏“أشاروا بتسليمٍ‏ فَجُ‏ دنا بأنفسٍ‏تَسِ‏ يلُ‏ من اآلماقِ‏ والسمُّ‏ أدمُعُ”‏‏“ولو حُ‏ مِّلتْ‏ صُ‏ مُّ‏ اجلبالِ‏ الذي بناغداة افترقنا أوشكت تتصدَعُ”‏حَ‏ شاشة:‏ بقيّة الروحالسمّ‏ : هنا مبعنى اإلسم*******ويبلغ العشق أشدّ‏ ه عند صاحبنا القائل:‏ألِفْتُ‏ هواك حتى صرت أهذيبذِكرِك في الركوع وفي السجود !*******ويُصرّح بشّ‏ ار بن بُرد أن األذن تَعشقُ‏ قبلَ‏ العنيِ‏ ..”:يا قومْ‏ أذنِي لبعضِ‏ احلي عاشقةٌ‏واألذنُ‏ تعشَقُ‏ قبل العنيِ‏ أحياناقالوا مبن ال ترى تهذي فقلتُ‏ لهُ‏ ماألذن كالعني ِ تُوفي القلبَ‏ ما كانا*******ليس ألْعُ‏ وبَة ً بنيَ‏ يَديها...‏ وعليه أنشد الشاعر محمودمحمد شاكر :تَصاممَ‏ ‏ْتِ‏ عن قلبي ورُمْتِ‏ مساءتيوتنتظرين احلُبّ‏ ! انتظري بُغضي*******وللجفون جاذبية لدى الشعراء العشاق :‏“لعينيك ما يَلقى الفؤادُ‏ وما لقيوللحب ما قد ذاب مني وما بقي “‏“وال أنا ممن يَدخُل العِشْقُ‏ قلبَهُ‏ولكنَّ‏ مَنْ‏ يُبصِ‏ رْ‏ جفونَكَ‏ يَعْشَقِ‏ “*******وتنطلق السهام من العيون لترمي عنترة بن شدّ‏ اد العبسي:‏رَمَتِ‏ الفؤاد مَليحةٌ‏ عذراءُ‏بسِ‏ هامِ‏ حلظٍ‏ ما لَهُ‏ نَّ‏ دواءُ‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!