عشر رسائ٠Ù٠اÙتÙسر٠ÙعÙÙ٠اÙÙرآ٠ÙØ¥Ù٠ا٠جاÙ٠اÙدÙ٠اÙسÙÙØ·Ù
عشر رسائ٠Ù٠اÙتÙسر٠ÙعÙÙ٠اÙÙرآ٠ÙØ¥Ù٠ا٠جاÙ٠اÙدÙ٠اÙسÙÙØ·Ù
عشر رسائ٠Ù٠اÙتÙسر٠ÙعÙÙ٠اÙÙرآ٠ÙØ¥Ù٠ا٠جاÙ٠اÙدÙ٠اÙسÙÙØ·Ù
- TAGS
- isbn
- hildesheim
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
عشر رسائل<br />
يف التفسري وعلوم القرآن<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي
هذا الكتاب حمحُ َ كَّم علمياً<br />
التدقيق اللغوي<br />
شروق حممد سلمان<br />
إخراج<br />
الطبعة الثانية<br />
1432 ه - 2011 م<br />
ISBN 978-9948-499-06-0<br />
دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخليري بدبي<br />
إدارة البحوث<br />
هاتف: +971 4 6087777 فاكس: +971 4 6087555<br />
اإلمارات العربية املتحدة<br />
ص. ب: - 3135 دبي<br />
www.iacad.gov.ae<br />
mail@iacad.gov.ae
عشر رسائل<br />
يف التفسري وعلوم القرآن<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
اجمللد األول<br />
)5-1(<br />
1( رياض الطالبني يف شرح االستعاذة والبسملة<br />
2( األزهار الفائحة يف شرح الفاحتة<br />
3( الكالم على أول سورة الفتح<br />
4( ميزان املعدلة يف شأن البسملة<br />
5( املعاني الدقيقة يف إدراك احلقيقة<br />
حققها وعلق عليها وقدم لها<br />
د. عبد احلكيم األنيس<br />
كبير باحثني أول<br />
في دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخليري بدبي
افتتاحية<br />
احلمد هلل رب العاملين، والصَّ لاة والسَّ لام عىل سيدنا حممد وعىل آله<br />
وصحبه ومَنْ تبعهم بإحسان إىل يوم الدين ..<br />
وبعد:<br />
فيسر « دائرة الشؤون اإلسلامية والعمل الخيري بدبي - إدارة<br />
البحوث » أن تقدِّ م إصدارَ ها اجلديد املتميز « عرش رسائل يف التفسير وعلوم<br />
القرآن » لإلمام جال الدين السيوطي جلمهور القراء من السادة الباحثن<br />
واملثقفن واملتطلعن إىل املعرفة.<br />
وهذه الرسائل في موضوعات قرآنية متعددة، كما هو ظاهر من عناوينها،<br />
وقد أودع فيها اإلمام السيوطي فوائد غالية، وفرائد عالية، ونقوالً مهمّ ة متنوعة،<br />
وآراء علمية قيمة، وهو معروف في األوساط العلمية بسعة اطالعه، واستيعابه<br />
للموضوع الذي يكتب فيه من كل أطرافه، وكثرة نقوله من مصادر بعضها ما<br />
زال مخطوطاً، وبعضها ما زال في عداد المفقود .<br />
وتكتسب هذه الرسائل أهمية متفردة من جهة أخرى، وهي أنها تطبع<br />
محققة تحقيقاً علمياً متقناً ألول مرة.<br />
وقد التفت المحقق الدكتور عبد الحكيم األنيس إلى هذه الرسائل منذ<br />
سنوات، وظل يسعى إلى أن اجتمعت لديه »44« نسخة خطية، ونسختان في<br />
عداد المخطوطات، من »26« مكتبة من مكتبات العالم، في الدول العربية<br />
واإلسالمية والدول األخرى.
وانتهى إلى إخراج هذه الرسائل بصورة متميزة، تعتز بها اإلدارة والدائرة،<br />
وترجو أن تكون قد أسهمت بذلك في خدمة قرآنية جليلة، وقدمت عمالً<br />
جديراً باالقتناء واإلفادة والتقدير لدى أهل العلم.<br />
وتشكر اإلدارة: الباحث الشيخ حممد سعد خلف اهلل الذي ساعد بنسخ<br />
ستٍّ من هذه الرسائل.<br />
وهذا اإلنجاز العلمي جيعلنا نقدم عظيم الشكر والدعاء ألرسة آل مكتوم<br />
حفظها اهلل تعاىل التي حتب العلم وأهله، وتؤازر قضايا اإلسام والعروبة بكل<br />
متيز وإقدام، ويف مقدمتها صاحب السمو الشيخ حممد بن راشد بن سعيد<br />
آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس جملس الوزراء، حاكم ديب الذي ما فتئ<br />
يشيد جمتمع املعرفة، ويرعى البحث العلمي ويشجع أصحابه وطُابه.<br />
راجن من العيل القدير أن ينفع هبذا العمل، وأن يرزقنا التوفيق والسداد،<br />
وأن يوفق إىل مزيد من العطاء عىل درب التميز املنشود.<br />
وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملن، وصَ ىلَّ اهلل عىل النَّبيِّ األميِّ اخلاتم<br />
سيدنا حممَّ د وعىل آله وصحبه أمجعن.<br />
الدكتور سيف بن راشد اجلابري<br />
مدير إدارة البحوث
احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات، وتنهال الربكات، وتتواىل احلسنات،<br />
والصّ اة والسّ لام عىل سيدنا حممد الراج املنري، البشري النذير، املبلِّغ عن اهلل<br />
واملبن ملا أنزل عليه، الداعي إىل اهلل واهلادي إليه، وعىل آله األطهار، وأصحابه<br />
األبرار، والتابعن، ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدِّ ين.<br />
وبعد: فهذه عرش رسائل يف التفسري وعلوم القرآن ل « الشيخ العامة،<br />
اإلمام، املحقق، املدقق، املسند، احلافظ، شيخ اإلسلام، جلال الدين<br />
أيب الفضل، ابن العامة كامل الدين األسيوطي، اخلضريي، الشافعي، صاحب<br />
املؤلفات اجلامعة، واملصنفات النافعة » ، والذي « ألّف املؤلفات احلافلة،<br />
الكثرية الكاملة، اجلامعة النافعة، املتقنة املحررة، املعتمدة املعتربة » .<br />
وقد متيزت مؤلفاته بمزايا كثرية، بحيث يصدق عىل كلّ واحد منها أنّه<br />
»أثر نفيس.. قد أحسن يف تأليفه، ومجع فيه النصوص النادرة والنقول الرفيعة،<br />
من كتبٍ تعد اآلن مفقودة أو شبه معدومة، عىل عادته - رمحه اهلل تعاىل- يف<br />
الغوص يف أعامق األسفار، واستخراج درر البحار، ومجعها وعرضها عىل<br />
األنظار« ، وسنرى مصداق هذا يف رسائلنا هذه.<br />
من ترمجته يف »الكواكب السائرة« لنجم الدين الغزي )227/1(.<br />
من ترمجته يف املصدر املذكور أيضاً )228/1(.<br />
من تقديم األستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة لكتاب »الباهر يف حكم النبي ﷺ<br />
بالباطن والظاهر« للسيوطي )ص:5(.
ومع أن األستاذ حممد العرويس املطوي قد قسا عليه يف كتابه عنه، إال أنه<br />
مل يسعه إال أن يعترف له بأنه « كان من كبار املؤلفن يف العربية، وأنه كان ذا<br />
قدرة عجيبة عىل التحبري والتدوين والرعة يف التأليف، بل كان يف ذلك آية<br />
إعجاب مدى األحقاب » .<br />
مؤلفات السيوطي يف اجلانب القرآين:<br />
وقد كانت له - رمحه اهلل - جوالت علمية كثرية، ومنها يف ميدان التفسري<br />
وعلوم القرآن، وقال عن نفسه: « قد رُ زقتُ - وهلل احلمد - التبحر يف سبعة<br />
علوم: التفسري واحلديث والفقه والنحو واملعاين والبيان والبديع...« .<br />
وقد ذَكَرَ يف فهرست مصنفاته »38« كتاباً يف ذلك، وهناك غريها مما ذكره<br />
يف كتابه »التحدث بنعمة اهلل« ك »إحتاف الوفد بنبأ سوريت اخللع واحلفد«،<br />
<br />
و»الكام عىل قوله تعاىل ﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ ﴾«<br />
وغريمها، أو مل يُذكَر يف املصادر التي بن أيدينا، كمخترص النرص القاهر والفتح<br />
الظاهر، واإلشارات يف شواذ القراءات، ويف هذا القسم ما تصح نسبته، وما<br />
فيه نظر، وما يمكن القطع بنفي نسبته .<br />
جال الدين السيوطي )ص: 41(.<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص: 203(.<br />
انظر: التحدث بنعمة اهلل )ص: 120(.<br />
من املقطوع بنفي نسبته: »حتقيق اخللاف يف أصحاب األعراف« الذي نسبه إليه<br />
بروكلامن يف تاريخ األدب العريب )663/6(، فهو للشيخ مرعي بن يوسف =
وله »الفتاوى القرآنية« ضمن كتابه »احلاوي للفتاوي«، وقد ذكر فيها<br />
من كتبه الثامنية والثاثن املنصوص عليها يف فهرست املصنفات »3« كتب،<br />
وأورد كتاباً آخر هو »إمتام النعمة يف اختصاص اإلسام هبذه األمة« يف الفتاوى<br />
األصولية الدينية.<br />
وكانت له آمال كبرية يف خدمة القرآن والسنة، منها ما أعلن عنه يف كتابه<br />
»قطف األزهار يف كشف األرسار« فقد قال فيه: »وأرجو - إن شاء اهلل تعاىل -<br />
إن تمّ هذا الكتاب - وكان يف األجل فسحة - أن أضع كتاباً يف توافق السنة<br />
والقرآن، أذكر فيه كل حديثٍ يف القرآن معناه، أو إشارة إليه، حتقيقاً لقول<br />
الشافعي ريض اهلل عنه: كلُّ ما حكم به النبي ﷺ فهو ممَّا فهمه من القرآن.<br />
حقق اهلل تعاىل ذلك بمنّه وكرمه« .<br />
وال أعلم هلذا الكتاب وجوداً، وكأنّه مل يؤلفه، وهو مرشوع كبري لو توجّ ه<br />
إليه السيوطي باإلنجاز ألفاد فائدة كبرية جداً ملا عُ رِ فَ عنه من التوسع يف<br />
االطاع، ولعلّ اهلل هييئ هلذا املرشوع من حيققه.<br />
= احلنبيل املقديس. وك »الدر النظيم يف فضائل القرآن العظيم« املخطوط يف مكتبة<br />
األوقاف يف بغداد، فهو - فيام أرى - ال يشبه نَفَس السيوطي وال طريقته.<br />
وقد ذُكِرَ له يف »الفهرس الشامل« »61« عنواناً، وحيتاج ما ذكر إىل حترير ومتييز، ففيه<br />
ما ليس يف التفسري، وفيه ما ليس له، وفيه أشياء منتزعة من كتبه، وهلذا مقام آخر فا<br />
يتسع املجال هنا للتفصيل.<br />
قطف األزهار )99-98/1(.
هذه الرسائل:<br />
وأمّا رسائلنا العرش فهي كام يظهر من عناوينها موضوعات هتم كل املعنين<br />
بالدراسات القرآنية من الباحثين املختصن، وغريهم من املثقفن، ومجهور<br />
املسلمن، ففي الكل حاجة إىل االزدياد من فهم الفاحتة التي نكررها يف اليوم<br />
الواحد عرشات املرات.. ويف الكل حاجة إىل فهم آيات يقرؤها يف كتاب اهلل،<br />
تتحدث عن تعليم آدم األسامء، والصاة الوسطى، والنعم الظاهرة والباطنة،<br />
ومغفرة الذنوب للنبي ﷺ، وما إىل ذلك من املوضوعات التي تناوهلا اإلمام<br />
السيوطي يف رسائله هذه، وهي:<br />
- رياض الطالبني يف رشح االستعاذة والبسملة.<br />
- األزهار الفائحة يف رشح الفاحتة.<br />
- الكالم عىل أول سورة الفتح، وهو تصدير.<br />
وهذه الثالثة من أول ما ألّف.<br />
- ميزان المَ عْدَ لة يف شأن البسملة.<br />
- املعاين الدقيقة يف إدراك احلقيقة. تتعلق بقوله تعاىل: ﴿ڦ ڦ ڄ﴾.<br />
- اليد البسطى يف تعيني الصالة الوسطى.<br />
- الفوائد البارزة والكامنة يف النعم الظاهرة والباطنة. تتعلق بقوله تعاىل:<br />
﴿ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ﴾.<br />
- املحرر يف قوله تعاىل: ﴿ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ﴾.<br />
10
ِ<br />
- إحتاف الوفد بنبأ سوريت اخلَ لْع واحلَ فْد.<br />
- اإلشارات يف شواذ القراءات.<br />
وهذه العرش، ذكر منها يف »فهرست املصنفات« ثامين رسائل، وذكرت<br />
التاسعة وهي »إحتاف الوفد« يف التحدث بنعمة اهلل واحلاوي، كام سيأيت يف<br />
مقدمتها.<br />
أمّا العارشة وهي »اإلشارات« فلم تذكر يف يشء من املصادر، وسيأيت<br />
الكام عىل نسبتها بالتفصيل يف مقدمتها.<br />
حتقيق هذه الرسائل حتقيقاً علمياً ألول مرة:<br />
كان من فضل اهلل وتوفيقه االعتناء هبذه الرسائل، وخدمتها هبذه الصورة،<br />
وهي تطبع حمققة هذا التحقيق ألول مرة، ومنها ما سبق نرشه، كاآليت:<br />
- نرش الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ األزهر )ت: 1366ه( »الكام<br />
عىل أول سورة الفتح« يف جملة األزهر سنة 1945م، وعىل نرشه ملحوظات،<br />
كام سيأيت يف مقدمة الرسالة، ويف التعليق عليها.<br />
ثم أعاد نرشه الدكتور جماهد توفيق اجلندي يف جملة األزهر أيضاً سنة<br />
1983 م!<br />
- نُرش<br />
»املعاين الدقيقة«.<br />
تْ يف القاهرة سنة 1285 ه -أي قبل 146 سنة- نبذة يسرية من<br />
11
- نرش أحد الفضلاء »الفوائد البارزة والكامنة« بدار ابن حزم سنة<br />
1421ه عن نسخة ضعيفة ناقصة، وقد قمتُ بتحقيقها وخدمتها عىل ست<br />
نسخ، أربع منها كاملة، ونسختان ناقصتان، إحدامها النسخة التي اعتمد عليها<br />
الفاضل املشار إليه، كام رجعتُ إىل أهم مصدرٍ للسيوطي فيها وهو خمطوط.<br />
- أدرج الشيخ يوسف النبهاين )ت: 1350ه( »املحرر« يف كتابه<br />
»جواهر البحار يف فضائل النبي املختار ﷺ » الذي طبع سنة 1327ه<br />
- أي قبل 104 سنوات - وكان اعتامد النبهاين عىل نسخة واحدة فيها حتريف<br />
وسقط، واعتمدتُ يف حتقيقها عىل »6« نسخ خطية، ونسخة النبهاين أيضاً.<br />
- وكنتُ نرشتُ »اإلشارات يف شواذ القراءات« يف جملة األمحدية، العدد<br />
»17« الصادر يف سنة 1425ه-2004م، ونظرتُ فيها اآلن نظرة مراجعة<br />
وتدقيق.<br />
النسخ اخلطية املعتمدة وأماكنها:<br />
وقد حققتُ هذه الرسائل العرش عىل »44« نسخة خطية، ونسختن<br />
مطبوعتين طبعتن قديمتن - كام ذكرت -، وهذه النسخ اخلطية مصورة من<br />
»26« مكتبة كاآليت:<br />
* من الدول العربية:<br />
- مكتبة عارف حكمت، وبشري أغا، واحلرم املدين يف املدينة املنورة<br />
باململكة العربية السعودية.<br />
12
- دار الكتب القطرية يف الدوحة.<br />
- مكتبة األزهر، واخلزانة التيمورية يف القاهرة.<br />
- املكتبة الظاهرية يف دمشق.<br />
- دار املخطوطات يف بغداد.<br />
- دار الكتب الوطنية يف تونس.<br />
- مكتبة خاصة يف فلسطن.<br />
- خمطوطات تيشيت يف موريتانيا<br />
* من الدول اإلسالمية:<br />
- املكتبة السليامنية، يف اسطنبول، وهي تشتمل أيضاً عىل مكتبات:<br />
اليل له إسامعيل، ورشيد أفندي، واسميخان سلطان.<br />
- مكتبة الغازي خرو يف رساييفو<br />
* من دول أخرى:<br />
- مكتبة اجلامعة النظامية يف حيدر آباد، ومظاهر العلوم بسهارنفور،<br />
وخدابخش، وكلية مصباح اهلدى يف نيدور بوالية تامل نادو يف اهلند.<br />
- معهد االسترشاق يف بطرسبورغ.<br />
- جامعة ليدن يف هولندا.<br />
- مكتبة شسربتي يف إيرلندا.<br />
13
- مكتبة برلن يف أملانيا.<br />
- مكتبة االسكوريال يف إسبانيا.<br />
- جامعة هارفرد يف أمريكا.<br />
وكان احلصول عىل هذه النسخ من مصادرها مبارشة، أو بواسطة، كام هو<br />
مبن يف املقدمات.<br />
دراسة اجلانب القرآين عند السيوطي:<br />
هذا اجلانب من موسوعية اإلمام السيوطي حظي بعناية الدارسين<br />
والباحثن، ومن هؤالء الدكتور حممد يوسف الرشبجي، وقد كتب »اإلمام<br />
السيوطي وجهوده يف علوم القرآن«، وهو رسالة دكتوراه، تناول فيها<br />
بالدراسة »12« كتاباً للسيوطي ، ليس منها هذه الرسائل العرش، وكذلك<br />
احلال يف بحوث الندوة التي عقدهتا املنظمة اإلسلامية للربية والعلوم<br />
والثقافة )إيسيسكو( بالتعاون مع جامعة األزهر سنة 1413 ه - 1993م<br />
وهي: الدر املنثور، وتكملة تفسري املحيل، ونواهد األبكار، ولباب النقول، ومفحامت<br />
األقران، وتناسق الدرر، ومراصد املطالع، ومعرك األقران، واملهذب، واإلكليل،<br />
وأرسار التنزيل، واإلتقان.<br />
واإلتقان حظي بدراسة قيمة قام هبا الدكتور حازم سعيد حيدر يف رسالته للدكتوراه:<br />
»علوم القرآن بن الربهان واإلتقان«.<br />
14
احتفاء بذكرى مرور مخسة قرون عىل وفاته ، فأرجو أن يكون حتقيق هذه<br />
الرسائل وخدمتها باعثاً لتناوهلا يف دراسات آتية، إضافة إىل ما قمتُ به يف<br />
مقدماهتا.<br />
ترتيب هذه الرسائل:<br />
رتبتُ هذه الرسائل الرتيب املذكور، مراعياً فيه ما ألفه أوالً، وهو رياض<br />
الطالبن، واألزهار الفائحة، والكام عىل أول سورة الفتح الذي ألقاه درساً<br />
يف أول حياته العلمية، ثم ذكرتُ الرسائل عىل ترتيب اآليات املقصودة فيها،<br />
ثم ما يتعلق بالنسخ، والقراءات.<br />
وأسأل اهلل عزّ وجلّ أن يتقبل هذا العمل، وأن ينفع به، وأن جيزي<br />
اإلمام السيوطي خري اجلزاء عىل جهوده الكبرية، وأعامله الكثرية ،<br />
وآثاره اخلالدة يف خدمة العلم والدِّ ين، ولعلّ من مظاهر القبول أنه<br />
يعد »أكثر املؤلفين قرباً إىل مجهرة القراء ألكثر من ثاثة قرون، ال يف<br />
البلاد العربية وحدها، بل يف العامل اإلسلامي عامة« ، وأنه »ال تكاد<br />
صدرت بحوث هذه الندوة عن املنظمة اإلسلامية يف الرباط سنة )1416 ه -<br />
1995م( يف جزأين.<br />
واقرأ البحث القيم: »ظاهرة التعدد والكثرة يف مؤلفات السيوطي« لألستاذ الدكتور<br />
سمري الدرويب، املنشور يف جملة املنارة الصادرة عن جامعة آل البيت يف األردن، املجلد<br />
)4(، العدد )3(، حمرم 1420 ه-أيار 1999م.<br />
تاريخ األدب اجلغرايف لكراتشكوفسكي )488/2(.<br />
15
ختلو مكتبة من مكتبات العامل من بعض كتبه، وذلك ألهنا كانت كثرية<br />
التداول يف خمتلف اجلوامع واملدارس والزوايا، وألهنا تعالج مجيع<br />
العلوم واملعارف اإلسلامية التي كانت تدرس يف هذه املؤسسات« .<br />
واحلمد هلل رب العاملن.<br />
عبد احلكيم األنيس<br />
ديب: اخلميس 27 من مجادى اآلخرة 1431ه<br />
انظر: »خمطوطات جلال الدين السيوطي يف خزائن الكتب العاملية« لألستاذ أمحد<br />
شوقي بنبين، يف جملة املشكاة، املجلد )12(، العدد )52( 2009م )ص: 157-<br />
158(، ويف املقال أنّ جلنةً شُ كِّ لت يف مكتبة اإلسكندرية إلحصاء النسخ اخلطية من<br />
مؤلفات السيوطي يف خزائن الكتب يف العامل، فأحصتْ أكثر من ثاثة عرش ألف<br />
نسخة من مؤلفاته املحفوظة بمختلف خزائن الكتب.<br />
16
رياض الطالبني<br />
يف شرح االستعاذة والبسملة<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
)1(<br />
حتقيق ودراسة<br />
د. عبد احلكيم األنيس
احلمد هلل رب العاملني، وأفضل صلواته وتسليامته عىل سيدنا حممد، وعىل<br />
آله وصحبه أمجعني.<br />
وبعد: فهذا كتاب جديد مفيد مل يطبع من قبل، حيتوي عىل رشح<br />
االستعاذة والبسملة، وفيه فوائد مهمة كثيرة، ألفه اإلمام جلال الدين<br />
السيوطي يف أول عمره، وفرغ منه يوم اخلميس عارش املحرم سنة 866 ه، أي<br />
كان عمره )16 سنة و6أشهر و10 أيام(، وهذا أحد األسباب التي دفعتني إىل<br />
االعتناء به، وحتقيقه وإظهاره، لنرى من خاله كيف كان علامؤنا السابقون يف<br />
اشتغاهلم ونبوغهم وحتصيلهم العلمي املتني بحيث يقبلون عىل التأليف يف سن<br />
مبكرة، قد ال يَعْرِ فُ يف مثلها طالبُ العلم اليوم أسامءَ الكتب التي يذكروهنا<br />
وينقلون منها !<br />
وهذا الكتاب - عىل صغر حجمه - أودع فيه السيوطي خاصة قيمة<br />
عن االستعاذة والبسملة بعد رجوعه إىل مصادر عالية الدرجة، متنوعة<br />
املوضوعات، كبرة احلجم، وهو يف مقتبل عمره وأول اشتغاله بالعلم.<br />
وبيان ذلك أنه ولد يف مستهل رجب سنة 849 ه ، ورشع يف االشتغال<br />
بالعلم من أول سنة 864 ه عىل مجاعة من الشيوخ، وألف سنة 865، يقول<br />
هو يف حديثه عن نفسه: « وقرأتُ يف هذه املدة أيضاً، وهي من ابتداء شهر ربيع<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 32(.<br />
19
األول سنة أربع وستني، عىل الشيخ شمس الدين حممد بن موسى احلنفي،<br />
اإلمام بخانقاه شيخو روايةً « صحيح مسلم » إال يسيراً من آخره، وسمعتُ<br />
عليه « الشفاء «، وقرأتُ عليه درايةً « ألفية ابن مالك » من أوهلا إىل آخرها،<br />
فام ختمتها إال وقد صنفتُ ، فأجازين باإلقراء والتدريس يف مستهل سنة ست<br />
وستني، وكتب يل بخطه إجازة » .<br />
وكان أول يشء ألفه: « رشح االستعاذة والبسملة «، و « رشح احلوقلة<br />
واحليعلة «، وأوقف عليهام شيخه اإلمام علم الدين البلقيني )ت: 868 ه(<br />
فكتب عليهام تقريظاً. قال هو يف كتاب سيرته « التحدث بنعمة اهلل «: « كتب<br />
شيخنا شيخ اإلسلام قايض القضاة علم الدين البلقيني عىل تأليفي « رشح<br />
االستعاذة والبسملة » و» رشح احليعلة واحلوقلة «، ومها أول ما ألفته يف زمن<br />
الطلب، وذلك يف سنة مخس وستني ، ما نصه: « احلمد هلل، وسام عىل عباده<br />
الذين اصطفى. وقفتُ عىل هذين التصنيفني اللطيفني املباركني املشتملني عىل<br />
الفوائد الكثرة، والفرائد الغزيرة، فوجدهتام مشتملني عىل أشياء حسنة، وألفاظ<br />
مستحسنة، فحق أن يُنوَّ ه بفضل مصنفهام، ويذكر ما حواه من الفضائل، وما<br />
حرره من املسائل، شكر اهلل سعيه عىل ذلك، وسلك بنا وإيّاه أحسن املسالك،<br />
وجعلنا وإيّاه مع الذين أنعم اهلل عليهم، وحسن أولئك« .<br />
هبجة العابدين )ص 66(.<br />
هذا تاريخ الرشوع، وقد فرغ من األول يف أول سنة 866 ه كام جاء يف آخر النسخ<br />
التي وقفت عليها .<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 137(.<br />
20
ومن األمانة أن أذكر أن السيوطي ذكر هذا الكتاب ضمن « ما تم من<br />
الكتب املعتبرة الصغيرة احلجم التي هي من كراسني إىل عرشة » ، وذكر<br />
رشح احليعلة واحلوقلة ضمن ما كان كراساً ونحوه لكن يبدو أنه حني تقدّ م<br />
به العمر مل يعتر هذين الكتابني، ومل يغسلهام - فيام غسل - إال ألن شيخه<br />
البلقيني كتب عليهام بخطه، يقول هو يف حديثه عن مازمته دروس البلقيني:<br />
« وصنفتُ يف هذه السنة - أعني سنة مخس وستني - كتاب « رشح<br />
االستعاذة والبسملة » وكتاب « رشح احلوقلة واحليعلة«، وأوقفته عليهام<br />
فكتب يل عليهام تقريظاً، وهذان الكتابان وإن اشتما عىل فوائد يبتهج هبا<br />
املبتدئ، فإين ال أعترمها اآلن، ولوال أن شيخنا شيخ اإلسلام وقف عليهام<br />
ورشّ فهام بخطه لغسلتهام يف مجلة ما غسلته، فإين غسلتُ ما هو أجلُّ بالنسبة<br />
إليهام، وإنام أبقيتهام لرشف خطه وبركته » .<br />
وال ينبغي أن يدفعنا هذا القول إىل التقليل من شأن هذا الكتاب،<br />
والتشكيك فيه، فإن املعلومات الواردة فيه معلومات صحيحة قيمة، واجلهد<br />
فيه واضح، واملصادر متعددة املوضوعات واالهتاممات، والنقول نافعة<br />
نادرة، وال سيام عن شيخه اإلمام حميي الدين الكافيجي، واألئمة: ابن مجاعة<br />
انظر: التحدث بنعمة اهلل )ص 111(.<br />
السابق )ص 116(.<br />
هبجة العابدين برتمجة حافظ العرص جال الدين )ص 69(. وكتاب رشح احلوقلة<br />
واحليعلة مل يذكر يف فهرست املصنفات عند الشاذيل.<br />
21
وجال الدين البلقيني ورساج الدين وغرهم، ولعله ال يعترمها - هو والكتاب<br />
اآلخر - بالنظر إىل طريقة إيراد املعلومات فيهام، وكثرة االستطرادات.<br />
هذا يشء، واليشء اآلخر هو أنّ علينا أن نفهم هذه الكلمة يف سياق فهمنا<br />
لشخصية السيوطي الذي دخل يف خصومات علمية كثرة، وكان هو ومؤلفاته<br />
حمل متابعة من هؤالء اخلصوم، وكان هو يتطلب معايل األمور، ويسعى إىل<br />
بلوغ درجة االجتهاد.<br />
ولو رجعنا إىل كتابه « التحدث بنعمة اهلل » الذي ذكر فيه ما له من مؤلفات<br />
مقسِّ امً هلا عىل سبعة أقسام، لوجدنا القسم السادس معقوداً ملؤلفات وصفها<br />
السيوطي بقوله « مؤلفات ال أعتد هبا، ألهنا عىل طريق البطالني الذين ليس هلم<br />
اعتناء إال بالرواية املحضة، ألفتها يف زمن السامع وطلب اإلجازات، مع أهنا<br />
مشتملة عىل فوائد بالنسبة إىل ما يكتبه الغر » ، وقد عد يف هذا القسم )40(<br />
مؤلفاً، هي يف نظري مؤلفات مهمة ال يستغنى عنها ! وقد أدخل هو عدداً منها<br />
يف فهرست املصنفات التي ارتضاها إىل املامت، وليس هنا جمال تفصيل ذلك.<br />
وعىل أية حال فنرش الكتاب نافع من جهة الوقوف عىل ما فيه، ومعرفة<br />
أسلوب السيوطي يف أول عهده بالتأليف، وهو يلقي الضوء كذلك عىل<br />
مستوى التحصيل العلمي يف ذلك العرص، وتشجيع العلامء لطاهبم عىل<br />
البحث والتأليف، كالذي نرى يف إقدام البلقيني وكتابته لتلميذه عىل باكورة<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 126(.<br />
22
أعامله، هذا التشجيع الذي أثمر ثمرات رائعة فيام بعد، عىل أن يف كتابته ما يدلُّ<br />
عىل قيمة العملني أيضاً.<br />
وثَمَّ يشء ثالث وهو احتامل أن يكون السيوطي عاد إىل الكتاب ونقح فيه،<br />
ذلك أنا نجد يف كامه عىل « من «: « وهلا معان أخر مل أذكرها خشية اإلطالة،<br />
وقد استوفيتها يف غر هذا الكتاب «، مع أن هذا الكتاب هو األول، مما يدلُّ أن<br />
هذه العبارة مضافة يف وقت الحق. ونجد فيه إحالة عىل كتابه »النهجة املرضية<br />
يف رشح األلفية«، وهو متأخر عن هذا الكتاب ، مما يشر إىل النظر والترصف<br />
والتدخل بعد إخراجه األول.<br />
ويؤيد هذا أن الكتاب ذُكر يف « فهرست املصنفات التي ارتضاها وأبقاها<br />
إىل املامت » كام جاء عند تلميذه الشاذيل ، وقد اشتهر وتعددت نسخه،<br />
وأصبح فيام بعد مصدراً ، فهذا العامة الصبان يستفيد منه يف الرسالة الكرى<br />
عىل البسملة .<br />
عىل أن السيوطي نفسه أعاد ذكر عدد من النقول هنا يف حاشيته الكرى<br />
عىل البيضاوي: « نواهد األبكار وشواهد األفكار «، وقد أرشتُ إىل يشء من<br />
ذلك.<br />
قال السيوطي عن »النهجة املرضية«: « أقمت يف تأليفه سنتني، وحررته مدة طويلة «.<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 139(، وحني توجه إىل احلجاز للحج يف ربيع اآلخر سنة<br />
- 869 وكان يف العرشين من العمر - كان هذا الكتاب معه. انظر: التحدث )ص<br />
.)80-79<br />
انظر هبجة العابدين )ص 175( و)ص 179(.<br />
انظر التعليق هنا عىل خصوصية اسم الرمحن .<br />
23
وهنا أذكر شهادة لتلميذه الشاذيل يصف فيها ما غسله فيقول: « وأما ما<br />
غسله من مصنفاته وحماه، لكونه صنفه يف البداية، وبعد النهاية ما ارتضاه، فهو<br />
أيضاً يشءٌ كثر، بل وال يوجد لكلٍّّ مما غسله نظر » .<br />
* * *<br />
هبجة العابدين )ص 121(.<br />
24
هذا الكتاب<br />
- وصفه:<br />
قال املؤلف يف مقدمته: « هذا تعليق لطيف عىل االستعاذة والبسملة،<br />
أذكر فيه نبذة من عدة علوم تتعلق بذلك، كالفقه واألصول والنحو واللغة،<br />
وغر ذلك «.<br />
وقد رتبه عىل كتابني، أورد يف األول سبعة أبواب، وخامتة، ويف الثاين:<br />
مقدمة، وسبعة أبواب، وخامتة كذلك. وضمن األبواب يورد معلومات<br />
متنوعة حتت عناوين فرعية كقوله: « تنوير«، و» فائدة «، و» فرع «، و» ذيل«،<br />
و» تدريج «، و» ختم «، و» ظريفة «، و» غريبة «، و» نكتة «، و» حكاية «،<br />
و» مهمة «، و» توجيه «، و» استطراد «، و» تذنيب «، وهذه عناوين األبواب:<br />
- االستعاذة .<br />
الباب األول: يف أصلها .<br />
الباب الثاين: يف معانيها .<br />
الباب الثالث: يف إعراهبا .<br />
الباب الرابع: يف ألفاظها .<br />
الباب اخلامس: يف حكمها خارج الصاة .<br />
الباب السادس: يف حكمها يف الصاة .<br />
الباب السابع: يف حملها .<br />
25
اخلامتة: يف فضلها .<br />
- البسملة .<br />
املقدمة .<br />
الباب األول: يف أصلها .<br />
الباب الثاين: يف اشتقاقها .<br />
الباب الثالث: يف إعراهبا .<br />
الباب الرابع: يف رسمها .<br />
الباب اخلامس: يف حكمها خارج الصاة .<br />
الباب السادس: يف حكمها يف الصاة .<br />
الباب السابع: يف حملها .<br />
اخلامتة: يف فضلها .<br />
- توثيق نسبته:<br />
ذكره املؤلف لنفسه يف عدد من كتبه كالتحدث بنعمة اهلل، وحسن<br />
املحارضة، وفهرست املصنفات، وذكره احلاج خليفة وقال: « هو يف جملد<br />
مبسوط » .<br />
انظر: التحدث بنعمة اهلل )ص 111(، وحسن املحارضة )293/1(، وفهرست<br />
املصنفات ضمن هبجة العابدين )ص 179(، وضمن ترمجته للداودي، وقد<br />
نرشه الدكتور حممد خير البقاعي يف جملة الدرعية )السنة 3، يف العددين 12 11،<br />
ص 378(، وكشف الظنون )1031/2(، وقوله: « يف جملد مبسوط » فيه نظر .<br />
26
- تاريخ تأليفه:<br />
مر معنا قول املؤلف أنه ألفه سنة 865 ه، وأنه فرغ منه يف 10 من حمرم<br />
احلرام سنة 866 ه.<br />
- عنوانه:<br />
سامه املؤلف يف التحدث بنعمة اهلل، وحسن املحارضة، وفهرست<br />
املصنفات: رشح االستعاذة والبسملة.<br />
وسامه يف مقدمته: « رياض الطالبني «.<br />
وجاء اسمه عىل غاف نسخة الغازي خرسو والسليامنية األوىل: رياض<br />
الطالبني يف رشح االستعاذة والبسملة، وعىل نسخة السليامنية الثانية: رياض<br />
الطالبني يف االستعاذة والبسملة، وعىل غاف نسخة فلسطني: رياض الطالبني<br />
عىل االستعاذة . واعتمدت ما جاء عىل نسخة الغازي خرسو والسليامنية<br />
األوىل، فهي جامعة ودالة.<br />
أمّا ما جاء يف فهرس مؤلفاته املحفوظ يف مكتبة عارف حكمت وهو<br />
« اجلواهر املسلسلة يف رشح االستعاذة والبسملة » ، فلم أجده يف موضع<br />
آخر.<br />
انظر: مقدمة حتقيق « فهرس مؤلفات السيوطي املنسوخ يف عام » 903 للدكتور حييى<br />
حممود ساعايت، املنشور يف جملة عامل الكتب، مج 12، ع2 )ص 234(.<br />
27
- مصادره:<br />
رجع السيوطي يف هذا الكتاب إىل مصادر كثرة، رصّ ح بأسامء بعضها،<br />
واكتفى يف أخرى بذكر أسامء مؤلفيها، وقد يبهم األسامء أيضاً كأن يقول: قال<br />
بعض املعتزلة، قال بعضهم، أو: قال بعض أشياخي، أو: قال بعض املعربني.<br />
وفيام يأيت قائمة هبذه املصادر من أسامء الكتب واملؤلفني، فإن احتملت أن<br />
يكون النقل بواسطة رصحتُ بذلك:<br />
- سيبويه )ت: 180 ه(.<br />
- األم للشافعي )ت: 204 ه(.<br />
- صحيح مسلم )ت: 261 ه(.<br />
- املرد )ت: 285 ه(.<br />
- صحيح ابن حبان )ت: 354 ه(.<br />
- تفسر أيب الليث السمرقندي )ت: 375 ه(.<br />
- الدارقطني )ت: 385 ه(، ويريد: السنن .<br />
- احلاكم )ت: 405 ه(، ويريد: املستدرك .<br />
- العبادي )ت: 458 ه(.<br />
28
- البغوي )ت: 516 ه(، ويريد: تفسره .<br />
- احلريري )ت: 516 ه(، ويريد: املقامات .<br />
ونقل كذلك من كتابه:<br />
- ملحة اإلعراب .<br />
وثَمَّ نقل عن احلريري ينظر مصدره فيه .<br />
- الزخمرشي )ت: 538 ه(، ويريد: الكشاف .<br />
- ابن العريب )ت: 542 ه(.<br />
وربام كان النقل عنه بواسطة الكافيجي اآليت.<br />
- الرافعي )ت: 623 ه(، ويريد: كتابه التذنيب.<br />
- ألفية ابن معطي )ت: 628 ه(.<br />
- ابن احلاجب )ت: 646 ه(، ويريد: الكافية .<br />
- أبو شامة املقديس )ت: 665 ه(.<br />
- ابن مالك )ت: 672 ه(، ورصح يف موضع بالكافية الشافية.<br />
- رشح صحيح مسلم للنووي )ت: 676 ه(.<br />
29
- تفسر القرطبي )ت: 681 ه(، وقد ينقل منه من غر ترصيح .<br />
- بدر الدين ابن مالك )ت: 686 ه(.<br />
- ابن أيب الربيع )ت: 688 ه(.<br />
- الطيبي )ت: 743 ه(، ولعله يريد: مفاتيح الغيب، وهي حاشيته عىل<br />
الكشاف .<br />
- ابن قاسم املرادي )ت: 749 ه(، ويريد: كتابه « رشح االستعاذة<br />
والبسملة «، وكان يملك منه نسخة بخط املؤلف كام سيأيت يف التعليق.<br />
- رشح شذور الذهب يف معرفة كام العرب البن هشام )ت: 761 ه(،<br />
وهو ينقل من خطه.<br />
- مغني اللبيب عن كتب األعاريب له .<br />
- رفع احلاجب عن خمترص خمترص ابن احلاجب لتاج الدين السبكي )ت:<br />
771 ه(، وربام كان النقل عنه بواسطة ابن مجاعة اآليت.<br />
- الكشاف عىل الكشاف لرساج الدين البلقيني )ت: 805 ه(، وهو<br />
ينقل من خطه .<br />
- مراسلة بني جال الدين البلقيني )ت: 826 ه(، ووالده رساج الدين<br />
املذكور .<br />
30
- ابن مجاعة )ت: 819 ه(، ذكره ثامين مرات، ورصح يف موضع واحد<br />
بكتابه: صفوة النقاد يف رشح الكوكب الوقاد .<br />
- حماورة بني شمس الدين اهلروي )ت: 829 ه(، وجلال الدين<br />
البلقيني )ت: 826 ه(.<br />
- ركن الدين ابن قديد )ت بعد: 850 ه(.<br />
- جال الدين املحيل )ت: 864 ه(.<br />
- الكافيجي )ت: 879 ه( ذكره ثامين مرات يف كامه عىل البسملة، ومل<br />
يذكر له كتاباً، ولعل النقل من أحد كتابيه:<br />
* رشح االستعاذة والبسملة .<br />
* أو: حاشية عىل الكشاف .<br />
* وله: الغرة الواضحة يف تفسر الفاحتة . ومل أجد النقول فيه.<br />
ذكر األول احلاج خليفة يف كشف الظنون )1031/2(، ويف مركز امللك فيصل<br />
خمطوط باسم « رشح البسملة » له، وقد يؤيد هذا أن السيوطي مل يذكر الكافيجي<br />
يف كامه عىل االستعاذة.<br />
ومن الثاين « حاشية عىل الكشاف » نسخة أصلية يف مركز مجعة املاجد بديب، يف<br />
)189( ورقة، كتبت سنة 877 ه.<br />
ذكر يف الفهرس الشامل )488/1(. ورأيت منه نسخة األزهر.<br />
31
- ونقل عن كتاب سامه « اللباب «، وربام كان النقل عنه بواسطة<br />
الكافيجي، كام يشر إليه السياق.<br />
وظهر يل أنه نقل من:<br />
- تفسر الرازي )ت: 606 ه(.<br />
وأفاد من:<br />
- الدر املصون للسمني احللبي )ت: 754 ه(.<br />
ولكنه أغفل ذكرمها .<br />
- أثره فيمن بعده:<br />
يبدو أن خطة السيوطي يف هذا التأليف لقيت قبوالً لدى العلامء املتأخرين،<br />
فرأينا كتباً يف البسملة تظهر مشاهبةً له، ومن ذلك كتاب « إبداع حكمة احلكيم<br />
يف بيان بسم اهلل الرمحن الرحيم » أليب سعيد حممد بن حممد اخلادمي )ت:<br />
1176 ه( الذي اخترصه الشيخ عبد اهلل حممد عليش، وقد جاء الكام<br />
عىل البسملة فيه من جهة اللغة فالوضع فاالشتقاق فالرصف فالنحو فاملعاين<br />
فالبيان فالبديع فالكام فاألصول فاملنطق فاآلداب فالفقه فالتفسير فاإلسناد<br />
فالقراءة فاحلديث فالتصوف .<br />
انظر: إيضاح إبداع حكمة احلكيم يف بيان بسم اهلل الرمحن الرحيم. وقد طبع يف مرص<br />
سنة 1295 ه، وفيه حاجة إىل خدمة جديدة ونرش آخر. وانظر عن نسخ األصل:<br />
الفهرس الشامل )770/2(.<br />
32
ومن ذلك « الرسالة الكرى عىل البسملة » للشيخ حممد بن عيل الصبان<br />
)ت: 1206 ه(، وقد رتب كتابه عىل مقدمة ومخسة مقاصد وخامتة:<br />
املقدمة: يف احلديث الوارد باالبتداء هبا، ويف أحاديث أخرى بشأهنا .<br />
املقصد األول: يف الباء، وفيه أربعة مباحث .<br />
املقصد الثاين: يف لفظ اسم، وفيه أربعة مباحث .<br />
املقصد الثالث: يف اجلالة، وفيه ستة مباحث .<br />
املقصد الرابع: يف الرمحن الرحيم، وفيه ستة مباحث .<br />
املقصد اخلامس: يف مجلة البسملة، وفيه ستة مباحث .<br />
اخلامتة: يف معنى لفظ بسملة ونحته .<br />
- وصف النسخ:<br />
وقفتُ عىل ست نسخ، كلها ضمن جماميع، وهي:<br />
1- نسخة من مكتبة الغازي خرسو يف رساييفو، مرقمة ب )950-<br />
انظر تفصيل املباحث يف املقدمة )ص 3-2(، والكتاب هذا يقع يف )49( صفحة<br />
من القطع الكبير، وقد طبع يف مرص سنة 1291 ه، ففيه حاجة إىل حتقيق ونرش<br />
جديدين. وانظر نسخه يف الفهرس الشامل )794/2(.<br />
33
R(، تقع يف )10( أوراق، وتارخيها 1113 ه . وعليها تعليقات مفيدة .<br />
ورمزها: غ .<br />
2- نسخة من جامعة ليدن هبولندا، مرقمة ب )474(، تقع يف )7( أوراق،<br />
ورمزها: ل .<br />
3- نسخة من كلية مصباح اهلدى يف نيدور بوالية تامل نادو باهلند، مرقمة<br />
ب )57(، وتقع يف )12( ورقة، ورمزها: م .<br />
وهذه النسخ الثاث مصورة يف مركز مجعة املاجد بديب.<br />
4- نسخة ضمن جمموع أصيل لدى بعض الفضاء من فلسطني، تقع يف<br />
)15( ورقة، مؤرخة ب 1149 ه )انظر كلمة عن هذا املجموع يف تقديمي ل:<br />
)اإلشارات يف شواذ القراءات(، ورمزها: ف .<br />
5- نسخة من السليامنية يف اسطنبول، برقم )5293(، يف )25( ورقة،<br />
مؤرخة ب 1177. ورمزها: س .<br />
6- نسخة من السليامنية أيضاً، مرقمة ب )598(، يف )11( ورقة، كتبها<br />
أمحد بن حممد بن آق شمس الدين املدرس بمكة، وفرغ منها يوم الثاثاء 12<br />
من رمضان سنة 1008 ه. ورمزها: ن .<br />
34
وهاتان النسختان تكرم بصورتيهما األخ الكريم الفاضل الدكتور حممد<br />
إقبال فرحات جزاه اهلل خراً .<br />
- خطة التحقيق:<br />
جريت عىل اخلطة املعهودة نسخاً وإملاءً، وتفصياً وترقيماً، وتوثيقاً<br />
وخترجياً، وتعريفاً وتقديماً، وعلقت عليه بام يزيده فائدة، واستدركت عىل ما<br />
فيه حاجة إىل االستدراك .<br />
وال بد من القول إين مل أعتمد عىل نسخة واحدة، ألن النسخ الست ال<br />
ختلو واحدة منها - عىل تفاوت - من سقط وحتريف، وبعد املقابلة الدقيقة<br />
بينها، خرجت بنصٍّ سليم صحيح - إن شاء اهلل تعاىل-، ومل أر فائدة من إثبات<br />
سهو النساخ وأخطائهم باستيعاب، فأعرضتُ عن قدرٍ من ذلك، وال سيام<br />
النسخة )م(.<br />
ومل أقدم مقدمة عن املؤلفات يف االستعاذة لقلتها ، وال عن املؤلفات يف<br />
البسملة لكثرهتا، فهي حتتاج إىل جهد خاص، وقد أورد بعض الباحثني عدداً<br />
جيداً مما كتب فيها .<br />
* * *<br />
ومنها أوراق عىل االستعاذة للشيخ ابن تيمية، ذكر يف « مؤلفاته » ص 8، ومنها:<br />
« تقييدات الشاذة من فوائد االستعاذة » البن طولون . خ.<br />
انظر ما أورده الشيخ عدنان احلموي يف صدر حتقيقه لكتاب البسملة )الكبر( لإلمام<br />
أيب شامة املقديس )ص 80-72( .<br />
35
الصفحة األوىل من النسخة )غ(<br />
37
الصفحة األخرية من النسخة )غ(<br />
38
الصفحة األوىل من النسخة )ل(<br />
39
الصفحة األخرية من النسخة )ل(<br />
40
الصفحة األوىل من النسخة )م(<br />
41
الصفحة األخرية من النسخة )م(<br />
42
الصفحة األوىل من النسخة )ف(<br />
43
الصفحة األخرية من النسخة )ف(<br />
44
الورقة األوىل من النسخة )س(<br />
45
الورقة األخرية من النسخة )س(<br />
46
الصفحة األوىل من النسخة )ن(<br />
47
الصفحة األخرية من النسخة )ن(<br />
48
رياض الطالبني<br />
يف شرح االستعاذة والبسملة<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
)1(<br />
النص احملقق
باسمك اللهم نستعيذ من عذاب النار، ونسألك يا رمحن أن حترشنا مع<br />
األبرار، ونرضع إليك يا رحيم، أن تدفع عنا كيد الشيطان الرجيم، وصل عىل<br />
حممد وآله وصحبه، وخصهم بأفضل التسليم.<br />
هذا تعليق لطيف عىل االستعاذة والبسملة، أذكر فيه نبذة من عدة<br />
علوم تتعلق بذلك، كالفقه واألصول والنحو واللغة، وغر ذلك، وسميته<br />
ب « رياض الطالبني «، وفيه كتابان:<br />
الكتاب األول يف االستعاذة، وفيه سبعة أبواب، وخامتة:<br />
سقطت من غ .<br />
51
الباب األول يف أصلها<br />
قال اهلل تعاىل: ﴿ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ﴾ أي<br />
إذا أردت القراءة، كقوله تعاىل: ﴿ ٻ ٻ پ پ ﴾ ، ﴿ ٻ ٻ<br />
ٻ ﴾ ، أي إذا أردتم القيام والطاق، فعَبّرَ عن إرادة الفعل بلفظ الفعل،<br />
إقامة للمسبَّب مقام السبب.<br />
)تنوير(: ﴿ ں ﴾ يف اآلية مايض اللفظ مستقبل املعنى . وهكذا كل<br />
ماض إذا دخل عليه كلمة الرشط، ومثله املضارع بعد لم ونحوها، فإنّه مايض<br />
املعنى مستقبل اللفظ.<br />
)فائدة(: صيغة افعل يف اآلية للندب، مثلها يف قوله تعاىل:<br />
﴿ ڃ ڃ ڃ ڃ چ﴾ . وأصلها للوجوب، كقوله تعاىل:<br />
﴿ ۈ ۈ<br />
﴾ ما مل يرصفها صارف إىل غره، وترد ملعان غر هذين:<br />
أحدها: اإلباحة، كقوله تعاىل: ﴿ ۇٴ ۋ ۋۅ ﴾ .<br />
من سورة النحل، اآلية . 98<br />
من سورة املائدة، اآلية . 6<br />
من سورة الطاق، اآلية . 1<br />
سقطت من غ، ف .<br />
من سورة النور، اآلية . 33<br />
من سورة البقرة، اآلية 43، وغرها .<br />
من سورة املائدة، اآلية . 2<br />
52
اإلباحة .<br />
الثاين: اإلذن، كقولك ملريد الدخول: ادخل. وبعضهم جعل هذا من<br />
الثالث: التأديب كقوله عليه الصلاة والسلام: « كل مما يليك » ،<br />
وبعضهم جعل هذا من املندوب، إذ األدب مندوب إليه، وهو أي األكل<br />
مما ييل مندوب للمكلف، عىل أن الشافعي ريض اهلل عنه نص عىل حرمة<br />
األكل من غر ما ييل . وحُ مِ لَ عىل ما إذا اشتمل عىل إيذاء .<br />
الرابع: التمني، كقوله:<br />
أال أهيا الليلُ الطويلُ أال انجيل ................................<br />
اخلامس: التهديد، نحو: ﴿ ڇ ڇ ڇ ﴾ .<br />
السادس: التسخر، نحو: ﴿ گ گ گ ﴾ .<br />
رواه البخاري )2056/5( برقم )5061(، ومسلم )1599/3( برقم )2022( عن<br />
عمر بن أيب سلمة .<br />
يف ل: املندوب !<br />
يف غ هنا ويف كل املواضع اآلتية: رمحه اهلل .<br />
انظر كتاب األم، كتاب صفة هني رسول اهلل ﷺ )292/7(.<br />
المرئ القيس يف معلقته برقم )46(، وتتمته: بصبحٍ وما اإلصباحُ منكَ بأمثلِ . انظر<br />
رشح املعلقات العرش )ص 61(.<br />
من سورة فصلت، اآلية . 40<br />
من سورة البقرة، اآلية . 65 والتسخر غر السخرية. انظر: البحر املحيط للزركيش<br />
.)359/2(<br />
53
السابع: التسوية، نحو: ﴿ پ ڀ ڀ ڀ ﴾ .<br />
الثامن: الدعاء: نحو: ﴿ ئە ئە ئو ﴾ .<br />
التاسع: اإلرشاد، نحو: ﴿ ڈ ژ ژ ڑ ﴾ ، فإن<br />
قلت: ما الفرق بينه وبني الندب؟ قلت: املندوب مطلوب لثواب اآلخرة،<br />
واإلرشاد ملنافع الدنيا .<br />
العارش: ( إرادة االمتثال، كقولك عند العطش: اسقني ماء .<br />
احلادي عرش( : اإلنذار، نحو: ﴿ ڱ ں ﴾ ، وبعضهم جعل هذا<br />
من التهديد، قال ابن مجاعة رمحه اهلل: واحلق التغاير، فإن قلت: ما وجهه؟<br />
من سورة الطور، اآلية . 16<br />
من سورة آل عمران، اآلية . 147<br />
من سورة البقرة، اآلية . 282<br />
هذا التفريق للقفال الشايش. انظر: البحر املحيط للزركيش )357/2(.<br />
ما بني اهلالني سقط من ل .<br />
من سورة إبراهيم، اآلية . 30<br />
هو عز الدين - كام سيأيت يف كام املصنف -، واسمه: حممد بن أيب بكر بن عبد<br />
العزيز، ولد سنة 749 يف القاهرة، وتويف فيها سنة 819 ه. ترمجته يف الضوء الامع<br />
)171/7(، وسيأيت وصف املؤلف له ب « املحقق «. وللمؤلف « الراعة يف تراجم بني<br />
مجاعة » ذكره لنفسه يف كتابه التحدث بنعمة اهلل )ص 108(، وال تعرف له نسخة.<br />
ولعز الدين ابن مجاعة مؤلفات كثرة، وقد تكرر نقل املؤلف عنه، ومل يسم سوى<br />
كتاب واحد هو « صفوة النقاد يف رشح الكوكب الوقاد «، فهل النقول كلها منه<br />
أو رجع إىل غيره ؟ اهلل أعلم. وصفوة النقاد ما زال خمطوطاً، ومنه نسخة يف املكتبة<br />
اخلالدية يف فلسطني.<br />
54
قلت:وجهه أن التهديد التخويف، واإلنذار اإلبلاغ، لكن ال يكون إال<br />
من املخوف.<br />
الثاين عرش: االمتنان، نحو: ﴿ ې ى ى<br />
ئا ﴾ ، وفرق بينه<br />
وبني اإلباحة بأهنا قد يتقدمها حظر، قال ابن مجاعة: واحلق أن اإلباحة قسم<br />
ۇٴ ﴾ ، وجعله بعض<br />
منه .<br />
الثالث عرش: اإلكرام، نحو: ﴿ ۈ ۈ<br />
املعتزلة هنا للوجوب، وال وجه له .<br />
الرابع عرش: التكوين، نحو: ﴿ ڦ ڦ ﴾ .<br />
اخلامس عرش: التعجيز، نحو: ﴿ ئا ئا ﴾ .<br />
السادس عرش: اإلهانة، نحو: ﴿ ڈ ژ ژ ڑ<br />
ڑ﴾ .<br />
السابع عرش: االحتقار، نحو: ﴿ ٺ ٺ ٺ ٺ ﴾ .<br />
من سورة املائدة، اآلية 88، وغرها .<br />
من سورة احلجر، اآلية . 46<br />
من سورة آل عمران، اآلية 47، وغرها .<br />
من سورة البقرة، اآلية 23، وغرها .<br />
من سورة الدخان، اآلية . 49<br />
من سورة يونس، اآلية 80، وغرها .<br />
55
الثامن عرش: اخلر ، كقوله عليه الصاة والسام: « إذا مل تستح فاصنع<br />
ما شئت » .<br />
التاسع عرش: تذكر النعمة، نحو: ﴿ ئا ئا ئە ئە ئو ﴾ .<br />
العرشون: التفويض، نحو: ﴿ ۇٴ ۋ ۋ ۅ ﴾ .<br />
احلادي والعرشون: التعجب، نحو: ﴿ ئح ئم ئى ئي<br />
بج﴾ .<br />
الثاين والعرشون: التكذيب، نحو: ﴿ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ<br />
چ ﴾ .<br />
الثالث والعرشون: املشورة، نحو: ﴿ بج بح بخ ﴾ .<br />
الرابع والعرشون: االعتبار، نحو﴿ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ﴾ .<br />
يف م: التخير !<br />
رواه البخاري برقم )5769(. واملعنى عىل هذا: أي صنعتَ ما شئت. انظر: البحر<br />
املحيط )362/2(.<br />
من سورة البقرة، اآلية 57، وغرها .<br />
من سورة طه، اآلية . 72<br />
من سورة اإلرساء، اآلية 48، وغرها .<br />
من سورة آل عمران، اآلية . 93<br />
من سورة الصافات، اآلية . 102<br />
من سورة األنعام، اآلية . 99<br />
56
الباب الثاني يف معانيها<br />
االستعاذة: طلب اإلعاذة من اهلل تعاىل، وهي عصمته ،كاالستجارة ،<br />
واالستغاثة، واالستعانة، يقال: عذت بفان، واستعذت به أي جلأت إليه<br />
فأعاذين.<br />
والشيطان: قيل: فيعال من شطن يشطن إذا بعد، وقيل: فعان من شاط<br />
يشيط إذا هلك، وعىل األول إنام سمي به لبعده عن اخلر، وعىل الثاين إنام<br />
سمي به ألنه هالك بتمرده، ويقال لكل متمرد من اإلنس واجلن والدواب:<br />
شيطان، وأما العفريت فهو املارد من اجلن .<br />
والرجيم: فعيل بمعنى مفعول نقل عنه إليه قصداً للمبالغة، فإن فعياً من<br />
أمثلة املبالغة، أي مرجوم باللعن والطرد .<br />
وقيل: فعيل بمعنى فاعل، أي يرجم بني آدم بالسيئات، وأصل الرجم<br />
الرمي باحلجارة، ويقال للقول بمعنى الظن، قال تعاىل: ﴿ ڃ چ<br />
چ چ چ ڇ ﴾ .<br />
)فرع(: قال أهل الظاهر يف قوله تعاىل: ﴿ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ<br />
چ چ چ چ ڇ ڇڇ ﴾: إن ما يطلق عليه اسم املرض يبيح الفطر،<br />
يف ف، م: كاالستخارة !<br />
يف م: بالبعد !<br />
من سورة الكهف، اآلية . 22<br />
يف س: أفعل !<br />
يف ل، م، ف، ن: ينطلق .<br />
57
قال البغوي: وهو قول ابن سيرين، وحكي أن رجاً دخل عليه يف رمضان<br />
وهو يأكل، فقال إنه وجعتني أصبعي هذه. انتهى .<br />
وأقول: هذا قول من ال يعرف العربية، أمل يعلم أن فعياً للمبالغة، ولذا<br />
ذهب األكثرون إىل أنه مرض خياف معه من الصوم زيادة علة.<br />
ِل، وهي كاسم<br />
)ذيل(: من أمثلة املبالغة: فعَّال ومِ فْعال وفَعول و فَع<br />
الفاعل يف العمل والرشوط، فإن وقعت صلة ألل عملت مطلقاً، وإن جُ رِّ دَتْ<br />
منها عملت برشطني:<br />
أحدمها: أال تكون للاميض .<br />
والثاين: أن تعتمد عىل نفي أو استفهام أو مبتدأ خمر عنه هبا، أو اسم<br />
موصوف هبا، مثال ذلك قوهلم: أمَّا العسل فأنا رشّ اب، وقوهلم: إنه ملنحار<br />
بوائكها ، وقوله:<br />
<br />
رضوبٌ بنصل السيف سُ وقَ سماهنا<br />
.................................<br />
تفسر البغوي )199/1(.<br />
يف س: أو !<br />
يف س: ملنجار بواكيها !<br />
يف غ: بنعل. سامئها ! حتريف .<br />
البيت أليب طالب بن عبد املطلب، وتتمته:<br />
إذا عدموا زاداً فإنكَ عاقِرُ<br />
واألمثلة الثاثة يف كتاب سيبويه )111/1(.<br />
58
وقوله:<br />
أتاين أنهم مَ زِ قون عريض <br />
....................................<br />
يف س: مرقون !<br />
البيت لزيد اخليل، كام يف رشح شذور الذهب )ص 507(، وتتمته:<br />
جحاشُ الكرملني هلا فديدُ<br />
59
الباب الثالث: يف إعرابها<br />
أعوذ: فعل مضارع أجوف، أصله أعْ وُ ذ، فاستثقلت الضمة عىل الواو<br />
فنقلت إىل العني فسكنت، وفاعله مسترت وجوباً، وهو أحد املواضع التي يسترت<br />
فيها الفاعل وجوباً .<br />
وثانيها: الفعل املضارع املبدوء بالنون .<br />
ثالثها: الفعل املضارع املبدوء بتاء خطاب الواحد.<br />
رابعها: أمر الواحد .<br />
خامسها: فعل االستثناء كخا، وعدا ،وال يكون، كقولك: قاموا ما خا<br />
زيداً، وما عدا عمراً، وال يكون خالداً .<br />
سادسها: أفعل يف التعجب نحو: ما أحسن زيداً.<br />
سابعها: أفعل التفضيل نحو: ﴿ ۈ ۈ ۇٴ ﴾ .<br />
ثامنها: اسم الفعل غر املايض، نحو: أَوَّ هْ ، ونزالِ .<br />
انفردت النسخة م بالتمثيل هلذا املوضع وما بعده، فجاء فيها: كنرضب . كترضب .<br />
كارضب.<br />
من سورة مريم، اآلية . 74<br />
يف س: كواوة !<br />
انظر: الدر املصون )9-7/1(.<br />
60
)ذيل(: مجلة أعوذ فعلية ال حمل هلا ألهنا مستأنفة.<br />
باهلل: الباء متعلقة بأعوذ، وهي هنا للتعدية، واجلملة يف موضع نصب عىل<br />
املفعولية، وللباء معان أخر:<br />
أحدها: اإللصاق، ويقال فيه اإللزاق، كقوله تعاىل: ﴿ ڀ<br />
ٺ ﴾ )أي ألصقوا املسح برؤوسكم( ، وهو يصدق ببعض شعره ،<br />
وبه متسك الشافعي ريض اهلل عنه، قال يف « األم «: « ألن من مسح من رأسه <br />
شيئاً فقد مسح برأسه، ومل حتتمل اآلية إال هذا، وهو أظهر معانيها، أو مسح<br />
الرأس كله، ودلّت السنة عىل أن ليس عىل املرء مسح الرأس كله، وإذا دلت<br />
السنة عىل ذلك، ففي اآلية أن من مسح شيئاً من رأسه أجزأه «. هذا نصه<br />
بحروفه ، انتهى.<br />
وظن كثر أنه يقول إن الباء هنا أعني يف هذه اآلية للتبعيض، وليس كذلك .<br />
وقد سأل الشيخ شمس الدين اهلروي الشيخ جلال الدين<br />
من سورة املائدة، اآلية . 6<br />
ما بني اهلالني سقط من غ .<br />
يف س: شعرة !<br />
من رأسه: سقطت من س .<br />
األم )26/1(، وأوله: « وكان معقوالً يف اآلية أنَّ مَنْ ... «.<br />
هو حممد بن عطاء اهلل، ولد هبراة سنة 767 ه، وتويف سنة 829 ه، وترمجته يف<br />
الضوء الامع )151/8(.<br />
61
البلقيني سؤاالً حاصله: لم قلتم إن الباء يف ﴿ ڀ ٺ ﴾<br />
للتبعيض، ومل تقولوا به يف ﴿ ئە ئو ﴾ ؟ فأجابه بأنّا ال نقول<br />
به، وليس يف عبارة الشافعي ريض اهلل عنه ما يدلّ عليه، ورسد له عبارة األم <br />
التي ذكرهتا آنفاً، وقال: هي يف املوضعني لإللصاق، لكن قام الدليل يف كل آية<br />
عىل ما هو حكمها.<br />
وذهب أبو حنيفة رمحه اهلل إىل أنه ال جيزئ إال مسح الربع .<br />
الثاين: أن تكون زائدة، وبه قال مالك رمحه اهلل يف هذه اآلية، وقال:<br />
ال جيزئ إال مسح كل الرأس. وجياب بأنه ثبت أنه ﷺ مسح بناصيته وعىل<br />
العاممة ، فلو كان ال جيزئ إال الكل مل يقترص عىل ما ذكر .<br />
)فائدة(: تزاد الباء يف مواضع:<br />
منها: الفاعل، فتزاد فيه وجوباً يف نحو: أحسن بزيد، وغالباً يف نحو:<br />
﴿پ پ ڀ ﴾ .<br />
هو عبد الرمحن بن عمر بن رسلان، ولد سنة 763 ه، وتويف سنة 824 ه، وترمجته<br />
يف الضوء الامع )106/4(.<br />
من سورة النساء، اآلية 43، وغرها .<br />
يف س: اإلمام .<br />
رواه مسلم )230/1( برقم )274(، وغره، وانظر رشح النووي )172/3(.<br />
من سورة النساء، اآلية 79، وغرها .<br />
62
ومنها: املفعول ، نحو: ﴿ ۀ ۀ ہ ہ ہ ﴾ .<br />
ومنها: املبتدأ، وذلك قوهلم: بحسبك درهم .<br />
ومنها: اخلر، نحو: ﴿ ڌ ڌ ڎ ڎ ﴾ .<br />
)تدريج(: الباء يف قوله تعاىل: ﴿ ڻ ۀ ﴾ قيل: زائدة، وقيل:<br />
بمعنى يف، أي: يف أي طائفة منكم املفتون، وقيل غر ذلك .<br />
)ختم(: احلرف الزائد ال يتعلق بيشء .<br />
الثالث من معاين الباء: التبعيض، أثبته الكوفيون وابن مالك ،<br />
واستشهدوا بقوله تعاىل: )﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ ﴾ .<br />
الرابع: معنى عن، كقوله تعاىل:( ﴿ ڌ ڌ ڎ ڎ ﴾ 1) .<br />
من سورة البقرة، اآلية . 195<br />
من سورة الزمر، اآلية . 36<br />
من سورة القلم، اآلية . 6<br />
قوله « يف أي » الثانية ليس يف س، ن .<br />
يف م، ن: فيكم .<br />
يف غ: احلروف الزائدة ال تتعلق بيشء .<br />
هذا من مغني اللبيب )ص 142(، وفيه: « وقيل: الكوفيون «.<br />
من سورة اإلنسان، اآلية . 6<br />
ما بني اهلالني سقط من ف .<br />
1) من سورة الفرقان، اآلية 25.<br />
63
اخلامس: االستعانة، قال يف »املغني«: « وهي الداخلة عىل آلة الفعل،<br />
نحو: كتبت بالقلم » .<br />
السادس: السببية، نحو: ﴿ ٺ ٺ ٿ ﴾ .<br />
السابع: املصاحبة، نحو: ﴿ ڍ ڌ ﴾ .<br />
الثامن: الظرفية، والظرف قسامن: زمان كقوله تعاىل: ﴿ ڍ ڌ ﴾ ،<br />
ومكان كقوله تعاىل: ﴿ ٺ ٺ ٿ ﴾ .<br />
التاسع: املقابلة، قال يف « املغني «: « وهي الداخلة عىل األعواض<br />
كاشرتيته بألف » .<br />
العارش: البدلية ،كقول عمر ريض اهلل تعاىل عنه: « أَنَّ يل هبا<br />
الدنيا » .<br />
مغني اللبيب )ص 139(.<br />
من سورة العنكبوت، اآلية . 40<br />
من سورة هود، اآلية . 48<br />
من سورة القمر، اآلية . 34<br />
من سورة آل عمران، اآلية . 123<br />
مغني اللبيب )ص 141(.<br />
يل: سقطت من غ .<br />
روى أبو داود )80/2( برقم )1498( عن عمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه قال:<br />
استأذنت النبي ﷺ يف العمرة فأذن يل، وقال: ال تَنْسَ نَا يا أُخَ يَّ من دعائك، فقال كلمةً<br />
ما يرسين أنّ يل هبا الدنيا ... وانظر األحاديث املختارة )293/1(، ومهع اهلوامع<br />
.)159/4(<br />
64
احلادي عرش: االستعاء ،كقوله تعاىل: ﴿ ڻ ڻ ڻ ﴾ .<br />
الثاين عرش: القسم، نحو: باهلل ألفعلن، وهي أصل فيه بدليل دخوهلا عىل<br />
املضمر واملظهر وكل اسم، والواو فرع عنها لكنها كثر استعامهلا دوهنا، وقد<br />
ألغز احلريري يف ذلك: وما عاملٌ نائبُهُ أرحب منه وكراً ، وأعظم مكراً،<br />
وأكثر هلل تعاىل ذكراً ؟ .<br />
الثالث عرش: الغاية، نحو: ﴿ ں ں ڻ ﴾ أي إيل .<br />
)تدريج(: الباء يف قوله تعاىل: ﴿ ڄ ڄ ﴾ عىل قراءة من ضم<br />
تاء تنبت، حيتمل أن تكون زائدة، وأن تكون للمصاحبة، فالظرف حال<br />
)للفاعل(، )أي(: تنبت مصاحبة للدهن، أو للمفعول، أي:تنبت الثمر<br />
مصاحباً للدهن، وعىل قراءة من فتح التاء للتعدية، ليس غر .<br />
من سورة آل عمران، اآلية . 75<br />
يف غ: أرحب ذكراً ! ويف ن: أوجب !<br />
انظر املقامة القطيعية ضمن املقامات )ص 194(.<br />
من سورة يوسف، اآلية . 100<br />
من سورة املؤمنون، اآلية . 20<br />
يف غ: حال لفاعل تنبت !<br />
هذا من مغني اللبيب )ص 139-138(.<br />
وانظر عن القراءتني ، معجم القراءات )161-160/6(.<br />
65
قلتُ : وذكر هلا العبادي من أصحابنا معنى آخر، وهو التعليق كام إذا<br />
قال: أنت طالق بمشيئة اهلل تعاىل، فإهنا ال تطلق كام لو قال: إن شاء اهلل تعاىل.<br />
فإن قلت: ألي يشء كان كذلك ؟<br />
قلتُ : ألن مشيئة اهلل تعاىل ليست معلومة . كذا قالوه، وعىل هذا لو<br />
عُ لِمَ تْ بإحيائه إىل نبي أو إهلامه إىل صفي -حيث قلنا إنه حجة - فينبغي<br />
أن ال يكون احلكم طرداً كام ذكر ، ومل أر من ذكر ذلك.<br />
و» من » هنا حيتمل أن يكون معناها التعليل، مثلها يف قوله تعاىل:<br />
﴿ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ﴾ الشاهد يف الثانية.<br />
وهلا معان أخر:<br />
أحدها: ابتداء الغاية نحو: مطرنا من اجلمعة إىل اجلمعة، ورست من<br />
هو أبو عاصم حممد بن أمحد، تويف سنة 458 ه، وترمجته يف طبقات الشافعية الكرى<br />
.)112-104/4(<br />
يف س: وهذا !<br />
يف غ: إهلامه صفياً .<br />
يف ف: جهة !<br />
ال: ليست يف غ .<br />
يف ن: مطرداً كام ذكروا .<br />
سقطت من غ .<br />
من سورة احلج، اآلية . 22<br />
66
البرصة ، و﴿ ہ ہ ہ ﴾ ، وبه قال ابن مجاعة رمحه اهلل يف ﴿ ئە<br />
ئە ﴾ .<br />
الثاين: التبعيض، نحو: ﴿ پ ڀ ڀ ڀ ﴾ .<br />
الثالث: البيان، نحو: ﴿ ى ئا ئا ئە ﴾ .<br />
الرابع: البدل، نحو: « وال ينفع ذا اجلد منك اجلد » أي: وال ينفع ذا<br />
احلظ حظه بذلك .<br />
اخلامس: معنى عن، نحو: ﴿ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ﴾ .<br />
السادس: معنى الباء، نحو: ﴿ پ پ پ ڀ ﴾ .<br />
السابع: معنى يف نحو: ﴿ ٻ ٻ پ پ پ پ ﴾ 1) .<br />
يف س: إىل الكوفة .<br />
من سورة النمل، اآلية . 30<br />
من سورة آل عمران، اآلية 36، وغرها .<br />
من سورة البقرة، اآلية . 253<br />
من سورة احلج، اآلية . 30<br />
من دعاء النبي ﷺ، رواه البخاري )289/1( برقم )808( وغره .<br />
يف م: بدلك. وتابعت ما يف املغني وسائر النسخ، وقد قال ابن هشام بعد هذا: »أي<br />
بدل طاعتك، أو بدل حظك «. انظر: املغني )ص 422(.<br />
من سورة األنبياء، اآلية . 97<br />
من سورة الشورى، اآلية . 45<br />
1) من سورة اجلمعة، اآلية . 9<br />
67
وهلا معان أخر مل أذكرها خشية اإلطالة، وقد استوفيتها يف غر هذا<br />
الكتاب .<br />
)ظريفة(: تأيت « مِنْ » فعل أمر من مان يمني أي كذب.<br />
)غريبة(: قيل إن « من » تكون اسامً، قال الزخمرشي يف قوله تعاىل: ﴿ ڭ<br />
ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ﴾ : إذا كانت « من » للتبعيض فهي يف موضع املفعول<br />
به، ورزقاً مفعول ألجله، ولكم مفعول به لرزقاً، ألنه حينئذ مصدر ، قال<br />
الطيبي : وإذا قدرت « من » مفعوالً كانت اسامً كعن يف قوله:<br />
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
من عن يميني مرة وأمامي <br />
قلتُ : فقد استكملت »من« أقسام الكلمة.<br />
البد أن املؤلف أضاف هذه اجلملة عىل كتابه هذا، إذ علمنا أنه املؤلف األول له .<br />
يف س: مادة !<br />
من سورة البقرة، اآلية . 22<br />
انظر الكشاف )95-94/1( والنقل بترصف .<br />
لعل هذا يف حاشيته عىل الكشاف املسامة ب « مفاتيح الغيب «.<br />
البيت لقطري بن الفجاءة املازين، وأوله:<br />
فلقد رآين للرماح دريئة<br />
انظر: احلامسة املغربية )622/1(.<br />
68
)نكتة(: ختتص »من«بأهنا جتر عند وال جترها غرها، قال احلريري<br />
يف « امللحة » :<br />
وعند فيها النصبُ مستمرُ<br />
لكنها بِمِنْ فقط تُ َرُّ <br />
وقال ملغزاً: وما منصوب [ أبداً ] عىل الظرف، ال خيفضه سوى<br />
حرف ؟<br />
انتهى .<br />
والشيطان: قال ابن قاسم : املراد به إبليس وجنوده، فأل فيه جنسية.<br />
يف غ: وال جتر !<br />
كان للسيوطي اشتغال بملحة اإلعراب هذه، فقد رشحها رشحاً ممزوجاً، واخترصها.<br />
انظر: التحدث بنعمة اهلل )ص 113 و116(.<br />
انظر امللحة مع رشحها، باب الظرف )ص 207(، ودرة الغواص )ص 28-27(.<br />
انظر املقامة القطيعية ضمن املقامات )ص 194(، وما بني املعقوفني منه .<br />
هو احلسن بن قاسم املرادي املعروف بابن أم قاسم )ت: 749 ه(، ترجم له السيوطي<br />
يف بغية الوعاة، وذكر له رشح االستعاذة والبسملة وقال )517/1(: « كراس ملكته<br />
بخطه » فالظاهر أن النقل هنا منه .<br />
يف ن: قال !<br />
69
وهي من حيث هي ثالثة أقسام:<br />
أحدها: استغراق أفراد اجلنس كام هنا.<br />
الثاين: استغراق خصائص األفراد، نحو: زيد الرجل علماً .<br />
الثالث: تعريف املاهية، نحو: ﴿ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ﴾ .<br />
وتكون عهدية، وهي ثالثة أقسام:<br />
أحدها: أن يكون مصحوهبا معهوداً ذكرياً نحو: ﴿ ۓ ڭڭ<br />
ڭ﴾ .<br />
الثاين: أن يكون مصحوهبا معهوداً ذهنياً ، نحو: ﴿ ۓ ۓ ڭ<br />
ڭ ﴾ .<br />
الثالث: أن يكون معهوداً حضورياً، نحو: ﴿ چ چ چ<br />
ڇ ﴾ .<br />
سقطت من غ .<br />
من سورة األنبياء، اآلية . 30<br />
يف ف: مضموهنا !<br />
من سورة النور، اآلية . 35<br />
سقطت من س .<br />
من سورة التوبة، اآلية . 40<br />
من سورة املائدة، اآلية . 3<br />
70
وتكون زائدة، وهي قسان:<br />
)الزمة: كالذي والتي، وغري الزمة، وهي قسامن:<br />
كثرية: كاحلارث والعباس .<br />
وقليلة، وهي قسامن( :<br />
واقعة يف الشعر، كقوله:<br />
<br />
رأيت الوليد بن اليزيد مباركاً<br />
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
ويف شذوذ من النثر، نحو: ادخلوا األول فاألول .<br />
)فائدة(: تأيت أل اسامً موصوالً بمعنى الذي وفروعه، وصلتها صفة<br />
رصحية كالضارب واملرضوب، وقد توصل باملضارع، كقوله:<br />
<br />
ما أنتَ باحلكم الترىض حكومته<br />
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
ما بني اهلالني سقط من ف .<br />
البيت البن ميادة، وتتمته:<br />
شديداً بأعباء - أو أحناء - اخلالفة كاهله<br />
وهو من شواهد النحاة واللغويني، انظر: لسان العرب )200/3(، ومهع اهلوامع<br />
. )77/1(<br />
يف ن: املريض !!<br />
البيت للفرزدق، وتتمته:<br />
وال األصيل وال ذي الرأي واجلدل<br />
وهو من شواهد النحاة، انظر: خزانة االدب )51/1(، ومهع اهلوامع )294/1(.<br />
71
وبالظرف )كقوله:<br />
مَ نْ ال يزال شاكراً على املعه <br />
وباجلملة االسمية كقوله( :<br />
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
مِنَ القومِ الرسولُ اهلل منهم <br />
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
وابن مالك يرى اطراد األول، وخولف يف ذلك، وعبارته يف « الكافية<br />
الشافية » :<br />
وشَ ذَّ نحو احلكم التُّرْ ضَ ى ومَ نْ<br />
رأى اطرادَ مثلِ ذا فما وَ هَ نْ<br />
لكنْ منَ القومِ الرسولُ اهللِ<br />
منهم ونحوه قليلٌ واهِ<br />
من شواهد النحاة، وتتمته:<br />
فهو حَ رٍ بعيشة ذات سعه<br />
انظر: مغني اللبيب )ص 72(، ومهع اهلوامع )294/1(.<br />
ما بني اهلالني سقط من ف .<br />
من شواهد النحاة، وتتمته:<br />
هلم دانت رقابُ بني معد<br />
انظر: مغني اللبيب )ص 72(، ومهع اهلوامع )294/1(.<br />
انظر الكافية الشافية مع رشحها )297/1(.<br />
يف ن: زاهي !<br />
72
وقد أوضحت ذلك يف كتايب املسمى ب « النهجة املرضية يف رشح<br />
األلفية » فراجعه .<br />
)غريبة(: تأيت أل لاستفهام، حكى بعضهم:أل فعلت ؟ بمعنى هل<br />
فعلت.<br />
وشيطان: إن قلنا إنه من شطن فهو مرصوف، أو من شاط فهو غر<br />
منرصف .<br />
والرجيم: صفة للشيطان، وهي للذم، وسيأيت الكام يف الصفة مبسوطاً<br />
يف أثناء الباب الثالث من أبواب الكتاب الثاين إن شاء اهلل تعاىل.<br />
* * *<br />
يف ل، م، ف: البهجة . وقد طبع هبذا االسم.<br />
انظر: البهجة املرضية )ص 84-83(.<br />
سقطت من س .<br />
73
الباب الرابع: يف ألفاظها<br />
واملختار منها أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم، وروى القرطبي يف « تفسريه »<br />
عن ابن مسعود قال: قلت: أعوذ باهلل السميع العليم من الشيطان الرجيم،<br />
فقال يل النبي ﷺ: يا ابن أم عبد أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأين<br />
جريل عن اللوح عن القلم .<br />
ونقل أبو شامة رمحه اهلل عن نص الشافعي ريض اهلل عنه يف « اإلمالء »<br />
يف باب استقبال القبلة أنه قال: « وأحب أن يقول: أعوذ باهلل من الشيطان<br />
الرجيم، وأي لفظ استعاذ به أجزأه » .<br />
قلت: و رأيت يف « األم » مثله .<br />
وضع ناسخ غ هنا رمز: رمحه اهلل !<br />
انظر تفسر القرطبي، القول يف االستعاذة )87/1(.<br />
واحلديث رواه الثعلبي يف تفسره مسلساً )42-41/6(، ورواه عنه الواحدي يف الوسيط<br />
)84-83/3( بسنده ومتنه، ذكر هذا الزيلعي يف ختريج األحاديث واآلثار الواقعة يف<br />
تفسر الكشاف )245-244/2( ومل حيكم عليه.<br />
وقال عنه أبو شامة يف إبراز املعاين )223/1(: « ال أصل له يف كتب أهل احلديث «.<br />
وذكره ابن عراق يف تنزيه الرشيعة )309/1( برقم )85( وعزاه إىل ابن النجار من طريق<br />
هناد النسفي الشافعي مسلساً .<br />
يف غ: الرشامة !<br />
رجعت إىل كتايب أيب شامة يف البسملة: الكبر والصغر - وقد طبع الصغر منسوباً إىل<br />
فخر الدين الرازي -، وإىل إبراز املعاين، ومل أجد هذا النقل، فلينظر .<br />
األم .)107/1(<br />
74
وروي عن محزة : أعوذ باهلل السميع العليم من الشيطان الرجيم، وعنه<br />
أيضاً: نستعيذ وأستعيذ واستعذت كذلك، وعنه والكسائي ونافع وابن عامر:<br />
أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم إن اهلل هو السميع العليم، وروي غر ذلك .<br />
)فائدة(: لفظ االستعاذة عىل اختافه خبر، ومعناه الدعاء، أي:<br />
اللهم أعذين، ومثله ورود اخلر بمعنى األمر، نحو: ﴿ ھ ھ<br />
، ﴾<br />
﴿ ڃ ڃ<br />
﴾ ، وبمعنى النهي: نحو: ﴿ پ ڀ ڀ<br />
ڀ ﴾ .<br />
* * *<br />
يف غ: مخسة !<br />
يف غ: وروي عنه غر ذلك .<br />
من سورة البقرة، اآلية . 233<br />
من سورة البقرة، اآلية . 228<br />
من سورة البقرة، اآلية . 79<br />
75
الباب اخلامس يف حكمها خارج الصالة<br />
فجهر .<br />
وهي مندوبة كام قدمناه، وهي تابعة للقراءة، إن رسّ اً فرس، وإن جهراً<br />
ورُ وي إخفاؤها مطلقاً ألنه دعاء، واإلرسار به أفضل .<br />
ونقل أبو الليث السمرقندي عن بعضهم أهنا فرض .<br />
فإذا نيس القارئ ثم تذكر يف أثناء القراءة تعوذ وابتدأ من أول، وقيل: من<br />
موضع وقفه .<br />
وقيل: كانت واجبة عليه ﷺ وحده ثم تأسينا به ، واهلل أعلم .<br />
* * *<br />
هو يف تفسير القرطبي )87/1( عن أيب الليث، ومل أجده يف تفسيره )النحل<br />
.)250/2<br />
قال القرطبي )88/1(: « وباألول قال أسانيد احلجاز والعراق، وبالثاين قال أسانيد<br />
الشام ومرص «.<br />
هذا من تفسر القرطبي )88/1(.<br />
76
الباب السادس يف حكمها يف الصالة<br />
ولنا يف استحباهبا طريقان:<br />
أحدمها: وهو الصحيح استحباهبا يف كل ركعة قطعاً، وهي يف األوىل<br />
آكد.<br />
والثاين: حيكي قولني: أحدمها هذا، والثاين ال تستحب إال يف األوىل فقط،<br />
ألن القراءة يف الصلاة واحدة . ويرس هبا فيها، رسية كانت أو جهرية، ويف<br />
قول: يستحب اجلهر هبا يف اجلهرية.<br />
)فرع(: إذا ترك التعوذ ناسياً أو جاهاً أو عامداً ( لم يكن عليه إعادة وال<br />
سجود سهو، لكن يكره تركه عامداً ) ، نصَّ عىل ذلك الشافعي ريض اهلل عنه يف<br />
« األم » .<br />
* * *<br />
ما بني اهلالني سقط من غ .<br />
األم .)107/1(<br />
77
الباب السابع يف حملها<br />
حمل االستعاذة قبل القراءة .<br />
ونقل عن أيب هريرة والنخعي وابن سيرين أن التعوذ بعد القراءة،<br />
واحتجوا بقوله تعاىل: ﴿ ڱ ں ں ڻ ﴾ ذكر االستعاذة بعد<br />
الفراغ، والفاء للتعقيب .<br />
* * *<br />
يف ف، غ: قبيل .<br />
من سورة النحل، اآلية . 98<br />
وللمؤلف رسالة بعنوان: « القذاذة يف حتقيق حمل االستعاذة » ضمن « احلاوي<br />
للفتاوي« )463-460/1( أجاب فيها عىل سؤال عام يقع من النّاس كثراً، وهو<br />
أهنم إذا أرادوا إيراد آية قالوا: « قال اهلل تعاىل بعد »أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم«،<br />
ويذكرون اآلية، هل « بعد » هذه جائزة قبل االستعاذة أم ال ؟ وهل أصاب القارئ<br />
يف ذلك أو أخطأ ؟ فهي يف غر موضوعنا هنا .<br />
78
اخلامتة يف فضلها<br />
روى مسلم أن رجلني تسابّا بحرضة النبي ﷺ فغضب أحدمها غضباً<br />
شديداً ، وانتفخت أوداجه، فقال رسول اهلل ﷺ: « إين ألعلم كلمة لو قاهلا<br />
لذهب ذا عنه: أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم » .<br />
)ذيل(: ليست االستعاذة من القرآن إمجاعاً، واهلل أعلم .<br />
* * *<br />
كتبها ناسخ غ هنا ويف غر موضع: صلعم !!<br />
أخذه من تفسير القرطبي )89-88/1(، واحلديث رواه البخاري برقم )3108(،<br />
ومسلم برقم )2610(.<br />
79
الكتاب الثاني يف البسملة<br />
وفيه مقدمة، وسبعة أبواب، وخامتة:<br />
املقدمة<br />
قال بعضهم: البسملة مصدر بسمل إذا قال بسم اهلل، والتسمية مصدر<br />
سمى إذا ذكر االسم، وعن أيب عيل: يقال هلل إذا قال: ال إله إال اهلل .<br />
وعن غره يقال: ال حتبذ بام ال ينفعك أي ال تقل حبذا .<br />
و مثل بسمل و هلل قوهلم: حيعل: إذا قال: حي عىل الصاة، وحوقل:<br />
إذا قال: ال حول وال قوة إال باهلل، ومحدل: إذا قال: احلمد هلل، وحسبل: إذا<br />
قال: حسبنا اهلل.<br />
اشتقت هذه األفعال من هذه الكلامت طلباً لاختصار يف التعبر عنها.<br />
انتهى .<br />
وحكى احلريري جعلف: إذا قال: جُ علت فداك .<br />
يف غ: التسمية !.<br />
يف غ: أو ! حتريف.<br />
تعرض القرطبي ليشء من ذلك، انظر: التفسر )97/1(.<br />
مل أجد هذا يف املقامات، وال يف درة الغواص. ثم إن يف تفسير القرطبي )97/1(:<br />
« جعفل: إذا قال: جعلت فداك «.<br />
وقال الصبان يف الرسالة الكبرى )ص 49(: « ومنها جعفد - بالدال ال بالام<br />
عىل الصواب، كام يف املزهر وغره -: أي قال: جعلت فداءك، ورواه احلريري:<br />
جعلف - بالام مقدمة عىل الفاء - وهو أيضاً صحيح «.<br />
80
الباب األول يف أصلها<br />
قال ﷺ: « كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه ببسم اهلل الرمحن الرحيم فهو أبر »<br />
رواه ابن حبان يف « صحيحه » عن أيب هريرة ريض اهلل عنه .<br />
)فائدة( يف رشح األلفاظ الواقعة يف هذا احلديث:<br />
قال يف « املغني «: « كل: اسم وضع الستغراق أفراد املنكَّ ر نحو:<br />
﴿ ں ں ڻ ڻ ﴾ ، واملعرف املجموع نحو : ﴿ ی<br />
ئج﴾ ، وأجزاء املفرد املعرف، نحو:كل زيد حسن، ولفظها اإلفراد<br />
والتذكير، ومعناها بحسب ما تضاف إليه وجيب مراعاته، قال تعاىل: ﴿ بج<br />
بح بخ بم بى ﴾ .<br />
الذي يف صحيح ابن حبان )اإلحسان( )174-173/1(: « ال يبدأ فيه بحمد اهلل فهو<br />
أقطع «، وهو كذلك يف سنن أيب داود برقم )4840(، وسنن النسائي الكرى برقم<br />
)10328(، وابن ماجه برقم )1893(.<br />
أما هذا اللفظ فرواه اخلطيب البغدادي يف كتابه اجلامع ألخاق الراوي وآداب<br />
السامع )87/2( برقم )1232(، وانظر لزاماً كام الزيلعي عىل احلديث يف ختريج<br />
األحاديث واآلثار )24-22/1(، وابن امللقن يف البدر املنير )530-528/7(،<br />
والسيوطي يف نواهد األبكار )الورقة 27 ب(.<br />
من سورة آل عمران، اآلية 185، وغرها .<br />
من غ.<br />
من سورة مريم، اآلية . 95<br />
من سورة املدثر، اآلية . 38<br />
81
وقال الشاعر:<br />
<br />
أال كُلُّ يشءٍ ما خال اهللَ باطلُ<br />
. »...................................<br />
)فرع(: )وتأيت للتوكيد، تقول: مررت هبم كلهم( ، قال ابن هشام<br />
يف »رشح الشذور« -ومن خطه نقلت -: « قال بعض العلامء يف قوله تعاىل:<br />
﴿ ئې ئې ئې ئى ﴾ : فائدة ذكر »كل« دفع وهم مَنْ يتوهم<br />
)أن الساجد البعض ،وفائدة ذكر ﴿ ئى ﴾ دفع وهم من يتوهم( أهنم<br />
مل يسجدوا يف وقت واحد، بل سجدوا يف وقتني خمتلفني. واألول صحيح،<br />
والثاين باطل بدليل قوله تعاىل: ﴿ ہ ہ ہ ہ ﴾ ﴿ حم<br />
خج ﴾ )ألن دخوهلم جهنم وإغواءهم ليس يف وقت واحد، فدل ذلك<br />
عىل أن أمجعني( ال تعرض فيه الحتاد الوقت، وإنام معناه كمعنى كل سواء،<br />
البيت للبيد، كام يف املصدر املنقول منه، وتتمته: وكلُّ نعيمٍ ال حمالةَ زائلُ .<br />
مغني اللبيب )ص 259-255(، والنقل باختصار .<br />
ما بني اهلالني سقط من ل .<br />
من سورة احلجر، اآلية 30، وغرها .<br />
ما بني اهلالني سقط من ف، م .<br />
من سورة احلجر، اآلية . 43<br />
من سورة احلجر، اآلية ، 39 وسورة ص، اآلية . 82<br />
ما بني اهلالني سقط من س .<br />
82
وهو قول مجهور النحويني، وإنام ذكر يف اآلية تأكيداً عىل تأكيد، كام قال تعاىل:<br />
﴿ ڱ ڱ ڱ ڱ ﴾ .» انتهى .<br />
وأجاب بعض أشياخي بأنّ « أمجعني » يف قوله تعاىل: ﴿ حم خج﴾<br />
﴿ ہ ہ ہ ہ ﴾ استعمل ككل لعدم ذكرها، وكل هنا ذكرت<br />
فوجب محل أمجعني عىل ما ذكروه .<br />
وذي يف قوله: ذي بال، معناها صاحب، وهي أحد األسامء الستة املرفوعة<br />
بالواو واملنصوبة باأللف واملجرورة بالياء، وهي نكرة ولذا كانت نعتاً ألمر،<br />
وال تستعمل إال مضافة إىل أسامء األجناس، وال تضاف إىل الضمر، وجاءت<br />
شذوذاً يف آخر بيت من قصيدة هي :<br />
مَ نْ تصدى ألخيه<br />
فإن اضطر إليه<br />
يُكْرَ م املثري فإن أم<br />
لو رأى النّاس نبياً<br />
وهمُ لو طمعوا يف<br />
بالغنى فهو أخوه<br />
راء منه ما يسوه<br />
لق أقصاه بنوه<br />
سائالً ما وصلوه<br />
زاد كلبٍ أكلوه<br />
من سورة الطارق، اآلية . 17<br />
رشح شذور الذهب )ص 554(، وليس فيه اآلية ﴿ہ ہ ﴾، وال قوله: ألن<br />
دخولهم جهنم .<br />
يف ل، س: نفياً .<br />
يف النسخ حتريفات يف عدة مواضع، ولكني مل أرش إليها .<br />
83
ال تراين آخر الده<br />
إن مَ نْ يسأل سوى ال<br />
والذي قام بأرزا<br />
وعن الناس بفضل ال<br />
تلبسوا أثواب عزٍّ<br />
أنتَ ما استغنيتَ عن صا<br />
فإذا احتجتَ إليه<br />
أفضلُ املعروف ما لم<br />
إنما يعرف ذا الفض<br />
ر بتسآل أفوه<br />
رمحن يكثر حارموه<br />
ق الورى طراً سلوه<br />
له فاغنوا وامحدوه<br />
فاسمعوا قويل وعوه<br />
حبك الدهرَ أخوه<br />
ساعةً جمَّكَ فوه<br />
تُبتذل فيه الوجوه<br />
ل مِن النّاس ذووه )1(<br />
وأجاز املرد إضافتها إىل ياء املتكلم، فتقول: ذيَّ كام تقول يفَّ .<br />
)نكتة(: هل ذو أبلغ من صاحب أو العكس ؟<br />
قال الشيخ عز الدين ابن مجاعة : ذهب السهييل إىل األول، قال:<br />
القصيدة - بزيادة بيتني - يف اإلرشاف يف منازل األرشاف البن أيب الدنيا )208-<br />
281 ه( )ص 200-199(، وفيه: « أنشدين أعرايب من بني متيم من بني حنظلة«،<br />
ومثل هذا جاء عن األصمعي )ت: 216 ه(: قال السيوطي يف املزهر )النوع السابع(<br />
)157/1(: « قال الزجاجي يف رشح أدب الكاتب: أنشدنا أبو بكر بن دريد قال:<br />
أنشدنا عبد الرمحن ابن أخي األصمعي عن عمه، قال: أنشدين أعرايب من بني متيم من<br />
بني حنظلة لنفسه «، وهي يف « 42 » بيتاً يف ديوان أيب العتاهية )ص 474-473(.<br />
مل أجد هذا يف املقتضب .<br />
84
وهو احلق بدليل إطاقه عىل اهلل تعاىل دونه .<br />
وقال ابن مجاعة أيضاً: ما وجه التعبر تارةً ب « ذي «، وتارة ب « صاحب »<br />
يف قوله تعاىل: ﴿ ک ک ک ک گ ﴾ ، وقوله: ﴿ ڍ ڍ ڌ<br />
ڌ<br />
﴾ فتأمل ؟<br />
قلتُ : الظاهر أنه تفنن، واهلل أعلم .<br />
والبال : احلال.<br />
واألبر: الناقص .<br />
وها هنا سؤال لشيخنا العامة الكافيجي سلمه اهلل وهو أنه يُرى<br />
وللمؤلف: « العرف الشذي يف أحكام ذي «، ذكره لنفسه يف كتابه « التحدث<br />
بنعمة اهلل » )ص 121(.<br />
من سورة األنبياء، اآلية . 87<br />
من سورة القلم، اآلية . 48<br />
يف ف: الثالث !<br />
هو اإلمام حممد بن سليامن الرومي، ولد سنة 788، وتويف سنة 879 ه، ترجم له<br />
السيوطي يف بغية الوعاة )119-117/1(، وأثنى عليه ثناء كبيراً، وقال: « لزمته<br />
أربع عرشة سنة، فام جئته من مرة إال وسمعت منه من التحقيقات والعجائب ما مل<br />
أسمعه قبل ذلك «. ويف حاشية غ: « الكافيجي شيخنا، بكرس الفاء، وفتح التحتية،<br />
وجيم، منسوب إىل الكافية البن حاجب [ كذا ] رحمه الله لكثرة قراءته وإقرائها<br />
له «، وثم إشارة أن هذا من املصنف .<br />
يف ل: رمحه اهلل. وحذف الدعاء من ف. ورأيْتُ أن أحافظ عىل ما كتبه املؤلف، وقد<br />
التزم بذلك أكثر النساخ، وفيه داللة عىل احرتام الشيخ، وأن هذه الرسالة كتبت يف<br />
حياته .<br />
85
كثر من األمور يبتدأ فيه باسم اهلل تعاىل مع أنه ال يتم، ويُرى كثر بالعكس ؟<br />
وأجاب عنه شيخه الفناري بأن املراد من كونه ناقصاً أن ال يكون معتراً<br />
يف الرشع، أال ترى أن األمر الذي ابتدئ فيه بغر اسم اهلل غر معتر رشعاً،<br />
وإن كان متاماً حساً .<br />
* * *<br />
حترف يف م إىل: الفانري !! وهو شمس الدين حممد بن محزة، ولد سنة 751، وتويف<br />
سنة 834 ه، وترمجته يف بغية الوعاة )98-97/1(، والشقائق النعامنية )ص 17(<br />
وغرمها، قال السيوطي: « الزمه شيخنا العامة حميي الدين الكافيجي، وكان يبالغ<br />
يف الثناء عليه «.<br />
يف غ: فإن !<br />
نقل السيوطي هذا عن الكافيجي يف حاشيته « نواهد األبكار وشواهد األفكار«<br />
)الورقة 28 أ(، ومل يذكر الفناري هناك !<br />
86
الباب الثاني يف اشتقاقها<br />
االسم: قال البرصيون: مشتق من السمو، وهو العلو، فأصله سِ مْ وٌ ،<br />
حذفت المه وعوض عنها ألف الوصل.<br />
وقال الكوفيون: مشتق من الوَ سْ مِ ، والسِّ مة، وهي العامة، واألول هو<br />
األصح، قال ابن معطي يف « األلفية » : <br />
واشتق االسمَ مِنْ سما البرصيون<br />
واملذهبُ املقدَّ مُ الجليُّ<br />
واشتقه مِنْ وَ سَ مَ )2( الكوفيون<br />
دليلُهُ )3( األسماءُ والسُّ مَ يُّ<br />
أي يستدل عىل صحة مذهب البرصيني بأن مجع االسم أسامء ، ولو<br />
كان من الوسم لقيل: )أوسام ،وبأن تصغره: سمي ، ولو كان من الوسم<br />
لقيل( : وسيم .<br />
ص 3<br />
يف ف: سام !<br />
يف غ: وائله، ويف م: واليله !<br />
وضع ناسخ غ بعدها لفظة: فائدة، وكتب بدل « فائدة » اآلتية: لطيفة . وأسقط لفظة<br />
« لطيفة » اآلتية !<br />
ما بني اهلالني سقط من ل، م . ويف س: ولو كان من االسم .<br />
انظر: الدر املصون )19/1(.<br />
87
)فائدة(: إنما سمي االسم اسماً ألنّه سام عىل قسيميه الستغنائه عنهام،<br />
واحتياجهام إليه، وفيه لغات .<br />
)لطيفة(: روى السمرقندي يف « تفسريه » عن كعب األحبار أن الباء<br />
من بسم هباء اهلل، والسني سناؤه، وال يشء أعىل منه، وامليم ملكه، وهو عىل<br />
كل يشء قدير .<br />
واهلل: قال اإلمام الرافعي : هو املستحق للعبادة . انتهى.<br />
قال مجاعة: هو علم غر مشتق . قال اإلمام البلقيني رمحه اهلل يف<br />
« الكشاف » - ومن خطه نقلت -: حكي هذا القول عن طائفة من العلامء،<br />
منهم اإلمام الشافعي، وحممد بن احلسن، ومجع من الفقهاء منهم اخلطايب ،<br />
وإمام احلرمني، والغزايل.<br />
)لطيفة(: حكي أنّ األشعري رئي يف املنام فقيل له: ما فعل اهلل بك ؟<br />
قال: غفر يل، فقيل: بماذا ؟ قال: بقويل بعلمية اهلل تعاىل.<br />
تفسر السمرقندي )77/1(.<br />
يف التذنيب )خمطوط( )ص 3(.<br />
قال السيوطي يف نواهد األبكار )الورقة 39 أ(: « اعلم أن يف االسم نحو ثاثني قوالً ،<br />
وقد رأيتُ أن أوردها هنا باختصار لتستفاد » فانظره فإنه مهم .<br />
يف غ: اخلطاب !<br />
88
قال ابن مجاعة يف كتابه املسمى ب « صفوة النقاد يف رشح الكوكب<br />
الوقاد » : قال ابن دريد: هذا من اخلوض فيام ال يعلم .<br />
وقيل: هو مشتق، ثم اختلفوا:<br />
فقيل: من أله، وأله لفظ مشرتك يف العبادة والسكون والتحر والفزع،<br />
ألن خلقه يعبدونه و يسكنون إليه ويتحرون فيه ويفزعون إليه، فأصل اجلالة<br />
الرشيفة حينئذ إله كإمام أدخلت عليه األلف والام للتعريف ، ثم حذفت<br />
اهلمزة ختفيفاً ونقلت حركتها إىل الام، ثم سكنت األوىل وأدغمت يف الثانية<br />
تسهياً .<br />
وقيل: من اله يلوه إذا احتجب، فأصل اجلالة حينئذ اله، أدخل عليه<br />
األلف والام فصار الاه فوجب اإلدغام .<br />
وقيل غر ذلك .<br />
واعلم أن الصحيح هو املذهب األول، ال يقال: يرد ظاهر قوله تعاىل:<br />
﴿ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ﴾ أنه نعت فيكون مشتقاً، لما قيل من <br />
أنه بدل نحو: مررت بالشجاع الكريم زيد .<br />
املراد بالكوكب: « الكوكب الوقاد يف أصول االعتقاد «، وهو نظم لعلم الدين<br />
السخاوي، وقد رشحه السيوطي أيضاً، انظر: التحدث بنعمة اهلل )ص 116(.<br />
انظر هذه األقوال يف الدر املصون )26-24/1(.<br />
من سورة إبراهيم، اآلية 2-1 .<br />
قيل من: سقطت من غ .<br />
وقد أُفردت هذه املسألة بالتأليف، وللشيخ حممد الغيث بن حممد مصطفى =<br />
89
وعىل كل قول هو اسم تفرد به الباري تعاىل، قال عز وجل: ﴿ ڀ ڀ ڀ<br />
ڀ ﴾ ، وهو أعرف املعارف ، وحكي أن سيبويه رئي يف املنام فقيل له:<br />
ما فعل اهلل بك ؟ قال: خراً كثراً، جلعيل اسمه أعرف املعارف .<br />
)فرع(: القائلون بأن االسم الكريم علم اختلفوا يف األلف والام فيه:<br />
فقيل: من بنية االسم، ورُ دَّ بعدم دخول التنوين .<br />
وقيل: زائدة ، ونسب للجمهور.<br />
والقائلون بأنه مشتق يقولون بأن األلف واللام للتعريف، ورد بدخول<br />
حرف النداء، وأجيب بأنه خفف فيه لكثرة االستعامل.<br />
)نكتة(: ذكر هذا االسم يف القرآن يف ألفني وثاثامئة وستني<br />
موضعاً .<br />
= امللقب ماء العينني: « نور الغسق يف بيان هل اسم اجلالة مرجتل أو مشتق » طبع<br />
سنة 1330 ه.<br />
من سورة مريم، اآلية . 65<br />
بعدها يف غ فراغ بمقدار كلمة .<br />
هذا يف الدر املصون )24/1(.<br />
سقطت من ن .<br />
وثاثامئة: سقطت من غ، ل، س، ن .<br />
العدد حسب إحصاء املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكريم: )2697(.<br />
90
والرمحن الرحيم: فيهام مسائل:<br />
األوىل: قال الزخمرشي يف « الكشاف «: األول: فعان من رحم كغضبان<br />
وسكران، من غضب وسكر، والثاين: فعيل منه كمريض وسقيم ، من مرض<br />
وسقم . انتهى .<br />
واعرتض عليه اإلمام البلقيني رمحه اهلل تعاىل يف « الكشاف » بأمور:<br />
األول: أن ما ذكر من أنه من رحم ال جيري ظاهره عىل طريقة البرصيني.<br />
الثاين: أن ما ذكره من أنه كغضبان وسكران )أو كمريض و سقيم يقال<br />
عليه: باب فعلان، يف نحو غضبان وسكران( ، وفعيل يف نحو مريض<br />
وسقيم خمالف لرمحن ورحيم ، فإن فعل غضبان ونحوه الزم، وأما رمحن<br />
ففعله متعد .<br />
<br />
الثالث: أنه ليس من األدب التشبيه الذي ذكره، ولو قال: والرمحن<br />
فعان من رمحةٍ كمنان من املن، وحنان من احلنان لكان أوىل. انتهى .<br />
الكشاف .)6/1(<br />
ما بني اهلالني سقط من ف، س .<br />
من قوله: « يقال عليه » إىل هنا سقط من ل .<br />
يف ل، غ: ورحم .<br />
سقط لفظ « الرمحن » من غ.<br />
يف م، ف: رحم .<br />
ونقله يف نواهد األبكار )الورقة 46 أ(.<br />
91
وأجاب هو عن األول بأن املراد أنه من مادة رحم ال أنه مشتق منه .<br />
وأجاب شيخنا العامة الكافيجي سلمه اهلل عن الثاين بأن ذلك بعد<br />
النقل إىل فعل، أو بعد تنزيل الفعل املتعدي منزلة الازم .<br />
قلتُ : وأما الثالث فا يمكن اجلواب عنه . واهلل أعلم .<br />
الثانية: املشهور أن الرمحن عريب مشتق .<br />
وقيل: إنه عراين، وكأن اخلاء معجمة فعرب، وصار احلاء مهملة.<br />
وقيل:إنه عريب، ولكنه علم وليس بمشتق .وهذا قول ضعيف. واستدل<br />
بعض العلامء بأنه لو كان علماً لكان قولنا: ال إله إال الرمحن، يفيد التوحيد<br />
كقولنا: ال إله إال اهلل .<br />
الثالثة: قال يف « الكشاف «: « يف الرمحن من املبالغة ما ليس يف<br />
الرحيم« .<br />
ويف « تفسري البغوي » أن بعضهم يقول: الرمحن بمعنى العموم، والرحيم<br />
بمعنى اخلصوص، فالرمحن بمعنى الرزاق يف الدنيا، وهو عىل العموم لكافة<br />
حذف الدعاء من ف .<br />
ونقله يف نواهد األبكار )الورقة 46 أ( أيضاً .<br />
يف س: صارت .<br />
الكشاف )6/1(، ومن: سقطت من س .<br />
92
اخللق، والرحيم بمعنى املعايف يف اآلخرة، )والعفو يف اآلخرة( للمؤمنني<br />
عىل اخلصوص .<br />
الرابعة: الرمحن خاص به سبحانه ألنه صفة ملن وسعت رمحته كل يشء،<br />
ومن مل يكن كذلك ال يسمى رمحانا، ولذا اليثنى وال جيمع، وأما قوله:<br />
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
فأنتَ غيثُ الورى ال زلتَ رمحانا<br />
فأجاب الزخمرشي بأن هذا من باب تعنتهم يف كفرهم .<br />
قال الشيخ تاج الدين السبكي يف « رفع احلاجب «: هذا غر سديد، فإنه<br />
ال يفيد جواباً )إذ التعنت ال يفيد( مع وقوع إطاقهم، وغايته أنه ذكر<br />
السبب احلامل هلم عىل اإلطاق . واجلواب السديد أن يقال: املختص باهلل<br />
تعاىل هو املعرف بالام دون غره . انتهى .<br />
ما بني اهلالني سقط من ل، س .<br />
تفسر البغوي )38/1(.<br />
الكشاف )7/1(، وأول البيت:<br />
سموت باملجد يابن األكرمني أباً<br />
وهو لرجلٍ من بني حنيفة يمدح مسيلمة الكذاب !<br />
ما بني اهلالني سقط من ل .<br />
سقطت من غ .<br />
رفع احلاجب )386-385/1(، والنقل بترصف .<br />
93
وأقره ابن مجاعة .<br />
رمحة .<br />
وأجاب الشيخ بدر الدين بن مالك وأبوه من قبله بأنه: أراد الزلت ذا<br />
قلت: وال خيفى ما فيه.<br />
وأمّ ا الرحيم فإنه يطلق عىل غر اهلل أيضاً .<br />
اخلامسة: احلكمة يف ذكر الرحيم بعد الرمحن األعىل منه، ومل يعكس كام<br />
هو املستعمل أن العظيم ال يطلب منه احلقير، فكأنه تعاىل يقول: لو اقترصت<br />
عىل ذكر الرمحن الحتشمت ولتعذر عليك سؤال األمر اليسير، ولكن كام<br />
علمتني رمحاناً تطلب مني األمور العظيمة فأنا أيضاً رحيم فاطلب مني<br />
رشاك نعلك.<br />
)حكاية(: ذهب رجل إىل بعض األكابر فقال: جئتك ألمر يسر. فقال:<br />
اطلب للمهم اليسر رجاً يسراً .<br />
)ظريفة(: روي أن فتى اعتُقِلَ لسانه عند وفاته عن الشهادة فأيت النبي<br />
حترفت يف ل إىل: أفرده. ويف غ إىل: أقراه .<br />
أورد الصبان يف الرسالة الكبرى )ص 36-35( كام الزخمرشي والسبكي وابن<br />
مجاعة كام هنا، مما يدل عىل أنه وقف عىل تأليف السيوطي هذا .<br />
94
ﷺ وأخبر به، فقام ودخل عليه فجعل يعرض الشهادة عليه وهو يتحرك<br />
ويضطرب، فقال النبي ﷺ: أما كان يصيل، أما كان يزكي، أما كان يصوم ؟<br />
قالوا: بىل، فقال: هل عق والديه ؟، قالوا: بىل، فطلب أمه، فجاءت عجوز <br />
عوراء، فقال عليه الصاة والسام: هل عفوت عنه ؟ فقالت:ال إنه لطمني<br />
ففقأ عيني، فقال رسول اهلل ﷺ: هاتوا باحلطب والنار، فقالت: وما تصنع<br />
بالنار ؟ قال: أحرقه بني يديك جزاء ملا فعل، فقالت:عفوت، أللنار محلته تسعة<br />
أشهر، أللنار أرضعته سنتني ؟ فانطلق لسانه وذكر أشهد أن ال إله إال اهلل .<br />
سقطت من غ .<br />
سقطت من غ، ويف س: عجوزاً .<br />
يف تفسر الرازي: ها .<br />
احلديث رواه الدينوري يف املجالسة وجواهر العلم برقم )516( بسنده عن<br />
عبد اهلل بن أيب أوىف قال: بينام نحن قعودٌ عند رسول اهلل ﷺ ، إذ أتاه آتٍ ، فقال:<br />
يا رسول اهلل، إن ها هنا شاباً جيود بنفسه، يقال له: قل: ال إله إال اهلل فا يستطيع.<br />
قال: فنهض وهنض مَنْ معه حتى دخلنا عليه، فقال له: يا شاب قل: ال إله إال اهلل .<br />
قال: ال أستطيع . قال: لِمَ ؟ قال: ِ أُقْف لَ عىل قلبي، كلام أردت أن أقوهلا عَ مَّ ى القفل<br />
قلبي. قال: لِمَ ؟ قال: بعقوقي والديت. قال: أَحَ يَّةٌ والدتك؟ قال: نعم . قال: فأرسل<br />
إليها، فلمّ ا جاءت قال: هذا ابنك؟ قالت: نعم . قال: أرأيت إنْ أُجِّ جَ تْ نارٌ ضخمةٌ<br />
فقيل لك: استغفري له ]في دالئل النبوة للبيهقي 205/6: أتشفعين له ] أم تلقينه<br />
فيها ؟ قالت: يا رسول اهلل، إذن أشفع له. قال: فأشهدي اهلل وأشهديني برضاك<br />
عنه. قالت: اللهم إين أُشْ هِ دُ كَ وأُشْ هِ دُ رَ سُ ولَكَ برضاي عنه. فقال رسول اهلل ﷺ:<br />
يا شاب قل: ال إله إال اهلل . قال: ال إله إال اهلل وحده ال رشيك له . فقال: احلمد هلل<br />
الذي أنقذك يب من النار.<br />
ويف سنده أبو الورقاء فائد بن عبد الرمحن العطار، وهو مُتَّهم، وانظر تعليق حمقق<br />
املجالسة )357-318/2( فقد أطال يف الكام عليه، وذكر من رواه، ومدار اجلميع<br />
عىل فائد.<br />
95
النكتة يف ذلك أهنا رحيمة، فألجل ذلك القدر القليل من الرمحة ما<br />
جوزت اإلحراق بالنار، فالرمحن الرحيم الذي مل يترضر بجنايات عباده كيف<br />
حيرق املؤمن الذي داوم عىل شهادة أن ال إله إال اهلل سنني ؟ .<br />
* * *<br />
من قوله: روي أن فتى .. إىل هنا من تفسر الرازي )191/1( باختصار يسر.<br />
96
الباب الثالث يف إعرابها<br />
الباء لاستعانة، وقيل: للمصاحبة، قال شيخنا العامة الكافيجي<br />
سلمه اهلل تعاىل : األول يناسب الرواية، والثاين يناسب الدراية . انتهى ،<br />
وسبق ذكر معانيها.<br />
)توجيهان(:<br />
أحدمها: قال بعض املعربني : إنما كرست الباء للفرق بني ما خيفض<br />
وهو حرف، وما خيفض وهو اسم، كالكاف .<br />
الثاين: إنام عملت هذه احلروف اجلرألنه ملا كان هلا معنى ليس يف األفعال<br />
أعطيت عماً ليس يف األفعال وهو اجلر.<br />
والباء متعلقة بمحذوف تقديره عند البرصيني: ابتدائي كائن باسم اهلل،<br />
فاجلار مع املجرور يف موضع رفع، وعند الكوفيني: ابتدأت بسم اهلل، فهو يف<br />
موضع نصب.<br />
حذف الدعاء من ف .<br />
ونقل هذا عنه يف حاشيته نواهد األبكار )الورقة 29 ب(.<br />
سقطت من غ .<br />
يف س: املرصيني !<br />
97
فقط .<br />
قال صاحب »اللباب« : ويف هذا تسامح، فإن معرب املحل هو املجرور<br />
قال شيخنا العامة الكافيجي: يدلُّ عىل ذلك إدخال كلمة مع عىل<br />
املجرور، فإهنا تدل عىل املتبوعية واألصالة أال ترى أهنم يقولون: جاء<br />
الوزير مع السلطان، وال يقولون: جاء السلطان مع الوزير . انتهى .<br />
وعند الزخمرشي تقديره: بسم اهلل أقرأ،كام إذا قال املسافر عند ارحتاله:<br />
بسم اهلل، فإنه يتعلق بأرحتل ، وتبعه عىل ذلك شيخنا العامة الكافيجي<br />
سلمه اهلل ، والشيخ اإلمام جال الدين املحيل رمحه اهلل .<br />
وعند ابن العريب املتعلق مذكور، وهو احلمد، فالتقدير احلمد باسم<br />
اهلل ثابت هلل، قال شيخنا العامة الكافيجي : وذلك بعيد من جهة اللفظ<br />
واملعنى: أما األول فواضح، وأما الثاين فألن املقصود جنس احلمد ال نوع منه،<br />
وهو احلمد بكذا .<br />
يف غ: الكتاب . وأثبت ما يف النسخ األخرى . ومل أجد هذا يف « كتاب » سيبويه، وال<br />
يف « اللباب يف علل البناء واإلعراب » للعكري .<br />
يف س، ن: أال يُرى .<br />
انظر: الكشاف )2/1(.<br />
حذف الدعاء من ف .<br />
الكافيجي: من غ، ف .<br />
98
)مهمة(: هل حرف اجلر وحده املتعلق أومع جمروره ؟<br />
ظاهر إطاق األكثرين: األول ، لكن الثاين هو املرجح، وقد قال الشيخ<br />
جال الدين البلقيني يف مراسلة أرسلها لوالده: قول بعض املعربني للقرآن<br />
الكريم:إن املتعلق هو حرف اجلر ال يستقيم ألن حرف اجلر ال يتعلق بمفرده،<br />
وإنام يتعلق مع جمروره، ووافقه والده عىل ذلك، وقال: هذا هو التحقيق .<br />
)نكتة(: قال املحقق عز الدين ابن مجاعة: مما يمتحن به الذهن معرفة ما<br />
بني التعلق والعمل من النسب األربع فعليك بذلك .<br />
قلتُ : بينهام عموم وخصوص مطلق، فكل متعلق عامل وال عكس .<br />
فإن قلت: مل ال يكون بينهام عموم وخصوص من وجه لوجود التعلق<br />
دون العمل يف احلرف املكفوف ؟<br />
قلتُ : إن ثبت أن احلرف املكفوف متعلق مل يمتنع ذلك .<br />
)توجيه(: قال بعض املعربني: حذف املتعلق لكثرة االستعامل ،<br />
ومن شأهنم إذا كثر استعامهلم ليشء حذفوا منه ختفيفاً، كقوهلم: أيش عندك؟<br />
هذا، وإضافة « اسم » إىل « اهلل« تعاىل:<br />
حترف يف غ إىل: األولني !<br />
يف س: حرف !<br />
99
قيل: عىل أن معناه التسمية .<br />
وقيل: عىل حذف مضاف، تقديره: بسم مسمى اهلل.<br />
وقيل: هو مقحم .<br />
)فائدتان(:<br />
األوىل: يف اجلار للمضاف إليه ثالثة أقوال :<br />
األول: أن اجلار له املضاف، وإليه ذهب سيبويه، وهو الذي يقوى عندي <br />
ألنه طالب له فعمل فيه، كاملبتدأ عمل يف اخلر ملا كان طالباً له بجامع أن كل<br />
واحد من املبتدأ واملضاف البد له من اآلخر، أعني اخلر واملضاف إليه .<br />
الثاين: احلرف املقدر وهو الراجح عند ابن مالك .<br />
الثالث: معنوي ، وهو اإلضافة، وهو ظاهر عبارة أكثرهم إذ يقولون:<br />
هذا االسم خمفوض بإضافة كذا إليه .<br />
سقطت من س .<br />
سقطت من س .<br />
إليه: سقطت من غ، ف .<br />
قوله: فائدتان، إىل هنا سقط من س .<br />
اقرأ هذا وال تنس أنه ألف الكتاب ومل يتم السابعة عرشة من عمره ! إال أن يقال: إنّ<br />
هذا مما أضافه فيام بعد .<br />
يف غ: املعنوي .<br />
100
الثانية: اختلف يف أن املضاف واملضاف إليه ما هو ؟<br />
فاألصح أن األول )هو املضاف، والثاين( هو املضاف إليه .<br />
والثاين: العكس .<br />
والثالث: جيوز يف كلٍّ منهام كلٌّ منهام .<br />
والرمحن الرحيم: جمروران عىل النعت، وهو للمدح، ويأيت:<br />
- للذم كام تقدم .<br />
- وإليضاح املعرفة، نحو: مررت بزيد اخلياط.<br />
- ولتخصيص النكرة، نحو: مررت برجل صالح.<br />
- وللتوكيد، نحو: ﴿ تى تي ثج ﴾ .<br />
- وللرتحم، نحو: اللهم أنا عبدك املسكني .<br />
)استطراد(: إذا كان املنعوت معلوماً بدون النعت جاز فيه اإلتباع والقطع<br />
إىل الرفع، أو إىل النصب إذا كان جمروراً، أو إىل أحدمها إذا كان غر جمرور،<br />
سقط من ل، س .<br />
يف س: جير !<br />
»كل منهام » هذه من ل، م، س .<br />
من سورة البقرة، اآلية . 196<br />
101
فالقطع إىل الرفع بإضامر هو ، وإىل النصب بإضامر أعني يف صفة التوضيح،<br />
وأمدح يف صفة املدح، وأذم يف صفة الذم:<br />
فاألول: كقولك: مررت بامرئ القيس الشاعر.<br />
والثاين: كقول بعض العرب: احلمد هلل أهلَ احلمد، بالنصب .<br />
والثالث: كقوله تعاىل: ﴿ ڱ ڱ ڱ ﴾ قرئ يف<br />
السبع بالنصب والرفع ، فالنصب بإضامر أذم ، والرفع إما عىل اإلتباع ، أو<br />
عىل القطع بإضامر هو .<br />
)تذنيب(: ال يشرتط يف القطع تكرار النعوت، و إذا تكررت، فلك قطع<br />
بعض وإتباع بعض، وهل جيوز اإلتباع بعد القطع ؟ فيه خاف، رجح ابن<br />
أيب الربيع املنع .<br />
هو: سقط من غ .<br />
من سورة املسد، اآلية . 4<br />
يف غ: الدرج !<br />
هو عبد اهلل بن أمحد اإلشبييل، ولد سنة 599، وتويف سنة 688، وترمجته يف بغية الوعاة<br />
.)126-125/2(<br />
102
)تنوير(: لم يقرأ أحد ﴿<br />
ڀ ڀ ﴾ إال باجلر فيهما ، والقراءة<br />
سنة متبعة .<br />
)ذيل(: الصحيح أن العامل يف النعت هو العامل يف املنعوت، وذهب<br />
األخفش إىل أن العامل فيه معنوي، وهو التبعية .<br />
)ختم(: الرمحن هل هو منرصف أو ال ؟<br />
فيه قوالن مبنيان عىل أن الرشط يف فعان هل هو انتفاء فعانة أو وجود<br />
فعىل ؟ واختار ابن احلاجب األول .<br />
)خامتة(: قد علمت مما تقَ دَّ م أن املجرور جير إمَّا بحرف أو إضافة أو تبعية<br />
عىل املذهب الضعيف، وجير بثالث، وهو املجاورة، قال الشيخ مجال الدين ابن<br />
اجلر قراءة اجلمهور، وقرأ أبو العالية وابن السميفع وعيسى بن عمر وزيد بن عيل:<br />
»الرمحنَ الرحيمَ » بالنصب عىل املدح. وقرأ أبو رزين العقييل والربيع بن خيثم وأبو<br />
عمران اجلوين: « الرمحنُ الرحيمُ » عىل االبتداء واخلبر. انظر: معجم القراءات<br />
.)7/1(<br />
يف غ: سبعة ! هذا، وقد قال املؤلف يف احلاوي للفتاوي )463/1(: « وأما قوهلم:<br />
« القراءة سنة متبعة » فهذا أثر عن زيد بن ثابت، أخرجه سعيد بن منصور يف سننه<br />
وغيره، قال البيهقي يف تفسيره: أراد أن اتباع مَنْ قبلنا يف احلروف سنة، وال جتوز<br />
خمالفة املصحف الذي هو إمام، وال خمالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غر<br />
ذلك سائغاً يف اللغة «.<br />
انظر الكافية برشح الريض )157/1(.<br />
103
هشام: « وهو شاذ، نحو هذا جحرُ ضبٍّ خربٍ » ، )أصله خربٌ ) ألنه<br />
صفة جلحر، لكنه لمّ ا جاور املجرور جر ، ويف املعنى :<br />
عليك بأرباب الصدور فَمَ نْ غدا<br />
مضافاً ألرباب الصدور تصدّ را<br />
وإيَّاك أن ترىض صحابةَ ناقصٍ<br />
فتنحط قدراً من عالك وتُ قرا<br />
فرفع »أبو مَ نْ » ثم خفض »مُ زَ مَّ لٍ »<br />
<br />
يبنيِّ ُ قويل مُ غْرِ ياً ومُ َذِّ را<br />
أشار بقوله: « رفع أبو من » إىل املثال املعروف ، وهو: علمت أبو مَنْ<br />
رشح شذور الذهب )ص 432(.<br />
سقط من ل، س .<br />
سقطت من س .<br />
يف س: ويف املغني .<br />
األبيات للشيخ اإلمام النحوي أمني الدين املحيل: حممد بن عيل بن موسى األنصاري<br />
)ت: 673 ه(، ذكرها له الصفدي يف ترمجته يف الوايف بالوفيات )188/4(، والبيت<br />
األول فيه:<br />
عليك بأرباب الصدور فإن من<br />
جيالس أرباب الصدور تصدرا<br />
وعنده « ساقط » مكان « ناقص «، ولكن السيوطي تبع ابن هشام، فهذا مما أخذه من<br />
مغني اللبيب )ص 669(، وابن هشام أفاده من « القواعد الثاثون يف علم العربية »<br />
لشهاب الدين القرايف )ص 48-47(، وكلٌّ منهام أغفل مصدره، إال إذا صحّ ما جاء<br />
يف س، فيكون السيوطي قد رصح .<br />
يف ن: املثال املفروق. وهو تصحيف طريف .<br />
104
زيد؟ رفع )أبو( وعلق الفعل ملا أضيف إىل االستفهام.<br />
وأشار بقوله: ثم « خفض مزملٍ «، إىل قول امرئ القيس:<br />
كأنّ ثبرياً يف عرانني وبله<br />
كبريُ أناسٍ يف بِجادٍ مُ زَ مَّ لِ <br />
وذلك أنّ مزملاً صفة لكبير فكان حقه الرفع، لكنه خفض ملجاورته<br />
املخفوض .<br />
وقد أُورد هذا عىل تعريف التوابع، فإنه ليس بمشارك ملتبوعه يف<br />
إعرابه ؟ وأجاب الشيخ عز الدين ابن مجاعة بأن األصل خَ رِ بَ جُ حْ رُ هُ،<br />
)فحذف املضاف( وأقيم املضاف إليه مقامه فارتفع الضمر واسترت .<br />
قال الشيخ ركن الدين ابن قديد : وفيه بحث ألن البرصي يلتزم إبرازه<br />
عند جري الصفة عىل غر من هي له سواء ألبس أم ال .<br />
يف ف: إليه .<br />
البيت من معلقته برقم )78(، انظر رشح املعلقات العرش )ص 77(.<br />
سقطت من س .<br />
سقطت من ل .<br />
هو عمر بن قديد احلنفي، ترجم له السيوطي يف بغية الوعاة )222/2( فقال:<br />
« كان عامة، بارعاً فاضاً، عاملاً باألصول والنحو والترصيف وغرها، الزم الشيخ<br />
عز الدين ابن مجاعة، وأخذ عنه عدة فنون، وتصدر لإلقراء، وخترج به مجاعة، وله<br />
حواش وتعاليق وفوائد .. مات سنة نيف ومخسني وثامنمئة «.<br />
يف م فقط: ألبس االمر. ويف ن: النسق االم !<br />
يف غ، ل: أو .<br />
105
الباب الرابع يف رمسها<br />
روي أن رسول اهلل ﷺ قال ملعاوية: ألق الدواة، وحرف القلم، وانصب<br />
الباء، وفرق السني، وال تعور امليم، وحسن اهلل، ومد الرمحن، وجود الرحيم،<br />
وضع قلمك عىل أذنك اليرسى فإنه أذكر لك .<br />
)فائدة(: حذفت ألف الوصل من بسم اهلل من اخلط ختفيفاً لكثرة<br />
االستعامل، وطولت الباء عوضاً عنها، واختلف يف ألف الرمحن، فقال الكسائي:<br />
حتذف، وقال غره: الحتذف، ألن االستعامل يف بسم أكثر منه فيها .<br />
)ذيل(: روي أن النبي ﷺ كان يكتب أوالً: باسمك اللهم، فلمَّ ا نزلت<br />
سورة هود: ﴿ ک گ گ گگ ﴾ ، كتب: بسم اهلل، فلام نزلت<br />
سورة سبحان: ﴿ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ﴾ ، كتب:بسم اهلل الرمحن ،<br />
فلام نزلت سورة النمل: ﴿ ہ ہ ہ ہ ھ<br />
كتب: بسم اهلل الرمحن الرحيم .<br />
ھ ھ ھ ﴾ ،<br />
ذكره الديلمي يف الفردوس )394/5( برقم )8533(، وعنه يف كنز العامل<br />
)314/10( برقم )29566(، ويف فتح الباري )504/7( إشارة إىل ضعفه .<br />
هذا من تفسر القرطبي )99/1(.<br />
من سورة هود، اآلية . 41<br />
من سورة اإلرساء، اآلية . 110<br />
من سورة النمل، اآلية . 30<br />
رواه ابن أيب شيبة يف املصنف )598/19( برقم )37040( عن الشعبي من قوله.<br />
وليس فيه: « فلام نزلت سورة سبحان ...«، وعنه يف كنز العامل )311/10( برقم<br />
.)29557(<br />
106
)ختم(: روي عن عيل ريض اهلل عنه أنّه نظر إىل رجل يكتب بسم اهلل<br />
الرمحن الرحيم فقال: جودها، فإن رجاً جودها فغفر له .<br />
* * *<br />
من تفسر القرطبي )91/1(، وعزاه اإلمام السيوطي يف »مجع اجلوامع« إىل اخلتيل عن<br />
سعيد بن أيب سكينة، انظر: كنز العامل )311/10( برقم )29558(.<br />
107
الباب اخلامس يف حكمها خارج الصالة<br />
وهي مندوبة يف كل أمر مندوب أو مباح إال الصاة، وسيأيت الكام<br />
فيها.<br />
واتفقوا عىل جواز كتبها أول كتب العلم والرسائل .<br />
واختلف يف كتابتها يف أول ديوان الشعر: فمنعه مجاعة، واختار شيخنا<br />
العامة الكافيجي أيده اهلل جوازه إن كان يف الديوان مواعظ أو حكم .<br />
انتهى .<br />
أمَّا قصيدة يرفعها الشاعر إىل ممدوحه فا سبيل إىل كتابتها .<br />
)ذيل(: أقل البسملة: بسم اهلل، وأكملها: بسم اهلل الرمحن الرحيم.<br />
ويسن أن يقول عند الذبح والقتال: بسم اهلل واهلل أكر، ألن ذلك<br />
الوقت ال يليق به ذكر الرمحن الرحيم .<br />
حذف الدعاء من ف .<br />
قال القرطبي يف تفسيره )97/1(: « اتفقت األمة عىل جواز كتبها يف أول كل كتاب<br />
من كتب العلم والرسائل، فإن كان الكتاب ديوان شعر فروى جمالد عن الشعبي قال:<br />
أمجعوا أال يكتبوا أمام الشعر: بسم اهلل الرمحن الرحيم . وقال الزهري : مضت السنة<br />
أال يكتبوا يف الشعر: بسم اهلل الرمحن الرحيم «.<br />
وذهب إىل رسم التسمية يف أول كتب الشعر سعيد بن جبر ، وتابعه عىل ذلك أكثر<br />
املتأخرين . قال أبو بكر اخلطيب: وهو الذي نختاره ونستحبه «.<br />
يف غ: وليس !<br />
يف غ: أال بسم .<br />
108
الباب السادس يف حكمها يف الصالة<br />
وهي آية من الفاحتة عند الشافعي ريض اهلل عنه لما روى أبو هريرة<br />
ريض اهلل عنه قال: قال رسول اهلل ﷺ: « إذا قرأتم احلمد فاقرءوا بسم اهلل<br />
الرمحن الرحيم إهنا أم القرآن وأم الكتاب والسبع املثاين، وبسم اهلل الرمحن<br />
الرحيم إحدى آياهتا » رواه الدارقطني .<br />
ومن كل سورةٍ سوى براءة، ألنه:<br />
ال يرسم يف املصحف إال ما هو من القرآن، وهلذا ال ترسم االستعاذة<br />
املأمور هبا يف ابتداء كل قراءة، وال لفظ آمني املأمور به يف ختم الفاحتة .<br />
وملا روى مسلم عن أنس قال: « بينا رسول اهلل ﷺ بني أظهرنا إذ غفا<br />
إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا: ما أضحكك يا رسول اهلل ؟ قال: أنزلت<br />
عيلّ آنفاً سورة، فقرأ: بسم اهلل الرمحن الرحيم ﴿ ڎ ڎ ڈ ڈ<br />
ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک ﴾ «. احلديث .<br />
ومذهب أيب حنيفة ومالك أهنا ليست آية من الفاحتة وال من غرها ،<br />
وإنما كتبت للفصل والترك، واستدلوا بحديث أنس ريض اهلل عنه، وهو:<br />
انظر كتابه السنن، باب وجوب قراءة بسم اهلل الرمحن الرحيم )312/1( برقم )36(،<br />
وهو يف تفسر القرطبي )93/1(.<br />
صحيح مسلم برقم )400(، وهو يف تفسر القرطبي )93/1(.<br />
وال من غرها: سقطت من غ .<br />
109
« أن النبي ﷺ وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصالة باحلمد هلل رب<br />
العاملني » .<br />
ويف رواية: « صليت خلف أيب بكر وعمر وعثان فلم أسمع أحداً منهم<br />
يقرأ بسم اهلل الرمحن الرحيم «.<br />
ويف رواية: « صليت خلف النبي ﷺ وأيب بكر وعمر وعثمان، فكانوا<br />
يستفتحون باحلمد هلل رب العاملني، ال يذكرون بسم اهلل الرمحن الرحيم يف أول<br />
قراءة وال يف آخرها » .<br />
وجوابنا عنه من وجوه:<br />
أحدها: أنه ثبت عن أنس من رواية اجلهر هبا عن رسول اهلل ﷺ ،<br />
صححها الدارقطني واحلاكم وغرمها ، وقال الشافعي يف « األم «: « بلغني<br />
أن ابن عباس كان يقول: إن رسول اهلل كان يفتتح القراءة ببسم اهلل الرمحن<br />
الرحيم » .<br />
الثاين: أن قوله كانوا يفتتحون الصاة باحلمد هلل رب العاملني، أول بأنه<br />
كان يبتدئ بالفاحتة قبل السورة، قاله الشافعي رمحه اهلل يف « األم » .<br />
رواه البخاري برقم )710(.<br />
الروايتان يف صحيح مسلم برقم )399(.<br />
سنن الدارقطني )308/1( برقم )24(، واملستدرك )500/1( برقم )886(.<br />
األم .)107/1(<br />
.)107/1( <br />
110
قال بعضهم: هذا من أحسن األجوبة، وفهم الراوي من ذلك ترك<br />
البسملة فيه، وروى باملعنى فأخطأ.<br />
قلتُ : ولومل يكن فيه إال تطرق االحتامل .<br />
الثالث: أن باقي احلديث دال عىل ترك اجلهر بالبسملة يف بعض األوقات،<br />
وفعلوا ذلك لبيان اجلواز، وهلذا ترجم مسلم: باب حجة من قال ال جيهر<br />
بالبسملة .<br />
)تنوير(: هل هذه املسألة ظنية أو قطعية ؟<br />
ذهب القرطبي إىل األول ، ومجاعةٌ إىل الثاين.<br />
قال شيخنا العامة الكافيجي أيده اهلل : واملختار عندي هو التفصيل<br />
هاهنا بأن نقول: إن كانت هذه املسألة مسألة من مسائل علم الكام فينبغي<br />
أن تكون قطعية ألهنا تكون ممّ ا يطلب فيه نفس القطع واليقني، فإن<br />
يف م، س: ومل يكن .<br />
املعروف أن العناوين يف صحيح مسلم ليست من وضعه. انظر ما دار حول هذا<br />
املوضوع يف كتاب: اإلمام مسلم بن احلجاج ملشهور حسن حممود سلامن )ص 182-<br />
.)192<br />
انظر تفسره )96/1(.<br />
حذف الدعاء من ف .<br />
سقطت من غ.<br />
كتبها ناسخ غ: يقني !<br />
111
وجد دليل قطعي دال عليها تكون معلومة لنا جزماً ويقيناً، وإال فالتوقف <br />
فيها ، وإن كانت مسألة من مسائل العلوم الظنية )تكون مسألة ظنية( با<br />
شبهة، ألهنا تكون مما يطلب يف العمل عىل سبيل الظن( كسنية قراءهتا يف<br />
الصاة .<br />
)فائدة(: اتفقوا عىل أن الفاحتة سبع آيات، فاآلية األوىل بسم اهلل<br />
الرمحن الرحيم عند مَنْ جيعلها من الفاحتة، وابتداء اآلية األخرة: ﴿ ڤ<br />
ڤ ڤ ڦ ﴾، ومن مل جيعلها من الفاحتة قال: ابتداؤها ﴿ پ پ<br />
پ پ﴾، وابتداء اآلية األخرة: ﴿ ڦ ڦ ڦ ﴾.<br />
)فرع(: مذهب الشافعي ريض اهلل عنه: أنه يسن اجلهر هبا يف الصاة<br />
اجلهرية، والرس هبا يف الرسية، ومذهب أيب حنيفة وأمحد: الرس هبا مطلقاً،ومالك:<br />
ال يراها رساً وال جهراً .<br />
يف س: فلنتوقف .<br />
سقط من ل، س .<br />
قوله »تكون« إىل هنا سقط من ف .<br />
يف غ: كنية، ويف ل: بسنية، ويف س: لنسيه .<br />
وذهب املؤلف يف رسالته « ميزان املعدلة يف شأن البسملة » إىل أهنا قطعية، وأن قراءهتا<br />
ال جتب يف الصاة، واستدل ملذهبه بأدلة رآها، فانظرها.<br />
قال القرطبي يف تفسره )95/1(: « بيد أن أصحابنا استحبوا قراءهتا يف النفل، وعليه<br />
حتمل اآلثار الواردة يف قراءهتا، أو عىل السعة يف ذلك. قال مالك: وال بأس أن يقرأ<br />
هبا يف النافلة، ومَنْ يعرض القرآن عرضاً «.<br />
112
)تذنيب(: من ال يرى البسملة آية يبسمل تركاً وفصاً بني السور .<br />
)فائدة(: قوله يف احلديث األول « بينا «، أصله بني فأشبعت فتحتها<br />
فصارت بينا، وبينما بمعناه، زيدت فيه ما، ومها من الظروف الزمانية<br />
الازمة لإلضافة إىل اجلملة االسمية، والعامل فيهام اجلواب إذا كان جمرداً<br />
من كلمتي املفاجأة )ومها إذ وإذا، فإن مل يكن جمرداً كام يف احلديث فالعامل<br />
معنى املفاجأة( الذي تضمنه إذ وإذا، وهو أيضاً عامل فيهام عىل الصحيح.<br />
وقوله: بني أظهرنا، أي بيننا .<br />
)وقوله: إذ غفا، أي نام ) .<br />
وقوله: آنفاً باملد، أي قريباً .<br />
قوله يف احلديث الثاين: « باحلمد هلل «، قال النووي رمحه اهلل يف »رشح<br />
مسلم«: « هو برفع الدال عىل احلكاية » .<br />
واعلم أن هذه املسألة - أعني مسألة البسملة - كثرة االختاف، طويلة<br />
الذيول، وفيما أوردناه كفاية .<br />
من ال: سقطت من س .<br />
يف غ: يف !<br />
يف ل، س: بني !<br />
ما بني اهلالني سقط من ف، م .<br />
سقط من ل .<br />
رشح مسلم )111/4(.<br />
113
الباب السابع يف حملها<br />
وهو أول الفاحتة، وأول كل سورة خا براءة، ويف األجزاء خير القارئ<br />
بني التسمية وتركها واالستغناء باالستعاذة عنها، لكن يف مواضع خيتار أن<br />
يبسمل بعد االستعاذة ،منها قوله تعاىل: ﴿ ٻ ٻ ٻ ٻ ﴾ ، وقوله<br />
تعاىل: ﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻپ پ پ پ ڀ ﴾ .<br />
)لطيفة(: إنما سقطت من براءة ألهنا أمان، وليس يف براءة أمان،<br />
وروي عن أيب بن كعب قال: « كان رسول اهلل ﷺ يأمرنا أول كل سورة ببسم<br />
اهلل الرمحن الرحيم، ومل يأمرنا يف أول براءة بيشء » .<br />
* * *<br />
من سورة فصلت، اآلية . 47<br />
من سورة النساء، اآلية . 87<br />
ذكر هذا ابن العريب يف أحكام القرآن )445/2(، وابن عطية يف املحرر الوجيز )3/3(<br />
ومل يعزياه إىل أحد .<br />
114
اخلامتة يف فضلها<br />
روي عن ابن مسعود ريض اهلل عنه أنه قال: « من أراد أن ينجيه اهلل من<br />
الزبانية التسعة عرش، فليقرأ بسم اهلل الرمحن الرحيم، ليجعل اهلل له بكل حرف<br />
منها جنة من كل واحد » .<br />
وروي: « أن رجلاً كتب إىل عمر ريض اهلل عنه إن يب صداعاً ال يسكن<br />
فابعث يل دواء، فبعث إليه قلنسوة، فكان إذا وضعها عىل رأسه سكن صداعه،<br />
وإذا رفعها عاوده الصداع، فتعجب ففتحها فإذا فيها كاغد فيه بسم اهلل الرمحن<br />
الرحيم » .<br />
ذكره القرطبي يف تفسيره )92/1(، وعزاه املؤلف يف الدر املنثور )26/1( إىل وكيع<br />
والثعلبي، انظر: تفسر الثعلبي )91/1(، وابن كثر )18/1(.<br />
اخلبر يف تفسير الرازي )143/1(، والرجل فيه هو قيرص، ومل ينسبه إىل مصدر،<br />
ووجدته يف فتوح الشام للواقدي ص 266، ونصه: »حدثنا يارس عن سليامن بن<br />
عبد الواحد عن صفوان بن برش عن عروة بن مذعور عن حممد بن عيل عن عدي عن<br />
شعبة عن قتادة عن أيب الصديق الناجي عن ابن سعد قال: ما خرج هرقل من أنطاكية<br />
إال وهو مسلم، وذلك أنه كتب إىل عمر بن اخلطاب يف الرس عن قومه: إن يب صداعاً<br />
ال يسكن، فأنفذ إيلّ بدواء أتداوى به، فأرسل إليه قلنسوة، فكان إذا وضعها عىل<br />
رأسه سكن صداعه، وإذا رفعها عاد إليه، فتعجب من ذلك، وأمر بفتحها فإذا فيها<br />
مكتوب: بسم اهلل الرمحن الرحيم، فقال هرقل: ما أكرم هذا االسم وأعزه حيث شفاين<br />
اهلل به. وكانوا قد توارثوا هذه القلنسوة إىل أن وصلت إىل صاحب عمورية، فلام<br />
كان يوم املعتصم ونزل عليها عرض للمعتصم صداع فأرسل إليه صاحب عمورية<br />
بالقلنسوة، فلام وضعها عىل رأسه سكن ما به، فأمر املعتصم بفتحها فإذا فيها الرقعة<br />
ومكتوب فيها: بسم اهلل الرمحن الرحيم «. كذا، واهلل أعلم.<br />
وقال عمر بن حممد الرازي يف مسامرة الندمان ومؤانسة اإلخوان )ص 149( معقباً<br />
عىل هذا اخلر: « ويف إسامه - أي قيرص - بُعْدٌ ، مل يصح ومل يثبت ذلك «.<br />
115
وهذا آخر ما تيرس من التعليق، فاحلمد هلل الذي هدانا هلذا، وما كنا<br />
لنهتدي لوال أن هدانا اهلل، لقد جاءت رسل ربنا باحلق.<br />
قال مؤلفه رمحه اهلل تعاىل: فرغتُ من هذا الكتاب يوم اخلميس عارش<br />
املحرم احلرام سنة ست وستني وثامنامئة .<br />
* * *<br />
116
املصادر<br />
- إبراز املعاين من حرز األماين أليب شامة املقديس )ت: 665 ه(، حتقيق:<br />
حممود بن عبد اخلالق حممد جادو، مطبوعات اجلامعة اإلسلامية باملدينة<br />
املنورة )1413ه(.<br />
- األحاديث املختارة للضياء املقديس )ت: 643 ه(، حتقيق: عبد امللك ابن<br />
دهيش، مكتبة النهضة احلديثة، مكة )1410 ه(.<br />
- أحكام البسملة )الصغر(، طبع منسوباً إىل الفخر الرازي، وهو أليب شامة<br />
املقديس، مكتبة القرآن، القاهرة )1988م(.<br />
- أحكام القرآن البن العريب )ت: 543 ه(، حتقيق: حممد عبد القادر عطا،<br />
دار الفكر، بروت.<br />
- أسامء مؤلفات شيخ اإلسلام ابن تيمية )نسب الفهرس إىل ابن القيم!(،<br />
حتقيق: صلاح الدين املنجد، دار الكتاب اجلديد، بيروت )1403ه-<br />
1983م(.<br />
- اإلرشاف يف منازل األرشاف البن أيب الدنيا )ت: 281 ه(، حتقيق: وليد<br />
قصاب، دار الثقافة، الدوحة، ط1 )1413ه-1993م(.<br />
- األم للشافعي )ت: 204 ه(، دار املعرفة، بروت )1393ه(.<br />
- اإلمام مسلم بن احلجاج صاحب املسند الصحيح وحمدث اإلسلام<br />
الكبر ملشهور حسن حممود سلامن، دار القلم، دمشق، ط1 )1414ه-<br />
1994م(.<br />
117
ِ<br />
- إيضاح إبداع حكمة احلكيم يف بيان بسم اهلل الرمحن الرحيم لعليش )ت:<br />
1299ه(، املطبعة الوهبية، القاهرة )1295ه(.<br />
- البحر املحيط يف أصول الفقه للزَّ رْ كَيش )ت:794ه(، قام بتحريره عبد<br />
القادر العاين، وزارة األوقاف الكويتية، ط2 )1413ه-1992م(.<br />
- البدر املنير يف ختريج األحاديث واآلثار الواقعة يف الرشح الكبر البن<br />
امللقن )ت: 804 ه(، حتقيق: جمموعة، دار اهلجرة، الرياض )1425 ه-<br />
2004م(.<br />
- بغية الوعاة يف طبقات اللغويني والنحاة للسيوطي )ت: 911 ه(، حتقيق:<br />
حممد أبو الفضل إبراهيم، املكتبة العرصية.<br />
- هبجة العابدين برتمجة حافظ العرص جال الدين )السيوطي( لعبد القادر<br />
الشاذيل )كان حياً سنة 946 ه(، حتقيق: عبد اإلله نبهان، مطبوعات جممع<br />
اللغة العربية بدمشق، ط1 )1419ه-1998م(.<br />
- التحدث بنعمة اهلل للسيوطي )ت: 911ه(، حتقيق: إليزابث ماري سارتني،<br />
مطبعة جامعة كمردج )1972م(.<br />
- ختريج األحاديث واآلثار الواقعة يف تفسير الكشاف للزيلعي )ت: 762<br />
ه(، اعتنى به: سلطان بن فهد الطبييش، دار ابن خزيمة، الرياض، ط1<br />
)1414ه(.<br />
- التذنيب للرافعي )ت: 623ه( نسخة مصورة يف مركز مجعة املاجد للثقافة<br />
والرتاث بديب، عن نسخة مكتبة األمر فاروق بسوهاج، مرص.<br />
118
- تفسير أيب الليث السمرقندي )ت: 375 ه(، حتقيق: عيل حممد معوض<br />
وزميليه، دار الكتب العلمية، بروت، ط1 )1413 ه -1993م(.<br />
- تفسر البَغَوي )ت:516ه(، حتقيق: حممد عبد اهلل النمر وزميليه، دار طيبة،<br />
الرياض )1409ه(.<br />
- تفسر الثعلبي )ت: 427 ه(: الكشف والبيان، حتقيق: أيب حممد بن عاشور،<br />
دار إحياء الرتاث العريب، بروت، ط1 )1422 ه - 2002م(.<br />
- تفسير الرازي )ت: 606 ه(، دار الكتب العلمية، بيروت )1421ه-<br />
2000م(.<br />
- تفسر القرطبي )ت: 671 ه(، املطبعة املرصية األوىل.<br />
- تفسير الواحدي )ت: 468 ه(: الوسيط، حتقيق: عادل أمحد عبد املوجود<br />
وزمائه، دار الكتب العلمية، بروت، ط1 )1415 ه-1994م(.<br />
- تقييداتُ الشاذَّةِ من فوائد االستعاذة البن طولون )ت: 953ه(، خمطوط<br />
يف شسرتبتي.<br />
- تنزيه الرشيعة املرفوعة عن األخبار الشنيعة املوضوعة البن عراق )ت:<br />
963 ه(، حتقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد اهلل الغامري، دار الكتب<br />
العلمية )1399ه(.<br />
- اجلامع ألخاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي )ت: 463 ه(،<br />
حتقيق: حممد عجاج اخلطيب، مؤسسة الرسالة، بروت، ط2 )1414ه-<br />
1994م(.<br />
119
- حسن املحارضة يف تاريخ مرص والقاهرة للسيوطي، حتقيق: حممد أبو الفضل<br />
إبراهيم، دار الفكر العريب، القاهرة )1415 ه-1995م(.<br />
- احلامسة املغربية للتاديل )ت: 609ه(، حتقيق: حممد رضوان الداية، دار<br />
الفكر املعارص )1991م(.<br />
- خزانة األدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي )ت: 1093ه(، حتقيق:<br />
حممد نبيل طريفي وإميل بديع اليعقوب، دار الكتب العلمية، بروت<br />
.)1998(<br />
- الدر املصون يف علوم الكتاب املكنون للسمني احللبي )ت: 756 ه(،<br />
حتقيق: أمحد اخلراط، دار القلم، دمشق، ط1 )1406ه-1986م(.<br />
- الدر املنثور يف التفسير املأثور للسيوطي )ت: 911ه(، دار الفكر، بروت<br />
)1993م(.<br />
- الدرة األلفية يف علم العربية ليحيى بن عبد املعطي الزواوي )ت: 628<br />
ه(، ط ليبسيج )1317 ه-1900م(.<br />
- درة الغواص يف أوهام اخلواص للحريري )ت: 516 ه(، حتقيق: حممد أبو<br />
الفضل إبراهيم، دار الفكر العريب، القاهرة )1997م(.<br />
- دالئل النبوة للبيهقي )ت: 458 ه(، حتقيق: عبد املعطي قلعجي، دار<br />
الكتب العلمية، بروت، ط1 )1408ه-1988م(.<br />
- ديوان أيب العتاهية )ت: 210 ه(، دار صادر، بيروت، )1400 ه-<br />
1980م(.<br />
120
- الرسالة الكرى عىل البسملة ملحمد بن عيل الصبان )ت 1206 ه(، املطبعة<br />
العامرة، القاهرة )1291ه(.<br />
- رفع احلاجب عن خمترص ابن احلاجب لتاج الدين السبكي )ت: 771 ه(،<br />
حتقيق: عيل حممد معوض، وعادل أمحد عبد املوجود، عامل الكتب، بروت،<br />
ط1 )1419 ه- 1999م(.<br />
- سنن أيب داود )ت: 275 ه(، حتقيق: حممد حميي الدين عبد احلميد، مصورة<br />
املكتبة العرصية، بروت.<br />
- سنن الدارقطني )ت: 385 ه(، حتقيق: السيد عبد اهلل هاشم يامين املدين،<br />
تصوير عامل الكتب، بروت، ط3 )1413 ه -1993م(.<br />
- السنن الكرى للنسائي )ت: 303 ه(، حتقيق: عبد الغفار البنداري وسيد<br />
كرسوي حسن، دار الكتب العلمية، بروت )1411ه-1991م(.<br />
- السنن البن ماجه )ت: 275 ه(، حتقيق: حممد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر،<br />
بروت.<br />
- رشح الريض )ت: 688ه( عىل الكافية البن احلاجب )ت: 646ه(،<br />
حتقيق: يوسف حسن عمر )مل يذكر مكان الطبع وال زمانه(.<br />
- رشح السيوطي عىل ألفية ابن مالك املسمى »البهجة املرضية«، دراسة<br />
وحتقيق: عيل سعد الشينوي، منشورات كلية الدعوة اإلسامية، طرابلس،<br />
ليبيا، ط1 )1403 حسب تارخيهم(.<br />
121
- رشح الكافية الشافية البن مالك )ت: 672 ه(، حتقيق: عبد املنعم أمحد<br />
هريدي، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة.<br />
- رشح املعلقات السبع للتريزي )ت: 502 ه(، حتقيق: فخر الدين قباوة،<br />
دار الفكر، دمشق، ط1 )1415ه-1997م(.<br />
- رشح النووي عىل صحيح مسلم، دار إحياء الرتاث العريب، بروت.<br />
- رشح شذور الذهب يف معرفة كام العرب البن هشام )ت: 761 ه(،<br />
حتقيق: عبد الغني الدقر، الرشكة املتحدة للتوزيع، دمشق )1404 ه-<br />
1984م(.<br />
- رشح ملحة اإلعراب للحريري )ت: 516 ه(، حتقيق: أمحد حممد قاسم،<br />
مكتبة دار الرتاث، املدينة املنورة، ط2 )1412ه-1991م(.<br />
- الشقائق النعامنية يف علامء الدولة العثامنية لطاشكري زاده )ت: 968 ه(،<br />
دار الكتاب العريب، بروت )1395ه - 1975 م(.<br />
- صحيح ابن حبان )ت: 354 ه( برتتيب ابن بلبان )ت: 739 ه(، حتقيق:<br />
شعيب األرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بروت )1414 ه-1993م(.<br />
- صحيح البخاري )ت: 256 ه(، طبعة: مصطفى البغا، دار ابن كثر،<br />
دمشق، ط5 )1407 ه-1987م(.<br />
- صحيح مسلم بن احلجاج )ت: 261 ه(، طبعة: حممد فؤاد عبد الباقي، دار<br />
إحياء الكتب العربية، القاهرة .<br />
122
- الضوء الامع ألهل القرن التاسع للسخاوي )ت902ه(، مصورة دار<br />
مكتبة احلياة، بروت.<br />
- الطبقات الشافعية الكرى للسبكي )ت: 771 ه(، حتقيق: حممود الطناحي،<br />
وعبد الفتاح احللو، هجر للطباعة )1413 ه(.<br />
- الغرة الواضحة يف تفسير الفاحتة للكافيجي )ت: 879 ه(، نسخة خطية<br />
مصورة عن مكتبة األزهر.<br />
- فتح الباري برشح البخاري البن حجر )ت: 852 ه(، السلفية.<br />
- فتوح الشام للواقدي )ت: 207ه(، دار اجليل، بروت.<br />
- الفردوس بمأثور اخلطاب للديلمي )ت: 509 ه(، حتقيق: السعيد بن<br />
بسيوين زغلول، دار الكتب العلمية، بروت، ط1 )1406 ه-1986م(.<br />
- الفهرس الشامل للرتاث العريب اإلسلامي املخطوط )التفسير وعلومه(،<br />
املجمع امللكي لبحوث احلضارة اإلسامية، عامن )1989م(.<br />
- فهرس مؤلفات السيوطي املنسوخ يف عام 903 ه، دراسة وحتقيق: حييى<br />
حممود ساعايت، جملة عامل الكتب، مج2، ع2 )شوال 1411ه(.<br />
- القذاذة يف حتقيق حمل االستعاذة للسيوطي، ضمن »احلاوي للفتاوي«، حتقيق:<br />
حممد حميي الدين عبد احلميد، املكتبة العرصية، بروت )1411ه-1990م(.<br />
- القواعد الثاثون يف علم العربية للقرايف )ت: 682 ه(، حتقيق: طه حمسن،<br />
دار الينابيع، دمشق، ط1 )2009م(.<br />
123
- كتاب البسملة أليب شامة املقديس، حتقيق: عدنان بن عبد الرزاق احلموي،<br />
املجمع الثقايف، أبو ظبي، ط1 )1425ه-2004م(.<br />
- الكتاب لسيبويه )ت: 180 ه(، حتقيق: عبد السلام حممد هارون، دار<br />
اجليل، بروت .<br />
- الكشاف للزخمرشي )ت: 538 ه(، دار الكتاب العريب، بيروت، ط1<br />
)1415 ه-1995م(.<br />
- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون للحاج خليفة )ت:1067ه(،<br />
مصورة مؤسسة التاريخ العريب، بروت.<br />
- كنز العامل يف سنن األقوال واألعامل للمتقي اهلندي )ت: 975 ه(،<br />
بعناية: بكري حياين وصفوة السقا، مؤسسة الرسالة، بروت )1413ه-<br />
1993م(.<br />
- اللباب يف علل البناء واإلعراب للعكري )ت: 616 ه(، حتقيق: غازي<br />
خمتار طليامت، دار الفكر، دمشق، ط1 )1416ه-1995م(.<br />
- لسان العرب البن منظور )ت:711 ه(، دار صادر، بيروت، ط4<br />
)2005م(.<br />
- املجالسة وجواهر العلم للدينوري )ت:333 ه(، حتقيق: مشهور بن حسن<br />
آل سلامن، دار ابن حزم، بروت، ط1 )1419ه-1998م(.<br />
- املحرر الوجيز يف تفسير الكتاب العزيز البن عطية األندليس )ت: 541<br />
ه(، حتقيق: عبد السلام عبد الشايف حممد، دار الكتب العلمية، بروت،<br />
)1413ه-1993م(.<br />
124
- خمطوطة ترمجة العامة السيوطي أليب عبد اهلل شمس الدين حممد الداودي<br />
)ت: 945 ه(، عرف هبا وحقق مقدمتها، والباب الرابع منها الدكتور حممد<br />
خر البقاعي. بحث منشور يف جملة الدرعية - السعودية، السنة 3، يف العددين<br />
)12-11 رجب - شوال 1421 ه، أكتوبر - يناير 2001-2000م(.<br />
- املزهر يف علوم اللغة وأنواعها للسيوطي، حتقيق: حممد أمحد جاد املوىل وعيل<br />
البجاوي وحممد أبو الفضل إبراهيم، مصورة دار الفكر، بروت .<br />
- مسامرة الندمان ومؤانسة اإلخوان لعمر بن حممد الرازي )ت: 728 ه(،<br />
حتقيق: وليد مشوح، مركز زايد للرتاث والتاريخ، العني، اإلمارات، ط1<br />
)1423ه-2003م(.<br />
- املستدرك عىل الصحيحني للحاكم )ت:405ه(، حتقيق: عبد السلام<br />
علوش، دار املعرفة، بروت، ط1 )1418ه-1998م(.<br />
- املصنف البن أيب شيبة )ت: 235 ه(، حتقيق: حممد عوامة، رشكة دار<br />
القبلة للثقافة اإلسامية، جدة، ط1 )1427ه-2006م(.<br />
- معجم القراءات لعبد اللطيف اخلطيب، دار سعد الدين، دمشق، ط1<br />
)1422ه-2002م(.<br />
- مغني اللبيب عن كتب األعاريب البن هشام، حتقيق: مازن املبارك وحممد<br />
عيل محد اهلل، دار الفكر، دمشق )1985م(.<br />
- مقامات احلريري )ت: 516 ه(، دار بروت، بروت .<br />
- املقتضب للمبرد )ت: 285 ه(، حتقيق: حممد عبد اخلالق عضيمة، عامل<br />
الكتب، بروت.<br />
125
- مهع اهلوامع يف رشح مجع اجلوامع للسيوطي، حتقيق: عبد احلميد هنداوي،<br />
املكتبة التوفيقية، مرص.<br />
- الوايف بالوفيات للصفدي )ت: 764 ه(، حتقيق: جمموعة من املحققني<br />
العرب واألجانب، دار النرش فرانز شتايز-شتوتغارت، ط3 )1412ه-<br />
1992م(.<br />
* * *<br />
126
)2(<br />
األزهار الفائحة<br />
يف<br />
شرح الفاحتة<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
حتقيق ودراسة<br />
د. عبد احلكيم األنيس
احلمد هلل، وسالم عىل عباده الذين اصطفى.<br />
وبعد: فهذا كتاب جديد مفيد، حيتوي عىل رشح مفردات الفاحتة،<br />
وفيه فوائد مهمة كثيرة، ألفه اإلمام جالل الدين السيوطي يف حدود<br />
السابعة عشرة من عمره، وهذا الذي دفعني إىل االعتناء به وحتقيقه<br />
وإظهاره، كام قلتُ يف تقديمي ل »رياض الطالبني«، لنرى من خالله كيف<br />
كان علامؤنا السابقون يف اشتغاهلم ونبوغهم وحتصيلهم العلمي املتني<br />
بحيث يقبلون عىل التأليف يف سن مبكرة، قد ال يَعْرف يف مثلها طالبُ<br />
العلم اليوم أسامء الكتب التي يذكروهنا وينقلون منها! وهذا الكتاب<br />
- عىل صغر حجمه - أودع فيه السيوطي خالصة قيمة عن هذه السورة<br />
العظيمة بعد رجوعه إىل مصادر عالية الدرجة، متنوعة املوضوعات، كبرة<br />
احلجم، وهو يف مقتبل عمره وأول اشتغاله بالعلم.<br />
وبيان ذلك أنه ولد يف مستهل رجب سنة 849 ه ، ورشع يف<br />
االشتغال بالعلم من أول سنة 864ه عىل مجاعة من الشيوخ، وألف سنة<br />
866 ه، فكان أول يشء ألفه: « رشح االستعاذةوالبسملة » و» رشح<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 32(.<br />
129
احلوقلة واحليعلة » وأوقف عليهام شيخه اإلمام علم الدين البلقيني )ت<br />
868 ه( فكتب عليهام تقريظاً .<br />
وكتابنا هذا « األزهار الفائحة » ألفه بعد « رشح االستعاذة والبسملة »<br />
فهو حييل عليه فيه، وحني ذكره يف كتابه التحدث بنعمة اهلل قال عنه: « من أول<br />
ما صنفت » إذ األولية املطلقة للكتابني السابقني.<br />
وقد ذكره يف فهرست املصنفات التي ارتضاها وأبقاها إىل املامت .<br />
والتشابه بني « رشح االستعاذة والبسملة » وهذا الكتاب واضح، فقد<br />
احتوى األول عىل كتابني:<br />
الكتاب األول: يف االستعاذة وفيه سبعة أبواب: يف أصلها، ومعانيها، وإعراهبا،<br />
وألفاظها، وحكمها خارج الصالة، وداخلها، وحملها، وخامتة يف فضلها .<br />
والكتاب الثاين: يف البسملة، وفيه مقدمة، وسبعة أبواب كذلك: يف<br />
أصلها، واشتقاقها، وإعراهبا، ورسمها، وحكمها خارج الصالة، وداخلها،<br />
وحملها، وخامتة يف فضلها .<br />
انظر: هبجة العابدين )ص 69(، وحسن املحارضة )290/1(، ونص التقريظ يف<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 137(.<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 117(.<br />
هبجة العابدين )ص 175 و179(.<br />
وقفتُ عىل عدة نسخ منه، منه نسخة ضمن جمموع من فلسطني، كام تقدم.<br />
130
وهذا الكتاب احتوى املوجودُ منه عىل أبواب كذلك يف أسامئها، وتفسر<br />
ألفاظها، وذكر ما فيها من القراءات متواتراً كان أو غره، وإعراهبا.<br />
وال يتناول األلفاظَ الواردة يف البسملة اكتفاءً بكتابه املذكور، فهذان<br />
الكتابان يكمل بعضهام بعضاً.<br />
وكان من عناية السيوطي بالفاحتة أنه حني بدأ اإلمالء سنة 872ه أمىل<br />
)14( جملساً مطلقاً، ثم أمىل )66( جملساً عىل الفاحتة ونصف حزب من سورة<br />
البقرة، ثم وقع الطاعون فقطع اإلمالء يف شعبان سنة 873ه ، وأطال<br />
الكالم عليها يف كتابه قطف األزهار يف كشف األرسار .<br />
* * *<br />
انظر هبجة العابدين )ص 86(.<br />
انظر .)151-101/1(<br />
131
هذا الكتاب<br />
وأتناول الكالم عليه حتت العناوين اآلتية:<br />
- وصفه:<br />
قال املؤلف يف مقدمته: « هذا الكتاب مجعته بعون اهلل تعاىل يف رشح فاحتة<br />
الكتاب، أذكر فيه ما يتعلق هبا من فقه، ونحو، ولغة، وإعراب «، وقد رتبه<br />
عىل أبواب، واملوجود منها أربعة أبواب كام سبق قريباً، وضمن األبواب يورد<br />
فوائد تتعلق هبا حتت عناوين فرعية كقوله: )ذيل( و)فرع( و)نكتة( و)فائدة(<br />
و)تذنيب(.<br />
وقد سامه مؤلفه كتاباً فتابعته عىل ذلك عىل صغر حجمه.<br />
- توثيق نسبته:<br />
ذكره املؤلف رمحه اهلل تعاىل لنفسه يف عدد من كتبه كالتحدث بنعمة اهلل،<br />
وحسن املحارضة، وفهرست املصنفات .<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 117(، وحسن املحارضة )293/1(، وفهرست املصنفات<br />
ضمن هبجة العابدين )ص 179(، وضمن ترمجته للداوودي وقد نره الدكتور حممد<br />
خر البقاعي يف جملة الدرعية )السنة 3، يف العددين 11 و12 ص378( والفهرست<br />
املنشور أول زاد املسر )ص 28(.<br />
132
وذكره له عدد من املؤرخني ، والدارسني .<br />
- عنوانه:<br />
ذكر يف هذه املصادر كلها باسم: « األزهار الفائحة عىل الفاحتة » ولكنه<br />
جاء يف مقدمة مؤلفه باسم « األزهار الفائحة يف رشح الفاحتة «.<br />
ويلحظ أنه مل يقل: يف تفسر الفاحتة، ولعل ذلك ألنه رتب الكتاب عىل<br />
طريقة الروح مقسامً إىل أبواب، أو أنه عدل عن لفظة تفسير تواضعاً منه<br />
وهتيباً هلذا املقام.<br />
- مصادره:<br />
ذكر املؤلف يف هذا الكتاب:الزخمري، ورساج الدين البلقيني،والرافعي،<br />
والشافعي، والبيهقي، والفخر الرازي، واخلليل، واألخفش، واملازين، وابن<br />
كشف الظنون )73/1(، وهدية العارفني )535/1(، وعقود اجلوهر )ص 196(،<br />
وحترّ ف يف هدية العارفني إىل: أزهار الفاحتة عىل الفاحتة، وقال الدكتور الربجي<br />
يف كتابه اإلمام السيوطي )ص 228(: )وقد ظنه البغدادي كتابني، فذكره مرتني<br />
حتت عنوان )األزهار الفاحتة عىل الفاحتة( )535/1(، ومرة ثانية )تفسير الفاحتة(<br />
)537/1(، وغالب الظن أهنام كتاب واحد واهلل أعلم( أقول: وهو كام قال، وال يظن<br />
أنه يقصد بالثاين ما أماله عليها ألنه ذكره يف )536( بعنوان: أمالٍ يف القرآن.<br />
مكتبة اجلالل السيوطي )ص 63(، وذكر )ص 139( تفسير الفاحتة نقالً من هدية<br />
العارفني وقال: )ربام كان عني املؤلف املعنون باألزهار الفائحة(، ودليل خمطوطات<br />
السيوطي )ص 34(، واإلمام احلافظ جالل الدين السيوطي معلمة العلوم اإلسالمية<br />
)ص 318(، وذكره الدكتور حممد يوسف الربجي يف كتابه اإلمام السيوطي<br />
وجهوده يف علوم القرآن )ص 228(، إال أنه مل يدرسه فيام درس من آثاره.<br />
133
مالك، والرُّ ماين، وأبا حيان، واجلوهري، وثعلباً، ومل يذكر سوى كتاب واحد<br />
هو: )التذنيب( للرافعي.<br />
فأمّا كتاب الزخمري فهو الكشاف، وكتاب البلقيني فهو الكشاف عىل<br />
الكشاف، وكتابا ابن مالك: التسهيل، ونظم الفوائد، ويف األول ذكر اخلليل<br />
واألخفش واملازين، وكتاب أيب حيان هو البحر املحيط. والنقل عن اجلوهري<br />
من الصحاح، وربام كان النقل بواسطة القرطبي.<br />
وفيه معلومات موجودة يف تفسر املاوردي، والطويس، والكامل للهذيل،<br />
والدر املصون للسمني احللبي. ومل يذكرهم.<br />
ولشيخه الكافيجي: « الغرة الواضحة يف تفسير الفاحتة » ، ومل جير له<br />
ذكر هنا. ولكن ال يبعد أنه أفاد منه .<br />
وأحال عىل كتابني له مها: كتابه يف البسملة، وكتاب آخر بعنوان: « كفاية<br />
ذي اهلمة يف رشح أقسام الكلمة «، وهذا الكتاب مل يذكر يف يشء من املصادر<br />
والدراسات التي تناولت السيوطي فهل هو مما رجع عنه وغسله؟<br />
- تاريخ التأليف:<br />
مر معنا قول املؤلف أنه من أول ما صنف، فهو يكون يف سنة 866 ه،<br />
بعد « رياض الطالبني «.<br />
الفهرس الشامل )488/1(، وقد حصلت عىل صورة من نسخة مكتبة األزهر.<br />
انظر التعليق عىل تفسر املغضوب عليهم والضالني.<br />
134
- النسخ املعتمدة:<br />
اعتمدت يف إخراج هذا الكتاب عىل نسختني:<br />
األوىل: تقع ضمن جمموع فيه مؤلفات كثرة للسيوطي، حمفوظ يف مكتبة<br />
األزهر، برقم )979 خاص(، و)46242 عام(، وقد كتب عىل غالفه أنه بخط<br />
السيوطي، وال يصح ذلك، ففي بعض العناوين دعاء للمؤلف بصيغة »عفا<br />
اهلل عنا وعنه«، وملغايرته خط السيوطي ومنه كتابه »األزهار الغضة يف حوايش<br />
الروضة« املخطوط يف املكتبة نفسها، وال تاريخ يف آخر املجموع لسقوط أوراق<br />
منه. وهذا الكتاب يقع يف الصفحتني 78-77. ورمز هذه النسخة: ز.<br />
الثانية: تقع ضمن جمموع فيه )23( كتاباً للسيوطي، حمفوظ يف دار<br />
الكتب القطرية، مؤرخ ب1152ه، هو فيه احلادي عشر من 138-137،<br />
وخطه معتاد، ويف كل صفحة 35 سطراً، ورقمه )1082(، والرقم التسلسيل<br />
)294( . ورمزها: ق .<br />
وقد جاء يف النسختني عدة بياضات أطوهلا يف آخرها، وكأنَّ النسخة التي<br />
نقلتا عنها كانت كذلك.<br />
ويلحظ أن الناسخ فيهام كتب )الثاين( رقامً فقال: )الباب 2(، وجاء<br />
استخدام األرقام يف تعداد األقوال بدل األلفاظ .<br />
انظر فهرس خمطوطات دار الكتب القطرية )90/1(.<br />
135
وقد يستخدم )أ( )ب( بدل )1( و)2(.<br />
ولعلّ نسخة قطر نقلت من نسخة األزهر، وما فيها من سقط مرده إىل<br />
سهو ناسخها.<br />
وأسأل اهلل أن يسهل لنا العثور عىل نسخة أخرى من هذا الكتاب تتمم<br />
الفائدة منه .<br />
- خطة التحقيق:<br />
جريت عىل اخلطة املعهودة نسخاً وإمالءً، وتفصيالً وترقيامً، وتوثيقاً<br />
وخترجياً، وتعريفاً، وتقديامً ، وحاولت جاداً اكتشاف مصادره، وأرجو أن<br />
ذكر مؤلفا دليل خمطوطات السيوطي )ص 34( أن للكتاب نسخة يف برلني برقم<br />
)16/949(، لكن يبدو أن الكتاب ذكر يف فهرس مكتبة الدولة يف برلني )384/1(<br />
بقصد اإلحالة عىل املخطوطات األخرى ذات العالقة، إذ مل تذكر أي معلومات عنه،<br />
ومل يذكر يف الفهارس. انظر: املخطوطات اإلسالمية يف العامل )133-132/1(.<br />
ويدل عىل هذا عدم ذكره يف الفهرس الشامل.<br />
وما يقال عىل « األزهار الفائحة » يقال عىل « مخائل الزهر يف فضائل السور » الذي<br />
ذكر يف دليل خمطوطات السيوطي )ص 36(.<br />
مل أكتب عن جهود العلامء يف تفسير الفاحتة اكتفاء بام كتبته يف : « إسهام اإلمام<br />
جمد الدين الفيروز أبادي يف احلركة العلمية التفسيرية يف زبيد من خالل<br />
كتابه: تسير فائحة األناب ]المسك أو عطرٌ يضاهيه[ يف تفسير فاحتة<br />
الكتاب » املنشور ضمن أعامل املؤمتر العلمي األول لكلية اآلداب يف جامعة<br />
احلُديدة: زبيد وصالهتا العلمية بالعامل العريب واإلسالمي. انظر )190/2-<br />
213(. وقد زادت املؤلفات يف ذلك من عصر الفيروز أبادي إىل عصر<br />
السيوطي إىل عرنا هذا زيادات كثيرة، ومن املمكن كتابة بحث يعرِّ ف<br />
هبذه اجلهود.<br />
136
يكون يف نشر هذا الكتاب فائدة يف فهم هذه السورة، ويف كشف جانب من<br />
حياة السيوطي ونبوغه املبكر، وتطور أسلوبه يف التأليف .<br />
* * *<br />
يطيب يل أن أشكر األستاذ مهدي شلتوت رئيس اإلدارة املركزية ملكتبة األزهر عىل<br />
تكرمه بتصوير النسخة األزهرية، واألستاذ بالل السويدي يف دار الكتب القطرية<br />
عىل تكرمه بتصوير نسخة دار الكتب القطرية، واألخ الكريم حسن اجلمييل عىل<br />
متابعته لذلك. كتب اهلل لنا مجيعاً أجر خدمة كتابه العظيم.<br />
137
الصفحة األوىل من النسخة )ز(<br />
139
الصفحة األخرية من النسخة )ز(<br />
140
الصفحة األوىل من النسخة )ق(<br />
141
الصفحة األخرية من النسخة )ق(<br />
142
)2(<br />
األزهار الفائحة<br />
يف<br />
شرح الفاحتة<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
النص احملقق
144
أمحدك اللهم منزل الكتاب، وجمري السحاب، وأصيل وأسلم عىل نبيك<br />
حممد، واآلل واألصحاب.<br />
﴿ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئېئې ئې ئى<br />
ئى ﴾ .<br />
هذا كتاب مجعته بعون اهلل تعاىل يف رشح فاحتة الكتاب، أذكر فيه ما يتعلق<br />
هبا من فقه، ونحو، ولغة، وإعراب، وسميته ب:<br />
« األزهار الفائحة يف رشح الفاحتة »<br />
ورتبته عىل..... أبواب، واهلل أسأل أن يلهمني الصواب، إنه الفتاح<br />
الوهاب.<br />
* * *<br />
من سورة آل عمران، اآلية . 8<br />
بياض يف األصلني بمقدار كلمة، واملذكور أربعة أبواب، وليس فيها يشء من الفقه مما<br />
يدل عىل وجود باب آخر عىل األقل.<br />
145
الباب األول<br />
يف أسمائها<br />
وهي كثرة، منها:<br />
- فاحتة الكتاب، ألن اهلل تعاىل افتتح هبا القرآن .<br />
- وأم القرآن.<br />
- وأم الكتاب، قيل: إهنا إمام ملا يتلو آهيا من السور، يبدأ بكتابتها يف<br />
املصحف، وبقراءهتا يف الصالة.<br />
- واملثاين، ألهنا تثنى أي تقرأ يف كل ركعة، وقد قيل يف قوله تعاىل: ﴿ ۇٴ<br />
ۋ ۋ ۅ ۅ<br />
﴾ إهنا الفاحتة.<br />
- واحلمد والشكر.<br />
- وسورة الصالة، ألهنا ال جتزئ إال إن قرئت فيها.<br />
- والسؤال.<br />
- والشفاء.<br />
- والشافية.<br />
- والكافية .<br />
- والواقية.<br />
وانظر ما قاله املؤلف عن رس افتتاح القرآن هبا يف الفتاوى القرآنية ضمن احلاوي<br />
للفتاوي )460-459/1(، ومعرتك األقران )61-60/1(.<br />
من سورة احلجر، اآلية . 87<br />
سقط هذا االسم من ق.<br />
146
- والرقية.<br />
- والنور.<br />
- والدعاء.<br />
- واملناجاة.<br />
- والكنز.<br />
- واألساس .<br />
)ذيل(: عدد آياهتا سبع آيات، وادعى الزخمشري االتفاق عليه ،<br />
واعرتضه شيخ شيخنا رساج الدين البلقيني رمحه اهلل بام نقل عن اجلعفي <br />
من أهنا ست آيات، وعن احلسن البري من أهنا ثامن آيات، بِعَدِّ )إياك نعبد(<br />
آية ، وهي مكية عىل الصحيح .<br />
انظر عن أسامء السورة: معاين القرآن للنحاس)47/1(، والكشف والبيان)126/1(،<br />
وتفسير الرازي )179/1(، واجلامع ألحكام القرآن )111/1(، والبحر<br />
املحيط)32/1(، وفتاوى السبكي)7/1(، واإلتقان: النوع )17( )349/2(، وقد<br />
أوصلها إىل )25( اسامً، وقال )ص 355(: « هذا ما وقفت عليه من أسامئها، ومل<br />
جتتمع يف كتاب قبل هذا «.<br />
انظر: الكشاف)1/1(.<br />
اإلمام الكبر الفقيه عمر بن رسالن )805-724(. انظر: الضوء الالمع)85/6(.<br />
هو حسني اجلعفي )ت: 203ه(. ترمجته يف معرفة القراء الكبار)164/1( )72(.<br />
للبلقيني الكشاف عىل الكشاف ذكره السيوطي يف مقدمة حاشيته عىل تفسر البيضاوي<br />
املسامة نواهد األبكار وشواهد األفكار)ق5أ (، ونقل منه يف رياض الطالبني عىل<br />
االستعاذة والبسملة.<br />
انظر تفسر القرطبي)115/1(.<br />
147
الباب الثاني<br />
يف تفسري ألفاظها<br />
وقد وضعتُ للبسملة كتاباً مفرداً حافالً جليالً ، ذكرت فيه ما يتعلق<br />
هبا فال حاجة إىل ذكره هنا .<br />
احلمد: الثناء عىل الشخص بذكر صفاته اجلميلة وأفعاله احلسنة،<br />
سواء أكان يف مقابلة نعمة أم ال، والشكر ما كان يف مقابلة نعمة، سواء كان<br />
قوالً أو فعالً، فمن ثم علم أن بينهام عموماً وخصوصاً من وجه، فاحلمد أعم<br />
من جهة متعلقه، وأخص من جهة مورده، والشكر بالعكس.<br />
)فرع(: املدح أعم من احلمد، قال الرافعي رمحه اهلل يف « التذنيب » :<br />
كتب يف األصلني رقماً: )2(.<br />
يف ق: وقد البسملة !<br />
يف ق: ذكر.<br />
يريد: رياض الطالبني يف رشح االستعاذة والبسملة، وألجل هذا مل يتكلم عىل لفظ<br />
)اهلل( و)الرمحن الرحيم( هنا اكتفاء بام جاء يف رياض الطالبني.<br />
كتب ناسخ ق هنا: )احلمد هنا( ووضع عىل كل منهام )م( أي مكرر.<br />
التذنيب فوائد عىل الوجيز للغزايل كام قال اإلمام الذهبي يف ترمجة مؤلفه اإلمام<br />
عبد الكريم الرافعي يف سير أعالم النبالء )253/22(. وقد طبع معه، انظر<br />
)ص 536(، والنص فيه: « إن الثناء عىل اإلنسان بحسن الوجه والقد وما ال اختيار<br />
فيه يعد مدحاً، وال يقال له: محد، فكل محد مدح وال ينعكس« وكذا هو يف املخطوط<br />
)ص 3(.<br />
148
ألن الثناء عىل شخص بام ال اختيار فيه كحسن الوجه والقد ونحوه مدح<br />
ال محد . قال يف احلمد .<br />
والرب: يطلق عىل املالك والسيد واملريب و املعبود، وال يطلق عىل غر<br />
اهلل إال مضافاً ، أو منكراً، أما عند التحلية باأللف والالم فال ينرف إال<br />
إىل اهلل تعاىل.<br />
والعالَمين : قال بعضهم: اسم مجع. وقيل: مجع لعالَم. ورد بأن العامل<br />
- عىل الصحيح - املوجود سوى الباري تعاىل كام نص عليه الشافعي ريض اهلل<br />
عنه، والعاملني دال عىل العقالء فقط فال يكون مجعاً له. وقيل: العاملون كالعامل<br />
ِعَ مجَ ْعَ ٍ سالمة تغليباً للعاقل عىل غره.<br />
فهو مجع له، وإنام مجُ<br />
وقيل: هو مجع لعامل مراداً به العاقل، ويؤيده ما نقل عن ابن عباس<br />
ريض اهلل عنهام أن )عاملون( إنام مجع هذا اجلمع ألن املراد به املالئكة، واإلنس<br />
واجلن، واشتقاق العامل - عىل الصحيح - من العالمة، ألنه عالمة عىل وجود<br />
صانعه، وعىل اآلخر من العلم.<br />
)فائدة( املراد بالعاملني يف قوله تعاىل: ﴿ ۆ ۈ ۈ ﴾ اجلن<br />
سقطت من ق .<br />
يف األصلني: اختياراً .<br />
أغلب السطر بعده بياض يف األصلني.<br />
ليست يف ق.<br />
قال اجلرجاين يف حاشيته عىل الكشاف )53/1(: « ولو استعمل كان نادراً ...«.<br />
انظر األقوال يف املراد من العاملني يف زاد املسر )12/1(.<br />
من سورة الفرقان، اآلية . 1<br />
149
واإلنس دون املالئكة. كذا ذكر البيهقي، وخالف الفخر الرازي .<br />
وهذه املسألة وقع النزاع فيها بني فقهاء مر مع فاضلٍ درَّ س عندهم<br />
وقال هلم: املالئكة ما دخلوا يف دعوته. فقاموا عليه.<br />
واملالك وامللِك واملليك وامللْك: قيل: مشتقات من القدرة، وقيل: من<br />
الشدة، ومنه: ملكت العجني إذا عجنته بشدة .<br />
)نكتة(: هل مالك أبلغ يف املدح من ملك أو العكس؟ أقوال :<br />
أ- إن ملكاً أبلغ، ألن كل ملك مالك، وال عكس.<br />
ب- مالك، ألنه قد يكون امللك عىل مَنْ ال يُمْ لَكُ كام يقال: ملك العرب،<br />
وملك الروم، وإن ]كان[ ال يملكهم، وال يكون مالكاً إال )عىل مَنْ ) <br />
يُمْ لَكُ .<br />
من قوله: »واجلن، واشتقاق » إىل هنا سقط من ق. وقد أفاد املؤلف من الدر املصون<br />
)47-46/1(. وقوله « كام نصّ عليه الشافعي » من زيادته.<br />
للمؤلف مصنف بعنوان: « تزيني األرائك يف إرسال النبي ﷺ إىل املالئك » وهو<br />
ضمن احلاوي )263-251/2(، وأورد املسألة يف كتابه احلبائك يف أخبار املالئك<br />
)ص 211(، وقد ذكر فيهام البيهقي والرازي فيمن يرون أنه مل يكن مبعوثاً إليهم،<br />
وانظر تفسر الرازي )46/24(. ونقل ابن حجر يف اإلصابة )158/1( قول الرازي<br />
من كتابه « أرسار التنزيل «، ومل أجد هذا يف املطبوع بعنوان « من أرسار التنزيل «.<br />
القوالن يف تفسر املاوردي )56-55/1(.<br />
هذه األقوال - عدا الرابع - يف تفسر املاوردي )56/1( وقد ترك ألفاظاً. وهي كلها<br />
يف تفسر الطويس )35-34/1(.<br />
من تفسر املاوردي.<br />
يف األصلني: )إال ما(. وعند الطويس: إال عىل ما يملك.<br />
يف تفسر املاوردي: « وألن امللك يكون عىل الناس وغرهم «.<br />
150
ج- إن مالكاً أبلغ يف مدح اخلالق، وملكاً أبلغ يف مدح املخلوقني، ألن<br />
املالك من املخلوقني قد يكون غير ملك، وإذا كان اهلل تعاىل مالكاً كان<br />
ملكاً .<br />
د- ملك أبلغ يف مدح اهلل تعاىل ألنه تفرد بامللك، ويملك مجيع األشياء.<br />
)فائدة(: مجع المَ لْك وامللِك: ملوك ، واملالك: مالك، واملليك: ملكاء.<br />
واليوم: يطلق عىل أربعة أشياء:<br />
1- مقابل الليلة، ومنه: ﴿ ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ﴾ .<br />
2- مطلق الزمان، ومنه: ﴿ ڭ ڭ ۇ ۇ ﴾ .<br />
3- مدة القتال، نحو: يوم حنني، ويوم بُعاث.<br />
4- الدولة، ومنه: ﴿ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ﴾ .<br />
وفيه هنا قوالن .<br />
قوله: ألن املالك سقط من ق .<br />
يف تفسر املاوردي: « فإن وصف اهلل تعاىل بأنه ملك، كان ذلك من صفات ذاته، وإن<br />
وصف بأنه مالك، كان من صفات أفعاله «.<br />
انظر لسان العرب )126/14(، ففيه أنَّ مجع الملِك: أمالك .<br />
من سورة احلاقة، اآلية . 7<br />
من سورة األنعام، اآلية 141.<br />
من سورة آل عمران، اآلية 140.<br />
القوالن يف تفسر املاوردي )57/1(، وأوردمها السبكي يف الفتاوى )9/1(.<br />
151
أ- أنه يومٌ ابتداؤه من طلوع الفجر إىل غروب الشمس.<br />
ب- ضياء يستديم إىل أن حياسب اهلل تعاىل مجيع خلقه، ويستقر أهل<br />
اجلنة يف اجلنة، وأهل النار يف النار.<br />
والدِّ ين: وضع إهلي يسوق اهلل تعاىل إليه عباده .<br />
)فائدة(: اختلف يف املراد بيوم الدين هنا عىل أقوال:<br />
1- يوم اجلزاء.<br />
2- يوم ال ينفع فيه إال الدين .<br />
3- يوم القهر.<br />
4- يوم احلساب.<br />
5- يوم القضاء.<br />
6- يوم امللك.<br />
يف ق: تستقر.<br />
يف ق: التي!<br />
جاء يف التوقيف عىل مهامت التعاريف)ص 344(: « الدين وضع إهلي يدعو أصحاب<br />
العقول إىل قبول ما هو عند الرسول، وكذا عرب ابن الكامل، وعبارة غره: وضع إهلي<br />
سائق لذوي العقول باختيارهم املحمود إىل اخلر بالذات «.<br />
نسبه الطربيس يف جممع البيان )52/1( إىل حممد بن كعب.<br />
152
)نكتة(: إنام خص يوم الدين بالذكر مع كونه مالكاً لأليام كلها:<br />
قيل: ألن األمالك يومئذ زائلة فال مُلْكَ وال أمر إال له، قال تعاىل: ﴿ ئې<br />
ئى ئىئى ی ی ی ﴾ .<br />
وقيل: ألنه ملا قال ﴿ پ پ ﴾ يريد به ملك الدنيا قال بعده<br />
﴿ ٺ ٺ ٺ ﴾ يريد به ملك اآلخرة ليجمع بني ملك الدنيا<br />
واآلخرة .<br />
إيا: اسم مضمر خالفاً للزجاج، منصوب منفصل، يليه دليل ما يراد<br />
به من متكلم وغره، اسامً مضافاً إليه عند اخلليل واألخفش، واملازين وابن<br />
مالك ، وحرفاً عند الرُّ ماين ومجاعة.<br />
- وفيه لغات:<br />
إِيّا: بكرس اهلمزة وفتحها مع تشديد الياء.<br />
وإِيَا: بالكرس والتخفيف.<br />
وهِ يَّا: بكرس اهلاء والتشديد.<br />
وهَ يَا: بفتحها والتخفيف .<br />
من سورة غافر، اآلية 16.<br />
القوالن يف تفسر املاوردي )57/1(، وأصلهام يف الكشف والبيان )116/1(.<br />
هذا كله من التسهيل البن مالك. انظره برحه 144/1.<br />
انظر يف هذا رشح التسهيل )144/1(، والدر املصون )56/1(، واملحرر الوجيز<br />
)114/1( والبحر املحيط )23/1(، واملساعد )102-102/1( وجاء يف اإلتقان،<br />
النوع)40( )1079/3(: )إيا وفيه سبع لغات قرئ هبا: تشديد الياء، وختفيفها =<br />
153
ونعبد: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب واجلازم عىل األصح ،<br />
مسترت فاعله، مفتوح النون، وكرسها هلذيل، وكذا سائر حروف املضارعة،<br />
إال الياء وباب استفعل وافتعل .<br />
والعبادة: الطاعة مع التذلل واخلضوع، ومنه العبد لذلته وانقياده.<br />
)فائدة(: للعبد عرة مجوع، مجعها ابن مالك يف بيتني، ومها:<br />
عبادٌ عبيدٌ مجعُ عبدٍ وأعبدٌ<br />
أعابدُ معبوداء معبدةٌ عُ بُدْ<br />
= مع اهلمزة، وإبداهلا هاء مكسورة ومفتوحة، هذه ثامنية، يسقط منها فتح اهلاء مع<br />
التشديد( ويف مهع اهلوامع )213/1( تفصيل أكثر.<br />
يف الدر املصون )57-56/1(: « فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب واجلازم،<br />
وقيل: لوقوعه موقع االسم، وهذا رأي البريني...«.<br />
هذا يف تفسر الطويس )37/1(.<br />
يف كتابه نظم الفوائد )ص 66(، واملذكور أحد عشر مجعاً، وقد زاد عليها املؤلف يف<br />
كتابه قالئد الفوائد وشوارد الفرائد )خمطوط( فقال بعدمها:<br />
وقد زيد أعباد عبود عبدة<br />
وخفف بفتح والعبدان إن تشد<br />
وأعبدة عبدون ثمت بعدها<br />
عبيدون معبودا بقصر فخذ تسد<br />
وقد تكون بينها فروق تنظر يف املعجامت.<br />
154
كذلك عِبْدانٌ وعُ بْدان أثبتا<br />
كذاك العِبَّدى ِ وامدد انْ شئتَ أَنْ متد<br />
والواو يف ﴿ ٿ ٿ ﴾ للعطف، وقيل: للحال.<br />
نستعني: نطلب منك املعونة عىل عبادتك ومجيع أمورنا.<br />
وأصله: نستعْوِ ن فاستثقلت الكرسة عىل الواو فنقلت إىل العني، ثم قلبت<br />
الواو ياء لسكوهنا وانكسار ما قبلها .<br />
)تذنيب(: الستفعل معان:<br />
1- الطلب كام هنا .<br />
2- االختاذ، نحو: استعبده، أي اختذه عبداً .<br />
3- التحول، نحو: استحجر الطني، أي صار حجراً .<br />
- 4 وجود اليشء بمعنى ما صيغ منه، نحو: استعظمته، أي وجدته عظيامً.<br />
5- عد اليشء كذلك وإن مل يكن، نحو: استحسنه.<br />
6- مطاوعة أفعل، نحو: أشاله فاستشىل .<br />
يف ق: كذلك.<br />
يف ق: العِبدَّ ي.<br />
يف األصلني: ال ! وهو خطأ.<br />
من الدر املصون )59/1(.<br />
155
7- موافقته له، نحو: أبل املريض واستبل .<br />
8- موافقة تفعل، نحو: استكرب بمعنى تكرب .<br />
9- موافقة افتعل، نحو: استعصم بمعنى اعتصم .<br />
10- اإلغناء عن املجرد، نحو: استكف واستحيى، مل يلفظ هلام بمجرد<br />
استغناءً هبام عنه.<br />
11- اإلغناء به عن فعل املجرد امللفوظ به، نحو: اسرتجع أي: رجع.<br />
12- موافقة فعل: كاستغنى بمعنى: غني. قال ذلك أبو حيان .<br />
قلتُ : وأنت إذا تأملت هذه األقسام تراها تنقص عام ذكر .<br />
اهد: فعل دعاء، وال تقل: فعل أمر تأدباً ، وكذا ﴿ ې ې ﴾ <br />
مبني عىل الوقف، وتسقط ألفه يف الوصل، وتكرس إذا ابتدئ هبا لسكون ما<br />
بعدها .<br />
واهلدى يطلق عىل أمور :<br />
الذي قاله أبو حيان أصله كام يف البحر املحيط )23/1(، ولكن هذا اللفظ من الدر<br />
املصون )60-59/1(.<br />
زاد أبو حيان عىل هذه املعاين املذكورة. انظر البحر املحيط )23/1(.<br />
قال الطويس )40/1(: اهدنا: مبني عىل الوقف ألنه أمر.<br />
سورة البقرة، اآلية . 286<br />
ها: سقطت من ق .<br />
من هنا إىل قوله: )ونا( من الدر املصون )63/1(.<br />
156
هتكم .<br />
1- الرشاد والداللة بلطف و﴿ ئح ئم ئى ئي ﴾ <br />
2- التقدم: ومنه هوادي اخليل، لتقدمها.<br />
3- التبيني: نحو ﴿ ۇٴ ۋ ۋ ﴾ .<br />
4- اإلهلام : نحو ﴿ ثج ثم ثى ثي جح جم ﴾ أي ألهم<br />
لمصالحه .<br />
يف املصادر: اإلرشاد.<br />
يف ز: والطف، ويف ق: العكليف، وليست يف الدر املصون، ولعل الصواب ما أثبتُ ،<br />
وقد جاء يف الغرة الواضحة للكافيجي )ق 7(: »واهلداية: الداللة بلطف«، ومثله يف<br />
رسالة املؤلف: « الكالم عىل أول سورة الفتح«.<br />
وربام كانت اللفظة حمرفة عن »التكليف« فقد جاء يف تفسر الطويس )41/1(: « فإن<br />
قيل: ما معنى املسألة يف ذلك وقد هداهم اهلل الراط املستقيم؟ » فذكر أجوبة وقال:<br />
« وجيوز أن يكون املراد استمرار التكليف والتعريض للثواب، ألن إدامته ليست<br />
بواجبة، بل هو تفضل حمض فجاز أن يرغب فيه بالدعاء «، ومثله يف جممع البيان<br />
)58/1(. وإذا صح ما مخنته كان يف الكالم سقط.<br />
من سورة الصافات، اآلية . 23<br />
قال الراغب يف املفردات )ص 835(: )اهلداية داللة بلطف... إن قيل: كيف جعلت<br />
اهلداية داللة بلطف وقد قال اهلل تعاىل: ﴿ ئح ئم ئى ئي ﴾، و﴿ ڎ ڈ<br />
ڈ ژ﴾ ]احلج: 4[ قيل: ذلك استعمل فيه استعامل اللفظ عىل التهكم مبالغة<br />
يف املعنى كقوله: ﴿ ې ې ې﴾ ]آل عمران: 21[(. وقال البيضاوي<br />
يف تفسره )ص 4(: « واهلداية داللة بلطف، ولذلك تستعمل يف اخلر، وقوله تعاىل:<br />
﴿ ئح ئم ئى ئي ﴾ وارد عىل التهكم «.<br />
من سورة فصلت، اآلية . 17<br />
كتب ناسخ ق قبلها: أهلمناهم. ورضب عليها.<br />
من سورة طه، اآلية . 50<br />
يف ق: ملصاحلة.<br />
157
5- الدعاء: ومنه ﴿ ڃ ڃ ڃ ﴾ أي داع.<br />
)فائدة(: قوله تعاىل: ﴿ ڀ ڀ ڀ ﴾ معناه: ملنا إليك، وهو من<br />
هاد هيود .<br />
ونا: اسم مضمر صالح للرفع والنصب واجلر متصالً، ويستعمل <br />
للمتكلم ومن معه، أو املعظم نفسه .<br />
والصراط: الطريق الواضح، والصاد لغة قريش، وعامة العرب جيعلوهنا<br />
سيناً، وكعب زاياً .<br />
)فائدة(: أهل احلجاز يؤنثون الصراط كالطريق، والسبيل، والزقاق،<br />
والسوق، وبنو متيم يذكِّرون هذا كله.<br />
ومجعه: رصط ككتاب وكتب .<br />
واملستقيم: ضد املعوج، وأصله: املستقْ وِ م، فعل به ما فعل ب )نستعني(.<br />
واختلف يف املراد به هنا عىل أقوال:<br />
1- كتاب اهلل تعاىل.<br />
من سورة الرعد، اآلية . 7<br />
من سورة األعراف، اآلية . 156<br />
يف ق: ومستعمل.<br />
من الدر املصون)61/1(. وبعد )نفسه( يف األصلني فراغ بمقدار كلمة أو أكثر.<br />
هذا يف البحر املحيط)25/1( وقد نقله عن الطويس.<br />
هذا يف البحر املحيط)25/1( وقد نقله عن الطويس أيضاً.<br />
158
2- اإلسالم: عىل معنى: ثبتنا .<br />
3- رسول اهلل ﷺ وصاحباه .<br />
4- طريق إىل اجلنة يف اآلخرة .<br />
والذين: اسم مبني ال حتياجه إىل صلة وعائد، وإيامها عنى ابن عنني<br />
بقوله للملك املعظم حني مرض فلم يأته، وانقطعت عنه صالته:<br />
انظرْ إيلَّ بعنيِ موىلً لم يزل<br />
يُويل النَّدى وتَلافَ قبل تلايف <br />
أنا كالذي أحتاجُ ما حيتاجه<br />
فاغنمْ دعائي والثناءَ الوايف <br />
قال ابن عطية يف املحرر )120/1(: « معنى قوهلم: )اهدنا( فيام هو حاصل عندهم:<br />
طلب التثبيت والدوام. وفيام ليس بحاصل إما من جهة اجلهل به أو التقصر يف<br />
املحافظة عليه: طلب اإلرشاد إليه «. وعزا ابن اجلوزي القول ب: )ثبتنا( إىل عيل<br />
وأُيبٍّ . انظر: زاد املسر14/1(.<br />
انظر تفسير املاوردي )59/1(، والطويس )42/1(، واملحرر الوجيز )119/1-<br />
120(، والبحر املحيط )27/1(.<br />
قوله: ب )نستعني( إىل هنا كتبه ناسخ ق يف احلاشية وختمه ب: صح.<br />
انظر الكالم عىل « تالف » يف حاشية ابن عابدين )71-70/1(.<br />
اخلرب يف ترمجة امللك املعظم يف وفيات األعيان )496/3(.<br />
وابن عنني هو الشاعر رشف الدين أبو املحاسن حممد بن نر الكويف األصل<br />
الدمشقي )630-549(، وترمجته يف الوفيات )14/5(.<br />
وامللك املعظم هو عيسى بن أيب بكر األيويب )624-578(. وعلق ابن خلكان عىل<br />
اخلرب فقال: « وهذه لو وقعت ألكابر النحاة ومن هو يف ممارسته طول عمره الستعظم<br />
منه، ال سيام مثل هذا امللك «.<br />
159
فأتاه وأعطاه رصة فيها دنانر وقال: هذه الصلة وأنا العائد.<br />
وهذيل تقول فيها يف الرفع: اللذون. ومل يقرأ به .<br />
والنعمة -بكرس النون وسكون العني - : اإلحسان واليد واملنة،<br />
وبالفتح: التنعم ومنه ﴿ ڈ ڈ ژ ژ﴾ ، وبالضم: املرسة .<br />
وعلى: حرف جير الظاهر واملضمر، وذكرت معانيه يف كتايب « كفاية ذي<br />
اهلمة يف رشح أقسام الكلمة » .<br />
وهم: اسم مضمر للغائبني، يصلح للرفع منفصالً، والنصب واجلر<br />
متصالً .<br />
)فائدة(: يف املراد ب الذين أنعم عليهم أقوال:<br />
1- املالئكة.<br />
2- األنبياء.<br />
3- املؤمنون بالكتب السابقة.<br />
من قوله »فاغنم« إىل هنا سقط من ق.<br />
يف ق: العني !.<br />
سقط الضبط من ق.<br />
من سورة الدخان، اآلية 27.<br />
جاء يف التذنيب للرافعي )ص 536( )الصفحة4 من املخطوط(: « جتمع النعمة عىل<br />
نعم، والنعمة بالفتح: التنعم، والنُعمة بالضم: املرسة «.<br />
مل يذكر هذا الكتاب يف يشء من الكتب التي ترمجت للسيوطي وذكرت مؤلفاته، فلعله<br />
من الكتب التي غسلها ورجع عنها، وقد كان هذا منه، كام مر معنا يف املقدمة.<br />
160
4- املسلمون.<br />
5- رسول اهلل ﷺ ومن معه من أصحابه .<br />
6- أصحاب موسى من بني إرسائيل .<br />
غري :<br />
واملغضوب: اسم مفعول من غضب يغضب غضباً، وهو إرادة االنتقام،<br />
وأصله: الشدة، ومنه: الغضبة للصخرة الصلبة الشديدة املركبة يف اجلبل،<br />
والغضوب للحية اخلبيثة، والناقة العبوس .<br />
وال .<br />
والضالل .<br />
األقوال اخلمسة يف تفسر املاوردي )60-59/1(.<br />
قال ابن عطية يف املحرر )122/1(: « قال ابن عباس: املنعم عليهم أصحاب موسى<br />
قبل أن يبدلوا. وهذا والذي قبله سواء «، والذي قبله عنده جاء هنا برقم )3(. ولكن<br />
نصه هناك: « أن املنعم عليهم مؤمنو بني إرسائيل «، وقد حكاه مكي وغره عن فرقة<br />
من املفرسين.<br />
بعدها يف األصلني سطر فارغ. وانظر عن )غر البحر املحيط )28/1(، والدر<br />
املصون)71/1(.<br />
يف ق: املغضوب.<br />
قوله: )وأصله( إىل هنا يف تفسير الطويس )46/1(، وجاء يف روح املعاين لآللويس<br />
.)95/1(<br />
جاء بعدها يف األصلني نصف سطر فارغاً.<br />
جاء بعدها يف األصلني نصف سطر فارغاً أيضاً.<br />
161
)فائدة(: يف املراد باملغضوب عليهم والضالني أقوال:<br />
1- األول: اليهود، والثاين: النصارى.<br />
2- املعاندون واملرتابون.<br />
3- املتظاهرون بالرياء واملتبعون للهوى.<br />
4- املركون واملنافقون.<br />
5- أئمة الكفر وأتباعهم.<br />
6- مَنْ أسقط فرض هذه السورة يف الصالة، ومَنْ لم يقرأها يف الصالة.<br />
وهو غريب مردود .<br />
آمني: اسم فعل يف معناه أقوال:<br />
1- اللهم استجب.<br />
قال الكافيجي يف الغرة الواضحة يف تفسر الفاحتة )الورقة 14(: »حكى السلمي قوالً<br />
غاىل به صاحبه، وهو أن املغضوب عليهم مَنْ مل يفرض الفاحتة يف الصالة، والضالني<br />
مَنْ ترك قراءهتا فيها. ورد املاوردي بأنّ ما تعارضت فيه األخبار، وتقارضت فيه<br />
اآلثار، وانتر فيه اخلالف، يكون إطالق هذا احلكم عليه ال يطرقه اإلنصاف«.<br />
وقال املؤلف يف اإلتقان يف النوع )80( )2343/6(: « رأيت مَنْ حكى يف تفسير<br />
قوله تعاىل: ﴿ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ﴾ نحو عشرة أقوال، وتفسيرها<br />
باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي ﷺ، ومجيع الصحابة والتابعني وأتباعهم<br />
حتى قال ابن أيب حاتم )يف تفسيره 31/1 برقم40(: ال أعلم يف ذلك اختالفاً بني<br />
املفرسين «.<br />
162
2- ال ختيب رجانا .<br />
3- ال يقدر عىل هذا أحد سواك .<br />
ويبنى عىل الفتح خلفته، وفيه لغات:<br />
1- املد وختفيف امليم من غر إمالة، كقوله:<br />
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
<br />
ويرحم اهلل عبداً قال آمينا<br />
2- املد والتخفيف مع اإلمالة.<br />
3- القر والتخفيف كقوله:<br />
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />
<br />
أمني فزاد اهلل ما بيننا بعدا<br />
القوالن يف تفسير القرطبي )128/1( مع أقوال أخرى، ونسب األول إىل أكثر أهل<br />
العلم، ونسب الثاين إىل الرتمذي. وهو احلكيم، انظر: الكشف والبيان )125/1(.<br />
هذا قول سهل بن عبد اهلل. انظر: الكشف والبيان )125/1(.<br />
أوله: يارب ال تسلبني حبها أبداً. وقد نسبه يف لسان العرب )27/13( إىل عمر بن<br />
أيب ربيعة، وقال حمقق الدر املصون )77/1(: وليس يف ديوانه.<br />
وقال املؤلف يف حاشيته نواهد األبكار وشواهد األفكار )الورقة 80أ(: « أورده<br />
صاحب احلامسة البرية ]1279/3[ ومل يسم قائله «، وهو يف كتب متعددة منها:<br />
تفسر السمرقندي )84/1(، والكشف والبيان )125/1(، والكشاف )17/1(،<br />
والبيان يف غريب إعراب القرآن )42/1(، وزاد املسير )18/1(، وتفسر القرطبي<br />
.)128/1(<br />
أوله: تباعد عني فطحل إذ دعوته.<br />
قال حمقق الدر املصون )77/1(: « مل أهتد إىل قائله، وهو يف اللسان: )أمن(، =<br />
163
وثعلب.<br />
4- املد والتشديد، روي ذلك عن احلسن واحلسني ، وأنكره اجلوهري <br />
* * *<br />
= وابن يعيش )34/4(، ورشح األشموين )197/3(، وشواهد الكشاف<br />
)364/4(، وشذور الذهب )117(، وتفسر ابن عطية )135/1( «.<br />
قلتُ : قال املؤلف يف نواهد األبكار )الورقة 80أ(: « قال البطليويس يف رشح الفصيح:<br />
هو جلبر بن األضبط «، وفيه كالم مهم عن البيت ينظر فيه.<br />
احلسن البري واحلسني بن الفضل. انظر تفسر القرطبي )128/1(.<br />
انظر: الصحاح )أمن( )2072/5(، وهو يف تفسير القرطبي )128/1(، والنص:<br />
« وتشديد امليم خطأ «.<br />
164
الباب الثالث<br />
يف ذكر ما فيها من القراءات متواتراً كان أو غريه<br />
احلمد هلل: قرأ اجلمهور برفع الدال وكرس الالم، وقرأ رؤبة بن العجاج<br />
بنصب الدال، واحلسن بكرسها، وابن أيب عبلة بضم الالم .<br />
رب: قرأ اجلمهور باجلر، وزيد بن عيل ريض اهلل عنه بالنصب .<br />
مالك يوم الدين: قرأ عاصم والكسائي ويعقوب باأللف، واآلخرون بال<br />
ألف - مع كرس الالم.<br />
ثم أبو عمرو يدغم امليم يف ميم الرحيم.<br />
وقرأ ابن ميرسة و عبد الوهاب ................................<br />
قال أبو حيان عن قراءة احلسن: « وهي أغرب ألن فيه إتباع حركة معرب حلركة غر<br />
إعراب، واألول بالعكس، ويف قراءة احلسن احتامل أن يكون اإلتباع يف مرفوع أو<br />
منصوب ويكون اإلعراب إذ ذاك عىل التقديرين مقدراً منع من ظهوره شغل الكلمة<br />
بحركة اإلتباع كام يف املحكي واملدغم «.<br />
وعنه قراءة بالكرس كاحلسن أيضاً. انظر البحر املحيط )18/1(، وانظر عن هذه<br />
البحر )19/1(.<br />
سقطت الواو من ق .<br />
هذا يف الكامل للهذيل، كتاب فرش احلروف )ق157(. وهذه القراءة جاءت عن أيب<br />
عمرو، رواية عبد الوارث بن سعيد عنه انظر: اإلبانة )ص 137(، واملحرر الوجيز<br />
)103/1(، وجاء يف لسان العرب )125/14(: « وهذا من اختالس أيب عمرو «.<br />
وقال ابن اجلوزي يف الزاد )13/1(: « واملشهور عن أيب عمرو ومجهور القراء: ملك<br />
- بفتح امليم مع كرس الالم -«.<br />
165
وعبد الوارث : ملك بإسكان الالم.<br />
وعىل ما ذكر قرأ اجلمهور بجر )مالك( و)يوم(.<br />
وقرأ أبو هريرة ريض اهلل عنه: مالك بالنصب. وبعضهم: ملك كذلك،<br />
وآخر: مالك بالرفع. وأبو حنيفة ملك بفتح الالم والكاف.<br />
]نعبد: قرأ أبو جملز وأبو املتوكل[ ، واحلسن البري بالياء مضمومة<br />
وفتح الباء.<br />
اهدنا الراط املستقيم: قرأ اجلمهور بالصاد، ويعقوب بالسني، ومحزة<br />
بإشامم الصاد زاياً مع الالم، واحلسن بالصاد جمرداً من الالم فقال: رصاطاً<br />
مستقيامً. ورويس بالسني جمرداً منوناً. وقرأ بعضهم: أرشدنا الصراط <br />
اجلادة .<br />
عبد الوارث بن سعيد التنوري )ت:180( ترمجته يف معرفة القراء الكبار )163/1(<br />
)71( وابن ميرسة هو نعيم )ت175ه( وترمجته يف تاريخ بغداد )303/13(،<br />
وعبد الوهاب هو ابن عطاء اخلفاف )ت: 206ه( انظر ترمجته يف طبقات القراء<br />
.)184/1(<br />
زيادة مني عىل النسختني البد منها، انظر: زاد املسير )14/1(، والبحر املحيط<br />
)23/1(، والدر املصون )58/1(، ومعجم القراءات )14/1(، وانظر توجيه<br />
هذه القراءة يف البحر )24/1(.<br />
تنسب إىل ابن مسعود كام يف البحر )24/1(.<br />
هذه كلمة تفسرية كام هو واضح .<br />
166
رصاط الذين أنعمت: قراءة اجلمهور، وقرأ عمر ريض اهلل عنه: رصاط<br />
من أنعمت .<br />
عليهم :<br />
غري املغضوب عليهم: قرأ اجلمهور بجر غر، وابن كثر واخلليل وابن أيب<br />
عبلة بنصبها.<br />
وال الضالني: قراءة اجلمهور، وقرأ عمر ريض اهلل عنه: وغر الضالني،<br />
وقرأ أيوب السختياين: وال الضألني باهلمز .<br />
* * *<br />
وكذلك قرأ ابن مسعود وابن الزبر وزيد بن عيل. انظر البحر املحيط )28/1(.<br />
بعدها يف األصلني فراغ بمقدار ثالث كلامت، وانظر ما فيها من قراءات يف البحر<br />
املحيط )27-26/1(.<br />
قال ابن عطية يف املحرر )129/1(: « كأنه فر من التقاء الساكنني «.<br />
167
الباب الرابع<br />
يف إعرابها<br />
وفيه: فصالن:<br />
األول يف إعراب املفردات:<br />
احلمد: بالرفع مبتدأ، واجلار واملجرور خربه، ومتعلقه حمذوف وجوباً،<br />
تقديره: مستقر، أو استقر، عىل اخلالف املقرر يف مشاهر الكتب .<br />
وبالنصب: مصدر منصوب بفعل مضمر .<br />
* * *<br />
انظر الدر املصون )38/1(.<br />
انظر الدر املصون )40/1(.<br />
وهنا تنتهي النسختان، وبعد هذا أسطر فارغة، قبل أن تبدأ رسالة مبتور أوهلا يف ز،<br />
و» اجلامنة املنظومة يف اللغة » للسيوطي أيضاً يف ق.<br />
168
املصادر<br />
- اإلبانة عن معاين القراءات ملكي بن أيب طالب )ت: 437 ه(، حتقيق:<br />
د. عبد الفتاح إسامعيل شلبي، املكتبة الفيصلية، مكة، ط3 )1405ه-<br />
1985م(.<br />
- اإلتقان يف علوم القرآن للسيوطي )ت: 911 ه( حتقيق: مركز الدراسات<br />
القرآنية يف جممع امللك فهد لطباعة املصحف، املدينة املنورة، ط<br />
)1426ه(.<br />
- إسهام اإلمام جمد الدين الفروز أبادي يف احلركة العلمية التفسرية يف زبيد من<br />
خالل كتابه: « تسير فائحة األناب يف تفسير فاحتة الكتاب » لعبد احلكيم<br />
األنيس، ضمن أعامل « املؤمتر األول لكلية اآلداب بجامعة احلديدة: زبيد<br />
وصالهتا العلمية بالعامل العريب واإلسالمي » )1423ه-2002م(.<br />
- اإلصابة يف متييز الصحابة البن حجر )ت: 852 ه(، حتقيق: عادل أمحد<br />
عبد املوجود وزميله، دار الكتب العلمية، بيروت ط2 )1423ه-<br />
2002م(.<br />
- اإلمام احلافظ جالل الدين السيوطي معلمة العلوم اإلسالمية إلياد<br />
خالد الطباع، يف سلسلة أعالم املسلمني برقم 64، دار القلم، دمشق 2<br />
ط1417(1ه-1996م(.<br />
- اإلمام السيوطي وجهوده يف علوم القرآن للدكتور حممد يوسف الربجي،<br />
دار املكتبي، دمشق، ط1 )1421ه-2001م(.<br />
- البحر املحيط أليب حيان )ت: 745 ه(، مصورة مؤسسة التاريخ العريب،<br />
بروت.<br />
169
- هبجة العابدين برتمجة حافظ العر جالل الدين )السيوطي( لعبد القادر<br />
الشاذيل )كان حياً سنة 946ه(، حتقيق: د. عبد اإلله نبهان، مطبوعات<br />
جممع اللغة العربية بدمشق، ط1 )1419ه-1998م(.<br />
- البيان يف غريب إعراب القرآن أليب الربكات ابن األنباري )ت: 577ه(،<br />
حتقيق: د. طه عبد احلميد طه، اهليئة املرية العامة للكتاب )1400ه-<br />
1980م(.<br />
- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي )ت: 463ه( مصورة دار الفكر.<br />
- التبيان يف تفسير القرآن للطويس )ت:460ه(، حتقيق: أمحد حبيب قصر<br />
العاميل، دار إحياء الرتاث العريب.<br />
- التحدث بنعمة اهلل للسيوطي، حتقيق: إليزابث ماري سارتني، مطبعة جامعة<br />
كمربدج )1972م(.<br />
- التذنيب للرافعي )ت: 623ه( نسخة مصورة يف مركز مجعة املاجد للثقافة<br />
والرتاث بديب، عن نسخة مكتبة األمر فاروق بسوهاج، مر.<br />
- تزيني األرائك يف إرسال النبي إىل املالئك للسيوطي، ضمن احلاوي.<br />
- تفسير ابن أيب حاتم )ت:327 ه(، حتقيق: أسعد حممد الطيب، مكتبة نزار<br />
الباز، مكة ط1 )1417ه-1997م(.<br />
- تفسر البيضاوي )ت: 685ه(، املطبعة العثامنية، اصطنبول )1329ه(.<br />
- تفسر الرازي )ت: 606ه(، دار الفكر، بروت )1414ه-1993م(.<br />
- تفسير السمرقندي )ت: 375ه(، حتقيق: عيل حممد معوض وزميله، دار<br />
الكتب العلمية، بروت، ط1 )1413ه - 1993م(.<br />
170
- التوقيف عىل مهامت التعاريف للمناوي )ت: 1031ه(، حتقيق: د. حممد<br />
رضوان الداية، دار الفكر، دمشق، ط1410(1ه-1990م(.<br />
- اجلامع ألحكام القرآن للقرطبي )ت:671ه(، املطبعة املرية األوىل.<br />
- حاشية اجلرجاين )ت: 816ه( عىل الكشاف )مع الكشاف(، دار املعرفة،<br />
بروت.<br />
- حاشية السيوطي )ت: 911ه( عىل تفسر البيضاوي املسامة )نواهد األبكار<br />
وشواهد األفكار( نسخة مصورة عن نسخة املدرسة احلسنية يف املوصل.<br />
- حاشية ابن عابدين)ت: 1252ه(، حتقيق: حسام فرفور، دار الثقافة<br />
والرتاث، دمشق، ط1 )1421ه-2000م(<br />
- احلاوي للفتاوي للسيوطي، حتقيق: حممد حميي الدين عبد احلميد، مصورة<br />
املكتبة العرية، بروت.<br />
- احلبائك يف أخبار املالئك للسيوطي، صححه وعلق حواشيه عبد اهلل<br />
الصديق الغامري، دار التأليف، القاهرة.<br />
- حسن املحارضة يف تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي، حتقيق: حممد<br />
أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العريب، القاهرة )1418ه-1998م(.<br />
- احلامسة البرية لعيل بن احلسن البري )ت: 659 ه(، حتقيق: د. عادل<br />
سليامن مجال، مكتبة اخلانجي، القاهرة، ط1 )1420 ه - 1999م(.<br />
- الدر املصون يف علوم الكتاب املكنون للسمني احللبي )ت: 756ه(، حتقيق:<br />
د. أمحد حممد اخلراط، دار القلم، دمشق، ط1 )1408ه-1987م(.<br />
171
- دليل خمطوطات السيوطي وأماكن وجودها، إعداد: حممد بن إبراهيم<br />
الشيباين وأمحد سعيد اخلازندار، منشورات مركز املخطوطات والرتاث<br />
والوثائق، الكويت، ط2 )1416ه-1995م(.<br />
- روح املعاين يف تفسر القرآن العظيم والسبع املثاين لآللويس )ت: 1270ه(،<br />
مصورة دار إحياء الرتاث العريب، بروت، عن الطبعة املنرية.<br />
- رياض الطالبني عىل االستعاذة والبسملة للسيوطي ضمن جمموعة تضم<br />
)62( أثراً له، لدى أحد األساتذة الفضالء من فلسطني.<br />
- زاد املسر يف علم التفسر البن اجلوزي )ت: 597ه(، املكتب اإلسالمي،<br />
بروت ط4 )1407ه-1987م(.<br />
- رشح التسهيل البن مالك )ت: 672ه(، حتقيق: د. عبد الرمحن السيد<br />
و د. حممد بدوي املختون. هجر للطباعة، القاهرة، ط1 )1410ه-<br />
1990م(.<br />
- سير أعالم النبالء للذهبي )ت: 748ه(، حتقيق: جمموعة من املحققني،<br />
مؤسسة الرسالة، بروت، ط1 )1413ه-1993م(.<br />
- الصحاح للجوهري )ت: 393ه(، حتقيق: أمحد عبد الغفور عطار، دار<br />
العلم للماليني، بروت، ط4 )1990م(.<br />
- الضوء الالمع للسخاوي )ت: 902 ه(، مصورة دار الكتاب اإلسالمي،<br />
القاهرة.<br />
- طبقات القراء للذهبي، حتقيق: د. أمحد خان، مركز امللك فيصل، الرياض،<br />
ط1 )1418ه-1997م(<br />
172
- عقود اجلوهر يف تراجم من هلم مخسون تصنيفاً فمئة فأكثر جلميل بك العظم<br />
)ت: 1352ه( املطبعة األهلية، بروت )1326ه(.<br />
- الغرة الواضحة يف تفسير الفاحتة للكافيجي )ت: 879 ه(، نسخة مصورة<br />
عن نسخة مكتبة األزهر.<br />
- فتاوى السبكي )ت: 756ه(، مصورة دار الباز، مكة.<br />
- الفتاوى القرآنية للسيوطي، ضمن احلاوي.<br />
- الفهرس الشامل للرتاث العريب اإلسالمي املخطوط )علوم القرآن:<br />
خمطوطات التفسير وعلومه( املجمع امللكي لبحوث احلضارة اإلسالمية،<br />
عامن )1989م(.<br />
- فهرس ]خمطوطات[ دار الكتب القطرية - مل يذكر املؤلف، الدوحة<br />
)1985م(.<br />
- فهرس مكتبة الدولة يف برلني، إعداد: ف. ألفرد. أعاد HiLdesheim إصداره<br />
يف عرة جملدات باللغة األملانية.<br />
- فهرس مؤلفات السيوطي مع زاد املسير يف الفهرست الصغير، حتقيق:<br />
د. يوسف املرعشيل، دار البشائر اإلسالمية، بروت، ط1 )1428ه-<br />
2007م(.<br />
- قطف األزهار يف كشف األرسار للسيوطي، حتقيق: د. أمحد بن حممد احلامدي،<br />
إصدارات وزارة األوقاف القطرية، ط1 )1414ه-1994م(.<br />
- قالئد الفوائد وشوارد الفرائد للسيوطي، خمطوط مصور يف مركز مجعة<br />
املاجد، عن نسخة دار الكتب الوطنية بباريس.<br />
173
- الكامل للهذيل )ت: 465ه(، نسخة مصورة عن النسخة األزهرية.<br />
- الكشاف للزخمشري )ت: 538ه(، دار الكتاب العريب، بيروت، ط1<br />
)1415ه-1995م(.<br />
- كشاف الظنون للحاج خليفة )ت: 1067ه(، مصورة مؤسسة التاريخ<br />
العريب، بروت.<br />
- الكشف والبيان للثعلبي )ت: 427ه(، حتقيق: أيب حممد بن عاشور، دار<br />
إحياء الرتاث العريب، بروت، ط1 )1422ه-2002م(.<br />
- لسان العرب البن منظور )ت:711ه(، دار صادر، بيروت، ط4<br />
)2005م(.<br />
- جممع البيان للطربيس )ت: 538ه( دار مكتبة احلياة، بروت.<br />
- املحرر الوجيز البن عطية )ت: 541ه(، حتقيق: جمموعة، ط1 الدوحة.<br />
- املخطوطات اإلسالمية يف العامل، ترمجة وحتقيق عبد الستار احللوجي،<br />
مؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي، لندن )1417ه-1997م(.<br />
- خمطوطة ترمجة العالمة السيوطي أليب عبد اهلل شمس الدين حممد الداوودي<br />
)ت: 945 ه( عرف هبا وحقق مقدمتها والباب الرابع منها الدكتور حممد خر<br />
البقاعي، بحث منشور يف جملة الدرعية - السعودية، السنة 3، العددين )11-<br />
12 رجب - شوال )1421ه( أكتوبر - يناير )2000م - 2001م(.<br />
- املساعد عىل تسهيل الفوائد البن مالك، البن عقيل )ت: 769ه(، حتقيق:<br />
د. حممد كامل بركات، مركز البحث العلمي، إحياء الرتاث اإلسالمي<br />
بمكة )1400ه-1980م(.<br />
174
- معاين القرآن الكريم للنحاس )ت: 338 ه(، حتقيق: حممد عيل الصابوين،<br />
مركز إحياء الرتاث اإلسالمي بمكة، ط1 )1408ه-1988م(.<br />
- معرتك األقران يف إعجاز القرآن للسيوطي، ضبطه أمحد شمس الدين، دار<br />
الكتب العلمية، بروت، ط1 )1408ه-1988م(.<br />
- معجم القراءات للدكتور عبد اللطيف اخلطيب، دار سعد الدين، دمشق<br />
ط1 )1422ه-2002م(.<br />
- معرفة القراء الكبار للذهبي، حتقيق: بشار عواد معروف وآخرين، مؤسسة<br />
الرسالة، بروت، ط1 )1404ه-1984م(.<br />
- مفردات ألفاظ القرآن للراغب األصفهاين )ت يف حدود 425ه( حتقيق:<br />
صفوان عدنان داووري، دار القلم، دمشق، ط1 )1412ه-1992م(.<br />
- مكتبة اجلالل السيوطي ألمحد الرقاوي إقبال، دار الغرب، الرباط<br />
)1397ه-1977م(.<br />
- من أرسار التنزيل للرازي )ت: 606ه(، حتقيق: عبد القادر أمحد عطا، دار<br />
املسلم، القاهرة.<br />
- النكت والعيون )تفسير املاوردي ت: 450 ه(، راجعه السيد بن<br />
عبد املقصود بن عبد الرحيم، دار الكتب العلمية، بروت.<br />
- نظم الفوائد البن مالك، حتقيق: د. سليامن بن إبراهيم العابد، نر يف جملة جامعة<br />
أم القرى، السنة األوىل، العدد الثاين )1409ه(.<br />
- هدية العارفني للبغدادي )ت: 1339ه(، مصورة مؤسسة التاريخ العريب،<br />
بروت.<br />
175
- مهع اهلوامع يف رشح مجع اجلوامع للسيوطي، حتقيق: عبد السالم هارون<br />
و د. عبد العال سامل مكرم، دار البحوث العلمية، الكويت )1394ه-<br />
1975م(.<br />
- وفيات األعيان البن خلكان )ت: 681ه(، حتقيق: إحسان عباس، دار<br />
صادر، بروت.<br />
* * *<br />
176
الكالم على أول سورة الفتح<br />
وهو تصدير<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
)3(<br />
حتقيق ودراسة<br />
د. عبد احلكيم األنيس
احلمد هلل رب العاملين، وأفضل الصالة وأتم التسليم عىل سيدنا حممد<br />
وعىل آله وصحبه أمجعن.<br />
وبعد: فهذا تصدير أي درس ألقاه اإلمام السيوطي حين صُ دِّ ر<br />
للتدريس، يف الكالم عىل أول سورة الفتح، وكان قد جتاوز الثامنة عرشة من<br />
عمره بقليل، وأتناول الكالم عليه يف النقاط اآلتية:<br />
- وصفه:<br />
بدأ السيوطي هذا اجلزء بحديثه عنه، وهو أنه تصدير ألقاه يوم أجلس<br />
للتدريس بحرضة شيخه علم الدين البلقيني، ومجاعة من القضاة واألفاضل<br />
سنة 867 ه، ثم ذكر ما طالعه عىل هذا الدرس، وافتتحه بخطبة الشافعي يف<br />
كتابه الرسالة، ثم ذكر أن الكالم عىل هذه اآليات سيكون من مخس جهات، هي<br />
سبب النزول، وعلم اللغة، وعلم اإلعراب، وعلم املعاين، وعلم التفسري.<br />
ونجد يف آخر اجلزء قوله: »وأمّا من جهة علم التصوف«، وينقطع الكالم<br />
بدون ذكر يشء.<br />
وقد تكلم فيه عىل اآليات الثالث األوىل من سورة الفتح، وخص مغفرة<br />
ما تقَ دّ م وما تأخر برسالةٍ سامها « املحرر «، فالعمالن يكمل أحدمها اآلخر.<br />
179
- توثيق نسبته:<br />
ذكره املؤلف لنفسه يف التحدث بنعمة اهلل ، وحسن املحارضة ،<br />
وفهرست املصنفات .<br />
- عنوانه:<br />
سامه املؤلف يف الكتب املذكورة: الكالم عىل أول سورة الفتح، ووصفه<br />
بأنه تصدير، وهو ما أثبته عىل الغالف.<br />
- مصادره:<br />
ذكر السيوطي مصادره يف املقدمة، وهي هذه:<br />
- الرسالة للشافعي )ت: 204 ه(.<br />
- الصحاح للجوهري )ت: 393 ه(.<br />
- أسباب النزول للواحدي )ت: 468 ه(.<br />
- الكشاف للزخمرشي )ت: 538 ه(.<br />
)ص .)117<br />
.)293/1( <br />
انظر الفهرست ضمن هبجة العابدين )ص 181(، وقد جاء برقم )37(، وذكر بعده<br />
»املتوكيل« ولكن املحقق أدمج بينهام فصار النص هكذا: »الكالم عىل أول سورة<br />
الفتح، وهو تصدير املتوكيل«! والصواب أن املتوكيل كتاب آخر .<br />
180
- تفسري ابن العريب، وال أدري مَنْ يقصد: القايض أبا بكر )املتوىف سنة<br />
543 ه(، أو حميي الدين ابن عريب )املتوىف سنة 638 ه( ؟! واألول أرجح<br />
فهو الذي يذكره وينقل عنه يف كتبه كاإلتقان مثالً.<br />
- ينبوع احلياة البن ظفر )ت: 565 ه(.<br />
- تفسري السجاوندي )كان حياً يف منتصف القرن السادس(.<br />
- تفسري الرازي )ت: 606 ه(.<br />
- البحر أليب حيان )ت: 745 ه(.<br />
والبد من اإلشارة إىل أنّ ابن العريب وابن ظفر والسجاوندي مل يذكروا<br />
داخل النصّ .<br />
- تاريخ التأليف وظروف اإللقاء:<br />
رصّ ح املؤلف أنه ألقاه يوم الثالثاء تاسع ذي القعدة سنة 867 ه،<br />
فيكون قد أعدَّ ه يف تلك األيام. وقد حتدّ ث عن ظروف إلقائه فقال: »ثم إن<br />
شيخنا املذكور - علم الدِّ ين البُلقيني - اقتىض رأيه الرشيف أن جييزين باإلفتاء<br />
والتدريس، فأجازين بذلك يف شوال سنة ستٍّ وستن، وكتب يل بخطه<br />
إجازة ... فلام أجازين شيخنا شيخ اإلسالم بالتدريس استأذنته يف أن أبارش<br />
الدرس بنفسي وأن يرشفني باحلضور عندي يف أول يوم كام جرت به العادة<br />
فأجاب إىل ذلك، وعنّ يل يوماً حيرض فيه، فذهبتُ ورتبتُ كرّ اسة فيها الكالمُ<br />
عىل أول سورة الفتح بحسب ما وصلت إليه قدريت إذْ ذاك، وافتتحتُها بخطبة<br />
الرسالة لإلمام الشافعي ريض اهلل عنه، اقتداءً بشيخنا شيخ اإلسالم، فإنّه كان<br />
إذا حرض دروس »اخلشابية« يفتتح درسَ ه هبا اقتداءً بوالده وأخيه، ومها كانا<br />
181
يفعالنه تربكاً . وأعلمتُ النّاس بأنّ شيخ اإلسالم البُلْقيني حيرض إجاليس يف<br />
يوم كذا، فلم يصدّ ق أكثر احلسدة، وذهبتُ إىل مقام اإلمام الشافعي ريض اهلل<br />
عنه فدعوتُ عنده وتوسلتُ به يف املعونة، فلامّ كان يوم الثالثاء تاسع ذي القعدة<br />
سنة سبع وستن، حرض شيخ اإلسالم البُلْقيني ومعه ولده وربيبُه، ونوّ ابُه يف<br />
احلكم، ومن الفضالء والطلبة خلقٌ كثري، ومن احلسدة واألعداء أكثر، فامتأل<br />
هبم اجلامع، فصىلّ شيخُ اإلسالم التحية يف املحراب، وصليتُ خلفه، وجلستُ<br />
بن يديه والطيلسانُ مُرخى عىل عينيه فقال: أين املدرّ سُ ؟ فقيل: ها هو ذا. فقال:<br />
تعال هنا. فأجلسني عن يمينه، وجلس ربيبُه القايض صالح الدين عن يساره،<br />
فقال: هنا رَ بْعَةٌ تقرؤون فيها ؟ فقيل: ال. فقرأ سورة تبارك واإلخالص<br />
واملعوّ ذتين والفاحتة ودعا داعٍ. ثم قلتُ : دُسْ تورَ كُمْ . فقال: قل. فافتتحتُ<br />
بخُ طْبة اإلمام الشّ افعي - ريض اهلل عنه - فسُ ّ بذلك وأعجبه، ثُمّ قرأتُ أوّ ل<br />
سورة الفتح، فأعجبه أيضاً، ثُمّ رسدتُ الكالم الذي رتبته. واستمريتُ بعد<br />
ذلك مالزماً لدروسِ شيخنا شيخ اإلسالم، فلم أنفك عنه إىل أن مات » .<br />
- وصف النسخة:<br />
وقفتُ عىل نسخة واحدة ضمن جمموع يف مكتبة األزهر، برقم )979<br />
خاص( و)46242 عام(، وهو حيمل الرقم )21( ضمن رسائل هذا املجموع،<br />
ويقع يف الورقة )81(.<br />
قال الزخمرشي يف أساس البالغة )ص 271(: « فتح العطَّار رَ بْعَتَه وهي جونة الطِّيب،<br />
وهبا سُ مِّ يَتْ ربعة املصحف«.<br />
أي أطلب إذنكم .<br />
هبجة العابدين )ص 71-69(.<br />
182
وقد كتب عىل غالف املجموع أنه بخط السيوطي، وال يصح ذلك، كام<br />
أسلفت يف مقدمة »األزهار الفائحة«، وملا سيأيت يف التعليق.<br />
- خطة التحقيق:<br />
جريت عىل خطتي املعهودة يف هذه الرسائل.<br />
- تنويه:<br />
أول من نبه إىل هذا التصدير شيخ األزهر الشيخ مصطفى عبد الرازق،<br />
وقد استخرجه وألقاه درساً بن يدي ملك مرص فاروق األول، وضيفٍ له هو<br />
امللك عبد العزيز آل سعود، ثم نرش يف جملة األزهر مع تعليقات للشيخ عليه ،<br />
فله الفضل يف ذلك ، وقد قابلت نصه باملخطوط، ونظرت يف التعليقات<br />
فظهر يل أن الشيخ ترك بعض الكلامت، وقد يترصف، وغريّ »صم« إىل<br />
« صىل اهلل عليه وسلم«، ومل يرش، وترجم البن العريب عىل أنه الشيخ الصويف،<br />
وهو ترجيح منه فليس يف النص ما يدلّ عىل املقصود، وترجم للضحاك<br />
انظر جملة األزهر، اجلزء األول من املجلد 17، بتاريخ املحرم سنة 1365 ه-1945م<br />
)ص 63-55(.<br />
ثم أعاد هذا النرش منصور عيل رجب يف كتابه »األزهر بين املايض واحلارض«<br />
)ص 39-33(. وقد دلني عىل هذا التصدير ونرشه يف هذين املوضعن فضيلة الشيخ<br />
جمد مكي جزاه اهلل خرياً.<br />
وحين زرت مكتبة األزهر يوم اخلميس 1431/5/3ه طلبت تصوير املخطوط،<br />
وتم ذلك بتوجيه رئيس اإلدارة املركزية للمكتبة سعادة األستاذ مهدي شلتوت<br />
فله الشكر.<br />
183
- وهو ابن مزاحم - عىل أنه الضحاك بن خملد الشيباين البرصي احلافظ،<br />
املتوىف بالبرصة سنة ! 212<br />
ونقل ما كتب عىل غالف املجموع من أنه بخط السيوطي، ومل يعلق عىل<br />
ذلك .<br />
* * *<br />
ثم أعاد نرش هذا التصدير الدكتور جماهد توفيق اجلندي يف جملة األزهر أيضاً سنة<br />
1403 ه-1983م، وكتب يف أوله قوله: »عثر عىل التصدير وقدّ م له الدكتور<br />
جماهد توفيق اجلندي« كام يف اجلزء الرابع من السنة )55(، )ص 496-488( ! وقد<br />
تابع الشيخ مصطفى عبد الرازق يف عمله وجل تعليقاته، وزاد عليه بنرش صورة من<br />
املخطوط.<br />
وقد شارك اجلندي يف الندوة التي عقدهتا املنظمة اإلسالمية للرتبية والعلوم والثقافة<br />
بالتعاون مع جامعة األزهر سنة 1413 ه-1993م احتفاء بذكرى مرور مخسة<br />
قرون عىل وفاة السيوطي، شارك بكلمةٍ عنواهنا »نظام الدراسة واالمتحان وخترج<br />
األساتذة واإلجازات العلمية يف مرص السيوطي«، جاء فيها قوله يف كالمه عىل<br />
خمطوطات السيوطي يف مكتبة األزهر )80-79/1(: »وقد لفت نظري يف جمموعة<br />
السيوطي )بخط يده( رقم 204 يف متحف املكتبة تصديراً ]كذا[ له يقع يف اثنن<br />
ومخسين سطراً، هو أصغر مؤلفات السيوطي، وهو حمارضة يف الثالث آيات األوىل<br />
من سورة الفتح، ألقاها بجامع شيخون بالقاهرة أمام مجع من الشيوخ واألفاضل،<br />
وحصل هبا عىل إجازة يف التفسري، ويعترب بحثاً جديراً ]كذا[ في التربية اإلسالمية،<br />
ستخرج صورته الخطية من مكتبة األزهر، وترى النور، ويصبح في متناول القراء<br />
ألول مرة منذ كتابتها بخط الشيخ السيوطي ]كذا[ رحمه الله «. ويف هذا الكالم<br />
أكثر من نظر، ومن ذلك أن حصول السيوطي عىل اإلجازة كان قبل إلقاء الدرس<br />
ال بعده !<br />
184
الصفحة األوىل<br />
185
الصفحة الثانية<br />
186
الكالم على أول سورة الفتح<br />
وهو تصدير<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
)3(<br />
النص احملقق
تصدير<br />
تصدير مبارك ألقيته يوم أُجلستُ للتدريس بجامع شيخو رمحه اهلل تعاىل،<br />
بحرضة شيخنا قايض القضاة شيخ اإلسالم علم الدين البُلقيني ومجاعة من<br />
القضاة واألفاضل، وذلك يوم الثالثاء تاسع ذي القعدة سنة ، 867 وقد<br />
مىض من عمري ثامين عرشة سنة وأربعة أشهر وثامنية أيام .<br />
احلمد هلل، طالعتُ عىل هذا التصدير »الكشاف«، و»تفسير« اإلمام<br />
الرازي، و»تفسير« اإلمام ابن العريب، و»البحر« أليب حيان، و»أسباب<br />
النزول« للواحدي، و»تفسير« السجاوندي ، و»ينبوع احلياة« البن ظفر ،<br />
و»صحاح« اجلوهري.<br />
واخلطبة إىل آخر الصالة من كالم اإلمام الشافعي ريض اهلل عنه .<br />
هو اإلمام علم الدين صالح بن شيخ اإلسالم رساج الدين عمر البلقيني، ولد سنة<br />
791 ه. وتوىل القضاء األكرب يف سنة 826 ه، ألف تفسري القرآن، تويف سنة<br />
868 ه. انظر: طبقات املفسين للداودي )220/1(.<br />
يوافق 27 يوليو سنة 1463م. أفاده الشيخ مصطفى عبد الرازق.<br />
ألن السيوطي ولد بالقاهرة ليلة مستهل رجب سنة 849 املوافق 3 أكتوبر سنة<br />
1445م. أفاده الشيخ مصطفى كذلك.<br />
هو املفسر املقرئ النحوي حممد بن طيفور، أبو عبد اهلل السجاوندي الغزنوي، له<br />
تفسري حسن، كان يف وسط املئة السادسة. انظر: طبقات املفسين )160/2(.<br />
هو حجة الدين حممد بن عبد اهلل بن حممد بن ظفر املكي الصقيل، تويف بحامة سنة<br />
565 ه. انظر: طبقات املفسين )171/2(.<br />
189
﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پڀ ڀ ڀ ڀ<br />
ٺ ٺ﴾، واحلمد هلل الذي ال يُؤَ دَّى شكرُ ٍ نعمة من نعمه إال بنعمةٍ<br />
منه، توجب عىل مؤدِّي مايض نعمه بأدائها نعمةً حادثة جيبُ عليه شكره<br />
هبا، وال يبلغ الواصفون كنه عظمته، الذي هو كام وصف نفسه، وفوق ما<br />
يصفه به خلقه.<br />
أمحده محداً كام ينبغي لكرمِ وجهه وعزِّ جالله، وأستعينه استعانة مَنْ ال<br />
حول له وال قوة إال به. وأستهديه هبداه الذي ال يضل به مَنْ أنعم به عليه.<br />
وأستغفره ملا أزلفتُ وأخرت استغفارَ مَنْ يقر بعبوديته، ويعلم أنه ال يغفر<br />
ذنبه وال ينجيه منه إال هو . وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال رشيك له، وأنّ<br />
حممداً عبده ورسوله.<br />
صىل اهلل عليه وعىل آله كام صىل عىل إبراهيم وآل إبراهيم إنه محيد جميد ؛<br />
وريض اهلل عن السّ ادة الصحابة أمجعن، وعن إمامنا اإلمام الشافعي املطلبي<br />
وسائر األئمة، وعن سيدنا وموالنا شيخ اإلسالم ووالده شيخ اإلسالم،<br />
وسائر مشاخينا، والسادة احلارضين، ومجيع املسلمن .<br />
ليست يف الرسالة .<br />
يف األصل: زلفت .<br />
الرسالة )ص 8-7(، ثم )ص 17(.<br />
جاء هنا يف األصل: « قوله سيدنا وموالنا، أقول هو شيخنا علم الدين البلقيني ابن<br />
الشيخ رساج الدين «. ومن الواضح أن هذا كان تعليقاً أدخله الناسخ يف املتن!<br />
190
أمّ ا بعد:<br />
فقد قال اهلل تعاىل: ﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ<br />
ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ﴾ .<br />
الكالم عىل هذه اآلية من جهات:<br />
األوىل: سبب النزول ومكانه وزمنه. الثانية: علم اللغة. الثالثة: علم<br />
اإلعراب. الرابعة: علم املعاين. اخلامسة: علم التفسر .<br />
أقول: قدَّ متُ أوالً الكالم عىل النزول وما يتعلق به، ومناسبةُ تقديمه<br />
ظاهرةٌ، وثنيّتُ باللغة وقدمتُها عىل اإلعراب، ألهنا تبين املعنى، واإلعراب<br />
فرعُ هُ، ومتوقف عىل معرفته، وثلَّثتُ باإلعراب وقدمته عىل املعاين الذي هو<br />
ثمرة اإلعراب، ثم تاله املعاين، وملا انتهيت من األدوات ذكرتُ املقصود<br />
بالذات من اآلية، وهو التفسري وبيان املراد، ثم ختمت بالنهاية وهو علم<br />
التصوف، وهذا ترتيب حسن لطيف .<br />
اكتفى يف األصل هبذا، وقال: إىل عزيزاً .<br />
من سورة الفتح: اآليات 3-1 .<br />
جاء هنا يف األصل: « قويل الكالم عىل هذه اآلية من جهات: األوىل: سبب النزول،<br />
الثانية إىل آخره » ! والظاهر أنّه عنوان جانبي أدرجه الناسخ يف املتن.<br />
وهذا تصور ممتاز عن منهج اإللقاء والتأليف، يدلّ عىل وعي مبكر وفكر منظم.<br />
191
أمَّ ا سبب النزول وما يتعلق به:<br />
فقال اإلمام أبو احلسن الواحدي رمحه اهلل: رُ ويَ عن ابن عباس أنه ملا<br />
نزل قوله تعاىل: ﴿ ک ک ک ک گ گ گ ﴾ ، قال املرشكون: كيف<br />
ندخل يف دينك وأنت ال تدري ما يُفعل بك وبمن اتبعك؟ فنزل قوله تعاىل:<br />
﴿ ٱ ٻ ٻ ﴾ إىل آخره .<br />
قوله: رُ وي عن ابن عباس .. إلخ. أقول: قول ابن عباس هذا حكمه<br />
حكم املرفوع.<br />
ورُ وي أنه ملا نزل: ﴿ پ پ پ ﴾ قال له أصحابه: هنيئاً لك يا رسول اهلل<br />
اجلنة لك ! فام لنا ؟ فنزل: ﴿ ڍ ڍ ڌ ڌ ﴾ إىل آخره ، وملا<br />
نزل: ﴿ ٺ ٺ ٿ ﴾ قالوا كذلك، فنزل: ﴿ چ چ چ ڇ ﴾ ،<br />
وملا نزل: ﴿ ٹ ٹ ٹ ڤ ﴾، قالوا كذلك، فنزل: ﴿ ھ ھ ھ ے<br />
ے ﴾ .<br />
من سورة األحقاف: اآلية . 9<br />
أسباب النزول )ص 608( باختالف يسري.<br />
احلديث إىل هنا بدون لفظ »اجلنة لك« رواه البخاري )1530/4( برقم )3939(.<br />
وانظر: الدر املنثور )471/13(.<br />
من سورة املائدة: اآلية . 3 ويف املذكور نقاش.<br />
من سورة الروم: اآلية . 47 وهي مكية ، وأمّا آية الفتح فقد نزلت يف العودة من<br />
احلديبية !<br />
192
ورُ وي أن قوله تعاىل: ﴿ ٱ ٻ ٻ ﴾ إىل آخره نزل بين مكة واملدينة يف<br />
شأن احلديبية. قال أنس ريض اهلل تعاىل عنه: ملا رجعنا من احلديبية، وقد حيل<br />
بيننا وبين نُسُ كنا ونحن باحلزن والبكاء، أنزل اهلل تعاىل: ﴿ ٱ ٻ ٻ ﴾ إىل<br />
آخره، فقال رسول اهلل ﷺ : « لقد أُنزل عليّ آية هي أحب إليّ من الدنيا وما<br />
فيها » . ويف رواية: « مما طلعتْ عليه الشمس » .<br />
ويف الصحيح أنه نزل ليالً .<br />
وأمّ ا ما يتعلق باآلية من جهة اللغة:<br />
فقال اإلمام أبو نرص اجلوهري يف صحاحه:<br />
« الفتح يطلق عىل النرص وعىل احلكم، ومنه: ﴿ ک ک ک گ<br />
گ ﴾ «، وعىل املاء جيري من عن أو غريها .<br />
واملبين مِ نْ أبان الشيء، إذا أوضحه، ومنه بان، أي اتضح، واستبان أي<br />
ظهر، واستبنته أي عرفته، والتبين اإليضاح والوضوح أيضاً. والبيان الفصاحة<br />
وما به يتبن اليء من داللة وغريها. ومبن أيضاً اسم ماء، قال الشاعر:<br />
يا رِ يَّ ا اليوم عىل مبن .....................<br />
كتبها الناسخ هنا ويف غري موضع: صم .<br />
رواه مسلم )1413/3( برقم )1786(. وآخرون. انظر: الدر املنثور )471/13(.<br />
رواها البخاري )1531/4( برقم )3943(.<br />
من سورة األعراف: اآلية . 89<br />
ينظر: الصحاح )389/1(.<br />
193
أي يا ريّ ناقتي عىل هذا املاء .<br />
واملغفرة من الغفر وهو السرت والتغطية، ومنه غفرت املتاع جعلته يف<br />
الوعاء. واملِغفَر زَ رد ينسج من الدروع عىل قدر الرأس يلبس حتت القلنسوة،<br />
ويقال من هذه املادة: استغفر اهلل لذنبه ومن ذنبه وذنبَه، والفعل غفَر يغفر، وجاء<br />
يف لغةٍ غَ ف ِ ر يغفر، واملصدر مغفرة وغفراناً وغفراً، وجاء يف لغة غفَراً .<br />
والذنب اجلرم، والفعل منه أذنب ..... .<br />
والنعمة اليد والصنيعة، وكذلك النُّعْمَ ى والنعامء والنعيم. ويقال: فالن<br />
واسع النعمة، أي واسع املال .<br />
واهلدى يطلق عىل أمور:<br />
أحدها: خَ لْقُ االهتداء، ومنه: ﴿ ک ک ک گ گ ﴾ .<br />
الثاين: الداللة بلطف، ومنه: ﴿ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ﴾ .<br />
ينظر: الصحاح )2083-2082/5(.<br />
ينظر: الصحاح )771-770/2(.<br />
ينظر: الصحاح )129/1(.<br />
هنا يف األصل فراغ بمقدار كلمتن.<br />
ينظر: الصحاح )2041/5(.<br />
من سورة القصص، اآلية . 56<br />
من سورة الشورى، اآلية . 52<br />
194
الثالث: التقدم، ومنه هوادي اخليل لتقدمها.<br />
الرابع: التبين، ومنه: ﴿ ۇٴ ۋ ۋ ﴾ كذا قيل، ويظهر يل أن<br />
هذا متحد مع الثاين.<br />
اخلامس: اإلهلام، ومنه: ﴿<br />
ثج ثم ثى ثي جح جم ﴾ أي أهلم<br />
ملصاحله.<br />
السادس: الدعاء، ومنه: ﴿ ڃ ڃ ڃ ﴾ ، أي داع.<br />
والرصاط هو الطريق الواضح، والصاد لغة قريش، وعامة العرب<br />
جيعلوهنا سيناً، وكعب جيعلوهنا زاياً، وأهل احلجاز يؤنثونه كالطريق والسبيل<br />
والزقاق والسوق، وبنو متيم يذكّ رون هذا كله. ومجعه رصُ ُ ط ككتاب وكُتب.<br />
واملستقيم ضد املعوج.<br />
والنرص مصدر نَرصَ َ هُ عىل عدوه ينرصه، واالسم منه النُّرصْ<br />
الغيثُ األرض أي غاثها. ونرصت األرض أي مطرت .<br />
ة. ويقال: نرص<br />
والعزيز هو الغالب، ويطلق عىل املحتاج إليه القليل الوجود.<br />
من سورة فصلت، اآلية . 17<br />
من سورة طة، اآلية . 50<br />
من سورة الرعد: اآلية . 7<br />
ينظر: الصحاح )829/2(.<br />
195
وأمّ ا ما يتعلق هبا من جهة اإلعراب:<br />
فقوله ﴿ پ پ پ ﴾ اختلف يف الالم هنا، فقال صاحب »الكشاف«<br />
رمحه اهلل: للتعليل. ثم قال: فإن قلتَ : كيف جعل فتح مكة علة للمغفرة؟<br />
قلتُ : مل جيعل علة للمغفرة ولكن الجتامع ما عدد من األمور األربعة، وهي:<br />
املغفرة وإمتام النعمة وهداية الرصاط املستقيم والنرص العزيز.<br />
وأجاب بجواب آخر، وهو أنه جيوز أن يكون فتح مكة، من حيث إنه<br />
جهاد للعدو، سبباً للغفران والثواب .<br />
قوله: وأجاب ..إلخ، أقول: هذا اجلواب عىل تسليم أنه جعل علة <br />
للمغفرة .<br />
وأجاب اإلمام فخر الدين بجوابن غري هذين .<br />
وقيل: الالم هنا للعاقبة ؛ واملراد أن اهلل فتح لك لكي جيعل لك عالمة<br />
لغفرانه لك.<br />
وقيل: هي الم القسم، وكست حلذف النون من الفعل لشبهها بالم كي.<br />
ورُ دَّ هذا الوجه بأن الم القسم ال تكسر وال ينصب هبا، ولو جاز<br />
هذا جلاز: لِيقومَ زيدٌ يف معنى: ليقومن زيد. قال أبو حيان يف »البحر« جميباً<br />
انظر: الكشاف )332/4(.<br />
يف األصل: مكة . وهو حتريف .<br />
انظر تفسريه )79/28(.<br />
196
عن هذا الردّ: أما الكس فقد عُ لِّلَ بأنه لشبهه بالم كي، وأمّا النصب فله أن<br />
يقول: ليس هذا نصباً، لكنها احلركة التي تكون مع وجود النون بقيت بعد<br />
حذفها داللة عىل احلذف.<br />
ثُمّ قال: وبعد، فهذا القول ليس بيء، إذ ال حيفظ من كالمهم واهلل لنقوم،<br />
وال باهلل ليخرج زيد، بكس الالم وحذف النون وبقاء الفعل مفتوحاً .<br />
وأمّ ا ما يتعلق هبا من جهة املعاين:<br />
ففي قوله: ﴿ ٱ ٻ ﴾، وقوله: ﴿ پ پ پ ﴾ التفات من التكلم إىل<br />
الغيبة، ونكتته أنه ملا كان الغفران وإمتام النعمة واهلداية والنرص يشرتك يف<br />
إطالقها الرسول ﷺ ، وغريه بقوله: ﴿ ہ ھ ھ ھ ھ ےے ﴾ ، وقوله:<br />
﴿ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ﴾ ، وقوله: ﴿ ٿ ٿ ٿ ﴾ ،<br />
وقوله: ﴿ ڭ ڭ ۇ ﴾ ، ومل يكن الفتح ألحد إال للرسول، أسنده<br />
تعاىل إىل نون العظمة تفخيامً لشأنه، وأسند تلك األشياء األربعة إىل الظاهر،<br />
واشرتكت اخلمسة يف اخلطاب له ﷺ ، تأنيساً له وتعظيامً لشأنه، ومل يؤت باالسم<br />
الظاهر، ألن يف اإلقبال عىل املخاطب ما ال يكون يف االسم الظاهر .<br />
البحر املحيط )90/8(.<br />
من سورة النساء، اآلية . 48<br />
من سورة البقرة، اآلية . 40<br />
من سورة البقرة، اآلية 142.<br />
من سورة الصافات، اآلية . 172<br />
قوله: « ملا كان الغفران » إىل هنا من البحر املحيط )90/8(.<br />
197
ويف قوله: ﴿ ٹ ڤ ﴾ إسناد العزة إىل النرص، وهو جماز، فالعزيز حقيقة<br />
هو املنصور ﷺ، وقيل: فيه جماز احلذف، والتقدير: « عزيزاً صاحبه «. وأعيد<br />
لفظ اهلل يف: ﴿ ٹ ٹ ﴾ ملّا بعُد عام عطف عليه، وليكون املبدأ مسنداً إىل<br />
االسم الظاهر، واملنتهى كذلك .<br />
قوله: التفات إلخ، أقول: مل يذكر ذلك يف »الكشاف«، وأشار إليه أبو<br />
حيان يف »البحر« تلوحياً ال ترصحياً.<br />
قوله: وقيل فيه جماز احلذف، أقول: هذا من تعبريي وترصيفي.<br />
وأمّ ا ما يتعلق هبا من جهة التفسر:<br />
قوله: ﴿ ٱ ٻ ﴾ يف املراد بالفتح هنا أقوال:<br />
أحدها: فتح مكة، واختاره أبو بكر الرازي من اجلميع ،<br />
وأبو حيان .<br />
والثاين: عام احلديبية عند انفكاكه منها.<br />
ينظر: البحر املحيط )90/8(.<br />
كذا، واملذكور يف ترمجته: أبو عبد اهلل. انظر: طبقات املفسين )216/2(.<br />
انظر: تفسريه )78/28(.<br />
انظر: البحر املحيط )89/8(.<br />
لعلّ األَ وْ لى أن يقال: صلح احلديبية. انظر تفاسري اآلية، ومنها تفسري أيب السعود<br />
.)104-103/8(<br />
198
والثالث - قاله جماهد -: فتح خيرب، ويف بعض اآلي ما يدل عليه.<br />
والرابع: قال الضحاك: املراد فتح اهلل له باإلسالم والنبوة والدعوة واحلجة<br />
والسيف، وال فتح أبن منه، وأعظم، وهو رأس الفتوح كلها، إذ ال فتح من<br />
فتوح اإلسالم إال وهو عنه ومشتق منه.<br />
اخلامس: قال غريه: املراد نرص اهلل عىل أهل مكة أنك تدخلها أنت<br />
وأصحابك من قابل لتطوفوا بالبيت.<br />
قوله: ﴿ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ﴾:<br />
قال ابن عباس: ما تقدم قبل النبوة، وما تأخر بعدها.<br />
وقال غريه: ما وقع وما مل يقع، عىل طريق الوعد بأنه مغفور له.<br />
وقال سفيان : ما تأخر: هو ما مل يعمله .<br />
وقال آخر: املتقدم واملتأخر معاً ما كان قبل النبوة.<br />
يف األصل ما صورته: ! وأثبته الشيخ مصطفى عبد الرزاق: بعض اآلي.<br />
يف األصل: والفتح. وعلق الشيخ مصطفى عبد الرازق عليه بقوله: لعله « وال فتح »<br />
كام جاء يف تفسري أيب السعود ]104/8[.<br />
بعدها كلمة مل أتبينها، وجعلها الشيخ مصطفى عبد الرازق: تعاىل . وليست كذلك.<br />
هو الثوري كام يف الكشف والبيان )42/9(.<br />
يف األصل: يعلمه !<br />
199
وقال آخر: تأكيد للمبالغة كام تقول: أحبّك مَنْ عرفك ومَنْ مل يعرفك.<br />
وقال آخر: ﴿ ڀ ڀ ڀ ڀ ﴾ يعني من ذنب أبيك آدم وحواء، ﴿ ٺ<br />
ٺ ﴾ ذنوب أمتك.<br />
وقال آخر: املعنى لو كان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه .<br />
قوله: ﴿ ٺ ٺ ٿ ﴾:<br />
قيل: بالنبوة واحلكمة.<br />
وقيل: بفتح مكة والطائف وخيرب.<br />
وقيل: بخضوع من استكرب.<br />
والصحيح بدخول اجلنة .<br />
قوله: ﴿ ٿ ﴾ املراد: يثبتك عىل اهلدى كام يف قوله ﴿ ٱ ٻ ٻ<br />
ٻ﴾ ، ﴿ چ چ چ ڇ﴾ ، وأمثال ذلك.<br />
قوله: ﴿ ٿ ٿ ﴾ املراد به هنا اإلسالم .<br />
وانظر رسالة »املحرر« للمؤلف اآلتية، ففيها تفصيل القول يف هذه اآلية.<br />
من سورة األحزاب، اآلية . 1<br />
من سورة النساء، اآلية 136، وقوله »آمنوا« مل تكن يف األصل، وقد أثبتها الشيخ<br />
مصطفى عبد الرازق.<br />
200
وأمّا من جهة علم التصوف ..<br />
آخر الرسالة.<br />
* * *<br />
هنا يف األصل فراغ بحدود سطرين.<br />
وقد قال الشيخ مصطفى عبد الرازق يف مقدمته عىل هذا التصدير:<br />
« وإذا كان مل يصل إلينا ما كتبه السيوطي يف تصديره عن التصوف، فإنّ بعض<br />
املؤلفين أشار يف حتديد معاين الفتح إىل معنى هو أقرب إىل معاين الصوفية.<br />
قال الراغب يف كتابه »املفردات يف غريب القرآن« ]ص 621[: « وقوله<br />
﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ﴾، قيل: عنى فتح مكة، وقيل: بل عنى ما فتح عىل النبي ﷺ من<br />
العلوم واهلدايات التي هي ذريعة إىل الثواب، واملقامات املحمودة التي صارت سبباً<br />
لغفران الذنوب «، ولعل هذا املعنى هو الذي عربّ عنه بعضُ املفسين باإلهلام «.<br />
201
املصادر<br />
- األزهر بين املايض واحلارض ملنصور عيل رجب، مطبعة املقتطف<br />
واملقطم، القاهرة )1946م(.<br />
- أساس البالغة للزخمرشي )ت: 538 ه(، حتقيق: مزيد نعيم وشوقي<br />
املعري، مكتبة لبنان نارشون، ط1 )1998م(.<br />
- أسباب نزول القرآن للواحدي )ت: 468 ه(، حتقيق: ماهر ياسين<br />
الفحل، دار امليامن، الرياض، ط1 )1426ه-2005م(.<br />
- اإلمام جالل الدين السيوطي: االحتفاء بذكرى مرور مخسة قرون<br />
عىل وفاته « بحوث الندوة التي عقدهتا املنظمة اإلسالمية بالتعاون مع جامعة<br />
األزهر: القاهرة، 13-11 شوال 1413 ه/5-3 أبريل 1993م «، نرش<br />
املنظمة اإلسالمية للرتبية والعلوم والثقافة - إيسيسكو، مطبعة إليت، الرباط<br />
)1416 ه-1995م(.<br />
- البحر املحيط أليب حيان )ت: 745 ه(، تصوير دار إحياء الرتاث<br />
العريب، بريوت، ط2 )1411ه-1990م(.<br />
- هبجة العابدين برتمجة حافظ العرص جالل الدين )السيوطي( لعبد القادر<br />
الشاذيل )كان حياً سنة 946ه(، حتقيق: عبد اإلله نبهان، مطبوعات جممع<br />
اللغة العربية بدمشق، ط1، )1419ه-1998م(.<br />
202
- التحدث بنعمة اهلل للسيوطي )ت: 911 ه(، حتقيق: اليزابث ماري<br />
سارتن، مطبعة جامعة كامربدج )1972م(.<br />
- تفسري أيب السعود )ت: 951ه(، تصوير دار إحياء الرتاث العريب،<br />
بريوت، ط4 )1414ه-1994م(.<br />
- تفسري الرازي )ت: 606 ه(، دار الفكر، بريوت )1414 ه -<br />
1993م(.<br />
- حسن املحارضة يف تاريخ مرص والقاهرة للسيوطي، حتقيق: حممد أبو<br />
الفضل إبراهيم، دار الفكر العريب، القاهرة )1418ه-1998م(.<br />
- الدر املنثور يف التفسري املأثور للسيوطي، حتقيق: عبد اهلل الرتكي ومركز<br />
هجر، القاهرة، ط1، )1424ه-2003م(.<br />
- الرسالة للشافعي )ت: 204 ه(، حتقيق: أمحد حممد شاكر، تصوير دار<br />
الفكر، بريوت.<br />
- الصحاح للجوهري )ت393ه(، حتقيق: أمحد عبد الغفور عطار، دار<br />
العلم للمالين، بريوت، ط4 )1990م(.<br />
- صحيح البخاري )ت: 256 ه(، طبعة مصطفى البغا، دار ابن كثري،<br />
دمشق، ط5 )1414 ه-1993م(.<br />
203
- صحيح مسلم بن احلجاج )ت: 261 ه(، طبعة حممد فؤاد عبد الباقي،<br />
مصورة دار الكتب العلمية، بريوت )1413ه-1992م(.<br />
- طبقات املفسين للداوودي )ت: 945ه(، دار الكتب العلمية،<br />
بريوت.<br />
- الكشَّ اف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل يف وجوه التأويل<br />
للزخمرشي )ت:538ه(، دار الكتاب العريب، بريوت، ط1، )1415ه-<br />
1995م(.<br />
- الكشف والبيان للثعلبي )ت: 427ه(، حتقيق: أيب حممد بن عاشور،<br />
دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، ط1 )1422ه-2002م(.<br />
- جملة األزهر، اجلزء األول، املجلد 17، املحرم سنة )1365ه-<br />
1945م(.<br />
- جملة األزهر، اجلزء الرابع، السنة )55(، ربيع اآلخر سنة )1403 ه-<br />
1983م(.<br />
- مفردات ألفاظ القرآن للراغب األصفهاين )ت يف حدود 425<br />
ه(، حتقيق: صفوان عدنان داوودي، دار القلم، دمشق، ط1 )1412ه-<br />
1992م(.<br />
* * *<br />
204
)4(<br />
ميزان املعدلة<br />
يف<br />
شأن البسملة<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
حتقيق ودراسة<br />
د. عبد احلكيم األنيس
احلمد هلل رب العاملين، وأفضل الصَّ الة وأتم التسليم عىل سيدنا حممد<br />
وعىل آله وصحبه أمجعن.<br />
وبعد: فهذه « ميزان املعدلة يف شأن البسملة «، وهي من رسائل<br />
السيوطي القرآنية، التي أبدى فيها اختياراً له يف مسألة كثر فيها االختالف،<br />
وأتناول الكالم عليها حتت العناوين اآلتية:<br />
- وصفها:<br />
كان للسيوطي اختيارات فقهية، وقد ذكرها عىل وجه االختصار يف كتابه<br />
« التحدث بنعمة اهلل » وبسطها بأدلتها يف كتابه « حواشي الروضة «، ومن هذه<br />
االختيارات: رأي في مسألة البسملة، فقد ذهب - كما يقول - إلى أن إثبات<br />
البسملة من الفاتحة ومن كل سورة بالقطع ال بالظن، ونفيها كذلك بالقطع<br />
ال بالظن، كسائر الحروف الثابتة في بعض القراءات دون بعض، فهي نازلة<br />
في حرف دون حرف، وكالهما قطعي الثبوت واإلسقاط «، قال: « وفي هذه<br />
المسألة تأليف سميته: ميزان المعدلة » .<br />
وبنى على ذلك أن البسملة ال تجب قراءتها في الصالة، وأنه لو قرأ<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 229( .<br />
207
الفاتحة بدونها صحت صالته. فهذه الرسالة تتولى بيان ذلك، واالستدالل له،<br />
وقد أفاد السيوطي ممن سبقه، وخرج برأي جديد يخالف قول الشافعي.<br />
- توثيق النسبة:<br />
ذكرها السيوطي لنفسه في كتابه المذكور، ضمن القسم الرابع من<br />
مؤلفاته، وهو ما كان كراساً ونحوه، سوى مسائل الفتاوى، وذلك مئة مؤلف،<br />
فكانت برقم )58( .<br />
باإلضافة إلى النص المنقول آنفاً .<br />
وذكرها في حسن المحاضرة، ضمن األجزاء المفردة في مسائل<br />
مخصوصة .<br />
. )16(<br />
وفي فهرست المصنفات، في فن التفسير وتعلقات القرآن برقم<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 118( .<br />
انظر .)295/1(<br />
انظر: هبجة العابدين )ص 178(.<br />
208
- عنواهنا:<br />
اتفقت النصوص المذكورة، والنسخ الخطية على تسميتها بهذا العنوان:<br />
« ميزان المعدلة في شأن البسملة «، وكأنه سماها بذلك لذكره الميزان في<br />
نصها - كما سيأتي - وجاء في عقود الجوهر : « في شرح » وهو خطأ .<br />
- مصادرها:<br />
ذكر - رحمه اهلل - فيها عدة مصادر، وهي:<br />
- سنن النسائي )ت: 303 ه(.<br />
- صحيح ابن خزيمة )ت: 311 ه(.<br />
- صحيح ابن حبان )ت: 354 ه(.<br />
- المستدرك للحاكم )ت: 405 ه(.<br />
- شرح المهذب « المجموع » للنووي )ت: 676 ه(.<br />
- رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب لتاج الدين السبكي )ت:<br />
771 ه(.<br />
- النشر في القراءات العشر البن الجزري )ت: 833 ه(.<br />
)ص .)214<br />
209
- وذكر القاضي أبا بكر الباقالني )ت: 403 ه(، ولم يذكر كتاباً، ولعله<br />
اعتمد في ذكره على « رفع الحاجب «.<br />
- وأحال من كتبه على « اإلتقان «.<br />
وتبين لي أنه أفاد من:<br />
- كتاب البسملة ألبي شامة المقدسي )ت: 665 ه( الذي نقل هذا<br />
الرأي عن ابن حزم.<br />
- « عنوان الزمان في تراجم الشيوخ واألعيان » للبقاعي )ت: 885 ه(<br />
الذي نقل رأي ابن حجر في قضية اإلثبات والنفي معاً.<br />
- تاريخ التأليف:<br />
لم يذكر في النسخ التي بين يديَّ تاريخ لتأليف هذه الرسالة، ولكن<br />
ذِكْرها في التحدث بنعمة الله يشير إلى أنها مبكرة نوعاً ما .<br />
ويبدو أن السيوطي كتب هذا القدر، ثم شغل عنها، ولم يتيسر له الرجوع<br />
إليها إلى حين وفاته، إذ جاء في بعض نسخها: « هذا آخر ما وجد بخط<br />
المصنف، وتوفي وهو على هذه الصورة «، ولذلك نظائر في كتبه وكتب<br />
غيره.<br />
وسياق الرسالة يدل على أنّه كان يريد مَدَّ القول فيها فيذكر األحاديث<br />
210
التي فيها أن النبي ﷺ قرأ البسملة في الصالة، والتي فيها أنه لم يقرأها. وعلى<br />
أية حال فهذا القدر الذي أنجزه دالٌ تمام الداللة على رأيه في ذلك .<br />
والغريب أن كل مَنْ ذكر هذه الرسالة - بما في ذلك المصنف - لم يشر<br />
إلى أنها لم تكتمل .<br />
والذي يلفت النظر أنه لم يذكرها في كتابه « نواهد األبكار وشواهد<br />
األبكار » الذي أنجزه سنة 900 ه، وقد أطال في الكالم على البسملة، وبين<br />
كالمه في الموضعين قدرٌ مشترك يظهر من خالل قراءة النص المنقول من<br />
« نواهد األبكار » في الملحق.<br />
- وصف النسخ:<br />
وقفت لهذه الرسالة على خمس نسخ، وهي:<br />
1- نسخة مصورة في مكتبة الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة عن<br />
مظاهر العلوم بسهارنفور في الهند، ورقمها )1617/ف/14(، في ورقتين.<br />
ورمزها: ع . وقد انفردت هذه النسخة في آخرها بزيادة مهمة .<br />
انظر: كشف الظنون )1918/2(، وهدية العارفين )543/1(، وعقود اجلوهر<br />
)ص214(، ومكتبة اجلالل السيوطي )ص 362(، ودليل خمطوطات السيوطي<br />
)ص 40(.<br />
جاء يف معجم مؤلفات السيوطي املخطوطة بمكتبات اململكة العربية السعودية العامة<br />
)ص 156( أن عنوان هذه النسخة: « املعدلة «. وهو سهو يف النظر، فعنواهنا: ميزان<br />
املعدلة .<br />
211
2- نسخة مصورة من مكتبة الحرم المدني، ورقمها )80/148(،<br />
وخطها مغربي، في 3 أوراق، كتبت سنة 1275 ه. ورمزها: ح .<br />
3- نسخة مصورة في مركز جمعة الماجد بدبي من دار الكتب الوطنية<br />
بتونس، ورقمها )11952(، في 3 أوراق. ورمزها: س .<br />
4- نسخة مصورة من مكتبة رشيد أفندي في اسطنبول، ورقمها<br />
)1004(، في ورقتين. ورمزها: ر .<br />
5- نسخة مصورة من المكتبة السليمانية في اسطنبول، ورقمها )598(،<br />
في 3 أوراق، ورمزها: م . وكلها ضمن مجاميع.<br />
وهاتان النسختان تكرم بهما األخ الدكتور محمد إقبال فرحات جزاه<br />
اهلل خيراً .<br />
ولها نسخ أخرى ذُكِرَ منها في »الفهرس الشامل« ثماني نسخ ليس منها<br />
هذه النسخ . وهي في القاهرة وبغداد وتطوان واسطنبول وبرلين.<br />
- خطة التحقيق:<br />
قابلت النسخ بعضها ببعض، للخروج بنص سليم، وجريت وفق الخطة<br />
المعتادة تحريراً وتوثيقاً وتعليقاً، ومن اهلل نستمد العون.<br />
انظر )543/1( .<br />
212
الصفحة األوىل من النسخة )ع(<br />
213
الصفحة األخرية من النسخة )ع(<br />
214
الصفحة األوىل من النسخة )ح(<br />
215
الصفحة األخرية من النسخة )ح(<br />
216
الورقة األوىل من النسخة )س(<br />
217
الصفحة األخرية من النسخة )س(<br />
218
الصفحة األوىل من النسخة )ر(<br />
219
الصفحة األخرية من النسخة )ر(<br />
220
الصفحة األوىل من النسخة )م(<br />
221
الصفحة األخرية من النسخة )م(<br />
222
ميزان املعدلة<br />
يف<br />
شأن البسملة<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
النص احملقق
احلمد هلل وكفى ، وسالم عىل عباده الذين اصطفى .<br />
)وبعد: ف( قد اشتهر كالم الناس يف شأن البسملة واحتجاجهم<br />
عىل أهنا قرآن أو غري قرآن ، وشنع القايض أبو بكر الباقالين وغريه عىل<br />
الشافعي يف إثباهتا قرآناً بأن القرآن ال يثبت بالظن ، وإنام يثبت بالتواتر .<br />
وشكك بعضهم عىل الفريقن معاً مَنْ أثبت ومَنْ نفى ، وقال: القرآن<br />
ال يثبت بالظن ، )وال يُنفى بالظن( ، ورشطه القطع يف اجلانبن .<br />
ومل أر أحداً ممن تكلم عىل هذه املسألة جنح إىل القول بالقطع والتواتر، بل<br />
كلهم معرتف بأهنا ظنية ، حتى قال القايض تاج الدين ...................<br />
يف ح، س: والصالة والسالم عىل رسول اهلل ﷺ .<br />
من ر، م .<br />
من ح، س .<br />
جاء بعدها يف ع: »عىل أهنا قرآن «. ومل ترد يف ح، س، وال معنى هلا، فحذفتها .<br />
انظر ما جاء يف ذلك يف: تفسري الرازي )200/1(، )ضمن املسائل الفقهية املستنبطة من<br />
هذه السورة(، وكتاب البسملة )ص 269(، واملجموع )337/3(، ورفع احلاجب<br />
عن خمترص ابن احلاجب )90-89/1(، واالنتصار للقرآن )225-204/1(.<br />
يف ح، س: وشكل ! ويف ر: وشنع .<br />
سقطت من ح، س.<br />
هذا مستغرب، فإن كالم ابن اجلزري الذي سينقله هنا يشري إىل ذلك، ثم إنه رصح<br />
يف حاشيته عىل تفسري البيضاوي « نواهد األبكار وشواهد األفكار » أن هذا رأي<br />
ابن حجر، وابن اجلزري، وأنه رأي حكاه أبو شامة يف كتاب البسملة عن بعض<br />
املتأخرين، )وهو ابن حزم(، وسياقه يدل عىل أنه سمع برأي ابن حجر قبل =<br />
225
)ابن السبكي( يف »رفع احلاجب« : « ال يسرتاب يف أنّ حكمنا بأهنا مِ نَ<br />
القرآن دون حكمنا عىل آية الكريس ونحوها » .<br />
وقال يف موضع آخر- عىل وجه املعارضة البن احلاجب- : « نحن <br />
ال ندعي تواتر البسملة اآلن ، فإنّا نحن مل نثبتها إنام املثبت إمامنا الشافعي ،<br />
فلعلها تواترت عنده ، ورُ بَّ متواتر عند قوم دون آخرين ، ويف وقتٍ دون<br />
آخر« .<br />
وأقول: الذي أعتقده وال أرتاب فيه أن البسملة من باب القطع إثباتاً<br />
ونفياً ال من باب الظن ، وإنّا عىل إثباهتا نحكم بكوهنا قرآناً كحكمنا عىل آية<br />
الكريس ونحوها سواء من غري تفاوت.<br />
وهذا الكالم - وإن مل تألفه النفوس- فكوهنا قطعية اإلثبات هو أحد<br />
= وقوفه عىل رأي ابن اجلزري، ثم إن كالمه يف امليزان هنا فيه إفادة واضحة من كتاب<br />
البسملة أليب شامة، مما يعني أنه وقف عليه قبل أن يؤلفه. وألمهية هذا النص نقلته<br />
هنا، وجعلته يف ملحق آخر الرسالة .<br />
ليست يف ع، ويف ر: بال « ابن «.<br />
رفع احلاجب )89/2(.<br />
يف ح، س: بحق !<br />
رفع احلاجب )86/2(.<br />
يف س: وملا !<br />
يف ح، س، ر، م: وإهنا .<br />
ليست يف ع، ويف ر: ونحوه !<br />
226
الوجهين ألصحابنا ، كما هو حمكي يف « رشح املهذب » وغريه ، فال<br />
يستغرب ذلك ، إنما يستغرب احلكم بالقطع عىل جهتي اإلثبات والنفي<br />
معاً ، فهو كاجلمع بن النقيضن ، وال غرابة يف ذلك ، ( فقد أشار إليه بعض<br />
املتأخرين من القراء كما سأنقل عبارته .<br />
وحترير القول يف ذلك ) :أن القرآن نزل عىل سبعة أحرف ، ونزل<br />
مرات متكررة كام بينته يف كتاب « اإلتقان » ، فنزل يف بعضها بزيادة ، ويف<br />
بعضها بنقص :<br />
كقراءة ﴿ مالك ﴾ و﴿ ملك ﴾ .<br />
انظر املجموع )333/3(.<br />
يف ح، س: وإن !<br />
ما بن اهلاللن سقط من ع . انتقل نظر الناسخ من »ذلك« األوىل إىل الثانية.<br />
عقد املؤلف النوع احلادي عرش من أنواع علوم القرآن ملا تكرر نزوله وقال فيه<br />
)236-235/1(: « قد جيعل من ذلك األحرفُ التي تقرأ عىل وجهن فأكثر، ويدل<br />
له ما أخرجه مسلم من حديث أُيب: إنّ ريب أرسل إيلَّ أن اقرأ القرآن عىل حرف،<br />
فرددتُ إليه: أن هوِّ ن عىل أمتي، فأرسل إيلَّ : أن اقرأه عىل حرفن، فرددتُ إليه: أن<br />
هوِّ ن عىل أمتي، فأرسل إيلَّ : أن اقرأه عىل سبعة أحرف . فهذا احلديثُ يدلّ عىل أن<br />
القراءات مل تنزل من أول وهلة بل مرة بعد أخرى.<br />
ويف مجال القراء للسخاوي بعد أن حكى القول بنزول الفاحتة مرتن: فإن قيل: فما<br />
فائدة نزوهلا مرة ثانية ؟ قلتُ : جيوز أن تكون نزلت أوّ ل مرة عىل حرفٍ واحد، ونزلت<br />
يف الثانية ببقية وجوهها نحو: ملك ومالك، والرساط والرصاط، ونحو ذلك «.<br />
انظر: معجم القراءات )9-8/1(، وكالمها سبعيتان .<br />
227
و﴿ جتري حتتها ﴾، ﴿ ومن حتتها ﴾، يف براءة .<br />
و﴿ إن اهلل هو الغني احلميد ﴾، ﴿ وإن اهلل الغني احلميد ﴾ يف سورة<br />
احلديد .<br />
فال يشك أحد وال يرتاب يف أن القراءة بإثبات األلف ، ومِ ن،<br />
وهو، ونحو ذلك متواترة )قطعية، وأن القراءة بحذف ذلك أيضاً<br />
متواترة قطعية( ، وأن ميزان 1) اإلثبات واحلذف يف ذلك سواء .<br />
وكذلك نقول يف البسملة : إهنا نزلت يف بعض األحرف ومل تنزل يف<br />
بعضها ، فإثباهتا قطعي وحذفها قطعي ، وكلٌ متواتر ، وكلٌ يف السبعة ، فإنَّ<br />
بعض القراء السبعة قرؤوا هبا، وبعضهم قرؤوا بحذفها، وقراءة السبعة كلها<br />
متواترة:<br />
اآلية 100، انظر: معجم القراءات )446/3(، وكالمها سبعيتان، وانفرد ابن كثري<br />
بقراءة « مِ نْ «.<br />
اآلية 4، انظر: معجم القراءات )347/9(، وكالمها سبعيتان. وجاء يف ع: وإن اهلل<br />
لغني محيد. وهو من سهو الناسخ. ومل تذكر يف ر، م .<br />
اقرأ كالم أيب شامة ضمن النص املنقول يف امللحق. واملحىل )254-253/3(.<br />
ليست يف ح، س.<br />
يف ح، س، ر: القرآن .<br />
يف ح، س: يف إثبات .<br />
ونحو ذلك: ليست يف ح، س . ويف ر ذكرت « هو » بعدها .<br />
يف ح، س: متواتر ! ويف م: متواترة ونحو ذلك !<br />
ما بن اهلاللن سقط من ح، س. ويف ر، م: بحذف ذلك متواترة أيضاً .<br />
1) حترفت يف ع إىل: بن إن .<br />
228
فمَ ن قرأ هبا فهي ثابتة يف حرفه متواترة إليه.<br />
ومَن قرأ بحذفها فحذفُها يف حرفه متواتر إليه .<br />
وألطف من ذلك أن نافعاً له راويان قرأ أحدمها عنه هبا ، واآلخر<br />
بحذفها، فدلَّ عىل أن األمرين تواترا عنده بأن قرأ باحلرفن معاً بإسنادين أو<br />
بأسانيد متعددة ، وهبذا التقرير ينجيل اإلشكال عن األمرين ، ويتضح كال<br />
الطرفن ، وال يُستغرب اإلثبات ممن أثبت، وال النفي ممن نفى .<br />
وقد أشار إىل يشءٍ مما ذكرته أستاذُ القراء اإلمام شمس الدين ابن اجلزري،<br />
فقال يف كتابه « النرش« - بعد أن حكى يف البسملة مخسة أقوال -:<br />
« قلتُ : وهذه األقوال ترجع إىل النفي واإلثبات ، والذي نعتقده أن<br />
كليهام صحيح ، وأنَّ كل ذلك حق ، فيكون االختالف فيها كاالختالف يف<br />
القراءات » هذا لفظه .<br />
حترفت يف ع: والظن !<br />
يف ع: الطريقن .<br />
.)369/1( <br />
أمّا األقوال اخلمسة فهي:<br />
« أحدها: أهنا آية من الفاحتة فقط، وهذا مذهب أهل مكة، والكوفة، ومن وافقهم،<br />
ورُ وي قوالً للشافعي.<br />
الثاين: أهنا آية من أول الفاحتة، ومن أول كل سورة، وهو األصح من مذهب الشافعي<br />
ومَنْ وافقه، وهو رواية عن أمحد، ونسب إىل أيب حنيفة.<br />
الثالث: أهنا آية من أول الفاحتة، بعض آية من غريها، وهو القول الثاين للشافعي.<br />
الرابع: أهنا آية مستقلة يف أول كل سورة ال منها، وهو املشهور عن أمحد، وقول =<br />
229
فصل: إذا تقرر ما ذكرتُه فقد نتج يل منه بحثٌ ال يسمعه شافعي فيقبله،<br />
وال يصغي إليه بأذنه ، وربام عدَّ ذلك من اهلذيان ، وربام ارتقى إىل غري ذلك من<br />
العبارات وليس اخلرب كالعيان ، وأذكره وال عيلَّ :<br />
أما عالمٌ له ذوق وعنده حتقيق فيعرتف بصحته، أو جييب عنه بقدح<br />
قرحيته.<br />
وأما جاهلٌ فال عربة باجلاهلن .<br />
أو جامدٌ قارصٌ فدعه ينعق مع الناعقن :<br />
<br />
الذي يقتضيه النظر أنَّ البسملة ال جتب قراءهتا يف الصالة ، وأنه لو قرأ<br />
الفاحتة بدوهنا صحَّ تْ صالته ، وذلك أنه مل يرِ دْ عن النبي ﷺ األمرُ بقراءة<br />
البسملة بعينها يف الصالة ، إنما وَ رَ دَ األمر بقراءة الفاحتة، ووَ رَ دَ ما يدل عىل<br />
أن البسملة من الفاحتة ، فأنتج هذا لألصحاب أهنم أوجبوا قراءة البسملة،<br />
وهذه النتيجة غري الزمة ملا قدمت تقريره أن البسملة نسبتها إىل الفاحتة كنسبة<br />
سائر القراءات املتنوعة يف احلروف والكلامت .<br />
= داود وأصحابه، وحكاه أبو بكر الرازي عن أيب احلسن الكرخي - وهو من كبار<br />
أصحاب أيب حنيفة - .<br />
اخلامس: أهنا ليست بآية، وال بعض آية من أول الفاحتة، وال من أول غريها، وإنام<br />
كتبت للتيمن والتربك، وهو مذهب مالك، وأيب حنيفة، والثوري، ومن وافقهم،<br />
وذلك مع إمجاعهم عىل أهنا بعض آية من سورة النمل، وأن بعضها آية من الفاحتة «.<br />
يف ع ، ر: فتح .<br />
يف ح: « يف » بدل: قرأ !<br />
سقطت من ح، س . ويف ر ، م: وإنام .<br />
يف ع: املنتزعة .<br />
230
وقد اتفق األصحاب عىل أنه ال جيب عىل املصيل أن يقرأ الفاحتة عىل<br />
احلرف األتم، بل الواجب قراءهتا بقراءة أحد األئمة السبعة، فلو قرأها بحرف<br />
﴿ ملك ﴾، و﴿ عليهم ﴾ يف املوضعن بال صلة أجزأه باالتفاق، وإن <br />
كان ناقصاً ثالثة أحرف عن قراءة من يقرأ : ﴿ مالك ﴾، و﴿ عليهم ﴾ يف<br />
املوضعن بالصلة .<br />
وكذلك نقول : مَنْ قرأ الفاحتة بقراءة نصف السبعة الذين يقرؤوهنا<br />
بال بسملة أجزأه ، وال جيب عليه أن يقرأ بقراءة النصف الذين يزيدون فيها<br />
البسملة .<br />
فإن فرَّ ق فارقٌ بأنَّ هذه آية وتلك ثالثة أحرف؟<br />
ال: سقطت من ح ، س .<br />
جاء يف معجم القراءات )21/1( عند قوله تعاىل: ﴿ صراط الذين أنعمت عليهم ﴾:<br />
« قرأ ابن كثير ونافع وقالون بخالف عنه وأبو جعفر وابن محيصن وورش.<br />
« عَ لَيْهِ مُ و » بكسر الهاء وضم الميم وواو بعدها، وإذا وقف ابن كثير أسقط<br />
الواو«. ولم يذكر شيئاً عند قوله تعالى: ﴿ غير المغضوب عليهم ﴾، وذكر ذلك عن<br />
ابن كثير: ابن مجاهد في السبعة ص . 108<br />
يف ح، س: أجزأت .<br />
يف ح ، س: فإنْ !<br />
يف ع: نحو ! ويف ر: عىل !<br />
يف ع: يقول !<br />
نصف: مل تذكر يف ع، هنا، ويف املوضع اآليت.<br />
انظر كالم ابن حزم ضمن النص املنقول يف امللحق .<br />
231
قلنا: ال فرق فيام خيل بالصالة بين اآلية واحلرف ، فلو أسقط من<br />
الفاحتة حرفاً من املجمع عليه مل جيزه باالتفاق ، فلام أجزأه إسقاطُ حرفٍ من<br />
املختلف فيه باالتفاق ، فكذلك إسقاط آيةٍ أو بعضِ آية خمتلف فيها ، بل<br />
مسألة البسملة أوىل باإلجزاء ، ألهنا خمتلف يف إثباهتا ، واجلمهورُ عىل أهنا ظنية<br />
ال قطعية بخالف األحرف املذكورة ، فإذا أجزأ إسقاطُ حرفٍ مقطوعٍ بأنه<br />
قرآن متواتر)فإسقاط ماقالوا إنه ظني وغري متواتر( أوىل باإلجزاء .<br />
ويرِّ جحُ هذا الذي قلتُه من الدليل أنَّ األحاديث خمتلفة يف قراءة النبي ﷺ<br />
هبا يف الصالة وعدم قراءته هلا، وكلها صحيحة ، بل أحاديث عدم قراءته<br />
هلا أصح وأكثر ، فالظاهر أنه ﷺ فَعَلَ األمرين لبيان األكمل واجلائز ، فكان<br />
يقرأ يف بعض األوقات )باحلرف الذي نزلت فيه، ويف بعضها( باحلرف<br />
الذي مل تنزل فيه ، كام كان يفعل يف سائر احلروف والقراءات .<br />
يف ح، س ، م: سقط !<br />
يف ع: خيتلف !<br />
سقطت من ح ، س .<br />
ما بن اهلاللن سقط من ح، س .<br />
سقطت من ح . ويف ر ، م: هلا .<br />
عدم: سقطت من ح ، س .<br />
ما بن اهلاللن سقط من ح ، س ، ر ، م !<br />
232
ذكرُ األحاديث يف أنه ﷺ قرأها يف الصّ الة :<br />
أخرج النَّسائي وابن خُ زيمة وابن حِ بَّان واحلاكم وغريهم عن نُعيم<br />
المُ جَ مِّ ر قال : « صليتُ خلف أيب هريرة فقرأ بسم اهلل الرمحن الرحيم ، ثم<br />
قرأ بأم القرآن ، فذكر احلديث ، ويف آخره: فلمَّ ا سلم قال : والذي نفيس بيده<br />
إين ألشبهكم صالةً برسول اهلل ﷺ » .<br />
هذا حديث صحيح ال علة له ، وهو أصح ما ورد يف الباب ، بل مل يصح<br />
فيه حديث غريه .<br />
يف ر: احلديث . ثم: أخرجه النسائي !<br />
يف ح: قرأمها .<br />
يف ع: املحرب، ويف س: املحجر ! والصواب: املجمر، ألنّه كان جيمِّ ر املسجد، أي:<br />
يبخره. انظر: هتذيب الكامل )488-487/29(.<br />
انظر: سنن النسائي )134/2( برقم )905(، وصحيح ابن خزيمة )251/1( برقم<br />
)499(، وصحيح ابن حبان )اإلحسان( )100/5( برقم )1797(، واملستدرك<br />
)498/1( برقم )882(. واحلديث مع خترجيه يف كتاب البسملة أليب شامة<br />
)ص 307-301(، ونقل عنه النووي يف املجموع )345-344/3(.<br />
هنا تنتهي النسخ ح، س، ر، م، وكتب الناسخ: انتهى! وما بعده من ع فقط . وهذا<br />
شاهد عىل ترصُّ ف النساخ، فقد حذفوا شيئاً مهامً وهو الداللة عىل أنَّ املؤلف مل<br />
يكمل تأليفه هذا، كام جاء رصحياً يف النسخة ع. وهذا يؤكد رضورة مجع ما أمكن<br />
من النسخ.<br />
233
وأخرج احلاكم يف »املستدرك« ....<br />
هذا آخر ما وجد بخط املصنف، وتويف وهو عىل هذه الصورة رمحه اهلل<br />
تعاىل، واحلمد هلل وحده ، وصىل اهلل عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه وسلم<br />
تسليامً كثرياً.<br />
* * *<br />
لعل املقصود ما رواه عن أنس قال: سمعتُ رسول اهلل ﷺ جيهر ب: بسم اهلل الرمحن<br />
الرحيم. قال احلاكم: « رواة هذا احلديث عن آخرهم ثقات «. املستدرك )500/1(<br />
برقم )886(. ونقل هذا يف املجموع للنووي )296/3(.<br />
234
ملحق<br />
قال املؤلف يف »نواهد األبكار وشواهد األفكار« )الورقة 16 ب و17 أ(:<br />
»وقد حكى النووي يف »رشح املهذب« يف املسألة وجهن:<br />
أحدمها - وصححه - أن إثباهتا قرآناً عىل وجه الظن.<br />
والثاين: أنه عىل وجه القطع .<br />
وقد شنّع القايض أبو بكر الباقالين وغريه عىل الشافعي يف ذلك بأن<br />
القرآن ال يثبت بالظن، إنام يثبت بالتواتر، وأجاب عنه القايض تاج الدين يف<br />
»رفع احلاجب« بأنَّا ال ندعي تواتر البسملة اآلن، فإنا نحن مل نثبتها، إنام املثبت<br />
هلا إمامنا الشافعي، فلعلها تواترت عنده، ورب متواتر عند قوم دون آخرين،<br />
ويف وقت دون آخر.<br />
واستشكل قوم النفي عىل وجه القطع، فإن املقطوع بكونه قرآناً يكفر نافيه.<br />
وأجاب مجاعة بأن قوة الشبهة كام قامت البن مسعود يف املعوذتن.<br />
واستشكل آخرون األمرين معاً: اإلثبات والنفي، فإن القرآن ال يثبتُ<br />
بالظن، وال ينتفي بالظن، وال شك أنه إشكال قوي كاجلبل.<br />
وقد أخربين بعض الفضالء أنه سمع احلافظ ابن حجر يقرر يف درسه يف<br />
235
اجلواب عنه أن حكم البسملة يف ذلك حكم احلروف املختلف فيها بن القراء<br />
السبعة، فتكون قطعية اإلثبات والنفي معاً، وهلذا قرأ بعض السبعة بإثباهتا،<br />
وبعضهم بإسقاطها.<br />
فاستحسنتُ ذلك جداً.<br />
ثم رأيتُ تلميذه الشيخ برهان الدين البقاعي، حكى ذلك عنه يف ترمجته<br />
من « معجمه » .<br />
ثم رأيتُ خامتة القراء الشيخ شمس الدين اجلزري سبقه إىل ذلك فقال يف<br />
كتاب « النرش » بعد أن حكى األقوال اخلمسة السابقة يف البسملة:<br />
»وهذه األقوال ترجع إىل النفي واإلثبات، والذي نعتقده أن كليهام<br />
صحيح، وأن كل ذلك حق، فيكون االختالف فيها كاالختالف يف القراءات«<br />
هذا لفظه.<br />
انظر: عنوان الزمان يف تراجم الشيوخ واألعيان )64/1 خمطوط( و )173/1( من املطبوع.<br />
ونصه: « ومنها بحثه - أي ابن حجر- املرقص املطرب يف إثبات البسملة آية من<br />
الفاحتة أو نفيها. وحمصله: النظر إليها باعتبار طرق القراءة، فمن تواترت يف حروفه<br />
آية من أول السورة مل تصح صالة أحد بروايته إال بقراءهتا عىل أهنا آية، ألهنا مل تتصل<br />
إليه إال كذلك، ومن ثم أوجبها الشافعي رمحه اهلل لكون قراءته قراءةَ ابن كثري.<br />
وهذا من نفائس األنظار التي ادخرها اهلل تعاىل له، وقد أشبعتُ القول فيه يف »النكت<br />
عىل رشح ألفية العراقي« يف نوع املعلول«.<br />
أقول: وكأنه بناه عىل كالم ابن حزم . واهلل أعلم، وانظر »النكت الوفية بام يف رشح<br />
األلفية« للبقاعي )521-518/1(، وقد ذكر هناك قول ابن حجر وابن اجلزري<br />
وابن حزم يف املحىل، وقال: »الظاهر أنّ أول من حرر هذه املسألة، أبو حممد ابن<br />
حزم »... .<br />
236
ثم رأيتُ أبا شامة حكى ذلك يف « كتاب البسملة » فقال : « ونقل<br />
عن بعض املتأخرين أهنا آية حيث كتبت يف بعض األحرف السبعة دون<br />
بعض«.<br />
قال: « وهذا قولٌ غريب، وال بأس به إن شاء اهلل تعاىل، وكأنه نزَّ ل<br />
اختالف القراء يف قراءهتا بن السور منزلة اختالفهم يف غريها، فكام اختلفوا<br />
يف حركات وحروف اختلفوا أيضاً يف إثبات كلامت وحذفها، كقوله تعاىل يف<br />
سورة احلديد: ﴿ ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ﴾:<br />
اختلف القراء في إثبات )هو( وحذفها .<br />
وكذلك )مِ نْ ) في آخر سورة التوبة: ﴿ تجري من تحتها األنهار ﴾.<br />
فال بُعْدَ أن يكون االختالف في البسملة من ذلك، وإن كانت المصاحف<br />
أجمعت عليها، فإن من القراءات ما جاء على خالف خط المصحف ك<br />
﴿ الصراط ﴾، و﴿ يبصط ﴾، و﴿ مصيطر ﴾، اتفقت المصاحف في كتابتها<br />
بالصاد، وفيها قراءة أخرى ثانية بالسين.<br />
وقوله تعالى: ﴿ وما هو على الغيب بظنين ﴾ تقرأ بالضاد وبالظاء، ولم<br />
تكتب في المصاحف األئمة إال بالضاد.<br />
ص 125-122 والنقل باختصار .<br />
عبارة أيب شامة: بعض متأخري الظاهرية. ثم رصح باسم ابن حزم، والنقل من املحىل<br />
. 253-251/3<br />
تعبري أيب شامة « كأنه » يشعر أنه حياول أن يستدل له، مع أن ابن حزم رصح بذلك،<br />
انظر: املحىل . 253/3 نعم قد زاد أبو شامة املسألة بياناً .<br />
237
وقراءة القرآن تكون في بعض األحرف السبعة أتم حروفاً وكلماً من<br />
بعض، وال مانع من ذلك يخشى ، فالبسملة في قراءة صحيحة آية من أم<br />
القرآن، وفي قراءة صحيحة ليست آية من أم القرآن، والقرآن أنزل على سبعة<br />
أحرف، كلها حق، وهذا كله من تلك األحرف لصحته، فقد وجب - إذ كلها<br />
حق - أن يفعل اإلنسان في قراءته أي ذلك شاء ... <br />
قال: وتكلم القاضي أبو بكر على صحة مجيء بعض األحرف أتم من<br />
غيرها، وبينه في كتاب »االنتصار«.<br />
ثم قال أبو شامة: فإن قلت: يتفرع على القول بهذا بعد تقريره أن<br />
المكلف بالصالة مخير في قراءة البسملة فيها، إن شاء قرأها، وإن شاء تركها،<br />
كغير هذا الحرف مما اختلف فيه القراء، كال األمرين له واسع، وفي مذهبك<br />
تتحتم قراءتها ؟<br />
قلتُ : إنما يتحتم قراءتها في مذهب الشافعي في الفاتحة وحدها، وال<br />
ينافي هذا القول ذلك، فإن القراء مجمعون على قراءتها أول الفاتحة، إال<br />
ما شذَّ روايته عن بعضهم، فليس فيها في الفاتحة تخيير بخالف غيرها من<br />
السور، وإنما وجبت في الفاتحة احتياطاً لما أمر به، وخروجاً من عهدة<br />
الصالة الواجبة بيقين المتوقفة صحتها على ما سمّ اه الشرع فاتحة الكتاب.<br />
هذا كله كالم أبي شامة «. اه مصححاً .<br />
طوى السيوطي هنا هذا السطر: « قال أبو حممد ابن حزم: النص قد صح بوجوب<br />
قراءة أم القرآن فرضاً، والبسملة ...«.<br />
وطوى هنا تعليق أيب شامة .<br />
238
املصادر<br />
- اإلتقان يف علوم القرآن للسيوطي )ت: 911 ه(،حتقيق: مركز الدراسات القرآنية،<br />
جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف، املدينة املنورة، ط )1426ه(.<br />
- االنتصار للقرآن للباقالين )ت: 403 ه(، حتقيق: حممد عصام القضاة، دار<br />
الفتح، عامن، ودار ابن حزم، بريوت، ط1 )1422 ه- 2001م(.<br />
- هبجة العابدين برتمجة حافظ العرص جالل الدين )السيوطي( لعبد القادر الشاذيل<br />
)كان حياً سنة 946 ه(، حتقيق: عبد اإلله نبهان، مطبوعات جممع اللغة العربية،<br />
دمشق، ط )1419 1 ه - 1998م(.<br />
- التحدث بنعمة اهلل للسيوطي، حتقيق: إليزابث ماري سارتن، مطبعة كمربدج<br />
)1972م(.<br />
- تفسري الرازي )ت: 606 ه(، دار الفكر، بريوت )1414 ه - 1993م(.<br />
- هتذيب الكامل بأسامء الرجال للمزي )ت: 842 ه(، حتقيق: بشار عواد معروف،<br />
مؤسسة الرسالة، بريوت، ط4 )1406 ه - 1985م(.<br />
- حاشية السيوطي عىل تفسري البيضاوي املسامة »نواهد األبكار وشواهد األفكار«،<br />
نسخة مصورة عن نسخة املدرسة احلسنية يف املوصل بالعراق.<br />
- حسن املحارضة يف تاريخ مرص والقاهرة للسيوطي، حتقيق: حممد أبو الفضل<br />
إبراهيم، دار الفكر العريب، القاهرة )1418 ه - 1998م(.<br />
- دليل خمطوطات السيوطي وأماكن وجودها، إعداد حممد بن إبراهيم الشيباين،<br />
وأمحد سعيد اخلازندار، منشورات مركز املخطوطات والرتاث والوثائق،<br />
الكويت، ط2 )1416 ه - 1995م(.<br />
239
- رفع احلاجب عن خمترص ابن احلاجب لتاج الدين السبكي )ت: 771 ه(، حتقيق:<br />
عيل حممد معوض، وعادل أمحد عبد املوجود، عامل الكتب، بريوت، ط1 )1419<br />
ه- 1999م(.<br />
- سنن النسائي )ت: 303 ه( برشح السيوطي وحاشية السندي، برتقيم عبد الفتاح<br />
أبو غدة، مكتب املطبوعات اإلسالمية، حلب، )1406 ه - 1986م(.<br />
- صحيح ابن حبان )ت: 354 ه( برتتيب ابن بلبان )ت: 739 ه(، حتقيق:<br />
شعيب األرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط2 )1414 ه-1993م(.<br />
- صحيح ابن خزيمة )ت: 311 ه(، حتقيق: حممد مصطفى األعظمي، املكتب<br />
اإلسالمي، بريوت، ط2 )1412 ه - 1992 م(.<br />
- عقود اجلوهر يف تراجم مَنْ هلم مخسون تصنيفاً فمئة فأكثر، جلميل بك العظم )ت:<br />
1352 ه(، املطبعة األهلية، بريوت )1326 ه(.<br />
- عنوان الزمان يف تراجم الشيوخ واألعيان للبقاعي )ت: 885 ه(.<br />
1- نسخة مصورة عن كوبرييل باسطنبول.<br />
2- النسخة املطبوعة بتحقيق حسن حبشي، دار الكتب والوثائق القومية،<br />
القاهرة، ط1 )1422ه-2001م(.<br />
- الفهرس الشامل للرتاث العريب اإلسالمي املخطوط )علوم القرآن: خمطوطات<br />
التفسري وعلومه(، املجمع امللكي لبحوث احلضارة اإلسالمية، عامن )1989م(.<br />
- كتاب البسملة أليب شامة املقديس )ت: 665 ه(، حتقيق: عدنان بن عبد الرزاق<br />
احلموي، املجمع الثقايف، أبو ظبي )1425 ه - 2004 م(.<br />
240
- كتاب السبعة يف القراءات البن جماهد )ت: 324 ه(، حتقيق: شوقي ضيف، دار<br />
املعارف، القاهرة، ط3 )د. ت(.<br />
- كشف الظنون للحاج خليفة )ت: 1067 ه(، مصورة مؤسسة التاريخ العريب،<br />
بريوت .<br />
- املجموع للنووي )ت: 676 ه(، دار الفكر، بريوت .<br />
- املحىل البن حزم )ت: 456 ه(، مصورة دار الفكر، بريوت.<br />
- املستدرك عىل الصحيحن للحاكم )ت: 405 ه(، حتقيق: عبد السالم علوش،<br />
بريوت، ط1 )1418 ه - 1998م(.<br />
- معجم القراءات لعبد اللطيف اخلطيب، دار سعد الدين، دمشق، ط1،<br />
)1422ه- 2002م(.<br />
- معجم مؤلفات السيوطي املخطوطة بمكتبات اململكة العربية السعودية لنارص بن<br />
سعود السالمة، مطبوعات مكتبة امللك فهد الوطنية، الرياض )1417ه -<br />
1996م(.<br />
- مكتبة اجلالل السيوطي ألمحد الرشقاوي إقبال )ت: 1423ه(، دار الغرب،<br />
الرباط )1397 ه - 1977 م(.<br />
- النرش يف القراءات العرش البن اجلزري )ت: 833 ه(، حتقيق: حممد سامل حميسن،<br />
مكتبة القاهرة )د. ت(.<br />
- النكت الوفية بام يف رشح األلفية للبقاعي، حتقيق: ماهر ياسين الفحل، مكتبة<br />
الرشد، نارشون، الرياض، ط1 )1428 ه-2007م(.<br />
- هدية العارفين للبغدادي )ت: 1339 ه(، مصورة مؤسسة التاريخ العريب،<br />
بريوت .<br />
* * *<br />
241
242
)5(<br />
املعاني الدقيقة<br />
يف<br />
إدراك احلقيقة<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
حتقيق ودراسة<br />
د. عبد احلكيم األنيس
احلمد هلل رب العاملين، وأفضل الصالة وأتم التسليم عىل سيدنا حممد<br />
وعىل آله وصحبه أمجعن.<br />
وبعد: فهذه رسالة »املعاين الدقيقة يف إدراك احلقيقة«، وأتناول<br />
الكالم عليها حتت العناوين اآلتية:<br />
- مضموهنا:<br />
وضع اإلمام السيوطي هذه الرسالة ليثبت أن مجيع املعاين املعقولة عندنا<br />
متصورة عند اهلل تعاىل بصورة األجسام، ومتشخصة هبيئة األشخاص.<br />
وقد قال يف حاشيته عىل تفسير البيضاوي، يف الكالم عىل قوله تعاىل:<br />
﴿ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ﴾:<br />
« واعلم أن يل هنا سؤاالً، وذلك أن املسميات معان، وعرض األعيان<br />
ظاهر، فكيف عرضت املعاين كاألمل واللذة، والفرح واحلزن، والعلم واجلهل،<br />
واجلوع والعطش، واملصادر بأرسها ؟ وال حميص عن ذلك إال بام قررته غر<br />
مرةٍ أن املعاين إنام هي غير مرئية يف هذا العامل، وأمّا يف عامل امللكوت فهي<br />
متشكلة بأشكال ختتص هبا بحيث ترى وتنطق، وهذا نحوٌ من عامل املثال الذي<br />
أثبته طائفة، وال يُغرت بقول من أنكره، فنحن قد قامت األدلة عندنا عىل إثباته،<br />
ويدلّ عليه األحاديث الواردة يف تشكل اإليامن، والقراءة، والعلم، واأليام<br />
245
ِ، وقد أَلَّفتُ يف ذلك رسالة<br />
ِه<br />
والليايل، والرحم، وكالمِ كُلِّ ما ذُكِرَ وحماورت<br />
سميتها »املعاين الدقيقة يف إدراك احلقيقة«، وقد قال الشيخ عبد الغفار القويص<br />
يف كتاب الوحيد: املعاين تتشكل وال يمتنع ذلك عىل اهلل تعاىل » .<br />
- توثيق نسبتها:<br />
ذكر السيوطي هذه الرسالة لنفسه يف عدد من كتبه، كالتحدث بنعمة اهلل،<br />
وحسن املحارضة، وفهرست املصنفات ، وحاشية البيضاوي كام مر معنا.<br />
- عنواهنا:<br />
مل ختتلف املصادر السابقة والنسخ اخلطية يف تسميتها باالسم املتقدم .<br />
- مصادره فيها:<br />
رجع السيوطي إىل مصادر كثيرة، معظمها يف احلديث النبوي، وها أنا<br />
نواهد األبكار وشواهد األفكار )الورقة 27 ب - 72 أ(.<br />
التحدث بنعمة اهلل )ص 118(، وحسن املحارضة )296/1(، وقد ذكرها هنا ضمن<br />
مؤلفاته يف فن األصول والبيان والتصوف، ولكنه ذكرها يف فهرست املصنفات يف فن<br />
التفسير وعلوم القرآن، انظر: الفهرست ضمن ترمجة العالمة السيوطي للداوودي<br />
)الورقة 24 ب(، وهبجة العابدين )ص 179(.<br />
أما ما جاء يف هبجة العابدين )ص 179( من تسميتها باملعاين الرقيقة فالظاهر أنه خطأ<br />
مطبعي .<br />
246
أرسدها مرتبة عىل وفيات أصحاهبا، ذاكراً أرقام األحاديث التي أخذها من<br />
كل مصدر منها:<br />
- تفسر حممد بن السائب الكلبي )ت: 146 ه(.<br />
- تفسر مقاتل بن سليامن )ت: 150 ه(.<br />
- املوطأ ملالك بن أنس )ت: 179 ه( 7.<br />
- الزهد لعبد اهلل بن املبارك )ت: 181 ه(: 36، والواقع أن الرواية يف<br />
زوائد احلسن املروزي )ت: 246 ه(.<br />
- السنن لسعيد بن منصور )ت: 227 ه(: 33.<br />
- املصنف البن أيب شيبة )ت: 235 ه(: 44. 41،<br />
- املسند ألمحد بن حنبل )ت: 241 ه(: ،23 ،18 ،12 ،10 ،9 ،6 ،5<br />
. 36 ،34<br />
- الزهد ألمحد أيضاً : ،39 . 48 ،47<br />
- فضائل األعامل حلميد بن زنجويه )ت: 251 ه(: . 26 22،<br />
- السنن للدارمي )ت: 255 ه(: . 7<br />
- الصحيح للبخاري )ت: 256 ه(: . 53 ،16 ،15 ،2<br />
- الصحيح ملسلم )ت: 261 ه(: . 21 ،16 ،15 ،8 ،7 ،2<br />
- السنن أليب داود )ت: 275 ه(: . 17 1،<br />
- السنن البن ماجه )ت: 275 ه(: . 30<br />
247
- السنن للرتمذي )ت: 279 ه(: . 28 ،27 ،17 ،7 ،1<br />
- ابن أيب الدنيا )ت: 281 ه(: 51، 38، واملوضع الثاين من كتابه<br />
»الزهد«.<br />
- الزوائد عىل كتاب الزهد لعبد اهلل بن أمحد بن حنبل )ت: 290 ه(:<br />
.54 ،49<br />
- املسند للبزار )ت: 292 ه(: . 45 ،38 ،36 ،25 ،24 ،19 ،13<br />
- السنن للنسائي )ت: 303 ه(: . 29<br />
- املسند أليب يعىل )ت: 307 ه(: . 38 ،11 ،5<br />
- الصحيح البن خزيمة )ت: 311 ه(: . 37<br />
- التفسر البن أيب حاتم )ت: 327 ه(: . 55<br />
- مكارم األخالق للخرائطي )ت:327ه(:35<br />
- الصحيح البن حبان )ت: 354ه(: . 18 17،<br />
- املعجم الكبر للطرباين )ت:360ه(: . 37 ،23 ،13 ،9 ،6<br />
- املعجم األوسط له أيضاً: . 38 ،36 ،5 ،3<br />
- العظمة أليب الشيخ بن حيان )ت: 369 ه(: . 56<br />
- املستدرك عىل الصحيحن للحاكم )ت: 405 ه(: ، 30 ،29 ،6 ،1<br />
. 50 ،46 ،37 ،32 ،31<br />
- حلية األولياء أليب نعيم )ت: 405 ه(: ،52 ،43 ،42 ،41 ،40<br />
ونقل رواية هي )20( ومل حيدد مصدره، ولعلها من كتاب معرفة الصحابة.<br />
248
- السنن الكربى للبيهقي )ت: 458 ه(: . 14<br />
- شعب اإليامن له أيضاً: . 29 1،<br />
- البغوي )ت: 516 ه(، واملقصود كتابه « رشح السنة «.<br />
- الرتغيب والرتهيب لألصبهاين )ت: 535 ه(: . 4<br />
- املنذري )ت: 656 ه( ويريد كتابه »الرتغيب والرتهيب«.<br />
- التذكرة للقرطبي )ت: 681 ه(.<br />
- الوحيد يف سلوك أهل التوحيد لعبد الغفار بن أمحد القويص )ت:<br />
708ه(.<br />
- ونقل معلومة شفهية عن شيخه الشيخ رشف الدين املناوي، ورشح<br />
بعض الغريب، ومل يذكر لذلك مصدراً .<br />
- تاريخ التأليف:<br />
انفردت النسخة ش بذكر تاريخ التأليف فقد جاء يف آخرها: « علقت هذا<br />
اجلزء يوم اجلمعة تاسع شهر رمضان سنة 883 ه« أي كان له من العمر )34(<br />
سنة . ويبدو من الكالم أنه علقها يف يوم واحد.<br />
249
- وصف النسخ:<br />
وقفتُ هلذه الرسالة عىل عرش نسخ، وهي:<br />
1- نسخة مصورة من املكتبة الظاهرية بدمشق، مرقمة ب )6619(، يف<br />
)8( أوراق، فرغ من كتابتها حممد بن حممد بن النرشيت يف 9 من ذي احلجة سنة<br />
974 ه، ورمزها: ظ1 .<br />
2- نسخة مصورة من الظاهرية أيضاً، مرقمة ب )3875(، يف )7( أوراق،<br />
كتبها عثامن بن حممود بن حامد الديلزي يف سنة 1178 ه، وهي نسخة مجيلة<br />
اخلط، مضبوطة بالشكل، تشبه النسخة السابقة، وكأهنام يمتان إىل أصل واحد.<br />
ورمزها: ظ 2.<br />
3- نسخة مصورة من مكتبة اسميخان سلطان يف اسطنبول، مرقمة<br />
ب )103(، يف )6( أوراق، وهي تشبه نسختي الظاهرية، ورمزها: س .<br />
4- نسخة مصورة من شسرتبتي، مرقمة ب )5430(، يف )18( ورقة،<br />
وانفردت بأن يف آخرها تأريخ التأليف، وهي نسخة جيدة أيضاً، ورمزها:<br />
ش.<br />
5- نسخة مصورة من السليامنية يف اسطنبول، وال أعرف رقمها، فقد<br />
قدَّ مها يل صديقٌ ضمن جمموع، وتقع يف )9( أوراق، وتاريخ الرسالة التي<br />
قبلها 1137 ه. ورمزها: ل .<br />
250
6- نسخة مصورة من مكتبة عارف حكمت، مرقمة ب )108/80(، يف<br />
)7( أوراق، ورمزها: ع.<br />
7- نسخة مصورة يف مكتبة اجلامعة اإلسالمية يف املدينة املنورة، مرقمة<br />
ب )ف 733( عن نسخة يف اجلامعة النظامية بحيدر آباد يف اهلند، وتقع يف )5(<br />
أوراق، من القطع الكبر، وليس يف آخرها تاريخ، ورمزها: ج .<br />
وهاتان النسختان ع، ج متشاهبتان جداً يف األخطاء والسقط عىل فارق ما<br />
بينهام من املكان !<br />
8- نسخة جامعة هارفرد ضمن جمموع برقم )7378879(، وهي<br />
مصورة يف الشبكة الدولية، وتقع يف )5( أوراق، مؤرخة ب )992 ه(، وعىل<br />
تقدمها فإهنا مل ختل من األخطاء . ورمزها: ه .<br />
9- نسخة خمتصرة بعنوان: »نبذة من املعاين الدقيقة« ضمن املجموع<br />
الفلسطيني )انظر وصفه يف: اإلشارات يف شواذ القراءات(، تقع يف )4( أوراق،<br />
بل تنقص قليالً. وقد جاء فيها )17( رواية من أصل )56(، وهي الروايات<br />
املرقمة ب: ،1( 19 ،20 ،14 ،8 ،7 ،5 ،3 ،2 )أوردها هكذا بعد ،)20 ،23<br />
،)56 ،55 ،51 ،45 ،37 ،32 ،30 واختر خمترها من األلفاظ والتعليق<br />
كذلك، وقال يف آخرها: »متت النبذة، ومن أراد املزيد فعليه باألصل«.<br />
وأحسب أن املختر هو تلميذ املؤلف: الشيخ عبد القادر الشاذيل املؤذن،<br />
فقد قال يف كتابه »هبجة العابدين برتمجة حافظ العر جالل الدين«:<br />
251
« وقلت له يوماً: يا سيدي، هذه املؤلفات حاوية لعلوم كثرة، وجامعة<br />
لفنون غزيرة، والعمر يقر عن حتصيل بعضها فضالً عن حتصيل كلها،<br />
وخصوصاً مع ترادف اهلموم، وكثرة الشواغل، وقلة املال املساعد عىل حتصيل<br />
ما أراده اإلنسان منها باالكتساب، فهل تأذنون للعبد أن ينتقي لنفسه من<br />
كل مؤلف منها ما أحبه واختاره، ويعزوه لكم ولذلك املؤلف ؟ فأذن للعبد<br />
وتفضل، وقال يل - رمحه اهلل - : افعل« .<br />
ورمز هذه النسخة: ف.<br />
10- نسخة خمتصرة جداً، وهي أخر من النبذة السابقة، طبعت يف<br />
ورقتين سنة 1285 ه - أي قبل 146 سنة، فهي يف حكم املخطوط -،<br />
طبعت بعد كتاب بعنوان »طرح املدر حلل األالء والدرر ...« بتصحيح السيد<br />
حممد األمر الرشيدي احلنفي.<br />
وجمموع ما فيها )13( رواية، من أصل )56( وهي الروايات املرقمة ب<br />
،1( ،)43 ،37 ،25 ،20 ،16 ،15 ،13 ،9 ،8 ،7 ،6 ،5 واختصر خمترها<br />
من التخريج ومن كالم القويص ومن اخلامتة كثراً . ورمزها: ط .<br />
هبجة العابدين )ص 280(.<br />
ذكر هذا رسكيس يف معجم املطبوعات العربية واملعربة )1084/1(، وعبد اجلبار<br />
يف ذخائر الرتاث العريب )602/1(، والدكتور عبد اإلله نبهان يف فهرس مؤلفات<br />
السيوطي املطبوعة )ص 50(. واعتمد عليهم الدكتور حممد يوسف الرشبجي يف<br />
كتابه اإلمام السيوطي وجهوده يف علوم القرآن )ص 230-229(، وواقع هذه<br />
الطبعة ما قلته، وقد رأيت منها نسخة يف مركز مجعة املاجد بديب .<br />
252
- خطة التحقيق:<br />
بعد اطالعي عىل النسخ رأيت أن نسخة الظاهرية املرقمة ب )6619( من<br />
أفضل النسخ وأقدمها فعولت عليها، وقابلتها ببقية النسخ، الستخراج نص<br />
سليم معتمد، وأثبت من الفروق ما يعرِّ ف هبذه النسخ ونسّ اخها.<br />
ومل أثقل.<br />
وخدمت النص بالرتقيم والتقويم، والعزو والتوثيق، واإلضافة والتعليق،<br />
احلوايش.<br />
وتبين يل أن املؤلف رمحه اهلل خيتصر األحاديث، فنبهت عىل ذلك يف<br />
ورأيتُ رسالة املؤلف « رفع الصوت بذبح املوت » مما يتمِّ م مقاصد هذه<br />
الرسالة فأتيتُ هبا يف ملحق آخرها .<br />
وأرجو اهلل أن أكون قد وُ فِّقت فيام أردت.<br />
وأقرتح أن يقوم باحثٌ ببحث مستقىص عن هذا املوضوع الذي كتب<br />
فيه اإلمامُ السيوطي هاتن الرسالتن، وتطرق إليه يف غر كتاب من كتبه،<br />
قال األستاذ الدكتور بديع السيد اللحام يف كتابه »اإلمام احلافظ جالل الدين<br />
السيوطي« )ص 262( عن »املعاين الدقيقة«: « وربام كان هو وكتاب « رفع الصوت<br />
بذبح املوت« كتاباً واحداً الحتاد موضوعهام«.<br />
قلتُ : نعم املوضوع متحد، ومها كتابان - بل رسالتان منفردتان - .<br />
253
وجيمع أقوال الرشاح ومواقفهم، وخيرج بدراسة وافية جتلّ هذا اجلانب<br />
جتلية تامة .<br />
واحلمد هلل رب العاملن.<br />
* * *<br />
وللعالمة الشيخ عبد اهلل رساج الدين رمحه اهلل تعاىل مبحث مهم عن عامل املثال، ذكر فيه<br />
متثالت األرواح امللكية، ومتثالت املعاين بصورٍ مثالية، ومتثالت األعامل، واألقوال،<br />
واألموال، ومتثالت أيامِ الدُّ نيا يومَ القيامة، وذلك يف كتابه »اإليامن باملالئكة عليهم<br />
السالم« )ص 49-31(، وأورد هذا املبحث مزيداً يف كتابه « هدي القرآن الكريم إىل<br />
معرفة العوامل والتفكر يف األكوان » )ص 192-170(، فانظرمها.<br />
254
الصفحة األوىل من النسخة )ظ1(<br />
255
الصفحة األخرية من النسخة )ظ1(<br />
256
الصفحة األوىل من النسخة )ظ2(<br />
257
الصفحة األخرية من النسخة )ظ2(<br />
258
الورقة األوىل من النسخة )س(<br />
259
الورقة األخرية من النسخة )س(<br />
260
الصفحة األوىل من النسخة )ش(<br />
261
الصفحة األخرية من النسخة )ش(<br />
262
الورقة األوىل من النسخة )ل(<br />
263
الورقة األخرية من النسخة )ل(<br />
264
الورقة األوىل من النسخة )ع(<br />
265
الصفحة األخرية من النسخة )ع(<br />
266
الصفحة األوىل من النسخة )ج(<br />
267
الصفحة األخرية من النسخة )ج(<br />
268
الصفحة األوىل من النسخة )ه(<br />
269
الصفحة األخرية من النسخة )ه(<br />
270
الورقة األوىل من النسخة )ف(<br />
271
الورقة األخرية من النسخة )ف(<br />
272
الصفحة األوىل من النسخة )ط(<br />
273
الصفحة األخرية من النسخة )ط(<br />
274
)5(<br />
املعاني الدقيقة<br />
يف<br />
إدراك احلقيقة<br />
لإلمام جالل الدين السيوطي<br />
849( – 911 ه(<br />
النص احملقق
احلمد هلل وكفى ، وسالم عىل عباده الذين اصطفى، وبعد:<br />
فهذه مسألةٌ مهمة خفيتْ عىل كثر من الناس حتى أكثروا من استشكاهلا،<br />
وأبدوا هلا تأويالً ملا خفي عليهم من حاهلا، ووقع هلم ذلك يف موضعن:<br />
أحدمها: فيام ورد من األحاديث أن األعامل تُعرض يف صورة أشخاص:<br />
اإلسالم ، والصالة، والصيام ، واملعروف، واملنكر، وغر ذلك.<br />
والثاين: فيام ورد من أنَّ املوت جيُ اء به يف صورة كبش فيذبح .<br />
وقالوا: األعامل واملوت أعراض، واألعراض يستحيل انقالهبا أجساماً.<br />
واحتاجوا إىل تأويل ذلك فقالوا: خيلق اهلل من ثواب األعامل أشخاصاً<br />
حيرشها ويضعها يف امليزان . وكذا من وزر األعامل السيئة، وكذا من<br />
املوت.<br />
ليست يف ش، ل .<br />
يف ع، ج، ط: رسالة .<br />
يف ش: حترش يف سورة .<br />
يف ط: من اإلسالم .<br />
يف ظ2، ش، س، ل، ه: ويذبح . وانظر امللحق .<br />
يف ه: عىل !<br />
يف ظ1، ظ2، س، ه: أخيلق !<br />
يف ش: حترش . ويف ع، ج: جيسدها !<br />
يف ظ1، ظ2، س، ل، ه: أوزن من. ويف ع، ج: وزن ! ويف ف: ما وون من !<br />
277
وكل هذا ذهول عن إدراك احلقيقة .<br />
وقد وقع عندي يف الدرس نظر ذلك ، أن بعض الفضالء استشكل<br />
قوله تعاىل: ﴿ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ﴾ فقال:<br />
عرض األجسام ممكن، فكيف عرضت املعاين املعقولة التي ال شخص هلا<br />
يف اخلارج ؟<br />
وأقول: التحقيق الشامل لذلك ولغره أن مجيع املعاين املعقولة عندنا<br />
متصورة عند اهلل تعاىل بصورة األجسام، ومتشخصة هبيئة األشخاص، وإن<br />
كنا ال نحس ذلك لكوننا حمجوبن عنه، وقد عَ دَّ أرباب علم احلقيقة - نفعنا<br />
اهلل هبم وحرشنا يف زمرهتم - من وجوه الكشفِ االطالعَ عىل صور املعاين<br />
املعقولة يف هيئة األجسام املشخصة .<br />
وهذا الذي ذكروه وجدت األحاديث النبوية ناطقة به وشاهدة له .<br />
يف ه: اخلفية !.<br />
أقول: ومن هنا جاء العنوان: املعاين الدقيقة يف إدراك احلقيقة .<br />
يف ش: الدروس.<br />
من سورة البقرة، اآلية . 31<br />
يف ع، ج: حمض !<br />
يف ظ1، ظ2، ف، ط: نحسن، ويف ع، ج: نحس بذلك .<br />
يف ه: واالطالع !<br />
يف ظ1، ظ2، س، ل، ه: ذكره .<br />
278
وذكرأيضاً أن رؤيا املنام من ذلك، فإن الرائي يرى يف منامه أجساماً<br />
فتؤول بأعراض ، فتلك األجسام املرئية هي صور تلك األعراض املعربَّ<br />
عنها يف عامل امللكوت .<br />
)وها أنا أرسد األحاديث حديثاً حديثاً يف هذه الكراسة لينتفع( هبا مَن<br />
يقف عليها، وباهلل التوفيق .<br />
حديث يف اإليامن:<br />
1- أخرج أبو داود ، والرتمذي ، واحلاكم ، والبيهقي ، عن أيب هريرة<br />
ريض اهلل عنه ، قال: قال رسول اهلل ﷺ: « إذا زنى الرجل خرج منه اإليامن،<br />
فكان عليه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه اإليامن «.<br />
﴿<br />
سقطت من ش، ط .<br />
يف ظ1، ظ2، ع، ج، س، ل، ه: فإذا .<br />
يف ش، س، ل، ف، ه: هبا، ويف ط: عنها هبا .<br />
ما بن اهلاللن سقط من ج .<br />
ومل يتعرض ليشء من ذلك يف تفسيره الدر املنثور يف التفسير املأثور عند قوله تعاىل:<br />
ڄ ڄ ڃ ڃ ﴾.<br />
سنن أيب داود )220/5( )4657(، وسنن الرتمذي )369/4( حتت احلديث<br />
،)2625( واملستدرك )175/1( ،)64( وشعب اإليامن )315/8( .)4979(<br />
الرتيض عن الصحابة هنا ويف سائر املواضع من ل، ج .<br />
يف ع، ج: قطع، ويف الشُّ عب: فإذا انقطع منها، ويف ط: قلع، ولعل أصلها: انقلع منها.<br />
وكذلك يف املستدرك، وقد كتب ناسخ ل: وقلع. وكتب يف احلاشية: أقلع. ويف ف:<br />
رجع. ويف الرتمذي: فإذا خرج من ذلك العمل.<br />
279
ويف لفظ للحاكم : « مَ نْ زنى أو رشب اخلمر نزع اهلل منه اإليامن<br />
كام يَ لعُ اإلنسانُ القميص من رأسه » .<br />
ويف لفظ للبيهقي : « اإليامن رسبال يرسبله اهلل من يشاء، فإذا زنى العبد<br />
نُزِ عَ منه رسبال اإليامن، فإن تاب رُ دَّ عليه » .<br />
يف هذا احلديث دليل عىل أن اإليامن يشء خملوق له صورة وتشخص<br />
خصوصاً قوله: « فكان عليه كالظلة » ، فإنه بعيد القبول للتأويل، ومحلُه<br />
عىل االستعارة من مجلة التأويالت البعيدة التي حكمها الرد .<br />
حديث يف السكينة:<br />
2- أخرج الشيخان عن الرباء ريض اهلل عنه، قال: « بينام رجل يقرأ<br />
يف املستدرك )176/1( .)65(<br />
يف املطبوع: و .<br />
يف شعب اإليامن )317-316/8( )4981(، وفيه: إن اإليامن. وإسناده حسن.<br />
يف ظ1، ظ2، س، ه: شخوصاً .<br />
يف ع، ج: « من محله عىل التأويل ألن البعيدة » حتريف.<br />
قوله: »قوله: فكان كالظلة ...« إىل هنا كتب يف ه تعليقاً يف احلاشية !<br />
صحيح البخاري )1323/3( ،)3418( )1831/4( ،)4559( )1914/4(<br />
)4724(، )1916/4( )4730(، ويف هذا املوضع بسطت الرواية أكثر من املواضع<br />
السابقة، وهي عن حممد بن إبراهيم عن أسيد بن حضر .<br />
وصحيح مسلم )547/1( )795(، وليس فيهام هذا اللفظ، وهذا يف مسند أيب عوانة<br />
)487/2( )3938(، وسنن الرتمذي )13/5( )2885( وفيه: رأى دابته .<br />
280
سورة الكهف إذ رأى فرسه تركض فنظر، فإذا مثل الضبابة أومثل الغاممة،<br />
فذكر ذلك لرسول اهلل ﷺ فقال: تلك السكينة تنزلت للقرآن » .<br />
حديث يف الصالة :<br />
3- أخرج الطرباين يف األوسط عن أنس ريض اهلل عنه قال: قال<br />
<br />
رسول اهلل ﷺ: « مَ ن صىل الصالة لوقتها، وأسبغ هلا وضوءها، وأتم هلا<br />
قيامها وخشوعها، وركوعها وسجودها، خرجتْ وهي بيضاء مسفرة تقول:<br />
حفظك اهلل كام حفظتني .<br />
ومَ ن صالها لغري وقتها، ومل يسبغ هلا وضوءها، ومل يتم هلا خشوعها ،<br />
وال ركوعها وال سجودها، خرجتْ وهي سوداء مظلمة تقول: ضيعك اهلل<br />
كام ضيعتني ، حتى إذا كانت حيث شاء اهلل لفت كام يلف الثوب اخلَ لِق ثم<br />
رضب هبا وجهه » .<br />
يف ش: ركض .<br />
هكذا عنون املؤلف ب « حديث » مع أنه أورد أكثر من حديث، وقد وقع له هذا يف<br />
غر موضع.<br />
.)3095( )263/3( <br />
يف ظ1، ظ2، ش، ع، س: الصلوات .<br />
سقطت من ظ1، ظ2، س، ل، ه.<br />
هو الثوب املقطع. النهاية )71/2(.<br />
281
4- وأخرج األصبهاين يف الرتغيب عن عمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه<br />
قال: قال رسول اهلل ﷺ: « ما من مصلٍ إال ومَ لَكٌ عن يمينه ومَ لَكٌ عن يساره،<br />
فإِنْ أمتها عرجا هبا، وإن مل يتمها رضبا هبا وجهه » .<br />
حديث يف الصالة والصيام واإلسالم واألعامل:<br />
5- أخرج أمحد ، وأبو يعىل ، والطرباين ، عن أيب هريرة ريض اهلل عنه<br />
قال: قال رسول اهلل ﷺ: « جتيء األعامل يوم القيامة:<br />
فتجيء الصالة فتقول: يارب أنا الصالة، فيقول: إنك عىل خري.<br />
وجتيء الصدقة فتقول: يا رب أنا الصدقة، فيقول: إنك عىل خري.<br />
)ثم جيئ الصيام فيقول: يارب أنا الصيام، فيقول: إنك عىل خري( .<br />
ثم جييء اإلسالم فيقول: يا رب أنت السالم وأنا اإلسالم، فيقول اهلل:<br />
إنك عىل خري، بك اليوم آخذ ، وبك أعطي« .<br />
)423/2( )1914( يف فصل يف عقوبة من ال يتم الصالة .<br />
مسند أمحد )355/14( )8742(، ومسند أيب يعىل )104/11( )6231(، واملعجم<br />
األوسط )317/7( )7611(، وإسناده ضعيف. انظر حاشية مسند أمحد .<br />
ما بن اهلاللن سقط من ج . ويف احلديث هنا: « وجتيء األعامل كذلك فتقول: أي<br />
رب «.<br />
282
حديث يف الصيام:<br />
6- أخرج أمحد ، والطرباين ، واحلاكم وصححه ، عن ابن عمرو <br />
ريض اهلل عنهام، أن رسول اهلل ﷺ: قال: « الصيام يشفع يف العبد يوم القيامة،<br />
يقول: أي رب منعته الطعام والشهوة ، فشفعني فيه » .<br />
حديث يف الذنوب واخلطايا:<br />
7- أخرج مالك، والدارمي ، ومسلم ، والرتمذي ، عن أيب هريرة<br />
ريض اهلل عنه، أن رسول اهلل ﷺ قال: « إذا توضأ العبد املسلم فغسل وجهه<br />
خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع املاء ، أو مع آخر قطر املاء.<br />
مسند أمحد )199/11( )6626( وقال خمرجوه: إسناده ضعيف. واملستدرك<br />
)255/2( )2080(، ومل أجده يف معاجم الطرباين املطبوعة، وذكره اهليثمي يف جممع<br />
الزوائد )181/3( وقال: »رواه أمحد والطرباين يف الكبير، ورجال الطرباين رجال<br />
الصحيح«، وذكره يف )381/10( وقال: رواه أمحد، وإسناده حسن، عىل ضعف يف<br />
ابن هليعة، وقد وُ ثِّق «.<br />
يف ظ1، ظ2، ع، ج، س: عمر !<br />
يف ه: يا .<br />
يف ظ1، ظ2: الرشاب . وقد جاء هذا اللفظ يف بعض الطرق. انظر: حلية األولياء<br />
.)161/8(<br />
نص احلديث يف املصادر املذكورة: « الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي<br />
رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل<br />
فشفعني فيه. قال: فيشفعان «.<br />
املوطأ )ص 32-31( )60(، وسنن الدارمي )560/1( )745(، وصحيح مسلم<br />
)215/1( ،)244( وسنن الرتمذي )52/1( )2( وقال: « حسن صحيح .»<br />
283
فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع املاء ،<br />
أو مع آخر قطر املاء.<br />
فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجاله مع املاء ، أو مع آخر<br />
قطر املاء.<br />
حتى يرج نقياً من الذنوب » .<br />
8- وأخرج مسلم عن عثامن بن عفان ريض اهلل عنه قال: قال<br />
رسول اهلل: « مَ ن توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى<br />
خترج من حتت أظفاره «.<br />
9- وألمحد من حديث أيب أمامة نحوه ، وفيه: « نزلت كل خطيئة من<br />
سمعه وبرصه مع أول قطرة ، و من لسانه وشفتيه ، ومن كفيه » .<br />
يف س، ل: بطشتهام !<br />
يف ع، ج: مالك ! واحلديث يف صحيح مسلم )216/1( )245(.<br />
يف املسند )601/36( )22267(، وهو صحيح بطرقه وشواهده كام يف حاشيته.<br />
ليست يف ظ1، ع، ج، س، ل، ه .<br />
نص احلديث يف املسند: « أيام رجل قام إىل وضوئه يريد الصالة، ثم غسل كفيه نزلت<br />
خطيئته من كفيه مع أول قطرة، فإذا مضمض واستنشق واستنثر نزلت خطيئته من<br />
لسانه وشفتيه مع أول قطرة، فإذا غسل وجهه نزلت خطيئته من سمعه وبره مع<br />
أول قطرة، فإذا غسل يديه إىل املرفقن، ورجليه إىل الكعبن، سلم من كلِّ ذنبٍ هو<br />
له، ومن كلِّ خطيئةٍ، كهيئته يوم ولدته أمه. قال: فإذا قام إىل الصالة رفع اهلل هبا<br />
درجته، وإن قعد قعد ساملاً «.<br />
284
وللطرباين عنه: « حتى إن اخلطايا لتتحادر من أطرافه » .<br />
10- وألمحد من حديث كعب بن مُرَّ ة أو مُرَّ ة بن كعب:<br />
« خرجت خطاياه من وجهه ومن ذراعيه ومن رجليه » .<br />
11- وأليب يعىل من حديث أنس: « فتتناثر كل خطيئة » .<br />
فهذه األحاديث ظاهرة يف أن اخلطايا يف صورة األجسام ، كل خطيئة<br />
الحقة بعضوها، وعىل ذلك بنى احلنفيةُ تنجيس َاملاءِ املستعمل النحدار<br />
اخلطايا من األعضاء إليه 1) .<br />
يف املعجم الكبر )256-255/8( )7995(.<br />
يف ط: لتتحات من أطرافه ومن مجيع برشته .<br />
يف املسند )599/29( .)18059(<br />
يف ش: قرة . يف املوضعين ! وسقط من ظ1، ظ2، س، ل، ه قوله: أو مرة بن<br />
كعب.<br />
يف ش: جرت. ويف املسند: خرَّ ت.<br />
أورده املؤلف باختصار .<br />
.)3907( ،)13/7( <br />
يف ش: صور .<br />
يف ف: بنى أهل احلقيقة !<br />
1) جاء يف حاشية ه تعليقاً عىل هذا القول: « قول أليب حنيفة بنجاسة املاء املستعمل،<br />
وملحمد: طاهر غر طهور، يزيل النجاسة احلقيقية ال احلكمية، والفتوى عىل قول<br />
حممد «. وقال الشيخ الشعراين يف كتابه امليزان الكربى )ص 188-187(:<br />
« املاء املستعمل يف فرض الطهارة هو طاهر غر مطهر عىل املشهور من مذهب اإلمام<br />
أيب حنيفة، وعىل األصح من مذهب اإلمام الشافعي، وأمحد برشطه، ويف الرواية<br />
األخرى عن أيب حنيفة: إنه نجس، وهو قول أيب يوسف، مع قول اإلمام مالك=<br />
285
ونظره ما سمعت شيخنا شيخَ اإلسالم رشف الدين المُ ناوي يقرره:<br />
أنَّ احلَدَ ثَ معنى حيل باألعضاء يدركه الصاحلون باملشاهدة ، وأخبارُ هم يف<br />
ذلك مشهورة، وأمرُ هم باالغتسال مجاعةً نسوا اجلنابة حمكيٌّ كثراً ، وأقوى<br />
= هو مطهر، فاألول مشدد، وقول مالك خمفف، فرجع األمر إىل مرتبتي امليزان.<br />
ووجه مَنْ منع الطهارة باملاء املستعمل يف فرض الطهارة كون اخلطايا خرّ ت فيه كام<br />
ورد يف الصحيح، فهو مستقذرٌ رشعاً عند كلِّ من كمل مقام إيامنه، أو كان صاحب<br />
كشف، فال يناسب كل من كمل يف مقام اإليامن أن يتطهر به ...«. ولكالمه تتمة<br />
فانظره .<br />
ترجم له السيوطي يف حسن املحارضة )384/1( فقال: « قايض القضاة رشف الدين<br />
حييى بن حممد بن حممد بن حممد، شيخنا شيخ اإلسالم ، ولد سنة 798، والزم<br />
الشيخ ويل الدين العراقي، وخترج به يف الفقه واألصول، وسمع احلديث عليه، وعىل<br />
الرشف ابن الكويك، وتصدى لإلقراء واإلفتاء، وخترج به األعيان، وويل تدريس<br />
الشافعي، وقضاء الديار املرية، وله تصانيف، منها: رشح خمتر املزين. تويف ليلة<br />
االثنن ثاين عرش مجادى اآلخرة سنة 871، وهو آخر علامء الشافعية وحمققيهم ...«،<br />
وانظر: الضوء الالمع )254/10(، واألعالم )167/8(.<br />
يف ش: احلديث ! ويف ه: إن معنى احلديث حيل !<br />
حذف »حمكي كثراً » يف ف، فصار املبتدأ بال خرب .<br />
وأقول: من املحكي يف ذلك ما جاء عن اإلمام الشاطبي شيخ القراءات )ت: 590<br />
ه(: قال اإلمام القسطالين يف كتابه « الفتح املواهبي يف ترمجة اإلمام الشاطبي » )ص<br />
56-55(: « قد أخربين غر واحدٍ من أصحاب احلافظ شمس الدين أيب اخلر حممد<br />
األثري السلفي ]ابن الجزري[ عنه أنه قال: أخبرني شيوخنا الثقات عن شيوخهم<br />
عن الشاطبي أنه كان يصلي الصبح بغلس ب ]المدرسة[ الفاضلية، ثم يجلس<br />
لإلقراء، فكان الناس يتسابقون السرى إليه ليالً، وكان إذا جلس ال يزيد على قوله:<br />
مَنْ جاء أوالً فليقرأ، ثم يأخذ على األسبق فاألسبق . فاتفق في بعض األيام أن<br />
بعض أصحابه سبق أوالً، فلما استوى الشيخ قاعداً قال: مَنْ جاء ثانياً فليقرأ، =<br />
286
شاهدٍ لذلك ما أخرجه:<br />
12- أمحد عن ابن عباس ريض اهلل عنهام أن رسول اهلل ﷺ قال:<br />
« احلجر األسود من اجلنة، وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل<br />
الرشك » .<br />
13- وأخرج الطرباين ، والبزار ، عن سلامن ريض اهلل عنه قال: قال<br />
= فشرع الثاني في القراءة، وبقي األول ال يدري حاله، فأخذ يتفكر فيما وقع منه<br />
بعد مفارقة الشيخ من ذنب أوجب حرمانَ الشيخ له، فتذكر أنه أجنب تلك الليلة،<br />
وأنه من شدة حرصه على النوبة نسي ذلك لما انتبه، وبادر إلى النوبة، فاطلع الشيخُ<br />
على ذلك، فأشار الشيخ إلى الثاني بالقراءة. ثم إن ذلك الرجل بادر إلى الحمَّ ام<br />
بجوار المدرسة فاغتسل ثم رجع قبل فراغ الثاني. فلما فرغ قال الشيخ: من جاء<br />
أوالً فليقرأ . فقرأ.<br />
قال شيخ مشايخنا ]ابن الجزري[: وهذا من أحسن ما وقع لشيوخ هذه الطائفة، بل<br />
ال نعلم مثله وقع في الدنيا «. وانظر: غاية النهاية )21/2(.<br />
يف ع، ج: شاهداً !<br />
يف املسند ،14-13/5( )472 ،167 )2795( )3046( .)3537( وجاء يف<br />
حاشيته، يف املوضع األول: « قوله: احلجر األسود من اجلنة: صحيح بشواهده،<br />
وأما بقية احلديث فليس له شاهد يقويه، وإسناد احلديث ضعيف الختالط عطاء بن<br />
السائب... «، وانظر - إن شئت - تتمة الكالم عليه .<br />
املعجم الكبير )250/6( )6125(، ومسند البزار )477/6( )2508( ولفظه<br />
خمتلف، ويف الكبر وجممع الزوائد )300/1(: « إن املسلم ... كلام سجد حتاتت عنه<br />
فيفرغ حين يفرغ من صالته وقد حتاتت خطاياه «. وقال اهليثمي: « رواه الطرباين يف<br />
الكبر والصغر، وفيه أشعث بن أشعث السعداين ومل أجد من ترمجه » واحلديث يف<br />
شعب اإليامن )431-430/5( )2875(.<br />
287
رسول اهلل ﷺ: « املسلم يصيل وخطاياه مرفوعة عىل رأسه، كلام سجد حتاتت<br />
عنه » .<br />
ويف لفظ للطرباين عنه: « إنَّ العبد إذا قام إىل الصالة وُ ضعتْ ذنوبه عىل<br />
رأسه فتفرَّ قُ عنه كام تفرَّ قُ عروق الشجر يميناً وشامالً » .<br />
14- وأخرج البيهقي يف سننه عن ابن عمر ريض اهلل عنهام: سمعتُ<br />
رسول اهلل ﷺ يقول: « إن العبد إذا قام يصيل أُيت بذنوبه فجُ عِلتْ عىل رأسه<br />
وعاتقيه ، فكلام ركع أو سجد تساقطت عنه » .<br />
يف حاشية س هنا: »احلتو: العدو الشديد . قاموس«.<br />
قلتُ : نعم جاء هذا يف القاموس )ص 1642(، ولكن ليس هذا هو املقصود، واملادة املرادة<br />
هنا: حتّ ، وقد جاء يف القاموس فيها )ص 192(: »حتّه: فركه، وقرشه، فانحتّ<br />
وحتاتّ ، وحت الورق: سقطت، كانحتت، وحتاتت، وحتتحتت«.<br />
يف املعجم الكبير )236/6( )6088( ولفظه فيه: « إن العبد املؤمن إذا قام يف<br />
الصالة ... كام تفرق عذوق النخلة ...« وهو يف جممع الزوائد )300/1( بلفظه<br />
املنقول هنا، وفيه: « رواه الطرباين يف الكبر، وفيه أبان بن أيب عياش، ضعفه شعبة<br />
وأمحد وغرمها، ووثقه سلم العلوي وغره «.<br />
السنن الكربى )10/3(، وهو يف شعب اإليامن أيضاً )432-431/5( )2877(.<br />
ورجاله ثقات، وانظر - إن شئت - كالم حمققه عليه .<br />
يف ظ1، ظ2، ل، س، ه: عاتقه .<br />
288
حديث يف الرحم:<br />
15- أخرج الشيخان عن أيب هريرة ريض اهلل عنه قال: قال رسول اهلل<br />
ﷺ: « إن اهلل تعاىل خلق اخللق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا<br />
مقام العائذ بك من القطيعة .<br />
قال: أما ترضني أن أصل مَ نْ وصلك وأقطع مَ نْ قطعك؟<br />
قالت: بىل .<br />
قال: فذاك لك » .<br />
16- وأخرج الشيخان عن عائشة ريض اهلل عنها عن النبي ﷺ<br />
قال: « الرحم معلقة بالعرش تقول: مَ نْ وصلني وصله اهلل ، ومَ نْ قطعني<br />
قطعه اهلل » .<br />
17- وأخرج أبو داود ، والرتمذي، وصححه و ابن حبان ، عن<br />
صحيح البخاري )1828/4( ،)4552( )2232/5( ،)5641( )2725/6(<br />
،)7063( وصحيح مسلم )1980/4( .)2554(<br />
صحيح البخاري )2232/5( )5642(، ولفظه: « الرحم شجنة، فمن وصلها<br />
وصلته، ومن قطعها قطعته «.<br />
وصحيح مسلم )1981/4( )2555( واللفظ له .<br />
زاد ناسخ ل هنا: وعن أبيها .<br />
من ش، ع، ل، ه .<br />
سنن أيب داود )388-387/2( ،)1691( والرتمذي )471/3( ،)1907( =<br />
289
عبد الرمحن بن عوف ريض اهلل عنه: سمعت رسول اهلل ﷺ يقول: « قال اهلل:<br />
أنا الرمحن، خلقت الرحم، وشققت هلا اسامً من اسمي، فمن وصلها وصلتُهُ ،<br />
ومن قطعها بتتُّه » .<br />
18- وأخرج أمحد ، وابن حبان ، عن أيب هريرة ريض اهلل عنه:<br />
)سمعتُ رسول اهلل يقول: « إن الرحم شجنة من الرمحن تقول: يارب( <br />
إين قُطعتُ ، يا رب إين أُيسءَ إيلَّ ، يا رب إين ظُلمتُ ، يارب يا رب،<br />
فيجيبها: أال ترضني أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ » .<br />
19- وأخرج البزار بسند حسن عن أنس عن النبي قال: « الرحم<br />
= وابن حبان )اإلحسان( )187-186/2( )443(. وقال الرتمذي: « حديث<br />
سفيان عن الزهري حديث صحيح «.<br />
سقطت اجلملة األخرة من ع، ج، وجاء مكاهنا: تنبيه زاد أمحد !!<br />
مسند أمحد )530/14( ،)8975( ،157/15( )538 ،)9273( ،)9871( وانظر<br />
)312/7( ،)7931( وابن حبان )اإلحسان( ،185/2( )188 )442( .)444(<br />
يف حاشية س: »الشجنة - مثلثة-: شعبة من كل يشء «، وقال ابن األثر يف النهاية<br />
)447/2(: « الرحم شجنة: أي قرابة مشتبكة كاشتباك الورق، شبهه بذلك<br />
جمازاً واتساعاً، وأصل الشجنة - بالكرس والضم -: شعبة يف غصن من غصون<br />
الشجرة «.<br />
سقط من ج .<br />
قوله: »تقول يا رب إين قطعت« سقط من ه .<br />
ليست يف ظ1، ظ2، ل .<br />
مل أجده يف مسنده املطبوع، وقال اهليثمي يف املجمع )151/8(: »رواه البزار وإسناده<br />
حسن«.<br />
290
حَ جَ نَةٌ متمسكةٌ بالعرش ، تَكلمُ بلسان ذُلَق : اللهم صل من وصلني واقطع<br />
من قطعني » .<br />
20- وأخرج أبو نعيم عن حبيب بن الضحاك اجلهني ريض اهلل عنه<br />
أن رسول اهلل ﷺ قال: « أتاين جربيل فقال: رأيت رمحاً معلقة بالعرش تدعو<br />
عىل من قطعها .<br />
قلت: كم بينهام ؟<br />
قال: مخسة عرشأباً «.<br />
وسيأيت: طلق ذلق، قال ابن األثر يف النهاية )165/2(: »أي فصيح بليغ، هكذا جاء<br />
يف احلديث عىل فُعَل بوزن صُ َ د ...«.<br />
سقط هذا احلديث من ع، ج.<br />
مل أجد هذا احلديث يف حلية األولياء، ولعله يف كتابه معرفة الصحابة، ورأيته يف تاريخ<br />
أصبهان )455-454/1( )901( )ترمجة عمرو بن عل بن بحر( مروياً عن أنس،<br />
وهذا نصه:<br />
»حدثنا عبد اهلل بن حممد بن عطاء، حدثنا أمحد بن حييى بن احلجاج الشيباين، حدثنا<br />
عمرو بن عل، حدثنا عبد الرمحن بن مهدي، حدثنا محاد بن سلمة، عن أيوب عن<br />
حممد بن سيرين عن أنس بن مالك قال: قال النبي ﷺ: دخل علَّ خليل متبسامً،<br />
قلتُ : خليل ما يل أراك متبسامً ، قال: يا حممد، رأيتُ عجباً ، قلت: خليل وما رأيت؟<br />
قال: رأيت الرحم معلقةً بالعرش تنادي يف كل يوم ثالث مرات: أال مَنْ وصلني<br />
وصلته، ومن قطعني بتته، فنظرنا يف ذلك الرحم فإذا فيه مخسة عرش أباً «.<br />
وانظر: ميزان االعتدال )189/2( ترمجة سلمة بن حامد، واإلصابة )18/2(، وقد<br />
ذكر هذه الرواية عن أيب نعيم وقال: »إسناده جمهول، وأظنه مرسالً «، وهذا يف القسم<br />
األول.<br />
291
فهذه األحاديث صحية يف أن الرحم يشء خملوق له صورة، يقوم ويقول،<br />
وخياطب وجييب .<br />
وقد استدلَّ أهل السنة بمثل ذلك عىل أن الروح جسم .<br />
وقوله: حَ جَ نة، بفتح احلاء واجليم، والنون اخلفيفة، هي صنَّارةُ املغزل،<br />
وهي احلديدةُ العَقْ فاء التي يُعَلَّقُ هبا اخليط ثم يُفْتَلُ املغزل .<br />
ومن األحاديث يف حرشها :<br />
21- ما أخرجه مسلم من حديث حذيفة و أيب هريرة ريض اهلل<br />
عنهام يف الشفاعة: « فيقوم حممد ﷺ فيؤذن له ، وترسل معه األمانة والرحم<br />
فيقفان بالرصاط يمينه وشامله «.<br />
يف ش: تقوم ... بالتاء فيها كلها .<br />
يف س: صيادة !<br />
يف ظ1، س: احلديد<br />
يف ظ1: العصف، ويف ظ، س، ه: العصفا، ويف ش: بياض! ويف ف: العقفاء. وهو<br />
الصواب. والرشح لعله من غريب احلديث البن قتيبة )334/1(. وهذا التعليق<br />
كتب يف ه تعليقاً يف احلاشية .<br />
جاء هذا الرشح يف ج، ع بعد احلديث )23( . وكتبه ناسخ ع هنا ثم شطبه، والعبارة<br />
فيهام: »... وعىل سفادة املغزل، وهي احلديدة التي تعلق به اخليط ثم يفتل املغزل «،<br />
وسقطت كلها من ل.<br />
يف ظ1، ظ2، س، ل، ه: حسنها !<br />
)187/1( )195(، وقد اقتر عىل موضع الشاهد .<br />
يف ه: عن !<br />
يف ش: ويرسل ... فتقفان .<br />
292
22- وأخرج محيد بن زنجويه يف فضائل األعامل من طريق عمرو بن<br />
شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول اهلل ﷺ قال: « يبعث الرحم يوم<br />
القيامة بلسان فصيح ذُلَق تقول: اللهم فالن وصلني فأدخله اجلنة، وتقول:<br />
إنّ فالناً قطعني فأدخله النّار » .<br />
23- وأخرج أمحد ، والطرباين بسند صحيح ، عن ابن عمرو عن النبي<br />
ﷺ قال: « توضع الرحم يوم القيامة هلا حجنة كحجنة املغزل تتكلم<br />
بلسان طُلَقٍ ذُلَقٍ ، فتصل من وصلها وتقطع من قطعها «.<br />
24- وأخرج البزار عن عبد الرمحن بن عوف ريض اهلل عنه قال: قال<br />
وهو يف كنز العامل )361/3( )6942(.<br />
يف ع، ج: شعبة ! حتريف .<br />
يف ع، ج: سمعت ! ويف ل، ه: يبعث اهلل .<br />
سقطت من ظ1، ظ2، س. ويف ل: فالن قطعني .<br />
مسند أمحد ،388/11( ،)541 ،)6774( .)6950(<br />
ومل أجده يف معاجم الطرباين املطبوعة .<br />
وقال اهليثمي يف املجمع )150/8(: »رواه أمحد، والطرباين، ورجال أمحد رجال<br />
الصحيح، غر أيب ثاممة الثقفي، وثقه ابن حبان«، وانظر تفصيالً يف الكالم عليه يف<br />
حاشية املسند، وإسناده - عند خمرجيه - ضعيف جلهالة أيب ثاممة الثقفي .<br />
يف ش: موضع !<br />
يف ه: خجنة كخجنة !<br />
يف ع، ج: فيصل. فيقطع ! والصواب: فتصل، أي: الرحم بحجنتها. من حاشية املسند<br />
.)389/11(<br />
يف ه هنا ويف غره: البزاز ! والصواب: البزار . انظر مسنده )261/3( )1052(،<br />
وقال اهليثمي يف املجمع )151/8(: »رواه البزار وفيه مجاعة مل أعرفهم «.<br />
293
رسول اهلل ﷺ: « الرحم تنادي يوم القيامة: من وصلني وصله اهلل، ومن قطعني<br />
قطعه اهلل » .<br />
حديث يف األمانة والنعمة:<br />
25- أخرج البزار عن ثوبان قال: قال رسول اهلل ﷺ: « ثالث<br />
متعلقات بالعرش:<br />
الرحم تقول: اللهم إين بك فال أقطع .<br />
واألمانة تقول: اللهم إين بك فال أخان .<br />
والنعمة تقول: اللهم إين بك فال أكفر » .<br />
26- وأخرج محيد بن زنجويه يف فضائل األعامل عن عبد الرمحن بن<br />
عوف ريض اهلل عنه عن النبي ﷺ: قال: « األمانة والرحم يوم القيامة حتت<br />
العرش، تنادي الرحم: أال من وصلني وصله اهلل، ومن قطعني قطعه اهلل «.<br />
)117/10( )4181(، وله كالم عليه فانظره .<br />
وقال اهليثمي يف املجمع )149/8(: »رواه البزار، وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي، وهو<br />
مرتوك، وقال ابن عدي: أرجو أنه ال بأس به «.<br />
يف س، ل، ه: متعلقن !<br />
يف ظ1، ظ2، س، ل، ه: أخلف ! ويف ع، ج: أخاف !<br />
يف ش: ينادي !<br />
294
حديث يف األذكار والدعوات:<br />
قال اهلل تعاىل: ﴿ ې ې ى ى ئا ئا ئە﴾ .<br />
األجسام:<br />
هذه اآلية صحية فيام نحن فيه، فإن الصعود والرفع من صفات<br />
27- أخرج الرتمذي وحسَّ نه ، عن أيب هريرة ريض اهلل عنه قال: قال<br />
رسول اهلل ﷺ: « ما قال عبدٌ : ال إله إال اهلل قطُّ خملصاً إال فُتحتْ له أبواب<br />
السامء حتى تفيض إىل العرش «.<br />
28- وأخرج الرتمذي عن ابن عمرو ريض اهلل عنهام عن النبي ﷺ<br />
قال: « ... ال إله إال اهلل، ليس هلا دون اهلل حجاب حتى ختلص إليه » .<br />
من سورة فاطر، اآلية . 10<br />
يف ع، ج: وأخرج .<br />
يف السنن )544/5( )3590( وقال: « حسن غريب من هذا الوجه«، وأخرجه<br />
النسائي يف عمل اليوم والليلة )833(.<br />
سقطت من ع، ج .<br />
سقطت من ظ1، ظ2، ل، ه.<br />
وآخره - كام يف السنن -: ما اجتنب الكبائر .<br />
يف السنن )493/5( )3518( وقال: « غريب من هذا الوجه، وليس إسناده<br />
بالقوي «.<br />
أوله - كام يف السنن -: التسبيح نصف امليزان، واحلمد يملؤه .<br />
295
29- وأخرج النسائي ، واحلاكم وصححه، والبيهقي ، عن أيب هريرة<br />
ريض اهلل عنه أن رسول اهلل ﷺ قال: « خذوا جُ نَّتَكم من النار ، قولوا:<br />
سبحان اهلل واحلمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكرب وال حول وال قوة إال باهلل،<br />
فإهنن يأتني يوم القيامة جمنبات ومعقبات » .<br />
)جمنبات - بفتح النون - أي: مقدمات أمامكم( .<br />
ومعقبات - بكرس القاف - أي: تعقبكم وتأيت من ورائكم.<br />
30- وأخرج ابن ماجه ، واحلاكم وصححه ، عن النعامن بن بشر <br />
سنن النسائي الكربى )313/9( ،)10617( واملستدرك )235/2( ،)2029(<br />
وشعب اإليامن )321/2( )598(. وإسناده حسن .<br />
نص احلديث: »خذوا جنتكم، قلنا: يا رسول اهلل أمن عدوٍ حرض ؟ قال: ال، جنتكم<br />
من النار، قول: سبحان اهلل ... «.<br />
التهليل سقط من: ظ1، ظ2، س، ل، ه .<br />
يف ش واملستدرك: منجيات. ويف ع: جمننات. ويف سنن النسائي: « معقبات جمنبات،<br />
وهن الباقيات الصاحلات «، ويف الشعب: « مقدمات معقبات جمنبات «.<br />
وقال ابن األثير يف النهاية )303/1(: « جمنبة اجليش: هي التي تكون يف امليمنة<br />
وامليرسة، ومها جمنبتان - والنون مكسورة - ... ومنه احلديث يف الباقيات الصاحلات:<br />
هن مقدمات، وهن جمنبات، وهن معقبات «.<br />
سقط من ل، ه .<br />
يف س: ماجة. والصواب باهلاء .<br />
سنن ابن ماجه )1252/2( ،)3809( واملستدرك ،)180،174/2( ،)1884(<br />
)1898(. ويف زوائد ابن ماجه: « إسناده صحيح، رجاله ثقات«.<br />
يف ع، ج: نعامن بن كثر !<br />
296
ريض اهلل عنه قال: قال رسول اهلل ﷺ: « إنّ مما تذكرون من جالل اهلل التسبيح<br />
والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش، هلنّ دويٌّ كدوي النحل،<br />
تذكِّربصاحبها .»<br />
31- وأخرج احلاكم وصححه عن ابن مسعود ريض اهلل عنه قال:<br />
« إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديقه من كتاب اهلل: إن العبد إذا قال:<br />
سبحان اهلل واحلمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكرب وتبارك اهلل ، قبض عليهن<br />
ملك فضمهن حتت جناحه وصعِد هبن ال يمر هبن عىل مجعٍ من املالئكة <br />
إال استغفروا لقائلهن ، حتى جيُ اء هبن وجه الرمحن ، ثم تال ﴿ ې ې ى<br />
ى ئا ئا ئە ﴾ » .<br />
32- وأخرج احلاكم وصححه عن عائشة ريض اهلل عنها قالت:<br />
قال رسول اهلل ﷺ: « إنّ البالء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إىل يوم<br />
القيامة «.<br />
يف ش: يقطعن. ويف ع، ج، ف: يتعطفن .<br />
يف ش: يذكر لصاحبها !<br />
وتتمة احلديث: « أما حيب أحدكم أن يكون له )أو ال يزال له( من يذكر به «.<br />
يف املستدرك )204/3( )3642(. وانظر املجمع )67/7(.<br />
يف ظ1، ظ2، ل: إن أحدثكم. ويف ه: أنا أحدثكم .<br />
يف ع، ج: عىل مجيع املالئكة. ويف ل، ه: عىل مجيع من ...<br />
من سورة فاطر، اآلية . 10<br />
يف املستدرك )162/2( )1856(، وأوله: ال يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل<br />
ومما مل ينزل، وإن البالء ...، وذكره اهليثمي عن أيب هريرة. انظر املجمع )209/8(<br />
و)146/9(.<br />
يف ف: فيتعاجلان.<br />
297
33- وأخرج سعيد بن منصور عن عبد اهلل بن أيب أوىف قال:<br />
« كنا مع رسول اهلل ﷺ يف الصالة فجاء رجلٌ حتى دخل الصف فقال: اهلل<br />
أكرب كبرياً، واحلمد هلل كثرياً، وسبحان اهلل بكرة وأصيالً ، فلمّ ا قىض النبي ﷺ<br />
الصالة قال: لقد رأيت كالمك يصعد إىل السامء حتى فتح باباً منها فدخل<br />
فيه «.<br />
حديث يف اللعنة:<br />
34- أخرج أمحد عن ابن مسعود ريض اهلل عنه: سمعت النبي ﷺ<br />
مل أجده يف السنن بطبعتيها .<br />
ليست يف ظ1، ظ2، س .<br />
يف املسند )421-420/6( )3876( وذكر له قصة، وذلك بسنده عن العيزار بن<br />
جرول احلرضمي، عن رجل منهم يكنى أبا عمر أنه كان صديقاً لعبد اهلل بن<br />
مسعود، وأن عبد اهلل بن مسعود زاره يف أهله فلم جيده، قال: فاستأذن عىل أهله<br />
وسلَّم، فاستسقى، قال: فبعثتِ اجلارية جتيئه برشاب من اجلران، فأبطأت فلعنَتْها،<br />
فخرج عبد اهلل، فجاء أبو عمر، فقال: يا أبا عبد الرمحن، ليس مثلك يُغار عليه، هالَّ<br />
فأرسلت<br />
ِ<br />
سلمتَ عىل أهل أخيك وجلستَ وأصبت من الرشاب؟ قال: قد فعلتُ ،<br />
اخلادمَ ، فأبطأتْ ، إمّا مل يكن عندهم، وإمّا رغبوا فيام عندهم، فأبطأتِ اخلادم فلعنَتْها،<br />
وسمعت رسول اهلل ﷺ ...« وذكر احلديث، ثم قال: « فخشيت أن تكون اخلادم<br />
معذورة، فرتجع اللعنة، فأكون سببها «. ويف حاشيته: إسناده حمتمل للتحسن، فإن<br />
أبا عمر احلرضمي - وإن قال احلافظ يف »تعجيل املنفعة« جمهول - يمكن أن خيرجه<br />
من حيز اجلهالة كونه صديقاً البن مسعود، وأن ابن مسعود كان يزوره كام ذكر يف<br />
احلديث، وبقيه رجاله ثقات رجال الصحيح غر العَيْزار بن جَ رْ وَ ل احلرضمي، فليس<br />
من رجال الكتب الستة، وهو ثقة ... وأورده اهليثمي يف »املجمع« )74/8(، =<br />
298
يقول: « إن اللعنة إذا وُ جهت إىل مَ ن وُ جهت إليه فإنْ أصابتْ عليه سبيالً، أو<br />
وجدت فيه مسلكاً وإال قالت: يا رب وُ جهت إىل فالنٍ فلم أجد )فيه مسلكاً<br />
ومل أجد( عليه سبيالً ، فيقال هلا: ارجعي مِن حيث جئت » .<br />
حديث يف املعروف واملنكر:<br />
35- أخرج اخلرائطي يف مكارم األخالق عن بالل ريض اهلل عنه<br />
قال: قال رسول اهلل ﷺ: « املعروف واملنكر منصوبان للناس يوم القيامة،<br />
فاملعروف الزمٌ ألهله يقودهم ويسوقهم إىل اجلنة، واملنكر الزم ٌألهله<br />
يقودهم ويسوقهم إىل النار » .<br />
36- وأخرج ابن املبارك يف الزهد ، وأمحد ، والبزار، والطرباين يف<br />
األوسط ، عن أيب موسى األشعري ريض اهلل عنه قال: قال رسول اهلل ﷺ:<br />
= وقال: « رواه أمحد، وأبو عمير مل أعرفه، وبقية رجاله ثقات، ولكن الظاهر أنَّ<br />
صديقَ ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة. واهلل أعلم «. وانظر - إن شئت - تتمة<br />
الكالم هناك. واحلديث يف مسند أمحد )133-132/7( )4036( أيضاً .<br />
سقط من ل .<br />
)232-231/1( )88(، وأوله: « كل معروف صدقة، واملعروف ...«. وانظر كالم<br />
حمققه عليه.<br />
يف س: يقروهم. يف املوضعن .<br />
الزهد )ص 348( )980(، وهو من زوائد احلسين املروزي، وقد حذفت يف طبعة<br />
أمحد فريد. ومسند أمحد )234/32( )19487(، واملعجم األوسط )376/8(<br />
)8925(، ومل أجده يف مسند البزار املطبوع، وقال اهليثمي يف املجمع )262/7(:<br />
»رواه أمحد والبزار ورجاهلام رجال الصحيح«. ويف حاشية املسند: « رجاله ثقات<br />
رجال الشيخن، غر أن احلسن - البري - مل يسمع من أيب موسى ...«.<br />
299
« إن املعروف واملنكر خلليقتان يُنْصبان للناس يوم القيامة، فأمّ ا املعروف<br />
فيبرشِّ<br />
أهله ، وأما املنكر فيقول: إليكم إليكم ، و ال يستطيعون له<br />
إال لزوماً » .<br />
حديث يف األيام والليايل:<br />
37- أخرج ابن خزيمة يف صحيحه ، واحلاكم يف املستدرك، والطرباين ،<br />
سقطت من ظ1، ظ2، س، ه .<br />
قال السندي: قوله: خليقتان، أي: خملوقتان، ولعل التأنيث باعتبار املوصوف<br />
الصورة.<br />
يف ج، ل: ألهله .<br />
أي: تبعدوا عني، وهو اسم فعل، بمعنى يبعدهم املنكر عن نفسه، وهم ال يقدرون أن<br />
يفارقوه. من حاشية املسند )235/32(.<br />
إليكم، و: سقط من ه .<br />
يف ظ1، ل: وال تستطيعون .<br />
سقطت من ع، ج .<br />
من أمثلة اختصار النسخة ف قول خمترها عن هاتن الفقرتن: « أحاديث يف اللعنة،<br />
ويف األمر باملعروف والنهي عن املنكر، كلها دالة عىل التجسيم، ال نطيل بذكرها«.<br />
ومن أمثلة ذلك يف ط حذف فقرة »حديث يف األذكار والدعوات« وهاتن الفقرتن<br />
« يف اللعنة » و « يف املعروف واملنكر« كلها .<br />
صحيح ابن خزيمة )117/3( ،)1730( واملستدرك )568-567/1( ،)1066(<br />
ومل أجده يف معاجم الطرباين، وقال اهليثمي يف املجمع )165-164/2(: « رواه<br />
الطرباين يف الكبير، عن اهليثم بن محيد، عن حفص بن غيالن، وقد وثقهام قوم،<br />
وضعفهام آخرون، ومها حمتج هبام «. وقال املنذري يف الرتغيب )365/1(: »رواه<br />
الطرباين وابن خزيمة يف صحيحه، وقال: إن صح هذا اخلرب، فإن يف النفس من هذا<br />
اإلسناد شيئاً «، ثم قال: « إسناده حسن، ويف متنه غرابة «.<br />
300
عن أيب موسى األشعري ريض اهلل عنه قال: قال رسول اهلل ﷺ : « حتُ رش األيام<br />
عىل هيأهتا، وحترش اجلمعة زهراء منريةً أهلها حيفون هبا كالعروس تيضء<br />
هلم، يمشون يف ضوئها » .<br />
38- وأخرج البزار، وأبو يعىل ، والطرباين يف األوسط ، وابن أيب<br />
الدنيا ، وغرهم ، من طريقٍ جيدةٍ ، ،عن أنس بن مالك ريض اهلل عنه قال:<br />
قال رسول اهلل ﷺ: « أتاين جربيل ويف يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء.<br />
قلت: ما هذه يا جربيل ؟<br />
قال: هذه اجلمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيداً ولقومك .<br />
يف احلديث: « كالعروس هتدى إىل كريمها تيضء هلم «.<br />
مسند البزار )69-68/14( )7527(، وأيب يعىل )228/7( )4228(، واملعجم<br />
األوسط )15/7( )6717(، ومل أجده يف كتب ابن أيب الدنيا املطبوعة.<br />
وقال اهليثمي يف املجمع )421/10(: « رواه البزار والطرباين يف األوسط بنحوه،<br />
وأبو يعىل باختصار، ورجال أيب يعىل رجال الصحيح، وأحد إسنادي الطرباين رجاله<br />
رجال الصحيح، غر عبد الرمحن بن ثابت بن ثوبان، وقد وثقه غر واحد، وضعفه<br />
غرهم، وإسناد البزار فيه خالف «.<br />
وقال املنذري يف الرتغيب والرتهيب )407/4(: « رواه ابن أيب الدنيا، والطرباين يف<br />
األوسط بإسنادين، أحدمها جيد قوي، وأبو يعىل خمتراً، ورواته رواة الصحيح،<br />
والبزار واللفظ له «.<br />
يف ه: أنا يف .<br />
يف ع، ج: « من بعدك «. وهي زيادة موجودة يف رواية احلديث. انظر مسند البزار<br />
)68/14(. واألوسط.<br />
301
قلت: ما هذه النكتة السوداء فيها ؟<br />
قال: هذه الساعة » .<br />
بيضاء .<br />
هذا صيح يف أن يوم اجلمعة عند اهلل جسم خملوق يف صورة مرآة<br />
39- وأخرج اإلمام أمحد يف الزهد عن احلسن قال: « ليس يوم ٌيأيت<br />
من أيام الدنيا إال يتكلم ويقول: يا أهيا الناس إين يوم جديد، وأنا عىل ما يعمل<br />
يفّ شهيد، وإين لو قد آب َتْ شميس مل أرجع إليكم إىل يوم القيامة «.<br />
40- وأخرج أمحد يف الزهد )عن احلسن قال:( <br />
وأبو نعيم يف احللية عن أيب عمران اجلوين قال: « ما من ليلةٍ تأيت<br />
يف ظ1، ظ2، س، ل: وفيه . وقوله: « يف صورة » سقط من ع، ج .<br />
واحلديث طويل ساقه السيوطي مقتراً عىل موضع الشاهد .<br />
مل أجده يف املطبوع .<br />
يف ج: ريض اهلل عنه .<br />
هذا من ش، ويف ظ1، ظ2، ل، ه : لو تدابت . ويف ع، ج: لو قد نابت . ويف س: لو<br />
قد ابت !<br />
مل أجده يف املطبوع .<br />
ما بن اهلاللن ليس يف ع، ج، س، ل. ولعل الناسخ سبق نظره إىل األثر السابق.<br />
حلية األولياء )310/2( يف ترمجة أيب عمران اجلوين، وهو يرويه عنه من طريق<br />
عبد اهلل بن أمحد بن حنبل عن أبيه ...<br />
يف س: اخلويل ! ويف ل، ه: اجلويني !<br />
302
إال تنادي: اعملوا يفَّ ما استطعتم من خري، فلن أرجع إليكم إىل يوم<br />
القيامة » .<br />
41- وأخرج ابن أيب شيبة ، وأبو نعيم ، عن جماهد قال: « ما من يوم<br />
يقىض من الدنيا إال قال ذلك اليوم: احلمد هلل الذي أخرجني من الدنيا<br />
وأهلها فال أعود إليها أبداً، ثم يطوى عليه فيختم إىل يوم القيامة ، حتى يكون<br />
اهلل هو الذي يفض خامته «.<br />
42- وأخرج أبو نعيم عن جماهد قال: « ما من يوم إال يقول: ابن آدم،<br />
قد دخلت عليك اليوم ، ولن أرجع إليك بعد اليوم، فانظر ماذا تعمل يفّ . وال<br />
ليلة إال قالت كذلك » .<br />
ِبَلِ الرأي .<br />
هذه مراسيل هلا حكم الرفع، ألن مثلها ال يُقال مِ نْ ق<br />
43- وأخرج أبو نعيم عن معقل بن يسار عن النبي ﷺ قال:<br />
سقطت من ظ1، ظ2، ل، ه .<br />
املصنف )432/19( )36594(، وحلية األولياء )292/3(. ولفظ األول: ما من<br />
يوم يميض. إىل: أبداً. ويف احللية: ينقيض<br />
يف احللية: أراحني .<br />
يف س: يقض خامته. وكتب الناسخ « خامته » باألمحر عىل عادته يف العناوين، ظنها<br />
عنواناً ! وأسقط الواو بعدها !<br />
يف حلية األولياء )296/3(.<br />
يف حلية األولياء )304-303/2(، وأعقبه بقوله: « غريب من حديث معاوية، تفرد<br />
به عنه زيد، وال أعلمه روي مرفوعاً عن النبي ﷺ إال هبذا اإلسناد «.<br />
يف ط: عن سيار !<br />
303
« ليس من يوم يأيت عىل ابن آدم إال ينادي فيه: يا ابن آدم، أنا خلق جديد،<br />
وأنا فيام تعمل يفَّ عليك غداً شهيد، فاعمل يفَّ خرياً أشهد لك به غداً، فإين<br />
لو قد مضيت مل ترين أبداً . ويقول الليل مثل ذلك «.<br />
44- وقال ابن أيب شيبة يف املصنف : حدثنا حسن بن عل عن موسى<br />
اجلهني عن بعض أصحابه قال: « ما أتت عىل عبدٍ ليلةٌ قط إال قالت: ابنَ<br />
آدم أحدِ ثْ يفّ خرياً، فإين لن أعود عليك أبداً » .<br />
حديث يف الدنيا:<br />
45- أخرج البزار عن أيب بكر الصديق ريض اهلل تعاىل عنه قال: « بينا<br />
أنا مع رسول اهلل ﷺ إذ رأيته يدفع عن نفسه شيئاً، وال أرى شيئاً ، فقلت: يا<br />
رسول اهلل، ما الذي تدفع ؟<br />
يف ظ2: ينادى .<br />
من ع، ج، وليست يف احللية .<br />
)417/19( )36535(. وسقط تعين الكتاب من ش .<br />
يف ج: ريض اهلل عنهم !<br />
يف ع، ج: قط ليلة .<br />
يف ش: إليك .<br />
يف مسنده )106/1( )44(، وكرر يف )ص 196(، وللحديث قصة تركها املؤلف،<br />
ويف سنده عبد الرمحن بن زيد قال عنه البزار: « رجل من أهل البرة كان متعبداً،<br />
وأحسبه كان يذهب إىل القدر مع شدة عبادته «، وذكره الذهبي يف ميزان االعتدال<br />
)673/2( وعده من مناكره .<br />
304
قال: الدنيا تطوَّ لتْ يل، فقلت: إليكِ عنِّي ، فقالت يل: أما إنك لست<br />
بمدركي .»<br />
46- وأخرجه احلاكم وصححه ولفظه فقال: « هذه الدنيا مُ ثِّلَتْ يل،<br />
فقلتُ هلا: إليك عني، ثم رجعت فقالت: إن أفلتَّ مني فلن يفلت مني من<br />
بعدك » .<br />
47- وأخرجه أمحد يف الزهد ولفظه: « رَ فعتْ يل الدُّ نيا عنقَها وصدرَ ها<br />
فقلتُ هلا: إليك عني، فقالت: إن انفلت أنتَ مني فلن ينفلتَ مني مَ نْ<br />
بعدك » .<br />
48- وقال اإلمام أمحد يف الزهد : حدثنا حسين حدثنا حممد بن<br />
مطرف عن هالل بن أسامة الفزاري عن عطاء بن يسار عن النبي ﷺ<br />
يف ش: تدركني. ويف ع، ج: بمعديل .<br />
يف املستدرك )440-439/5( .)7926(<br />
مل أجده يف املطبوع.<br />
)ص 576( )2373( وقال حمققه: « إسناده ضعيف، وهو حديث منكر. عطاء بن<br />
يسار من التابعن، فاحلديث مرسل، وذكره ابن أيب حاتم يف )علل احلديث( )1930(<br />
عن عبد اهلل بن عمرو، وقال: هذا خطأ، إنام هو عن ابن يسار، عن أيب سعيد عن النبي<br />
ﷺ كالم األول بنحو هذا، وهو حديث منكر «.<br />
يف ع، ج: « بن » هنا ويف املوضع الثاين .<br />
يف ش: حممد حسن !<br />
يف الزهد: يساف .<br />
وضع ناسخ س حتت الفاء: ف . وهذا تنبيه جيد .<br />
305
قال: « أتتني الدنيا خرضةً حلوةً، ورَ فعتْ يل رأسها وتزينتْ يل، فقلتُ : إين ال<br />
أريدك ، فقالت: إن انفَلَتَّ منّي مل ينفلِتْ مني غريُ ك » .<br />
49- وقال ابنه يف زوائده : حدثنا هارون حدثنا سيارحدثنا جعفر<br />
حدثنا مالك بن دينار قال: قال أبو هريرة ريض اهلل عنه: « الدنيا موقوفة بني<br />
السامء واألرض كالشِّ نِ البايل تنادي رهبا منذ يوم خلقها إىل يوم يفنيها: لم <br />
تبغضني ؟ فيقول اهلل هلا: اسكتي يا ال يشء ، اسكتي يا ال يشء «.<br />
50- وأخرج احلاكم عن طارق قال: قال رسول اهلل ﷺ: « إذا قال<br />
العبد: قبح اهلل الدنيا ، قالت الدنيا: قبح اهلل أعصانا لربه » .<br />
51- وأخرج ابن أيب الدنيا عن ابن عباس ريض اهلل عنهام قال:<br />
مل أجده يف املطبوع، وقد رواه ابن أيب الدنيا يف الزهد برقم )339(، وأورده الغزايل يف<br />
اإلحياء )210/3(.<br />
يف ع، ج: »بن« موضع »حدثنا« يف املواضع األربعة !<br />
يف ج: يا رب مل . وسقطت « مل » من ع .<br />
يف ج »اسكني« فقط، ويف ع: اسكني بال يشء، اسكني بال يشء ! ويف س: اسكني يا<br />
ال يشء. مرتن. ويف ل، ه: اسكتي يا ال يشء يا ال يشء .<br />
يف املستدرك )444/5( )7940( ومل يسق املؤلف أوله. واحلديث قال عنه الذهبي:<br />
منكر. وقال العقيل: هذا من قول عل. من حاشية املستدرك.<br />
يف كتابه الزهد برقم )68( من رواية الفضيل بن عياض عن ابن عباس. والرواية<br />
ذكرها القرطبي يف التذكرة )76/2( فلعل السيوطي أخذها منه. وذكرها يف اجلامع<br />
الكبر وعزاها إىل سعيد ابن األعرايب يف الزهد. انظر: كنز العامل )724/3( برقم<br />
.)8579(<br />
306
« يُؤتى بالدنيا يوم القيامة يف صورة عجوز شمطاء زرقاء، ظاهرة أنياهبا،<br />
مشوهة خلقتها ، فترشف عىل اخلالئق فيقال هلم: أتعرفون هذه ؟<br />
فيقولون: نعوذ باهلل من معرفة هذه ؟<br />
فيقال: هذه الدنيا التي تشاجرتم عليها ، وتقاطعتم ، وحتاسدتم ،<br />
وتباغضتم ، واغتررتم .<br />
ثم تُقذف يف جهنم فتنادي: أي رب أين أتباعي وأشياعي ؟ فيقول اهلل:<br />
أحلقوا هبا أتباعها وأشياعها » .<br />
52- وأخرج أبو نعيم يف احللية عن العالء بن زياد قال: « رأيت الناس<br />
يف النوم يتبعون شيئاً فتبعته، فإذا عجوز كبرية هتامء عوراء عليها من كل<br />
حلية وزينة، فقلت: ما أنت ؟<br />
قالت: أنا الدنيا .<br />
سقطت من ش. ويف ع، ج: أنياهبا بارزة، ويف ف: أنياهبا ظاهرة. ويف الزهد: بادية.<br />
يف ظ1، ظ2، ش، س، ل، ه: خلقها، ويف ف: مشوهة اخللقة.<br />
يف ش، ع، ج: هل تعرفون .<br />
يف ع، ج: نعوذ باهلل منها .<br />
يف ع، ج: تفاخرتم .<br />
.)244-243/2( <br />
يف ظ2: مهشاء. ويف سائر النسخ: هشامء. والتصحيح من حلية األولياء. واهلتم:<br />
انكسار الثنايا من أصوهلا خاصة. لسان العرب )19/15(.<br />
يف ع، ج، س: مَنْ . ويف احللية: ما .<br />
307
قلت: أسأل اهلل أن يبغضك إيلّ .<br />
قالت: نعم إن أبغضت الدراهم » .<br />
حديث يف الفتن:<br />
53- أخرج البخاري عن أسامة بن زيد قال: « أرشف النبي ﷺ عىل<br />
أُطُمٍ من آطام املدينة ثم قال: هل ترون ما أرى ؟ ]إين ألرى[ مواقع الفتن<br />
خالل بيوتكم كمواقع القطر » .<br />
أثر يف الشهوات:<br />
54- أخرج عبد اهلل بن أمحد يف زوائد الزهد عن ثابت البناين قال:<br />
بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا عليهام السالم، فرأى عليه معاليق من<br />
كل يشء، فقال حييى: يا إبليس ما هذه املعاليق التي أرى عليك ؟<br />
يف الصحيح ،664/2( )871 ،)1779( .)2335(<br />
زدهتا من الصحيح .<br />
الزهد، ضمن حكمة عيسى عليه السالم )ص 135( من روايته عن أبيه. وهو يرويه<br />
عن غر أبيه أيضاً. انظر: حلية األولياء )328/2(، واألثر يرويه البيهقي يف شعب<br />
اإليامن )475/7( )5308(، وابن عساكر يف تاريخ دمشق )204-203/64(،<br />
وعده املكي يف قوت القلوب )283/2( خرباً إرسائيلياً .<br />
يف ل، ه: مغاليق. يف املوضعن .<br />
308
قال: هذه الشهوات التي أصيب هبا ابن آدم » .<br />
الدليل عىل أن املوت جسم يف صورة كبش:<br />
55- أخرج ابن أيب حاتم يف تفسيره عن قتادة يف قوله تعاىل:<br />
﴿ ڀ ڀ ڀ ٺ ﴾ ، قال: « احلياة فرس جربيل، واملوت كبش<br />
أملح «.<br />
وقال مقاتل والكلبي : « خلق املوت يف صورة كبش ال يمر عىل أحد<br />
إال مات، وخلق احلياة يف صورة فرس ال يمر عىل يشء إال حيي «.<br />
يف الزهد وش، ج: بني. وسقطت من ل، ه .<br />
وله تتمة: « فقال له حييى عليه السالم: هل يل فيها يشء؟ قال: فهل تصيب مني شيئاً؟<br />
قال: ربام شبعت فثقلناك عن الصالة والذكر. قال: هل غر ذا؟ قال: ال. قال: ال<br />
جرم واهلل ال أشبع أبداً «. وزاد يف حلية األولياء: « قال إبليس: وهلل علّ أن ال أنصح<br />
مسلامً أبداً «.<br />
)3363/10( )18929(، وهذا من القسم املفقود من التفسر، وقد نقل واستدرك<br />
من الدر املنثور .<br />
من سورة امللك، اآلية . 2<br />
يف س: فهر .<br />
صح املؤلف يف رسالته: رفع الصوت بذبح املوت )ضمن احلاوي 182/2( أهنام<br />
قاال هذا يف تفسرهيام، يف تفسر اآلية املذكورة، ومل أجده يف تفسر مقاتل املطبوع .<br />
يف ع، ج: خلق اهلل. وكذلك يف الفعل الثاين. ويف ل: خلق املوت واحلياة !!<br />
309
56- وأخرج أبو الشيخ بن حيان يف كتاب العظمة عن وهب بن<br />
منبه قال: « خلق اهلل املوت: كبشاً أملح مسترتاً بسواد وبياض ، له أربعة أجنحة،<br />
جناح حتت العرش ، وجناح يف الثرى ، وجناح يف املرشق ، وجناح يف املغرب،<br />
قال له: كن فكان ، ثم قال له: ابرز، فربز املوت لعزرائيل » .<br />
فائدة:<br />
قال الشيخ عبد الغفار القويص يف كتاب الوحيد : املعاين تتشكل ،<br />
وال يمتنع ذلك عىل اهلل تعاىل، فقد ورد يف احلديث الصحيح أن املوت يؤتى به<br />
يف صورة كبش ويذبح بن اجلنة والنار . واملوت معنى من املعاين .<br />
يف ه: عن !<br />
يف ظ1، ظ2، ج، س، ف: حبان. وهو خطأ. ويف ل: أبو الشيخ عن ابن جبان !!<br />
)900/3( والنقل باختصار وترف .<br />
ترجم له كثيرون منهم ابن حجر يف الدرر الكامنة )496-495/2( وقال:<br />
« عبد الغفار بن أمحد بن عبد املجيد القويص، أصله من األقر ... سمع احلديث من<br />
الدمياطي واملحب الطربي، والزم عبد العزيز املنويف وأبا العباس امللثم وغرمها من<br />
أهل الطريق، وصنف كتاباً يف ذلك ضاهى به رسالة القشري، يف رسد من اجتمع به<br />
منهم، سامه: « الوحيد يف سلوك أهل التوحيد » وهو يف جملدين ... مات ]بالقاهرة[<br />
في ذي القعدة سنة «. 708 وانظر: الطالع السعيد )ص 327-323(.<br />
يف ظ1، ظ2، س، ل، ف، ه: التوحيد، ويف ش: الوعيد . والصواب: « الوحيد يف<br />
سلوك أهل التوحيد » كام قال ابن حجر، ورأيته خمطوطاً.<br />
رواه البخاري )1760/4( برقم )4453(، ومسلم )2188/4( برقم )2849(،<br />
وانظر امللحق.<br />
310
وقد ورد أن العبد إذا قال: ال إله إال اهلل خرج من فيه طائر أبيض<br />
يرفرف حتت العرش، فيقال له: اسكن، فيقول: وعزتك ال أسكن حتى<br />
تغفر لقائلها .<br />
وأخربين فقر كان به سعلة فسأل اهلل أن يريه تلك السعلة، قال: فكنت<br />
أراها مثل اجلرادة ، تأيت إيلّ وتغوص يف كتفي وأنا أنظر إليها حتى تنتهي إىل<br />
الرئة ، فأسعل عند ذلك، فإذا خرجت أنظر إليها حتى خترج وتطر، فيسكن<br />
عني السعال .<br />
قال: وأخربين الشيخ عبد اهلل املنويف عن فقر قال: لمّ ا كان الغالء كنت<br />
ال أشبع، فسألت اهلل، فرأيت يف معديت شيئاً كالرسطان، كلام نزلتْ لقمةٌ فتح<br />
فاه والتقمها وأنا أنظر إليه.<br />
يف ظ1، ظ2، س، ل، ه: فرف .<br />
ذكره النووي البنتني يف « تنقيح القول احلثيث برشح لباب احلديث » )ص 16( بال<br />
إسناد، ومل أجده يف كتب السنة. وانظر: الآللئ املصنوعة )290-289/1(.<br />
املراد به السالك إىل اهلل .<br />
يف ل، ه: املنفي! واملنويف ترجم له ابن حجر يف الدرر الكامنة )421-419/2( فقال:<br />
« عبد اهلل املغريب األصل، ثم املري، املشهور باملنويف، ولد ببعض قرى مر، وتلمذ<br />
للشيخ سليامن التنوخي الشاذيل، وخدمه وهو ابن تسع، فعلمه القرآن وانتفع به ...<br />
واشتهر بالديانة والصالح والعبادة والزهادة ... مات يف الطاعون العام يف رمضان<br />
سنة ... 749 وقد مجع الشيخ خليل املالكي له ترمجة مفيدة، وذكر فيها من كراماته<br />
شيئاً، ومن أوصافه اجلميلة، وأخالقه املرضية ما يشهد بعظم مقامه «.<br />
311
قال: وأخربين فقر أنه كان يرى النوم عندما يأتيه كأنه سحاب أو دخان<br />
عندما يقبل عليه يغشاه ينام .<br />
قال: وأعرف فقراً شهد الرمحة تتنزل عىل قوم يذكرون اهلل تعاىل ، وهي<br />
كبياض القطن منترشة، ويف اللطافة ألطف منه.<br />
خامتة:<br />
ونظر ما نحن فيه وصف اجلامدات بالعقل ، وال إشكال فيه كام حققه<br />
القرطبي رمحه اهلل تعاىل يف التذكرة ، وبنى عليه األحاديث الواردة يف جريان<br />
القصاص بينها يف اآلخرة، وسؤاهلا كحديث: « وليُسْ أَلنَّ احلجرُ فيام نَكَبَ<br />
إصبع الرجل » .<br />
يف ش: يصل .<br />
يف ف: فيغشاه .<br />
يف ع، ج: اجلامد بالغفلة !<br />
انظر: )315-311/1(، باب القصاص يوم القيامة ممن استطال يف حقوق الناس،<br />
ويف حبسه هلم حتى ينصفوا منه .<br />
يف ف: وليساكن !<br />
قال القرطبي يف التذكرة )314/1(: « ذكر ابن وهب، أخربين ابن هليعة وعمرو بن<br />
احلارث عن بكر بن سوادة أن أبا سامل اجليشاين حدّ ثه أن ثابت بن طريف استأذن عىل<br />
أيب ذر فسمعه رافعاً صوته يقول: أما واهلل لوال يوم اخلصومة لسؤتك . قال ثابت:<br />
فدخلت فقلت: ما شأنك يا أبا ذر ؟ قال : هذه. قلت: وما عليك إن رأيتك ترضهبا<br />
قال: والذي نفيس بيده - أو نفس حممد بيده - لتسألن الشاة فيام نطحت صاحبتها،<br />
وليسألن اجلامد فيام نكت ]كذا ولعل الصواب: نكب[ إصبع الرجل «.<br />
312
وشاهد ذلك ﴿ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻۀ ﴾ ،<br />
وهو بلسان القال ال احلال، ولكنه خفي عن من حجبه اهلل عن سامعه، وقد<br />
كشف احلجاب للصحابة حتى سمعوا تسبيح احلىص من كفه ﷺ وكف أيب<br />
بكر وعمر وعثامن ريض اهلل عنهم .<br />
وقال ابن مسعود ريض اهلل عنه: « كنا نسمع تسبيح الطعام وهو<br />
يؤكل« .<br />
و أمنت أسكفة الباب، وحوائط البيت ، عىل دعاء النبي ﷺ .<br />
من سورة اإلرساء، اآلية 44.<br />
انظر يف هذا فتح الباري )592/6(، وجممع الزوائد )179/5( و)299/8(.<br />
رواه البخاري )110/9( .)3579(<br />
يريد حديث أيب أسيد الساعدي قال: قال رسول اهلل ﷺ للعباس بن عبد املطلب:<br />
« يا أبا الفضل، ال تَرِ مْ منزلك أنت وبنوك غداً حتى آتيكم، فانتظروه حتى جاء<br />
بعدما أضحى، فدخل عليهم فقال: السالم عليكم، قال: وعليك السالم ورمحة اهلل<br />
وبركاته. قال: كيف أصبحتم ؟ قال: بخر، أمحد اهلل، فقال: تقاربوا تقاربوا تقاربوا<br />
يزحف بعضكم إىل بعض، حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بمالءته، ثم قال: يا رب<br />
هذا عمي وصنو أيب وهؤالء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بمالءيت<br />
هذه.<br />
قال : فأمنت أسكفة الباب وحوائط البيت فقالت: آمن آمن آمن«.<br />
رواه الطرباين يف املعجم الكبير )263/19( برقم )584(، وقال اهليثمي يف املجمع<br />
)270/9(: »روى ابن ماجه بعضه يف األدب، ورواه الطرباين وإسناده حسن«.<br />
واألسكفة: هي اخلشبة التي يوطأ عليها أو العتبة .<br />
313
وحنّ اجلذع لفراقه حتى سمعوا له صوتاً كصوت العِشار .<br />
وقال تعاىل يف األرض: ﴿ ڃ ڃ ڃ ﴾ .<br />
وقال فيها ويف السامء:﴿ گ گ گ ڳ ڳ ﴾ .<br />
ووردت األحاديث بشهادة احلجر واملدر والشجر والرطب واليابس<br />
للمؤذِّن إىل غر ذلك .<br />
وورد أيضاً كالم اجلنة والنار .<br />
روى البخاري )1314/3( )3392( عن جابر بن عبد اهلل ريض اهلل عنهام قال:<br />
« كان املسجد مسقوفاً عىل جذوع من نخل، فكان النبي ﷺ إذا خطب يقوم إىل جذع<br />
منها، فلام صنع له املنرب وكان عليه فسمعنا لذلك اجلذع صوتاً كصوت العِشار، حتى<br />
جاء النبي ﷺ فوضع يده عليها فسكنت «. والتأنيث يف آخر احلديث باعتبار اجلذع<br />
خشبة أو سارية.<br />
من سورة الزلزلة، اآلية . 4<br />
من سورة الدخان، اآلية . 29<br />
من ذلك ما رواه البخاري )221/1( )584( عن عبد الرمحن بن عبد اهلل بن<br />
عبد الرمحن بن أيب صعصعة األنصاري ثم املازين عن أبيه أنه أخربه أن أبا سعيد<br />
اخلدري قال له: إين أراك حتب الغنم والبادية، فإذا كنت يف غنمك أو باديتك فأذَّنت<br />
بالصالة فارفع صوتك بالنداء فإنه ال يسمع مدى صوت املؤذن جنٌّ وال إنسٌ وال يشء<br />
إال شهد له يوم القيامة . قال أبو سعيد: سمعته من رسول اهلل ﷺ .<br />
لعله يقصد ما رواه البخاري )1836/4( )4569(، ومسلم )2187/4( )2846(<br />
عن أيب هريرة ريض اهلل عنه قال: قال النبي ﷺ: « حتاجت اجلنة والنار فقالت النار:<br />
أُوثرتُ باملتكربين واملتجربين. وقالت اجلنة: ما يل ال يدخلني إال ضعفاء الناس<br />
وسقطهم؟ قال اهلل تبارك وتعاىل للجنة: أنت رمحتي أرحم بك مَ نْ أشاء من عبادي.<br />
وقال للنار: إنام أنتِ عذايب أعذبُ بك مَ نْ أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهام =<br />
314
وقال البغوي يف حديث: « أحد جبل حيبنا ونحبه » : « األوىل إجراؤه<br />
عىل ظاهره، وال ينكر وصف اجلامدات بمحبة األنبياء واألولياء وأهل <br />
الطاعة ، )كام حن اجلذع( لفراقه، وسلم عليه احلجر والشجر« .<br />
وقال احلافظ املنذري : « وهذا الذي قاله البغوي ]حسن[ جيد » .<br />
= ملؤها، فأمَّ ا النار فال متتلئ حتى يضع اهلل تبارك وتعاىل رجله فتقول: قط قط،<br />
فهنالك متتلئ، ويُزوى بعضها إىل بعض، وال يظلم اهلل عز وجل من خلقه أحداً، وأمّ ا<br />
اجلنة فإن اهلل عز وجلّ ينشئ هلا خلقاً «.<br />
يف رشح السنة )315-314/7(.<br />
رواه البخاري )539/2( )1411(، ويف مواضع أخرى، ومسلم )993/2(<br />
.)1365(<br />
سقط من ه .<br />
سقط من ع، ج. وكذلك من س، ل، ف، ه مع قوله: لفراقه .<br />
الرتغيب والرتهيب )205/2( )1845( يف الرتغيب يف سكنى املدينة إىل املامت .<br />
هذا يف ش، ع، ج. وجاء يف النسخ الست األخرى: املهدوي ! وهو خطأ، ومل يذكر يف<br />
ط فهو ضمن املحذوف.<br />
ونصه - أعني البغوي -: « قال اخلطايب: أراد به أهل املدينة وسكاهنا، كام قال اهلل<br />
تعاىل: ﴿ڱ ڱ ﴾ ]يوسف:82[ أي: أهل القرية، قال اإلمام ]هو البغوي<br />
املؤلف[: واألوىل إجراؤه عىل ظاهره، وال ينكر وصف اجلامدات بحب األنبياء<br />
واألولياء وأهل الطاعة، كام حنت األسطوانة عىل مفارقته حتى سمع القوم حنينها<br />
إىل أن أسكتها الرسول ﷺ، وكام أخرب أن حجراً كان يسلم عليه قبل الوحي - فال<br />
ينكر أن يكون جبل أحد ومجيع أجزاء املدينة حتبه، وحتن إىل لقائه حالة مفارقته إياها<br />
حتى أرسع إليها حن وقع بره عليها، كام أقبل عىل األسطوانة واحتضنها حن<br />
سمع حنينها عىل مفارقته «. وانظر: )181-180/14(.<br />
315
وقد ورد حديث: « حتفظوا من األرض فإهنا تشهد بام عمل عليها » .<br />
فثبت بذلك أن كل خملوق هلل تعاىل عاقل، ناطق، شاهد له بالوحدانية،<br />
يسبح ويشهد وحيب أهل طاعته ، ويبغض أهل معصيته.<br />
وفقنا اهلل بتوفيقه ، وأذاقنا حالوة حتقيقه بمنه وكرمه، آمن.<br />
* * *<br />
هو من حديث فيه: ».. وحتفظوا من األرض، إهنا أمكم، وإنه ليس من أحد عامل<br />
عليها خيراً أو رشاً إال وهي خمربة به «. رواه الطرباين يف ]الكبر 61/5[، والبغوي<br />
عن ربيعة اجلريش. انظر: كنز العامل )43458( 869/15 و3/16 )43673(،<br />
وقال اهليثمي يف املجمع )241/1(: « فيه ابن هليعة وهو ضعيف «. وانظر: فيض<br />
القدير )234/3(.<br />
316
ملحق<br />
رفع الصوت بذبح املوت<br />
لإلمام السيوطي<br />
احلمد هلل، وسالم عىل عباده الذين اصطفى .<br />
مسألة:<br />
يف احلديث: « إذا دخل أهل اجلنة اجلنة وأهل النار النار يؤتى باملوت يف<br />
صورة كبش أملح فيوقف بني اجلنة والنار، ويقال للفريقني: أتعرفون هذا ؟<br />
فيقولون: نعم، هو املوت. فيذبح ... » إىل آخره.<br />
1- وال خيفى أن املوت عَ رَ ضٌ ، وهو ال يقبل االنتقال ، وال بد له من حمل<br />
لعدم قيامه بنفسه ، وال يتألف وال يتجسد وال يتصور بصورة اجلسم.<br />
2- وكيف يعرفه الفريقان ومل يشاهداه هبذه الصفة قبل ذلك ؟<br />
3- وما النكتة يف فرح أهل اجلنة بذبحه مع علمهم بأنه ال موت يف اجلنة،<br />
وال خروج بعد دخوهلا، ملا تقدم هلم من إخبار أنبيائهم وتالوة كتبهم ؟<br />
317
اجلواب:<br />
اشتمل هذا الكالم عىل ثالثة أسئلة:<br />
- فأمَّ ا األول فإنّه إشكال قديم، له يف الوجود أكثر من أربع مئة سنة ،<br />
قال القايض أبو بكر بن العريب: استشكل هذا احلديث لكونه خيالف صيح<br />
العقل، ألن املوت عَ رَ ض، والعرض ال ينقلب جسامً فكيف يذبح ؟ فأنكرت<br />
طائفة صحة احلديث ودَفَعَتْه ، وتأوّ لته طائفة، فقالوا: هذا متثيل، وال ذبح هناك<br />
حقيقة.<br />
وقال املازري: املوت عندنا عرض من األعراض، وعند املعتزلة عدم<br />
حمض، وعىل املذهبن ال يصح أن يكون كبشاً وال جسامً ، واملراد هبذا التمثيلُ<br />
والتشبيهُ . قال: وقد خيلق اهلل تعاىل هذا اجلسم ثم يذبح ثم جيعل مثاالً ؛ ألن<br />
املوت ال يطرأ عىل أهل اجلنة . ونقله النووي يف »رشح مسلم« واقتر عليه .<br />
وقال القرطبي يف »التذكرة«: املوت معنىً ، واملعاين ال تنقلب جوهراً ،<br />
وإنام خيلق اهلل أشخاصاً من ثواب األعامل ، وكذا املوت خيلق اهلل تعاىل كبشاً<br />
يسميه املوت، ويلقي يف قلوب الفريقن أن هذا املوت، يكون ذبحه دليالً عىل<br />
اخللود يف الدارين .<br />
وقال غره: ال مانع أن ينشئ اهلل تعاىل من األعراض أجساداً جيعلها مادة<br />
318
هلا، كام ثبت يف صحيح مسلم يف حديث: « إن البقرة ، وآل عمران جييئان كأهنام<br />
غاممتان » ونحو ذلك من األحاديث.<br />
وقد تلخص مما سقناه من كالم العلامء أربعة أجوبة، وبقي خامس مل<br />
أحب ذكره.<br />
- وأما السؤال الثاين - وهو كيف يعرفه الفريقان ومل يشاهداه -؟ فجوابه:<br />
يؤخذ من قول القرطبي: ويلقي يف قلوب الفريقن إىل آخره ، وحاصله أن اهلل<br />
تعاىل يلقي يف قلوهبم معرفة ذلك.<br />
وجواب ثان: وهو أن الكلبي ومقاتالً ذكرا يف تفسيرمها يف قوله تعاىل:<br />
﴿ ڀ ڀ ڀ ٺ ﴾ أن اهلل تعاىل خلق املوت يف صورة كبش<br />
ال يمر عىل أحد إال مات ، وخلق احلياة يف صورة فرس ال متر عىل يشء إال<br />
حيي.<br />
وهذا يدلُّ عىل أن امليت يشاهد حلول املوت به يف صورة كبش، فال<br />
إشكال حينئذ.<br />
- وأمّ ا السؤال الثالث فهو قديم أيضاً وجوابه: أنه ورد يف بعض طرق<br />
احلديث عند ابن حبان أهنم يطلعون خائفن أن خيرجوا من مكاهنم الذي هم<br />
فيه ، وفُرسِّ َ بأنه توهم ال يستقر ، وال ينايف ذلك تقدمُ علمهم بأنه ال موت يف<br />
من سورة امللك، اآلية . 2<br />
319
اآلخرة، ألن التومهات تطرأ عىل املعلومات ثم ال تستقر، فكان فرحهم بإزالة<br />
التوهم.<br />
وجواب ثانٍ: وهو أن عين اليقن أقوى من علم اليقن ، فمشاهدهتم<br />
ذبح املوت أقوى وأشد يف انتفائه من تقدم علمهم، إذ العيان أقوى من اخلرب.<br />
واهلل أعلم .<br />
* * *<br />
320
املصادر<br />
- إحياء علوم الدين للغزايل )ت: 505 ه(، دار املعرفة، بروت.<br />
- اإلصابة يف متييز الصحابة البن حجر )ت:852ه(، حتقيق: عادل أمحد<br />
عبد املوجود وعلي حممد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت ط2<br />
)1423ه-2002م(.<br />
- األعالم للزركل )ت: 1396 ه(، دار العلم للمالين، بيروت، ط11<br />
)1995م(.<br />
- اإلمام احلافظ جالل الدين السيوطي وجهوده يف احلديث وعلومه لبديع<br />
السيد اللحام، دار قتيبة، دمشق، ط1 )1415 ه -1994م(.<br />
- اإلمام السيوطي وجهوده يف علوم القرآن ملحمد يوسف الرشبجي، دار<br />
املكتبي، دمشق، ط1 )1421ه-2001م(.<br />
- اإليامن باملالئكة عليهم السالم لعبد اهلل رساج الدين )ت: 1423ه(،<br />
مطبعة األصيل، حلب، ط 4 )1410ه-1990م(.<br />
- هبجة العابدين برتمجة حافظ العر جالل الدين )السيوطي( لعبد القادر<br />
الشاذيل )كان حياً سنة 946 ه(، حتقيق: عبد اإلله نبهان، مطبوعات جممع<br />
اللغة العربية، دمشق، ط1 )1419ه-1995م(.<br />
- تاريخ أصبهان أليب نعيم األصبهاين )ت: 430 ه(، حتقيق: سيد كرسوي<br />
حسن، دار الكتب العلمية، بروت، ط1 )1410ه-1990م(.<br />
- تاريخ مدينة دمشق البن عساكر )ت: 571 ه(، حتقيق: عمر بن غرامة<br />
العمروي، دار الفكر، بروت )1415 ه-1995م(.<br />
321
- التحدث بنعمة اهلل للسيوطي، حتقيق: اليزابث ماري سارتن، مطبعة جامعة<br />
كامربدج )1972م(.<br />
- التذكرة يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة للقرطبي )ت: 681ه(، حتقيق:<br />
أمحد حجازي السقا، دار اجليل، بروت )1413ه-1993م(.<br />
- ترمجة العالمة السيوطي للداوودي )ت: 945 ه(، نسخة خمطوطة<br />
مصورة.<br />
- الرتغيب والرتهيب لقوام السنة األصبهاين )ت:535ه(، اعتنى به: أيمن بن<br />
صالح بن شعبان، دار احلديث، القاهرة، ط1 )1414ه-1993م(.<br />
- الرتغيب والرتهيب للمنذري )ت: 656 ه(، حتقيق: أيمن صالح، دار<br />
احلديث، القاهرة، ط1 )1994-1415م(.<br />
- تفسير القرآن العظيم البن أيب حاتم )ت: 327ه(، حتقيق: أسعد حممد<br />
الطيب، مكتبة نزار البار، مكة، ط1 )1417ه-1997م(.<br />
- تفسير مقاتل بن سليامن )ت: 150ه(، حتقيق: عبد اهلل حممود شحاتة، دار<br />
إحياء الرتاث العريب، بروت، ط1 )1423ه-2002م(.<br />
- تنقيح القول احلثيث برشح لباب احلديث ملحمد بن عمر النووي البنتني،<br />
مطبعة املشهد احلسيني، القاهرة، ط3 )1380ه-1960م(.<br />
- اجلامع الكبير للرتمذي )ت: 279 ه(، حتقيق بشار عواد معروف، دار<br />
الغرب اإلسالمي، بروت، ط1 )1996م(.<br />
322
- اجلامع لشعب اإليامن للبيهقي )ت: 458(، كُتب عىل املجلدات الستة<br />
األوىل: حتقيق: عبد العل عبد احلميد حامد، ثم كتب عىل الباقي وهو تسع<br />
جملدات: أرشف عىل حتقيقه وختريج أحاديثه: خمتار أمحد الندوي، إصدار<br />
وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية القطرية )1429ه-2008م(.<br />
- حاشية السيوطي عىل تفسير البيضاوي املسامة »نواهد األبكار وشواهد<br />
األفكار«، نسخة مصورة عن نسخة املدرسة احلسنية يف املوصل بالعراق.<br />
- حسن املحارضة يف تاريخ مر والقاهرة للسيوطي، حتقيق: حممد أبو الفضل<br />
إبراهيم، دار الفكر العريب، القاهرة )1418ه-1998م(.<br />
- حلية األولياء أليب نعيم )ت: 430 ه(، تصوير دار الفكر، بروت.<br />
- الدر املنثور يف التفسير املأثور للسيوطي، حتقيق: عبد اهلل الرتكي بالتعاون<br />
مع مركز هجر للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية يف القاهرة، ط1<br />
)1424ه - 2003م(.<br />
- الدرر الكامنة البن حجر )ت: 852ه(، حتقيق: حممد سيد جاد احلق، أم<br />
القرى للطباعة والنرش، القاهرة.<br />
- رفع الصوت بذبح املوت للسيوطي، ضمن احلاوي للفتاوي، حتقيق: حممد<br />
حميي الدين عبد احلميد، املكتبة العرية، بروت )1411ه-1990م(.<br />
- الزهد البن أيب الدنيا )ت: 281ه(، )نسخة الكرتونية ضمن املكتبة الشاملة(.<br />
- الزهد ألمحد بن حنبل )ت: 241ه(، حتقيق: عصام احلرستاين وحممد<br />
إبراهيم الزغل، دار اجليل، بروت، ط1 )1414ه-1994م(.<br />
323
- الزهد لعبد اهلل بن املبارك )ت: 181ه(، حتقيق: حبيب الرمحن األعظمي،<br />
تصوير دار الكتب العلمية، بروت، عن الطبعة اهلندية .<br />
- سنن أيب داود )ت: 275 ه(، حتقيق: حممد عوامة، دار القبلة للثقافة<br />
اإلسالمية، جدة، ط1 )1419ه-1998م(.<br />
- السنن الكربى للبيهقي )ت: 458ه(، تصوير دار املعرفة، بروت، عن<br />
الطبعة اهلندية.<br />
- السنن الكربى للنسائي )ت: 303 ه(، حتقيق: حسن عبد املنعم شلبي،<br />
مؤسسة الرسالة، بروت، ط1 )1421ه-2001م(.<br />
- السنن البن ماجه )ت: 275 ه(، حتقيق: حممد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء<br />
الرتاث العريب )1395ه-1975م(.<br />
- رشح السنة للبغوي )ت: 516 ه(، حتقيق: شعيب األرناؤوط، املكتب<br />
اإلسالمي، بروت، ط2 )1403ه-1983م(.<br />
- شعب اإليامن: انظر اجلامع .<br />
- صحيح ابن حبان )ت: 354 ه( برتتيب ابن بلبان )ت: 739 ه(، حتقيق:<br />
شعيب األرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بروت، ط2 )1414 ه-1993م(.<br />
- صحيح ابن خزيمة )ت: 311ه(، حتقيق: حممد مصطفى األعظمي،<br />
املكتب اإلسالمي، بروت، ط2 )1992-1412م(.<br />
- صحيح البخاري )ت: 256 ه(، طبعة مصطفى البغا، دار ابن كثر، دمشق،<br />
ط5 )1414 ه - 1993م(.<br />
324
- صحيح مسلم بن احلجاج )ت: 261 ه(، طبعة حممد فؤاد عبد الباقي،<br />
مصورة دار الكتب العلمية، بروت )1413 ه-1992م(.<br />
- الضوء الالمع ألهل القرن التاسع للسخاوي )ت902ه(، تصوير دار<br />
الكتاب اإلسالمي، القاهرة، عن طبعة القديس.<br />
- الطالع السعيد اجلامع أسامء نجباء الصعيد لألدفوي )ت: 748ه(، حتقيق:<br />
سعد حممد حسن، الدار املرية )1966م(.<br />
- العظمة أليب الشيخ بن حيان )ت: 369ه(، حتقيق: رضاء اهلل بن حممد<br />
إدريس املباركفوري، دار العاصمة، الرياض، ط1 )1408ه(.<br />
- غاية النهاية البن اجلزري )ت: 833 ه(، تصوير دار الكتب العلمية،<br />
بروت.<br />
- غريب احلديث البن قتيبة )ت: 276ه(، دار الكتب العلمية، بروت، ط1<br />
)1408 ه - 1988م(.<br />
- فتح الباري البن حجر )ت: 852ه(، السلفية .<br />
- فتح املواهبي يف ترمجة اإلمام الشاطبي للقسطالين )ت: 923ه(، حتقيق:<br />
إبراهيم بن حممد اجلرمي، دار الفتح، عامن، ط1 )1421ه-2000م(.<br />
- فيض القدير برشح اجلامع الصغر للمناوي )ت: 1031ه(، تصوير دار<br />
الفكر، بروت.<br />
- القاموس املحيط للفروزآبادي )ت:817ه(، مؤسسة الرسالة، بروت،<br />
ط 5 )1416ه-1996م(.<br />
325
- قوت القلوب أليب طالب املكي )ت: 386 ه(، حتقيق: عاصم الكيايل، دار<br />
الكتب العلمية، بروت، ط2 )1426ه-2005م(.<br />
- كنز العامل للمتقي اهلندي )ت: 975 ه(، حتقيق: بكري حياين وصفوة<br />
السقا، مؤسسة الرسالة، بروت، ط1 )1413ه-1993م(.<br />
- لسان العرب البن منظور )ت:711ه(، دار صادر، بيروت، ط4<br />
)2005م(.<br />
- الآللئ املصنوعة يف األحاديث املوضوعة للسيوطي، دار الكتب العلمية،<br />
بروت.<br />
- جممع الزوائد للهيثمي )ت: 807 ه(، تصوير دار الكتاب العريب،<br />
بروت.<br />
- املستدرك عىل الصحيحين للحاكم )ت:405ه(، حتقيق: عبد السالم<br />
علوش، دار املعرفة، بروت، ط1 )1418ه-1998م(.<br />
- مسند أيب عوانة )ت: 316ه(، حتقيق: أيمن بن عارف الدمشقي، دار<br />
املعرفة، بروت، ط1 )1419ه-1998م(.<br />
- مسند أيب يعىل )ت: 307 ه(، حتقيق: حسين سليم أسد، دار املأمون<br />
للرتاث، دمشق، ط1 )1406ه-1986م(.<br />
- مسند اإلمام أمحد بن حنبل )ت: 241 ه(، حتقيق: جمموعة، مؤسسة<br />
الرسالة، بروت.<br />
326
- مسند البزار )ت: 292ه(، حتقيق: حمفوظ الرمحن زين الدين ثم عادل بن<br />
سعد، مكتبة العلوم واحلكم، املدينة املنورة، ط1 )1416ه-1996م(.<br />
- مسند الدارمي املعروف بسنن الدارمي )ت: 255 ه(، حتقيق: حسن سليم<br />
أسد، دار املغني، الرياض، ط1 )1421ه-2000م(.<br />
- املصنف البن أيب شيبة )ت: 235ه(، حتقيق: حممد عوامة، رشكة دار القبلة<br />
للثقافة اإلسالمية، جدة، ط1، )1427ه-2006م(.<br />
- املعجم األوسط للطرباين )ت: 360 ه(، حتقيق: طارق بن عوض اهلل<br />
ابن حممد، وعبد املحسن بن إبراهيم احلسيني، دار احلرمين، القاهرة، ط<br />
)1415ه-1995م(.<br />
- املعجم الكبير للطرباين )ت: 360 ه(، حتقيق: محدي السلفي، دار إحياء<br />
الرتاث العريب.<br />
- مكارم األخالق للخرائطي )ت: 327ه(، حتقيق: عبداهلل بن بحاش<br />
احلمري، مكتبة الرشد، نارشون، الرياض، ط1 )1427ه-2006م(.<br />
- املوطأ ملالك بن أنس )ت: 179 ه(، رواية حييى الليثي، إعداد أمحد راتب<br />
عرموش، دار النفائس، ط 11 )1410ه-1990م(.<br />
- ميزان االعتدال يف نقد الرجال للذهبي )ت: 748ه(، حتقيق: عل حممد<br />
البجاوي، تصوير دار املعرفة، بروت.<br />
- امليزان الكربى للشعراين )ت: 973ه(، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1<br />
)1425ه-2004م(.<br />
327
- النهاية يف غريب احلديث واألثر البن األثر )ت: 606 ه(، حتقيق: الزاوي<br />
والطناحي، تصوير املكتبة العلمية، بروت.<br />
- هدي القرآن الكريم إىل معرفة العوامل والتفكر يف األكوان لعبد اهلل<br />
رساج الدين )ت: 1423ه(، مؤسسة الشام للطباعة والتجليد، دمشق،<br />
ط 1 )1411ه-1991م(.<br />
* * *<br />
328
فهرس اجمللد األول<br />
5<br />
7<br />
املوضوع<br />
ص<br />
افتتاحية ..........................................................................<br />
مقدمة .......................................................................<br />
17<br />
19<br />
37<br />
49<br />
117<br />
127<br />
129<br />
139<br />
143<br />
169<br />
177<br />
179<br />
185<br />
187<br />
202<br />
الرسالة األوىل: رياض الطالبني يف رشح االستعاذة والبسملة .............<br />
مقدمة التحقيق ...................................................................<br />
صور املخطوطات ................................................................<br />
النص املحقق ......................................................................<br />
املصادر ............................................................................<br />
الرسالة الثانية: األزهار الفائحة يف شرح الفاحتة ........................<br />
مقدمة التحقيق ...................................................................<br />
صور املخطوطتني ...............................................................<br />
النص املحقق ......................................................................<br />
املصادر ............................................................................<br />
الرسالة الثالثة: الكالم على أول سورة الفتح ..........................<br />
مقدمة التحقيق ...................................................................<br />
صور املخطوطة ................................................................<br />
النص املحقق ......................................................................<br />
املصادر ............................................................................<br />
329
205<br />
207<br />
213<br />
223<br />
235<br />
239<br />
243<br />
245<br />
255<br />
275<br />
317<br />
321<br />
املوضوع<br />
الرسالة الرابعة: ميزان املعدلة يف شأن البسملة .........................<br />
مقدمة التحقيق ...................................................................<br />
صور املخطوطات ................................................................<br />
النص املحقق ......................................................................<br />
ملحق من « نواهد األبكار وشواهد األفكار » ..........................<br />
املصادر ............................................................................<br />
الرسالة اخلامسة: املعاين الدقيقة يف إدراك احلقيقة .......................<br />
مقدمة التحقيق ...................................................................<br />
صور املخطوطات ................................................................<br />
النص املحقق ......................................................................<br />
ملحق « رفع الصوت بذبح املوت » ...........................................<br />
ص<br />
املصادر ............................................................................<br />
330