31.03.2014 Views

40-PDF

40-PDF

40-PDF

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١ ] ...............................................<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

االله ( - حفظه حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


في ف َضل ِ الشهادة<br />

و ط َل َب ِ ال ْحسنى وز ِيادة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢ ] ...............................................<br />

^ ربعون َ الأَ‏ ^<br />

ااهد بقلم الشيخ<br />

) ( حسن قائد أبو يحيى الليبي<br />

~ حفظه االله ~<br />

الشيخ تقديم<br />

االله عطية<br />

~ حفظه االله ~<br />

للإعلام مركز الفجر<br />

الآخر ‎١٤٣٢‎ه ربيع<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣ ] ...............................................<br />

قال الإمام ابن القيم رحمه االله :<br />

ا يه من المبذول ُ ف ف الث َّ ر ِ يها،‏ وع شتر ِ ف م ، وع ع لعة ف قدر الس ر ِ فإذا<br />

ر ِ<br />

ع ا في الوجود ه رتبت ا وم ه أ ْن م ش ل<br />

.<br />

ف َ لعة ُ أنت الس<br />

المشتر ي وااللهُ‏<br />

ت من جن<br />

ه والنظر إلى وجهه وسماع ك َ<br />

ه في دار ِ الأمن ِ والسلام.‏ لام<br />

والث َّ<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


: كتبه<br />

أبو عبد الرحمن جمال بن إبراهيم بن امحمد بن إبراهيم بن اشتيوي الليبي<br />

ا لمصراتي<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤ ] ...............................................<br />

الر حمن الرحيم بسم االله<br />

تقديم الشيخ عطية االله حفظه االله<br />

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله وآله وصحبه ومن اهتدى داه<br />

...<br />

أما بعد ، فقد قرأت الكتاب الموسوم ب<br />

" الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى<br />

وزيادة " من جمع وتأليف أخي الفاضل الشيخ أبي يحيى حسن قائد حفظه االله وسدده،‏ اقتدى<br />

فيه بطريقة كثير من أهل العلم في جمع أربعين حديثا ً في باب ٍ من العلم ومقصد من<br />

مقاصد<br />

الدين،‏ فوجدته كتابا ً بديعا ً في بابه على لطافته،‏ سهل َ العبارة محك َمها،‏ طيب الثمرة<br />

داني َ<br />

الجنى،‏ ورأيت فيه فوائد ودررا ً ونكاتا ً ولطائف قلما يجدها الإنسان ُ مجموعة في ك ُتيب ٍ<br />

ذا<br />

الحجم وذه السهولة،‏ مع ما في خلالها من التحقيقات المنيفة والإشارات العلمية<br />

الدقيقة،‏<br />

فنسأل االله أن يجزي أبا يحيى خير الجزاء وأن يبارك في سعيه وفي عمر ِه،‏ وأن يزيده من فضله<br />

.<br />

وإني أحث ُّ على الاعتناء بطبع الكتاب ونشره،‏ سائلا ً االله<br />

تعا لى أن يضع له القبول َ وينفع به<br />

ي المسلمين،‏<br />

ويح ي به قلوب رجال ِ الأمة ونسائها وفتياا وفتياا،‏ فواالله إن الشهادة َ لحياة ٌ<br />

كأسمى ما يتصور من معنى الحياة،‏ وإن الكلام فيها والتأليف والتحريض عليها والسعي<br />

إليها<br />

والدلالة على فضلها وعلى طريقها لسبيل ٌ إلى<br />

الحي اة والسعادة والكرامة والعزة الدنيوية<br />

. والأخروية<br />

فنسأل االله من فضله،‏ والحمد الله رب العالمين،‏ وصلى االله وسلم وبارك على عبده<br />

ورسوله<br />

نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم<br />

بإحسان .<br />

( المعروف بعطية االله )<br />

غرة ربيع الأول من سنة ‎١٤٣٢‎ه<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥ ] ...............................................<br />

بسم االله الرحمن الرحيم<br />

الحمد الله الذي أعطى فأجزل العطاء،‏ واتخذ من عباده المؤمنين شهداء،‏ فأكرمهم واصطفاهم<br />

خير اصطفاء،‏ وقال :<br />

﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل االله أمواتا ً بل أحياء<br />

﴾، والصلاة<br />

والسلا م على سيد الأنبياء وإمام الحنفاء محمد بن عبد االله وآله وأصحابه النجباء وبعد<br />

:<br />

فهذه أربعون حديثا ً في بيان عظم مترلة الشهادة وما تفضل االله به على أهلها وما يلزم<br />

من<br />

الشروط في تحصيلها،‏ والتعريف ببعض عوائقها،‏ انتخبتها وانتقيتها لتكون نبراسا ً<br />

يستضيء<br />

به كل من<br />

أرا د دخول الجنة من باا،‏ كتبتها تحريضا ً على نيل هذا الشرف العظيم،‏ وترغيبا ً<br />

لمن أراد بلوغ ذلك النعيم المقيم،‏ فإنه باب نجاة والناس عنه غافلون،‏ وطريق سلامة<br />

وأمان<br />

والكثير لغيره سالكون،‏ ومن رجا شيئا ً<br />

طلبه .<br />

ترجو النجاة َ ول َم تسل ُك مسالك َها ....<br />

إ ن َّ السفينة َ لا َ تجري على ال ْيبس ِ<br />

! بلى<br />

ومنهم من أخلد إلى الدنيا فحق أن يقال فيه<br />

﴿<br />

:<br />

ل َعمرك إ ِنهم ل َفي سك ْرته ِم<br />

/ [ ٧٢ الحجر ]﴾ يعمهون َ<br />

، يطل ُب بخلوده الخلود في غير ِ دار ِ الخلود وهيهات،‏ يود أحدهم لو<br />

ولو نالها يعمر ألف سنة<br />

– - فما بعدها إلا الممات،‏ وكم للموت على الف ُرش من شدائد<br />

وسكرات،‏ وفي الشهادة كمس القرصة بلا غ ُصص ٍ ولا ك ُربات،‏ فيا غافلين<br />

أ َتستبدل ُون َ ! : ﴿<br />

ال َّذي هو أ َدنى ب ِال َّذي هو خير<br />

/ [ ٦١ البقرة ]﴾<br />

، وقد علمتم أن أرواح الشهداء في أجواف<br />

الخ ُضر من الطير،‏<br />

تس رح في الجنان،‏ ومأواها قناديل تحت عرش الرحمن،‏ فلئن شككتم فالشك<br />

داء عضال،‏ ولئن استيقنتم فلم التلف ُّت ذات اليمين وذات الشمال،‏ تمنى خير البرية نيل َها<br />

مرات<br />

ومرات إعلاما ً بشرفها،‏ فهلا َّ ائتسيتم به فابتغيتموها في مظانها<br />

وسبلها !.<br />

فشمر –<br />

أخي - واطلبها قبل فوات الأوان،‏ واقطع حبال َ الآمال ِ وقل يا نفس : الآن الآن،‏<br />

فقد مضى من العمر ما مضى،‏ وانقضى من أيامه ما انقضى،‏ فجد وجد‏،‏ وانصب<br />

واجتهد،‏<br />

فالمعالي لا تدرك بالأماني،‏ والنعيم لا يطلب بالنعيم،‏ وقل<br />

:<br />

ا في المعالي نفوس ون ُ<br />

نا .... ومن يخطب ِ الحسناءَ‏ لم ي<br />

هر ا الم ه ل غ<br />

علين<br />

وإا ل َكلمات نيرات من مشكاة النبوة تسري إلى القلب فتبعث فيه الشوق إلى المنازل<br />

الأولى<br />

وخيامها،‏ وحورها وقصورها،‏ ومسكها وزعفراا،‏ وتحضه على الانفكاك من سبي<br />

الدنيا<br />

والتخلص من علائقها وعوائقها لينطلق إلى أبواب الجنان ولسان حاله يقول<br />

: واها ً لريح<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٦ ] ...............................................<br />

الجنة إني لأجد ريحها دون َ أ ُحد<br />

!<br />

، فلا يميله عنها إغراء ولا يحرفه إغواء،‏ كيف وما بينه وبين<br />

الجنة إلا أن يقتله هؤلاء فيكون من أهلها،‏ فلذا يشق طريقه نحوها واقر الج َنان رابط<br />

الجأش<br />

جريء الصدر،‏ حتى إذا خر في مصرعه قال : فزت ورب<br />

الكعبة !.<br />

فهو<br />

من تخب لكل ِّ قارئ ٍ،‏ لا سيما من يسلكون طريق الجهاد أهل غربة الزمان النزاع من<br />

القبائل،‏ فيقوي عزيمتهم كلما فترت،‏ ويشحذ همتهم إذا ضعفت،‏ ويحدو قافلتهم إذا<br />

كل َّت،‏<br />

ويؤملهم بقرب اللقاء ودنو الهناء وانقطاع العناء وإنما النصر صبر ساعة،‏ فيذلل به<br />

الصعب<br />

ويبدد النصب،‏ فما هي إلا لحظات من عمر الدنيا حتى يحمد القوم السرى،‏ وتحط<br />

ركابهم<br />

في رياض الجنات حيث لا صخب ولا وصب :<br />

﴿ جنات عدن يدخل ُونها ومن صل َح من<br />

آَبائه ِم وأ َزواج ِه ِم وذ ُرياته ِم وال ْمل َائك َة ُ يدخل ُون َ عل َيه ِم من ك ُل ِّ باب ٍ )<br />

( سل َام عل َيك ُم ب ِما ٢٣<br />

/ . [ ، ٢٤ ٢٣ الرعد ]﴾ صبرتم ف َن ِعم عق ْبى الدار ِ<br />

هذا وقد بوبت على الأحاديث المنتقاة بما بدا لي مما يناسبها،‏ وصغت الباب بناءً‏ على<br />

معنى<br />

صرح به الحديث،‏ أو ألمح إليه،‏ وحاولت أن يكون تسلسلها في الترتيب والتبويب<br />

يج ري وفق<br />

سير ااهد وما يلزمه فيه إلى أن يكتب االله له الشهادة ثم ما يكرمه االله به في عالم البرزخ<br />

وما<br />

بعده حتى يستقر حاله في جنات ور في مقعد صدق عند مليك مقتدر،‏ وأتبعتها<br />

ببعض<br />

الفوائد التي اجتهدت في استنباطها أو أفدا من أقوال بعض الأئمة فتارة ً أنشط ُ<br />

فأعز و،‏ وتارة ً<br />

أذكرها وأغدو،‏ ثم أردفت ذلك بمتفرقات متناثرات أذكر في جل ِّها ما بوب به بعض<br />

الأئمة<br />

على ذلك الحديث إشارة ً إلى فقههم وتعريفا ً بفضلهم،‏ وأحيانا ً أدون بعض المسائل<br />

الأخرى<br />

من غير استطراد ولا تطويل ٍ،‏ راجيا ً أن يكون أنيسا ً للمجاهدين في مراكزهم<br />

ومعس كرام<br />

ومضافام وأسفارهم وق ُبيل عمليام وقد سميته<br />

:<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى<br />

وزيادة<br />

وإني لأرجو من كل ِّ مطالع ٍ له أن لا ينساني من دعوة صالحة له من نفعها نصيب فيقال<br />

له<br />

فيها : ولك بمثل ٍ والحمد الله أولا ً<br />

وآخرا ً.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


.<br />

الرابعة<br />

باب<br />

لزوم إخلاص ِ النية في الأعمال ِ<br />

كل ِّها<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٧ ] ...............................................<br />

الحديث الأول : عن أمير المؤمنين عمر بن ِ ال ْخط َّاب ِ<br />

قا َل َ : سمعت رسول َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه<br />

: (( وسل َّم يق ُول ُ<br />

إنما الأعمال ُ بالنيات وإ ِنما لك ُل ِّ امرئ ٍ ما نوى ف َمن ك َانت هجرته إلى االلهِ‏<br />

ورسول ه فه ِجرته إلى االلهِ‏ ورسوله ومن ك َانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فه ِجرته<br />

إلى ما هاجر<br />

. إليه )) رواه البخاري ومسلم<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : أن أعمال القلوب<br />

ومنها الإخلاص<br />

- هي الأصل وأعمال الظاهر تابعة لها<br />

.<br />

–<br />

ا لثانية : يجب أن تكون عناية المسلم بإصلاح باطنه أشد من عنايته بمجرد ظاهره<br />

.<br />

وقد جمع العلامة ابن الحاج المالكي هذين المعنيين بقوله<br />

))<br />

:<br />

فالأصل الذي تتفرع عنه<br />

العبادات على أنواعها هو الإخلاص<br />

،<br />

وذلك لا يكون إلا بالقلب<br />

فعلى هذا الجوارح ،<br />

، فإن ا الظاهرة تبع<br />

ستقام الباطن استقام الظاهر جبرا<br />

، وإذا دخل الخلل في الباطن دخل<br />

للباطنة<br />

في الظاهر من باب<br />

أولى ، فعلى هذا ينبغي للمؤمن أن تكون همته وكليته في تخليص باطنه<br />

؛ إذ إ<br />

واستقامته ن أصل الاستقامة منه تتفرع وهو معدا<br />

( .[ ١ : ٧ / ] المدخل (<br />

: الثالثة<br />

قدر الثواب على الأعمال يكون بحسب<br />

ن ية العامل ِ وقصده قوة ً وضعفا ً وجودا ً<br />

وعدما ً<br />

: العمل الشرعي الذي ينتفع به صاحبه هو ما جمع بين صلاح الباطن بخلوص<br />

النية<br />

واستقامة الظاهر بسداد<br />

الأعمال .<br />

الخامسة : تضاعف أجر العمل الواحد بتعدد نيات عامله،‏ فالمقاتل في سبيل االله تعالى<br />

يمكن<br />

أن يجمع نيات<br />

كث يرة ً عند جهاده،‏ كالانقياد لأمر االله،‏ وإعلاء كلمته،‏ ونصرة المستضعفين،‏<br />

وفكاك المأسورين،‏ وحفظ حوزة المسلمين،‏ وإغاظة الكافرين إلى غير ذلك<br />

من<br />

المقاصد التي تندرج تحت هذه العبادة فاستحضار النية لكل ذلك يزيد في<br />

الثواب .<br />

السادسة : ضرورة إخلاص النية في سائر الأعمال<br />

.<br />

وبالجملة فقدر هذا الحديث معلوم‏،‏ ولا يكاد ينفك عنه باب من أبواب العلم،‏ وقد<br />

أطال<br />

العلماء في شرحه وبيانه،‏ واالله تعالى<br />

أعلم.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

وجوب أن يكون قتال المؤمن لإعلاء كلمة<br />

االله<br />

لداعيها إذ ربما جرت صاحبها إلى<br />

الهلكة طلبا ً لذكر الناس وثنائهم،‏ فيكون حظ ُّه من عمله<br />

!<br />

الرابعة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٨ ] ...............................................<br />

الحديث الثاني : عن أ َب ِي موسى رضي الل َّه عنه ق َال َ : جاءَ‏ رجل ٌ إ ِل َى النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه<br />

وسل َّم<br />

: الرجل ُ يق َاتل ُ لل ْمغنم ِ<br />

، والرجل ُ يق َاتل ُ للذ ِّك ْر ِ<br />

، والرجل ُ يق َاتل ُ ليرى مك َانه<br />

ف َق َال َ<br />

، ف َمن<br />

: (( في سب ِيل ِ الل َّه؟ ق َال َ<br />

من ق َاتل َ لتك ُون َ ك َلمة ُ الل َّه هي ال ْعل ْيا ف َهو في سب ِيل ِ<br />

. الل َّه )) متفق عليه<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : سؤال أهل العلم فيما يشكل من مسائل<br />

الدين .<br />

الثانية : تحري الصحابة معرفة َ الحق والتبين في الأمور وطلب الإقدام فيها على بصيرة<br />

.<br />

الثالثة : خطر الانقياد للنفس ِ،‏ والحذر من الاستجابة<br />

: فقد قيل<br />

: أن سبيل الحق واحد وسبل الباطل عديدة متفرقة<br />

.<br />

الخامسة : لزوم تجرد ااهد من حظ ِّ نفسه فلا يكون له مقصد إلا علو الحق ونصرته<br />

.<br />

السادسة :<br />

تط ابق صور العمل الظاهرة لا تستلزم توافق النوايا الباطنة،‏ وهذا المعنى يدل عليه<br />

أيضا ً الحديث السابق إذ صورة الهجرة والقتال واحدة ظاهرا ً ومتباينة قصدا ً،‏ كما قال العلامة<br />

) ابن الحاج المالكي : )<br />

فالهجرة على حد واحد في الفعل وإنما كانت هذه الله وهذه لغير االله<br />

تعالى<br />

لى ما انطوت عليه الجوارح الباطنة وهي النية<br />

، وقد قال الإمام أبو عبد االله مالك بن<br />

ع<br />

- رحمه االله تعالى أنس -<br />

: ألا ترى أن الساجد الله تعالى والساجد للصنم في صورة واحدة<br />

،<br />

وإنما كانت هذه عبادة وهذه كفرا بالنية<br />

(( .[ ٧ / ١ : ] المدخل<br />

السابعة : الحذر الشديد من قصد الدنيا بعمل الآخرة<br />

.<br />

الثامنة : شرف الجهاد وذلك لشرف مقصوده وهو إعلاء كلمة االله<br />

.<br />

التاسعة : في أن َّ القتال َ طريق لإعلاء كلمة االله والتمكين لشرعه،‏ إذ به تكون هي العليا<br />

.<br />

العاشرة : ميل النفس إلى تحصيل مكاسبها المعنوية<br />

كالشهرة وطلب المدح<br />

– - لا يقل عن<br />

حرصها على مكاسبها<br />

الماد ية،‏ وكل ٌّ موبق لها.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


وكل من قاتل لتكون كلمة االله العليا وكلمة<br />

الذين كفروا السفلى فهو في الجنة إن شاء االله<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٩ ] ...............................................<br />

الحادية عشرة : ضرورة تعهد ااهد نيته لتكون فقط لإعلاء كلمة<br />

االله ، قال الإمام الطحاوي<br />

- : )) رحمه االله –<br />

فيه أن المقاتل لا يستحق الشهادة بقتاله حتى يكون معه من نيته أن تكون<br />

. ا ه )) أع لى كلمة االله تعالى<br />

الثانية عشرة : الجهاد عبادة ٌ فهو مفتقر إلى الإخلاص وصلاح النية<br />

.<br />

الثالثة عشرة : قصر معنى<br />

في سبيل االله<br />

) ( هنا على من قصد بقتاله إعلاء كلمة االله<br />

.<br />

الرابعة عشرة : صحة اعتبار مفهوم المخالفة<br />

بشروطه<br />

– - في إثبات الأحكام الشرعية،‏ فما<br />

سأل عنه الرجل تصريحا ً نفاه النبي صلى االله عليه وسلم في إجابته<br />

مفهوما ً ، إذ لم يقل : من<br />

قاتل للمغنم فليس في سبيل االله،‏ ومن قاتل للذكر فليس في سبيل االله،‏ ومن قاتل ليرى<br />

مكانه<br />

فليس في سبيل االله،‏ مع أن الجواب ق ُصد به<br />

هذا.‏<br />

متفرقات<br />

: أولا ً : بعض تبويبات الأئمة<br />

بوب عليه البخاري بقوله :<br />

) باب من ق َاتل َ لتك ُون َ ك َلمة ُ الل َّه<br />

( وأيضا ً : ) هي ال ْعل ْيا<br />

باب من ق َاتل َ لل ْمغنم ِ هل ْ ينق ُص من أ َجر ِه<br />

(<br />

، وأ ُدر ِج عند مسلم تحت :<br />

)<br />

باب من ق َاتل َ لتك ُون َ ك َلمة ُ الل َّه هي ال ْعل ْيا ف َهو في سب ِيل ِ الل َّه<br />

(<br />

، وبوب عليه البيهقي بقوله :<br />

)<br />

باب بيان النية ال َّتى يق َاتل ُ عل َيها ليك ُون َ فى سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ<br />

(<br />

، وعند الترمذي تحت :<br />

)<br />

باب ما جاءَ‏ فيمن يق َاتل ُ ر ِياءً‏ وللدنيا<br />

،( والنسائي تحت : )<br />

من ق َاتل َ لتك ُون َ ك َلمة ُ الل َّه هي<br />

الني ة في ال ْقتال ِ باب )، وابن ماجه تحت : ) ال ْعل ْيا<br />

)، وابن حبان تحت : )<br />

ذك ْر وصف ال ْغزو ِ في<br />

سب ِيل ِ الل َّه ال َّذي يأ ْجر الل َّه من ف َعل َ ذ َلك<br />

.(<br />

ثانيا : قال تقي الدين السبكي :<br />

) والذي قاتل شجاعة أو رياء أو حمية ليس قتاله الله فليس<br />

في سبيل<br />

، وهذا مقطوع به<br />

، والظاهر أنه لا يسمى شهيدا<br />

؛ لأن المعنيين اللذين ذكرا في<br />

االله<br />

معنى اسم الشهيد ليسا<br />

فيه ، والنص لم يرد بتسميته وإنما نحن نظنه في الظاهر شهيدا لعدم<br />

، وقال ابن دقيق العيد [ ٣٤٤ : ٢ / فتاوى السبكي )[ الاطلاع على فساد نيته<br />

– رحمه االله<br />

: -<br />

)<br />

في الحديث دليل على وجوب الإخلاص في الجهاد وتصريح<br />

بأ ن القتال للشجاعة والحمية<br />

. اه ( والرياء خارج عن ذلك<br />

ثالثا ً : قال الإمام ابن عبد البر<br />

– رحمه االله<br />

) : -<br />

]( .[٣٤٥ / ١٨ التمهيد :<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

اجتناب الرايات العمية وخطر القتل ِ غضبا ً للعصبة في غير<br />

الحق<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١٠ ] ...............................................<br />

ن ريرة َ رضي االله ع ي ه ن أب ِ الحديث الثالث :<br />

ع ه إن َّ النبي صلى االلهُ‏ عليه وسل َّ<br />

من م قال : ((<br />

ق َاتل َ تحت راية<br />

: يغضب لعصبة<br />

، أ َو يدعو إ ِل َى عصبة<br />

، أ َو ينصر عصبة ً ف َق ُتل َ ف َقتل َة ٌ<br />

عمية<br />

ية ٌ<br />

جاهل )) رواه مسلم،‏ وأحمد،‏ والنسائي،‏ وغيرهم<br />

.<br />

: بيان معاني بعض الكلمات<br />

الراية : العل َم،‏ وليس المراد هنا هو حقيقة العل َم المرفوع على رؤوس الجند،‏ وإنما ما عق ُدت<br />

له<br />

تلك الراية،‏ وما اجتمع لأجله القوم وتناصروا للقتال،‏ ولهذا وصف الراية بأا ع‏ِمية،‏<br />

والع م ل ََ‏<br />

لا ينعت بذلك،‏ قال السندي<br />

– رحمه االله<br />

: - ))<br />

تحت راية : " وقوله<br />

عمية " كناية عن جماعة<br />

مجتمعين على أمر مجهول لا يعرف أنه حق أو باطل<br />

. اه ((<br />

ع‏ُمية : فعيلة قال النووي<br />

– رحمه االله<br />

: - ))<br />

هي بضم العين وكسرها لغتان مشهورتان والميم<br />

مكسورة مشددة والياء مشددة أيضا<br />

، قا<br />

لوا : هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه كذا قاله<br />

أحمد بن حنبل<br />

والجمهور ، قال إسحاق بن راهوية هذا كتقاتل القوم للعصبية<br />

. اه ((<br />

(( العصبة : قال الزمخشري :<br />

العصبة : بنو العم وكل من ليست له فريضة مسماة في الميراث<br />

إنما يأخذ ما يبقى بعد أرباب الفرائض فهو عصبة<br />

. والم اه ))<br />

قصود هنا هم أقارب الرجل<br />

وقومه الذين يغضب لهم ويغضبون له ويحتمي م وينصرهم في الحق والباطل،‏ وجاء في بعض<br />

( إلخ ... ينصر عصبية ً : ) روايات الحديث<br />

، قال أبو الفرج ابن الجوزي<br />

: رحمه االله –<br />

-<br />

))<br />

والعصبية نصرة القوم على هواهم وإن خالف الشرع<br />

. اه ((<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

ولى : وجوب أن يكون قتال المرء على بصيرة وعلم ٍ لا على عمى وهوى<br />

.<br />

الأ<br />

الثانية : الفرق بين القتال المشروع الذي لا ينصر إلا الحق،‏ وبين غيره مما تنصر به الأهواء<br />

.<br />

الثالثة : أصل العبرة في الراية فيما عقدت له لا مجرد الهيئات والأشكال والنقوش<br />

.<br />

الرابعة : حرمة<br />

الإق دام على قتال ٍ لا يراد به نصرة ُ الحق<br />

.<br />

الخامسة : أن الولاء معقود على أخوة الإيمان لا على العصبيات<br />

.<br />

السادسة : قد يتلبس المؤمن ببعض أعمال الجاهلية ويموت عليها ولا يخرجه ذلك عن الإيمان.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

ليس من العصبية قتال ُ المسلم دون نفسه أو عرضه أو حرمه أو<br />

ماله<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١١ ] ...............................................<br />

السابعة : كون القتال في أصله مشروعا ً لا يلزم أن يكون المقتول فيه<br />

شهيدا ً ، إذ قد يكون<br />

دافعه مجرد الغضب للقوم والعصبية لهم لا نصرة َ الحق<br />

.<br />

الثامنة : الحذر من التعصب المطلق لغير الحق سواء كان قبيلة ً أو شعبا ً أو أميرا ً أو عالما ً أو<br />

جماعة ً أو اسما ً أو مذهبا ً أو رأيا ً<br />

و و<br />

طنا ً أو غير ذلك،‏ قال شيخ الإسلام ابن تيمية –<br />

رحمه<br />

أ<br />

)) - : االله<br />

ف َمن تعصب لأ َهل ِ بل ْدته أ َو مذ ْهب ِه أ َو ط َر ِيق َته أ َو ق َرابته أ َو لأ َصدق َائه دون َ غ َير ِهم<br />

ك َانت فيه شعبة ٌ من ال ْجاهلية حتى يك ُون َ ال ْمؤمنون َ ك َما أ َمرهم الل َّه تعال َى معتصمين<br />

ب ِح له ب<br />

وكتاب ِه وسنة رسوله صل ّى االلهُ‏ عليه وسل َّم<br />

. اه ((<br />

التاسعة : عظيم خطر أمر النية في القتال<br />

.<br />

العاشرة : ضرورة التجرد للحق والتتره عن الأهواء والمضلات<br />

.<br />

: الحادية عشرة<br />

التمسك بالأمور الواضحات البينات،‏ وتجنب الملتبسات والمتشاات<br />

. والاستبر اء للدين والعرض<br />

متفرقات<br />

أولا ً : بعض تبويبات الأئمة<br />

– رحمهم االله<br />

:-<br />

أ ُدر ِج عند مسلم ٍ تحت :<br />

) باب وجوب ِ مل َازمة<br />

جماعة ال ْمسلمين عند ظ ُهور ِ ال ْفتن ِ وفي ك ُل ِّ حال ٍ وتحر ِيم ِ ال ْخروج ِ عل َى الط َّاعة ومف َارق َة<br />

( ال ْجماعة<br />

، وما ذكر في الباب أعلاه هو جزءٌ‏ من حديث أوله قول النبي صلى االله عليه وسلم<br />

) :<br />

من خرج من الط َّاعة وف َارق ال ْجماعة َ ف َمات مات ميتة ً جاهلية ً<br />

(<br />

، وذكره البيهقي تحت :<br />

)<br />

باب الترغيب ِ فى ل ُزوم ِ ال ْجماعة والتشديد عل َى من<br />

). ن زع يده من الط َّاعة<br />

الحديث الرابع : عن سعيد بن ِ زيد<br />

ق َال َ : ق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم<br />

من ق ُتل َ : ((<br />

، ومن ق ُت دون َ ماله ف َهو<br />

ل َ دون َ أ َهله ف َهو شه ِيد<br />

، ومن ق ُتل َ دون َ دين ِه ف َهو شه ِيد<br />

شه ِيد<br />

، ومن<br />

ق ُتل َ دون َ دمه ف َهو<br />

شه ِيد )) رواه أحمد،‏ وأبو داود،‏ والترمذي وقال : حديث ٌ حسن صحيح<br />

،<br />

والنسائي،‏<br />

. و أوله مروي في الصحيحين<br />

ومعنى الحديث واضح وتفاصيل أحكامه تراجع فيها الشروح.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

الجنة ُ تحت ظلال السيوف وهي<br />

مفاتيحها<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١٢ ] ...............................................<br />

الحديث الخامس : عن أ َب ِي بك ْر ِ بن ِ عبد الل َّه بن ِ ق َيس ٍ عن أ َب ِيه ق َال َ سمعت أ َب ِي وهو ب ِحضرة<br />

ال ْعدو<br />

: ق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّ<br />

م<br />

يق ُول ُ<br />

)) :<br />

إ ِن َّ أ َبواب ال ْجنة تحت ظل َال ِ السيوف<br />

،<br />

ف َق َام رجل ٌ رث ُّ ال ْهيئ َة<br />

: يا أ َبا موسى أ<br />

ف َق َال َ نت سمعت رسول َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم يق ُول ُ<br />

: نعم هذ َا ؟ ق َال َ<br />

، ق َال َ ف َرجع إ ِل َى أ َصحاب ِه ف َق َال َ<br />

ق ْرأ ُ عل َيك ُم السل َام<br />

أ َ ، ث ُم ك َسر جف ْن سيفه ف َأ َل ْق َاه<br />

ث ُم مشى ب ِسيفه إ ِل َى ال ْعدو ف َضرب ب ِه حتى<br />

ق ُتل َ )) رواه أحمد،‏ ومسلم،‏ والترمذي،‏ وابن<br />

. حبان<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : فضل الجهاد في سبيل االله وأنه طريق إلى الجنة ، قال النووي :<br />

) : معناه قال العلماء )<br />

أ ن الجهاد وحضور معركة القتال طريق إلى الجنة وسبب لدخولها<br />

. اه ((<br />

الثانية : حض المؤمن على أن يكون صاحب همة مجاهدا ً لا قاعدا ً مع الخالفين خائرا ً<br />

.<br />

الثالثة : كلما اقترب ااهد من عدوه ولاصقه عند منازلته كان أقرب للجنة<br />

فف يه فضيلة<br />

الانغماس وطلب الشهادة بذلك<br />

.<br />

الرابعة : الاقتداء بالنبي صلى االله عليه وسلم في التحريض على الجهاد<br />

.<br />

الخامسة : نشر العلم حتى عند مصاف ّة العدو،‏ وتبليغ الناس بما يناسب حالهم فيه<br />

.<br />

السادسة : حضور العلماء للقتال ومشاركتهم فيه بأنفسهم وتحريضهم عليه بألسنتهم<br />

.<br />

السابعة : كون أبواب الجنة تحت ظلال السيوف،‏ وفيه إشارة<br />

– - إلى أن الشهيد واالله أعلم<br />

ينال الجنة بمجرد مقتله،‏ قال العلامة ابن الحاج : )<br />

واالله ) ويظهر -<br />

أعلم - أن مكان المعركة<br />

وجلاد الكفار منه تنقل روح الشهيد حين الشهادة وتدخل<br />

الجنة ، كما جاء في القرآن<br />

. اه )) وصحيح الأخبار<br />

الثامنة : مشاركة أهل البذاذة والرثاثة في الجهاد<br />

.<br />

التاسعة : حرص ااهد على دخول الجنة بلزوم الجهاد والثبات عليه<br />

.<br />

العاشرة : ضرورة صبر العالم وعدم تضجره وإن روجع للاستيثاق والتأكد والتيق ُّن مما قال<br />

.<br />

الحادية عشرة : لا حرج في عزم ااهد أن يقاتل َ حتى يقتل َ طلبا ًً‏ للجنة بل ذلك من مناقبه.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


زيمة ورباطة الجأش وقوة اليقين وصرامة الإقدام وكمال التصديق،‏ كما قال الملا<br />

القاري<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١٣ ] ...............................................<br />

الثانية عشرة : قال الإمام ابن الجوزي<br />

– رحمه االله<br />

: - ))<br />

وإنما كسر الغمد على عزم ألا يغمد<br />

السيف ، وهذا الرجل كان صاحب همة عالية فلما صحت عنده الفضيلة جد نحوها<br />

. اه ((<br />

الثالثة عشرة : جواز توديع الرجل أصحابه قبل انغماسه في<br />

. ا لعدو<br />

متفرقات<br />

أولا ً : بعض تبويبات الأئمة<br />

رحمهم االله<br />

- : في صحيح مسلم أ ُدر ِج تحت : )<br />

باب ثبوت<br />

–<br />

، وعند ابن حبان تحت ( الجنة للشهيد<br />

) :<br />

ذك ْر رجاءِ‏ نوال ِ ال ْج ِنان ب ِالث َّبات تحت أ َظل َّة السيوف<br />

( البيهقي تحت : ) ، و في سب ِيل ِ الل َّه<br />

باب من تبرع ب ِالتعرض ِ لل ْق َتل ِ رجاءَ‏ إ ِحدى ال ْحسنيين ِ<br />

،(<br />

ما ذ ُ وابن أبي شيبة تحت<br />

) كر في فضل ِ الجهاد والحث ِّ عليه<br />

( بلفظ : )<br />

إ ِن َّ السيوف مف َاتيح<br />

ال ْجنة ( بدل إن الجنة تحت ظلال السيوف<br />

.<br />

ثانيا ً : قال البخاري : )<br />

باب ال ْجنة ُ تحت بار ِق َة<br />

، وق َال َ ال ْمغيرة ُ بن شعبة َ<br />

السيوف : أ َخبرنا نب ِينا<br />

صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم عن ر ِسال َة<br />

: من ق ُتل َ منا صار إ ِل َى ال ْجنة<br />

ربنا ، وق َال َ عمر للنب ِي صل َّى الل َّه<br />

عل َيه وسل َّم أ َل َيس<br />

تل َانا في ال ْجنة وق َتل َاهم في النار ِ<br />

؟ ق َال َ<br />

ق َ<br />

بل َى ( :<br />

، فقد ألمح بعض العلماء إلى أن<br />

جمع البخاري بين هذا التبويب وقول المغيرة وعمر<br />

رضي االله -<br />

عنهما - إلى أن حديث الجنة<br />

تحت ظلال السيوف يدل على فضل الشهادة في سبيل االله<br />

.<br />

: ) ثالثا ً : قال القرطبي<br />

وهو من الكلام النفيس الجامع الموجز المشتمل على ضروب من البلاغة<br />

مع الوجازة وعذوبة<br />

، فإنه أفاد الحض على الجهاد<br />

، والإخبار بالثواب عليه<br />

اللفظ<br />

، والحض<br />

على مقاربة<br />

، واستعمال السيوف<br />

العدو ، والاجتماع حين الزحف حتى تصير السيوف تظل<br />

)[ المتقاتلين<br />

.[ ٣٣ ٦ / فتح الباري :<br />

رابعا ً :<br />

بح سب الظاهر فإن في كسر هذا ااهد جفن سيفه وإلقائه له إتلافا ً للمال وتضييعا ً<br />

له،‏ وذلك منهي عنه لا سيما مع إمكان الانتفاع به بأن يسلمه أحد أصحابه،‏ ولكن<br />

– واالله<br />

أعلم - فإن مفسدة َ الإتلاف مغمورة ٌ بجانب مصلحة ما يتحصل من هذا المشهد مما يدل على<br />

مضاء الع<br />

: الغلاف إشعارا ً " ؛ أي - : (" رحمه االله –<br />

فألقاه بأنه لا يريد الرجوع إلى الدنيا بعد<br />

( إقباله على العقبى<br />

اه،‏ هذا مع ما يتبعه من تقوية قلوب إخوانه وتشجيعهم ووين أمر<br />

القتل في<br />

أعينه م،‏ ومن هنا بقي ذكر فعله مصاحبا ً لرواية هذا الحديث،‏ وإذا جاز للمرء<br />

الانغماس في صفوف العدو مع غلبة ظنه أم يقتلونه لأجل بعض المصالح التي ذكرها العلماء<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

عظم فضل ِ الثبات عند اللقاء وعلو مقام المقتولين في الصف<br />

الأول<br />

الحديث السادس : عن نعيم ِ بن ِ همار ٍ رضي الل َّه عنه أ َن َّ رجلا جاءَ‏ إ ِل َى النب ِي صلى االله<br />

عليه<br />

وسلم،‏ ف َق َال َ : أ َي الشهداءِ‏ أ َف ْضل ُ ؟ ق َال َ :<br />

(( ال َّذين يل ْق ُون َ ال ْق َوم في الصف ف َلا َ يل ْفتون َ<br />

وجوههم حتى يق َتل ُوا،‏ أ ُول َئك يتل َبط ُون َ في<br />

ال ْغرف<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١٤ ] ...............................................<br />

كتجرئة الجيش وإرهاب أعدائهم<br />

والجود بالنفس أقصى غاية الجود<br />

- فما جفن يكسره<br />

–<br />

صاحبه بجانب ما ذكر من !<br />

لح؟<br />

المصا ، وكم في الجهاد من الأمور التي تجوز فيه ولا تجوز في<br />

غيره،‏ بل منها ما ينقلب فعلا ً يحبه االله ويحمد عليه فاعله كالاختيال،‏ هذا ما ظهر لي<br />

في<br />

االله . المسألة والعلم عند<br />

رحمه – بوب البخاري<br />

االله - على حديث بقوله<br />

) :<br />

باب من ل َم ير ك َسر السلاح ِ عند<br />

، وقال الإمام ابن حجر ٍ ( ال ْموت<br />

– رحمه االله<br />

) : -<br />

ولعل المصنف لمح بذلك إلى من نقل عنه أنه<br />

كسر رمحه عند الاصطدام حتى لا يغنمه العدو أن لو<br />

قتل ، وكسر جفن سيفه وضرب بسيفه<br />

حتى<br />

، كما جاء نحو ذلك عن جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة<br />

، فأشار إلى أن هذا<br />

قتل<br />

شيء فعله جعفر<br />

غيره عن اجتهاد<br />

و ، والأصل عدم جواز إتلاف المال لأنه يفعل شيئا ً محققا ً في<br />

أمر غير محقق<br />

)[ فتح الباري لابن حجر : ٦ /<br />

.[ ٩٧<br />

ال ْعلا من<br />

ال ْجنة ، يضحك إ ِل َيه ِم ربك‏،‏ وإ ِذ َا<br />

ضحك ربك إ ِل َى عبد في موطن ٍ ف َلا َ حساب<br />

عل َيه )) رواه أحمد،‏ وأبو يعلى،‏ والطبراني في<br />

الأوسط ومسند الشاميين،‏ وابن أبي عاصم،‏ وصححه الشيخ الألباني<br />

.<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

يتمرغون . يتلبطون :<br />

ديث : بعض فوائد الح<br />

الأولى : إثبات صفة الضحك الله عز وجل على ما يليق بجلاله<br />

.<br />

الثانية : تفاضل الشهداء فيما بينهم وأم ليسوا على مرتبة واحدة<br />

.<br />

الثالثة : فضل الثبات في نحر العدو ومقاربتهم عند الترال ففيه فضيلة الانغماس أيضا ً<br />

.<br />

الرابعة : تضاعف الثواب بصحة القصد<br />

و ة القلب.‏ صدق ِ عزيم<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


.<br />

الثامنة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١٥ ] ...............................................<br />

الله ب عبد الحديث السابع : عن ِ<br />

ن ِ مسعود رضي االله عنه عن ِ النبي -<br />

صلى االله عليه وسلم<br />

ا<br />

-<br />

: )) ق َال َ<br />

عج ِب ربنا عز وجل َّ من رجل ٍ غ َزا في سب ِيل ِ الل َّه ف َانهزم<br />

- - ف َعلم ما يعن ِي أ َصحابه<br />

ق دمه عل َيه ف َرجع حتى<br />

أ ُهر ِي ، ف َيق ُول ُ الل َّه تعال َى لمل َائك َته انظ ُروا إ ِل َى عبدي رجع رغ ْبة ً فيما<br />

عندي وشف َق َة ً مما عندي حتى أ ُهر ِيق<br />

دمه واللفظ له أبو داود – )) رواه أحمد،‏ و<br />

-، وابن<br />

: حبان،‏ والحاكم وقال<br />

صحيح الإسناد ولم يخرجاه،‏ والبيهقي،‏<br />

وغيرهم وحسنه الشيخ<br />

. الألباني<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : إثبات صفة العجب الله عز وجل على ما يليق<br />

بجلاله .<br />

الثانية : ذكر االله لعبده وثناؤه عليه في الملأ الأعلى<br />

.<br />

الثالثة : فضيلة الجمع بين الرغبة والرهبة في الأعمال<br />

.<br />

الرابعة : أن العلم النافع هو الذي يورث<br />

ملا ً بمقتضاه،‏ لقوله : "<br />

إلخ فعلم ما عليه ...<br />

ع<br />

"<br />

الخامسة : في ثبات الغازي مع ازام صحبه معنى قوله تعالى :<br />

﴿ فقاتل في سبيل االله لا تكلف<br />

﴾. إلا نفسك<br />

: الخامسة<br />

فضل ثبات الرجل الواحد أمام الجمع الغفير إعذارا ً لنفسه،‏ ففيه مشروعية<br />

. الانغماس بل فضيلته<br />

السادسة : حرص<br />

الم رء على إراقة دمه في الجهاد وتقحمه لمظان ِّ ذلك رغبة ً فيما عند االله<br />

وشفقة مما عنده ليس من إلقاء الأيدي إلى التهلكة بل صاحبه ممدوح أعظم المدح<br />

.<br />

: السابعة<br />

قوة اليقين بالآخرة تورث قوة َ العمل ِ في الدنيا والصبر على مشاق ِّه،‏ والعكس<br />

بالعكس<br />

: حرمة الفرار من الزحف،‏ وأن صاحبه معرض للعقوبة لقوله :<br />

" فعلم ما عليه من<br />

الفرار " في بعض ألفاظ الحديث<br />

.<br />

التاسعة : فضل القيام بالحق عند تفريط الناس فيه وتضييعهم له<br />

.<br />

العاشرة : اجتماع الناس وتواطؤهم على المعصية لا يسوغ ُ مشاركتهم فيها،‏ بل الثناء<br />

على<br />

عنهم . مخالفهم المتميز<br />

الحادية عشرة : انتفاع المرء بعمله بحسب نيته وقصده<br />

.<br />

الثانية عشرة : ثبوت الجنة لمن استشهد في سبيل االله.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


.<br />

وروى الحاكم،‏ والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي الدرداء قال<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١٦ ] ...............................................<br />

الثالثة عشرة : فيه مشروعية الصمود للعدو استقتالا ً وطلبا ً للشهادة في مثل هذه الصورة<br />

.<br />

الرابعة عشرة : قد يكون الحق في غير جانب الكثرة الكاثرة<br />

فيصي به المرء الواحد ويخطئه الجم<br />

. الغفير<br />

متفرقات<br />

أولا ً : بعض تبويبات الأئمة<br />

– رحمهم االله<br />

-<br />

: ذكره أبو داود تحت :<br />

) باب في الرجل ِ يشر ِي<br />

)، والبيهقي تحت : ) نف ْسه<br />

باب ف َضل ِ الشهادة في سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ<br />

باب ما ( وكذا تحت : )<br />

جاءَ‏ في ق َول ِ الل َّه عز وجل َّ<br />

" :<br />

وأ َنفق ُوا في سب ِيل ِ الل َّه ولا َ تل ْق ُوا ب ِأ َيديك ُم إ ِل َى التهل ُك َة<br />

" ، وعند (<br />

ابن حبان تحت :<br />

) ذك ْر ال ْإ ِخبار ِ عما يستحب لل ْمرءِ‏ الاجتهاد في ل ُزوم ِ التهجد في سواد<br />

الل َّيل ِ،‏ والث َّبات عند إ ِق َامة ك َلمة الل َّه ال ْعل ْيا<br />

(<br />

، وحديثه فيه ذكر الرجل الذي ثار لصلاته بالليل<br />

. من بين أهله وحبه<br />

-: ) رحمه االله – ثانيا ً : قال المناوي<br />

فيه أن نية المقاتل في الجهاد طمعا ً في الثواب وخوف<br />

العقاب على الفرار معتبرة لتعليله الرجوع بالرغبة (<br />

. فيه اه<br />

ثالث رحمه االله ا ً : قال ابن القيم –<br />

) : -<br />

ويضحك من رجل هرب أصحابه عن العدو فأقبل إليه<br />

وباع نفسه الله ولقاهم نحره حتى قتل في محبته ورضاه<br />

(<br />

اه قلت الذي جاء في هذا الحديث<br />

عجب الرب سبحانه،‏ وقال البيهقي في الأسماء والصفات : رواه أبو عبيدة ، عن ابن مسعود<br />

من قوله<br />

موق وفا عليه رجلان يضحك االله عز وجل إليهما فذكرهما<br />

قال النبي صلى االله عليه :<br />

: ) وسلم<br />

ثلاثة يحبهم االله ويضحك إليهم ويستبشر<br />

م : الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها<br />

بنفسه الله عز وجل فإما أن يقتل وإما أن<br />

صره االله عز وجل ويكفيه<br />

ين ، فيقول انظروا إلى<br />

عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه<br />

( الحديث ...<br />

، قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير ورجاله<br />

ثقات . وحسنه الشيخ الألباني<br />

.<br />

فيكون صاحب هذا العمل قد اجتمع له ضحك االله له وعجبه منه،‏ وأكرم ا من فضيلة<br />

.<br />

– حمه االله ر رابعا ً : قال ابن حجر<br />

) : -<br />

وأما مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو<br />

فصرح الجمهور بأنه إن كان لفرط شجاعته<br />

،<br />

وظنه أنه يرهب العدو بذلك<br />

أو يجرئ ،<br />

المسلمين<br />

، أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة -<br />

فهو حسن<br />

، ومتى كان مجرد ور<br />

عليهم<br />

، ولا سيما إن ترتب على ذلك وهن في المسلمين واالله أعلم (<br />

اه.‏<br />

فممنوع<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

وأشرفه أفضل القتل<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١٧ ] ...............................................<br />

وكأم اشترطوا الشجاعة لئلا يحصل منه تردد وانتكاس في مثل هذا الموطن الذي يحتاج<br />

إلى<br />

ثبات يجرئ به من وراءَه من<br />

المسلمين .<br />

الحديث الثامن : عن عبد الل َّه بن ِ حبشي ال ْخث ْعمي أ َن َّ النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم سئل َ<br />

: أ َي<br />

(( ق َال َ أ َشرف ؟ ال ْق َتل ِ<br />

:<br />

من أ ُهر ِيق دمه وعقر جواده<br />

((<br />

رواه أحمد،‏ وأبو داود،‏ والنسائي،‏<br />

والدارمي،‏ والبيهقي،‏ وصححه الشيخ الألباني،‏ ورواه بعضهم بلفظ : أي الجهاد أفضل؟<br />

فأجاب عليه الصلاة والسلام :<br />

أن يع<br />

) قر جوادك ويهراق دمك<br />

.(<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

أهريق دمه : أريق دمه أي<br />

أ ُسي ِل َ .<br />

عقر : العقر ضرب القوائم بالسيف،‏ والمقصود هنا ق ُتل جواده<br />

.<br />

الجواد : هو الجيد من الخيل ذكرا ً كان أم أنثى<br />

.<br />

: من فوائد الحديث<br />

الأولى : شرف القتل في سبيل االله وتفاوت الناس<br />

فيه .<br />

الثانية : قد يكون الثواب على قدر المشقة أو المصاب،‏ وهذا منه<br />

.<br />

الثالثة : التحريض على طلب الشهادة والحرص على مراتبها العالية<br />

.<br />

الرابعة : فضل الثبات عند اللقاء<br />

.<br />

متفرقات<br />

أولا ً : بعض تبويبات الأئمة<br />

رحمهم االله<br />

- : ساقه البيهقي تحت : ) باب فضل ِ الش<br />

هادة في<br />

–<br />

سبيل ِ االلهِ‏ عز وجل َّ<br />

)، وابن ماجه تحت : )<br />

باب القتال ِ في سبيل ِ االلهِ‏<br />

)، وذكر سبحان الى ع ه وت<br />

ابن حبان نظيره تحت :<br />

) ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ أ َف ْضل َ ال ْج ِهاد ما رز ِق ال ْمرءُ‏ فيه الشهادة َ<br />

( ونحوه<br />

تحت : )<br />

ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ الل َّه جل َّ وعل َا<br />

يع طي من عقر جواده وأ ُهر ِيق دمه ما يؤتي عباده<br />

). الصالحين<br />

: قال الملا علي قاري –<br />

ثانيا ً رحمه االله<br />

في الكلام - : )<br />

كنايتان : عن قتله وقتل مركوبه<br />

، حيث<br />

اجتمع له الاجتهاد في الجهاد راكبا ً وماشيا ً ومالا ً (<br />

ونفسا ً اه.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


و أ<br />

باب<br />

إكرام االله للشهيد بإذهاب ألم القتل<br />

عنه<br />

و أ<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١٨ ] ...............................................<br />

ثالثا ً : وقال الط ِّي ِبي<br />

- رحمه االله<br />

قوله فأي القتل - : )<br />

؟ إنما كان لاهتمام هذه الخصلة<br />

؛<br />

أشرف<br />

والقيمة ، والرفعة ، لأن معنى الشرف هو القدر<br />

، وذلك أن مترلة درجة الشهيد الذي نال من<br />

درجات الشهادة أقصاها وغايتها هو الفردوس<br />

الأعلى ، وهذا الشهيد هو الذي بذل نفسه<br />

وماله وجواده في سبيل االله<br />

ع ع ، وق َ<br />

قب ِ الجواد كناية ٌ عن غاية شجاعته<br />

، وأنه كان مما لا<br />

ط ْ<br />

يطاق أن (<br />

ي اه ظفر به إلا بعقر جواده<br />

.<br />

الحديث التاسع : عن أ َب ِي هريرة َ رضي االله عنه أ َن َّ رسول َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم ق َال َ<br />

ما : ))<br />

يج ِد الشه ِيد من مس ال ْق َتل ِ إ ِل َّا ك َما يج ِد أ َحدك ُم مس<br />

ال ْق َرصة )) رواه أحمد،‏ والترمذي،‏<br />

والنسائي،‏ وابن ماجه،‏ والدرامي،‏ والبيهقي،‏ وابن حبان،‏ وبعضهم يرويه بلفظ<br />

ألم )<br />

( ألم القرصة ... القتل<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

. مس القتل : ألمه<br />

هو ، القرص ة : هو عض النملة<br />

خذ لحم الإنسان بأصبعيك حتى تولمه<br />

،<br />

أ<br />

البر . غيث ا لسع<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : فضل الشهادة في سبيل االله<br />

تعالى .<br />

الثانية : التحريض على طلب القتل في سبيل االله خوفا ً من سكرات الموت<br />

.<br />

الثالثة : لو لم يكن في فضل الشهادة إلا هذا لكفى<br />

.<br />

مت فرقات<br />

أولا ً : بعض تبويبات الأئمة<br />

– رحمهم االله<br />

: -<br />

ساق الترمذي الحديث َ تحت باب :<br />

) اءَ‏ ما ج<br />

واالله ( وكأنه – ف َ رابط ل ِ الم ُ ض في<br />

أعلم - يشير إلى أن هذه المزية ينالها المرابط سواءً‏ ق ُتل َ أو<br />

مات‏،‏ وعليه فيكون قوله عليه الصلاة والسلام<br />

من باب التغليب لا ( مس القتل : )<br />

التخصيص؛ لأن أكثر ما يرهب الناس ويخيفهم من الإقدام في الجهاد هو القتل ُ لأنه معاينة ٌ<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ١٩ ] ...............................................<br />

للموت في صورة تستثقلها النفوس كما قال تعالى : ﴿ ول َق َد ك ُنتم تمنون َ ال ْموت من ق َبل ِ أ َن ْ<br />

تل ْق َوه ف َق َد رأ َيتموه وأ َنتم تنظ ُرون َ<br />

، وبسببه يقع الفرار / [ ١٤٣ ع مران آل ﴾[<br />

وت ول َّى الأدبار كما<br />

قال عز وجل :<br />

﴿ ق ُل ْ ل َن ينف َعك ُم ال ْفرار إ ِن ْ ف َررتم من ال ْموت أ َو ِ ال ْق َتل ِ<br />

/ ، [ ١٦ الأحزاب ]﴾<br />

فذكره النبي صلى االله عليه وسلم إعلاما ً للفارق ِ بين ما يعاينه الناس من الجراح القاتلة الموجبة<br />

م وبين ما يجده القتيل من خف َّتها ويسرها،‏ قال المناوي –<br />

رحمه االله<br />

للآلا<br />

وهذه تسلية لهم - : )<br />

وييج ، والخطب الجسيم ، عن هذا الحادث العظيم<br />

ل لصبر على وقع السيوف واقتحام<br />

. اه ( الحتوف<br />

وساقه النسائي تحت باب :<br />

) ما يج ِد الشه ِيد من ال ْأ َل َم ِ<br />

ف َ ضل ِ باب )، وابن ماجه تحت : )<br />

( الشهادة فى سب ِيل ِ الل َّه<br />

، وعند ابن حبان تحت :<br />

) ذك ْر وصف ما يج ِد الشه ِيد من أ َل َم ِ ال ْق َتل ِ<br />

في سب ِيل ِ الل َّه جل َّ وعل َا<br />

،( والدرامي تحت : )<br />

). الش د هي ِ باب في فضل ِ<br />

– رحمه االله ثانيا ً : قال الط ِّي ِبي<br />

القرص الأخذ ُ بأطراف - : )<br />

ى بأداة الحصر ِ دفعا ً ، وأت الأ صابع<br />

لتوهم من يتصور أن ألمه يفضل على<br />

، وذلك في شهيد دون شهيد<br />

، شهيد يتلذذ ببذل<br />

ألمها<br />

مهجته في سبيل االله طيبة ً به نفسه كعمير بن الحمام وإلقاء ثمراته ولقائه الموت<br />

. اه (<br />

ثالثا ً : قال ابن القيم<br />

– رحمه االله<br />

ومن المعلوم : أن الخلق - : )<br />

كله ، وغاية هذا المؤمن م يموتون<br />

أن يستشهد في<br />

، وتلك أشرف الموتات وأسهلها<br />

؛ فإنه لا يجد الشهيد من الألم إلا مثل ألم<br />

االله<br />

، فليس في قتل الشهيد مصيبة زائدة على ما هو معتاد لبني آدم<br />

، فمن عد مصيبة هذا<br />

القرصة<br />

القتل أعظم من مصيبة الموت على الفراش فهو<br />

جاهل ، بل موت الشهيد من أيسر الميتات<br />

: .[ ٢ ١٩٤ / إغاثة اللهفان ]( وأفضلها وأعلاها<br />

الحديث العاشر : عن أ َنس ِ بن ِ مالك - رضي االله عنه – قال<br />

))<br />

:<br />

ل َما ط ُعن حرام بن مل ْحان َ<br />

- وك َان َ خال َه - يوم ب ِئ ْر ِ معونة َ ق َال َ ب ِالدم ِ هك َذ َا ، ف َنضحه عل َى وجه ِه<br />

: و رأ ْسه ، ث ُم ق َال َ<br />

ف ُزت ورب<br />

. ال ْك َعبة )) رواه البخاري<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : للحديث قصة ٌ طويلة ٌ فيها فقه كبير ومعاني جمة ٌ،‏ وما ذكر هنا هو<br />

بعضها .<br />

الثانية : حصول الشهادة للمسلم وإن ق ُتل َ غدرا ً بغير مواجهة<br />

.<br />

الثالثة : أن نيل الشهادة في<br />

س بيل االله أعظم فوز ٍ للمسلم،‏ فليحرص عليها الصادقون<br />

.<br />

الرابعة : تحقير الجراح في سبيل االله وآلامها بالنظر للفرح بتحصيل الشهادة وفوزها.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

الشهداء لا يفتنون في<br />

قبورهم<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢٠ ] ...............................................<br />

الخامسة : يؤ الصحابة واستعدادهم لوداع الدنيا في كل ِّ لحظة فما أن ط ُعن حتى نطق بقوله<br />

:<br />

فزت ورب<br />

. الكعبة . فكن مثلهم<br />

الحديث الحادي عشر : عن راشد بن ِ سعد عن رجل ٍ من أ َصحاب ِ النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه<br />

وسل َّم أ َن َّ رجل ًا<br />

: يا رسول َ الل َّه ما بال ُ ال ْمؤمن ِين يف ْتنون َ في ق ُبور ِهم إ ِل َّا الشه ِ<br />

؟ ق َال َ يد<br />

ق َال َ<br />

:<br />

))<br />

ك َف َى ب ِبار ِق َة السيوف عل َى رأ ْسه<br />

فتنة ً )) رواه النسائي،‏ وأبو نعيم في معرفة الصحابة،‏ وابن<br />

أبي عاصم في الجهاد،‏ والديلمي،‏ وصححه الشيخ الألباني<br />

.<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

لمعاا . بارقة السيوف :<br />

الفتنة : الاختبار والامتحان،‏ والمراد ا ه<br />

. أعلم - سؤال القبر واالله نا –<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : حرص الصحابة رضي االله عنهم على التفق ُّه في الدين ومعرفة ما<br />

ينفعهم .<br />

الثانية : إثبات سؤال القبر وفتنته<br />

.<br />

الثالثة : أن الشهداء لا يفتنون في قبورهم،‏ وسيأتي في حديث :<br />

) ويجار من عذاب القبر<br />

.(<br />

الرابعة : فضل<br />

. ال شهادة في سبيل االله تعالى<br />

الخامسة : أن ملازمة الجهاد والصبر على شدائده علامة ُ براءة من النفاق،‏ قال السندي –<br />

)) - : رحمه االله<br />

أي ثبام عند السيوف وبذلهم أرواحهم الله تعالى دليل إيمام فلا حاجة إلى<br />

. اه )) السؤال<br />

السادسة : حاجة ااهد إلى الصبر ِ ويقين ِ القلب ِ وقوة الإيمان<br />

.<br />

السابعة : أن الجهاد ابتلاء يمحص الصادق من المنافق ويميز الخبيث من الطيب<br />

.<br />

متفرقات<br />

أولا ً : قال القرطبي – رحمه االله<br />

) : -<br />

معناه : أنه لو كان في هؤلاء المقتولين نفاق كان إذا<br />

التقى الزحفان وبرقت السيوف<br />

؛ لأنه من شأن المنافق الفرار والر<br />

وغان عند ذلك<br />

فروا<br />

ومن ،<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


أن الفتنة في القبر بسؤال الملكين إنما هي لاختبار ما عند المرء من حقيقة الإيمان<br />

والتص<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢١ ] ...............................................<br />

شأن المؤمن البذل والتسليم الله<br />

، وهيجان ُ حمية االله والتعصب له لإعلاء كلمته<br />

، فهذا قد<br />

نفسا<br />

أظهر صدق ما في ضميره حيث برز للحرب والقتل فلماذا يعاد عليه السؤال في<br />

]( .[ التذكرة : ١٦٧ القبر؟<br />

رحمه االله - ثانيا ً : وصاغ ابن القيم<br />

أعلم - قد امتحن نفاقه واالله عناه - م - هذا المعنى بقوله : )<br />

من إيمانه ببارقة السيف على<br />

، فلم يفر<br />

رأسه ، فلو كان منافقا لما صبر ببارقة السيف على<br />

، فدل على أن إيمانه هو الذي حمله على بذل نفسه الله وتسليمها له<br />

، وهاج من قلبه<br />

رأسه<br />

حمية الغضب الله ورسوله وإظهار دينه وإعزاز<br />

كلمته ، فهذا قد أظهر صدق ما في ضميره<br />

حيث برز للقتل فاستغنى بذلك عن الامتحان في قبره<br />

]( .[ الروح : ٨١<br />

ثالثا ً : قال العلامة ابن النحاس<br />

– رحمه االله<br />

ومعنى قوله - : )<br />

:" كفى ببارقة السيوف على رأسه<br />

" : فتنة<br />

ديق،‏ ولا شك بأن من وقف للقتال ورأى السيوف تلمع وتقطع،‏ والأسنة<br />

تبرق<br />

وتخرق،‏ والسهام ترشق وتمرق،‏ والرؤوس تندر،‏ والدماء تثعب،‏ والأعضاء تتطاير،‏<br />

والناس<br />

بين قتيل وجريح وطريح،‏ فثبت على ذلك،‏ ولم يول الدبر،‏ ولم ينهزم وجاد بنفسه الله تعالى<br />

إيمانا به وتصديقا بوعده<br />

ووعي ده،‏ كما وصف االله المؤمنين في قوله تعالى<br />

‏﴿ول َما رأ َى :<br />

ال ْمؤمنون َ ال ْأ َحزاب ق َال ُوا هذ َا ما وعدنا الل َّه ورسول ُه وصدق الل َّه ورسول ُه وما زادهم<br />

إ ِل َّ ا إ ِيمانا<br />

/ [ ٢٢ الأحزاب ]﴾ وتسليما<br />

، فيكفيه هذا امتحانا لإيمانه<br />

واختبار ا له وفتنة،‏ إذ لو كان عنده<br />

شك أو ارتياب لولى الدبر،‏ وذهل عما هو واجب عليه من الثبات،‏ وداخله الشك<br />

والارتياب،‏ كما قال تعالى<br />

﴿ :<br />

وإ ِذ ْ يق ُول ُ ال ْمنافق ُون َ وال َّذين في ق ُل ُوب ِه ِم مرض ما وعدنا الل َّه<br />

/ ، في [ ١٢ الأحزاب ﴾[ ورسول ُه إ ِل َّا غ ُرورا<br />

كفي الشهيد هذا الامتحان من سؤال الفتان،‏ واالله<br />

)[ أعلم<br />

.[ ٧٣٥ مشارع الأشواق :<br />

- : ) رحمه االله – رابعا ً : قال المناوي<br />

وظاهره اختصاص ذلك بشهيد المعركة لكن أخبار<br />

بالتعميم اه.‏ الرباط تؤذن (<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

ما اختص االله به عامة َ الشهداءِ‏ من عظيم<br />

الخصال<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

:<br />

الأولى فيه ما اختص االله به الشهيد من الفضائل العظيمة من أول مقتله حتى منتهى<br />

. مستقره<br />

الثانية .<br />

الثالثة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢٢ ] ...............................................<br />

الحديث الثاني عشر : عن ِ ال ْمق ْدام ِ بن ِ معد يك َر ِب<br />

: ق َال َ رسول ُ الل َّه -<br />

ق َال َ صلى االله عليه<br />

- )) وسلم<br />

للشه ِيد عند الل َّه ست خصال ٍ يغف َر ل َه في أ َول ِ دف ْعة<br />

، وي<br />

رى مق ْعده من ال ْجنة ويجار<br />

من عذ َاب ِ<br />

،ِ ويأ ْمن من ال ْف َزع ِ الأَك ْبر ِ<br />

، ويوضع عل َى رأ ْسه تاج ال ْوق َار ِ<br />

، ال ْياق ُوتة ُ منها خير<br />

ال ْق َبر<br />

من الدنيا وما<br />

، ويزوج اث ْنتين ِ وسبعين زوجة ً من ال ْحور ِ ال ْعين ِ<br />

، ويشف َّع فى سبعين من<br />

فيها<br />

)) رواه أحمد،‏ والترمذي –<br />

ظ له واللف<br />

أ َق َار ِب ِه<br />

-<br />

، وابن ماجه،‏ وصححه الشيخ الألباني<br />

.<br />

الحديث الثالث عشر : عن أبي الدرداءِ‏ رضي االله عنه<br />

: ق َال َ رسول ُ الل َّه -<br />

ق َال َ صلى االله عليه<br />

- : )) وسلم<br />

يشف َّع الشه ِيد فى سبعين من أ َهل ِ<br />

بيته )) رواه البزار،‏ و أبو داود،‏ والآجري في<br />

الشريعة،‏ وابن<br />

ح بان،‏ والبيهقي،‏ وصححه الألباني<br />

.<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

خصال : جمع خصلة‏،‏ قال في القاموس : الخصلة : الخ َل َّة ُ<br />

والف َض ب يل َة ُ والرذيل َة ُ أو قد غ َل َ <br />

على الف َضيل َة اه فالمقصود هنا أن للشهيد ست فضائل وخلال<br />

.<br />

الحور العين : أي نساء الجنة واحدا<br />

، وهي الشد<br />

حوراء يدة بياض العين الشديدة سوادها<br />

،<br />

والع ين جمع عيناء وهي الواسعة العين<br />

.<br />

: فضل الشهادة في سبيل االله تعالى<br />

: إكرام االله للشهيد بتعدي<br />

فض له حتى شف َّعه في سبعين من أهل بيته<br />

.<br />

الرابعة :<br />

مغفرة كل ذنوب الشهيد ومحوها عند أول صبة من دمه إلا ما استثني منها وسيأتي<br />

.<br />

الخامسة : لما سعى الشهيد في بذل روحه لإعزاز الدين ورفعته وتعظيمه كافأه االله<br />

بإلباسه<br />

تاج الوقار الذي هو سبب العزة والعظمة والشرف،‏ ففيه معنى الجزاء من جنس<br />

العمل.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

ما يكر ِم به رب العزة بعض الشهداءِ‏ زيادة ً في<br />

الفضل<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢٣ ] ...............................................<br />

متفرقات<br />

أولا ً : بعض تبويبات الأئمة<br />

– رحمهم االله<br />

-: رواه الترمذي تحت : )<br />

)، باب في ث َواب ِ الشه ِيد<br />

وابن ماجه تحت :<br />

) باب ف َضل ِ الشهادة في سب ِيل ِ الل َّه<br />

.(<br />

، والحديث الثاني عند أبي داود :<br />

(<br />

يش ، وعند ابن حبان تحت ف َّع باب في الشه ِيد )<br />

) :<br />

ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ الشه ِيد في ال ْقيامة يشف َع<br />

). في سبعين من أ َهل ِ بيته<br />

ثانيا ً : قال الملا على قاري –<br />

رحمه االله - : )<br />

يزوج أي يعط<br />

و ى بطريق الزوجية ثنتين وسبعين<br />

، في التقييد بالثنتين والسبعين إشارة إلى أن المراد به التحديد لا التكثير<br />

، ويحمل على أن<br />

زوجة<br />

هذا أقل ما<br />

يعط ى ولا مانع من التفضل بالزيادة عليها<br />

مرقاة المفاتيح : ١١ ٤٨١ /<br />

.[ ](<br />

الحديث الرابع<br />

: عن جابر بن عبد االله –<br />

عشر رضي االله عنه<br />

- قال<br />

: قال لي رسول االله صلى<br />

أف االله عليه وسلم :<br />

ل َا أ ُبشرك ب ِما ل َقي الل َّه ب ِه أ َباك ق َال َ ق ُل ْت بل َى يا رسول َ الل َّه ق َال َ<br />

: ما ك َل َّم<br />

))<br />

الل َّه أ َحدا ق َط ُّ إ ِل َّا من وراءِ‏<br />

حجاب ٍ ، وأ َحيا أ َباك ف َك َل َّمه كف َاحا ف َق َال َ يا عبدي تمن عل َي<br />

أ ُعطك<br />

: يا رب تحي ِين ِي ف َأ ُق ْتل َ فيك ث َان ِية ً ق َال َ الرب عز وجل َّ<br />

: إ ِنه ق َد سبق مني أ َنهم إ ِل َيها<br />

ق َال َ<br />

ل َا يرجعون َ ق َال َ<br />

: وأ ُنز ِل َت هذه ال ْآية ُ : ﴿<br />

ول َا تحسبن ال َّذين ق ُتل ُوا في<br />

﴾)) رواه س ب ِيل ِ الل َّه أ َمواتا<br />

- وقال : واللفظ له – الترمذي<br />

حسن غريب،‏ وابن ماجه،‏ وابن حبان،‏ وابن خزيمة،‏<br />

وغيرهم،‏ ورواه أحمد،‏ والحميدي،‏ وأبو يعلى مختصرا ً،‏ وحسنه الألباني والأرناؤط<br />

.<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

كفاحا ً : أي مواجهة ً ليس بينه وبينه حجاب ولا<br />

رسول ٌ .<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : فضل ُ تبشير المؤمن بالخير ِ وتفريج الغم<br />

عنه .<br />

الثانية : إثبات صفة الكلام الله عز وجل،‏ وأنه يتكلم بما شاء متى شاء وكيف شاء سبحانه<br />

.<br />

الثالثة : سعة فضل االله عز وجل وأنه يخص به من يشاء من عباده،‏ قال العيني : )<br />

وفيه فضيلة )<br />

عظيمة لم تسمع لغيره من الشهداء في دار الدنيا<br />

اه.‏ ))<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢٤ ] ...............................................<br />

الرابعة : نف َى النبي صلى االله عليه وسلم أن يكون االله قد كل َّم أحدا ً مواجهة ً قبل عبد االله بن<br />

- رضي االله عنه – حرام ٍ<br />

ولكن لم ينف إمكان وقوع ذلك لأحد<br />

بعده،‏ من الشهداء<br />

فتخصيصه بالذكر لا ينفي وقوع مثله لمن لم يتوجه النفي إليه توجها ً بينا ً،‏ واالله أعلم<br />

.<br />

الخامسة : عظم مترلة من يقتل في سبيل االله تعالى حيث لم يتمن‏،‏ عبد االله بن حرام ٍ شيئا ً<br />

– مع<br />

أن من يكل ِّمه رب العزة خالق كل ِّ شيءٍ‏<br />

ومالكه - إلا أن يعاد إلى الدنيا ليقتل مرة ً أخرى،‏<br />

فلله كم في الشهادة من سر لا يدرك كنهه إلا بعد معاينته<br />

.!<br />

السادسة :<br />

أن حياة َ البرزخ تختلف عن الحياة الدنيا،‏ فلا تقاس عليها في شيء،‏ ولهذا قال عبد<br />

االله )<br />

تحييني ( أي تردني حيا ً إلى الدنيا،‏ وإلا فهو حي في البرزخ حياة الشهداء يكل ِّم االله<br />

سبحانه ويسأله،‏ قال السندي<br />

– رحمه االله<br />

: - ))<br />

أي أحيني في<br />

، الدنيا ، وإلا فالشهداء أحياء<br />

وهو حي يتكلم فكيف يطلب الإحياء وهو تحصيل الحاصل<br />

. اه ((<br />

السابعة :<br />

منقبة عظيمة لعبد االله بن حرام ٍ رضي االله عنه<br />

.<br />

متفرقات<br />

أولا ً : بعض تبويبات الأئمة<br />

– رحمهم االله<br />

- : عند ابن حبان تحت : )<br />

ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ الل َّه جل َّ<br />

وعلا َ<br />

ك َل َّ م عبد االلهِ‏ بن عمر ِو بن ِ حرام ٍ بعد أ َن ْ أ َحياه كف َاحا<br />

)، و<br />

) باب ف َضل ِ ابن ماجه تحت :<br />

). الشهادة في سب ِيل ِ الل َّه<br />

ثانيا ً : خرج عبد االله بن حرام<br />

رضي االله عنه<br />

– - للقتال وحرص على نيل الشهادة ذلك اليوم<br />

بعلم النبي صلى االله عليه وسلم،‏<br />

وكا ن عليه دين كثير حتى اهتم له ابنه بعده،‏ ولم ينكر عليه<br />

صلى االله عليه وسلم خروجه مع علمه بذلك،‏ ولم يمنعه من الغزو لأجل دينه‏،‏ بل نال<br />

هذه<br />

المنقبة العظيمة التي لا يعدلها شيءٌ‏ ولم تكن لأحد قبله،‏ فإما أن يكون ذلك قبل<br />

ورود<br />

يغفر للشهيد كل ذنب ٍ إلا : " حديث<br />

ن<br />

الدي " رواه مسلم،‏ وإما أن يستثنى من ذلك من لا يجد<br />

وفاءً‏ أو أقام على قضائه كفيلا ً؛ لأن ابنه جابرا ً بمترلة الكفيل،‏ أو يقال إن غزوة أحد كان<br />

القتال فيها فرض عين ٍ للدفع عن المدينة<br />

-<br />

كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام – وعليه فلا يجب<br />

استئذان الدائن،‏ وأن من ق ُتل في مثل هذه الحال ِ يغفر له كل ُّ ذنب ٍ حتى الدين ما لم يكن<br />

ترك<br />

أعلم.‏ القضاء عن تفريط واالله<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


المعنى<br />

يلحق أيضا بتمني رجوع الشهيد إلى الدنيا ليقتل عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢٥ ] ...............................................<br />

– رحمه االله قال ابن قدامة<br />

) : -<br />

وإ ِن ْ ترك وف َاءً‏ ، أ َو أ َق َام ك َفيل ًا،‏ ف َل َه ال ْغزو ب ِغير ِ<br />

إذ ْن ، نص عل َيه<br />

أ َحمد في من ترك وف َاءً،‏ لأ َن َّ عبد<br />

الل َّ ه بن حرام ٍ أ َبا جاب ِر ِ بن ِ عبد الل َّه خرج إل َى أ ُحد‏،‏ وعل َيه<br />

دين ك َثير‏،‏ ف َاستشه ِد‏،‏ وق َضاه عنه ابنه ب ِعل ْم ِ النب ِي‏،‏ ول َم يذ ُمه النب ِي صل َّى الل َّه<br />

عل َي ه وسل َّم عل َى<br />

ذ َلك‏،‏ ول َم ينكر<br />

" فعل َ ه‏،‏ بل ْ مدحه‏،‏ وق َال َ<br />

:<br />

ما زال َت ال ْمل َائك َة ُ تظل ُّه ب ِأ َجن ِحتها ، حتى<br />

، وق َال َ لابن ِه جاب ِر " رف َعتموه<br />

" :<br />

أ َشعر ت أ َن َّ الل َّه أ َحيا أ َباك وك َل َّمه كف َاحا<br />

. اه ("<br />

ثالثا ً : قد كان أشكل علي قوله في الحديث :<br />

ك أحيا أبا<br />

" " حيث إن الشهداء أحياءٌ‏ بنص<br />

الآية لا سيما وأا نزلت أول ما نزلت في شهداء أحد الذين منهم عبد االله بن حرام،‏ فما<br />

وجه إحيائه وهو حي أصلا ً؟ فوجدت كلاما ً ذكره الملا علي الق<br />

االله - ساق فيه رحمه اري –<br />

الإشكال نفسه وأجاب عليه بشيءٍ‏ فقال :<br />

فإن قلت كيف الجمع بين ه<br />

) ذا الحديث وبين<br />

" بل أحياء عند رم : " قوله تعالى<br />

؛ لأن التقدير هم أحياء فكيف يحيا<br />

: قيل الحي ؟ فقال المظهر<br />

جعل االله تعالى تلك الروح في جوف طير خضر فأحيا ذلك الطير بتلك الروح فصح الإحياء<br />

،<br />

أو أراد بالإحياء زيادة قوة روحه فشاهد الحق بتلك القوة<br />

اه،‏ وما ذكره هو من (<br />

التخريجات المحتملات فاالله تعالى أعلم<br />

.<br />

: ويحتمل أن قوله : " قلت<br />

" أحيا أباك<br />

هو حياة ُ الشهداء المذكورة في الآية نفسها،‏ أي أحياه<br />

بالشهادة كما أحيا غيره،‏ ثم خصه بمزية تكليمه كفاحا ً،‏ ويشهد لذلك ذكر آية آل<br />

عمران<br />

آخر الحديث،‏ فيكون مساق الحديث إخبارا ً من النبي صلى االله عليه وسلم بحياة الشهداء<br />

–<br />

ومنهم عبد االله بن<br />

حرام - عموما ً،‏ وإنما ذ ُكرت حياة والد جابر ٍ لما سيرتب عليها من<br />

الخصيصة التي ميزته واالله تعالى أعلم<br />

.<br />

وكتب لي أحد العلماء في هذا :<br />

ويحتمل أ<br />

) ن يكون النبي صلى االله عليه وسلم يريد بذلك<br />

تسلية جابر وتبديل همه<br />

ح بإخباره بأ<br />

ن أباك في أولئك الشهداء المذكوري<br />

ن في الآية،‏ ليس<br />

بالفر<br />

خارجا ً منها،‏ والعلم عند االله<br />

اه ).<br />

رابعا ً : قال الحكيم الترمذي<br />

– رحمه االله<br />

وتمنيه أن - : )<br />

يحي ا لأنه وجد لذة بذله لنفسه حين<br />

قتل وإنما بذل نفسا ً خاطئة قد تدنست بالذنوب فأحب أن يبذلها ثانية طاهرة<br />

)، وهذا<br />

.<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

مبادرة الحور العين ونزولهن إلى الشهيد ولم َّا يرفع من<br />

مصرعه<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢٦ ] ...............................................<br />

الحديث الخامس عشر : عن أ َنس ٍ رضي الل َّه<br />

عنه : (( أ َن َّ رجلا أ َسود أ َتى النب ِي صلى االله عليه<br />

وسلم ، ف َق َال َ : يا رسول َ الل َّه ، إ ِني رجل ٌ أ َسود ، منتن الريح ِ ، ق َب ِيح ال ْوجه ، لا َ مال َ لي<br />

،<br />

ف َإ ِن ْ أ َنا ق َاتل ْت هؤلاءِ‏ حتى أ ُق ْتل َ ، ف َأ َين أ َنا ؟ ق َال َ : في ال ْجنة ، ف َق َاتل َ حتى ق ُتل َ ، ف َأ َتاه<br />

النب ِي<br />

صلى االله عليه وسلم ف َق َال َ : ق َد بيض الل َّه وجهك ، وط َيب ر ِيحك ، وأ َك ْث َر مال َك ،<br />

وق َال َ<br />

لهذ َا أ َو لغير ِه : ل َق َد رأ َيت زوجته من ال ْحور ِ ال ْعين ِ ، نازعته جبة ً ل َه من صوف ، تدخل ُ<br />

بينه<br />

وبين<br />

جبته )) رواه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه<br />

، وقال<br />

: على شرط مسلم<br />

الذهبي ، وصححه أيضا ً في )<br />

، ورواه البيهقي في ( ٢ ٤١٩ / تاريخ الإسلام :<br />

)<br />

/ ( ٣٠٣ دلائل النبوة ٤<br />

، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب<br />

.<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

ولى : استيثاق الصحابة من أن طريق القتال الذي يسلكونه خاتمته الجنة،‏ لقوله : "<br />

ف َإ ِن ْ أ َنا<br />

الأ<br />

ق َاتل ْت هؤلاءِ‏ حتى أ ُق ْتل َ ، ف َأ َين "<br />

أ َنا؟ ، ففيه ضرورة أن يكون ااهد على بينة من أمر قتاله<br />

.<br />

الثانية : ما ذكره الرجل من صفاته،‏ ثم ما نال من الفوز والكرامة فيه معنى قول النبي صلى<br />

: ) االله عليه وسلم<br />

إن االله لا ينظر إلى صوركم ولا أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم<br />

. وأعمالكم ( رواه مسلم<br />

الثالثة : فضل الشهادة في سبيل االله وأا سبب دخول الجنة،‏ والجهاد باا<br />

.<br />

حتى " يحتمل أن تكون ) حتى الرابعة : قوله "<br />

أقتل ( هنا تعليلية يعني لأجل أن أقتل َ،‏ ويحتمل أن<br />

تكون غائية،‏ أي أثبت وأستمر في قتالهم إلى أن أقتل َ،‏ فعلى الأول تدل على جواز القتال<br />

طلبا ً<br />

للشهادة وقصدا ً لها،‏ وعلى الثاني تدل على هذا وعلى فضل الثبات والمصابرة والاستمرار<br />

في<br />

. الجهاد<br />

الخامسة : تغليب إحسان الظن بالمسلمين،‏ وذلك أن النبي صلى االله عليه وسلم لم يحمل ما<br />

ذكره الرجل من أوصافه –<br />

لا مال ومنها "<br />

لي " – على طلبه القتل تضجرا ً من حاله ولا جزعا ً<br />

من ضائقته،‏ بل أجراه على السلامة في القصد والصدق في الطلب<br />

.<br />

السادسة : مبادرة نزول الحور العين لزوجها الشهيد قبل حمله من مصرعه.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


متفرقات<br />

أولا ً : الحديث ذكره السيوطي في كتابه<br />

شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور<br />

٢٠٠ : (<br />

)<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢٧ ] ...............................................<br />

( باب فضل الشهيد تحت : )<br />

، وساقه المنذري في الترغيب والترهيب تحت باب :<br />

) الترغيب في<br />

الشهادة وما جاء في فضل الشهداء<br />

.(<br />

فائدة : الرجل المذكور في الحديث اسمه ج ِعال،‏ قال ابن الأثير :<br />

) : أخرجه أبو ال آخر ع ج<br />

ي بن منده،‏ وقال موسى<br />

عل : لا أدري هو ذاك المتقدم أم لا؟ وروى بإسناده عن مجاهد عن<br />

ابن عمر<br />

: جاء إلى رسول االله صلى االله عليه وسلم فقال<br />

لت ت : يا رسول االله أرأيت إن قا<br />

قال<br />

بين يديك حتى أقتل،‏ يدخلني ربي عز وجل الجنة ولا يحقرني؟ قال<br />

قال : فكيف : " نعم " ،<br />

وأنا منتن الريح،‏ أسود اللون،‏ خسيس في<br />

العشيرة ! ومضى،‏ فقاتل،‏ فاستشهد،‏ فمر به رسول<br />

االله صلى االله عليه وسلم<br />

فقال : " الآن طيب االله ريحك،‏ يا جعال،‏ وبيض وجهك ".<br />

( القائل ابن الأثير قلت )<br />

: هذا غير الأول؛ لأن الأول قد روي عنه،‏ عن النبي صلى االله عليه<br />

وسلم،‏ وهذا<br />

قتل في عهد رسول االله صلى االله عليه وسلم فهو غيره<br />

: ١ أسد الغابة ](.<br />

١٧٩ [ /<br />

قال ابن حجر :<br />

قال أبو موسى بعد أن ذكره غير منسوب<br />

: لا أدري هو ذا يعني ا<br />

بن سراقة<br />

)<br />

، وقال بن الأثير أو<br />

غيره : بل هو غيره<br />

، قلت<br />

: قد ذكره الصفار في كتاب الأنساب فقال :<br />

الحبشي فظهر أنه غيره واالله أعلم<br />

. اه (<br />

طريفة : حينما كنا في السجن حدثني أحد إخواننا السجناء العباد حديثا ً سمعته أ ُذناي ووعاه<br />

قلبي،‏ وذلك أن الأمريكان قد أخذوه في يوم ٍ شات شديد البرد في كابل،‏ فأدخلوه<br />

غرفة<br />

اسمنتية ضيقة وفجأة ً سكبوا عليه ماءً‏ باردا ً وبدؤوا يركلونه بأرجلهم ثم<br />

خنق ه أحد أشقيائهم<br />

خنقا ً وجد معه ريح<br />

الموت ، فأغمي عليه أو كاد ففي تلك الحالة رأى امرأتين غاية ً في الجمال<br />

تترلان بسرعة من السماء نحوه فضربه أحد الجنود ضربة ً أفاقته وأيقظته فانقطع عنه ما<br />

رأى<br />

وإذا به لم يزل بين خانقيه من الح ُمر<br />

المستنفرة ! ونسأل االله أن يفرج عنه وعن سائر أسرى<br />

. المسلمين<br />

روى البيهقي في شعب الإيمان بسنده عن ق َاسم بن ِ عث ْمان ال ْجوعي<br />

رأ َيت في ، قال : )<br />

الط َّواف حول َ ال ْبيت رجل ًا ف َتق َربت منه ف َإ ِذ َا هو ل َا يز ِيد عل َى ق َوله<br />

اللهم ق َضيت حاجة َ :<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

دخول الشهيد الجنة َ إثر مقتله وأنه يط َعم فيها ويشرب<br />

ويسرح<br />

.<br />

الثانية .<br />

الثالثة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢٨ ] ...............................................<br />

ال ْمحتاج ِين<br />

. ف َق ُل ْت ل َه حاجتي ل َم تق ْض<br />

: ما ل َك ل َا تز ِيد عل َى هذ َا ال ْك َل َام ِ<br />

؟ ف َق َال َ<br />

و<br />

أ ُحدث ُك : :<br />

ك ُنا سبعة َ رف َق َاء من بل ْدان شتى،‏ غ َزونا أ َرض ال ْعدو ف َاستؤسرنا ك ُل ُّنا،‏ ف َاعتز ِل َ ب ِنا ل َتضرب<br />

رت إ ِل َى السم أ َعناق ُنا،‏<br />

اءِ،‏ ف َإ ِذ َا سبعة ُ أ َبواب ٍ<br />

مف َتحة عل َيها سبع جوار ٍ من ال ْحور ِ ال ْعين ِ عل َى<br />

ف َنظ َ<br />

د ك ُل ِّ باب ٍ جار ِية ٌ،‏<br />

ف َق ُ م رجل ٌ منا ف َضر ِبت عنق ُه‏،‏ ف َرأ َيت جار ِية ً في يدها منديل ٌ،‏ ق َد هبط َت<br />

إ ِل َى ال ْأ َرض ِ حتى ضر ِبت أ َعناق ستة‏،‏ وبقيت أ َنا،‏ وبقي باب وجار ِية ٌ،‏ ف َل َما ق َدمت لتضرب<br />

عنقي،‏ استوهبن ِي بعض ر ِجاله ف َوهبن ِي ل َه‏،‏ ف َسمعتها تق ُول ُ<br />

:<br />

! أ َي شيءٍ‏ ف َاتك يا محروم<br />

وأ َغ ْل َق َت ال ْباب‏،‏<br />

نا يا أ َخي متحسر عل َى ما ف َاتن ِي<br />

( ق َال َ ق َاسم بن عث ْمان َ<br />

وأ َ<br />

: " أ ُراه أ َف ْضل َهم‏،‏<br />

لأ َنه رأ َى ما ل َم يروا وتر ِك يعمل ُ عل َى الشوق ِ<br />

"<br />

الحديث السادس عشر :<br />

ن مسروق ٍ ق َال َ<br />

: سأ َل ْنا عبد الل َّه عن هذه ال ْآية ﴿<br />

ول َا تحسبن ال َّذين<br />

ع<br />

ق ُتل ُوا في سب ِيل ِ الل َّه أ َمواتا بل ْ أ َحياءٌ‏ عند ربه ِم يرزق ُون َ<br />

﴾ ق َال َ<br />

: أ َما إ ِنا ق َد سأ َل ْنا عن ذ َلك ف َق َال َ<br />

)) :<br />

أ َرواحهم في جوف ط َير ٍ خضر ٍ ل َها ق َناديل ُ معل َّق َة ٌ ب ِال ْعرش ِ تسرح من ال ْجنة حيث ُ شاءَت<br />

ث ُم تأ ْو ِي إ ِل َى تل ْك<br />

، ف َاط َّل َع إ ِل َيه ِم ربهم اط ِّل َاعة ً ف َق َال َ<br />

؟ ق َال ُوا : هل ْ تشتهون َ شيئ ًا<br />

ال ْق َناديل ِ<br />

: أ َي<br />

شيءٍ‏ نشته ِي ونحن نسرح من ال ْجنة حيث ُ شئ ْنا<br />

، ف َف َعل َ ذ َلك ب ِه ِم ث َل َاث َ !<br />

مرات ، ف َل َما رأ َوا<br />

أ َنهم ل َن يترك ُوا من أ َن ْ يسأ َل ُوا<br />

ق َال ُوا : يا رب نر ِيد أ َن ْ ترد أ َرواحنا في أ َجسادنا حتى نق ْتل َ في<br />

سب ِيلك مرة ً أ ُخرى ف َل َما رأ َى أ َن ْ ل َيس ل َهم حاجة ٌ<br />

تر ِك ُوا )) رواه مسلم،‏ والترمذي وقال :<br />

حسن<br />

صحيح ، وابن ماجه،‏ والطبراني،‏ وغيرهم<br />

.<br />

بعض فوائد الحديث :<br />

: الأولى<br />

ثبوت الحياة للشهداءِ‏ بعد مقتلهم،‏ وأا حياة ٌ حقيقية فيها رزق وفرح وسرح<br />

وكلام<br />

: فضل ُ الشهادة في سبيل االله تعالى<br />

: أن هذا الفضل إنما هو للمخلصين الذين كان قتالهم ومقتلهم في سبيل االله أي<br />

لإ علاء<br />

كلمة االله،‏ فالآية دالة ٌ على عظم الإخلاص وأهميته.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٢٩ ] ...............................................<br />

الرابعة : علو مترلة بعض ِ الشهداء في البرزخ حيث يكون مأوى أرواحهم قناديل معل َّقة<br />

. با لعرش نسأل االله من فضله<br />

الخامسة : إكرام االله للشهداء ومخاطبته لهم وترغيبه عز وجل إياهم في سؤاله وتكراره<br />

ذلك<br />

عليهم .<br />

السادسة : أن الشهداء في غاية التنعم والهناءِ‏ حيث قالوا :<br />

" إلخ وأي شيء نشتهي ...<br />

"<br />

السابعة : أن للشهادة في سبيل االله تعالى لذة ً وكرامة ً يتمنى معها الشهيد تكرار القتل<br />

مرات<br />

ومرات .<br />

متفرقات<br />

أولا ً : بعض تبويبات الأئمة<br />

رحمهم االله<br />

- : جاء في صحيح مسلم تحت : )<br />

ن َّ باب في بيان أ َ<br />

–<br />

(<br />

ون َ ق ُ ز ر هم ي ب هم أحياءٌ‏ عند ر ة وأن أرواح الشهداءِ‏ في<br />

، و بوب الترمذي على الحديث<br />

الجن<br />

). م يد ه ِ واب ِ الش اءَ‏ في ث ا ج بقوله : ) باب<br />

ثانيا ً : قال الإمام النووي<br />

رحمه االله<br />

– - في قوله : " هل تشتهون شيئا ً<br />

هذا مبالغة في " قال : )<br />

إكرامهم<br />

وتنعيمهم ؛ إذ قد أعطاهم االله ما لا يخطر على قلب بشر ثم رغبهم في سؤال الزيادة<br />

،<br />

فلم يجدوا مزيدا على ما<br />

، فسألوه حين رأو<br />

أعطاهم ا أنه لابد من سؤال أن يرجع أرواحهم<br />

إلى أجسادهم ليجاهدوا ويبذلوا أنفسهم في سبيل االله تعالى ويستلذوا بالقتل في سبيل االله<br />

،<br />

. اه ( واالله أعلم<br />

ثالثا ً : قال ابن القيم<br />

– رحمه االله<br />

) : -<br />

وكل من خرج عن شيءٍ‏ منه الله<br />

ح ه االله عليه أو ظ َ ف<br />

أعاضه االله ما هو أجل<br />

؛ ولهذا لما خرج الشهداء عن ن<br />

فوسهم الله جعلهم االله أحياء عنده<br />

منه<br />

يرزقون ، وعوضهم عن أبدام التي بذلوها له أبدان طير خضر جعل أرواحهم فيها تسرح في<br />

الجنة حيث شاءت وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش<br />

،<br />

ولما تركوا مساكنهم له عوضهم<br />

مساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم<br />

. اه (<br />

– رحمه االله رابعا ً : وقال أيضا ً<br />

) : -<br />

والظاهر - واالله أعلم - أن المسئول عن هذه الآية الذي<br />

أشار إليه ابن مسعود : هو رسول االله صلى االله عليه<br />

وسلم ، وحذفه لظهور العلم به<br />

، وأن<br />

الوهم لا يذهب إلى<br />

سواه ، وقد كان ابن مسعود يشتد عليه أن يقول : قال رسول االله صلى<br />

االله عليه<br />

، وتغير لونه د ، وكان إذا سماه أرع<br />

، وكان كثيرا ما يقول ألفاظ الحديث<br />

وسلم<br />

، وإذا رفع منها شيئا تحرى فيه<br />

، وقال : " أو شبه هذا ، أو قريبا من هذا " فكأنه<br />

موقوفة<br />

-<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الخامسة : حرص شهداء الصحابة على إيصال الخير لإخوام حتى أخبر االله عنهم<br />

وبل َّغ<br />

رسالتهم .<br />

السادسة<br />

:<br />

"<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣٠ ] ...............................................<br />

واالله أعلم - جرى على عادته في هذا<br />

، وخاف أن لا يؤديه بلفظه<br />

الحديث ، فلم يذكر رسول<br />

االله صلى االله عليه<br />

، والصحابة ُ إنما كانو<br />

وسلم ا يسألون عن معاني القرآن رسول َ االله صلى االله<br />

/ ]. ٢٦ ذيب ٢ : سنن أبي داود )[ عليه وسلم<br />

الحديث السابع عشر : عن ابن ِ عباس ٍ رضي االله عنهما<br />

ق َال َ : ق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه<br />

(( وسل َّم<br />

:<br />

ل َما أ ُصيب إ ِخوانك ُم ب ِأ ُحد جعل َ<br />

الل َّ ه أ َرواحهم في جوف ط َير ٍ خضر ٍ تر ِد أ َنهار<br />

ال ْجنة تأ ْك ُل ُ من<br />

، وتأ ْو ِي إ ِل َى ق َناديل َ من ذ َهب ٍ معل َّق َة في ظل ِّ ال ْعرش ِ<br />

، ف َل َما وجدوا<br />

ثمار ِها<br />

طيب مأ ْك َله ِم ومشرب ِه ِم ومقيله ِم<br />

: من يبل ِّغ ُ إ ِخواننا عنا أ َنا أ َحياءٌ‏ في ال ْجنة نرزق<br />

؛ لئ َل َّا<br />

ق َال ُوا<br />

يزهدوا في<br />

، ول َا ينك ُل ُوا عند ال ْحرب ِ<br />

ال ْج ِهاد ، ف َق َال َ الل َّه سبحانه أ َنا أ ُبل ِّغهم عنك ُم ق َال َ ف َأ َنزل َ<br />

الل َّه : ‏﴿ول َا تحسبن ال َّذين ق ُتل ُوا في سب ِيل ِ الل َّه أ َمواتا بل ْ أ َحياءٌ﴾‏ إ ِل َى آخر ِ ال ْآية )) رواه أحمد،‏<br />

وأبو داود،‏ والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم ولم<br />

يخرجاه رواه ، ووافقه الذهبي،‏ و<br />

البيهقي،‏ والضياء المقدسي بألفاظ متقاربة<br />

.<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : ثبوت حياة الشهداء وأم<br />

لون ويشربون ويكل ِّمون ويكل َّمون<br />

.<br />

يأك<br />

الثانية : أن القناديل المعل َّقة في ظل العرش من الذهب<br />

.<br />

الثالثة : استمتاعهم بأار الجنة وثمارها وظلالها،‏ قال الملا القاري : )<br />

ترد أار الجنة من الماء )<br />

واللبن والعسل والشراب الطهور<br />

. اه ((<br />

الرابعة : عظم عبادة الجهاد وفوز سالك<br />

ط ريقه وغ ُبن الزاهد فيه الناكل عنه المضيع له<br />

.<br />

: استيقان المرء بعاقبة الشهادة تقويه على عبادة الجهاد وتخفف عنه شدائده لقولهم<br />

ليت إخواننا يعلمون بما صنع االله<br />

." إلخ ...<br />

السابعة : فضل شهداء أحد وعلو مترلتهم.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


متفرقات<br />

أولا ً : الحديث بوب عليه أبو داود بقوله :<br />

باب البيهقي تحت : ) ، و ( باب في ف َضل ِ الشهادة<br />

)<br />

.<br />

متفرقات<br />

.<br />

الثانية<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣١ ] ...............................................<br />

ف َضل ِ الشهادة فى سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ<br />

.(<br />

ثانيا ً : قال ابن القيم<br />

– رحمه االله<br />

لما بذل - : )<br />

ال شهداء أبدام له حتى مزقها أعداؤه شكر لهم<br />

ذلك بأن أعاضهم منها طيرا ً خضرا ً أقر أرواحهم فيها ترد أار<br />

الجنة ، وتأكل من ثمارها إلى<br />

يوم البعث فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأاه<br />

. اه (<br />

***<br />

الحديث الثامن عشر : عن جاب ِر بن عبد الل َّه رضي الل َّه<br />

ما ق َال َ<br />

عنه : (( قال رجل ٌ للنب ِي صل َّى<br />

الل َّه عل َيه وسل َّم يوم<br />

: أ َرأ َيت إ ِن ْ ق ُتل ْت ف َأ َين أ َنا<br />

: في ال ْجنة ؟ ق َال َ<br />

، ف َأ َل ْق َى تمرات في يده ث ُم<br />

أ ُحد<br />

ق َاتل َ حتى<br />

)) رواه أحمد،‏ والبخاري،‏ ومسلم،‏ والنسائي،‏ والبيه<br />

قي<br />

ق ُتل َ<br />

.<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : استيثاق الصحابة رضي االله عنهم من سلامة مآلهم في جهادهم،‏ وأنه طريق<br />

محق َّق<br />

للجنة<br />

: حرص الصحابة رضي االله عنهم البالغ على نيل الشهادة،‏ قال ابن حجر<br />

وفيه ما (( :<br />

كان الصحابة عليه من حب نصر الإسلام والرغبة في الشهادة<br />

. اه )) ابتغ اء مرضاة االله<br />

الثالثة : فيه ثبوت الجنة للشهيد وأنه يكون فيها بمجرد مقتله<br />

.<br />

الرابعة : احتقار الحياة الدنيا وازدراؤها في نظر الصحابة<br />

.<br />

الخامسة : قوة يقينهم رضي االله عنهم بخبر النبي صلى االله عليه وسلم وبما سيؤولون إليه<br />

بعد<br />

الشهادة .<br />

السادسة : بحسب يقين<br />

ا اهد بحسن العاقبة يستسهل صعاب الجهاد ويستهين بمخاطره<br />

أولا ً : الحديث في صحيح مسلم تحت<br />

(<br />

الجن ، وعند النسائي تحت : هيد ة للش باب ثبوت : )<br />

)<br />

ث َواب من ق ُتل َ في سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ<br />

)، وذكره البيهقي تحت : )<br />

باب جواز ِ انفراد الرجل ِ<br />

والرجال ِ ب ِال ْغزو ِ في ب ِلا َد ال ْعدو استدلا َلا ً ب ِجواز ِ التق َدم ِ عل َى ال ْجماعة وإ ِن ْ ك َان َ الأَغ ْل َب<br />

أ َنها<br />

ستق ْتل ُه‏).‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

القتيل ُ في سبيل االله مع أول زمرة تدخل الجنة بغير حساب ولا<br />

عذاب<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣٢ ] ...............................................<br />

ثانيا ً : قال ابن علان<br />

– رحمه االله<br />

) : -<br />

كان يأكل منهن ولم يطمئن للأكل مسارعة للجهاد،‏<br />

ثم لم يرض بالصبر مدة أكل تلك الحباب مسارعة ً للخيرات واستباقا ً لمرضاة االله عليه<br />

. اه (<br />

وقال الملا علي القاري :<br />

فألقى تمرات في يده<br />

(" " أي مبادرة إلى الشهادة وسعادة دخول<br />

. اه ( الجنة<br />

الحديث التاسع عشر : عن<br />

عبد<br />

الل َّ ه بن عمر ِو بن ِ ال ْعاص ِ رضي الل َّه عنه قال َ : سمعت<br />

رسول َ الل َّه صلى االله عليه وسلم يق ُول ُ<br />

)) :<br />

إ ِن َّ أ َول َ ث ُل َّة تدخل ُ ال ْجنة َ ال ْف ُق َراءُ‏ ال ْمهاج ِرون َ ،<br />

ال َّذين تتق َى ب ِه ِم ال ْمك َار ِه ، إ ِذ َا أ ُمروا سمعوا<br />

وأ َ ط َاعوا ، وإ ِن ْ ك َانت لرجل ٍ منهم حاجة ٌ إ ِل َى<br />

السل ْط َان ، ل َم تق ْض ل َه حتى يموت وهي في صدر ِه ، وإ ِن َّ الل َّه تعال َى يدعو يوم ال ْقيامة<br />

ال ْ جنة َ<br />

، ف َتأ ْتي ب ِزخرفها ور ِيها ، ف َيق ُول ُ : أ َين<br />

عباد ي ال َّذين ق َاتل ُوا في سب ِيل ِ الل َّه ، وق ُتل ُوا في سب ِيلي ،<br />

وأ ُوذ ُوا في سب ِيلي ، وجاهدوا في سب ِيلي ، ادخل ُوا ال ْجنة َ ،<br />

ف َي دخل ُونها ب ِغير ِ حساب ٍ ولا<br />

عذ َاب ٍ ف َتأ ْتي ال ْملائك َة ُ ، ف َيق ُول ُون َ : ربنا نحن<br />

نسب ح ل َك الل َّيل َ والنهار ، ونق َدس ل َك من<br />

هؤلاءِ‏ ال َّذين آث َرتهم عل َينا ؟ ف َيق ُول ُ الرب تبارك<br />

وتعال َى : هؤلاءِ‏ ال َّذين ق َاتل ُوا في سب ِيل<br />

ي ،<br />

وأ ُوذ ُوا في سب ِيلي ، ف َتدخل ُ عل َيه ِم ال ْملائك َة ُ من ك ُل ِّ باب ٍ سلام عل َيك ُم ب ِما صبرتم ، ف َن ِعم<br />

عق ْبى الدار ِ<br />

واللفظ )) رواه الحاكم –<br />

له - وقال : حديث ٌ صحيح الإِسناد‏،‏ ول َم يخرجاه<br />

،<br />

ووافقه الذهبي،‏ ورواه أحمد،‏ والطبري‏،‏ والبيهقي في الشعب،‏ وغيرهم<br />

.<br />

الحديث العشرون : عن حسناءَ‏ ب ِنت معاو ِية َ ق َال َت حدث َنا عمي<br />

ق َال َ : ق ُل ْت للنب ِي صل َّى الل َّه<br />

عل َيه وسل َّم من في<br />

؟ ق َال َ النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم : ((<br />

، والشه ِيد في النبي في ال ْجنة<br />

ال ْجنة<br />

، وال ْمول ُود في ال ْجنة<br />

، وال ْوئيد في ال ْجنة<br />

)) رواه أحمد،‏ وأبو داود،‏ وابن أبي شيبة،‏ وأبو<br />

ال ْجنة<br />

نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة،‏ وابن عبد البر،‏ وقال ابن حجر ٍ : إسناده حسن،‏<br />

وصححه<br />

الألباني،‏ ورواه أيضا ً<br />

الب زار عن ابن عباس ٍ،‏ والطبراني في الكبير عن الأسود بن سريع.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

تمني أكرم الخلق صلى االله عليه وسلم تكرر القتل في سبيل االله<br />

لشرفه<br />

تأكيد هذا التمني بقسمه صلى االله عليه وسلم على ذلك إيذانا ً بشرف الشهادة<br />

وترغيبا ً<br />

.<br />

الثالث<br />

متفرقات<br />

أولا ً : بوب البخاري على الحديث بقوله :<br />

) باب ما جاءَ‏ في ، وفي : ) ( باب تمني الشهادة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣٣ ] ...............................................<br />

الحديث الحادي والعشرون : عن أبي هريرة رضي االله عنه قال سمعت رسول االله صلى االله<br />

وال َّذي نف ْسِي : (( عليه وسلم يقول<br />

ب ِيد ه ل َوددت أ َني أ ُق ْتل ُ في سب ِيل ِ الل َّه ث ُم أ ُحيا ث ُم أ ُق ْتل ُ ث ُم<br />

أ ُحيا ث ُم أ ُق ْتل ُ ث ُم أ ُحيا ث ُم<br />

. أ ُق ْتل ُ )) متفق عليه<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : فضل الشهادة في سبيل االله حيث تمنى أكرم الخلق صلى االله عليه وسلم أن<br />

ينالها<br />

را ً،‏ قال أبو اليد الباجي –<br />

مرا رحمه االله<br />

: - ))<br />

وقد تمنى صلى االله عليه وسلم إعلاما بدرجة<br />

الشهادة وتحريضا لأمته عليها وإعلاما لهم بما فيها<br />

. اه ((<br />

الثانية :<br />

في طلبها والحرص عليها<br />

ة : جواز أن يتمنى المرء ما يعلم عدم وقوعه،‏ قال ابن عبد البر : )<br />

وفيه إباحة تمني الخير )<br />

والفضل من رحمة االله بما يمكن وما لا يمكن<br />

. اه ((<br />

الرابعة : أهمية حرص المسلم على الخير وعقد النية عليه وإن كان متعذ ِّرا ً،‏ فما لم يبلغه عمله<br />

بلغته نيته فيثاب على ذلك،‏ قال الز<br />

)) رقاني :<br />

قوله : وددت حصول كذا من الخير وإن علم<br />

أنه لا<br />

؛ لأن فيه إظهار محبة الخير<br />

، والرغبة فيه<br />

، والأجر يقع على قدر النية<br />

يحصل<br />

. اه ((<br />

تمن ى الشهادة َ التمني ومن<br />

)، وذكره النسائي تحت : )<br />

باب تمني ال ْق َتل في سب ِيل ِ الل َّه تعال َى<br />

،(<br />

والبيهقي تحت : )<br />

( باب تمنى الشهادة ومسأ َل َتها<br />

ثانيا ً : قال ابن عبد البر عن هذا الحديث :<br />

) وهذا الحديث إنما معناه الذي من أجله خرج<br />

فضل ُ الجهاد وفضل ُ<br />

تل ِ في سبيل االله وفضل ُ الشهادة<br />

، وقد علمنا أن ذلك لا يحيط به كتاب<br />

الق<br />

فكيف أن يجمع في باب واالله الموفق للصواب<br />

](. التمهيد : ١٨ .[٣٤٠<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


بإثبات<br />

الألف من المقاتلة،‏ فقال أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم ولي ُّ الدين العراقي في ذلك<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣٤ ] ...............................................<br />

ثالثا ً : قال ابن بطال<br />

– رحمه االله<br />

-<br />

:<br />

) فيه من الفقه : أن رسول االله كان يتمنى من أعمال<br />

الخير ما يعلم أنه لا يعطاه حرصا ً منه صلى االله عليه وسلم على الوصول إلى أعلى<br />

درجات<br />

الشاكرين،‏ وبذلا ً لنفسه في مرضات ربه وإعلاء كلمة دينه،‏ ورغبة في الازدياد من<br />

ثواب<br />

ربه،‏ ولتتأسى به أمته في ذلك،‏ وقد يثاب المرء على نيته<br />

. اه (<br />

رابعا ً : وقال أيضا ً : )<br />

: فضل الشهادة على سائر أعمال البر<br />

ه وسلم ؛ لأنه صلى االله علي<br />

وفيه<br />

تمناها دون غيرها،‏ وذلك لرفيع درجتها،‏ وكرامة<br />

أهلها ؛<br />

لأن الشهداء أحياء عند رم<br />

واالله أعلم يرزقون،‏ وذلك<br />

- - لسماحة أنفسهم ببذل مهجتهم في مرضاة االله وإعزاز دينه،‏<br />

ومحاربة من حاده وعاداه،‏ فجازاهم بأن عوضهم من فقد حياة الدنيا الفانية الحياة الدائمة في<br />

. اه ( الدار الباقية<br />

خامسا ً : جاء في بعض ألفاظ الحديث في الصحيح وغيره<br />

( إلخ ... لوددت أني أقاتل : )<br />

لم : )<br />

يتمن عليه الصلاة والسلام القتل في سبيل االله إلا بعد<br />

المقاتلة ؛ ليكون منه عمل وإقامة للدين،‏<br />

وهو موافق لقوله تعالى<br />

"<br />

يقاتلون في سبيل االله فيقتلون ويقتلون<br />

: طرح التثريب ")[<br />

/ ٤٧٩ .[ ٧<br />

قلت : وهذا تنبيه لطيف ونكتة ٌ بديعة يلزم التفط ُّن لها،‏ إذ ينبغي على ااهد مع حرصه<br />

على<br />

الشهادة،‏ واجتهاده في طلبها،‏ والبحث عنها في مظانها،‏ وترق ُّب ِ نيلها والفوز<br />

ا - أن يكون<br />

مجتهدا ً في الأعمال الصالحة مستكثرا ً منها مواظبا ً عليها،‏ لا سيما القتال<br />

ومستلزماته<br />

ومكملاته من تدريب ٍ وإعداد ونحو ذلك؛ ليجمع بين الازدياد من الطاعة والخير<br />

بأعماله<br />

والترق ِّي في درج ِ الرتب العلية بنيته وقصده،‏ وليكمل بما يحصله من خبرة وتجربة وممارسة‏،‏<br />

فلا<br />

يكون حرصه على الشهادة،‏ وشدة اشتياقه لها،‏ واستعجاله في طلبها سببا ً في قصور<br />

همته<br />

وفتورها،‏ فكل ّما دعي لعمل ٍ ينتفع وينفع به استثقله بدعوى أنه قريب من الشهادة فما الفائدة<br />

فرغ إليه؟ ت مما يتعلمه أو يكتسبه أو !<br />

، وهذا بلا شك ناتج عن قص<br />

ور ٍ في الفهم،‏ وركود في<br />

ي<br />

التصور،‏ إذ ما من عمل ٍ صالح ٍ يقوم به<br />

ولو كان قبل الشهادة بلحظة<br />

- إلا وجده،‏ وما<br />

-<br />

يدريه فلعله يكون سببا ً في دخوله الفردوس الأعلى،‏ فلا تعارض إذا ً بين الاجتهاد في طلب<br />

الشهادة واستعجال الظفر ا وبين الاستمرار في اكتساب الأعمال الصالحة<br />

، فلا أي ا ً كانت<br />

ج<br />

عل استعجاله لنيل الشهادة سببا ً للزهد فيها )<br />

أي في الأعمال<br />

)، ولا يجعل اجتهاده في<br />

ي<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

تمني الشهيد العود للدنيا ليقتل مرات لما يعاين من<br />

ا لكرامة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣٥ ] ...............................................<br />

الأعمال الصالحة مانعا ً من الجد في طلبها<br />

أي طلب الشهادة<br />

) ( بل يجمع بين هذا وذاك حتى<br />

يمن االله ا عليه وهو على أكمل حال ٍ وأرضاه عملا ً ونية ً،‏ وما أجمل ما قاله<br />

الإ مام ابن العربي<br />

- : ) رحمه االله - المالكي<br />

ول َيس عل َى ال ْعبد أ َن ْ يط ْل ُب الشهادة َ ب ِأ َن ْ يستق ْتل َ مع ال ْأ َعداءِ،‏ ول َا ب ِأ َن ْ<br />

يستسلم لل ْحتوف‏،‏<br />

ول َكن ه يق َاتل ُ لتك ُون َ ك َلمة ُ<br />

الل َّه هي ال ْعل ْيا،‏ ويأ ْخذ ُ حذ ْره<br />

وي سأ َل ُ الل َّه<br />

الشهادة َ خالصا من ق َل ْب ِه‏،‏ ويعطيه الل َّه بعد ما سبق في عل ْمه<br />

]( .[ أحكام القرآن : ٣ ٢٢٠ /<br />

***<br />

الحديث الثاني والعشرون : عن جاب ِر ِ بن ِ عبد الل َّه ق َال َ : سمعت رسول َ الل َّه صل َّى الل َّه<br />

عل َيه<br />

وسل َّ م يق ُول ُ إ ِذ َا ذ ُكر أ َصحاب أ ُحد<br />

)) :<br />

أ َما والل َّه ل َوددت أ َني غ ُودرت مع<br />

أ َصحاب ِ ي نحص<br />

)) ال ْجبل ِ يعن ِي سف ْح ال ْجبل ِ<br />

رواه أحمد،‏ والحاكم وقال<br />

:<br />

صحيح على شرط مسلم ولم<br />

، ووافقه الذهبي،‏ و<br />

يخرجاه رواه البيهقي في دلائل النبوة،‏ قال<br />

– أحد الرواة ان عاصم : وك<br />

-<br />

يقول : »<br />

لكني واالله ما يسرني أنه كان غودر معهم<br />

«<br />

، والحديث حسن إسناده الأرناؤط<br />

.<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : فضل شهداء أحد رضي االله<br />

عنهم .<br />

الثانية : شدة محبة النبي صلى االله عليه وسلم لهم<br />

.<br />

الثالثة : الظاهر من قول الراوي :<br />

" إذا ذكر<br />

...<br />

إلخ " أن قول النبي صلى االله عليه وسلم كان<br />

. متكررا ً منه<br />

الرابعة : جواز تمني حصول ما فات وانقضى إيذانا ً بسمو مقامه وجليل مترلته،‏ قال أبو عبيد<br />

: ))<br />

وقوله : غودرت يعني ليتني تركت معهم شهيدا ً مثلهم<br />

. اه ((<br />

الحديث الثالث والعشرون : عن أ َنس ِ بن ِ مالك رضي الل َّه عنه عن النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم<br />

: )) ق َال َ<br />

ما أ َحد يدخل ُ ال ْجنة َ يحب أ َن ْ يرج ِع إ ِل َى الدنيا ول َه ما عل َى<br />

ال ْأ َر ض ِ من شيءٍ‏ إ ِل َّا<br />

ه ِيد يتمنى أ َن ْ يرج ِع إ ِل َى الدنيا ف َيق ْتل َ عشر مرات لما يرى من ال ْك َرامة<br />

)) رواه أحمد،‏<br />

الش<br />

والبخاري،‏ ومسلم<br />

، وعند مسلم : )<br />

لما يرى من فضل الشهادة).‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣٦ ] ...............................................<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : فضل الشهادة في سبيل االله<br />

تعالى .<br />

الثانية : أن تمني<br />

الر جوع للدنيا طلبا ً للقتل مرات هو من خصال الشهيد لا يشاركه فيها أحد<br />

. غيره<br />

الثالثة : كون الشهادة في سبيل االله طريقا ً مضمونا ً لبلوغ الجنة<br />

.<br />

الرابعة : التحريض على طلب الشهادة والحرص عليها والبحث عنها في مظانها،‏ فما<br />

ذ ُكر<br />

هذا الفضل إلا لأهل الإيمان الباقين في الدنيا ليعرفوا قدرها ويتنافسوا في تحصيلها،‏ قال<br />

ابن<br />

(( رحمه االله بطال ٍ –<br />

: -<br />

هذا الحديث أجل ما جاء في فضل الشهادة والحض عليها والترغيب<br />

(( رحمه االله – اه،‏ وقال النووي )) فيها<br />

:<br />

-<br />

هذا من صرائح الأدلة فى عظيم فضل<br />

. اه )) الشهادة<br />

الخامسة : خف ّة آلام القتل وسكرات<br />

المو ت على القتيل في سبيل االله؛ إذ لو كانت ب ِك ُرباا<br />

وشدائدها لما تمنوا إعادة ذوقها ومعالجة أهوالها<br />

.<br />

السادسة : أن للشهادة من الفضل والكرامة<br />

– مع كل ما ذ ُكر عنها في الكتاب والسنة<br />

- ما<br />

لا عين رأت ولا أذن ٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر،‏ وأن شأا فوق ما يتصوره عقل ٌ،‏<br />

فلما عاينوا تلك الكرامة<br />

التي لم تكن لهم على بال ٍ<br />

– - تمنوا المزيد منها بتكرار القتل<br />

.<br />

السابعة : أن تمني عودم للدنيا لا لزيارة حبيب،‏ ولا لرؤية قريب،‏ ولا لطلب ملك،‏ ولا<br />

، ولا لجمع ِ مال ٍ،‏ تحصيل<br />

جاه وإنما فقط لنيل القتل مرة بل مرات‏،‏ فما عاينوه من الكرامة<br />

أنساهم<br />

كل َّ ذلك وجعل همتهم في طلب القتل<br />

الشهادة<br />

) ( والذي صار بعد ملابستهم له لا<br />

يعدله شيءٌ‏ عندهم،‏ قال الملا على القاري<br />

: ))<br />

وفيه إيماء إلى أنه لا يتمنى شيئا ً من شهوات<br />

الدنيا إلا<br />

، وهي ليست منها فيكون من قبيل<br />

: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم<br />

الشهادة<br />

. اه ((<br />

متفرقات<br />

أولا : بوب عليه البخاري بقوله<br />

) :<br />

باب تمني ال ْمجاهد أ َن ْ يرج ِع إ ِل َى الدنيا<br />

، فالظاهر من (<br />

تبويبه أن هذا الفضل ليس خاصا ً بالشهيد وإنما يعم كل مجاهد سواء مات أو قتل،‏ مع أن<br />

لفظ الحديث مصرح بالشهيد يؤكد ذلك<br />

زيادة ً على ذكر لفظ الشهيد<br />

- - التنصيص على<br />

صفة القتل عند تمني الرجوع إلى الدنيا،‏ فيمكن حمل المعنى على ما ذكره العيني بقوله : ‏(أي<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


.<br />

ورواه البخاري أيضا ً بلفظ آخر تحت<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣٧ ] ...............................................<br />

تمنى ااهد الذي جاهد في سبيل االله ثم قتل رجوعه إلى الدنيا<br />

اه،‏ أو أن يكون له وجه (<br />

آخر قصده البخاري وهو أن ااهد شهيد سواء قتل أو مات بأي حتف مات كما جاء<br />

في<br />

بعض<br />

الأح اديث،‏ فيكون هذا الفضل العظيم ثابتا ً له ما دام قد فارق الدنيا مجاهدا ً،‏ ويحمل<br />

قوله )<br />

فيقتل ( على الأغلب المشهور لأن لفظ الشهداء ينصرف غالبا ً إلى المقتولين في سبيل االله<br />

وإن لم يقتصر<br />

عليهم . واالله تعالى أعلم<br />

(<br />

عين ِ وصف َته ِن باب ال ْحور ِ : )<br />

رحمه ، قال ابن حجر ٍ –<br />

ال ْ<br />

قال - : ) االله<br />

المهلب : إنما أورد حديث أنس هذا ليبين المعنى الذي من أجله يتمنى الشهيد أن<br />

يرجع إلى الدنيا ليقتل مرة أخرى في سبيل<br />

االله ؛ لكونه يرى من الكرامة بالشهادة فوق ما في<br />

نفسه ، إذ كل واحدة يعطاها من الحور العين لو أطلت على الدنيا لأضاءت كلها<br />

فتح )[<br />

/ .[ ١٥ الباري : ٦<br />

(<br />

ثانيا ً : وفي صحيح مسلم تحت<br />

باب ف َضل ِ الشهادة في سب ِيل ِ الل َّه تعال َى<br />

، ورواه أبو عوانة<br />

)<br />

تحت باب : )<br />

بيان ثواب الشهيد الذي يقتل في سبيل االله عز وجل<br />

باب )، والبيهقي تحت : )<br />

ف َضل ِ الشهادة فى (<br />

ب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ<br />

س ، ورواه ابن حبان باللفظ المذكور أعلاه،‏ وقبله بلفظ :<br />

)<br />

ما من أحد يدخل الجنة يسره أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد،‏ فإنه يحب أن يرجع ليقتل مرة<br />

( أخرى<br />

، ورواية تمني القتل عشر مرات جاءت تحت :<br />

) ذكر البيان بأن تمني الشهيد الرجوع<br />

إلى الدنيا بالعدد الذي ذكرت وقد يتمنى ما هو أكثر من ذلك العدد المذكور<br />

، فالثابت هو (<br />

تمني رجوع الشهيد إلى الدنيا ليقتل في سبيل االله تعالى،‏ أما عدد ما يتمناه فقد يقال بأنه<br />

يقع<br />

بحسب مرتبة الشهيد في الجنة وما يلقاه من الكرامة،‏ فكلما ارتفعت مترلته وعظمت<br />

كرامة<br />

االله له<br />

كا ن عدد ما يتمناه من القتل أكثر،‏ فيكون فيه تحضيض على بذل اهود لنيل أعلى<br />

درجات الشهادة،‏ أو أن يكون ذكر المرات إنما هو للتكثير لا لخصوص الأعداد المذكورة<br />

(<br />

كما قال الملا على القاري :<br />

الظاهر أن المراد به الكثرة<br />

. واالله تعالى أعلم اه<br />

)<br />

.<br />

– ه االله رحم ثالثا ً : قال ابن بطال<br />

) : -<br />

وإنما يتمنى أن يقتل عشر مرات<br />

- - لعلمه بأن واالله أعلم<br />

ذلك مما<br />

يرض ي االله ويقرب منه؛ لأن من بذل نفسه ودمه فى إعزاز دين االله ونصرة دينه<br />

ونبيه،‏ فلم تبق غاية وراء ذلك وليس في أعمال البر ما تبذل فيه النفس غير الجهاد،‏ فلذلك<br />

اه .‏ ( عظم الثواب عليه،‏ واالله أعلم<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

تفاوت مراتب الشهداء وأن منهم من لا يفضله النبيون إلا بدرجة<br />

النبوة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣٨ ] ...............................................<br />

رابعا ً : قال تقي الدين السبكي<br />

– رحمه االله<br />

فلما بذل الشهيد -: )<br />

نفس ه التي هي أعز الأشياء<br />

، وباعها الله تعالى طلبا ً لإعلاء كلمته فاقتطع دوا -<br />

ب و<br />

عينه تعالى ما يتحمل المتحملون من<br />

إليه<br />

- ولا شيء أعظم مما يتحمله الشهيد -<br />

جازاه سبحانه وتعالى وهو أكرم الأكرمين بما<br />

أجله<br />

تقصر عقول البشر<br />

عنه ، وأول ذلك أنه لم يخرجه من الدنيا حتى أشهده ما له من الكرامة<br />

جملة وإن لم يدرك العقل والطرف<br />

تفصيلها ، فيرى بعينه من حيث الإجمال ما أعد االله له من<br />

الكرامة والخير ولذلك سمي شهيدا<br />

: .[ ٣٤١ ٢ / فتاوى السبكي ](<br />

الحديث الرابع والعشرون : عن عتبة َ بن ِ عبد السل َمى رضى الل َّه عنه<br />

- أ َن َّ - وك َانت ل َه صحبة ٌ<br />

رسول َ الل َّه<br />

- صلى االله عليه وسلم<br />

ال ْق َتل َى - ق َال َ : ))<br />

: رجل ٌ مؤمن خرج ب ِنف ْسِ‏<br />

ث َلا َث َة ٌ ه وماله<br />

فلقي ال ْعدو ف َق َاتل َ حتى<br />

يق ْتل ، ف َذ َلك ال ْممتحن في خيمة الل َّه تحت عرشه لا َ يف ْضل ُه النب ِيون َ إ ِلا َّ<br />

ب ِدرجة<br />

، ورجل ٌ مؤمن ق َرف عل َى نف ْسِه من الذ ُّنوب ِ وال ْخط َايا لقي ال ْعد<br />

و ف َق َاتل َ حتى<br />

النبوة<br />

، ف َتل ْك ممصمصة ٌ محت ذ ُنوبه وخط َاياه إ ِن َّ السيف محاءٌ‏ لل ْخط َايا<br />

، وقيل َ ل َه ادخل ْ من<br />

يق ْتل<br />

أي أ َبواب ِ ال ْجنة الث َّمان ِية شئ ْت ف َإ ِنها ث َمان ِية ُ أ َبواب ٍ<br />

- - بعضها أ َف ْضل ُ من اب ٍ ولجهنم سبعة ُ أ َبو<br />

بعض ٍ يعن ِى أ َبواب<br />

ال ْجنة ، ورجل ٌ منافق خرج ب ِنف ْسِه وماله ف َق َاتل َ حتى يق ْتل ف َذ َاك في النار ِ إ ِن َّ<br />

)). السيف لا َ يمحو النف َاق<br />

رواه أحمد،‏ والدارمي،‏ والطيالسي،‏ والطبراني،‏ وابن حبان،‏<br />

- واللفظ له لبيهقي – وا<br />

، وقال السيوطي : هذا حديث<br />

صحيح ، وحسنة الشيخ الألباني<br />

.<br />

الحديث الخامس والعشرون : عن ِ ابن ِ عباس ٍ<br />

: ق َال َ رسول ُ الل َّه -<br />

ق َال َ صلى االله عليه وسلم<br />

-<br />

الشهداءُ‏ عل َى بار ِق ٍ ((<br />

نهر ٍ ب ِباب ِ ال ْجنة<br />

- - في ق ُبة خضراءَ‏ يخرج عل َيه ِم ر ِزق ُهم من ال ْجنة بك ْرة ً<br />

وعشيا )) رواه أحمد،‏ والطبري،‏ والطبراني،‏ وابن حبان،‏ والحاكم وقال : صحيح الإسناد على<br />

شرط<br />

مسلم ، ووافقه الذهبي،‏ وحسنه الشيخ الألباني،‏ والأرناؤط<br />

.<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

جمعها خيام،‏ و ، و خيمة االله : الخيمة<br />

معروفة هي هنا دالة ٌ على علو مترلة صاحبها لكوا تحت<br />

ظل العرش.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


قرف على نفسه من الذنوب : قال ابن الأثير : أي ك َسبها . يقال : ق َرف الذنب واق ْترف َه<br />

إذا<br />

اه . عمله<br />

ممصمصة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٣٩ ] ...............................................<br />

الشهيد الممتحن : قال الملا القاري : أي المشروح صدره وهو الذي امتحن االله قلبه للتقوى<br />

، وقال ابن منظور . اه<br />

: قال شمر : )<br />

قوله فذلك الشهيد الم ُمتحن هو الم ُصف َّى الم ُهذ َّب<br />

ن محنت الفضة َ إ ِ المخل َّص<br />

ذا صفيتها وخلصتها بالنار<br />

، وروي عن مجاهد في قوله تعالى<br />

م<br />

:<br />

"<br />

أ ُولئك الذين امتحن االلهُ‏ قلوبهم<br />

: خل َّص االلهُ‏ " قال<br />

، وقال أ َبو عبيدة<br />

قلوم : امتحن االلهُ‏ قلوم<br />

(<br />

، وقال غيره صف َّاها<br />

اه : الم ُمتحن الم ُوط َّأ ُ الم ُذ َل َّل ُ<br />

وهذ َّا<br />

.<br />

: ممحصة مطهرة،‏ قال ابن منظور :<br />

المعنى<br />

) : أ َن الشهادة في سبيل الل ّه مطهرة<br />

الشهيد من ذنوبه ماحية ٌ خطاياه كما يمصمص الإِناءَ‏ الماءُ‏ إ ِذا رق ْر ِق الماءُ‏ فيه<br />

وحر ك حتى<br />

. اه ( يطهر<br />

بارق : قال الزبيدي : نهر بباب ِ الج َنة في حديث ابن<br />

، و قال السندي<br />

عباس ٍ : لعل المراد به<br />

الموضع الذي يبرق منه النهر الذي بباب الجنة<br />

. ويظهر اه<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : تفاوت حالات الشهداء في الجهاد فمنهم من هو في أعلى عليين<br />

وم هم دون ذلك،‏ ن<br />

(( رحمه االله - : قال القرطبي –<br />

قال علماؤنا أحوال الشهداء طبقات مختلفة ومنازل متباينة<br />

. اه )) يجمعها أم يرزقون<br />

الثانية : فضل الشهادة في سبيل االله تعالى<br />

.<br />

الثالثة : تكفير الذنوب بالشهادة في سبيل االله إلا ما خصه الدليل وسيأتي<br />

.<br />

الرابعة : فضل الجهاد بالنفس والمال في سبيل االله<br />

.<br />

الخامسة : مترلة ُ صفاءِ‏ القلوب وزكائها وطهارا ونقائها،‏ وضرورة العناية ا وتخليصها من<br />

بالأعمال وتعميرها ونحوها،‏ والغرور والكبر والحسد الرياء شوائب<br />

الصالحة كالإخلاص<br />

والتواضع والإخبات والصدق وغير ذلك،‏ قال تعالى :<br />

أولئك الذين ام<br />

﴿ تحن االله قلوم<br />

﴾ للتقوى<br />

السادسة : عظم أجر الثبات في القتال،‏ لقوله : وقاتل حتى يقتل<br />

.<br />

السابعة : أن من الشهداء صديقين لا يفضلهم النبيون إلا بدرجة النبوة.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


التاسعة : التحريض على طلب العلو في درجة الشهادة بإصلاح الظاهر والباطن مع<br />

الصبر<br />

والصدق .<br />

العاشرة<br />

.<br />

الحادية<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤٠ ] ...............................................<br />

الثامنة : خير دواء لمن أسرف على نفسه بالذنوب والخطايا القيام بالجهاد والصبر عليه،‏ عكس<br />

ما يظن البعض من أن العاصي لا مكان له في الجهاد،‏ قال شيخ الإسلام<br />

– رحمه االله<br />

ومن - : )<br />

ك َان َ ك َثير الذ ُّنوب ِ ف َأ َعظ َم دوائه ال ْج ِهاد ؛ ف َإ ِن َّ الل َّه عز وجل َّ يغفر ذ ُنوبه ك َما أ َخبر الل َّه في كتاب ِه<br />

ب ِق َوله سبحانه وتعال َى :<br />

" اه يغفر ل َك ُم ذ ُنوبك ُم ")<br />

.<br />

: أن للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة<br />

عشرة : أن المنافق قد يخرج للقتال بنفسه وماله،‏ ويقتل ولا يكون ذلك كفارة له بل هو<br />

. الن ار والعياذ باالله في<br />

الثانية عشرة : خطر النفاق والحذر منه<br />

.<br />

الثالثة عشرة : عظم أمر النية وأن النجاة والخسران معلق عليها،‏ فالمسرف على نفسه<br />

بالذنوب<br />

صدق قلبه فنجا،‏ والمنافق كذب وخادع فهلك وكلاهما مقاتل ٌ ثم<br />

مقتول ٌ .<br />

متفرقات<br />

: الحديث الأول ذكره ابن حبا<br />

ن تحت<br />

أولا ً<br />

) :<br />

ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ ال ْأ َنب ِياءَ‏ ل َا يف ْضل ُون َ الشهداءَ‏ إ ِل َّا<br />

، وساقه البيهقي تحت ( ب ِدرجة النبوة ف َق َط ْ<br />

) :<br />

باب ف َضل ِ الشهادة فى سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ<br />

.(<br />

ثانيا ً : اختلف العلماء في معنى الحديث الثاني،‏ وهو كون بعض الشهداء على بارق ٍ<br />

- ر بباب<br />

الجنة - حيث قد يفهم منه أن بعض الشهداء ليسوا وسط الجنة وإنما عند باا،‏ فقال ابن كثير –<br />

الشهداء وك ن أ - : ) رحمه االله<br />

أقسام : منهم من تسرح أرواحهم في الجنة،‏ ومنهم من يكون على<br />

هذا النهر بباب الجنة،‏ وقد يحتمل أن يكون منتهى سيرهم إلى<br />

ه ذا النهر فيجتمعون هنالك،‏<br />

ويغدى عليهم برزقهم هناك ويراح،‏ واالله أعلم<br />

]( تفسير ابن كثير : ٢ ١٦٤ /<br />

[<br />

.<br />

، وقال المناوي<br />

–<br />

رحمه االله – تبعا ً للقرطبي :<br />

) وهذا في الشهداء الذين حبسهم عن دخول الجنة تبعة فلا ينافي ما<br />

]<br />

[ أحاديث أخرى أن أرواحهم في أجواف طيور خضر تسرح في الج<br />

نة أو في قناديل تحت<br />

في<br />

بن رجب وقال .، قال السيوطي : ) اه ( العرش<br />

ا : لعل هذا في عموم الشهداء والذين هم في<br />

القناديل تحت العرش خواصهم<br />

، قال<br />

: أو لعل المراد بالشهداء فيه<br />

م ن هو شهيد غير من قتل في<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

في كون الشهادة سببا ً لنيل الفردوس<br />

الأعلى<br />

و أ<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤١ ] ...............................................<br />

كالمطعون ، والغريق ، والمبطون ، سبيل االله<br />

، وغيرهم ممن ورد النص بأنه شهيد<br />

سائر المؤمنين ،<br />

فقد يطلق الشهيد على من حقق الإيمان وشهد بصحته<br />

)[ الديباج على مسلم : ٤<br />

٤٨٣ .[ /<br />

– رحمه االله وقال ابن القيم<br />

) : -<br />

وهذا لا ينافي كوم في الجنة فإن ذلك النهر من الجنة ورزقهم<br />

يخرج عليهم من الجنة فهم في الجنة وإن لم يصيروا إلى مقاعدهم منها<br />

. اه (<br />

الحديث السادس والعشرون : عن أ َنس بن مالك أ َن َّ أ ُم الربيع ِ ب ِنت ال ْبراءِ‏<br />

- وهي أ ُم حار ِث َة َ بن ِ<br />

- أ َتت النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم ف َق َال َت<br />

: يا نب ِي الل َّه أ َل َا تحدث ُن ِي عن حار ِث َة َ -<br />

وك َان َ<br />

سراق َة َ<br />

ق ُتل َ يوم بدر ٍ أ َصابه سهم<br />

- ف َإ ِن ْ ك َان َ في ال ْجنة صبرت<br />

غ َرب ، وإ ِن ْ ك َان َ غ َير ذ َلك اجتهدت<br />

ق َال َ : (( ، عل َيه في ال ْبك َاءِ‏<br />

يا أ ُم حار ِث َة َ إ ِنها ج ِنان ٌ في ال ْجنة<br />

وإ ِ ن َّ ابنك أ َصاب ال ْفردوس ال ْأ َعل َى<br />

((<br />

رواه البخاري،‏ وأحمد،‏ والطبراني،‏ والبيهقي<br />

.<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

سهم غرب : قال ابن الأثير : أي لا يعرف راميه . يقال : سهم غرب بفتح الراء<br />

وسكوا<br />

وبالإضافة وغير الإضافة اه<br />

.<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : أن الجنة درجات وأعلاها الفردوس<br />

الأعلى .<br />

الثانية : أن أعلى درجات الشهادة قد ينالها المسلم وإن ق ُتل َ في غير القتال بل وإن لم يخرج<br />

له<br />

أصلا ً حتى وإن كان المقتول صغيرا ً؛ فإن حارثة َ كان غلاما ً حدثا ً لم َّا يبلغ<br />

الح ُل ُم .<br />

الثالثة : حرص الوالدين ينبغي أن يوجه<br />

لإ صلاح الأبناء بما ينجيهم وينفعهم في الآخرة<br />

.<br />

الرابعة : دخول الشهيد الجنة إثر مقتله<br />

.<br />

متفرقات<br />

(<br />

أولا ً : بوب عليه البخاري بقوله :<br />

باب من أ َتاه سهم غ َرب ف َق َتل َه<br />

، وذكره ابن حبان تحت<br />

)<br />

:<br />

)<br />

ذك ْر إ ِيجاب ِ ال ْجنة لمن ق ُتل َ في ال ْحرب ِ نظارا<br />

و إن لم يرد له ال ْقتال َ ول َا ق َاتل َ<br />

)، والبيهقي<br />

: ) تحت<br />

باب من أ َتاه سهم غ َرب ٍ ف َق َتل َه‏)‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


واز أن تسأل المرأة ُ الشهادة َ في سبيل االله،‏ وجواز تحصيل أسباا بشروطها،‏ قال<br />

البخاري<br />

.<br />

الرابعة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤٢ ] ...............................................<br />

ثانيا ً : قال ابن بطال ٍ<br />

– رحمه االله<br />

) : -<br />

قال المهلب : هذا نحو حديث أم حرام إذ سقطت عن<br />

دابتها فماتت،‏ فهذا وشبهه مما يستحق به الجنة إذا صحت فيه النية<br />

. اه (<br />

باب<br />

لش هيد البحر أجر شهيدين<br />

: الحديث السابع والعشرون<br />

عن أ ُم حرام ٍ رضي االله عنها عن النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم أ َنه<br />

: )) ق َال َ<br />

ال ْمائد في ال ْبحر ِ ال َّذي يصيبه ال ْق َيءُ‏ ل َه أ َجر شه ِيد وال ْغر ِق ل َه أ َجر شه ِيدين ِ<br />

( رواه أبو (<br />

داود،‏ والطبراني،‏ والبيهقي،‏ والحميدي عنها بلفظ<br />

- صلى االله ذ َك َر رسول ُ الل َّه : ق َال َت : ((<br />

:« - غ ُزاة َ ال ْبحر ِ عليه وسلم<br />

لل ْمائد أ َجر شه ِيد‏،‏ ولل ْغر ِق ِ أ َجر شه ِيدين ِ<br />

. ق َال َت ف َق ُل ْت : يا «<br />

رسول َ الل َّه ادع الل َّه عز<br />

:« ، ق َال َ و جل َّ أ َن ْ يجعل َن ِى منهم<br />

. ف َغزت ال ْبحر « الل َّهم اجعل ْها منهم<br />

ف َل َما خرجت ركبت دابتها ف َسق َط َت<br />

ف َماتت )) والحديث حسنه الشيخ الألباني<br />

.<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

المائد : قال ابن الأثير : هو الذي يدار ب ِرأسه من ر ِيح ِ البحر ِ واضطراب ِ السفينة<br />

بالأمواج<br />

. اه<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : الحث على الغزو في البحر وركوبه لأجل ذلك،‏ قال المناوي :<br />

) فيه حث على )<br />

. اه )) ركوب البحر للغزو<br />

الثانية : حرص الصحابة رضي االله عنهم على تحصيل أعلى درجات الشهادة<br />

.<br />

الثالثة : ج<br />

) :<br />

باب الدعاءِ‏ ب ِال ْج ِهاد والشهادة للرجال ِ والنساءِ‏<br />

اه (<br />

: أن درجات الشهادة العالية تنالها المرأة كما ينالها الرجل<br />

.<br />

الخامسة : صدق نبوة النبي صلى االله عليه وسلم بتحقق ما أخبر به<br />

.<br />

السادسة : أن من وقصته دابته في سبيل االله فهو شهيد.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

دور الشهداء في الجنة أحسن الدور<br />

وأفضلها<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤٣ ] ...............................................<br />

الحديث الثامن والعشرون : عن سمرة َ بن ِ جندب رضي االله عنه<br />

قال : ق َال َ النب ِي صل َّى الل َّه<br />

(( عل َيه وسل َّم<br />

:<br />

رأ َيت الل َّيل َة َ رجل َين ِ أ َتيان ِي ف َصعدا ب ِي الشجرة َ ف َأ َدخل َان ِي دارا هي أ َحسن<br />

وأ َف ْضل ُ ل َم أ َر ق َط ُّ أ َحسن منها ق َال َا أ َما هذه الدار ف َدار الشهداءِ‏<br />

واه البخاري وهو بعض )) ر<br />

. حديث طويل ٍ<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : علو مترلة الشهداء وحسن دارهم في<br />

الجنة .<br />

متفرقات<br />

(<br />

الأولى : الحديث رواه البخاري تحت<br />

باب درجات ااهدين في سبيل االله<br />

، وعند ابن حبان<br />

)<br />

تحت : )<br />

ذك ْر مناز ِل ِ الشهداءِ‏ في ال ْج ِنان ب ِث َباته ِم ل َه في الدنيا<br />

(<br />

باب<br />

في نيل<br />

الشهاد ة بالصبر ِ والاحتساب ِ وما تكف ِّره من الذنوب<br />

الحديث التاسع والعشرون : عن أ َب ِي ق َتادة َ رضي االله عنه<br />

)) :<br />

أن رسول َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه<br />

وسل َّم ق َام فيه ِم ف َذ َك َر ل َهم أ َن َّ ال ْج ِهاد في سب ِيل ِ الل َّه وال ْإ ِيمان َ ب ِالل َّه<br />

أ َف ْض ، ف َق َام رجل ٌ ل ُ ال ْأ َعمال ِ<br />

: يا رسول َ الل َّه أ َرأ َيت إ ِن ْ ق ُتل ْت في سب ِيل ِ الل َّه تك َف َّر عني خط َاياي<br />

: ل َه رسول ُ الل َّه ؟ ف َق َال َ<br />

ف َق َال َ<br />

صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم<br />

نعم ، إ ِن ْ ق ُتل ْت في سب ِيل ِ الل َّه وأ َنت صاب ِر محتسِب مق ْب ِل ٌ غ َير مدب ِر ٍ<br />

، ث ُم<br />

ق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه<br />

؟ ق َال َ : ك َيف ق ُل ْت<br />

وسل َّم : أ َرأ َيت إ ِن ْ ق ُتل ْت في سب ِيل ِ الل َّه أ َتك َف َّر<br />

عني<br />

؟ ف َق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم<br />

: نعم وأ َنت صاب ِر محتسِب مق ْب ِل ٌ غ َير<br />

خط َاياي<br />

، الدين مدب ِر ٍ إ ِلا َّ<br />

ف َإ ِن َّ ج ِبر ِيل َ عل َيه السل َام ق َال َ لي ذ َلك<br />

((<br />

رواه مالك،‏ وأحمد،‏ ومسلم،‏<br />

والنسائي،‏ وغيرهم.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


.<br />

الثانية .<br />

الثالثة<br />

متفرقات<br />

أولا ً : الحديث في صحيح مسلم تحت :<br />

) باب من قتل في سبيل االله كفرت خطاياه إلا<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤٤ ] ...............................................<br />

الحديث الثلاثون : عن عبد الل َّه بن ِ عمر ِو بن ِ<br />

: أ َن َّ رس<br />

ال ْعاص ِ ول َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم<br />

: )) ق َال َ<br />

يغف َر للشه ِيد ك ُل ُّ ذ َنب ٍ إ ِل َّا<br />

الدين )) رواه أحمد،‏ ومسلم،‏ وفي لفظ له<br />

ال ْق َتل ُ في : ((<br />

سب ِيل ِ الل َّه يك َف ِّر ك ُل َّ شيءٍ‏ إ ِل َّا الدين<br />

.((<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : تحريض النبي<br />

صل ى االله عليه وسلم أصحابه على الجهاد في سبيل االله قياما ً بأمر االله له<br />

بذلك<br />

: حرص الصحابة رضي االله عنهم على معرفة أحكام دينهم والتثبت فيها<br />

: تكفير الشهادة لكل الذنوب والخطايا إلا<br />

، قال العلماء<br />

الدين : ومثله كل ما هو من<br />

. حقوق العباد<br />

الرابعة : ضرورة التحلل من حقوق العباد والتخلص منها والحذر من التساهل فيها<br />

.<br />

الخامسة : إذا كانت الشهادة لا تكف ِّر الدين وقد أخذ برضا الدائن ِ وعلمه فلأن لا تكف ِّر<br />

غيره من حقوق العباد المادية والمعنوية من باب أولى واالله أعلم،‏ قال الصنعاني : )<br />

وإذا كان )<br />

هذا في الدين<br />

وذ برضا صاحبه فكيف بما أخذ غصبا ً وبا ً وسلبا ً<br />

؟<br />

المأخ<br />

. اه ((<br />

السادسة : أن المقتول الذي تكف َّر خطاياه هو من كان قتاله في سبيل االله<br />

.<br />

السابعة : فضل الجهاد والشهادة في سبيل االله حيث ك ُف ِّرت ا جميع الخطايا إلا حقوق بني<br />

)<br />

آدم،‏ قال النووي :<br />

فيه هذه الفضيلة العظيمة للم<br />

) جاهد وهى تكفير خطاياه كلها إلا حقوق<br />

. اه )) الآدميين<br />

الثامنة : أن السنة وحي‏،‏ لقوله : فإن جبريل قال لي ذلك،‏ قال ابن عبد البر : )<br />

وفي هذا )<br />

الحديث أن جبريل كان يترل على النبي صلى االله عليه<br />

و سلم بما يتلى من القرآن وبغيره من<br />

. اه )) الحكمة والعلم والسنة<br />

التاسعة :<br />

ف يه إشارة ٌ إلى عظ َم شأن الدين،‏ والتحذير منه،‏ وكراهة الدخول فيه مهما أمكن<br />

.<br />

)، و الدين<br />

عند البيهقي تحت :<br />

) باب ما جاءَ‏ من التشديد فى الدين ِ<br />

ذك ْر : ) ابن حبان تحت )، و<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


وغفران ذنب واحد يصح جعله ثمرة للجهاد<br />

فكيف بمغفرة جميع الذنوب إلا واحدا منها<br />

وغاية ما اشتملت عليه أحاديث الباب هو أن الشهيد يغفر له جميع ذنوبه إلا ذنب<br />

الدين<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤٥ ] ...............................................<br />

ال ْبيان ب ِأ َن َّ ال ْجنة َ إ ِنما تج ِب للشه ِيد إ ِذ َا ل َم يك ُن عل َيه دين ب ِحك ْم ِ ال ْأ َمينين ِ محمد<br />

وج ِبر ِيل َ<br />

وسل َّم ). صل َّى الل َّه عل َيه ِما<br />

: وفي هذا الإطلاق الذي ترجم به الإمام ابن حبان –<br />

رحمه االله<br />

- نظر‏،‏ كما نبهني على<br />

قلت<br />

. ذلك بعض الفضلاء<br />

- : (" رحمه االله - ثانيا ً : قال ابن علان<br />

إن قتلت في سبيل االله وأنت صابر<br />

: على ملاقاة " أي<br />

القرن وجراحات السيوف وطعن الرماح وغير ذلك من أتعاب الحرب<br />

" محتسب<br />

أي : مخلص "<br />

الله تعالى،‏ فإذا قاتل لمعصية أو لغنيمة أو لصيت فلا يحصل له ما ذكر في<br />

الخ بر من الثواب ولا<br />

: على وجه الفرار " أي مقبل غير مدبر غيره "<br />

]( دليل الفالحين : ٢ /<br />

.[ ٢٥٨<br />

- : ) رحمه االله - ثالثا ً : قال النووي<br />

وأما قوله صلى االله عليه وسلم إلا الدين ففيه تنبيه على<br />

جميع حقوق<br />

الآدميين ، وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين<br />

.، وقال الشوكاني : ) اه ( وإنما يكفر حقوق االله تعالى<br />

ويلحق بالدين ما كان<br />

ح قا ً لآدمي من<br />

دم أو عرض بجامع أن كل واحد حق لآدمي يتوقف سقوطه على إسقاطه<br />

. اه (<br />

رابعا ً : هذه الأحاديث مما يستدل ا العلماء على وجوب استئذان المدين دائنه في<br />

الخروج<br />

للجهاد حينما يكون فرض<br />

ك فاية،‏ وكلامهم في ذلك معروف‏،‏ وللشوكاني كلام في المسألة<br />

غير ما اشته ِر حيث يقول<br />

– رحمه االله<br />

) : -<br />

ووجه الاستدلال بأحاديث الباب على عدم<br />

جوا ز<br />

خروج المديون إلى الجهاد بغير<br />

إ ذن غريمه أن الدين يمنع من فائدة الشهادة وهي المغفرة العامة<br />

،<br />

وذلك يبطل ثمرة الجهاد<br />

... ولا يخفى أن بقاء الدين في ذمة الشهيد لا يمنع من الشهادة بل<br />

] [ ذنب إلا الدين كل هو شهيد مغفور له<br />

،<br />

! ؟<br />

فالقول بأن ثمرة الشهادة مغفرة جميع الذنوب<br />

ممنوع ، كما أن القول بأن عدم غفران ذنب واحد يمنع من الشهادة ويبطل ثمرة الجهاد ممنوع<br />

، أيضا<br />

، وذلك لا يستلزم عدم جواز الخروج إلى الجهاد إلا بأذن من له الدين<br />

بل إن أحب ،<br />

ااهد أن يكون جهاده سببا ً<br />

لمغفرة كل ذنب استأذن صاحب<br />

ا ، وإن رضي لدين في الخروج<br />

ق بأن<br />

يب ى عليه ذنب واحد منها جاز له الخروج بدون استئذان<br />

٨ نيل الأوطار )[ إلخ ...<br />

:<br />

٢٦ [ /<br />

، هذا ما قاله والسلامة لا يعدلها شيءٌ.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

االلهُ‏ من صدق االلهَ‏ صدقه<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤٦ ] ...............................................<br />

خامسا ً : الحديث الأول سئل فيه النبي صلى االله عليه وسلم عن تكفير الشهادة<br />

للذنوب<br />

والخطايا فاستثنى منها الدين،‏<br />

والح ديث الثاني قال فيه يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين،‏<br />

فالظاهر من سياق الكلام أن الدين الباقي في ذمة الشهيد هو ذنب يحتاج إلى التكفير،‏<br />

فيكون<br />

المعنى إلا ذنب الدين،‏ أو إلا خطيئة الدين،‏ ومعلوم أن الدين هو مال ٌ يأخذه المدين من<br />

الدائن<br />

صاحب المال بعلمه ورضاه ليصرفه<br />

في حاجته ويسقط بالأداء أو الإبراء،‏ وهو مأذون ٌ به في<br />

الجملة في الشرع وفيه أطول آية في كتاب االله تعالى فصلت أحكامه،‏ فكيف يكون<br />

ذنبا ً؟<br />

وللعلماء طرق في الجواب على ذلك يطول المقام بذكرها ويخرجنا عن مقصود<br />

الرسالة<br />

ويضطرنا للدخول في التقريرات الفقهية،‏ وإنما ذكرت هذا السؤال تنشيطا للقارئ على<br />

البحث،‏ ولكن أنقل هنا اختصارا ما قاله السندي<br />

– رحمه االله<br />

إ " أي إلا ترك لا الدين - : ("<br />

وفاءِ‏<br />

؛ إذ نفس الدين ليس من الذنوب<br />

، والظاهر أن ترك الوفاء ذنب إذا كان مع<br />

الدين<br />

القدرة على الوفاء فلعله المراد ... ويمكن أن يقال<br />

ن هذا محمول على الدين الذي هو خطيئ<br />

ة<br />

إ<br />

وهو الذي استدانه صاحبه على وجه لا يجوز بأن ْ<br />

ذ َ خ<br />

أ َ ه بحيلة أو غصبه فثبت في ذمته البدل<br />

،<br />

ان غير عازم على الوفاء د أو<br />

؛ لأنه استثنى ذلك من الخطايا<br />

، والأصل في الاستثناء أن يكون<br />

ا<br />

من الجنس فيكون الدين المأذون فيه مسكوتا عنه في هذا الاستثناء فلا يلزم المؤاخذة به لجواز<br />

أن يعوض االله صاحبه من فضله<br />

](<br />

حاشية السندي على النسائي<br />

٣٤ / ٦ .[ :<br />

الحديث الحادي والثلاثون : عن أ َب ِي ق َتادة َ<br />

ق َال َ : أ َتى عمرو بن ال ْجموح ِ إ ِل َى رسول ِ الل َّه صل َّى<br />

: (( وسل َّ م ف َق َال َ الل َّه عل َيه<br />

يا رسول َ الل َّه أ َرأ َيت إ ِن ْ ق َاتل ْت في سب ِيل ِ الل َّه حتى أ ُق ْتل َ أ َمشي<br />

ب ِر ِجلي هذه صحيحة ً في ال ْجنة<br />

- وك َانت ر ِجل ُه عرجاءَ‏<br />

- ق َال َ<br />

: رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه<br />

: نعم ف َق ُتل ُوا ي<br />

وسل َّم وم أ ُحد هو وابن أ َخيه ومول ًى ل َهم ف َمر عل َيه رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه<br />

وسل َّم<br />

: ك َأ َني أ َنظ ُر إ ِل َيك تمشي ب ِر ِجلك هذه صحيحة ً في ال ْجنة<br />

)) رواه أحمد،‏ قال<br />

ف َق َال َ<br />

الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال<br />

الص حيح غير يحيى بن نصر الأنصاري وهو ثقة،‏ وقال ابن<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


يجرح<br />

يثعب<br />

باب<br />

فضل ُ كل ِّ كل ْم ٍ في سبيل االله فكيف<br />

بالقتل ِ<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤٧ ] ...............................................<br />

حجر في الفتح : إسناده حسن،‏ ورواه أيضا ابن عبد البر في التمهيد،‏ وأبو نعيم في<br />

معرفة<br />

الصحابة،‏ والحديث حسنه الشيخ الألباني<br />

والأرناؤط .<br />

الحديث الثاني والثلاثون : عن أ َب ِي هريرة َ رضي االله عنه عن النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم ق َال َ<br />

:<br />

ل َا يك ْل َم أ َحد في سب ِيل ِ الل َّه ((<br />

والل َّه أ َعل َم ب ِمن يك ْل َم في سب ِيله<br />

- إ ِل َّا جاءَ‏ يوم ال ْقيامة وجرحه<br />

-<br />

يث ْعب الل َّون ُ ل َون ُ دم ٍ والريح ر ِيح<br />

سك<br />

م )) رواه مالك،‏ وأحمد،‏ والبخاري،‏ ومسلم<br />

.<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

يكلم :<br />

: يجري،‏ وقال النووي : بفتح الياء والعين وإسكان<br />

المثلثة بينهما ومعناه يجرى متفجرا<br />

. أي كثيرا<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

: فضل الجرح في سبيل االله سواء كان صغيرا ً أم كبيرا ً<br />

.<br />

الأولى<br />

: رب جريح أو قتيل في الصف االله أعلم بنيته )<br />

، قال ابن عبد البر : )<br />

وفي قوله عليه<br />

الثانية<br />

واالله أعلم بمن يكلم في : " و السلام الصلاة<br />

سبيله " دليل على أن ليس كل من خرج في الغزو<br />

تكون هذه حاله حتى تصح نيته ويعلم االله من قلبه أنه خرج يريد وجهه ومرضاته لا رياء ولا<br />

. اه )) سمعة ولا مباهاة ولا فخرا ً<br />

الثالثة : مدار قبول الأعمال الصالحة وانتفاع العبد ا مبني على صحة النية واستقامة القصد<br />

،<br />

) كما ذكر السندي : )<br />

أن المدار على الإخلاص الباطني المعلوم عند االله لا على ما يظهر<br />

)) للناس<br />

، وفي هذا تنبيه على خطر النية<br />

وضرو رة معالجتها حتى لا يجتمع عليه ك َل ْمان كلم<br />

الدنيا بالجراح والآلام والآخرة بضياع الثواب ونزول العقاب<br />

.<br />

الرابعة : عظ َم فضل الشهادة في سبيل االله،‏ فإذا كان ما ذكر هو في الجرح<br />

– وقد يكون<br />

صغيرا ً - فكيف بمن تتقطع أشلاؤه وتتطاير أطرافه وأعضاؤه في سبيل االله تعالى<br />

.<br />

ذلك في ذات الإله وإن يشأ ....<br />

يبارك على أوصال شول ممزع<br />

و<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤٨ ] ...............................................<br />

قال الشيخ عبد االله بن جبرين<br />

– رحمه االله<br />

: - ))<br />

وإذا كان هذا في فقد عضو ٍ أو جرح أو نحو<br />

ذلك فأعظم من ذلك أن يفقد نفسه،‏<br />

يعني : أن يستشهد في سبيل االله،‏ فإنه والحال هذه أعظم<br />

. اه )) أجرا ً وأكثر ثوابا ً<br />

: مح الخامسة<br />

بة االله لرؤية آثار الطاعة على عبده؛ ولهذا فالشهيد لا يغسل دمه في الدنيا،‏ ويأتي<br />

يوم القيامة بجراحه ودمه يترف،‏ تنويها بعلو مترلته وجلالة كرامته،‏ قال ابن حجر<br />

– رحمه<br />

)) - : االله<br />

قال العلماء الحكمة في بعثه كذلك أن يكون معه شاهد بفضيلته ببذله نفسه في<br />

. اه )) تعا لى طاعة االله<br />

السادسة : التحريض على الجهاد لنيل فضائله ومنها ما جاء في هذا الحديث،‏ قال ابن عبد<br />

)) البر :<br />

هذا من أحسن حديث في فضل الغزو في سبيل االله والحض على الثبوت عند لقاء<br />

اه )) العدو<br />

متفرقات<br />

أولا ً : ، أدرجه مالك تحت : )<br />

، وبوب عليه ( باب الشهداء في سبيل االله<br />

ال نسائي بقوله :<br />

ثواب من كلم في سبيل االله )<br />

)، و<br />

عند ابن حبان تحت :<br />

) ذك ْر مج ِيءِ‏ من ك ُلم في سب ِيل ِ الل َّه<br />

يوم ال ْقيامة ينث َعب دمه ليعرف من ذ َلك ال ْجمع ِ<br />

(<br />

، والبيهقي تحت :( باب ف َضل ِ من يجرح<br />

). فى سب ِيل ِ الل َّه<br />

ثانيا ً : ذكر الزرقاني وجها ً في معنى الجملة المعترضة<br />

) واالله أعلم بمن يكلم في سبيله<br />

وهو (<br />

دلالتها على التفخيم والتعظيم إيذانا ً بمقام المكلوم على هذه الصفة عند االله تعالى،‏<br />

وكأن<br />

المعنى حينها يكون واالله وحده أعلم بقدر ومترلة من يكلم في سبيله،‏ وهو وجه حسن<br />

ولكن<br />

لا ينفي<br />

م ا تواطأت عليه كلمة العلماء من دلالة الجملة على تخصيص المخلص في نيته دون<br />

غيره ذا الفضل،‏ وهذا أمر معلوم في سائر الأعمال الصالحة،‏ إذ لا ثواب عليها بغير نية‏،‏<br />

– رحمه االله قال الزرقاني<br />

" ) : -<br />

واالله أعلم بمن يكلم في<br />

سبيله " جملة معترضة بين المستثنى منه<br />

والمستثنى مؤكدة مقررة لمعنى المعترض فيه وتفخيم شأن من يكلم في سبيل االله ونظيره قوله<br />

" تعالى<br />

:<br />

قالت رب إني وضعتها أنثى واالله أعلم بما<br />

وضعت " أي بالشيء الذي وضعت وما<br />

علق به من عظائم<br />

الأمور ، ويجوز أن يكون تتميما ً للصيانة عن الرياء والسمعة وتنبيها على<br />

الإخلاص في الغزو<br />

و أن الثواب المذكور إنما هو لمن أخلص لتكون كلمة االله هي<br />

)[ العليا<br />

، ونظيره في المرقاة.‏ [ ٤٦ ٣ / شرح الزرقاني :<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

كثيرا ً من عمل َ قليلا ً وأجر<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٤٩ ] ...............................................<br />

ثالثا ً : ذكر بعض العلماء أن ظاهر الحديث يشمل أيضا ً من جرح في سبيل االله ثم برأ،‏<br />

وهذا<br />

الظاهر ظاهر؛ إذ ليس في الحديث تفريق بين الحالات ولا تفصيل ٌ<br />

لصفا ا،‏ ولا اشتراط أن<br />

يقتل بذلك الجرح،‏ مع أن بعض العلماء خصه بمن قتل على تلك الصفة واالله أعلم،‏ قال<br />

: ) الزرقاني<br />

وظاهر الحديث أنه لا فرق بين أن يستشهد أو تبرأ جراحته<br />

: قال الحافظ ،<br />

ويحتمل أن المراد ما مات صاحبه به قبل اندماله لا ما اندمل في<br />

الدنيا ، فإن أثر الجراحة<br />

وسيلان الدم<br />

يزول ، ولا ينفي ذلك أن له فضلا ً في الجملة لكن الظاهر أن الذي يجيء يوم<br />

القيامة وجرحه يثعب دما ً من فارق الدنيا كذلك<br />

، وقال ولي [ ٤٧ : ٣ / شرح الزرقاني ](<br />

الدين العراقي أبو زرعة :<br />

) وظ َاهره أ َنه ل َا ف َرق في ذ َلك بين أ َن ْ يستشهد أ َو تبرأ َ ج ِراحته<br />

اه.‏ ( لق َوله ك ُل ُّ ك َل ْم ٍ<br />

قلت تأمل قول الزرقاني : وظاهر الحديث<br />

...<br />

إلخ،‏ وقول الحافظ : والظاهر أن الذي<br />

إلخ ...<br />

كيف جعل كل واحد منهما ظاهر الحديث مؤيدا ً لما قال وبمثل هذا تدرك تفاوت أفهام<br />

الناس،‏ وتباين مدارك<br />

، سواءٌ‏ كان في أص<br />

استنباطهم ل الحكم المستنبط أو في تتريله على<br />

. الواقعة<br />

الحديث الثالث<br />

: عن ال ْبراء بن ِ عازب ٍ رضي الل َّه عنه ق َال : ((<br />

أ َتى النب ِي صل َّى الل َّه<br />

والثلاثون<br />

عل َيه وسل َّم رجل ٌ مق َنع ب ِال ْحديد<br />

: يا رسول َ الل َّه أ ُق َاتل ُ أ َو أ ُسلم<br />

: أ َسلم ث ُم ق َاتل ْ ؟ ق َال َ<br />

ف َق َال َ<br />

ف َأ َسل َم ث ُم ق َاتل َ ف َق ُتل َ ف َق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم عمل َ ق َليل ًا وأ ُج ِر ك َثيرا<br />

)) رواه<br />

ومسلم . - واللفظ له البخاري –<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

مقنع<br />

ديد : قال ابن الأثير : هو الم ُتغط ِّ<br />

ي بالسلاح<br />

. وقيل : هو الذي على رأسه بيضة<br />

بالح<br />

هي الخ ُ<br />

و وذة لأن َّ الرأس موضع القناع.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الحديث : بعض فوائد<br />

الأولى<br />

: سعة ُ فضل االله تعالى حيث أكرم هذا القتيل بالجنة والثواب الجزيل مع قلة عمله،‏ قال<br />

بطال ابن<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥٠ ] ...............................................<br />

: ))<br />

قال المهلب : فى هذا الحديث دليل أن االله<br />

يعط الثواب الجزيل على العمل ي<br />

اليسير تفضلا منه على عباده<br />

. اه ((<br />

الثانية : عظيم ثواب الجهاد والشهادة في سبيل االله بعد الإيمان إذ لا يعرف له عمل ٌ<br />

صالح ٌ<br />

آخر .<br />

الثالثة : حرص النبي صلى االله عليه وسلم على هداية الناس وإنقاذهم من النار فقد<br />

أ ُ رسل<br />

هاديا ً لا جابيا ً؛ إذ أرشد الرجل َ إلى الإسلام قبل شروعه في القتال،‏ بل مقصود الجهاد<br />

الأول<br />

هو دعوة الناس ودخولهم في دين<br />

االله .<br />

الرابعة : تقديم التوحيد على سائر الأعمال وأن به حصول َ النجاة والفلاح<br />

.<br />

الخامسة : سهولة دخول المرء الإسلام‏،‏ ويسر فهم التوحيد،‏ وحمل ُ الناس فيه على السلامة<br />

– حتى يظهر خلاف ذلك<br />

كما في حادثة ذات أنواط<br />

وغيرها - وإجراءُ‏ أمرهم فيه على<br />

الظاهر،‏ وعدم امتحام بالسؤال عن تفاصيله<br />

.<br />

: السادسة<br />

سرعة المبادرة إلى الجهاد وطلب الشهادة بعد الإيمان من غير اشتراط تريث<br />

. وتأخير ٍ لأجل التربية ونحوها<br />

ال سابعة : أن الأخذ بأسباب القتال أمر جبلي يستوي فيه المسلم والكافر أقره الإسلام<br />

، ولا<br />

يناقض ذلك التوكل َ على االله تعالى،‏ فالرجل جاء وهو مقنع بالحديد ودخل الإسلام<br />

وقاتل<br />

كذلك،‏ ولم يأمره النبي صلى االله عليه وسلم بتغيير<br />

حاله .<br />

متفرقات<br />

(<br />

أولا ً : بوب<br />

ه البخاري بقوله : )<br />

باب عمل ٌ صالح ق َبل َ ال ْقتال ِ<br />

، وعند ابن حبان تحت :<br />

علي<br />

باب فضل الجهاد :<br />

) ذك ْر ال ْبيان ب ِأ َن َّ ال ْج ِهاد في الإِسلا َم ِ يهدم ما ك َان َ من ال ْحوبات ق َبل َ<br />

الإِسلا َم ِ ( الحوبات جمع حوبة وهي الإثم<br />

.<br />

وما ذكره هذا الإمام<br />

لكبير فيه تأمل ٌ،‏ إذ لا شك أن الجهاد –<br />

كما دل الكتاب والسنة<br />

ا<br />

- مما<br />

تغفر به الذنوب،‏ ولكن هذا الرجل َ كان لتوه مشركا ً ثم أسلم‏،‏ والإسلام يجب ما قبله كما<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

فضل الصدع بكلمة الحق وطلب الشهادة ونيلها بغير<br />

قتال ٍ<br />

فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،‏ وأنه باب من أبواب طلب الشهادة،‏ قال<br />

الجصاص<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥١ ] ...............................................<br />

قال تعالى : ﴿<br />

ق ُل ْ لل َّذين ك َف َروا إ ِن ْ ينتهوا يغف َر ل َهم ما ق َد سل َف<br />

ل الهادم / ، فه [ ٣٨ الأنفال ﴾ ]<br />

للحوبات السالفة هنا هو الإسلام أم<br />

الجهاد؟<br />

وبوب عليه البيهقي بقوله :<br />

باب من يسلم ف َيق ْتل ُ مك َانه فى سب ِيل ِ الل َّه<br />

(<br />

)<br />

الحديث الرابع والثلاثون : عن جابر بن عبد االله رضي االله عنه<br />

قال : قال رسول االله صلى االله<br />

صلى االله عليه وسلم :<br />

(( سيد الشهداءِ‏ حمزة ُ بن عبد الم ُط َّلب ِ،‏ ورجل ٌ ق َام إل َى إمام ٍ جائر ٍ<br />

ف َأ َمره ونهاه<br />

)) رواه الحاكم وصحح إسناده،‏ وتعقبه الذهبي بقوله<br />

: الصفار لا يدرى من<br />

ف َق َتل َه<br />

. والخطيب في ) هو<br />

/ ١٥٥ تاريخ بغداد ٣<br />

( والطبراني في الأوسط عن ابن عباس ٍ،‏ وحسنه<br />

الشيخ الألباني،‏ وقال الهيثمي في امع : رواه الطبراني في الأوسط وفيه شخص ضعيف<br />

في<br />

الحديث .<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : علو مترلة أسد االله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي االله<br />

عنه .<br />

الثانية :<br />

ع لو مرتبة شهادة الجاهر بكلمة الحق وأنه سيد من سادات الشهداء<br />

.<br />

الثالثة :<br />

: ))<br />

وعلى ذلك ينبغي أن يكون حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر<br />

أنه متى :<br />

في الدين فبذل نفس رجا<br />

ت ه فيه حتى ق ُ<br />

ل َ كان في أعلى درجات الشهداء<br />

نفعا ً<br />

. اه ((<br />

الرابعة : أن الشهادة يمكن تحصيل أعلى درجاا بغير مقاتلة،‏ والفضل الله يؤتيه من يشاء<br />

.<br />

الخامسة : جواز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان فيه إتلاف النفس وتحق ُّق<br />

القتل ِ<br />

وليس ذلك من إلقاء النفس إلى<br />

التهلكة .<br />

السابعة : تحريض النبي صلى االله عليه وسلم أمته على كف ظلم الظالمين،‏ وأمرهم<br />

بالتزام<br />

الحق‏،‏ وعدم الركون والتمل ُّق<br />

إليهم .<br />

الثامنة : أن الشهادة في سبيل االله من أعظم المقاصد التي ينبغي الحرص عليها،‏ فلم يذكر<br />

النبي<br />

صلى االله عليه وسلم لهذا الآمر مكسبا ً سواها<br />

وأن عم ا وأكرم!‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


متفرقات<br />

أولا ً : قال المناوي :( حمزة سيد شهداء<br />

دنيا والآخرة<br />

ال ، والرجل المذكور سيد الشهداء في<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥٢ ] ...............................................<br />

التاسعة : قوة اليقين بالمآل يخف ِّف الرهبة في الحال،‏ فنط َق الآمر الناهي بالحق جهارا ً لما<br />

استيقن<br />

منقلبه . حسن عاقبته وطيب<br />

العاشرة : ليس وصف الشهيد خاصا ً بمن يقتله الكف َّار في<br />

الحرب ، فرب مقتول ٍ ظلما ً يعد<br />

. شهيدا ً وإن كان قاتله مسلما ً<br />

الحادية عشرة : أن الأخذ بالعزائم للقادر عليها أولى من الترخص وإن كان جائزا ً،‏ ولهذا قال<br />

(( : ابن حجر<br />

قال ابن<br />

بطال : أجمعوا على أن من أكره على الكفر واختار القتل أنه أعظم<br />

أجرا ً عند االله ممن اختار الرخصة<br />

. اه ((<br />

الآخرة لمخاطرته بأنفس ما عنده وهي نفسه في ذات االله تعالى<br />

. اه (<br />

وقال الملا علي القاري :<br />

سيد الشهداء<br />

" أي بعد الأنبياء أو سيد شهداء أحد "<br />

يوم القيامة<br />

")<br />

"<br />

أي ظهور سيادته في شهادته وسعادته يوم يقوم الناس لرب العالمين<br />

. اه (<br />

ثانيا ً : قال ابن الأخوة بعد قصة ذكرها :<br />

) فهذه كانت سيرة العلماء،‏ وعادام في الأمر<br />

بالمعروف،‏ والنهي عن المنكر،‏ وقلة مبالام بسطوة الملوك لكنهم اتكلوا على فضل االله<br />

أن<br />

يحرسهم،‏ ورضوا بحكم االله أن يرزقهم الشهادة فلما أخلصوا الله النية أثر كلامهم في<br />

القلوب<br />

ال قاسية فلينها،‏ وأزال قساوا،‏ وأمالها للخير،‏ وأما الآن فقد استولى عليهم حب الدنيا،‏ ومن<br />

استولى عليه حب الدنيا لم يقدر على الحسبة على الأراذل فكيف على الملوك<br />

]( .[ معالم القربة : ٢١ والأكابر<br />

ثانيا ً : سئل النبي صلى االله عليه وسلم أي الجهاد أفضل<br />

؟ فأجاب : )<br />

كلمة حق عند سلطان<br />

( جائر<br />

، والحديث رواه أحمد،‏ والترمذي،‏ والنسائي،‏ والضياء وصحح إسناده<br />

.<br />

قال ابن العماد وهو يعدد الشهداء الذين ذكروا في الأحاديث :<br />

ط َ ن ن محب آل ِ المصطفى<br />

ق .... عند إمام ٍ جائر ٍ يقول ُ ح<br />

ق<br />

وم<br />

– رحمه االله ثالثا ً : قال الخطابي<br />

وإنما صار ذلك أفضل - : )<br />

ا لجهاد ، لأن من جاهد العدو كان<br />

مترددا ً بين الرجاء والخوف لا يدري هل يغلب أو<br />

يغلب . وصاحب السلطان مقهور في يده<br />

،<br />

فهو إذا قال الحق وأمره بالمعروف فقد تعرض<br />

، وأهدف نفسه للهلاك<br />

للتلف ، فصار ذلك<br />

أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف<br />

اه.‏ .)<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


.<br />

السادسة<br />

باب<br />

ضحك الرب عز وجل إلى قتيل ٍ وقاتله جمعتهما<br />

الجنة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥٣ ] ...............................................<br />

وقال المظهر : )<br />

وإنما كان أفضل لأن ظلم السلطان يسري في جميع من تحت سياسته وهو<br />

(<br />

جم<br />

، فإذا اه عن الظلم فقد أوصل النفع إلى خلق كثير بخلاف قتل كافر انتهى<br />

اه<br />

غفير<br />

.<br />

الحديث الخامس والثلاثون : عن أ َب ِي هريرة َ رضي االله عنه أ َن َّ<br />

رسو ل َ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه<br />

: (( وسل َّم ق َال َ<br />

يضحك الل َّه إ ِل َى رجل َين ِ يق ْتل ُ أ َحدهما ال ْآخر كل َاهما يدخل ُ ال ْجنة َ ف َق َال ُوا<br />

:<br />

؟ ق َال َ ك َيف يا رسول َ<br />

: يق َاتل ُ هذ َا في سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ ف َيستشه<br />

د ث ُم يتوب الل َّه عل َى<br />

الل َّه<br />

ال ْق َاتل ِ ف َيسلم ف َيق َاتل ُ في سب ِيل ِ الل َّه عز وجل َّ<br />

ف َيستشهد )) رواه مالك،‏ وأحمد،‏ والبخاري،‏<br />

. ومسلم وغيرهم<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : إثبات صفة الضحك الله عز وجل على ما يليق<br />

بجلاله .<br />

الثانية : أن الشهادة من أسباب دخول الجنة،‏ فالحديث دال على فضلها أيضا ً<br />

.<br />

الثالثة : الإسلام مع التسديد يجب ما قبله<br />

.<br />

الرابعة : أن الهداية والتوفيق إليها بيد االله عز وجل،‏ هذا مع سعة رحمته وجميل عفوه<br />

.<br />

الخامسة : هذا الفضل يحصل لمن كان قتاله في سبيل االله،‏ ففيه التحضيض على الإخلاص<br />

و الاستقامة<br />

: أن الولاء معقود على رابطة الإيمان لا غير،‏ فالقاتل لما كان كافرا ً كان عدوا ً<br />

الله<br />

وللمؤمنين،‏ فلما آمن صار من جملة عباد االله<br />

المحبوبين .<br />

: السابعة<br />

حسن عرض العلم بالتشويق والترغيب،‏ وهذا ظاهر في الحديث،‏ ولذا بادر<br />

الصحابة رضي االله عنهم<br />

بسؤا ل النبي صلى االله عليه وسلم عن الرجلين المذكورين<br />

.<br />

متفرقات<br />

أولا ً : بوب عليه البخاري بقوله :<br />

) باب ال ْك َافر ِ يق ْتل ُ ال ْمسلم ث ُم يسلم ف َيسدد بعد ويق ْتل ُ<br />

،(<br />

وجاء في صحيح مسلم تحت :<br />

باب بيان الرجل َين ِ يق ْتل ُ أ َحدهما ال ْآخ<br />

ر يدخل َان ال ْجنة َ<br />

)<br />

،(<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


.(<br />

ثانيا ً<br />

، ولكنه ذكر بعد ذلك روايات صريحة في أن القاتل<br />

التائب في الحديث كان كافرا ً واالله أعلم<br />

.<br />

خامسا ً<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥٤ ] ...............................................<br />

وعند مالك : )<br />

باب الشهداءِ‏ في سب ِيل ِ الل َّه<br />

)، والنسائي في اتبي : )<br />

اجتماع ال ْق َاتل ِ وال ْمق ْتول ِ<br />

في سب ِيل ِ الل َّه في ال ْجنة<br />

،( وأبو عوانة : )<br />

بيان صفة وجوب الجنة للمقتول ولقاتله<br />

)، وابن<br />

ذك ْر حبان : )<br />

ال ْب يان ب ِأ َن َّ الل َّه جل َّ وعلا َ ، ق َد يجمع في ال ْجنة بين ال ْمسلم ِ وق َاتله من ال ْك ُف َّار ِ ،<br />

إ ِذ ْ سدد بعد ذ َلك وأ َسل َم<br />

)، وفي موطن آخر : )<br />

ذك ْر ك َيفية اجتماع ِ ال ْق َاتل ِ ال ْك َافر ِ ال ْمسلم في<br />

ا سدد ال ْجنة (<br />

، وبوب عليه البيهقي بقوله : )<br />

باب الرجل َين ِ يق ْتل ُ أ َحدهما صاحبه ف َيدخلا َن<br />

إ ِذ َ<br />

ال ْجنة َ<br />

: قال العلامة السعدي عن الحديث المذكور :<br />

وهذا أيضا من<br />

) كمال وجمال إحسانه<br />

وسعة<br />

، فإن المسلم يقاتل في سبيل االله ويقتله الكافر،‏ فيك<br />

رم االله المسلم بالشهادة،‏ ثم يمن<br />

رحمته<br />

االله على ذلك الكافر والقاتل فيهدي ِه للإِسلام،‏ فيدخلان الجنة جميعا،‏ وهذا من تفريع<br />

جوده<br />

المتتابع على عباده من كل وجه،‏ والضحك يكون من الأمور المعجبة التي تخرج عن<br />

نظائرها،‏<br />

وهذه الحالة المذكورة كذلك،‏ فإن تسليط الكافر على قتل<br />

المس لم في بادئ الأمر أمر غير<br />

محبوب،‏ ثم هذا المتجرئ على القتل يتبادر لأذهان كثير من الناس أنه يبقى على<br />

ضلاله<br />

ويعاقب في الدنيا والآخرة،‏ ولكن رحمة االله وإحسانه فوق ذلك كله،‏ وفوق ما يظن<br />

الظانون<br />

ويتوهم المتوهمون<br />

.[ ٥٥ ]( التنبيهات اللطيفة :<br />

ثالثا ً : قال ابن عبد البر عن الحديث :<br />

) وفيه دليل أن كل من قتل في سبيل االله فهو في الجنة<br />

- إن شاء االله - وكل من قاتل لتكون كلمة االله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى فهو<br />

. اه ( في الجنة<br />

رابعا ً : قال ابن حجر :<br />

قال ابن عبد البر<br />

) : معنى هذا الحديث عند أهل العلم أن القاتل الأول<br />

( القائل ابن حجر . قلت ) كان كافرا<br />

: وهو الذي استنبطه البخاري في ترجمته،‏ ولكن لا مانع<br />

أن يكون مسلما ً لعموم قوله<br />

ثم يتوب االله على : "<br />

القاتل " كما لو قتل مسلم مسلما ً عمدا ً بلا<br />

شبهة ثم تاب القاتل واستشهد في سبيل االله،‏ وإنما يمنع دخول مثل هذا من يذهب إلى أن<br />

قاتل المسلم عمدا لا تقبل له توبة<br />

. اه (<br />

: قال السعدي : )<br />

وهذا الحديث من جملة الأحاديث المرغبة في الدخول في الإسلام<br />

وفتح أبواب التوبة بكل وسيلة؛ فإن الإسلام يجب ما قبله،‏ وما عمله الإنسان في حال<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

الصدق في طلب الشهادة يبل ِّغ منازله َا ولو لم ينلها<br />

بالقتل ِ<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥٥ ] ...............................................<br />

كفره،‏ وقد أسلم على ما أسلف،‏ حتى الرقاب التي قتلها نصرا ً لباطله،‏ والأموال التي استولى<br />

(<br />

عليها من أجل<br />

. كل ذلك معفو عنه بعد الإسلام<br />

اه<br />

ذلك<br />

.<br />

الحديث السادس والثلاثون : عن سهل ِ بن ِ حنيف رضي االله عنه أ َن َّ النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه<br />

: (( وسل َّم ق َال َ<br />

من سأ َل َ الل َّه الشهادة َ ب ِصدق ٍ بل َّغه الل َّه مناز ِل َ الشهداءِ‏ وإ ِن ْ مات عل َى فراشه<br />

((<br />

رواه أحمد،‏ ومسلم،‏ وأبو داود،‏ والترمذي،‏ والنسائي،‏ وابن ماجه<br />

.<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : علم االله تعالى بسرائر عباده وأنه لا تخفى عليه منهم<br />

خافية .<br />

الثانية : عظم مترلة الصدق،‏ وأن المعول عليه أولا ً هو صدق القلوب،‏ قال المناوي : )<br />

قيد )<br />

السؤال بالصدق لأنه معيار الأعمال ومفتاح بركاا وبه ترجى ثمراا<br />

. اه ((<br />

الثالثة : سعة فضل االله عز وجل وعظيم منته وكرمه وجوده<br />

.<br />

الرابعة : الحرص على نيل الشهادة والصدق في طلبها،‏ قال المناوي : )<br />

وفيه ندب سؤال )<br />

. اه )) الشهادة بنية صادقة<br />

الخامسة : فضل<br />

ا لشهادة وعلو مراتب الشهداء<br />

.<br />

السادسة : تفاوت منازل الشهداء<br />

.<br />

السابعة : العزم على الأعمال<br />

الص الحة ونية ُ أدائها،‏ وأن َّ النية تبل ِّغ صاحبها من المراتب ما لم<br />

) يبلغه بعمله،‏ قال النووي : )<br />

وفيه استحباب سؤال الشهادة واستحباب نية الخير<br />

. اه ((<br />

الثامنة : أن من عزم على العمل الصالح واجتهد في القيام به ثم عجز عنه لمانع ٍ تفضل االله عليه<br />

بثوابه،‏ قال تقي الدين ا<br />

)) لسبكي :<br />

والذي نعتقده أن االله يعطيه مرتبة الشهداء لقصده وسؤاله<br />

وعدم تمكنه من الوصول إليها<br />

. اه ((<br />

متفرقات<br />

أولا ً : بعض تبويبات الأئمة<br />

– رحمهم االله<br />

باب استحباب ِ ط َل َب ِ : ) في صحيح مسلم تحت -:<br />

الشهادة في سب ِيل ِ الل َّه تعال َى<br />

)، وعند الترمذي تحت : )<br />

باب ما جاءَ‏ فيمن سأ َل َ الشهادة َ<br />

،(<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

جواز أن يقال فلان ٌ شهيد بظاهر الحال لا على سبيل الجزم<br />

بالمآل<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥٦ ] ...............................................<br />

والدارمي : )<br />

باب فيمن سأ َل َ الل َّه الشهادة َ<br />

،( وأبي عوانة : )<br />

بيان وجوب الشهادة لمن يسألها<br />

ها،‏ وإبلاغ ُ ب بصدق نية،‏<br />

وتطل َّ ه االلهُ‏ منازل َ الشهداء وإن لم يستشهد ومات على فراشه<br />

)، وابن<br />

حبان : )<br />

ذك ْر تبليغ ِ االلهِ‏ جل َّ وعلا َ مناز ِل َ الشهداءِ‏ من سأ َل َ الل َّه الشهادة َ وإ ِن ْ جاءَته من ِيته عل َى<br />

فراشه<br />

)، وساقه البيهقي تحت : )<br />

باب تمنى الشهادة ومسأ َل َتها<br />

.(<br />

ثانيا ً : تحصيل هذا الفضل قد عل ِّق على وجود أمرين : الأول : سؤال االله الشهادة،‏ أي<br />

أن<br />

يدعو الإنسان ربه بأن يرزقه الشهادة في<br />

سبيله . الثاني : الصدق في طلبها،‏ وهذا وإن كان في<br />

الأصل محل ُّه القلب إلا أن له علامات تدل عليه،‏ وهي في الجملة السعي الحقيقي لتحصيل<br />

أسباب الشهادة والبحث عنها في مظاا عند الإمكان،‏ ونحو ذلك،‏ كما قال ت<br />

ول َو عالى : ﴿<br />

أ َرادوا ال ْخروج ل َأ َعدوا ل َه عدة ً<br />

. واالله أعلم / [ ٤٦ التوبة ]﴾<br />

ثالثا ً : قال ابن القيم<br />

– رحمه االله<br />

) : -<br />

ولا ريب أن ما حصل للمقتول في سبيل االله من ثواب<br />

الشهادة تزيد كيفيته وصفاته على ما حصل لناوي ذلك إذا مات على فراشه<br />

و ن بلغ مترلة إ<br />

، فها هنا أجران<br />

الشهيد : أجر وقرب<br />

، ف<br />

إ ن استويا في أصل الأجر لكن الأعمال التي قام ا<br />

العامل<br />

تقتض ي أثرا ً زائدا ً وقربا ً خاصا ً وهو فضل االله يؤتيه من يشاء<br />

.[ ٢١٨ : عدة الصابرين ](<br />

الحديث السابع والثلاثون : عن عمر بن ِ ال ْخط َّاب ِ<br />

: ل َما ك َان َ يوم خيبر - ق َال َ – رضي االله عنه<br />

أ َق ْبل َ نف َر من صحابة النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم<br />

: ف ُل َان ٌ شه ِيد ف ُل َان ٌ شه ِيد<br />

ف َق َال ُوا ، حتى مروا<br />

عل َى رجل ٍ<br />

، ف َ ف َق َال ُوا : ف ُل َان ٌ شه ِيد<br />

ق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم<br />

ك َل َّا إ ِني رأ َيته في : ((<br />

النار ِ في بردة غ َل َّها أ َو<br />

، ث ُم ق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم<br />

: يا ابن ال ْخط َّاب ِ<br />

عباءَة<br />

اذ ْهب ف َناد في الناس ِ أ َنه ل َا يدخل ُ ال ْجنة َ إ ِل َّا<br />

، ق َال َ ف َخرجت ف َناديت<br />

ال ْمؤمنون َ : أ َل َا إ ِنه ل َا يدخل ُ<br />

ال ْجنة َ إ ِل َّا<br />

ال ْمؤمنون َ )) رواه أحمد،‏ ومسلم،‏ وابن حبان،‏ وغيرهم<br />

.<br />

: بعض معاني الكلمات<br />

الغلول : قال ابن الأثير : هو الخيانة في المغنم<br />

والسرق َ . ة من الغن ِيمة قبل القسمة<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥٧ ] ...............................................<br />

الأولى : جواز تسمية القتيل في حرب الكفار شهيدا ً وإطلاق هذا الوصف عليه ما لم<br />

يعل َم<br />

ذلك . بوجود مانع ٍ من<br />

الثانية : خطر الغلول ووجوب الحذر من قليله<br />

وكثيره ، وأن الشهادة لا تكف ِّره<br />

.<br />

الثالثة : أن العبرة بالحقائق لا بمجرد الأسماء<br />

.<br />

الرابعة : نيل الشهادة متوقف على تحقيق ِ شروط وانتفاء موانع،‏ ومن موانعها الغلول<br />

.<br />

الخامسة : لا يدخل الجنة إلا المؤمنون،‏ قال النووي : )<br />

ومنها )<br />

أ نه لا يدخل الجنة أحد ممن<br />

مات على الكفر وهذا بإجماع المسلمين<br />

. اه ((<br />

متفرقات<br />

أولا ً : جاء الحديث في مسلم تحت :<br />

) باب غل َظ تحر ِيم ِ ال ْغل ُول ِ وأ َنه ل َا يدخل ُ ال ْجنة َ إ ِل َّا<br />

ال ْمؤمنون َ<br />

)، وعند الدارمي تحت : )<br />

باب ما جاءَ‏ فى ال ْغل ُول ِ من الشدة<br />

، وابن حبان في (<br />

: الأول تحت : ) موضعين<br />

ذك ْر إ ِيجاب ِ دخول ِ النار ِ لل ْغال ِّ في<br />

سب ِ يل ِ االلهِ‏ جل َّ وعلا َ<br />

،( والثاني :<br />

)<br />

ذك ْر نف ْي ِ دخول ِ ال ْجنة عن ِ ال ْغال ِّ في سب ِيل ِ االلهِ‏ جل َّ وعلا َ<br />

)، وساقه البيهقي تحت : )<br />

باب<br />

). ال ْغل ُول ُ ق َليل ُه وك َثيره حرام<br />

وك َال ْغن ِيمة : ق َال َ بعضهم : ) قال ابن حجر الهيتمي : ثانيا ً<br />

ف ي ذ َلك ال ْغل ُول ُ من ال ْأ َموال ِ<br />

ال ْمشترك َة بين ال ْمسلمين ومن بيت ال ْمال ِ والزك َاة انتهى<br />

. اه (<br />

ثالثا ً : قال الإمام البخاري<br />

– رحمه االله<br />

) : -<br />

، والظاهر أن هذا ( باب ل َا يق ُول ُ ف ُل َان ٌ شه ِيد<br />

محمول ٌ على القطع بمآله في الآخرة<br />

له فيها درجة الشهداء،‏ ولهذا أردفه بقوله : )<br />

ق َال َ أ َبو<br />

وني<br />

هريرة َ عن النب ِي صل َّى الل َّه عل َيه<br />

وسل َّم : الل َّه أ َعل َم ب ِمن يجاهد في سب ِيله والل َّه أ َعل َم ب ِمن يك ْل َم<br />

( في سب ِيله<br />

اه،‏ قال السندي : )<br />

ن شهيد باب لا يقول قوله : )<br />

فلا ( أي : بالنظر إلى أحوال<br />

الآخرة،‏ وأما بالنظر إلى أحكام الدنيا فلا بأس،‏ وإلا يشكل إجراء أحكام الدنيا واالله تعالى<br />

أعلم اه.‏ (<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


باب<br />

خطر الغلول وأنه موبق لصاحبه ولو ق ُتل في<br />

المعترك<br />

سرعة اتعاظ الصحابة بما يسمعون وعدم إصرارهم على المعصية كما فعل صاحب<br />

. الشراكين<br />

السادسة .<br />

السابعة<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥٨ ] ...............................................<br />

الحديث الثامن والثلاثون : عن أبي هريرة َ<br />

– رضي االله عنه<br />

- قال : ))<br />

أ َه دى ر ِف َاعة ُ بن زيد<br />

لرسول ِ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم غ ُل َاما أ َسود يق َال ُ ل َه مدعم ف َوجه رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه<br />

عل َيه<br />

وسل َّم إ ِل َى وادي<br />

ال ْق ُرى ، حتى إ ِذ َا ك ُنا ب ِوادي ال ْق ُرى بينما مدعم يحط ُّ رحل َ رسول ِ الل َّه صل َّى<br />

الل َّه عل َيه وسل َّم إ ِذ ْ جاءَه سهم عائر ف َأ َصابه ف َق َتل َه ف َق َال َ<br />

الناس : هن ِيئ ًا ل َه ال ْجنة ُ ف َق َال َ رسول ُ الل َّه<br />

صل َّى الل َّه عل َيه<br />

: ك َل َّا وال َّذي نف ْسِي ب ِيده إ ِ<br />

وسل َّم ن َّ الشمل َة َ ال َّتي أ َخذ َ يوم خيبر من ال ْمغان ِم ِ ل َم<br />

تصبها ال ْمق َاسم ل َتشتعل ُ عل َيه نارا<br />

.<br />

ق َال َ ف َل َما سمع الناس ذ َلك جاءَ‏ رجل ٌ ب ِشراك أ َو شراك َين ِ إ ِل َى رسول ِ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه<br />

وسل َّم ف َق َال َ رسول ُ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه<br />

: شراك أ َو شراك َان من نار ٍ<br />

وسل َّم )) رواه مالك<br />

-<br />

واللفظ<br />

له - والبخاري،‏ ومسلم،‏ وغيرهم<br />

.<br />

الحديث التاسع والثلاثون : عن ث َوبان َ مول َى رسول ِ الل َّه صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم عن رسول ِ الل َّه<br />

صل َّى الل َّه عل َيه وسل َّم أ َنه ق َال َ<br />

)) :<br />

من ف َارق الروح ال ْجسد وهو بر ِيءٌ‏ من ث َل َاث دخل َ ال ْجنة َ<br />

ال ْكبر ِ وال ْغل ُول ِ<br />

والدين ِ )) رواه أحمد،‏ والترمذي،‏ والنسائي،‏ وابن ماجه،‏ والحاكم وصححه،‏<br />

والبيهقي،‏ وغيرهم،‏ وصححه الألباني<br />

.<br />

: بعض فوائد الحديث<br />

الأولى : خطر الغلول،‏ ووجوب الحذر منه،‏ وحرمة قليله وكثيره،‏ وأن الشهادة لا<br />

تكف ِّره .<br />

الثانية : كون الشهادة طريقا ً للجنة ولو لم تنل أثناء<br />

المقاتلة ، لقول الصحابة : هنيئا ً له الجنة –<br />

وقد أصابه سهم<br />

. غرب - وإنما عذ ِّب بما غل َّه<br />

ال ثالثة : نيل حقيقة الشهادة متوقف على توفر شروط وانتفاء موانع<br />

.<br />

الرابعة : إثبات عذاب القبر،‏ لقوله عليه الصلاة والسلام : لتشتعل عليه نارا ً<br />

.<br />

الخامسة :<br />

: وجوب اجتناب<br />

الكب ر وتنقية القلب منه<br />

: أن المؤاخذة في الآخرة تكون على المخالفة في أعمال القلوب والجوارح.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٥٩ ] ...............................................<br />

الثامنة : وجوب اجتهاد المرء في البراءة من الدين ومن سائر حقوق<br />

الآدميين .<br />

التاسعة : اجتهاد المسلم في أن يخرج من الدنيا على أحسن حال ٍ وأتمها ظاهرا ً<br />

وباطنا ً .<br />

م تفرقات<br />

(<br />

أولا ً : ساق مالك الحديث الأول تحت :<br />

باب ما جاء في الغلول<br />

) ، وفي صحيح مسلم جاء<br />

تحت : )<br />

باب غل َظ تحر ِيم ِ ال ْغل ُول ِ وأ َنه ل َا يدخل ُ ال ْجنة َ إ ِل َّا ال ْمؤمنون َ<br />

(<br />

، وذكره أبو داود تحت :<br />

باب في تعظيم ِ ال ْغل ُول ِ )<br />

)، وابن حبان تحت : )<br />

ذك ْر نف ْي ِ دخول ِ ال ْج ِنان عن ِ الشه ِيد في سب ِيل ِ<br />

الل َّه إ ِذ َا ك َان َ ق َد غ َل َّ وإ ِن ْ ك َان َ ذ َلك ال ْغل ُول ُ شيئ ًا يسِيرا<br />

.(<br />

ثانيا ً : قال ابن عبد البر :<br />

) فكل من غل شيئا في سبيل االله أو خان شيئا من مال االله جاء به<br />

، و يوم القيامة إن شاء االله<br />

الغلول من حقوق الآدميين ولا بد فيه من القصاص بالحسنات<br />

. اه ( والسيئات<br />

، وقال الملا علي القاري :<br />

) وفيه ديد عظيم ووعيد جسيم في حق من<br />

يأكل من المال الذي يتعلق به حق جمع من المسلمين كمال الأوقاف وكمال بيت المال<br />

، فإن<br />

التوبة مع الاستحلال أو رد حقوق العامة متعذر<br />

أ و متعسر<br />

مرقاة المفاتيح : ١٢ ١٩٤ /<br />

.[ ](<br />

ثالثا ً : قال تقي الدين السبكي :<br />

) ق َال َ ال ْعل َماءُ‏ : ال ْغل ُول ُ عظيم؛ لأ َن َّ ال ْغن ِيمة َ لل َّه تصدق ب ِها<br />

عل َينا من عنده في ق َوله تعال َى<br />

واعل َموا أ َنما غ َن ِمتم من : "<br />

" ف َمن غ َ<br />

شيءٍ‏ ل َّ ف َق َد عاند الل َّه‏،‏ وإ ِن َّ<br />

ال ْمجاهدين تق ْوى نف ُوسهم عل َى ال ْج ِهاد والث َّبات في مواقفه ِم عل ْما منهم أ َن َّ ال ْغن ِيمة َ<br />

تق َس م<br />

عل َيه ِم ف َإ ِذ َا غ ُل َّ منها خاف ُوا أ َن ْ ل َا يبق َى منها نصيبهم ف َيفرون َ<br />

إل َيها ف َيك ُون ُ ذ َلك تخذيل ًا<br />

لل ْمسلمين وسببا لانه ِزامه ِم ك َما جرى ل َما ظ َنوا يوم<br />

أ ُحد ، ف َلذ َلك عظ ُم ق َدر ال ْغل ُول ِ،‏ ول َيس<br />

: [ ١٣٦ / ٤ فتاوى السبكي )[ ك َغير ِه من ال ْخيانة والسر ِق َة<br />

، وقوله : وليس كغيره<br />

إلخ لعله ...<br />

يقصد في شدة الحرمة وقوة المؤاخذة لا أنه لا يؤاخذ ا أصلا ً،‏ فقد مر ما ذكره ابن عبد<br />

البر<br />

والملا القاري واالله تعالى<br />

أعلم.‏<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


ونعني بالخاتمة وداع الدنيا والقدوم على االله والقلب مستغرق<br />

باالله عز وجل منقطع العلائق<br />

الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٦٠ ] ...............................................<br />

خاتمة نسأل االله حسنها<br />

الحديث<br />

: عن سهل ِ بن سعد –<br />

الأربعون رضي االله عنه<br />

- قال<br />

: قال َ رسول ُ االلهِ‏ صل َّى االلهُ‏ عليه<br />

وسل َّم : ))<br />

نما ال ْأ َعمال ُ ب ِال ْخواتيم ِ<br />

إ ِ )) رواه البخاري،‏ وأحمد،‏ وغيرهما<br />

قال تعالى : ﴿<br />

ول َا تحسبن ال َّذين ق ُتل ُوا في سب ِيل ِ الل َّه أ َمواتا بل ْ أ َحياءٌ‏ عند ربه ِم يرزق ُون َ<br />

١٦٩ )<br />

( ف َر ِحين ب ِما آَتاهم الل َّه من ف َضله<br />

ويستب شرون َ ب ِال َّذين ل َم يل ْحق ُوا ب ِه ِم من خل ْفه ِم أ َل َّا<br />

خوف عل َيه ِم ول َا هم يحزنون َ )<br />

١٧٠<br />

( يستبشرون َ ب ِن ِعمة من الل َّه وف َضل ٍ وأ َن َّ الل َّه ل َا يضيع<br />

/ . [ ١٧١ - ١٦٩ آل عمران ]﴾ أ َجر ال ْمؤمن ِين<br />

: ) ر حمه االله – قال أبو حامد الغزالي<br />

-<br />

ولأجل شرف ذكر االله عز وجل عظمت رتبة<br />

الشهادة ، لأن المطلوب الخاتمة<br />

،<br />

در عبد ، فإن ق َ عن<br />

غيره على أن يجعل همه مستغرقا باالله عز<br />

وجل فلا يقدر على أن يموت على تلك<br />

الة إلا في صف القتال<br />

الح ، فإنه قطع الطمع عن<br />

مهجته وأهله وماله<br />

، بل من الدنيا كلها<br />

وولده ، فإنه يريدها لحياته وقد هون على قلبه حياته<br />

في حب االله عز وجل وطلب مرضاته<br />

فلا تجرد الله أعظم من ،<br />

ولذلك عظم أمر ذلك ؛<br />

الشهادة وورد فيه من الفضائل ما لا يحصى ... ثم القتل سبب<br />

، ا لخاتمة على مثل هذه الحالة<br />

فإنه لو لم يقتل وبقي مدة ربما عادت شهوات الدنيا إليه وغلبت على ما استولى على قلبه من<br />

ذكر االله عز<br />

؛ ولهذا عظم خوف أهل المعرفة من الخاتمة<br />

، فإن القلب وإن ألزم ذكر االله<br />

وجل<br />

عز وجل فهو متقلب لا يخلو عن الالتفات إلى شهوات الدنيا ولا<br />

، فإذا ينف ك عن فترة تعتريه<br />

تمثل في آخر الحال في قلبه أمر من الدنيا واستولى عليه وارتحل عن الدنيا والحالة هذه<br />

فيوشك<br />

أن يبقى استيلاؤه عليه فيحن بعد الموت إليه ويتمنى الرجوع إلى الدنيا وذلك لقلة حظه<br />

في<br />

الآخرة إذ يموت المرء على ما عاش عليه ويحشر على ما مات<br />

عليه ، فأسلم الأحوال عن هذا<br />

الخطر خاتمة<br />

الشهادة ، إذ لم يكن قصد الشهيد نيل َ مال أو أن يقال شجاع أو غير ذلك<br />

، بل<br />

حب االله عز وجل وإعلاء<br />

كلمته ، فهذه الحالة هي التي عبر عنها<br />

إن االله اشترى من المؤمنين : "<br />

أنفسهم وأموالهم بأن لهم<br />

" ومثل هذا الشخص هو البائع للدنيا بالآ<br />

، وحالة الشهيد خرة<br />

الجنة<br />

توافق معنى قولك لا إله إلا<br />

، فإنه لا مقصود له<br />

االله سوى االله عز وجل وكل مقصود معبود<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................


الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />

[ ٦١ ] ...............................................<br />

وكل معبود<br />

إله ، فهذا الشهيد قائل بلسان حاله لا إله إلا االله إذ لا مقصود له سواه<br />

إحياء )[<br />

.[ ٢ ٩١ - ٨٩ / : علوم الدين<br />

وقال العراقي : )<br />

ف َإ ِن َّ ال ْإ ِنسان َ محث ُوث ٌ عل َى أ َن ْ يختم أ َعمال َه ب ِالصالحات في جميع ِ ال ْأ ُمور ِ<br />

ف َإ ِن َّ ال ْأ َعمال َ ب ِالخ َواتيم،‏ واالله أعلم<br />

]( [ ٤٧٨ / طرح التثريب : ٧<br />

نسأل االله حسن الختام بشهادة زكية مرضية علية يدخلنا ا الفردوس الأعلى مع<br />

النبيين<br />

والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا،‏ والحمد الله في الانتهاء كما حمدته<br />

في<br />

الابتداء،‏ والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء،‏ وآله وصحابته أنجم الاهتداء<br />

.<br />

كتبه / أبو يحيى الليبي<br />

) حسن قائد<br />

(<br />

ه / ١٤٣١ ذو الحجة / ٢٥ الأربعاء<br />

ادعوا لإخوانكم ااهدين<br />

في إخوانكم<br />

للإعلام مركز الفجر<br />

ربيع الآخر ‎١٤٣٢‎ه<br />

....................<br />

.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />

( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />

...................

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!