12.07.2015 Views

40-PDF

40-PDF

40-PDF

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ١ ] ..................................................................................................... بقلم الشيخ ااهداالله ( - حفظه حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


في ف َضل ِ الشهادةو ط َل َب ِ ال ْحسنى وز ِيادةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢ ] ...............................................^ ربعون َ الأَ‏ ^ااهد بقلم الشيخ) ( حسن قائد أبو يحيى الليبي~ حفظه االله ~الشيخ تقديماالله عطية~ حفظه االله ~للإعلام مركز الفجرالآخر ‎١٤٣٢‎ه ربيع...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣ ] ...............................................قال الإمام ابن القيم رحمه االله :ا يه من المبذول ُ ف ف الث َّ ر ِ يها،‏ وع شتر ِ ف م ، وع ع لعة ف قدر الس ر ِ فإذار ِع ا في الوجود ه رتبت ا وم ه أ ْن م ش ل.ف َ لعة ُ أنت السالمشتر ي وااللهُ‏ت من جنه والنظر إلى وجهه وسماع ك َه في دار ِ الأمن ِ والسلام.‏ لاموالث َّ...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


: كتبهأبو عبد الرحمن جمال بن إبراهيم بن امحمد بن إبراهيم بن اشتيوي الليبيا لمصراتيالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤ ] ...............................................الر حمن الرحيم بسم االلهتقديم الشيخ عطية االله حفظه االلهالحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله وآله وصحبه ومن اهتدى داه...أما بعد ، فقد قرأت الكتاب الموسوم ب" الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنىوزيادة " من جمع وتأليف أخي الفاضل الشيخ أبي يحيى حسن قائد حفظه االله وسدده،‏ اقتدىفيه بطريقة كثير من أهل العلم في جمع أربعين حديثا ً في باب ٍ من العلم ومقصد منمقاصدالدين،‏ فوجدته كتابا ً بديعا ً في بابه على لطافته،‏ سهل َ العبارة محك َمها،‏ طيب الثمرةداني َالجنى،‏ ورأيت فيه فوائد ودررا ً ونكاتا ً ولطائف قلما يجدها الإنسان ُ مجموعة في ك ُتيب ٍذاالحجم وذه السهولة،‏ مع ما في خلالها من التحقيقات المنيفة والإشارات العلميةالدقيقة،‏فنسأل االله أن يجزي أبا يحيى خير الجزاء وأن يبارك في سعيه وفي عمر ِه،‏ وأن يزيده من فضله.وإني أحث ُّ على الاعتناء بطبع الكتاب ونشره،‏ سائلا ً االلهتعا لى أن يضع له القبول َ وينفع بهي المسلمين،‏ويح ي به قلوب رجال ِ الأمة ونسائها وفتياا وفتياا،‏ فواالله إن الشهادة َ لحياة ٌكأسمى ما يتصور من معنى الحياة،‏ وإن الكلام فيها والتأليف والتحريض عليها والسعيإليهاوالدلالة على فضلها وعلى طريقها لسبيل ٌ إلىالحي اة والسعادة والكرامة والعزة الدنيوية. والأخرويةفنسأل االله من فضله،‏ والحمد الله رب العالمين،‏ وصلى االله وسلم وبارك على عبدهورسولهنبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهمبإحسان .( المعروف بعطية االله )غرة ربيع الأول من سنة ‎١٤٣٢‎ه...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥ ] ...............................................بسم االله الرحمن الرحيمالحمد الله الذي أعطى فأجزل العطاء،‏ واتخذ من عباده المؤمنين شهداء،‏ فأكرمهم واصطفاهمخير اصطفاء،‏ وقال :﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل االله أمواتا ً بل أحياء﴾، والصلاةوالسلا م على سيد الأنبياء وإمام الحنفاء محمد بن عبد االله وآله وأصحابه النجباء وبعد:فهذه أربعون حديثا ً في بيان عظم مترلة الشهادة وما تفضل االله به على أهلها وما يلزممنالشروط في تحصيلها،‏ والتعريف ببعض عوائقها،‏ انتخبتها وانتقيتها لتكون نبراسا ًيستضيءبه كل منأرا د دخول الجنة من باا،‏ كتبتها تحريضا ً على نيل هذا الشرف العظيم،‏ وترغيبا ًلمن أراد بلوغ ذلك النعيم المقيم،‏ فإنه باب نجاة والناس عنه غافلون،‏ وطريق سلامةوأمانوالكثير لغيره سالكون،‏ ومن رجا شيئا ًطلبه .ترجو النجاة َ ول َم تسل ُك مسالك َها ....إ ن َّ السفينة َ لا َ تجري على ال ْيبس ِ! بلىومنهم من أخلد إلى الدنيا فحق أن يقال فيه﴿:ل َعمرك إ ِنهم ل َفي سك ْرته ِم/ [ ٧٢ الحجر ]﴾ يعمهون َ، يطل ُب بخلوده الخلود في غير ِ دار ِ الخلود وهيهات،‏ يود أحدهم لوولو نالها يعمر ألف سنة– - فما بعدها إلا الممات،‏ وكم للموت على الف ُرش من شدائدوسكرات،‏ وفي الشهادة كمس القرصة بلا غ ُصص ٍ ولا ك ُربات،‏ فيا غافلينأ َتستبدل ُون َ ! : ﴿ال َّذي هو أ َدنى ب ِال َّذي هو خير/ [ ٦١ البقرة ]﴾، وقد علمتم أن أرواح الشهداء في أجوافالخ ُضر من الطير،‏تس رح في الجنان،‏ ومأواها قناديل تحت عرش الرحمن،‏ فلئن شككتم فالشكداء عضال،‏ ولئن استيقنتم فلم التلف ُّت ذات اليمين وذات الشمال،‏ تمنى خير البرية نيل َهامراتومرات إعلاما ً بشرفها،‏ فهلا َّ ائتسيتم به فابتغيتموها في مظانهاوسبلها !.فشمر –أخي - واطلبها قبل فوات الأوان،‏ واقطع حبال َ الآمال ِ وقل يا نفس : الآن الآن،‏فقد مضى من العمر ما مضى،‏ وانقضى من أيامه ما انقضى،‏ فجد وجد‏،‏ وانصبواجتهد،‏فالمعالي لا تدرك بالأماني،‏ والنعيم لا يطلب بالنعيم،‏ وقل:ا في المعالي نفوس ون ُنا .... ومن يخطب ِ الحسناءَ‏ لم يهر ا الم ه ل غعلينوإا ل َكلمات نيرات من مشكاة النبوة تسري إلى القلب فتبعث فيه الشوق إلى المنازلالأولىوخيامها،‏ وحورها وقصورها،‏ ومسكها وزعفراا،‏ وتحضه على الانفكاك من سبيالدنياوالتخلص من علائقها وعوائقها لينطلق إلى أبواب الجنان ولسان حاله يقول: واها ً لريح...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٦ ] ...............................................الجنة إني لأجد ريحها دون َ أ ُحد!، فلا يميله عنها إغراء ولا يحرفه إغواء،‏ كيف وما بينه وبينالجنة إلا أن يقتله هؤلاء فيكون من أهلها،‏ فلذا يشق طريقه نحوها واقر الج َنان رابطالجأشجريء الصدر،‏ حتى إذا خر في مصرعه قال : فزت وربالكعبة !.فهومن تخب لكل ِّ قارئ ٍ،‏ لا سيما من يسلكون طريق الجهاد أهل غربة الزمان النزاع منالقبائل،‏ فيقوي عزيمتهم كلما فترت،‏ ويشحذ همتهم إذا ضعفت،‏ ويحدو قافلتهم إذاكل َّت،‏ويؤملهم بقرب اللقاء ودنو الهناء وانقطاع العناء وإنما النصر صبر ساعة،‏ فيذلل بهالصعبويبدد النصب،‏ فما هي إلا لحظات من عمر الدنيا حتى يحمد القوم السرى،‏ وتحطركابهمفي رياض الجنات حيث لا صخب ولا وصب :﴿ جنات عدن يدخل ُونها ومن صل َح منآَبائه ِم وأ َزواج ِه ِم وذ ُرياته ِم وال ْمل َائك َة ُ يدخل ُون َ عل َيه ِم من ك ُل ِّ باب ٍ )( سل َام عل َيك ُم ب ِما ٢٣/ . [ ، ٢٤ ٢٣ الرعد ]﴾ صبرتم ف َن ِعم عق ْبى الدار ِهذا وقد بوبت على الأحاديث المنتقاة بما بدا لي مما يناسبها،‏ وصغت الباب بناءً‏ علىمعنىصرح به الحديث،‏ أو ألمح إليه،‏ وحاولت أن يكون تسلسلها في الترتيب والتبويبيج ري وفقسير ااهد وما يلزمه فيه إلى أن يكتب االله له الشهادة ثم ما يكرمه االله به في عالم البرزخومابعده حتى يستقر حاله في جنات ور في مقعد صدق عند مليك مقتدر،‏ وأتبعتهاببعضالفوائد التي اجتهدت في استنباطها أو أفدا من أقوال بعض الأئمة فتارة ً أنشط ُفأعز و،‏ وتارة ًأذكرها وأغدو،‏ ثم أردفت ذلك بمتفرقات متناثرات أذكر في جل ِّها ما بوب به بعضالأئمةعلى ذلك الحديث إشارة ً إلى فقههم وتعريفا ً بفضلهم،‏ وأحيانا ً أدون بعض المسائلالأخرىمن غير استطراد ولا تطويل ٍ،‏ راجيا ً أن يكون أنيسا ً للمجاهدين في مراكزهمومعس كرامومضافام وأسفارهم وق ُبيل عمليام وقد سميته:الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنىوزيادةوإني لأرجو من كل ِّ مطالع ٍ له أن لا ينساني من دعوة صالحة له من نفعها نصيب فيقاللهفيها : ولك بمثل ٍ والحمد الله أولا ًوآخرا ً.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


.الرابعةبابلزوم إخلاص ِ النية في الأعمال ِكل ِّهاالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٧ ] ...............................................الحديث الأول : عن أمير المؤمنين عمر بن ِ ال ْخط َّاب ِقا َل َ : سمعت رسول َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه: (( وسل َّم يق ُول ُإنما الأعمال ُ بالنيات وإ ِنما لك ُل ِّ امرئ ٍ ما نوى ف َمن ك َانت هجرته إلى االلهِ‏ورسول ه فه ِجرته إلى االلهِ‏ ورسوله ومن ك َانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فه ِجرتهإلى ما هاجر. إليه )) رواه البخاري ومسلم: بعض فوائد الحديثالأولى : أن أعمال القلوبومنها الإخلاص- هي الأصل وأعمال الظاهر تابعة لها.–ا لثانية : يجب أن تكون عناية المسلم بإصلاح باطنه أشد من عنايته بمجرد ظاهره.وقد جمع العلامة ابن الحاج المالكي هذين المعنيين بقوله)):فالأصل الذي تتفرع عنهالعبادات على أنواعها هو الإخلاص،وذلك لا يكون إلا بالقلبفعلى هذا الجوارح ،، فإن ا الظاهرة تبعستقام الباطن استقام الظاهر جبرا، وإذا دخل الخلل في الباطن دخلللباطنةفي الظاهر من بابأولى ، فعلى هذا ينبغي للمؤمن أن تكون همته وكليته في تخليص باطنه؛ إذ إواستقامته ن أصل الاستقامة منه تتفرع وهو معدا( .[ ١ : ٧ / ] المدخل (: الثالثةقدر الثواب على الأعمال يكون بحسبن ية العامل ِ وقصده قوة ً وضعفا ً وجودا ًوعدما ً: العمل الشرعي الذي ينتفع به صاحبه هو ما جمع بين صلاح الباطن بخلوصالنيةواستقامة الظاهر بسدادالأعمال .الخامسة : تضاعف أجر العمل الواحد بتعدد نيات عامله،‏ فالمقاتل في سبيل االله تعالىيمكنأن يجمع نياتكث يرة ً عند جهاده،‏ كالانقياد لأمر االله،‏ وإعلاء كلمته،‏ ونصرة المستضعفين،‏وفكاك المأسورين،‏ وحفظ حوزة المسلمين،‏ وإغاظة الكافرين إلى غير ذلكمنالمقاصد التي تندرج تحت هذه العبادة فاستحضار النية لكل ذلك يزيد فيالثواب .السادسة : ضرورة إخلاص النية في سائر الأعمال.وبالجملة فقدر هذا الحديث معلوم‏،‏ ولا يكاد ينفك عنه باب من أبواب العلم،‏ وقدأطالالعلماء في شرحه وبيانه،‏ واالله تعالىأعلم.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابوجوب أن يكون قتال المؤمن لإعلاء كلمةااللهلداعيها إذ ربما جرت صاحبها إلىالهلكة طلبا ً لذكر الناس وثنائهم،‏ فيكون حظ ُّه من عمله!الرابعةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٨ ] ...............................................الحديث الثاني : عن أ َب ِي موسى رضي الل َّه عنه ق َال َ : جاءَ‏ رجل ٌ إ ِل َى النب ِي صل َّى الل َّه عل َيهوسل َّم: الرجل ُ يق َاتل ُ لل ْمغنم ِ، والرجل ُ يق َاتل ُ للذ ِّك ْر ِ، والرجل ُ يق َاتل ُ ليرى مك َانهف َق َال َ، ف َمن: (( في سب ِيل ِ الل َّه؟ ق َال َمن ق َاتل َ لتك ُون َ ك َلمة ُ الل َّه هي ال ْعل ْيا ف َهو في سب ِيل ِ. الل َّه )) متفق عليه: بعض فوائد الحديثالأولى : سؤال أهل العلم فيما يشكل من مسائلالدين .الثانية : تحري الصحابة معرفة َ الحق والتبين في الأمور وطلب الإقدام فيها على بصيرة.الثالثة : خطر الانقياد للنفس ِ،‏ والحذر من الاستجابة: فقد قيل: أن سبيل الحق واحد وسبل الباطل عديدة متفرقة.الخامسة : لزوم تجرد ااهد من حظ ِّ نفسه فلا يكون له مقصد إلا علو الحق ونصرته.السادسة :تط ابق صور العمل الظاهرة لا تستلزم توافق النوايا الباطنة،‏ وهذا المعنى يدل عليهأيضا ً الحديث السابق إذ صورة الهجرة والقتال واحدة ظاهرا ً ومتباينة قصدا ً،‏ كما قال العلامة) ابن الحاج المالكي : )فالهجرة على حد واحد في الفعل وإنما كانت هذه الله وهذه لغير االلهتعالىلى ما انطوت عليه الجوارح الباطنة وهي النية، وقد قال الإمام أبو عبد االله مالك بنع- رحمه االله تعالى أنس -: ألا ترى أن الساجد الله تعالى والساجد للصنم في صورة واحدة،وإنما كانت هذه عبادة وهذه كفرا بالنية(( .[ ٧ / ١ : ] المدخلالسابعة : الحذر الشديد من قصد الدنيا بعمل الآخرة.الثامنة : شرف الجهاد وذلك لشرف مقصوده وهو إعلاء كلمة االله.التاسعة : في أن َّ القتال َ طريق لإعلاء كلمة االله والتمكين لشرعه،‏ إذ به تكون هي العليا.العاشرة : ميل النفس إلى تحصيل مكاسبها المعنويةكالشهرة وطلب المدح– - لا يقل عنحرصها على مكاسبهاالماد ية،‏ وكل ٌّ موبق لها.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


وكل من قاتل لتكون كلمة االله العليا وكلمةالذين كفروا السفلى فهو في الجنة إن شاء االلهالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٩ ] ...............................................الحادية عشرة : ضرورة تعهد ااهد نيته لتكون فقط لإعلاء كلمةاالله ، قال الإمام الطحاوي- : )) رحمه االله –فيه أن المقاتل لا يستحق الشهادة بقتاله حتى يكون معه من نيته أن تكون. ا ه )) أع لى كلمة االله تعالىالثانية عشرة : الجهاد عبادة ٌ فهو مفتقر إلى الإخلاص وصلاح النية.الثالثة عشرة : قصر معنىفي سبيل االله) ( هنا على من قصد بقتاله إعلاء كلمة االله.الرابعة عشرة : صحة اعتبار مفهوم المخالفةبشروطه– - في إثبات الأحكام الشرعية،‏ فماسأل عنه الرجل تصريحا ً نفاه النبي صلى االله عليه وسلم في إجابتهمفهوما ً ، إذ لم يقل : منقاتل للمغنم فليس في سبيل االله،‏ ومن قاتل للذكر فليس في سبيل االله،‏ ومن قاتل ليرىمكانهفليس في سبيل االله،‏ مع أن الجواب ق ُصد بههذا.‏متفرقات: أولا ً : بعض تبويبات الأئمةبوب عليه البخاري بقوله :) باب من ق َاتل َ لتك ُون َ ك َلمة ُ الل َّه( وأيضا ً : ) هي ال ْعل ْياباب من ق َاتل َ لل ْمغنم ِ هل ْ ينق ُص من أ َجر ِه(، وأ ُدر ِج عند مسلم تحت :)باب من ق َاتل َ لتك ُون َ ك َلمة ُ الل َّه هي ال ْعل ْيا ف َهو في سب ِيل ِ الل َّه(، وبوب عليه البيهقي بقوله :)باب بيان النية ال َّتى يق َاتل ُ عل َيها ليك ُون َ فى سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ(، وعند الترمذي تحت :)باب ما جاءَ‏ فيمن يق َاتل ُ ر ِياءً‏ وللدنيا،( والنسائي تحت : )من ق َاتل َ لتك ُون َ ك َلمة ُ الل َّه هيالني ة في ال ْقتال ِ باب )، وابن ماجه تحت : ) ال ْعل ْيا)، وابن حبان تحت : )ذك ْر وصف ال ْغزو ِ فيسب ِيل ِ الل َّه ال َّذي يأ ْجر الل َّه من ف َعل َ ذ َلك.(ثانيا : قال تقي الدين السبكي :) والذي قاتل شجاعة أو رياء أو حمية ليس قتاله الله فليسفي سبيل، وهذا مقطوع به، والظاهر أنه لا يسمى شهيدا؛ لأن المعنيين اللذين ذكرا فيااللهمعنى اسم الشهيد ليسافيه ، والنص لم يرد بتسميته وإنما نحن نظنه في الظاهر شهيدا لعدم، وقال ابن دقيق العيد [ ٣٤٤ : ٢ / فتاوى السبكي )[ الاطلاع على فساد نيته– رحمه االله: -)في الحديث دليل على وجوب الإخلاص في الجهاد وتصريحبأ ن القتال للشجاعة والحمية. اه ( والرياء خارج عن ذلكثالثا ً : قال الإمام ابن عبد البر– رحمه االله) : -]( .[٣٤٥ / ١٨ التمهيد :...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


باباجتناب الرايات العمية وخطر القتل ِ غضبا ً للعصبة في غيرالحقالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ١٠ ] ...............................................ن ريرة َ رضي االله ع ي ه ن أب ِ الحديث الثالث :ع ه إن َّ النبي صلى االلهُ‏ عليه وسل َّمن م قال : ((ق َاتل َ تحت راية: يغضب لعصبة، أ َو يدعو إ ِل َى عصبة، أ َو ينصر عصبة ً ف َق ُتل َ ف َقتل َة ٌعميةية ٌجاهل )) رواه مسلم،‏ وأحمد،‏ والنسائي،‏ وغيرهم.: بيان معاني بعض الكلماتالراية : العل َم،‏ وليس المراد هنا هو حقيقة العل َم المرفوع على رؤوس الجند،‏ وإنما ما عق ُدتلهتلك الراية،‏ وما اجتمع لأجله القوم وتناصروا للقتال،‏ ولهذا وصف الراية بأا ع‏ِمية،‏والع م ل ََ‏لا ينعت بذلك،‏ قال السندي– رحمه االله: - ))تحت راية : " وقولهعمية " كناية عن جماعةمجتمعين على أمر مجهول لا يعرف أنه حق أو باطل. اه ((ع‏ُمية : فعيلة قال النووي– رحمه االله: - ))هي بضم العين وكسرها لغتان مشهورتان والميممكسورة مشددة والياء مشددة أيضا، قالوا : هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه كذا قالهأحمد بن حنبلوالجمهور ، قال إسحاق بن راهوية هذا كتقاتل القوم للعصبية. اه (((( العصبة : قال الزمخشري :العصبة : بنو العم وكل من ليست له فريضة مسماة في الميراثإنما يأخذ ما يبقى بعد أرباب الفرائض فهو عصبة. والم اه ))قصود هنا هم أقارب الرجلوقومه الذين يغضب لهم ويغضبون له ويحتمي م وينصرهم في الحق والباطل،‏ وجاء في بعض( إلخ ... ينصر عصبية ً : ) روايات الحديث، قال أبو الفرج ابن الجوزي: رحمه االله –-))والعصبية نصرة القوم على هواهم وإن خالف الشرع. اه ((: بعض فوائد الحديثولى : وجوب أن يكون قتال المرء على بصيرة وعلم ٍ لا على عمى وهوى.الأالثانية : الفرق بين القتال المشروع الذي لا ينصر إلا الحق،‏ وبين غيره مما تنصر به الأهواء.الثالثة : أصل العبرة في الراية فيما عقدت له لا مجرد الهيئات والأشكال والنقوش.الرابعة : حرمةالإق دام على قتال ٍ لا يراد به نصرة ُ الحق.الخامسة : أن الولاء معقود على أخوة الإيمان لا على العصبيات.السادسة : قد يتلبس المؤمن ببعض أعمال الجاهلية ويموت عليها ولا يخرجه ذلك عن الإيمان.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابليس من العصبية قتال ُ المسلم دون نفسه أو عرضه أو حرمه أومالهالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ١١ ] ...............................................السابعة : كون القتال في أصله مشروعا ً لا يلزم أن يكون المقتول فيهشهيدا ً ، إذ قد يكوندافعه مجرد الغضب للقوم والعصبية لهم لا نصرة َ الحق.الثامنة : الحذر من التعصب المطلق لغير الحق سواء كان قبيلة ً أو شعبا ً أو أميرا ً أو عالما ً أوجماعة ً أو اسما ً أو مذهبا ً أو رأيا ًو وطنا ً أو غير ذلك،‏ قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمهأ)) - : االلهف َمن تعصب لأ َهل ِ بل ْدته أ َو مذ ْهب ِه أ َو ط َر ِيق َته أ َو ق َرابته أ َو لأ َصدق َائه دون َ غ َير ِهمك َانت فيه شعبة ٌ من ال ْجاهلية حتى يك ُون َ ال ْمؤمنون َ ك َما أ َمرهم الل َّه تعال َى معتصمينب ِح له بوكتاب ِه وسنة رسوله صل ّى االلهُ‏ عليه وسل َّم. اه ((التاسعة : عظيم خطر أمر النية في القتال.العاشرة : ضرورة التجرد للحق والتتره عن الأهواء والمضلات.: الحادية عشرةالتمسك بالأمور الواضحات البينات،‏ وتجنب الملتبسات والمتشاات. والاستبر اء للدين والعرضمتفرقاتأولا ً : بعض تبويبات الأئمة– رحمهم االله:-أ ُدر ِج عند مسلم ٍ تحت :) باب وجوب ِ مل َازمةجماعة ال ْمسلمين عند ظ ُهور ِ ال ْفتن ِ وفي ك ُل ِّ حال ٍ وتحر ِيم ِ ال ْخروج ِ عل َى الط َّاعة ومف َارق َة( ال ْجماعة، وما ذكر في الباب أعلاه هو جزءٌ‏ من حديث أوله قول النبي صلى االله عليه وسلم) :من خرج من الط َّاعة وف َارق ال ْجماعة َ ف َمات مات ميتة ً جاهلية ً(، وذكره البيهقي تحت :)باب الترغيب ِ فى ل ُزوم ِ ال ْجماعة والتشديد عل َى من). ن زع يده من الط َّاعةالحديث الرابع : عن سعيد بن ِ زيدق َال َ : ق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّممن ق ُتل َ : ((، ومن ق ُت دون َ ماله ف َهول َ دون َ أ َهله ف َهو شه ِيد، ومن ق ُتل َ دون َ دين ِه ف َهو شه ِيدشه ِيد، ومنق ُتل َ دون َ دمه ف َهوشه ِيد )) رواه أحمد،‏ وأبو داود،‏ والترمذي وقال : حديث ٌ حسن صحيح،والنسائي،‏. و أوله مروي في الصحيحينومعنى الحديث واضح وتفاصيل أحكامه تراجع فيها الشروح.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابالجنة ُ تحت ظلال السيوف وهيمفاتيحهاالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ١٢ ] ...............................................الحديث الخامس : عن أ َب ِي بك ْر ِ بن ِ عبد الل َّه بن ِ ق َيس ٍ عن أ َب ِيه ق َال َ سمعت أ َب ِي وهو ب ِحضرةال ْعدو: ق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّميق ُول ُ)) :إ ِن َّ أ َبواب ال ْجنة تحت ظل َال ِ السيوف،ف َق َام رجل ٌ رث ُّ ال ْهيئ َة: يا أ َبا موسى أف َق َال َ نت سمعت رسول َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم يق ُول ُ: نعم هذ َا ؟ ق َال َ، ق َال َ ف َرجع إ ِل َى أ َصحاب ِه ف َق َال َق ْرأ ُ عل َيك ُم السل َامأ َ ، ث ُم ك َسر جف ْن سيفه ف َأ َل ْق َاهث ُم مشى ب ِسيفه إ ِل َى ال ْعدو ف َضرب ب ِه حتىق ُتل َ )) رواه أحمد،‏ ومسلم،‏ والترمذي،‏ وابن. حبان: بعض فوائد الحديثالأولى : فضل الجهاد في سبيل االله وأنه طريق إلى الجنة ، قال النووي :) : معناه قال العلماء )أ ن الجهاد وحضور معركة القتال طريق إلى الجنة وسبب لدخولها. اه ((الثانية : حض المؤمن على أن يكون صاحب همة مجاهدا ً لا قاعدا ً مع الخالفين خائرا ً.الثالثة : كلما اقترب ااهد من عدوه ولاصقه عند منازلته كان أقرب للجنةفف يه فضيلةالانغماس وطلب الشهادة بذلك.الرابعة : الاقتداء بالنبي صلى االله عليه وسلم في التحريض على الجهاد.الخامسة : نشر العلم حتى عند مصاف ّة العدو،‏ وتبليغ الناس بما يناسب حالهم فيه.السادسة : حضور العلماء للقتال ومشاركتهم فيه بأنفسهم وتحريضهم عليه بألسنتهم.السابعة : كون أبواب الجنة تحت ظلال السيوف،‏ وفيه إشارة– - إلى أن الشهيد واالله أعلمينال الجنة بمجرد مقتله،‏ قال العلامة ابن الحاج : )واالله ) ويظهر -أعلم - أن مكان المعركةوجلاد الكفار منه تنقل روح الشهيد حين الشهادة وتدخلالجنة ، كما جاء في القرآن. اه )) وصحيح الأخبارالثامنة : مشاركة أهل البذاذة والرثاثة في الجهاد.التاسعة : حرص ااهد على دخول الجنة بلزوم الجهاد والثبات عليه.العاشرة : ضرورة صبر العالم وعدم تضجره وإن روجع للاستيثاق والتأكد والتيق ُّن مما قال.الحادية عشرة : لا حرج في عزم ااهد أن يقاتل َ حتى يقتل َ طلبا ًً‏ للجنة بل ذلك من مناقبه.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابعظم فضل ِ الثبات عند اللقاء وعلو مقام المقتولين في الصفالأولالحديث السادس : عن نعيم ِ بن ِ همار ٍ رضي الل َّه عنه أ َن َّ رجلا جاءَ‏ إ ِل َى النب ِي صلى االلهعليهوسلم،‏ ف َق َال َ : أ َي الشهداءِ‏ أ َف ْضل ُ ؟ ق َال َ :(( ال َّذين يل ْق ُون َ ال ْق َوم في الصف ف َلا َ يل ْفتون َوجوههم حتى يق َتل ُوا،‏ أ ُول َئك يتل َبط ُون َ فيال ْغرفالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ١٤ ] ...............................................كتجرئة الجيش وإرهاب أعدائهموالجود بالنفس أقصى غاية الجود- فما جفن يكسره–صاحبه بجانب ما ذكر من !لح؟المصا ، وكم في الجهاد من الأمور التي تجوز فيه ولا تجوز فيغيره،‏ بل منها ما ينقلب فعلا ً يحبه االله ويحمد عليه فاعله كالاختيال،‏ هذا ما ظهر ليفياالله . المسألة والعلم عندرحمه – بوب البخارياالله - على حديث بقوله) :باب من ل َم ير ك َسر السلاح ِ عند، وقال الإمام ابن حجر ٍ ( ال ْموت– رحمه االله) : -ولعل المصنف لمح بذلك إلى من نقل عنه أنهكسر رمحه عند الاصطدام حتى لا يغنمه العدو أن لوقتل ، وكسر جفن سيفه وضرب بسيفهحتى، كما جاء نحو ذلك عن جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة، فأشار إلى أن هذاقتلشيء فعله جعفرغيره عن اجتهادو ، والأصل عدم جواز إتلاف المال لأنه يفعل شيئا ً محققا ً فيأمر غير محقق)[ فتح الباري لابن حجر : ٦ /.[ ٩٧ال ْعلا منال ْجنة ، يضحك إ ِل َيه ِم ربك‏،‏ وإ ِذ َاضحك ربك إ ِل َى عبد في موطن ٍ ف َلا َ حسابعل َيه )) رواه أحمد،‏ وأبو يعلى،‏ والطبراني فيالأوسط ومسند الشاميين،‏ وابن أبي عاصم،‏ وصححه الشيخ الألباني.: بعض معاني الكلماتيتمرغون . يتلبطون :ديث : بعض فوائد الحالأولى : إثبات صفة الضحك الله عز وجل على ما يليق بجلاله.الثانية : تفاضل الشهداء فيما بينهم وأم ليسوا على مرتبة واحدة.الثالثة : فضل الثبات في نحر العدو ومقاربتهم عند الترال ففيه فضيلة الانغماس أيضا ً.الرابعة : تضاعف الثواب بصحة القصدو ة القلب.‏ صدق ِ عزيم...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


.الثامنةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ١٥ ] ...............................................الله ب عبد الحديث السابع : عن ِن ِ مسعود رضي االله عنه عن ِ النبي -صلى االله عليه وسلما-: )) ق َال َعج ِب ربنا عز وجل َّ من رجل ٍ غ َزا في سب ِيل ِ الل َّه ف َانهزم- - ف َعلم ما يعن ِي أ َصحابهق دمه عل َيه ف َرجع حتىأ ُهر ِي ، ف َيق ُول ُ الل َّه تعال َى لمل َائك َته انظ ُروا إ ِل َى عبدي رجع رغ ْبة ً فيماعندي وشف َق َة ً مما عندي حتى أ ُهر ِيقدمه واللفظ له أبو داود – )) رواه أحمد،‏ و-، وابن: حبان،‏ والحاكم وقالصحيح الإسناد ولم يخرجاه،‏ والبيهقي،‏وغيرهم وحسنه الشيخ. الألباني: بعض فوائد الحديثالأولى : إثبات صفة العجب الله عز وجل على ما يليقبجلاله .الثانية : ذكر االله لعبده وثناؤه عليه في الملأ الأعلى.الثالثة : فضيلة الجمع بين الرغبة والرهبة في الأعمال.الرابعة : أن العلم النافع هو الذي يورثملا ً بمقتضاه،‏ لقوله : "إلخ فعلم ما عليه ...ع"الخامسة : في ثبات الغازي مع ازام صحبه معنى قوله تعالى :﴿ فقاتل في سبيل االله لا تكلف﴾. إلا نفسك: الخامسةفضل ثبات الرجل الواحد أمام الجمع الغفير إعذارا ً لنفسه،‏ ففيه مشروعية. الانغماس بل فضيلتهالسادسة : حرصالم رء على إراقة دمه في الجهاد وتقحمه لمظان ِّ ذلك رغبة ً فيما عند االلهوشفقة مما عنده ليس من إلقاء الأيدي إلى التهلكة بل صاحبه ممدوح أعظم المدح.: السابعةقوة اليقين بالآخرة تورث قوة َ العمل ِ في الدنيا والصبر على مشاق ِّه،‏ والعكسبالعكس: حرمة الفرار من الزحف،‏ وأن صاحبه معرض للعقوبة لقوله :" فعلم ما عليه منالفرار " في بعض ألفاظ الحديث.التاسعة : فضل القيام بالحق عند تفريط الناس فيه وتضييعهم له.العاشرة : اجتماع الناس وتواطؤهم على المعصية لا يسوغ ُ مشاركتهم فيها،‏ بل الثناءعلىعنهم . مخالفهم المتميزالحادية عشرة : انتفاع المرء بعمله بحسب نيته وقصده.الثانية عشرة : ثبوت الجنة لمن استشهد في سبيل االله.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


.وروى الحاكم،‏ والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي الدرداء قالالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ١٦ ] ...............................................الثالثة عشرة : فيه مشروعية الصمود للعدو استقتالا ً وطلبا ً للشهادة في مثل هذه الصورة.الرابعة عشرة : قد يكون الحق في غير جانب الكثرة الكاثرةفيصي به المرء الواحد ويخطئه الجم. الغفيرمتفرقاتأولا ً : بعض تبويبات الأئمة– رحمهم االله-: ذكره أبو داود تحت :) باب في الرجل ِ يشر ِي)، والبيهقي تحت : ) نف ْسهباب ف َضل ِ الشهادة في سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّباب ما ( وكذا تحت : )جاءَ‏ في ق َول ِ الل َّه عز وجل َّ" :وأ َنفق ُوا في سب ِيل ِ الل َّه ولا َ تل ْق ُوا ب ِأ َيديك ُم إ ِل َى التهل ُك َة" ، وعند (ابن حبان تحت :) ذك ْر ال ْإ ِخبار ِ عما يستحب لل ْمرءِ‏ الاجتهاد في ل ُزوم ِ التهجد في سوادالل َّيل ِ،‏ والث َّبات عند إ ِق َامة ك َلمة الل َّه ال ْعل ْيا(، وحديثه فيه ذكر الرجل الذي ثار لصلاته بالليل. من بين أهله وحبه-: ) رحمه االله – ثانيا ً : قال المناويفيه أن نية المقاتل في الجهاد طمعا ً في الثواب وخوفالعقاب على الفرار معتبرة لتعليله الرجوع بالرغبة (. فيه اهثالث رحمه االله ا ً : قال ابن القيم –) : -ويضحك من رجل هرب أصحابه عن العدو فأقبل إليهوباع نفسه الله ولقاهم نحره حتى قتل في محبته ورضاه(اه قلت الذي جاء في هذا الحديثعجب الرب سبحانه،‏ وقال البيهقي في الأسماء والصفات : رواه أبو عبيدة ، عن ابن مسعودمن قولهموق وفا عليه رجلان يضحك االله عز وجل إليهما فذكرهماقال النبي صلى االله عليه :: ) وسلمثلاثة يحبهم االله ويضحك إليهم ويستبشرم : الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءهابنفسه الله عز وجل فإما أن يقتل وإما أنصره االله عز وجل ويكفيهين ، فيقول انظروا إلىعبدي هذا كيف صبر لي بنفسه( الحديث ...، قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير ورجالهثقات . وحسنه الشيخ الألباني.فيكون صاحب هذا العمل قد اجتمع له ضحك االله له وعجبه منه،‏ وأكرم ا من فضيلة.– حمه االله ر رابعا ً : قال ابن حجر) : -وأما مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدوفصرح الجمهور بأنه إن كان لفرط شجاعته،وظنه أنه يرهب العدو بذلكأو يجرئ ،المسلمين، أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة -فهو حسن، ومتى كان مجرد ورعليهم، ولا سيما إن ترتب على ذلك وهن في المسلمين واالله أعلم (اه.‏فممنوع...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابوأشرفه أفضل القتلالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ١٧ ] ...............................................وكأم اشترطوا الشجاعة لئلا يحصل منه تردد وانتكاس في مثل هذا الموطن الذي يحتاجإلىثبات يجرئ به من وراءَه منالمسلمين .الحديث الثامن : عن عبد الل َّه بن ِ حبشي ال ْخث ْعمي أ َن َّ النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم سئل َ: أ َي(( ق َال َ أ َشرف ؟ ال ْق َتل ِ:من أ ُهر ِيق دمه وعقر جواده((رواه أحمد،‏ وأبو داود،‏ والنسائي،‏والدارمي،‏ والبيهقي،‏ وصححه الشيخ الألباني،‏ ورواه بعضهم بلفظ : أي الجهاد أفضل؟فأجاب عليه الصلاة والسلام :أن يع) قر جوادك ويهراق دمك.(: بعض معاني الكلماتأهريق دمه : أريق دمه أيأ ُسي ِل َ .عقر : العقر ضرب القوائم بالسيف،‏ والمقصود هنا ق ُتل جواده.الجواد : هو الجيد من الخيل ذكرا ً كان أم أنثى.: من فوائد الحديثالأولى : شرف القتل في سبيل االله وتفاوت الناسفيه .الثانية : قد يكون الثواب على قدر المشقة أو المصاب،‏ وهذا منه.الثالثة : التحريض على طلب الشهادة والحرص على مراتبها العالية.الرابعة : فضل الثبات عند اللقاء.متفرقاتأولا ً : بعض تبويبات الأئمةرحمهم االله- : ساقه البيهقي تحت : ) باب فضل ِ الشهادة في–سبيل ِ االلهِ‏ عز وجل َّ)، وابن ماجه تحت : )باب القتال ِ في سبيل ِ االلهِ‏)، وذكر سبحان الى ع ه وتابن حبان نظيره تحت :) ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ أ َف ْضل َ ال ْج ِهاد ما رز ِق ال ْمرءُ‏ فيه الشهادة َ( ونحوهتحت : )ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ الل َّه جل َّ وعل َايع طي من عقر جواده وأ ُهر ِيق دمه ما يؤتي عباده). الصالحين: قال الملا علي قاري –ثانيا ً رحمه االلهفي الكلام - : )كنايتان : عن قتله وقتل مركوبه، حيثاجتمع له الاجتهاد في الجهاد راكبا ً وماشيا ً ومالا ً (ونفسا ً اه.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


و أبابإكرام االله للشهيد بإذهاب ألم القتلعنهو أالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ١٨ ] ...............................................ثالثا ً : وقال الط ِّي ِبي- رحمه االلهقوله فأي القتل - : )؟ إنما كان لاهتمام هذه الخصلة؛أشرفوالقيمة ، والرفعة ، لأن معنى الشرف هو القدر، وذلك أن مترلة درجة الشهيد الذي نال مندرجات الشهادة أقصاها وغايتها هو الفردوسالأعلى ، وهذا الشهيد هو الذي بذل نفسهوماله وجواده في سبيل االلهع ع ، وق َقب ِ الجواد كناية ٌ عن غاية شجاعته، وأنه كان مما لاط ْيطاق أن (ي اه ظفر به إلا بعقر جواده.الحديث التاسع : عن أ َب ِي هريرة َ رضي االله عنه أ َن َّ رسول َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم ق َال َما : ))يج ِد الشه ِيد من مس ال ْق َتل ِ إ ِل َّا ك َما يج ِد أ َحدك ُم مسال ْق َرصة )) رواه أحمد،‏ والترمذي،‏والنسائي،‏ وابن ماجه،‏ والدرامي،‏ والبيهقي،‏ وابن حبان،‏ وبعضهم يرويه بلفظألم )( ألم القرصة ... القتل: بعض معاني الكلمات. مس القتل : ألمههو ، القرص ة : هو عض النملةخذ لحم الإنسان بأصبعيك حتى تولمه،أالبر . غيث ا لسع: بعض فوائد الحديثالأولى : فضل الشهادة في سبيل االلهتعالى .الثانية : التحريض على طلب القتل في سبيل االله خوفا ً من سكرات الموت.الثالثة : لو لم يكن في فضل الشهادة إلا هذا لكفى.مت فرقاتأولا ً : بعض تبويبات الأئمة– رحمهم االله: -ساق الترمذي الحديث َ تحت باب :) اءَ‏ ما جواالله ( وكأنه – ف َ رابط ل ِ الم ُ ض فيأعلم - يشير إلى أن هذه المزية ينالها المرابط سواءً‏ ق ُتل َ أومات‏،‏ وعليه فيكون قوله عليه الصلاة والسلاممن باب التغليب لا ( مس القتل : )التخصيص؛ لأن أكثر ما يرهب الناس ويخيفهم من الإقدام في الجهاد هو القتل ُ لأنه معاينة ٌ...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ١٩ ] ...............................................للموت في صورة تستثقلها النفوس كما قال تعالى : ﴿ ول َق َد ك ُنتم تمنون َ ال ْموت من ق َبل ِ أ َن ْتل ْق َوه ف َق َد رأ َيتموه وأ َنتم تنظ ُرون َ، وبسببه يقع الفرار / [ ١٤٣ ع مران آل ﴾[وت ول َّى الأدبار كماقال عز وجل :﴿ ق ُل ْ ل َن ينف َعك ُم ال ْفرار إ ِن ْ ف َررتم من ال ْموت أ َو ِ ال ْق َتل ِ/ ، [ ١٦ الأحزاب ]﴾فذكره النبي صلى االله عليه وسلم إعلاما ً للفارق ِ بين ما يعاينه الناس من الجراح القاتلة الموجبةم وبين ما يجده القتيل من خف َّتها ويسرها،‏ قال المناوي –رحمه االلهللآلاوهذه تسلية لهم - : )وييج ، والخطب الجسيم ، عن هذا الحادث العظيمل لصبر على وقع السيوف واقتحام. اه ( الحتوفوساقه النسائي تحت باب :) ما يج ِد الشه ِيد من ال ْأ َل َم ِف َ ضل ِ باب )، وابن ماجه تحت : )( الشهادة فى سب ِيل ِ الل َّه، وعند ابن حبان تحت :) ذك ْر وصف ما يج ِد الشه ِيد من أ َل َم ِ ال ْق َتل ِفي سب ِيل ِ الل َّه جل َّ وعل َا،( والدرامي تحت : )). الش د هي ِ باب في فضل ِ– رحمه االله ثانيا ً : قال الط ِّي ِبيالقرص الأخذ ُ بأطراف - : )ى بأداة الحصر ِ دفعا ً ، وأت الأ صابعلتوهم من يتصور أن ألمه يفضل على، وذلك في شهيد دون شهيد، شهيد يتلذذ ببذلألمهامهجته في سبيل االله طيبة ً به نفسه كعمير بن الحمام وإلقاء ثمراته ولقائه الموت. اه (ثالثا ً : قال ابن القيم– رحمه االلهومن المعلوم : أن الخلق - : )كله ، وغاية هذا المؤمن م يموتونأن يستشهد في، وتلك أشرف الموتات وأسهلها؛ فإنه لا يجد الشهيد من الألم إلا مثل ألماالله، فليس في قتل الشهيد مصيبة زائدة على ما هو معتاد لبني آدم، فمن عد مصيبة هذاالقرصةالقتل أعظم من مصيبة الموت على الفراش فهوجاهل ، بل موت الشهيد من أيسر الميتات: .[ ٢ ١٩٤ / إغاثة اللهفان ]( وأفضلها وأعلاهاالحديث العاشر : عن أ َنس ِ بن ِ مالك - رضي االله عنه – قال)):ل َما ط ُعن حرام بن مل ْحان َ- وك َان َ خال َه - يوم ب ِئ ْر ِ معونة َ ق َال َ ب ِالدم ِ هك َذ َا ، ف َنضحه عل َى وجه ِه: و رأ ْسه ، ث ُم ق َال َف ُزت ورب. ال ْك َعبة )) رواه البخاري: بعض فوائد الحديثالأولى : للحديث قصة ٌ طويلة ٌ فيها فقه كبير ومعاني جمة ٌ،‏ وما ذكر هنا هوبعضها .الثانية : حصول الشهادة للمسلم وإن ق ُتل َ غدرا ً بغير مواجهة.الثالثة : أن نيل الشهادة فيس بيل االله أعظم فوز ٍ للمسلم،‏ فليحرص عليها الصادقون.الرابعة : تحقير الجراح في سبيل االله وآلامها بالنظر للفرح بتحصيل الشهادة وفوزها.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابالشهداء لا يفتنون فيقبورهمالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢٠ ] ...............................................الخامسة : يؤ الصحابة واستعدادهم لوداع الدنيا في كل ِّ لحظة فما أن ط ُعن حتى نطق بقوله:فزت ورب. الكعبة . فكن مثلهمالحديث الحادي عشر : عن راشد بن ِ سعد عن رجل ٍ من أ َصحاب ِ النب ِي صل َّى الل َّه عل َيهوسل َّم أ َن َّ رجل ًا: يا رسول َ الل َّه ما بال ُ ال ْمؤمن ِين يف ْتنون َ في ق ُبور ِهم إ ِل َّا الشه ِ؟ ق َال َ يدق َال َ:))ك َف َى ب ِبار ِق َة السيوف عل َى رأ ْسهفتنة ً )) رواه النسائي،‏ وأبو نعيم في معرفة الصحابة،‏ وابنأبي عاصم في الجهاد،‏ والديلمي،‏ وصححه الشيخ الألباني.: بعض معاني الكلماتلمعاا . بارقة السيوف :الفتنة : الاختبار والامتحان،‏ والمراد ا ه. أعلم - سؤال القبر واالله نا –: بعض فوائد الحديثالأولى : حرص الصحابة رضي االله عنهم على التفق ُّه في الدين ومعرفة ماينفعهم .الثانية : إثبات سؤال القبر وفتنته.الثالثة : أن الشهداء لا يفتنون في قبورهم،‏ وسيأتي في حديث :) ويجار من عذاب القبر.(الرابعة : فضل. ال شهادة في سبيل االله تعالىالخامسة : أن ملازمة الجهاد والصبر على شدائده علامة ُ براءة من النفاق،‏ قال السندي –)) - : رحمه االلهأي ثبام عند السيوف وبذلهم أرواحهم الله تعالى دليل إيمام فلا حاجة إلى. اه )) السؤالالسادسة : حاجة ااهد إلى الصبر ِ ويقين ِ القلب ِ وقوة الإيمان.السابعة : أن الجهاد ابتلاء يمحص الصادق من المنافق ويميز الخبيث من الطيب.متفرقاتأولا ً : قال القرطبي – رحمه االله) : -معناه : أنه لو كان في هؤلاء المقتولين نفاق كان إذاالتقى الزحفان وبرقت السيوف؛ لأنه من شأن المنافق الفرار والروغان عند ذلكفرواومن ،...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


أن الفتنة في القبر بسؤال الملكين إنما هي لاختبار ما عند المرء من حقيقة الإيمانوالتصالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢١ ] ...............................................شأن المؤمن البذل والتسليم الله، وهيجان ُ حمية االله والتعصب له لإعلاء كلمته، فهذا قدنفساأظهر صدق ما في ضميره حيث برز للحرب والقتل فلماذا يعاد عليه السؤال في]( .[ التذكرة : ١٦٧ القبر؟رحمه االله - ثانيا ً : وصاغ ابن القيمأعلم - قد امتحن نفاقه واالله عناه - م - هذا المعنى بقوله : )من إيمانه ببارقة السيف على، فلم يفررأسه ، فلو كان منافقا لما صبر ببارقة السيف على، فدل على أن إيمانه هو الذي حمله على بذل نفسه الله وتسليمها له، وهاج من قلبهرأسهحمية الغضب الله ورسوله وإظهار دينه وإعزازكلمته ، فهذا قد أظهر صدق ما في ضميرهحيث برز للقتل فاستغنى بذلك عن الامتحان في قبره]( .[ الروح : ٨١ثالثا ً : قال العلامة ابن النحاس– رحمه االلهومعنى قوله - : ):" كفى ببارقة السيوف على رأسه" : فتنةديق،‏ ولا شك بأن من وقف للقتال ورأى السيوف تلمع وتقطع،‏ والأسنةتبرقوتخرق،‏ والسهام ترشق وتمرق،‏ والرؤوس تندر،‏ والدماء تثعب،‏ والأعضاء تتطاير،‏والناسبين قتيل وجريح وطريح،‏ فثبت على ذلك،‏ ولم يول الدبر،‏ ولم ينهزم وجاد بنفسه الله تعالىإيمانا به وتصديقا بوعدهووعي ده،‏ كما وصف االله المؤمنين في قوله تعالى‏﴿ول َما رأ َى :ال ْمؤمنون َ ال ْأ َحزاب ق َال ُوا هذ َا ما وعدنا الل َّه ورسول ُه وصدق الل َّه ورسول ُه وما زادهمإ ِل َّ ا إ ِيمانا/ [ ٢٢ الأحزاب ]﴾ وتسليما، فيكفيه هذا امتحانا لإيمانهواختبار ا له وفتنة،‏ إذ لو كان عندهشك أو ارتياب لولى الدبر،‏ وذهل عما هو واجب عليه من الثبات،‏ وداخله الشكوالارتياب،‏ كما قال تعالى﴿ :وإ ِذ ْ يق ُول ُ ال ْمنافق ُون َ وال َّذين في ق ُل ُوب ِه ِم مرض ما وعدنا الل َّه/ ، في [ ١٢ الأحزاب ﴾[ ورسول ُه إ ِل َّا غ ُروراكفي الشهيد هذا الامتحان من سؤال الفتان،‏ واالله)[ أعلم.[ ٧٣٥ مشارع الأشواق :- : ) رحمه االله – رابعا ً : قال المناويوظاهره اختصاص ذلك بشهيد المعركة لكن أخباربالتعميم اه.‏ الرباط تؤذن (...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابما اختص االله به عامة َ الشهداءِ‏ من عظيمالخصال: بعض فوائد الحديث:الأولى فيه ما اختص االله به الشهيد من الفضائل العظيمة من أول مقتله حتى منتهى. مستقرهالثانية .الثالثةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢٢ ] ...............................................الحديث الثاني عشر : عن ِ ال ْمق ْدام ِ بن ِ معد يك َر ِب: ق َال َ رسول ُ الل َّه -ق َال َ صلى االله عليه- )) وسلمللشه ِيد عند الل َّه ست خصال ٍ يغف َر ل َه في أ َول ِ دف ْعة، ويرى مق ْعده من ال ْجنة ويجارمن عذ َاب ِ،ِ ويأ ْمن من ال ْف َزع ِ الأَك ْبر ِ، ويوضع عل َى رأ ْسه تاج ال ْوق َار ِ، ال ْياق ُوتة ُ منها خيرال ْق َبرمن الدنيا وما، ويزوج اث ْنتين ِ وسبعين زوجة ً من ال ْحور ِ ال ْعين ِ، ويشف َّع فى سبعين منفيها)) رواه أحمد،‏ والترمذي –ظ له واللفأ َق َار ِب ِه-، وابن ماجه،‏ وصححه الشيخ الألباني.الحديث الثالث عشر : عن أبي الدرداءِ‏ رضي االله عنه: ق َال َ رسول ُ الل َّه -ق َال َ صلى االله عليه- : )) وسلميشف َّع الشه ِيد فى سبعين من أ َهل ِبيته )) رواه البزار،‏ و أبو داود،‏ والآجري فيالشريعة،‏ وابنح بان،‏ والبيهقي،‏ وصححه الألباني.: بعض معاني الكلماتخصال : جمع خصلة‏،‏ قال في القاموس : الخصلة : الخ َل َّة ُوالف َض ب يل َة ُ والرذيل َة ُ أو قد غ َل َ على الف َضيل َة اه فالمقصود هنا أن للشهيد ست فضائل وخلال.الحور العين : أي نساء الجنة واحدا، وهي الشدحوراء يدة بياض العين الشديدة سوادها،والع ين جمع عيناء وهي الواسعة العين.: فضل الشهادة في سبيل االله تعالى: إكرام االله للشهيد بتعديفض له حتى شف َّعه في سبعين من أهل بيته.الرابعة :مغفرة كل ذنوب الشهيد ومحوها عند أول صبة من دمه إلا ما استثني منها وسيأتي.الخامسة : لما سعى الشهيد في بذل روحه لإعزاز الدين ورفعته وتعظيمه كافأه االلهبإلباسهتاج الوقار الذي هو سبب العزة والعظمة والشرف،‏ ففيه معنى الجزاء من جنسالعمل.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابما يكر ِم به رب العزة بعض الشهداءِ‏ زيادة ً فيالفضلالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢٣ ] ...............................................متفرقاتأولا ً : بعض تبويبات الأئمة– رحمهم االله-: رواه الترمذي تحت : ))، باب في ث َواب ِ الشه ِيدوابن ماجه تحت :) باب ف َضل ِ الشهادة في سب ِيل ِ الل َّه.(، والحديث الثاني عند أبي داود :(يش ، وعند ابن حبان تحت ف َّع باب في الشه ِيد )) :ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ الشه ِيد في ال ْقيامة يشف َع). في سبعين من أ َهل ِ بيتهثانيا ً : قال الملا على قاري –رحمه االله - : )يزوج أي يعطو ى بطريق الزوجية ثنتين وسبعين، في التقييد بالثنتين والسبعين إشارة إلى أن المراد به التحديد لا التكثير، ويحمل على أنزوجةهذا أقل مايعط ى ولا مانع من التفضل بالزيادة عليهامرقاة المفاتيح : ١١ ٤٨١ /.[ ](الحديث الرابع: عن جابر بن عبد االله –عشر رضي االله عنه- قال: قال لي رسول االله صلىأف االله عليه وسلم :ل َا أ ُبشرك ب ِما ل َقي الل َّه ب ِه أ َباك ق َال َ ق ُل ْت بل َى يا رسول َ الل َّه ق َال َ: ما ك َل َّم))الل َّه أ َحدا ق َط ُّ إ ِل َّا من وراءِ‏حجاب ٍ ، وأ َحيا أ َباك ف َك َل َّمه كف َاحا ف َق َال َ يا عبدي تمن عل َيأ ُعطك: يا رب تحي ِين ِي ف َأ ُق ْتل َ فيك ث َان ِية ً ق َال َ الرب عز وجل َّ: إ ِنه ق َد سبق مني أ َنهم إ ِل َيهاق َال َل َا يرجعون َ ق َال َ: وأ ُنز ِل َت هذه ال ْآية ُ : ﴿ول َا تحسبن ال َّذين ق ُتل ُوا في﴾)) رواه س ب ِيل ِ الل َّه أ َمواتا- وقال : واللفظ له – الترمذيحسن غريب،‏ وابن ماجه،‏ وابن حبان،‏ وابن خزيمة،‏وغيرهم،‏ ورواه أحمد،‏ والحميدي،‏ وأبو يعلى مختصرا ً،‏ وحسنه الألباني والأرناؤط.: بعض معاني الكلماتكفاحا ً : أي مواجهة ً ليس بينه وبينه حجاب ولارسول ٌ .: بعض فوائد الحديثالأولى : فضل ُ تبشير المؤمن بالخير ِ وتفريج الغمعنه .الثانية : إثبات صفة الكلام الله عز وجل،‏ وأنه يتكلم بما شاء متى شاء وكيف شاء سبحانه.الثالثة : سعة فضل االله عز وجل وأنه يخص به من يشاء من عباده،‏ قال العيني : )وفيه فضيلة )عظيمة لم تسمع لغيره من الشهداء في دار الدنيااه.‏ ))...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢٤ ] ...............................................الرابعة : نف َى النبي صلى االله عليه وسلم أن يكون االله قد كل َّم أحدا ً مواجهة ً قبل عبد االله بن- رضي االله عنه – حرام ٍولكن لم ينف إمكان وقوع ذلك لأحدبعده،‏ من الشهداءفتخصيصه بالذكر لا ينفي وقوع مثله لمن لم يتوجه النفي إليه توجها ً بينا ً،‏ واالله أعلم.الخامسة : عظم مترلة من يقتل في سبيل االله تعالى حيث لم يتمن‏،‏ عبد االله بن حرام ٍ شيئا ً– معأن من يكل ِّمه رب العزة خالق كل ِّ شيءٍ‏ومالكه - إلا أن يعاد إلى الدنيا ليقتل مرة ً أخرى،‏فلله كم في الشهادة من سر لا يدرك كنهه إلا بعد معاينته.!السادسة :أن حياة َ البرزخ تختلف عن الحياة الدنيا،‏ فلا تقاس عليها في شيء،‏ ولهذا قال عبداالله )تحييني ( أي تردني حيا ً إلى الدنيا،‏ وإلا فهو حي في البرزخ حياة الشهداء يكل ِّم االلهسبحانه ويسأله،‏ قال السندي– رحمه االله: - ))أي أحيني في، الدنيا ، وإلا فالشهداء أحياءوهو حي يتكلم فكيف يطلب الإحياء وهو تحصيل الحاصل. اه ((السابعة :منقبة عظيمة لعبد االله بن حرام ٍ رضي االله عنه.متفرقاتأولا ً : بعض تبويبات الأئمة– رحمهم االله- : عند ابن حبان تحت : )ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ الل َّه جل َّوعلا َك َل َّ م عبد االلهِ‏ بن عمر ِو بن ِ حرام ٍ بعد أ َن ْ أ َحياه كف َاحا)، و) باب ف َضل ِ ابن ماجه تحت :). الشهادة في سب ِيل ِ الل َّهثانيا ً : خرج عبد االله بن حرامرضي االله عنه– - للقتال وحرص على نيل الشهادة ذلك اليومبعلم النبي صلى االله عليه وسلم،‏وكا ن عليه دين كثير حتى اهتم له ابنه بعده،‏ ولم ينكر عليهصلى االله عليه وسلم خروجه مع علمه بذلك،‏ ولم يمنعه من الغزو لأجل دينه‏،‏ بل نالهذهالمنقبة العظيمة التي لا يعدلها شيءٌ‏ ولم تكن لأحد قبله،‏ فإما أن يكون ذلك قبلوروديغفر للشهيد كل ذنب ٍ إلا : " حديثنالدي " رواه مسلم،‏ وإما أن يستثنى من ذلك من لا يجدوفاءً‏ أو أقام على قضائه كفيلا ً؛ لأن ابنه جابرا ً بمترلة الكفيل،‏ أو يقال إن غزوة أحد كانالقتال فيها فرض عين ٍ للدفع عن المدينة-كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام – وعليه فلا يجباستئذان الدائن،‏ وأن من ق ُتل في مثل هذه الحال ِ يغفر له كل ُّ ذنب ٍ حتى الدين ما لم يكنتركأعلم.‏ القضاء عن تفريط واالله...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


المعنىيلحق أيضا بتمني رجوع الشهيد إلى الدنيا ليقتل عشر مرات لما يرى من فضل الشهادةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢٥ ] ...............................................– رحمه االله قال ابن قدامة) : -وإ ِن ْ ترك وف َاءً‏ ، أ َو أ َق َام ك َفيل ًا،‏ ف َل َه ال ْغزو ب ِغير ِإذ ْن ، نص عل َيهأ َحمد في من ترك وف َاءً،‏ لأ َن َّ عبدالل َّ ه بن حرام ٍ أ َبا جاب ِر ِ بن ِ عبد الل َّه خرج إل َى أ ُحد‏،‏ وعل َيهدين ك َثير‏،‏ ف َاستشه ِد‏،‏ وق َضاه عنه ابنه ب ِعل ْم ِ النب ِي‏،‏ ول َم يذ ُمه النب ِي صل َّى الل َّهعل َي ه وسل َّم عل َىذ َلك‏،‏ ول َم ينكر" فعل َ ه‏،‏ بل ْ مدحه‏،‏ وق َال َ:ما زال َت ال ْمل َائك َة ُ تظل ُّه ب ِأ َجن ِحتها ، حتى، وق َال َ لابن ِه جاب ِر " رف َعتموه" :أ َشعر ت أ َن َّ الل َّه أ َحيا أ َباك وك َل َّمه كف َاحا. اه ("ثالثا ً : قد كان أشكل علي قوله في الحديث :ك أحيا أبا" " حيث إن الشهداء أحياءٌ‏ بنصالآية لا سيما وأا نزلت أول ما نزلت في شهداء أحد الذين منهم عبد االله بن حرام،‏ فماوجه إحيائه وهو حي أصلا ً؟ فوجدت كلاما ً ذكره الملا علي القاالله - ساق فيه رحمه اري –الإشكال نفسه وأجاب عليه بشيءٍ‏ فقال :فإن قلت كيف الجمع بين ه) ذا الحديث وبين" بل أحياء عند رم : " قوله تعالى؛ لأن التقدير هم أحياء فكيف يحيا: قيل الحي ؟ فقال المظهرجعل االله تعالى تلك الروح في جوف طير خضر فأحيا ذلك الطير بتلك الروح فصح الإحياء،أو أراد بالإحياء زيادة قوة روحه فشاهد الحق بتلك القوةاه،‏ وما ذكره هو من (التخريجات المحتملات فاالله تعالى أعلم.: ويحتمل أن قوله : " قلت" أحيا أباكهو حياة ُ الشهداء المذكورة في الآية نفسها،‏ أي أحياهبالشهادة كما أحيا غيره،‏ ثم خصه بمزية تكليمه كفاحا ً،‏ ويشهد لذلك ذكر آية آلعمرانآخر الحديث،‏ فيكون مساق الحديث إخبارا ً من النبي صلى االله عليه وسلم بحياة الشهداء–ومنهم عبد االله بنحرام - عموما ً،‏ وإنما ذ ُكرت حياة والد جابر ٍ لما سيرتب عليها منالخصيصة التي ميزته واالله تعالى أعلم.وكتب لي أحد العلماء في هذا :ويحتمل أ) ن يكون النبي صلى االله عليه وسلم يريد بذلكتسلية جابر وتبديل همهح بإخباره بأن أباك في أولئك الشهداء المذكورين في الآية،‏ ليسبالفرخارجا ً منها،‏ والعلم عند االلهاه ).رابعا ً : قال الحكيم الترمذي– رحمه االلهوتمنيه أن - : )يحي ا لأنه وجد لذة بذله لنفسه حينقتل وإنما بذل نفسا ً خاطئة قد تدنست بالذنوب فأحب أن يبذلها ثانية طاهرة)، وهذا....................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابمبادرة الحور العين ونزولهن إلى الشهيد ولم َّا يرفع منمصرعهالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢٦ ] ...............................................الحديث الخامس عشر : عن أ َنس ٍ رضي الل َّهعنه : (( أ َن َّ رجلا أ َسود أ َتى النب ِي صلى االله عليهوسلم ، ف َق َال َ : يا رسول َ الل َّه ، إ ِني رجل ٌ أ َسود ، منتن الريح ِ ، ق َب ِيح ال ْوجه ، لا َ مال َ لي،ف َإ ِن ْ أ َنا ق َاتل ْت هؤلاءِ‏ حتى أ ُق ْتل َ ، ف َأ َين أ َنا ؟ ق َال َ : في ال ْجنة ، ف َق َاتل َ حتى ق ُتل َ ، ف َأ َتاهالنب ِيصلى االله عليه وسلم ف َق َال َ : ق َد بيض الل َّه وجهك ، وط َيب ر ِيحك ، وأ َك ْث َر مال َك ،وق َال َلهذ َا أ َو لغير ِه : ل َق َد رأ َيت زوجته من ال ْحور ِ ال ْعين ِ ، نازعته جبة ً ل َه من صوف ، تدخل ُبينهوبينجبته )) رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال: على شرط مسلمالذهبي ، وصححه أيضا ً في )، ورواه البيهقي في ( ٢ ٤١٩ / تاريخ الإسلام :)/ ( ٣٠٣ دلائل النبوة ٤، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.: بعض فوائد الحديثولى : استيثاق الصحابة من أن طريق القتال الذي يسلكونه خاتمته الجنة،‏ لقوله : "ف َإ ِن ْ أ َناالأق َاتل ْت هؤلاءِ‏ حتى أ ُق ْتل َ ، ف َأ َين "أ َنا؟ ، ففيه ضرورة أن يكون ااهد على بينة من أمر قتاله.الثانية : ما ذكره الرجل من صفاته،‏ ثم ما نال من الفوز والكرامة فيه معنى قول النبي صلى: ) االله عليه وسلمإن االله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم. وأعمالكم ( رواه مسلمالثالثة : فضل الشهادة في سبيل االله وأا سبب دخول الجنة،‏ والجهاد باا.حتى " يحتمل أن تكون ) حتى الرابعة : قوله "أقتل ( هنا تعليلية يعني لأجل أن أقتل َ،‏ ويحتمل أنتكون غائية،‏ أي أثبت وأستمر في قتالهم إلى أن أقتل َ،‏ فعلى الأول تدل على جواز القتالطلبا ًللشهادة وقصدا ً لها،‏ وعلى الثاني تدل على هذا وعلى فضل الثبات والمصابرة والاستمرارفي. الجهادالخامسة : تغليب إحسان الظن بالمسلمين،‏ وذلك أن النبي صلى االله عليه وسلم لم يحمل ماذكره الرجل من أوصافه –لا مال ومنها "لي " – على طلبه القتل تضجرا ً من حاله ولا جزعا ًمن ضائقته،‏ بل أجراه على السلامة في القصد والصدق في الطلب.السادسة : مبادرة نزول الحور العين لزوجها الشهيد قبل حمله من مصرعه.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


متفرقاتأولا ً : الحديث ذكره السيوطي في كتابهشرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور٢٠٠ : ()الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢٧ ] ...............................................( باب فضل الشهيد تحت : )، وساقه المنذري في الترغيب والترهيب تحت باب :) الترغيب فيالشهادة وما جاء في فضل الشهداء.(فائدة : الرجل المذكور في الحديث اسمه ج ِعال،‏ قال ابن الأثير :) : أخرجه أبو ال آخر ع جي بن منده،‏ وقال موسىعل : لا أدري هو ذاك المتقدم أم لا؟ وروى بإسناده عن مجاهد عنابن عمر: جاء إلى رسول االله صلى االله عليه وسلم فقاللت ت : يا رسول االله أرأيت إن قاقالبين يديك حتى أقتل،‏ يدخلني ربي عز وجل الجنة ولا يحقرني؟ قالقال : فكيف : " نعم " ،وأنا منتن الريح،‏ أسود اللون،‏ خسيس فيالعشيرة ! ومضى،‏ فقاتل،‏ فاستشهد،‏ فمر به رسولاالله صلى االله عليه وسلمفقال : " الآن طيب االله ريحك،‏ يا جعال،‏ وبيض وجهك ".( القائل ابن الأثير قلت ): هذا غير الأول؛ لأن الأول قد روي عنه،‏ عن النبي صلى االله عليهوسلم،‏ وهذاقتل في عهد رسول االله صلى االله عليه وسلم فهو غيره: ١ أسد الغابة ](.١٧٩ [ /قال ابن حجر :قال أبو موسى بعد أن ذكره غير منسوب: لا أدري هو ذا يعني ابن سراقة)، وقال بن الأثير أوغيره : بل هو غيره، قلت: قد ذكره الصفار في كتاب الأنساب فقال :الحبشي فظهر أنه غيره واالله أعلم. اه (طريفة : حينما كنا في السجن حدثني أحد إخواننا السجناء العباد حديثا ً سمعته أ ُذناي ووعاهقلبي،‏ وذلك أن الأمريكان قد أخذوه في يوم ٍ شات شديد البرد في كابل،‏ فأدخلوهغرفةاسمنتية ضيقة وفجأة ً سكبوا عليه ماءً‏ باردا ً وبدؤوا يركلونه بأرجلهم ثمخنق ه أحد أشقيائهمخنقا ً وجد معه ريحالموت ، فأغمي عليه أو كاد ففي تلك الحالة رأى امرأتين غاية ً في الجمالتترلان بسرعة من السماء نحوه فضربه أحد الجنود ضربة ً أفاقته وأيقظته فانقطع عنه مارأىوإذا به لم يزل بين خانقيه من الح ُمرالمستنفرة ! ونسأل االله أن يفرج عنه وعن سائر أسرى. المسلمينروى البيهقي في شعب الإيمان بسنده عن ق َاسم بن ِ عث ْمان ال ْجوعيرأ َيت في ، قال : )الط َّواف حول َ ال ْبيت رجل ًا ف َتق َربت منه ف َإ ِذ َا هو ل َا يز ِيد عل َى ق َولهاللهم ق َضيت حاجة َ :...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابدخول الشهيد الجنة َ إثر مقتله وأنه يط َعم فيها ويشربويسرح.الثانية .الثالثةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢٨ ] ...............................................ال ْمحتاج ِين. ف َق ُل ْت ل َه حاجتي ل َم تق ْض: ما ل َك ل َا تز ِيد عل َى هذ َا ال ْك َل َام ِ؟ ف َق َال َوأ ُحدث ُك : :ك ُنا سبعة َ رف َق َاء من بل ْدان شتى،‏ غ َزونا أ َرض ال ْعدو ف َاستؤسرنا ك ُل ُّنا،‏ ف َاعتز ِل َ ب ِنا ل َتضربرت إ ِل َى السم أ َعناق ُنا،‏اءِ،‏ ف َإ ِذ َا سبعة ُ أ َبواب ٍمف َتحة عل َيها سبع جوار ٍ من ال ْحور ِ ال ْعين ِ عل َىف َنظ َد ك ُل ِّ باب ٍ جار ِية ٌ،‏ف َق ُ م رجل ٌ منا ف َضر ِبت عنق ُه‏،‏ ف َرأ َيت جار ِية ً في يدها منديل ٌ،‏ ق َد هبط َتإ ِل َى ال ْأ َرض ِ حتى ضر ِبت أ َعناق ستة‏،‏ وبقيت أ َنا،‏ وبقي باب وجار ِية ٌ،‏ ف َل َما ق َدمت لتضربعنقي،‏ استوهبن ِي بعض ر ِجاله ف َوهبن ِي ل َه‏،‏ ف َسمعتها تق ُول ُ:! أ َي شيءٍ‏ ف َاتك يا محروموأ َغ ْل َق َت ال ْباب‏،‏نا يا أ َخي متحسر عل َى ما ف َاتن ِي( ق َال َ ق َاسم بن عث ْمان َوأ َ: " أ ُراه أ َف ْضل َهم‏،‏لأ َنه رأ َى ما ل َم يروا وتر ِك يعمل ُ عل َى الشوق ِ"الحديث السادس عشر :ن مسروق ٍ ق َال َ: سأ َل ْنا عبد الل َّه عن هذه ال ْآية ﴿ول َا تحسبن ال َّذينعق ُتل ُوا في سب ِيل ِ الل َّه أ َمواتا بل ْ أ َحياءٌ‏ عند ربه ِم يرزق ُون َ﴾ ق َال َ: أ َما إ ِنا ق َد سأ َل ْنا عن ذ َلك ف َق َال َ)) :أ َرواحهم في جوف ط َير ٍ خضر ٍ ل َها ق َناديل ُ معل َّق َة ٌ ب ِال ْعرش ِ تسرح من ال ْجنة حيث ُ شاءَتث ُم تأ ْو ِي إ ِل َى تل ْك، ف َاط َّل َع إ ِل َيه ِم ربهم اط ِّل َاعة ً ف َق َال َ؟ ق َال ُوا : هل ْ تشتهون َ شيئ ًاال ْق َناديل ِ: أ َيشيءٍ‏ نشته ِي ونحن نسرح من ال ْجنة حيث ُ شئ ْنا، ف َف َعل َ ذ َلك ب ِه ِم ث َل َاث َ !مرات ، ف َل َما رأ َواأ َنهم ل َن يترك ُوا من أ َن ْ يسأ َل ُواق َال ُوا : يا رب نر ِيد أ َن ْ ترد أ َرواحنا في أ َجسادنا حتى نق ْتل َ فيسب ِيلك مرة ً أ ُخرى ف َل َما رأ َى أ َن ْ ل َيس ل َهم حاجة ٌتر ِك ُوا )) رواه مسلم،‏ والترمذي وقال :حسنصحيح ، وابن ماجه،‏ والطبراني،‏ وغيرهم.بعض فوائد الحديث :: الأولىثبوت الحياة للشهداءِ‏ بعد مقتلهم،‏ وأا حياة ٌ حقيقية فيها رزق وفرح وسرحوكلام: فضل ُ الشهادة في سبيل االله تعالى: أن هذا الفضل إنما هو للمخلصين الذين كان قتالهم ومقتلهم في سبيل االله أيلإ علاءكلمة االله،‏ فالآية دالة ٌ على عظم الإخلاص وأهميته.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٢٩ ] ...............................................الرابعة : علو مترلة بعض ِ الشهداء في البرزخ حيث يكون مأوى أرواحهم قناديل معل َّقة. با لعرش نسأل االله من فضلهالخامسة : إكرام االله للشهداء ومخاطبته لهم وترغيبه عز وجل إياهم في سؤاله وتكرارهذلكعليهم .السادسة : أن الشهداء في غاية التنعم والهناءِ‏ حيث قالوا :" إلخ وأي شيء نشتهي ..."السابعة : أن للشهادة في سبيل االله تعالى لذة ً وكرامة ً يتمنى معها الشهيد تكرار القتلمراتومرات .متفرقاتأولا ً : بعض تبويبات الأئمةرحمهم االله- : جاء في صحيح مسلم تحت : )ن َّ باب في بيان أ َ–(ون َ ق ُ ز ر هم ي ب هم أحياءٌ‏ عند ر ة وأن أرواح الشهداءِ‏ في، و بوب الترمذي على الحديثالجن). م يد ه ِ واب ِ الش اءَ‏ في ث ا ج بقوله : ) بابثانيا ً : قال الإمام النوويرحمه االله– - في قوله : " هل تشتهون شيئا ًهذا مبالغة في " قال : )إكرامهموتنعيمهم ؛ إذ قد أعطاهم االله ما لا يخطر على قلب بشر ثم رغبهم في سؤال الزيادة،فلم يجدوا مزيدا على ما، فسألوه حين رأوأعطاهم ا أنه لابد من سؤال أن يرجع أرواحهمإلى أجسادهم ليجاهدوا ويبذلوا أنفسهم في سبيل االله تعالى ويستلذوا بالقتل في سبيل االله،. اه ( واالله أعلمثالثا ً : قال ابن القيم– رحمه االله) : -وكل من خرج عن شيءٍ‏ منه اللهح ه االله عليه أو ظ َ فأعاضه االله ما هو أجل؛ ولهذا لما خرج الشهداء عن نفوسهم الله جعلهم االله أحياء عندهمنهيرزقون ، وعوضهم عن أبدام التي بذلوها له أبدان طير خضر جعل أرواحهم فيها تسرح فيالجنة حيث شاءت وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش،ولما تركوا مساكنهم له عوضهممساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم. اه (– رحمه االله رابعا ً : وقال أيضا ً) : -والظاهر - واالله أعلم - أن المسئول عن هذه الآية الذيأشار إليه ابن مسعود : هو رسول االله صلى االله عليهوسلم ، وحذفه لظهور العلم به، وأنالوهم لا يذهب إلىسواه ، وقد كان ابن مسعود يشتد عليه أن يقول : قال رسول االله صلىاالله عليه، وتغير لونه د ، وكان إذا سماه أرع، وكان كثيرا ما يقول ألفاظ الحديثوسلم، وإذا رفع منها شيئا تحرى فيه، وقال : " أو شبه هذا ، أو قريبا من هذا " فكأنهموقوفة-...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الخامسة : حرص شهداء الصحابة على إيصال الخير لإخوام حتى أخبر االله عنهموبل َّغرسالتهم .السادسة:"الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣٠ ] ...............................................واالله أعلم - جرى على عادته في هذا، وخاف أن لا يؤديه بلفظهالحديث ، فلم يذكر رسولاالله صلى االله عليه، والصحابة ُ إنما كانووسلم ا يسألون عن معاني القرآن رسول َ االله صلى االله/ ]. ٢٦ ذيب ٢ : سنن أبي داود )[ عليه وسلمالحديث السابع عشر : عن ابن ِ عباس ٍ رضي االله عنهماق َال َ : ق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه(( وسل َّم:ل َما أ ُصيب إ ِخوانك ُم ب ِأ ُحد جعل َالل َّ ه أ َرواحهم في جوف ط َير ٍ خضر ٍ تر ِد أ َنهارال ْجنة تأ ْك ُل ُ من، وتأ ْو ِي إ ِل َى ق َناديل َ من ذ َهب ٍ معل َّق َة في ظل ِّ ال ْعرش ِ، ف َل َما وجدواثمار ِهاطيب مأ ْك َله ِم ومشرب ِه ِم ومقيله ِم: من يبل ِّغ ُ إ ِخواننا عنا أ َنا أ َحياءٌ‏ في ال ْجنة نرزق؛ لئ َل َّاق َال ُوايزهدوا في، ول َا ينك ُل ُوا عند ال ْحرب ِال ْج ِهاد ، ف َق َال َ الل َّه سبحانه أ َنا أ ُبل ِّغهم عنك ُم ق َال َ ف َأ َنزل َالل َّه : ‏﴿ول َا تحسبن ال َّذين ق ُتل ُوا في سب ِيل ِ الل َّه أ َمواتا بل ْ أ َحياءٌ﴾‏ إ ِل َى آخر ِ ال ْآية )) رواه أحمد،‏وأبو داود،‏ والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم ولميخرجاه رواه ، ووافقه الذهبي،‏ والبيهقي،‏ والضياء المقدسي بألفاظ متقاربة.: بعض فوائد الحديثالأولى : ثبوت حياة الشهداء وأملون ويشربون ويكل ِّمون ويكل َّمون.يأكالثانية : أن القناديل المعل َّقة في ظل العرش من الذهب.الثالثة : استمتاعهم بأار الجنة وثمارها وظلالها،‏ قال الملا القاري : )ترد أار الجنة من الماء )واللبن والعسل والشراب الطهور. اه ((الرابعة : عظم عبادة الجهاد وفوز سالكط ريقه وغ ُبن الزاهد فيه الناكل عنه المضيع له.: استيقان المرء بعاقبة الشهادة تقويه على عبادة الجهاد وتخفف عنه شدائده لقولهمليت إخواننا يعلمون بما صنع االله." إلخ ...السابعة : فضل شهداء أحد وعلو مترلتهم.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


متفرقاتأولا ً : الحديث بوب عليه أبو داود بقوله :باب البيهقي تحت : ) ، و ( باب في ف َضل ِ الشهادة).متفرقات.الثانيةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣١ ] ...............................................ف َضل ِ الشهادة فى سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ.(ثانيا ً : قال ابن القيم– رحمه االلهلما بذل - : )ال شهداء أبدام له حتى مزقها أعداؤه شكر لهمذلك بأن أعاضهم منها طيرا ً خضرا ً أقر أرواحهم فيها ترد أارالجنة ، وتأكل من ثمارها إلىيوم البعث فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأاه. اه (***الحديث الثامن عشر : عن جاب ِر بن عبد الل َّه رضي الل َّهما ق َال َعنه : (( قال رجل ٌ للنب ِي صل َّىالل َّه عل َيه وسل َّم يوم: أ َرأ َيت إ ِن ْ ق ُتل ْت ف َأ َين أ َنا: في ال ْجنة ؟ ق َال َ، ف َأ َل ْق َى تمرات في يده ث ُمأ ُحدق َاتل َ حتى)) رواه أحمد،‏ والبخاري،‏ ومسلم،‏ والنسائي،‏ والبيهقيق ُتل َ.: بعض فوائد الحديثالأولى : استيثاق الصحابة رضي االله عنهم من سلامة مآلهم في جهادهم،‏ وأنه طريقمحق َّقللجنة: حرص الصحابة رضي االله عنهم البالغ على نيل الشهادة،‏ قال ابن حجروفيه ما (( :كان الصحابة عليه من حب نصر الإسلام والرغبة في الشهادة. اه )) ابتغ اء مرضاة االلهالثالثة : فيه ثبوت الجنة للشهيد وأنه يكون فيها بمجرد مقتله.الرابعة : احتقار الحياة الدنيا وازدراؤها في نظر الصحابة.الخامسة : قوة يقينهم رضي االله عنهم بخبر النبي صلى االله عليه وسلم وبما سيؤولون إليهبعدالشهادة .السادسة : بحسب يقينا اهد بحسن العاقبة يستسهل صعاب الجهاد ويستهين بمخاطرهأولا ً : الحديث في صحيح مسلم تحت(الجن ، وعند النسائي تحت : هيد ة للش باب ثبوت : ))ث َواب من ق ُتل َ في سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ)، وذكره البيهقي تحت : )باب جواز ِ انفراد الرجل ِوالرجال ِ ب ِال ْغزو ِ في ب ِلا َد ال ْعدو استدلا َلا ً ب ِجواز ِ التق َدم ِ عل َى ال ْجماعة وإ ِن ْ ك َان َ الأَغ ْل َبأ َنهاستق ْتل ُه‏).‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابالقتيل ُ في سبيل االله مع أول زمرة تدخل الجنة بغير حساب ولاعذابالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣٢ ] ...............................................ثانيا ً : قال ابن علان– رحمه االله) : -كان يأكل منهن ولم يطمئن للأكل مسارعة للجهاد،‏ثم لم يرض بالصبر مدة أكل تلك الحباب مسارعة ً للخيرات واستباقا ً لمرضاة االله عليه. اه (وقال الملا علي القاري :فألقى تمرات في يده(" " أي مبادرة إلى الشهادة وسعادة دخول. اه ( الجنةالحديث التاسع عشر : عنعبدالل َّ ه بن عمر ِو بن ِ ال ْعاص ِ رضي الل َّه عنه قال َ : سمعترسول َ الل َّه صلى االله عليه وسلم يق ُول ُ)) :إ ِن َّ أ َول َ ث ُل َّة تدخل ُ ال ْجنة َ ال ْف ُق َراءُ‏ ال ْمهاج ِرون َ ،ال َّذين تتق َى ب ِه ِم ال ْمك َار ِه ، إ ِذ َا أ ُمروا سمعواوأ َ ط َاعوا ، وإ ِن ْ ك َانت لرجل ٍ منهم حاجة ٌ إ ِل َىالسل ْط َان ، ل َم تق ْض ل َه حتى يموت وهي في صدر ِه ، وإ ِن َّ الل َّه تعال َى يدعو يوم ال ْقيامةال ْ جنة َ، ف َتأ ْتي ب ِزخرفها ور ِيها ، ف َيق ُول ُ : أ َينعباد ي ال َّذين ق َاتل ُوا في سب ِيل ِ الل َّه ، وق ُتل ُوا في سب ِيلي ،وأ ُوذ ُوا في سب ِيلي ، وجاهدوا في سب ِيلي ، ادخل ُوا ال ْجنة َ ،ف َي دخل ُونها ب ِغير ِ حساب ٍ ولاعذ َاب ٍ ف َتأ ْتي ال ْملائك َة ُ ، ف َيق ُول ُون َ : ربنا نحننسب ح ل َك الل َّيل َ والنهار ، ونق َدس ل َك منهؤلاءِ‏ ال َّذين آث َرتهم عل َينا ؟ ف َيق ُول ُ الرب تباركوتعال َى : هؤلاءِ‏ ال َّذين ق َاتل ُوا في سب ِيلي ،وأ ُوذ ُوا في سب ِيلي ، ف َتدخل ُ عل َيه ِم ال ْملائك َة ُ من ك ُل ِّ باب ٍ سلام عل َيك ُم ب ِما صبرتم ، ف َن ِعمعق ْبى الدار ِواللفظ )) رواه الحاكم –له - وقال : حديث ٌ صحيح الإِسناد‏،‏ ول َم يخرجاه،ووافقه الذهبي،‏ ورواه أحمد،‏ والطبري‏،‏ والبيهقي في الشعب،‏ وغيرهم.الحديث العشرون : عن حسناءَ‏ ب ِنت معاو ِية َ ق َال َت حدث َنا عميق َال َ : ق ُل ْت للنب ِي صل َّى الل َّهعل َيه وسل َّم من في؟ ق َال َ النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم : ((، والشه ِيد في النبي في ال ْجنةال ْجنة، وال ْمول ُود في ال ْجنة، وال ْوئيد في ال ْجنة)) رواه أحمد،‏ وأبو داود،‏ وابن أبي شيبة،‏ وأبوال ْجنةنعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة،‏ وابن عبد البر،‏ وقال ابن حجر ٍ : إسناده حسن،‏وصححهالألباني،‏ ورواه أيضا ًالب زار عن ابن عباس ٍ،‏ والطبراني في الكبير عن الأسود بن سريع.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابتمني أكرم الخلق صلى االله عليه وسلم تكرر القتل في سبيل االلهلشرفهتأكيد هذا التمني بقسمه صلى االله عليه وسلم على ذلك إيذانا ً بشرف الشهادةوترغيبا ً.الثالثمتفرقاتأولا ً : بوب البخاري على الحديث بقوله :) باب ما جاءَ‏ في ، وفي : ) ( باب تمني الشهادةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣٣ ] ...............................................الحديث الحادي والعشرون : عن أبي هريرة رضي االله عنه قال سمعت رسول االله صلى االلهوال َّذي نف ْسِي : (( عليه وسلم يقولب ِيد ه ل َوددت أ َني أ ُق ْتل ُ في سب ِيل ِ الل َّه ث ُم أ ُحيا ث ُم أ ُق ْتل ُ ث ُمأ ُحيا ث ُم أ ُق ْتل ُ ث ُم أ ُحيا ث ُم. أ ُق ْتل ُ )) متفق عليه: بعض فوائد الحديثالأولى : فضل الشهادة في سبيل االله حيث تمنى أكرم الخلق صلى االله عليه وسلم أنينالهارا ً،‏ قال أبو اليد الباجي –مرا رحمه االله: - ))وقد تمنى صلى االله عليه وسلم إعلاما بدرجةالشهادة وتحريضا لأمته عليها وإعلاما لهم بما فيها. اه ((الثانية :في طلبها والحرص عليهاة : جواز أن يتمنى المرء ما يعلم عدم وقوعه،‏ قال ابن عبد البر : )وفيه إباحة تمني الخير )والفضل من رحمة االله بما يمكن وما لا يمكن. اه ((الرابعة : أهمية حرص المسلم على الخير وعقد النية عليه وإن كان متعذ ِّرا ً،‏ فما لم يبلغه عملهبلغته نيته فيثاب على ذلك،‏ قال الز)) رقاني :قوله : وددت حصول كذا من الخير وإن علمأنه لا؛ لأن فيه إظهار محبة الخير، والرغبة فيه، والأجر يقع على قدر النيةيحصل. اه ((تمن ى الشهادة َ التمني ومن)، وذكره النسائي تحت : )باب تمني ال ْق َتل في سب ِيل ِ الل َّه تعال َى،(والبيهقي تحت : )( باب تمنى الشهادة ومسأ َل َتهاثانيا ً : قال ابن عبد البر عن هذا الحديث :) وهذا الحديث إنما معناه الذي من أجله خرجفضل ُ الجهاد وفضل ُتل ِ في سبيل االله وفضل ُ الشهادة، وقد علمنا أن ذلك لا يحيط به كتابالقفكيف أن يجمع في باب واالله الموفق للصواب](. التمهيد : ١٨ .[٣٤٠...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بإثباتالألف من المقاتلة،‏ فقال أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم ولي ُّ الدين العراقي في ذلكالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣٤ ] ...............................................ثالثا ً : قال ابن بطال– رحمه االله-:) فيه من الفقه : أن رسول االله كان يتمنى من أعمالالخير ما يعلم أنه لا يعطاه حرصا ً منه صلى االله عليه وسلم على الوصول إلى أعلىدرجاتالشاكرين،‏ وبذلا ً لنفسه في مرضات ربه وإعلاء كلمة دينه،‏ ورغبة في الازدياد منثوابربه،‏ ولتتأسى به أمته في ذلك،‏ وقد يثاب المرء على نيته. اه (رابعا ً : وقال أيضا ً : ): فضل الشهادة على سائر أعمال البره وسلم ؛ لأنه صلى االله عليوفيهتمناها دون غيرها،‏ وذلك لرفيع درجتها،‏ وكرامةأهلها ؛لأن الشهداء أحياء عند رمواالله أعلم يرزقون،‏ وذلك- - لسماحة أنفسهم ببذل مهجتهم في مرضاة االله وإعزاز دينه،‏ومحاربة من حاده وعاداه،‏ فجازاهم بأن عوضهم من فقد حياة الدنيا الفانية الحياة الدائمة في. اه ( الدار الباقيةخامسا ً : جاء في بعض ألفاظ الحديث في الصحيح وغيره( إلخ ... لوددت أني أقاتل : )لم : )يتمن عليه الصلاة والسلام القتل في سبيل االله إلا بعدالمقاتلة ؛ ليكون منه عمل وإقامة للدين،‏وهو موافق لقوله تعالى"يقاتلون في سبيل االله فيقتلون ويقتلون: طرح التثريب ")[/ ٤٧٩ .[ ٧قلت : وهذا تنبيه لطيف ونكتة ٌ بديعة يلزم التفط ُّن لها،‏ إذ ينبغي على ااهد مع حرصهعلىالشهادة،‏ واجتهاده في طلبها،‏ والبحث عنها في مظانها،‏ وترق ُّب ِ نيلها والفوزا - أن يكونمجتهدا ً في الأعمال الصالحة مستكثرا ً منها مواظبا ً عليها،‏ لا سيما القتالومستلزماتهومكملاته من تدريب ٍ وإعداد ونحو ذلك؛ ليجمع بين الازدياد من الطاعة والخيربأعمالهوالترق ِّي في درج ِ الرتب العلية بنيته وقصده،‏ وليكمل بما يحصله من خبرة وتجربة وممارسة‏،‏فلايكون حرصه على الشهادة،‏ وشدة اشتياقه لها،‏ واستعجاله في طلبها سببا ً في قصورهمتهوفتورها،‏ فكل ّما دعي لعمل ٍ ينتفع وينفع به استثقله بدعوى أنه قريب من الشهادة فما الفائدةفرغ إليه؟ ت مما يتعلمه أو يكتسبه أو !، وهذا بلا شك ناتج عن قصور ٍ في الفهم،‏ وركود فييالتصور،‏ إذ ما من عمل ٍ صالح ٍ يقوم بهولو كان قبل الشهادة بلحظة- إلا وجده،‏ وما-يدريه فلعله يكون سببا ً في دخوله الفردوس الأعلى،‏ فلا تعارض إذا ً بين الاجتهاد في طلبالشهادة واستعجال الظفر ا وبين الاستمرار في اكتساب الأعمال الصالحة، فلا أي ا ً كانتجعل استعجاله لنيل الشهادة سببا ً للزهد فيها )أي في الأعمال)، ولا يجعل اجتهاده فيي...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابتمني الشهيد العود للدنيا ليقتل مرات لما يعاين منا لكرامةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣٥ ] ...............................................الأعمال الصالحة مانعا ً من الجد في طلبهاأي طلب الشهادة) ( بل يجمع بين هذا وذاك حتىيمن االله ا عليه وهو على أكمل حال ٍ وأرضاه عملا ً ونية ً،‏ وما أجمل ما قالهالإ مام ابن العربي- : ) رحمه االله - المالكيول َيس عل َى ال ْعبد أ َن ْ يط ْل ُب الشهادة َ ب ِأ َن ْ يستق ْتل َ مع ال ْأ َعداءِ،‏ ول َا ب ِأ َن ْيستسلم لل ْحتوف‏،‏ول َكن ه يق َاتل ُ لتك ُون َ ك َلمة ُالل َّه هي ال ْعل ْيا،‏ ويأ ْخذ ُ حذ ْرهوي سأ َل ُ الل َّهالشهادة َ خالصا من ق َل ْب ِه‏،‏ ويعطيه الل َّه بعد ما سبق في عل ْمه]( .[ أحكام القرآن : ٣ ٢٢٠ /***الحديث الثاني والعشرون : عن جاب ِر ِ بن ِ عبد الل َّه ق َال َ : سمعت رسول َ الل َّه صل َّى الل َّهعل َيهوسل َّ م يق ُول ُ إ ِذ َا ذ ُكر أ َصحاب أ ُحد)) :أ َما والل َّه ل َوددت أ َني غ ُودرت معأ َصحاب ِ ي نحص)) ال ْجبل ِ يعن ِي سف ْح ال ْجبل ِرواه أحمد،‏ والحاكم وقال:صحيح على شرط مسلم ولم، ووافقه الذهبي،‏ ويخرجاه رواه البيهقي في دلائل النبوة،‏ قال– أحد الرواة ان عاصم : وك-يقول : »لكني واالله ما يسرني أنه كان غودر معهم«، والحديث حسن إسناده الأرناؤط.: بعض فوائد الحديثالأولى : فضل شهداء أحد رضي االلهعنهم .الثانية : شدة محبة النبي صلى االله عليه وسلم لهم.الثالثة : الظاهر من قول الراوي :" إذا ذكر...إلخ " أن قول النبي صلى االله عليه وسلم كان. متكررا ً منهالرابعة : جواز تمني حصول ما فات وانقضى إيذانا ً بسمو مقامه وجليل مترلته،‏ قال أبو عبيد: ))وقوله : غودرت يعني ليتني تركت معهم شهيدا ً مثلهم. اه ((الحديث الثالث والعشرون : عن أ َنس ِ بن ِ مالك رضي الل َّه عنه عن النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم: )) ق َال َما أ َحد يدخل ُ ال ْجنة َ يحب أ َن ْ يرج ِع إ ِل َى الدنيا ول َه ما عل َىال ْأ َر ض ِ من شيءٍ‏ إ ِل َّاه ِيد يتمنى أ َن ْ يرج ِع إ ِل َى الدنيا ف َيق ْتل َ عشر مرات لما يرى من ال ْك َرامة)) رواه أحمد،‏الشوالبخاري،‏ ومسلم، وعند مسلم : )لما يرى من فضل الشهادة).‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣٦ ] ...............................................: بعض فوائد الحديثالأولى : فضل الشهادة في سبيل االلهتعالى .الثانية : أن تمنيالر جوع للدنيا طلبا ً للقتل مرات هو من خصال الشهيد لا يشاركه فيها أحد. غيرهالثالثة : كون الشهادة في سبيل االله طريقا ً مضمونا ً لبلوغ الجنة.الرابعة : التحريض على طلب الشهادة والحرص عليها والبحث عنها في مظانها،‏ فماذ ُكرهذا الفضل إلا لأهل الإيمان الباقين في الدنيا ليعرفوا قدرها ويتنافسوا في تحصيلها،‏ قالابن(( رحمه االله بطال ٍ –: -هذا الحديث أجل ما جاء في فضل الشهادة والحض عليها والترغيب(( رحمه االله – اه،‏ وقال النووي )) فيها:-هذا من صرائح الأدلة فى عظيم فضل. اه )) الشهادةالخامسة : خف ّة آلام القتل وسكراتالمو ت على القتيل في سبيل االله؛ إذ لو كانت ب ِك ُربااوشدائدها لما تمنوا إعادة ذوقها ومعالجة أهوالها.السادسة : أن للشهادة من الفضل والكرامة– مع كل ما ذ ُكر عنها في الكتاب والسنة- مالا عين رأت ولا أذن ٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر،‏ وأن شأا فوق ما يتصوره عقل ٌ،‏فلما عاينوا تلك الكرامةالتي لم تكن لهم على بال ٍ– - تمنوا المزيد منها بتكرار القتل.السابعة : أن تمني عودم للدنيا لا لزيارة حبيب،‏ ولا لرؤية قريب،‏ ولا لطلب ملك،‏ ولا، ولا لجمع ِ مال ٍ،‏ تحصيلجاه وإنما فقط لنيل القتل مرة بل مرات‏،‏ فما عاينوه من الكرامةأنساهمكل َّ ذلك وجعل همتهم في طلب القتلالشهادة) ( والذي صار بعد ملابستهم له لايعدله شيءٌ‏ عندهم،‏ قال الملا على القاري: ))وفيه إيماء إلى أنه لا يتمنى شيئا ً من شهواتالدنيا إلا، وهي ليست منها فيكون من قبيل: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهمالشهادة. اه ((متفرقاتأولا : بوب عليه البخاري بقوله) :باب تمني ال ْمجاهد أ َن ْ يرج ِع إ ِل َى الدنيا، فالظاهر من (تبويبه أن هذا الفضل ليس خاصا ً بالشهيد وإنما يعم كل مجاهد سواء مات أو قتل،‏ مع أنلفظ الحديث مصرح بالشهيد يؤكد ذلكزيادة ً على ذكر لفظ الشهيد- - التنصيص علىصفة القتل عند تمني الرجوع إلى الدنيا،‏ فيمكن حمل المعنى على ما ذكره العيني بقوله : ‏(أي...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


.ورواه البخاري أيضا ً بلفظ آخر تحتالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣٧ ] ...............................................تمنى ااهد الذي جاهد في سبيل االله ثم قتل رجوعه إلى الدنيااه،‏ أو أن يكون له وجه (آخر قصده البخاري وهو أن ااهد شهيد سواء قتل أو مات بأي حتف مات كما جاءفيبعضالأح اديث،‏ فيكون هذا الفضل العظيم ثابتا ً له ما دام قد فارق الدنيا مجاهدا ً،‏ ويحملقوله )فيقتل ( على الأغلب المشهور لأن لفظ الشهداء ينصرف غالبا ً إلى المقتولين في سبيل االلهوإن لم يقتصرعليهم . واالله تعالى أعلم(عين ِ وصف َته ِن باب ال ْحور ِ : )رحمه ، قال ابن حجر ٍ –ال ْقال - : ) االلهالمهلب : إنما أورد حديث أنس هذا ليبين المعنى الذي من أجله يتمنى الشهيد أنيرجع إلى الدنيا ليقتل مرة أخرى في سبيلاالله ؛ لكونه يرى من الكرامة بالشهادة فوق ما فينفسه ، إذ كل واحدة يعطاها من الحور العين لو أطلت على الدنيا لأضاءت كلهافتح )[/ .[ ١٥ الباري : ٦(ثانيا ً : وفي صحيح مسلم تحتباب ف َضل ِ الشهادة في سب ِيل ِ الل َّه تعال َى، ورواه أبو عوانة)تحت باب : )بيان ثواب الشهيد الذي يقتل في سبيل االله عز وجلباب )، والبيهقي تحت : )ف َضل ِ الشهادة فى (ب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّس ، ورواه ابن حبان باللفظ المذكور أعلاه،‏ وقبله بلفظ :)ما من أحد يدخل الجنة يسره أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد،‏ فإنه يحب أن يرجع ليقتل مرة( أخرى، ورواية تمني القتل عشر مرات جاءت تحت :) ذكر البيان بأن تمني الشهيد الرجوعإلى الدنيا بالعدد الذي ذكرت وقد يتمنى ما هو أكثر من ذلك العدد المذكور، فالثابت هو (تمني رجوع الشهيد إلى الدنيا ليقتل في سبيل االله تعالى،‏ أما عدد ما يتمناه فقد يقال بأنهيقعبحسب مرتبة الشهيد في الجنة وما يلقاه من الكرامة،‏ فكلما ارتفعت مترلته وعظمتكرامةاالله لهكا ن عدد ما يتمناه من القتل أكثر،‏ فيكون فيه تحضيض على بذل اهود لنيل أعلىدرجات الشهادة،‏ أو أن يكون ذكر المرات إنما هو للتكثير لا لخصوص الأعداد المذكورة(كما قال الملا على القاري :الظاهر أن المراد به الكثرة. واالله تعالى أعلم اه).– ه االله رحم ثالثا ً : قال ابن بطال) : -وإنما يتمنى أن يقتل عشر مرات- - لعلمه بأن واالله أعلمذلك ممايرض ي االله ويقرب منه؛ لأن من بذل نفسه ودمه فى إعزاز دين االله ونصرة دينهونبيه،‏ فلم تبق غاية وراء ذلك وليس في أعمال البر ما تبذل فيه النفس غير الجهاد،‏ فلذلكاه .‏ ( عظم الثواب عليه،‏ واالله أعلم...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابتفاوت مراتب الشهداء وأن منهم من لا يفضله النبيون إلا بدرجةالنبوةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣٨ ] ...............................................رابعا ً : قال تقي الدين السبكي– رحمه االلهفلما بذل الشهيد -: )نفس ه التي هي أعز الأشياء، وباعها الله تعالى طلبا ً لإعلاء كلمته فاقتطع دوا -ب وعينه تعالى ما يتحمل المتحملون منإليه- ولا شيء أعظم مما يتحمله الشهيد -جازاه سبحانه وتعالى وهو أكرم الأكرمين بماأجلهتقصر عقول البشرعنه ، وأول ذلك أنه لم يخرجه من الدنيا حتى أشهده ما له من الكرامةجملة وإن لم يدرك العقل والطرفتفصيلها ، فيرى بعينه من حيث الإجمال ما أعد االله له منالكرامة والخير ولذلك سمي شهيدا: .[ ٣٤١ ٢ / فتاوى السبكي ](الحديث الرابع والعشرون : عن عتبة َ بن ِ عبد السل َمى رضى الل َّه عنه- أ َن َّ - وك َانت ل َه صحبة ٌرسول َ الل َّه- صلى االله عليه وسلمال ْق َتل َى - ق َال َ : )): رجل ٌ مؤمن خرج ب ِنف ْسِ‏ث َلا َث َة ٌ ه ومالهفلقي ال ْعدو ف َق َاتل َ حتىيق ْتل ، ف َذ َلك ال ْممتحن في خيمة الل َّه تحت عرشه لا َ يف ْضل ُه النب ِيون َ إ ِلا َّب ِدرجة، ورجل ٌ مؤمن ق َرف عل َى نف ْسِه من الذ ُّنوب ِ وال ْخط َايا لقي ال ْعدو ف َق َاتل َ حتىالنبوة، ف َتل ْك ممصمصة ٌ محت ذ ُنوبه وخط َاياه إ ِن َّ السيف محاءٌ‏ لل ْخط َايا، وقيل َ ل َه ادخل ْ منيق ْتلأي أ َبواب ِ ال ْجنة الث َّمان ِية شئ ْت ف َإ ِنها ث َمان ِية ُ أ َبواب ٍ- - بعضها أ َف ْضل ُ من اب ٍ ولجهنم سبعة ُ أ َبوبعض ٍ يعن ِى أ َبوابال ْجنة ، ورجل ٌ منافق خرج ب ِنف ْسِه وماله ف َق َاتل َ حتى يق ْتل ف َذ َاك في النار ِ إ ِن َّ)). السيف لا َ يمحو النف َاقرواه أحمد،‏ والدارمي،‏ والطيالسي،‏ والطبراني،‏ وابن حبان،‏- واللفظ له لبيهقي – وا، وقال السيوطي : هذا حديثصحيح ، وحسنة الشيخ الألباني.الحديث الخامس والعشرون : عن ِ ابن ِ عباس ٍ: ق َال َ رسول ُ الل َّه -ق َال َ صلى االله عليه وسلم-الشهداءُ‏ عل َى بار ِق ٍ ((نهر ٍ ب ِباب ِ ال ْجنة- - في ق ُبة خضراءَ‏ يخرج عل َيه ِم ر ِزق ُهم من ال ْجنة بك ْرة ًوعشيا )) رواه أحمد،‏ والطبري،‏ والطبراني،‏ وابن حبان،‏ والحاكم وقال : صحيح الإسناد علىشرطمسلم ، ووافقه الذهبي،‏ وحسنه الشيخ الألباني،‏ والأرناؤط.: بعض معاني الكلماتجمعها خيام،‏ و ، و خيمة االله : الخيمةمعروفة هي هنا دالة ٌ على علو مترلة صاحبها لكوا تحتظل العرش.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


قرف على نفسه من الذنوب : قال ابن الأثير : أي ك َسبها . يقال : ق َرف الذنب واق ْترف َهإذااه . عملهممصمصةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٣٩ ] ...............................................الشهيد الممتحن : قال الملا القاري : أي المشروح صدره وهو الذي امتحن االله قلبه للتقوى، وقال ابن منظور . اه: قال شمر : )قوله فذلك الشهيد الم ُمتحن هو الم ُصف َّى الم ُهذ َّبن محنت الفضة َ إ ِ المخل َّصذا صفيتها وخلصتها بالنار، وروي عن مجاهد في قوله تعالىم:"أ ُولئك الذين امتحن االلهُ‏ قلوبهم: خل َّص االلهُ‏ " قال، وقال أ َبو عبيدةقلوم : امتحن االلهُ‏ قلوم(، وقال غيره صف َّاهااه : الم ُمتحن الم ُوط َّأ ُ الم ُذ َل َّل ُوهذ َّا.: ممحصة مطهرة،‏ قال ابن منظور :المعنى) : أ َن الشهادة في سبيل الل ّه مطهرةالشهيد من ذنوبه ماحية ٌ خطاياه كما يمصمص الإِناءَ‏ الماءُ‏ إ ِذا رق ْر ِق الماءُ‏ فيهوحر ك حتى. اه ( يطهربارق : قال الزبيدي : نهر بباب ِ الج َنة في حديث ابن، و قال السنديعباس ٍ : لعل المراد بهالموضع الذي يبرق منه النهر الذي بباب الجنة. ويظهر اه: بعض فوائد الحديثالأولى : تفاوت حالات الشهداء في الجهاد فمنهم من هو في أعلى عليينوم هم دون ذلك،‏ ن(( رحمه االله - : قال القرطبي –قال علماؤنا أحوال الشهداء طبقات مختلفة ومنازل متباينة. اه )) يجمعها أم يرزقونالثانية : فضل الشهادة في سبيل االله تعالى.الثالثة : تكفير الذنوب بالشهادة في سبيل االله إلا ما خصه الدليل وسيأتي.الرابعة : فضل الجهاد بالنفس والمال في سبيل االله.الخامسة : مترلة ُ صفاءِ‏ القلوب وزكائها وطهارا ونقائها،‏ وضرورة العناية ا وتخليصها منبالأعمال وتعميرها ونحوها،‏ والغرور والكبر والحسد الرياء شوائبالصالحة كالإخلاصوالتواضع والإخبات والصدق وغير ذلك،‏ قال تعالى :أولئك الذين ام﴿ تحن االله قلوم﴾ للتقوىالسادسة : عظم أجر الثبات في القتال،‏ لقوله : وقاتل حتى يقتل.السابعة : أن من الشهداء صديقين لا يفضلهم النبيون إلا بدرجة النبوة.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


التاسعة : التحريض على طلب العلو في درجة الشهادة بإصلاح الظاهر والباطن معالصبروالصدق .العاشرة.الحاديةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤٠ ] ...............................................الثامنة : خير دواء لمن أسرف على نفسه بالذنوب والخطايا القيام بالجهاد والصبر عليه،‏ عكسما يظن البعض من أن العاصي لا مكان له في الجهاد،‏ قال شيخ الإسلام– رحمه االلهومن - : )ك َان َ ك َثير الذ ُّنوب ِ ف َأ َعظ َم دوائه ال ْج ِهاد ؛ ف َإ ِن َّ الل َّه عز وجل َّ يغفر ذ ُنوبه ك َما أ َخبر الل َّه في كتاب ِهب ِق َوله سبحانه وتعال َى :" اه يغفر ل َك ُم ذ ُنوبك ُم ").: أن للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعةعشرة : أن المنافق قد يخرج للقتال بنفسه وماله،‏ ويقتل ولا يكون ذلك كفارة له بل هو. الن ار والعياذ باالله فيالثانية عشرة : خطر النفاق والحذر منه.الثالثة عشرة : عظم أمر النية وأن النجاة والخسران معلق عليها،‏ فالمسرف على نفسهبالذنوبصدق قلبه فنجا،‏ والمنافق كذب وخادع فهلك وكلاهما مقاتل ٌ ثممقتول ٌ .متفرقات: الحديث الأول ذكره ابن حبان تحتأولا ً) :ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ ال ْأ َنب ِياءَ‏ ل َا يف ْضل ُون َ الشهداءَ‏ إ ِل َّا، وساقه البيهقي تحت ( ب ِدرجة النبوة ف َق َط ْ) :باب ف َضل ِ الشهادة فى سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ.(ثانيا ً : اختلف العلماء في معنى الحديث الثاني،‏ وهو كون بعض الشهداء على بارق ٍ- ر ببابالجنة - حيث قد يفهم منه أن بعض الشهداء ليسوا وسط الجنة وإنما عند باا،‏ فقال ابن كثير –الشهداء وك ن أ - : ) رحمه االلهأقسام : منهم من تسرح أرواحهم في الجنة،‏ ومنهم من يكون علىهذا النهر بباب الجنة،‏ وقد يحتمل أن يكون منتهى سيرهم إلىه ذا النهر فيجتمعون هنالك،‏ويغدى عليهم برزقهم هناك ويراح،‏ واالله أعلم]( تفسير ابن كثير : ٢ ١٦٤ /[.، وقال المناوي–رحمه االله – تبعا ً للقرطبي :) وهذا في الشهداء الذين حبسهم عن دخول الجنة تبعة فلا ينافي ما][ أحاديث أخرى أن أرواحهم في أجواف طيور خضر تسرح في الجنة أو في قناديل تحتفيبن رجب وقال .، قال السيوطي : ) اه ( العرشا : لعل هذا في عموم الشهداء والذين هم فيالقناديل تحت العرش خواصهم، قال: أو لعل المراد بالشهداء فيهم ن هو شهيد غير من قتل في...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابفي كون الشهادة سببا ً لنيل الفردوسالأعلىو أالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤١ ] ...............................................كالمطعون ، والغريق ، والمبطون ، سبيل االله، وغيرهم ممن ورد النص بأنه شهيدسائر المؤمنين ،فقد يطلق الشهيد على من حقق الإيمان وشهد بصحته)[ الديباج على مسلم : ٤٤٨٣ .[ /– رحمه االله وقال ابن القيم) : -وهذا لا ينافي كوم في الجنة فإن ذلك النهر من الجنة ورزقهميخرج عليهم من الجنة فهم في الجنة وإن لم يصيروا إلى مقاعدهم منها. اه (الحديث السادس والعشرون : عن أ َنس بن مالك أ َن َّ أ ُم الربيع ِ ب ِنت ال ْبراءِ‏- وهي أ ُم حار ِث َة َ بن ِ- أ َتت النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم ف َق َال َت: يا نب ِي الل َّه أ َل َا تحدث ُن ِي عن حار ِث َة َ -وك َان َسراق َة َق ُتل َ يوم بدر ٍ أ َصابه سهم- ف َإ ِن ْ ك َان َ في ال ْجنة صبرتغ َرب ، وإ ِن ْ ك َان َ غ َير ذ َلك اجتهدتق َال َ : (( ، عل َيه في ال ْبك َاءِ‏يا أ ُم حار ِث َة َ إ ِنها ج ِنان ٌ في ال ْجنةوإ ِ ن َّ ابنك أ َصاب ال ْفردوس ال ْأ َعل َى((رواه البخاري،‏ وأحمد،‏ والطبراني،‏ والبيهقي.: بعض معاني الكلماتسهم غرب : قال ابن الأثير : أي لا يعرف راميه . يقال : سهم غرب بفتح الراءوسكواوبالإضافة وغير الإضافة اه.: بعض فوائد الحديثالأولى : أن الجنة درجات وأعلاها الفردوسالأعلى .الثانية : أن أعلى درجات الشهادة قد ينالها المسلم وإن ق ُتل َ في غير القتال بل وإن لم يخرجلهأصلا ً حتى وإن كان المقتول صغيرا ً؛ فإن حارثة َ كان غلاما ً حدثا ً لم َّا يبلغالح ُل ُم .الثالثة : حرص الوالدين ينبغي أن يوجهلإ صلاح الأبناء بما ينجيهم وينفعهم في الآخرة.الرابعة : دخول الشهيد الجنة إثر مقتله.متفرقات(أولا ً : بوب عليه البخاري بقوله :باب من أ َتاه سهم غ َرب ف َق َتل َه، وذكره ابن حبان تحت):)ذك ْر إ ِيجاب ِ ال ْجنة لمن ق ُتل َ في ال ْحرب ِ نظاراو إن لم يرد له ال ْقتال َ ول َا ق َاتل َ)، والبيهقي: ) تحتباب من أ َتاه سهم غ َرب ٍ ف َق َتل َه‏)‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


واز أن تسأل المرأة ُ الشهادة َ في سبيل االله،‏ وجواز تحصيل أسباا بشروطها،‏ قالالبخاري.الرابعةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤٢ ] ...............................................ثانيا ً : قال ابن بطال ٍ– رحمه االله) : -قال المهلب : هذا نحو حديث أم حرام إذ سقطت عندابتها فماتت،‏ فهذا وشبهه مما يستحق به الجنة إذا صحت فيه النية. اه (بابلش هيد البحر أجر شهيدين: الحديث السابع والعشرونعن أ ُم حرام ٍ رضي االله عنها عن النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم أ َنه: )) ق َال َال ْمائد في ال ْبحر ِ ال َّذي يصيبه ال ْق َيءُ‏ ل َه أ َجر شه ِيد وال ْغر ِق ل َه أ َجر شه ِيدين ِ( رواه أبو (داود،‏ والطبراني،‏ والبيهقي،‏ والحميدي عنها بلفظ- صلى االله ذ َك َر رسول ُ الل َّه : ق َال َت : ((:« - غ ُزاة َ ال ْبحر ِ عليه وسلملل ْمائد أ َجر شه ِيد‏،‏ ولل ْغر ِق ِ أ َجر شه ِيدين ِ. ق َال َت ف َق ُل ْت : يا «رسول َ الل َّه ادع الل َّه عز:« ، ق َال َ و جل َّ أ َن ْ يجعل َن ِى منهم. ف َغزت ال ْبحر « الل َّهم اجعل ْها منهمف َل َما خرجت ركبت دابتها ف َسق َط َتف َماتت )) والحديث حسنه الشيخ الألباني.: بعض معاني الكلماتالمائد : قال ابن الأثير : هو الذي يدار ب ِرأسه من ر ِيح ِ البحر ِ واضطراب ِ السفينةبالأمواج. اه: بعض فوائد الحديثالأولى : الحث على الغزو في البحر وركوبه لأجل ذلك،‏ قال المناوي :) فيه حث على ). اه )) ركوب البحر للغزوالثانية : حرص الصحابة رضي االله عنهم على تحصيل أعلى درجات الشهادة.الثالثة : ج) :باب الدعاءِ‏ ب ِال ْج ِهاد والشهادة للرجال ِ والنساءِ‏اه (: أن درجات الشهادة العالية تنالها المرأة كما ينالها الرجل.الخامسة : صدق نبوة النبي صلى االله عليه وسلم بتحقق ما أخبر به.السادسة : أن من وقصته دابته في سبيل االله فهو شهيد.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابدور الشهداء في الجنة أحسن الدوروأفضلهاالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤٣ ] ...............................................الحديث الثامن والعشرون : عن سمرة َ بن ِ جندب رضي االله عنهقال : ق َال َ النب ِي صل َّى الل َّه(( عل َيه وسل َّم:رأ َيت الل َّيل َة َ رجل َين ِ أ َتيان ِي ف َصعدا ب ِي الشجرة َ ف َأ َدخل َان ِي دارا هي أ َحسنوأ َف ْضل ُ ل َم أ َر ق َط ُّ أ َحسن منها ق َال َا أ َما هذه الدار ف َدار الشهداءِ‏واه البخاري وهو بعض )) ر. حديث طويل ٍ: بعض فوائد الحديثالأولى : علو مترلة الشهداء وحسن دارهم فيالجنة .متفرقات(الأولى : الحديث رواه البخاري تحتباب درجات ااهدين في سبيل االله، وعند ابن حبان)تحت : )ذك ْر مناز ِل ِ الشهداءِ‏ في ال ْج ِنان ب ِث َباته ِم ل َه في الدنيا(بابفي نيلالشهاد ة بالصبر ِ والاحتساب ِ وما تكف ِّره من الذنوبالحديث التاسع والعشرون : عن أ َب ِي ق َتادة َ رضي االله عنه)) :أن رسول َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيهوسل َّم ق َام فيه ِم ف َذ َك َر ل َهم أ َن َّ ال ْج ِهاد في سب ِيل ِ الل َّه وال ْإ ِيمان َ ب ِالل َّهأ َف ْض ، ف َق َام رجل ٌ ل ُ ال ْأ َعمال ِ: يا رسول َ الل َّه أ َرأ َيت إ ِن ْ ق ُتل ْت في سب ِيل ِ الل َّه تك َف َّر عني خط َاياي: ل َه رسول ُ الل َّه ؟ ف َق َال َف َق َال َصل َّى الل َّه عل َيه وسل َّمنعم ، إ ِن ْ ق ُتل ْت في سب ِيل ِ الل َّه وأ َنت صاب ِر محتسِب مق ْب ِل ٌ غ َير مدب ِر ٍ، ث ُمق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه؟ ق َال َ : ك َيف ق ُل ْتوسل َّم : أ َرأ َيت إ ِن ْ ق ُتل ْت في سب ِيل ِ الل َّه أ َتك َف َّرعني؟ ف َق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم: نعم وأ َنت صاب ِر محتسِب مق ْب ِل ٌ غ َيرخط َاياي، الدين مدب ِر ٍ إ ِلا َّف َإ ِن َّ ج ِبر ِيل َ عل َيه السل َام ق َال َ لي ذ َلك((رواه مالك،‏ وأحمد،‏ ومسلم،‏والنسائي،‏ وغيرهم.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


.الثانية .الثالثةمتفرقاتأولا ً : الحديث في صحيح مسلم تحت :) باب من قتل في سبيل االله كفرت خطاياه إلاالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤٤ ] ...............................................الحديث الثلاثون : عن عبد الل َّه بن ِ عمر ِو بن ِ: أ َن َّ رسال ْعاص ِ ول َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم: )) ق َال َيغف َر للشه ِيد ك ُل ُّ ذ َنب ٍ إ ِل َّاالدين )) رواه أحمد،‏ ومسلم،‏ وفي لفظ لهال ْق َتل ُ في : ((سب ِيل ِ الل َّه يك َف ِّر ك ُل َّ شيءٍ‏ إ ِل َّا الدين.((: بعض فوائد الحديثالأولى : تحريض النبيصل ى االله عليه وسلم أصحابه على الجهاد في سبيل االله قياما ً بأمر االله لهبذلك: حرص الصحابة رضي االله عنهم على معرفة أحكام دينهم والتثبت فيها: تكفير الشهادة لكل الذنوب والخطايا إلا، قال العلماءالدين : ومثله كل ما هو من. حقوق العبادالرابعة : ضرورة التحلل من حقوق العباد والتخلص منها والحذر من التساهل فيها.الخامسة : إذا كانت الشهادة لا تكف ِّر الدين وقد أخذ برضا الدائن ِ وعلمه فلأن لا تكف ِّرغيره من حقوق العباد المادية والمعنوية من باب أولى واالله أعلم،‏ قال الصنعاني : )وإذا كان )هذا في الدينوذ برضا صاحبه فكيف بما أخذ غصبا ً وبا ً وسلبا ً؟المأخ. اه ((السادسة : أن المقتول الذي تكف َّر خطاياه هو من كان قتاله في سبيل االله.السابعة : فضل الجهاد والشهادة في سبيل االله حيث ك ُف ِّرت ا جميع الخطايا إلا حقوق بني)آدم،‏ قال النووي :فيه هذه الفضيلة العظيمة للم) جاهد وهى تكفير خطاياه كلها إلا حقوق. اه )) الآدميينالثامنة : أن السنة وحي‏،‏ لقوله : فإن جبريل قال لي ذلك،‏ قال ابن عبد البر : )وفي هذا )الحديث أن جبريل كان يترل على النبي صلى االله عليهو سلم بما يتلى من القرآن وبغيره من. اه )) الحكمة والعلم والسنةالتاسعة :ف يه إشارة ٌ إلى عظ َم شأن الدين،‏ والتحذير منه،‏ وكراهة الدخول فيه مهما أمكن.)، و الدينعند البيهقي تحت :) باب ما جاءَ‏ من التشديد فى الدين ِذك ْر : ) ابن حبان تحت )، و...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


وغفران ذنب واحد يصح جعله ثمرة للجهادفكيف بمغفرة جميع الذنوب إلا واحدا منهاوغاية ما اشتملت عليه أحاديث الباب هو أن الشهيد يغفر له جميع ذنوبه إلا ذنبالدينالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤٥ ] ...............................................ال ْبيان ب ِأ َن َّ ال ْجنة َ إ ِنما تج ِب للشه ِيد إ ِذ َا ل َم يك ُن عل َيه دين ب ِحك ْم ِ ال ْأ َمينين ِ محمدوج ِبر ِيل َوسل َّم ). صل َّى الل َّه عل َيه ِما: وفي هذا الإطلاق الذي ترجم به الإمام ابن حبان –رحمه االله- نظر‏،‏ كما نبهني علىقلت. ذلك بعض الفضلاء- : (" رحمه االله - ثانيا ً : قال ابن علانإن قتلت في سبيل االله وأنت صابر: على ملاقاة " أيالقرن وجراحات السيوف وطعن الرماح وغير ذلك من أتعاب الحرب" محتسبأي : مخلص "الله تعالى،‏ فإذا قاتل لمعصية أو لغنيمة أو لصيت فلا يحصل له ما ذكر فيالخ بر من الثواب ولا: على وجه الفرار " أي مقبل غير مدبر غيره "]( دليل الفالحين : ٢ /.[ ٢٥٨- : ) رحمه االله - ثالثا ً : قال النوويوأما قوله صلى االله عليه وسلم إلا الدين ففيه تنبيه علىجميع حقوقالآدميين ، وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين.، وقال الشوكاني : ) اه ( وإنما يكفر حقوق االله تعالىويلحق بالدين ما كانح قا ً لآدمي مندم أو عرض بجامع أن كل واحد حق لآدمي يتوقف سقوطه على إسقاطه. اه (رابعا ً : هذه الأحاديث مما يستدل ا العلماء على وجوب استئذان المدين دائنه فيالخروجللجهاد حينما يكون فرضك فاية،‏ وكلامهم في ذلك معروف‏،‏ وللشوكاني كلام في المسألةغير ما اشته ِر حيث يقول– رحمه االله) : -ووجه الاستدلال بأحاديث الباب على عدمجوا زخروج المديون إلى الجهاد بغيرإ ذن غريمه أن الدين يمنع من فائدة الشهادة وهي المغفرة العامة،وذلك يبطل ثمرة الجهاد... ولا يخفى أن بقاء الدين في ذمة الشهيد لا يمنع من الشهادة بل] [ ذنب إلا الدين كل هو شهيد مغفور له،! ؟فالقول بأن ثمرة الشهادة مغفرة جميع الذنوبممنوع ، كما أن القول بأن عدم غفران ذنب واحد يمنع من الشهادة ويبطل ثمرة الجهاد ممنوع، أيضا، وذلك لا يستلزم عدم جواز الخروج إلى الجهاد إلا بأذن من له الدينبل إن أحب ،ااهد أن يكون جهاده سببا ًلمغفرة كل ذنب استأذن صاحبا ، وإن رضي لدين في الخروجق بأنيب ى عليه ذنب واحد منها جاز له الخروج بدون استئذان٨ نيل الأوطار )[ إلخ ...:٢٦ [ /، هذا ما قاله والسلامة لا يعدلها شيءٌ.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابااللهُ‏ من صدق االلهَ‏ صدقهالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤٦ ] ...............................................خامسا ً : الحديث الأول سئل فيه النبي صلى االله عليه وسلم عن تكفير الشهادةللذنوبوالخطايا فاستثنى منها الدين،‏والح ديث الثاني قال فيه يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين،‏فالظاهر من سياق الكلام أن الدين الباقي في ذمة الشهيد هو ذنب يحتاج إلى التكفير،‏فيكونالمعنى إلا ذنب الدين،‏ أو إلا خطيئة الدين،‏ ومعلوم أن الدين هو مال ٌ يأخذه المدين منالدائنصاحب المال بعلمه ورضاه ليصرفهفي حاجته ويسقط بالأداء أو الإبراء،‏ وهو مأذون ٌ به فيالجملة في الشرع وفيه أطول آية في كتاب االله تعالى فصلت أحكامه،‏ فكيف يكونذنبا ً؟وللعلماء طرق في الجواب على ذلك يطول المقام بذكرها ويخرجنا عن مقصودالرسالةويضطرنا للدخول في التقريرات الفقهية،‏ وإنما ذكرت هذا السؤال تنشيطا للقارئ علىالبحث،‏ ولكن أنقل هنا اختصارا ما قاله السندي– رحمه االلهإ " أي إلا ترك لا الدين - : ("وفاءِ‏؛ إذ نفس الدين ليس من الذنوب، والظاهر أن ترك الوفاء ذنب إذا كان معالدينالقدرة على الوفاء فلعله المراد ... ويمكن أن يقالن هذا محمول على الدين الذي هو خطيئةإوهو الذي استدانه صاحبه على وجه لا يجوز بأن ْذ َ خأ َ ه بحيلة أو غصبه فثبت في ذمته البدل،ان غير عازم على الوفاء د أو؛ لأنه استثنى ذلك من الخطايا، والأصل في الاستثناء أن يكونامن الجنس فيكون الدين المأذون فيه مسكوتا عنه في هذا الاستثناء فلا يلزم المؤاخذة به لجوازأن يعوض االله صاحبه من فضله](حاشية السندي على النسائي٣٤ / ٦ .[ :الحديث الحادي والثلاثون : عن أ َب ِي ق َتادة َق َال َ : أ َتى عمرو بن ال ْجموح ِ إ ِل َى رسول ِ الل َّه صل َّى: (( وسل َّ م ف َق َال َ الل َّه عل َيهيا رسول َ الل َّه أ َرأ َيت إ ِن ْ ق َاتل ْت في سب ِيل ِ الل َّه حتى أ ُق ْتل َ أ َمشيب ِر ِجلي هذه صحيحة ً في ال ْجنة- وك َانت ر ِجل ُه عرجاءَ‏- ق َال َ: رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه: نعم ف َق ُتل ُوا يوسل َّم وم أ ُحد هو وابن أ َخيه ومول ًى ل َهم ف َمر عل َيه رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيهوسل َّم: ك َأ َني أ َنظ ُر إ ِل َيك تمشي ب ِر ِجلك هذه صحيحة ً في ال ْجنة)) رواه أحمد،‏ قالف َق َال َالهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجالالص حيح غير يحيى بن نصر الأنصاري وهو ثقة،‏ وقال ابن...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


يجرحيثعببابفضل ُ كل ِّ كل ْم ٍ في سبيل االله فكيفبالقتل ِالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤٧ ] ...............................................حجر في الفتح : إسناده حسن،‏ ورواه أيضا ابن عبد البر في التمهيد،‏ وأبو نعيم فيمعرفةالصحابة،‏ والحديث حسنه الشيخ الألبانيوالأرناؤط .الحديث الثاني والثلاثون : عن أ َب ِي هريرة َ رضي االله عنه عن النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم ق َال َ:ل َا يك ْل َم أ َحد في سب ِيل ِ الل َّه ((والل َّه أ َعل َم ب ِمن يك ْل َم في سب ِيله- إ ِل َّا جاءَ‏ يوم ال ْقيامة وجرحه-يث ْعب الل َّون ُ ل َون ُ دم ٍ والريح ر ِيحسكم )) رواه مالك،‏ وأحمد،‏ والبخاري،‏ ومسلم.: بعض معاني الكلماتيكلم :: يجري،‏ وقال النووي : بفتح الياء والعين وإسكانالمثلثة بينهما ومعناه يجرى متفجرا. أي كثيرا: بعض فوائد الحديث: فضل الجرح في سبيل االله سواء كان صغيرا ً أم كبيرا ً.الأولى: رب جريح أو قتيل في الصف االله أعلم بنيته )، قال ابن عبد البر : )وفي قوله عليهالثانيةواالله أعلم بمن يكلم في : " و السلام الصلاةسبيله " دليل على أن ليس كل من خرج في الغزوتكون هذه حاله حتى تصح نيته ويعلم االله من قلبه أنه خرج يريد وجهه ومرضاته لا رياء ولا. اه )) سمعة ولا مباهاة ولا فخرا ًالثالثة : مدار قبول الأعمال الصالحة وانتفاع العبد ا مبني على صحة النية واستقامة القصد،) كما ذكر السندي : )أن المدار على الإخلاص الباطني المعلوم عند االله لا على ما يظهر)) للناس، وفي هذا تنبيه على خطر النيةوضرو رة معالجتها حتى لا يجتمع عليه ك َل ْمان كلمالدنيا بالجراح والآلام والآخرة بضياع الثواب ونزول العقاب.الرابعة : عظ َم فضل الشهادة في سبيل االله،‏ فإذا كان ما ذكر هو في الجرح– وقد يكونصغيرا ً - فكيف بمن تتقطع أشلاؤه وتتطاير أطرافه وأعضاؤه في سبيل االله تعالى.ذلك في ذات الإله وإن يشأ ....يبارك على أوصال شول ممزعو...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤٨ ] ...............................................قال الشيخ عبد االله بن جبرين– رحمه االله: - ))وإذا كان هذا في فقد عضو ٍ أو جرح أو نحوذلك فأعظم من ذلك أن يفقد نفسه،‏يعني : أن يستشهد في سبيل االله،‏ فإنه والحال هذه أعظم. اه )) أجرا ً وأكثر ثوابا ً: مح الخامسةبة االله لرؤية آثار الطاعة على عبده؛ ولهذا فالشهيد لا يغسل دمه في الدنيا،‏ ويأتييوم القيامة بجراحه ودمه يترف،‏ تنويها بعلو مترلته وجلالة كرامته،‏ قال ابن حجر– رحمه)) - : االلهقال العلماء الحكمة في بعثه كذلك أن يكون معه شاهد بفضيلته ببذله نفسه في. اه )) تعا لى طاعة االلهالسادسة : التحريض على الجهاد لنيل فضائله ومنها ما جاء في هذا الحديث،‏ قال ابن عبد)) البر :هذا من أحسن حديث في فضل الغزو في سبيل االله والحض على الثبوت عند لقاءاه )) العدومتفرقاتأولا ً : ، أدرجه مالك تحت : )، وبوب عليه ( باب الشهداء في سبيل االلهال نسائي بقوله :ثواب من كلم في سبيل االله ))، وعند ابن حبان تحت :) ذك ْر مج ِيءِ‏ من ك ُلم في سب ِيل ِ الل َّهيوم ال ْقيامة ينث َعب دمه ليعرف من ذ َلك ال ْجمع ِ(، والبيهقي تحت :( باب ف َضل ِ من يجرح). فى سب ِيل ِ الل َّهثانيا ً : ذكر الزرقاني وجها ً في معنى الجملة المعترضة) واالله أعلم بمن يكلم في سبيلهوهو (دلالتها على التفخيم والتعظيم إيذانا ً بمقام المكلوم على هذه الصفة عند االله تعالى،‏وكأنالمعنى حينها يكون واالله وحده أعلم بقدر ومترلة من يكلم في سبيله،‏ وهو وجه حسنولكنلا ينفيم ا تواطأت عليه كلمة العلماء من دلالة الجملة على تخصيص المخلص في نيته دونغيره ذا الفضل،‏ وهذا أمر معلوم في سائر الأعمال الصالحة،‏ إذ لا ثواب عليها بغير نية‏،‏– رحمه االله قال الزرقاني" ) : -واالله أعلم بمن يكلم فيسبيله " جملة معترضة بين المستثنى منهوالمستثنى مؤكدة مقررة لمعنى المعترض فيه وتفخيم شأن من يكلم في سبيل االله ونظيره قوله" تعالى:قالت رب إني وضعتها أنثى واالله أعلم بماوضعت " أي بالشيء الذي وضعت وماعلق به من عظائمالأمور ، ويجوز أن يكون تتميما ً للصيانة عن الرياء والسمعة وتنبيها علىالإخلاص في الغزوو أن الثواب المذكور إنما هو لمن أخلص لتكون كلمة االله هي)[ العليا، ونظيره في المرقاة.‏ [ ٤٦ ٣ / شرح الزرقاني :...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابكثيرا ً من عمل َ قليلا ً وأجرالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٤٩ ] ...............................................ثالثا ً : ذكر بعض العلماء أن ظاهر الحديث يشمل أيضا ً من جرح في سبيل االله ثم برأ،‏وهذاالظاهر ظاهر؛ إذ ليس في الحديث تفريق بين الحالات ولا تفصيل ٌلصفا ا،‏ ولا اشتراط أنيقتل بذلك الجرح،‏ مع أن بعض العلماء خصه بمن قتل على تلك الصفة واالله أعلم،‏ قال: ) الزرقانيوظاهر الحديث أنه لا فرق بين أن يستشهد أو تبرأ جراحته: قال الحافظ ،ويحتمل أن المراد ما مات صاحبه به قبل اندماله لا ما اندمل فيالدنيا ، فإن أثر الجراحةوسيلان الدميزول ، ولا ينفي ذلك أن له فضلا ً في الجملة لكن الظاهر أن الذي يجيء يومالقيامة وجرحه يثعب دما ً من فارق الدنيا كذلك، وقال ولي [ ٤٧ : ٣ / شرح الزرقاني ](الدين العراقي أبو زرعة :) وظ َاهره أ َنه ل َا ف َرق في ذ َلك بين أ َن ْ يستشهد أ َو تبرأ َ ج ِراحتهاه.‏ ( لق َوله ك ُل ُّ ك َل ْم ٍقلت تأمل قول الزرقاني : وظاهر الحديث...إلخ،‏ وقول الحافظ : والظاهر أن الذيإلخ ...كيف جعل كل واحد منهما ظاهر الحديث مؤيدا ً لما قال وبمثل هذا تدرك تفاوت أفهامالناس،‏ وتباين مدارك، سواءٌ‏ كان في أصاستنباطهم ل الحكم المستنبط أو في تتريله على. الواقعةالحديث الثالث: عن ال ْبراء بن ِ عازب ٍ رضي الل َّه عنه ق َال : ((أ َتى النب ِي صل َّى الل َّهوالثلاثونعل َيه وسل َّم رجل ٌ مق َنع ب ِال ْحديد: يا رسول َ الل َّه أ ُق َاتل ُ أ َو أ ُسلم: أ َسلم ث ُم ق َاتل ْ ؟ ق َال َف َق َال َف َأ َسل َم ث ُم ق َاتل َ ف َق ُتل َ ف َق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم عمل َ ق َليل ًا وأ ُج ِر ك َثيرا)) رواهومسلم . - واللفظ له البخاري –: بعض معاني الكلماتمقنعديد : قال ابن الأثير : هو الم ُتغط ِّي بالسلاح. وقيل : هو الذي على رأسه بيضةبالحهي الخ ُو وذة لأن َّ الرأس موضع القناع.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الحديث : بعض فوائدالأولى: سعة ُ فضل االله تعالى حيث أكرم هذا القتيل بالجنة والثواب الجزيل مع قلة عمله،‏ قالبطال ابنالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥٠ ] ...............................................: ))قال المهلب : فى هذا الحديث دليل أن االلهيعط الثواب الجزيل على العمل ياليسير تفضلا منه على عباده. اه ((الثانية : عظيم ثواب الجهاد والشهادة في سبيل االله بعد الإيمان إذ لا يعرف له عمل ٌصالح ٌآخر .الثالثة : حرص النبي صلى االله عليه وسلم على هداية الناس وإنقاذهم من النار فقدأ ُ رسلهاديا ً لا جابيا ً؛ إذ أرشد الرجل َ إلى الإسلام قبل شروعه في القتال،‏ بل مقصود الجهادالأولهو دعوة الناس ودخولهم في ديناالله .الرابعة : تقديم التوحيد على سائر الأعمال وأن به حصول َ النجاة والفلاح.الخامسة : سهولة دخول المرء الإسلام‏،‏ ويسر فهم التوحيد،‏ وحمل ُ الناس فيه على السلامة– حتى يظهر خلاف ذلككما في حادثة ذات أنواطوغيرها - وإجراءُ‏ أمرهم فيه علىالظاهر،‏ وعدم امتحام بالسؤال عن تفاصيله.: السادسةسرعة المبادرة إلى الجهاد وطلب الشهادة بعد الإيمان من غير اشتراط تريث. وتأخير ٍ لأجل التربية ونحوهاال سابعة : أن الأخذ بأسباب القتال أمر جبلي يستوي فيه المسلم والكافر أقره الإسلام، ولايناقض ذلك التوكل َ على االله تعالى،‏ فالرجل جاء وهو مقنع بالحديد ودخل الإسلاموقاتلكذلك،‏ ولم يأمره النبي صلى االله عليه وسلم بتغييرحاله .متفرقات(أولا ً : بوبه البخاري بقوله : )باب عمل ٌ صالح ق َبل َ ال ْقتال ِ، وعند ابن حبان تحت :عليباب فضل الجهاد :) ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ ال ْج ِهاد في الإِسلا َم ِ يهدم ما ك َان َ من ال ْحوبات ق َبل َالإِسلا َم ِ ( الحوبات جمع حوبة وهي الإثم.وما ذكره هذا الإماملكبير فيه تأمل ٌ،‏ إذ لا شك أن الجهاد –كما دل الكتاب والسنةا- مماتغفر به الذنوب،‏ ولكن هذا الرجل َ كان لتوه مشركا ً ثم أسلم‏،‏ والإسلام يجب ما قبله كما...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابفضل الصدع بكلمة الحق وطلب الشهادة ونيلها بغيرقتال ٍفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،‏ وأنه باب من أبواب طلب الشهادة،‏ قالالجصاصالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥١ ] ...............................................قال تعالى : ﴿ق ُل ْ لل َّذين ك َف َروا إ ِن ْ ينتهوا يغف َر ل َهم ما ق َد سل َفل الهادم / ، فه [ ٣٨ الأنفال ﴾ ]للحوبات السالفة هنا هو الإسلام أمالجهاد؟وبوب عليه البيهقي بقوله :باب من يسلم ف َيق ْتل ُ مك َانه فى سب ِيل ِ الل َّه()الحديث الرابع والثلاثون : عن جابر بن عبد االله رضي االله عنهقال : قال رسول االله صلى االلهصلى االله عليه وسلم :(( سيد الشهداءِ‏ حمزة ُ بن عبد الم ُط َّلب ِ،‏ ورجل ٌ ق َام إل َى إمام ٍ جائر ٍف َأ َمره ونهاه)) رواه الحاكم وصحح إسناده،‏ وتعقبه الذهبي بقوله: الصفار لا يدرى منف َق َتل َه. والخطيب في ) هو/ ١٥٥ تاريخ بغداد ٣( والطبراني في الأوسط عن ابن عباس ٍ،‏ وحسنهالشيخ الألباني،‏ وقال الهيثمي في امع : رواه الطبراني في الأوسط وفيه شخص ضعيففيالحديث .: بعض فوائد الحديثالأولى : علو مترلة أسد االله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي االلهعنه .الثانية :ع لو مرتبة شهادة الجاهر بكلمة الحق وأنه سيد من سادات الشهداء.الثالثة :: ))وعلى ذلك ينبغي أن يكون حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرأنه متى :في الدين فبذل نفس رجات ه فيه حتى ق ُل َ كان في أعلى درجات الشهداءنفعا ً. اه ((الرابعة : أن الشهادة يمكن تحصيل أعلى درجاا بغير مقاتلة،‏ والفضل الله يؤتيه من يشاء.الخامسة : جواز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان فيه إتلاف النفس وتحق ُّقالقتل ِوليس ذلك من إلقاء النفس إلىالتهلكة .السابعة : تحريض النبي صلى االله عليه وسلم أمته على كف ظلم الظالمين،‏ وأمرهمبالتزامالحق‏،‏ وعدم الركون والتمل ُّقإليهم .الثامنة : أن الشهادة في سبيل االله من أعظم المقاصد التي ينبغي الحرص عليها،‏ فلم يذكرالنبيصلى االله عليه وسلم لهذا الآمر مكسبا ً سواهاوأن عم ا وأكرم!‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


متفرقاتأولا ً : قال المناوي :( حمزة سيد شهداءدنيا والآخرةال ، والرجل المذكور سيد الشهداء فيالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥٢ ] ...............................................التاسعة : قوة اليقين بالمآل يخف ِّف الرهبة في الحال،‏ فنط َق الآمر الناهي بالحق جهارا ً لمااستيقنمنقلبه . حسن عاقبته وطيبالعاشرة : ليس وصف الشهيد خاصا ً بمن يقتله الكف َّار فيالحرب ، فرب مقتول ٍ ظلما ً يعد. شهيدا ً وإن كان قاتله مسلما ًالحادية عشرة : أن الأخذ بالعزائم للقادر عليها أولى من الترخص وإن كان جائزا ً،‏ ولهذا قال(( : ابن حجرقال ابنبطال : أجمعوا على أن من أكره على الكفر واختار القتل أنه أعظمأجرا ً عند االله ممن اختار الرخصة. اه ((الآخرة لمخاطرته بأنفس ما عنده وهي نفسه في ذات االله تعالى. اه (وقال الملا علي القاري :سيد الشهداء" أي بعد الأنبياء أو سيد شهداء أحد "يوم القيامة")"أي ظهور سيادته في شهادته وسعادته يوم يقوم الناس لرب العالمين. اه (ثانيا ً : قال ابن الأخوة بعد قصة ذكرها :) فهذه كانت سيرة العلماء،‏ وعادام في الأمربالمعروف،‏ والنهي عن المنكر،‏ وقلة مبالام بسطوة الملوك لكنهم اتكلوا على فضل االلهأنيحرسهم،‏ ورضوا بحكم االله أن يرزقهم الشهادة فلما أخلصوا الله النية أثر كلامهم فيالقلوبال قاسية فلينها،‏ وأزال قساوا،‏ وأمالها للخير،‏ وأما الآن فقد استولى عليهم حب الدنيا،‏ ومناستولى عليه حب الدنيا لم يقدر على الحسبة على الأراذل فكيف على الملوك]( .[ معالم القربة : ٢١ والأكابرثانيا ً : سئل النبي صلى االله عليه وسلم أي الجهاد أفضل؟ فأجاب : )كلمة حق عند سلطان( جائر، والحديث رواه أحمد،‏ والترمذي،‏ والنسائي،‏ والضياء وصحح إسناده.قال ابن العماد وهو يعدد الشهداء الذين ذكروا في الأحاديث :ط َ ن ن محب آل ِ المصطفىق .... عند إمام ٍ جائر ٍ يقول ُ حقوم– رحمه االله ثالثا ً : قال الخطابيوإنما صار ذلك أفضل - : )ا لجهاد ، لأن من جاهد العدو كانمترددا ً بين الرجاء والخوف لا يدري هل يغلب أويغلب . وصاحب السلطان مقهور في يده،فهو إذا قال الحق وأمره بالمعروف فقد تعرض، وأهدف نفسه للهلاكللتلف ، فصار ذلكأفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوفاه.‏ .)...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


.السادسةبابضحك الرب عز وجل إلى قتيل ٍ وقاتله جمعتهماالجنةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥٣ ] ...............................................وقال المظهر : )وإنما كان أفضل لأن ظلم السلطان يسري في جميع من تحت سياسته وهو(جم، فإذا اه عن الظلم فقد أوصل النفع إلى خلق كثير بخلاف قتل كافر انتهىاهغفير.الحديث الخامس والثلاثون : عن أ َب ِي هريرة َ رضي االله عنه أ َن َّرسو ل َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه: (( وسل َّم ق َال َيضحك الل َّه إ ِل َى رجل َين ِ يق ْتل ُ أ َحدهما ال ْآخر كل َاهما يدخل ُ ال ْجنة َ ف َق َال ُوا:؟ ق َال َ ك َيف يا رسول َ: يق َاتل ُ هذ َا في سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ ف َيستشهد ث ُم يتوب الل َّه عل َىالل َّهال ْق َاتل ِ ف َيسلم ف َيق َاتل ُ في سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّف َيستشهد )) رواه مالك،‏ وأحمد،‏ والبخاري،‏. ومسلم وغيرهم: بعض فوائد الحديثالأولى : إثبات صفة الضحك الله عز وجل على ما يليقبجلاله .الثانية : أن الشهادة من أسباب دخول الجنة،‏ فالحديث دال على فضلها أيضا ً.الثالثة : الإسلام مع التسديد يجب ما قبله.الرابعة : أن الهداية والتوفيق إليها بيد االله عز وجل،‏ هذا مع سعة رحمته وجميل عفوه.الخامسة : هذا الفضل يحصل لمن كان قتاله في سبيل االله،‏ ففيه التحضيض على الإخلاصو الاستقامة: أن الولاء معقود على رابطة الإيمان لا غير،‏ فالقاتل لما كان كافرا ً كان عدوا ًاللهوللمؤمنين،‏ فلما آمن صار من جملة عباد االلهالمحبوبين .: السابعةحسن عرض العلم بالتشويق والترغيب،‏ وهذا ظاهر في الحديث،‏ ولذا بادرالصحابة رضي االله عنهمبسؤا ل النبي صلى االله عليه وسلم عن الرجلين المذكورين.متفرقاتأولا ً : بوب عليه البخاري بقوله :) باب ال ْك َافر ِ يق ْتل ُ ال ْمسلم ث ُم يسلم ف َيسدد بعد ويق ْتل ُ،(وجاء في صحيح مسلم تحت :باب بيان الرجل َين ِ يق ْتل ُ أ َحدهما ال ْآخر يدخل َان ال ْجنة َ)،(...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


.(ثانيا ً، ولكنه ذكر بعد ذلك روايات صريحة في أن القاتلالتائب في الحديث كان كافرا ً واالله أعلم.خامسا ًالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥٤ ] ...............................................وعند مالك : )باب الشهداءِ‏ في سب ِيل ِ الل َّه)، والنسائي في اتبي : )اجتماع ال ْق َاتل ِ وال ْمق ْتول ِفي سب ِيل ِ الل َّه في ال ْجنة،( وأبو عوانة : )بيان صفة وجوب الجنة للمقتول ولقاتله)، وابنذك ْر حبان : )ال ْب يان ب ِأ َن َّ الل َّه جل َّ وعلا َ ، ق َد يجمع في ال ْجنة بين ال ْمسلم ِ وق َاتله من ال ْك ُف َّار ِ ،إ ِذ ْ سدد بعد ذ َلك وأ َسل َم)، وفي موطن آخر : )ذك ْر ك َيفية اجتماع ِ ال ْق َاتل ِ ال ْك َافر ِ ال ْمسلم فيا سدد ال ْجنة (، وبوب عليه البيهقي بقوله : )باب الرجل َين ِ يق ْتل ُ أ َحدهما صاحبه ف َيدخلا َنإ ِذ َال ْجنة َ: قال العلامة السعدي عن الحديث المذكور :وهذا أيضا من) كمال وجمال إحسانهوسعة، فإن المسلم يقاتل في سبيل االله ويقتله الكافر،‏ فيكرم االله المسلم بالشهادة،‏ ثم يمنرحمتهاالله على ذلك الكافر والقاتل فيهدي ِه للإِسلام،‏ فيدخلان الجنة جميعا،‏ وهذا من تفريعجودهالمتتابع على عباده من كل وجه،‏ والضحك يكون من الأمور المعجبة التي تخرج عننظائرها،‏وهذه الحالة المذكورة كذلك،‏ فإن تسليط الكافر على قتلالمس لم في بادئ الأمر أمر غيرمحبوب،‏ ثم هذا المتجرئ على القتل يتبادر لأذهان كثير من الناس أنه يبقى علىضلالهويعاقب في الدنيا والآخرة،‏ ولكن رحمة االله وإحسانه فوق ذلك كله،‏ وفوق ما يظنالظانونويتوهم المتوهمون.[ ٥٥ ]( التنبيهات اللطيفة :ثالثا ً : قال ابن عبد البر عن الحديث :) وفيه دليل أن كل من قتل في سبيل االله فهو في الجنة- إن شاء االله - وكل من قاتل لتكون كلمة االله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى فهو. اه ( في الجنةرابعا ً : قال ابن حجر :قال ابن عبد البر) : معنى هذا الحديث عند أهل العلم أن القاتل الأول( القائل ابن حجر . قلت ) كان كافرا: وهو الذي استنبطه البخاري في ترجمته،‏ ولكن لا مانعأن يكون مسلما ً لعموم قولهثم يتوب االله على : "القاتل " كما لو قتل مسلم مسلما ً عمدا ً بلاشبهة ثم تاب القاتل واستشهد في سبيل االله،‏ وإنما يمنع دخول مثل هذا من يذهب إلى أنقاتل المسلم عمدا لا تقبل له توبة. اه (: قال السعدي : )وهذا الحديث من جملة الأحاديث المرغبة في الدخول في الإسلاموفتح أبواب التوبة بكل وسيلة؛ فإن الإسلام يجب ما قبله،‏ وما عمله الإنسان في حال...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابالصدق في طلب الشهادة يبل ِّغ منازله َا ولو لم ينلهابالقتل ِالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥٥ ] ...............................................كفره،‏ وقد أسلم على ما أسلف،‏ حتى الرقاب التي قتلها نصرا ً لباطله،‏ والأموال التي استولى(عليها من أجل. كل ذلك معفو عنه بعد الإسلاماهذلك.الحديث السادس والثلاثون : عن سهل ِ بن ِ حنيف رضي االله عنه أ َن َّ النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه: (( وسل َّم ق َال َمن سأ َل َ الل َّه الشهادة َ ب ِصدق ٍ بل َّغه الل َّه مناز ِل َ الشهداءِ‏ وإ ِن ْ مات عل َى فراشه((رواه أحمد،‏ ومسلم،‏ وأبو داود،‏ والترمذي،‏ والنسائي،‏ وابن ماجه.: بعض فوائد الحديثالأولى : علم االله تعالى بسرائر عباده وأنه لا تخفى عليه منهمخافية .الثانية : عظم مترلة الصدق،‏ وأن المعول عليه أولا ً هو صدق القلوب،‏ قال المناوي : )قيد )السؤال بالصدق لأنه معيار الأعمال ومفتاح بركاا وبه ترجى ثمراا. اه ((الثالثة : سعة فضل االله عز وجل وعظيم منته وكرمه وجوده.الرابعة : الحرص على نيل الشهادة والصدق في طلبها،‏ قال المناوي : )وفيه ندب سؤال ). اه )) الشهادة بنية صادقةالخامسة : فضلا لشهادة وعلو مراتب الشهداء.السادسة : تفاوت منازل الشهداء.السابعة : العزم على الأعمالالص الحة ونية ُ أدائها،‏ وأن َّ النية تبل ِّغ صاحبها من المراتب ما لم) يبلغه بعمله،‏ قال النووي : )وفيه استحباب سؤال الشهادة واستحباب نية الخير. اه ((الثامنة : أن من عزم على العمل الصالح واجتهد في القيام به ثم عجز عنه لمانع ٍ تفضل االله عليهبثوابه،‏ قال تقي الدين ا)) لسبكي :والذي نعتقده أن االله يعطيه مرتبة الشهداء لقصده وسؤالهوعدم تمكنه من الوصول إليها. اه ((متفرقاتأولا ً : بعض تبويبات الأئمة– رحمهم االلهباب استحباب ِ ط َل َب ِ : ) في صحيح مسلم تحت -:الشهادة في سب ِيل ِ الل َّه تعال َى)، وعند الترمذي تحت : )باب ما جاءَ‏ فيمن سأ َل َ الشهادة َ،(...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابجواز أن يقال فلان ٌ شهيد بظاهر الحال لا على سبيل الجزمبالمآلالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥٦ ] ...............................................والدارمي : )باب فيمن سأ َل َ الل َّه الشهادة َ،( وأبي عوانة : )بيان وجوب الشهادة لمن يسألهاها،‏ وإبلاغ ُ ب بصدق نية،‏وتطل َّ ه االلهُ‏ منازل َ الشهداء وإن لم يستشهد ومات على فراشه)، وابنحبان : )ذك ْر تبليغ ِ االلهِ‏ جل َّ وعلا َ مناز ِل َ الشهداءِ‏ من سأ َل َ الل َّه الشهادة َ وإ ِن ْ جاءَته من ِيته عل َىفراشه)، وساقه البيهقي تحت : )باب تمنى الشهادة ومسأ َل َتها.(ثانيا ً : تحصيل هذا الفضل قد عل ِّق على وجود أمرين : الأول : سؤال االله الشهادة،‏ أيأنيدعو الإنسان ربه بأن يرزقه الشهادة فيسبيله . الثاني : الصدق في طلبها،‏ وهذا وإن كان فيالأصل محل ُّه القلب إلا أن له علامات تدل عليه،‏ وهي في الجملة السعي الحقيقي لتحصيلأسباب الشهادة والبحث عنها في مظاا عند الإمكان،‏ ونحو ذلك،‏ كما قال تول َو عالى : ﴿أ َرادوا ال ْخروج ل َأ َعدوا ل َه عدة ً. واالله أعلم / [ ٤٦ التوبة ]﴾ثالثا ً : قال ابن القيم– رحمه االله) : -ولا ريب أن ما حصل للمقتول في سبيل االله من ثوابالشهادة تزيد كيفيته وصفاته على ما حصل لناوي ذلك إذا مات على فراشهو ن بلغ مترلة إ، فها هنا أجرانالشهيد : أجر وقرب، فإ ن استويا في أصل الأجر لكن الأعمال التي قام االعاملتقتض ي أثرا ً زائدا ً وقربا ً خاصا ً وهو فضل االله يؤتيه من يشاء.[ ٢١٨ : عدة الصابرين ](الحديث السابع والثلاثون : عن عمر بن ِ ال ْخط َّاب ِ: ل َما ك َان َ يوم خيبر - ق َال َ – رضي االله عنهأ َق ْبل َ نف َر من صحابة النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم: ف ُل َان ٌ شه ِيد ف ُل َان ٌ شه ِيدف َق َال ُوا ، حتى مرواعل َى رجل ٍ، ف َ ف َق َال ُوا : ف ُل َان ٌ شه ِيدق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّمك َل َّا إ ِني رأ َيته في : ((النار ِ في بردة غ َل َّها أ َو، ث ُم ق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم: يا ابن ال ْخط َّاب ِعباءَةاذ ْهب ف َناد في الناس ِ أ َنه ل َا يدخل ُ ال ْجنة َ إ ِل َّا، ق َال َ ف َخرجت ف َناديتال ْمؤمنون َ : أ َل َا إ ِنه ل َا يدخل ُال ْجنة َ إ ِل َّاال ْمؤمنون َ )) رواه أحمد،‏ ومسلم،‏ وابن حبان،‏ وغيرهم.: بعض معاني الكلماتالغلول : قال ابن الأثير : هو الخيانة في المغنموالسرق َ . ة من الغن ِيمة قبل القسمة: بعض فوائد الحديث...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥٧ ] ...............................................الأولى : جواز تسمية القتيل في حرب الكفار شهيدا ً وإطلاق هذا الوصف عليه ما لميعل َمذلك . بوجود مانع ٍ منالثانية : خطر الغلول ووجوب الحذر من قليلهوكثيره ، وأن الشهادة لا تكف ِّره.الثالثة : أن العبرة بالحقائق لا بمجرد الأسماء.الرابعة : نيل الشهادة متوقف على تحقيق ِ شروط وانتفاء موانع،‏ ومن موانعها الغلول.الخامسة : لا يدخل الجنة إلا المؤمنون،‏ قال النووي : )ومنها )أ نه لا يدخل الجنة أحد ممنمات على الكفر وهذا بإجماع المسلمين. اه ((متفرقاتأولا ً : جاء الحديث في مسلم تحت :) باب غل َظ تحر ِيم ِ ال ْغل ُول ِ وأ َنه ل َا يدخل ُ ال ْجنة َ إ ِل َّاال ْمؤمنون َ)، وعند الدارمي تحت : )باب ما جاءَ‏ فى ال ْغل ُول ِ من الشدة، وابن حبان في (: الأول تحت : ) موضعينذك ْر إ ِيجاب ِ دخول ِ النار ِ لل ْغال ِّ فيسب ِ يل ِ االلهِ‏ جل َّ وعلا َ،( والثاني :)ذك ْر نف ْي ِ دخول ِ ال ْجنة عن ِ ال ْغال ِّ في سب ِيل ِ االلهِ‏ جل َّ وعلا َ)، وساقه البيهقي تحت : )باب). ال ْغل ُول ُ ق َليل ُه وك َثيره حراموك َال ْغن ِيمة : ق َال َ بعضهم : ) قال ابن حجر الهيتمي : ثانيا ًف ي ذ َلك ال ْغل ُول ُ من ال ْأ َموال ِال ْمشترك َة بين ال ْمسلمين ومن بيت ال ْمال ِ والزك َاة انتهى. اه (ثالثا ً : قال الإمام البخاري– رحمه االله) : -، والظاهر أن هذا ( باب ل َا يق ُول ُ ف ُل َان ٌ شه ِيدمحمول ٌ على القطع بمآله في الآخرةله فيها درجة الشهداء،‏ ولهذا أردفه بقوله : )ق َال َ أ َبوونيهريرة َ عن النب ِي صل َّى الل َّه عل َيهوسل َّم : الل َّه أ َعل َم ب ِمن يجاهد في سب ِيله والل َّه أ َعل َم ب ِمن يك ْل َم( في سب ِيلهاه،‏ قال السندي : )ن شهيد باب لا يقول قوله : )فلا ( أي : بالنظر إلى أحوالالآخرة،‏ وأما بالنظر إلى أحكام الدنيا فلا بأس،‏ وإلا يشكل إجراء أحكام الدنيا واالله تعالىأعلم اه.‏ (...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


بابخطر الغلول وأنه موبق لصاحبه ولو ق ُتل فيالمعتركسرعة اتعاظ الصحابة بما يسمعون وعدم إصرارهم على المعصية كما فعل صاحب. الشراكينالسادسة .السابعةالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥٨ ] ...............................................الحديث الثامن والثلاثون : عن أبي هريرة َ– رضي االله عنه- قال : ))أ َه دى ر ِف َاعة ُ بن زيدلرسول ِ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم غ ُل َاما أ َسود يق َال ُ ل َه مدعم ف َوجه رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّهعل َيهوسل َّم إ ِل َى واديال ْق ُرى ، حتى إ ِذ َا ك ُنا ب ِوادي ال ْق ُرى بينما مدعم يحط ُّ رحل َ رسول ِ الل َّه صل َّىالل َّه عل َيه وسل َّم إ ِذ ْ جاءَه سهم عائر ف َأ َصابه ف َق َتل َه ف َق َال َالناس : هن ِيئ ًا ل َه ال ْجنة ُ ف َق َال َ رسول ُ الل َّهصل َّى الل َّه عل َيه: ك َل َّا وال َّذي نف ْسِي ب ِيده إ ِوسل َّم ن َّ الشمل َة َ ال َّتي أ َخذ َ يوم خيبر من ال ْمغان ِم ِ ل َمتصبها ال ْمق َاسم ل َتشتعل ُ عل َيه نارا.ق َال َ ف َل َما سمع الناس ذ َلك جاءَ‏ رجل ٌ ب ِشراك أ َو شراك َين ِ إ ِل َى رسول ِ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيهوسل َّم ف َق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه: شراك أ َو شراك َان من نار ٍوسل َّم )) رواه مالك-واللفظله - والبخاري،‏ ومسلم،‏ وغيرهم.الحديث التاسع والثلاثون : عن ث َوبان َ مول َى رسول ِ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم عن رسول ِ الل َّهصل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم أ َنه ق َال َ)) :من ف َارق الروح ال ْجسد وهو بر ِيءٌ‏ من ث َل َاث دخل َ ال ْجنة َال ْكبر ِ وال ْغل ُول ِوالدين ِ )) رواه أحمد،‏ والترمذي،‏ والنسائي،‏ وابن ماجه،‏ والحاكم وصححه،‏والبيهقي،‏ وغيرهم،‏ وصححه الألباني.: بعض فوائد الحديثالأولى : خطر الغلول،‏ ووجوب الحذر منه،‏ وحرمة قليله وكثيره،‏ وأن الشهادة لاتكف ِّره .الثانية : كون الشهادة طريقا ً للجنة ولو لم تنل أثناءالمقاتلة ، لقول الصحابة : هنيئا ً له الجنة –وقد أصابه سهم. غرب - وإنما عذ ِّب بما غل َّهال ثالثة : نيل حقيقة الشهادة متوقف على توفر شروط وانتفاء موانع.الرابعة : إثبات عذاب القبر،‏ لقوله عليه الصلاة والسلام : لتشتعل عليه نارا ً.الخامسة :: وجوب اجتنابالكب ر وتنقية القلب منه: أن المؤاخذة في الآخرة تكون على المخالفة في أعمال القلوب والجوارح.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٥٩ ] ...............................................الثامنة : وجوب اجتهاد المرء في البراءة من الدين ومن سائر حقوقالآدميين .التاسعة : اجتهاد المسلم في أن يخرج من الدنيا على أحسن حال ٍ وأتمها ظاهرا ًوباطنا ً .م تفرقات(أولا ً : ساق مالك الحديث الأول تحت :باب ما جاء في الغلول) ، وفي صحيح مسلم جاءتحت : )باب غل َظ تحر ِيم ِ ال ْغل ُول ِ وأ َنه ل َا يدخل ُ ال ْجنة َ إ ِل َّا ال ْمؤمنون َ(، وذكره أبو داود تحت :باب في تعظيم ِ ال ْغل ُول ِ ))، وابن حبان تحت : )ذك ْر نف ْي ِ دخول ِ ال ْج ِنان عن ِ الشه ِيد في سب ِيل ِالل َّه إ ِذ َا ك َان َ ق َد غ َل َّ وإ ِن ْ ك َان َ ذ َلك ال ْغل ُول ُ شيئ ًا يسِيرا.(ثانيا ً : قال ابن عبد البر :) فكل من غل شيئا في سبيل االله أو خان شيئا من مال االله جاء به، و يوم القيامة إن شاء االلهالغلول من حقوق الآدميين ولا بد فيه من القصاص بالحسنات. اه ( والسيئات، وقال الملا علي القاري :) وفيه ديد عظيم ووعيد جسيم في حق منيأكل من المال الذي يتعلق به حق جمع من المسلمين كمال الأوقاف وكمال بيت المال، فإنالتوبة مع الاستحلال أو رد حقوق العامة متعذرأ و متعسرمرقاة المفاتيح : ١٢ ١٩٤ /.[ ](ثالثا ً : قال تقي الدين السبكي :) ق َال َ ال ْعل َماءُ‏ : ال ْغل ُول ُ عظيم؛ لأ َن َّ ال ْغن ِيمة َ لل َّه تصدق ب ِهاعل َينا من عنده في ق َوله تعال َىواعل َموا أ َنما غ َن ِمتم من : "" ف َمن غ َشيءٍ‏ ل َّ ف َق َد عاند الل َّه‏،‏ وإ ِن َّال ْمجاهدين تق ْوى نف ُوسهم عل َى ال ْج ِهاد والث َّبات في مواقفه ِم عل ْما منهم أ َن َّ ال ْغن ِيمة َتق َس معل َيه ِم ف َإ ِذ َا غ ُل َّ منها خاف ُوا أ َن ْ ل َا يبق َى منها نصيبهم ف َيفرون َإل َيها ف َيك ُون ُ ذ َلك تخذيل ًالل ْمسلمين وسببا لانه ِزامه ِم ك َما جرى ل َما ظ َنوا يومأ ُحد ، ف َلذ َلك عظ ُم ق َدر ال ْغل ُول ِ،‏ ول َيس: [ ١٣٦ / ٤ فتاوى السبكي )[ ك َغير ِه من ال ْخيانة والسر ِق َة، وقوله : وليس كغيرهإلخ لعله ...يقصد في شدة الحرمة وقوة المؤاخذة لا أنه لا يؤاخذ ا أصلا ً،‏ فقد مر ما ذكره ابن عبدالبروالملا القاري واالله تعالىأعلم.‏...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


ونعني بالخاتمة وداع الدنيا والقدوم على االله والقلب مستغرقباالله عز وجل منقطع العلائقالأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٦٠ ] ...............................................خاتمة نسأل االله حسنهاالحديث: عن سهل ِ بن سعد –الأربعون رضي االله عنه- قال: قال َ رسول ُ االلهِ‏ صل َّى االلهُ‏ عليهوسل َّم : ))نما ال ْأ َعمال ُ ب ِال ْخواتيم ِإ ِ )) رواه البخاري،‏ وأحمد،‏ وغيرهماقال تعالى : ﴿ول َا تحسبن ال َّذين ق ُتل ُوا في سب ِيل ِ الل َّه أ َمواتا بل ْ أ َحياءٌ‏ عند ربه ِم يرزق ُون َ١٦٩ )( ف َر ِحين ب ِما آَتاهم الل َّه من ف َضلهويستب شرون َ ب ِال َّذين ل َم يل ْحق ُوا ب ِه ِم من خل ْفه ِم أ َل َّاخوف عل َيه ِم ول َا هم يحزنون َ )١٧٠( يستبشرون َ ب ِن ِعمة من الل َّه وف َضل ٍ وأ َن َّ الل َّه ل َا يضيع/ . [ ١٧١ - ١٦٩ آل عمران ]﴾ أ َجر ال ْمؤمن ِين: ) ر حمه االله – قال أبو حامد الغزالي-ولأجل شرف ذكر االله عز وجل عظمت رتبةالشهادة ، لأن المطلوب الخاتمة،در عبد ، فإن ق َ عنغيره على أن يجعل همه مستغرقا باالله عزوجل فلا يقدر على أن يموت على تلكالة إلا في صف القتالالح ، فإنه قطع الطمع عنمهجته وأهله وماله، بل من الدنيا كلهاوولده ، فإنه يريدها لحياته وقد هون على قلبه حياتهفي حب االله عز وجل وطلب مرضاتهفلا تجرد الله أعظم من ،ولذلك عظم أمر ذلك ؛الشهادة وورد فيه من الفضائل ما لا يحصى ... ثم القتل سبب، ا لخاتمة على مثل هذه الحالةفإنه لو لم يقتل وبقي مدة ربما عادت شهوات الدنيا إليه وغلبت على ما استولى على قلبه منذكر االله عز؛ ولهذا عظم خوف أهل المعرفة من الخاتمة، فإن القلب وإن ألزم ذكر االلهوجلعز وجل فهو متقلب لا يخلو عن الالتفات إلى شهوات الدنيا ولا، فإذا ينف ك عن فترة تعتريهتمثل في آخر الحال في قلبه أمر من الدنيا واستولى عليه وارتحل عن الدنيا والحالة هذهفيوشكأن يبقى استيلاؤه عليه فيحن بعد الموت إليه ويتمنى الرجوع إلى الدنيا وذلك لقلة حظهفيالآخرة إذ يموت المرء على ما عاش عليه ويحشر على ما ماتعليه ، فأسلم الأحوال عن هذاالخطر خاتمةالشهادة ، إذ لم يكن قصد الشهيد نيل َ مال أو أن يقال شجاع أو غير ذلك، بلحب االله عز وجل وإعلاءكلمته ، فهذه الحالة هي التي عبر عنهاإن االله اشترى من المؤمنين : "أنفسهم وأموالهم بأن لهم" ومثل هذا الشخص هو البائع للدنيا بالآ، وحالة الشهيد خرةالجنةتوافق معنى قولك لا إله إلا، فإنه لا مقصود لهاالله سوى االله عز وجل وكل مقصود معبود...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة[ ٦١ ] ...............................................وكل معبودإله ، فهذا الشهيد قائل بلسان حاله لا إله إلا االله إذ لا مقصود له سواهإحياء )[.[ ٢ ٩١ - ٨٩ / : علوم الدينوقال العراقي : )ف َإ ِن َّ ال ْإ ِنسان َ محث ُوث ٌ عل َى أ َن ْ يختم أ َعمال َه ب ِالصالحات في جميع ِ ال ْأ ُمور ِف َإ ِن َّ ال ْأ َعمال َ ب ِالخ َواتيم،‏ واالله أعلم]( [ ٤٧٨ / طرح التثريب : ٧نسأل االله حسن الختام بشهادة زكية مرضية علية يدخلنا ا الفردوس الأعلى معالنبيينوالصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا،‏ والحمد الله في الانتهاء كما حمدتهفيالابتداء،‏ والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء،‏ وآله وصحابته أنجم الاهتداء.كتبه / أبو يحيى الليبي) حسن قائد(ه / ١٤٣١ ذو الحجة / ٢٥ الأربعاءادعوا لإخوانكم ااهدينفي إخوانكمللإعلام مركز الفجرربيع الآخر ‎١٤٣٢‎ه...................................................... بقلم الشيخ ااهد( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )...................

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!