16.01.2017 Views

%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%2016

%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%2016

%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%2016

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مجلة علمية فصلية تصدرها<br />

العدد السادس عشر / أكتوبر ‎٢٠١٦‎م<br />

إدارة المخاطر الجيولوجية والأزمات بالمملكة<br />

م.‏ خالد الفالح وزيراً‏ للطاقة<br />

والصناعة والثروة المعدنية<br />

أ.د . أحمد الشنطي..‏ مسيرة علمية<br />

وجيولوجية زاخرة بالريادة والتفرد


البدء<br />

بقلم:‏ د.‏ زهري بن عبداحلفيظ نواب<br />

رئيس هيئة املساحة اجليولوجية السعودية<br />

نجاح المؤتمرات العلمية<br />

3<br />

تُعدّ‏ املوؤمترات العلمية واملعارض التخصصية<br />

من اأنفع ما ابتدعته احلضارة املعاصرة،‏ اإذ تتالقح<br />

فيها الأفكار اجلديدة،‏ وتوؤدي اإىل نتاج معريف وتقني<br />

تستفيد منه املجتمعات،‏ وتواجه به حتدياتها املستقبلية<br />

واملتنوعة.‏ واملوؤمتر الناجح يعترب مكسباً‏ كبرياً‏ للبلد الذي<br />

يعقد فيه،‏ واجلهة املنظمة له،‏ واملشاركني فيه على حدٍ‏<br />

‏سواء.‏<br />

وكثيريٌ‏ من الباحثني يَحرصون على حضور<br />

املوؤمتَ‏ رات العلمية واملشاركة فيها بالبحوث اأو التعقيبات<br />

اأو غري ذلك من ‏صور املشاركة وهذا اأمرٌ‏ حسنٌ‏ ، ملا فيه<br />

من ‏صقل التجارب العلمية،‏ ومعرفة ما لدى الآخرين<br />

حول العامل من العلم والفهم واجلديد،‏ والتعرف على<br />

طبائع الناس والبلدان،‏ وغري ذلك من الفوائد التي<br />

حتصل يف تلك املوؤمترات اإذا اأُعطِ‏ يت حقَّ‏ ها من الرعاية<br />

يف جميع اأطراف املوؤمتر.‏<br />

لكن تنظيم موؤمتر ناجح ليس بالأمر الهني<br />

واليسري،‏ بل يتطلب الكثري من اخلبربة واجلهد<br />

والتنظري.‏ ونظراً‏ لصعوبة اأن يجد الراغبون يف تنظيم<br />

موؤمتر عوامل جناحه موثقة يف مصدر واحد،‏ وددت اأن<br />

اأوضح اأهم العوامل الالزمة لعقد موؤمتر ناجح من خالل<br />

اخلربات املرتاكمة لذوي اخلربة يف تلك املناسبات:‏<br />

- يجب اأن يكون موضوع املوؤمتر وهدفه واضحني<br />

ومعاصرين.‏ - التخطيط،‏ وعمل املسارات احلرجة<br />

ملهام املوؤمتر الرئيسة حتى تقلل املفاجاآت بقدر الإمكان.‏<br />

- البدء بالستعداد للموؤمتر مبكراً.‏ - حتديد الهدف<br />

الأساسي من اإقامة املوؤمتر.‏ - حتديد امليزانية املناسبة،‏<br />

ودقة التخطيط وحسن التنظيم.‏ - حتديد القدرة على<br />

اأخذ اللتزام بالعمل من اأعضاء جلان املوؤمتر والإدارات<br />

املساندة باجلهة.‏ - القدرة على مكافاأتهم بشكل اأو باآخر<br />

نظري جهودهم،‏ ويف املقابل لبد اأن يُبلغ جميع العاملني<br />

يف جلان املوؤمتر بضرورة اللتزام مبهامهم ومواعيد<br />

تنفيذها،‏ واستبعاد عدم امللتزمني ولو يف منتصف<br />

الطريق.‏ - " اإن خري من استاأجرت القوي الأمني":‏<br />

اإن جدية املوؤمتر ووضوح الهدف منه يتطلب اختيار<br />

اأصحاب الراأي الواضح والصريح الذين ل ينقصهم<br />

الإبداع والتفكري اخلارج عن القيود التقليدية ملثل هذه<br />

املهمة الراقية.‏<br />

وهنالك عدة نقاط يجب مراعاتها قبل املوؤمتر<br />

واأثناء املوؤمتر وبعد املوؤمتر على النحو التايل:‏<br />

قبل املؤمتر<br />

- لضمان املشاركة الفاعلة على مستوى مهني<br />

عال،‏ لبد اأن تربز نتائج املوؤمتر املتوقعة مع توضيح<br />

املنفعة للمشاركة من الناحية املعلوماتية،‏ اأو التعرف على<br />

العاملني يف نفس املجال للتعاون املستقبلي.‏ - يجب اأن<br />

تكون للموؤمتر فكرة رئيسة لفتة،‏ ويكون تصميمها على<br />

مستوى عال من اجلودة.‏ كما يستحسن األ يزيد عدد<br />

اأيام املوؤمتر على 3 اأيام.‏ - اختيار متحدثني رئيسني<br />

على درجة عالية من التميّز.‏ - اأن تكون الأوراق املقدمة<br />

للموؤمتر حمكَّ‏ مة لضمان اجلودة وخدمة حماور املوؤمتر<br />

الرئيسة.‏<br />

كما ينبغي الإعالن عن ذلك بشكل واضح.‏<br />

- عدم التوسع يف املحاور اأو يف اأعداد املتحدثني<br />

الرئيسني اإذا مل يكن لديك امليزانية الكافية اأو الدعم<br />

اللوجستي الكايف من الدارات املساندة ‏)العالقات<br />

العامة والإعالم/تقنية املعلومات/‏ املواصالت/‏<br />

الصيانة...الخ.‏ - اإنشاء موقع اإلكرتوين للموؤمتر ل<br />

يحوي معلومات متضاربة.‏ فاملوقع اخلايل من الأخطاء<br />

املنطقية اأو اللغوية هو اأول انطباع حسن يبقى يف عقول<br />

املشاركني وغري املشاركني.‏ ويجب اأن يحوي املوقع<br />

املعلومات الأساسية عن املوؤمتر وحتديثه باستمرار.‏ كما<br />

تُوضّ‏ ح باملوقع الإلكرتوين الفنادق املتاحة والتخفيضات<br />

اخلاصة باملشاركني يف املوؤمتر،‏ وتاأكد من اأن اجتاهات<br />

الفنادق ومقر املوؤمتر مذكورة بشكل ميسّ‏ ر.‏ - الإعالن<br />

عن املوؤمتر بكل السبل ومن اأهمها:‏ املوقع الإلكرتوين<br />

املميز،‏ مواقع الإعالن عن املوؤمترات بالنت،‏ اخلطابات<br />

والإمييالت املباشرة،‏ امللصقات الدعائية،‏ والصحف<br />

الورقية والإلكرتونية.‏ - البت يف التواريخ يف وقت<br />

مبكر.‏ هذا يتيح للمشاركني احلصول على موافقة<br />

مرجعياتهم على احلضور والتاأشريات.‏ وحيث اإن عملية<br />

احلصول على التاأشرية تتطلب وقتاً‏ طويالً،‏ فينبغي<br />

وضع تواريخ تسليم الأوراق وقبولها قبل املوؤمتر بوقت<br />

كافٍ‏ . - احلرص يف احلصول على رعاية الشركات<br />

واملوؤسسات منذ وقت مبكر حتى تسهل العديد من الأمور<br />

الأخرى ‏)رسوم التسجيل،‏ جودة املوقع الإلكرتوين،‏<br />

نوعية املتحدثني الرئيسني...الخ.‏ - عدم التوسع يف<br />

الربامج احلوارية اأو املعارض والدورات املصاحبة اإذا مل<br />

يتوافر لديك الوقت اأو امليزانية اأو الأشخاص املناسبون<br />

لإداراتها.‏ - التاأكد من النتهاء من كافة اأعمال اللجنة<br />

العلمية قبل املوؤمتر بوقت كافٍ‏ حتى ل تتاأخر عملية<br />

طباعة الكتيبات وبرامج املوؤمتر.‏<br />

من املمكن اأن يتناسى الناس ‏ضعف املستوى العلمي<br />

للموؤمتر ولكنهم لن ينسوا الآتي:‏ موقعاً‏ اإلكرتونياً‏ ركيكاً،‏<br />

عدم جتاوبك لستفساراتهم قبل املوؤمتر،‏ عدم التزامك<br />

باملواعيد املعلنة باملوقع اأو وضعك لشروط اإضافية مل<br />

تذكرها مسبقاً،‏ كيفية استقبالهم ومن ثمّ‏ تسجيلهم<br />

للموؤمتر،‏ غذاءهم املشمول يف رسوم التسجيل،‏ واستالم<br />

‏شهادات احلضور مباشرة بعد تقدمي مشاركتهم.‏<br />

اأثناء املؤمتر<br />

• اإدخال التقنيات احلديثة عند تسجيل<br />

املشاركني.‏<br />

• الهتمام باملشارك فور دخوله ‏صالة التسجيل<br />

اأمر هام جداً،‏ لذا يلزم وجود اأشخاص مهمتهم<br />

الرتحيب به والإجابة عن تساوؤلته وحل اأي مشكلة قد<br />

حتصل له.‏<br />

• التاأكد من:‏ وجود اللوحات الإرشادية املوصلة<br />

ملكان املوؤمتر واأيضاً‏ على قاعات املحاضرات والقاعات<br />

املساندة.‏ - اأن اأجهزة العرض واحلواسيب املتصلة<br />

تعمل بشكل جيد.‏ - توافر اأجهزة حاسب كافية متصلة<br />

بالإنرتنت وطابعة.‏ - توافر حقيبة املوؤمتر املتكاملة<br />

بكميات اأكرب من العدد املتوقع.‏ - كتابة توصيات يف<br />

نهاية املوؤمتر،‏ اأن تكون عملية واأن تكتب بصيغة جماعية.‏<br />

بعد املؤمتر<br />

- اإرسال اإمييالت اإلكرتونية تشكر فيها املشاركني<br />

على حضورهم،‏ وتقدم لهم اعتذاراً‏ عاماً‏ جتاه اأي<br />

قصور،‏ واأشعرهم برغبة حقيقية يف التواصل معهم يف<br />

مناسبات لحقة.‏ - اإرسال خطابات ‏شكر للمتحدثني<br />

الرئيسني واملتحاورين.‏ - اإرسال خطابات ‏شكر لكل<br />

من ‏ساهم يف اأعمال املوؤمتر.‏ - عمل جلسة تقييم ‏شاملة<br />

للموؤمتر يحضرها جميع من ‏شارك يف املوؤمتر بهدف<br />

التعلم من التجربة وحتسينها مستقبالً‏ وتوثيق العمل<br />

حتى يستفيد منه القادمون اجلدد.‏ - متابعة تنفيذ<br />

توصيات املوؤمتر.‏


السنة - 11 العدد - 17 ‏أكتوبر ‎2016‎م<br />

اإلفتتاحية<br />

4<br />

المشرف العام<br />

معالي الدكتور<br />

زهير عبدالحفيظ نواب<br />

رئيس التحرير<br />

محمد ‏أحمد ‏سمسم<br />

الهيئة االستشارية الفنية<br />

‏أ.‏ محمد نجيب رويحي<br />

د.‏ عبداهلل محسن العطاس<br />

م.‏ هشام ‏إسماعيل هاشم<br />

د.‏ عبداهلل ‏إبراهيم نبهان<br />

تليفون:‏ 012 6195000 تحويلة 2699<br />

فاكس:‏ 012 6196000<br />

‏ص.ب:‏ 54141 جدة 21514<br />

موقع ‏الإنترنت:‏ www.sgs.org.sa<br />

الإعالنات:‏ يتفق بساأنها مع ‏إدارة المجلة<br />

E-mail:<br />

geolsimsim@hotmail.com<br />

simsim.ma@sgr.rog.sa<br />

مراسالت التحرير باسم رئيس التحرير<br />

‏الإخراج والتنفيذ الفني:‏<br />

‏أحمد عسّ‏ اف<br />

امتياز التحرير والنشر<br />

فكرة<br />

لالستشارات<br />

الإعالمية<br />

والتسويقية<br />

‏ص.‏ ب:‏ 8004 جدة 21482 المملكة العربية السعودية<br />

ت/‏ 6656669 فاكس/‏ 6654719<br />

جميع المواد المنشورة خاضعة لحق التاأليف وبالتالي فجميع الحقوق محفوظة،‏ لذا يمنع بشكل تام ‏إعادة<br />

‏الإنتاج دون ترخيص من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وموؤسسة فكرة لالإستشارات ‏الإعالمية<br />

والتسويقية،‏ وجميع ‏الآراء المنشورة في المجلة ال تعبر بالضرورة عن ‏آراء الناشر ‏أو هيئة ‏الإغاثة<br />

‏الإسالمية العالمية.‏ الصورة:‏ من موؤسسة فكرة والوكاالت ويحظر ‏إعادة نشرها دون ‏إذن خاص منها.‏<br />

ما ينشر في هذه المجلة من مقاالت ال تعبر بالضرورة عن رأي الهيئة.‏<br />

كان من حسن الطالع ‏أن يتزامن<br />

‏سدور هذا العدد اجلديد من جملة<br />

‏"أرضنا"‏ ‏)العدد رقم 17( مع ‏صدور<br />

‏الأمر امللكي الكرمي بتعيني معايل<br />

املهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح<br />

وزيراً‏ للطاقة والسناعة والروة<br />

املعدنية لتدخل الوزارة بهذا التعيني<br />

مرحلة جديدة من السعي اجلاد نحو<br />

املزيد من ‏الإجنازات يف كافة قطاعات<br />

الوزارة.‏<br />

ويحمل العدد الذي بني يدي القارئ<br />

الكرمي العديد من املوضوعات التي<br />

‏ستري معارف القارئ والتي نرجو<br />

‏أن تنال رسا القارئ العزيز،‏ وهي<br />

غاية ‏سامية نتمنى ‏أن نصل ‏إليها عرب<br />

‏صفحات هذا العدد.‏<br />

‏أسرة التحرير


المحتويات<br />

34<br />

خام الفوسفات..‏<br />

التعريف<br />

والخصائص<br />

ولستخدامات<br />

38<br />

8<br />

برعاية خادم<br />

الحرمين<br />

الشريفين..‏<br />

المملكة تستضيف<br />

الموؤتمر العربي<br />

الدولي ال ‎14‎للثروة<br />

المعدنية<br />

9<br />

يجول في 13<br />

منطقة ‏إدارية..‏<br />

تدشين معرض<br />

‏"عالم الجيولوجيا<br />

وكنوزها بجدة"‏<br />

المرو<br />

..)Quartz (<br />

معدن يصاحبك<br />

حيثما كنت<br />

44<br />

10<br />

36 عالماً‏ ومتخصصاً‏<br />

يناقشون<br />

جيولوجيا البحر<br />

الأحمر في ورشة<br />

عمل بجدة<br />

كربونات<br />

الكالسيوم..‏ الوصف<br />

الجيولوجي وطرق<br />

استخراجه من<br />

الحجر الجيري<br />

18<br />

32<br />

كتاب العدد<br />

جيولوجي . نبيل مصيلحي<br />

كيميائي . الحسيني منصور الحسيني<br />

5


أخبار ومتابعات<br />

اأمر ملكي بتعيين م.‏ خالد الفالح وزيراً‏ للطاقة<br />

والصناعة والثروة المعدنية<br />

- خاص<br />

‏صدر يوم 30 رجب ‎1437‎ه<br />

اأمر ملكي بتعيني املهندس خالد بن<br />

عبدالعزيز الفالح وزيراً‏ للطاقة<br />

والصناعة والرثوة املعدنية ليخلف<br />

املهندس علي النعيمي الذي توىل<br />

وزارة ‏"البرتول والرثوة املعدنية"‏<br />

منذ عام ‎1995‎م.‏<br />

وحتمل السيرة الذاتية ملعايل<br />

املهندس خالد الفالح عدداً‏ من<br />

املحطات املهمة،‏ فقد ولد يف الدمام يف<br />

عام ‎1960‎م.‏<br />

والتحق بالعمل يف ‏شركة ‏"اأرامكو"‏<br />

يف عام ‎1979‎م،‏ حيث ابتعثته الشركة<br />

للدراسة يف جامعة تكساس اأيه اآند اإم<br />

)A&M( ليحصل منها على درجة<br />

البكالوريوس يف الهندسة امليكانيكية يف<br />

عام ‎1982‎م..‏<br />

1991 وقد حصل على درجة<br />

املاجستر يف اإدارة الأعمال املالية من<br />

جامعة امللك فهد للبرتول واملعادن يف<br />

الظهران،‏ ثم اأمت برنامج كلية اإدارة<br />

اأعمال بجامعة هارفارد يف جمال<br />

القيادة العاملية عام ‎1998‎م.‏<br />

يف يناير ‎1995‎م،‏ عني مديراً‏ لإدارة<br />

اخلدمات،‏ وبعد ذلك انتقل للعمل<br />

مديراً‏ لصيانة معمل التكرير يف راأس<br />

تنورة اأواخر عام ‎1995‎م،‏ وتوىل بعدها<br />

العديد من املهام واملناصب يف اأرامكو<br />

حتى اأبريل ‎2004‎م.‏<br />

يف اأبريل 2004 م مت تعيينه نائباً‏<br />

للرئيس للتنقيب،‏ وذلك قبل تعيينه<br />

نائباً‏ اأعلى للرئيس لأعمال الغاز يف<br />

اأغسطس ‎2004‎م.‏<br />

اأما يف اكتوبر ‎2005‎م،‏ فقد ‏شغل<br />

الفالح منصب النائب الأعلى للرئيس<br />

للعلاقات الصناعية،‏ ويف ‏سبتمرب<br />

‎2007‎م،‏ ‏شغل منصب نائب الرئيس<br />

خادم الحرمين الشريفين<br />

التنفيذي للعمليات يف اأرامكو..‏<br />

نوفمرب ‎2008‎م ‏صدر اأمر ملكي كرمي<br />

بتعيينه رئيساً‏ تنفيذياً‏ لشركة ‏"اأرامكو<br />

السعودية".‏<br />

ويف اأبريل ‎2015‎م،‏ ‏صدر اأمر ملكي<br />

بتعيينه وزيراً‏ للصحة.‏<br />

6


الفالح .. ‏سيرة ذاتية<br />

مضيئة ومسيرة عملية<br />

متميزة<br />

7<br />

ويف مايو ‎2015‎م،‏ مت تعيينه رئيساً‏<br />

ملجلس اإدارة ‏شركة ‏"اأرامكو السعودية".‏<br />

ويف اأبريل ‎2016‎م،‏ مت تعيينه رئيساً‏<br />

ملجلس اإدارة ‏شركة ‏"معادن 28".<br />

رئاسة الهيئات واملوؤسسات<br />

ويراأس معايل املهندس خالد الفالح<br />

وزير الطاقة والصناعة والرثوة املعدنية<br />

جمالس اإدارات املوؤسسات والهيئات<br />

التالية:‏<br />

• الهيئة امللكية للجبيل وينبع.‏<br />

• الصندوق السعودي للتنمية<br />

الصناعية.‏<br />

• الهيئة السعودية للمدن الصناعية<br />

ومناطق التقنية ‏)مدن(.‏<br />

• هيئة املساحة اجليولوجية<br />

السعودية.‏<br />

• مدينة امللك عبدالعزيز للعلوم<br />

والتقنية.‏<br />

• مدينة امللك عبداهلل للطاقة الذرية<br />

واملتجددة<br />

• هيئة تنمية الصادرات السعودية.‏<br />

ومن ناحية اأخرى،‏ قدم معايل<br />

الدكتور زهير بن عبداحلفيظ نواب<br />

رئيس هيئة املساحة اجليولوجية<br />

السعودية التهنئة احلارة ملعايل املهندس<br />

خالد الفالح على الثقة امللكية الكرمية<br />

بتعيينه وزيراً‏ للطاقة والصناعة والرثوة<br />

املعدنية،‏ راجياً‏ من اهلل اأن يسدد خطاه<br />

ويوفقه يف مهمته اجلديدة.‏<br />

المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح..‏ وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية


أخبار ومتابعات<br />

برعاية خادم الحرمين الشريفين<br />

المملكة تستضيف المؤتمر العربي الدولي ال 14<br />

للثروة المعدنية<br />

حتت الرعاية الكرمية<br />

خلادم احلرمني الشريفني<br />

امللك ‏سلمان بن عبدالعزيز<br />

اأيده اهلل تستضيف اململكة<br />

العربية السعودية املؤمتر<br />

العربي الدويل الرابع عشر<br />

للثروة املعدنية خلال الفرتة<br />

من 24-22 نوفمبر 2016<br />

مبحافظة جدة،‏ حتت ‏شعار<br />

‏"الروات املعدنية العربية -<br />

موارد اسرتاتيجية وفرص<br />

استثمارية واعدة"‏ والذي<br />

تنظمه املنظمة العربية للتنمية<br />

الصناعية والتعدين بالتعاون<br />

مع وزارة البترتول والثروة<br />

املعدنية باململكة العربية<br />

السعودية.‏<br />

دورة تدريبية حول الستكشاف والتنقيب<br />

نظمت املنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين،‏<br />

بالتعاون مع املكتب الوطني للهيدركربونات واملعادن،‏ دورة<br />

تدريبية حول االستكشاف والتنقيب عن املعادن النفيسة<br />

واالأساسية،‏ خال الفرتة من 7-4 اإبريل املنقضي،‏ وذلك مبقر<br />

املكتب الوطني للهيدركربونات بالرباط،‏ ‏شارك فيها عدد من<br />

الكوادر العربية العاملة يف قطاع التعدين.‏<br />

هدفت الدورة اإىل الرفع من قدرات االأُطر العربية يف<br />

جمال االستكشاف والتنقيب عن املعادن النفيسة واالأساسية،‏<br />

واالطلاع على طرق التدريب احلديث،‏ وكذلك االطلاع على<br />

اأنشطة االستكشاف واالستغال وتصنيع هذه اخلامات.‏ كما<br />

‏سعت الدورة اإىل تبادل اخلرات والتجارب يف هذا املجال.‏<br />

8


يجول في 13 منطقة اإدارية<br />

تدشين معرض ‏"عالم الجيولوجيا وكنوزها بجدة"‏<br />

دشن معايل رئيس هيئة املساحة اجليولوجية<br />

السعودية الدكتور زهري بن عبداحلفيظ نواب<br />

يوم 18 اأغسطس املاضي فعاليات معرض ‏"عامل<br />

اجليولوجيا وكنوزها"‏ والتي استمرت ملدة خمسة<br />

اأيام،‏ وذلك يف مركز الرد ‏سي مول بجدة.‏<br />

ومت خال الفعاليات عرض اآخر االكتشافات<br />

التي مت الوصول اإليها يف منطقة النفوذ،‏ حيث مت<br />

اكتشاف اأحافري وثدييات برية يصل عمرها ما<br />

بني 600 األف ومليون عام،‏ وكذلك تعريف الزوار<br />

على اأجزاء عديدة منها يف املعرض املقام ‏ضمن<br />

هذه الفعاليات اإىل جانب عرض رمال السيلكا<br />

والكوارتز،‏ وكذلك السيلكون برسبتيتد ‏سيلكا<br />

والصوديوم ‏سايكيت من خال قسم السيلكا،‏<br />

وتقدمي جمموعة كبرية من مطبوعات الهيئة<br />

العلمية وتوزيع كتاب حقائق واأرقام جماناً‏ على<br />

احلضور واملهتمني بالشاأن اجليولوجي.‏<br />

كما اشتملت الفعاليات على عرض مرئي<br />

عن النشاط الزلزايل والبركاين يف اململكة<br />

وتوزيع حمطات الشبكة الوطنية للرصد<br />

الزلزايل وكيفية تسجيل الهزات االأرضية مع<br />

عرض بعض االأمثلة للموجات الزلزالية املسجلة<br />

بهذه املحطات وكيفية حتليلها،‏ باالإضافة<br />

اإىل تقدمي بعض االأمثلة للأجهزة الزلزالية<br />

املستخدمة يف رصد الهزات االأرضية،‏ كما<br />

يتضمن العرض توزيع احلرات الركانية يف<br />

منطقة الدرع العربي،‏ مع توضيح بعض االأمثلة<br />

الأهم الفوهات الركانية املصاحبة للنشاط<br />

البركاين والتي تسعى الهيئة جلعلها مناطق<br />

‏سياحية مستقبلية.‏<br />

ومت تقدمي خدمة الفحص املجاين<br />

للمجوهرات واالأملاس واملقتنيات الثمينة للزوار<br />

عن المعادن النفيسة والأساسية بالرباط<br />

واملهتمني باالإضافة اإىل تزويدهم مبعلومات<br />

عن املراحل اجليولوجية لاأحجار الكرمية<br />

واملجوهرات منذ وجودها يف باطن االأرض وحتى<br />

اقتنائها على ‏شكل اأحجار اأو جموهرات،‏ اإضافة<br />

جلناح املعادن الفلزية الذي يعرض العديد من<br />

املعادن الفلزية منها وغري الفلزية باالإضافة<br />

اإىل تقدمي ‏شرح للمعادن وتزويد الزوار بنشرات<br />

تعريفية.‏<br />

وقد تضمنت موضوعات الدورة التحوالت العاملية الكرى يف<br />

اأسواق املعادن خال العقد االأخري،‏ واالإمكانيات املعدنية للمغرب<br />

باستثناء الفوسفات،‏ وكذا تقنيات االستكشاف املعدين واملتمثلة<br />

يف تقنيات االستشعار عن بعد مبا فيها ما فوق الطيفية،‏ فشاً‏<br />

عن الطرق اجليوكيمائية واجليوفيزيائية احلديثة املستخدمة يف<br />

التنقيب عن املعادن النفيسة.‏<br />

كما ‏شملت موضوعات الدورة:‏ دراسة بعض احلاالت ملكامن<br />

املعادن النفيسة باملغرب،‏ واأنواع وخصائص مكامن املعادن<br />

النفيسة،‏ باالإضافة اإىل االأعمال املخرية املرتبطة باملعادن<br />

النفيسة واالأساسية.‏<br />

9


أخبار ومتابعات<br />

برعاية معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية..‏<br />

36 عالماً‏ ومتخصصاً‏ يناقشون جيولوجيا البحر<br />

الأحمر في ورشة عمل بجدة<br />

- جدة<br />

رعى معايل الدكتور زهير بن<br />

عبداحلفيظ نواب رئيس هيئة<br />

املساحة اجليولوجية السعودية<br />

يوم 14 فرباير املاضي تدشني ورشة<br />

عمل الوضع اجليولوجي والدراسات<br />

البحرية والبيئية للبحر الأحمر<br />

وذلك يف فندق رمادا كونتيننتال<br />

جدة.‏<br />

‏شارك يف فعاليات الورشة )36(<br />

عاملاً‏ وباحثاً‏ خمتصاً‏ من اململكة العربية<br />

السعودية ومن اأكرث من عشر دول،‏ ومت<br />

التطرق خاللها اإىل اأكرث من )32(<br />

موضوعاً‏ متعلقاً‏ بتاريخ وخصائص<br />

البحر الأحمر اجليولوجية،‏ والرثوات<br />

احليوية واملعدنية،‏ وطبيعة قاع البحر<br />

الأحمر ووضعه البيئي.‏<br />

10<br />

اإصداران جديدان<br />

واأكد معايل الدكتور زهير بن<br />

عبداحلفيظ نواب اأن مركز اجليولوجيا<br />

البحرية بالهيئة يستعد لنشر اإصدارين<br />

اآخرين يغطيان جوانب اأشمل عن<br />

دراسات البحر ومواضيع متنوعة يف<br />

جمالت علوم الأرض،‏ بالإضافة اإىل<br />

فيزيائية الأرض،‏ وعلم املحيطات،‏<br />

وكذلك الدراسات البيئية،‏ والنظام<br />

البيئي البحري،‏ فضالً‏ عن دراسات<br />

املناطق الساحلية وملخصات لأبحاث<br />

حديثة يف هذه املجالت.‏<br />

واأوضح معاليه اأنه متت يف الورشة<br />

الدعوة لدعم اإنشاء قاعدة<br />

بيانات موحدة تخص<br />

دراسات البحر الأحمر<br />

مناقشة الوضع اجليولوجي والدراسات<br />

البحرية والبيئية للبحر الأحمر،‏ وجودة<br />

مضمون الكتاب اجلديد لضمان كفاءة<br />

عالية تليق باملعيار الذي حصل عليه<br />

الإصدار الأول من كتاب البحر الأحمر،‏<br />

مضيفاً‏ اأن هذا الكتاب ‏سوف يكون<br />

مرجعاً‏ هاماً‏ يستفاد منه باإذن اهلل ملا<br />

يحمله من معلومات وتفاصيل دقيقة<br />

عن البحر الأحمر.‏<br />

72 دراسة علمية<br />

ومن جانبه،‏ اأشار الدكتور عبداهلل<br />

ابن حمسن العطاس مساعد رئيس هيئة<br />

املساحة اجليولوجية اإىل اأهمية هذه<br />

الورشة يف مناقشة تفاصيل املعلومات<br />

املجمعة واملزمع نشرها يف اإصدارين<br />

جديدين من كتاب البحر الأحمر،‏ وذلك<br />

بعد النجاح الذي حققه الإصدار الأول<br />

‏"البحر الأحمر،‏ التكون وطبيعة وبيئة<br />

املحيط الوليد"‏ والذي مت نشره بالتعاون<br />

مع دار النشر العاملية ."Springer"<br />

واأفاد د.‏ العطاس باأن الإصدارين<br />

اجلديدين من كتاب الأحمر يشتمالن<br />

على )72( دراسة يف جمالت علوم<br />

الأرض،‏ وفيزيائية الأرض،‏ وعلم<br />

املحيطات،‏ والدراسات البيئية،‏<br />

والنظام البيئي البحري،‏ فضالً‏ عن<br />

دراسات املناطق الساحلية،‏ والأخوار<br />

والشروم الضحلة،‏ والأغوار والرواسب<br />

املعدنية،‏ وملخصات لأبحاث حديثة يف<br />

هذه املجالت.‏<br />

توصيات مهمة<br />

ومن ناحية اأخرى،‏ كشف الدكتور<br />

عبداهلل العطاس عن التوصيات التي


الورشة تضمن 36 محاضرة<br />

وتم عرض 6 بوسترات<br />

علمية تضمنت 72 موضوعاً‏<br />

هيئة المساحة الجيولوجية<br />

تستعد لنشر اصدارين<br />

يغطيان جوانب اأشمل عن<br />

دراسات البحر الأحمر<br />

11<br />

خرجت بها ورشة العمل الثانية لإعداد<br />

كتاب البحر الأحمر التي اأقيمت موؤخراً‏<br />

يف جدة على اأهمية تاأطير جمتمعات<br />

علمية متخصصة،‏ والدفع بالتعاون فيما<br />

بني هذه املجتمعات واملنظمات واملراكز<br />

العلمية من خمتلف الدول مببادرة قيادية<br />

من هيئة املساحة اجليولوجية السعودية<br />

ممثلة مبركز اجليولوجيا البحرية<br />

وذلك لتطوير مفهوم اأوضح لبيئة البحر<br />

الأحمر.‏<br />

بالإضافة اإىل دعم اإنشاء قاعدة<br />

بيانات موحدة تخص دراسات البحر<br />

الأحمر،‏ وتفعيل مشاركة التقارير العلمية<br />

واملعلومات وتسهيل اآلية الوصول اإليها،‏<br />

والعمل على تنفيذ اأطلس بحري للبحر<br />

الأحمر،‏ وكذلك التوصية بتطوير ‏شبكة<br />

تواصل ‏)موقع اإنرتنت(‏ لتفعيل التصال<br />

بني الباحثني واملهتمني باأبحاث البحر<br />

الأحمر مبختلف جمالتها.‏<br />

فعاليات الورشة<br />

وبنينَ‏ د.‏ العطاس اأنه األقيت خالل<br />

اأيام ورشة العمل 36 حماضرة ومت عرض<br />

6 بوسرتات علمية تضمنت 72 موضوعاً‏<br />

عن الوضع اجليولوجي للصدع،‏ وسلوك<br />

اأنواع القروش وبعض الأحياء البحرية،‏<br />

وجوانب بيئية،‏ وكذلك التفاعالت بني<br />

الوشاح والغلالف الصخري باملواد<br />

الربكانية احلديثة،‏ واحلالة املناخية<br />

القدمية والتي يعتقد اأنها وفرت دلئل<br />

على النشاط الإنساين وهجرة الإنسان<br />

الأفريقي اإىل الصفيحة العربية ومن<br />

ثم اإىل مناطق اأخرى،‏ بالإضافة اإىل<br />

اأثر التغر يف مستوى ‏سطح املاء،‏ واأيضاً‏<br />

الوضع البيئي احلايل للبحر الأحمر،‏<br />

والتحديات املستقبلية.‏ حيث تشكل هذه<br />

املواضيع 72 فصالً‏ من الفصول املدرجة<br />

يف اإصدارين حديثني لكتاب البحر<br />

الأحمر يتوقع نشرهما يف عام ‎2018‎م.‏


سيرة عالم<br />

د . اأحمد الشنطي..‏ مسيرة علمية<br />

وجيولوجية زاخرة بالريادة والتفرد<br />

– خاص<br />

يعد ‏أ.‏ د.‏ ‏أحمد حممود ‏سلمان<br />

الشنطي واحداً‏ من كبار العلماء<br />

اجليولوجيني ليس فقط باململكة<br />

والعامل العربي بل على املستوى<br />

الدويل.‏ وتتميز مسيرة العامل<br />

الكبر بعدد كبر من ‏"الريادات"‏<br />

اجليولوجية حيث ‏شارك يف ‏إعداد<br />

اخلريطة اجليولوجية واجلغرافية<br />

الأوىل للمملكة ‎1958‎م،‏ كما<br />

‏أنه ‏صاحب ‏أول دراسة لتحديد<br />

امتدادات ومكامن رواسب احلديد<br />

يف املنطقة الواقعة بني مكة وجدة،‏<br />

‏إضافةً‏ ‏إىل توليه منصب عميد<br />

كلية علوم الأرض بجامعة امللك<br />

عبدالعزيز.‏ كما ينسب للعامل الكبر<br />

الفضل يف كشف ‏أسرار ‏"جيولوجية<br />

الدرع العربي".‏ وللدكتور الشنطي<br />

عشرات الأبحاث والكتب العلمية،‏<br />

فضلاً‏ عن ‏إشرافه على العديد<br />

من الرسائل العلمية ‏)املاجستر<br />

والدكتوراه(‏ يف جمال الثروة<br />

املعدنية.‏<br />

يف السطور التالية ‏إطالة على<br />

مسيرة هذا العامل الكبير،‏ فاإىل<br />

التفاصيل.‏<br />

ولد الدكتور اأحمد الشنطي يف قرية ‏صميل<br />

يف ‏ضواحي مدينة يافا بفلسطني عام ‎1932‎م.‏<br />

ودرس يف مدرستها االبتدائية حتى وصل اإىل<br />

الصف الرابع االبتدائي،‏ ثم انتقل بعدها اإىل<br />

مدرسة الشيخ مونّس حتى السابع االبتدائي<br />

ثم اأكمل تعليمه يف مدرسة الثقافة الثانوية يف<br />

يافا.‏<br />

وبينما كان بالصف الثاين الثانوي بداأت<br />

حرب فلسطني عام ‎1948‎م بني العرب من جهة<br />

واليهود وجحافل االإجنليز ‏)حكام البالد(‏ من<br />

جهة اأخرى،‏ مما حدا بعائلته اأن تهاجر عدة<br />

مرات حتت وطاأة احلرب،‏ اإىل اأن استقر بها<br />

املقام يف عام ‎1949‎م يف ‏ضواحي مدينة رفح<br />

على احلدود املصرية الفلسطينية.‏<br />

فرتة قاسية<br />

كانت الفترة من باكورة عام ‎1947‎م<br />

وحتى عام ‎1949‎م،‏ وهو العام الذي اأبرمت<br />

فيه اتفاقية الهدنة بني اجلانبني،‏ فرة قاسية<br />

يف حياة عاملنا الكبري،‏ والذي كان وقتئذ يف<br />

منتصف العقد الثاين من حياته..‏ عانى اإبان<br />

تلك الفرة مع اأهله ورهطه وعشريته والشعب<br />

12


13<br />

الفلسطيني باأسره عدم االستقرار وسكنى<br />

اخليام،‏ فضالً‏ عن ‏ضيق ذات اليد..‏ واإزاء<br />

كل هذا فقد قبل العمل مدرّساً‏ متطوعاً‏ يف<br />

مدارس الالجئني،‏ ثم خصص له بعد فرة<br />

راتب ‏شهري قدره )2( جنيه مصري لقاء<br />

عمله يف مهنة التدريس واأثناء عمله وبعد<br />

اأن اأصبح قطاع غزة حتت اإشراف مصر،‏<br />

حصل يف السنة االأوىل على ‏شهادة الثقافة<br />

العامة املصرية،‏ نظام اأربع ‏سنوات ‏)منازل(‏<br />

ويف السنة التالية )1950- ‎1951‎م(‏ حصل<br />

على ‏شهادة التوجيهية ‏)الثانوية العامة(‏ من<br />

القسم العلمي،‏ نظام منازل اأيضاً،‏ ثم التحق<br />

بعدها طالباً‏ بكلية العلوم جامعة عني ‏شمس<br />

ومل يكن الطالب/‏ اأحمد الشنطي بعيداً‏ عن<br />

جمريات ما حدث يف مصر يف عام ‎1952‎م،‏<br />

فلقد عايش بكل وجدانه ثورة يوليو،‏ وسنحت<br />

له الظروف اأن يسلم على قائدها اللواء حممد<br />

جنيب مرتني،‏ مرة يف رفح حيث كان يشحذ<br />

همم الشباب الفلسطيني ومرة ثانية يف رحاب<br />

اجلامعة والتي زارها الزعيم ليلقي خطاباً‏ يف<br />

طالب اجلامعة.‏<br />

ويف كلية العلوم بجامعة عني ‏شمس كانت<br />

الفرصة مواتية اأن يتتلمذ الشنطي على اأيدي<br />

اأساتذة اأكفاء،‏ منهم الدكاترة:‏ غيث حممد<br />

غيث،‏ ومراد اإبراهيم يوسف،‏ وحممد اإبراهيم<br />

فارس،‏ واإبراهيم فرج،‏ ويحيى اأنور وكمال<br />

العقاد،‏ وغريهم ويف عام ‎1957‎م تخرج يف<br />

اجلامعة ‏شعبة اجليولوجيا والكيمياء بتقدير<br />

‏شارك في اإعداد الخريطة<br />

الجيولوجية والجغرافية<br />

الأولى للمملكة ‎1958‎م<br />

امتياز يف اجليولوجيا وجيد جداً‏ يف الكيمياء<br />

وكان من حقه اأن يكمل دراسته العليا اإما يف<br />

جمال اجليولوجيا اأو يف جمال الكيمياء وملا<br />

كان حبه وعشقه للمجال االأول يربز على ميله<br />

للمجال الثاين،‏ فقد اختار اأن ميخر عباب علم<br />

اجليولوجيا،‏ والذي اأصبح يف قابل االأيام اأحد<br />

فرسانه ونوابغه الذين يشار اإليهم بطرف<br />

البنان ال يف العامل العربي فحسب ولكن على<br />

مستوى العامل كله.‏<br />

وبنظرة ‏شمولية على حياة خريج كلية<br />

العلوم"‏ النابغة اأحمد الشنطي،‏ ندرك اأنه من<br />

باكورة ‏صباه،‏ مروراً‏ بشرخ ‏شبابه وحتى عام<br />

‎1957‎م كان يف كفاح مستمر،‏ ال مع الدراسة<br />

والتعليم فحسب،‏ فالدراسة وحب حتصيل<br />

العلم مل تكن متثل عقبة اأمامه،‏ ولكن العقبة<br />

الكوؤود كانت معاناة الشعب الفلسطيني<br />

وسفك دمه وتدمريه،‏ والتي وصلت اأشدها<br />

يف عام ‎1956‎م باحتالل اليهود قطاع غزة<br />

وشبه جزيرة ‏سيناء،‏ ليصبح اأهله حتت وطاأة<br />

االحتالل بينما هو يف مصر طالباً‏ بالسنة<br />

النهائية باجلامعة.‏<br />

يف رحاب اململكة<br />

ويف ‏شهر يوليو من عام ‎1957‎م تعاقد<br />

اجليولوجي الواعد اأحمد الشنطي مع مكتب<br />

‏شوؤون الزيت واملعادن يف اململكة العربية<br />

السعودية،‏ والذي تغري اسمه يف عام ‎1961‎م<br />

اإىل ‏"وزارة البرول والثروة املعدنية"‏ وكانت<br />

الفترة من عام ‎1957‎م وحتى عام ‎1970‎م<br />

فترة زاخرة من حياته،‏ حيث قام بالعديد<br />

من االأعمال اجليولوجية امليدانية يف منطقة<br />

الدرع العربي يف اجلزء الغربي من اململكة<br />

العربية السعودية منها خامات احلديد يف<br />

منطقة وادي فاطمة،‏ ومناطق املناجم القدمية<br />

يف االأمار واأم الدمار واأم الشالهيب وعبلة<br />

‏)عبالء(،‏ ومناجم الذهب القدمية يف مناطق<br />

الوجه والنقرة والصفرة وغريها..‏ كما ‏شارك<br />

يف عامي 1958 و‎1959‎م يف اإعداد اخلريطة<br />

اجليولوجية واجلغرافية االأوىل للمملكة،‏<br />

برفقة اجليولوجي االأمريكي ‏"جلني براون"‏<br />

والتي ‏صدرت يف عام ‎1962‎م مبقياس رسم<br />

2.000.000 1: وكانت الفرصة مواتية اأثناء<br />

اإعداد اخلريطة اأن يزور مناطق ‏شاسعة يف<br />

اأواسط وشمال اململكة.‏<br />

واكتسب اجليولوجي اأحمد الشنطي<br />

خربة كبرية،‏ اأهلته بعد ذلك للعمل مبفرده يف<br />

مشاريع جيولوجية،‏ مثل دراسة رواسب احلديد<br />

يف منطقة وادي فاطمة،‏ ودراسة رواسب<br />

الباريت يف منطقة رابغ،‏ ودراسة مناجم


سيرة عالم<br />

‏صاحب اأول دراسة لتحديد<br />

امتدادات ومكامن رواسب<br />

الحديد في المنطقة الواقعة<br />

بين مكة وجدة<br />

الفضة القدمية منطقة الدوادمي،‏ فضالً‏ عن<br />

مشروع رسوبيات العصر الثالثي والرباعي<br />

لساحل البحر االأحمر من ‏شمال مدينة ينبع<br />

وحتى مدينة الوجه.‏<br />

‏سبق وريادة<br />

وكان للعامل الكبري دور السبق والريادة<br />

يف اأول دراسة من نوعها لتحديد امتدادات<br />

ومكامن رواسب احلديد يف املنطقة الواقعة<br />

فيما بني مكة املكرمة ومدينة جدة،‏ وذلك<br />

من خالل اأول مشروع اقتصادي قام به حتت<br />

عنوان ‏"مشروع دراسة رواسب احلديد مبنطقة<br />

وادي فاطمة والشميسي"‏ والذي مت اإجنازه<br />

فيما بني عامي ‎1958‎و‎1962‎م.‏<br />

ومن خالل هذا املشروع،‏ اأعد ‏سعادته<br />

جمموعة من اخلرائط اجليولوجية واملساحية<br />

للمناطق املحتوية على احلديد،‏ كما اأجرى<br />

التحاليل واأشرف على برنامج احلفر وعلى<br />

كل ما يتعلق مبعرفة االإمكانات االقتصادية<br />

للمناطق املختلفة..‏ ويف عام ‎1964‎م تقدم بهذه<br />

الدراسة القيمة جلامعة القاهرة،‏ ليمنح بذلك<br />

درجة املاجستري،‏ ولينشر هذا العمل العلمي<br />

القيم يف جملد مستقل يحمل رقم )2( ويشتمل<br />

على ثالث عشرة لوحة وخريطة مفصلة.‏<br />

عروق الباريت<br />

وفيما بني عامي ‎1967‎و‎1969‎م قام<br />

اجليولوجي اأحمد الشنطي باإجراء دراسة<br />

مستفيضة على رواسب عروق الباريت مبنطقة<br />

رابغ،‏ وكان له الفضل يف اكتشاف العديد<br />

والعديد من العروق،‏ والتي قام باإسقاطها على<br />

خرائط تفصيلية كما قام بدراسة اإمكاناتها<br />

االقتصادية،‏ باالإضافة اإىل اإعداده خريطة<br />

جيولوجية عامة للمنطقة ككل .. وهذه الدراسة<br />

متضمنة يف تقارير موجودة لدى وكالة الوزارة<br />

للروة املعدنية.‏<br />

اأما مشروع دراسة رسوبيات ‏ساحل البحر<br />

االأحمر فيما بني مدينتي ينبع والوجه،‏ فقد<br />

جاءت بناءً‏ على طلب معايل الشيخ اأحمد زكي<br />

مياين،‏ وزير البرول اإبان تلك الفرة،‏ وذلك<br />

بهدف معرفة اأنواع وسمك هذه التابعات<br />

الرسوبية ومعرفة اإمكاناتها االقتصادية من<br />

املعادن والبرول والغاز وقد تضمن التقرير<br />

النهائي املوجود لدى وكالة الوزارة للروة<br />

املعدنية خرائط وقطاعات جيولوجية تفصيلية<br />

ووصفاً‏ تفصيلياً‏ ملنطقة الدراسة.‏<br />

كما تراأس العامل الكبري مشروعني بحثيني<br />

مدعمني،‏ اأحدهما من مدينة امللك عبدالعزيز<br />

للتقنية يف الرياض،‏ واستمر هذا املشروع<br />

زهاء اأربع ‏سنوات،‏ وتناول دراسة اقتصاديات<br />

رواسب الكروميت وصخور االأفيوليت يف<br />

اململكة وثانيهما من جامعة امللك عبدالعزيز،‏<br />

ملدة ‏سنتني،‏ وتناول دراسة الرواسب املعدنية<br />

متعددة الفلزات يف الصخور الربكانية للدرع<br />

العربي،‏ وذلك يف خمس مناطق خمتلفة.‏<br />

جامعة لندن<br />

ويف عام ‎1970‎م التحق الشنطي<br />

بالكلية امللكية للعلوم والتقنية بجامعة لندن،‏<br />

والتي حصل منها على درجة الدكتوراه يف<br />

عام ‎1973‎م،‏ بعد اأن تقدم باأطروحته عن<br />

‏"جيولوجية منطقة الدوادمي والرواسب<br />

املعدنية فيها"‏ واأهمها الفضة ونظراً‏ الأهمية<br />

هذه االأطروحة من الناحيتني االأكادميية<br />

واالقتصادية فقد قامت املديرية العامة للروة<br />

املعدنية بنشرها يف ثالثة جملدات،‏ املجلد<br />

رقم )12( عن جيولوجية معقدات اجلعالين<br />

وعرجا القاعديني املتطابقني،‏ واملجلد رقم<br />

)13( عن جيولوجية وتكتونية املنطقة التي<br />

حتوي ما يزيد على 150 منجماً‏ قدمياً،‏ واملجلد<br />

رقم )14( ويتضمن االإمكانات االقتصادية<br />

للمنطقة وبخاصة مواقع متعدن منجم ‏سمرة<br />

والردينية.‏<br />

وبعيد حصوله على درجة الدكتوراه<br />

يف جمال ‏"جيولوجيا التعدين"‏ من جامعة<br />

لندن،‏ كلف الدكتور اأحمد الشنطي يف عام<br />

‎1973‎م باإدارة ‏"مركز اجليولوجيا التطبيقية"‏<br />

التابع اإدارياً‏ للمديرية العامة للروة املعدنية<br />

واأكادميياً‏ جلامعة البرول واملعادن بالظهران،‏<br />

والذي كان يشرف على التدريس فيه اأعضاء<br />

من اليونسكو وكان هذا التكليف مبثابة النقطة<br />

التي حتول عندها الدكتور الشنطي للعمل<br />

االأكادميي التطبيقي والعمل االإداري بدالً‏ من<br />

العمل اجليولوجي احلقلي امليداين وقد اأنيطت<br />

‏صالحية مطلقة من قبل الوزير وجامعة<br />

البترول للدكتور الشنطي يف اإدارة املركز<br />

اأكادميياً‏ واإدارياً‏ ومالياً،‏ مما كان له بالغ االأثر<br />

14


تم تكليفه في عام<br />

‎1973‎م باإدارة<br />

‏"مركز الجيولوجيا<br />

التطبيقية"‏<br />

15<br />

يف تطوير املركز فيما بعد.‏<br />

وقد كان الهدف من اإنشاء املركز يف عام<br />

‎1970‎م هو تدريب اجليولوجيني يف املديرية<br />

على االأعمال احلقلية،‏ ثم تطور االأمر اإىل<br />

منحهم درجات املاجستري يف اجليولوجيا<br />

التطبيقية،‏ ثم اأضيف تخصص جيولوجيا<br />

املياه اإىل تخصص الروة املعدنية،‏ ومت البدء<br />

بربنامج تدريب فني لتخريج مساعدين<br />

جيولوجيني.‏<br />

روؤية ثاقبة<br />

ومن خلالل روؤيته الشمولية الثاقبة<br />

متكن الشنطي من تطوير املركز ومن اإضافة<br />

تخصص اجليولوجيا الهندسية وجيولوجيا<br />

البرول اإىل الدراسات العليا،‏ كما متكن من<br />

التوسع يف برنامج التدريب الفني،‏ واستطاع<br />

بعون اهلل تعاىل من احلصول على موافقة<br />

‏"ديوان اخلدمة املدنية"‏ لتعيني اخلريجني يف<br />

املرتبة السادسة،‏ وهي نفس الدرجة التي يتم<br />

تعيني خريجي البكالوريوس فيها.‏<br />

ومل يقف طموح الدكتور الشنطي عند<br />

تلك النقطة،‏ فلقد وجد الظروف مواتية<br />

الإضافة برنامج الدكتوراه يف اجليولوجية<br />

التطبيقية للمركز،‏ ومتت املوافقة على ذلك<br />

يف عام ‎1975‎م من قبل كل من جامعة البرول<br />

واملعادن بالظهران وجامعة امللك عبدالعزيز<br />

بجدة وبهذا اأصبحت تخصصات اجليولوجيا<br />

التطبيقية االأربعة متاحة ملرحلتي املاجستري<br />

والدكتوراه،‏ باالإضافة اإىل الدبلوم العايل.‏<br />

معهد اجليولوجيا التطبيقية<br />

وبناءً‏ على اتفاق وزيري البرول والتعليم<br />

العايل،‏ وبقرار من جملس الوزراء انتقل املركز<br />

يف عام ‎1976‎م اإىل جامعة امللك عبدالعزيز<br />

بجدة حتت مسمى ‏"معهد اجليولوجيا<br />

التطبيقية"،‏ وحتول اسم مدير املركز اإىل<br />

‏"عميد املعهد"‏ وبهذا اأضحى الدكتور الشنطي<br />

عميداً‏ للمعهد وعضواً‏ يف جملس اجلامعة<br />

واملجلس االأعلى للجامعة كما عني عضواً‏<br />

باملجلس العلمي يف عام ‎1981‎م،‏ وملدة تسع<br />

‏سنوات،‏ اأي ثالث دورات متتالية،‏ كان خاللها<br />

عضواً‏ يف جلنة الرقيات العلمية الأعضاء هيئة<br />

التدريس.‏<br />

ومل يبلغ طموح الدكتور الشنطي مداه<br />

عند ذلك،‏ بل كانت الرغبة ‏صادقة يف اأن<br />

يطبق ما كان قد خطط له بينما كان يف وزارة<br />

البرول،‏ وهو اأن يدخل مرحلة البكالوريوس<br />

يف اجليولوجية التطبيقية،‏ باالإضافة اإىل<br />

الدراسات العليا باملعهد ويف عام ‎1976‎م<br />

وافق جملس اجلامعة على اإدخال مرحلة<br />

البكالوريوس يف تخصصات املعهد االأربعة<br />

‏)جيولوجيا الروة املعدنية،‏ وجيولوجيا املياه،‏<br />

واجليولوجيا الهندسية،‏ وجيولوجيا البرول(‏<br />

واإزاء ذلك فقد اأصبح املعهد متكامالً‏ مينح<br />

جميع الدرجات العلمية من البكالوريوس حتى<br />

الدكتوراه وقد قامت جامعة امللك عبدالعزيز<br />

بتطوير معامل املعهد،‏ كما قامت بالتعاقد مع<br />

ثلة من االأساتذة االأكفاء،‏ باالإضافة اإىل من<br />

كان موجوداً‏ عن طريق اليونسكو.‏<br />

اكتمال احللم<br />

ويف عام ‎1978‎م اكتمل احللم،‏ بعد اأن<br />

راأت جامعة امللك عبدالعزيز اأن ينضم قسم<br />

اجليولوجيا بكلية العلوم اإىل معهد اجليولوجيا<br />

التطبيقية حتى يتم توحيد علوم االأرض يف<br />

كيان واحد وهو ما حدا بالدكتور الشنطي ان<br />

يقرح ‏ضرورة اأن يتحول اسم املعهد اإىل ‏"كلية<br />

علوم االأرض"‏ لتصبح الكلية الوحيدة على<br />

مستوى الشرق االأوسط التي حتمل هذا االسم<br />

والتي تعنى مبجاالت علوم االأرض املختلفة،‏<br />

وليصبح هذا العامل الكبري اأول عميد للكلية<br />

وبعد تركه عمادة الكلية يف عام ‎1979‎م تراأس<br />

قسم الروة املعدنية والصخور لثالث دورات،‏<br />

كما تراأس اأيضاً‏ قسم اجليولوجيا الهندسية<br />

لدورة واحدة.‏<br />

واإمياناً‏ منه باأهمية املنتديات التي تلقى<br />

فيها البحوث التي تتناول كل جديد يف جمال<br />

اجليولوجيا واللقاءات العلمية بني الطالب<br />

وجيولوجي اململكة،‏ ونظراً‏ لعالقاته املتميزة<br />

مع جيولوجي البعثات االأجنبية،‏ االأمريكية<br />

والفرنسية،‏ فقد قام الدكتور الشنطي بعيد<br />

حتمله مسئولية اإدارة مركز ومعهد اجليولوجيا<br />

التطبيقية باإعداد برنامج علمي متكامل،‏ تلقى<br />

من خالله حماضرات وبحوث عن كل ما


سيرة عالم<br />

تولى منصب عميد ‏"معهد<br />

الجيولوجيا التطبيقية"‏<br />

بجامعة الملك عبدالعزيز<br />

‎1976‎م<br />

قام بالإعداد لعقد اأول<br />

موؤتمر جيولوجي في المملكة<br />

عام ‎1977‎م<br />

يستجد من اأعمال جيولوجية يف ربوع اململكة،‏<br />

باالإضافة اإىل برنامج زيارات الأساتذة زائرين<br />

يف تخصصات املركز للمشاركة يف تغطية<br />

مناهج دراسية معينة لفرات حمددة ومرافقة<br />

الطالب اإىل مناطق بحوثهم وجتدر االإشارة<br />

اإىل اأن برنامج االأساتذة الزائرين وكذلك<br />

االإشراف املصرك واالأساتذة املمتحنني من<br />

خارج اململكة قد استمر حتى بعد انضمام<br />

املركز اإىل جامعة امللك عبدالعزيز.‏<br />

‏أول موؤمتر جيولوجي باململكة<br />

ومبباركة من وزارة البرول،‏ قام الدكتور<br />

الشنطي باالإعداد لعقد اأول موؤمتر جيولوجي<br />

يف اململكة العربية السعودية دعا له ثلة متميزة<br />

من خرية العلماء من خمتلف دول العامل،‏ من<br />

املهتمني بدراسة نصاأة وتطور ‏صخور القشرة<br />

االأرضية وميكانيكية تكون الثروات املعدنية<br />

يف البيئات اجليولوجية املختلفة وقد جاء<br />

اسم املوؤمتر على النحو التايل:‏ ‏"نصاأة وتطور<br />

الدرع العربي - النوبي والثروة املعدنية فيه"‏<br />

ومت االإعداد للموؤمتر يف مركز اجليولوجيا<br />

التطبيقية،‏ ومت عقده يف معهد اجليولوجيا<br />

التطبيقية عام ‎1977‎م،‏ وافتتحه معايل وزير<br />

البرول والثروة املعدنية – اآنذاك - الشيخ<br />

اأحمد زكي مياين،‏ ومعايل مدير جامعة امللك<br />

عبدالعزيز..‏ حممد زبري وصدر عن املوؤمتر<br />

اأربعة جملدات،‏ نشرت عن طريق دار النشر<br />

العاملية بريجمون برس - اكسفورد - بريطانيا"‏<br />

وكانت هذه االأعداد هي باكورة ما نشر عاملياً‏<br />

عن الدرع العربي - النوبي ومتعدناته.‏<br />

ومبوافقة من اليونسكو واالحتاد الدويل<br />

لعلماء اجليولوجيا ،)IUGS( مت اختيار د.‏<br />

الشنطي لقيادة برنامج املضاهاة اجليولوجي<br />

االأول يف اململكة ‏)رقم 164(، واملتعلق ب"تطور<br />

القشرة االأرضية خالل احلمى االإفريقي للدرع<br />

العربي النوبي"،‏ وقد استعان ‏سعادته بعدد<br />

وافر من اجليولوجيني النابهني واملتميزين<br />

الذين عملوا على الدرع العربي يف الشرق وعلى<br />

تواأمه الدرع النوبي يف الغرب وكان من ثمرة<br />

هذا العمل الضخم رسم خريطة جيولوجية<br />

للدرع العربي - النوبي فضالً‏ عن عقد موؤمتر<br />

دويل يف رحاب جامعة امللك عبدالعزيز اإبان<br />

عام ‎1982‎م.‏ ‏صدر عنه عدد كبري من البحوث<br />

نشرت يف جمالت عاملية،‏ باالإضافة اإىل ‏سجل<br />

املوؤمتر املنشور عن طريق دار النشر العاملية<br />

‏"جون وايلي"،‏ والذي يحمل رقم )6( يف جملة<br />

الكلية.‏<br />

عود على بدء<br />

وعود على بدء،‏ فلما كان د.‏ الشنطي قد<br />

بداأ حياته العلمية بعيد تخرجه يف كلية العلوم<br />

بجامعة عني ‏شمس يف عام ‎1957‎م جيولوجياً‏<br />

حقلياً‏ يقوم بالعديد من الرحالت امليدانية،‏<br />

فقد كانت لديه قناعة تامة باأهمية الرحالت<br />

امليدانية الصيفية لبعض الدول االأخرى حتى<br />

يتسنى للطالب عقد مقارنه بني ما هو موجود<br />

بالدرع العربي من جهة وهذه الدول من جهة<br />

اأخرى من متعدنات ووحدات ‏صخرية وعناصر<br />

بنيوية،‏ وحيث يتسنى لهم اأيضاً‏ االحتكاك<br />

باجليولوجيني العاملني باملناجم ومكامن<br />

الروات املعدنية العاملية الكربى ولهذا السبب<br />

راأينا الدكتور/‏ الشنطي ينظم ويقود رحالت<br />

علمية ‏صيفية اإىل كل من:‏ غرب اأصراليا<br />

وكندا واأمريكا واإسبانيا على مدى اأربع ‏سنوات<br />

الأربع دفعات من الطالب ومن خالل هذه<br />

الزيارات الفريدة من نوعها،‏ والتي مل تتح<br />

لكثري من جيولوجي العامل العربي،‏ متكن عاملنا<br />

الكبري من جمع عدد كبري من العينات املعدنية<br />

والصخرية،‏ ‏شكلت مع ما قام بجمعه من<br />

عينات من مناطق الدرع العربي املختلفة اللبنة<br />

االأوىل للمتحف اجليولوجي ملعهد اجليولوجيا<br />

التطبيقية وقد كان هذا املتحف والزال ميثل<br />

بعد توسيعه جزءاً‏ فاعالً‏ يف العملية التعليمية<br />

ويف التدريس العملي والتطبيقي لطالب<br />

مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا مبعهد<br />

اجليولوجيا التطبيقية والذي تغري اسمه كما<br />

اأسلفنا اإىل " كلية علوم االأرض ‏"بجامعة امللك<br />

عبدالعزيز.‏<br />

16


17<br />

الإشراف الأكادميي والتاأليف<br />

وبالنسبة لالإشراف االأكادميي،‏ فقد<br />

اأشرف عاملنا الكبري على العديد من اأطروحات<br />

املاجستري والدكتوراه يف تخصص الثروة<br />

املعدنية،‏ كما ‏شارك يف مناقشة العديد من<br />

االأطروحات يف جميع التخصصات.‏<br />

وعندما قررت منظمة الدول العربية<br />

املصدرة للبرول ‏)اأوابك(‏ اأن تنشئ معهداً‏<br />

للبرول لتدريب املدربني يف ‏صناعة النفط،‏<br />

تكون لهذا املعهد جملس لالأمناء من الدول<br />

املعنية فوقع اختيار معايل وزير البرول وقتئذ،‏<br />

الشيخ اأحمد زكي مياين،‏ على الدكتور الشنطي<br />

ليكون ممثالً‏ للسعودية يف هذا املجلس،‏ حيث<br />

عني نائباً‏ للرئيس،‏ ذلكم اأن رئيس جملس<br />

االأمناء تبعاً‏ للنظام ال بد اأن يكون من دولة<br />

املقر،‏ وهي العراق وبعد اأن تغري النظام يف عام<br />

‎1985‎م اأصبح ‏سعادته رئيساً‏ للمجلس حتى<br />

عام ‎1991‎م،‏ حيث اأوقف نشاط املعهد نتيجة<br />

حلرب العراق.‏<br />

وقد خلفت قريحة الدكتور الشنطي ما<br />

يربو على ‏ستني عمالً‏ منشوراً‏ يف جمالت<br />

عاملية وحملية،‏ فضالً‏ عن العديد من التقارير<br />

اجليولوجية املهمة املوجودة لدى وكالة وزارة<br />

الروة املعدنية السعودية ومن اأهم - اإن مل يكن<br />

اأهم - ما ‏سطر العامل الكبري الكتاب املعنون<br />

‏"جيولوجية الدرع العربي"‏ واملسطور باللغة<br />

العربية والذي ترجم بعد ذلك للغة االإجنليزية<br />

والصادر عن مركز النشر العلمي،‏ جامعة<br />

امللك عبدالعزيز ففي هذا الكتاب،‏ الذي يعد<br />

الوحيد باللغة العربية يف هذا املجال،‏ استطاع<br />

الشنطي باأسلوبه العلمي الرشيق اأن يبسط<br />

تاريخ الدرع العربي اجليولوجي والتكتوين،‏<br />

وهو تاريخ جد معقد،‏ كما استطاع اأيضاً‏ اأن<br />

يبلور خربته التي اكتسبها مع مرور االأيام<br />

حيث اأحتفنا العامل الكبري بالطبعة الثانية<br />

من موؤلفه الثاين املسطور باللغة العربية<br />

واملعنون ‏"الرواسب املعدنية يف اململكة العربية<br />

السعودية"‏ وقد ‏صدر هذا الكتاب اأيضاً‏ عن<br />

مركز النشر العلمي باجلامعة.‏ ومتت ترجمته<br />

للغة االإجنليزية كذلك.‏<br />

تقدير واسع<br />

ومن ناحية اأخرى،‏ كان الدكتور الشنطي<br />

اأول من اأصدر جملة علمية ملركز اجليولوجيا<br />

التطبيقية وملعهد اجليولوجيا التطبيقية،‏<br />

كما اأنه تراأس هيئة حترير جملة كلية علوم<br />

االرض ملدة تسع ‏سنوات ومن مساهماته<br />

اأيضاً‏ مشاركته يف تاأسيس ‏"جمعية العلماء<br />

اجليولوجيني للتنمية الدولية AGID يف عام<br />

‎1974‎م يف نيوفاوندالند بكندا،‏ والتي انتقل<br />

مقرها بعد ذلك اإىل البربازيل،‏ وال زالت<br />

تقوم ببعض االأعمال اجليولوجية للتنمية يف<br />

بعض دول العامل الثالث ليس هذا فحسب،‏<br />

فقد قام بتحكيم كتب للنشر العلمي يف جمال<br />

تخصصه،‏ كما قام اأيضاً‏ بتحكيم بحوث<br />

علمية ملجالت عاملية وحملية،‏ فضالً‏ عن قيامه<br />

بتحكيم االإنتاج العلمي لبعض املتقدمني للرقي<br />

لدرجة اأستاذ مشارك واأستاذ يف الداخل ويف<br />

اخلارج.‏<br />

وقد حصل الدكتور الشنطي على جائزة<br />

من موؤسسة التقدم العلمي بالكويت يف عام<br />

‎1985‎م عن جممل اأبحاثة العلمية،‏ كما حصل<br />

يف عام ‎2003‎م على درع الريادة يف اجليولوجيا،‏<br />

والذي مينح من اجلمعية اجليولوجية السعودية<br />

ملن ‏ساهم يف بناء املفهوم اجليولوجي للمملكة.‏<br />

كما حصل د.‏ الشنطي على درع الريادة<br />

يف اجليولوجيا،‏ مع االستاذ الدكتور عبداهلل<br />

نصيف،‏ ‏ضمن علماء اجليولوجيا للعامل العربي<br />

عن جيولوجيا اململكة يف موؤمتر جيولوجيا<br />

العامل العربي يف القاهرة قبل اأربع ‏سنوات.‏<br />

اأخرياً،‏ كلنا اأمل اأن يدرك اأستاذنا الكبري<br />

الدكتور اأحمد الشنطي اأن تاريخه العلمي<br />

احلافل الطويل ليس ملكاً‏ له وحده،‏ وليته يفرد<br />

موؤلفاً‏ يحوي بني دفتيه خربته التي اكتسبها مع<br />

االأيام،‏ كما اأننا نود اأن نقول لسعادته باأن كتاباً‏<br />

واحداً‏ عن جيولوجية الدرع العربي،‏ على الرغم<br />

من ‏شموليته ليس كافياً،‏ ولذا فاإننا نهيب به اأن<br />

يسطر كتاباً‏ اآخر عن جيولوجية اململكة.‏


مقال<br />

ميثل البحر الأحمر علامة<br />

انفصال الصفيحة العربية عن<br />

الصفيحة الأفريقية ‏.كما يعترب<br />

البحر الأحمر حميطاً‏ وليداً‏ حديثاً‏<br />

ونتج من اخلسف القاري ومن ثم<br />

انتشار قاع املحيط ‏.ومياه البحر<br />

الأحمر اأدفاأ مياه عميقة مقارنة مع<br />

حميطات العامل،‏ فصاً‏ عن اأن وجود<br />

الشعاب املرجانية على ‏شواطئه<br />

وجزره يعطي له اأهمية كربى.‏<br />

جيولوجي - نبيل مصيلحي<br />

ماذا تعرف عن جيولوجيا البحر الأحمر<br />

والبحر الأحتمتر ذو نشأة حديثة تتراوح<br />

ما بني 28-27 مليون ‏سنة ‏)ظهر يف عصر<br />

الأوليجوسني(،‏ علماً‏ بأن وجود اخلسف القاري<br />

ويتبعه وجتتود النشاط الربكاين يتتزود البحر<br />

الأحمر بظواهر جيولوجية مهمة.‏<br />

ومتتن ناحية اأختتترى،‏ يعد البحر الأحمر<br />

طريقاً‏ مالحياً‏ ‏سهالً‏ للعامل اأجمع واأيضاً‏ مكاناً‏<br />

اشراتيجياً‏ مهما..‏ ونتيجة لوجود اخلسف<br />

القاري يكون قاع البحر مليئاً‏ بالرثوات املعدنية<br />

البحرية واأيضاً‏ وجود البوؤر احلارة hot spot<br />

وتعطي خامات معدنية مهمة مثل الذهب -<br />

النحاس - الرصاص - وحتى النفط.‏<br />

18<br />

‏سبب التسمية<br />

تتوجتد ثتالثتة احتتتمتلت لتسمية البحر<br />

الأحمر بهذا السم:‏<br />

)1( نتيجة للتجمع الهائل حليوان البالنكتون<br />

التذي يحوي بداخله ‏صبغة حمراء اللون<br />

‏)وهو حيوان ‏سوطي(.‏<br />

)2( ونتيجة لتوجتود نتتوع كبري متن الشعاب<br />

املرجانية احلمراء النادرة .<br />

)3( لأنه توجد بحرية على اأرض اأريريا والتي<br />

كانت تسمى الأرض احلمراء.‏<br />

الوضع اجلغرايف<br />

يقع البحر الأحمر بني خطي عرض 12<br />

‏شملً‏ و 30 ‏شملً‏ حيث يبداأ من عند باب<br />

املندب اإىل منطقة السويس.‏<br />

طتتول البحر الأحتتمتتر حتتوايل 1932 كم،‏<br />

بالتقريب حوايل 2000 كم،‏ ويتفرع من الشمال<br />

اإىل خليج العقبة وخليج السويس.‏<br />

عرض البحر الأحتمتر حتتوايل 354 كم،‏<br />

وهي اأقصى مسافة من جيزان اإىل مصوع يف<br />

اأريريا.‏<br />

اأما متوسط عرض البحر الأحمر فيقدر ب<br />

280 كم.‏<br />

ومن طبوغرافية البحر الأحمر اأنه يضيق<br />

يف التساع ‏شملً،‏ ويزداد يف التساع جنوباً.‏<br />

ومتتتوتشتط عتمتق التبتحتر الأحتتمتتر حتتوايل<br />

491 متتراً‏ وهتتذا العمق املتوسط مقارنة مع<br />

املحيطات الأخرى يعترب قليالً‏ جداً،‏ اأما اأقصى<br />

عمق للبحر الأحمر فهو 2500 مر ‏)اأي حوايل<br />

2.5 كم(.‏<br />

والبحر الأحمر عبارة عن غور طويل ‏شمال<br />

غرب جنوب ‏شرق ميتد من جزيرة ‏سيناء يف<br />

الشمال حتى باب املندب يف اجلنوب.‏<br />

وميتاز البحر الأحتمتر بخطوط ‏شواطئ<br />

متتتوازيتة حيث يتسع يف اجلتنتوب ويضيق يف<br />

الشمال.‏<br />

النصاأة اجليولوجية للبحر<br />

الأحمر<br />

اجلزيرة العربية كانت ملتصقة بأفريقيا<br />

وسبب انفصالهما عن بعضهما هو اخلسف<br />

القاري والذي نتج منه البحر الأحمر حالياً.‏<br />

وسبب حتتتدوث اخلسف التتقتتري هتتو اأن<br />

الصهارة ‏)املتجتمت(‏ بتتداأت يف الصعود من<br />

الأسفل اإىل الأعلى يف مكان حدوث اخلسف:‏<br />

فحدثت لتالأرتص ظتهترة التقبب وكما ذكر


19<br />

نتيجة لصعود الصهارة،‏ ومع كرثة الصعود<br />

وتكرار العملية حصل لالأرض من بعد التقبب<br />

تشقق لأن الأرض اأصبحت ‏ضعيفة غري قادرة<br />

على احتمال الضغط املتولد من اأسفل وبعد<br />

عملية التشقق حدث اخلسف وعندما يحدث<br />

هتذا تنتج لنا منطقة منخفضة جتتذب اإليها<br />

البحار وبالتايل تصبح بتحتراً‏ ويتبتداأ البحر<br />

بلنتشار ليصبح حميطاً.‏<br />

حتتدث خسف للبحر الأحتتمتتر يف اأواختتر<br />

عصر الأوليجوسني oligocene اأي منذ 38<br />

مليون ‏سنة حيث بداأ كغور ثم توالت عمليات<br />

اخلتتشتف ممتت‏ اأدى اإىل دختتتول متتيتته البحر<br />

املتوسط ‏)بتحتر التيتس(‏ عتتن طتريتق بتترزخ<br />

السويس فكوّن بحراً‏ ‏شبه مغلق ‏ضحالً‏ مساحته<br />

نصف مساحة البحر الأحمر حالياً،‏ حيث مل<br />

يصل البحر الأحمر اإىل باب املندب بعد.‏<br />

وبالتايل ترسبت طبقات بحرية طينية<br />

‏سمكها 2000 متتر اأثتتنتتء عصر امليوسني<br />

Miocene الأوتتشتتط.‏ ثتتم حتتدث تغري بيئي<br />

مفاجئ يف اأواخر عصر امليوسني Miocene<br />

اأي منذ حوايل - 25 5 ماليني ‏سنة حيث اأصبح<br />

حتوتص البحر الأحتتمتتر حتوتص تبخري عظيم<br />

تكون فيه ‏سمك كبري من الأمالح ‏)املتبخرات<br />

)evaporates اأدت اإىل جتمع املواد العضوية<br />

فتتجتتأة.‏ يف تلك الأثتتنتتء كتتن البحر الأحتمتر<br />

مفصولً‏ عن املحيط الهندي بوصلة من الأرض<br />

- اأي حتى يف هذا العصر-‏ تقع عند مضيق<br />

باب املندب بينما كان يف نفس الوقت متصالً‏<br />

من عند برزخ السويس ‏)بحر التيسز العظيم(‏<br />

ولكن كان هذا التصال ‏ضعيفاً‏ حيث اإن اإمداد<br />

املاء بطيء ومعدل التبخري مرتفع.‏<br />

متتنتتذ 5 متتاليتتني ‏تتشتتنتتة ‏)اأي يف عصر<br />

البليوسني )Pliocene حتتدث خسف اآختر<br />

للغور املتحتوري التتذي قطع طبقات متبخرات<br />

امليوسني Miocene كما اأن هتتذا اخلسف<br />

اأحدث ارتفاعاً‏ يف الأرض يف الشمال فأغلقت<br />

التصال بالبحر الأبيض املتوسط بينما اأحدث<br />

اخلسف اأيضاً‏ خسف الوصلة الفاصلة ما بني<br />

البحر الأحمر واملحيط الهندي وبالتايل دخلت<br />

مياه املحيط الهندي وتتواجتدت اأول حمتوى<br />

اأحفوري endopacific يف عصر البلستوسني<br />

Pleistocene ‏)اأي منذ 2 مليون ‏سنة(‏ وهذا<br />

العصر يسمى العصر اجلليدي حيث اإنه اأثر<br />

على منسوب مياه املحيطات والبحار واأدى<br />

هذا العصر اإىل انخفاض منسوب مياه البحر<br />

الأحمر اإىل 90 متتراً‏ وبالتايل بتتداأت الأنهار<br />

والأودية يف حفر املجاري النهرية للوصول اإىل<br />

مياه البحر وهذا ‏سبب تكون الشروم والتي هي<br />

عتبترة عتن جمتترى مائي على ‏شكل حتترف T<br />

مثل : ‏شرم اأبحر - ‏شرم اخلترار.‏ يف املنطقة<br />

الشرقية للبحر الأحتمتر يف اململكة العربية<br />

السعودية.‏ مالحظة:‏ اأثناء العصر اجلليدي مل<br />

تتجمد مياه البحر ولكن فقط جتمدت مناطق<br />

القطبني لذلك انخفض منسوب البحر حتى<br />

120 متتراً‏ ‏)متن – 90 120 متتراً(‏ ومتع هذا<br />

النخفاض اأدى اإىل فصل البحر الأحمر عن<br />

املحيط الهندي فسادت الظروف فوق امللحية<br />

.)super saline(<br />

ويف هذا العصر اأيضاً،‏ كان ميول التباعد<br />

بني اجلزيرة العربية واأفريقيا حوايل cm 2<br />

يف السنة ‏)اأي mm 1.7 يف الشهر(‏ مما<br />

اأدى اإىل توسيع الغور املحوري وكانت احلرارة<br />

املتصاعدة عالية،‏ وتكونت الفوالق املستعرضة<br />

واجلانبية والراكيب ‏شديدة النحدار الناجتة<br />

من الرباكني والبوؤر احلارة.‏


أبحاث ودراسات<br />

20<br />

دراسة حالة..‏ كارثة ‏سيول جدة<br />

اإدارة الكوارث والأزمات في المملكة<br />

اإدارة الكوارث والأزمات جند فعاليتها يف التقليل من اخلسائر البشرية واملادية التي ميكن اأن تنتج من تلك الكوارث<br />

والأزمات،‏ وما قد يلحق بالتنمية القتصادية والإنسانية يف اململكة العربية السعودية،‏ ويعتمد املنهج البحثي يف هذا<br />

البحث على استقراره وحتليل للمعلومات والبيانات املوثقة عن اخلسائر البشرية،‏ والأضرار املادية الناجمة عن الكوارث<br />

يف اململكة العربية السعودية وحول العامل،‏ مع الرتكيز على الدول الأكرث تضرراً‏ من الكوارث والأزمات،‏ وصولً‏ اإىل<br />

استنتاج اأنه ل توجد دولة اأو قارة ميكن استثناوؤها من الكوارث الطبيعة والفنية،‏ حيث تتساوى يف ذلك الدول املتقدمة<br />

والنامية،‏ كما اأن التاأثري املتعاظم للكوارث يوؤثر على برامج التنمية املستدامة.‏<br />

فريق البحث:‏<br />

• ‏سعيد علي القليطي/‏ اأستاذ بقسم الهندسة الصناعية بجامعة امللك عبدالعزيز بجدة.‏<br />

• توفيق بن ‏سعيد احلربي / جيوفيزيائي بقسم اجليوفيزياء باملركز الوطني للزالزل والرباكني بهيئة املساحة اجليولوجية السعودية.‏<br />

• مهدي بن ‏سامل اليامي / مدير عام ومستشار بيئي بشركة الغالف البيئي للدارسات واالستشارات البيئية بالسعودية.‏<br />

• حممد مطر الشمري / رئيس فرقة بقسم خدمات االإطفاء واالإنقاذ بهيئة الطريان املدين مبحافظة حائل.‏<br />

• اأحمد مطر الغامدي/‏ مدير ‏شعبة االإطفاء واالإنقاذ باالإدارة العامة للدفاع املدين مبحافظة جدة.‏


21<br />

وموضوع اإدارة الكوارث يعتمد على<br />

عدة مراحل خمتلفة ابتداء من مرحلة<br />

ما قبل الكارثة واأثناء الكارثة وانتهاء<br />

مبرحلة ما بعد الكارثة واإعادة االأوضاع<br />

لطبيعتها مع التعريف باأهمية كل مرحلة،‏<br />

ومن استنتاج اأهمية احللول االإبداعية يف<br />

فعالية اإدارة الكارثة نضرب اأمثلة لهذا<br />

تبني اأن مواجهة الكارثة ال يعني االنتظار<br />

حلني وقوعها ومن ثم التعامل معها واإمنا<br />

ميكن حتويل خماطرها اإىل منافع تنموية<br />

قبل اأن تقع..‏ كما نضع بعض التوصيات<br />

الهامة واالسرتاتيجية لالستعداد االأمثل<br />

يف مواجهة الكوارث واالأزمات.‏<br />

املدخل<br />

اإن الكوارث الطبيعية يف تزايد مستمر<br />

)1( يف اأنحاء متفرقة من العامل دون<br />

متييز بني دولة غنية اأو فقرية،‏ ولكن من<br />

املفارقات اأن يذكر العلماء واملهتمون بعلوم<br />

الكوارث اأن لالإنسان دوراً‏ اأساسياً‏ يف<br />

حدوث تلك الكوارث من خالل االأنشطة<br />

االقتصادية والصناعية التي تعمل على<br />

حتقيقها اخلطط التنموية للدول والتي<br />

اأدت اإىل استنزاف للموارد الطبيعية،‏<br />

واستهالك مفرط للطاقة مما كان له اأثر<br />

كبري يف التدهور البيئي،‏ وزيادة التلوث<br />

بكل اأنواعه،‏ كما اأدت لنشوء ظاهرة<br />

االحتباس احلراري )2( الذي يُنذر مبزيد<br />

من كوارث الفيضانات والقضاء على كثري<br />

من االأحياء الفطرية . وال ميكن اعتبار<br />

الكوارث واالأزمات على اختالف اأنواعها<br />

الطبيعية منها اأو تلك الناجمة عن االإنسان<br />

باحلوادث العرضية التي حتدث يف<br />

فرتة زمنية ثم تطوى وتصبح من حديث<br />

املاضي،‏ لكنها اأصبحت متثل حتدياً‏ كبرياً‏<br />

وهاجساً‏ مرعباً‏ يوؤرق الدول واحلكومات،‏<br />

ويستنفر منظمات املجتمع الدويل،‏<br />

ويستنهض موؤسسات املجتمع املدين على<br />

حد ‏سواء،‏ باعتبارها حوادث مفاجئة<br />

خارجة عن نطاق السيطرة توؤثر على<br />

املكتسبات التنموية للمجتمعات االإنسانية،‏<br />

وحتد من تقدمها لسنني طويلة..‏ ويف<br />

الواقع مل تعد هناك دولة على وجه االأرض<br />

مباأمن من حدوث الكوارث الطبيعية<br />

وغري الطبيعية،‏ تتساوى يف ذلك الدول<br />

النامية مع الدول املتقدمة دون تفرقة..‏<br />

اإال اأن اآثار تلك الكوارث وتداعياتها<br />

تكون اأكرث قسوة واأشد تاأثرياً‏ على الدول<br />

النامية وتنميتها،‏ اأكرث من الدول الغنية<br />

اأو املتقدمة،‏ ويتضاعف ذلك التاأثري<br />

على الدول االأكرث فقراً‏ وعندما تتضافر<br />

عوامل مثل الفقر واجلوع واملرض،‏ واأحياناً‏<br />

احلروب،‏ وسوء االإدارة تكون املحصلة يف<br />

النهاية كوارث اإنسانية مباليني البشر من<br />

الرجال والنساء واالأطفال..‏ ولن تستطيع<br />

الدول مهما اأوتيت من قوى مادية وبشرية<br />

وتقنية منفردة اأو جمتمعة يف اأن حتول دون


أبحاث ودراسات<br />

وقوع الكوارث الطبيعية وغري الطبيعية<br />

ولكنها من خالل التعاون فيما بينها ومن<br />

خالل االستعداد ملواجهتها والتخفيف من<br />

اآثارها اإىل احلد املمكن ووضع التدابري<br />

واالإجراءات املناسبة للتصدي لها ابتداء<br />

من االستفادة من تطبيقات التقنية<br />

ومروراً‏ بوضع اللوائح والقوانني اخلاصة<br />

باأنواع الكوارث واالأزمات ثم بوضع<br />

اخلطط الفعالة للوقاية منها اأو مواجهتها،‏<br />

وتدريب الكوادر البشرية الرسمية منها<br />

وغري الرسمية،‏ وتسخري االإمكانات العلمية<br />

واالإدارية واملالية للمجتمعات املدنية بشكل<br />

اأكرث فاعلية،‏ للتخفيف من اآثار الكوارث<br />

اإىل اأدنى درجة ممكنة على االإنسان<br />

ومكتسباته )3(.<br />

خسائر العامل من الكوارث<br />

الطبيعية<br />

اأ ) خسائر مرتتبة عن الكوارث<br />

الطبيعية حول العامل لعام<br />

.2005<br />

يوضح اجلدول التايل رقم )1(<br />

اخلسائر املرتتبة عن الكوارث الطبيعية<br />

للعام ‏)‏‎2005‎م(‏ فقط )4( من زالزل<br />

وفيضانات،‏ وانزالقات اأرضية وجفاف<br />

وظواهر مناخية،‏ وال تدخل فيها كوارث<br />

االأوبئة.‏<br />

وتشري اجلداول )3.2( اإىل معلومات<br />

اأكرث تفصيالً‏ الأكرث عشر دول تعرضت<br />

للكوارث الطبيعية خالل عام ‎2005‎م<br />

واخلسائر التي منيت بها وذلك على النحو<br />

التايل:‏<br />

ويوضح اجلدول )4( توزيع قتلى<br />

الكوارث لكل مليون نسمة حسب القارات<br />

ونوعية الكوارث خالل الفرتة من عام<br />

. 2005 – 1991<br />

ب ) خسائر كارثة جدة ‏)السيول<br />

‏..الفيضانات(-‏ اململكة العربية<br />

السعودية:‏<br />

قبل البدء بكارثة جدة ‏سوف نتناول<br />

تعريفات بسيطة عن الفيضانات والسيول<br />

ومسبباتها وخصائصها.‏<br />

جدول )1( تاأثري الكوارث الطبيعية للعام ‎2005‎م.‏<br />

عدد الدول املتأثرة<br />

عدد الوفيات<br />

عدد املتأثرين ‏)املتضررين(‏<br />

اخلسائر االقتصادية ‏)بالدوالر(‏<br />

• الفيضان هو ارتفاع منسوب<br />

‏سطح املياه يف النهر اإىل مستوى<br />

اأعلى من حافة النهر مما يجعل<br />

هذا املاء.‏<br />

• يتدفق فوق السهول الفيضية<br />

127<br />

89916<br />

160 مليون نسمة<br />

159 بليون<br />

جدول )2( العشر دول الأكرث تضرراًَمن الكوارث ‏)عدد القتلى(‏<br />

البلد<br />

الباكستان<br />

الهند<br />

الصني<br />

غواتيماال<br />

الواليات املتحدة<br />

اإندونيسيا<br />

اأوكرانيا<br />

اإيران<br />

اأفغانستان<br />

بنجالديش<br />

عدد القتلى<br />

74151<br />

4286<br />

1548<br />

1542<br />

1452<br />

1281<br />

801<br />

734<br />

461<br />

319<br />

جدول )3( العشر دول الأكرث تضرراً‏ من الكوارث<br />

‏)اخلسائر/‏ بليون دولر(‏<br />

البلد<br />

الواليات املتحدة<br />

الصني<br />

الهند<br />

الباكستان<br />

رومانيا<br />

كوبا<br />

‏سويسرا<br />

غواتيماال<br />

اململكة املتحدة<br />

جويانا<br />

اخلسائر املادية ‏)بليون دوالر(‏<br />

132.30<br />

7.15<br />

5.82<br />

5<br />

1.73<br />

1.40<br />

1<br />

0.99<br />

0.50<br />

0.47<br />

Plain( )Flood وغالباً‏ ما تكون<br />

هذه السهول الفيضية خصبة<br />

الرتبة وذلك لرتسيب الطمي<br />

النهري عليها ولكونها اأرضاً‏<br />

خصبة للزراعة.‏<br />

22


الكوارث البيولوجية<br />

7.31<br />

1.13<br />

0.39<br />

0.03<br />

00.62<br />

جدول )4( توزيع قتلى الكوارث لكل مليون نسمة للقارات<br />

الكوارث اجليولوجية<br />

0.37<br />

0.31<br />

7.54<br />

0.23<br />

5.06<br />

الكوارث املناخية<br />

1.30<br />

6.23<br />

5.19<br />

4.77<br />

1.92<br />

القارة<br />

اأفريقيا<br />

االأمريكتان<br />

اآسيا<br />

اأوروبا<br />

اأوقيانوسيا<br />

23<br />

- اأسباب الفيضانات:‏<br />

اأ - اأسباب طبيعية و مناخية<br />

)Natural & Climatological(<br />

ب - اأسباب غري طبيعية اأو بفعل<br />

االإنسان made( )Man<br />

- السيل هو العملية املستمرة التي<br />

يتحرك املاء خاللها على ‏سطح االأرض<br />

من االرتفاعات العليا اإىل املناطق السفلى<br />

بفعل قوى اجلاذبية االأرضية.‏<br />

ويتكون من جزاأين هما:‏<br />

• جريان ذو طبقة رقيقة على ‏سطح<br />

االأرض . Overland Flow<br />

• جريان يف قنوات التصريف<br />

. Channel Flow<br />

- خصائص السيل:‏<br />

اأهم خصائص السيل التي يهتم علم<br />

الهيدرولوجي بتقديرها هي:‏<br />

* حجم السيل الكلي Runoff<br />

.Volume<br />

* معدل تدفق السيل .Runoff Rate<br />

* تصريف ذروة السيل .Peak Flow<br />

- مصادر السيل:‏<br />

ويتكون السيل من ثالثة مصادر<br />

هي:‏<br />

• اجلريان السطحي املباشر ويبداأ عند<br />

زيادة ‏شدة املطر عن قدرة الرتبة على<br />

الرتشيح.‏<br />

• اجلريان الداخلي ويحدث حتت ‏سطح<br />

الرتبة.‏<br />

جدول )5( بعض اأضرار ‏سيول جدة املسجلة لدى الدفاع املدين<br />

عدد الوفيات<br />

عدد االأسر التي مت ‏صرف االإعاشة لها<br />

عدد االأسر التي مت اإيواوؤها<br />

عدد اأضرار العقارات<br />

عدد اأضرار السيارات<br />

• اجلريان اجلويف وهي عملية بطيئة<br />

تتم يف املناطق املشبعة حتت ‏سطح<br />

االأرض.‏<br />

ويسمى جمموع كل من اجلريان<br />

الداخلي واجلويف باجلريان غري املباشر اأو<br />

جريان القاعدة.‏<br />

العوامل املوؤثرة يف نشوء واستمرارية<br />

السيل :<br />

• عوامل جيولوجية مثل اأنواع الصخور<br />

والرتبة.‏<br />

236<br />

28369<br />

28369<br />

11849<br />

109135<br />

• عوامل تضاريسية مثل اأطوال وكثافة<br />

قنوات التصريف وميولها.‏<br />

• رطوبة الرتبة قبل الهطول.‏<br />

• عمق منسوب املاء اجلويف.‏<br />

• خصائص املطر ‏)املدة-الشدة-‏<br />

العمق-مساحة الهطول(.‏<br />

تاأثري الفيضانات و السيول :<br />

• تاأثريات رئيسة :Primary Effects<br />

وتشمل فقد احلياة اأو االأرواح


أبحاث ودراسات<br />

باالإضافة اإىل فقدان املمتلكات<br />

العامة كاملباين والطرق واجلسور<br />

واالتصاالت وانهيار املنازل وكذلك<br />

عمليات النحت والرتسيب وخصوصاً‏<br />

يف املناطق السكنية،‏ وكذلك فقدان<br />

الزراعة والرتبة اجليدة نتيجة جلرفها<br />

بواسطة الفيضانات.‏<br />

• تاأثيريات ثانوية Secondary<br />

:Effects تصاحب هذه التاأثريات<br />

غالبا التاأثريات الرئيسة الناجتة من<br />

الفيضانات ومن هذه التاأثريات ما<br />

ياأتي:‏<br />

- نشوب احلرائق نتيجة االلتماس<br />

الكهربائي وذلك لوجود الوسط<br />

املائي.‏<br />

- ازدياد التلوث الكيميائي حيث<br />

اإن املياه حتمل املواد الكيميائية<br />

امللوثة.‏<br />

- االأمراض واجلوع:‏ ويحدث<br />

ذلك نتيجة النتشار القوارض<br />

والزواحف.‏<br />

- تشريد السكان وتركهم دون<br />

ماأوى.‏<br />

24<br />

كارثة ‏سيول جدة ‎1430‎ه<br />

- مقدمة:‏<br />

‏سيول ‏ضربت مدينة جدة يف اململكة<br />

العربية السعودية وكذلك يوم االأربعاء 22<br />

‏صفر 1432 املوافق 26 يناير 2011 واأودت<br />

بحياة اأكرث من 100 ‏شخص واإصابة مئات<br />

اآخرين وقطع التيار الكهربائي واستدعت<br />

نزول قوات اجليش السعودي واحلرس<br />

الوطني لنجدة املنكوبني يف اأكرب عملية<br />

اإنقاذ تشهدها السعودية يف تاريخها نتيجة<br />

قله الوعي والتثقيف بالكوارث واالأزمات<br />

ومن اجلدير ذكره اأن ارتفاع منسوب<br />

مياه السيول هذه املرة وصل اإىل نسبة<br />

قياسية بلغت ‏ضعف النسبة التي ‏سجلت<br />

لدى ‏سيول جدة 1430 والتي اأودت بحياة<br />

114 نفساً.‏ ويبلغ معدل الهطل السنوي<br />

يف جدة 52 ملم وبنسبة تذبذب %88.<br />

وقال الدفاع املدين السعودي اإنه متكن<br />

من جندة 1451 ‏شخصاً‏ بواسطة الفرق<br />

االأرضية املنتشرة و‎467‎ ‏شخصاً‏ من خالل<br />

الطوافات املروحية كما يف اجلدول )5(.<br />

ومع اأن اخلسائر البشرية واملادية<br />

املشار اإليها يف اجلداول قد نتجت من<br />

اأنواع خمتلفة من الكوارث مثل الزالزل<br />

والفيضانات واالأعاصري واالنزالقات<br />

االأرضية التي حتصل يف مرتفعات املنطقة<br />

اجلنوبية من اململكة العربية السعودية<br />

وغريها وذلك يف ‏سنة واحدة فقط فاإنه<br />

يتبني لنا من حتليل ‏سريع لالأرقام املذكورة<br />

يف اجلداول السابقة بعض احلقائق منها<br />

ما يلي:‏<br />

1- اأن تلك الكوارث قد توزعت على<br />

جميع قارات العامل واأنها ال تفرق عند<br />

وقوعها بني دولة غنية واأخرى نامية.‏<br />

2- اأن مقدار اخلسائر البشرية اأكرث<br />

موضوعية عند تقييم الفعل التدمريي<br />

للكارثة مقارنة باخلسائر املادية<br />

فاأعداد الوفيات واملتضررين ال ميكن<br />

االختالف عليها بني دولة واأخرى.‏<br />

3- تقييم االأضرار املادية يخضع<br />

حلسابات خمتلفة تخص كل دولة<br />

على حدة وتختلف فيه الدولة النامية<br />

عن الغنية اإذ يدخل يف ذلك التقييم<br />

العامل االقتصادي،‏ ومدى وجود نظام<br />

للتاأمني على املمتلكات..‏ اإلخ.‏<br />

اإدارة الكوارث والأزمات<br />

وكارثة ‏سيول جدة<br />

كان البد من حتديد كارثة جدة االأوىل<br />

والتعلم منها والعمل عليها وحتديد املستوى<br />

االإداري املنوط للتعامل معها وحتديد<br />

اجلهات الفاعلة يف اإدارة ومواجهة الكارثة<br />

كال حسب اختصاصه فيها فمثالً:‏<br />

• االأجهزة احلكومية ممثلة بالوزارات<br />

والهيئات احلكومية.‏<br />

• موؤسسات املجتمع املحلي.‏<br />

• املنظمات غري احلكومية.‏<br />

واملسئولية بني تلك اجلهات تكاملية<br />

واإن كانت االأجهزة احلكومية هي اجلهات<br />

الرئيسة فيها بحكم اإمكاناتها البشرية<br />

واملادية.‏ وهذا من ‏صاأنه اأن يعرف بتلك<br />

الكارثة واأخطارها ومن ثم اإعداد التدابري<br />

واخلطط واالإجراءات املناسبة لتحييدها<br />

اأو الوقاية منها مرة اأخرى كل هذا يكمن<br />

يف توفري الكوادر البشرية املوؤهلة يف تلك<br />

االأجهزة كماً‏ ونوعاً‏ وتوفري التجهيزات


25<br />

املناسبة لكارثة الفيضانات والسيول لهذه<br />

املنطقة واأي منطقة اأخرى حسب نوع<br />

الكارثة وتفعيل نشاطات العمل التطوعي<br />

والتي كانت تعمل على قدم وساق جنبا<br />

اإىل جنب مع الدفاع املدين ياأتي بعد ذلك<br />

جانب التوعية من املفرتض من الكارثة<br />

االأوىل يتم العمل على نشر الوعي لعموم<br />

اجلمهور وللفئات االجتماعية املختلفة<br />

فيه،‏ وينبغي تصميم برامج توعية مناسبة<br />

لهذه الكارثة بحيث تُفعل من قبل اجلمهور<br />

الأغراض الوقاية واجلهات ذات العالقة<br />

ولقد مت اإنشاء مركز الإدارة الكوارث<br />

واالأزمات يف اإمارة منطقة مكة املكرمة<br />

ووضع جدولة يف حال وقوع كارثة ال ‏سمح<br />

اهلل متر مبراحل ثالث وهي مرحلة ما قبل<br />

الكارثة وهي املرحلة التي تسبق حدوث<br />

الكارثة ومرحلة اأثناء الكارثة وهي التي<br />

فيها االأحداث ومرحلة ما بعد الكارثة<br />

وهي كل ما خلفته الكارثة من زهق يف<br />

االأرواح واملمتلكات واإدارة الكارثة حتتاج<br />

منا اإىل جهاز اإداري كفء مدرب قادر على<br />

التصدي ملوضوع الكوارث بصفة عامة<br />

وطرح احللول االإبداعية حيالها وتخطيط<br />

وتنفيذ كل ما يتعلق بها قبل واأثناء وبعد<br />

حدوثها.‏<br />

‏صور ملوؤسسات املجتمع املحلي<br />

واملنظمات غري احلكومية يف كارثة<br />

جدة:‏<br />

حيث ‏شارك يف كارثة جدة عدة<br />

موؤسسات للمجتمع املحلي واملنظمات غري<br />

احلكومية جنباً‏ اىل جنب مع الدفاع املدين<br />

املعني باإدارة هذه الكارثة.‏<br />

تخفيف خماطر الفيضانات<br />

والسيول يف جميع مناطق اململكة<br />

العربية السعودية:‏<br />

• لتخفيض نسبة خماطر الفيضانات،‏<br />

فاإنه البد من توقعه بوقت كاف قبل<br />

حدوث الفيضان وذلك باستخدام<br />

جميع املعلومات اخلاصة بالفيضانات<br />

السابقة.‏<br />

• رسم منوذج بياين لفرتات التكرار،‏<br />

ومن هنا يتضح اأنه البد من وجود<br />

مرصد دائم يسجل ارتفاعات االأنهار<br />

واالأمطار.‏<br />

• رسم خريطة للوادي توضح املناطق<br />

التي تكون معرضة للفيضانات<br />

والسيول.‏<br />

• بناء حواجز خرسانية وبناء السدود<br />

يف اأعلى االأنهار واالأودية حيث<br />

استخدامها لتخزين املياه وتوليد<br />

الطاقة الكهربائية.‏<br />

• اأما املناطق القريبة من الساحل<br />

والتي تتعرض للفيضانات بفعل<br />

العواصف،‏ فيجب رصد هذه العواصف<br />

واالأعاصري عن طريق استخدام طرق<br />

االستشعار عن بعد واالإنذار بقدومها.‏<br />

• بناء جدران بحرية عالية لتكسري<br />

املوجات البحرية وتقليل خطر املياه<br />

املحمولة اإىل داخل املدينة،‏ ولقد<br />

اأجريت هذه التجربة بنجاح على<br />

‏ساحل والية تكساس االأمريكية عام<br />

‎1982‎م وحققت جناحاً‏ كبرياً‏ يف تقليل<br />

خطر الفيضانات الناجتة من عمليات<br />

املدّ‏ واجلزر يف هذه املنطقة.)‏‎7‎‏(‏<br />

مفهوم الكوارث<br />

نظراً‏ لتنوع مسببات الكوارث فاإننا<br />

نالحظ يف اأدبيات الكوارث تعريفات<br />

خمتلفة لها حسب كل نوع،‏ فهناك تعريف<br />

للكارثة الطبيعية،‏ والكارثة الزراعية،‏<br />

والكارثة البيئية،‏ والكارثة البحرية<br />

والكارثة الصحية...‏ الخ.‏<br />

ولكن هناك تعريفات اأكثرث ‏شموالً‏


أبحاث ودراسات<br />

واإيجازاً‏ تتبناها املنظمات والهيئات<br />

الدولية ومنها على ‏سبيل املثال:‏<br />

تعريف هيئة الأمم املتحدة<br />

الكارثة:‏ هي حالة مفجعة يتاأثر من<br />

جرائها منط احلياة اليومية فجاأة ويصبح<br />

الناس بدون مساعدة ويعانون من ويالتها<br />

ويصريون يف حاجة اإىل حماية ومالبس<br />

وملجاأ وعناية طبية واجتماعية واحتياجات<br />

احلياة الضرورية االأخرى.‏<br />

تعريف املنظمة الدولية<br />

للحماية املدنية<br />

الكارثة:‏ هي حادثة غري متوقعة ناجمة<br />

عن قوى الطبيعة اأو بسبب فعل االإنسان<br />

ويرتتب عليها خسائر يف االأرواح وتدمري<br />

يف املمتلكات وتكون ذات تاأثري ‏شديد على<br />

االقتصاد الوطني واحلياة االجتماعية<br />

وتفوق اإمكانات مواجهتها قدرة املوارد<br />

الوطنية وتتطلب مساعدة دولية.‏<br />

تعريف املنظمة الأمريكية<br />

ملهندسي السالمة<br />

الكارثة : التحول املفاجئ غري املتوقع<br />

يف اأسلوب احلياة العادية بسبب ظواهر<br />

طبيعية اأو من فعل اإنسان تتسبب يف العديد<br />

من االإصابات والوفيات اأو اخلسائر املادية<br />

الكبرية.‏<br />

ونالحظ من التعريفات السابقة<br />

توصيفاً‏ حلالة ماأساوية جتمع بينها<br />

خصائص ثالث هي الفجائية،‏ واخلسائر<br />

البشرية واملادية،‏ ثم اختالل التوازن يف<br />

منط احلياة العادية.‏<br />

كما اأن هناك جهات اأخرى تضع<br />

معايري كمية ملا ميكن اأن يوصف باأنه<br />

كارثة بغرض التدخل لتقييم املساعدات<br />

االإنسانية ومنها مكتب الواليات املتحدة<br />

للمساعدة االأجنبية للكوارث )8( الذي<br />

يتبنى موؤشرات لتوصيف الكارثة مثال<br />

كارثة الزالزل والرباكني على النحو التايل:‏<br />

اأ-‏ اإذا بلغ عدد القتلى 6 اأفراد فاأكرث.‏<br />

ب-‏ اإذا بلغ عدد القتلى واملصابني 25<br />

فرداً‏ فاأكرث.‏<br />

ج-‏ اإذا بلغ عدد املتضررين ‏)بني متوفى<br />

ومصاب ومشرد(‏ 1000 ‏شخص.‏<br />

د-‏ اإذا بلغت اخلسائر املرتتبة عن الكارثة<br />

مليون دوالر.‏<br />

وهناك معيار اآخر لكوارث الفيضانات<br />

والثلوج واالنزالقات ونحوها وذلك كاالآتي:‏<br />

اأ-‏ اإذا بلغ عدد املتوفني اأو اجلرحى 50<br />

فرداً.‏<br />

ب-‏ اإذا بلغ جمموع املتضررين 1000<br />

‏شخص.‏<br />

ج-‏ اإذا بلغت اخلسائر املرتتبة على<br />

الكارثة مليون دوالر فاأكرث.‏<br />

تعريف مركز االأبحاث يف علم اأوبئة<br />

الكوارث ‏)كريد(:‏<br />

Center for Research on the<br />

:)Epidemiology disasters (CRED<br />

وهو مركز يتعاون مع منظمة الصحة<br />

العاملية ويدير قاعدة بيانات عاملية حول<br />

الكوارث ومركزه بلجيكا،‏ فاإنه يعترب<br />

الكارثة ‏ضمن قاعدة املعلومات التي<br />

ينشئها اإذا استوفت اأحد الشروط التالية:‏<br />

1- اإذا بلغ عدد القتلى 10 اأشخاص.‏<br />

2- اإذا بلغ عدد املتضررين الذين يحتاجون<br />

لالإيواء والطعام..‏ اإلخ 100 ‏شخص.‏<br />

3- يف حالة اإعالن الدولة حالة الطوارئ.‏<br />

4- يف حالة طلب املساعدة الدولية.‏<br />

مفهوم اإدارة الكوارث<br />

ليمكن اأن نتعرف على مفهوم اإدارة<br />

الكوارث،‏ فاإنه من املناسب اأن نحدد مفهوم<br />

االإدارة بذاتها والتي حظيت بتعريفات<br />

متعددة من قبل املختصني بهذا العلم..‏<br />

فمن ‏ضمن التعريفات املعاصرة لالإدارة،‏<br />

نشري اإىل تعريفني منها على النحو التايل:‏<br />

1- االإدارة هي:‏ العملية التي يتم مبوجبها<br />

العمل مع ومن خالل اآخرين لتحقيق<br />

اأهداف املنظمة بفعالية باستخدام<br />

املوارد املحدودة بكفاية يف بيئة<br />

متغرية.‏<br />

2- االإدارة هي:‏ تنسيق جميع املوارد من<br />

خالل عمليات التخطيط والتنظيم<br />

والتوجيه والرقابة من اأجل حتقيق<br />

اأهداف حمددة.‏<br />

26


27<br />

ومن خالل حتديد مفهوم االإدارة )8(<br />

ميكن معرفة اأن هناك ‏سمات اأو ‏صفات<br />

رئيسة لالإدارة من حيث اإنها:‏<br />

1- عملية )Process( اأو ‏سلسلة من<br />

النشاطات املستمرة.‏<br />

2- اأنها تركز على الوصول اإىل االأهداف<br />

التنظيمية.‏<br />

3- اأنها تصل اإىل هذه االأهداف من خالل<br />

العمل مع ومن خالل الناس وعناصر<br />

تنظيمية اأخرى.‏<br />

ودون الدخول يف تفاصيل اأكرث حول<br />

وظائف االإدارة ومن خالل تعرفنا على<br />

مفهوم الكارثة ميكننا اأن نستخلص<br />

املفهوم التايل حيال ماهية اإدارة الكوارث<br />

التي ميكن تعريفها كما يلي:‏<br />

اإدارة الكوارث:‏<br />

هي ‏سلسلة من النشاطات املرتابطة<br />

يتم من خاللها توظيف االإمكانات املتاحة<br />

لدى منظمات املجتمع لتحديد خماطر<br />

حمتملة الوقوع على االإنسان ومكتسباته،‏ اأو<br />

التخفيف من ‏سلبياتها واآثارها اإىل احلد<br />

املمكن.‏<br />

الكوارث والتنمية املستدامة<br />

كمبداأ اأساس يفرتض اأن تهدف<br />

خطط احلد من خماطر الكوارث اإىل<br />

حتجيم االأخطار املرتتبة عليها يف املدى<br />

احلايل عندما يُعمل على تقليل تلك<br />

االأخطار على البشر ومكتسباتهم،‏ ويف<br />

املدى البعيد عندما تتبنى االسرتاتيجيات<br />

املتخذة من قبل الدول البعد التنموي<br />

املطلوب يف املستقبل والذي ياأخذ باالعتبار<br />

عنصر احلد من خماطر الكوارث كركن<br />

اأساس لتحقيق التنمية املستدامة.‏<br />

ويف الواقع اأن ما يتعلق باستدامة<br />

التنمية وارتباط الكوارث واالأزمات بها<br />

يعكسه ‏ضمناً‏ ما اأشري يف تقرير االأمم<br />

املتحدة لعام ‎2005‎م الذي يرجح وجود<br />

عوامل اأساسية تسبب يف تزايد حدة<br />

الكوارث واالأزمات بشكل عام والطبيعية<br />

منها بشكل خاص )10( ومن هذه العوامل<br />

استمرار تغري املناخ وتدهور البيئة،‏<br />

والتحضر العشوائي ونظم التخفيف من<br />

اآثار الكوارث،‏ واالأمر الذي يتطلب اإىل<br />

تعاون حقيقي فاعل بني الدول الحتواء<br />

العوامل ذات الطابع العاملي كقضية<br />

تغري املناخ واالحتباس احلراري التي<br />

تنذر مبزيد من الكوارث الطبيعية يف<br />

العديد من البلدان والتي ميكن التكهن<br />

باأبعادها التدمريية على الدول املعرضة<br />

لها،‏ كما يجب على الدول منفردة اتخاذ<br />

اسرتاتيجيات مناسبة تاأخذ باالعتبار<br />

اجلوانب الكارثية يف مشاريعها التنموية<br />

السيما الدول الفقرية منها والتي عادة ما<br />

تتكالب عليها ظروف خمتلفة،‏ توؤدي اإىل<br />

تداعيات مركبة على ‏سكانها،‏ واقتصادها<br />

ومكاسبها التنموية وبراجمها االإمنائية<br />

عند حدوث الكوارث الكبرية )11(.<br />

وتوؤكد منظمة االأغذية والزراعة<br />

لالأمم املتحدة ‏)الفاو(‏ على اأهمية اعتبار<br />

نظم اإدارة خماطر الكوارث جزءاً‏ ال يتجزاأ<br />

من السياسات والربامج الدائمة للتنمية<br />

املستدامة )12( لدى الدول واأن هناك<br />

اأهمية كبرية الإدراج اإدارة خماطر الكوارث<br />

‏ضمن التخطيط التنموي طويل االأجل<br />

فيها،‏ وقد ربطت املنظمة دعمها الفني<br />

واالستشاري للبلدان املعرضة للكوارث<br />

الطبيعية مبدى تبنيها للنظم االإدارية<br />

التي تاأخذ باالعتبار حجم اإدارة خماطر<br />

الكوارث ‏ضمن التخطيط الدائم للتنمية.‏<br />

واإذا ما عرفنا اأن برامج التنمية<br />

املستدامة تهدف اأساساً‏ اإىل النهوض<br />

باملستوى االقتصادي واالجتماعي والبيئي<br />

والعمراين للبلدان مع املحافظة على<br />

املوارد وحتسني بيئة العمل جلميع السكان،‏<br />

فاإن اإغفال دور الكوارث يف اإمكانية<br />

تاأثريها على املكاسب االإمنائية ينطوي<br />

على خماطر غري حمسوبة قد توؤدي اإىل<br />

القضاء على تلك املكاسب لسنني طويلة،‏<br />

واأن اإنفاقاً‏ مالياً‏ متعاظماً‏ ‏سيكون حتمياً‏<br />

الستعادة تلك املكاسب،‏ كان باالإمكان<br />

جتنبه منذ البداية،‏ بل رمبا ليس باالإمكان<br />

توفريه اأيضاً.‏<br />

اإدارة الكارثة ‏)متى واأين<br />

وكيف(‏<br />

يقتضي االأمر ابتداء حتديد نوع<br />

الكارثة التي يراد اإدارتها ومواجهتها،‏<br />

وكذا حتديد املستوى االإداري املنوط به<br />

التعامل معها فهناك اأنواع خمتلفة من


أبحاث ودراسات<br />

الكوارث الطبيعية والفنية منها ما يقتضي<br />

تعاوناً‏ وتنسيقاً‏ بني الدول ككوارث التلوث<br />

البحري،‏ اأو الزالزل والفيضانات ومنها ما<br />

ميكن اأن تتم اإدارتها على مستوى الوطن<br />

الواحد باإمكاناته الذاتية.‏ ومنها اأيضاً‏ ما<br />

ميكن التصدي له ومواجهته على املستوى<br />

املحلي وحتديداً‏ على مستوى املدن.‏<br />

وميكن لنا حتديد اجلهات الفاعلة<br />

يف اإدارة ومواجهة الكوارث على مستوى<br />

الوطن الواحد فيما يلي:‏<br />

1- االأجهزة احلكومية ممثلة بالوزارات<br />

والهيئات احلكومية.‏<br />

2- موؤسسات املجتمع املحلي.‏<br />

3- املنظمات غري احلكومية.‏<br />

واملصوؤولية بني تلك اجلهات تكاملية<br />

واإن كانت االأجهزة احلكومية هي اجلهات<br />

الرئيسة فيها بحكم اإمكاناتها البشرية<br />

واملادية.‏<br />

وعلى العموم فاإن موضوع االإدارة<br />

الشاملة للكوارث واالأزمات يتطلب عمل<br />

اخلطوات التالية:‏<br />

1( تصنيف الكوارث الطبيعية والفنية<br />

على مستوى الوطن الواحد بكل<br />

اأنواعها وسن التشريعات اخلاصة<br />

بها وحتديد اجلهات الرئيسة ذات<br />

املسوؤولية املباشرة يف التصدي<br />

لها،‏ وهذا من ‏صاأنه اأن يعرف بتلك<br />

الكوارث واأخطارها ومن ثم اإعداد<br />

التدابيري واخلطط واالإجراءات<br />

املناسبة لتحييدها اأو الوقاية منها،‏<br />

وعلى ‏سبيل املثال ميكن تصنيفها وفق<br />

وظائف االأجهزة احلكومية املعنية،‏<br />

مثل:‏ الكوارث الزراعية،‏ اأو الصناعية،‏<br />

اأو الصحية والبلدية والبيئية اأو<br />

البحرية..‏ اإلخ.‏<br />

وغني عن البيان اأن نشري اإىل اأن كل<br />

نوع من تلك الكوارث تندرج حتته<br />

جمموعة نوعية حتتاج اإىل خطط<br />

للمواجهة تنسجم مع نوع تلك الكارثة،‏<br />

وقد تتطلب نوعية الكارثة تعاون<br />

اأجهزة حكومية خمتلفة ملواجهتها .<br />

2( توفري الكوادر البشرية املوؤهلة يف تلك<br />

االأجهزة كماً‏ ونوعاً،‏ ومهمة التصدي<br />

للكوارث حتتاج اإىل املخططني<br />

واالإدارييني القياديني والكوادر<br />

التنفيذية،‏ وكل هوؤالء يجب اأن يكونوا<br />

على قدر مناسب من التاأهيل واملهارة<br />

يف االأداء،‏ وهم ميثلون االآليات الرئيسة<br />

لتفعيل النشاطات املختلفة يف موضوع<br />

اإدارة الكارثة اأياً‏ كان نوعها،‏ وعليه<br />

فينبغي اإعدادهم من خالل برامج<br />

التدريب املستمر،‏ لتطوير مهاراتهم<br />

يف االختصاصات املختلفة.‏<br />

3( توفري التجهيزات:‏ كل نوع من الكوارث<br />

يحتاج اإىل جتهيزات خمتلفة،‏ تطلبه<br />

طبيعة الكارثة،‏ ومن مصوؤولية االأجهزة<br />

املعنية اأن تعمل على توفري احتياجاتها<br />

احلقيقية من االآليات واملعدات<br />

والتجهيزات املناسبة وذلك الأهميتها<br />

يف مرحلة وقوع الكارثة وعند تفعيل<br />

خطط العمليات وذلك على املستوى<br />

املحلي،‏ اأما على املستوى الوطني فاإن<br />

التجهيزات تاأخذ منحى اآخر كاأن<br />

تسهم باملعلومات الضرورية لالأجهزة<br />

املعنية لالستعداد والتاأهب ملواجهة<br />

كارثة ما ومن هذه التجهيزات االأقمار<br />

الصناعية الأغراض االإنذار املبكر،‏<br />

وحمطات الرصد الزلزايل،‏ وحمطات<br />

رصد الظواهر املناخية ‏..الخ.‏<br />

4( تفعيل نشاطات العمل التطوعي:‏ وهذا<br />

عامل مهم يف خطط مواجهة الكوارث<br />

وحتديداً‏ يف اأعمال االإنقاذ واالإسعاف<br />

واالإيواء،‏ والتنظيم واإعادة االأوضاع<br />

اإىل ما كانت عليه،‏ ويتطلب العمل<br />

التطوعي اإىل اإعداد وتدريب للكوادر<br />

املتطوعة نظرياً‏ وعملياً‏ بشكل دوري،‏<br />

ليكونوا يف جاهزية دائمة ملساندة<br />

االأجهزة املعنية عند حدوث الكوارث.‏<br />

5( التوعية:‏ وهي نشاط هام من ‏سلسلة<br />

نشاطات اإدارة الكارثة،‏ وهذا النشاط<br />

موجه لعموم اجلمهور وللفئات<br />

االجتماعية املختلفة فيه،‏ وينبغي<br />

تصميم برامج توعية مناسبة حسب<br />

نوع كل كارثة بحيث تُفعل من قبل<br />

اجلمهور الأغراض الوقاية وبحكم<br />

اأنه املعني يف نهاية االأمر باالإجراءات<br />

والتدابري اخلاصة مبواجهة الكوارث.‏<br />

28


29<br />

فاعلية الإدارة يف احلد من<br />

خماطر الكوارث<br />

اإدارة الكارثة حتتاج اإىل جهاز اإداري<br />

كفء مدرب قادر على التصدي ملوضوع<br />

الكوارث وطرح احللول االإبداعية حيالها<br />

تخطيطاً‏ وتنفيذاً،‏ قبل واأثناء وبعد<br />

حدوثها.‏ واإذا كانت الكوارث اأمراً‏ حتمي<br />

الوقوع واأنه ليس باالإمكان منعها،‏ فاإنه<br />

باالإمكان التخفيف من اآثارها السلبية<br />

باتخاذ العديد من التدابري واالإجراءات يف<br />

جميع مراحلها،‏ ويتوقف على مدى جناح<br />

وفاعلية احللول االإدارية املختلفة - التي<br />

يتم تبنيها للتخفيف من تلك االآثار -<br />

النتائج املاأمولة املنتظرة،‏ وسوف نتطرق<br />

باإيجاز لبعض من احللول االإدارية ممكنة<br />

التفعيل ‏ضمن املراحل الزمنية للكارثة<br />

للوقوف على فاعليتها حيال تقليل اخلسائر<br />

املتوقعة وذلك على النحو التايل:‏<br />

1- الإدارة يف املرحلة ما قبل<br />

الكارثة<br />

يف املرحلة التي تسبق حدوث كارثة<br />

فاملجال واسع لالإداريني وصناع القرار<br />

يف تفعيل الكثري من االإجراءات والتدابري<br />

الوقائية التي حتول دون تطور وضع معني<br />

اإىل كارثة،‏ اأو احلد من وقوع اخلسائر<br />

البشرية واملادية عند وقوعها،‏ ويف هذه<br />

املرحلة يتم توقع لنوع الكوارث املحتملة<br />

من خالل جمع املعلومات الكافية عن<br />

اخلصائص الطبيعية اأو االقتصادية اأو<br />

السكانية وبالتايل اخلصائص الكارثية<br />

وذلك على املستوى الوطني،‏ واملستوى<br />

املحلي،‏ ثم العمل على حتليل خطر الكارثة<br />

وتداعياتها الطبيعية والبيئية واالجتماعية<br />

واالقتصادية واآثارها االآنية واملستقبلية<br />

على السكان ومكتسباتهم،‏ ومن ثم يتم<br />

عمل ما يلي:‏<br />

‏)اأ(‏ حتديد الكارثة املحتملة طبيعية<br />

كانت اأو فنية،‏ واحتماالت وقوعها،‏<br />

ومدى تاأثريها.‏<br />

‏)ب وضع اخلطط واالسرتاتيجيات<br />

والتدابري املناسبة للتصدي لكل<br />

نوع من اأنواع الكوارث.‏<br />

‏)ج(‏ الوقوف على القدرات املوؤسسية<br />

كماً‏ ونوعاً‏ ومدى كفاية املوارد<br />

املتاحة للتصدي لها وسد العجز<br />

اإن وجد.‏<br />

‏)د(‏ القيام باأعمال التدريب<br />

الضرورية للكوادر البشرية على<br />

تفعيل خطط املواجهة،‏ وكذلك<br />

االستفادة من اإعداد املتطوعني،‏<br />

وتوعية املجتمع باالأخطار.‏<br />

‏)و(‏ تفعيل لوائح السالمة الوقائية<br />

من خماطر الكوارث املختلفة يف<br />

املباين واملنصاآت والبيئة بشكل<br />

عام.‏<br />

2- الإدارة يف مرحلة التحذير من<br />

حدوث الكارثة<br />

حيث ميكن توقع حدوث كارثة قبل<br />

وقوعها بوقت كاف نسبياً‏ فيتم اإخالء<br />

مناطق التعرض من السكان حلمايتهم<br />

وذلك من خالل اأجهزة االإنذار والرصد<br />

الأنواع من الظواهر الطبيعية كاالأعاصري<br />

والعواصف والفيضانات .. اإلخ .<br />

اإن هذه املرحلة على قدر من االأهمية<br />

للتاأهب لتاليف العديد من اخلسائر من<br />

خالل نشاط له عالقة باإدارة الكارثة وهو<br />

التحذير منها،‏ وميكن لنا معرفة اأهمية<br />

ذلك اإذا ما عرفنا اأن استخدام االأقمار<br />

االصطناعية للحصول على معلومات<br />

عن توقيت العواصف االستوائية واأماكن<br />

حدوثها ‏ضاعف من فرتة التحذير منها<br />

من 24 ‏ساعة عام ‎1990‎م اإىل 48 ‏ساعة<br />

عام ‎1999‎م،‏ وحتسنت فرتة التحذير<br />

من االأعاصري من 6 دقائق اإىل 17 دقيقة<br />

)13( وهذا وال ‏شك مفيد للمسئولني<br />

عن اإدارة الكارثة وللمعرضني لها بشكل<br />

اأساس حيث ميكن التخفيف من اخلسائر<br />

البشرية اإىل حد كبري .<br />

وللتدليل على اأهمية ذلك نشري اإىل اأنه<br />

اأمكن اإجالء 700000 ‏شخص )14( اإىل<br />

اأماكن اآمنة عند وقوع اإعصار ميتشل يف<br />

كوبا عام ‎2001‎م،‏ وعلى العكس من ذلك<br />

فاإن مراكز االإنذار املبكر مبنطقة املحيط<br />

الهندي يف ديسمرب 2004 عند حدوث<br />

كارثة تسونامي قد تنباأت مبوجات مد<br />

مدمرة لكن املعلومات الزلزالية تلك مل<br />

تبلغ للناس على املناطق الساحلية،‏ وحتى


أبحاث ودراسات<br />

مل تبلغ ملراكز الطوارئ وقد اأدى هذا اإىل<br />

هالك 300000 نسمة بالرغم من اأن<br />

االأمواج استغرقت عدة ‏ساعات قبل اأن<br />

تكتسح الشواطئ وما عليها.‏<br />

3- الإدارة يف مرحلة اأثناء الكارثة<br />

واأعمال الطوارئ<br />

ويف هذه املرحلة تفعل خطط العمليات<br />

املعدة ملواجهة الكارثة بعد وقوعها وتشتمل<br />

هذه املرحلة على العديد من االأنشطة<br />

االإدارية كالقيادة امليدانية واأعمال<br />

التنسيق واالإغاثة واالإخالء واالإيواء،‏ وهي<br />

املرحلة احلرجة يف اأي كارثة اإذ تستنفر<br />

لها الطاقات وقد تكون الكارثة فوق قدرات<br />

الوطن فيتم طلب املعونة من اخلارج،‏ كما<br />

اأنها حمك للنجاح اأو االإخفاق لالأجهزة<br />

املعنية مبواجهتها.‏<br />

4- الإدارة يف مرحلة ما بعد الكارثة<br />

واإعادة الأوضاع اإىل ما كانت عليه<br />

ويتم فيها تفعيل خطط اإعادة االأوضاع<br />

واإصالح االأضرار الناجمة عن الكارثة<br />

متهيداً‏ لعودة احلياة اإىل طبيعتها ويلي<br />

ذلك تقييم ‏شامل لالأضرار وسلبيات<br />

واإيجابيات االأداء يف مواجهة تلك الكارثة،‏<br />

وبالتايل استخالص الدروس التي البد<br />

من االستفادة منها يف تطوير اخلطط<br />

املستقبلية .<br />

اإدارة الكارثة بني الفعل وردة<br />

الفعل<br />

وفق ما ‏سبق طرحه يتبني لنا اأن<br />

اإدارة الكارثة تبداأ عملياً‏ قبل حدوث<br />

الكارثة وذلك من خلالل االستعداد<br />

الفاعل لتحييدها اإن كان ذلك ممكناً‏ اأو<br />

التخفيف من اآثارها،‏ اإىل احلد املمكن وفق<br />

االإمكانات املتاحة .<br />

ومن خلالل تصنيف الكوارث قد<br />

يجد املختصون واخلرباء وصناع القرار<br />

وبالتحديد يف مرحلة التخطيط القطاعي<br />

اأن جزءاً‏ اإبداعياً‏ من اإدارة اأنواع خمتلفة<br />

من الكوارث متكررة احلدوث اأو السائدة<br />

يكمن يف حتويل تلك الكارثة ‏)اأو بعبارة<br />

اأدق ما ميكن اأن يتطور اإىل مستوى كارثة(‏<br />

من فعل مدمر اإىل خمرجات ذات نفع<br />

اقتصادي واإمنائي على مستوى الوطن،‏<br />

فمثالً:‏<br />

• اإنشاء السدود على جماري االأودية<br />

الكبرية )15( يحول دون حدوث<br />

كوارث الفيضانات التدمريية فضالً‏<br />

عن اأنه يتيح مصدراً‏ الإنتاج الطاقة<br />

الكهربائية ومياه الشرب،‏ وزيادة<br />

الرقعة الزراعية.‏<br />

• واإعادة تدوير النفايات البلدية )16(<br />

بالطرق العلمية السليمة،‏ ‏ستحد من<br />

كارثة تلوث البيئة،‏ فضالً‏ على اأنها<br />

حتقق مورداً‏ استثمارياً‏ جيداً‏ وتتيح<br />

فرصاً‏ جديدة للعمل.‏<br />

• ومثل ذلك اإعادة معاجلة مياه<br />

الصرف الصحي واستخدامها يف ري<br />

املساحات اخلضراء وزيادتها يف املدن<br />

للتخفيف من التلوث الهوائي.‏<br />

وهكذا نرى اأن الفعل االإداري الذي<br />

يتبنى حلوالً‏ اإبداعية حيال االأخطار التي<br />

ميكن اأن تسببها اأنواع خمتلفة من الكوارث<br />

يف اململكة العربية السعودية،‏ ويستظهر روؤى<br />

اإيجابية حيال احتوائها اأوالً،‏ ثم توظيف<br />

خمرجاتها لفائدة االإنسان والتنمية هو<br />

من اأفضل ما ميكن الوصول اإليه من حلول<br />

الإدارة الكوارث واالأزمات اإذ اإنه ال يساعد<br />

على تقليل خماطرها فحسب،‏ واإمنا يعمل<br />

على حتويلها من نقمة اإىل نعمة وعلى<br />

العكس من ذلك النظرة القاصرة التي<br />

تتمثل يف االكتفاء بردة الفعل حيال وقوع<br />

كارثة ما،‏ مبعنى عدم االستعداد باخلطط<br />

املناسبة ملواجهتها بوقت مبكر واالنتظار<br />

حلني وقوعها للتعامل معها وحينها يتبني<br />

خلل يف ‏سوء االإدارة وضعف االإمكانات،‏<br />

وارتباك يف االستجابة وسوء يف التقدير<br />

وبالضرورة تفاقم يف االأضرار،‏ ومن<br />

ثم يركز على استظهار مبربرات لذلك<br />

القصور ويستمر مبداأ ردود االأفعال وليس<br />

االأفعال على هذا النحو وتتكرر االأخطاء<br />

دون اإصالح حقيقي لها )17(.<br />

اخلالصة<br />

اإن الكوارث واالأزمات على خمتلف<br />

اأنواعها يف تصاعد مستمر يف كل اأرجاء<br />

العامل واأنه ليس باإمكان الدول منع<br />

وقوعها السيما الطبيعية منها ذات الفعل<br />

التدمريي الكبري،‏ ولكنها قادرة على اتخاذ<br />

العديد من التدابري واالإجراءات املختلفة<br />

للتخفيف من اآثارها،‏ يف مراحلها املختلفة،‏<br />

واأنه على اململكة العربية السعودية والدول<br />

منفردة اأو جمتمعة العمل على بذل املزيد<br />

30


31<br />

من اجلهد يف مراجعة تلك التدابري<br />

وتطويرها اإىل االأفضل..‏ والأنه يعول على<br />

العنصر البشري يف اإدارة الكوارث،‏ فالبد<br />

من بناء قدرات بشرية على قدر عال<br />

من الكفاءة العلمية والعملية واالإدارية<br />

للتصدي ملواضيع الكوارث واالأزمات بدءاً‏<br />

من املرحلة ما قبل الكارثة عند اإعداد<br />

االسرتاتيجيات الوقائية وتفعيلها واإعداد<br />

خطط االستعداد والتدريب عليها،‏ ومروراً‏<br />

مبرحلة العمليات والتعامل املباشر يف<br />

اأعمال املواجهة من اإغاثة واإخالء واإيواء،‏<br />

وال ينتهي االأمر باإجراءات اإعادة االأوضاع<br />

اإىل ما كانت عليه واإمنا تستمر دورة<br />

جديدة من تقييم اجلهود املبذولة وتطوير<br />

االإجراءات واالسرتاتيجيات يف ‏سبيل<br />

حتقيق نتائج اأفضل يف اإدارة الكوارث<br />

واالأزمات يف املستقبل ال ‏سمح اهلل.‏<br />

التوصيات<br />

1- تاأسيس قاعدة معلومات ‏شاملة الأنواع<br />

الكوارث من قبل اجلهة احلكومية<br />

املصوؤولة واالهتمام بتحديثها بصورة<br />

مستمرة واتخاذها منطلقاً‏ الإعداد<br />

اخلطط واالسرتاتيجيات املناسبة<br />

ملواجهتها على املستوى الوطني<br />

واالإقليمي واملحلي.‏<br />

2- وضع االسرتاتيجيات قصرية املدى<br />

اخلاصة باالستجابة السريعة الفاعلة<br />

ملواجهة الكارثة،‏ وتبني االسرتاتيجيات<br />

بعيدة املدى الهادفة للتقليل من اأخطار<br />

الكوارث واالأزمات وحتقيق التنمية<br />

املستدامة على املستوى الوطني.‏<br />

3- توفري الكوادر البشرية املوؤهلة<br />

وتدريبها علمياً‏ وعملياً‏ ملواجهة<br />

الكوارث واالأزمات املختلفة،‏ مع تنظيم<br />

اأعمال التطوع وتدريب املتطوعني من<br />

خالل معاهد ومراكز تدريب تنصاأ<br />

لهذا الغرض.‏<br />

4- االستفادة من التقنية احلديثة<br />

وتوظيفها بالشكل الذي يحقق اإدارة<br />

فاعلة للكارثة من خلالل اإحداث<br />

‏شبكات للمراقبة واالإنذار املبكر على<br />

املستوى الوطني تعتمد على نظم<br />

االستشعار عن بعد واالتصاالت<br />

الالسلكية ونظام حتديد املواقع<br />

العاملي جي بي اإس.‏<br />

5- بناء ثقافة الوقاية من الكوارث<br />

واالأزمات يف املجتمع املدين من خالل<br />

وضع االأنظمة والتشريعات وتفعيلها يف<br />

املشاريع مبا ياأخذ باالعتبار التخفيف<br />

من خماطر الكوارث واالأزمات اأو<br />

حتييدها على املجتمع ومكتسباته،‏ مع<br />

تصميم وتفعيل برامج توعوية وتشجيع<br />

التطوع.‏<br />

6- متويل الدراسات التي تعنى باحلد<br />

من الكوارث واالأزمات على خمتلف<br />

اأنواعها واالستفادة من خمرجاتها<br />

يف مرحلة ما قبل الكارثة واالأعمال<br />

التي تتطلبها املواجهة من تدريب<br />

للكوادر اأو جتهيزات واعتبار ذلك<br />

التمويل استثماراً‏ حقيقياً‏ ‏سيقلل من<br />

اخلسائر التي ميكن اأن ترتتب على<br />

وقوع الكوارث.‏<br />

املراجع:‏<br />

• مكتب منع االأزمات واالنتعاش ‏)‏‎2004‎م(‏ برنامج<br />

االأمم املتحدة االإمنائي،‏ احلد من خماطر الكوارث :<br />

حتد يواجه التنمية،‏ تقرير دويل.‏<br />

• املغربي،‏ كامل حممد ‏)‏‎1994‎م(،‏ االإدارة والبيئة<br />

والسياسة العامة.‏<br />

• كيندي بول ‏)‏‎1993‎م(،‏ االستعداد للقرن احلادي<br />

والعشرين،‏ ترجمة حممد عبدالقادر،‏ غازي مسعود.‏<br />

• املهنا،‏ حممد مهنا ‏)‏‎1419‎ه(،‏ املوضوع البيئي<br />

‏سعودياً‏ وعربياً‏ وعاملياً.‏<br />

• الشعالن،‏ فهد اأحمد ‏)‏‎1419‎ه(،‏ اإدارة االأزمات<br />

‏)االأسس-‏ املراحل - االآليات(.‏<br />

• املومني،‏ نائل حممد ‏)‏‎2012‎م(‏ , اإدارة الكوارث<br />

واالأزمات.‏<br />

• ‏شاويش،‏ مصطفى جنيب ‏)‏‎1414‎ه(،‏ االإدارة احلديثة<br />

‏)مفاهيم،‏ وظائف،‏ وتطبيقات(.‏<br />

• مصلحة املستدامة )SD( ‏)‏‎2005‎م(،‏ منظمة االأغذية<br />

والزراعة لالأمم املتحدة ‏)الفاو(‏ املوؤسسات املحلية يف<br />

احلد من قابلية التعرض للكوارث الطبيعية ويف تنمية<br />

العيش املستدام،‏ تقرير دويل.‏<br />

• اآل فطيمة،‏ حممد بن يحيى،‏ دور فاعلية اإدارة الكوارث<br />

وخطط مواجهتها يف التقليل من اآثارها على االإنسان<br />

ومكتسباته،‏ وزارة الصوؤون البلدية والقروية - الرياض<br />

- اململكة العربية السعودية.‏<br />

• منظمة الفاو ‏)‏‎2003‎م(،‏ تقرير جلنة االأمن الغذائي<br />

العاملي،‏ الدورة التاسعة والعشرون.‏<br />

• االأحيدب / اإبراهيم بن ‏سليمان ‏)‏‎1420‎ه(،‏ املخاطر<br />

الطبيعية اململكة العربية السعودية وكيفية مواجهتها.‏<br />

• دشيشه،‏ اإلهام اأحمد ‏)‏‎2005‎م(،‏ اإعادة تدوير املنتجات<br />

ودورها يف احلد من االأزمات البيئية،‏ املوؤمتر الثانوي<br />

العاشر،‏ اإدارة االأزمات والكوارث البيئية يف ظل<br />

املتغريات املعاصرة - جامعة عني ‏شمس - القاهرة.‏<br />

• العيسوي،‏ عبدالرحمن ‏سيكولوجية التلوث.‏<br />

• اأورفلي،‏ علي والعذل،‏ ‏سلطان حممد،‏ االإنسان<br />

والكوارث.‏<br />

• كوبيه هيوجو - اليابان ‏)‏‎2005‎م(،‏ املوؤمتر العاملي<br />

للحد من الكوارث،‏ اإعالن هيوجو.‏<br />

• املعهد العربي الإمناء املدن ‏)‏‎1411‎ه(،‏ املدن والكوارث<br />

واحلروب.‏<br />

• وزارة الشئون البلدية والقروية ‏)‏‎1424‎ه(،‏ دليل<br />

االأجهزة البلدية يف اإعداد خطط مواجهة الكوارث.‏


مقال<br />

البوزالن ‏)االسكوريا(‏<br />

البوزالن عبارة عن مادة طبيعية<br />

بركانية ‏سوداء اللون خفيفة الوزن<br />

نتيجة تطايرها ودخول الغازات<br />

واالأبخرة الربكانية من خاللها حلظة<br />

خروجها،‏ وهي على ‏شكل حصوات<br />

حجمها من 1 اإىل 3 ‏سم،‏ وهي مادة<br />

اقتصادية تدخل يف العديد من<br />

االستخدامات الصناعية من بينها<br />

‏صناعة االأسمنت حيث تضاف اإىل<br />

مكونات االأسمنت ‏)احلجر اجليري<br />

والطني(‏ اأثناء التصنيع لتعطي نوعاً‏<br />

من اأنواع االأسمنت يعرف باالأسمنت<br />

البورتالندي البوزالين،‏ واإنتاج املواد<br />

اخلراسانية ذات الوزن اخلفيف<br />

واإنتاج البُلك والعديد من التطبيقات<br />

الزراعية.‏<br />

وبيَّنت الدراسات اأن البوزالن<br />

تستخدم يف زيادة مقاومه االأسمنت<br />

كيميائياً‏ للماء النقي واملاء الكربيتي<br />

بتثبيت املادة اجليرية اأثناء عملية<br />

اخللط كما يستخدم اأيضاً‏ كمواد<br />

اإضافية لتصنيع االأسمنت ‏"البوزالين"‏<br />

للتقليل من انبعاث الغازات.‏<br />

وقالت الدراسة اجليولوجية اإن<br />

اخلواص الفيزيائية لرواسب اخلبث<br />

الربكاين تتميز مبسامية عالية ترتاوح<br />

بني 66 اإىل 71 يف املائة نظراً‏ الحتوائها<br />

على فراغات تصل اإىل حوايل 75 يف<br />

املائة وتترتاوح قيمة الكثافة فيها بني<br />

764 اإىل 820 كم/‏ 3، كما تراوحت نسبة<br />

كيميائي:‏ احلسيني منصور احلسيني - مصر<br />

امتصاص املاء بني 30 اإىل 38 يف املائة.‏<br />

موضحة اأن التجارب التكنولوجية التي<br />

‏شملتها الدراسة تضمنت اختبار اخلبث<br />

الربكاين كمادة بوزالنية يف ‏صناعه<br />

االأسمنت البوزالين املقاوم للملوحة ويف<br />

تصنيع خرسانة وبلوكات خفيفة الوزن.‏<br />

وبحسب الدراسة احلديثة فاإن<br />

‏صخور ‏"االسكوريا"‏ تستخدم يف اإنتاج<br />

الركام خفيف الوزن وباأحجام خمتلفة<br />

كما يدخل اأيضاً‏ كمكون رئيس يف<br />

‏صناعة اخلرسانة خفيفة الوزن التي<br />

تتميز بخفة الوزن والعزل احلراري،‏<br />

والضوئي مما يوؤدي اإىل مقاومة الزالزل<br />

والتقليل من وزن االإثقال يف البنايات<br />

اخلراسانية التي توؤدي اإىل تقليل<br />

استخدام حديد التسليح يف اأساسيات<br />

البناء اإىل جانب تقليل اأضرار وخماطر<br />

احلرائق نتيجة لدميومة اخلرسانة<br />

اخلفيفة يف احلرارة العالية،‏ بينما<br />

يرتكز دخولها يف التطبيقات الصناعية<br />

الزراعية الحتوائها على عناصر<br />

معدنية هامة ك:‏ املاغنيسيوم واالأمالح،‏<br />

واحلديد،‏ مبا يسهم يف توفر استهالك<br />

املياه حيث ميتص النبات الرطوبة<br />

املحفوظة يف فجوات اخلبث الربكاين<br />

ومتنع تسربها اإىل اخلارج فتشكل بذلك<br />

خزان مائي يوفر املياه على دفعات<br />

بحسب احلاجة.‏<br />

وقد مت تقسيم ‏صناعة االأسمنت<br />

البوزالين اإىل ثالثة اأنواع:‏<br />

32


الأول:‏ الأسمنت البورتالندي<br />

البوزلين<br />

يتكون من كلنكر االأسمنت<br />

البورتلالندي واجلبص ومسحوق<br />

البوزالنا الطبيعية اأو الصناعية واملعالج<br />

حرارياً،‏ وذلك بنسبة ترتاوح من %21<br />

اإىل %36 بوزالنا ونسبة %64 اإىل %79<br />

كلنكر وجبص ويتميز هذا النوع من<br />

االأسمنت بقلة التكلفة والسعر ويصلح<br />

جلميع اأنواع التشييد،‏ ولكن قوته ال<br />

تزيد على 32.5 نيوتن/مم‎2‎ يف 28<br />

يوماً‏ وتفوق قوته 42.5 نيوتن/مم‎2‎ بعد<br />

60 يوماً،‏ لذلك ال ينصح باستخدامه<br />

يف املنساآت التي يتوقع تكون اأعمال<br />

التشييد فيها مستمرة ومتتالية.‏<br />

الثاين:‏ الأسمنت البوزلين<br />

وهو اأقل قوةً‏ من النوع االأول.‏<br />

الثالث:‏ الأسمنت البوزلين<br />

اجلريي<br />

وهذا اأضعفها قوةً‏ ويستعمل يف<br />

اأعمال البياض،‏ مونة البناء،‏ التعميش،‏<br />

‏صناعة البلكات االأسمنتية وبالط<br />

االأرضيات..‏ اإلخ،‏ ويستخدم هذا النوع<br />

بكرثة يف الهند وشرق اآسيا وبعض الدول<br />

االأفريقية ككينيا،‏ اأثيوبيا،‏ الصومال،‏<br />

جنوب اأفريقيا ومصر.‏ حيث يتميز بقلة<br />

التكلفة وسهولة التصنيع.‏ للمزيد ميكن<br />

الرجوع ملواصفته القياسية.‏<br />

الأسمنت البورتالندى<br />

النوع االأول هو عيار 42.5 ويستعمل<br />

يف اخلرسانات املسلحة واالأرضيات<br />

ذات االأحمال الكبرة يف الغالب،‏ ويف<br />

املباين االأرضية ذات الطوابق القليلة.‏<br />

وباخللالطات الصغيرة يستعمل<br />

باحلجم بالنسبة 4:2:1 اأسمنت:‏ رمل:‏<br />

ركام حصى طبيعي واملاء.‏ ويف املنساآت<br />

الكبرة واملباين متعددة الطوابق يلجاأ<br />

اإىل استخدام اخلالطات املربجمة<br />

واالأتوماتيكية الكبرة وبالوزن حسب<br />

اخللطات التصميمية التي تعتمد على<br />

القوى املتوقعة للخلطة وتتبع فيها<br />

خطوات علمية،‏ خمتربية،‏ جتريبية<br />

وعموماً‏ ليس االأسمنت باأنواعه<br />

املختلفة هو الذي يحدد وحده طريقة<br />

االستعمال ولكن طبيعة وخصائص<br />

العناصر الداخلة يف اخللطات مثل:‏<br />

احلصى،‏ اخلرسانة،‏ درجة احلرارة،‏<br />

اأنواع االأعضاء االإنشائية املراد تنفيذها<br />

كل ذلك له دور كبر يف حتديد نسب<br />

اخللطة.‏<br />

الأسمنت البورتالندي<br />

البوزلين:-‏<br />

يصلح هذا النوع من االأسمنت يف<br />

االأعمال املدنية االآتية:‏<br />

1-2-3 القواعد والكمرات اخلرسانية<br />

واالأعمدة والسقوفات.‏ وذلك<br />

حسب التصميم الذي يقوم<br />

به املهندس املصمم للغرض<br />

املطلوب.‏<br />

2-2-3 ‏صب الكتل الكبرة حيث اإن<br />

احلرارة املنبعثة قليلة نسبياً.‏<br />

3-2-3 املنساآت املائية.‏<br />

4-2-3 اأعمال البلالط والبياض<br />

واحلمامات واملطابخ واأحواض<br />

السباحة واأحواض التحليل<br />

واملنهوالت ‏...اإلخ .<br />

هنالك جماالت ال حصر لها<br />

لالستخدام غير الواردة اأعلاله<br />

الستخدامات االأسمنت باأنواعه املختلفة<br />

لذلك نوصي بالرجوع اإىل الكود الذي<br />

يتعلق بتصميم املنساآت اخلرسانية.‏<br />

33


صخور ومعادن<br />

خام الفوسفات..‏ التعريف والخصائص واالستخدامات<br />

الفوسفات )Phosphate( مركب معدين يحتوي على اأيون رابع اأكسيد الفسفور-‏‎3‎<br />

)PO4( والفسفور هو اأحد اخلامات الالفلزية التابعة للمجموعة النيرتوجينية<br />

رقمه الذري )15( ووزنه الذرى )30.97( وال يوجد يف الطبيعة يف ‏شكله الذاتي حيث<br />

اإنه ‏سريع التفاعل مع االأوكسجني.‏<br />

وتطلق كلمة فوسفورايت على رواسب الفوسفات التي ميكن تعدينها واستغاللها<br />

اقتصادياً‏ بينما يطلق مصطلح الصخور الفوسفاتية على الصخور التي حتتوي على<br />

نسب غري عالية من الفوسفات.‏ ويقاس تركيز الفوسفات مبعرفة نسبة خامس اأكسيد<br />

الفوسفور )P2O5( اأو نسبة عنصر الفوسفور اأو نسبة عنصر فوسفات العظام يف<br />

اجلري اأو نسبة ثالثي الفوسفات يف اجلري.‏ وترتاوح الرتكيزات املطلوبة جتارياً‏ بني<br />

)%30 و‎%37‎‏(‏ من خامس اأكسيد الفوسفور .)P2O5(<br />

34


الرسوبي والناري<br />

و"الجوانو"..‏ ‏صور تواجد<br />

‏صخور الفوسفات في<br />

الطبيعة<br />

35<br />

- الكثافة النوعية:‏ . 3،2<br />

اخلصائص والصفات<br />

• الرتكيب الكيميائي:‏ تضم<br />

‏صخور الفوسفات حوايل )200<br />

معدن(‏ من جمموعة الأباتيت<br />

وتركيبه الكيميائي )F )Ca(PO4)3<br />

يف اأغلب الأحيان.‏ والفوسفات<br />

ل يذوب يف املاء بينما يتفاعل<br />

مع حمض الكبريتيك ليعطي<br />

‏سماد السوبر فوسفات وحمض<br />

الفوسفوريك ويعطي ‏سماد<br />

الفوسفات النيرتوجيني بالتفاعل<br />

مع الأمونيا كما يعطي حمض<br />

الفوسفوريك بالتفاعل مع حمض<br />

الهيدروكلوريك.‏<br />

• اخلواص الطبيعية:‏ تتباين<br />

األوان ‏صخور الفوسفات ما بني<br />

الداكنة والفاحتة نتيجة لوجود<br />

املواد العضوية وتظهر اإما على<br />

‏شكل رواسب فتاتية اأو متصلبة<br />

بحيث تكون املادة الصلبة فيها اإما<br />

جريية اأو ‏سليسية وغالباً‏ ما حتتوي<br />

هذه الرواسب على بعض العناصر<br />

املشعة مثل اليورانيوم..‏ واخلواص<br />

الطبيعية ملجموعة معادن الأباتيت<br />

هي:‏<br />

- الشكل البلوري:‏ ‏سداسي.‏<br />

- اللون:‏ اأصفر اأو اأسود مائل اإىل<br />

الأخضر واأحياناً‏ اأزرق.‏<br />

- املخدش:‏ اأبيض.‏<br />

- الصالبة:‏ . 5<br />

تواجده يف الطبيعة<br />

تتواجد معظم ‏صخور الفوسفات يف<br />

الطبيعة يف اإحدى الصور التالية:‏<br />

1- ‏صخور فوسفات من ‏أصل<br />

رسوبي:‏ وهي اأهم الرواسب من<br />

حيث النتشار واحلجم والستغالل<br />

حيث تشكل حوايل )%80( من<br />

الرواسب العاملية ويترتاوح تركيز<br />

خامس اأكسيد الفوسفور فيها ما بني<br />

)%20-%30( وهي رواسب بحرية<br />

حبيبية مثل رواسب الفوسفات يف<br />

مصر ودول ‏شمال اأفريقيا ورواسب<br />

الفوسفات يف ‏شمال اململكة العربية<br />

السعودية وفى العراق والأردن.‏<br />

2- ‏صخور فوسفات من ‏أصل ناري:‏<br />

وهى ناجتة من ‏صخور ‏سيانيت<br />

النيفيلني وصخور الكربوناتيت<br />

والبريوكسينات املحتوية على قدر<br />

كبري من املعادن الفوسفاتية التي<br />

من اأهمها معدن الآباتيت وهذه<br />

الرواسب غري ‏شائعة ومن اأمثلتها<br />

رواسب خنبي يف روسيا.‏<br />

3- رواسب اجلوانو:‏ وهي ناجتة من<br />

تراكم خملفات الطيور البحرية<br />

فوق الصخور اجلريية مثل رواسب<br />

جزيرة نيورا يف املحيط الهادي.‏<br />

طرق معاجلة اخلام<br />

تعتمد طرق معاجلة اخلامات<br />

الفوسفاتية على رفع نسبة خامس


صخور ومعادن<br />

يدخل في ‏صناعة الأسمدة<br />

والفوسفور الحراري..‏<br />

ويستخدم كغذاء للمواشي<br />

اأكسيد الفوسفور اإىل النسب املطلوبة<br />

جتارياً‏ )%30 - %40( وتختلف طرق<br />

املعاجلة حسب حالة اخلام وطبيعته<br />

واأهم الطرق املستخدمة هي:‏<br />

1- الغسيل والتجفيف ثم اإزالة<br />

الغبار مثل خامات مصر وجزيرة<br />

كريسمس يف املحيط الهندي.‏<br />

2- الفرز بالطريقة اجلافة مثل خامات<br />

فلسطني اأو بالطريقة الرطبة مثل<br />

خامات توجو .<br />

3- احلرق للتخلص من املواد العضوية<br />

مثل خامات جبل عنق يف املغرب اأو<br />

للتخلص من كربونات الكالسيوم<br />

مثل خام عكاشات بالعراق.‏<br />

- 4 التعومي للتخلص من السليكا مثل<br />

خامات السنغال وفلوريدا.‏<br />

5- الفصل املغناطيسي للتخلص من<br />

املحتويات احلديدية مثل خامات<br />

توجو.‏<br />

36<br />

االستخدامات<br />

يعتر الفوسفور اأحد اأهم العناصر<br />

الكيمائية للنبات واحليوان ويدخل<br />

يف جميع الوظائف احليوية.‏ وحتصل<br />

النباتات على الفوسفور من الرتبة<br />

بينما حتصل احليوانات على الفوسفور<br />

من النباتات التي تتغذى عليها ومن هنا<br />

ترز اأهمية الفوسفات يف حياة الإنسان.‏<br />

وميكن استعراض بعض استخدامات<br />

الفوسفات كالتايل:‏<br />

1- ‏صناعة الأسمدة:‏ وهي متثل حواىل<br />

)%77( من استخدامات الفوسفات<br />

حيث يتم تفاعل الفوسفات مع<br />

الأحماض لإنتاج السوبر فوسفات<br />

وفوسفات النيرتوجني والأسمدة<br />

املركبة كما ميكن طحن الصخور<br />

الفوسفاتية واإضافتها مباشرة<br />

اإىل الترتبة احلامضية ومتثل<br />

هذه الطريقة حوايل )%4( من<br />

استخدامات الفوسفات ويحتوى<br />

السوبر فوسفات على )%25-14(<br />

من خامس اأكسيد الفوسفور<br />

بينما يحتوى كل من الفوسفات<br />

النيرتوجيني والأسمدة املركبة<br />

على )%45-40( من خامس<br />

اأكسيد الفوسفور القابل للتحلل<br />

والمتصاص.‏<br />

2- ‏صناعة الفوسفور احلراري وحامض<br />

الفوسفوريك:‏ ومتثل هذه الصناعة<br />

حواىل )%8( من استخدامات<br />

الفوسفات ويتم استخدامها يف<br />

معاجلة اأسطح املعادن مثل الأملنيوم<br />

والنحاس واحلديد املغلف بالنيكل<br />

ويف املنظفات الكيميائية واملبيدات<br />

احلشرية.‏<br />

3- اإعداد الفوسفات كغذاء للمواشي:‏<br />

ومتثل هذه الصناعة حواىل )%6(<br />

من استخدامات الفوسفات حيث<br />

يستخدم الفوسفات املكلسن<br />

واحلاوي على نسبة قليلة من عنصر<br />

الفلور يف تغذية قطعان املواشي.‏<br />

4- ‏صناعات متعددة للفوسفات:‏<br />

ومتثل نسبة )%5( من استخدامات<br />

الفوسفات وتستخدم يف منظفات<br />

الغسيل الصناعية واملنزلية.‏


الوليات المتحدة اأكبر<br />

الدول المصدرة..‏ والهند<br />

الأكبر استهالكاَ‏ للفوسفات<br />

37<br />

الدول املنتجة واملستهلكة<br />

اأظهرت الأسواق العاملية بوادر طيبة<br />

يف حتسن جتارة خامات الفوسفات<br />

خالل عام ‏)‏‎1988‎م(‏ حيث بلغ الإنتاج<br />

العاملي من ‏صخور الفوسفات حوايل<br />

)165 مليون طن(‏ ثم انخفض اإىل اأن<br />

وصل اإىل )120 مليون طن(‏ يف عام<br />

‏)‏‎1993‎م(‏ ثم حتسن وبلغ )160 مليون<br />

طن(‏ خلالل عام ‏)‏‎2005‎م(‏ وتعتر<br />

الوليات املتحدة الأمريكية اأكر الدول<br />

املنتجة للفوسفات حيث بلغ اإنتاجها<br />

يف عام ‏)‏‎2005‎م(‏ حواىل )38 مليون<br />

طن(‏ ثم تليها الصني )36.9 مليون<br />

طن(‏ ثم اململكة املغربية بحوايل )26<br />

مليون طن(‏ وباقي الإنتاج موزع بني<br />

دول الأردن وتونس والرازيل وفلسطني<br />

وتوجو وكندا واأسرتاليا وهي تسيطر<br />

على )%70( من الإنتاج العاملي.‏<br />

وتعتر الهند اأكر الدول املستهلكة<br />

للفوسفات تليها اإندونيسيا ثم باقي دول<br />

‏شرق اآسيا ماليزيا والفلبني وبنجالدش<br />

حيث تستهلك اأكثر من )%65( من<br />

الإنتاج العاملي.‏<br />

االأسعار العاملية<br />

تتاأثر الأسعار العاملية لالأسمدة<br />

الفوسفاتية مبستوى العرض والطلب<br />

وكذلك باأسعار البرتول والطاقة واأسعار<br />

املواد اخلام مثل الكريت والبوتاسيوم<br />

ويالحظ اأن اأسعار الأسمدة الفوسفاتية<br />

ممثلة باأسعار ثالثي ‏سوبر فوسفات<br />

وثنائي فوسفات الأمونيوم قد اأخذت يف<br />

الزيادة من عام ‏)‏‎1970‎م(‏ حتى بلغت<br />

)300 دولر للطن(‏ يف عام ‏)‏‎1974‎م(‏<br />

ثم انخفضت يف عامي ‏)‏‎1976-75‎م(‏<br />

ثم اأخذت يف الزيادة بعد ذلك حتى عام<br />

‏)‏‎1980‎م(‏ وقد وصلت الأسعار يف عام<br />

‏)‏‎1988‎م(‏ اإىل )157 دولراً‏ للطن(‏<br />

الثالثي ‏سوبر فوسفات )196 دولراً‏<br />

للطن(‏ الثنائي فوسفات الأمنيوم ولكن<br />

هذا السعر انخفض اإىل )147 دولراً‏<br />

للطن(‏ يف عام ‏)‏‎2001‎م(.‏ اأما بالنسبة<br />

لأسعار ‏صخور الفوسفات فهي غري<br />

معلنة ويتم حتديدها بني املستهلكني<br />

واملنتجني اإل اأنها ترتاوح بني )30 -<br />

42 دولراً‏ للطن(‏ حسب جودتها.‏ وقد<br />

بلغ ‏سعر الفوسفات املغربي حواىل<br />

)46 دولراً‏ للطن(‏ يف عام ‏)‏‎2004‎م(‏<br />

. اأما ‏سعر الفوسفات املصري الذي<br />

يحتوي على نسبة )%30( خامس<br />

اأكسيد الفوسفور )P2O5( فقد بلغ<br />

)100 جنيه/طن(‏ يف السوق املحلى<br />

و)‏‎34‎ دولراً/طن(‏ للتصدير يف عام<br />

‏)‏‎2006‎م(.‏<br />

املراجع:‏<br />

1- اخلامات املعدنية بجمهورية مصر العربية - ‏)الهيئة<br />

املصرية العامة للروة املعدنية(.‏<br />

2- اإدارة الإتاوات والإحصاء - ‏)مستقاة من تقارير<br />

الشركات الواردة اإىل الإدارة(.‏<br />

3- النشرات الإعالمية للخامات املعدنية السعودية-‏<br />

‏)اململكة العربية السعودية(.‏<br />

4- ‏شبكة املعلومات الدولية .)Internet(


صناعة ومعادن<br />

اأكثر المعادن انتشاراً‏ في الطبيعة..‏<br />

المرو ‏)‏Quartz‏(..معدن يصاحبك حيثما كنت<br />

يعد هذا املعدن من اأهم املعادن يف<br />

حياتنا وعلى الرغم من اأهميته اإال<br />

اأن معظمنا ال يعلم عنه ‏شيئاً‏ رغم اأنه<br />

معك يف بيتك يف كل مكان تراه تلمسه<br />

فهو يف زجاج املنازل،‏ يف الساعات،‏<br />

يف الشوارع،‏ حتى اإنه يف نظارتك<br />

الطبية اإنه املرو )Quartz( اأو<br />

املعروف باسم الكوارتز وسنلقي<br />

هنا نظرة بسيطة على هذا املعدن<br />

الرائع وشاأحاول اأن اأغطي كل ما<br />

يتعلق بهذا املعدن من تاريخ اكتشافه<br />

وبنيته الداخلية حتى خصائصه<br />

واستخداماته املختلفة.‏<br />

املرو من املعادن الأكثر انتشاراً‏ يف<br />

الطبيعة والتي لها اأهميه عظيمة يف حياتنا<br />

ويعود اكتشاف الكوارتز اإىل الفرنسي ‏)بيري<br />

كوري(‏ واأخيه ‏)جاك(‏ واللذين كانا يدرسان<br />

عينة من الرمل يف عام 1880 حيث لحظا<br />

ظاهرة غريبة،‏ وهي اأنه عند تعريض الكوارتز<br />

‏)ثاين اأكسيد السيليكون(‏ جلهد اآيل فاإنه<br />

يتولد تيار كهربائي،‏ وبالعكس ففي حال<br />

تعرضت بلورة الكوارتز ملجال كهربائي،‏ فاإنها<br />

تتذبذب وتهتز برتدد معني،‏ كما وجد اأن هذا<br />

الهتزاز والتذبذب يتسم بالنتظام والدقة<br />

العالية ‏)ظاهرة الكهرواإجهادية(‏ .<br />

38<br />

البنية الداخلية<br />

ويتكون املرو من عنصري السليكون Si<br />

والكسجني O2 مرتبطني معاً‏ يف اإطار مستمر<br />

من الذرات.‏<br />

ويتبلور املرو يف فصيلة الثالثي اإذا تكون<br />

يف درجة حرارة اأقل من 523 درجة مئوية اأما<br />

اإذا تكون يف درجة حرارة اأعلى من 573 درجة<br />

مئوية فاإنه يتبلور يف فصيلة السداسي.‏<br />

وقد يصل طول البلورة الواحدة للمرو<br />

اإىل 1 مرت اأو تزيد وهذا يف فصيلة السداسي<br />

‏)يشيع تبلور املرو يف فصيلة السداسي عن<br />

فصيلة الثالثي(.‏<br />

بلورات املرو)‏Quartz‏(‏ النقى ويظهر هنا مدى ‏شفافيته<br />

‏صورة توضح مدى تباين الوان العقيق)‏Agate‏(‏<br />

اخلواص الطبيعية للمرو<br />

• اللون:‏ املرو يف حالته النقية عدمي اللون اأو<br />

‏شفاف والذي يعرف بالبلور الصخري..‏<br />

ولكنه قد يكون ذا لون بنفسجي لحتوائه


39<br />

الكالسيدوني والعقيق<br />

و"جاسبر"..‏ اأشهر اأنواعه<br />

على ‏شوائب املنجنيز ويف هذه احلالة<br />

يسمى اميثيست ..)amythest( ومن<br />

املمكن اأن يكون لونه وردياً‏ لحتوائه على<br />

‏شوائب التيتانيوم ويسمى يف هذه احلالة<br />

املرو الوردي Quartz( .)pink<br />

وميكن ان يكون املرو له لون اأصفر مدخن<br />

اأو بني ويسمى يف هذه احلالة املرو املدخن<br />

.)Smoky Quartz(<br />

وقد يكون لونه لبنياً‏ اأو اأزرق وهذا نتيجة<br />

لوجود فراغات هوائية دقيقة ويسمى باملرو<br />

الأزرق Quartz( .)Blue<br />

وقد يكون لونه اأصفر ويسمى يف هذه<br />

احلالة بالسرتين )Citrine( .<br />

وكل هذه الأنواع واضحة التبلور.‏<br />

• الربيق :)Luster( يتميز املرو بربيق<br />

طريقة رص الذرات داخل املعدن<br />

زجاجي واأحياناً‏ بربيق ‏صمغي ‏شفاف اإىل<br />

نصف ‏شفاف ‏)بريق املعدن هو املظهر<br />

الذي يبديه ‏سطح املعدن نتيجة لنعكاس<br />

الضوء عليه.‏<br />

• املخدش :)Streak( للمرو خمدش<br />

اأبيض ‏)هو لون مسحوق املعدن الناعم<br />

الذي يلتصق على ‏سطح قطعة بيضاء<br />

خشنة من اخلزف ‏)لوحة املخدش(‏<br />

عندما يستخدم يف حك قطعة املعدن<br />

عليه(.‏<br />

• الصالدة اأو القساوة :)Hardness(<br />

يتميز املرو بصالدة عالية 7 على<br />

مقياس موهز للصالدة..‏ الصالدة هي<br />

مقاومة املعدن للخدش وتعترب من اأكر<br />

اخلصائص ‏شيوعاً‏ يف التعرف على<br />

املعادن وهي خاصية نسبية ومقياس<br />

موهز للصالدة كالتايل:‏<br />

1- التلك يخدش باأظفر الإصبع بسهولة.‏<br />

2- اجلبس يخدش باأظفر الإصبع<br />

بصعوبة.‏<br />

الصفائح تربط كل ذرة ‏سليكون مع ذرتني من<br />

الأوكسجني لينتج لنا هذا الشكل<br />

3- الكالسيت يخدش بقطعة نقود<br />

معدنية.‏<br />

4- فلوريت يخدش بسكني بسهولة.‏<br />

5- الباتايت يخدش بسكني بصعوبة.‏


صناعة ومعادن<br />

بلورة مرو)‏Quartz‏(‏ ‏)متبلورة فى فصيلة السداسى(‏<br />

6- الرثوكليز يخدش بقطعة زجاج<br />

بصعوبة.‏<br />

7- الكوارتز يخدش مبربد حديدي.‏<br />

8- توباز يخدش بالكوارندم.‏<br />

9- الكوارندم يخدش بالأملاس.‏<br />

10- الأملاس ل توجد اأداة اختبار.‏<br />

• املكسر :)Fracture( للمرو مكسر<br />

حماري اأو ‏صديف conchoidal وهو<br />

يشبه خطوط النمو على ‏صدفة املحار<br />

‏)واملكسر هو ‏شكل السطح الناجت عند<br />

كسر عينة من املعدن يف اجتاهات اأخرى<br />

غري مستويات التشقق(.‏<br />

• الوزن النوعي gravity( :)specific<br />

الوزن النوعي للمرو هو 2.65 ‏)الوزن<br />

النوعي هو نسبة وزن حجم معني من مادة<br />

اإىل وزن حجم مساو له من املاء املقطر<br />

عند درجة ‎4‎مْ‏ (.<br />

• التاأثري الكهرواإجهادي :)piezoelectric(<br />

يعترب التاأثري الكهرو اإجهادي للمرو<br />

)Quartz( من اأهم خصائصه فعندما<br />

تضغط ‏صفيحة ‏)شريحة(‏ من املرو<br />

ميكانيكيًّا،‏ فاإنها تكتسب ‏شحنةً‏ موجبة<br />

من جانب،‏ وسالبة من جانب اآخر.‏ وهذه<br />

الظاهرة هي توليد كهربائيّ‏ اإجهادي<br />

للجهد الكهربائي عرب البلورة.‏ وهي<br />

متكن تيّاراً‏ كهربائيًا اأو اإشارةً‏ كهربائيةً‏<br />

من املرور عرب البلورة.‏<br />

تواجد املرو<br />

يعترب املرو من اأكثر املعادن انتشاراً‏<br />

يف الطبيعة فهو يكون عنصراً‏ اأساسياً‏ يف<br />

املرو الأصفر السرتين)‏Cetrine‏(‏<br />

مرو مدخن Somky Quartz<br />

الصخور النارية احلامضية وكثري من<br />

الصخور املتحولة ويكون الرمال والصخور<br />

الرملية ‏)املرو هو املكون الأساسي ملعظم اأنواع<br />

الرمال التي تغطى ‏سطح الكرة الأرضية(‏ كما<br />

يوجد اأيضاً‏ على هيئة عروق حاملة خلامات<br />

اقتصادية مثل الذهب وتنتشر عروق املرو<br />

40


عينة من املرو الوردى Pink Quartz<br />

استخدامه اأحدث ثورة في<br />

‏صناعة الساعات<br />

41<br />

الصغرية رمبا بسبب النشاط الناري اأو قد<br />

يكون نتيجة ذوبان مواد ‏سطحية اأو الصخور<br />

السطحية .<br />

ويعترب املرو مقاوماً‏ للتاآكل ومن هنا<br />

يكر يف الرسوبيات.‏ كما اأن اأغلب الأوبال<br />

‏)املرو الدقيق يعرف بالأوبال(‏ قد ترسب من<br />

حماليل اإما الرواسب اأو الفجوات الالبة اأو<br />

حول العيون الساخنة.‏<br />

اأنواع املرو<br />

• الكالسيدوين :)Chalcedon( وهو<br />

عبارة عن خليط من ‏سيليكا متبلورة وغري<br />

متبلورة لونه اأبيض رصاصي اأو بني مسود<br />

وله بريق ‏صمغي.‏<br />

• اجيت اأو العقيق )Agate( يتكون يف<br />

طبقات متوازية خمتلفة الألوان.‏<br />

• جاسرب)‏Jasper‏(‏ له لون اأحمر وهو غري<br />

‏شفاف.‏<br />

فوائد املرو<br />

يستخدم املرو النقي Quartz( )Pure<br />

يف ‏صناعة الأجهزة البصرية مثل املجهر<br />

والنظارات الطبية والأجهزة الكهربائية<br />

حيث تستخدم بلورات املرو يف ناقالت<br />

املوجات اخلاصة باأجهزة املذياع والتلفاز<br />

ومعظم الرادارات.‏ ويف مثل هذه الناقالت،‏<br />

تضخم الإشارة الكهربائية املولدة وتُغريرَّ‏<br />

اإىل موجة راديوية ذات تردد معني كما<br />

يستخدم يف ‏صناعة الوصالت الثنائية<br />

)Diode( والرتانزستور الوصلى ثنائي<br />

القطب)‏Transistor‏(‏ .<br />

كما يدخل يف الدوائر الكهربية ويعمل<br />

كمنظم للتيار اأيضاً‏ كما اأن الرمل يستخرج<br />

منه مادة السليكون واملستخدمة يف ‏صناعة<br />

اأغلب الدوائر اخلاصة باحلاسوب والأجهزة<br />

الإلكرتونية .<br />

ولأن بلورات املرو )Quartz( ل تتمدد<br />

كثرياً‏ عند تسخينها ول تتصدع عن تربيدها<br />

بسرعة فاإنها تستخدم يف ‏صنع احلاويات<br />

الزجاجية ويف ‏صناعة الزجاج والطوب<br />

الزجاجي واخلزف وتستخدم الصخور<br />

الرملية للمرو )Quartz( يف البناء كما يدخل<br />

يف ‏صناعة معجون الأسنان وورق الصنفرة.‏<br />

وقد اأحدث املرو )Quartz( ثورة هائلة<br />

يف ‏صناعة الساعات حيث يبلغ نصيب املرو<br />

من ‏صناعة الساعات ما يوازي %85 من<br />

‏صناعة الساعات العاملية.‏<br />

وسبب استخدام املرو يف ‏صناعة الساعات<br />

املرو الأزرق Blue Quartz


صناعة ومعادن<br />

عينة مرو)‏Quartz‏(‏ ذات بريق زجاجى<br />

يدخل في ‏صناعة الأجهزة<br />

البصرية والحليّ‏ والدوائر<br />

الكهربية<br />

عينة اميثيست amythest<br />

هو متيزه بخاصية التاأثري الكهراإجهادي<br />

وما ينتج عنها من اهتزاز وتذبذب يتسم<br />

بالنتظام والدقة العالية.‏<br />

ويعود اأول منوذج لساعة مصنوعة من<br />

املرو )Quartz( اإىل عام 1967 حيث مت<br />

اإنتاج هذه الساعة من قبل الباحثني يف مركز<br />

الساعات الإلكرتونية يف نويشتل يف ‏سويسرا،‏<br />

ويف عام 1969 متت ‏صناعة اأول ‏ساعة مرو<br />

)Quartz( يف اليابان من قبل ‏سيكو اليابانية<br />

حتت اسم اأسرتون.‏<br />

ومبداأ عمل ‏ساعات الكوارتز يقوم على<br />

تزويد رقاقة من املرو )Quartz( بتيار<br />

كهربائي مصدره بطارية ‏صغرية،‏ ويتسبب<br />

هذا التيار يف اإحداث اهتزاز اأو ذبذبة لبلورة<br />

املرو )Quartz( والتي تنقل هذه احلركة اإىل<br />

عقارب الساعة،‏ ويبلغ عدد هذه الذبذبات<br />

لرقاقة املرو )Quartz( حوايل 8192 ذبذبة<br />

يف الثانية ‏)هريتز(‏ للساعات القدمية،‏ اأما<br />

املصنعة حالياً‏ فقد متت زيادة مقدار تذبذبها<br />

يظهر بوضوح فى الصورة اختالط املرو مع الذهب كحامل له<br />

لتصل اإىل 32768 ذبذبة يف الثانية ‏)هريتز(.‏<br />

ويعترب املرو )Quartz( من املواد التي<br />

تتميز بثبات اهتزازها ‏ضمن مدى حراري<br />

يرتاوح بني الصفر و‎60‎ درجة ‏سيلسيوس،‏<br />

بينما املواد الأخرى والتي متتلك خاصية<br />

البيزوكهربائية،‏ فاإنها تتشوه كثرياً‏ عند<br />

تعرضها لدرجات حرارة خمتلفة.‏<br />

وبالإضافة اإىل دقة وانتظام اهتزاز املرو<br />

42


بلورة مرو)‏Quartz‏()متبلورة فى فصية الثالثى(‏<br />

عينة من اجلاسرب)‏Jasper‏(‏ يظهر فيها اللون الحمر بوضوح<br />

43<br />

)Quartz( والذي يوؤدي اإىل اأن تتميز ‏ساعات<br />

املرو )Quartz( بدقة عالية تبلغ جمال تاأخري<br />

يبلغ دقيقة واحدة يف العام،‏ فاإن هذه املادة<br />

تتميز برخص ثمنها وتوافرها بشكل كبري.‏<br />

عينة كالسيدونى)‏Chalcedon‏(‏<br />

ويستخدم املرو )Quartz( بشكل واسع<br />

يف احللي وذلك لتعدد األوانه وحتمله الشديد<br />

للكسر واخلدش وهذه بعض الصور حللى<br />

املرو.‏<br />

‏شكل املسكر املحارى للمرو)‏fracture )conchoidal<br />

وقد ‏ساد قدمياً‏ اعتقاد اأن ل"املرو"‏<br />

خواص عالجية ونسجت حوله بعض الأساطري<br />

وحتى الآن يوجد من يعتقد يف ذلك فيقال اإنه<br />

يساعد على التخلص من الأحالم املزعجة<br />

والأرق كما يساعد يف عالج بعض الأمراض<br />

النفسية،‏ فمثالً‏ املرو النقي الشفاف يقال اإن<br />

له قدرة على التخلص من الأمل والدوار.‏<br />

كما اأن املرو الوردي له قدرة على عالج<br />

اأمراض الكلى والصداع والعجز اجلنسي.‏<br />

وكل هذا عن طريق البلورات اخلاصة باملرو<br />

ويعرف ممارسو هذه الطريقة يف العالج باسم<br />

املعاجلون البلّوريون healers( .)Crystal


تعدين وبيئة<br />

كربونات الكالسيوم..‏ الوصف الجيولوجي<br />

وطرق استخراجه من الحجر الجيري<br />

احلجر اجليري هو من<br />

جمموعة الكالسيت ونادراً‏<br />

االرجونيت يف علم املعادن<br />

واالسم الكيمائي له كربونات<br />

الكالسيوم وصيغته الكيمائية<br />

.)Ca CO3(<br />

ونظرياً‏ كربونات<br />

الكالسيوم حتتوي على %56<br />

من اأكسيد الكالسيوم Ca(<br />

O( و %44 من ثاين اأكسيد<br />

الكربون )CO2( والأنه<br />

معدن طبيعي فهو يحتوي<br />

على القليل من الشوائب<br />

كاملاغنسيوم واالألومنيوم<br />

والسليكا واحلديد.‏<br />

44<br />

املنشأ<br />

جيولوجياً‏ هو نتيجة بقايا كائنات حية<br />

ترسبت حتت ‏سطح البحر ونتيجة الضغوط<br />

العالية والتحوالت احلرارية الناجتة من<br />

تغيرات القشرة االأرضية حتولت اإىل<br />

‏صخور احلجر اجلري وهذا اأدى اإىل وجود<br />

االحفوريات ‏)البقايا احليوانية(‏ يف طبقات<br />

احلجر اجلري.‏<br />

استخالص ومعاجلة<br />

‏سنتطرق لطرق استخراج ومعاجلة<br />

مسحوق كربونات الكالسيوم من احلجر<br />

اجليري ابتداءً‏ من املحجر وحتى عملية<br />

تخزين املنتوج للتسويق مروراً‏ باستخداماته<br />

والسوق العاملي له على النحو التايل:‏<br />

اأوالً:‏ التعدين..‏ االستخراج<br />

كما هو معروف اأن احلجر اجليري<br />

يوجد على هيئة طبقات ممتدة،‏ وقد تغطيها<br />

طبقة ‏صخرية اأو طينية اأو رملية فتتم<br />

اإزالتها،‏ وعملية اإزالة طبقة الغطاء تتم<br />

بطريقتني اإما بالتفجر اأو ميكانيكياً‏ وذلك<br />

حسب نوعها وصالبتها فاإن كانت عبارة عن<br />

طبقة طينية تسهل اإزالتها فتتم بالتفتيت<br />

امليكانيكي بواسطة معدات التفتيت وذلك<br />

خللخلة هذه الطبقة ومن مت تكشط<br />

ميكانيكياً‏ واإن كانت طبقةً‏ رملية تكشط<br />

مباشرة وجتمع يف ‏ساحة تسمى ‏ساحة<br />

النفاية وتكون بعيدة عن ‏ساحة وواجهة<br />

العمل،‏ واإن كانت الطبقة متماسكة وذات<br />

‏صالبة عالية اأو متوسطة فيتم استخدام<br />

التفجر الإزالتها وذلك النخفاض كلفة<br />

االستخراج بالتفجر عنها ميكانيكياً،‏ وبعد<br />

ذلك تبداأ عملية تعدين احلجر اجليري<br />

وهنا يتم استخدام التفجر باعتبار احلجر<br />

اجليري ذا ‏صالبة متوسطة )3 مبقياس<br />

موهر(‏ ويستخدم البارود يف التفجر بعد<br />

عملية حفر اآبار التفجر والتي تكون باأعماق<br />

واأقطار وصفوف واأعداد حمسوبة وزوايا<br />

ميل معينة ‏)للحصول على حجوم تناسب<br />

عملية التكضر(‏ وتكون عملية التعدين<br />

بواسطة مصاطب االستخراج اعتماداً‏ على<br />

‏سمك طبقة اخلام،‏ ومن مت تدحرج كتل<br />

االأحجار اجليرية وجتمع ليتم نقلها اإىل<br />

الكسارة مبعدات الرفع والتحميل وذلك<br />

يف حالة عدم وجود اأي ‏شوائب مصاحبة<br />

كالرمل اأو الطني اأو يتم غسلها للتخلص من<br />

هذه الشوائب عن ‏سطح اخلام.‏<br />

تنقل كتل اخلام املفجرة واملغسولة اإىل<br />

الكسارة لتكضر اخلام حلجوم اأقل من<br />

75 ملم ومن ثم تنقل املكسرات احلجرية<br />

اإىل املعمل لبداية عملية معاجلة االأحجار<br />

اجلرية للحصول على مسحوق كربونات<br />

الكالسيوم .


مكون رئيس في ‏صناعات<br />

كثيرة مثل الزجاج والورق<br />

والحديد والصلب<br />

45<br />

ثانياً:‏ التصنيع<br />

يف املصنع تستقبل املكسرات احلجرية<br />

القادمة من املنجم السطحي ‏)اأقل من 75<br />

ملم(‏ ويتم جتميعها يف ‏ساحات تخزين<br />

خمصصة لذلك استعداداً‏ الإجراء عملية<br />

املعاجلة لهذه املكسرات على النحو التايل:‏<br />

)1( التكسري والتجفيف:‏<br />

تنقل املكسرات احلجرية من ‏ساحة<br />

التخزين مبعدات الرفع وتوضع يف قمع<br />

استقبال املادة اخلام ليتم نقلها اإىل<br />

الكسارة عن طريق مغذي هزاز لعملية<br />

التكضر والتجفيف وميكن اأن تتم<br />

العمليتان يف نفس الوقت وذلك باإمرار<br />

الهواء الساخن على اخلام يف الكسارة<br />

اأو يتم جتفيف اخلام بعد التكضر يف<br />

جمفف خاص منفصل،‏ ويتم احلصول<br />

من هذه العملية على حبيبات بحجوم<br />

25 ملم تنقل على مصاعد ناقلة ملرحلة<br />

التخزين.‏<br />

)2( التخزين:‏<br />

ويتم تخزين اخلام يف ‏صوامع ‏ضخمة<br />

خمصصة لذلك تقوم بتغذية مرحلة<br />

الطحن والتصنيف بواسطة ‏سيور<br />

ناقلة.‏<br />

)3( الطحن والتصنيف:‏<br />

يتم يف هذه املرحلة طحن احلبيبات<br />

القادمة من مرحلة التخزين بواسطة<br />

‏سيور ناقلة تتوسطها مناخل للتخلص<br />

من الشوائب والرمال املصاحبة،‏ ويتم<br />

الطحن بواسطة طواحني دوارة ووسط<br />

الطحن كرات فوالذية وتتم العملية<br />

بتساقط الكرات بفعل الدوران على<br />

اخلام فيتم طحنه اإىل مسحوق من<br />

كربونات الكالسيوم خمتلف االأحجام<br />

لذلك يتم نقل هذا املسحوق اإىل<br />

املصنفات والتي تقوم بعملية الفصل<br />

بالهواء للحجوم الناعمة جداً‏ وتنقل<br />

اإىل ‏صوامع التجميع املخصصة لكل<br />

حجم منفصل،‏ اأما احلجوم االأقل<br />

نعومة تخرج ومتر على مناخل ليتم فرز<br />

احلجم املطلوب،‏ واحلجم االأكرب يرجع<br />

للطاحونة الإعادة طحنه،‏ وتتم عملية نقل<br />

املسحوق من الطاحونة اإىل املصنفات<br />

بواسطة انابيب نقل هوائية اأو ‏سيور ناقلة<br />

حلزونية،‏ مسحوق كربونات الكالسيوم<br />

ذو احلجوم املطلوبة يتم جتميعه يف


تعدين وبيئة<br />

‏صوامع جتميع املنتوج النهائي لكل حجم<br />

منفصل لتتم عملية التعبئة والتكييس<br />

حسب نوع التعبئة املطلوبة لالستهالك.‏<br />

)4( ‏صوامع التجميع والتعبئة:‏<br />

بعد اأن تتم عملية تصنيف مسحوق<br />

كربونات الكالسيوم باملصنفات<br />

واملناخل،‏ يجمع املسحوق يف ‏صوامع<br />

حسب حجم املسحوق املستخدم بواسطة<br />

اأنابيب هوائية وينقل الآالت التعبئة،‏<br />

وتتم عملية التعبئة حسب نوع التعبئة<br />

املطلوب استهالك كربونات الكالسيوم<br />

لها اأو حسب رغبة املستهلك وتتم التعبئة<br />

اإما يف اأكياس ورقية اأو بالستيكية ذات<br />

وزن – 25 50 كجم اأو تعباأ يف اأكياس<br />

مطاطية ذات حمولة طن اأو تعباأ مباشرة<br />

اإىل ‏شاحنات النقل.‏<br />

)5( التغليف:‏<br />

هذه املرحلة تتم مباشرة بعد عملية<br />

التصنيف وتكون للحجوم الناعمة جداً،‏<br />

وتعترب اإحدى مراحل عمليات املعاجلة<br />

ملسحوق كربونات الكالسيوم ولكنها ال<br />

تكون غالباً‏ من ‏ضمن مكونات املعمل،‏<br />

وذلك الأن تغليف مسحوق كربونات<br />

الكالسيوم يتم حسب نوع االستخدام<br />

املطلوب للمسحوق يف الصناعة،‏ ويتم<br />

يف هذه املرحلة تغليف حبيبات كربونات<br />

الكالسيوم ذات االأحجام اأقل من 15<br />

ميكروناً‏ اإىل االأحجام اأقل من 6 ميكرون<br />

واأكرث،‏ وفيها االأحجام الناعمة جداً‏ متر<br />

لصومعة جتميع ومنها لقمع االستقبال<br />

الذي يغذي طاحونة اخللط والتي<br />

يتم فيها خلط احلبيبات مع حمض<br />

السيتاريك والتي تضاف بنسب معينة<br />

وتتم اإذابتها يف خزان خاص ومن ثم<br />

ترش لداخل طاحونة اخللط والتي تدور<br />

مبعدل حمسوب لضمان جتانس كل<br />

احلبيبات ومن ثم متر لعملية التعبئة<br />

والتكييس.‏<br />

استخدامات كربونات الكالسيوم<br />

توجد عالقة وثيقة قدمية ما بني اجلنس<br />

البشرى واحلجر اجليري،‏ حيث كانت<br />

كميات هائلة من احلجر اجلري تستخدم<br />

من قبل قدماء املصريني ‏)الفراعنة(‏ يف<br />

بناء االأهرامات وكذلك يف بناء اأضرحة<br />

القديسني من قبل االإغريق والرومان،‏<br />

باالإضافة اإىل ذلك العديد من التماثيل<br />

والنصب القدمية واملنحوتات كانت تعمل من<br />

الرخام والذي هو ‏صورة متحولة من احلجر<br />

اجلري،‏ وكان يستخدم اأيضاً‏ يف املباين من<br />

الداخل واخلارج منذ العصور القدمية.‏<br />

وبعد حدوث الثورة الصناعية الهائلة<br />

اأصبح احلجر اجليري يستخدم بكميات<br />

كبيرة وبداأت هذه الزيادة نتيجة النمو<br />

الكبير احلاصل يف ‏صناعة االأسمنت<br />

الذي يكون احلجر اجلري خاماً‏ اأساسياً‏<br />

يف ‏صناعته وكذلك يف ‏صناعات احلديد<br />

والصلب.‏<br />

ونتيجة تطور الصناعات البرتوكيماوية<br />

بعد احلرب العاملية الثانية فاإن كربونات<br />

46


47<br />

الكالسيوم اأصبحت تستخدم يف اأغراض<br />

كثيرة فمثالً‏ كمادة مالئة يف ‏صناعة<br />

البالستيك والطالء وكعامل مساعد يف<br />

معاجلة املطاط وكمادة مضافة يف ‏صناعة<br />

الورق وكذلك يف االأغراض الطبية ويف<br />

‏صناعة االأسمدة الكيماوية واملبيدات<br />

احلشرية والزجاج...‏ اإلخ.‏<br />

وتتم عملية معاجلة وتصنيف حجوم<br />

كربونات الكالسيوم يف املصنع حسب<br />

استخداماته يف الصناعة،‏ فهناك بعض<br />

الصناعات التي تستخدم كربونات<br />

الكالسيوم املغلفة واأخرى غر مغلفة ومنها<br />

من يستخدم حجوماً‏ اأقل من 1 ميكرون<br />

والبعض حتى حجم اأكرب من 4 ملم،‏ وغالباً‏<br />

ما يكون االستخدام اجليد لها كمادة خام<br />

بدون اأية اإضافات لها.‏<br />

وفيما يلي بعض الصناعات التي<br />

تستخدم فيها كربونات الكالسيوم بعد<br />

عمليات املعاجلة يف املعمل:‏<br />

)1( ‏صناعة اللدائن:‏<br />

يستخدم مسحوق كربونات الكالسيوم<br />

يف العديد من املنتوجات البالستيكية<br />

الناجتة من الصناعات النفطية،‏<br />

فاإضافة كربونات الكالسيوم حتسن<br />

من بعض اخلواص الفيزيائية للمنتوج<br />

البالستيكي،‏ فهي جتعله مقاوماً‏<br />

للتشوه حيث ترفع من درجة ثباته<br />

ومقاومته وجتعله ذا مظهر خارجي<br />

جيد وكذلك امللمس وحتافظ عليه<br />

من االنسالل باالإضافة اإىل ذلك فهي<br />

جتعله ‏سهل املعاجلة وذلك بالرفع<br />

من انسيابيته وتشتته،‏ اإن استخدام<br />

كربونات الكالسيوم يف ‏صناعة اللدائن<br />

يقلل من تكاليف االإنتاج الأنها اأرخص<br />

بكثر من البرتول ومواد خام اأخرى،‏<br />

ومن بعض املنتوجات البالستيكية التي<br />

حتتوي على كربونات الكالسيوم اأنابيب<br />

الصرف،‏ االأسالك الكهربية،‏ بعض<br />

اأجزاء املعدات الكهربية،‏ بعض اأجزاء<br />

السيارات،‏ لعب االأطفال،‏ االأفلالم،‏<br />

اأكياس القمامة البالستيكية،‏ اأدوات<br />

املائدة،‏ حافظات االأغذية والصحون،‏<br />

الكراسي،‏ املواد الصحية والزينة،‏<br />

والصمغ ... وغرها.‏<br />

)2( ‏صناعة املطاط:‏<br />

مسحوق كربونات الكالسيوم يستخدم<br />

بكرثة يف املنتوجات الناجتة من املطاط،‏<br />

الأنه يجعل عملية املعاجلة اأسهل وكذلك<br />

يخفض التكاليف كمادة مالئة،‏ ومن<br />

بعض املنتوجات املطاطية الداخل فيها<br />

كربونات الكالسيوم االأسالك الكهربية،‏<br />

السيور واالأحزمة،‏ االأحذية،‏ االإطارات،‏<br />

اخلراطيم،‏ الصمغ املطاطي،‏ العجينة<br />

املطاطية،‏ االإسفنج.‏<br />

)3( ‏صناعة الطالء:‏<br />

يدخل مسحوق كربونات الكالسيوم<br />

يف عملية تصنيع الطالء كمادة مالئة<br />

لتحسني بعض اخلواص الطبيعية<br />

للطالء كاملقاومة احلرارية والتوصيل<br />

احلراري والكثافة وضبط اللزوجة


تعدين وبيئة<br />

املطاط<br />

طالء<br />

الورق<br />

الزجاج<br />

لدائن<br />

ومنع السيالن ومنع حدوث االمتصاص<br />

يف االأسطح اخلشبية ونظراً‏ النخفاض<br />

‏سعره يقلل من التكاليف وهو مادة<br />

اأساسية يف ‏صناعة الطالء حيث تشكل<br />

من – 30 40 % من مكونات الطالء.‏<br />

حيث يستخدم كمادة مالئة لرفع<br />

الصالبة وذلك باحتاده مع جزيئات<br />

املواد امللونة اأو الالصقة مكوناً‏ مادة<br />

متماسكة وثابتة ذات انسيابية عالية<br />

ويجب اأن يكون احلجم احلبيبي<br />

ملسحوق كربونات الكالسيوم ال يتعدى<br />

20 ميكروناً.‏<br />

)4( ‏صناعة الورق:‏<br />

يستخدم مسحوق كربونات الكالسيوم<br />

يف ‏صناعة الورق وليس فقط يف اإعطاء<br />

البياض فقط ولكنه يغره من حمضي<br />

اإىل حمايد،‏ وبالتايل يصبح جيداً‏<br />

48


49<br />

حلفظه لفترتات طويلة جداً‏ بدون<br />

حدوث تعفن كما يف ورق الصحف<br />

والذي هو ورق حمضي،‏ ومن اأنواع<br />

الورق املحتوي على كربونات الكالسيوم<br />

ورق الرسم،‏ ورق التغليف،‏ ورق النحت،‏<br />

ورق االإعالنات،‏ ... وغره.‏<br />

)5( ‏صناعة مواد البناء:‏<br />

مسحوق كربونات الكالسيوم واحلجر<br />

اجليري يستخدمان منذ القدم<br />

يف البناء،‏ ويف الوقت احلاضر زاد<br />

استخدامهما كمواد بناء خمتلفة<br />

فعلى ‏سبيل املثال يف ‏صناعة الرخام<br />

الصناعي،‏ األواح اجلدران،‏ بالط<br />

االأرضيات،‏ املكسرات احلجرية...‏<br />

وغره.‏<br />

)6( ‏صناعة احلديد والصلب:‏<br />

تستعمل كربونات الكالسيوم يف ‏صناعة<br />

احلديد والصلب كمادة مساعدة<br />

للصهر وتخفيض درجة حرارة انصهار<br />

احلديد واملساعدة على اختزاله اإىل<br />

جانب تفاعلها مع الشوائب املصاحبة<br />

للخام كالسليكا واالألومنيا مكوناً‏ منها<br />

خبثاً‏ بتفاعل اأكسيد الكالسيوم مع تلك<br />

االأكاسيد بينما يتحول ثاين اأكسيد<br />

الكربون الناجت بفعل اجلو االختزايل<br />

يف الفرن اإىل اأمل اأكسيد الكربون<br />

الذي بصفته مادة خمتزلة تساهم يف<br />

انتزاع االأوكسجني من اأكاسيد احلديد<br />

الختزالها اإىل فلز ‏)حديد(،‏ عليه يجب<br />

اأن تكون االأحجار اجلرية املستخدمة<br />

حتتوي على اأقل ما ميكن من اأكاسيد<br />

السليكا واالألومنيا والكربيت.‏<br />

‏)‏‎7‎‏(صناعة الزجاج:‏<br />

تعترب ‏صناعة الزجاج مثاالً‏ لكيفية<br />

استعمال االأحجار اجلرية يف ‏صناعته،‏<br />

اإذ اإن معظم ‏صناعة الزجاج تتكون من<br />

خليط من السليكا،‏ والصودا ‏)كربونات<br />

الصوديوم(،‏ واجلير ‏)اأكسيد<br />

الكالسيوم(،‏ ودور اأكسيد الكالسيوم<br />

املحافظة على ثبات الرتكيب الكيميائي<br />

للزجاج ويعطي تلك املنتوجات القوة<br />

مما يجعلها اأقل قابلية للكسر ويجب اأن<br />

مشروع اإنتاج كربونات الكالسيوم املرسبة بالسعودية<br />

• املنتج:‏ كربونات الكالسيوم املرسبة.‏<br />

• الصناعات املعتمدة عليها:‏<br />

- ‏صناعة االأدوية ومستحضرات التجميل<br />

- ‏صناعة االأحبار<br />

- ‏صناعة السجاد واملوكيت<br />

- ‏صناعة املواد الالصقة واملنظفات.‏<br />

• الطاقة االإنتاجية السنوية:‏ 30 األف طن مرتي ‏سنوياً.‏<br />

• املوقع:‏ اأم الغربان اأو ‏سدوس اأو خشم مزاليج اأو ‏شمال الدرعية اأو احلائر اأو وادي حنيف<br />

اأو وادي تربة.‏<br />

• االستثمارات ‏)التمويل(‏ : 135 مليون ريال.‏<br />

- االإيرادات السنوية:‏ 39 مليون ريال.‏<br />

- تكاليف االإنتاج السنوية : 22.5 مليون ريال.‏<br />

- االأرباح السنوية:‏ 16.5 مليون.‏<br />

- معدل العائد على راأس املستثمر:‏ %12.2.<br />

- فرتة اسرتداد راأس املال:‏ 5 ‏سنوات.‏<br />

- نسبة التعادل:‏ %42.<br />

تكون االأحجار اجلرية املستخدمة نقية<br />

وحتتوي على اأقل ما ميكن من اأكاسيد<br />

احلديد.‏<br />

)8( يف الصناعات الدوائية والأغذية:‏<br />

يضاف مسحوق كربونات الكالسيوم<br />

لبعض اأنواع االأطعمة واملقويات<br />

الصحية،‏ وبعض اأنواع االأغذية التي<br />

يضاف اإليها النقانق،‏ اخلبز،‏ العلكة،‏<br />

العصائر،‏ احللوى،‏ رقائق البسكويت<br />

الناشف ويضاف كذلك لالأغذية الطبية<br />

كمقويات نقص للكالسيوم يف اجلسم،‏<br />

اأما الصناعات الدوائية كاملسحوق<br />

املضاد للحموضة يف املعدة،‏ يف معاجني<br />

االأسنان،‏ وحبوب الكالسيوم،‏ واالأدوية<br />

الالحمة للعظام...‏ وغره .<br />

)9( ‏صناعة العلف احليواين والأسمدة<br />

الزراعية :<br />

يف املجال الزراعي مسحوق كربونات<br />

الكالسيوم يستخدم ملعادلة ‏)قلوية(‏<br />

الرتبة بالنسبة للمواشي واالأسماك<br />

فاإنه يستخدم يف االأسمدة على ‏سبيل<br />

املثال يستخدم كعلف للدواجن والطيور<br />

لتقوية قشور البيض وكذلك يستخدم<br />

يف عملية الزراعات البحرية كعملية<br />

زراعة واستنبات القريدس ويستخدم<br />

اأيضاً‏ كدواء للحيوانات.‏<br />

)10( ‏صناعات اأخرى :<br />

مسحوق كربونات الكالسيوم عايل<br />

النقاوة يستعمل يف ‏صناعة الزجاج<br />

البلوري والعدسات البصرية كعدسات<br />

الكامرات وفى ‏صناعة بعض القطع<br />

الكهربية ‏"عدسات"،‏ وفى املدارس<br />

يستعمل يف الطباشير واالألوان<br />

والطباشير الشمعي واملساحات<br />

البالستيك.‏<br />

ومن خالل كل هذا نكتشف مدى اأهمية<br />

كربونات الكالسيوم فهي مادة ‏ضرورية جداً‏<br />

يف العديد من الصناعات فحاول اأن تكتشف<br />

كربونات الكالسيوم من حولك.‏


حمم مضيئة<br />

المستقبل حلم يتحقق بشروط )2-1(<br />

كلمة املستقبل تشري اإىل اخلوف والقلق والتساوؤل وذلك الن<br />

االإنسان ال يعرف الغيب،‏ فاملستقبل يثري التساوؤل عن ‏شيء غري<br />

معروف اأي العمل من اجل الزمن القادم لذلك تتداخل يف دراسته<br />

حركة التاريخ واملجتمع وتتشابك يف اإطارها معادالت املاضي<br />

واحلاضر واملستقبل،‏ على اأساس اإن البدايات تلد النهايات،‏<br />

والنهايات توؤشر البدايات،‏ وما بني البدايات والنهايات وجود متحرك<br />

قيمته بتكوناته واإبداعاته،‏ وبذلك فان املاضي يشري اإىل الزمن الذي<br />

انقضى فلم يعد له وجود اأما احلاضر زمن يتحقق وهو يف طريقه اإىل<br />

االنتهاء واالنقضاء،‏ بينما املستقبل زمن مل يتحقق بعد وما زال يفتقر<br />

اإىل الوجود،‏ وقبل الولوج يف ‏صلب املوضوع البد من توضيح بعض<br />

النقاط املهمة يف فهم املس تقبل,‏ حيث يعود تاريخ االهتمام به اإىل<br />

البدايات االأوىل للتطلع البشري اإىل املعرفة الشاملة بالكون واإستكناه<br />

غوامضه واأسراره،‏ حيث الحظ االإنسان البدائي ما حوله من مظاهر<br />

الطبيعة وغرائبها وتضاريسها وزالزلها وحركة كواكبها،‏ وعجائب<br />

احليوان والنبات،‏ ثم الحظ ذاته فوجدها فضاء مليئا بالتساوؤالت<br />

التي تتزاحم وترتاكم،‏ كلما تقدم الزمن وتوغل اأكرث يف جتاربه مع<br />

الطبيعة ومع اأخيه االإنسان،‏ ويف حلظات الوعي والتاأمل اإجته نحو<br />

ذاته ليوؤلف ويربط بني االأحداث والظواهر املتكررة ليخرج بنتائج<br />

جديدة،‏ لكنه بقي يف حرية اأمام املستقبل املجهول الذي يشعر باأنه<br />

قد يداهمه باملستجدات،‏ وعندها ال يجد ‏سبيال للخروج منها،‏ وقد<br />

‏شكل هذا التفكري واملعاناة كابوسا خياليا ال ينفك عنه،‏ وراأى انه<br />

البد من التوقف عنده ودراسته،‏ كما حتسب الحتمال تعرض جهوده<br />

واأجماده وما يوؤسسه اليوم لالنهيار غدا،‏ وبهذا استنفر قواه الداخلية<br />

وعاش حالة من الرتقب واحليطة واحلذر،‏ ثم اخذ يبحث عن وسائل<br />

وخطط لتامني مستقبله.‏<br />

وعليه فان جميع الدراسات التاريخية واالأثرية تشري اإىل اهتمام<br />

االإنسان باملستقبل منذ زمن بعيد جدا،‏ والسبب يف ذلك هو اأن<br />

االإنسان الكائن الوحيد الذي يتوافر على اإحساس ذاتي باملستقبل،‏<br />

لكن العالقات التي ربطت االإنسان باملستقبل تاأثرت بنمط التفكري<br />

الذي ‏ساد يف كل مرحلة من املراحل املختلفة خالل االأزمنة املنصرمة<br />

اأوال وتاأثر باملوجات احلضارية التي ‏شهدها االإنسان ثانيا،‏ فالتفكري<br />

كان تفكري غيبيا ثم حتول اإىل تفكريا دينيا بعد ذلك حتول اإىل تفكريا<br />

فلسفيا ثم استقر عند التفكري العلمي،‏ اأما املوجات احلضارية فالعلم<br />

يتحدث عن موجات حضارية ثالثة هي ( الزراعية والصناعية،‏ وما<br />

بعد الصناعية ‏"عصر املعلومات"(،‏ ونصنف املجتمعات وفق هذه<br />

املوجات اإىل املجتمعات املاضية واحلاضرة واملستقبلية،‏ الكالم عن<br />

اأمناط التفكري واملوجات احلضارية كثري ال نستطيع حصره يف هذه<br />

الوريقات القليلة.‏<br />

وهكذا جند االهتمام باملستقبل اأصبح يتطور تدريجيا حتى<br />

اأصبح علما قائما بذاته يف البدايات االأوىل للقرن العشرين،‏ وكان من<br />

اأهم االأمور التي دفعت بعلم املستقبل اإىل اأمام هي الرصيد املعريف<br />

الهائل واملرتاكم من الناحتني الكمية والكيفية-‏ الكمية،‏ حجم<br />

املعلومات الذي اأصبح يتضاعف بصورة مستمرة وخالل فرتات<br />

زمنية قصرية جدا،‏ اأما الناحية الكيفية،‏ يقصد بها طرق معاجلة<br />

املعلومات اأصبحت اأكرث تطورا نتيجة التطور يف املجاالت العلمية<br />

والتكنولوجية،‏ حيث دخل<br />

الكمبيوتر وشبكات االنرتنت<br />

واالأقمار الصناعية.....‏<br />

الخ،‏ التي اأصبح لها الدور<br />

البارز يف ‏سرعة معاجلة<br />

املعلومة من ناحية والقدرة<br />

على خزن املعلومات واإمكانية<br />

اسرتجاعها يف اأي وقت<br />

وبوقت قصري جدا من ناحية<br />

اأخرى،‏ وهذا خارج نطاق<br />

قدرة االإنسان اأصال.‏<br />

ولعلم املستقبل جمموعة<br />

حممد ‏أحمد ‏سمسم<br />

رئيس التحرير<br />

من السمات واخلصائص التي متيزه عن غريه من العلوم االأخرى<br />

كما ياأتي:‏<br />

• يعتمد علم املستقبل بصورة اأساسية على العقل مقرتنا<br />

باخليال والعاطفة واحلدس،‏ ومعنى ذلك اأن االأرض االأساسية<br />

للتفكري املستقبلي هي ارض الوقائع واملعطيات ال ارض االأوهام<br />

والتخيالت.‏<br />

• وعي املشتغلني يف هذا العلم وعيا تاما باأهمية الزمن،‏<br />

فهم يدركون اإن ملشكالت اليوم جذورا يف املاضي وان تلك<br />

املشكالت ال تنشا بني يوم وليلة واإمنا تتكون تدريجيا وبصورة<br />

ال يلحظها غالبا االإنسان العادي.‏<br />

• اإن املستقبل زمن مل يحدث بعد،‏ وانه حادث ال ريب باأمر<br />

اهلل تعاىل،‏ وانه ال تتوفر بشان طبيعته اإال معلومات ناقصة وال<br />

ميكن لهذه املعلومات اإال اأن تكون كذلك.‏<br />

• اإن االإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع ممارسة التاأثري<br />

يف تكوينه اأو تشكيله.‏<br />

• اإن املستقبل ال يقرتن بصورة واحدة واإمنا بصور متعددة.‏<br />

وهناك خمسة تقسيمات للمستقبل ماأخوذة حسب الفرتة<br />

الزمنية التي يتم اإشراف املستقبل بساأنها وعلى النحو االآتي:‏<br />

• املستقبل املباشر وميتد من عام اإىل عامني من اللحظة<br />

الراهنة.‏<br />

• املستقبل القريب وميتد من عام اإىل خمسة اأعوام من اللحظة<br />

الراهنة.‏<br />

• املستقبل املتوسط وميتد من خمسة اأعوام اإىل عشرين عام<br />

من اللحظة الراهنة.‏<br />

• املستقبل البعيد وميتد من عشرين عام من االآن اإىل خمسني<br />

عاما.‏<br />

• املستقبل غري املنظور وميتد من االآن اإىل ما بعد اخلمسني عام<br />

واأكرث.‏<br />

وكما هو املعهود يف ذهن املتطلع كيف نصنع املستقبل؟<br />

واالإجابة يف العدد القادم...‏<br />

50

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!