07.05.2014 Views

عشر رسائل يف التفسري وعلوم القرآن لإلمام جالل الدين السيوطي

عشر رسائل يف التفسري وعلوم القرآن لإلمام جالل الدين السيوطي

عشر رسائل يف التفسري وعلوم القرآن لإلمام جالل الدين السيوطي

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

عشر رسائل<br />

يف التفسري وعلوم القرآن<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي


هذا الكتاب حمحُ‏ َ كَّم علمياً‏<br />

التدقيق اللغوي<br />

شروق حممد سلمان<br />

إخراج<br />

الطبعة الثانية<br />

1432 ه - 2011 م<br />

ISBN 978-9948-499-06-0<br />

دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخليري بدبي<br />

إدارة البحوث<br />

هاتف:‏ +971 4 6087777 فاكس:‏ +971 4 6087555<br />

اإلمارات العربية املتحدة<br />

ص.‏ ب:‏ - 3135 دبي<br />

www.iacad.gov.ae<br />

mail@iacad.gov.ae


عشر رسائل<br />

يف التفسري وعلوم القرآن<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

اجمللد األول<br />

)5-1(<br />

1( رياض الطالبني يف شرح االستعاذة والبسملة<br />

2( األزهار الفائحة يف شرح الفاحتة<br />

3( الكالم على أول سورة الفتح<br />

4( ميزان املعدلة يف شأن البسملة<br />

5( املعاني الدقيقة يف إدراك احلقيقة<br />

حققها وعلق عليها وقدم لها<br />

د.‏ عبد احلكيم األنيس<br />

كبير باحثني أول<br />

في دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل اخليري بدبي


افتتاحية<br />

احلمد هلل رب العاملين،‏ والصَّ‏ لاة والسَّ‏ لام عىل سيدنا حممد وعىل آله<br />

وصحبه ومَنْ‏ تبعهم بإحسان إىل يوم الدين ..<br />

وبعد:‏<br />

فيسر « دائرة الشؤون اإلسلامية والعمل الخيري بدبي - إدارة<br />

البحوث » أن تقدِّ‏ م إصدارَ‏ ها اجلديد املتميز « عرش رسائل يف التفسير وعلوم<br />

القرآن » لإلمام جال الدين السيوطي جلمهور القراء من السادة الباحثن<br />

واملثقفن واملتطلعن إىل املعرفة.‏<br />

وهذه الرسائل في موضوعات قرآنية متعددة،‏ كما هو ظاهر من عناوينها،‏<br />

وقد أودع فيها اإلمام السيوطي فوائد غالية،‏ وفرائد عالية،‏ ونقوالً‏ مهمّ‏ ة متنوعة،‏<br />

وآراء علمية قيمة،‏ وهو معروف في األوساط العلمية بسعة اطالعه،‏ واستيعابه<br />

للموضوع الذي يكتب فيه من كل أطرافه،‏ وكثرة نقوله من مصادر بعضها ما<br />

زال مخطوطاً،‏ وبعضها ما زال في عداد المفقود .<br />

وتكتسب هذه الرسائل أهمية متفردة من جهة أخرى،‏ وهي أنها تطبع<br />

محققة تحقيقاً‏ علمياً‏ متقناً‏ ألول مرة.‏<br />

وقد التفت المحقق الدكتور عبد الحكيم األنيس إلى هذه الرسائل منذ<br />

سنوات،‏ وظل يسعى إلى أن اجتمعت لديه »44« نسخة خطية،‏ ونسختان في<br />

عداد المخطوطات،‏ من »26« مكتبة من مكتبات العالم،‏ في الدول العربية<br />

واإلسالمية والدول األخرى.‏


وانتهى إلى إخراج هذه الرسائل بصورة متميزة،‏ تعتز بها اإلدارة والدائرة،‏<br />

وترجو أن تكون قد أسهمت بذلك في خدمة قرآنية جليلة،‏ وقدمت عمالً‏<br />

جديراً‏ باالقتناء واإلفادة والتقدير لدى أهل العلم.‏<br />

وتشكر اإلدارة:‏ الباحث الشيخ حممد سعد خلف اهلل الذي ساعد بنسخ<br />

ستٍّ‏ من هذه الرسائل.‏<br />

وهذا اإلنجاز العلمي جيعلنا نقدم عظيم الشكر والدعاء ألرسة آل مكتوم<br />

حفظها اهلل تعاىل التي حتب العلم وأهله،‏ وتؤازر قضايا اإلسام والعروبة بكل<br />

متيز وإقدام،‏ ويف مقدمتها صاحب السمو الشيخ حممد بن راشد بن سعيد<br />

آل مكتوم،‏ نائب رئيس الدولة،‏ رئيس جملس الوزراء،‏ حاكم ديب الذي ما فتئ<br />

يشيد جمتمع املعرفة،‏ ويرعى البحث العلمي ويشجع أصحابه وطُابه.‏<br />

راجن من العيل القدير أن ينفع هبذا العمل،‏ وأن يرزقنا التوفيق والسداد،‏<br />

وأن يوفق إىل مزيد من العطاء عىل درب التميز املنشود.‏<br />

وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملن،‏ وصَ‏ ىلَّ‏ اهلل عىل النَّبيِّ‏ األميِّ‏ اخلاتم<br />

سيدنا حممَّ‏ د وعىل آله وصحبه أمجعن.‏<br />

الدكتور سيف بن راشد اجلابري<br />

مدير إدارة البحوث


احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات،‏ وتنهال الربكات،‏ وتتواىل احلسنات،‏<br />

والصّ‏ اة والسّ‏ لام عىل سيدنا حممد الراج املنري،‏ البشري النذير،‏ املبلِّغ عن اهلل<br />

واملبن ملا أنزل عليه،‏ الداعي إىل اهلل واهلادي إليه،‏ وعىل آله األطهار،‏ وأصحابه<br />

األبرار،‏ والتابعن،‏ ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدِّ‏ ين.‏<br />

وبعد:‏ فهذه عرش رسائل يف التفسري وعلوم القرآن ل « الشيخ العامة،‏<br />

اإلمام،‏ املحقق،‏ املدقق،‏ املسند،‏ احلافظ،‏ شيخ اإلسلام،‏ جلال الدين<br />

أيب الفضل،‏ ابن العامة كامل الدين األسيوطي،‏ اخلضريي،‏ الشافعي،‏ صاحب<br />

املؤلفات اجلامعة،‏ واملصنفات النافعة » ، والذي « ألّف املؤلفات احلافلة،‏<br />

الكثرية الكاملة،‏ اجلامعة النافعة،‏ املتقنة املحررة،‏ املعتمدة املعتربة » .<br />

وقد متيزت مؤلفاته بمزايا كثرية،‏ بحيث يصدق عىل كلّ‏ واحد منها أنّه<br />

‏»أثر نفيس..‏ قد أحسن يف تأليفه،‏ ومجع فيه النصوص النادرة والنقول الرفيعة،‏<br />

من كتبٍ‏ تعد اآلن مفقودة أو شبه معدومة،‏ عىل عادته - رمحه اهلل تعاىل-‏ يف<br />

الغوص يف أعامق األسفار،‏ واستخراج درر البحار،‏ ومجعها وعرضها عىل<br />

األنظار«‏ ، وسنرى مصداق هذا يف رسائلنا هذه.‏<br />

من ترمجته يف ‏»الكواكب السائرة«‏ لنجم الدين الغزي )227/1(.<br />

من ترمجته يف املصدر املذكور أيضاً‏ )228/1(.<br />

من تقديم األستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة لكتاب ‏»الباهر يف حكم النبي ﷺ<br />

بالباطن والظاهر«‏ للسيوطي ‏)ص:‏‎5‎‏(.‏


ومع أن األستاذ حممد العرويس املطوي قد قسا عليه يف كتابه عنه،‏ إال أنه<br />

مل يسعه إال أن يعترف له بأنه « كان من كبار املؤلفن يف العربية،‏ وأنه كان ذا<br />

قدرة عجيبة عىل التحبري والتدوين والرعة يف التأليف،‏ بل كان يف ذلك آية<br />

إعجاب مدى األحقاب » .<br />

مؤلفات السيوطي يف اجلانب القرآين:‏<br />

وقد كانت له - رمحه اهلل - جوالت علمية كثرية،‏ ومنها يف ميدان التفسري<br />

وعلوم القرآن،‏ وقال عن نفسه:‏ « قد رُ‏ زقتُ‏ - وهلل احلمد - التبحر يف سبعة<br />

علوم:‏ التفسري واحلديث والفقه والنحو واملعاين والبيان والبديع...«‏ .<br />

وقد ذَكَرَ‏ يف فهرست مصنفاته »38« كتاباً‏ يف ذلك،‏ وهناك غريها مما ذكره<br />

يف كتابه ‏»التحدث بنعمة اهلل«‏ ك ‏»إحتاف الوفد بنبأ سوريت اخللع واحلفد«،‏<br />

<br />

و»الكام عىل قوله تعاىل ﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ ﴾«<br />

وغريمها،‏ أو مل يُذكَر يف املصادر التي بن أيدينا،‏ كمخترص النرص القاهر والفتح<br />

الظاهر،‏ واإلشارات يف شواذ القراءات،‏ ويف هذا القسم ما تصح نسبته،‏ وما<br />

فيه نظر،‏ وما يمكن القطع بنفي نسبته .<br />

جال الدين السيوطي ‏)ص:‏ 41(.<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص:‏ 203(.<br />

انظر:‏ التحدث بنعمة اهلل ‏)ص:‏ 120(.<br />

من املقطوع بنفي نسبته:‏ ‏»حتقيق اخللاف يف أصحاب األعراف«‏ الذي نسبه إليه<br />

بروكلامن يف تاريخ األدب العريب )663/6(، فهو للشيخ مرعي بن يوسف =


وله ‏»الفتاوى القرآنية«‏ ضمن كتابه ‏»احلاوي للفتاوي«،‏ وقد ذكر فيها<br />

من كتبه الثامنية والثاثن املنصوص عليها يف فهرست املصنفات »3« كتب،‏<br />

وأورد كتاباً‏ آخر هو ‏»إمتام النعمة يف اختصاص اإلسام هبذه األمة«‏ يف الفتاوى<br />

األصولية الدينية.‏<br />

وكانت له آمال كبرية يف خدمة القرآن والسنة،‏ منها ما أعلن عنه يف كتابه<br />

‏»قطف األزهار يف كشف األرسار«‏ فقد قال فيه:‏ ‏»وأرجو - إن شاء اهلل تعاىل -<br />

إن تمّ‏ هذا الكتاب - وكان يف األجل فسحة - أن أضع كتاباً‏ يف توافق السنة<br />

والقرآن،‏ أذكر فيه كل حديثٍ‏ يف القرآن معناه،‏ أو إشارة إليه،‏ حتقيقاً‏ لقول<br />

الشافعي ريض اهلل عنه:‏ كلُّ‏ ما حكم به النبي ﷺ فهو ممَّا فهمه من القرآن.‏<br />

حقق اهلل تعاىل ذلك بمنّه وكرمه«‏ .<br />

وال أعلم هلذا الكتاب وجوداً،‏ وكأنّه مل يؤلفه،‏ وهو مرشوع كبري لو توجّ‏ ه<br />

إليه السيوطي باإلنجاز ألفاد فائدة كبرية جداً‏ ملا عُ‏ رِ‏ فَ‏ عنه من التوسع يف<br />

االطاع،‏ ولعلّ‏ اهلل هييئ هلذا املرشوع من حيققه.‏<br />

= احلنبيل املقديس.‏ وك ‏»الدر النظيم يف فضائل القرآن العظيم«‏ املخطوط يف مكتبة<br />

األوقاف يف بغداد،‏ فهو - فيام أرى - ال يشبه نَفَس السيوطي وال طريقته.‏<br />

وقد ذُكِرَ‏ له يف ‏»الفهرس الشامل«‏ »61« عنواناً،‏ وحيتاج ما ذكر إىل حترير ومتييز،‏ ففيه<br />

ما ليس يف التفسري،‏ وفيه ما ليس له،‏ وفيه أشياء منتزعة من كتبه،‏ وهلذا مقام آخر فا<br />

يتسع املجال هنا للتفصيل.‏<br />

قطف األزهار )99-98/1(.


هذه الرسائل:‏<br />

وأمّا رسائلنا العرش فهي كام يظهر من عناوينها موضوعات هتم كل املعنين<br />

بالدراسات القرآنية من الباحثين املختصن،‏ وغريهم من املثقفن،‏ ومجهور<br />

املسلمن،‏ ففي الكل حاجة إىل االزدياد من فهم الفاحتة التي نكررها يف اليوم<br />

الواحد عرشات املرات..‏ ويف الكل حاجة إىل فهم آيات يقرؤها يف كتاب اهلل،‏<br />

تتحدث عن تعليم آدم األسامء،‏ والصاة الوسطى،‏ والنعم الظاهرة والباطنة،‏<br />

ومغفرة الذنوب للنبي ﷺ،‏ وما إىل ذلك من املوضوعات التي تناوهلا اإلمام<br />

السيوطي يف رسائله هذه،‏ وهي:‏<br />

- رياض الطالبني يف رشح االستعاذة والبسملة.‏<br />

- األزهار الفائحة يف رشح الفاحتة.‏<br />

- الكالم عىل أول سورة الفتح،‏ وهو تصدير.‏<br />

وهذه الثالثة من أول ما ألّف.‏<br />

- ميزان المَ‏ عْدَ‏ لة يف شأن البسملة.‏<br />

- املعاين الدقيقة يف إدراك احلقيقة.‏ تتعلق بقوله تعاىل:‏ ‏﴿ڦ ڦ ڄ﴾.‏<br />

- اليد البسطى يف تعيني الصالة الوسطى.‏<br />

- الفوائد البارزة والكامنة يف النعم الظاهرة والباطنة.‏ تتعلق بقوله تعاىل:‏<br />

﴿ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ﴾.<br />

- املحرر يف قوله تعاىل:‏ ﴿ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ﴾.<br />

10


ِ<br />

- إحتاف الوفد بنبأ سوريت اخلَ‏ لْع واحلَ‏ فْد.‏<br />

- اإلشارات يف شواذ القراءات.‏<br />

وهذه العرش،‏ ذكر منها يف ‏»فهرست املصنفات«‏ ثامين رسائل،‏ وذكرت<br />

التاسعة وهي ‏»إحتاف الوفد«‏ يف التحدث بنعمة اهلل واحلاوي،‏ كام سيأيت يف<br />

مقدمتها.‏<br />

أمّا العارشة وهي ‏»اإلشارات«‏ فلم تذكر يف يشء من املصادر،‏ وسيأيت<br />

الكام عىل نسبتها بالتفصيل يف مقدمتها.‏<br />

حتقيق هذه الرسائل حتقيقاً‏ علمياً‏ ألول مرة:‏<br />

كان من فضل اهلل وتوفيقه االعتناء هبذه الرسائل،‏ وخدمتها هبذه الصورة،‏<br />

وهي تطبع حمققة هذا التحقيق ألول مرة،‏ ومنها ما سبق نرشه،‏ كاآليت:‏<br />

- نرش الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ األزهر ‏)ت:‏ ‎1366‎ه(‏ ‏»الكام<br />

عىل أول سورة الفتح«‏ يف جملة األزهر سنة ‎1945‎م،‏ وعىل نرشه ملحوظات،‏<br />

كام سيأيت يف مقدمة الرسالة،‏ ويف التعليق عليها.‏<br />

ثم أعاد نرشه الدكتور جماهد توفيق اجلندي يف جملة األزهر أيضاً‏ سنة<br />

1983 م!‏<br />

- نُرش<br />

‏»املعاين الدقيقة«.‏<br />

تْ‏ يف القاهرة سنة 1285 ه ‏-أي قبل 146 سنة-‏ نبذة يسرية من<br />

11


- نرش أحد الفضلاء ‏»الفوائد البارزة والكامنة«‏ بدار ابن حزم سنة<br />

‎1421‎ه عن نسخة ضعيفة ناقصة،‏ وقد قمتُ‏ بتحقيقها وخدمتها عىل ست<br />

نسخ،‏ أربع منها كاملة،‏ ونسختان ناقصتان،‏ إحدامها النسخة التي اعتمد عليها<br />

الفاضل املشار إليه،‏ كام رجعتُ‏ إىل أهم مصدرٍ‏ للسيوطي فيها وهو خمطوط.‏<br />

- أدرج الشيخ يوسف النبهاين ‏)ت:‏ ‎1350‎ه(‏ ‏»املحرر«‏ يف كتابه<br />

‏»جواهر البحار يف فضائل النبي املختار ﷺ » الذي طبع سنة ‎1327‎ه<br />

- أي قبل 104 سنوات - وكان اعتامد النبهاين عىل نسخة واحدة فيها حتريف<br />

وسقط،‏ واعتمدتُ‏ يف حتقيقها عىل »6« نسخ خطية،‏ ونسخة النبهاين أيضاً.‏<br />

- وكنتُ‏ نرشتُ‏ ‏»اإلشارات يف شواذ القراءات«‏ يف جملة األمحدية،‏ العدد<br />

»17« الصادر يف سنة ‎1425‎ه-‏‎2004‎م،‏ ونظرتُ‏ فيها اآلن نظرة مراجعة<br />

وتدقيق.‏<br />

النسخ اخلطية املعتمدة وأماكنها:‏<br />

وقد حققتُ‏ هذه الرسائل العرش عىل »44« نسخة خطية،‏ ونسختن<br />

مطبوعتين طبعتن قديمتن - كام ذكرت -، وهذه النسخ اخلطية مصورة من<br />

»26« مكتبة كاآليت:‏<br />

* من الدول العربية:‏<br />

- مكتبة عارف حكمت،‏ وبشري أغا،‏ واحلرم املدين يف املدينة املنورة<br />

باململكة العربية السعودية.‏<br />

12


- دار الكتب القطرية يف الدوحة.‏<br />

- مكتبة األزهر،‏ واخلزانة التيمورية يف القاهرة.‏<br />

- املكتبة الظاهرية يف دمشق.‏<br />

- دار املخطوطات يف بغداد.‏<br />

- دار الكتب الوطنية يف تونس.‏<br />

- مكتبة خاصة يف فلسطن.‏<br />

- خمطوطات تيشيت يف موريتانيا<br />

* من الدول اإلسالمية:‏<br />

- املكتبة السليامنية،‏ يف اسطنبول،‏ وهي تشتمل أيضاً‏ عىل مكتبات:‏<br />

اليل له إسامعيل،‏ ورشيد أفندي،‏ واسميخان سلطان.‏<br />

- مكتبة الغازي خرو يف رساييفو<br />

* من دول أخرى:‏<br />

- مكتبة اجلامعة النظامية يف حيدر آباد،‏ ومظاهر العلوم بسهارنفور،‏<br />

وخدابخش،‏ وكلية مصباح اهلدى يف نيدور بوالية تامل نادو يف اهلند.‏<br />

- معهد االسترشاق يف بطرسبورغ.‏<br />

- جامعة ليدن يف هولندا.‏<br />

- مكتبة شسربتي يف إيرلندا.‏<br />

13


- مكتبة برلن يف أملانيا.‏<br />

- مكتبة االسكوريال يف إسبانيا.‏<br />

- جامعة هارفرد يف أمريكا.‏<br />

وكان احلصول عىل هذه النسخ من مصادرها مبارشة،‏ أو بواسطة،‏ كام هو<br />

مبن يف املقدمات.‏<br />

دراسة اجلانب القرآين عند السيوطي:‏<br />

هذا اجلانب من موسوعية اإلمام السيوطي حظي بعناية الدارسين<br />

والباحثن،‏ ومن هؤالء الدكتور حممد يوسف الرشبجي،‏ وقد كتب ‏»اإلمام<br />

السيوطي وجهوده يف علوم القرآن«،‏ وهو رسالة دكتوراه،‏ تناول فيها<br />

بالدراسة »12« كتاباً‏ للسيوطي ، ليس منها هذه الرسائل العرش،‏ وكذلك<br />

احلال يف بحوث الندوة التي عقدهتا املنظمة اإلسلامية للربية والعلوم<br />

والثقافة ‏)إيسيسكو(‏ بالتعاون مع جامعة األزهر سنة 1413 ه - ‎1993‎م<br />

وهي:‏ الدر املنثور،‏ وتكملة تفسري املحيل،‏ ونواهد األبكار،‏ ولباب النقول،‏ ومفحامت<br />

األقران،‏ وتناسق الدرر،‏ ومراصد املطالع،‏ ومعرك األقران،‏ واملهذب،‏ واإلكليل،‏<br />

وأرسار التنزيل،‏ واإلتقان.‏<br />

واإلتقان حظي بدراسة قيمة قام هبا الدكتور حازم سعيد حيدر يف رسالته للدكتوراه:‏<br />

‏»علوم القرآن بن الربهان واإلتقان«.‏<br />

14


احتفاء بذكرى مرور مخسة قرون عىل وفاته ، فأرجو أن يكون حتقيق هذه<br />

الرسائل وخدمتها باعثاً‏ لتناوهلا يف دراسات آتية،‏ إضافة إىل ما قمتُ‏ به يف<br />

مقدماهتا.‏<br />

ترتيب هذه الرسائل:‏<br />

رتبتُ‏ هذه الرسائل الرتيب املذكور،‏ مراعياً‏ فيه ما ألفه أوالً،‏ وهو رياض<br />

الطالبن،‏ واألزهار الفائحة،‏ والكام عىل أول سورة الفتح الذي ألقاه درساً‏<br />

يف أول حياته العلمية،‏ ثم ذكرتُ‏ الرسائل عىل ترتيب اآليات املقصودة فيها،‏<br />

ثم ما يتعلق بالنسخ،‏ والقراءات.‏<br />

وأسأل اهلل عزّ‏ وجلّ‏ أن يتقبل هذا العمل،‏ وأن ينفع به،‏ وأن جيزي<br />

اإلمام السيوطي خري اجلزاء عىل جهوده الكبرية،‏ وأعامله الكثرية ،<br />

وآثاره اخلالدة يف خدمة العلم والدِّ‏ ين،‏ ولعلّ‏ من مظاهر القبول أنه<br />

يعد ‏»أكثر املؤلفين قرباً‏ إىل مجهرة القراء ألكثر من ثاثة قرون،‏ ال يف<br />

البلاد العربية وحدها،‏ بل يف العامل اإلسلامي عامة«‏ ، وأنه ‏»ال تكاد<br />

صدرت بحوث هذه الندوة عن املنظمة اإلسلامية يف الرباط سنة )1416 ه -<br />

‎1995‎م(‏ يف جزأين.‏<br />

واقرأ البحث القيم:‏ ‏»ظاهرة التعدد والكثرة يف مؤلفات السيوطي«‏ لألستاذ الدكتور<br />

سمري الدرويب،‏ املنشور يف جملة املنارة الصادرة عن جامعة آل البيت يف األردن،‏ املجلد<br />

)4(، العدد )3(، حمرم 1420 ه-أيار ‎1999‎م.‏<br />

تاريخ األدب اجلغرايف لكراتشكوفسكي )488/2(.<br />

15


ختلو مكتبة من مكتبات العامل من بعض كتبه،‏ وذلك ألهنا كانت كثرية<br />

التداول يف خمتلف اجلوامع واملدارس والزوايا،‏ وألهنا تعالج مجيع<br />

العلوم واملعارف اإلسلامية التي كانت تدرس يف هذه املؤسسات«‏ .<br />

واحلمد هلل رب العاملن.‏<br />

عبد احلكيم األنيس<br />

ديب:‏ اخلميس 27 من مجادى اآلخرة ‎1431‎ه<br />

انظر:‏ ‏»خمطوطات جلال الدين السيوطي يف خزائن الكتب العاملية«‏ لألستاذ أمحد<br />

شوقي بنبين،‏ يف جملة املشكاة،‏ املجلد )12(، العدد )52( ‎2009‎م ‏)ص:‏ 157-<br />

158(، ويف املقال أنّ‏ جلنةً‏ شُ‏ ‏كِّ‏ لت يف مكتبة اإلسكندرية إلحصاء النسخ اخلطية من<br />

مؤلفات السيوطي يف خزائن الكتب يف العامل،‏ فأحصتْ‏ أكثر من ثاثة عرش ألف<br />

نسخة من مؤلفاته املحفوظة بمختلف خزائن الكتب.‏<br />

16


رياض الطالبني<br />

يف شرح االستعاذة والبسملة<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

)1(<br />

حتقيق ودراسة<br />

د.‏ عبد احلكيم األنيس


احلمد هلل رب العاملني،‏ وأفضل صلواته وتسليامته عىل سيدنا حممد،‏ وعىل<br />

آله وصحبه أمجعني.‏<br />

وبعد:‏ فهذا كتاب جديد مفيد مل يطبع من قبل،‏ حيتوي عىل رشح<br />

االستعاذة والبسملة،‏ وفيه فوائد مهمة كثيرة،‏ ألفه اإلمام جلال الدين<br />

السيوطي يف أول عمره،‏ وفرغ منه يوم اخلميس عارش املحرم سنة 866 ه،‏ أي<br />

كان عمره )16 سنة و‎6‎أشهر و‎10‎ أيام(،‏ وهذا أحد األسباب التي دفعتني إىل<br />

االعتناء به،‏ وحتقيقه وإظهاره،‏ لنرى من خاله كيف كان علامؤنا السابقون يف<br />

اشتغاهلم ونبوغهم وحتصيلهم العلمي املتني بحيث يقبلون عىل التأليف يف سن<br />

مبكرة،‏ قد ال يَعْرِ‏ فُ‏ يف مثلها طالبُ‏ العلم اليوم أسامءَ‏ الكتب التي يذكروهنا<br />

وينقلون منها !<br />

وهذا الكتاب - عىل صغر حجمه - أودع فيه السيوطي خاصة قيمة<br />

عن االستعاذة والبسملة بعد رجوعه إىل مصادر عالية الدرجة،‏ متنوعة<br />

املوضوعات،‏ كبرة احلجم،‏ وهو يف مقتبل عمره وأول اشتغاله بالعلم.‏<br />

وبيان ذلك أنه ولد يف مستهل رجب سنة 849 ه ، ورشع يف االشتغال<br />

بالعلم من أول سنة 864 ه عىل مجاعة من الشيوخ،‏ وألف سنة 865، يقول<br />

هو يف حديثه عن نفسه:‏ « وقرأتُ‏ يف هذه املدة أيضاً،‏ وهي من ابتداء شهر ربيع<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 32(.<br />

19


األول سنة أربع وستني،‏ عىل الشيخ شمس الدين حممد بن موسى احلنفي،‏<br />

اإلمام بخانقاه شيخو روايةً‏ « صحيح مسلم » إال يسيراً‏ من آخره،‏ وسمعتُ‏<br />

عليه « الشفاء «، وقرأتُ‏ عليه درايةً‏ « ألفية ابن مالك » من أوهلا إىل آخرها،‏<br />

فام ختمتها إال وقد صنفتُ‏ ، فأجازين باإلقراء والتدريس يف مستهل سنة ست<br />

وستني،‏ وكتب يل بخطه إجازة » .<br />

وكان أول يشء ألفه:‏ « رشح االستعاذة والبسملة «، و « رشح احلوقلة<br />

واحليعلة «، وأوقف عليهام شيخه اإلمام علم الدين البلقيني ‏)ت:‏ 868 ه(‏<br />

فكتب عليهام تقريظاً.‏ قال هو يف كتاب سيرته « التحدث بنعمة اهلل «: « كتب<br />

شيخنا شيخ اإلسلام قايض القضاة علم الدين البلقيني عىل تأليفي « رشح<br />

االستعاذة والبسملة » و»‏ رشح احليعلة واحلوقلة «، ومها أول ما ألفته يف زمن<br />

الطلب،‏ وذلك يف سنة مخس وستني ، ما نصه:‏ « احلمد هلل،‏ وسام عىل عباده<br />

الذين اصطفى.‏ وقفتُ‏ عىل هذين التصنيفني اللطيفني املباركني املشتملني عىل<br />

الفوائد الكثرة،‏ والفرائد الغزيرة،‏ فوجدهتام مشتملني عىل أشياء حسنة،‏ وألفاظ<br />

مستحسنة،‏ فحق أن يُنوَّ‏ ه بفضل مصنفهام،‏ ويذكر ما حواه من الفضائل،‏ وما<br />

حرره من املسائل،‏ شكر اهلل سعيه عىل ذلك،‏ وسلك بنا وإيّاه أحسن املسالك،‏<br />

وجعلنا وإيّاه مع الذين أنعم اهلل عليهم،‏ وحسن أولئك«‏ .<br />

هبجة العابدين ‏)ص 66(.<br />

هذا تاريخ الرشوع،‏ وقد فرغ من األول يف أول سنة 866 ه كام جاء يف آخر النسخ<br />

التي وقفت عليها .<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 137(.<br />

20


ومن األمانة أن أذكر أن السيوطي ذكر هذا الكتاب ضمن « ما تم من<br />

الكتب املعتبرة الصغيرة احلجم التي هي من كراسني إىل عرشة » ، وذكر<br />

رشح احليعلة واحلوقلة ضمن ما كان كراساً‏ ونحوه لكن يبدو أنه حني تقدّ‏ م<br />

به العمر مل يعتر هذين الكتابني،‏ ومل يغسلهام - فيام غسل - إال ألن شيخه<br />

البلقيني كتب عليهام بخطه،‏ يقول هو يف حديثه عن مازمته دروس البلقيني:‏<br />

« وصنفتُ‏ يف هذه السنة - أعني سنة مخس وستني - كتاب « رشح<br />

االستعاذة والبسملة » وكتاب « رشح احلوقلة واحليعلة«،‏ وأوقفته عليهام<br />

فكتب يل عليهام تقريظاً،‏ وهذان الكتابان وإن اشتما عىل فوائد يبتهج هبا<br />

املبتدئ،‏ فإين ال أعترمها اآلن،‏ ولوال أن شيخنا شيخ اإلسلام وقف عليهام<br />

ورشّ‏ فهام بخطه لغسلتهام يف مجلة ما غسلته،‏ فإين غسلتُ‏ ما هو أجلُّ‏ بالنسبة<br />

إليهام،‏ وإنام أبقيتهام لرشف خطه وبركته » .<br />

وال ينبغي أن يدفعنا هذا القول إىل التقليل من شأن هذا الكتاب،‏<br />

والتشكيك فيه،‏ فإن املعلومات الواردة فيه معلومات صحيحة قيمة،‏ واجلهد<br />

فيه واضح،‏ واملصادر متعددة املوضوعات واالهتاممات،‏ والنقول نافعة<br />

نادرة،‏ وال سيام عن شيخه اإلمام حميي الدين الكافيجي،‏ واألئمة:‏ ابن مجاعة<br />

انظر:‏ التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 111(.<br />

السابق ‏)ص 116(.<br />

هبجة العابدين برتمجة حافظ العرص جال الدين ‏)ص 69(. وكتاب رشح احلوقلة<br />

واحليعلة مل يذكر يف فهرست املصنفات عند الشاذيل.‏<br />

21


وجال الدين البلقيني ورساج الدين وغرهم،‏ ولعله ال يعترمها - هو والكتاب<br />

اآلخر - بالنظر إىل طريقة إيراد املعلومات فيهام،‏ وكثرة االستطرادات.‏<br />

هذا يشء،‏ واليشء اآلخر هو أنّ‏ علينا أن نفهم هذه الكلمة يف سياق فهمنا<br />

لشخصية السيوطي الذي دخل يف خصومات علمية كثرة،‏ وكان هو ومؤلفاته<br />

حمل متابعة من هؤالء اخلصوم،‏ وكان هو يتطلب معايل األمور،‏ ويسعى إىل<br />

بلوغ درجة االجتهاد.‏<br />

ولو رجعنا إىل كتابه « التحدث بنعمة اهلل » الذي ذكر فيه ما له من مؤلفات<br />

مقسِّ‏ ‏امً‏ هلا عىل سبعة أقسام،‏ لوجدنا القسم السادس معقوداً‏ ملؤلفات وصفها<br />

السيوطي بقوله « مؤلفات ال أعتد هبا،‏ ألهنا عىل طريق البطالني الذين ليس هلم<br />

اعتناء إال بالرواية املحضة،‏ ألفتها يف زمن السامع وطلب اإلجازات،‏ مع أهنا<br />

مشتملة عىل فوائد بالنسبة إىل ما يكتبه الغر » ، وقد عد يف هذا القسم )40(<br />

مؤلفاً،‏ هي يف نظري مؤلفات مهمة ال يستغنى عنها ! وقد أدخل هو عدداً‏ منها<br />

يف فهرست املصنفات التي ارتضاها إىل املامت،‏ وليس هنا جمال تفصيل ذلك.‏<br />

وعىل أية حال فنرش الكتاب نافع من جهة الوقوف عىل ما فيه،‏ ومعرفة<br />

أسلوب السيوطي يف أول عهده بالتأليف،‏ وهو يلقي الضوء كذلك عىل<br />

مستوى التحصيل العلمي يف ذلك العرص،‏ وتشجيع العلامء لطاهبم عىل<br />

البحث والتأليف،‏ كالذي نرى يف إقدام البلقيني وكتابته لتلميذه عىل باكورة<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 126(.<br />

22


أعامله،‏ هذا التشجيع الذي أثمر ثمرات رائعة فيام بعد،‏ عىل أن يف كتابته ما يدلُّ‏<br />

عىل قيمة العملني أيضاً.‏<br />

وثَمَّ‏ يشء ثالث وهو احتامل أن يكون السيوطي عاد إىل الكتاب ونقح فيه،‏<br />

ذلك أنا نجد يف كامه عىل « من «: « وهلا معان أخر مل أذكرها خشية اإلطالة،‏<br />

وقد استوفيتها يف غر هذا الكتاب «، مع أن هذا الكتاب هو األول،‏ مما يدلُّ‏ أن<br />

هذه العبارة مضافة يف وقت الحق.‏ ونجد فيه إحالة عىل كتابه ‏»النهجة املرضية<br />

يف رشح األلفية«،‏ وهو متأخر عن هذا الكتاب ، مما يشر إىل النظر والترصف<br />

والتدخل بعد إخراجه األول.‏<br />

ويؤيد هذا أن الكتاب ذُكر يف « فهرست املصنفات التي ارتضاها وأبقاها<br />

إىل املامت » كام جاء عند تلميذه الشاذيل ، وقد اشتهر وتعددت نسخه،‏<br />

وأصبح فيام بعد مصدراً‏ ، فهذا العامة الصبان يستفيد منه يف الرسالة الكرى<br />

عىل البسملة .<br />

عىل أن السيوطي نفسه أعاد ذكر عدد من النقول هنا يف حاشيته الكرى<br />

عىل البيضاوي:‏ « نواهد األبكار وشواهد األفكار «، وقد أرشتُ‏ إىل يشء من<br />

ذلك.‏<br />

قال السيوطي عن ‏»النهجة املرضية«:‏ « أقمت يف تأليفه سنتني،‏ وحررته مدة طويلة «.<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 139(، وحني توجه إىل احلجاز للحج يف ربيع اآلخر سنة<br />

- 869 وكان يف العرشين من العمر - كان هذا الكتاب معه.‏ انظر:‏ التحدث ‏)ص<br />

.)80-79<br />

انظر هبجة العابدين ‏)ص 175( و)ص 179(.<br />

انظر التعليق هنا عىل خصوصية اسم الرمحن .<br />

23


وهنا أذكر شهادة لتلميذه الشاذيل يصف فيها ما غسله فيقول:‏ « وأما ما<br />

غسله من مصنفاته وحماه،‏ لكونه صنفه يف البداية،‏ وبعد النهاية ما ارتضاه،‏ فهو<br />

أيضاً‏ يشءٌ‏ كثر،‏ بل وال يوجد لكلٍّّ‏ مما غسله نظر » .<br />

* * *<br />

هبجة العابدين ‏)ص 121(.<br />

24


هذا الكتاب<br />

- وصفه:‏<br />

قال املؤلف يف مقدمته:‏ « هذا تعليق لطيف عىل االستعاذة والبسملة،‏<br />

أذكر فيه نبذة من عدة علوم تتعلق بذلك،‏ كالفقه واألصول والنحو واللغة،‏<br />

وغر ذلك «.<br />

وقد رتبه عىل كتابني،‏ أورد يف األول سبعة أبواب،‏ وخامتة،‏ ويف الثاين:‏<br />

مقدمة،‏ وسبعة أبواب،‏ وخامتة كذلك.‏ وضمن األبواب يورد معلومات<br />

متنوعة حتت عناوين فرعية كقوله:‏ « تنوير«،‏ و»‏ فائدة «، و»‏ فرع «، و»‏ ذيل«،‏<br />

و»‏ تدريج «، و»‏ ختم «، و»‏ ظريفة «، و»‏ غريبة «، و»‏ نكتة «، و»‏ حكاية «،<br />

و»‏ مهمة «، و»‏ توجيه «، و»‏ استطراد «، و»‏ تذنيب «، وهذه عناوين األبواب:‏<br />

- االستعاذة .<br />

الباب األول:‏ يف أصلها .<br />

الباب الثاين:‏ يف معانيها .<br />

الباب الثالث:‏ يف إعراهبا .<br />

الباب الرابع:‏ يف ألفاظها .<br />

الباب اخلامس:‏ يف حكمها خارج الصاة .<br />

الباب السادس:‏ يف حكمها يف الصاة .<br />

الباب السابع:‏ يف حملها .<br />

25


اخلامتة:‏ يف فضلها .<br />

- البسملة .<br />

املقدمة .<br />

الباب األول:‏ يف أصلها .<br />

الباب الثاين:‏ يف اشتقاقها .<br />

الباب الثالث:‏ يف إعراهبا .<br />

الباب الرابع:‏ يف رسمها .<br />

الباب اخلامس:‏ يف حكمها خارج الصاة .<br />

الباب السادس:‏ يف حكمها يف الصاة .<br />

الباب السابع:‏ يف حملها .<br />

اخلامتة:‏ يف فضلها .<br />

- توثيق نسبته:‏<br />

ذكره املؤلف لنفسه يف عدد من كتبه كالتحدث بنعمة اهلل،‏ وحسن<br />

املحارضة،‏ وفهرست املصنفات،‏ وذكره احلاج خليفة وقال:‏ « هو يف جملد<br />

مبسوط » .<br />

انظر:‏ التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 111(، وحسن املحارضة )293/1(، وفهرست<br />

املصنفات ضمن هبجة العابدين ‏)ص 179(، وضمن ترمجته للداودي،‏ وقد<br />

نرشه الدكتور حممد خير البقاعي يف جملة الدرعية ‏)السنة 3، يف العددين 12 11،<br />

ص 378(، وكشف الظنون )1031/2(، وقوله:‏ « يف جملد مبسوط » فيه نظر .<br />

26


- تاريخ تأليفه:‏<br />

مر معنا قول املؤلف أنه ألفه سنة 865 ه،‏ وأنه فرغ منه يف 10 من حمرم<br />

احلرام سنة 866 ه.‏<br />

- عنوانه:‏<br />

سامه املؤلف يف التحدث بنعمة اهلل،‏ وحسن املحارضة،‏ وفهرست<br />

املصنفات:‏ رشح االستعاذة والبسملة.‏<br />

وسامه يف مقدمته:‏ « رياض الطالبني «.<br />

وجاء اسمه عىل غاف نسخة الغازي خرسو والسليامنية األوىل:‏ رياض<br />

الطالبني يف رشح االستعاذة والبسملة،‏ وعىل نسخة السليامنية الثانية:‏ رياض<br />

الطالبني يف االستعاذة والبسملة،‏ وعىل غاف نسخة فلسطني:‏ رياض الطالبني<br />

عىل االستعاذة . واعتمدت ما جاء عىل نسخة الغازي خرسو والسليامنية<br />

األوىل،‏ فهي جامعة ودالة.‏<br />

أمّا ما جاء يف فهرس مؤلفاته املحفوظ يف مكتبة عارف حكمت وهو<br />

« اجلواهر املسلسلة يف رشح االستعاذة والبسملة » ، فلم أجده يف موضع<br />

آخر.‏<br />

انظر:‏ مقدمة حتقيق « فهرس مؤلفات السيوطي املنسوخ يف عام » 903 للدكتور حييى<br />

حممود ساعايت،‏ املنشور يف جملة عامل الكتب،‏ مج 12، ع‎2‎ ‏)ص 234(.<br />

27


- مصادره:‏<br />

رجع السيوطي يف هذا الكتاب إىل مصادر كثرة،‏ رصّ‏ ح بأسامء بعضها،‏<br />

واكتفى يف أخرى بذكر أسامء مؤلفيها،‏ وقد يبهم األسامء أيضاً‏ كأن يقول:‏ قال<br />

بعض املعتزلة،‏ قال بعضهم،‏ أو:‏ قال بعض أشياخي،‏ أو:‏ قال بعض املعربني.‏<br />

وفيام يأيت قائمة هبذه املصادر من أسامء الكتب واملؤلفني،‏ فإن احتملت أن<br />

يكون النقل بواسطة رصحتُ‏ بذلك:‏<br />

- سيبويه ‏)ت:‏ 180 ه(.‏<br />

- األم للشافعي ‏)ت:‏ 204 ه(.‏<br />

- صحيح مسلم ‏)ت:‏ 261 ه(.‏<br />

- املرد ‏)ت:‏ 285 ه(.‏<br />

- صحيح ابن حبان ‏)ت:‏ 354 ه(.‏<br />

- تفسر أيب الليث السمرقندي ‏)ت:‏ 375 ه(.‏<br />

- الدارقطني ‏)ت:‏ 385 ه(،‏ ويريد:‏ السنن .<br />

- احلاكم ‏)ت:‏ 405 ه(،‏ ويريد:‏ املستدرك .<br />

- العبادي ‏)ت:‏ 458 ه(.‏<br />

28


- البغوي ‏)ت:‏ 516 ه(،‏ ويريد:‏ تفسره .<br />

- احلريري ‏)ت:‏ 516 ه(،‏ ويريد:‏ املقامات .<br />

ونقل كذلك من كتابه:‏<br />

- ملحة اإلعراب .<br />

وثَمَّ‏ نقل عن احلريري ينظر مصدره فيه .<br />

- الزخمرشي ‏)ت:‏ 538 ه(،‏ ويريد:‏ الكشاف .<br />

- ابن العريب ‏)ت:‏ 542 ه(.‏<br />

وربام كان النقل عنه بواسطة الكافيجي اآليت.‏<br />

- الرافعي ‏)ت:‏ 623 ه(،‏ ويريد:‏ كتابه التذنيب.‏<br />

- ألفية ابن معطي ‏)ت:‏ 628 ه(.‏<br />

- ابن احلاجب ‏)ت:‏ 646 ه(،‏ ويريد:‏ الكافية .<br />

- أبو شامة املقديس ‏)ت:‏ 665 ه(.‏<br />

- ابن مالك ‏)ت:‏ 672 ه(،‏ ورصح يف موضع بالكافية الشافية.‏<br />

- رشح صحيح مسلم للنووي ‏)ت:‏ 676 ه(.‏<br />

29


- تفسر القرطبي ‏)ت:‏ 681 ه(،‏ وقد ينقل منه من غر ترصيح .<br />

- بدر الدين ابن مالك ‏)ت:‏ 686 ه(.‏<br />

- ابن أيب الربيع ‏)ت:‏ 688 ه(.‏<br />

- الطيبي ‏)ت:‏ 743 ه(،‏ ولعله يريد:‏ مفاتيح الغيب،‏ وهي حاشيته عىل<br />

الكشاف .<br />

- ابن قاسم املرادي ‏)ت:‏ 749 ه(،‏ ويريد:‏ كتابه « رشح االستعاذة<br />

والبسملة «، وكان يملك منه نسخة بخط املؤلف كام سيأيت يف التعليق.‏<br />

- رشح شذور الذهب يف معرفة كام العرب البن هشام ‏)ت:‏ 761 ه(،‏<br />

وهو ينقل من خطه.‏<br />

- مغني اللبيب عن كتب األعاريب له .<br />

- رفع احلاجب عن خمترص خمترص ابن احلاجب لتاج الدين السبكي ‏)ت:‏<br />

771 ه(،‏ وربام كان النقل عنه بواسطة ابن مجاعة اآليت.‏<br />

- الكشاف عىل الكشاف لرساج الدين البلقيني ‏)ت:‏ 805 ه(،‏ وهو<br />

ينقل من خطه .<br />

- مراسلة بني جال الدين البلقيني ‏)ت:‏ 826 ه(،‏ ووالده رساج الدين<br />

املذكور .<br />

30


- ابن مجاعة ‏)ت:‏ 819 ه(،‏ ذكره ثامين مرات،‏ ورصح يف موضع واحد<br />

بكتابه:‏ صفوة النقاد يف رشح الكوكب الوقاد .<br />

- حماورة بني شمس الدين اهلروي ‏)ت:‏ 829 ه(،‏ وجلال الدين<br />

البلقيني ‏)ت:‏ 826 ه(.‏<br />

- ركن الدين ابن قديد ‏)ت بعد:‏ 850 ه(.‏<br />

- جال الدين املحيل ‏)ت:‏ 864 ه(.‏<br />

- الكافيجي ‏)ت:‏ 879 ه(‏ ذكره ثامين مرات يف كامه عىل البسملة،‏ ومل<br />

يذكر له كتاباً،‏ ولعل النقل من أحد كتابيه:‏<br />

* رشح االستعاذة والبسملة .<br />

* أو:‏ حاشية عىل الكشاف .<br />

* وله:‏ الغرة الواضحة يف تفسر الفاحتة . ومل أجد النقول فيه.‏<br />

ذكر األول احلاج خليفة يف كشف الظنون )1031/2(، ويف مركز امللك فيصل<br />

خمطوط باسم « رشح البسملة » له،‏ وقد يؤيد هذا أن السيوطي مل يذكر الكافيجي<br />

يف كامه عىل االستعاذة.‏<br />

ومن الثاين « حاشية عىل الكشاف » نسخة أصلية يف مركز مجعة املاجد بديب،‏ يف<br />

)189( ورقة،‏ كتبت سنة 877 ه.‏<br />

ذكر يف الفهرس الشامل )488/1(. ورأيت منه نسخة األزهر.‏<br />

31


- ونقل عن كتاب سامه « اللباب «، وربام كان النقل عنه بواسطة<br />

الكافيجي،‏ كام يشر إليه السياق.‏<br />

وظهر يل أنه نقل من:‏<br />

- تفسر الرازي ‏)ت:‏ 606 ه(.‏<br />

وأفاد من:‏<br />

- الدر املصون للسمني احللبي ‏)ت:‏ 754 ه(.‏<br />

ولكنه أغفل ذكرمها .<br />

- أثره فيمن بعده:‏<br />

يبدو أن خطة السيوطي يف هذا التأليف لقيت قبوالً‏ لدى العلامء املتأخرين،‏<br />

فرأينا كتباً‏ يف البسملة تظهر مشاهبةً‏ له،‏ ومن ذلك كتاب « إبداع حكمة احلكيم<br />

يف بيان بسم اهلل الرمحن الرحيم » أليب سعيد حممد بن حممد اخلادمي ‏)ت:‏<br />

1176 ه(‏ الذي اخترصه الشيخ عبد اهلل حممد عليش،‏ وقد جاء الكام<br />

عىل البسملة فيه من جهة اللغة فالوضع فاالشتقاق فالرصف فالنحو فاملعاين<br />

فالبيان فالبديع فالكام فاألصول فاملنطق فاآلداب فالفقه فالتفسير فاإلسناد<br />

فالقراءة فاحلديث فالتصوف .<br />

انظر:‏ إيضاح إبداع حكمة احلكيم يف بيان بسم اهلل الرمحن الرحيم.‏ وقد طبع يف مرص<br />

سنة 1295 ه،‏ وفيه حاجة إىل خدمة جديدة ونرش آخر.‏ وانظر عن نسخ األصل:‏<br />

الفهرس الشامل )770/2(.<br />

32


ومن ذلك « الرسالة الكرى عىل البسملة » للشيخ حممد بن عيل الصبان<br />

‏)ت:‏ 1206 ه(،‏ وقد رتب كتابه عىل مقدمة ومخسة مقاصد وخامتة:‏<br />

املقدمة:‏ يف احلديث الوارد باالبتداء هبا،‏ ويف أحاديث أخرى بشأهنا .<br />

املقصد األول:‏ يف الباء،‏ وفيه أربعة مباحث .<br />

املقصد الثاين:‏ يف لفظ اسم،‏ وفيه أربعة مباحث .<br />

املقصد الثالث:‏ يف اجلالة،‏ وفيه ستة مباحث .<br />

املقصد الرابع:‏ يف الرمحن الرحيم،‏ وفيه ستة مباحث .<br />

املقصد اخلامس:‏ يف مجلة البسملة،‏ وفيه ستة مباحث .<br />

اخلامتة:‏ يف معنى لفظ بسملة ونحته .<br />

- وصف النسخ:‏<br />

وقفتُ‏ عىل ست نسخ،‏ كلها ضمن جماميع،‏ وهي:‏<br />

1- نسخة من مكتبة الغازي خرسو يف رساييفو،‏ مرقمة ب )950-<br />

انظر تفصيل املباحث يف املقدمة ‏)ص 3-2(، والكتاب هذا يقع يف )49( صفحة<br />

من القطع الكبير،‏ وقد طبع يف مرص سنة 1291 ه،‏ ففيه حاجة إىل حتقيق ونرش<br />

جديدين.‏ وانظر نسخه يف الفهرس الشامل )794/2(.<br />

33


R(، تقع يف )10( أوراق،‏ وتارخيها 1113 ه . وعليها تعليقات مفيدة .<br />

ورمزها:‏ غ .<br />

2- نسخة من جامعة ليدن هبولندا،‏ مرقمة ب )474(، تقع يف )7( أوراق،‏<br />

ورمزها:‏ ل .<br />

3- نسخة من كلية مصباح اهلدى يف نيدور بوالية تامل نادو باهلند،‏ مرقمة<br />

ب )57(، وتقع يف )12( ورقة،‏ ورمزها:‏ م .<br />

وهذه النسخ الثاث مصورة يف مركز مجعة املاجد بديب.‏<br />

4- نسخة ضمن جمموع أصيل لدى بعض الفضاء من فلسطني،‏ تقع يف<br />

)15( ورقة،‏ مؤرخة ب 1149 ه ‏)انظر كلمة عن هذا املجموع يف تقديمي ل:‏<br />

‏)اإلشارات يف شواذ القراءات(،‏ ورمزها:‏ ف .<br />

5- نسخة من السليامنية يف اسطنبول،‏ برقم )5293(، يف )25( ورقة،‏<br />

مؤرخة ب 1177. ورمزها:‏ س .<br />

6- نسخة من السليامنية أيضاً،‏ مرقمة ب )598(، يف )11( ورقة،‏ كتبها<br />

أمحد بن حممد بن آق شمس الدين املدرس بمكة،‏ وفرغ منها يوم الثاثاء 12<br />

من رمضان سنة 1008 ه.‏ ورمزها:‏ ن .<br />

34


وهاتان النسختان تكرم بصورتيهما األخ الكريم الفاضل الدكتور حممد<br />

إقبال فرحات جزاه اهلل خراً‏ .<br />

- خطة التحقيق:‏<br />

جريت عىل اخلطة املعهودة نسخاً‏ وإملاءً،‏ وتفصياً‏ وترقيماً،‏ وتوثيقاً‏<br />

وخترجياً،‏ وتعريفاً‏ وتقديماً،‏ وعلقت عليه بام يزيده فائدة،‏ واستدركت عىل ما<br />

فيه حاجة إىل االستدراك .<br />

وال بد من القول إين مل أعتمد عىل نسخة واحدة،‏ ألن النسخ الست ال<br />

ختلو واحدة منها - عىل تفاوت - من سقط وحتريف،‏ وبعد املقابلة الدقيقة<br />

بينها،‏ خرجت بنصٍّ‏ سليم صحيح - إن شاء اهلل تعاىل-،‏ ومل أر فائدة من إثبات<br />

سهو النساخ وأخطائهم باستيعاب،‏ فأعرضتُ‏ عن قدرٍ‏ من ذلك،‏ وال سيام<br />

النسخة ‏)م(.‏<br />

ومل أقدم مقدمة عن املؤلفات يف االستعاذة لقلتها ، وال عن املؤلفات يف<br />

البسملة لكثرهتا،‏ فهي حتتاج إىل جهد خاص،‏ وقد أورد بعض الباحثني عدداً‏<br />

جيداً‏ مما كتب فيها .<br />

* * *<br />

ومنها أوراق عىل االستعاذة للشيخ ابن تيمية،‏ ذكر يف « مؤلفاته » ص 8، ومنها:‏<br />

« تقييدات الشاذة من فوائد االستعاذة » البن طولون . خ.‏<br />

انظر ما أورده الشيخ عدنان احلموي يف صدر حتقيقه لكتاب البسملة ‏)الكبر(‏ لإلمام<br />

أيب شامة املقديس ‏)ص 80-72( .<br />

35


الصفحة األوىل من النسخة ‏)غ(‏<br />

37


الصفحة األخرية من النسخة ‏)غ(‏<br />

38


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ل(‏<br />

39


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ل(‏<br />

40


الصفحة األوىل من النسخة ‏)م(‏<br />

41


الصفحة األخرية من النسخة ‏)م(‏<br />

42


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ف(‏<br />

43


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ف(‏<br />

44


الورقة األوىل من النسخة ‏)س(‏<br />

45


الورقة األخرية من النسخة ‏)س(‏<br />

46


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ن(‏<br />

47


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ن(‏<br />

48


رياض الطالبني<br />

يف شرح االستعاذة والبسملة<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

)1(<br />

النص احملقق


باسمك اللهم نستعيذ من عذاب النار،‏ ونسألك يا رمحن أن حترشنا مع<br />

األبرار،‏ ونرضع إليك يا رحيم،‏ أن تدفع عنا كيد الشيطان الرجيم،‏ وصل عىل<br />

حممد وآله وصحبه،‏ وخصهم بأفضل التسليم.‏<br />

هذا تعليق لطيف عىل االستعاذة والبسملة،‏ أذكر فيه نبذة من عدة<br />

علوم تتعلق بذلك،‏ كالفقه واألصول والنحو واللغة،‏ وغر ذلك،‏ وسميته<br />

ب « رياض الطالبني «، وفيه كتابان:‏<br />

الكتاب األول يف االستعاذة،‏ وفيه سبعة أبواب،‏ وخامتة:‏<br />

سقطت من غ .<br />

51


الباب األول يف أصلها<br />

قال اهلل تعاىل:‏ ﴿ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ﴾‏ أي<br />

إذا أردت القراءة،‏ كقوله تعاىل:‏ ﴿ ٻ ٻ پ پ ﴾ ، ﴿ ٻ ٻ<br />

ٻ ﴾ ، أي إذا أردتم القيام والطاق،‏ فعَبّرَ‏ عن إرادة الفعل بلفظ الفعل،‏<br />

إقامة للمسبَّب مقام السبب.‏<br />

‏)تنوير(:‏ ﴿ ں ﴾ يف اآلية مايض اللفظ مستقبل املعنى . وهكذا كل<br />

ماض إذا دخل عليه كلمة الرشط،‏ ومثله املضارع بعد لم ونحوها،‏ فإنّه مايض<br />

املعنى مستقبل اللفظ.‏<br />

‏)فائدة(:‏ صيغة افعل يف اآلية للندب،‏ مثلها يف قوله تعاىل:‏<br />

﴿ ڃ ڃ ڃ ڃ چ﴾‏ . وأصلها للوجوب،‏ كقوله تعاىل:‏<br />

﴿ ۈ ۈ<br />

﴾ ما مل يرصفها صارف إىل غره،‏ وترد ملعان غر هذين:‏<br />

أحدها:‏ اإلباحة،‏ كقوله تعاىل:‏ ﴿ ۇٴ ۋ ۋۅ ﴾ .<br />

من سورة النحل،‏ اآلية . 98<br />

من سورة املائدة،‏ اآلية . 6<br />

من سورة الطاق،‏ اآلية . 1<br />

سقطت من غ،‏ ف .<br />

من سورة النور،‏ اآلية . 33<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية 43، وغرها .<br />

من سورة املائدة،‏ اآلية . 2<br />

52


اإلباحة .<br />

الثاين:‏ اإلذن،‏ كقولك ملريد الدخول:‏ ادخل.‏ وبعضهم جعل هذا من<br />

الثالث:‏ التأديب كقوله عليه الصلاة والسلام:‏ « كل مما يليك » ،<br />

وبعضهم جعل هذا من املندوب،‏ إذ األدب مندوب إليه،‏ وهو أي األكل<br />

مما ييل مندوب للمكلف،‏ عىل أن الشافعي ريض اهلل عنه نص عىل حرمة<br />

األكل من غر ما ييل . وحُ‏ مِ‏ لَ‏ عىل ما إذا اشتمل عىل إيذاء .<br />

الرابع:‏ التمني،‏ كقوله:‏<br />

أال أهيا الليلُ‏ الطويلُ‏ أال انجيل ................................<br />

اخلامس:‏ التهديد،‏ نحو:‏ ﴿ ڇ ڇ ڇ ﴾ .<br />

السادس:‏ التسخر،‏ نحو:‏ ﴿ گ گ گ ﴾ .<br />

رواه البخاري )2056/5( برقم )5061(، ومسلم )1599/3( برقم )2022( عن<br />

عمر بن أيب سلمة .<br />

يف ل:‏ املندوب !<br />

يف غ هنا ويف كل املواضع اآلتية:‏ رمحه اهلل .<br />

انظر كتاب األم،‏ كتاب صفة هني رسول اهلل ﷺ )292/7(.<br />

المرئ القيس يف معلقته برقم )46(، وتتمته:‏ بصبحٍ‏ وما اإلصباحُ‏ منكَ‏ بأمثلِ‏ . انظر<br />

رشح املعلقات العرش ‏)ص 61(.<br />

من سورة فصلت،‏ اآلية . 40<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 65 والتسخر غر السخرية.‏ انظر:‏ البحر املحيط للزركيش<br />

.)359/2(<br />

53


السابع:‏ التسوية،‏ نحو:‏ ﴿ پ ڀ ڀ ڀ ﴾ .<br />

الثامن:‏ الدعاء:‏ نحو:‏ ﴿ ئە ئە ئو ﴾ .<br />

التاسع:‏ اإلرشاد،‏ نحو:‏ ﴿ ڈ ژ ژ ڑ ﴾ ، فإن<br />

قلت:‏ ما الفرق بينه وبني الندب؟ قلت:‏ املندوب مطلوب لثواب اآلخرة،‏<br />

واإلرشاد ملنافع الدنيا .<br />

العارش:‏ ( إرادة االمتثال،‏ كقولك عند العطش:‏ اسقني ماء .<br />

احلادي عرش(‏ : اإلنذار،‏ نحو:‏ ﴿ ڱ ں ﴾ ، وبعضهم جعل هذا<br />

من التهديد،‏ قال ابن مجاعة رمحه اهلل:‏ واحلق التغاير،‏ فإن قلت:‏ ما وجهه؟<br />

من سورة الطور،‏ اآلية . 16<br />

من سورة آل عمران،‏ اآلية . 147<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 282<br />

هذا التفريق للقفال الشايش.‏ انظر:‏ البحر املحيط للزركيش )357/2(.<br />

ما بني اهلالني سقط من ل .<br />

من سورة إبراهيم،‏ اآلية . 30<br />

هو عز الدين - كام سيأيت يف كام املصنف -، واسمه:‏ حممد بن أيب بكر بن عبد<br />

العزيز،‏ ولد سنة 749 يف القاهرة،‏ وتويف فيها سنة 819 ه.‏ ترمجته يف الضوء الامع<br />

)171/7(، وسيأيت وصف املؤلف له ب « املحقق «. وللمؤلف « الراعة يف تراجم بني<br />

مجاعة » ذكره لنفسه يف كتابه التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 108(، وال تعرف له نسخة.‏<br />

ولعز الدين ابن مجاعة مؤلفات كثرة،‏ وقد تكرر نقل املؤلف عنه،‏ ومل يسم سوى<br />

كتاب واحد هو « صفوة النقاد يف رشح الكوكب الوقاد «، فهل النقول كلها منه<br />

أو رجع إىل غيره ؟ اهلل أعلم.‏ وصفوة النقاد ما زال خمطوطاً،‏ ومنه نسخة يف املكتبة<br />

اخلالدية يف فلسطني.‏<br />

54


قلت:وجهه أن التهديد التخويف،‏ واإلنذار اإلبلاغ،‏ لكن ال يكون إال<br />

من املخوف.‏<br />

الثاين عرش:‏ االمتنان،‏ نحو:‏ ﴿ ې ى ى<br />

ئا ﴾ ، وفرق بينه<br />

وبني اإلباحة بأهنا قد يتقدمها حظر،‏ قال ابن مجاعة:‏ واحلق أن اإلباحة قسم<br />

ۇٴ ﴾ ، وجعله بعض<br />

منه .<br />

الثالث عرش:‏ اإلكرام،‏ نحو:‏ ﴿ ۈ ۈ<br />

املعتزلة هنا للوجوب،‏ وال وجه له .<br />

الرابع عرش:‏ التكوين،‏ نحو:‏ ﴿ ڦ ڦ ﴾ .<br />

اخلامس عرش:‏ التعجيز،‏ نحو:‏ ﴿ ئا ئا ﴾ .<br />

السادس عرش:‏ اإلهانة،‏ نحو:‏ ﴿ ڈ ژ ژ ڑ<br />

ڑ﴾‏ .<br />

السابع عرش:‏ االحتقار،‏ نحو:‏ ﴿ ٺ ٺ ٺ ٺ ﴾ .<br />

من سورة املائدة،‏ اآلية 88، وغرها .<br />

من سورة احلجر،‏ اآلية . 46<br />

من سورة آل عمران،‏ اآلية 47، وغرها .<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية 23، وغرها .<br />

من سورة الدخان،‏ اآلية . 49<br />

من سورة يونس،‏ اآلية 80، وغرها .<br />

55


الثامن عرش:‏ اخلر ، كقوله عليه الصاة والسام:‏ « إذا مل تستح فاصنع<br />

ما شئت » .<br />

التاسع عرش:‏ تذكر النعمة،‏ نحو:‏ ﴿ ئا ئا ئە ئە ئو ﴾ .<br />

العرشون:‏ التفويض،‏ نحو:‏ ﴿ ۇٴ ۋ ۋ ۅ ﴾ .<br />

احلادي والعرشون:‏ التعجب،‏ نحو:‏ ﴿ ئح ئم ئى ئي<br />

بج﴾‏ .<br />

الثاين والعرشون:‏ التكذيب،‏ نحو:‏ ﴿ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ<br />

چ ﴾ .<br />

الثالث والعرشون:‏ املشورة،‏ نحو:‏ ﴿ بج بح بخ ﴾ .<br />

الرابع والعرشون:‏ االعتبار،‏ نحو﴿‏ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ﴾ .<br />

يف م:‏ التخير !<br />

رواه البخاري برقم )5769(. واملعنى عىل هذا:‏ أي صنعتَ‏ ما شئت.‏ انظر:‏ البحر<br />

املحيط )362/2(.<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية 57، وغرها .<br />

من سورة طه،‏ اآلية . 72<br />

من سورة اإلرساء،‏ اآلية 48، وغرها .<br />

من سورة آل عمران،‏ اآلية . 93<br />

من سورة الصافات،‏ اآلية . 102<br />

من سورة األنعام،‏ اآلية . 99<br />

56


الباب الثاني يف معانيها<br />

االستعاذة:‏ طلب اإلعاذة من اهلل تعاىل،‏ وهي عصمته ‏،كاالستجارة ،<br />

واالستغاثة،‏ واالستعانة،‏ يقال:‏ عذت بفان،‏ واستعذت به أي جلأت إليه<br />

فأعاذين.‏<br />

والشيطان:‏ قيل:‏ فيعال من شطن يشطن إذا بعد،‏ وقيل:‏ فعان من شاط<br />

يشيط إذا هلك،‏ وعىل األول إنام سمي به لبعده عن اخلر،‏ وعىل الثاين إنام<br />

سمي به ألنه هالك بتمرده،‏ ويقال لكل متمرد من اإلنس واجلن والدواب:‏<br />

شيطان،‏ وأما العفريت فهو املارد من اجلن .<br />

والرجيم:‏ فعيل بمعنى مفعول نقل عنه إليه قصداً‏ للمبالغة،‏ فإن فعياً‏ من<br />

أمثلة املبالغة،‏ أي مرجوم باللعن والطرد .<br />

وقيل:‏ فعيل بمعنى فاعل،‏ أي يرجم بني آدم بالسيئات،‏ وأصل الرجم<br />

الرمي باحلجارة،‏ ويقال للقول بمعنى الظن،‏ قال تعاىل:‏ ﴿ ڃ چ<br />

چ چ چ ڇ ﴾ .<br />

‏)فرع(:‏ قال أهل الظاهر يف قوله تعاىل:‏ ﴿ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ<br />

چ چ چ چ ڇ ڇڇ ﴾: إن ما يطلق عليه اسم املرض يبيح الفطر،‏<br />

يف ف،‏ م:‏ كاالستخارة !<br />

يف م:‏ بالبعد !<br />

من سورة الكهف،‏ اآلية . 22<br />

يف س:‏ أفعل !<br />

يف ل،‏ م،‏ ف،‏ ن:‏ ينطلق .<br />

57


قال البغوي:‏ وهو قول ابن سيرين،‏ وحكي أن رجاً‏ دخل عليه يف رمضان<br />

وهو يأكل،‏ فقال إنه وجعتني أصبعي هذه.‏ انتهى .<br />

وأقول:‏ هذا قول من ال يعرف العربية،‏ أمل يعلم أن فعياً‏ للمبالغة،‏ ولذا<br />

ذهب األكثرون إىل أنه مرض خياف معه من الصوم زيادة علة.‏<br />

‏ِل،‏ وهي كاسم<br />

‏)ذيل(:‏ من أمثلة املبالغة:‏ فعَّال ومِ‏ فْعال وفَعول و فَع<br />

الفاعل يف العمل والرشوط،‏ فإن وقعت صلة ألل عملت مطلقاً،‏ وإن جُ‏ رِّ‏ دَتْ‏<br />

منها عملت برشطني:‏<br />

أحدمها:‏ أال تكون للاميض .<br />

والثاين:‏ أن تعتمد عىل نفي أو استفهام أو مبتدأ خمر عنه هبا،‏ أو اسم<br />

موصوف هبا،‏ مثال ذلك قوهلم:‏ أمَّا العسل فأنا رشّ‏ اب،‏ وقوهلم:‏ إنه ملنحار<br />

بوائكها ، وقوله:‏<br />

<br />

رضوبٌ‏ بنصل السيف سُ‏ ‏وقَ‏ سماهنا<br />

.................................<br />

تفسر البغوي )199/1(.<br />

يف س:‏ أو !<br />

يف س:‏ ملنجار بواكيها !<br />

يف غ:‏ بنعل.‏ سامئها ! حتريف .<br />

البيت أليب طالب بن عبد املطلب،‏ وتتمته:‏<br />

إذا عدموا زاداً‏ فإنكَ‏ عاقِرُ‏<br />

واألمثلة الثاثة يف كتاب سيبويه )111/1(.<br />

58


وقوله:‏<br />

أتاين أنهم مَ‏ زِ‏ قون عريض <br />

....................................<br />

يف س:‏ مرقون !<br />

البيت لزيد اخليل،‏ كام يف رشح شذور الذهب ‏)ص 507(، وتتمته:‏<br />

جحاشُ‏ الكرملني هلا فديدُ‏<br />

59


الباب الثالث:‏ يف إعرابها<br />

أعوذ:‏ فعل مضارع أجوف،‏ أصله أعْ‏ وُ‏ ذ،‏ فاستثقلت الضمة عىل الواو<br />

فنقلت إىل العني فسكنت،‏ وفاعله مسترت وجوباً،‏ وهو أحد املواضع التي يسترت<br />

فيها الفاعل وجوباً‏ .<br />

وثانيها:‏ الفعل املضارع املبدوء بالنون .<br />

ثالثها:‏ الفعل املضارع املبدوء بتاء خطاب الواحد.‏<br />

رابعها:‏ أمر الواحد .<br />

خامسها:‏ فعل االستثناء كخا،‏ وعدا ‏،وال يكون،‏ كقولك:‏ قاموا ما خا<br />

زيداً،‏ وما عدا عمراً،‏ وال يكون خالداً‏ .<br />

سادسها:‏ أفعل يف التعجب نحو:‏ ما أحسن زيداً.‏<br />

سابعها:‏ أفعل التفضيل نحو:‏ ﴿ ۈ ۈ ۇٴ ﴾ .<br />

ثامنها:‏ اسم الفعل غر املايض،‏ نحو:‏ أَوَّ‏ هْ‏ ، ونزالِ‏ .<br />

انفردت النسخة م بالتمثيل هلذا املوضع وما بعده،‏ فجاء فيها:‏ كنرضب . كترضب .<br />

كارضب.‏<br />

من سورة مريم،‏ اآلية . 74<br />

يف س:‏ كواوة !<br />

انظر:‏ الدر املصون )9-7/1(.<br />

60


‏)ذيل(:‏ مجلة أعوذ فعلية ال حمل هلا ألهنا مستأنفة.‏<br />

باهلل:‏ الباء متعلقة بأعوذ،‏ وهي هنا للتعدية،‏ واجلملة يف موضع نصب عىل<br />

املفعولية،‏ وللباء معان أخر:‏<br />

أحدها:‏ اإللصاق،‏ ويقال فيه اإللزاق،‏ كقوله تعاىل:‏ ﴿ ڀ<br />

ٺ ﴾ ‏)أي ألصقوا املسح برؤوسكم(‏ ، وهو يصدق ببعض شعره ،<br />

وبه متسك الشافعي ريض اهلل عنه،‏ قال يف « األم «: « ألن من مسح من رأسه <br />

شيئاً‏ فقد مسح برأسه،‏ ومل حتتمل اآلية إال هذا،‏ وهو أظهر معانيها،‏ أو مسح<br />

الرأس كله،‏ ودلّت السنة عىل أن ليس عىل املرء مسح الرأس كله،‏ وإذا دلت<br />

السنة عىل ذلك،‏ ففي اآلية أن من مسح شيئاً‏ من رأسه أجزأه «. هذا نصه<br />

بحروفه ، انتهى.‏<br />

وظن كثر أنه يقول إن الباء هنا أعني يف هذه اآلية للتبعيض،‏ وليس كذلك .<br />

وقد سأل الشيخ شمس الدين اهلروي الشيخ جلال الدين<br />

من سورة املائدة،‏ اآلية . 6<br />

ما بني اهلالني سقط من غ .<br />

يف س:‏ شعرة !<br />

من رأسه:‏ سقطت من س .<br />

األم )26/1(، وأوله:‏ « وكان معقوالً‏ يف اآلية أنَّ‏ مَنْ‏ ... «.<br />

هو حممد بن عطاء اهلل،‏ ولد هبراة سنة 767 ه،‏ وتويف سنة 829 ه،‏ وترمجته يف<br />

الضوء الامع )151/8(.<br />

61


البلقيني سؤاالً‏ حاصله:‏ لم قلتم إن الباء يف ﴿ ڀ ٺ ﴾<br />

للتبعيض،‏ ومل تقولوا به يف ﴿ ئە ئو ﴾ ؟ فأجابه بأنّا ال نقول<br />

به،‏ وليس يف عبارة الشافعي ريض اهلل عنه ما يدلّ‏ عليه،‏ ورسد له عبارة األم <br />

التي ذكرهتا آنفاً،‏ وقال:‏ هي يف املوضعني لإللصاق،‏ لكن قام الدليل يف كل آية<br />

عىل ما هو حكمها.‏<br />

وذهب أبو حنيفة رمحه اهلل إىل أنه ال جيزئ إال مسح الربع .<br />

الثاين:‏ أن تكون زائدة،‏ وبه قال مالك رمحه اهلل يف هذه اآلية،‏ وقال:‏<br />

ال جيزئ إال مسح كل الرأس.‏ وجياب بأنه ثبت أنه ﷺ مسح بناصيته وعىل<br />

العاممة ، فلو كان ال جيزئ إال الكل مل يقترص عىل ما ذكر .<br />

‏)فائدة(:‏ تزاد الباء يف مواضع:‏<br />

منها:‏ الفاعل،‏ فتزاد فيه وجوباً‏ يف نحو:‏ أحسن بزيد،‏ وغالباً‏ يف نحو:‏<br />

‏﴿پ پ ڀ ﴾ .<br />

هو عبد الرمحن بن عمر بن رسلان،‏ ولد سنة 763 ه،‏ وتويف سنة 824 ه،‏ وترمجته<br />

يف الضوء الامع )106/4(.<br />

من سورة النساء،‏ اآلية 43، وغرها .<br />

يف س:‏ اإلمام .<br />

رواه مسلم )230/1( برقم )274(، وغره،‏ وانظر رشح النووي )172/3(.<br />

من سورة النساء،‏ اآلية 79، وغرها .<br />

62


ومنها:‏ املفعول ، نحو:‏ ﴿ ۀ ۀ ہ ہ ہ ﴾ .<br />

ومنها:‏ املبتدأ،‏ وذلك قوهلم:‏ بحسبك درهم .<br />

ومنها:‏ اخلر،‏ نحو:‏ ﴿ ڌ ڌ ڎ ڎ ﴾ .<br />

‏)تدريج(:‏ الباء يف قوله تعاىل:‏ ﴿ ڻ ۀ ﴾ قيل:‏ زائدة،‏ وقيل:‏<br />

بمعنى يف،‏ أي:‏ يف أي طائفة منكم املفتون،‏ وقيل غر ذلك .<br />

‏)ختم(:‏ احلرف الزائد ال يتعلق بيشء .<br />

الثالث من معاين الباء:‏ التبعيض،‏ أثبته الكوفيون وابن مالك ،<br />

واستشهدوا بقوله تعاىل:‏ )﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ ﴾ .<br />

الرابع:‏ معنى عن،‏ كقوله تعاىل:(‏ ﴿ ڌ ڌ ڎ ڎ ﴾ 1) .<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 195<br />

من سورة الزمر،‏ اآلية . 36<br />

من سورة القلم،‏ اآلية . 6<br />

قوله « يف أي » الثانية ليس يف س،‏ ن .<br />

يف م،‏ ن:‏ فيكم .<br />

يف غ:‏ احلروف الزائدة ال تتعلق بيشء .<br />

هذا من مغني اللبيب ‏)ص 142(، وفيه:‏ « وقيل:‏ الكوفيون «.<br />

من سورة اإلنسان،‏ اآلية . 6<br />

ما بني اهلالني سقط من ف .<br />

1) من سورة الفرقان،‏ اآلية 25.<br />

63


اخلامس:‏ االستعانة،‏ قال يف ‏»املغني«:‏ « وهي الداخلة عىل آلة الفعل،‏<br />

نحو:‏ كتبت بالقلم » .<br />

السادس:‏ السببية،‏ نحو:‏ ﴿ ٺ ٺ ٿ ﴾ .<br />

السابع:‏ املصاحبة،‏ نحو:‏ ﴿ ڍ ڌ ﴾ .<br />

الثامن:‏ الظرفية،‏ والظرف قسامن:‏ زمان كقوله تعاىل:‏ ﴿ ڍ ڌ ﴾ ،<br />

ومكان كقوله تعاىل:‏ ﴿ ٺ ٺ ٿ ﴾ .<br />

التاسع:‏ املقابلة،‏ قال يف « املغني «: « وهي الداخلة عىل األعواض<br />

كاشرتيته بألف » .<br />

العارش:‏ البدلية ‏،كقول عمر ريض اهلل تعاىل عنه:‏ « أَنَّ‏ يل هبا<br />

الدنيا » .<br />

مغني اللبيب ‏)ص 139(.<br />

من سورة العنكبوت،‏ اآلية . 40<br />

من سورة هود،‏ اآلية . 48<br />

من سورة القمر،‏ اآلية . 34<br />

من سورة آل عمران،‏ اآلية . 123<br />

مغني اللبيب ‏)ص 141(.<br />

يل:‏ سقطت من غ .<br />

روى أبو داود )80/2( برقم )1498( عن عمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه قال:‏<br />

استأذنت النبي ﷺ يف العمرة فأذن يل،‏ وقال:‏ ال تَنْسَ‏ نَا يا أُخَ‏ يَّ‏ من دعائك،‏ فقال كلمةً‏<br />

ما يرسين أنّ‏ يل هبا الدنيا ... وانظر األحاديث املختارة )293/1(، ومهع اهلوامع<br />

.)159/4(<br />

64


احلادي عرش:‏ االستعاء ‏،كقوله تعاىل:‏ ﴿ ڻ ڻ ڻ ﴾ .<br />

الثاين عرش:‏ القسم،‏ نحو:‏ باهلل ألفعلن،‏ وهي أصل فيه بدليل دخوهلا عىل<br />

املضمر واملظهر وكل اسم،‏ والواو فرع عنها لكنها كثر استعامهلا دوهنا،‏ وقد<br />

ألغز احلريري يف ذلك:‏ وما عاملٌ‏ نائبُهُ‏ أرحب منه وكراً‏ ، وأعظم مكراً،‏<br />

وأكثر هلل تعاىل ذكراً‏ ؟ .<br />

الثالث عرش:‏ الغاية،‏ نحو:‏ ﴿ ں ں ڻ ﴾ أي إيل .<br />

‏)تدريج(:‏ الباء يف قوله تعاىل:‏ ﴿ ڄ ڄ ﴾ عىل قراءة من ضم<br />

تاء تنبت،‏ حيتمل أن تكون زائدة،‏ وأن تكون للمصاحبة،‏ فالظرف حال<br />

‏)للفاعل(،‏ ‏)أي(:‏ تنبت مصاحبة للدهن،‏ أو للمفعول،‏ أي:تنبت الثمر<br />

مصاحباً‏ للدهن،‏ وعىل قراءة من فتح التاء للتعدية،‏ ليس غر .<br />

من سورة آل عمران،‏ اآلية . 75<br />

يف غ:‏ أرحب ذكراً‏ ! ويف ن:‏ أوجب !<br />

انظر املقامة القطيعية ضمن املقامات ‏)ص 194(.<br />

من سورة يوسف،‏ اآلية . 100<br />

من سورة املؤمنون،‏ اآلية . 20<br />

يف غ:‏ حال لفاعل تنبت !<br />

هذا من مغني اللبيب ‏)ص 139-138(.<br />

وانظر عن القراءتني ، معجم القراءات )161-160/6(.<br />

65


قلتُ‏ : وذكر هلا العبادي من أصحابنا معنى آخر،‏ وهو التعليق كام إذا<br />

قال:‏ أنت طالق بمشيئة اهلل تعاىل،‏ فإهنا ال تطلق كام لو قال:‏ إن شاء اهلل تعاىل.‏<br />

فإن قلت:‏ ألي يشء كان كذلك ؟<br />

قلتُ‏ : ألن مشيئة اهلل تعاىل ليست معلومة . كذا قالوه،‏ وعىل هذا لو<br />

عُ‏ لِمَ‏ تْ‏ بإحيائه إىل نبي أو إهلامه إىل صفي ‏-حيث قلنا إنه حجة - فينبغي<br />

أن ال يكون احلكم طرداً‏ كام ذكر ، ومل أر من ذكر ذلك.‏<br />

و»‏ من » هنا حيتمل أن يكون معناها التعليل،‏ مثلها يف قوله تعاىل:‏<br />

﴿ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ﴾ الشاهد يف الثانية.‏<br />

وهلا معان أخر:‏<br />

أحدها:‏ ابتداء الغاية نحو:‏ مطرنا من اجلمعة إىل اجلمعة،‏ ورست من<br />

هو أبو عاصم حممد بن أمحد،‏ تويف سنة 458 ه،‏ وترمجته يف طبقات الشافعية الكرى<br />

.)112-104/4(<br />

يف س:‏ وهذا !<br />

يف غ:‏ إهلامه صفياً‏ .<br />

يف ف:‏ جهة !<br />

ال:‏ ليست يف غ .<br />

يف ن:‏ مطرداً‏ كام ذكروا .<br />

سقطت من غ .<br />

من سورة احلج،‏ اآلية . 22<br />

66


البرصة ، و﴿‏ ہ ہ ہ ﴾ ، وبه قال ابن مجاعة رمحه اهلل يف ﴿ ئە<br />

ئە ﴾ .<br />

الثاين:‏ التبعيض،‏ نحو:‏ ﴿ پ ڀ ڀ ڀ ﴾ .<br />

الثالث:‏ البيان،‏ نحو:‏ ﴿ ى ئا ئا ئە ﴾ .<br />

الرابع:‏ البدل،‏ نحو:‏ « وال ينفع ذا اجلد منك اجلد » أي:‏ وال ينفع ذا<br />

احلظ حظه بذلك .<br />

اخلامس:‏ معنى عن،‏ نحو:‏ ﴿ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ ﴾ .<br />

السادس:‏ معنى الباء،‏ نحو:‏ ﴿ پ پ پ ڀ ﴾ .<br />

السابع:‏ معنى يف نحو:‏ ﴿ ٻ ٻ پ پ پ پ ﴾ 1) .<br />

يف س:‏ إىل الكوفة .<br />

من سورة النمل،‏ اآلية . 30<br />

من سورة آل عمران،‏ اآلية 36، وغرها .<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 253<br />

من سورة احلج،‏ اآلية . 30<br />

من دعاء النبي ﷺ،‏ رواه البخاري )289/1( برقم )808( وغره .<br />

يف م:‏ بدلك.‏ وتابعت ما يف املغني وسائر النسخ،‏ وقد قال ابن هشام بعد هذا:‏ ‏»أي<br />

بدل طاعتك،‏ أو بدل حظك «. انظر:‏ املغني ‏)ص 422(.<br />

من سورة األنبياء،‏ اآلية . 97<br />

من سورة الشورى،‏ اآلية . 45<br />

1) من سورة اجلمعة،‏ اآلية . 9<br />

67


وهلا معان أخر مل أذكرها خشية اإلطالة،‏ وقد استوفيتها يف غر هذا<br />

الكتاب .<br />

‏)ظريفة(:‏ تأيت « مِنْ‏ » فعل أمر من مان يمني أي كذب.‏<br />

‏)غريبة(:‏ قيل إن « من » تكون اسامً،‏ قال الزخمرشي يف قوله تعاىل:‏ ﴿ ڭ<br />

ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ﴾ : إذا كانت « من » للتبعيض فهي يف موضع املفعول<br />

به،‏ ورزقاً‏ مفعول ألجله،‏ ولكم مفعول به لرزقاً،‏ ألنه حينئذ مصدر ، قال<br />

الطيبي : وإذا قدرت « من » مفعوالً‏ كانت اسامً‏ كعن يف قوله:‏<br />

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

من عن يميني مرة وأمامي <br />

قلتُ‏ : فقد استكملت ‏»من«‏ أقسام الكلمة.‏<br />

البد أن املؤلف أضاف هذه اجلملة عىل كتابه هذا،‏ إذ علمنا أنه املؤلف األول له .<br />

يف س:‏ مادة !<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 22<br />

انظر الكشاف )95-94/1( والنقل بترصف .<br />

لعل هذا يف حاشيته عىل الكشاف املسامة ب « مفاتيح الغيب «.<br />

البيت لقطري بن الفجاءة املازين،‏ وأوله:‏<br />

فلقد رآين للرماح دريئة<br />

انظر:‏ احلامسة املغربية )622/1(.<br />

68


‏)نكتة(:‏ ختتص ‏»من«بأهنا جتر عند وال جترها غرها،‏ قال احلريري<br />

يف « امللحة » :<br />

وعند فيها النصبُ‏ مستمرُ‏<br />

لكنها بِمِنْ‏ فقط تُ‏ ‏َرُّ‏ <br />

وقال ملغزاً:‏ وما منصوب [ أبداً‏ ] عىل الظرف،‏ ال خيفضه سوى<br />

حرف ؟<br />

انتهى .<br />

والشيطان:‏ قال ابن قاسم : املراد به إبليس وجنوده،‏ فأل فيه جنسية.‏<br />

يف غ:‏ وال جتر !<br />

كان للسيوطي اشتغال بملحة اإلعراب هذه،‏ فقد رشحها رشحاً‏ ممزوجاً،‏ واخترصها.‏<br />

انظر:‏ التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 113 و‎116‎‏(.‏<br />

انظر امللحة مع رشحها،‏ باب الظرف ‏)ص 207(، ودرة الغواص ‏)ص 28-27(.<br />

انظر املقامة القطيعية ضمن املقامات ‏)ص 194(، وما بني املعقوفني منه .<br />

هو احلسن بن قاسم املرادي املعروف بابن أم قاسم ‏)ت:‏ 749 ه(،‏ ترجم له السيوطي<br />

يف بغية الوعاة،‏ وذكر له رشح االستعاذة والبسملة وقال )517/1(: « كراس ملكته<br />

بخطه » فالظاهر أن النقل هنا منه .<br />

يف ن:‏ قال !<br />

69


وهي من حيث هي ثالثة أقسام:‏<br />

أحدها:‏ استغراق أفراد اجلنس كام هنا.‏<br />

الثاين:‏ استغراق خصائص األفراد،‏ نحو:‏ زيد الرجل علماً‏ .<br />

الثالث:‏ تعريف املاهية،‏ نحو:‏ ﴿ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ﴾ .<br />

وتكون عهدية،‏ وهي ثالثة أقسام:‏<br />

أحدها:‏ أن يكون مصحوهبا معهوداً‏ ذكرياً‏ نحو:‏ ﴿ ۓ ڭڭ<br />

ڭ﴾‏ .<br />

الثاين:‏ أن يكون مصحوهبا معهوداً‏ ذهنياً‏ ، نحو:‏ ﴿ ۓ ۓ ڭ<br />

ڭ ﴾ .<br />

الثالث:‏ أن يكون معهوداً‏ حضورياً،‏ نحو:‏ ﴿ چ چ چ<br />

ڇ ﴾ .<br />

سقطت من غ .<br />

من سورة األنبياء،‏ اآلية . 30<br />

يف ف:‏ مضموهنا !<br />

من سورة النور،‏ اآلية . 35<br />

سقطت من س .<br />

من سورة التوبة،‏ اآلية . 40<br />

من سورة املائدة،‏ اآلية . 3<br />

70


وتكون زائدة،‏ وهي قسان:‏<br />

‏)الزمة:‏ كالذي والتي،‏ وغري الزمة،‏ وهي قسامن:‏<br />

كثرية:‏ كاحلارث والعباس .<br />

وقليلة،‏ وهي قسامن(‏ :<br />

واقعة يف الشعر،‏ كقوله:‏<br />

<br />

رأيت الوليد بن اليزيد مباركاً‏<br />

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

ويف شذوذ من النثر،‏ نحو:‏ ادخلوا األول فاألول .<br />

‏)فائدة(:‏ تأيت أل اسامً‏ موصوالً‏ بمعنى الذي وفروعه،‏ وصلتها صفة<br />

رصحية كالضارب واملرضوب،‏ وقد توصل باملضارع،‏ كقوله:‏<br />

<br />

ما أنتَ‏ باحلكم الترىض حكومته<br />

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

ما بني اهلالني سقط من ف .<br />

البيت البن ميادة،‏ وتتمته:‏<br />

شديداً‏ بأعباء - أو أحناء - اخلالفة كاهله<br />

وهو من شواهد النحاة واللغويني،‏ انظر:‏ لسان العرب )200/3(، ومهع اهلوامع<br />

. )77/1(<br />

يف ن:‏ املريض !!<br />

البيت للفرزدق،‏ وتتمته:‏<br />

وال األصيل وال ذي الرأي واجلدل<br />

وهو من شواهد النحاة،‏ انظر:‏ خزانة االدب )51/1(، ومهع اهلوامع )294/1(.<br />

71


وبالظرف ‏)كقوله:‏<br />

مَ‏ ‏نْ‏ ال يزال شاكراً‏ على املعه <br />

وباجلملة االسمية كقوله(‏ :<br />

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

مِنَ‏ القومِ‏ الرسولُ‏ اهلل منهم <br />

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

وابن مالك يرى اطراد األول،‏ وخولف يف ذلك،‏ وعبارته يف « الكافية<br />

الشافية » :<br />

وشَ‏ ‏ذَّ‏ نحو احلكم التُّرْ‏ ضَ‏ ‏ى ومَ‏ نْ‏<br />

رأى اطرادَ‏ مثلِ‏ ذا فما وَ‏ هَ‏ نْ‏<br />

لكنْ‏ منَ‏ القومِ‏ الرسولُ‏ اهللِ‏<br />

منهم ونحوه قليلٌ‏ واهِ‏<br />

من شواهد النحاة،‏ وتتمته:‏<br />

فهو حَ‏ رٍ‏ بعيشة ذات سعه<br />

انظر:‏ مغني اللبيب ‏)ص 72(، ومهع اهلوامع )294/1(.<br />

ما بني اهلالني سقط من ف .<br />

من شواهد النحاة،‏ وتتمته:‏<br />

هلم دانت رقابُ‏ بني معد<br />

انظر:‏ مغني اللبيب ‏)ص 72(، ومهع اهلوامع )294/1(.<br />

انظر الكافية الشافية مع رشحها )297/1(.<br />

يف ن:‏ زاهي !<br />

72


وقد أوضحت ذلك يف كتايب املسمى ب « النهجة املرضية يف رشح<br />

األلفية » فراجعه .<br />

‏)غريبة(:‏ تأيت أل لاستفهام،‏ حكى بعضهم:أل فعلت ؟ بمعنى هل<br />

فعلت.‏<br />

وشيطان:‏ إن قلنا إنه من شطن فهو مرصوف،‏ أو من شاط فهو غر<br />

منرصف .<br />

والرجيم:‏ صفة للشيطان،‏ وهي للذم،‏ وسيأيت الكام يف الصفة مبسوطاً‏<br />

يف أثناء الباب الثالث من أبواب الكتاب الثاين إن شاء اهلل تعاىل.‏<br />

* * *<br />

يف ل،‏ م،‏ ف:‏ البهجة . وقد طبع هبذا االسم.‏<br />

انظر:‏ البهجة املرضية ‏)ص 84-83(.<br />

سقطت من س .<br />

73


الباب الرابع:‏ يف ألفاظها<br />

واملختار منها أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم،‏ وروى القرطبي يف « تفسريه »<br />

عن ابن مسعود قال:‏ قلت:‏ أعوذ باهلل السميع العليم من الشيطان الرجيم،‏<br />

فقال يل النبي ﷺ:‏ يا ابن أم عبد أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم،‏ هكذا أقرأين<br />

جريل عن اللوح عن القلم .<br />

ونقل أبو شامة رمحه اهلل عن نص الشافعي ريض اهلل عنه يف « اإلمالء »<br />

يف باب استقبال القبلة أنه قال:‏ « وأحب أن يقول:‏ أعوذ باهلل من الشيطان<br />

الرجيم،‏ وأي لفظ استعاذ به أجزأه » .<br />

قلت:‏ و رأيت يف « األم » مثله .<br />

وضع ناسخ غ هنا رمز:‏ رمحه اهلل !<br />

انظر تفسر القرطبي،‏ القول يف االستعاذة )87/1(.<br />

واحلديث رواه الثعلبي يف تفسره مسلساً‏ )42-41/6(، ورواه عنه الواحدي يف الوسيط<br />

)84-83/3( بسنده ومتنه،‏ ذكر هذا الزيلعي يف ختريج األحاديث واآلثار الواقعة يف<br />

تفسر الكشاف )245-244/2( ومل حيكم عليه.‏<br />

وقال عنه أبو شامة يف إبراز املعاين )223/1(: « ال أصل له يف كتب أهل احلديث «.<br />

وذكره ابن عراق يف تنزيه الرشيعة )309/1( برقم )85( وعزاه إىل ابن النجار من طريق<br />

هناد النسفي الشافعي مسلساً‏ .<br />

يف غ:‏ الرشامة !<br />

رجعت إىل كتايب أيب شامة يف البسملة:‏ الكبر والصغر - وقد طبع الصغر منسوباً‏ إىل<br />

فخر الدين الرازي -، وإىل إبراز املعاين،‏ ومل أجد هذا النقل،‏ فلينظر .<br />

األم .)107/1(<br />

74


وروي عن محزة : أعوذ باهلل السميع العليم من الشيطان الرجيم،‏ وعنه<br />

أيضاً:‏ نستعيذ وأستعيذ واستعذت كذلك،‏ وعنه والكسائي ونافع وابن عامر:‏<br />

أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم إن اهلل هو السميع العليم،‏ وروي غر ذلك .<br />

‏)فائدة(:‏ لفظ االستعاذة عىل اختافه خبر،‏ ومعناه الدعاء،‏ أي:‏<br />

اللهم أعذين،‏ ومثله ورود اخلر بمعنى األمر،‏ نحو:‏ ﴿ ھ ھ<br />

، ﴾<br />

﴿ ڃ ڃ<br />

﴾ ، وبمعنى النهي:‏ نحو:‏ ﴿ پ ڀ ڀ<br />

ڀ ﴾ .<br />

* * *<br />

يف غ:‏ مخسة !<br />

يف غ:‏ وروي عنه غر ذلك .<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 233<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 228<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 79<br />

75


الباب اخلامس يف حكمها خارج الصالة<br />

فجهر .<br />

وهي مندوبة كام قدمناه،‏ وهي تابعة للقراءة،‏ إن رسّ‏ اً‏ فرس،‏ وإن جهراً‏<br />

ورُ‏ وي إخفاؤها مطلقاً‏ ألنه دعاء،‏ واإلرسار به أفضل .<br />

ونقل أبو الليث السمرقندي عن بعضهم أهنا فرض .<br />

فإذا نيس القارئ ثم تذكر يف أثناء القراءة تعوذ وابتدأ من أول،‏ وقيل:‏ من<br />

موضع وقفه .<br />

وقيل:‏ كانت واجبة عليه ﷺ وحده ثم تأسينا به ، واهلل أعلم .<br />

* * *<br />

هو يف تفسير القرطبي )87/1( عن أيب الليث،‏ ومل أجده يف تفسيره ‏)النحل<br />

.)250/2<br />

قال القرطبي )88/1(: « وباألول قال أسانيد احلجاز والعراق،‏ وبالثاين قال أسانيد<br />

الشام ومرص «.<br />

هذا من تفسر القرطبي )88/1(.<br />

76


الباب السادس يف حكمها يف الصالة<br />

ولنا يف استحباهبا طريقان:‏<br />

أحدمها:‏ وهو الصحيح استحباهبا يف كل ركعة قطعاً،‏ وهي يف األوىل<br />

آكد.‏<br />

والثاين:‏ حيكي قولني:‏ أحدمها هذا،‏ والثاين ال تستحب إال يف األوىل فقط،‏<br />

ألن القراءة يف الصلاة واحدة . ويرس هبا فيها،‏ رسية كانت أو جهرية،‏ ويف<br />

قول:‏ يستحب اجلهر هبا يف اجلهرية.‏<br />

‏)فرع(:‏ إذا ترك التعوذ ناسياً‏ أو جاهاً‏ أو عامداً‏ ( لم يكن عليه إعادة وال<br />

سجود سهو،‏ لكن يكره تركه عامداً‏ ) ، نصَّ‏ عىل ذلك الشافعي ريض اهلل عنه يف<br />

« األم » .<br />

* * *<br />

ما بني اهلالني سقط من غ .<br />

األم .)107/1(<br />

77


الباب السابع يف حملها<br />

حمل االستعاذة قبل القراءة .<br />

ونقل عن أيب هريرة والنخعي وابن سيرين أن التعوذ بعد القراءة،‏<br />

واحتجوا بقوله تعاىل:‏ ﴿ ڱ ں ں ڻ ﴾ ذكر االستعاذة بعد<br />

الفراغ،‏ والفاء للتعقيب .<br />

* * *<br />

يف ف،‏ غ:‏ قبيل .<br />

من سورة النحل،‏ اآلية . 98<br />

وللمؤلف رسالة بعنوان:‏ « القذاذة يف حتقيق حمل االستعاذة » ضمن « احلاوي<br />

للفتاوي«‏ )463-460/1( أجاب فيها عىل سؤال عام يقع من النّاس كثراً،‏ وهو<br />

أهنم إذا أرادوا إيراد آية قالوا:‏ « قال اهلل تعاىل بعد ‏»أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم«،‏<br />

ويذكرون اآلية،‏ هل « بعد » هذه جائزة قبل االستعاذة أم ال ؟ وهل أصاب القارئ<br />

يف ذلك أو أخطأ ؟ فهي يف غر موضوعنا هنا .<br />

78


اخلامتة يف فضلها<br />

روى مسلم أن رجلني تسابّا بحرضة النبي ﷺ فغضب أحدمها غضباً‏<br />

شديداً‏ ، وانتفخت أوداجه،‏ فقال رسول اهلل ﷺ:‏ « إين ألعلم كلمة لو قاهلا<br />

لذهب ذا عنه:‏ أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم » .<br />

‏)ذيل(:‏ ليست االستعاذة من القرآن إمجاعاً،‏ واهلل أعلم .<br />

* * *<br />

كتبها ناسخ غ هنا ويف غر موضع:‏ صلعم !!<br />

أخذه من تفسير القرطبي )89-88/1(، واحلديث رواه البخاري برقم )3108(،<br />

ومسلم برقم )2610(.<br />

79


الكتاب الثاني يف البسملة<br />

وفيه مقدمة،‏ وسبعة أبواب،‏ وخامتة:‏<br />

املقدمة<br />

قال بعضهم:‏ البسملة مصدر بسمل إذا قال بسم اهلل،‏ والتسمية مصدر<br />

سمى إذا ذكر االسم،‏ وعن أيب عيل:‏ يقال هلل إذا قال:‏ ال إله إال اهلل .<br />

وعن غره يقال:‏ ال حتبذ بام ال ينفعك أي ال تقل حبذا .<br />

و مثل بسمل و هلل قوهلم:‏ حيعل:‏ إذا قال:‏ حي عىل الصاة،‏ وحوقل:‏<br />

إذا قال:‏ ال حول وال قوة إال باهلل،‏ ومحدل:‏ إذا قال:‏ احلمد هلل،‏ وحسبل:‏ إذا<br />

قال:‏ حسبنا اهلل.‏<br />

اشتقت هذه األفعال من هذه الكلامت طلباً‏ لاختصار يف التعبر عنها.‏<br />

انتهى .<br />

وحكى احلريري جعلف:‏ إذا قال:‏ جُ‏ علت فداك .<br />

يف غ:‏ التسمية !.<br />

يف غ:‏ أو ! حتريف.‏<br />

تعرض القرطبي ليشء من ذلك،‏ انظر:‏ التفسر )97/1(.<br />

مل أجد هذا يف املقامات،‏ وال يف درة الغواص.‏ ثم إن يف تفسير القرطبي )97/1(:<br />

« جعفل:‏ إذا قال:‏ جعلت فداك «.<br />

وقال الصبان يف الرسالة الكبرى ‏)ص 49(: « ومنها جعفد - بالدال ال بالام<br />

عىل الصواب،‏ كام يف املزهر وغره -: أي قال:‏ جعلت فداءك،‏ ورواه احلريري:‏<br />

جعلف - بالام مقدمة عىل الفاء - وهو أيضاً‏ صحيح «.<br />

80


الباب األول يف أصلها<br />

قال ﷺ:‏ « كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه ببسم اهلل الرمحن الرحيم فهو أبر »<br />

رواه ابن حبان يف « صحيحه » عن أيب هريرة ريض اهلل عنه .<br />

‏)فائدة(‏ يف رشح األلفاظ الواقعة يف هذا احلديث:‏<br />

قال يف « املغني «: « كل:‏ اسم وضع الستغراق أفراد املنكَّ‏ ‏ر نحو:‏<br />

﴿ ں ں ڻ ڻ ﴾ ، واملعرف املجموع نحو : ﴿ ی<br />

ئج﴾‏ ، وأجزاء املفرد املعرف،‏ نحو:كل زيد حسن،‏ ولفظها اإلفراد<br />

والتذكير،‏ ومعناها بحسب ما تضاف إليه وجيب مراعاته،‏ قال تعاىل:‏ ﴿ بج<br />

بح بخ بم بى ﴾ .<br />

الذي يف صحيح ابن حبان ‏)اإلحسان(‏ )174-173/1(: « ال يبدأ فيه بحمد اهلل فهو<br />

أقطع «، وهو كذلك يف سنن أيب داود برقم )4840(، وسنن النسائي الكرى برقم<br />

)10328(، وابن ماجه برقم )1893(.<br />

أما هذا اللفظ فرواه اخلطيب البغدادي يف كتابه اجلامع ألخاق الراوي وآداب<br />

السامع )87/2( برقم )1232(، وانظر لزاماً‏ كام الزيلعي عىل احلديث يف ختريج<br />

األحاديث واآلثار )24-22/1(، وابن امللقن يف البدر املنير )530-528/7(،<br />

والسيوطي يف نواهد األبكار ‏)الورقة 27 ب(.‏<br />

من سورة آل عمران،‏ اآلية 185، وغرها .<br />

من غ.‏<br />

من سورة مريم،‏ اآلية . 95<br />

من سورة املدثر،‏ اآلية . 38<br />

81


وقال الشاعر:‏<br />

<br />

أال كُلُّ‏ يشءٍ‏ ما خال اهللَ‏ باطلُ‏<br />

. »...................................<br />

‏)فرع(:‏ ‏)وتأيت للتوكيد،‏ تقول:‏ مررت هبم كلهم(‏ ، قال ابن هشام<br />

يف ‏»رشح الشذور«‏ ‏-ومن خطه نقلت -: « قال بعض العلامء يف قوله تعاىل:‏<br />

﴿ ئې ئې ئې ئى ﴾ : فائدة ذكر ‏»كل«‏ دفع وهم مَنْ‏ يتوهم<br />

‏)أن الساجد البعض ‏،وفائدة ذكر ﴿ ئى ﴾ دفع وهم من يتوهم(‏ أهنم<br />

مل يسجدوا يف وقت واحد،‏ بل سجدوا يف وقتني خمتلفني.‏ واألول صحيح،‏<br />

والثاين باطل بدليل قوله تعاىل:‏ ﴿ ہ ہ ہ ہ ﴾ ﴿ حم<br />

خج ﴾ ‏)ألن دخوهلم جهنم وإغواءهم ليس يف وقت واحد،‏ فدل ذلك<br />

عىل أن أمجعني(‏ ال تعرض فيه الحتاد الوقت،‏ وإنام معناه كمعنى كل سواء،‏<br />

البيت للبيد،‏ كام يف املصدر املنقول منه،‏ وتتمته:‏ وكلُّ‏ نعيمٍ‏ ال حمالةَ‏ زائلُ‏ .<br />

مغني اللبيب ‏)ص 259-255(، والنقل باختصار .<br />

ما بني اهلالني سقط من ل .<br />

من سورة احلجر،‏ اآلية 30، وغرها .<br />

ما بني اهلالني سقط من ف،‏ م .<br />

من سورة احلجر،‏ اآلية . 43<br />

من سورة احلجر،‏ اآلية ، 39 وسورة ص،‏ اآلية . 82<br />

ما بني اهلالني سقط من س .<br />

82


وهو قول مجهور النحويني،‏ وإنام ذكر يف اآلية تأكيداً‏ عىل تأكيد،‏ كام قال تعاىل:‏<br />

﴿ ڱ ڱ ڱ ڱ ﴾ .» انتهى .<br />

وأجاب بعض أشياخي بأنّ‏ « أمجعني » يف قوله تعاىل:‏ ﴿ حم خج﴾‏<br />

﴿ ہ ہ ہ ہ ﴾ استعمل ككل لعدم ذكرها،‏ وكل هنا ذكرت<br />

فوجب محل أمجعني عىل ما ذكروه .<br />

وذي يف قوله:‏ ذي بال،‏ معناها صاحب،‏ وهي أحد األسامء الستة املرفوعة<br />

بالواو واملنصوبة باأللف واملجرورة بالياء،‏ وهي نكرة ولذا كانت نعتاً‏ ألمر،‏<br />

وال تستعمل إال مضافة إىل أسامء األجناس،‏ وال تضاف إىل الضمر،‏ وجاءت<br />

شذوذاً‏ يف آخر بيت من قصيدة هي :<br />

مَ‏ ‏نْ‏ تصدى ألخيه<br />

فإن اضطر إليه<br />

يُكْرَ‏ م املثري فإن أم<br />

لو رأى النّاس نبياً‏<br />

وهمُ‏ لو طمعوا يف<br />

بالغنى فهو أخوه<br />

راء منه ما يسوه<br />

لق أقصاه بنوه<br />

سائالً‏ ما وصلوه<br />

زاد كلبٍ‏ أكلوه<br />

من سورة الطارق،‏ اآلية . 17<br />

رشح شذور الذهب ‏)ص 554(، وليس فيه اآلية ‏﴿ہ ہ ﴾، وال قوله:‏ ألن<br />

دخولهم جهنم .<br />

يف ل،‏ س:‏ نفياً‏ .<br />

يف النسخ حتريفات يف عدة مواضع،‏ ولكني مل أرش إليها .<br />

83


ال تراين آخر الده<br />

إن مَ‏ ‏نْ‏ يسأل سوى ال<br />

والذي قام بأرزا<br />

وعن الناس بفضل ال<br />

تلبسوا أثواب عزٍّ‏<br />

أنتَ‏ ما استغنيتَ‏ عن صا<br />

فإذا احتجتَ‏ إليه<br />

أفضلُ‏ املعروف ما لم<br />

إنما يعرف ذا الفض<br />

ر بتسآل أفوه<br />

رمحن يكثر حارموه<br />

ق الورى طراً‏ سلوه<br />

له فاغنوا وامحدوه<br />

فاسمعوا قويل وعوه<br />

حبك الدهرَ‏ أخوه<br />

ساعةً‏ جمَّكَ‏ فوه<br />

تُبتذل فيه الوجوه<br />

ل مِن النّاس ذووه )1(<br />

وأجاز املرد إضافتها إىل ياء املتكلم،‏ فتقول:‏ ذيَّ‏ كام تقول يفَّ‏ .<br />

‏)نكتة(:‏ هل ذو أبلغ من صاحب أو العكس ؟<br />

قال الشيخ عز الدين ابن مجاعة : ذهب السهييل إىل األول،‏ قال:‏<br />

القصيدة - بزيادة بيتني - يف اإلرشاف يف منازل األرشاف البن أيب الدنيا )208-<br />

281 ه(‏ ‏)ص 200-199(، وفيه:‏ « أنشدين أعرايب من بني متيم من بني حنظلة«،‏<br />

ومثل هذا جاء عن األصمعي ‏)ت:‏ 216 ه(:‏ قال السيوطي يف املزهر ‏)النوع السابع(‏<br />

)157/1(: « قال الزجاجي يف رشح أدب الكاتب:‏ أنشدنا أبو بكر بن دريد قال:‏<br />

أنشدنا عبد الرمحن ابن أخي األصمعي عن عمه،‏ قال:‏ أنشدين أعرايب من بني متيم من<br />

بني حنظلة لنفسه «، وهي يف « 42 » بيتاً‏ يف ديوان أيب العتاهية ‏)ص 474-473(.<br />

مل أجد هذا يف املقتضب .<br />

84


وهو احلق بدليل إطاقه عىل اهلل تعاىل دونه .<br />

وقال ابن مجاعة أيضاً:‏ ما وجه التعبر تارةً‏ ب « ذي «، وتارة ب « صاحب »<br />

يف قوله تعاىل:‏ ﴿ ک ک ک ک گ ﴾ ، وقوله:‏ ﴿ ڍ ڍ ڌ<br />

ڌ<br />

﴾ فتأمل ؟<br />

قلتُ‏ : الظاهر أنه تفنن،‏ واهلل أعلم .<br />

والبال : احلال.‏<br />

واألبر:‏ الناقص .<br />

وها هنا سؤال لشيخنا العامة الكافيجي سلمه اهلل وهو أنه يُرى<br />

وللمؤلف:‏ « العرف الشذي يف أحكام ذي «، ذكره لنفسه يف كتابه « التحدث<br />

بنعمة اهلل » ‏)ص 121(.<br />

من سورة األنبياء،‏ اآلية . 87<br />

من سورة القلم،‏ اآلية . 48<br />

يف ف:‏ الثالث !<br />

هو اإلمام حممد بن سليامن الرومي،‏ ولد سنة 788، وتويف سنة 879 ه،‏ ترجم له<br />

السيوطي يف بغية الوعاة )119-117/1(، وأثنى عليه ثناء كبيراً،‏ وقال:‏ « لزمته<br />

أربع عرشة سنة،‏ فام جئته من مرة إال وسمعت منه من التحقيقات والعجائب ما مل<br />

أسمعه قبل ذلك «. ويف حاشية غ:‏ « الكافيجي شيخنا،‏ بكرس الفاء،‏ وفتح التحتية،‏<br />

وجيم،‏ منسوب إىل الكافية البن حاجب [ كذا ] رحمه الله لكثرة قراءته وإقرائها<br />

له «، وثم إشارة أن هذا من املصنف .<br />

يف ل:‏ رمحه اهلل.‏ وحذف الدعاء من ف.‏ ورأيْتُ‏ أن أحافظ عىل ما كتبه املؤلف،‏ وقد<br />

التزم بذلك أكثر النساخ،‏ وفيه داللة عىل احرتام الشيخ،‏ وأن هذه الرسالة كتبت يف<br />

حياته .<br />

85


كثر من األمور يبتدأ فيه باسم اهلل تعاىل مع أنه ال يتم،‏ ويُرى كثر بالعكس ؟<br />

وأجاب عنه شيخه الفناري بأن املراد من كونه ناقصاً‏ أن ال يكون معتراً‏<br />

يف الرشع،‏ أال ترى أن األمر الذي ابتدئ فيه بغر اسم اهلل غر معتر رشعاً،‏<br />

وإن كان متاماً‏ حساً‏ .<br />

* * *<br />

حترف يف م إىل:‏ الفانري !! وهو شمس الدين حممد بن محزة،‏ ولد سنة 751، وتويف<br />

سنة 834 ه،‏ وترمجته يف بغية الوعاة )98-97/1(، والشقائق النعامنية ‏)ص 17(<br />

وغرمها،‏ قال السيوطي:‏ « الزمه شيخنا العامة حميي الدين الكافيجي،‏ وكان يبالغ<br />

يف الثناء عليه «.<br />

يف غ:‏ فإن !<br />

نقل السيوطي هذا عن الكافيجي يف حاشيته « نواهد األبكار وشواهد األفكار«‏<br />

‏)الورقة 28 أ(،‏ ومل يذكر الفناري هناك !<br />

86


الباب الثاني يف اشتقاقها<br />

االسم:‏ قال البرصيون:‏ مشتق من السمو،‏ وهو العلو،‏ فأصله سِ‏ ‏مْ‏ وٌ‏ ،<br />

حذفت المه وعوض عنها ألف الوصل.‏<br />

وقال الكوفيون:‏ مشتق من الوَ‏ سْ‏ مِ‏ ، والسِّ‏ ‏مة،‏ وهي العامة،‏ واألول هو<br />

األصح،‏ قال ابن معطي يف « األلفية » : <br />

واشتق االسمَ‏ مِنْ‏ سما البرصيون<br />

واملذهبُ‏ املقدَّ‏ مُ‏ الجليُّ‏<br />

واشتقه مِنْ‏ وَ‏ سَ‏ مَ‏ )2( الكوفيون<br />

دليلُهُ‏ )3( األسماءُ‏ والسُّ‏ ‏مَ‏ يُّ‏<br />

أي يستدل عىل صحة مذهب البرصيني بأن مجع االسم أسامء ، ولو<br />

كان من الوسم لقيل:‏ ‏)أوسام ‏،وبأن تصغره:‏ سمي ، ولو كان من الوسم<br />

لقيل(‏ : وسيم .<br />

ص 3<br />

يف ف:‏ سام !<br />

يف غ:‏ وائله،‏ ويف م:‏ واليله !<br />

وضع ناسخ غ بعدها لفظة:‏ فائدة،‏ وكتب بدل « فائدة » اآلتية:‏ لطيفة . وأسقط لفظة<br />

« لطيفة » اآلتية !<br />

ما بني اهلالني سقط من ل،‏ م . ويف س:‏ ولو كان من االسم .<br />

انظر:‏ الدر املصون )19/1(.<br />

87


‏)فائدة(:‏ إنما سمي االسم اسماً‏ ألنّه سام عىل قسيميه الستغنائه عنهام،‏<br />

واحتياجهام إليه،‏ وفيه لغات .<br />

‏)لطيفة(:‏ روى السمرقندي يف « تفسريه » عن كعب األحبار أن الباء<br />

من بسم هباء اهلل،‏ والسني سناؤه،‏ وال يشء أعىل منه،‏ وامليم ملكه،‏ وهو عىل<br />

كل يشء قدير .<br />

واهلل:‏ قال اإلمام الرافعي : هو املستحق للعبادة . انتهى.‏<br />

قال مجاعة:‏ هو علم غر مشتق . قال اإلمام البلقيني رمحه اهلل يف<br />

« الكشاف » - ومن خطه نقلت -: حكي هذا القول عن طائفة من العلامء،‏<br />

منهم اإلمام الشافعي،‏ وحممد بن احلسن،‏ ومجع من الفقهاء منهم اخلطايب ،<br />

وإمام احلرمني،‏ والغزايل.‏<br />

‏)لطيفة(:‏ حكي أنّ‏ األشعري رئي يف املنام فقيل له:‏ ما فعل اهلل بك ؟<br />

قال:‏ غفر يل،‏ فقيل:‏ بماذا ؟ قال:‏ بقويل بعلمية اهلل تعاىل.‏<br />

تفسر السمرقندي )77/1(.<br />

يف التذنيب ‏)خمطوط(‏ ‏)ص 3(.<br />

قال السيوطي يف نواهد األبكار ‏)الورقة 39 أ(:‏ « اعلم أن يف االسم نحو ثاثني قوالً‏ ،<br />

وقد رأيتُ‏ أن أوردها هنا باختصار لتستفاد » فانظره فإنه مهم .<br />

يف غ:‏ اخلطاب !<br />

88


قال ابن مجاعة يف كتابه املسمى ب « صفوة النقاد يف رشح الكوكب<br />

الوقاد » : قال ابن دريد:‏ هذا من اخلوض فيام ال يعلم .<br />

وقيل:‏ هو مشتق،‏ ثم اختلفوا:‏<br />

فقيل:‏ من أله،‏ وأله لفظ مشرتك يف العبادة والسكون والتحر والفزع،‏<br />

ألن خلقه يعبدونه و يسكنون إليه ويتحرون فيه ويفزعون إليه،‏ فأصل اجلالة<br />

الرشيفة حينئذ إله كإمام أدخلت عليه األلف والام للتعريف ، ثم حذفت<br />

اهلمزة ختفيفاً‏ ونقلت حركتها إىل الام،‏ ثم سكنت األوىل وأدغمت يف الثانية<br />

تسهياً‏ .<br />

وقيل:‏ من اله يلوه إذا احتجب،‏ فأصل اجلالة حينئذ اله،‏ أدخل عليه<br />

األلف والام فصار الاه فوجب اإلدغام .<br />

وقيل غر ذلك .<br />

واعلم أن الصحيح هو املذهب األول،‏ ال يقال:‏ يرد ظاهر قوله تعاىل:‏<br />

﴿ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ﴾ أنه نعت فيكون مشتقاً،‏ لما قيل من <br />

أنه بدل نحو:‏ مررت بالشجاع الكريم زيد .<br />

املراد بالكوكب:‏ « الكوكب الوقاد يف أصول االعتقاد «، وهو نظم لعلم الدين<br />

السخاوي،‏ وقد رشحه السيوطي أيضاً،‏ انظر:‏ التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 116(.<br />

انظر هذه األقوال يف الدر املصون )26-24/1(.<br />

من سورة إبراهيم،‏ اآلية 2-1 .<br />

قيل من:‏ سقطت من غ .<br />

وقد أُفردت هذه املسألة بالتأليف،‏ وللشيخ حممد الغيث بن حممد مصطفى =<br />

89


وعىل كل قول هو اسم تفرد به الباري تعاىل،‏ قال عز وجل:‏ ﴿ ڀ ڀ ڀ<br />

ڀ ﴾ ، وهو أعرف املعارف ، وحكي أن سيبويه رئي يف املنام فقيل له:‏<br />

ما فعل اهلل بك ؟ قال:‏ خراً‏ كثراً،‏ جلعيل اسمه أعرف املعارف .<br />

‏)فرع(:‏ القائلون بأن االسم الكريم علم اختلفوا يف األلف والام فيه:‏<br />

فقيل:‏ من بنية االسم،‏ ورُ‏ دَّ‏ بعدم دخول التنوين .<br />

وقيل:‏ زائدة ، ونسب للجمهور.‏<br />

والقائلون بأنه مشتق يقولون بأن األلف واللام للتعريف،‏ ورد بدخول<br />

حرف النداء،‏ وأجيب بأنه خفف فيه لكثرة االستعامل.‏<br />

‏)نكتة(:‏ ذكر هذا االسم يف القرآن يف ألفني وثاثامئة وستني<br />

موضعاً‏ .<br />

= امللقب ماء العينني:‏ « نور الغسق يف بيان هل اسم اجلالة مرجتل أو مشتق » طبع<br />

سنة 1330 ه.‏<br />

من سورة مريم،‏ اآلية . 65<br />

بعدها يف غ فراغ بمقدار كلمة .<br />

هذا يف الدر املصون )24/1(.<br />

سقطت من ن .<br />

وثاثامئة:‏ سقطت من غ،‏ ل،‏ س،‏ ن .<br />

العدد حسب إحصاء املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكريم:‏ )2697(.<br />

90


والرمحن الرحيم:‏ فيهام مسائل:‏<br />

األوىل:‏ قال الزخمرشي يف « الكشاف «: األول:‏ فعان من رحم كغضبان<br />

وسكران،‏ من غضب وسكر،‏ والثاين:‏ فعيل منه كمريض وسقيم ، من مرض<br />

وسقم . انتهى .<br />

واعرتض عليه اإلمام البلقيني رمحه اهلل تعاىل يف « الكشاف » بأمور:‏<br />

األول:‏ أن ما ذكر من أنه من رحم ال جيري ظاهره عىل طريقة البرصيني.‏<br />

الثاين:‏ أن ما ذكره من أنه كغضبان وسكران ‏)أو كمريض و سقيم يقال<br />

عليه:‏ باب فعلان،‏ يف نحو غضبان وسكران(‏ ، وفعيل يف نحو مريض<br />

وسقيم خمالف لرمحن ورحيم ، فإن فعل غضبان ونحوه الزم،‏ وأما رمحن<br />

ففعله متعد .<br />

<br />

الثالث:‏ أنه ليس من األدب التشبيه الذي ذكره،‏ ولو قال:‏ والرمحن<br />

فعان من رمحةٍ‏ كمنان من املن،‏ وحنان من احلنان لكان أوىل.‏ انتهى .<br />

الكشاف .)6/1(<br />

ما بني اهلالني سقط من ف،‏ س .<br />

من قوله:‏ « يقال عليه » إىل هنا سقط من ل .<br />

يف ل،‏ غ:‏ ورحم .<br />

سقط لفظ « الرمحن » من غ.‏<br />

يف م،‏ ف:‏ رحم .<br />

ونقله يف نواهد األبكار ‏)الورقة 46 أ(.‏<br />

91


وأجاب هو عن األول بأن املراد أنه من مادة رحم ال أنه مشتق منه .<br />

وأجاب شيخنا العامة الكافيجي سلمه اهلل عن الثاين بأن ذلك بعد<br />

النقل إىل فعل،‏ أو بعد تنزيل الفعل املتعدي منزلة الازم .<br />

قلتُ‏ : وأما الثالث فا يمكن اجلواب عنه . واهلل أعلم .<br />

الثانية:‏ املشهور أن الرمحن عريب مشتق .<br />

وقيل:‏ إنه عراين،‏ وكأن اخلاء معجمة فعرب،‏ وصار احلاء مهملة.‏<br />

وقيل:إنه عريب،‏ ولكنه علم وليس بمشتق ‏.وهذا قول ضعيف.‏ واستدل<br />

بعض العلامء بأنه لو كان علماً‏ لكان قولنا:‏ ال إله إال الرمحن،‏ يفيد التوحيد<br />

كقولنا:‏ ال إله إال اهلل .<br />

الثالثة:‏ قال يف « الكشاف «: « يف الرمحن من املبالغة ما ليس يف<br />

الرحيم«‏ .<br />

ويف « تفسري البغوي » أن بعضهم يقول:‏ الرمحن بمعنى العموم،‏ والرحيم<br />

بمعنى اخلصوص،‏ فالرمحن بمعنى الرزاق يف الدنيا،‏ وهو عىل العموم لكافة<br />

حذف الدعاء من ف .<br />

ونقله يف نواهد األبكار ‏)الورقة 46 أ(‏ أيضاً‏ .<br />

يف س:‏ صارت .<br />

الكشاف )6/1(، ومن:‏ سقطت من س .<br />

92


اخللق،‏ والرحيم بمعنى املعايف يف اآلخرة،‏ ‏)والعفو يف اآلخرة(‏ للمؤمنني<br />

عىل اخلصوص .<br />

الرابعة:‏ الرمحن خاص به سبحانه ألنه صفة ملن وسعت رمحته كل يشء،‏<br />

ومن مل يكن كذلك ال يسمى رمحانا،‏ ولذا اليثنى وال جيمع،‏ وأما قوله:‏<br />

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

فأنتَ‏ غيثُ‏ الورى ال زلتَ‏ رمحانا<br />

فأجاب الزخمرشي بأن هذا من باب تعنتهم يف كفرهم .<br />

قال الشيخ تاج الدين السبكي يف « رفع احلاجب «: هذا غر سديد،‏ فإنه<br />

ال يفيد جواباً‏ ‏)إذ التعنت ال يفيد(‏ مع وقوع إطاقهم،‏ وغايته أنه ذكر<br />

السبب احلامل هلم عىل اإلطاق . واجلواب السديد أن يقال:‏ املختص باهلل<br />

تعاىل هو املعرف بالام دون غره . انتهى .<br />

ما بني اهلالني سقط من ل،‏ س .<br />

تفسر البغوي )38/1(.<br />

الكشاف )7/1(، وأول البيت:‏<br />

سموت باملجد يابن األكرمني أباً‏<br />

وهو لرجلٍ‏ من بني حنيفة يمدح مسيلمة الكذاب !<br />

ما بني اهلالني سقط من ل .<br />

سقطت من غ .<br />

رفع احلاجب )386-385/1(، والنقل بترصف .<br />

93


وأقره ابن مجاعة .<br />

رمحة .<br />

وأجاب الشيخ بدر الدين بن مالك وأبوه من قبله بأنه:‏ أراد الزلت ذا<br />

قلت:‏ وال خيفى ما فيه.‏<br />

وأمّ‏ ا الرحيم فإنه يطلق عىل غر اهلل أيضاً‏ .<br />

اخلامسة:‏ احلكمة يف ذكر الرحيم بعد الرمحن األعىل منه،‏ ومل يعكس كام<br />

هو املستعمل أن العظيم ال يطلب منه احلقير،‏ فكأنه تعاىل يقول:‏ لو اقترصت<br />

عىل ذكر الرمحن الحتشمت ولتعذر عليك سؤال األمر اليسير،‏ ولكن كام<br />

علمتني رمحاناً‏ تطلب مني األمور العظيمة فأنا أيضاً‏ رحيم فاطلب مني<br />

رشاك نعلك.‏<br />

‏)حكاية(:‏ ذهب رجل إىل بعض األكابر فقال:‏ جئتك ألمر يسر.‏ فقال:‏<br />

اطلب للمهم اليسر رجاً‏ يسراً‏ .<br />

‏)ظريفة(:‏ روي أن فتى اعتُقِلَ‏ لسانه عند وفاته عن الشهادة فأيت النبي<br />

حترفت يف ل إىل:‏ أفرده.‏ ويف غ إىل:‏ أقراه .<br />

أورد الصبان يف الرسالة الكبرى ‏)ص 36-35( كام الزخمرشي والسبكي وابن<br />

مجاعة كام هنا،‏ مما يدل عىل أنه وقف عىل تأليف السيوطي هذا .<br />

94


ﷺ وأخبر به،‏ فقام ودخل عليه فجعل يعرض الشهادة عليه وهو يتحرك<br />

ويضطرب،‏ فقال النبي ﷺ:‏ أما كان يصيل،‏ أما كان يزكي،‏ أما كان يصوم ؟<br />

قالوا:‏ بىل،‏ فقال:‏ هل عق والديه ؟،‏ قالوا:‏ بىل،‏ فطلب أمه،‏ فجاءت عجوز <br />

عوراء،‏ فقال عليه الصاة والسام:‏ هل عفوت عنه ؟ فقالت:ال إنه لطمني<br />

ففقأ عيني،‏ فقال رسول اهلل ﷺ:‏ هاتوا باحلطب والنار،‏ فقالت:‏ وما تصنع<br />

بالنار ؟ قال:‏ أحرقه بني يديك جزاء ملا فعل،‏ فقالت:عفوت،‏ أللنار محلته تسعة<br />

أشهر،‏ أللنار أرضعته سنتني ؟ فانطلق لسانه وذكر أشهد أن ال إله إال اهلل .<br />

سقطت من غ .<br />

سقطت من غ،‏ ويف س:‏ عجوزاً‏ .<br />

يف تفسر الرازي:‏ ها .<br />

احلديث رواه الدينوري يف املجالسة وجواهر العلم برقم )516( بسنده عن<br />

عبد اهلل بن أيب أوىف قال:‏ بينام نحن قعودٌ‏ عند رسول اهلل ﷺ ، إذ أتاه آتٍ‏ ، فقال:‏<br />

يا رسول اهلل،‏ إن ها هنا شاباً‏ جيود بنفسه،‏ يقال له:‏ قل:‏ ال إله إال اهلل فا يستطيع.‏<br />

قال:‏ فنهض وهنض مَنْ‏ معه حتى دخلنا عليه،‏ فقال له:‏ يا شاب قل:‏ ال إله إال اهلل .<br />

قال:‏ ال أستطيع . قال:‏ لِمَ‏ ؟ قال:‏ ِ أُقْف لَ‏ عىل قلبي،‏ كلام أردت أن أقوهلا عَ‏ مَّ‏ ى القفل<br />

قلبي.‏ قال:‏ لِمَ‏ ؟ قال:‏ بعقوقي والديت.‏ قال:‏ أَحَ‏ يَّةٌ‏ والدتك؟ قال:‏ نعم . قال:‏ فأرسل<br />

إليها،‏ فلمّ‏ ‏ا جاءت قال:‏ هذا ابنك؟ قالت:‏ نعم . قال:‏ أرأيت إنْ‏ أُجِّ‏ جَ‏ تْ‏ نارٌ‏ ضخمةٌ‏<br />

فقيل لك:‏ استغفري له ‏]في دالئل النبوة للبيهقي 205/6: أتشفعين له ] أم تلقينه<br />

فيها ؟ قالت:‏ يا رسول اهلل،‏ إذن أشفع له.‏ قال:‏ فأشهدي اهلل وأشهديني برضاك<br />

عنه.‏ قالت:‏ اللهم إين أُشْ‏ ‏هِ‏ دُ‏ كَ‏ وأُشْ‏ ‏هِ‏ دُ‏ رَ‏ سُ‏ ولَكَ‏ برضاي عنه.‏ فقال رسول اهلل ﷺ:‏<br />

يا شاب قل:‏ ال إله إال اهلل . قال:‏ ال إله إال اهلل وحده ال رشيك له . فقال:‏ احلمد هلل<br />

الذي أنقذك يب من النار.‏<br />

ويف سنده أبو الورقاء فائد بن عبد الرمحن العطار،‏ وهو مُتَّهم،‏ وانظر تعليق حمقق<br />

املجالسة )357-318/2( فقد أطال يف الكام عليه،‏ وذكر من رواه،‏ ومدار اجلميع<br />

عىل فائد.‏<br />

95


النكتة يف ذلك أهنا رحيمة،‏ فألجل ذلك القدر القليل من الرمحة ما<br />

جوزت اإلحراق بالنار،‏ فالرمحن الرحيم الذي مل يترضر بجنايات عباده كيف<br />

حيرق املؤمن الذي داوم عىل شهادة أن ال إله إال اهلل سنني ؟ .<br />

* * *<br />

من قوله:‏ روي أن فتى .. إىل هنا من تفسر الرازي )191/1( باختصار يسر.‏<br />

96


الباب الثالث يف إعرابها<br />

الباء لاستعانة،‏ وقيل:‏ للمصاحبة،‏ قال شيخنا العامة الكافيجي<br />

سلمه اهلل تعاىل : األول يناسب الرواية،‏ والثاين يناسب الدراية . انتهى ،<br />

وسبق ذكر معانيها.‏<br />

‏)توجيهان(:‏<br />

أحدمها:‏ قال بعض املعربني : إنما كرست الباء للفرق بني ما خيفض<br />

وهو حرف،‏ وما خيفض وهو اسم،‏ كالكاف .<br />

الثاين:‏ إنام عملت هذه احلروف اجلرألنه ملا كان هلا معنى ليس يف األفعال<br />

أعطيت عماً‏ ليس يف األفعال وهو اجلر.‏<br />

والباء متعلقة بمحذوف تقديره عند البرصيني:‏ ابتدائي كائن باسم اهلل،‏<br />

فاجلار مع املجرور يف موضع رفع،‏ وعند الكوفيني:‏ ابتدأت بسم اهلل،‏ فهو يف<br />

موضع نصب.‏<br />

حذف الدعاء من ف .<br />

ونقل هذا عنه يف حاشيته نواهد األبكار ‏)الورقة 29 ب(.‏<br />

سقطت من غ .<br />

يف س:‏ املرصيني !<br />

97


فقط .<br />

قال صاحب ‏»اللباب«‏ : ويف هذا تسامح،‏ فإن معرب املحل هو املجرور<br />

قال شيخنا العامة الكافيجي:‏ يدلُّ‏ عىل ذلك إدخال كلمة مع عىل<br />

املجرور،‏ فإهنا تدل عىل املتبوعية واألصالة أال ترى أهنم يقولون:‏ جاء<br />

الوزير مع السلطان،‏ وال يقولون:‏ جاء السلطان مع الوزير . انتهى .<br />

وعند الزخمرشي تقديره:‏ بسم اهلل أقرأ،كام إذا قال املسافر عند ارحتاله:‏<br />

بسم اهلل،‏ فإنه يتعلق بأرحتل ، وتبعه عىل ذلك شيخنا العامة الكافيجي<br />

سلمه اهلل ، والشيخ اإلمام جال الدين املحيل رمحه اهلل .<br />

وعند ابن العريب املتعلق مذكور،‏ وهو احلمد،‏ فالتقدير احلمد باسم<br />

اهلل ثابت هلل،‏ قال شيخنا العامة الكافيجي : وذلك بعيد من جهة اللفظ<br />

واملعنى:‏ أما األول فواضح،‏ وأما الثاين فألن املقصود جنس احلمد ال نوع منه،‏<br />

وهو احلمد بكذا .<br />

يف غ:‏ الكتاب . وأثبت ما يف النسخ األخرى . ومل أجد هذا يف « كتاب » سيبويه،‏ وال<br />

يف « اللباب يف علل البناء واإلعراب » للعكري .<br />

يف س،‏ ن:‏ أال يُرى .<br />

انظر:‏ الكشاف )2/1(.<br />

حذف الدعاء من ف .<br />

الكافيجي:‏ من غ،‏ ف .<br />

98


‏)مهمة(:‏ هل حرف اجلر وحده املتعلق أومع جمروره ؟<br />

ظاهر إطاق األكثرين:‏ األول ، لكن الثاين هو املرجح،‏ وقد قال الشيخ<br />

جال الدين البلقيني يف مراسلة أرسلها لوالده:‏ قول بعض املعربني للقرآن<br />

الكريم:إن املتعلق هو حرف اجلر ال يستقيم ألن حرف اجلر ال يتعلق بمفرده،‏<br />

وإنام يتعلق مع جمروره،‏ ووافقه والده عىل ذلك،‏ وقال:‏ هذا هو التحقيق .<br />

‏)نكتة(:‏ قال املحقق عز الدين ابن مجاعة:‏ مما يمتحن به الذهن معرفة ما<br />

بني التعلق والعمل من النسب األربع فعليك بذلك .<br />

قلتُ‏ : بينهام عموم وخصوص مطلق،‏ فكل متعلق عامل وال عكس .<br />

فإن قلت:‏ مل ال يكون بينهام عموم وخصوص من وجه لوجود التعلق<br />

دون العمل يف احلرف املكفوف ؟<br />

قلتُ‏ : إن ثبت أن احلرف املكفوف متعلق مل يمتنع ذلك .<br />

‏)توجيه(:‏ قال بعض املعربني:‏ حذف املتعلق لكثرة االستعامل ،<br />

ومن شأهنم إذا كثر استعامهلم ليشء حذفوا منه ختفيفاً،‏ كقوهلم:‏ أيش عندك؟<br />

هذا،‏ وإضافة « اسم » إىل « اهلل«‏ تعاىل:‏<br />

حترف يف غ إىل:‏ األولني !<br />

يف س:‏ حرف !<br />

99


قيل:‏ عىل أن معناه التسمية .<br />

وقيل:‏ عىل حذف مضاف،‏ تقديره:‏ بسم مسمى اهلل.‏<br />

وقيل:‏ هو مقحم .<br />

‏)فائدتان(:‏<br />

األوىل:‏ يف اجلار للمضاف إليه ثالثة أقوال :<br />

األول:‏ أن اجلار له املضاف،‏ وإليه ذهب سيبويه،‏ وهو الذي يقوى عندي <br />

ألنه طالب له فعمل فيه،‏ كاملبتدأ عمل يف اخلر ملا كان طالباً‏ له بجامع أن كل<br />

واحد من املبتدأ واملضاف البد له من اآلخر،‏ أعني اخلر واملضاف إليه .<br />

الثاين:‏ احلرف املقدر وهو الراجح عند ابن مالك .<br />

الثالث:‏ معنوي ، وهو اإلضافة،‏ وهو ظاهر عبارة أكثرهم إذ يقولون:‏<br />

هذا االسم خمفوض بإضافة كذا إليه .<br />

سقطت من س .<br />

سقطت من س .<br />

إليه:‏ سقطت من غ،‏ ف .<br />

قوله:‏ فائدتان،‏ إىل هنا سقط من س .<br />

اقرأ هذا وال تنس أنه ألف الكتاب ومل يتم السابعة عرشة من عمره ! إال أن يقال:‏ إنّ‏<br />

هذا مما أضافه فيام بعد .<br />

يف غ:‏ املعنوي .<br />

100


الثانية:‏ اختلف يف أن املضاف واملضاف إليه ما هو ؟<br />

فاألصح أن األول ‏)هو املضاف،‏ والثاين(‏ هو املضاف إليه .<br />

والثاين:‏ العكس .<br />

والثالث:‏ جيوز يف كلٍّ‏ منهام كلٌّ‏ منهام .<br />

والرمحن الرحيم:‏ جمروران عىل النعت،‏ وهو للمدح،‏ ويأيت:‏<br />

- للذم كام تقدم .<br />

- وإليضاح املعرفة،‏ نحو:‏ مررت بزيد اخلياط.‏<br />

- ولتخصيص النكرة،‏ نحو:‏ مررت برجل صالح.‏<br />

- وللتوكيد،‏ نحو:‏ ﴿ تى تي ثج ﴾ .<br />

- وللرتحم،‏ نحو:‏ اللهم أنا عبدك املسكني .<br />

‏)استطراد(:‏ إذا كان املنعوت معلوماً‏ بدون النعت جاز فيه اإلتباع والقطع<br />

إىل الرفع،‏ أو إىل النصب إذا كان جمروراً،‏ أو إىل أحدمها إذا كان غر جمرور،‏<br />

سقط من ل،‏ س .<br />

يف س:‏ جير !<br />

‏»كل منهام » هذه من ل،‏ م،‏ س .<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 196<br />

101


فالقطع إىل الرفع بإضامر هو ، وإىل النصب بإضامر أعني يف صفة التوضيح،‏<br />

وأمدح يف صفة املدح،‏ وأذم يف صفة الذم:‏<br />

فاألول:‏ كقولك:‏ مررت بامرئ القيس الشاعر.‏<br />

والثاين:‏ كقول بعض العرب:‏ احلمد هلل أهلَ‏ احلمد،‏ بالنصب .<br />

والثالث:‏ كقوله تعاىل:‏ ﴿ ڱ ڱ ڱ ﴾ قرئ يف<br />

السبع بالنصب والرفع ، فالنصب بإضامر أذم ، والرفع إما عىل اإلتباع ، أو<br />

عىل القطع بإضامر هو .<br />

‏)تذنيب(:‏ ال يشرتط يف القطع تكرار النعوت،‏ و إذا تكررت،‏ فلك قطع<br />

بعض وإتباع بعض،‏ وهل جيوز اإلتباع بعد القطع ؟ فيه خاف،‏ رجح ابن<br />

أيب الربيع املنع .<br />

هو:‏ سقط من غ .<br />

من سورة املسد،‏ اآلية . 4<br />

يف غ:‏ الدرج !<br />

هو عبد اهلل بن أمحد اإلشبييل،‏ ولد سنة 599، وتويف سنة 688، وترمجته يف بغية الوعاة<br />

.)126-125/2(<br />

102


‏)تنوير(:‏ لم يقرأ أحد ﴿<br />

ڀ ڀ ﴾ إال باجلر فيهما ، والقراءة<br />

سنة متبعة .<br />

‏)ذيل(:‏ الصحيح أن العامل يف النعت هو العامل يف املنعوت،‏ وذهب<br />

األخفش إىل أن العامل فيه معنوي،‏ وهو التبعية .<br />

‏)ختم(:‏ الرمحن هل هو منرصف أو ال ؟<br />

فيه قوالن مبنيان عىل أن الرشط يف فعان هل هو انتفاء فعانة أو وجود<br />

فعىل ؟ واختار ابن احلاجب األول .<br />

‏)خامتة(:‏ قد علمت مما تقَ‏ دَّ‏ م أن املجرور جير إمَّا بحرف أو إضافة أو تبعية<br />

عىل املذهب الضعيف،‏ وجير بثالث،‏ وهو املجاورة،‏ قال الشيخ مجال الدين ابن<br />

اجلر قراءة اجلمهور،‏ وقرأ أبو العالية وابن السميفع وعيسى بن عمر وزيد بن عيل:‏<br />

‏»الرمحنَ‏ الرحيمَ‏ » بالنصب عىل املدح.‏ وقرأ أبو رزين العقييل والربيع بن خيثم وأبو<br />

عمران اجلوين:‏ « الرمحنُ‏ الرحيمُ‏ » عىل االبتداء واخلبر.‏ انظر:‏ معجم القراءات<br />

.)7/1(<br />

يف غ:‏ سبعة ! هذا،‏ وقد قال املؤلف يف احلاوي للفتاوي )463/1(: « وأما قوهلم:‏<br />

« القراءة سنة متبعة » فهذا أثر عن زيد بن ثابت،‏ أخرجه سعيد بن منصور يف سننه<br />

وغيره،‏ قال البيهقي يف تفسيره:‏ أراد أن اتباع مَنْ‏ قبلنا يف احلروف سنة،‏ وال جتوز<br />

خمالفة املصحف الذي هو إمام،‏ وال خمالفة القراءات التي هي مشهورة،‏ وإن كان غر<br />

ذلك سائغاً‏ يف اللغة «.<br />

انظر الكافية برشح الريض )157/1(.<br />

103


هشام:‏ « وهو شاذ،‏ نحو هذا جحرُ‏ ضبٍّ‏ خربٍ‏ » ، ‏)أصله خربٌ‏ ) ألنه<br />

صفة جلحر،‏ لكنه لمّ‏ ا جاور املجرور جر ، ويف املعنى :<br />

عليك بأرباب الصدور فَمَ‏ ‏نْ‏ غدا<br />

مضافاً‏ ألرباب الصدور تصدّ‏ را<br />

وإيَّاك أن ترىض صحابةَ‏ ناقصٍ‏<br />

فتنحط قدراً‏ من عالك وتُ‏ ‏قرا<br />

فرفع ‏»أبو مَ‏ ‏نْ‏ » ثم خفض ‏»مُ‏ زَ‏ مَّ‏ لٍ‏ »<br />

<br />

يبنيِّ‏ ُ قويل مُ‏ غْرِ‏ ياً‏ ومُ‏ ‏َذِّ‏ را<br />

أشار بقوله:‏ « رفع أبو من » إىل املثال املعروف ، وهو:‏ علمت أبو مَنْ‏<br />

رشح شذور الذهب ‏)ص 432(.<br />

سقط من ل،‏ س .<br />

سقطت من س .<br />

يف س:‏ ويف املغني .<br />

األبيات للشيخ اإلمام النحوي أمني الدين املحيل:‏ حممد بن عيل بن موسى األنصاري<br />

‏)ت:‏ 673 ه(،‏ ذكرها له الصفدي يف ترمجته يف الوايف بالوفيات )188/4(، والبيت<br />

األول فيه:‏<br />

عليك بأرباب الصدور فإن من<br />

جيالس أرباب الصدور تصدرا<br />

وعنده « ساقط » مكان « ناقص «، ولكن السيوطي تبع ابن هشام،‏ فهذا مما أخذه من<br />

مغني اللبيب ‏)ص 669(، وابن هشام أفاده من « القواعد الثاثون يف علم العربية »<br />

لشهاب الدين القرايف ‏)ص 48-47(، وكلٌّ‏ منهام أغفل مصدره،‏ إال إذا صحّ‏ ما جاء<br />

يف س،‏ فيكون السيوطي قد رصح .<br />

يف ن:‏ املثال املفروق.‏ وهو تصحيف طريف .<br />

104


زيد؟ رفع ‏)أبو(‏ وعلق الفعل ملا أضيف إىل االستفهام.‏<br />

وأشار بقوله:‏ ثم « خفض مزملٍ‏ «، إىل قول امرئ القيس:‏<br />

كأنّ‏ ثبرياً‏ يف عرانني وبله<br />

كبريُ‏ أناسٍ‏ يف بِجادٍ‏ مُ‏ زَ‏ مَّ‏ لِ‏ <br />

وذلك أنّ‏ مزملاً‏ صفة لكبير فكان حقه الرفع،‏ لكنه خفض ملجاورته<br />

املخفوض .<br />

وقد أُورد هذا عىل تعريف التوابع،‏ فإنه ليس بمشارك ملتبوعه يف<br />

إعرابه ؟ وأجاب الشيخ عز الدين ابن مجاعة بأن األصل خَ‏ ‏رِ‏ بَ‏ جُ‏ حْ‏ رُ‏ هُ،‏<br />

‏)فحذف املضاف(‏ وأقيم املضاف إليه مقامه فارتفع الضمر واسترت .<br />

قال الشيخ ركن الدين ابن قديد : وفيه بحث ألن البرصي يلتزم إبرازه<br />

عند جري الصفة عىل غر من هي له سواء ألبس أم ال .<br />

يف ف:‏ إليه .<br />

البيت من معلقته برقم )78(، انظر رشح املعلقات العرش ‏)ص 77(.<br />

سقطت من س .<br />

سقطت من ل .<br />

هو عمر بن قديد احلنفي،‏ ترجم له السيوطي يف بغية الوعاة )222/2( فقال:‏<br />

« كان عامة،‏ بارعاً‏ فاضاً،‏ عاملاً‏ باألصول والنحو والترصيف وغرها،‏ الزم الشيخ<br />

عز الدين ابن مجاعة،‏ وأخذ عنه عدة فنون،‏ وتصدر لإلقراء،‏ وخترج به مجاعة،‏ وله<br />

حواش وتعاليق وفوائد .. مات سنة نيف ومخسني وثامنمئة «.<br />

يف م فقط:‏ ألبس االمر.‏ ويف ن:‏ النسق االم !<br />

يف غ،‏ ل:‏ أو .<br />

105


الباب الرابع يف رمسها<br />

روي أن رسول اهلل ﷺ قال ملعاوية:‏ ألق الدواة،‏ وحرف القلم،‏ وانصب<br />

الباء،‏ وفرق السني،‏ وال تعور امليم،‏ وحسن اهلل،‏ ومد الرمحن،‏ وجود الرحيم،‏<br />

وضع قلمك عىل أذنك اليرسى فإنه أذكر لك .<br />

‏)فائدة(:‏ حذفت ألف الوصل من بسم اهلل من اخلط ختفيفاً‏ لكثرة<br />

االستعامل،‏ وطولت الباء عوضاً‏ عنها،‏ واختلف يف ألف الرمحن،‏ فقال الكسائي:‏<br />

حتذف،‏ وقال غره:‏ الحتذف،‏ ألن االستعامل يف بسم أكثر منه فيها .<br />

‏)ذيل(:‏ روي أن النبي ﷺ كان يكتب أوالً:‏ باسمك اللهم،‏ فلمَّ‏ ا نزلت<br />

سورة هود:‏ ﴿ ک گ گ گگ ﴾ ، كتب:‏ بسم اهلل،‏ فلام نزلت<br />

سورة سبحان:‏ ﴿ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ﴾ ، كتب:بسم اهلل الرمحن ،<br />

فلام نزلت سورة النمل:‏ ﴿ ہ ہ ہ ہ ھ<br />

كتب:‏ بسم اهلل الرمحن الرحيم .<br />

ھ ھ ھ ﴾ ،<br />

ذكره الديلمي يف الفردوس )394/5( برقم )8533(، وعنه يف كنز العامل<br />

)314/10( برقم )29566(، ويف فتح الباري )504/7( إشارة إىل ضعفه .<br />

هذا من تفسر القرطبي )99/1(.<br />

من سورة هود،‏ اآلية . 41<br />

من سورة اإلرساء،‏ اآلية . 110<br />

من سورة النمل،‏ اآلية . 30<br />

رواه ابن أيب شيبة يف املصنف )598/19( برقم )37040( عن الشعبي من قوله.‏<br />

وليس فيه:‏ « فلام نزلت سورة سبحان ...«، وعنه يف كنز العامل )311/10( برقم<br />

.)29557(<br />

106


‏)ختم(:‏ روي عن عيل ريض اهلل عنه أنّه نظر إىل رجل يكتب بسم اهلل<br />

الرمحن الرحيم فقال:‏ جودها،‏ فإن رجاً‏ جودها فغفر له .<br />

* * *<br />

من تفسر القرطبي )91/1(، وعزاه اإلمام السيوطي يف ‏»مجع اجلوامع«‏ إىل اخلتيل عن<br />

سعيد بن أيب سكينة،‏ انظر:‏ كنز العامل )311/10( برقم )29558(.<br />

107


الباب اخلامس يف حكمها خارج الصالة<br />

وهي مندوبة يف كل أمر مندوب أو مباح إال الصاة،‏ وسيأيت الكام<br />

فيها.‏<br />

واتفقوا عىل جواز كتبها أول كتب العلم والرسائل .<br />

واختلف يف كتابتها يف أول ديوان الشعر:‏ فمنعه مجاعة،‏ واختار شيخنا<br />

العامة الكافيجي أيده اهلل جوازه إن كان يف الديوان مواعظ أو حكم .<br />

انتهى .<br />

أمَّا قصيدة يرفعها الشاعر إىل ممدوحه فا سبيل إىل كتابتها .<br />

‏)ذيل(:‏ أقل البسملة:‏ بسم اهلل،‏ وأكملها:‏ بسم اهلل الرمحن الرحيم.‏<br />

ويسن أن يقول عند الذبح والقتال:‏ بسم اهلل واهلل أكر،‏ ألن ذلك<br />

الوقت ال يليق به ذكر الرمحن الرحيم .<br />

حذف الدعاء من ف .<br />

قال القرطبي يف تفسيره )97/1(: « اتفقت األمة عىل جواز كتبها يف أول كل كتاب<br />

من كتب العلم والرسائل،‏ فإن كان الكتاب ديوان شعر فروى جمالد عن الشعبي قال:‏<br />

أمجعوا أال يكتبوا أمام الشعر:‏ بسم اهلل الرمحن الرحيم . وقال الزهري : مضت السنة<br />

أال يكتبوا يف الشعر:‏ بسم اهلل الرمحن الرحيم «.<br />

وذهب إىل رسم التسمية يف أول كتب الشعر سعيد بن جبر ، وتابعه عىل ذلك أكثر<br />

املتأخرين . قال أبو بكر اخلطيب:‏ وهو الذي نختاره ونستحبه «.<br />

يف غ:‏ وليس !<br />

يف غ:‏ أال بسم .<br />

108


الباب السادس يف حكمها يف الصالة<br />

وهي آية من الفاحتة عند الشافعي ريض اهلل عنه لما روى أبو هريرة<br />

ريض اهلل عنه قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ:‏ « إذا قرأتم احلمد فاقرءوا بسم اهلل<br />

الرمحن الرحيم إهنا أم القرآن وأم الكتاب والسبع املثاين،‏ وبسم اهلل الرمحن<br />

الرحيم إحدى آياهتا » رواه الدارقطني .<br />

ومن كل سورةٍ‏ سوى براءة،‏ ألنه:‏<br />

ال يرسم يف املصحف إال ما هو من القرآن،‏ وهلذا ال ترسم االستعاذة<br />

املأمور هبا يف ابتداء كل قراءة،‏ وال لفظ آمني املأمور به يف ختم الفاحتة .<br />

وملا روى مسلم عن أنس قال:‏ « بينا رسول اهلل ﷺ بني أظهرنا إذ غفا<br />

إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً‏ فقلنا:‏ ما أضحكك يا رسول اهلل ؟ قال:‏ أنزلت<br />

عيلّ‏ آنفاً‏ سورة،‏ فقرأ:‏ بسم اهلل الرمحن الرحيم ﴿ ڎ ڎ ڈ ڈ<br />

ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک ﴾ «. احلديث .<br />

ومذهب أيب حنيفة ومالك أهنا ليست آية من الفاحتة وال من غرها ،<br />

وإنما كتبت للفصل والترك،‏ واستدلوا بحديث أنس ريض اهلل عنه،‏ وهو:‏<br />

انظر كتابه السنن،‏ باب وجوب قراءة بسم اهلل الرمحن الرحيم )312/1( برقم )36(،<br />

وهو يف تفسر القرطبي )93/1(.<br />

صحيح مسلم برقم )400(، وهو يف تفسر القرطبي )93/1(.<br />

وال من غرها:‏ سقطت من غ .<br />

109


« أن النبي ﷺ وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصالة باحلمد هلل رب<br />

العاملني » .<br />

ويف رواية:‏ « صليت خلف أيب بكر وعمر وعثان فلم أسمع أحداً‏ منهم<br />

يقرأ بسم اهلل الرمحن الرحيم «.<br />

ويف رواية:‏ « صليت خلف النبي ﷺ وأيب بكر وعمر وعثمان،‏ فكانوا<br />

يستفتحون باحلمد هلل رب العاملني،‏ ال يذكرون بسم اهلل الرمحن الرحيم يف أول<br />

قراءة وال يف آخرها » .<br />

وجوابنا عنه من وجوه:‏<br />

أحدها:‏ أنه ثبت عن أنس من رواية اجلهر هبا عن رسول اهلل ﷺ ،<br />

صححها الدارقطني واحلاكم وغرمها ، وقال الشافعي يف « األم «: « بلغني<br />

أن ابن عباس كان يقول:‏ إن رسول اهلل كان يفتتح القراءة ببسم اهلل الرمحن<br />

الرحيم » .<br />

الثاين:‏ أن قوله كانوا يفتتحون الصاة باحلمد هلل رب العاملني،‏ أول بأنه<br />

كان يبتدئ بالفاحتة قبل السورة،‏ قاله الشافعي رمحه اهلل يف « األم » .<br />

رواه البخاري برقم )710(.<br />

الروايتان يف صحيح مسلم برقم )399(.<br />

سنن الدارقطني )308/1( برقم )24(، واملستدرك )500/1( برقم )886(.<br />

األم .)107/1(<br />

.)107/1( <br />

110


قال بعضهم:‏ هذا من أحسن األجوبة،‏ وفهم الراوي من ذلك ترك<br />

البسملة فيه،‏ وروى باملعنى فأخطأ.‏<br />

قلتُ‏ : ولومل يكن فيه إال تطرق االحتامل .<br />

الثالث:‏ أن باقي احلديث دال عىل ترك اجلهر بالبسملة يف بعض األوقات،‏<br />

وفعلوا ذلك لبيان اجلواز،‏ وهلذا ترجم مسلم:‏ باب حجة من قال ال جيهر<br />

بالبسملة .<br />

‏)تنوير(:‏ هل هذه املسألة ظنية أو قطعية ؟<br />

ذهب القرطبي إىل األول ، ومجاعةٌ‏ إىل الثاين.‏<br />

قال شيخنا العامة الكافيجي أيده اهلل : واملختار عندي هو التفصيل<br />

هاهنا بأن نقول:‏ إن كانت هذه املسألة مسألة من مسائل علم الكام فينبغي<br />

أن تكون قطعية ألهنا تكون ممّ‏ ا يطلب فيه نفس القطع واليقني،‏ فإن<br />

يف م،‏ س:‏ ومل يكن .<br />

املعروف أن العناوين يف صحيح مسلم ليست من وضعه.‏ انظر ما دار حول هذا<br />

املوضوع يف كتاب:‏ اإلمام مسلم بن احلجاج ملشهور حسن حممود سلامن ‏)ص 182-<br />

.)192<br />

انظر تفسره )96/1(.<br />

حذف الدعاء من ف .<br />

سقطت من غ.‏<br />

كتبها ناسخ غ:‏ يقني !<br />

111


وجد دليل قطعي دال عليها تكون معلومة لنا جزماً‏ ويقيناً،‏ وإال فالتوقف <br />

فيها ، وإن كانت مسألة من مسائل العلوم الظنية ‏)تكون مسألة ظنية(‏ با<br />

شبهة،‏ ألهنا تكون مما يطلب يف العمل عىل سبيل الظن(‏ كسنية قراءهتا يف<br />

الصاة .<br />

‏)فائدة(:‏ اتفقوا عىل أن الفاحتة سبع آيات،‏ فاآلية األوىل بسم اهلل<br />

الرمحن الرحيم عند مَنْ‏ جيعلها من الفاحتة،‏ وابتداء اآلية األخرة:‏ ﴿ ڤ<br />

ڤ ڤ ڦ ﴾، ومن مل جيعلها من الفاحتة قال:‏ ابتداؤها ﴿ پ پ<br />

پ پ﴾،‏ وابتداء اآلية األخرة:‏ ﴿ ڦ ڦ ڦ ﴾.<br />

‏)فرع(:‏ مذهب الشافعي ريض اهلل عنه:‏ أنه يسن اجلهر هبا يف الصاة<br />

اجلهرية،‏ والرس هبا يف الرسية،‏ ومذهب أيب حنيفة وأمحد:‏ الرس هبا مطلقاً،ومالك:‏<br />

ال يراها رساً‏ وال جهراً‏ .<br />

يف س:‏ فلنتوقف .<br />

سقط من ل،‏ س .<br />

قوله ‏»تكون«‏ إىل هنا سقط من ف .<br />

يف غ:‏ كنية،‏ ويف ل:‏ بسنية،‏ ويف س:‏ لنسيه .<br />

وذهب املؤلف يف رسالته « ميزان املعدلة يف شأن البسملة » إىل أهنا قطعية،‏ وأن قراءهتا<br />

ال جتب يف الصاة،‏ واستدل ملذهبه بأدلة رآها،‏ فانظرها.‏<br />

قال القرطبي يف تفسره )95/1(: « بيد أن أصحابنا استحبوا قراءهتا يف النفل،‏ وعليه<br />

حتمل اآلثار الواردة يف قراءهتا،‏ أو عىل السعة يف ذلك.‏ قال مالك:‏ وال بأس أن يقرأ<br />

هبا يف النافلة،‏ ومَنْ‏ يعرض القرآن عرضاً‏ «.<br />

112


‏)تذنيب(:‏ من ال يرى البسملة آية يبسمل تركاً‏ وفصاً‏ بني السور .<br />

‏)فائدة(:‏ قوله يف احلديث األول « بينا «، أصله بني فأشبعت فتحتها<br />

فصارت بينا،‏ وبينما بمعناه،‏ زيدت فيه ما،‏ ومها من الظروف الزمانية<br />

الازمة لإلضافة إىل اجلملة االسمية،‏ والعامل فيهام اجلواب إذا كان جمرداً‏<br />

من كلمتي املفاجأة ‏)ومها إذ وإذا،‏ فإن مل يكن جمرداً‏ كام يف احلديث فالعامل<br />

معنى املفاجأة(‏ الذي تضمنه إذ وإذا،‏ وهو أيضاً‏ عامل فيهام عىل الصحيح.‏<br />

وقوله:‏ بني أظهرنا،‏ أي بيننا .<br />

‏)وقوله:‏ إذ غفا،‏ أي نام ) .<br />

وقوله:‏ آنفاً‏ باملد،‏ أي قريباً‏ .<br />

قوله يف احلديث الثاين:‏ « باحلمد هلل «، قال النووي رمحه اهلل يف ‏»رشح<br />

مسلم«:‏ « هو برفع الدال عىل احلكاية » .<br />

واعلم أن هذه املسألة - أعني مسألة البسملة - كثرة االختاف،‏ طويلة<br />

الذيول،‏ وفيما أوردناه كفاية .<br />

من ال:‏ سقطت من س .<br />

يف غ:‏ يف !<br />

يف ل،‏ س:‏ بني !<br />

ما بني اهلالني سقط من ف،‏ م .<br />

سقط من ل .<br />

رشح مسلم )111/4(.<br />

113


الباب السابع يف حملها<br />

وهو أول الفاحتة،‏ وأول كل سورة خا براءة،‏ ويف األجزاء خير القارئ<br />

بني التسمية وتركها واالستغناء باالستعاذة عنها،‏ لكن يف مواضع خيتار أن<br />

يبسمل بعد االستعاذة ‏،منها قوله تعاىل:‏ ﴿ ٻ ٻ ٻ ٻ ﴾ ، وقوله<br />

تعاىل:‏ ﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻپ پ پ پ ڀ ﴾ .<br />

‏)لطيفة(:‏ إنما سقطت من براءة ألهنا أمان،‏ وليس يف براءة أمان،‏<br />

وروي عن أيب بن كعب قال:‏ « كان رسول اهلل ﷺ يأمرنا أول كل سورة ببسم<br />

اهلل الرمحن الرحيم،‏ ومل يأمرنا يف أول براءة بيشء » .<br />

* * *<br />

من سورة فصلت،‏ اآلية . 47<br />

من سورة النساء،‏ اآلية . 87<br />

ذكر هذا ابن العريب يف أحكام القرآن )445/2(، وابن عطية يف املحرر الوجيز )3/3(<br />

ومل يعزياه إىل أحد .<br />

114


اخلامتة يف فضلها<br />

روي عن ابن مسعود ريض اهلل عنه أنه قال:‏ « من أراد أن ينجيه اهلل من<br />

الزبانية التسعة عرش،‏ فليقرأ بسم اهلل الرمحن الرحيم،‏ ليجعل اهلل له بكل حرف<br />

منها جنة من كل واحد » .<br />

وروي:‏ « أن رجلاً‏ كتب إىل عمر ريض اهلل عنه إن يب صداعاً‏ ال يسكن<br />

فابعث يل دواء،‏ فبعث إليه قلنسوة،‏ فكان إذا وضعها عىل رأسه سكن صداعه،‏<br />

وإذا رفعها عاوده الصداع،‏ فتعجب ففتحها فإذا فيها كاغد فيه بسم اهلل الرمحن<br />

الرحيم » .<br />

ذكره القرطبي يف تفسيره )92/1(، وعزاه املؤلف يف الدر املنثور )26/1( إىل وكيع<br />

والثعلبي،‏ انظر:‏ تفسر الثعلبي )91/1(، وابن كثر )18/1(.<br />

اخلبر يف تفسير الرازي )143/1(، والرجل فيه هو قيرص،‏ ومل ينسبه إىل مصدر،‏<br />

ووجدته يف فتوح الشام للواقدي ص 266، ونصه:‏ ‏»حدثنا يارس عن سليامن بن<br />

عبد الواحد عن صفوان بن برش عن عروة بن مذعور عن حممد بن عيل عن عدي عن<br />

شعبة عن قتادة عن أيب الصديق الناجي عن ابن سعد قال:‏ ما خرج هرقل من أنطاكية<br />

إال وهو مسلم،‏ وذلك أنه كتب إىل عمر بن اخلطاب يف الرس عن قومه:‏ إن يب صداعاً‏<br />

ال يسكن،‏ فأنفذ إيلّ‏ بدواء أتداوى به،‏ فأرسل إليه قلنسوة،‏ فكان إذا وضعها عىل<br />

رأسه سكن صداعه،‏ وإذا رفعها عاد إليه،‏ فتعجب من ذلك،‏ وأمر بفتحها فإذا فيها<br />

مكتوب:‏ بسم اهلل الرمحن الرحيم،‏ فقال هرقل:‏ ما أكرم هذا االسم وأعزه حيث شفاين<br />

اهلل به.‏ وكانوا قد توارثوا هذه القلنسوة إىل أن وصلت إىل صاحب عمورية،‏ فلام<br />

كان يوم املعتصم ونزل عليها عرض للمعتصم صداع فأرسل إليه صاحب عمورية<br />

بالقلنسوة،‏ فلام وضعها عىل رأسه سكن ما به،‏ فأمر املعتصم بفتحها فإذا فيها الرقعة<br />

ومكتوب فيها:‏ بسم اهلل الرمحن الرحيم «. كذا،‏ واهلل أعلم.‏<br />

وقال عمر بن حممد الرازي يف مسامرة الندمان ومؤانسة اإلخوان ‏)ص 149( معقباً‏<br />

عىل هذا اخلر:‏ « ويف إسامه - أي قيرص - بُعْدٌ‏ ، مل يصح ومل يثبت ذلك «.<br />

115


وهذا آخر ما تيرس من التعليق،‏ فاحلمد هلل الذي هدانا هلذا،‏ وما كنا<br />

لنهتدي لوال أن هدانا اهلل،‏ لقد جاءت رسل ربنا باحلق.‏<br />

قال مؤلفه رمحه اهلل تعاىل:‏ فرغتُ‏ من هذا الكتاب يوم اخلميس عارش<br />

املحرم احلرام سنة ست وستني وثامنامئة .<br />

* * *<br />

116


املصادر<br />

- إبراز املعاين من حرز األماين أليب شامة املقديس ‏)ت:‏ 665 ه(،‏ حتقيق:‏<br />

حممود بن عبد اخلالق حممد جادو،‏ مطبوعات اجلامعة اإلسلامية باملدينة<br />

املنورة ‏)‏‎1413‎ه(.‏<br />

- األحاديث املختارة للضياء املقديس ‏)ت:‏ 643 ه(،‏ حتقيق:‏ عبد امللك ابن<br />

دهيش،‏ مكتبة النهضة احلديثة،‏ مكة )1410 ه(.‏<br />

- أحكام البسملة ‏)الصغر(،‏ طبع منسوباً‏ إىل الفخر الرازي،‏ وهو أليب شامة<br />

املقديس،‏ مكتبة القرآن،‏ القاهرة ‏)‏‎1988‎م(.‏<br />

- أحكام القرآن البن العريب ‏)ت:‏ 543 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد عبد القادر عطا،‏<br />

دار الفكر،‏ بروت.‏<br />

- أسامء مؤلفات شيخ اإلسلام ابن تيمية ‏)نسب الفهرس إىل ابن القيم!(،‏<br />

حتقيق:‏ صلاح الدين املنجد،‏ دار الكتاب اجلديد،‏ بيروت ‏)‏‎1403‎ه-‏<br />

‎1983‎م(.‏<br />

- اإلرشاف يف منازل األرشاف البن أيب الدنيا ‏)ت:‏ 281 ه(،‏ حتقيق:‏ وليد<br />

قصاب،‏ دار الثقافة،‏ الدوحة،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1413‎ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

- األم للشافعي ‏)ت:‏ 204 ه(،‏ دار املعرفة،‏ بروت ‏)‏‎1393‎ه(.‏<br />

- اإلمام مسلم بن احلجاج صاحب املسند الصحيح وحمدث اإلسلام<br />

الكبر ملشهور حسن حممود سلامن،‏ دار القلم،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1414‎ه-‏<br />

‎1994‎م(.‏<br />

117


ِ<br />

- إيضاح إبداع حكمة احلكيم يف بيان بسم اهلل الرمحن الرحيم لعليش ‏)ت:‏<br />

‎1299‎ه(،‏ املطبعة الوهبية،‏ القاهرة ‏)‏‎1295‎ه(.‏<br />

- البحر املحيط يف أصول الفقه للزَّ‏ رْ‏ كَيش ‏)ت:‏‎794‎ه(،‏ قام بتحريره عبد<br />

القادر العاين،‏ وزارة األوقاف الكويتية،‏ ط‎2‎ ‏)‏‎1413‎ه-‏‎1992‎م(.‏<br />

- البدر املنير يف ختريج األحاديث واآلثار الواقعة يف الرشح الكبر البن<br />

امللقن ‏)ت:‏ 804 ه(،‏ حتقيق:‏ جمموعة،‏ دار اهلجرة،‏ الرياض )1425 ه-‏<br />

‎2004‎م(.‏<br />

- بغية الوعاة يف طبقات اللغويني والنحاة للسيوطي ‏)ت:‏ 911 ه(،‏ حتقيق:‏<br />

حممد أبو الفضل إبراهيم،‏ املكتبة العرصية.‏<br />

- هبجة العابدين برتمجة حافظ العرص جال الدين ‏)السيوطي(‏ لعبد القادر<br />

الشاذيل ‏)كان حياً‏ سنة 946 ه(،‏ حتقيق:‏ عبد اإلله نبهان،‏ مطبوعات جممع<br />

اللغة العربية بدمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1419‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

- التحدث بنعمة اهلل للسيوطي ‏)ت:‏ ‎911‎ه(،‏ حتقيق:‏ إليزابث ماري سارتني،‏<br />

مطبعة جامعة كمردج ‏)‏‎1972‎م(.‏<br />

- ختريج األحاديث واآلثار الواقعة يف تفسير الكشاف للزيلعي ‏)ت:‏ 762<br />

ه(،‏ اعتنى به:‏ سلطان بن فهد الطبييش،‏ دار ابن خزيمة،‏ الرياض،‏ ط‎1‎<br />

‏)‏‎1414‎ه(.‏<br />

- التذنيب للرافعي ‏)ت:‏ ‎623‎ه(‏ نسخة مصورة يف مركز مجعة املاجد للثقافة<br />

والرتاث بديب،‏ عن نسخة مكتبة األمر فاروق بسوهاج،‏ مرص.‏<br />

118


- تفسير أيب الليث السمرقندي ‏)ت:‏ 375 ه(،‏ حتقيق:‏ عيل حممد معوض<br />

وزميليه،‏ دار الكتب العلمية،‏ بروت،‏ ط‎1‎ )1413 ه ‏-‏‎1993‎م(.‏<br />

- تفسر البَغَوي ‏)ت:‏‎516‎ه(،‏ حتقيق:‏ حممد عبد اهلل النمر وزميليه،‏ دار طيبة،‏<br />

الرياض ‏)‏‎1409‎ه(.‏<br />

- تفسر الثعلبي ‏)ت:‏ 427 ه(:‏ الكشف والبيان،‏ حتقيق:‏ أيب حممد بن عاشور،‏<br />

دار إحياء الرتاث العريب،‏ بروت،‏ ط‎1‎ )1422 ه - ‎2002‎م(.‏<br />

- تفسير الرازي ‏)ت:‏ 606 ه(،‏ دار الكتب العلمية،‏ بيروت ‏)‏‎1421‎ه-‏<br />

‎2000‎م(.‏<br />

- تفسر القرطبي ‏)ت:‏ 671 ه(،‏ املطبعة املرصية األوىل.‏<br />

- تفسير الواحدي ‏)ت:‏ 468 ه(:‏ الوسيط،‏ حتقيق:‏ عادل أمحد عبد املوجود<br />

وزمائه،‏ دار الكتب العلمية،‏ بروت،‏ ط‎1‎ )1415 ه-‏‎1994‎م(.‏<br />

- تقييداتُ‏ الشاذَّةِ‏ من فوائد االستعاذة البن طولون ‏)ت:‏ ‎953‎ه(،‏ خمطوط<br />

يف شسرتبتي.‏<br />

- تنزيه الرشيعة املرفوعة عن األخبار الشنيعة املوضوعة البن عراق ‏)ت:‏<br />

963 ه(،‏ حتقيق:‏ عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد اهلل الغامري،‏ دار الكتب<br />

العلمية ‏)‏‎1399‎ه(.‏<br />

- اجلامع ألخاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي ‏)ت:‏ 463 ه(،‏<br />

حتقيق:‏ حممد عجاج اخلطيب،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بروت،‏ ط‎2‎ ‏)‏‎1414‎ه-‏<br />

‎1994‎م(.‏<br />

119


- حسن املحارضة يف تاريخ مرص والقاهرة للسيوطي،‏ حتقيق:‏ حممد أبو الفضل<br />

إبراهيم،‏ دار الفكر العريب،‏ القاهرة )1415 ه-‏‎1995‎م(.‏<br />

- احلامسة املغربية للتاديل ‏)ت:‏ ‎609‎ه(،‏ حتقيق:‏ حممد رضوان الداية،‏ دار<br />

الفكر املعارص ‏)‏‎1991‎م(.‏<br />

- خزانة األدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي ‏)ت:‏ ‎1093‎ه(،‏ حتقيق:‏<br />

حممد نبيل طريفي وإميل بديع اليعقوب،‏ دار الكتب العلمية،‏ بروت<br />

.)1998(<br />

- الدر املصون يف علوم الكتاب املكنون للسمني احللبي ‏)ت:‏ 756 ه(،‏<br />

حتقيق:‏ أمحد اخلراط،‏ دار القلم،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1406‎ه-‏‎1986‎م(.‏<br />

- الدر املنثور يف التفسير املأثور للسيوطي ‏)ت:‏ ‎911‎ه(،‏ دار الفكر،‏ بروت<br />

‏)‏‎1993‎م(.‏<br />

- الدرة األلفية يف علم العربية ليحيى بن عبد املعطي الزواوي ‏)ت:‏ 628<br />

ه(،‏ ط ليبسيج )1317 ه-‏‎1900‎م(.‏<br />

- درة الغواص يف أوهام اخلواص للحريري ‏)ت:‏ 516 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد أبو<br />

الفضل إبراهيم،‏ دار الفكر العريب،‏ القاهرة ‏)‏‎1997‎م(.‏<br />

- دالئل النبوة للبيهقي ‏)ت:‏ 458 ه(،‏ حتقيق:‏ عبد املعطي قلعجي،‏ دار<br />

الكتب العلمية،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1408‎ه-‏‎1988‎م(.‏<br />

- ديوان أيب العتاهية ‏)ت:‏ 210 ه(،‏ دار صادر،‏ بيروت،‏ )1400 ه-‏<br />

‎1980‎م(.‏<br />

120


- الرسالة الكرى عىل البسملة ملحمد بن عيل الصبان ‏)ت 1206 ه(،‏ املطبعة<br />

العامرة،‏ القاهرة ‏)‏‎1291‎ه(.‏<br />

- رفع احلاجب عن خمترص ابن احلاجب لتاج الدين السبكي ‏)ت:‏ 771 ه(،‏<br />

حتقيق:‏ عيل حممد معوض،‏ وعادل أمحد عبد املوجود،‏ عامل الكتب،‏ بروت،‏<br />

ط‎1‎ )1419 ه-‏ ‎1999‎م(.‏<br />

- سنن أيب داود ‏)ت:‏ 275 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد حميي الدين عبد احلميد،‏ مصورة<br />

املكتبة العرصية،‏ بروت.‏<br />

- سنن الدارقطني ‏)ت:‏ 385 ه(،‏ حتقيق:‏ السيد عبد اهلل هاشم يامين املدين،‏<br />

تصوير عامل الكتب،‏ بروت،‏ ط‎3‎ )1413 ه ‏-‏‎1993‎م(.‏<br />

- السنن الكرى للنسائي ‏)ت:‏ 303 ه(،‏ حتقيق:‏ عبد الغفار البنداري وسيد<br />

كرسوي حسن،‏ دار الكتب العلمية،‏ بروت ‏)‏‎1411‎ه-‏‎1991‎م(.‏<br />

- السنن البن ماجه ‏)ت:‏ 275 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد فؤاد عبد الباقي،‏ دار الفكر،‏<br />

بروت.‏<br />

- رشح الريض ‏)ت:‏ ‎688‎ه(‏ عىل الكافية البن احلاجب ‏)ت:‏ ‎646‎ه(،‏<br />

حتقيق:‏ يوسف حسن عمر ‏)مل يذكر مكان الطبع وال زمانه(.‏<br />

- رشح السيوطي عىل ألفية ابن مالك املسمى ‏»البهجة املرضية«،‏ دراسة<br />

وحتقيق:‏ عيل سعد الشينوي،‏ منشورات كلية الدعوة اإلسامية،‏ طرابلس،‏<br />

ليبيا،‏ ط‎1‎ )1403 حسب تارخيهم(.‏<br />

121


- رشح الكافية الشافية البن مالك ‏)ت:‏ 672 ه(،‏ حتقيق:‏ عبد املنعم أمحد<br />

هريدي،‏ مكتبة الثقافة الدينية،‏ القاهرة.‏<br />

- رشح املعلقات السبع للتريزي ‏)ت:‏ 502 ه(،‏ حتقيق:‏ فخر الدين قباوة،‏<br />

دار الفكر،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1415‎ه-‏‎1997‎م(.‏<br />

- رشح النووي عىل صحيح مسلم،‏ دار إحياء الرتاث العريب،‏ بروت.‏<br />

- رشح شذور الذهب يف معرفة كام العرب البن هشام ‏)ت:‏ 761 ه(،‏<br />

حتقيق:‏ عبد الغني الدقر،‏ الرشكة املتحدة للتوزيع،‏ دمشق )1404 ه-‏<br />

‎1984‎م(.‏<br />

- رشح ملحة اإلعراب للحريري ‏)ت:‏ 516 ه(،‏ حتقيق:‏ أمحد حممد قاسم،‏<br />

مكتبة دار الرتاث،‏ املدينة املنورة،‏ ط‎2‎ ‏)‏‎1412‎ه-‏‎1991‎م(.‏<br />

- الشقائق النعامنية يف علامء الدولة العثامنية لطاشكري زاده ‏)ت:‏ 968 ه(،‏<br />

دار الكتاب العريب،‏ بروت ‏)‏‎1395‎ه - 1975 م(.‏<br />

- صحيح ابن حبان ‏)ت:‏ 354 ه(‏ برتتيب ابن بلبان ‏)ت:‏ 739 ه(،‏ حتقيق:‏<br />

شعيب األرنؤوط،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بروت )1414 ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

- صحيح البخاري ‏)ت:‏ 256 ه(،‏ طبعة:‏ مصطفى البغا،‏ دار ابن كثر،‏<br />

دمشق،‏ ط‎5‎ )1407 ه-‏‎1987‎م(.‏<br />

- صحيح مسلم بن احلجاج ‏)ت:‏ 261 ه(،‏ طبعة:‏ حممد فؤاد عبد الباقي،‏ دار<br />

إحياء الكتب العربية،‏ القاهرة .<br />

122


- الضوء الامع ألهل القرن التاسع للسخاوي ‏)ت‎902‎ه(،‏ مصورة دار<br />

مكتبة احلياة،‏ بروت.‏<br />

- الطبقات الشافعية الكرى للسبكي ‏)ت:‏ 771 ه(،‏ حتقيق:‏ حممود الطناحي،‏<br />

وعبد الفتاح احللو،‏ هجر للطباعة )1413 ه(.‏<br />

- الغرة الواضحة يف تفسير الفاحتة للكافيجي ‏)ت:‏ 879 ه(،‏ نسخة خطية<br />

مصورة عن مكتبة األزهر.‏<br />

- فتح الباري برشح البخاري البن حجر ‏)ت:‏ 852 ه(،‏ السلفية.‏<br />

- فتوح الشام للواقدي ‏)ت:‏ ‎207‎ه(،‏ دار اجليل،‏ بروت.‏<br />

- الفردوس بمأثور اخلطاب للديلمي ‏)ت:‏ 509 ه(،‏ حتقيق:‏ السعيد بن<br />

بسيوين زغلول،‏ دار الكتب العلمية،‏ بروت،‏ ط‎1‎ )1406 ه-‏‎1986‎م(.‏<br />

- الفهرس الشامل للرتاث العريب اإلسلامي املخطوط ‏)التفسير وعلومه(،‏<br />

املجمع امللكي لبحوث احلضارة اإلسامية،‏ عامن ‏)‏‎1989‎م(.‏<br />

- فهرس مؤلفات السيوطي املنسوخ يف عام 903 ه،‏ دراسة وحتقيق:‏ حييى<br />

حممود ساعايت،‏ جملة عامل الكتب،‏ مج‎2‎‏،‏ ع‎2‎ ‏)شوال ‎1411‎ه(.‏<br />

- القذاذة يف حتقيق حمل االستعاذة للسيوطي،‏ ضمن ‏»احلاوي للفتاوي«،‏ حتقيق:‏<br />

حممد حميي الدين عبد احلميد،‏ املكتبة العرصية،‏ بروت ‏)‏‎1411‎ه-‏‎1990‎م(.‏<br />

- القواعد الثاثون يف علم العربية للقرايف ‏)ت:‏ 682 ه(،‏ حتقيق:‏ طه حمسن،‏<br />

دار الينابيع،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎2009‎م(.‏<br />

123


- كتاب البسملة أليب شامة املقديس،‏ حتقيق:‏ عدنان بن عبد الرزاق احلموي،‏<br />

املجمع الثقايف،‏ أبو ظبي،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1425‎ه-‏‎2004‎م(.‏<br />

- الكتاب لسيبويه ‏)ت:‏ 180 ه(،‏ حتقيق:‏ عبد السلام حممد هارون،‏ دار<br />

اجليل،‏ بروت .<br />

- الكشاف للزخمرشي ‏)ت:‏ 538 ه(،‏ دار الكتاب العريب،‏ بيروت،‏ ط‎1‎<br />

)1415 ه-‏‎1995‎م(.‏<br />

- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون للحاج خليفة ‏)ت:‏‎1067‎ه(،‏<br />

مصورة مؤسسة التاريخ العريب،‏ بروت.‏<br />

- كنز العامل يف سنن األقوال واألعامل للمتقي اهلندي ‏)ت:‏ 975 ه(،‏<br />

بعناية:‏ بكري حياين وصفوة السقا،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بروت ‏)‏‎1413‎ه-‏<br />

‎1993‎م(.‏<br />

- اللباب يف علل البناء واإلعراب للعكري ‏)ت:‏ 616 ه(،‏ حتقيق:‏ غازي<br />

خمتار طليامت،‏ دار الفكر،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1416‎ه-‏‎1995‎م(.‏<br />

- لسان العرب البن منظور ‏)ت:‏‎711‎ ه(،‏ دار صادر،‏ بيروت،‏ ط‎4‎<br />

‏)‏‎2005‎م(.‏<br />

- املجالسة وجواهر العلم للدينوري ‏)ت:‏‎333‎ ه(،‏ حتقيق:‏ مشهور بن حسن<br />

آل سلامن،‏ دار ابن حزم،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1419‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

- املحرر الوجيز يف تفسير الكتاب العزيز البن عطية األندليس ‏)ت:‏ 541<br />

ه(،‏ حتقيق:‏ عبد السلام عبد الشايف حممد،‏ دار الكتب العلمية،‏ بروت،‏<br />

‏)‏‎1413‎ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

124


- خمطوطة ترمجة العامة السيوطي أليب عبد اهلل شمس الدين حممد الداودي<br />

‏)ت:‏ 945 ه(،‏ عرف هبا وحقق مقدمتها،‏ والباب الرابع منها الدكتور حممد<br />

خر البقاعي.‏ بحث منشور يف جملة الدرعية - السعودية،‏ السنة 3، يف العددين<br />

)12-11 رجب - شوال 1421 ه،‏ أكتوبر - يناير ‎2001-2000‎م(.‏<br />

- املزهر يف علوم اللغة وأنواعها للسيوطي،‏ حتقيق:‏ حممد أمحد جاد املوىل وعيل<br />

البجاوي وحممد أبو الفضل إبراهيم،‏ مصورة دار الفكر،‏ بروت .<br />

- مسامرة الندمان ومؤانسة اإلخوان لعمر بن حممد الرازي ‏)ت:‏ 728 ه(،‏<br />

حتقيق:‏ وليد مشوح،‏ مركز زايد للرتاث والتاريخ،‏ العني،‏ اإلمارات،‏ ط‎1‎<br />

‏)‏‎1423‎ه-‏‎2003‎م(.‏<br />

- املستدرك عىل الصحيحني للحاكم ‏)ت:‏‎405‎ه(،‏ حتقيق:‏ عبد السلام<br />

علوش،‏ دار املعرفة،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1418‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

- املصنف البن أيب شيبة ‏)ت:‏ 235 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد عوامة،‏ رشكة دار<br />

القبلة للثقافة اإلسامية،‏ جدة،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1427‎ه-‏‎2006‎م(.‏<br />

- معجم القراءات لعبد اللطيف اخلطيب،‏ دار سعد الدين،‏ دمشق،‏ ط‎1‎<br />

‏)‏‎1422‎ه-‏‎2002‎م(.‏<br />

- مغني اللبيب عن كتب األعاريب البن هشام،‏ حتقيق:‏ مازن املبارك وحممد<br />

عيل محد اهلل،‏ دار الفكر،‏ دمشق ‏)‏‎1985‎م(.‏<br />

- مقامات احلريري ‏)ت:‏ 516 ه(،‏ دار بروت،‏ بروت .<br />

- املقتضب للمبرد ‏)ت:‏ 285 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد عبد اخلالق عضيمة،‏ عامل<br />

الكتب،‏ بروت.‏<br />

125


- مهع اهلوامع يف رشح مجع اجلوامع للسيوطي،‏ حتقيق:‏ عبد احلميد هنداوي،‏<br />

املكتبة التوفيقية،‏ مرص.‏<br />

- الوايف بالوفيات للصفدي ‏)ت:‏ 764 ه(،‏ حتقيق:‏ جمموعة من املحققني<br />

العرب واألجانب،‏ دار النرش فرانز شتايز-شتوتغارت،‏ ط‎3‎ ‏)‏‎1412‎ه-‏<br />

‎1992‎م(.‏<br />

* * *<br />

126


)2(<br />

األزهار الفائحة<br />

يف<br />

شرح الفاحتة<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

حتقيق ودراسة<br />

د.‏ عبد احلكيم األنيس


احلمد هلل،‏ وسالم عىل عباده الذين اصطفى.‏<br />

وبعد:‏ فهذا كتاب جديد مفيد،‏ حيتوي عىل رشح مفردات الفاحتة،‏<br />

وفيه فوائد مهمة كثيرة،‏ ألفه اإلمام جالل الدين السيوطي يف حدود<br />

السابعة عشرة من عمره،‏ وهذا الذي دفعني إىل االعتناء به وحتقيقه<br />

وإظهاره،‏ كام قلتُ‏ يف تقديمي ل ‏»رياض الطالبني«،‏ لنرى من خالله كيف<br />

كان علامؤنا السابقون يف اشتغاهلم ونبوغهم وحتصيلهم العلمي املتني<br />

بحيث يقبلون عىل التأليف يف سن مبكرة،‏ قد ال يَعْرف يف مثلها طالبُ‏<br />

العلم اليوم أسامء الكتب التي يذكروهنا وينقلون منها!‏ وهذا الكتاب<br />

- عىل صغر حجمه - أودع فيه السيوطي خالصة قيمة عن هذه السورة<br />

العظيمة بعد رجوعه إىل مصادر عالية الدرجة،‏ متنوعة املوضوعات،‏ كبرة<br />

احلجم،‏ وهو يف مقتبل عمره وأول اشتغاله بالعلم.‏<br />

وبيان ذلك أنه ولد يف مستهل رجب سنة 849 ه ، ورشع يف<br />

االشتغال بالعلم من أول سنة ‎864‎ه عىل مجاعة من الشيوخ،‏ وألف سنة<br />

866 ه،‏ فكان أول يشء ألفه:‏ « رشح االستعاذةوالبسملة » و»‏ رشح<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 32(.<br />

129


احلوقلة واحليعلة » وأوقف عليهام شيخه اإلمام علم الدين البلقيني ‏)ت<br />

868 ه(‏ فكتب عليهام تقريظاً‏ .<br />

وكتابنا هذا « األزهار الفائحة » ألفه بعد « رشح االستعاذة والبسملة »<br />

فهو حييل عليه فيه،‏ وحني ذكره يف كتابه التحدث بنعمة اهلل قال عنه:‏ « من أول<br />

ما صنفت » إذ األولية املطلقة للكتابني السابقني.‏<br />

وقد ذكره يف فهرست املصنفات التي ارتضاها وأبقاها إىل املامت .<br />

والتشابه بني « رشح االستعاذة والبسملة » وهذا الكتاب واضح،‏ فقد<br />

احتوى األول عىل كتابني:‏<br />

الكتاب األول:‏ يف االستعاذة وفيه سبعة أبواب:‏ يف أصلها،‏ ومعانيها،‏ وإعراهبا،‏<br />

وألفاظها،‏ وحكمها خارج الصالة،‏ وداخلها،‏ وحملها،‏ وخامتة يف فضلها .<br />

والكتاب الثاين:‏ يف البسملة،‏ وفيه مقدمة،‏ وسبعة أبواب كذلك:‏ يف<br />

أصلها،‏ واشتقاقها،‏ وإعراهبا،‏ ورسمها،‏ وحكمها خارج الصالة،‏ وداخلها،‏<br />

وحملها،‏ وخامتة يف فضلها .<br />

انظر:‏ هبجة العابدين ‏)ص 69(، وحسن املحارضة )290/1(، ونص التقريظ يف<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 137(.<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 117(.<br />

هبجة العابدين ‏)ص 175 و‎179‎‏(.‏<br />

وقفتُ‏ عىل عدة نسخ منه،‏ منه نسخة ضمن جمموع من فلسطني،‏ كام تقدم.‏<br />

130


وهذا الكتاب احتوى املوجودُ‏ منه عىل أبواب كذلك يف أسامئها،‏ وتفسر<br />

ألفاظها،‏ وذكر ما فيها من القراءات متواتراً‏ كان أو غره،‏ وإعراهبا.‏<br />

وال يتناول األلفاظَ‏ الواردة يف البسملة اكتفاءً‏ بكتابه املذكور،‏ فهذان<br />

الكتابان يكمل بعضهام بعضاً.‏<br />

وكان من عناية السيوطي بالفاحتة أنه حني بدأ اإلمالء سنة ‎872‎ه أمىل<br />

)14( جملساً‏ مطلقاً،‏ ثم أمىل )66( جملساً‏ عىل الفاحتة ونصف حزب من سورة<br />

البقرة،‏ ثم وقع الطاعون فقطع اإلمالء يف شعبان سنة ‎873‎ه ، وأطال<br />

الكالم عليها يف كتابه قطف األزهار يف كشف األرسار .<br />

* * *<br />

انظر هبجة العابدين ‏)ص 86(.<br />

انظر .)151-101/1(<br />

131


هذا الكتاب<br />

وأتناول الكالم عليه حتت العناوين اآلتية:‏<br />

- وصفه:‏<br />

قال املؤلف يف مقدمته:‏ « هذا الكتاب مجعته بعون اهلل تعاىل يف رشح فاحتة<br />

الكتاب،‏ أذكر فيه ما يتعلق هبا من فقه،‏ ونحو،‏ ولغة،‏ وإعراب «، وقد رتبه<br />

عىل أبواب،‏ واملوجود منها أربعة أبواب كام سبق قريباً،‏ وضمن األبواب يورد<br />

فوائد تتعلق هبا حتت عناوين فرعية كقوله:‏ ‏)ذيل(‏ و)فرع(‏ و)نكتة(‏ و)فائدة(‏<br />

و)تذنيب(.‏<br />

وقد سامه مؤلفه كتاباً‏ فتابعته عىل ذلك عىل صغر حجمه.‏<br />

- توثيق نسبته:‏<br />

ذكره املؤلف رمحه اهلل تعاىل لنفسه يف عدد من كتبه كالتحدث بنعمة اهلل،‏<br />

وحسن املحارضة،‏ وفهرست املصنفات .<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 117(، وحسن املحارضة )293/1(، وفهرست املصنفات<br />

ضمن هبجة العابدين ‏)ص 179(، وضمن ترمجته للداوودي وقد نره الدكتور حممد<br />

خر البقاعي يف جملة الدرعية ‏)السنة 3، يف العددين 11 و‎12‎ ص‎378‎‏(‏ والفهرست<br />

املنشور أول زاد املسر ‏)ص 28(.<br />

132


وذكره له عدد من املؤرخني ، والدارسني .<br />

- عنوانه:‏<br />

ذكر يف هذه املصادر كلها باسم:‏ « األزهار الفائحة عىل الفاحتة » ولكنه<br />

جاء يف مقدمة مؤلفه باسم « األزهار الفائحة يف رشح الفاحتة «.<br />

ويلحظ أنه مل يقل:‏ يف تفسر الفاحتة،‏ ولعل ذلك ألنه رتب الكتاب عىل<br />

طريقة الروح مقسامً‏ إىل أبواب،‏ أو أنه عدل عن لفظة تفسير تواضعاً‏ منه<br />

وهتيباً‏ هلذا املقام.‏<br />

- مصادره:‏<br />

ذكر املؤلف يف هذا الكتاب:الزخمري،‏ ورساج الدين البلقيني،والرافعي،‏<br />

والشافعي،‏ والبيهقي،‏ والفخر الرازي،‏ واخلليل،‏ واألخفش،‏ واملازين،‏ وابن<br />

كشف الظنون )73/1(، وهدية العارفني )535/1(، وعقود اجلوهر ‏)ص 196(،<br />

وحترّ‏ ف يف هدية العارفني إىل:‏ أزهار الفاحتة عىل الفاحتة،‏ وقال الدكتور الربجي<br />

يف كتابه اإلمام السيوطي ‏)ص 228(: ‏)وقد ظنه البغدادي كتابني،‏ فذكره مرتني<br />

حتت عنوان ‏)األزهار الفاحتة عىل الفاحتة(‏ )535/1(، ومرة ثانية ‏)تفسير الفاحتة(‏<br />

)537/1(، وغالب الظن أهنام كتاب واحد واهلل أعلم(‏ أقول:‏ وهو كام قال،‏ وال يظن<br />

أنه يقصد بالثاين ما أماله عليها ألنه ذكره يف )536( بعنوان:‏ أمالٍ‏ يف القرآن.‏<br />

مكتبة اجلالل السيوطي ‏)ص 63(، وذكر ‏)ص 139( تفسير الفاحتة نقالً‏ من هدية<br />

العارفني وقال:‏ ‏)ربام كان عني املؤلف املعنون باألزهار الفائحة(،‏ ودليل خمطوطات<br />

السيوطي ‏)ص 34(، واإلمام احلافظ جالل الدين السيوطي معلمة العلوم اإلسالمية<br />

‏)ص 318(، وذكره الدكتور حممد يوسف الربجي يف كتابه اإلمام السيوطي<br />

وجهوده يف علوم القرآن ‏)ص 228(، إال أنه مل يدرسه فيام درس من آثاره.‏<br />

133


مالك،‏ والرُّ‏ ماين،‏ وأبا حيان،‏ واجلوهري،‏ وثعلباً،‏ ومل يذكر سوى كتاب واحد<br />

هو:‏ ‏)التذنيب(‏ للرافعي.‏<br />

فأمّا كتاب الزخمري فهو الكشاف،‏ وكتاب البلقيني فهو الكشاف عىل<br />

الكشاف،‏ وكتابا ابن مالك:‏ التسهيل،‏ ونظم الفوائد،‏ ويف األول ذكر اخلليل<br />

واألخفش واملازين،‏ وكتاب أيب حيان هو البحر املحيط.‏ والنقل عن اجلوهري<br />

من الصحاح،‏ وربام كان النقل بواسطة القرطبي.‏<br />

وفيه معلومات موجودة يف تفسر املاوردي،‏ والطويس،‏ والكامل للهذيل،‏<br />

والدر املصون للسمني احللبي.‏ ومل يذكرهم.‏<br />

ولشيخه الكافيجي:‏ « الغرة الواضحة يف تفسير الفاحتة » ، ومل جير له<br />

ذكر هنا.‏ ولكن ال يبعد أنه أفاد منه .<br />

وأحال عىل كتابني له مها:‏ كتابه يف البسملة،‏ وكتاب آخر بعنوان:‏ « كفاية<br />

ذي اهلمة يف رشح أقسام الكلمة «، وهذا الكتاب مل يذكر يف يشء من املصادر<br />

والدراسات التي تناولت السيوطي فهل هو مما رجع عنه وغسله؟<br />

- تاريخ التأليف:‏<br />

مر معنا قول املؤلف أنه من أول ما صنف،‏ فهو يكون يف سنة 866 ه،‏<br />

بعد « رياض الطالبني «.<br />

الفهرس الشامل )488/1(، وقد حصلت عىل صورة من نسخة مكتبة األزهر.‏<br />

انظر التعليق عىل تفسر املغضوب عليهم والضالني.‏<br />

134


- النسخ املعتمدة:‏<br />

اعتمدت يف إخراج هذا الكتاب عىل نسختني:‏<br />

األوىل:‏ تقع ضمن جمموع فيه مؤلفات كثرة للسيوطي،‏ حمفوظ يف مكتبة<br />

األزهر،‏ برقم )979 خاص(،‏ و)‏‎46242‎ عام(،‏ وقد كتب عىل غالفه أنه بخط<br />

السيوطي،‏ وال يصح ذلك،‏ ففي بعض العناوين دعاء للمؤلف بصيغة ‏»عفا<br />

اهلل عنا وعنه«،‏ وملغايرته خط السيوطي ومنه كتابه ‏»األزهار الغضة يف حوايش<br />

الروضة«‏ املخطوط يف املكتبة نفسها،‏ وال تاريخ يف آخر املجموع لسقوط أوراق<br />

منه.‏ وهذا الكتاب يقع يف الصفحتني 78-77. ورمز هذه النسخة:‏ ز.‏<br />

الثانية:‏ تقع ضمن جمموع فيه )23( كتاباً‏ للسيوطي،‏ حمفوظ يف دار<br />

الكتب القطرية،‏ مؤرخ ب‎1152‎ه،‏ هو فيه احلادي عشر من 138-137،<br />

وخطه معتاد،‏ ويف كل صفحة 35 سطراً،‏ ورقمه )1082(، والرقم التسلسيل<br />

)294( . ورمزها:‏ ق .<br />

وقد جاء يف النسختني عدة بياضات أطوهلا يف آخرها،‏ وكأنَّ‏ النسخة التي<br />

نقلتا عنها كانت كذلك.‏<br />

ويلحظ أن الناسخ فيهام كتب ‏)الثاين(‏ رقامً‏ فقال:‏ ‏)الباب 2(، وجاء<br />

استخدام األرقام يف تعداد األقوال بدل األلفاظ .<br />

انظر فهرس خمطوطات دار الكتب القطرية )90/1(.<br />

135


وقد يستخدم ‏)أ(‏ ‏)ب(‏ بدل )1( و)‏‎2‎‏(.‏<br />

ولعلّ‏ نسخة قطر نقلت من نسخة األزهر،‏ وما فيها من سقط مرده إىل<br />

سهو ناسخها.‏<br />

وأسأل اهلل أن يسهل لنا العثور عىل نسخة أخرى من هذا الكتاب تتمم<br />

الفائدة منه .<br />

- خطة التحقيق:‏<br />

جريت عىل اخلطة املعهودة نسخاً‏ وإمالءً،‏ وتفصيالً‏ وترقيامً،‏ وتوثيقاً‏<br />

وخترجياً،‏ وتعريفاً،‏ وتقديامً‏ ، وحاولت جاداً‏ اكتشاف مصادره،‏ وأرجو أن<br />

ذكر مؤلفا دليل خمطوطات السيوطي ‏)ص 34( أن للكتاب نسخة يف برلني برقم<br />

)16/949(، لكن يبدو أن الكتاب ذكر يف فهرس مكتبة الدولة يف برلني )384/1(<br />

بقصد اإلحالة عىل املخطوطات األخرى ذات العالقة،‏ إذ مل تذكر أي معلومات عنه،‏<br />

ومل يذكر يف الفهارس.‏ انظر:‏ املخطوطات اإلسالمية يف العامل )133-132/1(.<br />

ويدل عىل هذا عدم ذكره يف الفهرس الشامل.‏<br />

وما يقال عىل « األزهار الفائحة » يقال عىل « مخائل الزهر يف فضائل السور » الذي<br />

ذكر يف دليل خمطوطات السيوطي ‏)ص 36(.<br />

مل أكتب عن جهود العلامء يف تفسير الفاحتة اكتفاء بام كتبته يف : « إسهام اإلمام<br />

جمد الدين الفيروز أبادي يف احلركة العلمية التفسيرية يف زبيد من خالل<br />

كتابه:‏ تسير فائحة األناب ‏]المسك أو عطرٌ‏ يضاهيه[‏ يف تفسير فاحتة<br />

الكتاب » املنشور ضمن أعامل املؤمتر العلمي األول لكلية اآلداب يف جامعة<br />

احلُديدة:‏ زبيد وصالهتا العلمية بالعامل العريب واإلسالمي.‏ انظر )190/2-<br />

213(. وقد زادت املؤلفات يف ذلك من عصر الفيروز أبادي إىل عصر<br />

السيوطي إىل عرنا هذا زيادات كثيرة،‏ ومن املمكن كتابة بحث يعرِّ‏ ف<br />

هبذه اجلهود.‏<br />

136


يكون يف نشر هذا الكتاب فائدة يف فهم هذه السورة،‏ ويف كشف جانب من<br />

حياة السيوطي ونبوغه املبكر،‏ وتطور أسلوبه يف التأليف .<br />

* * *<br />

يطيب يل أن أشكر األستاذ مهدي شلتوت رئيس اإلدارة املركزية ملكتبة األزهر عىل<br />

تكرمه بتصوير النسخة األزهرية،‏ واألستاذ بالل السويدي يف دار الكتب القطرية<br />

عىل تكرمه بتصوير نسخة دار الكتب القطرية،‏ واألخ الكريم حسن اجلمييل عىل<br />

متابعته لذلك.‏ كتب اهلل لنا مجيعاً‏ أجر خدمة كتابه العظيم.‏<br />

137


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ز(‏<br />

139


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ز(‏<br />

140


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ق(‏<br />

141


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ق(‏<br />

142


)2(<br />

األزهار الفائحة<br />

يف<br />

شرح الفاحتة<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

النص احملقق


144


أمحدك اللهم منزل الكتاب،‏ وجمري السحاب،‏ وأصيل وأسلم عىل نبيك<br />

حممد،‏ واآلل واألصحاب.‏<br />

‏﴿ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ئۇ ئۆ ئۆ ئۈ ئۈ ئېئې ئې ئى<br />

ئى ﴾ .<br />

هذا كتاب مجعته بعون اهلل تعاىل يف رشح فاحتة الكتاب،‏ أذكر فيه ما يتعلق<br />

هبا من فقه،‏ ونحو،‏ ولغة،‏ وإعراب،‏ وسميته ب:‏<br />

« األزهار الفائحة يف رشح الفاحتة »<br />

ورتبته عىل.....‏ أبواب،‏ واهلل أسأل أن يلهمني الصواب،‏ إنه الفتاح<br />

الوهاب.‏<br />

* * *<br />

من سورة آل عمران،‏ اآلية . 8<br />

بياض يف األصلني بمقدار كلمة،‏ واملذكور أربعة أبواب،‏ وليس فيها يشء من الفقه مما<br />

يدل عىل وجود باب آخر عىل األقل.‏<br />

145


الباب األول<br />

يف أسمائها<br />

وهي كثرة،‏ منها:‏<br />

- فاحتة الكتاب،‏ ألن اهلل تعاىل افتتح هبا القرآن .<br />

- وأم القرآن.‏<br />

- وأم الكتاب،‏ قيل:‏ إهنا إمام ملا يتلو آهيا من السور،‏ يبدأ بكتابتها يف<br />

املصحف،‏ وبقراءهتا يف الصالة.‏<br />

- واملثاين،‏ ألهنا تثنى أي تقرأ يف كل ركعة،‏ وقد قيل يف قوله تعاىل:‏ ﴿ ۇٴ<br />

ۋ ۋ ۅ ۅ<br />

﴾ إهنا الفاحتة.‏<br />

- واحلمد والشكر.‏<br />

- وسورة الصالة،‏ ألهنا ال جتزئ إال إن قرئت فيها.‏<br />

- والسؤال.‏<br />

- والشفاء.‏<br />

- والشافية.‏<br />

- والكافية .<br />

- والواقية.‏<br />

وانظر ما قاله املؤلف عن رس افتتاح القرآن هبا يف الفتاوى القرآنية ضمن احلاوي<br />

للفتاوي )460-459/1(، ومعرتك األقران )61-60/1(.<br />

من سورة احلجر،‏ اآلية . 87<br />

سقط هذا االسم من ق.‏<br />

146


- والرقية.‏<br />

- والنور.‏<br />

- والدعاء.‏<br />

- واملناجاة.‏<br />

- والكنز.‏<br />

- واألساس .<br />

‏)ذيل(:‏ عدد آياهتا سبع آيات،‏ وادعى الزخمشري االتفاق عليه ،<br />

واعرتضه شيخ شيخنا رساج الدين البلقيني رمحه اهلل بام نقل عن اجلعفي <br />

من أهنا ست آيات،‏ وعن احلسن البري من أهنا ثامن آيات،‏ بِعَدِّ‏ ‏)إياك نعبد(‏<br />

آية ، وهي مكية عىل الصحيح .<br />

انظر عن أسامء السورة:‏ معاين القرآن للنحاس)‏‎47/1‎‏(،‏ والكشف والبيان)‏‎126/1‎‏(،‏<br />

وتفسير الرازي )179/1(، واجلامع ألحكام القرآن )111/1(، والبحر<br />

املحيط)‏‎32/1‎‏(،‏ وفتاوى السبكي)‏‎7/1‎‏(،‏ واإلتقان:‏ النوع )17( )349/2(، وقد<br />

أوصلها إىل )25( اسامً،‏ وقال ‏)ص 355(: « هذا ما وقفت عليه من أسامئها،‏ ومل<br />

جتتمع يف كتاب قبل هذا «.<br />

انظر:‏ الكشاف)‏‎1/1‎‏(.‏<br />

اإلمام الكبر الفقيه عمر بن رسالن )805-724(. انظر:‏ الضوء الالمع)‏‎85/6‎‏(.‏<br />

هو حسني اجلعفي ‏)ت:‏ ‎203‎ه(.‏ ترمجته يف معرفة القراء الكبار)‏‎164/1‎‏(‏ )72(.<br />

للبلقيني الكشاف عىل الكشاف ذكره السيوطي يف مقدمة حاشيته عىل تفسر البيضاوي<br />

املسامة نواهد األبكار وشواهد األفكار)ق‎5‎أ (، ونقل منه يف رياض الطالبني عىل<br />

االستعاذة والبسملة.‏<br />

انظر تفسر القرطبي)‏‎115/1‎‏(.‏<br />

147


الباب الثاني<br />

يف تفسري ألفاظها<br />

وقد وضعتُ‏ للبسملة كتاباً‏ مفرداً‏ حافالً‏ جليالً‏ ، ذكرت فيه ما يتعلق<br />

هبا فال حاجة إىل ذكره هنا .<br />

احلمد:‏ الثناء عىل الشخص بذكر صفاته اجلميلة وأفعاله احلسنة،‏<br />

سواء أكان يف مقابلة نعمة أم ال،‏ والشكر ما كان يف مقابلة نعمة،‏ سواء كان<br />

قوالً‏ أو فعالً،‏ فمن ثم علم أن بينهام عموماً‏ وخصوصاً‏ من وجه،‏ فاحلمد أعم<br />

من جهة متعلقه،‏ وأخص من جهة مورده،‏ والشكر بالعكس.‏<br />

‏)فرع(:‏ املدح أعم من احلمد،‏ قال الرافعي رمحه اهلل يف « التذنيب » :<br />

كتب يف األصلني رقماً:‏ )2(.<br />

يف ق:‏ وقد البسملة !<br />

يف ق:‏ ذكر.‏<br />

يريد:‏ رياض الطالبني يف رشح االستعاذة والبسملة،‏ وألجل هذا مل يتكلم عىل لفظ<br />

‏)اهلل(‏ و)الرمحن الرحيم(‏ هنا اكتفاء بام جاء يف رياض الطالبني.‏<br />

كتب ناسخ ق هنا:‏ ‏)احلمد هنا(‏ ووضع عىل كل منهام ‏)م(‏ أي مكرر.‏<br />

التذنيب فوائد عىل الوجيز للغزايل كام قال اإلمام الذهبي يف ترمجة مؤلفه اإلمام<br />

عبد الكريم الرافعي يف سير أعالم النبالء )253/22(. وقد طبع معه،‏ انظر<br />

‏)ص 536(، والنص فيه:‏ « إن الثناء عىل اإلنسان بحسن الوجه والقد وما ال اختيار<br />

فيه يعد مدحاً،‏ وال يقال له:‏ محد،‏ فكل محد مدح وال ينعكس«‏ وكذا هو يف املخطوط<br />

‏)ص 3(.<br />

148


ألن الثناء عىل شخص بام ال اختيار فيه كحسن الوجه والقد ونحوه مدح<br />

ال محد . قال يف احلمد .<br />

والرب:‏ يطلق عىل املالك والسيد واملريب و املعبود،‏ وال يطلق عىل غر<br />

اهلل إال مضافاً‏ ، أو منكراً،‏ أما عند التحلية باأللف والالم فال ينرف إال<br />

إىل اهلل تعاىل.‏<br />

والعالَمين : قال بعضهم:‏ اسم مجع.‏ وقيل:‏ مجع لعالَم.‏ ورد بأن العامل<br />

- عىل الصحيح - املوجود سوى الباري تعاىل كام نص عليه الشافعي ريض اهلل<br />

عنه،‏ والعاملني دال عىل العقالء فقط فال يكون مجعاً‏ له.‏ وقيل:‏ العاملون كالعامل<br />

‏ِعَ‏ مجَ‏ ‏ْعَ‏ ٍ سالمة تغليباً‏ للعاقل عىل غره.‏<br />

فهو مجع له،‏ وإنام مجُ‏<br />

وقيل:‏ هو مجع لعامل مراداً‏ به العاقل،‏ ويؤيده ما نقل عن ابن عباس<br />

ريض اهلل عنهام أن ‏)عاملون(‏ إنام مجع هذا اجلمع ألن املراد به املالئكة،‏ واإلنس<br />

واجلن،‏ واشتقاق العامل - عىل الصحيح - من العالمة،‏ ألنه عالمة عىل وجود<br />

صانعه،‏ وعىل اآلخر من العلم.‏<br />

‏)فائدة(‏ املراد بالعاملني يف قوله تعاىل:‏ ﴿ ۆ ۈ ۈ ﴾ اجلن<br />

سقطت من ق .<br />

يف األصلني:‏ اختياراً‏ .<br />

أغلب السطر بعده بياض يف األصلني.‏<br />

ليست يف ق.‏<br />

قال اجلرجاين يف حاشيته عىل الكشاف )53/1(: « ولو استعمل كان نادراً‏ ...«.<br />

انظر األقوال يف املراد من العاملني يف زاد املسر )12/1(.<br />

من سورة الفرقان،‏ اآلية . 1<br />

149


واإلنس دون املالئكة.‏ كذا ذكر البيهقي،‏ وخالف الفخر الرازي .<br />

وهذه املسألة وقع النزاع فيها بني فقهاء مر مع فاضلٍ‏ درَّ‏ س عندهم<br />

وقال هلم:‏ املالئكة ما دخلوا يف دعوته.‏ فقاموا عليه.‏<br />

واملالك وامللِك واملليك وامللْك:‏ قيل:‏ مشتقات من القدرة،‏ وقيل:‏ من<br />

الشدة،‏ ومنه:‏ ملكت العجني إذا عجنته بشدة .<br />

‏)نكتة(:‏ هل مالك أبلغ يف املدح من ملك أو العكس؟ أقوال :<br />

أ-‏ إن ملكاً‏ أبلغ،‏ ألن كل ملك مالك،‏ وال عكس.‏<br />

ب-‏ مالك،‏ ألنه قد يكون امللك عىل مَنْ‏ ال يُمْ‏ لَكُ‏ كام يقال:‏ ملك العرب،‏<br />

وملك الروم،‏ وإن ‏]كان[‏ ال يملكهم،‏ وال يكون مالكاً‏ إال ‏)عىل مَنْ‏ ) <br />

يُمْ‏ لَكُ‏ .<br />

من قوله:‏ ‏»واجلن،‏ واشتقاق » إىل هنا سقط من ق.‏ وقد أفاد املؤلف من الدر املصون<br />

)47-46/1(. وقوله « كام نصّ‏ عليه الشافعي » من زيادته.‏<br />

للمؤلف مصنف بعنوان:‏ « تزيني األرائك يف إرسال النبي ﷺ إىل املالئك » وهو<br />

ضمن احلاوي )263-251/2(، وأورد املسألة يف كتابه احلبائك يف أخبار املالئك<br />

‏)ص 211(، وقد ذكر فيهام البيهقي والرازي فيمن يرون أنه مل يكن مبعوثاً‏ إليهم،‏<br />

وانظر تفسر الرازي )46/24(. ونقل ابن حجر يف اإلصابة )158/1( قول الرازي<br />

من كتابه « أرسار التنزيل «، ومل أجد هذا يف املطبوع بعنوان « من أرسار التنزيل «.<br />

القوالن يف تفسر املاوردي )56-55/1(.<br />

هذه األقوال - عدا الرابع - يف تفسر املاوردي )56/1( وقد ترك ألفاظاً.‏ وهي كلها<br />

يف تفسر الطويس )35-34/1(.<br />

من تفسر املاوردي.‏<br />

يف األصلني:‏ ‏)إال ما(.‏ وعند الطويس:‏ إال عىل ما يملك.‏<br />

يف تفسر املاوردي:‏ « وألن امللك يكون عىل الناس وغرهم «.<br />

150


ج-‏ إن مالكاً‏ أبلغ يف مدح اخلالق،‏ وملكاً‏ أبلغ يف مدح املخلوقني،‏ ألن<br />

املالك من املخلوقني قد يكون غير ملك،‏ وإذا كان اهلل تعاىل مالكاً‏ كان<br />

ملكاً‏ .<br />

د-‏ ملك أبلغ يف مدح اهلل تعاىل ألنه تفرد بامللك،‏ ويملك مجيع األشياء.‏<br />

‏)فائدة(:‏ مجع المَ‏ لْك وامللِك:‏ ملوك ، واملالك:‏ مالك،‏ واملليك:‏ ملكاء.‏<br />

واليوم:‏ يطلق عىل أربعة أشياء:‏<br />

1- مقابل الليلة،‏ ومنه:‏ ﴿ ئا ئە ئە ئو ئو ئۇ ﴾ .<br />

2- مطلق الزمان،‏ ومنه:‏ ﴿ ڭ ڭ ۇ ۇ ﴾ .<br />

3- مدة القتال،‏ نحو:‏ يوم حنني،‏ ويوم بُعاث.‏<br />

4- الدولة،‏ ومنه:‏ ﴿ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ﴾ .<br />

وفيه هنا قوالن .<br />

قوله:‏ ألن املالك سقط من ق .<br />

يف تفسر املاوردي:‏ « فإن وصف اهلل تعاىل بأنه ملك،‏ كان ذلك من صفات ذاته،‏ وإن<br />

وصف بأنه مالك،‏ كان من صفات أفعاله «.<br />

انظر لسان العرب )126/14(، ففيه أنَّ‏ مجع الملِك:‏ أمالك .<br />

من سورة احلاقة،‏ اآلية . 7<br />

من سورة األنعام،‏ اآلية 141.<br />

من سورة آل عمران،‏ اآلية 140.<br />

القوالن يف تفسر املاوردي )57/1(، وأوردمها السبكي يف الفتاوى )9/1(.<br />

151


أ-‏ أنه يومٌ‏ ابتداؤه من طلوع الفجر إىل غروب الشمس.‏<br />

ب-‏ ضياء يستديم إىل أن حياسب اهلل تعاىل مجيع خلقه،‏ ويستقر أهل<br />

اجلنة يف اجلنة،‏ وأهل النار يف النار.‏<br />

والدِّ‏ ين:‏ وضع إهلي يسوق اهلل تعاىل إليه عباده .<br />

‏)فائدة(:‏ اختلف يف املراد بيوم الدين هنا عىل أقوال:‏<br />

1- يوم اجلزاء.‏<br />

2- يوم ال ينفع فيه إال الدين .<br />

3- يوم القهر.‏<br />

4- يوم احلساب.‏<br />

5- يوم القضاء.‏<br />

6- يوم امللك.‏<br />

يف ق:‏ تستقر.‏<br />

يف ق:‏ التي!‏<br />

جاء يف التوقيف عىل مهامت التعاريف)ص 344(: « الدين وضع إهلي يدعو أصحاب<br />

العقول إىل قبول ما هو عند الرسول،‏ وكذا عرب ابن الكامل،‏ وعبارة غره:‏ وضع إهلي<br />

سائق لذوي العقول باختيارهم املحمود إىل اخلر بالذات «.<br />

نسبه الطربيس يف جممع البيان )52/1( إىل حممد بن كعب.‏<br />

152


‏)نكتة(:‏ إنام خص يوم الدين بالذكر مع كونه مالكاً‏ لأليام كلها:‏<br />

قيل:‏ ألن األمالك يومئذ زائلة فال مُلْكَ‏ وال أمر إال له،‏ قال تعاىل:‏ ﴿ ئې<br />

ئى ئىئى ی ی ی ﴾ .<br />

وقيل:‏ ألنه ملا قال ﴿ پ پ ﴾ يريد به ملك الدنيا قال بعده<br />

﴿ ٺ ٺ ٺ ﴾ يريد به ملك اآلخرة ليجمع بني ملك الدنيا<br />

واآلخرة .<br />

إيا:‏ اسم مضمر خالفاً‏ للزجاج،‏ منصوب منفصل،‏ يليه دليل ما يراد<br />

به من متكلم وغره،‏ اسامً‏ مضافاً‏ إليه عند اخلليل واألخفش،‏ واملازين وابن<br />

مالك ، وحرفاً‏ عند الرُّ‏ ماين ومجاعة.‏<br />

- وفيه لغات:‏<br />

إِيّا:‏ بكرس اهلمزة وفتحها مع تشديد الياء.‏<br />

وإِيَا:‏ بالكرس والتخفيف.‏<br />

وهِ‏ يَّا:‏ بكرس اهلاء والتشديد.‏<br />

وهَ‏ يَا:‏ بفتحها والتخفيف .<br />

من سورة غافر،‏ اآلية 16.<br />

القوالن يف تفسر املاوردي )57/1(، وأصلهام يف الكشف والبيان )116/1(.<br />

هذا كله من التسهيل البن مالك.‏ انظره برحه 144/1.<br />

انظر يف هذا رشح التسهيل )144/1(، والدر املصون )56/1(، واملحرر الوجيز<br />

)114/1( والبحر املحيط )23/1(، واملساعد )102-102/1( وجاء يف اإلتقان،‏<br />

النوع)‏‎40‎‏(‏ )1079/3(: ‏)إيا وفيه سبع لغات قرئ هبا:‏ تشديد الياء،‏ وختفيفها =<br />

153


ونعبد:‏ فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب واجلازم عىل األصح ،<br />

مسترت فاعله،‏ مفتوح النون،‏ وكرسها هلذيل،‏ وكذا سائر حروف املضارعة،‏<br />

إال الياء وباب استفعل وافتعل .<br />

والعبادة:‏ الطاعة مع التذلل واخلضوع،‏ ومنه العبد لذلته وانقياده.‏<br />

‏)فائدة(:‏ للعبد عرة مجوع،‏ مجعها ابن مالك يف بيتني،‏ ومها:‏<br />

عبادٌ‏ عبيدٌ‏ مجعُ‏ عبدٍ‏ وأعبدٌ‏<br />

أعابدُ‏ معبوداء معبدةٌ‏ عُ‏ بُدْ‏<br />

= مع اهلمزة،‏ وإبداهلا هاء مكسورة ومفتوحة،‏ هذه ثامنية،‏ يسقط منها فتح اهلاء مع<br />

التشديد(‏ ويف مهع اهلوامع )213/1( تفصيل أكثر.‏<br />

يف الدر املصون )57-56/1(: « فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب واجلازم،‏<br />

وقيل:‏ لوقوعه موقع االسم،‏ وهذا رأي البريني...«.‏<br />

هذا يف تفسر الطويس )37/1(.<br />

يف كتابه نظم الفوائد ‏)ص 66(، واملذكور أحد عشر مجعاً،‏ وقد زاد عليها املؤلف يف<br />

كتابه قالئد الفوائد وشوارد الفرائد ‏)خمطوط(‏ فقال بعدمها:‏<br />

وقد زيد أعباد عبود عبدة<br />

وخفف بفتح والعبدان إن تشد<br />

وأعبدة عبدون ثمت بعدها<br />

عبيدون معبودا بقصر فخذ تسد<br />

وقد تكون بينها فروق تنظر يف املعجامت.‏<br />

154


كذلك عِبْدانٌ‏ وعُ‏ بْدان أثبتا<br />

كذاك العِبَّدى ِ وامدد انْ‏ شئتَ‏ أَنْ‏ متد<br />

والواو يف ﴿ ٿ ٿ ﴾ للعطف،‏ وقيل:‏ للحال.‏<br />

نستعني:‏ نطلب منك املعونة عىل عبادتك ومجيع أمورنا.‏<br />

وأصله:‏ نستعْوِ‏ ن فاستثقلت الكرسة عىل الواو فنقلت إىل العني،‏ ثم قلبت<br />

الواو ياء لسكوهنا وانكسار ما قبلها .<br />

‏)تذنيب(:‏ الستفعل معان:‏<br />

1- الطلب كام هنا .<br />

2- االختاذ،‏ نحو:‏ استعبده،‏ أي اختذه عبداً‏ .<br />

3- التحول،‏ نحو:‏ استحجر الطني،‏ أي صار حجراً‏ .<br />

- 4 وجود اليشء بمعنى ما صيغ منه،‏ نحو:‏ استعظمته،‏ أي وجدته عظيامً.‏<br />

5- عد اليشء كذلك وإن مل يكن،‏ نحو:‏ استحسنه.‏<br />

6- مطاوعة أفعل،‏ نحو:‏ أشاله فاستشىل .<br />

يف ق:‏ كذلك.‏<br />

يف ق:‏ العِبدَّ‏ ي.‏<br />

يف األصلني:‏ ال ! وهو خطأ.‏<br />

من الدر املصون )59/1(.<br />

155


7- موافقته له،‏ نحو:‏ أبل املريض واستبل .<br />

8- موافقة تفعل،‏ نحو:‏ استكرب بمعنى تكرب .<br />

9- موافقة افتعل،‏ نحو:‏ استعصم بمعنى اعتصم .<br />

10- اإلغناء عن املجرد،‏ نحو:‏ استكف واستحيى،‏ مل يلفظ هلام بمجرد<br />

استغناءً‏ هبام عنه.‏<br />

11- اإلغناء به عن فعل املجرد امللفوظ به،‏ نحو:‏ اسرتجع أي:‏ رجع.‏<br />

12- موافقة فعل:‏ كاستغنى بمعنى:‏ غني.‏ قال ذلك أبو حيان .<br />

قلتُ‏ : وأنت إذا تأملت هذه األقسام تراها تنقص عام ذكر .<br />

اهد:‏ فعل دعاء،‏ وال تقل:‏ فعل أمر تأدباً‏ ، وكذا ﴿ ې ې ﴾ <br />

مبني عىل الوقف،‏ وتسقط ألفه يف الوصل،‏ وتكرس إذا ابتدئ هبا لسكون ما<br />

بعدها .<br />

واهلدى يطلق عىل أمور :<br />

الذي قاله أبو حيان أصله كام يف البحر املحيط )23/1(، ولكن هذا اللفظ من الدر<br />

املصون )60-59/1(.<br />

زاد أبو حيان عىل هذه املعاين املذكورة.‏ انظر البحر املحيط )23/1(.<br />

قال الطويس )40/1(: اهدنا:‏ مبني عىل الوقف ألنه أمر.‏<br />

سورة البقرة،‏ اآلية . 286<br />

ها:‏ سقطت من ق .<br />

من هنا إىل قوله:‏ ‏)ونا(‏ من الدر املصون )63/1(.<br />

156


هتكم .<br />

1- الرشاد والداللة بلطف و﴿‏ ئح ئم ئى ئي ﴾ <br />

2- التقدم:‏ ومنه هوادي اخليل،‏ لتقدمها.‏<br />

3- التبيني:‏ نحو ﴿ ۇٴ ۋ ۋ ﴾ .<br />

4- اإلهلام : نحو ﴿ ثج ثم ثى ثي جح جم ﴾ أي ألهم<br />

لمصالحه .<br />

يف املصادر:‏ اإلرشاد.‏<br />

يف ز:‏ والطف،‏ ويف ق:‏ العكليف،‏ وليست يف الدر املصون،‏ ولعل الصواب ما أثبتُ‏ ،<br />

وقد جاء يف الغرة الواضحة للكافيجي ‏)ق 7(: ‏»واهلداية:‏ الداللة بلطف«،‏ ومثله يف<br />

رسالة املؤلف:‏ « الكالم عىل أول سورة الفتح«.‏<br />

وربام كانت اللفظة حمرفة عن ‏»التكليف«‏ فقد جاء يف تفسر الطويس )41/1(: « فإن<br />

قيل:‏ ما معنى املسألة يف ذلك وقد هداهم اهلل الراط املستقيم؟ » فذكر أجوبة وقال:‏<br />

« وجيوز أن يكون املراد استمرار التكليف والتعريض للثواب،‏ ألن إدامته ليست<br />

بواجبة،‏ بل هو تفضل حمض فجاز أن يرغب فيه بالدعاء «، ومثله يف جممع البيان<br />

)58/1(. وإذا صح ما مخنته كان يف الكالم سقط.‏<br />

من سورة الصافات،‏ اآلية . 23<br />

قال الراغب يف املفردات ‏)ص 835(: ‏)اهلداية داللة بلطف...‏ إن قيل:‏ كيف جعلت<br />

اهلداية داللة بلطف وقد قال اهلل تعاىل:‏ ﴿ ئح ئم ئى ئي ﴾، و﴿‏ ڎ ڈ<br />

ڈ ژ﴾‏ ‏]احلج:‏ 4[ قيل:‏ ذلك استعمل فيه استعامل اللفظ عىل التهكم مبالغة<br />

يف املعنى كقوله:‏ ﴿ ې ې ې﴾‏ ‏]آل عمران:‏ 21[(. وقال البيضاوي<br />

يف تفسره ‏)ص 4(: « واهلداية داللة بلطف،‏ ولذلك تستعمل يف اخلر،‏ وقوله تعاىل:‏<br />

﴿ ئح ئم ئى ئي ﴾ وارد عىل التهكم «.<br />

من سورة فصلت،‏ اآلية . 17<br />

كتب ناسخ ق قبلها:‏ أهلمناهم.‏ ورضب عليها.‏<br />

من سورة طه،‏ اآلية . 50<br />

يف ق:‏ ملصاحلة.‏<br />

157


5- الدعاء:‏ ومنه ﴿ ڃ ڃ ڃ ﴾ أي داع.‏<br />

‏)فائدة(:‏ قوله تعاىل:‏ ﴿ ڀ ڀ ڀ ﴾ معناه:‏ ملنا إليك،‏ وهو من<br />

هاد هيود .<br />

ونا:‏ اسم مضمر صالح للرفع والنصب واجلر متصالً،‏ ويستعمل <br />

للمتكلم ومن معه،‏ أو املعظم نفسه .<br />

والصراط:‏ الطريق الواضح،‏ والصاد لغة قريش،‏ وعامة العرب جيعلوهنا<br />

سيناً،‏ وكعب زاياً‏ .<br />

‏)فائدة(:‏ أهل احلجاز يؤنثون الصراط كالطريق،‏ والسبيل،‏ والزقاق،‏<br />

والسوق،‏ وبنو متيم يذكِّرون هذا كله.‏<br />

ومجعه:‏ رصط ككتاب وكتب .<br />

واملستقيم:‏ ضد املعوج،‏ وأصله:‏ املستقْ‏ وِ‏ م،‏ فعل به ما فعل ب ‏)نستعني(.‏<br />

واختلف يف املراد به هنا عىل أقوال:‏<br />

1- كتاب اهلل تعاىل.‏<br />

من سورة الرعد،‏ اآلية . 7<br />

من سورة األعراف،‏ اآلية . 156<br />

يف ق:‏ ومستعمل.‏<br />

من الدر املصون)‏‎61/1‎‏(.‏ وبعد ‏)نفسه(‏ يف األصلني فراغ بمقدار كلمة أو أكثر.‏<br />

هذا يف البحر املحيط)‏‎25/1‎‏(‏ وقد نقله عن الطويس.‏<br />

هذا يف البحر املحيط)‏‎25/1‎‏(‏ وقد نقله عن الطويس أيضاً.‏<br />

158


2- اإلسالم:‏ عىل معنى:‏ ثبتنا .<br />

3- رسول اهلل ﷺ وصاحباه .<br />

4- طريق إىل اجلنة يف اآلخرة .<br />

والذين:‏ اسم مبني ال حتياجه إىل صلة وعائد،‏ وإيامها عنى ابن عنني<br />

بقوله للملك املعظم حني مرض فلم يأته،‏ وانقطعت عنه صالته:‏<br />

انظرْ‏ إيلَّ‏ بعنيِ‏ موىلً‏ لم يزل<br />

يُويل النَّدى وتَلافَ‏ قبل تلايف <br />

أنا كالذي أحتاجُ‏ ما حيتاجه<br />

فاغنمْ‏ دعائي والثناءَ‏ الوايف <br />

قال ابن عطية يف املحرر )120/1(: « معنى قوهلم:‏ ‏)اهدنا(‏ فيام هو حاصل عندهم:‏<br />

طلب التثبيت والدوام.‏ وفيام ليس بحاصل إما من جهة اجلهل به أو التقصر يف<br />

املحافظة عليه:‏ طلب اإلرشاد إليه «. وعزا ابن اجلوزي القول ب:‏ ‏)ثبتنا(‏ إىل عيل<br />

وأُيبٍّ‏ . انظر:‏ زاد املسر‏‎14/1‎‏(.‏<br />

انظر تفسير املاوردي )59/1(، والطويس )42/1(، واملحرر الوجيز )119/1-<br />

120(، والبحر املحيط )27/1(.<br />

قوله:‏ ب ‏)نستعني(‏ إىل هنا كتبه ناسخ ق يف احلاشية وختمه ب:‏ صح.‏<br />

انظر الكالم عىل « تالف » يف حاشية ابن عابدين )71-70/1(.<br />

اخلرب يف ترمجة امللك املعظم يف وفيات األعيان )496/3(.<br />

وابن عنني هو الشاعر رشف الدين أبو املحاسن حممد بن نر الكويف األصل<br />

الدمشقي )630-549(، وترمجته يف الوفيات )14/5(.<br />

وامللك املعظم هو عيسى بن أيب بكر األيويب )624-578(. وعلق ابن خلكان عىل<br />

اخلرب فقال:‏ « وهذه لو وقعت ألكابر النحاة ومن هو يف ممارسته طول عمره الستعظم<br />

منه،‏ ال سيام مثل هذا امللك «.<br />

159


فأتاه وأعطاه رصة فيها دنانر وقال:‏ هذه الصلة وأنا العائد.‏<br />

وهذيل تقول فيها يف الرفع:‏ اللذون.‏ ومل يقرأ به .<br />

والنعمة ‏-بكرس النون وسكون العني - : اإلحسان واليد واملنة،‏<br />

وبالفتح:‏ التنعم ومنه ﴿ ڈ ڈ ژ ژ﴾‏ ، وبالضم:‏ املرسة .<br />

وعلى:‏ حرف جير الظاهر واملضمر،‏ وذكرت معانيه يف كتايب « كفاية ذي<br />

اهلمة يف رشح أقسام الكلمة » .<br />

وهم:‏ اسم مضمر للغائبني،‏ يصلح للرفع منفصالً،‏ والنصب واجلر<br />

متصالً‏ .<br />

‏)فائدة(:‏ يف املراد ب الذين أنعم عليهم أقوال:‏<br />

1- املالئكة.‏<br />

2- األنبياء.‏<br />

3- املؤمنون بالكتب السابقة.‏<br />

من قوله ‏»فاغنم«‏ إىل هنا سقط من ق.‏<br />

يف ق:‏ العني !.<br />

سقط الضبط من ق.‏<br />

من سورة الدخان،‏ اآلية 27.<br />

جاء يف التذنيب للرافعي ‏)ص 536( ‏)الصفحة‎4‎ من املخطوط(:‏ « جتمع النعمة عىل<br />

نعم،‏ والنعمة بالفتح:‏ التنعم،‏ والنُعمة بالضم:‏ املرسة «.<br />

مل يذكر هذا الكتاب يف يشء من الكتب التي ترمجت للسيوطي وذكرت مؤلفاته،‏ فلعله<br />

من الكتب التي غسلها ورجع عنها،‏ وقد كان هذا منه،‏ كام مر معنا يف املقدمة.‏<br />

160


4- املسلمون.‏<br />

5- رسول اهلل ﷺ ومن معه من أصحابه .<br />

6- أصحاب موسى من بني إرسائيل .<br />

غري :<br />

واملغضوب:‏ اسم مفعول من غضب يغضب غضباً،‏ وهو إرادة االنتقام،‏<br />

وأصله:‏ الشدة،‏ ومنه:‏ الغضبة للصخرة الصلبة الشديدة املركبة يف اجلبل،‏<br />

والغضوب للحية اخلبيثة،‏ والناقة العبوس .<br />

وال .<br />

والضالل .<br />

األقوال اخلمسة يف تفسر املاوردي )60-59/1(.<br />

قال ابن عطية يف املحرر )122/1(: « قال ابن عباس:‏ املنعم عليهم أصحاب موسى<br />

قبل أن يبدلوا.‏ وهذا والذي قبله سواء «، والذي قبله عنده جاء هنا برقم )3(. ولكن<br />

نصه هناك:‏ « أن املنعم عليهم مؤمنو بني إرسائيل «، وقد حكاه مكي وغره عن فرقة<br />

من املفرسين.‏<br />

بعدها يف األصلني سطر فارغ.‏ وانظر عن ‏)غر‏ البحر املحيط )28/1(، والدر<br />

املصون)‏‎71/1‎‏(.‏<br />

يف ق:‏ املغضوب.‏<br />

قوله:‏ ‏)وأصله(‏ إىل هنا يف تفسير الطويس )46/1(، وجاء يف روح املعاين لآللويس<br />

.)95/1(<br />

جاء بعدها يف األصلني نصف سطر فارغاً.‏<br />

جاء بعدها يف األصلني نصف سطر فارغاً‏ أيضاً.‏<br />

161


‏)فائدة(:‏ يف املراد باملغضوب عليهم والضالني أقوال:‏<br />

1- األول:‏ اليهود،‏ والثاين:‏ النصارى.‏<br />

2- املعاندون واملرتابون.‏<br />

3- املتظاهرون بالرياء واملتبعون للهوى.‏<br />

4- املركون واملنافقون.‏<br />

5- أئمة الكفر وأتباعهم.‏<br />

6- مَنْ‏ أسقط فرض هذه السورة يف الصالة،‏ ومَنْ‏ لم يقرأها يف الصالة.‏<br />

وهو غريب مردود .<br />

آمني:‏ اسم فعل يف معناه أقوال:‏<br />

1- اللهم استجب.‏<br />

قال الكافيجي يف الغرة الواضحة يف تفسر الفاحتة ‏)الورقة 14(: ‏»حكى السلمي قوالً‏<br />

غاىل به صاحبه،‏ وهو أن املغضوب عليهم مَنْ‏ مل يفرض الفاحتة يف الصالة،‏ والضالني<br />

مَنْ‏ ترك قراءهتا فيها.‏ ورد املاوردي بأنّ‏ ما تعارضت فيه األخبار،‏ وتقارضت فيه<br />

اآلثار،‏ وانتر فيه اخلالف،‏ يكون إطالق هذا احلكم عليه ال يطرقه اإلنصاف«.‏<br />

وقال املؤلف يف اإلتقان يف النوع )80( )2343/6(: « رأيت مَنْ‏ حكى يف تفسير<br />

قوله تعاىل:‏ ﴿ ڦ ڦ ڦ ڄ ڄ ﴾ نحو عشرة أقوال،‏ وتفسيرها<br />

باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي ﷺ،‏ ومجيع الصحابة والتابعني وأتباعهم<br />

حتى قال ابن أيب حاتم ‏)يف تفسيره 31/1 برقم‎40‎‏(:‏ ال أعلم يف ذلك اختالفاً‏ بني<br />

املفرسين «.<br />

162


2- ال ختيب رجانا .<br />

3- ال يقدر عىل هذا أحد سواك .<br />

ويبنى عىل الفتح خلفته،‏ وفيه لغات:‏<br />

1- املد وختفيف امليم من غر إمالة،‏ كقوله:‏<br />

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

<br />

ويرحم اهلل عبداً‏ قال آمينا<br />

2- املد والتخفيف مع اإلمالة.‏<br />

3- القر والتخفيف كقوله:‏<br />

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .<br />

<br />

أمني فزاد اهلل ما بيننا بعدا<br />

القوالن يف تفسير القرطبي )128/1( مع أقوال أخرى،‏ ونسب األول إىل أكثر أهل<br />

العلم،‏ ونسب الثاين إىل الرتمذي.‏ وهو احلكيم،‏ انظر:‏ الكشف والبيان )125/1(.<br />

هذا قول سهل بن عبد اهلل.‏ انظر:‏ الكشف والبيان )125/1(.<br />

أوله:‏ يارب ال تسلبني حبها أبداً.‏ وقد نسبه يف لسان العرب )27/13( إىل عمر بن<br />

أيب ربيعة،‏ وقال حمقق الدر املصون )77/1(: وليس يف ديوانه.‏<br />

وقال املؤلف يف حاشيته نواهد األبكار وشواهد األفكار ‏)الورقة ‎80‎أ(:‏ « أورده<br />

صاحب احلامسة البرية ]1279/3[ ومل يسم قائله «، وهو يف كتب متعددة منها:‏<br />

تفسر السمرقندي )84/1(، والكشف والبيان )125/1(، والكشاف )17/1(،<br />

والبيان يف غريب إعراب القرآن )42/1(، وزاد املسير )18/1(، وتفسر القرطبي<br />

.)128/1(<br />

أوله:‏ تباعد عني فطحل إذ دعوته.‏<br />

قال حمقق الدر املصون )77/1(: « مل أهتد إىل قائله،‏ وهو يف اللسان:‏ ‏)أمن(،‏ =<br />

163


وثعلب.‏<br />

4- املد والتشديد،‏ روي ذلك عن احلسن واحلسني ، وأنكره اجلوهري <br />

* * *<br />

= وابن يعيش )34/4(، ورشح األشموين )197/3(، وشواهد الكشاف<br />

)364/4(، وشذور الذهب )117(، وتفسر ابن عطية )135/1( «.<br />

قلتُ‏ : قال املؤلف يف نواهد األبكار ‏)الورقة ‎80‎أ(:‏ « قال البطليويس يف رشح الفصيح:‏<br />

هو جلبر بن األضبط «، وفيه كالم مهم عن البيت ينظر فيه.‏<br />

احلسن البري واحلسني بن الفضل.‏ انظر تفسر القرطبي )128/1(.<br />

انظر:‏ الصحاح ‏)أمن(‏ )2072/5(، وهو يف تفسير القرطبي )128/1(، والنص:‏<br />

« وتشديد امليم خطأ «.<br />

164


الباب الثالث<br />

يف ذكر ما فيها من القراءات متواتراً‏ كان أو غريه<br />

احلمد هلل:‏ قرأ اجلمهور برفع الدال وكرس الالم،‏ وقرأ رؤبة بن العجاج<br />

بنصب الدال،‏ واحلسن بكرسها،‏ وابن أيب عبلة بضم الالم .<br />

رب:‏ قرأ اجلمهور باجلر،‏ وزيد بن عيل ريض اهلل عنه بالنصب .<br />

مالك يوم الدين:‏ قرأ عاصم والكسائي ويعقوب باأللف،‏ واآلخرون بال<br />

ألف - مع كرس الالم.‏<br />

ثم أبو عمرو يدغم امليم يف ميم الرحيم.‏<br />

وقرأ ابن ميرسة و عبد الوهاب ................................<br />

قال أبو حيان عن قراءة احلسن:‏ « وهي أغرب ألن فيه إتباع حركة معرب حلركة غر<br />

إعراب،‏ واألول بالعكس،‏ ويف قراءة احلسن احتامل أن يكون اإلتباع يف مرفوع أو<br />

منصوب ويكون اإلعراب إذ ذاك عىل التقديرين مقدراً‏ منع من ظهوره شغل الكلمة<br />

بحركة اإلتباع كام يف املحكي واملدغم «.<br />

وعنه قراءة بالكرس كاحلسن أيضاً.‏ انظر البحر املحيط )18/1(، وانظر عن هذه<br />

البحر )19/1(.<br />

سقطت الواو من ق .<br />

هذا يف الكامل للهذيل،‏ كتاب فرش احلروف ‏)ق‎157‎‏(.‏ وهذه القراءة جاءت عن أيب<br />

عمرو،‏ رواية عبد الوارث بن سعيد عنه انظر:‏ اإلبانة ‏)ص 137(، واملحرر الوجيز<br />

)103/1(، وجاء يف لسان العرب )125/14(: « وهذا من اختالس أيب عمرو «.<br />

وقال ابن اجلوزي يف الزاد )13/1(: « واملشهور عن أيب عمرو ومجهور القراء:‏ ملك<br />

- بفتح امليم مع كرس الالم -«.<br />

165


وعبد الوارث : ملك بإسكان الالم.‏<br />

وعىل ما ذكر قرأ اجلمهور بجر ‏)مالك(‏ و)يوم(.‏<br />

وقرأ أبو هريرة ريض اهلل عنه:‏ مالك بالنصب.‏ وبعضهم:‏ ملك كذلك،‏<br />

وآخر:‏ مالك بالرفع.‏ وأبو حنيفة ملك بفتح الالم والكاف.‏<br />

‏]نعبد:‏ قرأ أبو جملز وأبو املتوكل[‏ ، واحلسن البري بالياء مضمومة<br />

وفتح الباء.‏<br />

اهدنا الراط املستقيم:‏ قرأ اجلمهور بالصاد،‏ ويعقوب بالسني،‏ ومحزة<br />

بإشامم الصاد زاياً‏ مع الالم،‏ واحلسن بالصاد جمرداً‏ من الالم فقال:‏ رصاطاً‏<br />

مستقيامً.‏ ورويس بالسني جمرداً‏ منوناً.‏ وقرأ بعضهم:‏ أرشدنا الصراط <br />

اجلادة .<br />

عبد الوارث بن سعيد التنوري ‏)ت:‏‎180‎‏(‏ ترمجته يف معرفة القراء الكبار )163/1(<br />

)71( وابن ميرسة هو نعيم ‏)ت‎175‎ه(‏ وترمجته يف تاريخ بغداد )303/13(،<br />

وعبد الوهاب هو ابن عطاء اخلفاف ‏)ت:‏ ‎206‎ه(‏ انظر ترمجته يف طبقات القراء<br />

.)184/1(<br />

زيادة مني عىل النسختني البد منها،‏ انظر:‏ زاد املسير )14/1(، والبحر املحيط<br />

)23/1(، والدر املصون )58/1(، ومعجم القراءات )14/1(، وانظر توجيه<br />

هذه القراءة يف البحر )24/1(.<br />

تنسب إىل ابن مسعود كام يف البحر )24/1(.<br />

هذه كلمة تفسرية كام هو واضح .<br />

166


رصاط الذين أنعمت:‏ قراءة اجلمهور،‏ وقرأ عمر ريض اهلل عنه:‏ رصاط<br />

من أنعمت .<br />

عليهم :<br />

غري املغضوب عليهم:‏ قرأ اجلمهور بجر غر،‏ وابن كثر واخلليل وابن أيب<br />

عبلة بنصبها.‏<br />

وال الضالني:‏ قراءة اجلمهور،‏ وقرأ عمر ريض اهلل عنه:‏ وغر الضالني،‏<br />

وقرأ أيوب السختياين:‏ وال الضألني باهلمز .<br />

* * *<br />

وكذلك قرأ ابن مسعود وابن الزبر وزيد بن عيل.‏ انظر البحر املحيط )28/1(.<br />

بعدها يف األصلني فراغ بمقدار ثالث كلامت،‏ وانظر ما فيها من قراءات يف البحر<br />

املحيط )27-26/1(.<br />

قال ابن عطية يف املحرر )129/1(: « كأنه فر من التقاء الساكنني «.<br />

167


الباب الرابع<br />

يف إعرابها<br />

وفيه:‏ فصالن:‏<br />

األول يف إعراب املفردات:‏<br />

احلمد:‏ بالرفع مبتدأ،‏ واجلار واملجرور خربه،‏ ومتعلقه حمذوف وجوباً،‏<br />

تقديره:‏ مستقر،‏ أو استقر،‏ عىل اخلالف املقرر يف مشاهر الكتب .<br />

وبالنصب:‏ مصدر منصوب بفعل مضمر .<br />

* * *<br />

انظر الدر املصون )38/1(.<br />

انظر الدر املصون )40/1(.<br />

وهنا تنتهي النسختان،‏ وبعد هذا أسطر فارغة،‏ قبل أن تبدأ رسالة مبتور أوهلا يف ز،‏<br />

و»‏ اجلامنة املنظومة يف اللغة » للسيوطي أيضاً‏ يف ق.‏<br />

168


املصادر<br />

- اإلبانة عن معاين القراءات ملكي بن أيب طالب ‏)ت:‏ 437 ه(،‏ حتقيق:‏<br />

د.‏ عبد الفتاح إسامعيل شلبي،‏ املكتبة الفيصلية،‏ مكة،‏ ط‎3‎ ‏)‏‎1405‎ه-‏<br />

‎1985‎م(.‏<br />

- اإلتقان يف علوم القرآن للسيوطي ‏)ت:‏ 911 ه(‏ حتقيق:‏ مركز الدراسات<br />

القرآنية يف جممع امللك فهد لطباعة املصحف،‏ املدينة املنورة،‏ ط<br />

‏)‏‎1426‎ه(.‏<br />

- إسهام اإلمام جمد الدين الفروز أبادي يف احلركة العلمية التفسرية يف زبيد من<br />

خالل كتابه:‏ « تسير فائحة األناب يف تفسير فاحتة الكتاب » لعبد احلكيم<br />

األنيس،‏ ضمن أعامل « املؤمتر األول لكلية اآلداب بجامعة احلديدة:‏ زبيد<br />

وصالهتا العلمية بالعامل العريب واإلسالمي » ‏)‏‎1423‎ه-‏‎2002‎م(.‏<br />

- اإلصابة يف متييز الصحابة البن حجر ‏)ت:‏ 852 ه(،‏ حتقيق:‏ عادل أمحد<br />

عبد املوجود وزميله،‏ دار الكتب العلمية،‏ بيروت ط‎2‎ ‏)‏‎1423‎ه-‏<br />

‎2002‎م(.‏<br />

- اإلمام احلافظ جالل الدين السيوطي معلمة العلوم اإلسالمية إلياد<br />

خالد الطباع،‏ يف سلسلة أعالم املسلمني برقم 64، دار القلم،‏ دمشق 2<br />

ط‎1417(1‎ه-‏‎1996‎م(.‏<br />

- اإلمام السيوطي وجهوده يف علوم القرآن للدكتور حممد يوسف الربجي،‏<br />

دار املكتبي،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1421‎ه-‏‎2001‎م(.‏<br />

- البحر املحيط أليب حيان ‏)ت:‏ 745 ه(،‏ مصورة مؤسسة التاريخ العريب،‏<br />

بروت.‏<br />

169


- هبجة العابدين برتمجة حافظ العر جالل الدين ‏)السيوطي(‏ لعبد القادر<br />

الشاذيل ‏)كان حياً‏ سنة ‎946‎ه(،‏ حتقيق:‏ د.‏ عبد اإلله نبهان،‏ مطبوعات<br />

جممع اللغة العربية بدمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1419‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

- البيان يف غريب إعراب القرآن أليب الربكات ابن األنباري ‏)ت:‏ ‎577‎ه(،‏<br />

حتقيق:‏ د.‏ طه عبد احلميد طه،‏ اهليئة املرية العامة للكتاب ‏)‏‎1400‎ه-‏<br />

‎1980‎م(.‏<br />

- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ‏)ت:‏ ‎463‎ه(‏ مصورة دار الفكر.‏<br />

- التبيان يف تفسير القرآن للطويس ‏)ت:‏‎460‎ه(،‏ حتقيق:‏ أمحد حبيب قصر<br />

العاميل،‏ دار إحياء الرتاث العريب.‏<br />

- التحدث بنعمة اهلل للسيوطي،‏ حتقيق:‏ إليزابث ماري سارتني،‏ مطبعة جامعة<br />

كمربدج ‏)‏‎1972‎م(.‏<br />

- التذنيب للرافعي ‏)ت:‏ ‎623‎ه(‏ نسخة مصورة يف مركز مجعة املاجد للثقافة<br />

والرتاث بديب،‏ عن نسخة مكتبة األمر فاروق بسوهاج،‏ مر.‏<br />

- تزيني األرائك يف إرسال النبي إىل املالئك للسيوطي،‏ ضمن احلاوي.‏<br />

- تفسير ابن أيب حاتم ‏)ت:‏‎327‎ ه(،‏ حتقيق:‏ أسعد حممد الطيب،‏ مكتبة نزار<br />

الباز،‏ مكة ط‎1‎ ‏)‏‎1417‎ه-‏‎1997‎م(.‏<br />

- تفسر البيضاوي ‏)ت:‏ ‎685‎ه(،‏ املطبعة العثامنية،‏ اصطنبول ‏)‏‎1329‎ه(.‏<br />

- تفسر الرازي ‏)ت:‏ ‎606‎ه(،‏ دار الفكر،‏ بروت ‏)‏‎1414‎ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

- تفسير السمرقندي ‏)ت:‏ ‎375‎ه(،‏ حتقيق:‏ عيل حممد معوض وزميله،‏ دار<br />

الكتب العلمية،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1413‎ه - ‎1993‎م(.‏<br />

170


- التوقيف عىل مهامت التعاريف للمناوي ‏)ت:‏ ‎1031‎ه(،‏ حتقيق:‏ د.‏ حممد<br />

رضوان الداية،‏ دار الفكر،‏ دمشق،‏ ط‎1410(1‎ه-‏‎1990‎م(.‏<br />

- اجلامع ألحكام القرآن للقرطبي ‏)ت:‏‎671‎ه(،‏ املطبعة املرية األوىل.‏<br />

- حاشية اجلرجاين ‏)ت:‏ ‎816‎ه(‏ عىل الكشاف ‏)مع الكشاف(،‏ دار املعرفة،‏<br />

بروت.‏<br />

- حاشية السيوطي ‏)ت:‏ ‎911‎ه(‏ عىل تفسر البيضاوي املسامة ‏)نواهد األبكار<br />

وشواهد األفكار(‏ نسخة مصورة عن نسخة املدرسة احلسنية يف املوصل.‏<br />

- حاشية ابن عابدين)ت:‏ ‎1252‎ه(،‏ حتقيق:‏ حسام فرفور،‏ دار الثقافة<br />

والرتاث،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1421‎ه-‏‎2000‎م(‏<br />

- احلاوي للفتاوي للسيوطي،‏ حتقيق:‏ حممد حميي الدين عبد احلميد،‏ مصورة<br />

املكتبة العرية،‏ بروت.‏<br />

- احلبائك يف أخبار املالئك للسيوطي،‏ صححه وعلق حواشيه عبد اهلل<br />

الصديق الغامري،‏ دار التأليف،‏ القاهرة.‏<br />

- حسن املحارضة يف تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي،‏ حتقيق:‏ حممد<br />

أبو الفضل إبراهيم،‏ دار الفكر العريب،‏ القاهرة ‏)‏‎1418‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

- احلامسة البرية لعيل بن احلسن البري ‏)ت:‏ 659 ه(،‏ حتقيق:‏ د.‏ عادل<br />

سليامن مجال،‏ مكتبة اخلانجي،‏ القاهرة،‏ ط‎1‎ )1420 ه - ‎1999‎م(.‏<br />

- الدر املصون يف علوم الكتاب املكنون للسمني احللبي ‏)ت:‏ ‎756‎ه(،‏ حتقيق:‏<br />

د.‏ أمحد حممد اخلراط،‏ دار القلم،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1408‎ه-‏‎1987‎م(.‏<br />

171


- دليل خمطوطات السيوطي وأماكن وجودها،‏ إعداد:‏ حممد بن إبراهيم<br />

الشيباين وأمحد سعيد اخلازندار،‏ منشورات مركز املخطوطات والرتاث<br />

والوثائق،‏ الكويت،‏ ط‎2‎ ‏)‏‎1416‎ه-‏‎1995‎م(.‏<br />

- روح املعاين يف تفسر القرآن العظيم والسبع املثاين لآللويس ‏)ت:‏ ‎1270‎ه(،‏<br />

مصورة دار إحياء الرتاث العريب،‏ بروت،‏ عن الطبعة املنرية.‏<br />

- رياض الطالبني عىل االستعاذة والبسملة للسيوطي ضمن جمموعة تضم<br />

)62( أثراً‏ له،‏ لدى أحد األساتذة الفضالء من فلسطني.‏<br />

- زاد املسر يف علم التفسر البن اجلوزي ‏)ت:‏ ‎597‎ه(،‏ املكتب اإلسالمي،‏<br />

بروت ط‎4‎ ‏)‏‎1407‎ه-‏‎1987‎م(.‏<br />

- رشح التسهيل البن مالك ‏)ت:‏ ‎672‎ه(،‏ حتقيق:‏ د.‏ عبد الرمحن السيد<br />

و د.‏ حممد بدوي املختون.‏ هجر للطباعة،‏ القاهرة،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1410‎ه-‏<br />

‎1990‎م(.‏<br />

- سير أعالم النبالء للذهبي ‏)ت:‏ ‎748‎ه(،‏ حتقيق:‏ جمموعة من املحققني،‏<br />

مؤسسة الرسالة،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1413‎ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

- الصحاح للجوهري ‏)ت:‏ ‎393‎ه(،‏ حتقيق:‏ أمحد عبد الغفور عطار،‏ دار<br />

العلم للماليني،‏ بروت،‏ ط‎4‎ ‏)‏‎1990‎م(.‏<br />

- الضوء الالمع للسخاوي ‏)ت:‏ 902 ه(،‏ مصورة دار الكتاب اإلسالمي،‏<br />

القاهرة.‏<br />

- طبقات القراء للذهبي،‏ حتقيق:‏ د.‏ أمحد خان،‏ مركز امللك فيصل،‏ الرياض،‏<br />

ط‎1‎ ‏)‏‎1418‎ه-‏‎1997‎م(‏<br />

172


- عقود اجلوهر يف تراجم من هلم مخسون تصنيفاً‏ فمئة فأكثر جلميل بك العظم<br />

‏)ت:‏ ‎1352‎ه(‏ املطبعة األهلية،‏ بروت ‏)‏‎1326‎ه(.‏<br />

- الغرة الواضحة يف تفسير الفاحتة للكافيجي ‏)ت:‏ 879 ه(،‏ نسخة مصورة<br />

عن نسخة مكتبة األزهر.‏<br />

- فتاوى السبكي ‏)ت:‏ ‎756‎ه(،‏ مصورة دار الباز،‏ مكة.‏<br />

- الفتاوى القرآنية للسيوطي،‏ ضمن احلاوي.‏<br />

- الفهرس الشامل للرتاث العريب اإلسالمي املخطوط ‏)علوم القرآن:‏<br />

خمطوطات التفسير وعلومه(‏ املجمع امللكي لبحوث احلضارة اإلسالمية،‏<br />

عامن ‏)‏‎1989‎م(.‏<br />

- فهرس ‏]خمطوطات[‏ دار الكتب القطرية - مل يذكر املؤلف،‏ الدوحة<br />

‏)‏‎1985‎م(.‏<br />

- فهرس مكتبة الدولة يف برلني،‏ إعداد:‏ ف.‏ ألفرد.‏ أعاد HiLdesheim إصداره<br />

يف عرة جملدات باللغة األملانية.‏<br />

- فهرس مؤلفات السيوطي مع زاد املسير يف الفهرست الصغير،‏ حتقيق:‏<br />

د.‏ يوسف املرعشيل،‏ دار البشائر اإلسالمية،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1428‎ه-‏<br />

‎2007‎م(.‏<br />

- قطف األزهار يف كشف األرسار للسيوطي،‏ حتقيق:‏ د.‏ أمحد بن حممد احلامدي،‏<br />

إصدارات وزارة األوقاف القطرية،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1414‎ه-‏‎1994‎م(.‏<br />

- قالئد الفوائد وشوارد الفرائد للسيوطي،‏ خمطوط مصور يف مركز مجعة<br />

املاجد،‏ عن نسخة دار الكتب الوطنية بباريس.‏<br />

173


- الكامل للهذيل ‏)ت:‏ ‎465‎ه(،‏ نسخة مصورة عن النسخة األزهرية.‏<br />

- الكشاف للزخمشري ‏)ت:‏ ‎538‎ه(،‏ دار الكتاب العريب،‏ بيروت،‏ ط‎1‎<br />

‏)‏‎1415‎ه-‏‎1995‎م(.‏<br />

- كشاف الظنون للحاج خليفة ‏)ت:‏ ‎1067‎ه(،‏ مصورة مؤسسة التاريخ<br />

العريب،‏ بروت.‏<br />

- الكشف والبيان للثعلبي ‏)ت:‏ ‎427‎ه(،‏ حتقيق:‏ أيب حممد بن عاشور،‏ دار<br />

إحياء الرتاث العريب،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1422‎ه-‏‎2002‎م(.‏<br />

- لسان العرب البن منظور ‏)ت:‏‎711‎ه(،‏ دار صادر،‏ بيروت،‏ ط‎4‎<br />

‏)‏‎2005‎م(.‏<br />

- جممع البيان للطربيس ‏)ت:‏ ‎538‎ه(‏ دار مكتبة احلياة،‏ بروت.‏<br />

- املحرر الوجيز البن عطية ‏)ت:‏ ‎541‎ه(،‏ حتقيق:‏ جمموعة،‏ ط‎1‎ الدوحة.‏<br />

- املخطوطات اإلسالمية يف العامل،‏ ترمجة وحتقيق عبد الستار احللوجي،‏<br />

مؤسسة الفرقان للرتاث اإلسالمي،‏ لندن ‏)‏‎1417‎ه-‏‎1997‎م(.‏<br />

- خمطوطة ترمجة العالمة السيوطي أليب عبد اهلل شمس الدين حممد الداوودي<br />

‏)ت:‏ 945 ه(‏ عرف هبا وحقق مقدمتها والباب الرابع منها الدكتور حممد خر<br />

البقاعي،‏ بحث منشور يف جملة الدرعية - السعودية،‏ السنة 3، العددين )11-<br />

12 رجب - شوال ‏)‏‎1421‎ه(‏ أكتوبر - يناير ‏)‏‎2000‎م - ‎2001‎م(.‏<br />

- املساعد عىل تسهيل الفوائد البن مالك،‏ البن عقيل ‏)ت:‏ ‎769‎ه(،‏ حتقيق:‏<br />

د.‏ حممد كامل بركات،‏ مركز البحث العلمي،‏ إحياء الرتاث اإلسالمي<br />

بمكة ‏)‏‎1400‎ه-‏‎1980‎م(.‏<br />

174


- معاين القرآن الكريم للنحاس ‏)ت:‏ 338 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد عيل الصابوين،‏<br />

مركز إحياء الرتاث اإلسالمي بمكة،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1408‎ه-‏‎1988‎م(.‏<br />

- معرتك األقران يف إعجاز القرآن للسيوطي،‏ ضبطه أمحد شمس الدين،‏ دار<br />

الكتب العلمية،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1408‎ه-‏‎1988‎م(.‏<br />

- معجم القراءات للدكتور عبد اللطيف اخلطيب،‏ دار سعد الدين،‏ دمشق<br />

ط‎1‎ ‏)‏‎1422‎ه-‏‎2002‎م(.‏<br />

- معرفة القراء الكبار للذهبي،‏ حتقيق:‏ بشار عواد معروف وآخرين،‏ مؤسسة<br />

الرسالة،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1404‎ه-‏‎1984‎م(.‏<br />

- مفردات ألفاظ القرآن للراغب األصفهاين ‏)ت يف حدود ‎425‎ه(‏ حتقيق:‏<br />

صفوان عدنان داووري،‏ دار القلم،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1412‎ه-‏‎1992‎م(.‏<br />

- مكتبة اجلالل السيوطي ألمحد الرقاوي إقبال،‏ دار الغرب،‏ الرباط<br />

‏)‏‎1397‎ه-‏‎1977‎م(.‏<br />

- من أرسار التنزيل للرازي ‏)ت:‏ ‎606‎ه(،‏ حتقيق:‏ عبد القادر أمحد عطا،‏ دار<br />

املسلم،‏ القاهرة.‏<br />

- النكت والعيون ‏)تفسير املاوردي ت:‏ 450 ه(،‏ راجعه السيد بن<br />

عبد املقصود بن عبد الرحيم،‏ دار الكتب العلمية،‏ بروت.‏<br />

- نظم الفوائد البن مالك،‏ حتقيق:‏ د.‏ سليامن بن إبراهيم العابد،‏ نر يف جملة جامعة<br />

أم القرى،‏ السنة األوىل،‏ العدد الثاين ‏)‏‎1409‎ه(.‏<br />

- هدية العارفني للبغدادي ‏)ت:‏ ‎1339‎ه(،‏ مصورة مؤسسة التاريخ العريب،‏<br />

بروت.‏<br />

175


- مهع اهلوامع يف رشح مجع اجلوامع للسيوطي،‏ حتقيق:‏ عبد السالم هارون<br />

و د.‏ عبد العال سامل مكرم،‏ دار البحوث العلمية،‏ الكويت ‏)‏‎1394‎ه-‏<br />

‎1975‎م(.‏<br />

- وفيات األعيان البن خلكان ‏)ت:‏ ‎681‎ه(،‏ حتقيق:‏ إحسان عباس،‏ دار<br />

صادر،‏ بروت.‏<br />

* * *<br />

176


الكالم على أول سورة الفتح<br />

وهو تصدير<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

)3(<br />

حتقيق ودراسة<br />

د.‏ عبد احلكيم األنيس


احلمد هلل رب العاملين،‏ وأفضل الصالة وأتم التسليم عىل سيدنا حممد<br />

وعىل آله وصحبه أمجعن.‏<br />

وبعد:‏ فهذا تصدير أي درس ألقاه اإلمام السيوطي حين صُ‏ دِّ‏ ر<br />

للتدريس،‏ يف الكالم عىل أول سورة الفتح،‏ وكان قد جتاوز الثامنة عرشة من<br />

عمره بقليل،‏ وأتناول الكالم عليه يف النقاط اآلتية:‏<br />

- وصفه:‏<br />

بدأ السيوطي هذا اجلزء بحديثه عنه،‏ وهو أنه تصدير ألقاه يوم أجلس<br />

للتدريس بحرضة شيخه علم الدين البلقيني،‏ ومجاعة من القضاة واألفاضل<br />

سنة 867 ه،‏ ثم ذكر ما طالعه عىل هذا الدرس،‏ وافتتحه بخطبة الشافعي يف<br />

كتابه الرسالة،‏ ثم ذكر أن الكالم عىل هذه اآليات سيكون من مخس جهات،‏ هي<br />

سبب النزول،‏ وعلم اللغة،‏ وعلم اإلعراب،‏ وعلم املعاين،‏ وعلم التفسري.‏<br />

ونجد يف آخر اجلزء قوله:‏ ‏»وأمّا من جهة علم التصوف«،‏ وينقطع الكالم<br />

بدون ذكر يشء.‏<br />

وقد تكلم فيه عىل اآليات الثالث األوىل من سورة الفتح،‏ وخص مغفرة<br />

ما تقَ‏ دّ‏ م وما تأخر برسالةٍ‏ سامها « املحرر «، فالعمالن يكمل أحدمها اآلخر.‏<br />

179


- توثيق نسبته:‏<br />

ذكره املؤلف لنفسه يف التحدث بنعمة اهلل ، وحسن املحارضة ،<br />

وفهرست املصنفات .<br />

- عنوانه:‏<br />

سامه املؤلف يف الكتب املذكورة:‏ الكالم عىل أول سورة الفتح،‏ ووصفه<br />

بأنه تصدير،‏ وهو ما أثبته عىل الغالف.‏<br />

- مصادره:‏<br />

ذكر السيوطي مصادره يف املقدمة،‏ وهي هذه:‏<br />

- الرسالة للشافعي ‏)ت:‏ 204 ه(.‏<br />

- الصحاح للجوهري ‏)ت:‏ 393 ه(.‏<br />

- أسباب النزول للواحدي ‏)ت:‏ 468 ه(.‏<br />

- الكشاف للزخمرشي ‏)ت:‏ 538 ه(.‏<br />

‏)ص .)117<br />

.)293/1( <br />

انظر الفهرست ضمن هبجة العابدين ‏)ص 181(، وقد جاء برقم )37(، وذكر بعده<br />

‏»املتوكيل«‏ ولكن املحقق أدمج بينهام فصار النص هكذا:‏ ‏»الكالم عىل أول سورة<br />

الفتح،‏ وهو تصدير املتوكيل«!‏ والصواب أن املتوكيل كتاب آخر .<br />

180


- تفسري ابن العريب،‏ وال أدري مَنْ‏ يقصد:‏ القايض أبا بكر ‏)املتوىف سنة<br />

543 ه(،‏ أو حميي الدين ابن عريب ‏)املتوىف سنة 638 ه(‏ ؟!‏ واألول أرجح<br />

فهو الذي يذكره وينقل عنه يف كتبه كاإلتقان مثالً.‏<br />

- ينبوع احلياة البن ظفر ‏)ت:‏ 565 ه(.‏<br />

- تفسري السجاوندي ‏)كان حياً‏ يف منتصف القرن السادس(.‏<br />

- تفسري الرازي ‏)ت:‏ 606 ه(.‏<br />

- البحر أليب حيان ‏)ت:‏ 745 ه(.‏<br />

والبد من اإلشارة إىل أنّ‏ ابن العريب وابن ظفر والسجاوندي مل يذكروا<br />

داخل النصّ‏ .<br />

- تاريخ التأليف وظروف اإللقاء:‏<br />

رصّ‏ ح املؤلف أنه ألقاه يوم الثالثاء تاسع ذي القعدة سنة 867 ه،‏<br />

فيكون قد أعدَّ‏ ه يف تلك األيام.‏ وقد حتدّ‏ ث عن ظروف إلقائه فقال:‏ ‏»ثم إن<br />

شيخنا املذكور - علم الدِّ‏ ين البُلقيني - اقتىض رأيه الرشيف أن جييزين باإلفتاء<br />

والتدريس،‏ فأجازين بذلك يف شوال سنة ستٍّ‏ وستن،‏ وكتب يل بخطه<br />

إجازة ... فلام أجازين شيخنا شيخ اإلسالم بالتدريس استأذنته يف أن أبارش<br />

الدرس بنفسي وأن يرشفني باحلضور عندي يف أول يوم كام جرت به العادة<br />

فأجاب إىل ذلك،‏ وعنّ‏ يل يوماً‏ حيرض فيه،‏ فذهبتُ‏ ورتبتُ‏ كرّ‏ اسة فيها الكالمُ‏<br />

عىل أول سورة الفتح بحسب ما وصلت إليه قدريت إذْ‏ ذاك،‏ وافتتحتُها بخطبة<br />

الرسالة لإلمام الشافعي ريض اهلل عنه،‏ اقتداءً‏ بشيخنا شيخ اإلسالم،‏ فإنّه كان<br />

إذا حرض دروس ‏»اخلشابية«‏ يفتتح درسَ‏ ‏ه هبا اقتداءً‏ بوالده وأخيه،‏ ومها كانا<br />

181


يفعالنه تربكاً‏ . وأعلمتُ‏ النّاس بأنّ‏ شيخ اإلسالم البُلْقيني حيرض إجاليس يف<br />

يوم كذا،‏ فلم يصدّ‏ ق أكثر احلسدة،‏ وذهبتُ‏ إىل مقام اإلمام الشافعي ريض اهلل<br />

عنه فدعوتُ‏ عنده وتوسلتُ‏ به يف املعونة،‏ فلامّ‏ كان يوم الثالثاء تاسع ذي القعدة<br />

سنة سبع وستن،‏ حرض شيخ اإلسالم البُلْقيني ومعه ولده وربيبُه،‏ ونوّ‏ ابُه يف<br />

احلكم،‏ ومن الفضالء والطلبة خلقٌ‏ كثري،‏ ومن احلسدة واألعداء أكثر،‏ فامتأل<br />

هبم اجلامع،‏ فصىلّ‏ شيخُ‏ اإلسالم التحية يف املحراب،‏ وصليتُ‏ خلفه،‏ وجلستُ‏<br />

بن يديه والطيلسانُ‏ مُرخى عىل عينيه فقال:‏ أين املدرّ‏ سُ‏ ؟ فقيل:‏ ها هو ذا.‏ فقال:‏<br />

تعال هنا.‏ فأجلسني عن يمينه،‏ وجلس ربيبُه القايض صالح الدين عن يساره،‏<br />

فقال:‏ هنا رَ‏ بْعَةٌ‏ تقرؤون فيها ؟ فقيل:‏ ال.‏ فقرأ سورة تبارك واإلخالص<br />

واملعوّ‏ ذتين والفاحتة ودعا داعٍ.‏ ثم قلتُ‏ : دُسْ‏ ‏تورَ‏ كُمْ‏ . فقال:‏ قل.‏ فافتتحتُ‏<br />

بخُ‏ طْبة اإلمام الشّ‏ ‏افعي - ريض اهلل عنه - فسُ‏ ّ بذلك وأعجبه،‏ ثُمّ‏ قرأتُ‏ أوّ‏ ل<br />

سورة الفتح،‏ فأعجبه أيضاً،‏ ثُمّ‏ رسدتُ‏ الكالم الذي رتبته.‏ واستمريتُ‏ بعد<br />

ذلك مالزماً‏ لدروسِ‏ شيخنا شيخ اإلسالم،‏ فلم أنفك عنه إىل أن مات » .<br />

- وصف النسخة:‏<br />

وقفتُ‏ عىل نسخة واحدة ضمن جمموع يف مكتبة األزهر،‏ برقم )979<br />

خاص(‏ و)‏‎46242‎ عام(،‏ وهو حيمل الرقم )21( ضمن رسائل هذا املجموع،‏<br />

ويقع يف الورقة )81(.<br />

قال الزخمرشي يف أساس البالغة ‏)ص 271(: « فتح العطَّار رَ‏ بْعَتَه وهي جونة الطِّيب،‏<br />

وهبا سُ‏ مِّ‏ يَتْ‏ ربعة املصحف«.‏<br />

أي أطلب إذنكم .<br />

هبجة العابدين ‏)ص 71-69(.<br />

182


وقد كتب عىل غالف املجموع أنه بخط السيوطي،‏ وال يصح ذلك،‏ كام<br />

أسلفت يف مقدمة ‏»األزهار الفائحة«،‏ وملا سيأيت يف التعليق.‏<br />

- خطة التحقيق:‏<br />

جريت عىل خطتي املعهودة يف هذه الرسائل.‏<br />

- تنويه:‏<br />

أول من نبه إىل هذا التصدير شيخ األزهر الشيخ مصطفى عبد الرازق،‏<br />

وقد استخرجه وألقاه درساً‏ بن يدي ملك مرص فاروق األول،‏ وضيفٍ‏ له هو<br />

امللك عبد العزيز آل سعود،‏ ثم نرش يف جملة األزهر مع تعليقات للشيخ عليه ،<br />

فله الفضل يف ذلك ، وقد قابلت نصه باملخطوط،‏ ونظرت يف التعليقات<br />

فظهر يل أن الشيخ ترك بعض الكلامت،‏ وقد يترصف،‏ وغريّ‏ ‏»صم«‏ إىل<br />

« صىل اهلل عليه وسلم«،‏ ومل يرش،‏ وترجم البن العريب عىل أنه الشيخ الصويف،‏<br />

وهو ترجيح منه فليس يف النص ما يدلّ‏ عىل املقصود،‏ وترجم للضحاك<br />

انظر جملة األزهر،‏ اجلزء األول من املجلد 17، بتاريخ املحرم سنة 1365 ه-‏‎1945‎م<br />

‏)ص 63-55(.<br />

ثم أعاد هذا النرش منصور عيل رجب يف كتابه ‏»األزهر بين املايض واحلارض«‏<br />

‏)ص 39-33(. وقد دلني عىل هذا التصدير ونرشه يف هذين املوضعن فضيلة الشيخ<br />

جمد مكي جزاه اهلل خرياً.‏<br />

وحين زرت مكتبة األزهر يوم اخلميس ‎1431/5/3‎ه طلبت تصوير املخطوط،‏<br />

وتم ذلك بتوجيه رئيس اإلدارة املركزية للمكتبة سعادة األستاذ مهدي شلتوت<br />

فله الشكر.‏<br />

183


- وهو ابن مزاحم - عىل أنه الضحاك بن خملد الشيباين البرصي احلافظ،‏<br />

املتوىف بالبرصة سنة ! 212<br />

ونقل ما كتب عىل غالف املجموع من أنه بخط السيوطي،‏ ومل يعلق عىل<br />

ذلك .<br />

* * *<br />

ثم أعاد نرش هذا التصدير الدكتور جماهد توفيق اجلندي يف جملة األزهر أيضاً‏ سنة<br />

1403 ه-‏‎1983‎م،‏ وكتب يف أوله قوله:‏ ‏»عثر عىل التصدير وقدّ‏ م له الدكتور<br />

جماهد توفيق اجلندي«‏ كام يف اجلزء الرابع من السنة )55(، ‏)ص 496-488( ! وقد<br />

تابع الشيخ مصطفى عبد الرازق يف عمله وجل تعليقاته،‏ وزاد عليه بنرش صورة من<br />

املخطوط.‏<br />

وقد شارك اجلندي يف الندوة التي عقدهتا املنظمة اإلسالمية للرتبية والعلوم والثقافة<br />

بالتعاون مع جامعة األزهر سنة 1413 ه-‏‎1993‎م احتفاء بذكرى مرور مخسة<br />

قرون عىل وفاة السيوطي،‏ شارك بكلمةٍ‏ عنواهنا ‏»نظام الدراسة واالمتحان وخترج<br />

األساتذة واإلجازات العلمية يف مرص السيوطي«،‏ جاء فيها قوله يف كالمه عىل<br />

خمطوطات السيوطي يف مكتبة األزهر )80-79/1(: ‏»وقد لفت نظري يف جمموعة<br />

السيوطي ‏)بخط يده(‏ رقم 204 يف متحف املكتبة تصديراً‏ ‏]كذا[‏ له يقع يف اثنن<br />

ومخسين سطراً،‏ هو أصغر مؤلفات السيوطي،‏ وهو حمارضة يف الثالث آيات األوىل<br />

من سورة الفتح،‏ ألقاها بجامع شيخون بالقاهرة أمام مجع من الشيوخ واألفاضل،‏<br />

وحصل هبا عىل إجازة يف التفسري،‏ ويعترب بحثاً‏ جديراً‏ ‏]كذا[‏ في التربية اإلسالمية،‏<br />

ستخرج صورته الخطية من مكتبة األزهر،‏ وترى النور،‏ ويصبح في متناول القراء<br />

ألول مرة منذ كتابتها بخط الشيخ السيوطي ‏]كذا[‏ رحمه الله «. ويف هذا الكالم<br />

أكثر من نظر،‏ ومن ذلك أن حصول السيوطي عىل اإلجازة كان قبل إلقاء الدرس<br />

ال بعده !<br />

184


الصفحة األوىل<br />

185


الصفحة الثانية<br />

186


الكالم على أول سورة الفتح<br />

وهو تصدير<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

)3(<br />

النص احملقق


تصدير<br />

تصدير مبارك ألقيته يوم أُجلستُ‏ للتدريس بجامع شيخو رمحه اهلل تعاىل،‏<br />

بحرضة شيخنا قايض القضاة شيخ اإلسالم علم الدين البُلقيني ومجاعة من<br />

القضاة واألفاضل،‏ وذلك يوم الثالثاء تاسع ذي القعدة سنة ، 867 وقد<br />

مىض من عمري ثامين عرشة سنة وأربعة أشهر وثامنية أيام .<br />

احلمد هلل،‏ طالعتُ‏ عىل هذا التصدير ‏»الكشاف«،‏ و»تفسير«‏ اإلمام<br />

الرازي،‏ و»تفسير«‏ اإلمام ابن العريب،‏ و»البحر«‏ أليب حيان،‏ و»أسباب<br />

النزول«‏ للواحدي،‏ و»تفسير«‏ السجاوندي ، و»ينبوع احلياة«‏ البن ظفر ،<br />

و»صحاح«‏ اجلوهري.‏<br />

واخلطبة إىل آخر الصالة من كالم اإلمام الشافعي ريض اهلل عنه .<br />

هو اإلمام علم الدين صالح بن شيخ اإلسالم رساج الدين عمر البلقيني،‏ ولد سنة<br />

791 ه.‏ وتوىل القضاء األكرب يف سنة 826 ه،‏ ألف تفسري القرآن،‏ تويف سنة<br />

868 ه.‏ انظر:‏ طبقات املفسين للداودي )220/1(.<br />

يوافق 27 يوليو سنة ‎1463‎م.‏ أفاده الشيخ مصطفى عبد الرازق.‏<br />

ألن السيوطي ولد بالقاهرة ليلة مستهل رجب سنة 849 املوافق 3 أكتوبر سنة<br />

‎1445‎م.‏ أفاده الشيخ مصطفى كذلك.‏<br />

هو املفسر املقرئ النحوي حممد بن طيفور،‏ أبو عبد اهلل السجاوندي الغزنوي،‏ له<br />

تفسري حسن،‏ كان يف وسط املئة السادسة.‏ انظر:‏ طبقات املفسين )160/2(.<br />

هو حجة الدين حممد بن عبد اهلل بن حممد بن ظفر املكي الصقيل،‏ تويف بحامة سنة<br />

565 ه.‏ انظر:‏ طبقات املفسين )171/2(.<br />

189


﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پڀ ڀ ڀ ڀ<br />

ٺ ٺ﴾،‏ واحلمد هلل الذي ال يُؤَ‏ دَّى شكرُ‏ ٍ نعمة من نعمه إال بنعمةٍ‏<br />

منه،‏ توجب عىل مؤدِّي مايض نعمه بأدائها نعمةً‏ حادثة جيبُ‏ عليه شكره<br />

هبا،‏ وال يبلغ الواصفون كنه عظمته،‏ الذي هو كام وصف نفسه،‏ وفوق ما<br />

يصفه به خلقه.‏<br />

أمحده محداً‏ كام ينبغي لكرمِ‏ وجهه وعزِّ‏ جالله،‏ وأستعينه استعانة مَنْ‏ ال<br />

حول له وال قوة إال به.‏ وأستهديه هبداه الذي ال يضل به مَنْ‏ أنعم به عليه.‏<br />

وأستغفره ملا أزلفتُ‏ وأخرت استغفارَ‏ مَنْ‏ يقر بعبوديته،‏ ويعلم أنه ال يغفر<br />

ذنبه وال ينجيه منه إال هو . وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال رشيك له،‏ وأنّ‏<br />

حممداً‏ عبده ورسوله.‏<br />

صىل اهلل عليه وعىل آله كام صىل عىل إبراهيم وآل إبراهيم إنه محيد جميد ؛<br />

وريض اهلل عن السّ‏ ‏ادة الصحابة أمجعن،‏ وعن إمامنا اإلمام الشافعي املطلبي<br />

وسائر األئمة،‏ وعن سيدنا وموالنا شيخ اإلسالم ووالده شيخ اإلسالم،‏<br />

وسائر مشاخينا،‏ والسادة احلارضين،‏ ومجيع املسلمن .<br />

ليست يف الرسالة .<br />

يف األصل:‏ زلفت .<br />

الرسالة ‏)ص 8-7(، ثم ‏)ص 17(.<br />

جاء هنا يف األصل:‏ « قوله سيدنا وموالنا،‏ أقول هو شيخنا علم الدين البلقيني ابن<br />

الشيخ رساج الدين «. ومن الواضح أن هذا كان تعليقاً‏ أدخله الناسخ يف املتن!‏<br />

190


أمّ‏ ا بعد:‏<br />

فقد قال اهلل تعاىل:‏ ﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ<br />

ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ﴾ .<br />

الكالم عىل هذه اآلية من جهات:‏<br />

األوىل:‏ سبب النزول ومكانه وزمنه.‏ الثانية:‏ علم اللغة.‏ الثالثة:‏ علم<br />

اإلعراب.‏ الرابعة:‏ علم املعاين.‏ اخلامسة:‏ علم التفسر .<br />

أقول:‏ قدَّ‏ متُ‏ أوالً‏ الكالم عىل النزول وما يتعلق به،‏ ومناسبةُ‏ تقديمه<br />

ظاهرةٌ،‏ وثنيّتُ‏ باللغة وقدمتُها عىل اإلعراب،‏ ألهنا تبين املعنى،‏ واإلعراب<br />

فرعُ‏ ‏هُ،‏ ومتوقف عىل معرفته،‏ وثلَّثتُ‏ باإلعراب وقدمته عىل املعاين الذي هو<br />

ثمرة اإلعراب،‏ ثم تاله املعاين،‏ وملا انتهيت من األدوات ذكرتُ‏ املقصود<br />

بالذات من اآلية،‏ وهو التفسري وبيان املراد،‏ ثم ختمت بالنهاية وهو علم<br />

التصوف،‏ وهذا ترتيب حسن لطيف .<br />

اكتفى يف األصل هبذا،‏ وقال:‏ إىل عزيزاً‏ .<br />

من سورة الفتح:‏ اآليات 3-1 .<br />

جاء هنا يف األصل:‏ « قويل الكالم عىل هذه اآلية من جهات:‏ األوىل:‏ سبب النزول،‏<br />

الثانية إىل آخره » ! والظاهر أنّه عنوان جانبي أدرجه الناسخ يف املتن.‏<br />

وهذا تصور ممتاز عن منهج اإللقاء والتأليف،‏ يدلّ‏ عىل وعي مبكر وفكر منظم.‏<br />

191


أمَّ‏ ا سبب النزول وما يتعلق به:‏<br />

فقال اإلمام أبو احلسن الواحدي رمحه اهلل:‏ رُ‏ ويَ‏ عن ابن عباس أنه ملا<br />

نزل قوله تعاىل:‏ ﴿ ک ک ک ک گ گ گ ﴾ ، قال املرشكون:‏ كيف<br />

ندخل يف دينك وأنت ال تدري ما يُفعل بك وبمن اتبعك؟ فنزل قوله تعاىل:‏<br />

﴿ ٱ ٻ ٻ ﴾ إىل آخره .<br />

قوله:‏ رُ‏ وي عن ابن عباس .. إلخ.‏ أقول:‏ قول ابن عباس هذا حكمه<br />

حكم املرفوع.‏<br />

ورُ‏ وي أنه ملا نزل:‏ ﴿ پ پ پ ﴾ قال له أصحابه:‏ هنيئاً‏ لك يا رسول اهلل<br />

اجلنة لك ! فام لنا ؟ فنزل:‏ ﴿ ڍ ڍ ڌ ڌ ﴾ إىل آخره ، وملا<br />

نزل:‏ ﴿ ٺ ٺ ٿ ﴾ قالوا كذلك،‏ فنزل:‏ ﴿ چ چ چ ڇ ﴾ ،<br />

وملا نزل:‏ ﴿ ٹ ٹ ٹ ڤ ﴾، قالوا كذلك،‏ فنزل:‏ ﴿ ھ ھ ھ ے<br />

ے ﴾ .<br />

من سورة األحقاف:‏ اآلية . 9<br />

أسباب النزول ‏)ص 608( باختالف يسري.‏<br />

احلديث إىل هنا بدون لفظ ‏»اجلنة لك«‏ رواه البخاري )1530/4( برقم )3939(.<br />

وانظر:‏ الدر املنثور )471/13(.<br />

من سورة املائدة:‏ اآلية . 3 ويف املذكور نقاش.‏<br />

من سورة الروم:‏ اآلية . 47 وهي مكية ، وأمّا آية الفتح فقد نزلت يف العودة من<br />

احلديبية !<br />

192


ورُ‏ وي أن قوله تعاىل:‏ ﴿ ٱ ٻ ٻ ﴾ إىل آخره نزل بين مكة واملدينة يف<br />

شأن احلديبية.‏ قال أنس ريض اهلل تعاىل عنه:‏ ملا رجعنا من احلديبية،‏ وقد حيل<br />

بيننا وبين نُسُ‏ ‏كنا ونحن باحلزن والبكاء،‏ أنزل اهلل تعاىل:‏ ﴿ ٱ ٻ ٻ ﴾ إىل<br />

آخره،‏ فقال رسول اهلل ﷺ : « لقد أُنزل عليّ‏ آية هي أحب إليّ‏ من الدنيا وما<br />

فيها » . ويف رواية:‏ « مما طلعتْ‏ عليه الشمس » .<br />

ويف الصحيح أنه نزل ليالً‏ .<br />

وأمّ‏ ا ما يتعلق باآلية من جهة اللغة:‏<br />

فقال اإلمام أبو نرص اجلوهري يف صحاحه:‏<br />

« الفتح يطلق عىل النرص وعىل احلكم،‏ ومنه:‏ ﴿ ک ک ک گ<br />

گ ﴾ «، وعىل املاء جيري من عن أو غريها .<br />

واملبين مِ‏ نْ‏ أبان الشيء،‏ إذا أوضحه،‏ ومنه بان،‏ أي اتضح،‏ واستبان أي<br />

ظهر،‏ واستبنته أي عرفته،‏ والتبين اإليضاح والوضوح أيضاً.‏ والبيان الفصاحة<br />

وما به يتبن اليء من داللة وغريها.‏ ومبن أيضاً‏ اسم ماء،‏ قال الشاعر:‏<br />

يا رِ‏ يَّ‏ ا اليوم عىل مبن .....................<br />

كتبها الناسخ هنا ويف غري موضع:‏ صم .<br />

رواه مسلم )1413/3( برقم )1786(. وآخرون.‏ انظر:‏ الدر املنثور )471/13(.<br />

رواها البخاري )1531/4( برقم )3943(.<br />

من سورة األعراف:‏ اآلية . 89<br />

ينظر:‏ الصحاح )389/1(.<br />

193


أي يا ريّ‏ ناقتي عىل هذا املاء .<br />

واملغفرة من الغفر وهو السرت والتغطية،‏ ومنه غفرت املتاع جعلته يف<br />

الوعاء.‏ واملِغفَر زَ‏ رد ينسج من الدروع عىل قدر الرأس يلبس حتت القلنسوة،‏<br />

ويقال من هذه املادة:‏ استغفر اهلل لذنبه ومن ذنبه وذنبَه،‏ والفعل غفَر يغفر،‏ وجاء<br />

يف لغةٍ‏ غَ‏ ف ِ ر يغفر،‏ واملصدر مغفرة وغفراناً‏ وغفراً،‏ وجاء يف لغة غفَراً‏ .<br />

والذنب اجلرم،‏ والفعل منه أذنب ..... .<br />

والنعمة اليد والصنيعة،‏ وكذلك النُّعْمَ‏ ‏ى والنعامء والنعيم.‏ ويقال:‏ فالن<br />

واسع النعمة،‏ أي واسع املال .<br />

واهلدى يطلق عىل أمور:‏<br />

أحدها:‏ خَ‏ لْقُ‏ االهتداء،‏ ومنه:‏ ﴿ ک ک ک گ گ ﴾ .<br />

الثاين:‏ الداللة بلطف،‏ ومنه:‏ ﴿ ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ﴾ .<br />

ينظر:‏ الصحاح )2083-2082/5(.<br />

ينظر:‏ الصحاح )771-770/2(.<br />

ينظر:‏ الصحاح )129/1(.<br />

هنا يف األصل فراغ بمقدار كلمتن.‏<br />

ينظر:‏ الصحاح )2041/5(.<br />

من سورة القصص،‏ اآلية . 56<br />

من سورة الشورى،‏ اآلية . 52<br />

194


الثالث:‏ التقدم،‏ ومنه هوادي اخليل لتقدمها.‏<br />

الرابع:‏ التبين،‏ ومنه:‏ ﴿ ۇٴ ۋ ۋ ﴾ كذا قيل،‏ ويظهر يل أن<br />

هذا متحد مع الثاين.‏<br />

اخلامس:‏ اإلهلام،‏ ومنه:‏ ﴿<br />

ثج ثم ثى ثي جح جم ﴾ أي أهلم<br />

ملصاحله.‏<br />

السادس:‏ الدعاء،‏ ومنه:‏ ﴿ ڃ ڃ ڃ ﴾ ، أي داع.‏<br />

والرصاط هو الطريق الواضح،‏ والصاد لغة قريش،‏ وعامة العرب<br />

جيعلوهنا سيناً،‏ وكعب جيعلوهنا زاياً،‏ وأهل احلجاز يؤنثونه كالطريق والسبيل<br />

والزقاق والسوق،‏ وبنو متيم يذكّ‏ رون هذا كله.‏ ومجعه رصُ‏ ُ ط ككتاب وكُتب.‏<br />

واملستقيم ضد املعوج.‏<br />

والنرص مصدر نَرصَ‏ َ هُ‏ عىل عدوه ينرصه،‏ واالسم منه النُّرصْ‏<br />

الغيثُ‏ األرض أي غاثها.‏ ونرصت األرض أي مطرت .<br />

ة.‏ ويقال:‏ نرص<br />

والعزيز هو الغالب،‏ ويطلق عىل املحتاج إليه القليل الوجود.‏<br />

من سورة فصلت،‏ اآلية . 17<br />

من سورة طة،‏ اآلية . 50<br />

من سورة الرعد:‏ اآلية . 7<br />

ينظر:‏ الصحاح )829/2(.<br />

195


وأمّ‏ ا ما يتعلق هبا من جهة اإلعراب:‏<br />

فقوله ﴿ پ پ پ ﴾ اختلف يف الالم هنا،‏ فقال صاحب ‏»الكشاف«‏<br />

رمحه اهلل:‏ للتعليل.‏ ثم قال:‏ فإن قلتَ‏ : كيف جعل فتح مكة علة للمغفرة؟<br />

قلتُ‏ : مل جيعل علة للمغفرة ولكن الجتامع ما عدد من األمور األربعة،‏ وهي:‏<br />

املغفرة وإمتام النعمة وهداية الرصاط املستقيم والنرص العزيز.‏<br />

وأجاب بجواب آخر،‏ وهو أنه جيوز أن يكون فتح مكة،‏ من حيث إنه<br />

جهاد للعدو،‏ سبباً‏ للغفران والثواب .<br />

قوله:‏ وأجاب ‏..إلخ،‏ أقول:‏ هذا اجلواب عىل تسليم أنه جعل علة <br />

للمغفرة .<br />

وأجاب اإلمام فخر الدين بجوابن غري هذين .<br />

وقيل:‏ الالم هنا للعاقبة ؛ واملراد أن اهلل فتح لك لكي جيعل لك عالمة<br />

لغفرانه لك.‏<br />

وقيل:‏ هي الم القسم،‏ وكست حلذف النون من الفعل لشبهها بالم كي.‏<br />

ورُ‏ دَّ‏ هذا الوجه بأن الم القسم ال تكسر وال ينصب هبا،‏ ولو جاز<br />

هذا جلاز:‏ لِيقومَ‏ زيدٌ‏ يف معنى:‏ ليقومن زيد.‏ قال أبو حيان يف ‏»البحر«‏ جميباً‏<br />

انظر:‏ الكشاف )332/4(.<br />

يف األصل:‏ مكة . وهو حتريف .<br />

انظر تفسريه )79/28(.<br />

196


عن هذا الردّ:‏ أما الكس فقد عُ‏ لِّلَ‏ بأنه لشبهه بالم كي،‏ وأمّا النصب فله أن<br />

يقول:‏ ليس هذا نصباً،‏ لكنها احلركة التي تكون مع وجود النون بقيت بعد<br />

حذفها داللة عىل احلذف.‏<br />

ثُمّ‏ قال:‏ وبعد،‏ فهذا القول ليس بيء،‏ إذ ال حيفظ من كالمهم واهلل لنقوم،‏<br />

وال باهلل ليخرج زيد،‏ بكس الالم وحذف النون وبقاء الفعل مفتوحاً‏ .<br />

وأمّ‏ ا ما يتعلق هبا من جهة املعاين:‏<br />

ففي قوله:‏ ﴿ ٱ ٻ ﴾، وقوله:‏ ﴿ پ پ پ ﴾ التفات من التكلم إىل<br />

الغيبة،‏ ونكتته أنه ملا كان الغفران وإمتام النعمة واهلداية والنرص يشرتك يف<br />

إطالقها الرسول ﷺ ، وغريه بقوله:‏ ﴿ ہ ھ ھ ھ ھ ےے ﴾ ، وقوله:‏<br />

﴿ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ﴾ ، وقوله:‏ ﴿ ٿ ٿ ٿ ﴾ ،<br />

وقوله:‏ ﴿ ڭ ڭ ۇ ﴾ ، ومل يكن الفتح ألحد إال للرسول،‏ أسنده<br />

تعاىل إىل نون العظمة تفخيامً‏ لشأنه،‏ وأسند تلك األشياء األربعة إىل الظاهر،‏<br />

واشرتكت اخلمسة يف اخلطاب له ﷺ ، تأنيساً‏ له وتعظيامً‏ لشأنه،‏ ومل يؤت باالسم<br />

الظاهر،‏ ألن يف اإلقبال عىل املخاطب ما ال يكون يف االسم الظاهر .<br />

البحر املحيط )90/8(.<br />

من سورة النساء،‏ اآلية . 48<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 40<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية 142.<br />

من سورة الصافات،‏ اآلية . 172<br />

قوله:‏ « ملا كان الغفران » إىل هنا من البحر املحيط )90/8(.<br />

197


ويف قوله:‏ ﴿ ٹ ڤ ﴾ إسناد العزة إىل النرص،‏ وهو جماز،‏ فالعزيز حقيقة<br />

هو املنصور ﷺ،‏ وقيل:‏ فيه جماز احلذف،‏ والتقدير:‏ « عزيزاً‏ صاحبه «. وأعيد<br />

لفظ اهلل يف:‏ ﴿ ٹ ٹ ﴾ ملّا بعُد عام عطف عليه،‏ وليكون املبدأ مسنداً‏ إىل<br />

االسم الظاهر،‏ واملنتهى كذلك .<br />

قوله:‏ التفات إلخ،‏ أقول:‏ مل يذكر ذلك يف ‏»الكشاف«،‏ وأشار إليه أبو<br />

حيان يف ‏»البحر«‏ تلوحياً‏ ال ترصحياً.‏<br />

قوله:‏ وقيل فيه جماز احلذف،‏ أقول:‏ هذا من تعبريي وترصيفي.‏<br />

وأمّ‏ ا ما يتعلق هبا من جهة التفسر:‏<br />

قوله:‏ ﴿ ٱ ٻ ﴾ يف املراد بالفتح هنا أقوال:‏<br />

أحدها:‏ فتح مكة،‏ واختاره أبو بكر الرازي من اجلميع ،<br />

وأبو حيان .<br />

والثاين:‏ عام احلديبية عند انفكاكه منها.‏<br />

ينظر:‏ البحر املحيط )90/8(.<br />

كذا،‏ واملذكور يف ترمجته:‏ أبو عبد اهلل.‏ انظر:‏ طبقات املفسين )216/2(.<br />

انظر:‏ تفسريه )78/28(.<br />

انظر:‏ البحر املحيط )89/8(.<br />

لعلّ‏ األَ‏ وْ‏ لى أن يقال:‏ صلح احلديبية.‏ انظر تفاسري اآلية،‏ ومنها تفسري أيب السعود<br />

.)104-103/8(<br />

198


والثالث - قاله جماهد -: فتح خيرب،‏ ويف بعض اآلي ما يدل عليه.‏<br />

والرابع:‏ قال الضحاك:‏ املراد فتح اهلل له باإلسالم والنبوة والدعوة واحلجة<br />

والسيف،‏ وال فتح أبن منه،‏ وأعظم،‏ وهو رأس الفتوح كلها،‏ إذ ال فتح من<br />

فتوح اإلسالم إال وهو عنه ومشتق منه.‏<br />

اخلامس:‏ قال غريه:‏ املراد نرص اهلل عىل أهل مكة أنك تدخلها أنت<br />

وأصحابك من قابل لتطوفوا بالبيت.‏<br />

قوله:‏ ﴿ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ﴾:<br />

قال ابن عباس:‏ ما تقدم قبل النبوة،‏ وما تأخر بعدها.‏<br />

وقال غريه:‏ ما وقع وما مل يقع،‏ عىل طريق الوعد بأنه مغفور له.‏<br />

وقال سفيان : ما تأخر:‏ هو ما مل يعمله .<br />

وقال آخر:‏ املتقدم واملتأخر معاً‏ ما كان قبل النبوة.‏<br />

يف األصل ما صورته:‏ ! وأثبته الشيخ مصطفى عبد الرزاق:‏ بعض اآلي.‏<br />

يف األصل:‏ والفتح.‏ وعلق الشيخ مصطفى عبد الرازق عليه بقوله:‏ لعله « وال فتح »<br />

كام جاء يف تفسري أيب السعود ]104/8[.<br />

بعدها كلمة مل أتبينها،‏ وجعلها الشيخ مصطفى عبد الرازق:‏ تعاىل . وليست كذلك.‏<br />

هو الثوري كام يف الكشف والبيان )42/9(.<br />

يف األصل:‏ يعلمه !<br />

199


وقال آخر:‏ تأكيد للمبالغة كام تقول:‏ أحبّك مَنْ‏ عرفك ومَنْ‏ مل يعرفك.‏<br />

وقال آخر:‏ ﴿ ڀ ڀ ڀ ڀ ﴾ يعني من ذنب أبيك آدم وحواء،‏ ﴿ ٺ<br />

ٺ ﴾ ذنوب أمتك.‏<br />

وقال آخر:‏ املعنى لو كان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه .<br />

قوله:‏ ﴿ ٺ ٺ ٿ ﴾:<br />

قيل:‏ بالنبوة واحلكمة.‏<br />

وقيل:‏ بفتح مكة والطائف وخيرب.‏<br />

وقيل:‏ بخضوع من استكرب.‏<br />

والصحيح بدخول اجلنة .<br />

قوله:‏ ﴿ ٿ ﴾ املراد:‏ يثبتك عىل اهلدى كام يف قوله ﴿ ٱ ٻ ٻ<br />

ٻ﴾‏ ، ﴿ چ چ چ ڇ﴾‏ ، وأمثال ذلك.‏<br />

قوله:‏ ﴿ ٿ ٿ ﴾ املراد به هنا اإلسالم .<br />

وانظر رسالة ‏»املحرر«‏ للمؤلف اآلتية،‏ ففيها تفصيل القول يف هذه اآلية.‏<br />

من سورة األحزاب،‏ اآلية . 1<br />

من سورة النساء،‏ اآلية 136، وقوله ‏»آمنوا«‏ مل تكن يف األصل،‏ وقد أثبتها الشيخ<br />

مصطفى عبد الرازق.‏<br />

200


وأمّا من جهة علم التصوف ..<br />

آخر الرسالة.‏<br />

* * *<br />

هنا يف األصل فراغ بحدود سطرين.‏<br />

وقد قال الشيخ مصطفى عبد الرازق يف مقدمته عىل هذا التصدير:‏<br />

« وإذا كان مل يصل إلينا ما كتبه السيوطي يف تصديره عن التصوف،‏ فإنّ‏ بعض<br />

املؤلفين أشار يف حتديد معاين الفتح إىل معنى هو أقرب إىل معاين الصوفية.‏<br />

قال الراغب يف كتابه ‏»املفردات يف غريب القرآن«‏ ‏]ص 621[: « وقوله<br />

﴿ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ﴾،‏ قيل:‏ عنى فتح مكة،‏ وقيل:‏ بل عنى ما فتح عىل النبي ﷺ من<br />

العلوم واهلدايات التي هي ذريعة إىل الثواب،‏ واملقامات املحمودة التي صارت سبباً‏<br />

لغفران الذنوب «، ولعل هذا املعنى هو الذي عربّ‏ عنه بعضُ‏ املفسين باإلهلام «.<br />

201


املصادر<br />

- األزهر بين املايض واحلارض ملنصور عيل رجب،‏ مطبعة املقتطف<br />

واملقطم،‏ القاهرة ‏)‏‎1946‎م(.‏<br />

- أساس البالغة للزخمرشي ‏)ت:‏ 538 ه(،‏ حتقيق:‏ مزيد نعيم وشوقي<br />

املعري،‏ مكتبة لبنان نارشون،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1998‎م(.‏<br />

- أسباب نزول القرآن للواحدي ‏)ت:‏ 468 ه(،‏ حتقيق:‏ ماهر ياسين<br />

الفحل،‏ دار امليامن،‏ الرياض،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1426‎ه-‏‎2005‎م(.‏<br />

- اإلمام جالل الدين السيوطي:‏ االحتفاء بذكرى مرور مخسة قرون<br />

عىل وفاته « بحوث الندوة التي عقدهتا املنظمة اإلسالمية بالتعاون مع جامعة<br />

األزهر:‏ القاهرة،‏ 13-11 شوال 1413 ه/‏‎5-3‎ أبريل ‎1993‎م «، نرش<br />

املنظمة اإلسالمية للرتبية والعلوم والثقافة - إيسيسكو،‏ مطبعة إليت،‏ الرباط<br />

)1416 ه-‏‎1995‎م(.‏<br />

- البحر املحيط أليب حيان ‏)ت:‏ 745 ه(،‏ تصوير دار إحياء الرتاث<br />

العريب،‏ بريوت،‏ ط‎2‎ ‏)‏‎1411‎ه-‏‎1990‎م(.‏<br />

- هبجة العابدين برتمجة حافظ العرص جالل الدين ‏)السيوطي(‏ لعبد القادر<br />

الشاذيل ‏)كان حياً‏ سنة ‎946‎ه(،‏ حتقيق:‏ عبد اإلله نبهان،‏ مطبوعات جممع<br />

اللغة العربية بدمشق،‏ ط‎1‎‏،‏ ‏)‏‎1419‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

202


- التحدث بنعمة اهلل للسيوطي ‏)ت:‏ 911 ه(،‏ حتقيق:‏ اليزابث ماري<br />

سارتن،‏ مطبعة جامعة كامربدج ‏)‏‎1972‎م(.‏<br />

- تفسري أيب السعود ‏)ت:‏ ‎951‎ه(،‏ تصوير دار إحياء الرتاث العريب،‏<br />

بريوت،‏ ط‎4‎ ‏)‏‎1414‎ه-‏‎1994‎م(.‏<br />

- تفسري الرازي ‏)ت:‏ 606 ه(،‏ دار الفكر،‏ بريوت )1414 ه -<br />

‎1993‎م(.‏<br />

- حسن املحارضة يف تاريخ مرص والقاهرة للسيوطي،‏ حتقيق:‏ حممد أبو<br />

الفضل إبراهيم،‏ دار الفكر العريب،‏ القاهرة ‏)‏‎1418‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

- الدر املنثور يف التفسري املأثور للسيوطي،‏ حتقيق:‏ عبد اهلل الرتكي ومركز<br />

هجر،‏ القاهرة،‏ ط‎1‎‏،‏ ‏)‏‎1424‎ه-‏‎2003‎م(.‏<br />

- الرسالة للشافعي ‏)ت:‏ 204 ه(،‏ حتقيق:‏ أمحد حممد شاكر،‏ تصوير دار<br />

الفكر،‏ بريوت.‏<br />

- الصحاح للجوهري ‏)ت‎393‎ه(،‏ حتقيق:‏ أمحد عبد الغفور عطار،‏ دار<br />

العلم للمالين،‏ بريوت،‏ ط‎4‎ ‏)‏‎1990‎م(.‏<br />

- صحيح البخاري ‏)ت:‏ 256 ه(،‏ طبعة مصطفى البغا،‏ دار ابن كثري،‏<br />

دمشق،‏ ط‎5‎ )1414 ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

203


- صحيح مسلم بن احلجاج ‏)ت:‏ 261 ه(،‏ طبعة حممد فؤاد عبد الباقي،‏<br />

مصورة دار الكتب العلمية،‏ بريوت ‏)‏‎1413‎ه-‏‎1992‎م(.‏<br />

- طبقات املفسين للداوودي ‏)ت:‏ ‎945‎ه(،‏ دار الكتب العلمية،‏<br />

بريوت.‏<br />

- الكشَّ‏ ‏اف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل يف وجوه التأويل<br />

للزخمرشي ‏)ت:‏‎538‎ه(،‏ دار الكتاب العريب،‏ بريوت،‏ ط‎1‎‏،‏ ‏)‏‎1415‎ه-‏<br />

‎1995‎م(.‏<br />

- الكشف والبيان للثعلبي ‏)ت:‏ ‎427‎ه(،‏ حتقيق:‏ أيب حممد بن عاشور،‏<br />

دار إحياء الرتاث العريب،‏ بريوت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1422‎ه-‏‎2002‎م(.‏<br />

- جملة األزهر،‏ اجلزء األول،‏ املجلد 17، املحرم سنة ‏)‏‎1365‎ه-‏<br />

‎1945‎م(.‏<br />

- جملة األزهر،‏ اجلزء الرابع،‏ السنة )55(، ربيع اآلخر سنة )1403 ه-‏<br />

‎1983‎م(.‏<br />

- مفردات ألفاظ القرآن للراغب األصفهاين ‏)ت يف حدود 425<br />

ه(،‏ حتقيق:‏ صفوان عدنان داوودي،‏ دار القلم،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1412‎ه-‏<br />

‎1992‎م(.‏<br />

* * *<br />

204


)4(<br />

ميزان املعدلة<br />

يف<br />

شأن البسملة<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

حتقيق ودراسة<br />

د.‏ عبد احلكيم األنيس


احلمد هلل رب العاملين،‏ وأفضل الصَّ‏ الة وأتم التسليم عىل سيدنا حممد<br />

وعىل آله وصحبه أمجعن.‏<br />

وبعد:‏ فهذه « ميزان املعدلة يف شأن البسملة «، وهي من رسائل<br />

السيوطي القرآنية،‏ التي أبدى فيها اختياراً‏ له يف مسألة كثر فيها االختالف،‏<br />

وأتناول الكالم عليها حتت العناوين اآلتية:‏<br />

- وصفها:‏<br />

كان للسيوطي اختيارات فقهية،‏ وقد ذكرها عىل وجه االختصار يف كتابه<br />

« التحدث بنعمة اهلل » وبسطها بأدلتها يف كتابه « حواشي الروضة «، ومن هذه<br />

االختيارات:‏ رأي في مسألة البسملة،‏ فقد ذهب - كما يقول - إلى أن إثبات<br />

البسملة من الفاتحة ومن كل سورة بالقطع ال بالظن،‏ ونفيها كذلك بالقطع<br />

ال بالظن،‏ كسائر الحروف الثابتة في بعض القراءات دون بعض،‏ فهي نازلة<br />

في حرف دون حرف،‏ وكالهما قطعي الثبوت واإلسقاط «، قال:‏ « وفي هذه<br />

المسألة تأليف سميته:‏ ميزان المعدلة » .<br />

وبنى على ذلك أن البسملة ال تجب قراءتها في الصالة،‏ وأنه لو قرأ<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 229( .<br />

207


الفاتحة بدونها صحت صالته.‏ فهذه الرسالة تتولى بيان ذلك،‏ واالستدالل له،‏<br />

وقد أفاد السيوطي ممن سبقه،‏ وخرج برأي جديد يخالف قول الشافعي.‏<br />

- توثيق النسبة:‏<br />

ذكرها السيوطي لنفسه في كتابه المذكور،‏ ضمن القسم الرابع من<br />

مؤلفاته،‏ وهو ما كان كراساً‏ ونحوه،‏ سوى مسائل الفتاوى،‏ وذلك مئة مؤلف،‏<br />

فكانت برقم )58( .<br />

باإلضافة إلى النص المنقول آنفاً‏ .<br />

وذكرها في حسن المحاضرة،‏ ضمن األجزاء المفردة في مسائل<br />

مخصوصة .<br />

. )16(<br />

وفي فهرست المصنفات،‏ في فن التفسير وتعلقات القرآن برقم<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 118( .<br />

انظر .)295/1(<br />

انظر:‏ هبجة العابدين ‏)ص 178(.<br />

208


- عنواهنا:‏<br />

اتفقت النصوص المذكورة،‏ والنسخ الخطية على تسميتها بهذا العنوان:‏<br />

« ميزان المعدلة في شأن البسملة «، وكأنه سماها بذلك لذكره الميزان في<br />

نصها - كما سيأتي - وجاء في عقود الجوهر : « في شرح » وهو خطأ .<br />

- مصادرها:‏<br />

ذكر - رحمه اهلل - فيها عدة مصادر،‏ وهي:‏<br />

- سنن النسائي ‏)ت:‏ 303 ه(.‏<br />

- صحيح ابن خزيمة ‏)ت:‏ 311 ه(.‏<br />

- صحيح ابن حبان ‏)ت:‏ 354 ه(.‏<br />

- المستدرك للحاكم ‏)ت:‏ 405 ه(.‏<br />

- شرح المهذب « المجموع » للنووي ‏)ت:‏ 676 ه(.‏<br />

- رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب لتاج الدين السبكي ‏)ت:‏<br />

771 ه(.‏<br />

- النشر في القراءات العشر البن الجزري ‏)ت:‏ 833 ه(.‏<br />

‏)ص .)214<br />

209


- وذكر القاضي أبا بكر الباقالني ‏)ت:‏ 403 ه(،‏ ولم يذكر كتاباً،‏ ولعله<br />

اعتمد في ذكره على « رفع الحاجب «.<br />

- وأحال من كتبه على « اإلتقان «.<br />

وتبين لي أنه أفاد من:‏<br />

- كتاب البسملة ألبي شامة المقدسي ‏)ت:‏ 665 ه(‏ الذي نقل هذا<br />

الرأي عن ابن حزم.‏<br />

- « عنوان الزمان في تراجم الشيوخ واألعيان » للبقاعي ‏)ت:‏ 885 ه(‏<br />

الذي نقل رأي ابن حجر في قضية اإلثبات والنفي معاً.‏<br />

- تاريخ التأليف:‏<br />

لم يذكر في النسخ التي بين يديَّ‏ تاريخ لتأليف هذه الرسالة،‏ ولكن<br />

ذِكْرها في التحدث بنعمة الله يشير إلى أنها مبكرة نوعاً‏ ما .<br />

ويبدو أن السيوطي كتب هذا القدر،‏ ثم شغل عنها،‏ ولم يتيسر له الرجوع<br />

إليها إلى حين وفاته،‏ إذ جاء في بعض نسخها:‏ « هذا آخر ما وجد بخط<br />

المصنف،‏ وتوفي وهو على هذه الصورة «، ولذلك نظائر في كتبه وكتب<br />

غيره.‏<br />

وسياق الرسالة يدل على أنّه كان يريد مَدَّ‏ القول فيها فيذكر األحاديث<br />

210


التي فيها أن النبي ﷺ قرأ البسملة في الصالة،‏ والتي فيها أنه لم يقرأها.‏ وعلى<br />

أية حال فهذا القدر الذي أنجزه دالٌ‏ تمام الداللة على رأيه في ذلك .<br />

والغريب أن كل مَنْ‏ ذكر هذه الرسالة - بما في ذلك المصنف - لم يشر<br />

إلى أنها لم تكتمل .<br />

والذي يلفت النظر أنه لم يذكرها في كتابه « نواهد األبكار وشواهد<br />

األبكار » الذي أنجزه سنة 900 ه،‏ وقد أطال في الكالم على البسملة،‏ وبين<br />

كالمه في الموضعين قدرٌ‏ مشترك يظهر من خالل قراءة النص المنقول من<br />

« نواهد األبكار » في الملحق.‏<br />

- وصف النسخ:‏<br />

وقفت لهذه الرسالة على خمس نسخ،‏ وهي:‏<br />

1- نسخة مصورة في مكتبة الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة عن<br />

مظاهر العلوم بسهارنفور في الهند،‏ ورقمها ‏)‏‎1617‎‏/ف/‏‎14‎‏(،‏ في ورقتين.‏<br />

ورمزها:‏ ع . وقد انفردت هذه النسخة في آخرها بزيادة مهمة .<br />

انظر:‏ كشف الظنون )1918/2(، وهدية العارفين )543/1(، وعقود اجلوهر<br />

‏)ص‎214‎‏(،‏ ومكتبة اجلالل السيوطي ‏)ص 362(، ودليل خمطوطات السيوطي<br />

‏)ص 40(.<br />

جاء يف معجم مؤلفات السيوطي املخطوطة بمكتبات اململكة العربية السعودية العامة<br />

‏)ص 156( أن عنوان هذه النسخة:‏ « املعدلة «. وهو سهو يف النظر،‏ فعنواهنا:‏ ميزان<br />

املعدلة .<br />

211


2- نسخة مصورة من مكتبة الحرم المدني،‏ ورقمها )80/148(،<br />

وخطها مغربي،‏ في 3 أوراق،‏ كتبت سنة 1275 ه.‏ ورمزها:‏ ح .<br />

3- نسخة مصورة في مركز جمعة الماجد بدبي من دار الكتب الوطنية<br />

بتونس،‏ ورقمها )11952(، في 3 أوراق.‏ ورمزها:‏ س .<br />

4- نسخة مصورة من مكتبة رشيد أفندي في اسطنبول،‏ ورقمها<br />

)1004(، في ورقتين.‏ ورمزها:‏ ر .<br />

5- نسخة مصورة من المكتبة السليمانية في اسطنبول،‏ ورقمها )598(،<br />

في 3 أوراق،‏ ورمزها:‏ م . وكلها ضمن مجاميع.‏<br />

وهاتان النسختان تكرم بهما األخ الدكتور محمد إقبال فرحات جزاه<br />

اهلل خيراً‏ .<br />

ولها نسخ أخرى ذُكِرَ‏ منها في ‏»الفهرس الشامل«‏ ثماني نسخ ليس منها<br />

هذه النسخ . وهي في القاهرة وبغداد وتطوان واسطنبول وبرلين.‏<br />

- خطة التحقيق:‏<br />

قابلت النسخ بعضها ببعض،‏ للخروج بنص سليم،‏ وجريت وفق الخطة<br />

المعتادة تحريراً‏ وتوثيقاً‏ وتعليقاً،‏ ومن اهلل نستمد العون.‏<br />

انظر )543/1( .<br />

212


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ع(‏<br />

213


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ع(‏<br />

214


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ح(‏<br />

215


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ح(‏<br />

216


الورقة األوىل من النسخة ‏)س(‏<br />

217


الصفحة األخرية من النسخة ‏)س(‏<br />

218


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ر(‏<br />

219


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ر(‏<br />

220


الصفحة األوىل من النسخة ‏)م(‏<br />

221


الصفحة األخرية من النسخة ‏)م(‏<br />

222


ميزان املعدلة<br />

يف<br />

شأن البسملة<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

النص احملقق


احلمد هلل وكفى ، وسالم عىل عباده الذين اصطفى .<br />

‏)وبعد:‏ ف(‏ قد اشتهر كالم الناس يف شأن البسملة واحتجاجهم<br />

عىل أهنا قرآن أو غري قرآن ، وشنع القايض أبو بكر الباقالين وغريه عىل<br />

الشافعي يف إثباهتا قرآناً‏ بأن القرآن ال يثبت بالظن ، وإنام يثبت بالتواتر .<br />

وشكك بعضهم عىل الفريقن معاً‏ مَنْ‏ أثبت ومَنْ‏ نفى ، وقال:‏ القرآن<br />

ال يثبت بالظن ، ‏)وال يُنفى بالظن(‏ ، ورشطه القطع يف اجلانبن .<br />

ومل أر أحداً‏ ممن تكلم عىل هذه املسألة جنح إىل القول بالقطع والتواتر،‏ بل<br />

كلهم معرتف بأهنا ظنية ، حتى قال القايض تاج الدين ...................<br />

يف ح،‏ س:‏ والصالة والسالم عىل رسول اهلل ﷺ .<br />

من ر،‏ م .<br />

من ح،‏ س .<br />

جاء بعدها يف ع:‏ ‏»عىل أهنا قرآن «. ومل ترد يف ح،‏ س،‏ وال معنى هلا،‏ فحذفتها .<br />

انظر ما جاء يف ذلك يف:‏ تفسري الرازي )200/1(، ‏)ضمن املسائل الفقهية املستنبطة من<br />

هذه السورة(،‏ وكتاب البسملة ‏)ص 269(، واملجموع )337/3(، ورفع احلاجب<br />

عن خمترص ابن احلاجب )90-89/1(، واالنتصار للقرآن )225-204/1(.<br />

يف ح،‏ س:‏ وشكل ! ويف ر:‏ وشنع .<br />

سقطت من ح،‏ س.‏<br />

هذا مستغرب،‏ فإن كالم ابن اجلزري الذي سينقله هنا يشري إىل ذلك،‏ ثم إنه رصح<br />

يف حاشيته عىل تفسري البيضاوي « نواهد األبكار وشواهد األفكار » أن هذا رأي<br />

ابن حجر،‏ وابن اجلزري،‏ وأنه رأي حكاه أبو شامة يف كتاب البسملة عن بعض<br />

املتأخرين،‏ ‏)وهو ابن حزم(،‏ وسياقه يدل عىل أنه سمع برأي ابن حجر قبل =<br />

225


‏)ابن السبكي(‏ يف ‏»رفع احلاجب«‏ : « ال يسرتاب يف أنّ‏ حكمنا بأهنا مِ‏ نَ‏<br />

القرآن دون حكمنا عىل آية الكريس ونحوها » .<br />

وقال يف موضع آخر-‏ عىل وجه املعارضة البن احلاجب-‏ : « نحن <br />

ال ندعي تواتر البسملة اآلن ، فإنّا نحن مل نثبتها إنام املثبت إمامنا الشافعي ،<br />

فلعلها تواترت عنده ، ورُ‏ بَّ‏ متواتر عند قوم دون آخرين ، ويف وقتٍ‏ دون<br />

آخر«‏ .<br />

وأقول:‏ الذي أعتقده وال أرتاب فيه أن البسملة من باب القطع إثباتاً‏<br />

ونفياً‏ ال من باب الظن ، وإنّا عىل إثباهتا نحكم بكوهنا قرآناً‏ كحكمنا عىل آية<br />

الكريس ونحوها سواء من غري تفاوت.‏<br />

وهذا الكالم - وإن مل تألفه النفوس-‏ فكوهنا قطعية اإلثبات هو أحد<br />

= وقوفه عىل رأي ابن اجلزري،‏ ثم إن كالمه يف امليزان هنا فيه إفادة واضحة من كتاب<br />

البسملة أليب شامة،‏ مما يعني أنه وقف عليه قبل أن يؤلفه.‏ وألمهية هذا النص نقلته<br />

هنا،‏ وجعلته يف ملحق آخر الرسالة .<br />

ليست يف ع،‏ ويف ر:‏ بال « ابن «.<br />

رفع احلاجب )89/2(.<br />

يف ح،‏ س:‏ بحق !<br />

رفع احلاجب )86/2(.<br />

يف س:‏ وملا !<br />

يف ح،‏ س،‏ ر،‏ م:‏ وإهنا .<br />

ليست يف ع،‏ ويف ر:‏ ونحوه !<br />

226


الوجهين ألصحابنا ، كما هو حمكي يف « رشح املهذب » وغريه ، فال<br />

يستغرب ذلك ، إنما يستغرب احلكم بالقطع عىل جهتي اإلثبات والنفي<br />

معاً‏ ، فهو كاجلمع بن النقيضن ، وال غرابة يف ذلك ، ( فقد أشار إليه بعض<br />

املتأخرين من القراء كما سأنقل عبارته .<br />

وحترير القول يف ذلك ) ‏:أن القرآن نزل عىل سبعة أحرف ، ونزل<br />

مرات متكررة كام بينته يف كتاب « اإلتقان » ، فنزل يف بعضها بزيادة ، ويف<br />

بعضها بنقص :<br />

كقراءة ﴿ مالك ﴾ و﴿‏ ملك ﴾ .<br />

انظر املجموع )333/3(.<br />

يف ح،‏ س:‏ وإن !<br />

ما بن اهلاللن سقط من ع . انتقل نظر الناسخ من ‏»ذلك«‏ األوىل إىل الثانية.‏<br />

عقد املؤلف النوع احلادي عرش من أنواع علوم القرآن ملا تكرر نزوله وقال فيه<br />

)236-235/1(: « قد جيعل من ذلك األحرفُ‏ التي تقرأ عىل وجهن فأكثر،‏ ويدل<br />

له ما أخرجه مسلم من حديث أُيب:‏ إنّ‏ ريب أرسل إيلَّ‏ أن اقرأ القرآن عىل حرف،‏<br />

فرددتُ‏ إليه:‏ أن هوِّ‏ ن عىل أمتي،‏ فأرسل إيلَّ‏ : أن اقرأه عىل حرفن،‏ فرددتُ‏ إليه:‏ أن<br />

هوِّ‏ ن عىل أمتي،‏ فأرسل إيلَّ‏ : أن اقرأه عىل سبعة أحرف . فهذا احلديثُ‏ يدلّ‏ عىل أن<br />

القراءات مل تنزل من أول وهلة بل مرة بعد أخرى.‏<br />

ويف مجال القراء للسخاوي بعد أن حكى القول بنزول الفاحتة مرتن:‏ فإن قيل:‏ فما<br />

فائدة نزوهلا مرة ثانية ؟ قلتُ‏ : جيوز أن تكون نزلت أوّ‏ ل مرة عىل حرفٍ‏ واحد،‏ ونزلت<br />

يف الثانية ببقية وجوهها نحو:‏ ملك ومالك،‏ والرساط والرصاط،‏ ونحو ذلك «.<br />

انظر:‏ معجم القراءات )9-8/1(، وكالمها سبعيتان .<br />

227


و﴿‏ جتري حتتها ﴾، ﴿ ومن حتتها ﴾، يف براءة .<br />

و﴿‏ إن اهلل هو الغني احلميد ﴾، ﴿ وإن اهلل الغني احلميد ﴾ يف سورة<br />

احلديد .<br />

فال يشك أحد وال يرتاب يف أن القراءة بإثبات األلف ، ومِ‏ ن،‏<br />

وهو،‏ ونحو ذلك متواترة ‏)قطعية،‏ وأن القراءة بحذف ذلك أيضاً‏<br />

متواترة قطعية(‏ ، وأن ميزان 1) اإلثبات واحلذف يف ذلك سواء .<br />

وكذلك نقول يف البسملة : إهنا نزلت يف بعض األحرف ومل تنزل يف<br />

بعضها ، فإثباهتا قطعي وحذفها قطعي ، وكلٌ‏ متواتر ، وكلٌ‏ يف السبعة ، فإنَّ‏<br />

بعض القراء السبعة قرؤوا هبا،‏ وبعضهم قرؤوا بحذفها،‏ وقراءة السبعة كلها<br />

متواترة:‏<br />

اآلية 100، انظر:‏ معجم القراءات )446/3(، وكالمها سبعيتان،‏ وانفرد ابن كثري<br />

بقراءة « مِ‏ نْ‏ «.<br />

اآلية 4، انظر:‏ معجم القراءات )347/9(، وكالمها سبعيتان.‏ وجاء يف ع:‏ وإن اهلل<br />

لغني محيد.‏ وهو من سهو الناسخ.‏ ومل تذكر يف ر،‏ م .<br />

اقرأ كالم أيب شامة ضمن النص املنقول يف امللحق.‏ واملحىل )254-253/3(.<br />

ليست يف ح،‏ س.‏<br />

يف ح،‏ س،‏ ر:‏ القرآن .<br />

يف ح،‏ س:‏ يف إثبات .<br />

ونحو ذلك:‏ ليست يف ح،‏ س . ويف ر ذكرت « هو » بعدها .<br />

يف ح،‏ س:‏ متواتر ! ويف م:‏ متواترة ونحو ذلك !<br />

ما بن اهلاللن سقط من ح،‏ س.‏ ويف ر،‏ م:‏ بحذف ذلك متواترة أيضاً‏ .<br />

1) حترفت يف ع إىل:‏ بن إن .<br />

228


فمَ‏ ن قرأ هبا فهي ثابتة يف حرفه متواترة إليه.‏<br />

ومَن قرأ بحذفها فحذفُها يف حرفه متواتر إليه .<br />

وألطف من ذلك أن نافعاً‏ له راويان قرأ أحدمها عنه هبا ، واآلخر<br />

بحذفها،‏ فدلَّ‏ عىل أن األمرين تواترا عنده بأن قرأ باحلرفن معاً‏ بإسنادين أو<br />

بأسانيد متعددة ، وهبذا التقرير ينجيل اإلشكال عن األمرين ، ويتضح كال<br />

الطرفن ، وال يُستغرب اإلثبات ممن أثبت،‏ وال النفي ممن نفى .<br />

وقد أشار إىل يشءٍ‏ مما ذكرته أستاذُ‏ القراء اإلمام شمس الدين ابن اجلزري،‏<br />

فقال يف كتابه « النرش«‏ - بعد أن حكى يف البسملة مخسة أقوال -:<br />

« قلتُ‏ : وهذه األقوال ترجع إىل النفي واإلثبات ، والذي نعتقده أن<br />

كليهام صحيح ، وأنَّ‏ كل ذلك حق ، فيكون االختالف فيها كاالختالف يف<br />

القراءات » هذا لفظه .<br />

حترفت يف ع:‏ والظن !<br />

يف ع:‏ الطريقن .<br />

.)369/1( <br />

أمّا األقوال اخلمسة فهي:‏<br />

« أحدها:‏ أهنا آية من الفاحتة فقط،‏ وهذا مذهب أهل مكة،‏ والكوفة،‏ ومن وافقهم،‏<br />

ورُ‏ وي قوالً‏ للشافعي.‏<br />

الثاين:‏ أهنا آية من أول الفاحتة،‏ ومن أول كل سورة،‏ وهو األصح من مذهب الشافعي<br />

ومَنْ‏ وافقه،‏ وهو رواية عن أمحد،‏ ونسب إىل أيب حنيفة.‏<br />

الثالث:‏ أهنا آية من أول الفاحتة،‏ بعض آية من غريها،‏ وهو القول الثاين للشافعي.‏<br />

الرابع:‏ أهنا آية مستقلة يف أول كل سورة ال منها،‏ وهو املشهور عن أمحد،‏ وقول =<br />

229


فصل:‏ إذا تقرر ما ذكرتُه فقد نتج يل منه بحثٌ‏ ال يسمعه شافعي فيقبله،‏<br />

وال يصغي إليه بأذنه ، وربام عدَّ‏ ذلك من اهلذيان ، وربام ارتقى إىل غري ذلك من<br />

العبارات وليس اخلرب كالعيان ، وأذكره وال عيلَّ‏ :<br />

أما عالمٌ‏ له ذوق وعنده حتقيق فيعرتف بصحته،‏ أو جييب عنه بقدح<br />

قرحيته.‏<br />

وأما جاهلٌ‏ فال عربة باجلاهلن .<br />

أو جامدٌ‏ قارصٌ‏ فدعه ينعق مع الناعقن :<br />

<br />

الذي يقتضيه النظر أنَّ‏ البسملة ال جتب قراءهتا يف الصالة ، وأنه لو قرأ<br />

الفاحتة بدوهنا صحَّ‏ تْ‏ صالته ، وذلك أنه مل يرِ‏ دْ‏ عن النبي ﷺ األمرُ‏ بقراءة<br />

البسملة بعينها يف الصالة ، إنما وَ‏ رَ‏ دَ‏ األمر بقراءة الفاحتة،‏ ووَ‏ رَ‏ دَ‏ ما يدل عىل<br />

أن البسملة من الفاحتة ، فأنتج هذا لألصحاب أهنم أوجبوا قراءة البسملة،‏<br />

وهذه النتيجة غري الزمة ملا قدمت تقريره أن البسملة نسبتها إىل الفاحتة كنسبة<br />

سائر القراءات املتنوعة يف احلروف والكلامت .<br />

= داود وأصحابه،‏ وحكاه أبو بكر الرازي عن أيب احلسن الكرخي - وهو من كبار<br />

أصحاب أيب حنيفة - .<br />

اخلامس:‏ أهنا ليست بآية،‏ وال بعض آية من أول الفاحتة،‏ وال من أول غريها،‏ وإنام<br />

كتبت للتيمن والتربك،‏ وهو مذهب مالك،‏ وأيب حنيفة،‏ والثوري،‏ ومن وافقهم،‏<br />

وذلك مع إمجاعهم عىل أهنا بعض آية من سورة النمل،‏ وأن بعضها آية من الفاحتة «.<br />

يف ع ، ر:‏ فتح .<br />

يف ح:‏ « يف » بدل:‏ قرأ !<br />

سقطت من ح،‏ س . ويف ر ، م:‏ وإنام .<br />

يف ع:‏ املنتزعة .<br />

230


وقد اتفق األصحاب عىل أنه ال جيب عىل املصيل أن يقرأ الفاحتة عىل<br />

احلرف األتم،‏ بل الواجب قراءهتا بقراءة أحد األئمة السبعة،‏ فلو قرأها بحرف<br />

﴿ ملك ﴾، و﴿‏ عليهم ﴾ يف املوضعن بال صلة أجزأه باالتفاق،‏ وإن <br />

كان ناقصاً‏ ثالثة أحرف عن قراءة من يقرأ : ﴿ مالك ﴾، و﴿‏ عليهم ﴾ يف<br />

املوضعن بالصلة .<br />

وكذلك نقول : مَنْ‏ قرأ الفاحتة بقراءة نصف السبعة الذين يقرؤوهنا<br />

بال بسملة أجزأه ، وال جيب عليه أن يقرأ بقراءة النصف الذين يزيدون فيها<br />

البسملة .<br />

فإن فرَّ‏ ق فارقٌ‏ بأنَّ‏ هذه آية وتلك ثالثة أحرف؟<br />

ال:‏ سقطت من ح ، س .<br />

جاء يف معجم القراءات )21/1( عند قوله تعاىل:‏ ﴿ صراط الذين أنعمت عليهم ﴾:<br />

« قرأ ابن كثير ونافع وقالون بخالف عنه وأبو جعفر وابن محيصن وورش.‏<br />

« عَ‏ لَيْهِ‏ مُ‏ ‏و » بكسر الهاء وضم الميم وواو بعدها،‏ وإذا وقف ابن كثير أسقط<br />

الواو«.‏ ولم يذكر شيئاً‏ عند قوله تعالى:‏ ﴿ غير المغضوب عليهم ﴾، وذكر ذلك عن<br />

ابن كثير:‏ ابن مجاهد في السبعة ص . 108<br />

يف ح،‏ س:‏ أجزأت .<br />

يف ح ، س:‏ فإنْ‏ !<br />

يف ع:‏ نحو ! ويف ر:‏ عىل !<br />

يف ع:‏ يقول !<br />

نصف:‏ مل تذكر يف ع،‏ هنا،‏ ويف املوضع اآليت.‏<br />

انظر كالم ابن حزم ضمن النص املنقول يف امللحق .<br />

231


قلنا:‏ ال فرق فيام خيل بالصالة بين اآلية واحلرف ، فلو أسقط من<br />

الفاحتة حرفاً‏ من املجمع عليه مل جيزه باالتفاق ، فلام أجزأه إسقاطُ‏ حرفٍ‏ من<br />

املختلف فيه باالتفاق ، فكذلك إسقاط آيةٍ‏ أو بعضِ‏ آية خمتلف فيها ، بل<br />

مسألة البسملة أوىل باإلجزاء ، ألهنا خمتلف يف إثباهتا ، واجلمهورُ‏ عىل أهنا ظنية<br />

ال قطعية بخالف األحرف املذكورة ، فإذا أجزأ إسقاطُ‏ حرفٍ‏ مقطوعٍ‏ بأنه<br />

قرآن متواتر)فإسقاط ماقالوا إنه ظني وغري متواتر(‏ أوىل باإلجزاء .<br />

ويرِّ‏ جحُ‏ هذا الذي قلتُه من الدليل أنَّ‏ األحاديث خمتلفة يف قراءة النبي ﷺ<br />

هبا يف الصالة وعدم قراءته هلا،‏ وكلها صحيحة ، بل أحاديث عدم قراءته<br />

هلا أصح وأكثر ، فالظاهر أنه ﷺ فَعَلَ‏ األمرين لبيان األكمل واجلائز ، فكان<br />

يقرأ يف بعض األوقات ‏)باحلرف الذي نزلت فيه،‏ ويف بعضها(‏ باحلرف<br />

الذي مل تنزل فيه ، كام كان يفعل يف سائر احلروف والقراءات .<br />

يف ح،‏ س ، م:‏ سقط !<br />

يف ع:‏ خيتلف !<br />

سقطت من ح ، س .<br />

ما بن اهلاللن سقط من ح،‏ س .<br />

سقطت من ح . ويف ر ، م:‏ هلا .<br />

عدم:‏ سقطت من ح ، س .<br />

ما بن اهلاللن سقط من ح ، س ، ر ، م !<br />

232


ذكرُ‏ األحاديث يف أنه ﷺ قرأها يف الصّ‏ الة :<br />

أخرج النَّسائي وابن خُ‏ زيمة وابن حِ‏ بَّان واحلاكم وغريهم عن نُعيم<br />

المُ‏ جَ‏ مِّ‏ ر قال : « صليتُ‏ خلف أيب هريرة فقرأ بسم اهلل الرمحن الرحيم ، ثم<br />

قرأ بأم القرآن ، فذكر احلديث ، ويف آخره:‏ فلمَّ‏ ا سلم قال : والذي نفيس بيده<br />

إين ألشبهكم صالةً‏ برسول اهلل ﷺ » .<br />

هذا حديث صحيح ال علة له ، وهو أصح ما ورد يف الباب ، بل مل يصح<br />

فيه حديث غريه .<br />

يف ر:‏ احلديث . ثم:‏ أخرجه النسائي !<br />

يف ح:‏ قرأمها .<br />

يف ع:‏ املحرب،‏ ويف س:‏ املحجر ! والصواب:‏ املجمر،‏ ألنّه كان جيمِّ‏ ر املسجد،‏ أي:‏<br />

يبخره.‏ انظر:‏ هتذيب الكامل )488-487/29(.<br />

انظر:‏ سنن النسائي )134/2( برقم )905(، وصحيح ابن خزيمة )251/1( برقم<br />

)499(، وصحيح ابن حبان ‏)اإلحسان(‏ )100/5( برقم )1797(، واملستدرك<br />

)498/1( برقم )882(. واحلديث مع خترجيه يف كتاب البسملة أليب شامة<br />

‏)ص 307-301(، ونقل عنه النووي يف املجموع )345-344/3(.<br />

هنا تنتهي النسخ ح،‏ س،‏ ر،‏ م،‏ وكتب الناسخ:‏ انتهى!‏ وما بعده من ع فقط . وهذا<br />

شاهد عىل ترصُّ‏ ف النساخ،‏ فقد حذفوا شيئاً‏ مهامً‏ وهو الداللة عىل أنَّ‏ املؤلف مل<br />

يكمل تأليفه هذا،‏ كام جاء رصحياً‏ يف النسخة ع.‏ وهذا يؤكد رضورة مجع ما أمكن<br />

من النسخ.‏<br />

233


وأخرج احلاكم يف ‏»املستدرك«‏ ....<br />

هذا آخر ما وجد بخط املصنف،‏ وتويف وهو عىل هذه الصورة رمحه اهلل<br />

تعاىل،‏ واحلمد هلل وحده ، وصىل اهلل عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه وسلم<br />

تسليامً‏ كثرياً.‏<br />

* * *<br />

لعل املقصود ما رواه عن أنس قال:‏ سمعتُ‏ رسول اهلل ﷺ جيهر ب:‏ بسم اهلل الرمحن<br />

الرحيم.‏ قال احلاكم:‏ « رواة هذا احلديث عن آخرهم ثقات «. املستدرك )500/1(<br />

برقم )886(. ونقل هذا يف املجموع للنووي )296/3(.<br />

234


ملحق<br />

قال املؤلف يف ‏»نواهد األبكار وشواهد األفكار«‏ ‏)الورقة 16 ب و‎17‎ أ(:‏<br />

‏»وقد حكى النووي يف ‏»رشح املهذب«‏ يف املسألة وجهن:‏<br />

أحدمها - وصححه - أن إثباهتا قرآناً‏ عىل وجه الظن.‏<br />

والثاين:‏ أنه عىل وجه القطع .<br />

وقد شنّع القايض أبو بكر الباقالين وغريه عىل الشافعي يف ذلك بأن<br />

القرآن ال يثبت بالظن،‏ إنام يثبت بالتواتر،‏ وأجاب عنه القايض تاج الدين يف<br />

‏»رفع احلاجب«‏ بأنَّا ال ندعي تواتر البسملة اآلن،‏ فإنا نحن مل نثبتها،‏ إنام املثبت<br />

هلا إمامنا الشافعي،‏ فلعلها تواترت عنده،‏ ورب متواتر عند قوم دون آخرين،‏<br />

ويف وقت دون آخر.‏<br />

واستشكل قوم النفي عىل وجه القطع،‏ فإن املقطوع بكونه قرآناً‏ يكفر نافيه.‏<br />

وأجاب مجاعة بأن قوة الشبهة كام قامت البن مسعود يف املعوذتن.‏<br />

واستشكل آخرون األمرين معاً:‏ اإلثبات والنفي،‏ فإن القرآن ال يثبتُ‏<br />

بالظن،‏ وال ينتفي بالظن،‏ وال شك أنه إشكال قوي كاجلبل.‏<br />

وقد أخربين بعض الفضالء أنه سمع احلافظ ابن حجر يقرر يف درسه يف<br />

235


اجلواب عنه أن حكم البسملة يف ذلك حكم احلروف املختلف فيها بن القراء<br />

السبعة،‏ فتكون قطعية اإلثبات والنفي معاً،‏ وهلذا قرأ بعض السبعة بإثباهتا،‏<br />

وبعضهم بإسقاطها.‏<br />

فاستحسنتُ‏ ذلك جداً.‏<br />

ثم رأيتُ‏ تلميذه الشيخ برهان الدين البقاعي،‏ حكى ذلك عنه يف ترمجته<br />

من « معجمه » .<br />

ثم رأيتُ‏ خامتة القراء الشيخ شمس الدين اجلزري سبقه إىل ذلك فقال يف<br />

كتاب « النرش » بعد أن حكى األقوال اخلمسة السابقة يف البسملة:‏<br />

‏»وهذه األقوال ترجع إىل النفي واإلثبات،‏ والذي نعتقده أن كليهام<br />

صحيح،‏ وأن كل ذلك حق،‏ فيكون االختالف فيها كاالختالف يف القراءات«‏<br />

هذا لفظه.‏<br />

انظر:‏ عنوان الزمان يف تراجم الشيوخ واألعيان )64/1 خمطوط(‏ و )173/1( من املطبوع.‏<br />

ونصه:‏ « ومنها بحثه - أي ابن حجر-‏ املرقص املطرب يف إثبات البسملة آية من<br />

الفاحتة أو نفيها.‏ وحمصله:‏ النظر إليها باعتبار طرق القراءة،‏ فمن تواترت يف حروفه<br />

آية من أول السورة مل تصح صالة أحد بروايته إال بقراءهتا عىل أهنا آية،‏ ألهنا مل تتصل<br />

إليه إال كذلك،‏ ومن ثم أوجبها الشافعي رمحه اهلل لكون قراءته قراءةَ‏ ابن كثري.‏<br />

وهذا من نفائس األنظار التي ادخرها اهلل تعاىل له،‏ وقد أشبعتُ‏ القول فيه يف ‏»النكت<br />

عىل رشح ألفية العراقي«‏ يف نوع املعلول«.‏<br />

أقول:‏ وكأنه بناه عىل كالم ابن حزم . واهلل أعلم،‏ وانظر ‏»النكت الوفية بام يف رشح<br />

األلفية«‏ للبقاعي )521-518/1(، وقد ذكر هناك قول ابن حجر وابن اجلزري<br />

وابن حزم يف املحىل،‏ وقال:‏ ‏»الظاهر أنّ‏ أول من حرر هذه املسألة،‏ أبو حممد ابن<br />

حزم »... .<br />

236


ثم رأيتُ‏ أبا شامة حكى ذلك يف « كتاب البسملة » فقال : « ونقل<br />

عن بعض املتأخرين أهنا آية حيث كتبت يف بعض األحرف السبعة دون<br />

بعض«.‏<br />

قال:‏ « وهذا قولٌ‏ غريب،‏ وال بأس به إن شاء اهلل تعاىل،‏ وكأنه نزَّ‏ ل<br />

اختالف القراء يف قراءهتا بن السور منزلة اختالفهم يف غريها،‏ فكام اختلفوا<br />

يف حركات وحروف اختلفوا أيضاً‏ يف إثبات كلامت وحذفها،‏ كقوله تعاىل يف<br />

سورة احلديد:‏ ﴿ ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ﴾:<br />

اختلف القراء في إثبات ‏)هو(‏ وحذفها .<br />

وكذلك ‏)مِ‏ نْ‏ ) في آخر سورة التوبة:‏ ﴿ تجري من تحتها األنهار ﴾.<br />

فال بُعْدَ‏ أن يكون االختالف في البسملة من ذلك،‏ وإن كانت المصاحف<br />

أجمعت عليها،‏ فإن من القراءات ما جاء على خالف خط المصحف ك<br />

﴿ الصراط ﴾، و﴿‏ يبصط ﴾، و﴿‏ مصيطر ﴾، اتفقت المصاحف في كتابتها<br />

بالصاد،‏ وفيها قراءة أخرى ثانية بالسين.‏<br />

وقوله تعالى:‏ ﴿ وما هو على الغيب بظنين ﴾ تقرأ بالضاد وبالظاء،‏ ولم<br />

تكتب في المصاحف األئمة إال بالضاد.‏<br />

ص 125-122 والنقل باختصار .<br />

عبارة أيب شامة:‏ بعض متأخري الظاهرية.‏ ثم رصح باسم ابن حزم،‏ والنقل من املحىل<br />

. 253-251/3<br />

تعبري أيب شامة « كأنه » يشعر أنه حياول أن يستدل له،‏ مع أن ابن حزم رصح بذلك،‏<br />

انظر:‏ املحىل . 253/3 نعم قد زاد أبو شامة املسألة بياناً‏ .<br />

237


وقراءة القرآن تكون في بعض األحرف السبعة أتم حروفاً‏ وكلماً‏ من<br />

بعض،‏ وال مانع من ذلك يخشى ، فالبسملة في قراءة صحيحة آية من أم<br />

القرآن،‏ وفي قراءة صحيحة ليست آية من أم القرآن،‏ والقرآن أنزل على سبعة<br />

أحرف،‏ كلها حق،‏ وهذا كله من تلك األحرف لصحته،‏ فقد وجب - إذ كلها<br />

حق - أن يفعل اإلنسان في قراءته أي ذلك شاء ... <br />

قال:‏ وتكلم القاضي أبو بكر على صحة مجيء بعض األحرف أتم من<br />

غيرها،‏ وبينه في كتاب ‏»االنتصار«.‏<br />

ثم قال أبو شامة:‏ فإن قلت:‏ يتفرع على القول بهذا بعد تقريره أن<br />

المكلف بالصالة مخير في قراءة البسملة فيها،‏ إن شاء قرأها،‏ وإن شاء تركها،‏<br />

كغير هذا الحرف مما اختلف فيه القراء،‏ كال األمرين له واسع،‏ وفي مذهبك<br />

تتحتم قراءتها ؟<br />

قلتُ‏ : إنما يتحتم قراءتها في مذهب الشافعي في الفاتحة وحدها،‏ وال<br />

ينافي هذا القول ذلك،‏ فإن القراء مجمعون على قراءتها أول الفاتحة،‏ إال<br />

ما شذَّ‏ روايته عن بعضهم،‏ فليس فيها في الفاتحة تخيير بخالف غيرها من<br />

السور،‏ وإنما وجبت في الفاتحة احتياطاً‏ لما أمر به،‏ وخروجاً‏ من عهدة<br />

الصالة الواجبة بيقين المتوقفة صحتها على ما سمّ‏ اه الشرع فاتحة الكتاب.‏<br />

هذا كله كالم أبي شامة «. اه مصححاً‏ .<br />

طوى السيوطي هنا هذا السطر:‏ « قال أبو حممد ابن حزم:‏ النص قد صح بوجوب<br />

قراءة أم القرآن فرضاً،‏ والبسملة ...«.<br />

وطوى هنا تعليق أيب شامة .<br />

238


املصادر<br />

- اإلتقان يف علوم القرآن للسيوطي ‏)ت:‏ 911 ه(،حتقيق:‏ مركز الدراسات القرآنية،‏<br />

جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف،‏ املدينة املنورة،‏ ط ‏)‏‎1426‎ه(.‏<br />

- االنتصار للقرآن للباقالين ‏)ت:‏ 403 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد عصام القضاة،‏ دار<br />

الفتح،‏ عامن،‏ ودار ابن حزم،‏ بريوت،‏ ط‎1‎ )1422 ه-‏ ‎2001‎م(.‏<br />

- هبجة العابدين برتمجة حافظ العرص جالل الدين ‏)السيوطي(‏ لعبد القادر الشاذيل<br />

‏)كان حياً‏ سنة 946 ه(،‏ حتقيق:‏ عبد اإلله نبهان،‏ مطبوعات جممع اللغة العربية،‏<br />

دمشق،‏ ط )1419 1 ه - ‎1998‎م(.‏<br />

- التحدث بنعمة اهلل للسيوطي،‏ حتقيق:‏ إليزابث ماري سارتن،‏ مطبعة كمربدج<br />

‏)‏‎1972‎م(.‏<br />

- تفسري الرازي ‏)ت:‏ 606 ه(،‏ دار الفكر،‏ بريوت )1414 ه - ‎1993‎م(.‏<br />

- هتذيب الكامل بأسامء الرجال للمزي ‏)ت:‏ 842 ه(،‏ حتقيق:‏ بشار عواد معروف،‏<br />

مؤسسة الرسالة،‏ بريوت،‏ ط‎4‎ )1406 ه - ‎1985‎م(.‏<br />

- حاشية السيوطي عىل تفسري البيضاوي املسامة ‏»نواهد األبكار وشواهد األفكار«،‏<br />

نسخة مصورة عن نسخة املدرسة احلسنية يف املوصل بالعراق.‏<br />

- حسن املحارضة يف تاريخ مرص والقاهرة للسيوطي،‏ حتقيق:‏ حممد أبو الفضل<br />

إبراهيم،‏ دار الفكر العريب،‏ القاهرة )1418 ه - ‎1998‎م(.‏<br />

- دليل خمطوطات السيوطي وأماكن وجودها،‏ إعداد حممد بن إبراهيم الشيباين،‏<br />

وأمحد سعيد اخلازندار،‏ منشورات مركز املخطوطات والرتاث والوثائق،‏<br />

الكويت،‏ ط‎2‎ )1416 ه - ‎1995‎م(.‏<br />

239


- رفع احلاجب عن خمترص ابن احلاجب لتاج الدين السبكي ‏)ت:‏ 771 ه(،‏ حتقيق:‏<br />

عيل حممد معوض،‏ وعادل أمحد عبد املوجود،‏ عامل الكتب،‏ بريوت،‏ ط‎1‎ )1419<br />

ه-‏ ‎1999‎م(.‏<br />

- سنن النسائي ‏)ت:‏ 303 ه(‏ برشح السيوطي وحاشية السندي،‏ برتقيم عبد الفتاح<br />

أبو غدة،‏ مكتب املطبوعات اإلسالمية،‏ حلب،‏ )1406 ه - ‎1986‎م(.‏<br />

- صحيح ابن حبان ‏)ت:‏ 354 ه(‏ برتتيب ابن بلبان ‏)ت:‏ 739 ه(،‏ حتقيق:‏<br />

شعيب األرنؤوط،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بريوت،‏ ط‎2‎ )1414 ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

- صحيح ابن خزيمة ‏)ت:‏ 311 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد مصطفى األعظمي،‏ املكتب<br />

اإلسالمي،‏ بريوت،‏ ط‎2‎ )1412 ه - 1992 م(.‏<br />

- عقود اجلوهر يف تراجم مَنْ‏ هلم مخسون تصنيفاً‏ فمئة فأكثر،‏ جلميل بك العظم ‏)ت:‏<br />

1352 ه(،‏ املطبعة األهلية،‏ بريوت )1326 ه(.‏<br />

- عنوان الزمان يف تراجم الشيوخ واألعيان للبقاعي ‏)ت:‏ 885 ه(.‏<br />

1- نسخة مصورة عن كوبرييل باسطنبول.‏<br />

2- النسخة املطبوعة بتحقيق حسن حبشي،‏ دار الكتب والوثائق القومية،‏<br />

القاهرة،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1422‎ه-‏‎2001‎م(.‏<br />

- الفهرس الشامل للرتاث العريب اإلسالمي املخطوط ‏)علوم القرآن:‏ خمطوطات<br />

التفسري وعلومه(،‏ املجمع امللكي لبحوث احلضارة اإلسالمية،‏ عامن ‏)‏‎1989‎م(.‏<br />

- كتاب البسملة أليب شامة املقديس ‏)ت:‏ 665 ه(،‏ حتقيق:‏ عدنان بن عبد الرزاق<br />

احلموي،‏ املجمع الثقايف،‏ أبو ظبي )1425 ه - 2004 م(.‏<br />

240


- كتاب السبعة يف القراءات البن جماهد ‏)ت:‏ 324 ه(،‏ حتقيق:‏ شوقي ضيف،‏ دار<br />

املعارف،‏ القاهرة،‏ ط‎3‎ ‏)د.‏ ت(.‏<br />

- كشف الظنون للحاج خليفة ‏)ت:‏ 1067 ه(،‏ مصورة مؤسسة التاريخ العريب،‏<br />

بريوت .<br />

- املجموع للنووي ‏)ت:‏ 676 ه(،‏ دار الفكر،‏ بريوت .<br />

- املحىل البن حزم ‏)ت:‏ 456 ه(،‏ مصورة دار الفكر،‏ بريوت.‏<br />

- املستدرك عىل الصحيحن للحاكم ‏)ت:‏ 405 ه(،‏ حتقيق:‏ عبد السالم علوش،‏<br />

بريوت،‏ ط‎1‎ )1418 ه - ‎1998‎م(.‏<br />

- معجم القراءات لعبد اللطيف اخلطيب،‏ دار سعد الدين،‏ دمشق،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

‏)‏‎1422‎ه-‏ ‎2002‎م(.‏<br />

- معجم مؤلفات السيوطي املخطوطة بمكتبات اململكة العربية السعودية لنارص بن<br />

سعود السالمة،‏ مطبوعات مكتبة امللك فهد الوطنية،‏ الرياض ‏)‏‎1417‎ه -<br />

‎1996‎م(.‏<br />

- مكتبة اجلالل السيوطي ألمحد الرشقاوي إقبال ‏)ت:‏ ‎1423‎ه(،‏ دار الغرب،‏<br />

الرباط )1397 ه - 1977 م(.‏<br />

- النرش يف القراءات العرش البن اجلزري ‏)ت:‏ 833 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد سامل حميسن،‏<br />

مكتبة القاهرة ‏)د.‏ ت(.‏<br />

- النكت الوفية بام يف رشح األلفية للبقاعي،‏ حتقيق:‏ ماهر ياسين الفحل،‏ مكتبة<br />

الرشد،‏ نارشون،‏ الرياض،‏ ط‎1‎ )1428 ه-‏‎2007‎م(.‏<br />

- هدية العارفين للبغدادي ‏)ت:‏ 1339 ه(،‏ مصورة مؤسسة التاريخ العريب،‏<br />

بريوت .<br />

* * *<br />

241


242


)5(<br />

املعاني الدقيقة<br />

يف<br />

إدراك احلقيقة<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

حتقيق ودراسة<br />

د.‏ عبد احلكيم األنيس


احلمد هلل رب العاملين،‏ وأفضل الصالة وأتم التسليم عىل سيدنا حممد<br />

وعىل آله وصحبه أمجعن.‏<br />

وبعد:‏ فهذه رسالة ‏»املعاين الدقيقة يف إدراك احلقيقة«،‏ وأتناول<br />

الكالم عليها حتت العناوين اآلتية:‏<br />

- مضموهنا:‏<br />

وضع اإلمام السيوطي هذه الرسالة ليثبت أن مجيع املعاين املعقولة عندنا<br />

متصورة عند اهلل تعاىل بصورة األجسام،‏ ومتشخصة هبيئة األشخاص.‏<br />

وقد قال يف حاشيته عىل تفسير البيضاوي،‏ يف الكالم عىل قوله تعاىل:‏<br />

‏﴿ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ﴾:<br />

« واعلم أن يل هنا سؤاالً،‏ وذلك أن املسميات معان،‏ وعرض األعيان<br />

ظاهر،‏ فكيف عرضت املعاين كاألمل واللذة،‏ والفرح واحلزن،‏ والعلم واجلهل،‏<br />

واجلوع والعطش،‏ واملصادر بأرسها ؟ وال حميص عن ذلك إال بام قررته غر<br />

مرةٍ‏ أن املعاين إنام هي غير مرئية يف هذا العامل،‏ وأمّا يف عامل امللكوت فهي<br />

متشكلة بأشكال ختتص هبا بحيث ترى وتنطق،‏ وهذا نحوٌ‏ من عامل املثال الذي<br />

أثبته طائفة،‏ وال يُغرت بقول من أنكره،‏ فنحن قد قامت األدلة عندنا عىل إثباته،‏<br />

ويدلّ‏ عليه األحاديث الواردة يف تشكل اإليامن،‏ والقراءة،‏ والعلم،‏ واأليام<br />

245


ِ، وقد أَلَّفتُ‏ يف ذلك رسالة<br />

‏ِه<br />

والليايل،‏ والرحم،‏ وكالمِ‏ كُلِّ‏ ما ذُكِرَ‏ وحماورت<br />

سميتها ‏»املعاين الدقيقة يف إدراك احلقيقة«،‏ وقد قال الشيخ عبد الغفار القويص<br />

يف كتاب الوحيد:‏ املعاين تتشكل وال يمتنع ذلك عىل اهلل تعاىل » .<br />

- توثيق نسبتها:‏<br />

ذكر السيوطي هذه الرسالة لنفسه يف عدد من كتبه،‏ كالتحدث بنعمة اهلل،‏<br />

وحسن املحارضة،‏ وفهرست املصنفات ، وحاشية البيضاوي كام مر معنا.‏<br />

- عنواهنا:‏<br />

مل ختتلف املصادر السابقة والنسخ اخلطية يف تسميتها باالسم املتقدم .<br />

- مصادره فيها:‏<br />

رجع السيوطي إىل مصادر كثيرة،‏ معظمها يف احلديث النبوي،‏ وها أنا<br />

نواهد األبكار وشواهد األفكار ‏)الورقة 27 ب - 72 أ(.‏<br />

التحدث بنعمة اهلل ‏)ص 118(، وحسن املحارضة )296/1(، وقد ذكرها هنا ضمن<br />

مؤلفاته يف فن األصول والبيان والتصوف،‏ ولكنه ذكرها يف فهرست املصنفات يف فن<br />

التفسير وعلوم القرآن،‏ انظر:‏ الفهرست ضمن ترمجة العالمة السيوطي للداوودي<br />

‏)الورقة 24 ب(،‏ وهبجة العابدين ‏)ص 179(.<br />

أما ما جاء يف هبجة العابدين ‏)ص 179( من تسميتها باملعاين الرقيقة فالظاهر أنه خطأ<br />

مطبعي .<br />

246


أرسدها مرتبة عىل وفيات أصحاهبا،‏ ذاكراً‏ أرقام األحاديث التي أخذها من<br />

كل مصدر منها:‏<br />

- تفسر حممد بن السائب الكلبي ‏)ت:‏ 146 ه(.‏<br />

- تفسر مقاتل بن سليامن ‏)ت:‏ 150 ه(.‏<br />

- املوطأ ملالك بن أنس ‏)ت:‏ 179 ه(‏ 7.<br />

- الزهد لعبد اهلل بن املبارك ‏)ت:‏ 181 ه(:‏ 36، والواقع أن الرواية يف<br />

زوائد احلسن املروزي ‏)ت:‏ 246 ه(.‏<br />

- السنن لسعيد بن منصور ‏)ت:‏ 227 ه(:‏ 33.<br />

- املصنف البن أيب شيبة ‏)ت:‏ 235 ه(:‏ 44. 41،<br />

- املسند ألمحد بن حنبل ‏)ت:‏ 241 ه(:‏ ،23 ،18 ،12 ،10 ،9 ،6 ،5<br />

. 36 ،34<br />

- الزهد ألمحد أيضاً‏ : ،39 . 48 ،47<br />

- فضائل األعامل حلميد بن زنجويه ‏)ت:‏ 251 ه(:‏ . 26 22،<br />

- السنن للدارمي ‏)ت:‏ 255 ه(:‏ . 7<br />

- الصحيح للبخاري ‏)ت:‏ 256 ه(:‏ . 53 ،16 ،15 ،2<br />

- الصحيح ملسلم ‏)ت:‏ 261 ه(:‏ . 21 ،16 ،15 ،8 ،7 ،2<br />

- السنن أليب داود ‏)ت:‏ 275 ه(:‏ . 17 1،<br />

- السنن البن ماجه ‏)ت:‏ 275 ه(:‏ . 30<br />

247


- السنن للرتمذي ‏)ت:‏ 279 ه(:‏ . 28 ،27 ،17 ،7 ،1<br />

- ابن أيب الدنيا ‏)ت:‏ 281 ه(:‏ 51، 38، واملوضع الثاين من كتابه<br />

‏»الزهد«.‏<br />

- الزوائد عىل كتاب الزهد لعبد اهلل بن أمحد بن حنبل ‏)ت:‏ 290 ه(:‏<br />

.54 ،49<br />

- املسند للبزار ‏)ت:‏ 292 ه(:‏ . 45 ،38 ،36 ،25 ،24 ،19 ،13<br />

- السنن للنسائي ‏)ت:‏ 303 ه(:‏ . 29<br />

- املسند أليب يعىل ‏)ت:‏ 307 ه(:‏ . 38 ،11 ،5<br />

- الصحيح البن خزيمة ‏)ت:‏ 311 ه(:‏ . 37<br />

- التفسر البن أيب حاتم ‏)ت:‏ 327 ه(:‏ . 55<br />

- مكارم األخالق للخرائطي ‏)ت:‏‎327‎ه(:‏‎35‎<br />

- الصحيح البن حبان ‏)ت:‏ ‎354‎ه(:‏ . 18 17،<br />

- املعجم الكبر للطرباين ‏)ت:‏‎360‎ه(:‏ . 37 ،23 ،13 ،9 ،6<br />

- املعجم األوسط له أيضاً:‏ . 38 ،36 ،5 ،3<br />

- العظمة أليب الشيخ بن حيان ‏)ت:‏ 369 ه(:‏ . 56<br />

- املستدرك عىل الصحيحن للحاكم ‏)ت:‏ 405 ه(:‏ ، 30 ،29 ،6 ،1<br />

. 50 ،46 ،37 ،32 ،31<br />

- حلية األولياء أليب نعيم ‏)ت:‏ 405 ه(:‏ ،52 ،43 ،42 ،41 ،40<br />

ونقل رواية هي )20( ومل حيدد مصدره،‏ ولعلها من كتاب معرفة الصحابة.‏<br />

248


- السنن الكربى للبيهقي ‏)ت:‏ 458 ه(:‏ . 14<br />

- شعب اإليامن له أيضاً:‏ . 29 1،<br />

- البغوي ‏)ت:‏ 516 ه(،‏ واملقصود كتابه « رشح السنة «.<br />

- الرتغيب والرتهيب لألصبهاين ‏)ت:‏ 535 ه(:‏ . 4<br />

- املنذري ‏)ت:‏ 656 ه(‏ ويريد كتابه ‏»الرتغيب والرتهيب«.‏<br />

- التذكرة للقرطبي ‏)ت:‏ 681 ه(.‏<br />

- الوحيد يف سلوك أهل التوحيد لعبد الغفار بن أمحد القويص ‏)ت:‏<br />

‎708‎ه(.‏<br />

- ونقل معلومة شفهية عن شيخه الشيخ رشف الدين املناوي،‏ ورشح<br />

بعض الغريب،‏ ومل يذكر لذلك مصدراً‏ .<br />

- تاريخ التأليف:‏<br />

انفردت النسخة ش بذكر تاريخ التأليف فقد جاء يف آخرها:‏ « علقت هذا<br />

اجلزء يوم اجلمعة تاسع شهر رمضان سنة 883 ه«‏ أي كان له من العمر )34(<br />

سنة . ويبدو من الكالم أنه علقها يف يوم واحد.‏<br />

249


- وصف النسخ:‏<br />

وقفتُ‏ هلذه الرسالة عىل عرش نسخ،‏ وهي:‏<br />

1- نسخة مصورة من املكتبة الظاهرية بدمشق،‏ مرقمة ب )6619(، يف<br />

)8( أوراق،‏ فرغ من كتابتها حممد بن حممد بن النرشيت يف 9 من ذي احلجة سنة<br />

974 ه،‏ ورمزها:‏ ظ‎1‎ .<br />

2- نسخة مصورة من الظاهرية أيضاً،‏ مرقمة ب )3875(، يف )7( أوراق،‏<br />

كتبها عثامن بن حممود بن حامد الديلزي يف سنة 1178 ه،‏ وهي نسخة مجيلة<br />

اخلط،‏ مضبوطة بالشكل،‏ تشبه النسخة السابقة،‏ وكأهنام يمتان إىل أصل واحد.‏<br />

ورمزها:‏ ظ 2.<br />

3- نسخة مصورة من مكتبة اسميخان سلطان يف اسطنبول،‏ مرقمة<br />

ب )103(، يف )6( أوراق،‏ وهي تشبه نسختي الظاهرية،‏ ورمزها:‏ س .<br />

4- نسخة مصورة من شسرتبتي،‏ مرقمة ب )5430(، يف )18( ورقة،‏<br />

وانفردت بأن يف آخرها تأريخ التأليف،‏ وهي نسخة جيدة أيضاً،‏ ورمزها:‏<br />

ش.‏<br />

5- نسخة مصورة من السليامنية يف اسطنبول،‏ وال أعرف رقمها،‏ فقد<br />

قدَّ‏ مها يل صديقٌ‏ ضمن جمموع،‏ وتقع يف )9( أوراق،‏ وتاريخ الرسالة التي<br />

قبلها 1137 ه.‏ ورمزها:‏ ل .<br />

250


6- نسخة مصورة من مكتبة عارف حكمت،‏ مرقمة ب )108/80(، يف<br />

)7( أوراق،‏ ورمزها:‏ ع.‏<br />

7- نسخة مصورة يف مكتبة اجلامعة اإلسالمية يف املدينة املنورة،‏ مرقمة<br />

ب ‏)ف 733( عن نسخة يف اجلامعة النظامية بحيدر آباد يف اهلند،‏ وتقع يف )5(<br />

أوراق،‏ من القطع الكبر،‏ وليس يف آخرها تاريخ،‏ ورمزها:‏ ج .<br />

وهاتان النسختان ع،‏ ج متشاهبتان جداً‏ يف األخطاء والسقط عىل فارق ما<br />

بينهام من املكان !<br />

8- نسخة جامعة هارفرد ضمن جمموع برقم )7378879(، وهي<br />

مصورة يف الشبكة الدولية،‏ وتقع يف )5( أوراق،‏ مؤرخة ب )992 ه(،‏ وعىل<br />

تقدمها فإهنا مل ختل من األخطاء . ورمزها:‏ ه .<br />

9- نسخة خمتصرة بعنوان:‏ ‏»نبذة من املعاين الدقيقة«‏ ضمن املجموع<br />

الفلسطيني ‏)انظر وصفه يف:‏ اإلشارات يف شواذ القراءات(،‏ تقع يف )4( أوراق،‏<br />

بل تنقص قليالً.‏ وقد جاء فيها )17( رواية من أصل )56(، وهي الروايات<br />

املرقمة ب:‏ ،1( 19 ،20 ،14 ،8 ،7 ،5 ،3 ،2 ‏)أوردها هكذا بعد ،)20 ،23<br />

،)56 ،55 ،51 ،45 ،37 ،32 ،30 واختر خمترها من األلفاظ والتعليق<br />

كذلك،‏ وقال يف آخرها:‏ ‏»متت النبذة،‏ ومن أراد املزيد فعليه باألصل«.‏<br />

وأحسب أن املختر هو تلميذ املؤلف:‏ الشيخ عبد القادر الشاذيل املؤذن،‏<br />

فقد قال يف كتابه ‏»هبجة العابدين برتمجة حافظ العر جالل الدين«:‏<br />

251


« وقلت له يوماً:‏ يا سيدي،‏ هذه املؤلفات حاوية لعلوم كثرة،‏ وجامعة<br />

لفنون غزيرة،‏ والعمر يقر عن حتصيل بعضها فضالً‏ عن حتصيل كلها،‏<br />

وخصوصاً‏ مع ترادف اهلموم،‏ وكثرة الشواغل،‏ وقلة املال املساعد عىل حتصيل<br />

ما أراده اإلنسان منها باالكتساب،‏ فهل تأذنون للعبد أن ينتقي لنفسه من<br />

كل مؤلف منها ما أحبه واختاره،‏ ويعزوه لكم ولذلك املؤلف ؟ فأذن للعبد<br />

وتفضل،‏ وقال يل - رمحه اهلل - : افعل«‏ .<br />

ورمز هذه النسخة:‏ ف.‏<br />

10- نسخة خمتصرة جداً،‏ وهي أخر من النبذة السابقة،‏ طبعت يف<br />

ورقتين سنة 1285 ه - أي قبل 146 سنة،‏ فهي يف حكم املخطوط -،<br />

طبعت بعد كتاب بعنوان ‏»طرح املدر حلل األالء والدرر ...« بتصحيح السيد<br />

حممد األمر الرشيدي احلنفي.‏<br />

وجمموع ما فيها )13( رواية،‏ من أصل )56( وهي الروايات املرقمة ب<br />

،1( ،)43 ،37 ،25 ،20 ،16 ،15 ،13 ،9 ،8 ،7 ،6 ،5 واختصر خمترها<br />

من التخريج ومن كالم القويص ومن اخلامتة كثراً‏ . ورمزها:‏ ط .<br />

هبجة العابدين ‏)ص 280(.<br />

ذكر هذا رسكيس يف معجم املطبوعات العربية واملعربة )1084/1(، وعبد اجلبار<br />

يف ذخائر الرتاث العريب )602/1(، والدكتور عبد اإلله نبهان يف فهرس مؤلفات<br />

السيوطي املطبوعة ‏)ص 50(. واعتمد عليهم الدكتور حممد يوسف الرشبجي يف<br />

كتابه اإلمام السيوطي وجهوده يف علوم القرآن ‏)ص 230-229(، وواقع هذه<br />

الطبعة ما قلته،‏ وقد رأيت منها نسخة يف مركز مجعة املاجد بديب .<br />

252


- خطة التحقيق:‏<br />

بعد اطالعي عىل النسخ رأيت أن نسخة الظاهرية املرقمة ب )6619( من<br />

أفضل النسخ وأقدمها فعولت عليها،‏ وقابلتها ببقية النسخ،‏ الستخراج نص<br />

سليم معتمد،‏ وأثبت من الفروق ما يعرِّ‏ ف هبذه النسخ ونسّ‏ اخها.‏<br />

ومل أثقل.‏<br />

وخدمت النص بالرتقيم والتقويم،‏ والعزو والتوثيق،‏ واإلضافة والتعليق،‏<br />

احلوايش.‏<br />

وتبين يل أن املؤلف رمحه اهلل خيتصر األحاديث،‏ فنبهت عىل ذلك يف<br />

ورأيتُ‏ رسالة املؤلف « رفع الصوت بذبح املوت » مما يتمِّ‏ م مقاصد هذه<br />

الرسالة فأتيتُ‏ هبا يف ملحق آخرها .<br />

وأرجو اهلل أن أكون قد وُ‏ فِّقت فيام أردت.‏<br />

وأقرتح أن يقوم باحثٌ‏ ببحث مستقىص عن هذا املوضوع الذي كتب<br />

فيه اإلمامُ‏ السيوطي هاتن الرسالتن،‏ وتطرق إليه يف غر كتاب من كتبه،‏<br />

قال األستاذ الدكتور بديع السيد اللحام يف كتابه ‏»اإلمام احلافظ جالل الدين<br />

السيوطي«‏ ‏)ص 262( عن ‏»املعاين الدقيقة«:‏ « وربام كان هو وكتاب « رفع الصوت<br />

بذبح املوت«‏ كتاباً‏ واحداً‏ الحتاد موضوعهام«.‏<br />

قلتُ‏ : نعم املوضوع متحد،‏ ومها كتابان - بل رسالتان منفردتان - .<br />

253


وجيمع أقوال الرشاح ومواقفهم،‏ وخيرج بدراسة وافية جتلّ‏ هذا اجلانب<br />

جتلية تامة .<br />

واحلمد هلل رب العاملن.‏<br />

* * *<br />

وللعالمة الشيخ عبد اهلل رساج الدين رمحه اهلل تعاىل مبحث مهم عن عامل املثال،‏ ذكر فيه<br />

متثالت األرواح امللكية،‏ ومتثالت املعاين بصورٍ‏ مثالية،‏ ومتثالت األعامل،‏ واألقوال،‏<br />

واألموال،‏ ومتثالت أيامِ‏ الدُّ‏ نيا يومَ‏ القيامة،‏ وذلك يف كتابه ‏»اإليامن باملالئكة عليهم<br />

السالم«‏ ‏)ص 49-31(، وأورد هذا املبحث مزيداً‏ يف كتابه « هدي القرآن الكريم إىل<br />

معرفة العوامل والتفكر يف األكوان » ‏)ص 192-170(، فانظرمها.‏<br />

254


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ظ‎1‎‏(‏<br />

255


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ظ‎1‎‏(‏<br />

256


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ظ‎2‎‏(‏<br />

257


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ظ‎2‎‏(‏<br />

258


الورقة األوىل من النسخة ‏)س(‏<br />

259


الورقة األخرية من النسخة ‏)س(‏<br />

260


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ش(‏<br />

261


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ش(‏<br />

262


الورقة األوىل من النسخة ‏)ل(‏<br />

263


الورقة األخرية من النسخة ‏)ل(‏<br />

264


الورقة األوىل من النسخة ‏)ع(‏<br />

265


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ع(‏<br />

266


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ج(‏<br />

267


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ج(‏<br />

268


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ه(‏<br />

269


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ه(‏<br />

270


الورقة األوىل من النسخة ‏)ف(‏<br />

271


الورقة األخرية من النسخة ‏)ف(‏<br />

272


الصفحة األوىل من النسخة ‏)ط(‏<br />

273


الصفحة األخرية من النسخة ‏)ط(‏<br />

274


)5(<br />

املعاني الدقيقة<br />

يف<br />

إدراك احلقيقة<br />

لإلمام جالل الدين السيوطي<br />

849( – 911 ه(‏<br />

النص احملقق


احلمد هلل وكفى ، وسالم عىل عباده الذين اصطفى،‏ وبعد:‏<br />

فهذه مسألةٌ‏ مهمة خفيتْ‏ عىل كثر من الناس حتى أكثروا من استشكاهلا،‏<br />

وأبدوا هلا تأويالً‏ ملا خفي عليهم من حاهلا،‏ ووقع هلم ذلك يف موضعن:‏<br />

أحدمها:‏ فيام ورد من األحاديث أن األعامل تُعرض يف صورة أشخاص:‏<br />

اإلسالم ، والصالة،‏ والصيام ، واملعروف،‏ واملنكر،‏ وغر ذلك.‏<br />

والثاين:‏ فيام ورد من أنَّ‏ املوت جيُ‏ اء به يف صورة كبش فيذبح .<br />

وقالوا:‏ األعامل واملوت أعراض،‏ واألعراض يستحيل انقالهبا أجساماً.‏<br />

واحتاجوا إىل تأويل ذلك فقالوا:‏ خيلق اهلل من ثواب األعامل أشخاصاً‏<br />

حيرشها ويضعها يف امليزان . وكذا من وزر األعامل السيئة،‏ وكذا من<br />

املوت.‏<br />

ليست يف ش،‏ ل .<br />

يف ع،‏ ج،‏ ط:‏ رسالة .<br />

يف ش:‏ حترش يف سورة .<br />

يف ط:‏ من اإلسالم .<br />

يف ظ‎2‎‏،‏ ش،‏ س،‏ ل،‏ ه:‏ ويذبح . وانظر امللحق .<br />

يف ه:‏ عىل !<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ه:‏ أخيلق !<br />

يف ش:‏ حترش . ويف ع،‏ ج:‏ جيسدها !<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ل،‏ ه:‏ أوزن من.‏ ويف ع،‏ ج:‏ وزن ! ويف ف:‏ ما وون من !<br />

277


وكل هذا ذهول عن إدراك احلقيقة .<br />

وقد وقع عندي يف الدرس نظر ذلك ، أن بعض الفضالء استشكل<br />

قوله تعاىل:‏ ﴿ ڦ ڦ ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ﴾ فقال:‏<br />

عرض األجسام ممكن،‏ فكيف عرضت املعاين املعقولة التي ال شخص هلا<br />

يف اخلارج ؟<br />

وأقول:‏ التحقيق الشامل لذلك ولغره أن مجيع املعاين املعقولة عندنا<br />

متصورة عند اهلل تعاىل بصورة األجسام،‏ ومتشخصة هبيئة األشخاص،‏ وإن<br />

كنا ال نحس ذلك لكوننا حمجوبن عنه،‏ وقد عَ‏ دَّ‏ أرباب علم احلقيقة - نفعنا<br />

اهلل هبم وحرشنا يف زمرهتم - من وجوه الكشفِ‏ االطالعَ‏ عىل صور املعاين<br />

املعقولة يف هيئة األجسام املشخصة .<br />

وهذا الذي ذكروه وجدت األحاديث النبوية ناطقة به وشاهدة له .<br />

يف ه:‏ اخلفية !.<br />

أقول:‏ ومن هنا جاء العنوان:‏ املعاين الدقيقة يف إدراك احلقيقة .<br />

يف ش:‏ الدروس.‏<br />

من سورة البقرة،‏ اآلية . 31<br />

يف ع،‏ ج:‏ حمض !<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ف،‏ ط:‏ نحسن،‏ ويف ع،‏ ج:‏ نحس بذلك .<br />

يف ه:‏ واالطالع !<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ل،‏ ه:‏ ذكره .<br />

278


وذكرأيضاً‏ أن رؤيا املنام من ذلك،‏ فإن الرائي يرى يف منامه أجساماً‏<br />

فتؤول بأعراض ، فتلك األجسام املرئية هي صور تلك األعراض املعربَّ‏<br />

عنها يف عامل امللكوت .<br />

‏)وها أنا أرسد األحاديث حديثاً‏ حديثاً‏ يف هذه الكراسة لينتفع(‏ هبا مَن<br />

يقف عليها،‏ وباهلل التوفيق .<br />

حديث يف اإليامن:‏<br />

1- أخرج أبو داود ، والرتمذي ، واحلاكم ، والبيهقي ، عن أيب هريرة<br />

ريض اهلل عنه ، قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ:‏ « إذا زنى الرجل خرج منه اإليامن،‏<br />

فكان عليه كالظلة،‏ فإذا أقلع رجع إليه اإليامن «.<br />

﴿<br />

سقطت من ش،‏ ط .<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ع،‏ ج،‏ س،‏ ل،‏ ه:‏ فإذا .<br />

يف ش،‏ س،‏ ل،‏ ف،‏ ه:‏ هبا،‏ ويف ط:‏ عنها هبا .<br />

ما بن اهلاللن سقط من ج .<br />

ومل يتعرض ليشء من ذلك يف تفسيره الدر املنثور يف التفسير املأثور عند قوله تعاىل:‏<br />

ڄ ڄ ڃ ڃ ﴾.<br />

سنن أيب داود )220/5( )4657(، وسنن الرتمذي )369/4( حتت احلديث<br />

،)2625( واملستدرك )175/1( ،)64( وشعب اإليامن )315/8( .)4979(<br />

الرتيض عن الصحابة هنا ويف سائر املواضع من ل،‏ ج .<br />

يف ع،‏ ج:‏ قطع،‏ ويف الشُّ‏ عب:‏ فإذا انقطع منها،‏ ويف ط:‏ قلع،‏ ولعل أصلها:‏ انقلع منها.‏<br />

وكذلك يف املستدرك،‏ وقد كتب ناسخ ل:‏ وقلع.‏ وكتب يف احلاشية:‏ أقلع.‏ ويف ف:‏<br />

رجع.‏ ويف الرتمذي:‏ فإذا خرج من ذلك العمل.‏<br />

279


ويف لفظ للحاكم : « مَ‏ ‏نْ‏ زنى أو رشب اخلمر نزع اهلل منه اإليامن<br />

كام يَ‏ لعُ‏ اإلنسانُ‏ القميص من رأسه » .<br />

ويف لفظ للبيهقي : « اإليامن رسبال يرسبله اهلل من يشاء،‏ فإذا زنى العبد<br />

نُزِ‏ عَ‏ منه رسبال اإليامن،‏ فإن تاب رُ‏ دَّ‏ عليه » .<br />

يف هذا احلديث دليل عىل أن اإليامن يشء خملوق له صورة وتشخص<br />

خصوصاً‏ قوله:‏ « فكان عليه كالظلة » ، فإنه بعيد القبول للتأويل،‏ ومحلُه<br />

عىل االستعارة من مجلة التأويالت البعيدة التي حكمها الرد .<br />

حديث يف السكينة:‏<br />

2- أخرج الشيخان عن الرباء ريض اهلل عنه،‏ قال:‏ « بينام رجل يقرأ<br />

يف املستدرك )176/1( .)65(<br />

يف املطبوع:‏ و .<br />

يف شعب اإليامن )317-316/8( )4981(، وفيه:‏ إن اإليامن.‏ وإسناده حسن.‏<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ه:‏ شخوصاً‏ .<br />

يف ع،‏ ج:‏ « من محله عىل التأويل ألن البعيدة » حتريف.‏<br />

قوله:‏ ‏»قوله:‏ فكان كالظلة ...« إىل هنا كتب يف ه تعليقاً‏ يف احلاشية !<br />

صحيح البخاري )1323/3( ،)3418( )1831/4( ،)4559( )1914/4(<br />

)4724(، )1916/4( )4730(، ويف هذا املوضع بسطت الرواية أكثر من املواضع<br />

السابقة،‏ وهي عن حممد بن إبراهيم عن أسيد بن حضر .<br />

وصحيح مسلم )547/1( )795(، وليس فيهام هذا اللفظ،‏ وهذا يف مسند أيب عوانة<br />

)487/2( )3938(، وسنن الرتمذي )13/5( )2885( وفيه:‏ رأى دابته .<br />

280


سورة الكهف إذ رأى فرسه تركض فنظر،‏ فإذا مثل الضبابة أومثل الغاممة،‏<br />

فذكر ذلك لرسول اهلل ﷺ فقال:‏ تلك السكينة تنزلت للقرآن » .<br />

حديث يف الصالة :<br />

3- أخرج الطرباين يف األوسط عن أنس ريض اهلل عنه قال:‏ قال<br />

<br />

رسول اهلل ﷺ:‏ « مَ‏ ن صىل الصالة لوقتها،‏ وأسبغ هلا وضوءها،‏ وأتم هلا<br />

قيامها وخشوعها،‏ وركوعها وسجودها،‏ خرجتْ‏ وهي بيضاء مسفرة تقول:‏<br />

حفظك اهلل كام حفظتني .<br />

ومَ‏ ‏ن صالها لغري وقتها،‏ ومل يسبغ هلا وضوءها،‏ ومل يتم هلا خشوعها ،<br />

وال ركوعها وال سجودها،‏ خرجتْ‏ وهي سوداء مظلمة تقول:‏ ضيعك اهلل<br />

كام ضيعتني ، حتى إذا كانت حيث شاء اهلل لفت كام يلف الثوب اخلَ‏ لِق ثم<br />

رضب هبا وجهه » .<br />

يف ش:‏ ركض .<br />

هكذا عنون املؤلف ب « حديث » مع أنه أورد أكثر من حديث،‏ وقد وقع له هذا يف<br />

غر موضع.‏<br />

.)3095( )263/3( <br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ش،‏ ع،‏ س:‏ الصلوات .<br />

سقطت من ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ل،‏ ه.‏<br />

هو الثوب املقطع.‏ النهاية )71/2(.<br />

281


4- وأخرج األصبهاين يف الرتغيب عن عمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه<br />

قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ:‏ « ما من مصلٍ‏ إال ومَ‏ لَكٌ‏ عن يمينه ومَ‏ لَكٌ‏ عن يساره،‏<br />

فإِنْ‏ أمتها عرجا هبا،‏ وإن مل يتمها رضبا هبا وجهه » .<br />

حديث يف الصالة والصيام واإلسالم واألعامل:‏<br />

5- أخرج أمحد ، وأبو يعىل ، والطرباين ، عن أيب هريرة ريض اهلل عنه<br />

قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ:‏ « جتيء األعامل يوم القيامة:‏<br />

فتجيء الصالة فتقول:‏ يارب أنا الصالة،‏ فيقول:‏ إنك عىل خري.‏<br />

وجتيء الصدقة فتقول:‏ يا رب أنا الصدقة،‏ فيقول:‏ إنك عىل خري.‏<br />

‏)ثم جيئ الصيام فيقول:‏ يارب أنا الصيام،‏ فيقول:‏ إنك عىل خري(‏ .<br />

ثم جييء اإلسالم فيقول:‏ يا رب أنت السالم وأنا اإلسالم،‏ فيقول اهلل:‏<br />

إنك عىل خري،‏ بك اليوم آخذ ، وبك أعطي«‏ .<br />

)423/2( )1914( يف فصل يف عقوبة من ال يتم الصالة .<br />

مسند أمحد )355/14( )8742(، ومسند أيب يعىل )104/11( )6231(، واملعجم<br />

األوسط )317/7( )7611(، وإسناده ضعيف.‏ انظر حاشية مسند أمحد .<br />

ما بن اهلاللن سقط من ج . ويف احلديث هنا:‏ « وجتيء األعامل كذلك فتقول:‏ أي<br />

رب «.<br />

282


حديث يف الصيام:‏<br />

6- أخرج أمحد ، والطرباين ، واحلاكم وصححه ، عن ابن عمرو <br />

ريض اهلل عنهام،‏ أن رسول اهلل ﷺ:‏ قال:‏ « الصيام يشفع يف العبد يوم القيامة،‏<br />

يقول:‏ أي رب منعته الطعام والشهوة ، فشفعني فيه » .<br />

حديث يف الذنوب واخلطايا:‏<br />

7- أخرج مالك،‏ والدارمي ، ومسلم ، والرتمذي ، عن أيب هريرة<br />

ريض اهلل عنه،‏ أن رسول اهلل ﷺ قال:‏ « إذا توضأ العبد املسلم فغسل وجهه<br />

خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع املاء ، أو مع آخر قطر املاء.‏<br />

مسند أمحد )199/11( )6626( وقال خمرجوه:‏ إسناده ضعيف.‏ واملستدرك<br />

)255/2( )2080(، ومل أجده يف معاجم الطرباين املطبوعة،‏ وذكره اهليثمي يف جممع<br />

الزوائد )181/3( وقال:‏ ‏»رواه أمحد والطرباين يف الكبير،‏ ورجال الطرباين رجال<br />

الصحيح«،‏ وذكره يف )381/10( وقال:‏ رواه أمحد،‏ وإسناده حسن،‏ عىل ضعف يف<br />

ابن هليعة،‏ وقد وُ‏ ثِّق «.<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ع،‏ ج،‏ س:‏ عمر !<br />

يف ه:‏ يا .<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏:‏ الرشاب . وقد جاء هذا اللفظ يف بعض الطرق.‏ انظر:‏ حلية األولياء<br />

.)161/8(<br />

نص احلديث يف املصادر املذكورة:‏ « الصيام والقرآن يشفعان للعبد،‏ يقول الصيام:‏ أي<br />

رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه،‏ ويقول القرآن:‏ منعته النوم بالليل<br />

فشفعني فيه.‏ قال:‏ فيشفعان «.<br />

املوطأ ‏)ص 32-31( )60(، وسنن الدارمي )560/1( )745(، وصحيح مسلم<br />

)215/1( ،)244( وسنن الرتمذي )52/1( )2( وقال:‏ « حسن صحيح .»<br />

283


فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع املاء ،<br />

أو مع آخر قطر املاء.‏<br />

فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجاله مع املاء ، أو مع آخر<br />

قطر املاء.‏<br />

حتى يرج نقياً‏ من الذنوب » .<br />

8- وأخرج مسلم عن عثامن بن عفان ريض اهلل عنه قال:‏ قال<br />

رسول اهلل:‏ « مَ‏ ن توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده،‏ حتى<br />

خترج من حتت أظفاره «.<br />

9- وألمحد من حديث أيب أمامة نحوه ، وفيه:‏ « نزلت كل خطيئة من<br />

سمعه وبرصه مع أول قطرة ، و من لسانه وشفتيه ، ومن كفيه » .<br />

يف س،‏ ل:‏ بطشتهام !<br />

يف ع،‏ ج:‏ مالك ! واحلديث يف صحيح مسلم )216/1( )245(.<br />

يف املسند )601/36( )22267(، وهو صحيح بطرقه وشواهده كام يف حاشيته.‏<br />

ليست يف ظ‎1‎‏،‏ ع،‏ ج،‏ س،‏ ل،‏ ه .<br />

نص احلديث يف املسند:‏ « أيام رجل قام إىل وضوئه يريد الصالة،‏ ثم غسل كفيه نزلت<br />

خطيئته من كفيه مع أول قطرة،‏ فإذا مضمض واستنشق واستنثر نزلت خطيئته من<br />

لسانه وشفتيه مع أول قطرة،‏ فإذا غسل وجهه نزلت خطيئته من سمعه وبره مع<br />

أول قطرة،‏ فإذا غسل يديه إىل املرفقن،‏ ورجليه إىل الكعبن،‏ سلم من كلِّ‏ ذنبٍ‏ هو<br />

له،‏ ومن كلِّ‏ خطيئةٍ،‏ كهيئته يوم ولدته أمه.‏ قال:‏ فإذا قام إىل الصالة رفع اهلل هبا<br />

درجته،‏ وإن قعد قعد ساملاً‏ «.<br />

284


وللطرباين عنه:‏ « حتى إن اخلطايا لتتحادر من أطرافه » .<br />

10- وألمحد من حديث كعب بن مُرَّ‏ ة أو مُرَّ‏ ة بن كعب:‏<br />

« خرجت خطاياه من وجهه ومن ذراعيه ومن رجليه » .<br />

11- وأليب يعىل من حديث أنس:‏ « فتتناثر كل خطيئة » .<br />

فهذه األحاديث ظاهرة يف أن اخلطايا يف صورة األجسام ، كل خطيئة<br />

الحقة بعضوها،‏ وعىل ذلك بنى احلنفيةُ‏ تنجيس ‏َاملاءِ‏ املستعمل النحدار<br />

اخلطايا من األعضاء إليه 1) .<br />

يف املعجم الكبر )256-255/8( )7995(.<br />

يف ط:‏ لتتحات من أطرافه ومن مجيع برشته .<br />

يف املسند )599/29( .)18059(<br />

يف ش:‏ قرة . يف املوضعين ! وسقط من ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ل،‏ ه قوله:‏ أو مرة بن<br />

كعب.‏<br />

يف ش:‏ جرت.‏ ويف املسند:‏ خرَّ‏ ت.‏<br />

أورده املؤلف باختصار .<br />

.)3907( ،)13/7( <br />

يف ش:‏ صور .<br />

يف ف:‏ بنى أهل احلقيقة !<br />

1) جاء يف حاشية ه تعليقاً‏ عىل هذا القول:‏ « قول أليب حنيفة بنجاسة املاء املستعمل،‏<br />

وملحمد:‏ طاهر غر طهور،‏ يزيل النجاسة احلقيقية ال احلكمية،‏ والفتوى عىل قول<br />

حممد «. وقال الشيخ الشعراين يف كتابه امليزان الكربى ‏)ص 188-187(:<br />

« املاء املستعمل يف فرض الطهارة هو طاهر غر مطهر عىل املشهور من مذهب اإلمام<br />

أيب حنيفة،‏ وعىل األصح من مذهب اإلمام الشافعي،‏ وأمحد برشطه،‏ ويف الرواية<br />

األخرى عن أيب حنيفة:‏ إنه نجس،‏ وهو قول أيب يوسف،‏ مع قول اإلمام مالك=‏<br />

285


ونظره ما سمعت شيخنا شيخَ‏ اإلسالم رشف الدين المُ‏ ناوي يقرره:‏<br />

أنَّ‏ احلَدَ‏ ثَ‏ معنى حيل باألعضاء يدركه الصاحلون باملشاهدة ، وأخبارُ‏ هم يف<br />

ذلك مشهورة،‏ وأمرُ‏ هم باالغتسال مجاعةً‏ نسوا اجلنابة حمكيٌّ‏ كثراً‏ ، وأقوى<br />

= هو مطهر،‏ فاألول مشدد،‏ وقول مالك خمفف،‏ فرجع األمر إىل مرتبتي امليزان.‏<br />

ووجه مَنْ‏ منع الطهارة باملاء املستعمل يف فرض الطهارة كون اخلطايا خرّ‏ ت فيه كام<br />

ورد يف الصحيح،‏ فهو مستقذرٌ‏ رشعاً‏ عند كلِّ‏ من كمل مقام إيامنه،‏ أو كان صاحب<br />

كشف،‏ فال يناسب كل من كمل يف مقام اإليامن أن يتطهر به ...«. ولكالمه تتمة<br />

فانظره .<br />

ترجم له السيوطي يف حسن املحارضة )384/1( فقال:‏ « قايض القضاة رشف الدين<br />

حييى بن حممد بن حممد بن حممد،‏ شيخنا شيخ اإلسالم ، ولد سنة 798، والزم<br />

الشيخ ويل الدين العراقي،‏ وخترج به يف الفقه واألصول،‏ وسمع احلديث عليه،‏ وعىل<br />

الرشف ابن الكويك،‏ وتصدى لإلقراء واإلفتاء،‏ وخترج به األعيان،‏ وويل تدريس<br />

الشافعي،‏ وقضاء الديار املرية،‏ وله تصانيف،‏ منها:‏ رشح خمتر املزين.‏ تويف ليلة<br />

االثنن ثاين عرش مجادى اآلخرة سنة 871، وهو آخر علامء الشافعية وحمققيهم ...«،<br />

وانظر:‏ الضوء الالمع )254/10(، واألعالم )167/8(.<br />

يف ش:‏ احلديث ! ويف ه:‏ إن معنى احلديث حيل !<br />

حذف ‏»حمكي كثراً‏ » يف ف،‏ فصار املبتدأ بال خرب .<br />

وأقول:‏ من املحكي يف ذلك ما جاء عن اإلمام الشاطبي شيخ القراءات ‏)ت:‏ 590<br />

ه(:‏ قال اإلمام القسطالين يف كتابه « الفتح املواهبي يف ترمجة اإلمام الشاطبي » ‏)ص<br />

56-55(: « قد أخربين غر واحدٍ‏ من أصحاب احلافظ شمس الدين أيب اخلر حممد<br />

األثري السلفي ‏]ابن الجزري[‏ عنه أنه قال:‏ أخبرني شيوخنا الثقات عن شيوخهم<br />

عن الشاطبي أنه كان يصلي الصبح بغلس ب ‏]المدرسة[‏ الفاضلية،‏ ثم يجلس<br />

لإلقراء،‏ فكان الناس يتسابقون السرى إليه ليالً،‏ وكان إذا جلس ال يزيد على قوله:‏<br />

مَنْ‏ جاء أوالً‏ فليقرأ،‏ ثم يأخذ على األسبق فاألسبق . فاتفق في بعض األيام أن<br />

بعض أصحابه سبق أوالً،‏ فلما استوى الشيخ قاعداً‏ قال:‏ مَنْ‏ جاء ثانياً‏ فليقرأ،‏ =<br />

286


شاهدٍ‏ لذلك ما أخرجه:‏<br />

12- أمحد عن ابن عباس ريض اهلل عنهام أن رسول اهلل ﷺ قال:‏<br />

« احلجر األسود من اجلنة،‏ وكان أشد بياضاً‏ من الثلج حتى سودته خطايا أهل<br />

الرشك » .<br />

13- وأخرج الطرباين ، والبزار ، عن سلامن ريض اهلل عنه قال:‏ قال<br />

= فشرع الثاني في القراءة،‏ وبقي األول ال يدري حاله،‏ فأخذ يتفكر فيما وقع منه<br />

بعد مفارقة الشيخ من ذنب أوجب حرمانَ‏ الشيخ له،‏ فتذكر أنه أجنب تلك الليلة،‏<br />

وأنه من شدة حرصه على النوبة نسي ذلك لما انتبه،‏ وبادر إلى النوبة،‏ فاطلع الشيخُ‏<br />

على ذلك،‏ فأشار الشيخ إلى الثاني بالقراءة.‏ ثم إن ذلك الرجل بادر إلى الحمَّ‏ ام<br />

بجوار المدرسة فاغتسل ثم رجع قبل فراغ الثاني.‏ فلما فرغ قال الشيخ:‏ من جاء<br />

أوالً‏ فليقرأ . فقرأ.‏<br />

قال شيخ مشايخنا ‏]ابن الجزري[:‏ وهذا من أحسن ما وقع لشيوخ هذه الطائفة،‏ بل<br />

ال نعلم مثله وقع في الدنيا «. وانظر:‏ غاية النهاية )21/2(.<br />

يف ع،‏ ج:‏ شاهداً‏ !<br />

يف املسند ،14-13/5( )472 ،167 )2795( )3046( .)3537( وجاء يف<br />

حاشيته،‏ يف املوضع األول:‏ « قوله:‏ احلجر األسود من اجلنة:‏ صحيح بشواهده،‏<br />

وأما بقية احلديث فليس له شاهد يقويه،‏ وإسناد احلديث ضعيف الختالط عطاء بن<br />

السائب...‏ «، وانظر - إن شئت - تتمة الكالم عليه .<br />

املعجم الكبير )250/6( )6125(، ومسند البزار )477/6( )2508( ولفظه<br />

خمتلف،‏ ويف الكبر وجممع الزوائد )300/1(: « إن املسلم ... كلام سجد حتاتت عنه<br />

فيفرغ حين يفرغ من صالته وقد حتاتت خطاياه «. وقال اهليثمي:‏ « رواه الطرباين يف<br />

الكبر والصغر،‏ وفيه أشعث بن أشعث السعداين ومل أجد من ترمجه » واحلديث يف<br />

شعب اإليامن )431-430/5( )2875(.<br />

287


رسول اهلل ﷺ:‏ « املسلم يصيل وخطاياه مرفوعة عىل رأسه،‏ كلام سجد حتاتت<br />

عنه » .<br />

ويف لفظ للطرباين عنه:‏ « إنَّ‏ العبد إذا قام إىل الصالة وُ‏ ضعتْ‏ ذنوبه عىل<br />

رأسه فتفرَّ‏ قُ‏ عنه كام تفرَّ‏ قُ‏ عروق الشجر يميناً‏ وشامالً‏ » .<br />

14- وأخرج البيهقي يف سننه عن ابن عمر ريض اهلل عنهام:‏ سمعتُ‏<br />

رسول اهلل ﷺ يقول:‏ « إن العبد إذا قام يصيل أُيت بذنوبه فجُ‏ عِلتْ‏ عىل رأسه<br />

وعاتقيه ، فكلام ركع أو سجد تساقطت عنه » .<br />

يف حاشية س هنا:‏ ‏»احلتو:‏ العدو الشديد . قاموس«.‏<br />

قلتُ‏ : نعم جاء هذا يف القاموس ‏)ص 1642(، ولكن ليس هذا هو املقصود،‏ واملادة املرادة<br />

هنا:‏ حتّ‏ ، وقد جاء يف القاموس فيها ‏)ص 192(: ‏»حتّه:‏ فركه،‏ وقرشه،‏ فانحتّ‏<br />

وحتاتّ‏ ، وحت الورق:‏ سقطت،‏ كانحتت،‏ وحتاتت،‏ وحتتحتت«.‏<br />

يف املعجم الكبير )236/6( )6088( ولفظه فيه:‏ « إن العبد املؤمن إذا قام يف<br />

الصالة ... كام تفرق عذوق النخلة ...« وهو يف جممع الزوائد )300/1( بلفظه<br />

املنقول هنا،‏ وفيه:‏ « رواه الطرباين يف الكبر،‏ وفيه أبان بن أيب عياش،‏ ضعفه شعبة<br />

وأمحد وغرمها،‏ ووثقه سلم العلوي وغره «.<br />

السنن الكربى )10/3(، وهو يف شعب اإليامن أيضاً‏ )432-431/5( )2877(.<br />

ورجاله ثقات،‏ وانظر - إن شئت - كالم حمققه عليه .<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ل،‏ س،‏ ه:‏ عاتقه .<br />

288


حديث يف الرحم:‏<br />

15- أخرج الشيخان عن أيب هريرة ريض اهلل عنه قال:‏ قال رسول اهلل<br />

ﷺ:‏ « إن اهلل تعاىل خلق اخللق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت:‏ هذا<br />

مقام العائذ بك من القطيعة .<br />

قال:‏ أما ترضني أن أصل مَ‏ نْ‏ وصلك وأقطع مَ‏ نْ‏ قطعك؟<br />

قالت:‏ بىل .<br />

قال:‏ فذاك لك » .<br />

16- وأخرج الشيخان عن عائشة ريض اهلل عنها عن النبي ﷺ<br />

قال:‏ « الرحم معلقة بالعرش تقول:‏ مَ‏ نْ‏ وصلني وصله اهلل ، ومَ‏ ‏نْ‏ قطعني<br />

قطعه اهلل » .<br />

17- وأخرج أبو داود ، والرتمذي،‏ وصححه و ابن حبان ، عن<br />

صحيح البخاري )1828/4( ،)4552( )2232/5( ،)5641( )2725/6(<br />

،)7063( وصحيح مسلم )1980/4( .)2554(<br />

صحيح البخاري )2232/5( )5642(، ولفظه:‏ « الرحم شجنة،‏ فمن وصلها<br />

وصلته،‏ ومن قطعها قطعته «.<br />

وصحيح مسلم )1981/4( )2555( واللفظ له .<br />

زاد ناسخ ل هنا:‏ وعن أبيها .<br />

من ش،‏ ع،‏ ل،‏ ه .<br />

سنن أيب داود )388-387/2( ،)1691( والرتمذي )471/3( ،)1907( =<br />

289


عبد الرمحن بن عوف ريض اهلل عنه:‏ سمعت رسول اهلل ﷺ يقول:‏ « قال اهلل:‏<br />

أنا الرمحن،‏ خلقت الرحم،‏ وشققت هلا اسامً‏ من اسمي،‏ فمن وصلها وصلتُهُ‏ ،<br />

ومن قطعها بتتُّه » .<br />

18- وأخرج أمحد ، وابن حبان ، عن أيب هريرة ريض اهلل عنه:‏<br />

‏)سمعتُ‏ رسول اهلل يقول:‏ « إن الرحم شجنة من الرمحن تقول:‏ يارب(‏ <br />

إين قُطعتُ‏ ، يا رب إين أُيسءَ‏ إيلَّ‏ ، يا رب إين ظُلمتُ‏ ، يارب يا رب،‏<br />

فيجيبها:‏ أال ترضني أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ » .<br />

19- وأخرج البزار بسند حسن عن أنس عن النبي قال:‏ « الرحم<br />

= وابن حبان ‏)اإلحسان(‏ )187-186/2( )443(. وقال الرتمذي:‏ « حديث<br />

سفيان عن الزهري حديث صحيح «.<br />

سقطت اجلملة األخرة من ع،‏ ج،‏ وجاء مكاهنا:‏ تنبيه زاد أمحد !!<br />

مسند أمحد )530/14( ،)8975( ،157/15( )538 ،)9273( ،)9871( وانظر<br />

)312/7( ،)7931( وابن حبان ‏)اإلحسان(‏ ،185/2( )188 )442( .)444(<br />

يف حاشية س:‏ ‏»الشجنة - مثلثة-:‏ شعبة من كل يشء «، وقال ابن األثر يف النهاية<br />

)447/2(: « الرحم شجنة:‏ أي قرابة مشتبكة كاشتباك الورق،‏ شبهه بذلك<br />

جمازاً‏ واتساعاً،‏ وأصل الشجنة - بالكرس والضم -: شعبة يف غصن من غصون<br />

الشجرة «.<br />

سقط من ج .<br />

قوله:‏ ‏»تقول يا رب إين قطعت«‏ سقط من ه .<br />

ليست يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ل .<br />

مل أجده يف مسنده املطبوع،‏ وقال اهليثمي يف املجمع )151/8(: ‏»رواه البزار وإسناده<br />

حسن«.‏<br />

290


حَ‏ جَ‏ نَةٌ‏ متمسكةٌ‏ بالعرش ، تَكلمُ‏ بلسان ذُلَق : اللهم صل من وصلني واقطع<br />

من قطعني » .<br />

20- وأخرج أبو نعيم عن حبيب بن الضحاك اجلهني ريض اهلل عنه<br />

أن رسول اهلل ﷺ قال:‏ « أتاين جربيل فقال:‏ رأيت رمحاً‏ معلقة بالعرش تدعو<br />

عىل من قطعها .<br />

قلت:‏ كم بينهام ؟<br />

قال:‏ مخسة عرشأباً‏ «.<br />

وسيأيت:‏ طلق ذلق،‏ قال ابن األثر يف النهاية )165/2(: ‏»أي فصيح بليغ،‏ هكذا جاء<br />

يف احلديث عىل فُعَل بوزن صُ‏ َ د ...«.<br />

سقط هذا احلديث من ع،‏ ج.‏<br />

مل أجد هذا احلديث يف حلية األولياء،‏ ولعله يف كتابه معرفة الصحابة،‏ ورأيته يف تاريخ<br />

أصبهان )455-454/1( )901( ‏)ترمجة عمرو بن عل بن بحر(‏ مروياً‏ عن أنس،‏<br />

وهذا نصه:‏<br />

‏»حدثنا عبد اهلل بن حممد بن عطاء،‏ حدثنا أمحد بن حييى بن احلجاج الشيباين،‏ حدثنا<br />

عمرو بن عل،‏ حدثنا عبد الرمحن بن مهدي،‏ حدثنا محاد بن سلمة،‏ عن أيوب عن<br />

حممد بن سيرين عن أنس بن مالك قال:‏ قال النبي ﷺ:‏ دخل علَّ‏ خليل متبسامً،‏<br />

قلتُ‏ : خليل ما يل أراك متبسامً‏ ، قال:‏ يا حممد،‏ رأيتُ‏ عجباً‏ ، قلت:‏ خليل وما رأيت؟<br />

قال:‏ رأيت الرحم معلقةً‏ بالعرش تنادي يف كل يوم ثالث مرات:‏ أال مَنْ‏ وصلني<br />

وصلته،‏ ومن قطعني بتته،‏ فنظرنا يف ذلك الرحم فإذا فيه مخسة عرش أباً‏ «.<br />

وانظر:‏ ميزان االعتدال )189/2( ترمجة سلمة بن حامد،‏ واإلصابة )18/2(، وقد<br />

ذكر هذه الرواية عن أيب نعيم وقال:‏ ‏»إسناده جمهول،‏ وأظنه مرسالً‏ «، وهذا يف القسم<br />

األول.‏<br />

291


فهذه األحاديث صحية يف أن الرحم يشء خملوق له صورة،‏ يقوم ويقول،‏<br />

وخياطب وجييب .<br />

وقد استدلَّ‏ أهل السنة بمثل ذلك عىل أن الروح جسم .<br />

وقوله:‏ حَ‏ جَ‏ نة،‏ بفتح احلاء واجليم،‏ والنون اخلفيفة،‏ هي صنَّارةُ‏ املغزل،‏<br />

وهي احلديدةُ‏ العَقْ‏ فاء التي يُعَلَّقُ‏ هبا اخليط ثم يُفْتَلُ‏ املغزل .<br />

ومن األحاديث يف حرشها :<br />

21- ما أخرجه مسلم من حديث حذيفة و أيب هريرة ريض اهلل<br />

عنهام يف الشفاعة:‏ « فيقوم حممد ﷺ فيؤذن له ، وترسل معه األمانة والرحم<br />

فيقفان بالرصاط يمينه وشامله «.<br />

يف ش:‏ تقوم ... بالتاء فيها كلها .<br />

يف س:‏ صيادة !<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ س:‏ احلديد<br />

يف ظ‎1‎‏:‏ العصف،‏ ويف ظ،‏ س،‏ ه:‏ العصفا،‏ ويف ش:‏ بياض!‏ ويف ف:‏ العقفاء.‏ وهو<br />

الصواب.‏ والرشح لعله من غريب احلديث البن قتيبة )334/1(. وهذا التعليق<br />

كتب يف ه تعليقاً‏ يف احلاشية .<br />

جاء هذا الرشح يف ج،‏ ع بعد احلديث )23( . وكتبه ناسخ ع هنا ثم شطبه،‏ والعبارة<br />

فيهام:‏ »... وعىل سفادة املغزل،‏ وهي احلديدة التي تعلق به اخليط ثم يفتل املغزل «،<br />

وسقطت كلها من ل.‏<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ل،‏ ه:‏ حسنها !<br />

)187/1( )195(، وقد اقتر عىل موضع الشاهد .<br />

يف ه:‏ عن !<br />

يف ش:‏ ويرسل ... فتقفان .<br />

292


22- وأخرج محيد بن زنجويه يف فضائل األعامل من طريق عمرو بن<br />

شعيب عن أبيه عن جده:‏ أن رسول اهلل ﷺ قال:‏ « يبعث الرحم يوم<br />

القيامة بلسان فصيح ذُلَق تقول:‏ اللهم فالن وصلني فأدخله اجلنة،‏ وتقول:‏<br />

إنّ‏ فالناً‏ قطعني فأدخله النّار » .<br />

23- وأخرج أمحد ، والطرباين بسند صحيح ، عن ابن عمرو عن النبي<br />

ﷺ قال:‏ « توضع الرحم يوم القيامة هلا حجنة كحجنة املغزل تتكلم<br />

بلسان طُلَقٍ‏ ذُلَقٍ‏ ، فتصل من وصلها وتقطع من قطعها «.<br />

24- وأخرج البزار عن عبد الرمحن بن عوف ريض اهلل عنه قال:‏ قال<br />

وهو يف كنز العامل )361/3( )6942(.<br />

يف ع،‏ ج:‏ شعبة ! حتريف .<br />

يف ع،‏ ج:‏ سمعت ! ويف ل،‏ ه:‏ يبعث اهلل .<br />

سقطت من ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س.‏ ويف ل:‏ فالن قطعني .<br />

مسند أمحد ،388/11( ،)541 ،)6774( .)6950(<br />

ومل أجده يف معاجم الطرباين املطبوعة .<br />

وقال اهليثمي يف املجمع )150/8(: ‏»رواه أمحد،‏ والطرباين،‏ ورجال أمحد رجال<br />

الصحيح،‏ غر أيب ثاممة الثقفي،‏ وثقه ابن حبان«،‏ وانظر تفصيالً‏ يف الكالم عليه يف<br />

حاشية املسند،‏ وإسناده - عند خمرجيه - ضعيف جلهالة أيب ثاممة الثقفي .<br />

يف ش:‏ موضع !<br />

يف ه:‏ خجنة كخجنة !<br />

يف ع،‏ ج:‏ فيصل.‏ فيقطع ! والصواب:‏ فتصل،‏ أي:‏ الرحم بحجنتها.‏ من حاشية املسند<br />

.)389/11(<br />

يف ه هنا ويف غره:‏ البزاز ! والصواب:‏ البزار . انظر مسنده )261/3( )1052(،<br />

وقال اهليثمي يف املجمع )151/8(: ‏»رواه البزار وفيه مجاعة مل أعرفهم «.<br />

293


رسول اهلل ﷺ:‏ « الرحم تنادي يوم القيامة:‏ من وصلني وصله اهلل،‏ ومن قطعني<br />

قطعه اهلل » .<br />

حديث يف األمانة والنعمة:‏<br />

25- أخرج البزار عن ثوبان قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ:‏ « ثالث<br />

متعلقات بالعرش:‏<br />

الرحم تقول:‏ اللهم إين بك فال أقطع .<br />

واألمانة تقول:‏ اللهم إين بك فال أخان .<br />

والنعمة تقول:‏ اللهم إين بك فال أكفر » .<br />

26- وأخرج محيد بن زنجويه يف فضائل األعامل عن عبد الرمحن بن<br />

عوف ريض اهلل عنه عن النبي ﷺ:‏ قال:‏ « األمانة والرحم يوم القيامة حتت<br />

العرش،‏ تنادي الرحم:‏ أال من وصلني وصله اهلل،‏ ومن قطعني قطعه اهلل «.<br />

)117/10( )4181(، وله كالم عليه فانظره .<br />

وقال اهليثمي يف املجمع )149/8(: ‏»رواه البزار،‏ وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي،‏ وهو<br />

مرتوك،‏ وقال ابن عدي:‏ أرجو أنه ال بأس به «.<br />

يف س،‏ ل،‏ ه:‏ متعلقن !<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ل،‏ ه:‏ أخلف ! ويف ع،‏ ج:‏ أخاف !<br />

يف ش:‏ ينادي !<br />

294


حديث يف األذكار والدعوات:‏<br />

قال اهلل تعاىل:‏ ﴿ ې ې ى ى ئا ئا ئە﴾‏ .<br />

األجسام:‏<br />

هذه اآلية صحية فيام نحن فيه،‏ فإن الصعود والرفع من صفات<br />

27- أخرج الرتمذي وحسَّ‏ نه ، عن أيب هريرة ريض اهلل عنه قال:‏ قال<br />

رسول اهلل ﷺ:‏ « ما قال عبدٌ‏ : ال إله إال اهلل قطُّ‏ خملصاً‏ إال فُتحتْ‏ له أبواب<br />

السامء حتى تفيض إىل العرش «.<br />

28- وأخرج الرتمذي عن ابن عمرو ريض اهلل عنهام عن النبي ﷺ<br />

قال:‏ « ... ال إله إال اهلل،‏ ليس هلا دون اهلل حجاب حتى ختلص إليه » .<br />

من سورة فاطر،‏ اآلية . 10<br />

يف ع،‏ ج:‏ وأخرج .<br />

يف السنن )544/5( )3590( وقال:‏ « حسن غريب من هذا الوجه«،‏ وأخرجه<br />

النسائي يف عمل اليوم والليلة )833(.<br />

سقطت من ع،‏ ج .<br />

سقطت من ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ل،‏ ه.‏<br />

وآخره - كام يف السنن -: ما اجتنب الكبائر .<br />

يف السنن )493/5( )3518( وقال:‏ « غريب من هذا الوجه،‏ وليس إسناده<br />

بالقوي «.<br />

أوله - كام يف السنن -: التسبيح نصف امليزان،‏ واحلمد يملؤه .<br />

295


29- وأخرج النسائي ، واحلاكم وصححه،‏ والبيهقي ، عن أيب هريرة<br />

ريض اهلل عنه أن رسول اهلل ﷺ قال:‏ « خذوا جُ‏ نَّتَكم من النار ، قولوا:‏<br />

سبحان اهلل واحلمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكرب وال حول وال قوة إال باهلل،‏<br />

فإهنن يأتني يوم القيامة جمنبات ومعقبات » .<br />

‏)جمنبات - بفتح النون - أي:‏ مقدمات أمامكم(‏ .<br />

ومعقبات - بكرس القاف - أي:‏ تعقبكم وتأيت من ورائكم.‏<br />

30- وأخرج ابن ماجه ، واحلاكم وصححه ، عن النعامن بن بشر <br />

سنن النسائي الكربى )313/9( ،)10617( واملستدرك )235/2( ،)2029(<br />

وشعب اإليامن )321/2( )598(. وإسناده حسن .<br />

نص احلديث:‏ ‏»خذوا جنتكم،‏ قلنا:‏ يا رسول اهلل أمن عدوٍ‏ حرض ؟ قال:‏ ال،‏ جنتكم<br />

من النار،‏ قول:‏ سبحان اهلل ... «.<br />

التهليل سقط من:‏ ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ل،‏ ه .<br />

يف ش واملستدرك:‏ منجيات.‏ ويف ع:‏ جمننات.‏ ويف سنن النسائي:‏ « معقبات جمنبات،‏<br />

وهن الباقيات الصاحلات «، ويف الشعب:‏ « مقدمات معقبات جمنبات «.<br />

وقال ابن األثير يف النهاية )303/1(: « جمنبة اجليش:‏ هي التي تكون يف امليمنة<br />

وامليرسة،‏ ومها جمنبتان - والنون مكسورة - ... ومنه احلديث يف الباقيات الصاحلات:‏<br />

هن مقدمات،‏ وهن جمنبات،‏ وهن معقبات «.<br />

سقط من ل،‏ ه .<br />

يف س:‏ ماجة.‏ والصواب باهلاء .<br />

سنن ابن ماجه )1252/2( ،)3809( واملستدرك ،)180،174/2( ،)1884(<br />

)1898(. ويف زوائد ابن ماجه:‏ « إسناده صحيح،‏ رجاله ثقات«.‏<br />

يف ع،‏ ج:‏ نعامن بن كثر !<br />

296


ريض اهلل عنه قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ:‏ « إنّ‏ مما تذكرون من جالل اهلل التسبيح<br />

والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش،‏ هلنّ‏ دويٌّ‏ كدوي النحل،‏<br />

تذكِّربصاحبها .»<br />

31- وأخرج احلاكم وصححه عن ابن مسعود ريض اهلل عنه قال:‏<br />

« إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديقه من كتاب اهلل:‏ إن العبد إذا قال:‏<br />

سبحان اهلل واحلمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكرب وتبارك اهلل ، قبض عليهن<br />

ملك فضمهن حتت جناحه وصعِد هبن ال يمر هبن عىل مجعٍ‏ من املالئكة <br />

إال استغفروا لقائلهن ، حتى جيُ‏ اء هبن وجه الرمحن ، ثم تال ﴿ ې ې ى<br />

ى ئا ئا ئە ﴾ » .<br />

32- وأخرج احلاكم وصححه عن عائشة ريض اهلل عنها قالت:‏<br />

قال رسول اهلل ﷺ:‏ « إنّ‏ البالء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إىل يوم<br />

القيامة «.<br />

يف ش:‏ يقطعن.‏ ويف ع،‏ ج،‏ ف:‏ يتعطفن .<br />

يف ش:‏ يذكر لصاحبها !<br />

وتتمة احلديث:‏ « أما حيب أحدكم أن يكون له ‏)أو ال يزال له(‏ من يذكر به «.<br />

يف املستدرك )204/3( )3642(. وانظر املجمع )67/7(.<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ل:‏ إن أحدثكم.‏ ويف ه:‏ أنا أحدثكم .<br />

يف ع،‏ ج:‏ عىل مجيع املالئكة.‏ ويف ل،‏ ه:‏ عىل مجيع من ...<br />

من سورة فاطر،‏ اآلية . 10<br />

يف املستدرك )162/2( )1856(، وأوله:‏ ال يغني حذر من قدر،‏ والدعاء ينفع مما نزل<br />

ومما مل ينزل،‏ وإن البالء ...، وذكره اهليثمي عن أيب هريرة.‏ انظر املجمع )209/8(<br />

و)‏‎146/9‎‏(.‏<br />

يف ف:‏ فيتعاجلان.‏<br />

297


33- وأخرج سعيد بن منصور عن عبد اهلل بن أيب أوىف قال:‏<br />

« كنا مع رسول اهلل ﷺ يف الصالة فجاء رجلٌ‏ حتى دخل الصف فقال:‏ اهلل<br />

أكرب كبرياً،‏ واحلمد هلل كثرياً،‏ وسبحان اهلل بكرة وأصيالً‏ ، فلمّ‏ ا قىض النبي ﷺ<br />

الصالة قال:‏ لقد رأيت كالمك يصعد إىل السامء حتى فتح باباً‏ منها فدخل<br />

فيه «.<br />

حديث يف اللعنة:‏<br />

34- أخرج أمحد عن ابن مسعود ريض اهلل عنه:‏ سمعت النبي ﷺ<br />

مل أجده يف السنن بطبعتيها .<br />

ليست يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س .<br />

يف املسند )421-420/6( )3876( وذكر له قصة،‏ وذلك بسنده عن العيزار بن<br />

جرول احلرضمي،‏ عن رجل منهم يكنى أبا عمر أنه كان صديقاً‏ لعبد اهلل بن<br />

مسعود،‏ وأن عبد اهلل بن مسعود زاره يف أهله فلم جيده،‏ قال:‏ فاستأذن عىل أهله<br />

وسلَّم،‏ فاستسقى،‏ قال:‏ فبعثتِ‏ اجلارية جتيئه برشاب من اجلران،‏ فأبطأت فلعنَتْها،‏<br />

فخرج عبد اهلل،‏ فجاء أبو عمر،‏ فقال:‏ يا أبا عبد الرمحن،‏ ليس مثلك يُغار عليه،‏ هالَّ‏<br />

فأرسلت<br />

ِ<br />

سلمتَ‏ عىل أهل أخيك وجلستَ‏ وأصبت من الرشاب؟ قال:‏ قد فعلتُ‏ ،<br />

اخلادمَ‏ ، فأبطأتْ‏ ، إمّا مل يكن عندهم،‏ وإمّا رغبوا فيام عندهم،‏ فأبطأتِ‏ اخلادم فلعنَتْها،‏<br />

وسمعت رسول اهلل ﷺ ...« وذكر احلديث،‏ ثم قال:‏ « فخشيت أن تكون اخلادم<br />

معذورة،‏ فرتجع اللعنة،‏ فأكون سببها «. ويف حاشيته:‏ إسناده حمتمل للتحسن،‏ فإن<br />

أبا عمر احلرضمي - وإن قال احلافظ يف ‏»تعجيل املنفعة«‏ جمهول - يمكن أن خيرجه<br />

من حيز اجلهالة كونه صديقاً‏ البن مسعود،‏ وأن ابن مسعود كان يزوره كام ذكر يف<br />

احلديث،‏ وبقيه رجاله ثقات رجال الصحيح غر العَيْزار بن جَ‏ رْ‏ وَ‏ ل احلرضمي،‏ فليس<br />

من رجال الكتب الستة،‏ وهو ثقة ... وأورده اهليثمي يف ‏»املجمع«‏ )74/8(، =<br />

298


يقول:‏ « إن اللعنة إذا وُ‏ جهت إىل مَ‏ ن وُ‏ جهت إليه فإنْ‏ أصابتْ‏ عليه سبيالً،‏ أو<br />

وجدت فيه مسلكاً‏ وإال قالت:‏ يا رب وُ‏ جهت إىل فالنٍ‏ فلم أجد ‏)فيه مسلكاً‏<br />

ومل أجد(‏ عليه سبيالً‏ ، فيقال هلا:‏ ارجعي مِن حيث جئت » .<br />

حديث يف املعروف واملنكر:‏<br />

35- أخرج اخلرائطي يف مكارم األخالق عن بالل ريض اهلل عنه<br />

قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ:‏ « املعروف واملنكر منصوبان للناس يوم القيامة،‏<br />

فاملعروف الزمٌ‏ ألهله يقودهم ويسوقهم إىل اجلنة،‏ واملنكر الزم ‏ٌألهله<br />

يقودهم ويسوقهم إىل النار » .<br />

36- وأخرج ابن املبارك يف الزهد ، وأمحد ، والبزار،‏ والطرباين يف<br />

األوسط ، عن أيب موسى األشعري ريض اهلل عنه قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ:‏<br />

= وقال:‏ « رواه أمحد،‏ وأبو عمير مل أعرفه،‏ وبقية رجاله ثقات،‏ ولكن الظاهر أنَّ‏<br />

صديقَ‏ ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة.‏ واهلل أعلم «. وانظر - إن شئت - تتمة<br />

الكالم هناك.‏ واحلديث يف مسند أمحد )133-132/7( )4036( أيضاً‏ .<br />

سقط من ل .<br />

)232-231/1( )88(، وأوله:‏ « كل معروف صدقة،‏ واملعروف ...«. وانظر كالم<br />

حمققه عليه.‏<br />

يف س:‏ يقروهم.‏ يف املوضعن .<br />

الزهد ‏)ص 348( )980(، وهو من زوائد احلسين املروزي،‏ وقد حذفت يف طبعة<br />

أمحد فريد.‏ ومسند أمحد )234/32( )19487(، واملعجم األوسط )376/8(<br />

)8925(، ومل أجده يف مسند البزار املطبوع،‏ وقال اهليثمي يف املجمع )262/7(:<br />

‏»رواه أمحد والبزار ورجاهلام رجال الصحيح«.‏ ويف حاشية املسند:‏ « رجاله ثقات<br />

رجال الشيخن،‏ غر أن احلسن - البري - مل يسمع من أيب موسى ...«.<br />

299


« إن املعروف واملنكر خلليقتان يُنْصبان للناس يوم القيامة،‏ فأمّ‏ ا املعروف<br />

فيبرشِّ‏<br />

أهله ، وأما املنكر فيقول:‏ إليكم إليكم ، و ال يستطيعون له<br />

إال لزوماً‏ » .<br />

حديث يف األيام والليايل:‏<br />

37- أخرج ابن خزيمة يف صحيحه ، واحلاكم يف املستدرك،‏ والطرباين ،<br />

سقطت من ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ه .<br />

قال السندي:‏ قوله:‏ خليقتان،‏ أي:‏ خملوقتان،‏ ولعل التأنيث باعتبار املوصوف<br />

الصورة.‏<br />

يف ج،‏ ل:‏ ألهله .<br />

أي:‏ تبعدوا عني،‏ وهو اسم فعل،‏ بمعنى يبعدهم املنكر عن نفسه،‏ وهم ال يقدرون أن<br />

يفارقوه.‏ من حاشية املسند )235/32(.<br />

إليكم،‏ و:‏ سقط من ه .<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ل:‏ وال تستطيعون .<br />

سقطت من ع،‏ ج .<br />

من أمثلة اختصار النسخة ف قول خمترها عن هاتن الفقرتن:‏ « أحاديث يف اللعنة،‏<br />

ويف األمر باملعروف والنهي عن املنكر،‏ كلها دالة عىل التجسيم،‏ ال نطيل بذكرها«.‏<br />

ومن أمثلة ذلك يف ط حذف فقرة ‏»حديث يف األذكار والدعوات«‏ وهاتن الفقرتن<br />

« يف اللعنة » و « يف املعروف واملنكر«‏ كلها .<br />

صحيح ابن خزيمة )117/3( ،)1730( واملستدرك )568-567/1( ،)1066(<br />

ومل أجده يف معاجم الطرباين،‏ وقال اهليثمي يف املجمع )165-164/2(: « رواه<br />

الطرباين يف الكبير،‏ عن اهليثم بن محيد،‏ عن حفص بن غيالن،‏ وقد وثقهام قوم،‏<br />

وضعفهام آخرون،‏ ومها حمتج هبام «. وقال املنذري يف الرتغيب )365/1(: ‏»رواه<br />

الطرباين وابن خزيمة يف صحيحه،‏ وقال:‏ إن صح هذا اخلرب،‏ فإن يف النفس من هذا<br />

اإلسناد شيئاً‏ «، ثم قال:‏ « إسناده حسن،‏ ويف متنه غرابة «.<br />

300


عن أيب موسى األشعري ريض اهلل عنه قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ : « حتُ‏ رش األيام<br />

عىل هيأهتا،‏ وحترش اجلمعة زهراء منريةً‏ أهلها حيفون هبا كالعروس تيضء<br />

هلم،‏ يمشون يف ضوئها » .<br />

38- وأخرج البزار،‏ وأبو يعىل ، والطرباين يف األوسط ، وابن أيب<br />

الدنيا ، وغرهم ، من طريقٍ‏ جيدةٍ‏ ، ‏،عن أنس بن مالك ريض اهلل عنه قال:‏<br />

قال رسول اهلل ﷺ:‏ « أتاين جربيل ويف يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء.‏<br />

قلت:‏ ما هذه يا جربيل ؟<br />

قال:‏ هذه اجلمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيداً‏ ولقومك .<br />

يف احلديث:‏ « كالعروس هتدى إىل كريمها تيضء هلم «.<br />

مسند البزار )69-68/14( )7527(، وأيب يعىل )228/7( )4228(، واملعجم<br />

األوسط )15/7( )6717(، ومل أجده يف كتب ابن أيب الدنيا املطبوعة.‏<br />

وقال اهليثمي يف املجمع )421/10(: « رواه البزار والطرباين يف األوسط بنحوه،‏<br />

وأبو يعىل باختصار،‏ ورجال أيب يعىل رجال الصحيح،‏ وأحد إسنادي الطرباين رجاله<br />

رجال الصحيح،‏ غر عبد الرمحن بن ثابت بن ثوبان،‏ وقد وثقه غر واحد،‏ وضعفه<br />

غرهم،‏ وإسناد البزار فيه خالف «.<br />

وقال املنذري يف الرتغيب والرتهيب )407/4(: « رواه ابن أيب الدنيا،‏ والطرباين يف<br />

األوسط بإسنادين،‏ أحدمها جيد قوي،‏ وأبو يعىل خمتراً،‏ ورواته رواة الصحيح،‏<br />

والبزار واللفظ له «.<br />

يف ه:‏ أنا يف .<br />

يف ع،‏ ج:‏ « من بعدك «. وهي زيادة موجودة يف رواية احلديث.‏ انظر مسند البزار<br />

)68/14(. واألوسط.‏<br />

301


قلت:‏ ما هذه النكتة السوداء فيها ؟<br />

قال:‏ هذه الساعة » .<br />

بيضاء .<br />

هذا صيح يف أن يوم اجلمعة عند اهلل جسم خملوق يف صورة مرآة<br />

39- وأخرج اإلمام أمحد يف الزهد عن احلسن قال:‏ « ليس يوم ‏ٌيأيت<br />

من أيام الدنيا إال يتكلم ويقول:‏ يا أهيا الناس إين يوم جديد،‏ وأنا عىل ما يعمل<br />

يفّ‏ شهيد،‏ وإين لو قد آب ‏َتْ‏ شميس مل أرجع إليكم إىل يوم القيامة «.<br />

40- وأخرج أمحد يف الزهد ‏)عن احلسن قال:(‏ <br />

وأبو نعيم يف احللية عن أيب عمران اجلوين قال:‏ « ما من ليلةٍ‏ تأيت<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ل:‏ وفيه . وقوله:‏ « يف صورة » سقط من ع،‏ ج .<br />

واحلديث طويل ساقه السيوطي مقتراً‏ عىل موضع الشاهد .<br />

مل أجده يف املطبوع .<br />

يف ج:‏ ريض اهلل عنه .<br />

هذا من ش،‏ ويف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ل،‏ ه : لو تدابت . ويف ع،‏ ج:‏ لو قد نابت . ويف س:‏ لو<br />

قد ابت !<br />

مل أجده يف املطبوع .<br />

ما بن اهلاللن ليس يف ع،‏ ج،‏ س،‏ ل.‏ ولعل الناسخ سبق نظره إىل األثر السابق.‏<br />

حلية األولياء )310/2( يف ترمجة أيب عمران اجلوين،‏ وهو يرويه عنه من طريق<br />

عبد اهلل بن أمحد بن حنبل عن أبيه ...<br />

يف س:‏ اخلويل ! ويف ل،‏ ه:‏ اجلويني !<br />

302


إال تنادي:‏ اعملوا يفَّ‏ ما استطعتم من خري،‏ فلن أرجع إليكم إىل يوم<br />

القيامة » .<br />

41- وأخرج ابن أيب شيبة ، وأبو نعيم ، عن جماهد قال:‏ « ما من يوم<br />

يقىض من الدنيا إال قال ذلك اليوم:‏ احلمد هلل الذي أخرجني من الدنيا<br />

وأهلها فال أعود إليها أبداً،‏ ثم يطوى عليه فيختم إىل يوم القيامة ، حتى يكون<br />

اهلل هو الذي يفض خامته «.<br />

42- وأخرج أبو نعيم عن جماهد قال:‏ « ما من يوم إال يقول:‏ ابن آدم،‏<br />

قد دخلت عليك اليوم ، ولن أرجع إليك بعد اليوم،‏ فانظر ماذا تعمل يفّ‏ . وال<br />

ليلة إال قالت كذلك » .<br />

‏ِبَلِ‏ الرأي .<br />

هذه مراسيل هلا حكم الرفع،‏ ألن مثلها ال يُقال مِ‏ نْ‏ ق<br />

43- وأخرج أبو نعيم عن معقل بن يسار عن النبي ﷺ قال:‏<br />

سقطت من ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ل،‏ ه .<br />

املصنف )432/19( )36594(، وحلية األولياء )292/3(. ولفظ األول:‏ ما من<br />

يوم يميض.‏ إىل:‏ أبداً.‏ ويف احللية:‏ ينقيض<br />

يف احللية:‏ أراحني .<br />

يف س:‏ يقض خامته.‏ وكتب الناسخ « خامته » باألمحر عىل عادته يف العناوين،‏ ظنها<br />

عنواناً‏ ! وأسقط الواو بعدها !<br />

يف حلية األولياء )296/3(.<br />

يف حلية األولياء )304-303/2(، وأعقبه بقوله:‏ « غريب من حديث معاوية،‏ تفرد<br />

به عنه زيد،‏ وال أعلمه روي مرفوعاً‏ عن النبي ﷺ إال هبذا اإلسناد «.<br />

يف ط:‏ عن سيار !<br />

303


« ليس من يوم يأيت عىل ابن آدم إال ينادي فيه:‏ يا ابن آدم،‏ أنا خلق جديد،‏<br />

وأنا فيام تعمل يفَّ‏ عليك غداً‏ شهيد،‏ فاعمل يفَّ‏ خرياً‏ أشهد لك به غداً،‏ فإين<br />

لو قد مضيت مل ترين أبداً‏ . ويقول الليل مثل ذلك «.<br />

44- وقال ابن أيب شيبة يف املصنف : حدثنا حسن بن عل عن موسى<br />

اجلهني عن بعض أصحابه قال:‏ « ما أتت عىل عبدٍ‏ ليلةٌ‏ قط إال قالت:‏ ابنَ‏<br />

آدم أحدِ‏ ثْ‏ يفّ‏ خرياً،‏ فإين لن أعود عليك أبداً‏ » .<br />

حديث يف الدنيا:‏<br />

45- أخرج البزار عن أيب بكر الصديق ريض اهلل تعاىل عنه قال:‏ « بينا<br />

أنا مع رسول اهلل ﷺ إذ رأيته يدفع عن نفسه شيئاً،‏ وال أرى شيئاً‏ ، فقلت:‏ يا<br />

رسول اهلل،‏ ما الذي تدفع ؟<br />

يف ظ‎2‎‏:‏ ينادى .<br />

من ع،‏ ج،‏ وليست يف احللية .<br />

)417/19( )36535(. وسقط تعين الكتاب من ش .<br />

يف ج:‏ ريض اهلل عنهم !<br />

يف ع،‏ ج:‏ قط ليلة .<br />

يف ش:‏ إليك .<br />

يف مسنده )106/1( )44(، وكرر يف ‏)ص 196(، وللحديث قصة تركها املؤلف،‏<br />

ويف سنده عبد الرمحن بن زيد قال عنه البزار:‏ « رجل من أهل البرة كان متعبداً،‏<br />

وأحسبه كان يذهب إىل القدر مع شدة عبادته «، وذكره الذهبي يف ميزان االعتدال<br />

)673/2( وعده من مناكره .<br />

304


قال:‏ الدنيا تطوَّ‏ لتْ‏ يل،‏ فقلت:‏ إليكِ‏ عنِّي ، فقالت يل:‏ أما إنك لست<br />

بمدركي .»<br />

46- وأخرجه احلاكم وصححه ولفظه فقال:‏ « هذه الدنيا مُ‏ ثِّلَتْ‏ يل،‏<br />

فقلتُ‏ هلا:‏ إليك عني،‏ ثم رجعت فقالت:‏ إن أفلتَّ‏ مني فلن يفلت مني من<br />

بعدك » .<br />

47- وأخرجه أمحد يف الزهد ولفظه:‏ « رَ‏ فعتْ‏ يل الدُّ‏ نيا عنقَها وصدرَ‏ ها<br />

فقلتُ‏ هلا:‏ إليك عني،‏ فقالت:‏ إن انفلت أنتَ‏ مني فلن ينفلتَ‏ مني مَ‏ نْ‏<br />

بعدك » .<br />

48- وقال اإلمام أمحد يف الزهد : حدثنا حسين حدثنا حممد بن<br />

مطرف عن هالل بن أسامة الفزاري عن عطاء بن يسار عن النبي ﷺ<br />

يف ش:‏ تدركني.‏ ويف ع،‏ ج:‏ بمعديل .<br />

يف املستدرك )440-439/5( .)7926(<br />

مل أجده يف املطبوع.‏<br />

‏)ص 576( )2373( وقال حمققه:‏ « إسناده ضعيف،‏ وهو حديث منكر.‏ عطاء بن<br />

يسار من التابعن،‏ فاحلديث مرسل،‏ وذكره ابن أيب حاتم يف ‏)علل احلديث(‏ )1930(<br />

عن عبد اهلل بن عمرو،‏ وقال:‏ هذا خطأ،‏ إنام هو عن ابن يسار،‏ عن أيب سعيد عن النبي<br />

ﷺ كالم األول بنحو هذا،‏ وهو حديث منكر «.<br />

يف ع،‏ ج:‏ « بن » هنا ويف املوضع الثاين .<br />

يف ش:‏ حممد حسن !<br />

يف الزهد:‏ يساف .<br />

وضع ناسخ س حتت الفاء:‏ ف . وهذا تنبيه جيد .<br />

305


قال:‏ « أتتني الدنيا خرضةً‏ حلوةً،‏ ورَ‏ فعتْ‏ يل رأسها وتزينتْ‏ يل،‏ فقلتُ‏ : إين ال<br />

أريدك ، فقالت:‏ إن انفَلَتَّ‏ منّي مل ينفلِتْ‏ مني غريُ‏ ك » .<br />

49- وقال ابنه يف زوائده : حدثنا هارون حدثنا سيارحدثنا جعفر<br />

حدثنا مالك بن دينار قال:‏ قال أبو هريرة ريض اهلل عنه:‏ « الدنيا موقوفة بني<br />

السامء واألرض كالشِّ‏ ‏نِ‏ البايل تنادي رهبا منذ يوم خلقها إىل يوم يفنيها:‏ لم <br />

تبغضني ؟ فيقول اهلل هلا:‏ اسكتي يا ال يشء ، اسكتي يا ال يشء «.<br />

50- وأخرج احلاكم عن طارق قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ:‏ « إذا قال<br />

العبد:‏ قبح اهلل الدنيا ، قالت الدنيا:‏ قبح اهلل أعصانا لربه » .<br />

51- وأخرج ابن أيب الدنيا عن ابن عباس ريض اهلل عنهام قال:‏<br />

مل أجده يف املطبوع،‏ وقد رواه ابن أيب الدنيا يف الزهد برقم )339(، وأورده الغزايل يف<br />

اإلحياء )210/3(.<br />

يف ع،‏ ج:‏ ‏»بن«‏ موضع ‏»حدثنا«‏ يف املواضع األربعة !<br />

يف ج:‏ يا رب مل . وسقطت « مل » من ع .<br />

يف ج ‏»اسكني«‏ فقط،‏ ويف ع:‏ اسكني بال يشء،‏ اسكني بال يشء ! ويف س:‏ اسكني يا<br />

ال يشء.‏ مرتن.‏ ويف ل،‏ ه:‏ اسكتي يا ال يشء يا ال يشء .<br />

يف املستدرك )444/5( )7940( ومل يسق املؤلف أوله.‏ واحلديث قال عنه الذهبي:‏<br />

منكر.‏ وقال العقيل:‏ هذا من قول عل.‏ من حاشية املستدرك.‏<br />

يف كتابه الزهد برقم )68( من رواية الفضيل بن عياض عن ابن عباس.‏ والرواية<br />

ذكرها القرطبي يف التذكرة )76/2( فلعل السيوطي أخذها منه.‏ وذكرها يف اجلامع<br />

الكبر وعزاها إىل سعيد ابن األعرايب يف الزهد.‏ انظر:‏ كنز العامل )724/3( برقم<br />

.)8579(<br />

306


« يُؤتى بالدنيا يوم القيامة يف صورة عجوز شمطاء زرقاء،‏ ظاهرة أنياهبا،‏<br />

مشوهة خلقتها ، فترشف عىل اخلالئق فيقال هلم:‏ أتعرفون هذه ؟<br />

فيقولون:‏ نعوذ باهلل من معرفة هذه ؟<br />

فيقال:‏ هذه الدنيا التي تشاجرتم عليها ، وتقاطعتم ، وحتاسدتم ،<br />

وتباغضتم ، واغتررتم .<br />

ثم تُقذف يف جهنم فتنادي:‏ أي رب أين أتباعي وأشياعي ؟ فيقول اهلل:‏<br />

أحلقوا هبا أتباعها وأشياعها » .<br />

52- وأخرج أبو نعيم يف احللية عن العالء بن زياد قال:‏ « رأيت الناس<br />

يف النوم يتبعون شيئاً‏ فتبعته،‏ فإذا عجوز كبرية هتامء عوراء عليها من كل<br />

حلية وزينة،‏ فقلت:‏ ما أنت ؟<br />

قالت:‏ أنا الدنيا .<br />

سقطت من ش.‏ ويف ع،‏ ج:‏ أنياهبا بارزة،‏ ويف ف:‏ أنياهبا ظاهرة.‏ ويف الزهد:‏ بادية.‏<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ش،‏ س،‏ ل،‏ ه:‏ خلقها،‏ ويف ف:‏ مشوهة اخللقة.‏<br />

يف ش،‏ ع،‏ ج:‏ هل تعرفون .<br />

يف ع،‏ ج:‏ نعوذ باهلل منها .<br />

يف ع،‏ ج:‏ تفاخرتم .<br />

.)244-243/2( <br />

يف ظ‎2‎‏:‏ مهشاء.‏ ويف سائر النسخ:‏ هشامء.‏ والتصحيح من حلية األولياء.‏ واهلتم:‏<br />

انكسار الثنايا من أصوهلا خاصة.‏ لسان العرب )19/15(.<br />

يف ع،‏ ج،‏ س:‏ مَنْ‏ . ويف احللية:‏ ما .<br />

307


قلت:‏ أسأل اهلل أن يبغضك إيلّ‏ .<br />

قالت:‏ نعم إن أبغضت الدراهم » .<br />

حديث يف الفتن:‏<br />

53- أخرج البخاري عن أسامة بن زيد قال:‏ « أرشف النبي ﷺ عىل<br />

أُطُمٍ‏ من آطام املدينة ثم قال:‏ هل ترون ما أرى ؟ ‏]إين ألرى[‏ مواقع الفتن<br />

خالل بيوتكم كمواقع القطر » .<br />

أثر يف الشهوات:‏<br />

54- أخرج عبد اهلل بن أمحد يف زوائد الزهد عن ثابت البناين قال:‏<br />

بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا عليهام السالم،‏ فرأى عليه معاليق من<br />

كل يشء،‏ فقال حييى:‏ يا إبليس ما هذه املعاليق التي أرى عليك ؟<br />

يف الصحيح ،664/2( )871 ،)1779( .)2335(<br />

زدهتا من الصحيح .<br />

الزهد،‏ ضمن حكمة عيسى عليه السالم ‏)ص 135( من روايته عن أبيه.‏ وهو يرويه<br />

عن غر أبيه أيضاً.‏ انظر:‏ حلية األولياء )328/2(، واألثر يرويه البيهقي يف شعب<br />

اإليامن )475/7( )5308(، وابن عساكر يف تاريخ دمشق )204-203/64(،<br />

وعده املكي يف قوت القلوب )283/2( خرباً‏ إرسائيلياً‏ .<br />

يف ل،‏ ه:‏ مغاليق.‏ يف املوضعن .<br />

308


قال:‏ هذه الشهوات التي أصيب هبا ابن آدم » .<br />

الدليل عىل أن املوت جسم يف صورة كبش:‏<br />

55- أخرج ابن أيب حاتم يف تفسيره عن قتادة يف قوله تعاىل:‏<br />

﴿ ڀ ڀ ڀ ٺ ﴾ ، قال:‏ « احلياة فرس جربيل،‏ واملوت كبش<br />

أملح «.<br />

وقال مقاتل والكلبي : « خلق املوت يف صورة كبش ال يمر عىل أحد<br />

إال مات،‏ وخلق احلياة يف صورة فرس ال يمر عىل يشء إال حيي «.<br />

يف الزهد وش،‏ ج:‏ بني.‏ وسقطت من ل،‏ ه .<br />

وله تتمة:‏ « فقال له حييى عليه السالم:‏ هل يل فيها يشء؟ قال:‏ فهل تصيب مني شيئاً؟<br />

قال:‏ ربام شبعت فثقلناك عن الصالة والذكر.‏ قال:‏ هل غر ذا؟ قال:‏ ال.‏ قال:‏ ال<br />

جرم واهلل ال أشبع أبداً‏ «. وزاد يف حلية األولياء:‏ « قال إبليس:‏ وهلل علّ‏ أن ال أنصح<br />

مسلامً‏ أبداً‏ «.<br />

)3363/10( )18929(، وهذا من القسم املفقود من التفسر،‏ وقد نقل واستدرك<br />

من الدر املنثور .<br />

من سورة امللك،‏ اآلية . 2<br />

يف س:‏ فهر .<br />

صح املؤلف يف رسالته:‏ رفع الصوت بذبح املوت ‏)ضمن احلاوي 182/2( أهنام<br />

قاال هذا يف تفسرهيام،‏ يف تفسر اآلية املذكورة،‏ ومل أجده يف تفسر مقاتل املطبوع .<br />

يف ع،‏ ج:‏ خلق اهلل.‏ وكذلك يف الفعل الثاين.‏ ويف ل:‏ خلق املوت واحلياة !!<br />

309


56- وأخرج أبو الشيخ بن حيان يف كتاب العظمة عن وهب بن<br />

منبه قال:‏ « خلق اهلل املوت:‏ كبشاً‏ أملح مسترتاً‏ بسواد وبياض ، له أربعة أجنحة،‏<br />

جناح حتت العرش ، وجناح يف الثرى ، وجناح يف املرشق ، وجناح يف املغرب،‏<br />

قال له:‏ كن فكان ، ثم قال له:‏ ابرز،‏ فربز املوت لعزرائيل » .<br />

فائدة:‏<br />

قال الشيخ عبد الغفار القويص يف كتاب الوحيد : املعاين تتشكل ،<br />

وال يمتنع ذلك عىل اهلل تعاىل،‏ فقد ورد يف احلديث الصحيح أن املوت يؤتى به<br />

يف صورة كبش ويذبح بن اجلنة والنار . واملوت معنى من املعاين .<br />

يف ه:‏ عن !<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ ج،‏ س،‏ ف:‏ حبان.‏ وهو خطأ.‏ ويف ل:‏ أبو الشيخ عن ابن جبان !!<br />

)900/3( والنقل باختصار وترف .<br />

ترجم له كثيرون منهم ابن حجر يف الدرر الكامنة )496-495/2( وقال:‏<br />

« عبد الغفار بن أمحد بن عبد املجيد القويص،‏ أصله من األقر ... سمع احلديث من<br />

الدمياطي واملحب الطربي،‏ والزم عبد العزيز املنويف وأبا العباس امللثم وغرمها من<br />

أهل الطريق،‏ وصنف كتاباً‏ يف ذلك ضاهى به رسالة القشري،‏ يف رسد من اجتمع به<br />

منهم،‏ سامه:‏ « الوحيد يف سلوك أهل التوحيد » وهو يف جملدين ... مات ‏]بالقاهرة[‏<br />

في ذي القعدة سنة «. 708 وانظر:‏ الطالع السعيد ‏)ص 327-323(.<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ل،‏ ف،‏ ه:‏ التوحيد،‏ ويف ش:‏ الوعيد . والصواب:‏ « الوحيد يف<br />

سلوك أهل التوحيد » كام قال ابن حجر،‏ ورأيته خمطوطاً.‏<br />

رواه البخاري )1760/4( برقم )4453(، ومسلم )2188/4( برقم )2849(،<br />

وانظر امللحق.‏<br />

310


وقد ورد أن العبد إذا قال:‏ ال إله إال اهلل خرج من فيه طائر أبيض<br />

يرفرف حتت العرش،‏ فيقال له:‏ اسكن،‏ فيقول:‏ وعزتك ال أسكن حتى<br />

تغفر لقائلها .<br />

وأخربين فقر كان به سعلة فسأل اهلل أن يريه تلك السعلة،‏ قال:‏ فكنت<br />

أراها مثل اجلرادة ، تأيت إيلّ‏ وتغوص يف كتفي وأنا أنظر إليها حتى تنتهي إىل<br />

الرئة ، فأسعل عند ذلك،‏ فإذا خرجت أنظر إليها حتى خترج وتطر،‏ فيسكن<br />

عني السعال .<br />

قال:‏ وأخربين الشيخ عبد اهلل املنويف عن فقر قال:‏ لمّ‏ ا كان الغالء كنت<br />

ال أشبع،‏ فسألت اهلل،‏ فرأيت يف معديت شيئاً‏ كالرسطان،‏ كلام نزلتْ‏ لقمةٌ‏ فتح<br />

فاه والتقمها وأنا أنظر إليه.‏<br />

يف ظ‎1‎‏،‏ ظ‎2‎‏،‏ س،‏ ل،‏ ه:‏ فرف .<br />

ذكره النووي البنتني يف « تنقيح القول احلثيث برشح لباب احلديث » ‏)ص 16( بال<br />

إسناد،‏ ومل أجده يف كتب السنة.‏ وانظر:‏ الآللئ املصنوعة )290-289/1(.<br />

املراد به السالك إىل اهلل .<br />

يف ل،‏ ه:‏ املنفي!‏ واملنويف ترجم له ابن حجر يف الدرر الكامنة )421-419/2( فقال:‏<br />

« عبد اهلل املغريب األصل،‏ ثم املري،‏ املشهور باملنويف،‏ ولد ببعض قرى مر،‏ وتلمذ<br />

للشيخ سليامن التنوخي الشاذيل،‏ وخدمه وهو ابن تسع،‏ فعلمه القرآن وانتفع به ...<br />

واشتهر بالديانة والصالح والعبادة والزهادة ... مات يف الطاعون العام يف رمضان<br />

سنة ... 749 وقد مجع الشيخ خليل املالكي له ترمجة مفيدة،‏ وذكر فيها من كراماته<br />

شيئاً،‏ ومن أوصافه اجلميلة،‏ وأخالقه املرضية ما يشهد بعظم مقامه «.<br />

311


قال:‏ وأخربين فقر أنه كان يرى النوم عندما يأتيه كأنه سحاب أو دخان<br />

عندما يقبل عليه يغشاه ينام .<br />

قال:‏ وأعرف فقراً‏ شهد الرمحة تتنزل عىل قوم يذكرون اهلل تعاىل ، وهي<br />

كبياض القطن منترشة،‏ ويف اللطافة ألطف منه.‏<br />

خامتة:‏<br />

ونظر ما نحن فيه وصف اجلامدات بالعقل ، وال إشكال فيه كام حققه<br />

القرطبي رمحه اهلل تعاىل يف التذكرة ، وبنى عليه األحاديث الواردة يف جريان<br />

القصاص بينها يف اآلخرة،‏ وسؤاهلا كحديث:‏ « وليُسْ‏ ‏أَلنَّ‏ احلجرُ‏ فيام نَكَبَ‏<br />

إصبع الرجل » .<br />

يف ش:‏ يصل .<br />

يف ف:‏ فيغشاه .<br />

يف ع،‏ ج:‏ اجلامد بالغفلة !<br />

انظر:‏ )315-311/1(، باب القصاص يوم القيامة ممن استطال يف حقوق الناس،‏<br />

ويف حبسه هلم حتى ينصفوا منه .<br />

يف ف:‏ وليساكن !<br />

قال القرطبي يف التذكرة )314/1(: « ذكر ابن وهب،‏ أخربين ابن هليعة وعمرو بن<br />

احلارث عن بكر بن سوادة أن أبا سامل اجليشاين حدّ‏ ثه أن ثابت بن طريف استأذن عىل<br />

أيب ذر فسمعه رافعاً‏ صوته يقول:‏ أما واهلل لوال يوم اخلصومة لسؤتك . قال ثابت:‏<br />

فدخلت فقلت:‏ ما شأنك يا أبا ذر ؟ قال : هذه.‏ قلت:‏ وما عليك إن رأيتك ترضهبا<br />

قال:‏ والذي نفيس بيده - أو نفس حممد بيده - لتسألن الشاة فيام نطحت صاحبتها،‏<br />

وليسألن اجلامد فيام نكت ‏]كذا ولعل الصواب:‏ نكب[‏ إصبع الرجل «.<br />

312


وشاهد ذلك ﴿ ڱ ڱ ڱ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻۀ ﴾ ،<br />

وهو بلسان القال ال احلال،‏ ولكنه خفي عن من حجبه اهلل عن سامعه،‏ وقد<br />

كشف احلجاب للصحابة حتى سمعوا تسبيح احلىص من كفه ﷺ وكف أيب<br />

بكر وعمر وعثامن ريض اهلل عنهم .<br />

وقال ابن مسعود ريض اهلل عنه:‏ « كنا نسمع تسبيح الطعام وهو<br />

يؤكل«‏ .<br />

و أمنت أسكفة الباب،‏ وحوائط البيت ، عىل دعاء النبي ﷺ .<br />

من سورة اإلرساء،‏ اآلية 44.<br />

انظر يف هذا فتح الباري )592/6(، وجممع الزوائد )179/5( و)‏‎299/8‎‏(.‏<br />

رواه البخاري )110/9( .)3579(<br />

يريد حديث أيب أسيد الساعدي قال:‏ قال رسول اهلل ﷺ للعباس بن عبد املطلب:‏<br />

« يا أبا الفضل،‏ ال تَرِ‏ مْ‏ منزلك أنت وبنوك غداً‏ حتى آتيكم،‏ فانتظروه حتى جاء<br />

بعدما أضحى،‏ فدخل عليهم فقال:‏ السالم عليكم،‏ قال:‏ وعليك السالم ورمحة اهلل<br />

وبركاته.‏ قال:‏ كيف أصبحتم ؟ قال:‏ بخر،‏ أمحد اهلل،‏ فقال:‏ تقاربوا تقاربوا تقاربوا<br />

يزحف بعضكم إىل بعض،‏ حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بمالءته،‏ ثم قال:‏ يا رب<br />

هذا عمي وصنو أيب وهؤالء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بمالءيت<br />

هذه.‏<br />

قال : فأمنت أسكفة الباب وحوائط البيت فقالت:‏ آمن آمن آمن«.‏<br />

رواه الطرباين يف املعجم الكبير )263/19( برقم )584(، وقال اهليثمي يف املجمع<br />

)270/9(: ‏»روى ابن ماجه بعضه يف األدب،‏ ورواه الطرباين وإسناده حسن«.‏<br />

واألسكفة:‏ هي اخلشبة التي يوطأ عليها أو العتبة .<br />

313


وحنّ‏ اجلذع لفراقه حتى سمعوا له صوتاً‏ كصوت العِشار .<br />

وقال تعاىل يف األرض:‏ ﴿ ڃ ڃ ڃ ﴾ .<br />

وقال فيها ويف السامء:﴿‏ گ گ گ ڳ ڳ ﴾ .<br />

ووردت األحاديث بشهادة احلجر واملدر والشجر والرطب واليابس<br />

للمؤذِّن إىل غر ذلك .<br />

وورد أيضاً‏ كالم اجلنة والنار .<br />

روى البخاري )1314/3( )3392( عن جابر بن عبد اهلل ريض اهلل عنهام قال:‏<br />

« كان املسجد مسقوفاً‏ عىل جذوع من نخل،‏ فكان النبي ﷺ إذا خطب يقوم إىل جذع<br />

منها،‏ فلام صنع له املنرب وكان عليه فسمعنا لذلك اجلذع صوتاً‏ كصوت العِشار،‏ حتى<br />

جاء النبي ﷺ فوضع يده عليها فسكنت «. والتأنيث يف آخر احلديث باعتبار اجلذع<br />

خشبة أو سارية.‏<br />

من سورة الزلزلة،‏ اآلية . 4<br />

من سورة الدخان،‏ اآلية . 29<br />

من ذلك ما رواه البخاري )221/1( )584( عن عبد الرمحن بن عبد اهلل بن<br />

عبد الرمحن بن أيب صعصعة األنصاري ثم املازين عن أبيه أنه أخربه أن أبا سعيد<br />

اخلدري قال له:‏ إين أراك حتب الغنم والبادية،‏ فإذا كنت يف غنمك أو باديتك فأذَّنت<br />

بالصالة فارفع صوتك بالنداء فإنه ال يسمع مدى صوت املؤذن جنٌّ‏ وال إنسٌ‏ وال يشء<br />

إال شهد له يوم القيامة . قال أبو سعيد:‏ سمعته من رسول اهلل ﷺ .<br />

لعله يقصد ما رواه البخاري )1836/4( )4569(، ومسلم )2187/4( )2846(<br />

عن أيب هريرة ريض اهلل عنه قال:‏ قال النبي ﷺ:‏ « حتاجت اجلنة والنار فقالت النار:‏<br />

أُوثرتُ‏ باملتكربين واملتجربين.‏ وقالت اجلنة:‏ ما يل ال يدخلني إال ضعفاء الناس<br />

وسقطهم؟ قال اهلل تبارك وتعاىل للجنة:‏ أنت رمحتي أرحم بك مَ‏ نْ‏ أشاء من عبادي.‏<br />

وقال للنار:‏ إنام أنتِ‏ عذايب أعذبُ‏ بك مَ‏ نْ‏ أشاء من عبادي،‏ ولكل واحدة منهام =<br />

314


وقال البغوي يف حديث:‏ « أحد جبل حيبنا ونحبه » : « األوىل إجراؤه<br />

عىل ظاهره،‏ وال ينكر وصف اجلامدات بمحبة األنبياء واألولياء وأهل <br />

الطاعة ، ‏)كام حن اجلذع(‏ لفراقه،‏ وسلم عليه احلجر والشجر«‏ .<br />

وقال احلافظ املنذري : « وهذا الذي قاله البغوي ‏]حسن[‏ جيد » .<br />

= ملؤها،‏ فأمَّ‏ ‏ا النار فال متتلئ حتى يضع اهلل تبارك وتعاىل رجله فتقول:‏ قط قط،‏<br />

فهنالك متتلئ،‏ ويُزوى بعضها إىل بعض،‏ وال يظلم اهلل عز وجل من خلقه أحداً،‏ وأمّ‏ ا<br />

اجلنة فإن اهلل عز وجلّ‏ ينشئ هلا خلقاً‏ «.<br />

يف رشح السنة )315-314/7(.<br />

رواه البخاري )539/2( )1411(، ويف مواضع أخرى،‏ ومسلم )993/2(<br />

.)1365(<br />

سقط من ه .<br />

سقط من ع،‏ ج.‏ وكذلك من س،‏ ل،‏ ف،‏ ه مع قوله:‏ لفراقه .<br />

الرتغيب والرتهيب )205/2( )1845( يف الرتغيب يف سكنى املدينة إىل املامت .<br />

هذا يف ش،‏ ع،‏ ج.‏ وجاء يف النسخ الست األخرى:‏ املهدوي ! وهو خطأ،‏ ومل يذكر يف<br />

ط فهو ضمن املحذوف.‏<br />

ونصه - أعني البغوي -: « قال اخلطايب:‏ أراد به أهل املدينة وسكاهنا،‏ كام قال اهلل<br />

تعاىل:‏ ‏﴿ڱ ڱ ﴾ ‏]يوسف:‏‎82‎‏[‏ أي:‏ أهل القرية،‏ قال اإلمام ‏]هو البغوي<br />

املؤلف[:‏ واألوىل إجراؤه عىل ظاهره،‏ وال ينكر وصف اجلامدات بحب األنبياء<br />

واألولياء وأهل الطاعة،‏ كام حنت األسطوانة عىل مفارقته حتى سمع القوم حنينها<br />

إىل أن أسكتها الرسول ﷺ،‏ وكام أخرب أن حجراً‏ كان يسلم عليه قبل الوحي - فال<br />

ينكر أن يكون جبل أحد ومجيع أجزاء املدينة حتبه،‏ وحتن إىل لقائه حالة مفارقته إياها<br />

حتى أرسع إليها حن وقع بره عليها،‏ كام أقبل عىل األسطوانة واحتضنها حن<br />

سمع حنينها عىل مفارقته «. وانظر:‏ )181-180/14(.<br />

315


وقد ورد حديث:‏ « حتفظوا من األرض فإهنا تشهد بام عمل عليها » .<br />

فثبت بذلك أن كل خملوق هلل تعاىل عاقل،‏ ناطق،‏ شاهد له بالوحدانية،‏<br />

يسبح ويشهد وحيب أهل طاعته ، ويبغض أهل معصيته.‏<br />

وفقنا اهلل بتوفيقه ، وأذاقنا حالوة حتقيقه بمنه وكرمه،‏ آمن.‏<br />

* * *<br />

هو من حديث فيه:‏ ».. وحتفظوا من األرض،‏ إهنا أمكم،‏ وإنه ليس من أحد عامل<br />

عليها خيراً‏ أو رشاً‏ إال وهي خمربة به «. رواه الطرباين يف ‏]الكبر 61/5[، والبغوي<br />

عن ربيعة اجلريش.‏ انظر:‏ كنز العامل )43458( 869/15 و‎3/16‎ )43673(،<br />

وقال اهليثمي يف املجمع )241/1(: « فيه ابن هليعة وهو ضعيف «. وانظر:‏ فيض<br />

القدير )234/3(.<br />

316


ملحق<br />

رفع الصوت بذبح املوت<br />

لإلمام السيوطي<br />

احلمد هلل،‏ وسالم عىل عباده الذين اصطفى .<br />

مسألة:‏<br />

يف احلديث:‏ « إذا دخل أهل اجلنة اجلنة وأهل النار النار يؤتى باملوت يف<br />

صورة كبش أملح فيوقف بني اجلنة والنار،‏ ويقال للفريقني:‏ أتعرفون هذا ؟<br />

فيقولون:‏ نعم،‏ هو املوت.‏ فيذبح ... » إىل آخره.‏<br />

1- وال خيفى أن املوت عَ‏ رَ‏ ضٌ‏ ، وهو ال يقبل االنتقال ، وال بد له من حمل<br />

لعدم قيامه بنفسه ، وال يتألف وال يتجسد وال يتصور بصورة اجلسم.‏<br />

2- وكيف يعرفه الفريقان ومل يشاهداه هبذه الصفة قبل ذلك ؟<br />

3- وما النكتة يف فرح أهل اجلنة بذبحه مع علمهم بأنه ال موت يف اجلنة،‏<br />

وال خروج بعد دخوهلا،‏ ملا تقدم هلم من إخبار أنبيائهم وتالوة كتبهم ؟<br />

317


اجلواب:‏<br />

اشتمل هذا الكالم عىل ثالثة أسئلة:‏<br />

- فأمَّ‏ ‏ا األول فإنّه إشكال قديم،‏ له يف الوجود أكثر من أربع مئة سنة ،<br />

قال القايض أبو بكر بن العريب:‏ استشكل هذا احلديث لكونه خيالف صيح<br />

العقل،‏ ألن املوت عَ‏ رَ‏ ض،‏ والعرض ال ينقلب جسامً‏ فكيف يذبح ؟ فأنكرت<br />

طائفة صحة احلديث ودَفَعَتْه ، وتأوّ‏ لته طائفة،‏ فقالوا:‏ هذا متثيل،‏ وال ذبح هناك<br />

حقيقة.‏<br />

وقال املازري:‏ املوت عندنا عرض من األعراض،‏ وعند املعتزلة عدم<br />

حمض،‏ وعىل املذهبن ال يصح أن يكون كبشاً‏ وال جسامً‏ ، واملراد هبذا التمثيلُ‏<br />

والتشبيهُ‏ . قال:‏ وقد خيلق اهلل تعاىل هذا اجلسم ثم يذبح ثم جيعل مثاالً‏ ؛ ألن<br />

املوت ال يطرأ عىل أهل اجلنة . ونقله النووي يف ‏»رشح مسلم«‏ واقتر عليه .<br />

وقال القرطبي يف ‏»التذكرة«:‏ املوت معنىً‏ ، واملعاين ال تنقلب جوهراً‏ ،<br />

وإنام خيلق اهلل أشخاصاً‏ من ثواب األعامل ، وكذا املوت خيلق اهلل تعاىل كبشاً‏<br />

يسميه املوت،‏ ويلقي يف قلوب الفريقن أن هذا املوت،‏ يكون ذبحه دليالً‏ عىل<br />

اخللود يف الدارين .<br />

وقال غره:‏ ال مانع أن ينشئ اهلل تعاىل من األعراض أجساداً‏ جيعلها مادة<br />

318


هلا،‏ كام ثبت يف صحيح مسلم يف حديث:‏ « إن البقرة ، وآل عمران جييئان كأهنام<br />

غاممتان » ونحو ذلك من األحاديث.‏<br />

وقد تلخص مما سقناه من كالم العلامء أربعة أجوبة،‏ وبقي خامس مل<br />

أحب ذكره.‏<br />

- وأما السؤال الثاين - وهو كيف يعرفه الفريقان ومل يشاهداه ‏-؟ فجوابه:‏<br />

يؤخذ من قول القرطبي:‏ ويلقي يف قلوب الفريقن إىل آخره ، وحاصله أن اهلل<br />

تعاىل يلقي يف قلوهبم معرفة ذلك.‏<br />

وجواب ثان:‏ وهو أن الكلبي ومقاتالً‏ ذكرا يف تفسيرمها يف قوله تعاىل:‏<br />

﴿ ڀ ڀ ڀ ٺ ﴾ أن اهلل تعاىل خلق املوت يف صورة كبش<br />

ال يمر عىل أحد إال مات ، وخلق احلياة يف صورة فرس ال متر عىل يشء إال<br />

حيي.‏<br />

وهذا يدلُّ‏ عىل أن امليت يشاهد حلول املوت به يف صورة كبش،‏ فال<br />

إشكال حينئذ.‏<br />

- وأمّ‏ ‏ا السؤال الثالث فهو قديم أيضاً‏ وجوابه:‏ أنه ورد يف بعض طرق<br />

احلديث عند ابن حبان أهنم يطلعون خائفن أن خيرجوا من مكاهنم الذي هم<br />

فيه ، وفُرسِّ‏ َ بأنه توهم ال يستقر ، وال ينايف ذلك تقدمُ‏ علمهم بأنه ال موت يف<br />

من سورة امللك،‏ اآلية . 2<br />

319


اآلخرة،‏ ألن التومهات تطرأ عىل املعلومات ثم ال تستقر،‏ فكان فرحهم بإزالة<br />

التوهم.‏<br />

وجواب ثانٍ:‏ وهو أن عين اليقن أقوى من علم اليقن ، فمشاهدهتم<br />

ذبح املوت أقوى وأشد يف انتفائه من تقدم علمهم،‏ إذ العيان أقوى من اخلرب.‏<br />

واهلل أعلم .<br />

* * *<br />

320


املصادر<br />

- إحياء علوم الدين للغزايل ‏)ت:‏ 505 ه(،‏ دار املعرفة،‏ بروت.‏<br />

- اإلصابة يف متييز الصحابة البن حجر ‏)ت:‏‎852‎ه(،‏ حتقيق:‏ عادل أمحد<br />

عبد املوجود وعلي حممد معوض،‏ دار الكتب العلمية،‏ بيروت ط‎2‎<br />

‏)‏‎1423‎ه-‏‎2002‎م(.‏<br />

- األعالم للزركل ‏)ت:‏ 1396 ه(،‏ دار العلم للمالين،‏ بيروت،‏ ط‎11‎<br />

‏)‏‎1995‎م(.‏<br />

- اإلمام احلافظ جالل الدين السيوطي وجهوده يف احلديث وعلومه لبديع<br />

السيد اللحام،‏ دار قتيبة،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ )1415 ه ‏-‏‎1994‎م(.‏<br />

- اإلمام السيوطي وجهوده يف علوم القرآن ملحمد يوسف الرشبجي،‏ دار<br />

املكتبي،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1421‎ه-‏‎2001‎م(.‏<br />

- اإليامن باملالئكة عليهم السالم لعبد اهلل رساج الدين ‏)ت:‏ ‎1423‎ه(،‏<br />

مطبعة األصيل،‏ حلب،‏ ط 4 ‏)‏‎1410‎ه-‏‎1990‎م(.‏<br />

- هبجة العابدين برتمجة حافظ العر جالل الدين ‏)السيوطي(‏ لعبد القادر<br />

الشاذيل ‏)كان حياً‏ سنة 946 ه(،‏ حتقيق:‏ عبد اإلله نبهان،‏ مطبوعات جممع<br />

اللغة العربية،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1419‎ه-‏‎1995‎م(.‏<br />

- تاريخ أصبهان أليب نعيم األصبهاين ‏)ت:‏ 430 ه(،‏ حتقيق:‏ سيد كرسوي<br />

حسن،‏ دار الكتب العلمية،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1410‎ه-‏‎1990‎م(.‏<br />

- تاريخ مدينة دمشق البن عساكر ‏)ت:‏ 571 ه(،‏ حتقيق:‏ عمر بن غرامة<br />

العمروي،‏ دار الفكر،‏ بروت )1415 ه-‏‎1995‎م(.‏<br />

321


- التحدث بنعمة اهلل للسيوطي،‏ حتقيق:‏ اليزابث ماري سارتن،‏ مطبعة جامعة<br />

كامربدج ‏)‏‎1972‎م(.‏<br />

- التذكرة يف أحوال املوتى وأمور اآلخرة للقرطبي ‏)ت:‏ ‎681‎ه(،‏ حتقيق:‏<br />

أمحد حجازي السقا،‏ دار اجليل،‏ بروت ‏)‏‎1413‎ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

- ترمجة العالمة السيوطي للداوودي ‏)ت:‏ 945 ه(،‏ نسخة خمطوطة<br />

مصورة.‏<br />

- الرتغيب والرتهيب لقوام السنة األصبهاين ‏)ت:‏‎535‎ه(،‏ اعتنى به:‏ أيمن بن<br />

صالح بن شعبان،‏ دار احلديث،‏ القاهرة،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1414‎ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

- الرتغيب والرتهيب للمنذري ‏)ت:‏ 656 ه(،‏ حتقيق:‏ أيمن صالح،‏ دار<br />

احلديث،‏ القاهرة،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1994-1415‎م(.‏<br />

- تفسير القرآن العظيم البن أيب حاتم ‏)ت:‏ ‎327‎ه(،‏ حتقيق:‏ أسعد حممد<br />

الطيب،‏ مكتبة نزار البار،‏ مكة،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1417‎ه-‏‎1997‎م(.‏<br />

- تفسير مقاتل بن سليامن ‏)ت:‏ ‎150‎ه(،‏ حتقيق:‏ عبد اهلل حممود شحاتة،‏ دار<br />

إحياء الرتاث العريب،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1423‎ه-‏‎2002‎م(.‏<br />

- تنقيح القول احلثيث برشح لباب احلديث ملحمد بن عمر النووي البنتني،‏<br />

مطبعة املشهد احلسيني،‏ القاهرة،‏ ط‎3‎ ‏)‏‎1380‎ه-‏‎1960‎م(.‏<br />

- اجلامع الكبير للرتمذي ‏)ت:‏ 279 ه(،‏ حتقيق بشار عواد معروف،‏ دار<br />

الغرب اإلسالمي،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1996‎م(.‏<br />

322


- اجلامع لشعب اإليامن للبيهقي ‏)ت:‏ 458(، كُتب عىل املجلدات الستة<br />

األوىل:‏ حتقيق:‏ عبد العل عبد احلميد حامد،‏ ثم كتب عىل الباقي وهو تسع<br />

جملدات:‏ أرشف عىل حتقيقه وختريج أحاديثه:‏ خمتار أمحد الندوي،‏ إصدار<br />

وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية القطرية ‏)‏‎1429‎ه-‏‎2008‎م(.‏<br />

- حاشية السيوطي عىل تفسير البيضاوي املسامة ‏»نواهد األبكار وشواهد<br />

األفكار«،‏ نسخة مصورة عن نسخة املدرسة احلسنية يف املوصل بالعراق.‏<br />

- حسن املحارضة يف تاريخ مر والقاهرة للسيوطي،‏ حتقيق:‏ حممد أبو الفضل<br />

إبراهيم،‏ دار الفكر العريب،‏ القاهرة ‏)‏‎1418‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

- حلية األولياء أليب نعيم ‏)ت:‏ 430 ه(،‏ تصوير دار الفكر،‏ بروت.‏<br />

- الدر املنثور يف التفسير املأثور للسيوطي،‏ حتقيق:‏ عبد اهلل الرتكي بالتعاون<br />

مع مركز هجر للبحوث والدراسات العربية واإلسالمية يف القاهرة،‏ ط‎1‎<br />

‏)‏‎1424‎ه - ‎2003‎م(.‏<br />

- الدرر الكامنة البن حجر ‏)ت:‏ ‎852‎ه(،‏ حتقيق:‏ حممد سيد جاد احلق،‏ أم<br />

القرى للطباعة والنرش،‏ القاهرة.‏<br />

- رفع الصوت بذبح املوت للسيوطي،‏ ضمن احلاوي للفتاوي،‏ حتقيق:‏ حممد<br />

حميي الدين عبد احلميد،‏ املكتبة العرية،‏ بروت ‏)‏‎1411‎ه-‏‎1990‎م(.‏<br />

- الزهد البن أيب الدنيا ‏)ت:‏ ‎281‎ه(،‏ ‏)نسخة الكرتونية ضمن املكتبة الشاملة(.‏<br />

- الزهد ألمحد بن حنبل ‏)ت:‏ ‎241‎ه(،‏ حتقيق:‏ عصام احلرستاين وحممد<br />

إبراهيم الزغل،‏ دار اجليل،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1414‎ه-‏‎1994‎م(.‏<br />

323


- الزهد لعبد اهلل بن املبارك ‏)ت:‏ ‎181‎ه(،‏ حتقيق:‏ حبيب الرمحن األعظمي،‏<br />

تصوير دار الكتب العلمية،‏ بروت،‏ عن الطبعة اهلندية .<br />

- سنن أيب داود ‏)ت:‏ 275 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد عوامة،‏ دار القبلة للثقافة<br />

اإلسالمية،‏ جدة،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1419‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

- السنن الكربى للبيهقي ‏)ت:‏ ‎458‎ه(،‏ تصوير دار املعرفة،‏ بروت،‏ عن<br />

الطبعة اهلندية.‏<br />

- السنن الكربى للنسائي ‏)ت:‏ 303 ه(،‏ حتقيق:‏ حسن عبد املنعم شلبي،‏<br />

مؤسسة الرسالة،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1421‎ه-‏‎2001‎م(.‏<br />

- السنن البن ماجه ‏)ت:‏ 275 ه(،‏ حتقيق:‏ حممد فؤاد عبد الباقي،‏ دار إحياء<br />

الرتاث العريب ‏)‏‎1395‎ه-‏‎1975‎م(.‏<br />

- رشح السنة للبغوي ‏)ت:‏ 516 ه(،‏ حتقيق:‏ شعيب األرناؤوط،‏ املكتب<br />

اإلسالمي،‏ بروت،‏ ط‎2‎ ‏)‏‎1403‎ه-‏‎1983‎م(.‏<br />

- شعب اإليامن:‏ انظر اجلامع .<br />

- صحيح ابن حبان ‏)ت:‏ 354 ه(‏ برتتيب ابن بلبان ‏)ت:‏ 739 ه(،‏ حتقيق:‏<br />

شعيب األرناؤوط،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بروت،‏ ط‎2‎ )1414 ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

- صحيح ابن خزيمة ‏)ت:‏ ‎311‎ه(،‏ حتقيق:‏ حممد مصطفى األعظمي،‏<br />

املكتب اإلسالمي،‏ بروت،‏ ط‎2‎ ‏)‏‎1992-1412‎م(.‏<br />

- صحيح البخاري ‏)ت:‏ 256 ه(،‏ طبعة مصطفى البغا،‏ دار ابن كثر،‏ دمشق،‏<br />

ط‎5‎ )1414 ه - ‎1993‎م(.‏<br />

324


- صحيح مسلم بن احلجاج ‏)ت:‏ 261 ه(،‏ طبعة حممد فؤاد عبد الباقي،‏<br />

مصورة دار الكتب العلمية،‏ بروت )1413 ه-‏‎1992‎م(.‏<br />

- الضوء الالمع ألهل القرن التاسع للسخاوي ‏)ت‎902‎ه(،‏ تصوير دار<br />

الكتاب اإلسالمي،‏ القاهرة،‏ عن طبعة القديس.‏<br />

- الطالع السعيد اجلامع أسامء نجباء الصعيد لألدفوي ‏)ت:‏ ‎748‎ه(،‏ حتقيق:‏<br />

سعد حممد حسن،‏ الدار املرية ‏)‏‎1966‎م(.‏<br />

- العظمة أليب الشيخ بن حيان ‏)ت:‏ ‎369‎ه(،‏ حتقيق:‏ رضاء اهلل بن حممد<br />

إدريس املباركفوري،‏ دار العاصمة،‏ الرياض،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1408‎ه(.‏<br />

- غاية النهاية البن اجلزري ‏)ت:‏ 833 ه(،‏ تصوير دار الكتب العلمية،‏<br />

بروت.‏<br />

- غريب احلديث البن قتيبة ‏)ت:‏ ‎276‎ه(،‏ دار الكتب العلمية،‏ بروت،‏ ط‎1‎<br />

)1408 ه - ‎1988‎م(.‏<br />

- فتح الباري البن حجر ‏)ت:‏ ‎852‎ه(،‏ السلفية .<br />

- فتح املواهبي يف ترمجة اإلمام الشاطبي للقسطالين ‏)ت:‏ ‎923‎ه(،‏ حتقيق:‏<br />

إبراهيم بن حممد اجلرمي،‏ دار الفتح،‏ عامن،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1421‎ه-‏‎2000‎م(.‏<br />

- فيض القدير برشح اجلامع الصغر للمناوي ‏)ت:‏ ‎1031‎ه(،‏ تصوير دار<br />

الفكر،‏ بروت.‏<br />

- القاموس املحيط للفروزآبادي ‏)ت:‏‎817‎ه(،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بروت،‏<br />

ط 5 ‏)‏‎1416‎ه-‏‎1996‎م(.‏<br />

325


- قوت القلوب أليب طالب املكي ‏)ت:‏ 386 ه(،‏ حتقيق:‏ عاصم الكيايل،‏ دار<br />

الكتب العلمية،‏ بروت،‏ ط‎2‎ ‏)‏‎1426‎ه-‏‎2005‎م(.‏<br />

- كنز العامل للمتقي اهلندي ‏)ت:‏ 975 ه(،‏ حتقيق:‏ بكري حياين وصفوة<br />

السقا،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1413‎ه-‏‎1993‎م(.‏<br />

- لسان العرب البن منظور ‏)ت:‏‎711‎ه(،‏ دار صادر،‏ بيروت،‏ ط‎4‎<br />

‏)‏‎2005‎م(.‏<br />

- الآللئ املصنوعة يف األحاديث املوضوعة للسيوطي،‏ دار الكتب العلمية،‏<br />

بروت.‏<br />

- جممع الزوائد للهيثمي ‏)ت:‏ 807 ه(،‏ تصوير دار الكتاب العريب،‏<br />

بروت.‏<br />

- املستدرك عىل الصحيحين للحاكم ‏)ت:‏‎405‎ه(،‏ حتقيق:‏ عبد السالم<br />

علوش،‏ دار املعرفة،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1418‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

- مسند أيب عوانة ‏)ت:‏ ‎316‎ه(،‏ حتقيق:‏ أيمن بن عارف الدمشقي،‏ دار<br />

املعرفة،‏ بروت،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1419‎ه-‏‎1998‎م(.‏<br />

- مسند أيب يعىل ‏)ت:‏ 307 ه(،‏ حتقيق:‏ حسين سليم أسد،‏ دار املأمون<br />

للرتاث،‏ دمشق،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1406‎ه-‏‎1986‎م(.‏<br />

- مسند اإلمام أمحد بن حنبل ‏)ت:‏ 241 ه(،‏ حتقيق:‏ جمموعة،‏ مؤسسة<br />

الرسالة،‏ بروت.‏<br />

326


- مسند البزار ‏)ت:‏ ‎292‎ه(،‏ حتقيق:‏ حمفوظ الرمحن زين الدين ثم عادل بن<br />

سعد،‏ مكتبة العلوم واحلكم،‏ املدينة املنورة،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1416‎ه-‏‎1996‎م(.‏<br />

- مسند الدارمي املعروف بسنن الدارمي ‏)ت:‏ 255 ه(،‏ حتقيق:‏ حسن سليم<br />

أسد،‏ دار املغني،‏ الرياض،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1421‎ه-‏‎2000‎م(.‏<br />

- املصنف البن أيب شيبة ‏)ت:‏ ‎235‎ه(،‏ حتقيق:‏ حممد عوامة،‏ رشكة دار القبلة<br />

للثقافة اإلسالمية،‏ جدة،‏ ط‎1‎‏،‏ ‏)‏‎1427‎ه-‏‎2006‎م(.‏<br />

- املعجم األوسط للطرباين ‏)ت:‏ 360 ه(،‏ حتقيق:‏ طارق بن عوض اهلل<br />

ابن حممد،‏ وعبد املحسن بن إبراهيم احلسيني،‏ دار احلرمين،‏ القاهرة،‏ ط<br />

‏)‏‎1415‎ه-‏‎1995‎م(.‏<br />

- املعجم الكبير للطرباين ‏)ت:‏ 360 ه(،‏ حتقيق:‏ محدي السلفي،‏ دار إحياء<br />

الرتاث العريب.‏<br />

- مكارم األخالق للخرائطي ‏)ت:‏ ‎327‎ه(،‏ حتقيق:‏ عبداهلل بن بحاش<br />

احلمري،‏ مكتبة الرشد،‏ نارشون،‏ الرياض،‏ ط‎1‎ ‏)‏‎1427‎ه-‏‎2006‎م(.‏<br />

- املوطأ ملالك بن أنس ‏)ت:‏ 179 ه(،‏ رواية حييى الليثي،‏ إعداد أمحد راتب<br />

عرموش،‏ دار النفائس،‏ ط 11 ‏)‏‎1410‎ه-‏‎1990‎م(.‏<br />

- ميزان االعتدال يف نقد الرجال للذهبي ‏)ت:‏ ‎748‎ه(،‏ حتقيق:‏ عل حممد<br />

البجاوي،‏ تصوير دار املعرفة،‏ بروت.‏<br />

- امليزان الكربى للشعراين ‏)ت:‏ ‎973‎ه(،‏ مكتبة الثقافة الدينية،‏ القاهرة،‏ ط‎1‎<br />

‏)‏‎1425‎ه-‏‎2004‎م(.‏<br />

327


- النهاية يف غريب احلديث واألثر البن األثر ‏)ت:‏ 606 ه(،‏ حتقيق:‏ الزاوي<br />

والطناحي،‏ تصوير املكتبة العلمية،‏ بروت.‏<br />

- هدي القرآن الكريم إىل معرفة العوامل والتفكر يف األكوان لعبد اهلل<br />

رساج الدين ‏)ت:‏ ‎1423‎ه(،‏ مؤسسة الشام للطباعة والتجليد،‏ دمشق،‏<br />

ط 1 ‏)‏‎1411‎ه-‏‎1991‎م(.‏<br />

* * *<br />

328


فهرس اجمللد األول<br />

5<br />

7<br />

املوضوع<br />

ص<br />

افتتاحية ..........................................................................<br />

مقدمة .......................................................................<br />

17<br />

19<br />

37<br />

49<br />

117<br />

127<br />

129<br />

139<br />

143<br />

169<br />

177<br />

179<br />

185<br />

187<br />

202<br />

الرسالة األوىل:‏ رياض الطالبني يف رشح االستعاذة والبسملة .............<br />

مقدمة التحقيق ...................................................................<br />

صور املخطوطات ................................................................<br />

النص املحقق ......................................................................<br />

املصادر ............................................................................<br />

الرسالة الثانية:‏ األزهار الفائحة يف شرح الفاحتة ........................<br />

مقدمة التحقيق ...................................................................<br />

صور املخطوطتني ...............................................................<br />

النص املحقق ......................................................................<br />

املصادر ............................................................................<br />

الرسالة الثالثة:‏ الكالم على أول سورة الفتح ..........................<br />

مقدمة التحقيق ...................................................................<br />

صور املخطوطة ................................................................<br />

النص املحقق ......................................................................<br />

املصادر ............................................................................<br />

329


205<br />

207<br />

213<br />

223<br />

235<br />

239<br />

243<br />

245<br />

255<br />

275<br />

317<br />

321<br />

املوضوع<br />

الرسالة الرابعة:‏ ميزان املعدلة يف شأن البسملة .........................<br />

مقدمة التحقيق ...................................................................<br />

صور املخطوطات ................................................................<br />

النص املحقق ......................................................................<br />

ملحق من « نواهد األبكار وشواهد األفكار » ..........................<br />

املصادر ............................................................................<br />

الرسالة اخلامسة:‏ املعاين الدقيقة يف إدراك احلقيقة .......................<br />

مقدمة التحقيق ...................................................................<br />

صور املخطوطات ................................................................<br />

النص املحقق ......................................................................<br />

ملحق « رفع الصوت بذبح املوت » ...........................................<br />

ص<br />

املصادر ............................................................................<br />

330

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!