13.01.2015 Views

الدرس التفاعلى

الدرس التفاعلى

الدرس التفاعلى

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الكتاب املقدس<br />

»1 وفي اليوم الثالث كان عُ‏ ‏رس في قانا<br />

اجلليل وكانت أم يسوع هناك.‏ 2 ودُعي أيضا<br />

يسوع وتالميذه إلى العرس.‏ 3 وملا فرغت<br />

اخلمر قالت أم يسوع له ليس لهم خمر.‏ 4<br />

قال لها يسوع ما لي ولك يا إمرأه.لم تأت<br />

ساعتي بعد.‏ 5 قالت أمه للخدام مهما قال لكم<br />

فافعلوه«‏ ‏)لو‎25:1‎‏(‏<br />

في هذا اإلصحاح يؤكد اإلجنيلي احلقائق<br />

التاليه:‏<br />

بدأ يسوع بالعمل في العرس،‏ لكي يعلن حبه<br />

للبشريه،‏ فيحملها إلى السماء كما إلى حجالٍ‏<br />

للعريس.‏ نتمتع بالفرح السماوي،‏ ونحمل<br />

إنعكاس بهاء مجده علينا.إنه يؤكد أنه جاء إلى<br />

العالم ليحول حياتنا إلى عرسٍ‏ مفرحٍ‏ . حتويل<br />

ماء حياتنا إلى خمر يشير إلى الفرح الروحي<br />

األبدي ‏)إش ‏:‏‎1‎؛ 55 أف 20-18:5(.<br />

‏»القديس كيرلس الكبير«‏<br />

هذا هو أول زواج مسيحي مت في العالم،‏<br />

كان حسب مشيئة الله،‏ وإال ما كان أصحاب<br />

العرس قد دعوا يسوع وتالميذه.‏ أما حضور<br />

القديسه مرمي العذراء وإهتمامها بالعرس،‏<br />

فإنها كانت مثاالً‏ حيًا للعروس الطاهره التي<br />

تفتح قلبها باحلب لكل إنسان.‏<br />

كانت أم يسوع هناك غالبًا ليس كأحد<br />

املدعوين وإمنا كأحد أفراد األسره،‏ لهذا<br />

أدركت أن اخلمر قد فرغت ، األمر الذي ال<br />

يدركه املدعوون بل أصحاب العرس.‏ هذا لم<br />

يكن بال معنى،‏ فإن كان هذا العرس هو أول<br />

آية صنعها يسوع ليربط بين العهد القدمي<br />

والعهد اجلديد،‏ فإن أم يسوع وهي من سبط<br />

يهوذا أحد أفراد عائلة العهد القدمي تتوسط<br />

لدى إبنها ليعلن بهجة اخلالص املفقوده،‏ فقد<br />

فرغ خمر الفرح،‏ وانقطع األنبياء إلي فتره<br />

طويله،‏ وساد احلزن واملراره علي الشعب.‏<br />

لم يأتِ‏ لكي يشترك في العرس بل باألكثر<br />

ليحقق معجزته،‏ ويقدس بدء امليالد البشري<br />

الذي يتعلق باجلسد،و يقدم بركته ليس فقط<br />

ملن ولدوا بالفعل وإمنا أيضً‏ ‏ا يعد بالبركه<br />

للذين يولدون فيما بعد،‏ مقدسً‏ ا مجيئهم في<br />

هذا العالم...‏ بتقديس الزواج،‏ لقد أزال احلزن<br />

القدمي على الوالده<br />

لم يأتِ‏ املخلص إلى العرس بإرادته وحده،‏ بل<br />

بدعوه،‏ أي برجاء وإحلاح أصوات القديسن،‏<br />

ولكن اخلمر فرغت ولم يعد لدى احملتفلن<br />

منها أي شيء،‏ ألن الناموس لم يكمل شيئًا،‏<br />

ولم تعطِ‏ الوصايا املوسويه الفرح،‏ ولم<br />

يستطع الناموس الطبيعي املغروس فينا أن<br />

يخلصنا.‏<br />

‏»القديس كيرلس الكبير«‏<br />

بدأت خدمة املسيح في قانا اجلليل حيث<br />

سبط أشير ‏)يش 28(. 19: وقد تنبأ يعقوب<br />

أثناء تقدمي البركه لألسباط قائالً:‏ ‏»أشير<br />

خبزه سمن،‏ وهو يعطي لذات ملوك«‏ ‏)تك<br />

20( :49<br />

القديس يوحنا الذهبي الفم<br />

‏»وملا فرغت اخلمر قالت أم يسوع له:ليس لهم<br />

خمر«.‏<br />

رمبا يتساءل البعض:‏ مادام السيد املسيح لم<br />

يفعل قبالً‏ معجزات،‏ فكيف عرفت القديسة<br />

مرمي أنه قادر أن يقدم للعرس خمرًا بطريقهٍ‏<br />

معجزيه؟<br />

أن القديسه مرمي وقد عرفت إمكانياته اإللهيه<br />

وصالحه وترفقه بالغير توقعت أنه حتمًا<br />

يفعل شيئًا لكي ال يوجد نقص في العرس.‏<br />

إنها تدرك أنه البد من تدخله عند الضرورة<br />

لسد االحتياجات.‏<br />

يليق هنا التساؤل من أين جاء في ذهن أمه أن<br />

تتصور في إبنها أمرًا عظيمًا،‏ إذ لم يكن بعد<br />

قد صنع أيه معجزه،‏ حيث يقول اإلجنيلي:‏<br />

‏»هذه بداية اآليات فعلها يسوع في قانا<br />

اجلليل«،‏ احلبل به نفسه والظروف احمليطه<br />

به قد أوحى لها بفكر عظيم للغايه من جهة<br />

الطفل،‏ إذ قال لوقا:‏<br />

‏“إذ سمعت كل األقوال عن الطفل كانت حتفظ<br />

جميع هذه األمور في قلبها”‏ ( لو 51( 2:<br />

تصرُّف القديسه مرمي يكشف عن ما يجب<br />

ان يفعله أي انسان مؤمن واهتمامه بسد<br />

احتياجات الغير وليس احتياجاته هو،‏<br />

وأنه يلجأ أوالً‏ إلى الينبوع لينال منه بفيضٍ‏<br />

مبا يفوق الطبيعه.‏ وأن يُقدم الطلب بروح<br />

التواضع حيث يعرض اإلنسان املوقف دون<br />

أن يضع احلَلْ‏ لله كما لو كان أكثر منه حكمه<br />

أو حبًا لآلخرين.‏<br />

القديس كيرلس الكبير<br />

قال لها يسوع:‏ ما لي ولك يا امرأه؟ لم تأتِ‏<br />

ساعتي بعد«.‏<br />

لم يلقِ‏ السيد املسيح باللوم على العروسن<br />

أو أهلهما ألنهم لم يعدوا خمرًا كافيًا،‏ ولم يلم<br />

والدته ألنها تدخلت في األمر،‏ إمنا أوضح لها<br />

أن لكل عمل وقته أو ساعته املناسبه.‏<br />

يتعجب البعض كيف يدعو يسوع أمه ‏»يا<br />

امرأه«‏ لكن هذه الدهشه تزول حن نراه علي<br />

الصليب يكرر:‏ ‏»يا امرأه هوذا إبنك«،‏ فهو<br />

يتحدث معها في بدء خدمة اآليات التي متثل<br />

إشاره لبدء حمل الصليب،‏ حيث يُستعلن<br />

شخصه فتثور قوى الظلمة ضده لتخطط<br />

ملوته.‏ فهو ال يتحدث معها بكونها أمه،‏ ألنه<br />

ليس من حقها أن حتدد ساعة الصليب،‏ إمنا<br />

هذا حق اآلب الذي أرسله.‏ فقد جاء يتمم<br />

مشيئة اآلب ببذل ذاته من أجل خالص<br />

العالم.‏<br />

لم يقل ‏»يا أماه«‏ بل ‏»يا امرأه«،‏ ألن ما ميارسه<br />

بخصوص حتويل املاء خمرًا ال يصدر بكونه<br />

إنسانًا أخذ جسدًا منها،‏ وإمنا بعمل الهوته.‏<br />

حقًا ليس انفصال بين الهوته وناسوته،‏<br />

وما ميارسه السيد املسيح هو بكونه كلمة<br />

الله املتجسد،‏ لكن بعض األعمال هي خاصه<br />

به كابن الله الوحيد،‏ والبعض بكونه ابن<br />

اإلنسان.‏<br />

ملاذا قال ‏»لم تأتِ‏ ساعتي بعد«‏ وقد قام في<br />

نفس الساعه بعمل املعجزه؟ لقد أوضح لها<br />

أن ساعته للقيام بآيات علنيه ومعجزات عامه<br />

أمام اجلميع لم تأتِ‏ بعد،‏ لكنه يعمل دومًا.‏<br />

وقد متم اآليه في هدوء بعد أن قدم اخلدام<br />

األجران حتى أن رئيس املتكأ والعريس لم<br />

يعرفا ذلك وإمنا اخلدام وحدهم<br />

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن السيد<br />

املسيح كان يُود أن يأتي الطلب من الذين كانوا<br />

في حاجه إلى ذلك وليس من أمه.‏ ألنه إن كان<br />

ما يفعله يقوم علي طلب صديق له فمع كونه<br />

أمرًا عظيمًا لكن قد يتشكك البعض في األمر،‏<br />

أما إذا سأل احملتاجون ذلك فال يحوم الشك<br />

حول املعجزه،‏ ويكون النفع أعظم.‏ يُشبه<br />

القديس الذهبي الفم السيد املسيح بطبيبٍ‏<br />

ماهرٍ‏ متى دخل منزالً‏ به مرضى كثيرون<br />

فإنه إن حتدث مع أمه ولم يتحدث مع أحد<br />

املرضى أو مع أقربائهم فيتشككون فيه<br />

ويتضايق املرضى.‏<br />

عالوه على هذا فإنني يجب أن أُخبَر بذلك<br />

ليس منكِ‏ ، أنتِ‏ أمي،‏ فسيُشك في املعجزة.‏<br />

يليق بالذين يريدون اخلمر أن يأتوا ويطلبوا<br />

مني ليس ألني محتاج إلى ذلك،‏ ولكن لكي<br />

بإجماعهم الكامل يقبلون املعجزه.‏<br />

‏»قالت أمه للخدام:‏ مهما قال لكم فافعلوه«.‏<br />

لم تعاتب إبنها علي كلماته،‏ ألنها أدركت السرّ‏<br />

علي األقل جزئيًا.‏ شعرت أيضا بعالمات<br />

الرضى،‏ فطلبت من اخلدام الطاعه مبا<br />

يوصيهم به السيد املسيح.‏<br />

في ثقة بحب السيد املسيح للخدمه وحنوه<br />

تأكدت أنه حتمًا سيتصرف ويشبع كل نقص.‏<br />

لقد طلبت من اخلدام أن يوجهوا أنظارهم إليه<br />

ويسمعوا له.‏ هذا هو دور القديسه مرمي وكل<br />

القديسن أال وهو توجيه أنظارنا إلى مسيحنا<br />

والطاعه الكامله له.‏<br />

‏»القديس كيرلس الكبير«‏<br />

ألنها عرفت أن استعفاءه من ذلك لم يكن عن<br />

نقصٍ‏ في القوه لكن لتواضعه،‏ وحتى ال يُظن<br />

أنه يفرض ذاته عليهم باختياره،‏ متسرعً‏ ا في<br />

عمل املعجزه،‏ لذلك قدمت اخلدام إليه .<br />

مرمي هي جنة عدن التي من الله،ففيها ال توجد حية تضر وال حواء التي تقتل،إمنا نبع فيها شجرة احلياة التي أعادت املنفيني إلى عدن<br />

( مار أفرام السرياني )<br />

10

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!