11.07.2015 Views

ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ١-١ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ١-٢ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺪ

ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ١-١ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ١-٢ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺪ

ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ١-١ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ١-٢ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺪ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مدخل الدراسة١-١ مقدمة١-٢ مشكلة الدراسة١-٣ أهداف الدراسة١-٤ أهمية الدارسةمصطلحات الدراسةحدود الدراسة٥-١٦-١٢


-١ ١ - مقدمة :تحضى مشكلة الإعاقة سواء كانت متعلقة بالقدرات العقلية أو الحركية أو الحسيةبالكثير من الإهتمام في الآونة الأخيرة.‏ويعد التوحد من هذه الاعاقات التي لاقت اهتماما متزايد في السنوات الأخيرة فيكثير من الدول ومنها المملكة العربية السعودية،‏ حيث تستمر إعاقة التوحد مدى الحياة،‏وتؤثر على الأسرة،وتصيب الأسر بالإحباطات المتكررة فنجد أن الوالدين يلاحظاناختلافا في تصرفات طفلهما الصغير مقارنة بأخوانه وأقرانه من نفس العمر فهو منعزل عنالأطفال ولا يتجاوب مع لعب الوالدين وإنما له طريقته الخاصة وروتينه الخاصفيغضب ،إذا ما حدث أي تغيير فيهما.‏ والحقيقة أن الإهتمام ذه الفئة من الأطفال أصبح حاجةاجتماعية وتربوية ملحة،‏ مما يدعوا إلى ضرورة الإهتمام بالتخطيط النفسي والتربوي لها،‏وتوفير الجو الاجتماعي الضروري للتنشئة الاجتماعية الطبيعية،‏ حيث يؤدي إكتسابالطفل للمهارات الاجتماعية المناسبة إلى تحسن العملية التعليمية،وعلاج الكثير منالمشكلات السلوكية والاجتماعية التي يلاحظها بين الأطفال المصابين بأعراض التوحد.‏ويعتبر التوحد Autism من الاضطرابات النمائيةDisorders Developmental ‏،التي تمثلنسبة لا يمكن تجاهلها،‏ فقد حددت البحوث المبكرة مدى انتشاره منبين (٢-٥)كل(‏‎١٠٠٠٠‎ ‏)شخص ، أما التقديرات الحديثة لهذا الاضطراب كانت أعلى من ذلكفقد صدر في عام ‎٢٠٠٧‎م عن مركز مراقبة الأمراض الأمريكية CDC أن نسبة انتشارالتوحد تبلغ١٠٠٠ ‏)لكل(‏ ٦،٦)‏)طفل وكانت فيما قبل تبلغ(‏‏)تحت عمر ثماني سنوات أي أن هناك حالة توحد لكل١٠٠٠) ‏)لكل ٥،٥١٥٠)، ‏)طفل ‏(المغلوث‎٢٠٠٠‎م)،ولم تنل هذه الفئة حظها من الاهتمام على المستوى البحثي في الدول النامية،‏ فيحين يوجد اهتمام متزايد في الدول المتقدمة،‏ وقد زاد الاهتمام به نسبيا في البلاد العربيةخلال السنوات العشر الأخيرة.‏و يع د التوحد من أكثر الاضطرابات النمائية غموضا لعدم الوصول إلى أسبابه الحقيقية،‏كذلك شدة و غرابة الانماط السلوكية غير التكيفية التي تميزه كانشغال الطفل بذاته٣


وانسحابه الشديد،‏ وعجز مهاراته الاجتماعية،‏ وقصور تواصله اللفظي وغير اللفظي،‏ الذييحول بينه وبين التفاعل الاجتماعي البناء مع المحيطين به ‏(يحيى،‏ ‎٢٠٠٠‎م).‏يشير الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع للاضطرابات العقلية Diagnostic andStatistical Manual of Mental Disorders الصادر عن رابطة الطب النفسي الأمريكيةAmericanأن Psychiatric Association اضطرابالتو حد يتضمن ثلاث خصائصأساسية هي:‏ القصور في التواصل الاجتماعي،‏ والقصور في اللغة والمحادثة،‏ ووجود أنماطمتكررة وثابتة من السلوك(‏DSM-IV-TR,٢٠٠٢‎.(ويعد الاهتمام ذه الفئة من الأطفال ضرورة اجتماعية وتربوية ملحة،‏ وهذا يستدعيالتخطيط التربوي والنفسي المناسب،‏ ويدعم التنشئة الصحيحة لهم مما يجعل الطفل يدخلمجتمعه بكل ثقة،‏ فيفهم أنه فرد في جماعة عليه الالتزام بمعاييرها وقيمها المحددة.‏ وعندمايركز على المهارات الاجتماعية تحل كثير من المشاكل السلوكية التي يقع فيها هؤلاءالأطفال،‏ ومن هنا تبرز أهمية بناء البرامج التي تسهم في إكساب هذه الفئة من اتمعالمهارات الاجتماعية والتعامل السليم مع مراعاة أن تكون تلك المعالجة في أعمار مبكرة.وتعد اضطرابات التواصل لدى الطفل التوحدي من الاضطرابات النمائية الأساسية التيتؤثر سلب ًا على مظاهر نموه الطبيعي والتفاعل الاجتماعي ‏(نصر،‏ ‎٢٠٠٢‎م)،‏ وتشمل كلامن التواصل اللفظي وغير اللفظي،‏ فقد أشارت دراسات كثيرة منها على سبيل المثالوينج(‏‎١٩٩٤‎م)‏ ، و بيول ‏(‏‎٢٠٠٧‎م)‏ إلى أن ٥٠% من أطفال التوحد لا يملكون القدرةعلى الكلام،‏ ولا يطورون مهارام اللغوية،‏ ولا يستخدمون أساليب التواصل غير اللفظيكالإيماءات أو المحاكاة ، كما أم يعجزون حتى عن استخدام التواصل البصري.‏وقد ناقش عدد من الباحثين المشكلات الأساسية في التواصل على أا تمثل العجز الأساسيفي التوحد امثال والتز, ١٩٩٩)Waltz‏)،وروترالمشكلات السلوكية العناصر الثانوية لهذه الحالة،(Rutter, ١٩٩٨ ).(Srinivasa,٢٠٠٤)في حين تمثلفقد قام لوردوهوبكتر بتحليل وظائف التواصل للسلوك غير المقبول لدى أطفال التوحد،‏ وتوصلا إلى أنبعض أنماط السلوك التي يمارسوا كإيذاء الذات والبكاء والصراخ المستمرمن الصعوباتالتي يواجهوا في التواصل مع الآخرين ‏(‏Waltz,١٩٩٩‎‏).فغالبا ما يبدو الطفل التوحدي غير٤


قادر على فهم قيمة التواصل،‏ و لا يستطيع فهم التعبيرات التواصلية.‏ فكثيرا ما يظهر أنهغير متعاون وغير قابل للاستجابة فيصدر عنه سلوكيات سلبية ‏(كوهين وبولتون،‏‎٢٠٠٠‎م).‏ وفي هذا الصدد،‏ يشيرسيجل Siegel,١٩٩٦)( إلى أن اضطرابات التواصل التييعاني منها الطفل التوحدي قد يصدر عنها مجموعة من أنماط السلوك غير المقبولة كموجاتالغضب المستمر.‏ والإيماءات الجسدية،‏ أو نبرة الصوت بصورة غير طبيعية.كمايعانون أيضاالعديد من المشكلات مثل:عدم القدرة على التفاعل الاجتماعي والتواصل غير اللفظي،‏والعجز في العديد من الأنماط السلوكية التي يستطيع أداؤها أقرانه من الأطفال العاديين،‏فيعجز عن رعاية نفسه،‏ أو حمايتها،‏ أو إطعام نفسه،‏ أو ارتداء الملابس وخلعها،‏ وتكوينصداقات،‏ كذلك تقديره للأخطاء التي يتعرض لها ‏(سليمان ‏،‏‎٢٠٠٠‎م).‏وقد قام ليوكانرLeo Kannerعام ‎١٩٤٣‎م ، وزميله ليون ايزنبرغ)Leon Eisenbergفي السعد ‎٢٠٠٠‎م)،‏ بتحديد اضطرابات السلوك الاجتماعي لأطفال التوحدعلى النحو التالي :-الانسحاب من المواقف الاجتماعية والانعزال والتقوقعوصعوبة التعامل مع الآخرين.‏.١.٢عدم الإهتمام بالآخرين،‏ و تجاهل من حوله ، والإهتمام بالجوانب المادية الموجودةحوله،‏ والتعامل مع أجزاء الأشياء بصورة منفصلة ، فإذا لعب بيد شخص بجانبه فكأن اليدجزء منفصل عن الجسد.إفتقادالقدرة على التواصلالبصريفلاEye- Contact يطيل تركيز البصر نحو.٣موضوع معين.‏يفتقد السلوك المقبول في حالة الشراب أو الأكلوفق المعايير الاجتماعية.‏.٤‎٥‎‏.يركز على ملامح أوجه من يتعرف عليهم.‏.٦لا يدرك مشاعر الآخرين،‏ ولا يفرق بين الناس والأشياء،‏ ولا يبذل أي مجهود لتفاديالتعثر في الناس إذا كانوا في طريقه،‏ أو الاهتمام بحاجام..٧الارتباط مع الوالدين له مظاهر غير ثابتة،‏ والمشاعر والعواطفFeelingsالاجتماعية غريبة وغير متوقعه.‏في المواقف٥


٨ف.‏ ضع القدرة على إدراك أفكار الآخرين وإدراك ما يدور في أفكار الآخرين،‏ خاصة مايتعلق منها بالمفاهيم اردة ، بل يطلق بعض علماء النفس على التوحد مسمى العمىالإدراكي،‏ حيث لا يدرك المصاب بالتوحد – مث ًلا – معنى الخداع والتضليل.‏كما أن أطفال التوحد يعانون من صعوبات في تنمية علاقات شخصية مناسبة والمحافظةعليها،‏ إضافة إلى ضعف الرغبة في التفاعل الاجتماعي؛ والتعامل مع الآخرين والتجاوبمعهموتتأثر.(Koegel & Egel, ١٩٨٢ )مهارات التواصل و المهارات الاجتماعية باضطراب التوحد حيث لا يستطيعالتوحديون تكوين روابط اجتماعية مهمة للتكيف النفسي والاجتماعي،‏ مما يؤدي إلى بقاءأنماط سلوكية ومشكلات مدى الحياة،‏ في حين أن تطوير مهارات التواصل و المهاراتالاجتماعية لذوي الإعاقات النمائية،‏ تجعل الطفل قادرا على المشاركة في ضبط سلوكه أونشاطاته،‏ وتقلل من التجنب الاجتماعي،‏ مما يؤدي الى تحسن قدرم على الاداء.‏لذا فإن محاولات التدخل بالبرامج العلاجية بتنفيذ أساليب تدريبية سلوكية لمهارات هؤلاءالأطفال يمكن ان تعد وسيلة ناجحة تساعدهم في تعلم أشكال بديلة للتواصل والتفاعلالاجتماعي.‏لهذا تم هذه الدراسة بتنمية مهارات التواصل و المهارات الاجتماعية التي تعمل علىتحسين أنماط السلوك الاجتماعي لدى هذه الفئة،‏ كما تعمل علي خفض معدل أنماطالسلوك الاجتماعي غير المناسب عن طريق برنامج سلوكي لتنمية مهارات التواصلوالمهارات الاجتماعية لدى اطفال التوحد.‏ ونظرا لندرة البرامج التدريبية التي تحاول تنميةمهارات التواصل و المهارات الاجتماعية؛ فإن الباحث سوف يقوم بإعداد برنامج سلوكيلتنمية مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية لدى أطفال التوحد.‏١-٢- مشكلة الدراسة:‏تؤدي ولادة طفل جديد في الأسرة إلى تغيير أدوار أفرادها،‏ وتزيد الأعباء عليها،‏ خاصة إذاكان الطفل يعاني من نقص في مهارات التواصل و المهارات الاجتماعية مع المحيطين به،‏هذه مشكلة متعددة الجوانب يمكن التغلب عليها إذا أمكن تنمية مهارات التواصل لهؤلاء٦


الاطفال ، مما يؤثر إيجابا ً في سلوكهم الاجتماعي،‏ ومن ثم مستوى نضجهم الاجتماعيالأمر الذي قد يسهم في مساعدم على الاندماج في اتمع.‏ويرى القانون الأمريكي لتعليم الأفراد المعوقين أن التوحد إعاقة تطورية تؤثر بشكلملحوظ على التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعيعليه بشكل ملحوظ قبل سن الثالثة من العمر،،وتظهر الأعراض الدالةوتؤثر سلبا على أداء الطفل التربوي،وتؤدي كذلك لإنشغال الطفل بالنشاطات المتكررة والحركات النمطية ومقاومته للتغييرالبيئي أو التغيير في الروتين اليومي وكذلك الاستجابات غير الاعتياديه للخبرات الحسية‏(الزريقات،‏ ‎٢٠٠٤‎م).‏وينظر إلى اضطراب التوحد على انه إعاقة نمائية تتحدد بثلاثة مظاهر أساسية تتمثل فيصعوبات التواصل،‏ والمشكلات السلوكية،‏ والصعوبات الاجتماعية التي تتضح في غيابمهارات التواصل غير اللفظي أو ما تعرف بمهارات التواصل الاجتماعي ‏(كالانتباه المشترك،‏التواصل البصري،‏ التقليد،‏ الاستماع والفهم،‏ الإشارة إلى المرغوب فيه،‏ وفهم تعبيراتالوجه وتمييزها ونبرات الصوت الدالة عليها)‏ التي تؤثر بشكل مباشر على تفاعلهموعلاقتهم الاجتماعية مع الآخرين،‏ وهذا يفسر ظهور العديد من الأنماط السلوكيةالاجتماعية غير المقبولة الشائعة لديهم والتي يلجأون إليها لعدم قدرم على التواصل معالآخرين والتعبير عن احتياجام باستخدام طرق وأساليب تواصل بديلة.‏ويواجه الطفل الذي يعاني من التوحد مشكلات تحد من قدراته على التعلم الفعال،‏ تتمثلبعدم قدرته على التواصل مع الآخرين،‏ وصعوبة فهم مشاعرهم ، وعدم القدرة على تكوينصداقات معهم.‏إن الطفل التوحدي لديه صعوبة في تلقى اللغة وفهمها ، وفي كثير من الأحيان لا يكونبمقدوره فهم واستيعاب اللغة بالمستوى الذي يتوقعه منه المعلم ، وقد يظهر لذلكسلوكيات عدائية وعزوف عن المبادرة ، وكذلك يفتقد التوحدي اللغة الضروريةللتخاطب مما يؤدي إلى عجزه عن التعبير عن شعوره بالتعب أو الحرارة أو الغضب كذلكيتصف التوحدي بضعف الذاكرة التسلسلية(Sequential)مما يؤدي إلي عجزه عنترتيب وتذكر الأحداث المعتادة وعدم القدرة على توقع حدث ما ، مما يؤدي إلى شعوره٧


براحة أكثر نتيجة لاستمرار الأنشطة المألوفة وإبداء مقاومة لعالم الأنشطة الجديدة، وعدماستيعاب للمبادئ الاجتماعية ، مسببا ً بذلك جذب الانتباه بطرق غير ملائمة ، وتؤديسرعة انشغاله بالمؤثرات الخارجية وافتقاره لمهارتي التلقي وتنظيم الوقت إلى سلوك يشكلحجر عثرة في طريق تعلمهيرى كوجل وألن. ( Green&et al., ،٢٠٠٢)‏(‏‎٢٠٠٣‎م)‏أن الطفل المصاب بالتوحد يكون منعزلاولا يهتم ،بالتفاعل الاجتماعي أو يظهره بشكل قليل ويكون ارتباطه بالأم قليل فلا يبتسم أو ينظرإليها عندما تحتضنهالتفاعلات الاجتماعية والتواصليةتعلمها من خلال الملاحظة‏،كما أن الأطفال التوحديونيتجنبون التواصل البصري لتجنب، حيث أن الكثير من التفاعلات الاجتماعية البسيطة يتم، لذلك فان الطفل التوحدي يواجه صعوبة في الاستجابة أوالبدء في التفاعل مع الآخرين نتيجة لضعف التواصل البصري.‏ويعد عجز التواصل الاجتماعيالمصابين بالتوحدالاجتماعية،يكونون إلا أم ،في حال توفر بيئة مناسبةأبرز سمات التوحدعلى قادرونلدى الأطفال والمراهقين والشبابتنميةمهارات التواصلوبرامج مخطط لها لتنمية هذه المهاراتوالمهاراتSiegel).(,١٩٩٦وقد حددت مظاهر العجز الاجتماعي لدى أطفال التوحد في المظاهر الثلاثة التاليةعلاقات اجتماعيةكما:،و التواصل مع الآخرينيبدو على الطفل التوحديالمؤشرات التواصليةوكثيرا ما يظهر،و القصور الاجتماعيأنه غير قادر على فهم قيمة التواصلأنه غير متعاون وغير قابل للاستجابةسلوكيات سلبية من جانب الطفل والشخص الذي يتعامل معه‎٢٠٠٠‎م).‏.( Rutter،١٩٩٨)إقامة، فلا يستطيع فهم‏(كوهين، مما يؤدي إلىوبولتون،‏ ،ويوصف الأطفال التوحديون بأن لديهم مشكلات في التواصل اللفظي وغير اللفظي ،ويوجد لديهم تأخر أو قصور كلي في تطوير اللغة المنطوقة ‏(الزريقات‎٢٠٠٤‎م).‏ ،نظرا للعلاقة الدينامية بين عمليتي التواصل والعلاقات الاجتماعية فانه من الصعب الفصلبينهما،‏ خصوصا أن النظرة التقليدية لأطفال التوحد ثلاثية الأبعاد تشترك فيها صعوباتالتعلم والتواصل والمشكلات السلوكية ، والصعوبات الاجتماعية ‏(السعد‎١٩٩٨‎م).‏ ،٨


وللتغلب على صعوبات التواصل التي يعاني منها الطفل التوحدي لا بد من وجود وسائلبديلة ،فمحاولات التدخل المبكر بالبرامج العلاجية يمكن أن تمدهم وتساعدهم على تعلموسائل بديلة للتواصل،كما تساعدهم على تعلم بعض المهارات الاجتماعية وأنماطالسلوك التي تعمل على خفض هذه السلوكيات في اللغة أو التواصل ‏(نصر،‏ ‎٢٠٠٢‎م).‏لذلك انتشرت البرامج التربوية عالميا لتنمية مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية لدىأطفال التوحد ، ومنها برنامج ‏(لوفاس)‏Lovaas ‏(وتيتش)‏ ،Teach وكان لها الأثرالايجابي في تحسين وزيادة التفاعل الاجتماعي،‏ على الرغم من اختلافها في أسسها النظرية،‏ومدة التدريب،‏ والقصور في التعميم.‏أما الوقت الراهن فإن غالبية البرامج التي يتم تقديمها للأطفال الذين يعانون من التوحدتعتمد على إجراءات تعديل السلوك إلى جانب تدريب الأقران والوالدين،‏ من خلالاستخدام المعززات التي تعمل كمدعمات للسلوك،‏ وغالبا ً ما دف تلك البرامج إلىتعليمهم المهارات اللازمة للتعلم والاستعداد له،‏ والسلوك الاجتماعي،‏ ومهارات التواصل،‏حيث يتمكن هؤلاء الأطفال من خلال هذه البرامج أن يتعلموا بعض المهارات الاجتماعيةالبسيطة التي تساعدهم على التفاعل مع الآخرين،‏ و تقلل انسحام من المواقفوالتفاعلات الاجتماعية.‏يشتمل التدريب على المهارات الاجتماعية على عدد واسع من الإجراءات والأساليب التيدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من التوحد على التفاعل الاجتماعي،‏ ويرىأنصار هذا النوع من العلاج أنه بالرغم من أن التدريب على المهارات الاجتماعية يعتبر أمر ًاشاقا ً على المعلمين والمعالجين السلوكيين،‏ إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية وضرورة التدريبعلى المهارات الاجتماعية،‏ باعتبار أن المشاكل التي يواجهها التوحديون في هذا الجانبواضحة وتفوق في شدا الجوانب السلوكية الأخرى،‏ وبالتالي فإن محاولة معالجتها لابدوأن تمثل جزءا ً أساسيا ً من البرامج التربوية والتدريبية.وهذا النوع من التدخلات العلاجيةمبنى على عدد من الافتراضات ويمكن اجمالها فيما يلي:‏أ – إن المهارات الاجتماعية يمكن التدريب عليها في مواقف تدريبية مضبوطة،‏ وتعمم بعدذلك في الحياة الاجتماعية من خلال انتقال أثر التدريب.‏٩


ب-‏ إن المهارات اللازمة لمستويات النمو المختلفة يمكن التعرف عليها،‏ ويمكن أن تكتسبمثل تعليم مهارة اللغة أو المهارات الاجتماعية واللعب الرمزي من خلال التدريب علىمسرحية درامية.‏ج-‏ إن القصور الاجتماعي ينتج من نقص المعرفة بالسلوكيات المناسبة ومن الوسائل التييمكن استخدامها في التدريب على المهارات الاجتماعية القصص،‏ تمثيل الأدوار،‏ كاميراالفيديو لتصوير المواقف،‏ وعرضها بالإضافة إلى التدريب العملي في المواقف الحقيقة وبشكلعام يمكن القول بأن التدريب على المهارات الاجتماعية أمر ممكن على الرغم مما يلاحظهبعض المعلمين أو المدربين من صعوبة لدى بعض الذين يعانون من التوحد،‏ تحول بينهموبين القدرة على تعميم المهارات الاجتماعية التي تدربوا عليها في مواقف أخرى مماثلة أونسياا،‏ وفى بعض الأحيان يبدو السلوك الاجتماعي للطفل التوحدي متكلفا ً وغريبا ً منوجهة نظر المحيطين به؛ لأنه تم تعلمه بطريقة نمطية ولم يكتسب بطريقة تلقائية طبيعية.( Green & et al.,،٢٠٠٢)أكثر البرامج التربوية التي تقدم للأطفال التوحديين تم بتنمية مهارات التواصل،والمهارات الاجتماعية ، حيث من المعروف أن الاهتمام بتنمية مهارات التواصل والمهاراتالاجتماعية للطفل التوحدي من العوامل التي تساعد في تنمية مهارات أخرى،‏ لذا أصبحمن الضروري وضع برامج تربوية ذات طابع شمولي لعلاج الأطفال التوحديين، وهناكالعديد من البرامج التربوية التي تم تطويرها للعمل مع أطفال التوحد بالإضافة إلى البرامجالعلاجية التي تتعلق بالعلاج الطبي والبيولوجي ‏(كوهين، وبولتون‏،‏‎٢٠٠٠‎م).‏واتضح للباحث قلة الدراسات التي تناولت فاعلية البرامج السلوكية في تنمية مهاراتالتواصل والمهارات الاجتماعية في البيئة السعودية ‏،وعدم وجود مقاييس لتقدير المعلمينلمهارات التواصل والمهارات الاجتماعية لدى الأطفال التوحديين،‏ لذلك تسعى هذهالدراسة الإجابة عن السؤال التالي ؟المهارات و التواصل مهارات لتنمية المقترح السلوكي البرنامج فعالية مدى ما-١التوحد ؟.‏ أطفال لدى الاجتماعية١٠


١-٣- أهمية الدراسة:‏لاحظ الباحث عند دراسته لسجلات إدارة التربية الخاصة،أن هناك زيادة مطردة فيأعداد الأطفال التوحديين الملتحقين بمعاهد وبرامج التربية الخاصة على مستوى المملكة،وبالتالي إزدياد أعداد البرامج لاستيعاب هذه الأعداد من المتقدمين لوزارة التربية والتعليم‏،وهذه الزيادة في الأعداد الملتحقة بالمعاهد والبرامج تحتم على جميع العاملين مع أطفالالتوحد إيجاد برامج سلوكية تساعدهم على تنمية مهارام التواصلية والاجتماعية.‏كما ترتكز أهمية الدراسة الحالية على وضع مجال خدمات ذوي الإحتياجات الخاصةبشكل عام وفئة التوحد بشكل خاص،‏ فقد لاحظ الباحث من خلال إطلاعه علىالدراسات السابقة والتي سوف يتم عرضها في اية الفصل الثاني على أهمية التدخلالعلاجي لتحسن مهارات الأطفال التوحديين.‏١-٣-١- الأهمية النظرية :(Green ,٢٠٠٢)أجمعتالدراسات القديمة والحديثة مثل دراسة قرين، و[دراسة جيلسون,٢٠٠٠) (Gillson ، ودراسة ولتز(١٩٩٩ ،(Waltz, على أن الأطفال التوحديون يعانونمن قصور في مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية ، وأم يحتاجون إلى بناء المزيد منالبرامج التربوية والعلاجية التي تساعدهم على التفاعل الاجتماعي في البيئة التي يعيشونفيها(محمد ‏،‏‎٢٠٠٢‎م).‏ويرى سليمان(‏ ‎٢٠٠١‎م)‏ أن التقدم والتحسن الذي يحدث للطفل التوحدي يحدث عنطريق البرامج التربوية المصممة بعناية وتتم بشكل مقصود تمكن الطفل من التنبؤ وفهمالعلاقة بين سلوكه وما ينتج عنه ‏.كما أن أكثر البرامج التربوية التي تقدم للأطفالالتوحديين تم بتنمية مهارات التواصل و النواحي الاجتماعية حيث من المعروف أنالاهتمام بتنمية مهارات التواصل و المهارات الاجتماعية للطفل التوحدي تساعد في تنميةمهاراته التربوية والتعليمية.‏وتقدم هذه الدراسة إطارا نظريا للبرنامج السلوكي المستخدم لتنمية مهارات التواصلوالمهارات الاجتماعية لدى أطفال التوحد ، حيث لا يوجد على المستوى المحلي دراسة١١


حاولت تنمية مهارات التواصل ،‏(اللفظيوغير اللفظي)‏والمهارات الاجتماعية فيدراسة مستقلة في حدود علم الباحث.‏١-٣-٢ الأهمية التطبيقية :قد تعد هذه الدراسة محاولة لتقديم برنامج لتنمية مهارات التواصل والمهارات الاجتماعيةالضرورية لدى أطفال التوحد،‏ حيث تم هذه الدراسة بتطوير تلك المهارات في مرحلةالدراسة،‏ بالشكل الذي يؤثر على تحسن أنماط السلوك الاجتماعي ومهارات التواصلاللازمة في البيئة المدرسية،‏ والتي قد تساعدهم على الاستفادة من البرامج التربوية والتعليميةالمقدمة لهم في المعاهد والبرامج التي يدرسون ا،‏ مما قد يساعد على تعميم مثل هذاالبرنامج في المؤسسات التي تعنى بتدريب وتعليم أطفال التوحد.‏١-٤- أهداف الدراسة:‏هدفت الدراسة الحالية إلى:‏١-٤-١ اختبار فاعلية برنامج سلوكي لتنمية مهارات التواصل و المهارات الاجتماعيةلدى عينة من الأطفال التوحديين بمدينة الرياض،‏ وأثر ذلك على سلوكهم الاجتماعي.‏١-٤-٢ مدى استمرارية اثر البرنامج السلوكي على أطفال التوحد بعد انتهائه.‏٣-٤-١أطفال التوحد.‏٤-٤-١الاجتماعية.‏توفير قوائم لتقدير المعلمين لمهارات التواصل،‏ و للمهارات الاجتماعية لدىمساعدة أسر أطفال التوحد على التواصل مع أبنائهم وتحسين مهارام١٢


١-٥- مصطلحات الدراسة :-٥-١ التوحد :يعرفه سلامة ‏(‏‎٢٠٠٥‎م:‏‎٣٠‎‏)‏ بأنه"‏ حالة تصيب بعض الأطفال عند الولادة أو خلال مرحلةالطفولة المبكرة تجعلهم غير قادرين على تكوين علاقات اجتماعية طبيعية ، وغير قادرينعلى تطوير مهارات التواصل ، ويصبح الطفل منعزلا عن محيطه الاجتماعي ، ويتقوقع فيعالم مغلق يتصف بتكرار الحركات والنشاطات".‏التعريف الإجرائي للتوحد في الدراسة :يعرفه الباحث إجرائيا بأنه:أضطراب نمائي تم تشخيصه على قائمة السلوك التوحدي وفقالأسلوب المتبع و المعتمد في معاهد وبرامج التربية الخاصة التي تجرى ا الدراسة.‏١-٥-٢ مهارات التواصل :يعرفها زريقات ‏(‏‎٢٠٠٤‎م:‏‎٥٤‎‏)‏ بأا ‏"مجموعة المهارات التي يستخدمها الطفل في التعبيرعن احتياجاته ورغباته باستخدام اللغة أو دون استخدام اللغة ‏(التواصل اللفظي وغيراللفظي)‏البصري،مثل التحدث مع الأهل والأقران،، التقليد، الإشارة إلى ما هو مرغوب ، فهم تعبيرات الوجه".‏التعامل مع المثيرات البصرية،‏ التواصلالتعريف الإجرائي لمهارات التواصل :يعرفها الباحث اجرائيا باامهارات التواصل المعدة في الدراسة الحالية".‏‏"الدرجة المرتفعة التي يحصل عليها الطفلقائمة تقدير على١-٥-٣ المهارات الاجتماعية :يعرفها الشامي ‏(‏‎٢٠٠٤‎م:‏‎٦٠‎‏)‏ بأا"‏ مجموعة المهارات التي تساعد الطفل على التفاعلالاجتماعي المناسب مع مجتمعه ‏(الأسرةالجسدي كالعناقعلى إقامة علاقات جيدة".‏– المدرسة – الأقران)‏، والضم ، والحمل، مثل إحساسه بالتواصل، الاستمتاع بالتفاعل والعمل مع الآخرين، قدرته١٣


التعريف الإجرائي للمهارات الاجتماعية :يعرفها الباحث اجرائيا بأاالمهارات الاجتماعية المعدة في الدراسة الحالية.‏‏:الدرجة المرتفعة التي يحصل عليها الطفلقائمة تقدير على١-٥-٤ البرنامج السلوكي :يعرفه والتز١٩٩٩:٣٩) (Waltz, بأنه‏"مجموعة الأنشطة المخططة المتتالية المتكاملة المترابطة،‏التي تقدم خلال فترة زمنية محددة ، وتعمل على تحقيق الهدف العام،‏ و تستند إلى أسسوفنيات نظريات تعديل السلوك،‏ وتتضمن مجموعة من المهارات والممارسات"‏ .التعريف الإجرائي للبرنامج :يعرفه الباحث اجرائيا ‏:بأنه البرنامج السلوكي المتكامل الذي أعده الباحث وخطط له،ويتضمن مجموعة من المهارات والنشاطات في الجوانب التواصلية والاجتماعية تقدم للطفلالتوحدي خلال فترة زمنية محددة.١-٦- حدود الدراسة :١-٦-١ الحدود الموضوعية:‏تتمثل في البرنامج السلوكي لتنمية مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية لدى الأطفالالتوحديين،‏ والذي طبق على(١٦)طفلا توحديا تتراوح أعمارهم بينسنة،‏ (٦-١٢)دف تنمية مهارام التواصلية والاجتماعية،‏ من خلال تطبيق مقياسيين هما ‏(مقياس تقديرالمعلم لمهارات التواصل عند الطفل التوحدي،‏ ومقياس تقدير المعلم للمهارات الاجتماعيةعند الطفل التوحدي)‏ بالإضافة الى تطبيق البرنامج السلوكي المعد من قبل الباحث علىعينة الدراسة التجريبية.١٤


١-٦-٢ الحدود المكانية :- تم تطبيق أدوات الدراسة على طلاب برنامج فصول التربية الخاصة بمدرسة إياس بنمعاوية الإبتدائية بمركز الاشراف التربوي بغرب الرياض.‏١-٦-٣ الحدود الزمانية:‏تم تطبيق هذا الدراسة خلال العام الدراسي ١٤٣١- ‎١٤٣٢‎ه في الفترة الزمنية من‎١٤٣٢/٣/٩‎ه إلى ‎١٤٣٢/٥/١٢‎ه.‏١٥

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!