%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%2016
%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%2016
%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%2016
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مجلة علمية فصلية تصدرها<br />
العدد السادس عشر / أكتوبر ٢٠١٦م<br />
إدارة المخاطر الجيولوجية والأزمات بالمملكة<br />
م. خالد الفالح وزيراً للطاقة<br />
والصناعة والثروة المعدنية<br />
أ.د . أحمد الشنطي.. مسيرة علمية<br />
وجيولوجية زاخرة بالريادة والتفرد
البدء<br />
بقلم: د. زهري بن عبداحلفيظ نواب<br />
رئيس هيئة املساحة اجليولوجية السعودية<br />
نجاح المؤتمرات العلمية<br />
3<br />
تُعدّ املوؤمترات العلمية واملعارض التخصصية<br />
من اأنفع ما ابتدعته احلضارة املعاصرة، اإذ تتالقح<br />
فيها الأفكار اجلديدة، وتوؤدي اإىل نتاج معريف وتقني<br />
تستفيد منه املجتمعات، وتواجه به حتدياتها املستقبلية<br />
واملتنوعة. واملوؤمتر الناجح يعترب مكسباً كبرياً للبلد الذي<br />
يعقد فيه، واجلهة املنظمة له، واملشاركني فيه على حدٍ<br />
سواء.<br />
وكثيريٌ من الباحثني يَحرصون على حضور<br />
املوؤمتَ رات العلمية واملشاركة فيها بالبحوث اأو التعقيبات<br />
اأو غري ذلك من صور املشاركة وهذا اأمرٌ حسنٌ ، ملا فيه<br />
من صقل التجارب العلمية، ومعرفة ما لدى الآخرين<br />
حول العامل من العلم والفهم واجلديد، والتعرف على<br />
طبائع الناس والبلدان، وغري ذلك من الفوائد التي<br />
حتصل يف تلك املوؤمترات اإذا اأُعطِ يت حقَّ ها من الرعاية<br />
يف جميع اأطراف املوؤمتر.<br />
لكن تنظيم موؤمتر ناجح ليس بالأمر الهني<br />
واليسري، بل يتطلب الكثري من اخلبربة واجلهد<br />
والتنظري. ونظراً لصعوبة اأن يجد الراغبون يف تنظيم<br />
موؤمتر عوامل جناحه موثقة يف مصدر واحد، وددت اأن<br />
اأوضح اأهم العوامل الالزمة لعقد موؤمتر ناجح من خالل<br />
اخلربات املرتاكمة لذوي اخلربة يف تلك املناسبات:<br />
- يجب اأن يكون موضوع املوؤمتر وهدفه واضحني<br />
ومعاصرين. - التخطيط، وعمل املسارات احلرجة<br />
ملهام املوؤمتر الرئيسة حتى تقلل املفاجاآت بقدر الإمكان.<br />
- البدء بالستعداد للموؤمتر مبكراً. - حتديد الهدف<br />
الأساسي من اإقامة املوؤمتر. - حتديد امليزانية املناسبة،<br />
ودقة التخطيط وحسن التنظيم. - حتديد القدرة على<br />
اأخذ اللتزام بالعمل من اأعضاء جلان املوؤمتر والإدارات<br />
املساندة باجلهة. - القدرة على مكافاأتهم بشكل اأو باآخر<br />
نظري جهودهم، ويف املقابل لبد اأن يُبلغ جميع العاملني<br />
يف جلان املوؤمتر بضرورة اللتزام مبهامهم ومواعيد<br />
تنفيذها، واستبعاد عدم امللتزمني ولو يف منتصف<br />
الطريق. - " اإن خري من استاأجرت القوي الأمني":<br />
اإن جدية املوؤمتر ووضوح الهدف منه يتطلب اختيار<br />
اأصحاب الراأي الواضح والصريح الذين ل ينقصهم<br />
الإبداع والتفكري اخلارج عن القيود التقليدية ملثل هذه<br />
املهمة الراقية.<br />
وهنالك عدة نقاط يجب مراعاتها قبل املوؤمتر<br />
واأثناء املوؤمتر وبعد املوؤمتر على النحو التايل:<br />
قبل املؤمتر<br />
- لضمان املشاركة الفاعلة على مستوى مهني<br />
عال، لبد اأن تربز نتائج املوؤمتر املتوقعة مع توضيح<br />
املنفعة للمشاركة من الناحية املعلوماتية، اأو التعرف على<br />
العاملني يف نفس املجال للتعاون املستقبلي. - يجب اأن<br />
تكون للموؤمتر فكرة رئيسة لفتة، ويكون تصميمها على<br />
مستوى عال من اجلودة. كما يستحسن األ يزيد عدد<br />
اأيام املوؤمتر على 3 اأيام. - اختيار متحدثني رئيسني<br />
على درجة عالية من التميّز. - اأن تكون الأوراق املقدمة<br />
للموؤمتر حمكَّ مة لضمان اجلودة وخدمة حماور املوؤمتر<br />
الرئيسة.<br />
كما ينبغي الإعالن عن ذلك بشكل واضح.<br />
- عدم التوسع يف املحاور اأو يف اأعداد املتحدثني<br />
الرئيسني اإذا مل يكن لديك امليزانية الكافية اأو الدعم<br />
اللوجستي الكايف من الدارات املساندة )العالقات<br />
العامة والإعالم/تقنية املعلومات/ املواصالت/<br />
الصيانة...الخ. - اإنشاء موقع اإلكرتوين للموؤمتر ل<br />
يحوي معلومات متضاربة. فاملوقع اخلايل من الأخطاء<br />
املنطقية اأو اللغوية هو اأول انطباع حسن يبقى يف عقول<br />
املشاركني وغري املشاركني. ويجب اأن يحوي املوقع<br />
املعلومات الأساسية عن املوؤمتر وحتديثه باستمرار. كما<br />
تُوضّ ح باملوقع الإلكرتوين الفنادق املتاحة والتخفيضات<br />
اخلاصة باملشاركني يف املوؤمتر، وتاأكد من اأن اجتاهات<br />
الفنادق ومقر املوؤمتر مذكورة بشكل ميسّ ر. - الإعالن<br />
عن املوؤمتر بكل السبل ومن اأهمها: املوقع الإلكرتوين<br />
املميز، مواقع الإعالن عن املوؤمترات بالنت، اخلطابات<br />
والإمييالت املباشرة، امللصقات الدعائية، والصحف<br />
الورقية والإلكرتونية. - البت يف التواريخ يف وقت<br />
مبكر. هذا يتيح للمشاركني احلصول على موافقة<br />
مرجعياتهم على احلضور والتاأشريات. وحيث اإن عملية<br />
احلصول على التاأشرية تتطلب وقتاً طويالً، فينبغي<br />
وضع تواريخ تسليم الأوراق وقبولها قبل املوؤمتر بوقت<br />
كافٍ . - احلرص يف احلصول على رعاية الشركات<br />
واملوؤسسات منذ وقت مبكر حتى تسهل العديد من الأمور<br />
الأخرى )رسوم التسجيل، جودة املوقع الإلكرتوين،<br />
نوعية املتحدثني الرئيسني...الخ. - عدم التوسع يف<br />
الربامج احلوارية اأو املعارض والدورات املصاحبة اإذا مل<br />
يتوافر لديك الوقت اأو امليزانية اأو الأشخاص املناسبون<br />
لإداراتها. - التاأكد من النتهاء من كافة اأعمال اللجنة<br />
العلمية قبل املوؤمتر بوقت كافٍ حتى ل تتاأخر عملية<br />
طباعة الكتيبات وبرامج املوؤمتر.<br />
من املمكن اأن يتناسى الناس ضعف املستوى العلمي<br />
للموؤمتر ولكنهم لن ينسوا الآتي: موقعاً اإلكرتونياً ركيكاً،<br />
عدم جتاوبك لستفساراتهم قبل املوؤمتر، عدم التزامك<br />
باملواعيد املعلنة باملوقع اأو وضعك لشروط اإضافية مل<br />
تذكرها مسبقاً، كيفية استقبالهم ومن ثمّ تسجيلهم<br />
للموؤمتر، غذاءهم املشمول يف رسوم التسجيل، واستالم<br />
شهادات احلضور مباشرة بعد تقدمي مشاركتهم.<br />
اأثناء املؤمتر<br />
• اإدخال التقنيات احلديثة عند تسجيل<br />
املشاركني.<br />
• الهتمام باملشارك فور دخوله صالة التسجيل<br />
اأمر هام جداً، لذا يلزم وجود اأشخاص مهمتهم<br />
الرتحيب به والإجابة عن تساوؤلته وحل اأي مشكلة قد<br />
حتصل له.<br />
• التاأكد من: وجود اللوحات الإرشادية املوصلة<br />
ملكان املوؤمتر واأيضاً على قاعات املحاضرات والقاعات<br />
املساندة. - اأن اأجهزة العرض واحلواسيب املتصلة<br />
تعمل بشكل جيد. - توافر اأجهزة حاسب كافية متصلة<br />
بالإنرتنت وطابعة. - توافر حقيبة املوؤمتر املتكاملة<br />
بكميات اأكرب من العدد املتوقع. - كتابة توصيات يف<br />
نهاية املوؤمتر، اأن تكون عملية واأن تكتب بصيغة جماعية.<br />
بعد املؤمتر<br />
- اإرسال اإمييالت اإلكرتونية تشكر فيها املشاركني<br />
على حضورهم، وتقدم لهم اعتذاراً عاماً جتاه اأي<br />
قصور، واأشعرهم برغبة حقيقية يف التواصل معهم يف<br />
مناسبات لحقة. - اإرسال خطابات شكر للمتحدثني<br />
الرئيسني واملتحاورين. - اإرسال خطابات شكر لكل<br />
من ساهم يف اأعمال املوؤمتر. - عمل جلسة تقييم شاملة<br />
للموؤمتر يحضرها جميع من شارك يف املوؤمتر بهدف<br />
التعلم من التجربة وحتسينها مستقبالً وتوثيق العمل<br />
حتى يستفيد منه القادمون اجلدد. - متابعة تنفيذ<br />
توصيات املوؤمتر.
السنة - 11 العدد - 17 أكتوبر 2016م<br />
اإلفتتاحية<br />
4<br />
المشرف العام<br />
معالي الدكتور<br />
زهير عبدالحفيظ نواب<br />
رئيس التحرير<br />
محمد أحمد سمسم<br />
الهيئة االستشارية الفنية<br />
أ. محمد نجيب رويحي<br />
د. عبداهلل محسن العطاس<br />
م. هشام إسماعيل هاشم<br />
د. عبداهلل إبراهيم نبهان<br />
تليفون: 012 6195000 تحويلة 2699<br />
فاكس: 012 6196000<br />
ص.ب: 54141 جدة 21514<br />
موقع الإنترنت: www.sgs.org.sa<br />
الإعالنات: يتفق بساأنها مع إدارة المجلة<br />
E-mail:<br />
geolsimsim@hotmail.com<br />
simsim.ma@sgr.rog.sa<br />
مراسالت التحرير باسم رئيس التحرير<br />
الإخراج والتنفيذ الفني:<br />
أحمد عسّ اف<br />
امتياز التحرير والنشر<br />
فكرة<br />
لالستشارات<br />
الإعالمية<br />
والتسويقية<br />
ص. ب: 8004 جدة 21482 المملكة العربية السعودية<br />
ت/ 6656669 فاكس/ 6654719<br />
جميع المواد المنشورة خاضعة لحق التاأليف وبالتالي فجميع الحقوق محفوظة، لذا يمنع بشكل تام إعادة<br />
الإنتاج دون ترخيص من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وموؤسسة فكرة لالإستشارات الإعالمية<br />
والتسويقية، وجميع الآراء المنشورة في المجلة ال تعبر بالضرورة عن آراء الناشر أو هيئة الإغاثة<br />
الإسالمية العالمية. الصورة: من موؤسسة فكرة والوكاالت ويحظر إعادة نشرها دون إذن خاص منها.<br />
ما ينشر في هذه المجلة من مقاالت ال تعبر بالضرورة عن رأي الهيئة.<br />
كان من حسن الطالع أن يتزامن<br />
سدور هذا العدد اجلديد من جملة<br />
"أرضنا" )العدد رقم 17( مع صدور<br />
الأمر امللكي الكرمي بتعيني معايل<br />
املهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح<br />
وزيراً للطاقة والسناعة والروة<br />
املعدنية لتدخل الوزارة بهذا التعيني<br />
مرحلة جديدة من السعي اجلاد نحو<br />
املزيد من الإجنازات يف كافة قطاعات<br />
الوزارة.<br />
ويحمل العدد الذي بني يدي القارئ<br />
الكرمي العديد من املوضوعات التي<br />
ستري معارف القارئ والتي نرجو<br />
أن تنال رسا القارئ العزيز، وهي<br />
غاية سامية نتمنى أن نصل إليها عرب<br />
صفحات هذا العدد.<br />
أسرة التحرير
المحتويات<br />
34<br />
خام الفوسفات..<br />
التعريف<br />
والخصائص<br />
ولستخدامات<br />
38<br />
8<br />
برعاية خادم<br />
الحرمين<br />
الشريفين..<br />
المملكة تستضيف<br />
الموؤتمر العربي<br />
الدولي ال 14للثروة<br />
المعدنية<br />
9<br />
يجول في 13<br />
منطقة إدارية..<br />
تدشين معرض<br />
"عالم الجيولوجيا<br />
وكنوزها بجدة"<br />
المرو<br />
..)Quartz (<br />
معدن يصاحبك<br />
حيثما كنت<br />
44<br />
10<br />
36 عالماً ومتخصصاً<br />
يناقشون<br />
جيولوجيا البحر<br />
الأحمر في ورشة<br />
عمل بجدة<br />
كربونات<br />
الكالسيوم.. الوصف<br />
الجيولوجي وطرق<br />
استخراجه من<br />
الحجر الجيري<br />
18<br />
32<br />
كتاب العدد<br />
جيولوجي . نبيل مصيلحي<br />
كيميائي . الحسيني منصور الحسيني<br />
5
أخبار ومتابعات<br />
اأمر ملكي بتعيين م. خالد الفالح وزيراً للطاقة<br />
والصناعة والثروة المعدنية<br />
- خاص<br />
صدر يوم 30 رجب 1437ه<br />
اأمر ملكي بتعيني املهندس خالد بن<br />
عبدالعزيز الفالح وزيراً للطاقة<br />
والصناعة والرثوة املعدنية ليخلف<br />
املهندس علي النعيمي الذي توىل<br />
وزارة "البرتول والرثوة املعدنية"<br />
منذ عام 1995م.<br />
وحتمل السيرة الذاتية ملعايل<br />
املهندس خالد الفالح عدداً من<br />
املحطات املهمة، فقد ولد يف الدمام يف<br />
عام 1960م.<br />
والتحق بالعمل يف شركة "اأرامكو"<br />
يف عام 1979م، حيث ابتعثته الشركة<br />
للدراسة يف جامعة تكساس اأيه اآند اإم<br />
)A&M( ليحصل منها على درجة<br />
البكالوريوس يف الهندسة امليكانيكية يف<br />
عام 1982م..<br />
1991 وقد حصل على درجة<br />
املاجستر يف اإدارة الأعمال املالية من<br />
جامعة امللك فهد للبرتول واملعادن يف<br />
الظهران، ثم اأمت برنامج كلية اإدارة<br />
اأعمال بجامعة هارفارد يف جمال<br />
القيادة العاملية عام 1998م.<br />
يف يناير 1995م، عني مديراً لإدارة<br />
اخلدمات، وبعد ذلك انتقل للعمل<br />
مديراً لصيانة معمل التكرير يف راأس<br />
تنورة اأواخر عام 1995م، وتوىل بعدها<br />
العديد من املهام واملناصب يف اأرامكو<br />
حتى اأبريل 2004م.<br />
يف اأبريل 2004 م مت تعيينه نائباً<br />
للرئيس للتنقيب، وذلك قبل تعيينه<br />
نائباً اأعلى للرئيس لأعمال الغاز يف<br />
اأغسطس 2004م.<br />
اأما يف اكتوبر 2005م، فقد شغل<br />
الفالح منصب النائب الأعلى للرئيس<br />
للعلاقات الصناعية، ويف سبتمرب<br />
2007م، شغل منصب نائب الرئيس<br />
خادم الحرمين الشريفين<br />
التنفيذي للعمليات يف اأرامكو..<br />
نوفمرب 2008م صدر اأمر ملكي كرمي<br />
بتعيينه رئيساً تنفيذياً لشركة "اأرامكو<br />
السعودية".<br />
ويف اأبريل 2015م، صدر اأمر ملكي<br />
بتعيينه وزيراً للصحة.<br />
6
الفالح .. سيرة ذاتية<br />
مضيئة ومسيرة عملية<br />
متميزة<br />
7<br />
ويف مايو 2015م، مت تعيينه رئيساً<br />
ملجلس اإدارة شركة "اأرامكو السعودية".<br />
ويف اأبريل 2016م، مت تعيينه رئيساً<br />
ملجلس اإدارة شركة "معادن 28".<br />
رئاسة الهيئات واملوؤسسات<br />
ويراأس معايل املهندس خالد الفالح<br />
وزير الطاقة والصناعة والرثوة املعدنية<br />
جمالس اإدارات املوؤسسات والهيئات<br />
التالية:<br />
• الهيئة امللكية للجبيل وينبع.<br />
• الصندوق السعودي للتنمية<br />
الصناعية.<br />
• الهيئة السعودية للمدن الصناعية<br />
ومناطق التقنية )مدن(.<br />
• هيئة املساحة اجليولوجية<br />
السعودية.<br />
• مدينة امللك عبدالعزيز للعلوم<br />
والتقنية.<br />
• مدينة امللك عبداهلل للطاقة الذرية<br />
واملتجددة<br />
• هيئة تنمية الصادرات السعودية.<br />
ومن ناحية اأخرى، قدم معايل<br />
الدكتور زهير بن عبداحلفيظ نواب<br />
رئيس هيئة املساحة اجليولوجية<br />
السعودية التهنئة احلارة ملعايل املهندس<br />
خالد الفالح على الثقة امللكية الكرمية<br />
بتعيينه وزيراً للطاقة والصناعة والرثوة<br />
املعدنية، راجياً من اهلل اأن يسدد خطاه<br />
ويوفقه يف مهمته اجلديدة.<br />
المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح.. وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية
أخبار ومتابعات<br />
برعاية خادم الحرمين الشريفين<br />
المملكة تستضيف المؤتمر العربي الدولي ال 14<br />
للثروة المعدنية<br />
حتت الرعاية الكرمية<br />
خلادم احلرمني الشريفني<br />
امللك سلمان بن عبدالعزيز<br />
اأيده اهلل تستضيف اململكة<br />
العربية السعودية املؤمتر<br />
العربي الدويل الرابع عشر<br />
للثروة املعدنية خلال الفرتة<br />
من 24-22 نوفمبر 2016<br />
مبحافظة جدة، حتت شعار<br />
"الروات املعدنية العربية -<br />
موارد اسرتاتيجية وفرص<br />
استثمارية واعدة" والذي<br />
تنظمه املنظمة العربية للتنمية<br />
الصناعية والتعدين بالتعاون<br />
مع وزارة البترتول والثروة<br />
املعدنية باململكة العربية<br />
السعودية.<br />
دورة تدريبية حول الستكشاف والتنقيب<br />
نظمت املنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين،<br />
بالتعاون مع املكتب الوطني للهيدركربونات واملعادن، دورة<br />
تدريبية حول االستكشاف والتنقيب عن املعادن النفيسة<br />
واالأساسية، خال الفرتة من 7-4 اإبريل املنقضي، وذلك مبقر<br />
املكتب الوطني للهيدركربونات بالرباط، شارك فيها عدد من<br />
الكوادر العربية العاملة يف قطاع التعدين.<br />
هدفت الدورة اإىل الرفع من قدرات االأُطر العربية يف<br />
جمال االستكشاف والتنقيب عن املعادن النفيسة واالأساسية،<br />
واالطلاع على طرق التدريب احلديث، وكذلك االطلاع على<br />
اأنشطة االستكشاف واالستغال وتصنيع هذه اخلامات. كما<br />
سعت الدورة اإىل تبادل اخلرات والتجارب يف هذا املجال.<br />
8
يجول في 13 منطقة اإدارية<br />
تدشين معرض "عالم الجيولوجيا وكنوزها بجدة"<br />
دشن معايل رئيس هيئة املساحة اجليولوجية<br />
السعودية الدكتور زهري بن عبداحلفيظ نواب<br />
يوم 18 اأغسطس املاضي فعاليات معرض "عامل<br />
اجليولوجيا وكنوزها" والتي استمرت ملدة خمسة<br />
اأيام، وذلك يف مركز الرد سي مول بجدة.<br />
ومت خال الفعاليات عرض اآخر االكتشافات<br />
التي مت الوصول اإليها يف منطقة النفوذ، حيث مت<br />
اكتشاف اأحافري وثدييات برية يصل عمرها ما<br />
بني 600 األف ومليون عام، وكذلك تعريف الزوار<br />
على اأجزاء عديدة منها يف املعرض املقام ضمن<br />
هذه الفعاليات اإىل جانب عرض رمال السيلكا<br />
والكوارتز، وكذلك السيلكون برسبتيتد سيلكا<br />
والصوديوم سايكيت من خال قسم السيلكا،<br />
وتقدمي جمموعة كبرية من مطبوعات الهيئة<br />
العلمية وتوزيع كتاب حقائق واأرقام جماناً على<br />
احلضور واملهتمني بالشاأن اجليولوجي.<br />
كما اشتملت الفعاليات على عرض مرئي<br />
عن النشاط الزلزايل والبركاين يف اململكة<br />
وتوزيع حمطات الشبكة الوطنية للرصد<br />
الزلزايل وكيفية تسجيل الهزات االأرضية مع<br />
عرض بعض االأمثلة للموجات الزلزالية املسجلة<br />
بهذه املحطات وكيفية حتليلها، باالإضافة<br />
اإىل تقدمي بعض االأمثلة للأجهزة الزلزالية<br />
املستخدمة يف رصد الهزات االأرضية، كما<br />
يتضمن العرض توزيع احلرات الركانية يف<br />
منطقة الدرع العربي، مع توضيح بعض االأمثلة<br />
الأهم الفوهات الركانية املصاحبة للنشاط<br />
البركاين والتي تسعى الهيئة جلعلها مناطق<br />
سياحية مستقبلية.<br />
ومت تقدمي خدمة الفحص املجاين<br />
للمجوهرات واالأملاس واملقتنيات الثمينة للزوار<br />
عن المعادن النفيسة والأساسية بالرباط<br />
واملهتمني باالإضافة اإىل تزويدهم مبعلومات<br />
عن املراحل اجليولوجية لاأحجار الكرمية<br />
واملجوهرات منذ وجودها يف باطن االأرض وحتى<br />
اقتنائها على شكل اأحجار اأو جموهرات، اإضافة<br />
جلناح املعادن الفلزية الذي يعرض العديد من<br />
املعادن الفلزية منها وغري الفلزية باالإضافة<br />
اإىل تقدمي شرح للمعادن وتزويد الزوار بنشرات<br />
تعريفية.<br />
وقد تضمنت موضوعات الدورة التحوالت العاملية الكرى يف<br />
اأسواق املعادن خال العقد االأخري، واالإمكانيات املعدنية للمغرب<br />
باستثناء الفوسفات، وكذا تقنيات االستكشاف املعدين واملتمثلة<br />
يف تقنيات االستشعار عن بعد مبا فيها ما فوق الطيفية، فشاً<br />
عن الطرق اجليوكيمائية واجليوفيزيائية احلديثة املستخدمة يف<br />
التنقيب عن املعادن النفيسة.<br />
كما شملت موضوعات الدورة: دراسة بعض احلاالت ملكامن<br />
املعادن النفيسة باملغرب، واأنواع وخصائص مكامن املعادن<br />
النفيسة، باالإضافة اإىل االأعمال املخرية املرتبطة باملعادن<br />
النفيسة واالأساسية.<br />
9
أخبار ومتابعات<br />
برعاية معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية..<br />
36 عالماً ومتخصصاً يناقشون جيولوجيا البحر<br />
الأحمر في ورشة عمل بجدة<br />
- جدة<br />
رعى معايل الدكتور زهير بن<br />
عبداحلفيظ نواب رئيس هيئة<br />
املساحة اجليولوجية السعودية<br />
يوم 14 فرباير املاضي تدشني ورشة<br />
عمل الوضع اجليولوجي والدراسات<br />
البحرية والبيئية للبحر الأحمر<br />
وذلك يف فندق رمادا كونتيننتال<br />
جدة.<br />
شارك يف فعاليات الورشة )36(<br />
عاملاً وباحثاً خمتصاً من اململكة العربية<br />
السعودية ومن اأكرث من عشر دول، ومت<br />
التطرق خاللها اإىل اأكرث من )32(<br />
موضوعاً متعلقاً بتاريخ وخصائص<br />
البحر الأحمر اجليولوجية، والرثوات<br />
احليوية واملعدنية، وطبيعة قاع البحر<br />
الأحمر ووضعه البيئي.<br />
10<br />
اإصداران جديدان<br />
واأكد معايل الدكتور زهير بن<br />
عبداحلفيظ نواب اأن مركز اجليولوجيا<br />
البحرية بالهيئة يستعد لنشر اإصدارين<br />
اآخرين يغطيان جوانب اأشمل عن<br />
دراسات البحر ومواضيع متنوعة يف<br />
جمالت علوم الأرض، بالإضافة اإىل<br />
فيزيائية الأرض، وعلم املحيطات،<br />
وكذلك الدراسات البيئية، والنظام<br />
البيئي البحري، فضالً عن دراسات<br />
املناطق الساحلية وملخصات لأبحاث<br />
حديثة يف هذه املجالت.<br />
واأوضح معاليه اأنه متت يف الورشة<br />
الدعوة لدعم اإنشاء قاعدة<br />
بيانات موحدة تخص<br />
دراسات البحر الأحمر<br />
مناقشة الوضع اجليولوجي والدراسات<br />
البحرية والبيئية للبحر الأحمر، وجودة<br />
مضمون الكتاب اجلديد لضمان كفاءة<br />
عالية تليق باملعيار الذي حصل عليه<br />
الإصدار الأول من كتاب البحر الأحمر،<br />
مضيفاً اأن هذا الكتاب سوف يكون<br />
مرجعاً هاماً يستفاد منه باإذن اهلل ملا<br />
يحمله من معلومات وتفاصيل دقيقة<br />
عن البحر الأحمر.<br />
72 دراسة علمية<br />
ومن جانبه، اأشار الدكتور عبداهلل<br />
ابن حمسن العطاس مساعد رئيس هيئة<br />
املساحة اجليولوجية اإىل اأهمية هذه<br />
الورشة يف مناقشة تفاصيل املعلومات<br />
املجمعة واملزمع نشرها يف اإصدارين<br />
جديدين من كتاب البحر الأحمر، وذلك<br />
بعد النجاح الذي حققه الإصدار الأول<br />
"البحر الأحمر، التكون وطبيعة وبيئة<br />
املحيط الوليد" والذي مت نشره بالتعاون<br />
مع دار النشر العاملية ."Springer"<br />
واأفاد د. العطاس باأن الإصدارين<br />
اجلديدين من كتاب الأحمر يشتمالن<br />
على )72( دراسة يف جمالت علوم<br />
الأرض، وفيزيائية الأرض، وعلم<br />
املحيطات، والدراسات البيئية،<br />
والنظام البيئي البحري، فضالً عن<br />
دراسات املناطق الساحلية، والأخوار<br />
والشروم الضحلة، والأغوار والرواسب<br />
املعدنية، وملخصات لأبحاث حديثة يف<br />
هذه املجالت.<br />
توصيات مهمة<br />
ومن ناحية اأخرى، كشف الدكتور<br />
عبداهلل العطاس عن التوصيات التي
الورشة تضمن 36 محاضرة<br />
وتم عرض 6 بوسترات<br />
علمية تضمنت 72 موضوعاً<br />
هيئة المساحة الجيولوجية<br />
تستعد لنشر اصدارين<br />
يغطيان جوانب اأشمل عن<br />
دراسات البحر الأحمر<br />
11<br />
خرجت بها ورشة العمل الثانية لإعداد<br />
كتاب البحر الأحمر التي اأقيمت موؤخراً<br />
يف جدة على اأهمية تاأطير جمتمعات<br />
علمية متخصصة، والدفع بالتعاون فيما<br />
بني هذه املجتمعات واملنظمات واملراكز<br />
العلمية من خمتلف الدول مببادرة قيادية<br />
من هيئة املساحة اجليولوجية السعودية<br />
ممثلة مبركز اجليولوجيا البحرية<br />
وذلك لتطوير مفهوم اأوضح لبيئة البحر<br />
الأحمر.<br />
بالإضافة اإىل دعم اإنشاء قاعدة<br />
بيانات موحدة تخص دراسات البحر<br />
الأحمر، وتفعيل مشاركة التقارير العلمية<br />
واملعلومات وتسهيل اآلية الوصول اإليها،<br />
والعمل على تنفيذ اأطلس بحري للبحر<br />
الأحمر، وكذلك التوصية بتطوير شبكة<br />
تواصل )موقع اإنرتنت( لتفعيل التصال<br />
بني الباحثني واملهتمني باأبحاث البحر<br />
الأحمر مبختلف جمالتها.<br />
فعاليات الورشة<br />
وبنينَ د. العطاس اأنه األقيت خالل<br />
اأيام ورشة العمل 36 حماضرة ومت عرض<br />
6 بوسرتات علمية تضمنت 72 موضوعاً<br />
عن الوضع اجليولوجي للصدع، وسلوك<br />
اأنواع القروش وبعض الأحياء البحرية،<br />
وجوانب بيئية، وكذلك التفاعالت بني<br />
الوشاح والغلالف الصخري باملواد<br />
الربكانية احلديثة، واحلالة املناخية<br />
القدمية والتي يعتقد اأنها وفرت دلئل<br />
على النشاط الإنساين وهجرة الإنسان<br />
الأفريقي اإىل الصفيحة العربية ومن<br />
ثم اإىل مناطق اأخرى، بالإضافة اإىل<br />
اأثر التغر يف مستوى سطح املاء، واأيضاً<br />
الوضع البيئي احلايل للبحر الأحمر،<br />
والتحديات املستقبلية. حيث تشكل هذه<br />
املواضيع 72 فصالً من الفصول املدرجة<br />
يف اإصدارين حديثني لكتاب البحر<br />
الأحمر يتوقع نشرهما يف عام 2018م.
سيرة عالم<br />
د . اأحمد الشنطي.. مسيرة علمية<br />
وجيولوجية زاخرة بالريادة والتفرد<br />
– خاص<br />
يعد أ. د. أحمد حممود سلمان<br />
الشنطي واحداً من كبار العلماء<br />
اجليولوجيني ليس فقط باململكة<br />
والعامل العربي بل على املستوى<br />
الدويل. وتتميز مسيرة العامل<br />
الكبر بعدد كبر من "الريادات"<br />
اجليولوجية حيث شارك يف إعداد<br />
اخلريطة اجليولوجية واجلغرافية<br />
الأوىل للمملكة 1958م، كما<br />
أنه صاحب أول دراسة لتحديد<br />
امتدادات ومكامن رواسب احلديد<br />
يف املنطقة الواقعة بني مكة وجدة،<br />
إضافةً إىل توليه منصب عميد<br />
كلية علوم الأرض بجامعة امللك<br />
عبدالعزيز. كما ينسب للعامل الكبر<br />
الفضل يف كشف أسرار "جيولوجية<br />
الدرع العربي". وللدكتور الشنطي<br />
عشرات الأبحاث والكتب العلمية،<br />
فضلاً عن إشرافه على العديد<br />
من الرسائل العلمية )املاجستر<br />
والدكتوراه( يف جمال الثروة<br />
املعدنية.<br />
يف السطور التالية إطالة على<br />
مسيرة هذا العامل الكبير، فاإىل<br />
التفاصيل.<br />
ولد الدكتور اأحمد الشنطي يف قرية صميل<br />
يف ضواحي مدينة يافا بفلسطني عام 1932م.<br />
ودرس يف مدرستها االبتدائية حتى وصل اإىل<br />
الصف الرابع االبتدائي، ثم انتقل بعدها اإىل<br />
مدرسة الشيخ مونّس حتى السابع االبتدائي<br />
ثم اأكمل تعليمه يف مدرسة الثقافة الثانوية يف<br />
يافا.<br />
وبينما كان بالصف الثاين الثانوي بداأت<br />
حرب فلسطني عام 1948م بني العرب من جهة<br />
واليهود وجحافل االإجنليز )حكام البالد( من<br />
جهة اأخرى، مما حدا بعائلته اأن تهاجر عدة<br />
مرات حتت وطاأة احلرب، اإىل اأن استقر بها<br />
املقام يف عام 1949م يف ضواحي مدينة رفح<br />
على احلدود املصرية الفلسطينية.<br />
فرتة قاسية<br />
كانت الفترة من باكورة عام 1947م<br />
وحتى عام 1949م، وهو العام الذي اأبرمت<br />
فيه اتفاقية الهدنة بني اجلانبني، فرة قاسية<br />
يف حياة عاملنا الكبري، والذي كان وقتئذ يف<br />
منتصف العقد الثاين من حياته.. عانى اإبان<br />
تلك الفرة مع اأهله ورهطه وعشريته والشعب<br />
12
13<br />
الفلسطيني باأسره عدم االستقرار وسكنى<br />
اخليام، فضالً عن ضيق ذات اليد.. واإزاء<br />
كل هذا فقد قبل العمل مدرّساً متطوعاً يف<br />
مدارس الالجئني، ثم خصص له بعد فرة<br />
راتب شهري قدره )2( جنيه مصري لقاء<br />
عمله يف مهنة التدريس واأثناء عمله وبعد<br />
اأن اأصبح قطاع غزة حتت اإشراف مصر،<br />
حصل يف السنة االأوىل على شهادة الثقافة<br />
العامة املصرية، نظام اأربع سنوات )منازل(<br />
ويف السنة التالية )1950- 1951م( حصل<br />
على شهادة التوجيهية )الثانوية العامة( من<br />
القسم العلمي، نظام منازل اأيضاً، ثم التحق<br />
بعدها طالباً بكلية العلوم جامعة عني شمس<br />
ومل يكن الطالب/ اأحمد الشنطي بعيداً عن<br />
جمريات ما حدث يف مصر يف عام 1952م،<br />
فلقد عايش بكل وجدانه ثورة يوليو، وسنحت<br />
له الظروف اأن يسلم على قائدها اللواء حممد<br />
جنيب مرتني، مرة يف رفح حيث كان يشحذ<br />
همم الشباب الفلسطيني ومرة ثانية يف رحاب<br />
اجلامعة والتي زارها الزعيم ليلقي خطاباً يف<br />
طالب اجلامعة.<br />
ويف كلية العلوم بجامعة عني شمس كانت<br />
الفرصة مواتية اأن يتتلمذ الشنطي على اأيدي<br />
اأساتذة اأكفاء، منهم الدكاترة: غيث حممد<br />
غيث، ومراد اإبراهيم يوسف، وحممد اإبراهيم<br />
فارس، واإبراهيم فرج، ويحيى اأنور وكمال<br />
العقاد، وغريهم ويف عام 1957م تخرج يف<br />
اجلامعة شعبة اجليولوجيا والكيمياء بتقدير<br />
شارك في اإعداد الخريطة<br />
الجيولوجية والجغرافية<br />
الأولى للمملكة 1958م<br />
امتياز يف اجليولوجيا وجيد جداً يف الكيمياء<br />
وكان من حقه اأن يكمل دراسته العليا اإما يف<br />
جمال اجليولوجيا اأو يف جمال الكيمياء وملا<br />
كان حبه وعشقه للمجال االأول يربز على ميله<br />
للمجال الثاين، فقد اختار اأن ميخر عباب علم<br />
اجليولوجيا، والذي اأصبح يف قابل االأيام اأحد<br />
فرسانه ونوابغه الذين يشار اإليهم بطرف<br />
البنان ال يف العامل العربي فحسب ولكن على<br />
مستوى العامل كله.<br />
وبنظرة شمولية على حياة خريج كلية<br />
العلوم" النابغة اأحمد الشنطي، ندرك اأنه من<br />
باكورة صباه، مروراً بشرخ شبابه وحتى عام<br />
1957م كان يف كفاح مستمر، ال مع الدراسة<br />
والتعليم فحسب، فالدراسة وحب حتصيل<br />
العلم مل تكن متثل عقبة اأمامه، ولكن العقبة<br />
الكوؤود كانت معاناة الشعب الفلسطيني<br />
وسفك دمه وتدمريه، والتي وصلت اأشدها<br />
يف عام 1956م باحتالل اليهود قطاع غزة<br />
وشبه جزيرة سيناء، ليصبح اأهله حتت وطاأة<br />
االحتالل بينما هو يف مصر طالباً بالسنة<br />
النهائية باجلامعة.<br />
يف رحاب اململكة<br />
ويف شهر يوليو من عام 1957م تعاقد<br />
اجليولوجي الواعد اأحمد الشنطي مع مكتب<br />
شوؤون الزيت واملعادن يف اململكة العربية<br />
السعودية، والذي تغري اسمه يف عام 1961م<br />
اإىل "وزارة البرول والثروة املعدنية" وكانت<br />
الفترة من عام 1957م وحتى عام 1970م<br />
فترة زاخرة من حياته، حيث قام بالعديد<br />
من االأعمال اجليولوجية امليدانية يف منطقة<br />
الدرع العربي يف اجلزء الغربي من اململكة<br />
العربية السعودية منها خامات احلديد يف<br />
منطقة وادي فاطمة، ومناطق املناجم القدمية<br />
يف االأمار واأم الدمار واأم الشالهيب وعبلة<br />
)عبالء(، ومناجم الذهب القدمية يف مناطق<br />
الوجه والنقرة والصفرة وغريها.. كما شارك<br />
يف عامي 1958 و1959م يف اإعداد اخلريطة<br />
اجليولوجية واجلغرافية االأوىل للمملكة،<br />
برفقة اجليولوجي االأمريكي "جلني براون"<br />
والتي صدرت يف عام 1962م مبقياس رسم<br />
2.000.000 1: وكانت الفرصة مواتية اأثناء<br />
اإعداد اخلريطة اأن يزور مناطق شاسعة يف<br />
اأواسط وشمال اململكة.<br />
واكتسب اجليولوجي اأحمد الشنطي<br />
خربة كبرية، اأهلته بعد ذلك للعمل مبفرده يف<br />
مشاريع جيولوجية، مثل دراسة رواسب احلديد<br />
يف منطقة وادي فاطمة، ودراسة رواسب<br />
الباريت يف منطقة رابغ، ودراسة مناجم
سيرة عالم<br />
صاحب اأول دراسة لتحديد<br />
امتدادات ومكامن رواسب<br />
الحديد في المنطقة الواقعة<br />
بين مكة وجدة<br />
الفضة القدمية منطقة الدوادمي، فضالً عن<br />
مشروع رسوبيات العصر الثالثي والرباعي<br />
لساحل البحر االأحمر من شمال مدينة ينبع<br />
وحتى مدينة الوجه.<br />
سبق وريادة<br />
وكان للعامل الكبري دور السبق والريادة<br />
يف اأول دراسة من نوعها لتحديد امتدادات<br />
ومكامن رواسب احلديد يف املنطقة الواقعة<br />
فيما بني مكة املكرمة ومدينة جدة، وذلك<br />
من خالل اأول مشروع اقتصادي قام به حتت<br />
عنوان "مشروع دراسة رواسب احلديد مبنطقة<br />
وادي فاطمة والشميسي" والذي مت اإجنازه<br />
فيما بني عامي 1958و1962م.<br />
ومن خالل هذا املشروع، اأعد سعادته<br />
جمموعة من اخلرائط اجليولوجية واملساحية<br />
للمناطق املحتوية على احلديد، كما اأجرى<br />
التحاليل واأشرف على برنامج احلفر وعلى<br />
كل ما يتعلق مبعرفة االإمكانات االقتصادية<br />
للمناطق املختلفة.. ويف عام 1964م تقدم بهذه<br />
الدراسة القيمة جلامعة القاهرة، ليمنح بذلك<br />
درجة املاجستري، ولينشر هذا العمل العلمي<br />
القيم يف جملد مستقل يحمل رقم )2( ويشتمل<br />
على ثالث عشرة لوحة وخريطة مفصلة.<br />
عروق الباريت<br />
وفيما بني عامي 1967و1969م قام<br />
اجليولوجي اأحمد الشنطي باإجراء دراسة<br />
مستفيضة على رواسب عروق الباريت مبنطقة<br />
رابغ، وكان له الفضل يف اكتشاف العديد<br />
والعديد من العروق، والتي قام باإسقاطها على<br />
خرائط تفصيلية كما قام بدراسة اإمكاناتها<br />
االقتصادية، باالإضافة اإىل اإعداده خريطة<br />
جيولوجية عامة للمنطقة ككل .. وهذه الدراسة<br />
متضمنة يف تقارير موجودة لدى وكالة الوزارة<br />
للروة املعدنية.<br />
اأما مشروع دراسة رسوبيات ساحل البحر<br />
االأحمر فيما بني مدينتي ينبع والوجه، فقد<br />
جاءت بناءً على طلب معايل الشيخ اأحمد زكي<br />
مياين، وزير البرول اإبان تلك الفرة، وذلك<br />
بهدف معرفة اأنواع وسمك هذه التابعات<br />
الرسوبية ومعرفة اإمكاناتها االقتصادية من<br />
املعادن والبرول والغاز وقد تضمن التقرير<br />
النهائي املوجود لدى وكالة الوزارة للروة<br />
املعدنية خرائط وقطاعات جيولوجية تفصيلية<br />
ووصفاً تفصيلياً ملنطقة الدراسة.<br />
كما تراأس العامل الكبري مشروعني بحثيني<br />
مدعمني، اأحدهما من مدينة امللك عبدالعزيز<br />
للتقنية يف الرياض، واستمر هذا املشروع<br />
زهاء اأربع سنوات، وتناول دراسة اقتصاديات<br />
رواسب الكروميت وصخور االأفيوليت يف<br />
اململكة وثانيهما من جامعة امللك عبدالعزيز،<br />
ملدة سنتني، وتناول دراسة الرواسب املعدنية<br />
متعددة الفلزات يف الصخور الربكانية للدرع<br />
العربي، وذلك يف خمس مناطق خمتلفة.<br />
جامعة لندن<br />
ويف عام 1970م التحق الشنطي<br />
بالكلية امللكية للعلوم والتقنية بجامعة لندن،<br />
والتي حصل منها على درجة الدكتوراه يف<br />
عام 1973م، بعد اأن تقدم باأطروحته عن<br />
"جيولوجية منطقة الدوادمي والرواسب<br />
املعدنية فيها" واأهمها الفضة ونظراً الأهمية<br />
هذه االأطروحة من الناحيتني االأكادميية<br />
واالقتصادية فقد قامت املديرية العامة للروة<br />
املعدنية بنشرها يف ثالثة جملدات، املجلد<br />
رقم )12( عن جيولوجية معقدات اجلعالين<br />
وعرجا القاعديني املتطابقني، واملجلد رقم<br />
)13( عن جيولوجية وتكتونية املنطقة التي<br />
حتوي ما يزيد على 150 منجماً قدمياً، واملجلد<br />
رقم )14( ويتضمن االإمكانات االقتصادية<br />
للمنطقة وبخاصة مواقع متعدن منجم سمرة<br />
والردينية.<br />
وبعيد حصوله على درجة الدكتوراه<br />
يف جمال "جيولوجيا التعدين" من جامعة<br />
لندن، كلف الدكتور اأحمد الشنطي يف عام<br />
1973م باإدارة "مركز اجليولوجيا التطبيقية"<br />
التابع اإدارياً للمديرية العامة للروة املعدنية<br />
واأكادميياً جلامعة البرول واملعادن بالظهران،<br />
والذي كان يشرف على التدريس فيه اأعضاء<br />
من اليونسكو وكان هذا التكليف مبثابة النقطة<br />
التي حتول عندها الدكتور الشنطي للعمل<br />
االأكادميي التطبيقي والعمل االإداري بدالً من<br />
العمل اجليولوجي احلقلي امليداين وقد اأنيطت<br />
صالحية مطلقة من قبل الوزير وجامعة<br />
البترول للدكتور الشنطي يف اإدارة املركز<br />
اأكادميياً واإدارياً ومالياً، مما كان له بالغ االأثر<br />
14
تم تكليفه في عام<br />
1973م باإدارة<br />
"مركز الجيولوجيا<br />
التطبيقية"<br />
15<br />
يف تطوير املركز فيما بعد.<br />
وقد كان الهدف من اإنشاء املركز يف عام<br />
1970م هو تدريب اجليولوجيني يف املديرية<br />
على االأعمال احلقلية، ثم تطور االأمر اإىل<br />
منحهم درجات املاجستري يف اجليولوجيا<br />
التطبيقية، ثم اأضيف تخصص جيولوجيا<br />
املياه اإىل تخصص الروة املعدنية، ومت البدء<br />
بربنامج تدريب فني لتخريج مساعدين<br />
جيولوجيني.<br />
روؤية ثاقبة<br />
ومن خلالل روؤيته الشمولية الثاقبة<br />
متكن الشنطي من تطوير املركز ومن اإضافة<br />
تخصص اجليولوجيا الهندسية وجيولوجيا<br />
البرول اإىل الدراسات العليا، كما متكن من<br />
التوسع يف برنامج التدريب الفني، واستطاع<br />
بعون اهلل تعاىل من احلصول على موافقة<br />
"ديوان اخلدمة املدنية" لتعيني اخلريجني يف<br />
املرتبة السادسة، وهي نفس الدرجة التي يتم<br />
تعيني خريجي البكالوريوس فيها.<br />
ومل يقف طموح الدكتور الشنطي عند<br />
تلك النقطة، فلقد وجد الظروف مواتية<br />
الإضافة برنامج الدكتوراه يف اجليولوجية<br />
التطبيقية للمركز، ومتت املوافقة على ذلك<br />
يف عام 1975م من قبل كل من جامعة البرول<br />
واملعادن بالظهران وجامعة امللك عبدالعزيز<br />
بجدة وبهذا اأصبحت تخصصات اجليولوجيا<br />
التطبيقية االأربعة متاحة ملرحلتي املاجستري<br />
والدكتوراه، باالإضافة اإىل الدبلوم العايل.<br />
معهد اجليولوجيا التطبيقية<br />
وبناءً على اتفاق وزيري البرول والتعليم<br />
العايل، وبقرار من جملس الوزراء انتقل املركز<br />
يف عام 1976م اإىل جامعة امللك عبدالعزيز<br />
بجدة حتت مسمى "معهد اجليولوجيا<br />
التطبيقية"، وحتول اسم مدير املركز اإىل<br />
"عميد املعهد" وبهذا اأضحى الدكتور الشنطي<br />
عميداً للمعهد وعضواً يف جملس اجلامعة<br />
واملجلس االأعلى للجامعة كما عني عضواً<br />
باملجلس العلمي يف عام 1981م، وملدة تسع<br />
سنوات، اأي ثالث دورات متتالية، كان خاللها<br />
عضواً يف جلنة الرقيات العلمية الأعضاء هيئة<br />
التدريس.<br />
ومل يبلغ طموح الدكتور الشنطي مداه<br />
عند ذلك، بل كانت الرغبة صادقة يف اأن<br />
يطبق ما كان قد خطط له بينما كان يف وزارة<br />
البرول، وهو اأن يدخل مرحلة البكالوريوس<br />
يف اجليولوجية التطبيقية، باالإضافة اإىل<br />
الدراسات العليا باملعهد ويف عام 1976م<br />
وافق جملس اجلامعة على اإدخال مرحلة<br />
البكالوريوس يف تخصصات املعهد االأربعة<br />
)جيولوجيا الروة املعدنية، وجيولوجيا املياه،<br />
واجليولوجيا الهندسية، وجيولوجيا البرول(<br />
واإزاء ذلك فقد اأصبح املعهد متكامالً مينح<br />
جميع الدرجات العلمية من البكالوريوس حتى<br />
الدكتوراه وقد قامت جامعة امللك عبدالعزيز<br />
بتطوير معامل املعهد، كما قامت بالتعاقد مع<br />
ثلة من االأساتذة االأكفاء، باالإضافة اإىل من<br />
كان موجوداً عن طريق اليونسكو.<br />
اكتمال احللم<br />
ويف عام 1978م اكتمل احللم، بعد اأن<br />
راأت جامعة امللك عبدالعزيز اأن ينضم قسم<br />
اجليولوجيا بكلية العلوم اإىل معهد اجليولوجيا<br />
التطبيقية حتى يتم توحيد علوم االأرض يف<br />
كيان واحد وهو ما حدا بالدكتور الشنطي ان<br />
يقرح ضرورة اأن يتحول اسم املعهد اإىل "كلية<br />
علوم االأرض" لتصبح الكلية الوحيدة على<br />
مستوى الشرق االأوسط التي حتمل هذا االسم<br />
والتي تعنى مبجاالت علوم االأرض املختلفة،<br />
وليصبح هذا العامل الكبري اأول عميد للكلية<br />
وبعد تركه عمادة الكلية يف عام 1979م تراأس<br />
قسم الروة املعدنية والصخور لثالث دورات،<br />
كما تراأس اأيضاً قسم اجليولوجيا الهندسية<br />
لدورة واحدة.<br />
واإمياناً منه باأهمية املنتديات التي تلقى<br />
فيها البحوث التي تتناول كل جديد يف جمال<br />
اجليولوجيا واللقاءات العلمية بني الطالب<br />
وجيولوجي اململكة، ونظراً لعالقاته املتميزة<br />
مع جيولوجي البعثات االأجنبية، االأمريكية<br />
والفرنسية، فقد قام الدكتور الشنطي بعيد<br />
حتمله مسئولية اإدارة مركز ومعهد اجليولوجيا<br />
التطبيقية باإعداد برنامج علمي متكامل، تلقى<br />
من خالله حماضرات وبحوث عن كل ما
سيرة عالم<br />
تولى منصب عميد "معهد<br />
الجيولوجيا التطبيقية"<br />
بجامعة الملك عبدالعزيز<br />
1976م<br />
قام بالإعداد لعقد اأول<br />
موؤتمر جيولوجي في المملكة<br />
عام 1977م<br />
يستجد من اأعمال جيولوجية يف ربوع اململكة،<br />
باالإضافة اإىل برنامج زيارات الأساتذة زائرين<br />
يف تخصصات املركز للمشاركة يف تغطية<br />
مناهج دراسية معينة لفرات حمددة ومرافقة<br />
الطالب اإىل مناطق بحوثهم وجتدر االإشارة<br />
اإىل اأن برنامج االأساتذة الزائرين وكذلك<br />
االإشراف املصرك واالأساتذة املمتحنني من<br />
خارج اململكة قد استمر حتى بعد انضمام<br />
املركز اإىل جامعة امللك عبدالعزيز.<br />
أول موؤمتر جيولوجي باململكة<br />
ومبباركة من وزارة البرول، قام الدكتور<br />
الشنطي باالإعداد لعقد اأول موؤمتر جيولوجي<br />
يف اململكة العربية السعودية دعا له ثلة متميزة<br />
من خرية العلماء من خمتلف دول العامل، من<br />
املهتمني بدراسة نصاأة وتطور صخور القشرة<br />
االأرضية وميكانيكية تكون الثروات املعدنية<br />
يف البيئات اجليولوجية املختلفة وقد جاء<br />
اسم املوؤمتر على النحو التايل: "نصاأة وتطور<br />
الدرع العربي - النوبي والثروة املعدنية فيه"<br />
ومت االإعداد للموؤمتر يف مركز اجليولوجيا<br />
التطبيقية، ومت عقده يف معهد اجليولوجيا<br />
التطبيقية عام 1977م، وافتتحه معايل وزير<br />
البرول والثروة املعدنية – اآنذاك - الشيخ<br />
اأحمد زكي مياين، ومعايل مدير جامعة امللك<br />
عبدالعزيز.. حممد زبري وصدر عن املوؤمتر<br />
اأربعة جملدات، نشرت عن طريق دار النشر<br />
العاملية بريجمون برس - اكسفورد - بريطانيا"<br />
وكانت هذه االأعداد هي باكورة ما نشر عاملياً<br />
عن الدرع العربي - النوبي ومتعدناته.<br />
ومبوافقة من اليونسكو واالحتاد الدويل<br />
لعلماء اجليولوجيا ،)IUGS( مت اختيار د.<br />
الشنطي لقيادة برنامج املضاهاة اجليولوجي<br />
االأول يف اململكة )رقم 164(، واملتعلق ب"تطور<br />
القشرة االأرضية خالل احلمى االإفريقي للدرع<br />
العربي النوبي"، وقد استعان سعادته بعدد<br />
وافر من اجليولوجيني النابهني واملتميزين<br />
الذين عملوا على الدرع العربي يف الشرق وعلى<br />
تواأمه الدرع النوبي يف الغرب وكان من ثمرة<br />
هذا العمل الضخم رسم خريطة جيولوجية<br />
للدرع العربي - النوبي فضالً عن عقد موؤمتر<br />
دويل يف رحاب جامعة امللك عبدالعزيز اإبان<br />
عام 1982م. صدر عنه عدد كبري من البحوث<br />
نشرت يف جمالت عاملية، باالإضافة اإىل سجل<br />
املوؤمتر املنشور عن طريق دار النشر العاملية<br />
"جون وايلي"، والذي يحمل رقم )6( يف جملة<br />
الكلية.<br />
عود على بدء<br />
وعود على بدء، فلما كان د. الشنطي قد<br />
بداأ حياته العلمية بعيد تخرجه يف كلية العلوم<br />
بجامعة عني شمس يف عام 1957م جيولوجياً<br />
حقلياً يقوم بالعديد من الرحالت امليدانية،<br />
فقد كانت لديه قناعة تامة باأهمية الرحالت<br />
امليدانية الصيفية لبعض الدول االأخرى حتى<br />
يتسنى للطالب عقد مقارنه بني ما هو موجود<br />
بالدرع العربي من جهة وهذه الدول من جهة<br />
اأخرى من متعدنات ووحدات صخرية وعناصر<br />
بنيوية، وحيث يتسنى لهم اأيضاً االحتكاك<br />
باجليولوجيني العاملني باملناجم ومكامن<br />
الروات املعدنية العاملية الكربى ولهذا السبب<br />
راأينا الدكتور/ الشنطي ينظم ويقود رحالت<br />
علمية صيفية اإىل كل من: غرب اأصراليا<br />
وكندا واأمريكا واإسبانيا على مدى اأربع سنوات<br />
الأربع دفعات من الطالب ومن خالل هذه<br />
الزيارات الفريدة من نوعها، والتي مل تتح<br />
لكثري من جيولوجي العامل العربي، متكن عاملنا<br />
الكبري من جمع عدد كبري من العينات املعدنية<br />
والصخرية، شكلت مع ما قام بجمعه من<br />
عينات من مناطق الدرع العربي املختلفة اللبنة<br />
االأوىل للمتحف اجليولوجي ملعهد اجليولوجيا<br />
التطبيقية وقد كان هذا املتحف والزال ميثل<br />
بعد توسيعه جزءاً فاعالً يف العملية التعليمية<br />
ويف التدريس العملي والتطبيقي لطالب<br />
مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا مبعهد<br />
اجليولوجيا التطبيقية والذي تغري اسمه كما<br />
اأسلفنا اإىل " كلية علوم االأرض "بجامعة امللك<br />
عبدالعزيز.<br />
16
17<br />
الإشراف الأكادميي والتاأليف<br />
وبالنسبة لالإشراف االأكادميي، فقد<br />
اأشرف عاملنا الكبري على العديد من اأطروحات<br />
املاجستري والدكتوراه يف تخصص الثروة<br />
املعدنية، كما شارك يف مناقشة العديد من<br />
االأطروحات يف جميع التخصصات.<br />
وعندما قررت منظمة الدول العربية<br />
املصدرة للبرول )اأوابك( اأن تنشئ معهداً<br />
للبرول لتدريب املدربني يف صناعة النفط،<br />
تكون لهذا املعهد جملس لالأمناء من الدول<br />
املعنية فوقع اختيار معايل وزير البرول وقتئذ،<br />
الشيخ اأحمد زكي مياين، على الدكتور الشنطي<br />
ليكون ممثالً للسعودية يف هذا املجلس، حيث<br />
عني نائباً للرئيس، ذلكم اأن رئيس جملس<br />
االأمناء تبعاً للنظام ال بد اأن يكون من دولة<br />
املقر، وهي العراق وبعد اأن تغري النظام يف عام<br />
1985م اأصبح سعادته رئيساً للمجلس حتى<br />
عام 1991م، حيث اأوقف نشاط املعهد نتيجة<br />
حلرب العراق.<br />
وقد خلفت قريحة الدكتور الشنطي ما<br />
يربو على ستني عمالً منشوراً يف جمالت<br />
عاملية وحملية، فضالً عن العديد من التقارير<br />
اجليولوجية املهمة املوجودة لدى وكالة وزارة<br />
الروة املعدنية السعودية ومن اأهم - اإن مل يكن<br />
اأهم - ما سطر العامل الكبري الكتاب املعنون<br />
"جيولوجية الدرع العربي" واملسطور باللغة<br />
العربية والذي ترجم بعد ذلك للغة االإجنليزية<br />
والصادر عن مركز النشر العلمي، جامعة<br />
امللك عبدالعزيز ففي هذا الكتاب، الذي يعد<br />
الوحيد باللغة العربية يف هذا املجال، استطاع<br />
الشنطي باأسلوبه العلمي الرشيق اأن يبسط<br />
تاريخ الدرع العربي اجليولوجي والتكتوين،<br />
وهو تاريخ جد معقد، كما استطاع اأيضاً اأن<br />
يبلور خربته التي اكتسبها مع مرور االأيام<br />
حيث اأحتفنا العامل الكبري بالطبعة الثانية<br />
من موؤلفه الثاين املسطور باللغة العربية<br />
واملعنون "الرواسب املعدنية يف اململكة العربية<br />
السعودية" وقد صدر هذا الكتاب اأيضاً عن<br />
مركز النشر العلمي باجلامعة. ومتت ترجمته<br />
للغة االإجنليزية كذلك.<br />
تقدير واسع<br />
ومن ناحية اأخرى، كان الدكتور الشنطي<br />
اأول من اأصدر جملة علمية ملركز اجليولوجيا<br />
التطبيقية وملعهد اجليولوجيا التطبيقية،<br />
كما اأنه تراأس هيئة حترير جملة كلية علوم<br />
االرض ملدة تسع سنوات ومن مساهماته<br />
اأيضاً مشاركته يف تاأسيس "جمعية العلماء<br />
اجليولوجيني للتنمية الدولية AGID يف عام<br />
1974م يف نيوفاوندالند بكندا، والتي انتقل<br />
مقرها بعد ذلك اإىل البربازيل، وال زالت<br />
تقوم ببعض االأعمال اجليولوجية للتنمية يف<br />
بعض دول العامل الثالث ليس هذا فحسب،<br />
فقد قام بتحكيم كتب للنشر العلمي يف جمال<br />
تخصصه، كما قام اأيضاً بتحكيم بحوث<br />
علمية ملجالت عاملية وحملية، فضالً عن قيامه<br />
بتحكيم االإنتاج العلمي لبعض املتقدمني للرقي<br />
لدرجة اأستاذ مشارك واأستاذ يف الداخل ويف<br />
اخلارج.<br />
وقد حصل الدكتور الشنطي على جائزة<br />
من موؤسسة التقدم العلمي بالكويت يف عام<br />
1985م عن جممل اأبحاثة العلمية، كما حصل<br />
يف عام 2003م على درع الريادة يف اجليولوجيا،<br />
والذي مينح من اجلمعية اجليولوجية السعودية<br />
ملن ساهم يف بناء املفهوم اجليولوجي للمملكة.<br />
كما حصل د. الشنطي على درع الريادة<br />
يف اجليولوجيا، مع االستاذ الدكتور عبداهلل<br />
نصيف، ضمن علماء اجليولوجيا للعامل العربي<br />
عن جيولوجيا اململكة يف موؤمتر جيولوجيا<br />
العامل العربي يف القاهرة قبل اأربع سنوات.<br />
اأخرياً، كلنا اأمل اأن يدرك اأستاذنا الكبري<br />
الدكتور اأحمد الشنطي اأن تاريخه العلمي<br />
احلافل الطويل ليس ملكاً له وحده، وليته يفرد<br />
موؤلفاً يحوي بني دفتيه خربته التي اكتسبها مع<br />
االأيام، كما اأننا نود اأن نقول لسعادته باأن كتاباً<br />
واحداً عن جيولوجية الدرع العربي، على الرغم<br />
من شموليته ليس كافياً، ولذا فاإننا نهيب به اأن<br />
يسطر كتاباً اآخر عن جيولوجية اململكة.
مقال<br />
ميثل البحر الأحمر علامة<br />
انفصال الصفيحة العربية عن<br />
الصفيحة الأفريقية .كما يعترب<br />
البحر الأحمر حميطاً وليداً حديثاً<br />
ونتج من اخلسف القاري ومن ثم<br />
انتشار قاع املحيط .ومياه البحر<br />
الأحمر اأدفاأ مياه عميقة مقارنة مع<br />
حميطات العامل، فصاً عن اأن وجود<br />
الشعاب املرجانية على شواطئه<br />
وجزره يعطي له اأهمية كربى.<br />
جيولوجي - نبيل مصيلحي<br />
ماذا تعرف عن جيولوجيا البحر الأحمر<br />
والبحر الأحتمتر ذو نشأة حديثة تتراوح<br />
ما بني 28-27 مليون سنة )ظهر يف عصر<br />
الأوليجوسني(، علماً بأن وجود اخلسف القاري<br />
ويتبعه وجتتود النشاط الربكاين يتتزود البحر<br />
الأحمر بظواهر جيولوجية مهمة.<br />
ومتتن ناحية اأختتترى، يعد البحر الأحمر<br />
طريقاً مالحياً سهالً للعامل اأجمع واأيضاً مكاناً<br />
اشراتيجياً مهما.. ونتيجة لوجود اخلسف<br />
القاري يكون قاع البحر مليئاً بالرثوات املعدنية<br />
البحرية واأيضاً وجود البوؤر احلارة hot spot<br />
وتعطي خامات معدنية مهمة مثل الذهب -<br />
النحاس - الرصاص - وحتى النفط.<br />
18<br />
سبب التسمية<br />
تتوجتد ثتالثتة احتتتمتلت لتسمية البحر<br />
الأحمر بهذا السم:<br />
)1( نتيجة للتجمع الهائل حليوان البالنكتون<br />
التذي يحوي بداخله صبغة حمراء اللون<br />
)وهو حيوان سوطي(.<br />
)2( ونتيجة لتوجتود نتتوع كبري متن الشعاب<br />
املرجانية احلمراء النادرة .<br />
)3( لأنه توجد بحرية على اأرض اأريريا والتي<br />
كانت تسمى الأرض احلمراء.<br />
الوضع اجلغرايف<br />
يقع البحر الأحمر بني خطي عرض 12<br />
شملً و 30 شملً حيث يبداأ من عند باب<br />
املندب اإىل منطقة السويس.<br />
طتتول البحر الأحتتمتتر حتتوايل 1932 كم،<br />
بالتقريب حوايل 2000 كم، ويتفرع من الشمال<br />
اإىل خليج العقبة وخليج السويس.<br />
عرض البحر الأحتمتر حتتوايل 354 كم،<br />
وهي اأقصى مسافة من جيزان اإىل مصوع يف<br />
اأريريا.<br />
اأما متوسط عرض البحر الأحمر فيقدر ب<br />
280 كم.<br />
ومن طبوغرافية البحر الأحمر اأنه يضيق<br />
يف التساع شملً، ويزداد يف التساع جنوباً.<br />
ومتتتوتشتط عتمتق التبتحتر الأحتتمتتر حتتوايل<br />
491 متتراً وهتتذا العمق املتوسط مقارنة مع<br />
املحيطات الأخرى يعترب قليالً جداً، اأما اأقصى<br />
عمق للبحر الأحمر فهو 2500 مر )اأي حوايل<br />
2.5 كم(.<br />
والبحر الأحمر عبارة عن غور طويل شمال<br />
غرب جنوب شرق ميتد من جزيرة سيناء يف<br />
الشمال حتى باب املندب يف اجلنوب.<br />
وميتاز البحر الأحتمتر بخطوط شواطئ<br />
متتتوازيتة حيث يتسع يف اجلتنتوب ويضيق يف<br />
الشمال.<br />
النصاأة اجليولوجية للبحر<br />
الأحمر<br />
اجلزيرة العربية كانت ملتصقة بأفريقيا<br />
وسبب انفصالهما عن بعضهما هو اخلسف<br />
القاري والذي نتج منه البحر الأحمر حالياً.<br />
وسبب حتتتدوث اخلسف التتقتتري هتتو اأن<br />
الصهارة )املتجتمت( بتتداأت يف الصعود من<br />
الأسفل اإىل الأعلى يف مكان حدوث اخلسف:<br />
فحدثت لتالأرتص ظتهترة التقبب وكما ذكر
19<br />
نتيجة لصعود الصهارة، ومع كرثة الصعود<br />
وتكرار العملية حصل لالأرض من بعد التقبب<br />
تشقق لأن الأرض اأصبحت ضعيفة غري قادرة<br />
على احتمال الضغط املتولد من اأسفل وبعد<br />
عملية التشقق حدث اخلسف وعندما يحدث<br />
هتذا تنتج لنا منطقة منخفضة جتتذب اإليها<br />
البحار وبالتايل تصبح بتحتراً ويتبتداأ البحر<br />
بلنتشار ليصبح حميطاً.<br />
حتتدث خسف للبحر الأحتتمتتر يف اأواختتر<br />
عصر الأوليجوسني oligocene اأي منذ 38<br />
مليون سنة حيث بداأ كغور ثم توالت عمليات<br />
اخلتتشتف ممتت اأدى اإىل دختتتول متتيتته البحر<br />
املتوسط )بتحتر التيتس( عتتن طتريتق بتترزخ<br />
السويس فكوّن بحراً شبه مغلق ضحالً مساحته<br />
نصف مساحة البحر الأحمر حالياً، حيث مل<br />
يصل البحر الأحمر اإىل باب املندب بعد.<br />
وبالتايل ترسبت طبقات بحرية طينية<br />
سمكها 2000 متتر اأثتتنتتء عصر امليوسني<br />
Miocene الأوتتشتتط. ثتتم حتتدث تغري بيئي<br />
مفاجئ يف اأواخر عصر امليوسني Miocene<br />
اأي منذ حوايل - 25 5 ماليني سنة حيث اأصبح<br />
حتوتص البحر الأحتتمتتر حتوتص تبخري عظيم<br />
تكون فيه سمك كبري من الأمالح )املتبخرات<br />
)evaporates اأدت اإىل جتمع املواد العضوية<br />
فتتجتتأة. يف تلك الأثتتنتتء كتتن البحر الأحتمتر<br />
مفصولً عن املحيط الهندي بوصلة من الأرض<br />
- اأي حتى يف هذا العصر- تقع عند مضيق<br />
باب املندب بينما كان يف نفس الوقت متصالً<br />
من عند برزخ السويس )بحر التيسز العظيم(<br />
ولكن كان هذا التصال ضعيفاً حيث اإن اإمداد<br />
املاء بطيء ومعدل التبخري مرتفع.<br />
متتنتتذ 5 متتاليتتني تتشتتنتتة )اأي يف عصر<br />
البليوسني )Pliocene حتتدث خسف اآختر<br />
للغور املتحتوري التتذي قطع طبقات متبخرات<br />
امليوسني Miocene كما اأن هتتذا اخلسف<br />
اأحدث ارتفاعاً يف الأرض يف الشمال فأغلقت<br />
التصال بالبحر الأبيض املتوسط بينما اأحدث<br />
اخلسف اأيضاً خسف الوصلة الفاصلة ما بني<br />
البحر الأحمر واملحيط الهندي وبالتايل دخلت<br />
مياه املحيط الهندي وتتواجتدت اأول حمتوى<br />
اأحفوري endopacific يف عصر البلستوسني<br />
Pleistocene )اأي منذ 2 مليون سنة( وهذا<br />
العصر يسمى العصر اجلليدي حيث اإنه اأثر<br />
على منسوب مياه املحيطات والبحار واأدى<br />
هذا العصر اإىل انخفاض منسوب مياه البحر<br />
الأحمر اإىل 90 متتراً وبالتايل بتتداأت الأنهار<br />
والأودية يف حفر املجاري النهرية للوصول اإىل<br />
مياه البحر وهذا سبب تكون الشروم والتي هي<br />
عتبترة عتن جمتترى مائي على شكل حتترف T<br />
مثل : شرم اأبحر - شرم اخلترار. يف املنطقة<br />
الشرقية للبحر الأحتمتر يف اململكة العربية<br />
السعودية. مالحظة: اأثناء العصر اجلليدي مل<br />
تتجمد مياه البحر ولكن فقط جتمدت مناطق<br />
القطبني لذلك انخفض منسوب البحر حتى<br />
120 متتراً )متن – 90 120 متتراً( ومتع هذا<br />
النخفاض اأدى اإىل فصل البحر الأحمر عن<br />
املحيط الهندي فسادت الظروف فوق امللحية<br />
.)super saline(<br />
ويف هذا العصر اأيضاً، كان ميول التباعد<br />
بني اجلزيرة العربية واأفريقيا حوايل cm 2<br />
يف السنة )اأي mm 1.7 يف الشهر( مما<br />
اأدى اإىل توسيع الغور املحوري وكانت احلرارة<br />
املتصاعدة عالية، وتكونت الفوالق املستعرضة<br />
واجلانبية والراكيب شديدة النحدار الناجتة<br />
من الرباكني والبوؤر احلارة.
أبحاث ودراسات<br />
20<br />
دراسة حالة.. كارثة سيول جدة<br />
اإدارة الكوارث والأزمات في المملكة<br />
اإدارة الكوارث والأزمات جند فعاليتها يف التقليل من اخلسائر البشرية واملادية التي ميكن اأن تنتج من تلك الكوارث<br />
والأزمات، وما قد يلحق بالتنمية القتصادية والإنسانية يف اململكة العربية السعودية، ويعتمد املنهج البحثي يف هذا<br />
البحث على استقراره وحتليل للمعلومات والبيانات املوثقة عن اخلسائر البشرية، والأضرار املادية الناجمة عن الكوارث<br />
يف اململكة العربية السعودية وحول العامل، مع الرتكيز على الدول الأكرث تضرراً من الكوارث والأزمات، وصولً اإىل<br />
استنتاج اأنه ل توجد دولة اأو قارة ميكن استثناوؤها من الكوارث الطبيعة والفنية، حيث تتساوى يف ذلك الدول املتقدمة<br />
والنامية، كما اأن التاأثري املتعاظم للكوارث يوؤثر على برامج التنمية املستدامة.<br />
فريق البحث:<br />
• سعيد علي القليطي/ اأستاذ بقسم الهندسة الصناعية بجامعة امللك عبدالعزيز بجدة.<br />
• توفيق بن سعيد احلربي / جيوفيزيائي بقسم اجليوفيزياء باملركز الوطني للزالزل والرباكني بهيئة املساحة اجليولوجية السعودية.<br />
• مهدي بن سامل اليامي / مدير عام ومستشار بيئي بشركة الغالف البيئي للدارسات واالستشارات البيئية بالسعودية.<br />
• حممد مطر الشمري / رئيس فرقة بقسم خدمات االإطفاء واالإنقاذ بهيئة الطريان املدين مبحافظة حائل.<br />
• اأحمد مطر الغامدي/ مدير شعبة االإطفاء واالإنقاذ باالإدارة العامة للدفاع املدين مبحافظة جدة.
21<br />
وموضوع اإدارة الكوارث يعتمد على<br />
عدة مراحل خمتلفة ابتداء من مرحلة<br />
ما قبل الكارثة واأثناء الكارثة وانتهاء<br />
مبرحلة ما بعد الكارثة واإعادة االأوضاع<br />
لطبيعتها مع التعريف باأهمية كل مرحلة،<br />
ومن استنتاج اأهمية احللول االإبداعية يف<br />
فعالية اإدارة الكارثة نضرب اأمثلة لهذا<br />
تبني اأن مواجهة الكارثة ال يعني االنتظار<br />
حلني وقوعها ومن ثم التعامل معها واإمنا<br />
ميكن حتويل خماطرها اإىل منافع تنموية<br />
قبل اأن تقع.. كما نضع بعض التوصيات<br />
الهامة واالسرتاتيجية لالستعداد االأمثل<br />
يف مواجهة الكوارث واالأزمات.<br />
املدخل<br />
اإن الكوارث الطبيعية يف تزايد مستمر<br />
)1( يف اأنحاء متفرقة من العامل دون<br />
متييز بني دولة غنية اأو فقرية، ولكن من<br />
املفارقات اأن يذكر العلماء واملهتمون بعلوم<br />
الكوارث اأن لالإنسان دوراً اأساسياً يف<br />
حدوث تلك الكوارث من خالل االأنشطة<br />
االقتصادية والصناعية التي تعمل على<br />
حتقيقها اخلطط التنموية للدول والتي<br />
اأدت اإىل استنزاف للموارد الطبيعية،<br />
واستهالك مفرط للطاقة مما كان له اأثر<br />
كبري يف التدهور البيئي، وزيادة التلوث<br />
بكل اأنواعه، كما اأدت لنشوء ظاهرة<br />
االحتباس احلراري )2( الذي يُنذر مبزيد<br />
من كوارث الفيضانات والقضاء على كثري<br />
من االأحياء الفطرية . وال ميكن اعتبار<br />
الكوارث واالأزمات على اختالف اأنواعها<br />
الطبيعية منها اأو تلك الناجمة عن االإنسان<br />
باحلوادث العرضية التي حتدث يف<br />
فرتة زمنية ثم تطوى وتصبح من حديث<br />
املاضي، لكنها اأصبحت متثل حتدياً كبرياً<br />
وهاجساً مرعباً يوؤرق الدول واحلكومات،<br />
ويستنفر منظمات املجتمع الدويل،<br />
ويستنهض موؤسسات املجتمع املدين على<br />
حد سواء، باعتبارها حوادث مفاجئة<br />
خارجة عن نطاق السيطرة توؤثر على<br />
املكتسبات التنموية للمجتمعات االإنسانية،<br />
وحتد من تقدمها لسنني طويلة.. ويف<br />
الواقع مل تعد هناك دولة على وجه االأرض<br />
مباأمن من حدوث الكوارث الطبيعية<br />
وغري الطبيعية، تتساوى يف ذلك الدول<br />
النامية مع الدول املتقدمة دون تفرقة..<br />
اإال اأن اآثار تلك الكوارث وتداعياتها<br />
تكون اأكرث قسوة واأشد تاأثرياً على الدول<br />
النامية وتنميتها، اأكرث من الدول الغنية<br />
اأو املتقدمة، ويتضاعف ذلك التاأثري<br />
على الدول االأكرث فقراً وعندما تتضافر<br />
عوامل مثل الفقر واجلوع واملرض، واأحياناً<br />
احلروب، وسوء االإدارة تكون املحصلة يف<br />
النهاية كوارث اإنسانية مباليني البشر من<br />
الرجال والنساء واالأطفال.. ولن تستطيع<br />
الدول مهما اأوتيت من قوى مادية وبشرية<br />
وتقنية منفردة اأو جمتمعة يف اأن حتول دون
أبحاث ودراسات<br />
وقوع الكوارث الطبيعية وغري الطبيعية<br />
ولكنها من خالل التعاون فيما بينها ومن<br />
خالل االستعداد ملواجهتها والتخفيف من<br />
اآثارها اإىل احلد املمكن ووضع التدابري<br />
واالإجراءات املناسبة للتصدي لها ابتداء<br />
من االستفادة من تطبيقات التقنية<br />
ومروراً بوضع اللوائح والقوانني اخلاصة<br />
باأنواع الكوارث واالأزمات ثم بوضع<br />
اخلطط الفعالة للوقاية منها اأو مواجهتها،<br />
وتدريب الكوادر البشرية الرسمية منها<br />
وغري الرسمية، وتسخري االإمكانات العلمية<br />
واالإدارية واملالية للمجتمعات املدنية بشكل<br />
اأكرث فاعلية، للتخفيف من اآثار الكوارث<br />
اإىل اأدنى درجة ممكنة على االإنسان<br />
ومكتسباته )3(.<br />
خسائر العامل من الكوارث<br />
الطبيعية<br />
اأ ) خسائر مرتتبة عن الكوارث<br />
الطبيعية حول العامل لعام<br />
.2005<br />
يوضح اجلدول التايل رقم )1(<br />
اخلسائر املرتتبة عن الكوارث الطبيعية<br />
للعام )2005م( فقط )4( من زالزل<br />
وفيضانات، وانزالقات اأرضية وجفاف<br />
وظواهر مناخية، وال تدخل فيها كوارث<br />
االأوبئة.<br />
وتشري اجلداول )3.2( اإىل معلومات<br />
اأكرث تفصيالً الأكرث عشر دول تعرضت<br />
للكوارث الطبيعية خالل عام 2005م<br />
واخلسائر التي منيت بها وذلك على النحو<br />
التايل:<br />
ويوضح اجلدول )4( توزيع قتلى<br />
الكوارث لكل مليون نسمة حسب القارات<br />
ونوعية الكوارث خالل الفرتة من عام<br />
. 2005 – 1991<br />
ب ) خسائر كارثة جدة )السيول<br />
..الفيضانات(- اململكة العربية<br />
السعودية:<br />
قبل البدء بكارثة جدة سوف نتناول<br />
تعريفات بسيطة عن الفيضانات والسيول<br />
ومسبباتها وخصائصها.<br />
جدول )1( تاأثري الكوارث الطبيعية للعام 2005م.<br />
عدد الدول املتأثرة<br />
عدد الوفيات<br />
عدد املتأثرين )املتضررين(<br />
اخلسائر االقتصادية )بالدوالر(<br />
• الفيضان هو ارتفاع منسوب<br />
سطح املياه يف النهر اإىل مستوى<br />
اأعلى من حافة النهر مما يجعل<br />
هذا املاء.<br />
• يتدفق فوق السهول الفيضية<br />
127<br />
89916<br />
160 مليون نسمة<br />
159 بليون<br />
جدول )2( العشر دول الأكرث تضرراًَمن الكوارث )عدد القتلى(<br />
البلد<br />
الباكستان<br />
الهند<br />
الصني<br />
غواتيماال<br />
الواليات املتحدة<br />
اإندونيسيا<br />
اأوكرانيا<br />
اإيران<br />
اأفغانستان<br />
بنجالديش<br />
عدد القتلى<br />
74151<br />
4286<br />
1548<br />
1542<br />
1452<br />
1281<br />
801<br />
734<br />
461<br />
319<br />
جدول )3( العشر دول الأكرث تضرراً من الكوارث<br />
)اخلسائر/ بليون دولر(<br />
البلد<br />
الواليات املتحدة<br />
الصني<br />
الهند<br />
الباكستان<br />
رومانيا<br />
كوبا<br />
سويسرا<br />
غواتيماال<br />
اململكة املتحدة<br />
جويانا<br />
اخلسائر املادية )بليون دوالر(<br />
132.30<br />
7.15<br />
5.82<br />
5<br />
1.73<br />
1.40<br />
1<br />
0.99<br />
0.50<br />
0.47<br />
Plain( )Flood وغالباً ما تكون<br />
هذه السهول الفيضية خصبة<br />
الرتبة وذلك لرتسيب الطمي<br />
النهري عليها ولكونها اأرضاً<br />
خصبة للزراعة.<br />
22
الكوارث البيولوجية<br />
7.31<br />
1.13<br />
0.39<br />
0.03<br />
00.62<br />
جدول )4( توزيع قتلى الكوارث لكل مليون نسمة للقارات<br />
الكوارث اجليولوجية<br />
0.37<br />
0.31<br />
7.54<br />
0.23<br />
5.06<br />
الكوارث املناخية<br />
1.30<br />
6.23<br />
5.19<br />
4.77<br />
1.92<br />
القارة<br />
اأفريقيا<br />
االأمريكتان<br />
اآسيا<br />
اأوروبا<br />
اأوقيانوسيا<br />
23<br />
- اأسباب الفيضانات:<br />
اأ - اأسباب طبيعية و مناخية<br />
)Natural & Climatological(<br />
ب - اأسباب غري طبيعية اأو بفعل<br />
االإنسان made( )Man<br />
- السيل هو العملية املستمرة التي<br />
يتحرك املاء خاللها على سطح االأرض<br />
من االرتفاعات العليا اإىل املناطق السفلى<br />
بفعل قوى اجلاذبية االأرضية.<br />
ويتكون من جزاأين هما:<br />
• جريان ذو طبقة رقيقة على سطح<br />
االأرض . Overland Flow<br />
• جريان يف قنوات التصريف<br />
. Channel Flow<br />
- خصائص السيل:<br />
اأهم خصائص السيل التي يهتم علم<br />
الهيدرولوجي بتقديرها هي:<br />
* حجم السيل الكلي Runoff<br />
.Volume<br />
* معدل تدفق السيل .Runoff Rate<br />
* تصريف ذروة السيل .Peak Flow<br />
- مصادر السيل:<br />
ويتكون السيل من ثالثة مصادر<br />
هي:<br />
• اجلريان السطحي املباشر ويبداأ عند<br />
زيادة شدة املطر عن قدرة الرتبة على<br />
الرتشيح.<br />
• اجلريان الداخلي ويحدث حتت سطح<br />
الرتبة.<br />
جدول )5( بعض اأضرار سيول جدة املسجلة لدى الدفاع املدين<br />
عدد الوفيات<br />
عدد االأسر التي مت صرف االإعاشة لها<br />
عدد االأسر التي مت اإيواوؤها<br />
عدد اأضرار العقارات<br />
عدد اأضرار السيارات<br />
• اجلريان اجلويف وهي عملية بطيئة<br />
تتم يف املناطق املشبعة حتت سطح<br />
االأرض.<br />
ويسمى جمموع كل من اجلريان<br />
الداخلي واجلويف باجلريان غري املباشر اأو<br />
جريان القاعدة.<br />
العوامل املوؤثرة يف نشوء واستمرارية<br />
السيل :<br />
• عوامل جيولوجية مثل اأنواع الصخور<br />
والرتبة.<br />
236<br />
28369<br />
28369<br />
11849<br />
109135<br />
• عوامل تضاريسية مثل اأطوال وكثافة<br />
قنوات التصريف وميولها.<br />
• رطوبة الرتبة قبل الهطول.<br />
• عمق منسوب املاء اجلويف.<br />
• خصائص املطر )املدة-الشدة-<br />
العمق-مساحة الهطول(.<br />
تاأثري الفيضانات و السيول :<br />
• تاأثريات رئيسة :Primary Effects<br />
وتشمل فقد احلياة اأو االأرواح
أبحاث ودراسات<br />
باالإضافة اإىل فقدان املمتلكات<br />
العامة كاملباين والطرق واجلسور<br />
واالتصاالت وانهيار املنازل وكذلك<br />
عمليات النحت والرتسيب وخصوصاً<br />
يف املناطق السكنية، وكذلك فقدان<br />
الزراعة والرتبة اجليدة نتيجة جلرفها<br />
بواسطة الفيضانات.<br />
• تاأثيريات ثانوية Secondary<br />
:Effects تصاحب هذه التاأثريات<br />
غالبا التاأثريات الرئيسة الناجتة من<br />
الفيضانات ومن هذه التاأثريات ما<br />
ياأتي:<br />
- نشوب احلرائق نتيجة االلتماس<br />
الكهربائي وذلك لوجود الوسط<br />
املائي.<br />
- ازدياد التلوث الكيميائي حيث<br />
اإن املياه حتمل املواد الكيميائية<br />
امللوثة.<br />
- االأمراض واجلوع: ويحدث<br />
ذلك نتيجة النتشار القوارض<br />
والزواحف.<br />
- تشريد السكان وتركهم دون<br />
ماأوى.<br />
24<br />
كارثة سيول جدة 1430ه<br />
- مقدمة:<br />
سيول ضربت مدينة جدة يف اململكة<br />
العربية السعودية وكذلك يوم االأربعاء 22<br />
صفر 1432 املوافق 26 يناير 2011 واأودت<br />
بحياة اأكرث من 100 شخص واإصابة مئات<br />
اآخرين وقطع التيار الكهربائي واستدعت<br />
نزول قوات اجليش السعودي واحلرس<br />
الوطني لنجدة املنكوبني يف اأكرب عملية<br />
اإنقاذ تشهدها السعودية يف تاريخها نتيجة<br />
قله الوعي والتثقيف بالكوارث واالأزمات<br />
ومن اجلدير ذكره اأن ارتفاع منسوب<br />
مياه السيول هذه املرة وصل اإىل نسبة<br />
قياسية بلغت ضعف النسبة التي سجلت<br />
لدى سيول جدة 1430 والتي اأودت بحياة<br />
114 نفساً. ويبلغ معدل الهطل السنوي<br />
يف جدة 52 ملم وبنسبة تذبذب %88.<br />
وقال الدفاع املدين السعودي اإنه متكن<br />
من جندة 1451 شخصاً بواسطة الفرق<br />
االأرضية املنتشرة و467 شخصاً من خالل<br />
الطوافات املروحية كما يف اجلدول )5(.<br />
ومع اأن اخلسائر البشرية واملادية<br />
املشار اإليها يف اجلداول قد نتجت من<br />
اأنواع خمتلفة من الكوارث مثل الزالزل<br />
والفيضانات واالأعاصري واالنزالقات<br />
االأرضية التي حتصل يف مرتفعات املنطقة<br />
اجلنوبية من اململكة العربية السعودية<br />
وغريها وذلك يف سنة واحدة فقط فاإنه<br />
يتبني لنا من حتليل سريع لالأرقام املذكورة<br />
يف اجلداول السابقة بعض احلقائق منها<br />
ما يلي:<br />
1- اأن تلك الكوارث قد توزعت على<br />
جميع قارات العامل واأنها ال تفرق عند<br />
وقوعها بني دولة غنية واأخرى نامية.<br />
2- اأن مقدار اخلسائر البشرية اأكرث<br />
موضوعية عند تقييم الفعل التدمريي<br />
للكارثة مقارنة باخلسائر املادية<br />
فاأعداد الوفيات واملتضررين ال ميكن<br />
االختالف عليها بني دولة واأخرى.<br />
3- تقييم االأضرار املادية يخضع<br />
حلسابات خمتلفة تخص كل دولة<br />
على حدة وتختلف فيه الدولة النامية<br />
عن الغنية اإذ يدخل يف ذلك التقييم<br />
العامل االقتصادي، ومدى وجود نظام<br />
للتاأمني على املمتلكات.. اإلخ.<br />
اإدارة الكوارث والأزمات<br />
وكارثة سيول جدة<br />
كان البد من حتديد كارثة جدة االأوىل<br />
والتعلم منها والعمل عليها وحتديد املستوى<br />
االإداري املنوط للتعامل معها وحتديد<br />
اجلهات الفاعلة يف اإدارة ومواجهة الكارثة<br />
كال حسب اختصاصه فيها فمثالً:<br />
• االأجهزة احلكومية ممثلة بالوزارات<br />
والهيئات احلكومية.<br />
• موؤسسات املجتمع املحلي.<br />
• املنظمات غري احلكومية.<br />
واملسئولية بني تلك اجلهات تكاملية<br />
واإن كانت االأجهزة احلكومية هي اجلهات<br />
الرئيسة فيها بحكم اإمكاناتها البشرية<br />
واملادية. وهذا من صاأنه اأن يعرف بتلك<br />
الكارثة واأخطارها ومن ثم اإعداد التدابري<br />
واخلطط واالإجراءات املناسبة لتحييدها<br />
اأو الوقاية منها مرة اأخرى كل هذا يكمن<br />
يف توفري الكوادر البشرية املوؤهلة يف تلك<br />
االأجهزة كماً ونوعاً وتوفري التجهيزات
25<br />
املناسبة لكارثة الفيضانات والسيول لهذه<br />
املنطقة واأي منطقة اأخرى حسب نوع<br />
الكارثة وتفعيل نشاطات العمل التطوعي<br />
والتي كانت تعمل على قدم وساق جنبا<br />
اإىل جنب مع الدفاع املدين ياأتي بعد ذلك<br />
جانب التوعية من املفرتض من الكارثة<br />
االأوىل يتم العمل على نشر الوعي لعموم<br />
اجلمهور وللفئات االجتماعية املختلفة<br />
فيه، وينبغي تصميم برامج توعية مناسبة<br />
لهذه الكارثة بحيث تُفعل من قبل اجلمهور<br />
الأغراض الوقاية واجلهات ذات العالقة<br />
ولقد مت اإنشاء مركز الإدارة الكوارث<br />
واالأزمات يف اإمارة منطقة مكة املكرمة<br />
ووضع جدولة يف حال وقوع كارثة ال سمح<br />
اهلل متر مبراحل ثالث وهي مرحلة ما قبل<br />
الكارثة وهي املرحلة التي تسبق حدوث<br />
الكارثة ومرحلة اأثناء الكارثة وهي التي<br />
فيها االأحداث ومرحلة ما بعد الكارثة<br />
وهي كل ما خلفته الكارثة من زهق يف<br />
االأرواح واملمتلكات واإدارة الكارثة حتتاج<br />
منا اإىل جهاز اإداري كفء مدرب قادر على<br />
التصدي ملوضوع الكوارث بصفة عامة<br />
وطرح احللول االإبداعية حيالها وتخطيط<br />
وتنفيذ كل ما يتعلق بها قبل واأثناء وبعد<br />
حدوثها.<br />
صور ملوؤسسات املجتمع املحلي<br />
واملنظمات غري احلكومية يف كارثة<br />
جدة:<br />
حيث شارك يف كارثة جدة عدة<br />
موؤسسات للمجتمع املحلي واملنظمات غري<br />
احلكومية جنباً اىل جنب مع الدفاع املدين<br />
املعني باإدارة هذه الكارثة.<br />
تخفيف خماطر الفيضانات<br />
والسيول يف جميع مناطق اململكة<br />
العربية السعودية:<br />
• لتخفيض نسبة خماطر الفيضانات،<br />
فاإنه البد من توقعه بوقت كاف قبل<br />
حدوث الفيضان وذلك باستخدام<br />
جميع املعلومات اخلاصة بالفيضانات<br />
السابقة.<br />
• رسم منوذج بياين لفرتات التكرار،<br />
ومن هنا يتضح اأنه البد من وجود<br />
مرصد دائم يسجل ارتفاعات االأنهار<br />
واالأمطار.<br />
• رسم خريطة للوادي توضح املناطق<br />
التي تكون معرضة للفيضانات<br />
والسيول.<br />
• بناء حواجز خرسانية وبناء السدود<br />
يف اأعلى االأنهار واالأودية حيث<br />
استخدامها لتخزين املياه وتوليد<br />
الطاقة الكهربائية.<br />
• اأما املناطق القريبة من الساحل<br />
والتي تتعرض للفيضانات بفعل<br />
العواصف، فيجب رصد هذه العواصف<br />
واالأعاصري عن طريق استخدام طرق<br />
االستشعار عن بعد واالإنذار بقدومها.<br />
• بناء جدران بحرية عالية لتكسري<br />
املوجات البحرية وتقليل خطر املياه<br />
املحمولة اإىل داخل املدينة، ولقد<br />
اأجريت هذه التجربة بنجاح على<br />
ساحل والية تكساس االأمريكية عام<br />
1982م وحققت جناحاً كبرياً يف تقليل<br />
خطر الفيضانات الناجتة من عمليات<br />
املدّ واجلزر يف هذه املنطقة.)7(<br />
مفهوم الكوارث<br />
نظراً لتنوع مسببات الكوارث فاإننا<br />
نالحظ يف اأدبيات الكوارث تعريفات<br />
خمتلفة لها حسب كل نوع، فهناك تعريف<br />
للكارثة الطبيعية، والكارثة الزراعية،<br />
والكارثة البيئية، والكارثة البحرية<br />
والكارثة الصحية... الخ.<br />
ولكن هناك تعريفات اأكثرث شموالً
أبحاث ودراسات<br />
واإيجازاً تتبناها املنظمات والهيئات<br />
الدولية ومنها على سبيل املثال:<br />
تعريف هيئة الأمم املتحدة<br />
الكارثة: هي حالة مفجعة يتاأثر من<br />
جرائها منط احلياة اليومية فجاأة ويصبح<br />
الناس بدون مساعدة ويعانون من ويالتها<br />
ويصريون يف حاجة اإىل حماية ومالبس<br />
وملجاأ وعناية طبية واجتماعية واحتياجات<br />
احلياة الضرورية االأخرى.<br />
تعريف املنظمة الدولية<br />
للحماية املدنية<br />
الكارثة: هي حادثة غري متوقعة ناجمة<br />
عن قوى الطبيعة اأو بسبب فعل االإنسان<br />
ويرتتب عليها خسائر يف االأرواح وتدمري<br />
يف املمتلكات وتكون ذات تاأثري شديد على<br />
االقتصاد الوطني واحلياة االجتماعية<br />
وتفوق اإمكانات مواجهتها قدرة املوارد<br />
الوطنية وتتطلب مساعدة دولية.<br />
تعريف املنظمة الأمريكية<br />
ملهندسي السالمة<br />
الكارثة : التحول املفاجئ غري املتوقع<br />
يف اأسلوب احلياة العادية بسبب ظواهر<br />
طبيعية اأو من فعل اإنسان تتسبب يف العديد<br />
من االإصابات والوفيات اأو اخلسائر املادية<br />
الكبرية.<br />
ونالحظ من التعريفات السابقة<br />
توصيفاً حلالة ماأساوية جتمع بينها<br />
خصائص ثالث هي الفجائية، واخلسائر<br />
البشرية واملادية، ثم اختالل التوازن يف<br />
منط احلياة العادية.<br />
كما اأن هناك جهات اأخرى تضع<br />
معايري كمية ملا ميكن اأن يوصف باأنه<br />
كارثة بغرض التدخل لتقييم املساعدات<br />
االإنسانية ومنها مكتب الواليات املتحدة<br />
للمساعدة االأجنبية للكوارث )8( الذي<br />
يتبنى موؤشرات لتوصيف الكارثة مثال<br />
كارثة الزالزل والرباكني على النحو التايل:<br />
اأ- اإذا بلغ عدد القتلى 6 اأفراد فاأكرث.<br />
ب- اإذا بلغ عدد القتلى واملصابني 25<br />
فرداً فاأكرث.<br />
ج- اإذا بلغ عدد املتضررين )بني متوفى<br />
ومصاب ومشرد( 1000 شخص.<br />
د- اإذا بلغت اخلسائر املرتتبة عن الكارثة<br />
مليون دوالر.<br />
وهناك معيار اآخر لكوارث الفيضانات<br />
والثلوج واالنزالقات ونحوها وذلك كاالآتي:<br />
اأ- اإذا بلغ عدد املتوفني اأو اجلرحى 50<br />
فرداً.<br />
ب- اإذا بلغ جمموع املتضررين 1000<br />
شخص.<br />
ج- اإذا بلغت اخلسائر املرتتبة على<br />
الكارثة مليون دوالر فاأكرث.<br />
تعريف مركز االأبحاث يف علم اأوبئة<br />
الكوارث )كريد(:<br />
Center for Research on the<br />
:)Epidemiology disasters (CRED<br />
وهو مركز يتعاون مع منظمة الصحة<br />
العاملية ويدير قاعدة بيانات عاملية حول<br />
الكوارث ومركزه بلجيكا، فاإنه يعترب<br />
الكارثة ضمن قاعدة املعلومات التي<br />
ينشئها اإذا استوفت اأحد الشروط التالية:<br />
1- اإذا بلغ عدد القتلى 10 اأشخاص.<br />
2- اإذا بلغ عدد املتضررين الذين يحتاجون<br />
لالإيواء والطعام.. اإلخ 100 شخص.<br />
3- يف حالة اإعالن الدولة حالة الطوارئ.<br />
4- يف حالة طلب املساعدة الدولية.<br />
مفهوم اإدارة الكوارث<br />
ليمكن اأن نتعرف على مفهوم اإدارة<br />
الكوارث، فاإنه من املناسب اأن نحدد مفهوم<br />
االإدارة بذاتها والتي حظيت بتعريفات<br />
متعددة من قبل املختصني بهذا العلم..<br />
فمن ضمن التعريفات املعاصرة لالإدارة،<br />
نشري اإىل تعريفني منها على النحو التايل:<br />
1- االإدارة هي: العملية التي يتم مبوجبها<br />
العمل مع ومن خالل اآخرين لتحقيق<br />
اأهداف املنظمة بفعالية باستخدام<br />
املوارد املحدودة بكفاية يف بيئة<br />
متغرية.<br />
2- االإدارة هي: تنسيق جميع املوارد من<br />
خالل عمليات التخطيط والتنظيم<br />
والتوجيه والرقابة من اأجل حتقيق<br />
اأهداف حمددة.<br />
26
27<br />
ومن خالل حتديد مفهوم االإدارة )8(<br />
ميكن معرفة اأن هناك سمات اأو صفات<br />
رئيسة لالإدارة من حيث اإنها:<br />
1- عملية )Process( اأو سلسلة من<br />
النشاطات املستمرة.<br />
2- اأنها تركز على الوصول اإىل االأهداف<br />
التنظيمية.<br />
3- اأنها تصل اإىل هذه االأهداف من خالل<br />
العمل مع ومن خالل الناس وعناصر<br />
تنظيمية اأخرى.<br />
ودون الدخول يف تفاصيل اأكرث حول<br />
وظائف االإدارة ومن خالل تعرفنا على<br />
مفهوم الكارثة ميكننا اأن نستخلص<br />
املفهوم التايل حيال ماهية اإدارة الكوارث<br />
التي ميكن تعريفها كما يلي:<br />
اإدارة الكوارث:<br />
هي سلسلة من النشاطات املرتابطة<br />
يتم من خاللها توظيف االإمكانات املتاحة<br />
لدى منظمات املجتمع لتحديد خماطر<br />
حمتملة الوقوع على االإنسان ومكتسباته، اأو<br />
التخفيف من سلبياتها واآثارها اإىل احلد<br />
املمكن.<br />
الكوارث والتنمية املستدامة<br />
كمبداأ اأساس يفرتض اأن تهدف<br />
خطط احلد من خماطر الكوارث اإىل<br />
حتجيم االأخطار املرتتبة عليها يف املدى<br />
احلايل عندما يُعمل على تقليل تلك<br />
االأخطار على البشر ومكتسباتهم، ويف<br />
املدى البعيد عندما تتبنى االسرتاتيجيات<br />
املتخذة من قبل الدول البعد التنموي<br />
املطلوب يف املستقبل والذي ياأخذ باالعتبار<br />
عنصر احلد من خماطر الكوارث كركن<br />
اأساس لتحقيق التنمية املستدامة.<br />
ويف الواقع اأن ما يتعلق باستدامة<br />
التنمية وارتباط الكوارث واالأزمات بها<br />
يعكسه ضمناً ما اأشري يف تقرير االأمم<br />
املتحدة لعام 2005م الذي يرجح وجود<br />
عوامل اأساسية تسبب يف تزايد حدة<br />
الكوارث واالأزمات بشكل عام والطبيعية<br />
منها بشكل خاص )10( ومن هذه العوامل<br />
استمرار تغري املناخ وتدهور البيئة،<br />
والتحضر العشوائي ونظم التخفيف من<br />
اآثار الكوارث، واالأمر الذي يتطلب اإىل<br />
تعاون حقيقي فاعل بني الدول الحتواء<br />
العوامل ذات الطابع العاملي كقضية<br />
تغري املناخ واالحتباس احلراري التي<br />
تنذر مبزيد من الكوارث الطبيعية يف<br />
العديد من البلدان والتي ميكن التكهن<br />
باأبعادها التدمريية على الدول املعرضة<br />
لها، كما يجب على الدول منفردة اتخاذ<br />
اسرتاتيجيات مناسبة تاأخذ باالعتبار<br />
اجلوانب الكارثية يف مشاريعها التنموية<br />
السيما الدول الفقرية منها والتي عادة ما<br />
تتكالب عليها ظروف خمتلفة، توؤدي اإىل<br />
تداعيات مركبة على سكانها، واقتصادها<br />
ومكاسبها التنموية وبراجمها االإمنائية<br />
عند حدوث الكوارث الكبرية )11(.<br />
وتوؤكد منظمة االأغذية والزراعة<br />
لالأمم املتحدة )الفاو( على اأهمية اعتبار<br />
نظم اإدارة خماطر الكوارث جزءاً ال يتجزاأ<br />
من السياسات والربامج الدائمة للتنمية<br />
املستدامة )12( لدى الدول واأن هناك<br />
اأهمية كبرية الإدراج اإدارة خماطر الكوارث<br />
ضمن التخطيط التنموي طويل االأجل<br />
فيها، وقد ربطت املنظمة دعمها الفني<br />
واالستشاري للبلدان املعرضة للكوارث<br />
الطبيعية مبدى تبنيها للنظم االإدارية<br />
التي تاأخذ باالعتبار حجم اإدارة خماطر<br />
الكوارث ضمن التخطيط الدائم للتنمية.<br />
واإذا ما عرفنا اأن برامج التنمية<br />
املستدامة تهدف اأساساً اإىل النهوض<br />
باملستوى االقتصادي واالجتماعي والبيئي<br />
والعمراين للبلدان مع املحافظة على<br />
املوارد وحتسني بيئة العمل جلميع السكان،<br />
فاإن اإغفال دور الكوارث يف اإمكانية<br />
تاأثريها على املكاسب االإمنائية ينطوي<br />
على خماطر غري حمسوبة قد توؤدي اإىل<br />
القضاء على تلك املكاسب لسنني طويلة،<br />
واأن اإنفاقاً مالياً متعاظماً سيكون حتمياً<br />
الستعادة تلك املكاسب، كان باالإمكان<br />
جتنبه منذ البداية، بل رمبا ليس باالإمكان<br />
توفريه اأيضاً.<br />
اإدارة الكارثة )متى واأين<br />
وكيف(<br />
يقتضي االأمر ابتداء حتديد نوع<br />
الكارثة التي يراد اإدارتها ومواجهتها،<br />
وكذا حتديد املستوى االإداري املنوط به<br />
التعامل معها فهناك اأنواع خمتلفة من
أبحاث ودراسات<br />
الكوارث الطبيعية والفنية منها ما يقتضي<br />
تعاوناً وتنسيقاً بني الدول ككوارث التلوث<br />
البحري، اأو الزالزل والفيضانات ومنها ما<br />
ميكن اأن تتم اإدارتها على مستوى الوطن<br />
الواحد باإمكاناته الذاتية. ومنها اأيضاً ما<br />
ميكن التصدي له ومواجهته على املستوى<br />
املحلي وحتديداً على مستوى املدن.<br />
وميكن لنا حتديد اجلهات الفاعلة<br />
يف اإدارة ومواجهة الكوارث على مستوى<br />
الوطن الواحد فيما يلي:<br />
1- االأجهزة احلكومية ممثلة بالوزارات<br />
والهيئات احلكومية.<br />
2- موؤسسات املجتمع املحلي.<br />
3- املنظمات غري احلكومية.<br />
واملصوؤولية بني تلك اجلهات تكاملية<br />
واإن كانت االأجهزة احلكومية هي اجلهات<br />
الرئيسة فيها بحكم اإمكاناتها البشرية<br />
واملادية.<br />
وعلى العموم فاإن موضوع االإدارة<br />
الشاملة للكوارث واالأزمات يتطلب عمل<br />
اخلطوات التالية:<br />
1( تصنيف الكوارث الطبيعية والفنية<br />
على مستوى الوطن الواحد بكل<br />
اأنواعها وسن التشريعات اخلاصة<br />
بها وحتديد اجلهات الرئيسة ذات<br />
املسوؤولية املباشرة يف التصدي<br />
لها، وهذا من صاأنه اأن يعرف بتلك<br />
الكوارث واأخطارها ومن ثم اإعداد<br />
التدابيري واخلطط واالإجراءات<br />
املناسبة لتحييدها اأو الوقاية منها،<br />
وعلى سبيل املثال ميكن تصنيفها وفق<br />
وظائف االأجهزة احلكومية املعنية،<br />
مثل: الكوارث الزراعية، اأو الصناعية،<br />
اأو الصحية والبلدية والبيئية اأو<br />
البحرية.. اإلخ.<br />
وغني عن البيان اأن نشري اإىل اأن كل<br />
نوع من تلك الكوارث تندرج حتته<br />
جمموعة نوعية حتتاج اإىل خطط<br />
للمواجهة تنسجم مع نوع تلك الكارثة،<br />
وقد تتطلب نوعية الكارثة تعاون<br />
اأجهزة حكومية خمتلفة ملواجهتها .<br />
2( توفري الكوادر البشرية املوؤهلة يف تلك<br />
االأجهزة كماً ونوعاً، ومهمة التصدي<br />
للكوارث حتتاج اإىل املخططني<br />
واالإدارييني القياديني والكوادر<br />
التنفيذية، وكل هوؤالء يجب اأن يكونوا<br />
على قدر مناسب من التاأهيل واملهارة<br />
يف االأداء، وهم ميثلون االآليات الرئيسة<br />
لتفعيل النشاطات املختلفة يف موضوع<br />
اإدارة الكارثة اأياً كان نوعها، وعليه<br />
فينبغي اإعدادهم من خالل برامج<br />
التدريب املستمر، لتطوير مهاراتهم<br />
يف االختصاصات املختلفة.<br />
3( توفري التجهيزات: كل نوع من الكوارث<br />
يحتاج اإىل جتهيزات خمتلفة، تطلبه<br />
طبيعة الكارثة، ومن مصوؤولية االأجهزة<br />
املعنية اأن تعمل على توفري احتياجاتها<br />
احلقيقية من االآليات واملعدات<br />
والتجهيزات املناسبة وذلك الأهميتها<br />
يف مرحلة وقوع الكارثة وعند تفعيل<br />
خطط العمليات وذلك على املستوى<br />
املحلي، اأما على املستوى الوطني فاإن<br />
التجهيزات تاأخذ منحى اآخر كاأن<br />
تسهم باملعلومات الضرورية لالأجهزة<br />
املعنية لالستعداد والتاأهب ملواجهة<br />
كارثة ما ومن هذه التجهيزات االأقمار<br />
الصناعية الأغراض االإنذار املبكر،<br />
وحمطات الرصد الزلزايل، وحمطات<br />
رصد الظواهر املناخية ..الخ.<br />
4( تفعيل نشاطات العمل التطوعي: وهذا<br />
عامل مهم يف خطط مواجهة الكوارث<br />
وحتديداً يف اأعمال االإنقاذ واالإسعاف<br />
واالإيواء، والتنظيم واإعادة االأوضاع<br />
اإىل ما كانت عليه، ويتطلب العمل<br />
التطوعي اإىل اإعداد وتدريب للكوادر<br />
املتطوعة نظرياً وعملياً بشكل دوري،<br />
ليكونوا يف جاهزية دائمة ملساندة<br />
االأجهزة املعنية عند حدوث الكوارث.<br />
5( التوعية: وهي نشاط هام من سلسلة<br />
نشاطات اإدارة الكارثة، وهذا النشاط<br />
موجه لعموم اجلمهور وللفئات<br />
االجتماعية املختلفة فيه، وينبغي<br />
تصميم برامج توعية مناسبة حسب<br />
نوع كل كارثة بحيث تُفعل من قبل<br />
اجلمهور الأغراض الوقاية وبحكم<br />
اأنه املعني يف نهاية االأمر باالإجراءات<br />
والتدابري اخلاصة مبواجهة الكوارث.<br />
28
29<br />
فاعلية الإدارة يف احلد من<br />
خماطر الكوارث<br />
اإدارة الكارثة حتتاج اإىل جهاز اإداري<br />
كفء مدرب قادر على التصدي ملوضوع<br />
الكوارث وطرح احللول االإبداعية حيالها<br />
تخطيطاً وتنفيذاً، قبل واأثناء وبعد<br />
حدوثها. واإذا كانت الكوارث اأمراً حتمي<br />
الوقوع واأنه ليس باالإمكان منعها، فاإنه<br />
باالإمكان التخفيف من اآثارها السلبية<br />
باتخاذ العديد من التدابري واالإجراءات يف<br />
جميع مراحلها، ويتوقف على مدى جناح<br />
وفاعلية احللول االإدارية املختلفة - التي<br />
يتم تبنيها للتخفيف من تلك االآثار -<br />
النتائج املاأمولة املنتظرة، وسوف نتطرق<br />
باإيجاز لبعض من احللول االإدارية ممكنة<br />
التفعيل ضمن املراحل الزمنية للكارثة<br />
للوقوف على فاعليتها حيال تقليل اخلسائر<br />
املتوقعة وذلك على النحو التايل:<br />
1- الإدارة يف املرحلة ما قبل<br />
الكارثة<br />
يف املرحلة التي تسبق حدوث كارثة<br />
فاملجال واسع لالإداريني وصناع القرار<br />
يف تفعيل الكثري من االإجراءات والتدابري<br />
الوقائية التي حتول دون تطور وضع معني<br />
اإىل كارثة، اأو احلد من وقوع اخلسائر<br />
البشرية واملادية عند وقوعها، ويف هذه<br />
املرحلة يتم توقع لنوع الكوارث املحتملة<br />
من خالل جمع املعلومات الكافية عن<br />
اخلصائص الطبيعية اأو االقتصادية اأو<br />
السكانية وبالتايل اخلصائص الكارثية<br />
وذلك على املستوى الوطني، واملستوى<br />
املحلي، ثم العمل على حتليل خطر الكارثة<br />
وتداعياتها الطبيعية والبيئية واالجتماعية<br />
واالقتصادية واآثارها االآنية واملستقبلية<br />
على السكان ومكتسباتهم، ومن ثم يتم<br />
عمل ما يلي:<br />
)اأ( حتديد الكارثة املحتملة طبيعية<br />
كانت اأو فنية، واحتماالت وقوعها،<br />
ومدى تاأثريها.<br />
)ب وضع اخلطط واالسرتاتيجيات<br />
والتدابري املناسبة للتصدي لكل<br />
نوع من اأنواع الكوارث.<br />
)ج( الوقوف على القدرات املوؤسسية<br />
كماً ونوعاً ومدى كفاية املوارد<br />
املتاحة للتصدي لها وسد العجز<br />
اإن وجد.<br />
)د( القيام باأعمال التدريب<br />
الضرورية للكوادر البشرية على<br />
تفعيل خطط املواجهة، وكذلك<br />
االستفادة من اإعداد املتطوعني،<br />
وتوعية املجتمع باالأخطار.<br />
)و( تفعيل لوائح السالمة الوقائية<br />
من خماطر الكوارث املختلفة يف<br />
املباين واملنصاآت والبيئة بشكل<br />
عام.<br />
2- الإدارة يف مرحلة التحذير من<br />
حدوث الكارثة<br />
حيث ميكن توقع حدوث كارثة قبل<br />
وقوعها بوقت كاف نسبياً فيتم اإخالء<br />
مناطق التعرض من السكان حلمايتهم<br />
وذلك من خالل اأجهزة االإنذار والرصد<br />
الأنواع من الظواهر الطبيعية كاالأعاصري<br />
والعواصف والفيضانات .. اإلخ .<br />
اإن هذه املرحلة على قدر من االأهمية<br />
للتاأهب لتاليف العديد من اخلسائر من<br />
خالل نشاط له عالقة باإدارة الكارثة وهو<br />
التحذير منها، وميكن لنا معرفة اأهمية<br />
ذلك اإذا ما عرفنا اأن استخدام االأقمار<br />
االصطناعية للحصول على معلومات<br />
عن توقيت العواصف االستوائية واأماكن<br />
حدوثها ضاعف من فرتة التحذير منها<br />
من 24 ساعة عام 1990م اإىل 48 ساعة<br />
عام 1999م، وحتسنت فرتة التحذير<br />
من االأعاصري من 6 دقائق اإىل 17 دقيقة<br />
)13( وهذا وال شك مفيد للمسئولني<br />
عن اإدارة الكارثة وللمعرضني لها بشكل<br />
اأساس حيث ميكن التخفيف من اخلسائر<br />
البشرية اإىل حد كبري .<br />
وللتدليل على اأهمية ذلك نشري اإىل اأنه<br />
اأمكن اإجالء 700000 شخص )14( اإىل<br />
اأماكن اآمنة عند وقوع اإعصار ميتشل يف<br />
كوبا عام 2001م، وعلى العكس من ذلك<br />
فاإن مراكز االإنذار املبكر مبنطقة املحيط<br />
الهندي يف ديسمرب 2004 عند حدوث<br />
كارثة تسونامي قد تنباأت مبوجات مد<br />
مدمرة لكن املعلومات الزلزالية تلك مل<br />
تبلغ للناس على املناطق الساحلية، وحتى
أبحاث ودراسات<br />
مل تبلغ ملراكز الطوارئ وقد اأدى هذا اإىل<br />
هالك 300000 نسمة بالرغم من اأن<br />
االأمواج استغرقت عدة ساعات قبل اأن<br />
تكتسح الشواطئ وما عليها.<br />
3- الإدارة يف مرحلة اأثناء الكارثة<br />
واأعمال الطوارئ<br />
ويف هذه املرحلة تفعل خطط العمليات<br />
املعدة ملواجهة الكارثة بعد وقوعها وتشتمل<br />
هذه املرحلة على العديد من االأنشطة<br />
االإدارية كالقيادة امليدانية واأعمال<br />
التنسيق واالإغاثة واالإخالء واالإيواء، وهي<br />
املرحلة احلرجة يف اأي كارثة اإذ تستنفر<br />
لها الطاقات وقد تكون الكارثة فوق قدرات<br />
الوطن فيتم طلب املعونة من اخلارج، كما<br />
اأنها حمك للنجاح اأو االإخفاق لالأجهزة<br />
املعنية مبواجهتها.<br />
4- الإدارة يف مرحلة ما بعد الكارثة<br />
واإعادة الأوضاع اإىل ما كانت عليه<br />
ويتم فيها تفعيل خطط اإعادة االأوضاع<br />
واإصالح االأضرار الناجمة عن الكارثة<br />
متهيداً لعودة احلياة اإىل طبيعتها ويلي<br />
ذلك تقييم شامل لالأضرار وسلبيات<br />
واإيجابيات االأداء يف مواجهة تلك الكارثة،<br />
وبالتايل استخالص الدروس التي البد<br />
من االستفادة منها يف تطوير اخلطط<br />
املستقبلية .<br />
اإدارة الكارثة بني الفعل وردة<br />
الفعل<br />
وفق ما سبق طرحه يتبني لنا اأن<br />
اإدارة الكارثة تبداأ عملياً قبل حدوث<br />
الكارثة وذلك من خلالل االستعداد<br />
الفاعل لتحييدها اإن كان ذلك ممكناً اأو<br />
التخفيف من اآثارها، اإىل احلد املمكن وفق<br />
االإمكانات املتاحة .<br />
ومن خلالل تصنيف الكوارث قد<br />
يجد املختصون واخلرباء وصناع القرار<br />
وبالتحديد يف مرحلة التخطيط القطاعي<br />
اأن جزءاً اإبداعياً من اإدارة اأنواع خمتلفة<br />
من الكوارث متكررة احلدوث اأو السائدة<br />
يكمن يف حتويل تلك الكارثة )اأو بعبارة<br />
اأدق ما ميكن اأن يتطور اإىل مستوى كارثة(<br />
من فعل مدمر اإىل خمرجات ذات نفع<br />
اقتصادي واإمنائي على مستوى الوطن،<br />
فمثالً:<br />
• اإنشاء السدود على جماري االأودية<br />
الكبرية )15( يحول دون حدوث<br />
كوارث الفيضانات التدمريية فضالً<br />
عن اأنه يتيح مصدراً الإنتاج الطاقة<br />
الكهربائية ومياه الشرب، وزيادة<br />
الرقعة الزراعية.<br />
• واإعادة تدوير النفايات البلدية )16(<br />
بالطرق العلمية السليمة، ستحد من<br />
كارثة تلوث البيئة، فضالً على اأنها<br />
حتقق مورداً استثمارياً جيداً وتتيح<br />
فرصاً جديدة للعمل.<br />
• ومثل ذلك اإعادة معاجلة مياه<br />
الصرف الصحي واستخدامها يف ري<br />
املساحات اخلضراء وزيادتها يف املدن<br />
للتخفيف من التلوث الهوائي.<br />
وهكذا نرى اأن الفعل االإداري الذي<br />
يتبنى حلوالً اإبداعية حيال االأخطار التي<br />
ميكن اأن تسببها اأنواع خمتلفة من الكوارث<br />
يف اململكة العربية السعودية، ويستظهر روؤى<br />
اإيجابية حيال احتوائها اأوالً، ثم توظيف<br />
خمرجاتها لفائدة االإنسان والتنمية هو<br />
من اأفضل ما ميكن الوصول اإليه من حلول<br />
الإدارة الكوارث واالأزمات اإذ اإنه ال يساعد<br />
على تقليل خماطرها فحسب، واإمنا يعمل<br />
على حتويلها من نقمة اإىل نعمة وعلى<br />
العكس من ذلك النظرة القاصرة التي<br />
تتمثل يف االكتفاء بردة الفعل حيال وقوع<br />
كارثة ما، مبعنى عدم االستعداد باخلطط<br />
املناسبة ملواجهتها بوقت مبكر واالنتظار<br />
حلني وقوعها للتعامل معها وحينها يتبني<br />
خلل يف سوء االإدارة وضعف االإمكانات،<br />
وارتباك يف االستجابة وسوء يف التقدير<br />
وبالضرورة تفاقم يف االأضرار، ومن<br />
ثم يركز على استظهار مبربرات لذلك<br />
القصور ويستمر مبداأ ردود االأفعال وليس<br />
االأفعال على هذا النحو وتتكرر االأخطاء<br />
دون اإصالح حقيقي لها )17(.<br />
اخلالصة<br />
اإن الكوارث واالأزمات على خمتلف<br />
اأنواعها يف تصاعد مستمر يف كل اأرجاء<br />
العامل واأنه ليس باإمكان الدول منع<br />
وقوعها السيما الطبيعية منها ذات الفعل<br />
التدمريي الكبري، ولكنها قادرة على اتخاذ<br />
العديد من التدابري واالإجراءات املختلفة<br />
للتخفيف من اآثارها، يف مراحلها املختلفة،<br />
واأنه على اململكة العربية السعودية والدول<br />
منفردة اأو جمتمعة العمل على بذل املزيد<br />
30
31<br />
من اجلهد يف مراجعة تلك التدابري<br />
وتطويرها اإىل االأفضل.. والأنه يعول على<br />
العنصر البشري يف اإدارة الكوارث، فالبد<br />
من بناء قدرات بشرية على قدر عال<br />
من الكفاءة العلمية والعملية واالإدارية<br />
للتصدي ملواضيع الكوارث واالأزمات بدءاً<br />
من املرحلة ما قبل الكارثة عند اإعداد<br />
االسرتاتيجيات الوقائية وتفعيلها واإعداد<br />
خطط االستعداد والتدريب عليها، ومروراً<br />
مبرحلة العمليات والتعامل املباشر يف<br />
اأعمال املواجهة من اإغاثة واإخالء واإيواء،<br />
وال ينتهي االأمر باإجراءات اإعادة االأوضاع<br />
اإىل ما كانت عليه واإمنا تستمر دورة<br />
جديدة من تقييم اجلهود املبذولة وتطوير<br />
االإجراءات واالسرتاتيجيات يف سبيل<br />
حتقيق نتائج اأفضل يف اإدارة الكوارث<br />
واالأزمات يف املستقبل ال سمح اهلل.<br />
التوصيات<br />
1- تاأسيس قاعدة معلومات شاملة الأنواع<br />
الكوارث من قبل اجلهة احلكومية<br />
املصوؤولة واالهتمام بتحديثها بصورة<br />
مستمرة واتخاذها منطلقاً الإعداد<br />
اخلطط واالسرتاتيجيات املناسبة<br />
ملواجهتها على املستوى الوطني<br />
واالإقليمي واملحلي.<br />
2- وضع االسرتاتيجيات قصرية املدى<br />
اخلاصة باالستجابة السريعة الفاعلة<br />
ملواجهة الكارثة، وتبني االسرتاتيجيات<br />
بعيدة املدى الهادفة للتقليل من اأخطار<br />
الكوارث واالأزمات وحتقيق التنمية<br />
املستدامة على املستوى الوطني.<br />
3- توفري الكوادر البشرية املوؤهلة<br />
وتدريبها علمياً وعملياً ملواجهة<br />
الكوارث واالأزمات املختلفة، مع تنظيم<br />
اأعمال التطوع وتدريب املتطوعني من<br />
خالل معاهد ومراكز تدريب تنصاأ<br />
لهذا الغرض.<br />
4- االستفادة من التقنية احلديثة<br />
وتوظيفها بالشكل الذي يحقق اإدارة<br />
فاعلة للكارثة من خلالل اإحداث<br />
شبكات للمراقبة واالإنذار املبكر على<br />
املستوى الوطني تعتمد على نظم<br />
االستشعار عن بعد واالتصاالت<br />
الالسلكية ونظام حتديد املواقع<br />
العاملي جي بي اإس.<br />
5- بناء ثقافة الوقاية من الكوارث<br />
واالأزمات يف املجتمع املدين من خالل<br />
وضع االأنظمة والتشريعات وتفعيلها يف<br />
املشاريع مبا ياأخذ باالعتبار التخفيف<br />
من خماطر الكوارث واالأزمات اأو<br />
حتييدها على املجتمع ومكتسباته، مع<br />
تصميم وتفعيل برامج توعوية وتشجيع<br />
التطوع.<br />
6- متويل الدراسات التي تعنى باحلد<br />
من الكوارث واالأزمات على خمتلف<br />
اأنواعها واالستفادة من خمرجاتها<br />
يف مرحلة ما قبل الكارثة واالأعمال<br />
التي تتطلبها املواجهة من تدريب<br />
للكوادر اأو جتهيزات واعتبار ذلك<br />
التمويل استثماراً حقيقياً سيقلل من<br />
اخلسائر التي ميكن اأن ترتتب على<br />
وقوع الكوارث.<br />
املراجع:<br />
• مكتب منع االأزمات واالنتعاش )2004م( برنامج<br />
االأمم املتحدة االإمنائي، احلد من خماطر الكوارث :<br />
حتد يواجه التنمية، تقرير دويل.<br />
• املغربي، كامل حممد )1994م(، االإدارة والبيئة<br />
والسياسة العامة.<br />
• كيندي بول )1993م(، االستعداد للقرن احلادي<br />
والعشرين، ترجمة حممد عبدالقادر، غازي مسعود.<br />
• املهنا، حممد مهنا )1419ه(، املوضوع البيئي<br />
سعودياً وعربياً وعاملياً.<br />
• الشعالن، فهد اأحمد )1419ه(، اإدارة االأزمات<br />
)االأسس- املراحل - االآليات(.<br />
• املومني، نائل حممد )2012م( , اإدارة الكوارث<br />
واالأزمات.<br />
• شاويش، مصطفى جنيب )1414ه(، االإدارة احلديثة<br />
)مفاهيم، وظائف، وتطبيقات(.<br />
• مصلحة املستدامة )SD( )2005م(، منظمة االأغذية<br />
والزراعة لالأمم املتحدة )الفاو( املوؤسسات املحلية يف<br />
احلد من قابلية التعرض للكوارث الطبيعية ويف تنمية<br />
العيش املستدام، تقرير دويل.<br />
• اآل فطيمة، حممد بن يحيى، دور فاعلية اإدارة الكوارث<br />
وخطط مواجهتها يف التقليل من اآثارها على االإنسان<br />
ومكتسباته، وزارة الصوؤون البلدية والقروية - الرياض<br />
- اململكة العربية السعودية.<br />
• منظمة الفاو )2003م(، تقرير جلنة االأمن الغذائي<br />
العاملي، الدورة التاسعة والعشرون.<br />
• االأحيدب / اإبراهيم بن سليمان )1420ه(، املخاطر<br />
الطبيعية اململكة العربية السعودية وكيفية مواجهتها.<br />
• دشيشه، اإلهام اأحمد )2005م(، اإعادة تدوير املنتجات<br />
ودورها يف احلد من االأزمات البيئية، املوؤمتر الثانوي<br />
العاشر، اإدارة االأزمات والكوارث البيئية يف ظل<br />
املتغريات املعاصرة - جامعة عني شمس - القاهرة.<br />
• العيسوي، عبدالرحمن سيكولوجية التلوث.<br />
• اأورفلي، علي والعذل، سلطان حممد، االإنسان<br />
والكوارث.<br />
• كوبيه هيوجو - اليابان )2005م(، املوؤمتر العاملي<br />
للحد من الكوارث، اإعالن هيوجو.<br />
• املعهد العربي الإمناء املدن )1411ه(، املدن والكوارث<br />
واحلروب.<br />
• وزارة الشئون البلدية والقروية )1424ه(، دليل<br />
االأجهزة البلدية يف اإعداد خطط مواجهة الكوارث.
مقال<br />
البوزالن )االسكوريا(<br />
البوزالن عبارة عن مادة طبيعية<br />
بركانية سوداء اللون خفيفة الوزن<br />
نتيجة تطايرها ودخول الغازات<br />
واالأبخرة الربكانية من خاللها حلظة<br />
خروجها، وهي على شكل حصوات<br />
حجمها من 1 اإىل 3 سم، وهي مادة<br />
اقتصادية تدخل يف العديد من<br />
االستخدامات الصناعية من بينها<br />
صناعة االأسمنت حيث تضاف اإىل<br />
مكونات االأسمنت )احلجر اجليري<br />
والطني( اأثناء التصنيع لتعطي نوعاً<br />
من اأنواع االأسمنت يعرف باالأسمنت<br />
البورتالندي البوزالين، واإنتاج املواد<br />
اخلراسانية ذات الوزن اخلفيف<br />
واإنتاج البُلك والعديد من التطبيقات<br />
الزراعية.<br />
وبيَّنت الدراسات اأن البوزالن<br />
تستخدم يف زيادة مقاومه االأسمنت<br />
كيميائياً للماء النقي واملاء الكربيتي<br />
بتثبيت املادة اجليرية اأثناء عملية<br />
اخللط كما يستخدم اأيضاً كمواد<br />
اإضافية لتصنيع االأسمنت "البوزالين"<br />
للتقليل من انبعاث الغازات.<br />
وقالت الدراسة اجليولوجية اإن<br />
اخلواص الفيزيائية لرواسب اخلبث<br />
الربكاين تتميز مبسامية عالية ترتاوح<br />
بني 66 اإىل 71 يف املائة نظراً الحتوائها<br />
على فراغات تصل اإىل حوايل 75 يف<br />
املائة وتترتاوح قيمة الكثافة فيها بني<br />
764 اإىل 820 كم/ 3، كما تراوحت نسبة<br />
كيميائي: احلسيني منصور احلسيني - مصر<br />
امتصاص املاء بني 30 اإىل 38 يف املائة.<br />
موضحة اأن التجارب التكنولوجية التي<br />
شملتها الدراسة تضمنت اختبار اخلبث<br />
الربكاين كمادة بوزالنية يف صناعه<br />
االأسمنت البوزالين املقاوم للملوحة ويف<br />
تصنيع خرسانة وبلوكات خفيفة الوزن.<br />
وبحسب الدراسة احلديثة فاإن<br />
صخور "االسكوريا" تستخدم يف اإنتاج<br />
الركام خفيف الوزن وباأحجام خمتلفة<br />
كما يدخل اأيضاً كمكون رئيس يف<br />
صناعة اخلرسانة خفيفة الوزن التي<br />
تتميز بخفة الوزن والعزل احلراري،<br />
والضوئي مما يوؤدي اإىل مقاومة الزالزل<br />
والتقليل من وزن االإثقال يف البنايات<br />
اخلراسانية التي توؤدي اإىل تقليل<br />
استخدام حديد التسليح يف اأساسيات<br />
البناء اإىل جانب تقليل اأضرار وخماطر<br />
احلرائق نتيجة لدميومة اخلرسانة<br />
اخلفيفة يف احلرارة العالية، بينما<br />
يرتكز دخولها يف التطبيقات الصناعية<br />
الزراعية الحتوائها على عناصر<br />
معدنية هامة ك: املاغنيسيوم واالأمالح،<br />
واحلديد، مبا يسهم يف توفر استهالك<br />
املياه حيث ميتص النبات الرطوبة<br />
املحفوظة يف فجوات اخلبث الربكاين<br />
ومتنع تسربها اإىل اخلارج فتشكل بذلك<br />
خزان مائي يوفر املياه على دفعات<br />
بحسب احلاجة.<br />
وقد مت تقسيم صناعة االأسمنت<br />
البوزالين اإىل ثالثة اأنواع:<br />
32
الأول: الأسمنت البورتالندي<br />
البوزلين<br />
يتكون من كلنكر االأسمنت<br />
البورتلالندي واجلبص ومسحوق<br />
البوزالنا الطبيعية اأو الصناعية واملعالج<br />
حرارياً، وذلك بنسبة ترتاوح من %21<br />
اإىل %36 بوزالنا ونسبة %64 اإىل %79<br />
كلنكر وجبص ويتميز هذا النوع من<br />
االأسمنت بقلة التكلفة والسعر ويصلح<br />
جلميع اأنواع التشييد، ولكن قوته ال<br />
تزيد على 32.5 نيوتن/مم2 يف 28<br />
يوماً وتفوق قوته 42.5 نيوتن/مم2 بعد<br />
60 يوماً، لذلك ال ينصح باستخدامه<br />
يف املنساآت التي يتوقع تكون اأعمال<br />
التشييد فيها مستمرة ومتتالية.<br />
الثاين: الأسمنت البوزلين<br />
وهو اأقل قوةً من النوع االأول.<br />
الثالث: الأسمنت البوزلين<br />
اجلريي<br />
وهذا اأضعفها قوةً ويستعمل يف<br />
اأعمال البياض، مونة البناء، التعميش،<br />
صناعة البلكات االأسمنتية وبالط<br />
االأرضيات.. اإلخ، ويستخدم هذا النوع<br />
بكرثة يف الهند وشرق اآسيا وبعض الدول<br />
االأفريقية ككينيا، اأثيوبيا، الصومال،<br />
جنوب اأفريقيا ومصر. حيث يتميز بقلة<br />
التكلفة وسهولة التصنيع. للمزيد ميكن<br />
الرجوع ملواصفته القياسية.<br />
الأسمنت البورتالندى<br />
النوع االأول هو عيار 42.5 ويستعمل<br />
يف اخلرسانات املسلحة واالأرضيات<br />
ذات االأحمال الكبرة يف الغالب، ويف<br />
املباين االأرضية ذات الطوابق القليلة.<br />
وباخللالطات الصغيرة يستعمل<br />
باحلجم بالنسبة 4:2:1 اأسمنت: رمل:<br />
ركام حصى طبيعي واملاء. ويف املنساآت<br />
الكبرة واملباين متعددة الطوابق يلجاأ<br />
اإىل استخدام اخلالطات املربجمة<br />
واالأتوماتيكية الكبرة وبالوزن حسب<br />
اخللطات التصميمية التي تعتمد على<br />
القوى املتوقعة للخلطة وتتبع فيها<br />
خطوات علمية، خمتربية، جتريبية<br />
وعموماً ليس االأسمنت باأنواعه<br />
املختلفة هو الذي يحدد وحده طريقة<br />
االستعمال ولكن طبيعة وخصائص<br />
العناصر الداخلة يف اخللطات مثل:<br />
احلصى، اخلرسانة، درجة احلرارة،<br />
اأنواع االأعضاء االإنشائية املراد تنفيذها<br />
كل ذلك له دور كبر يف حتديد نسب<br />
اخللطة.<br />
الأسمنت البورتالندي<br />
البوزلين:-<br />
يصلح هذا النوع من االأسمنت يف<br />
االأعمال املدنية االآتية:<br />
1-2-3 القواعد والكمرات اخلرسانية<br />
واالأعمدة والسقوفات. وذلك<br />
حسب التصميم الذي يقوم<br />
به املهندس املصمم للغرض<br />
املطلوب.<br />
2-2-3 صب الكتل الكبرة حيث اإن<br />
احلرارة املنبعثة قليلة نسبياً.<br />
3-2-3 املنساآت املائية.<br />
4-2-3 اأعمال البلالط والبياض<br />
واحلمامات واملطابخ واأحواض<br />
السباحة واأحواض التحليل<br />
واملنهوالت ...اإلخ .<br />
هنالك جماالت ال حصر لها<br />
لالستخدام غير الواردة اأعلاله<br />
الستخدامات االأسمنت باأنواعه املختلفة<br />
لذلك نوصي بالرجوع اإىل الكود الذي<br />
يتعلق بتصميم املنساآت اخلرسانية.<br />
33
صخور ومعادن<br />
خام الفوسفات.. التعريف والخصائص واالستخدامات<br />
الفوسفات )Phosphate( مركب معدين يحتوي على اأيون رابع اأكسيد الفسفور-3<br />
)PO4( والفسفور هو اأحد اخلامات الالفلزية التابعة للمجموعة النيرتوجينية<br />
رقمه الذري )15( ووزنه الذرى )30.97( وال يوجد يف الطبيعة يف شكله الذاتي حيث<br />
اإنه سريع التفاعل مع االأوكسجني.<br />
وتطلق كلمة فوسفورايت على رواسب الفوسفات التي ميكن تعدينها واستغاللها<br />
اقتصادياً بينما يطلق مصطلح الصخور الفوسفاتية على الصخور التي حتتوي على<br />
نسب غري عالية من الفوسفات. ويقاس تركيز الفوسفات مبعرفة نسبة خامس اأكسيد<br />
الفوسفور )P2O5( اأو نسبة عنصر الفوسفور اأو نسبة عنصر فوسفات العظام يف<br />
اجلري اأو نسبة ثالثي الفوسفات يف اجلري. وترتاوح الرتكيزات املطلوبة جتارياً بني<br />
)%30 و%37( من خامس اأكسيد الفوسفور .)P2O5(<br />
34
الرسوبي والناري<br />
و"الجوانو".. صور تواجد<br />
صخور الفوسفات في<br />
الطبيعة<br />
35<br />
- الكثافة النوعية: . 3،2<br />
اخلصائص والصفات<br />
• الرتكيب الكيميائي: تضم<br />
صخور الفوسفات حوايل )200<br />
معدن( من جمموعة الأباتيت<br />
وتركيبه الكيميائي )F )Ca(PO4)3<br />
يف اأغلب الأحيان. والفوسفات<br />
ل يذوب يف املاء بينما يتفاعل<br />
مع حمض الكبريتيك ليعطي<br />
سماد السوبر فوسفات وحمض<br />
الفوسفوريك ويعطي سماد<br />
الفوسفات النيرتوجيني بالتفاعل<br />
مع الأمونيا كما يعطي حمض<br />
الفوسفوريك بالتفاعل مع حمض<br />
الهيدروكلوريك.<br />
• اخلواص الطبيعية: تتباين<br />
األوان صخور الفوسفات ما بني<br />
الداكنة والفاحتة نتيجة لوجود<br />
املواد العضوية وتظهر اإما على<br />
شكل رواسب فتاتية اأو متصلبة<br />
بحيث تكون املادة الصلبة فيها اإما<br />
جريية اأو سليسية وغالباً ما حتتوي<br />
هذه الرواسب على بعض العناصر<br />
املشعة مثل اليورانيوم.. واخلواص<br />
الطبيعية ملجموعة معادن الأباتيت<br />
هي:<br />
- الشكل البلوري: سداسي.<br />
- اللون: اأصفر اأو اأسود مائل اإىل<br />
الأخضر واأحياناً اأزرق.<br />
- املخدش: اأبيض.<br />
- الصالبة: . 5<br />
تواجده يف الطبيعة<br />
تتواجد معظم صخور الفوسفات يف<br />
الطبيعة يف اإحدى الصور التالية:<br />
1- صخور فوسفات من أصل<br />
رسوبي: وهي اأهم الرواسب من<br />
حيث النتشار واحلجم والستغالل<br />
حيث تشكل حوايل )%80( من<br />
الرواسب العاملية ويترتاوح تركيز<br />
خامس اأكسيد الفوسفور فيها ما بني<br />
)%20-%30( وهي رواسب بحرية<br />
حبيبية مثل رواسب الفوسفات يف<br />
مصر ودول شمال اأفريقيا ورواسب<br />
الفوسفات يف شمال اململكة العربية<br />
السعودية وفى العراق والأردن.<br />
2- صخور فوسفات من أصل ناري:<br />
وهى ناجتة من صخور سيانيت<br />
النيفيلني وصخور الكربوناتيت<br />
والبريوكسينات املحتوية على قدر<br />
كبري من املعادن الفوسفاتية التي<br />
من اأهمها معدن الآباتيت وهذه<br />
الرواسب غري شائعة ومن اأمثلتها<br />
رواسب خنبي يف روسيا.<br />
3- رواسب اجلوانو: وهي ناجتة من<br />
تراكم خملفات الطيور البحرية<br />
فوق الصخور اجلريية مثل رواسب<br />
جزيرة نيورا يف املحيط الهادي.<br />
طرق معاجلة اخلام<br />
تعتمد طرق معاجلة اخلامات<br />
الفوسفاتية على رفع نسبة خامس
صخور ومعادن<br />
يدخل في صناعة الأسمدة<br />
والفوسفور الحراري..<br />
ويستخدم كغذاء للمواشي<br />
اأكسيد الفوسفور اإىل النسب املطلوبة<br />
جتارياً )%30 - %40( وتختلف طرق<br />
املعاجلة حسب حالة اخلام وطبيعته<br />
واأهم الطرق املستخدمة هي:<br />
1- الغسيل والتجفيف ثم اإزالة<br />
الغبار مثل خامات مصر وجزيرة<br />
كريسمس يف املحيط الهندي.<br />
2- الفرز بالطريقة اجلافة مثل خامات<br />
فلسطني اأو بالطريقة الرطبة مثل<br />
خامات توجو .<br />
3- احلرق للتخلص من املواد العضوية<br />
مثل خامات جبل عنق يف املغرب اأو<br />
للتخلص من كربونات الكالسيوم<br />
مثل خام عكاشات بالعراق.<br />
- 4 التعومي للتخلص من السليكا مثل<br />
خامات السنغال وفلوريدا.<br />
5- الفصل املغناطيسي للتخلص من<br />
املحتويات احلديدية مثل خامات<br />
توجو.<br />
36<br />
االستخدامات<br />
يعتر الفوسفور اأحد اأهم العناصر<br />
الكيمائية للنبات واحليوان ويدخل<br />
يف جميع الوظائف احليوية. وحتصل<br />
النباتات على الفوسفور من الرتبة<br />
بينما حتصل احليوانات على الفوسفور<br />
من النباتات التي تتغذى عليها ومن هنا<br />
ترز اأهمية الفوسفات يف حياة الإنسان.<br />
وميكن استعراض بعض استخدامات<br />
الفوسفات كالتايل:<br />
1- صناعة الأسمدة: وهي متثل حواىل<br />
)%77( من استخدامات الفوسفات<br />
حيث يتم تفاعل الفوسفات مع<br />
الأحماض لإنتاج السوبر فوسفات<br />
وفوسفات النيرتوجني والأسمدة<br />
املركبة كما ميكن طحن الصخور<br />
الفوسفاتية واإضافتها مباشرة<br />
اإىل الترتبة احلامضية ومتثل<br />
هذه الطريقة حوايل )%4( من<br />
استخدامات الفوسفات ويحتوى<br />
السوبر فوسفات على )%25-14(<br />
من خامس اأكسيد الفوسفور<br />
بينما يحتوى كل من الفوسفات<br />
النيرتوجيني والأسمدة املركبة<br />
على )%45-40( من خامس<br />
اأكسيد الفوسفور القابل للتحلل<br />
والمتصاص.<br />
2- صناعة الفوسفور احلراري وحامض<br />
الفوسفوريك: ومتثل هذه الصناعة<br />
حواىل )%8( من استخدامات<br />
الفوسفات ويتم استخدامها يف<br />
معاجلة اأسطح املعادن مثل الأملنيوم<br />
والنحاس واحلديد املغلف بالنيكل<br />
ويف املنظفات الكيميائية واملبيدات<br />
احلشرية.<br />
3- اإعداد الفوسفات كغذاء للمواشي:<br />
ومتثل هذه الصناعة حواىل )%6(<br />
من استخدامات الفوسفات حيث<br />
يستخدم الفوسفات املكلسن<br />
واحلاوي على نسبة قليلة من عنصر<br />
الفلور يف تغذية قطعان املواشي.<br />
4- صناعات متعددة للفوسفات:<br />
ومتثل نسبة )%5( من استخدامات<br />
الفوسفات وتستخدم يف منظفات<br />
الغسيل الصناعية واملنزلية.
الوليات المتحدة اأكبر<br />
الدول المصدرة.. والهند<br />
الأكبر استهالكاَ للفوسفات<br />
37<br />
الدول املنتجة واملستهلكة<br />
اأظهرت الأسواق العاملية بوادر طيبة<br />
يف حتسن جتارة خامات الفوسفات<br />
خالل عام )1988م( حيث بلغ الإنتاج<br />
العاملي من صخور الفوسفات حوايل<br />
)165 مليون طن( ثم انخفض اإىل اأن<br />
وصل اإىل )120 مليون طن( يف عام<br />
)1993م( ثم حتسن وبلغ )160 مليون<br />
طن( خلالل عام )2005م( وتعتر<br />
الوليات املتحدة الأمريكية اأكر الدول<br />
املنتجة للفوسفات حيث بلغ اإنتاجها<br />
يف عام )2005م( حواىل )38 مليون<br />
طن( ثم تليها الصني )36.9 مليون<br />
طن( ثم اململكة املغربية بحوايل )26<br />
مليون طن( وباقي الإنتاج موزع بني<br />
دول الأردن وتونس والرازيل وفلسطني<br />
وتوجو وكندا واأسرتاليا وهي تسيطر<br />
على )%70( من الإنتاج العاملي.<br />
وتعتر الهند اأكر الدول املستهلكة<br />
للفوسفات تليها اإندونيسيا ثم باقي دول<br />
شرق اآسيا ماليزيا والفلبني وبنجالدش<br />
حيث تستهلك اأكثر من )%65( من<br />
الإنتاج العاملي.<br />
االأسعار العاملية<br />
تتاأثر الأسعار العاملية لالأسمدة<br />
الفوسفاتية مبستوى العرض والطلب<br />
وكذلك باأسعار البرتول والطاقة واأسعار<br />
املواد اخلام مثل الكريت والبوتاسيوم<br />
ويالحظ اأن اأسعار الأسمدة الفوسفاتية<br />
ممثلة باأسعار ثالثي سوبر فوسفات<br />
وثنائي فوسفات الأمونيوم قد اأخذت يف<br />
الزيادة من عام )1970م( حتى بلغت<br />
)300 دولر للطن( يف عام )1974م(<br />
ثم انخفضت يف عامي )1976-75م(<br />
ثم اأخذت يف الزيادة بعد ذلك حتى عام<br />
)1980م( وقد وصلت الأسعار يف عام<br />
)1988م( اإىل )157 دولراً للطن(<br />
الثالثي سوبر فوسفات )196 دولراً<br />
للطن( الثنائي فوسفات الأمنيوم ولكن<br />
هذا السعر انخفض اإىل )147 دولراً<br />
للطن( يف عام )2001م(. اأما بالنسبة<br />
لأسعار صخور الفوسفات فهي غري<br />
معلنة ويتم حتديدها بني املستهلكني<br />
واملنتجني اإل اأنها ترتاوح بني )30 -<br />
42 دولراً للطن( حسب جودتها. وقد<br />
بلغ سعر الفوسفات املغربي حواىل<br />
)46 دولراً للطن( يف عام )2004م(<br />
. اأما سعر الفوسفات املصري الذي<br />
يحتوي على نسبة )%30( خامس<br />
اأكسيد الفوسفور )P2O5( فقد بلغ<br />
)100 جنيه/طن( يف السوق املحلى<br />
و)34 دولراً/طن( للتصدير يف عام<br />
)2006م(.<br />
املراجع:<br />
1- اخلامات املعدنية بجمهورية مصر العربية - )الهيئة<br />
املصرية العامة للروة املعدنية(.<br />
2- اإدارة الإتاوات والإحصاء - )مستقاة من تقارير<br />
الشركات الواردة اإىل الإدارة(.<br />
3- النشرات الإعالمية للخامات املعدنية السعودية-<br />
)اململكة العربية السعودية(.<br />
4- شبكة املعلومات الدولية .)Internet(
صناعة ومعادن<br />
اأكثر المعادن انتشاراً في الطبيعة..<br />
المرو )Quartz(..معدن يصاحبك حيثما كنت<br />
يعد هذا املعدن من اأهم املعادن يف<br />
حياتنا وعلى الرغم من اأهميته اإال<br />
اأن معظمنا ال يعلم عنه شيئاً رغم اأنه<br />
معك يف بيتك يف كل مكان تراه تلمسه<br />
فهو يف زجاج املنازل، يف الساعات،<br />
يف الشوارع، حتى اإنه يف نظارتك<br />
الطبية اإنه املرو )Quartz( اأو<br />
املعروف باسم الكوارتز وسنلقي<br />
هنا نظرة بسيطة على هذا املعدن<br />
الرائع وشاأحاول اأن اأغطي كل ما<br />
يتعلق بهذا املعدن من تاريخ اكتشافه<br />
وبنيته الداخلية حتى خصائصه<br />
واستخداماته املختلفة.<br />
املرو من املعادن الأكثر انتشاراً يف<br />
الطبيعة والتي لها اأهميه عظيمة يف حياتنا<br />
ويعود اكتشاف الكوارتز اإىل الفرنسي )بيري<br />
كوري( واأخيه )جاك( واللذين كانا يدرسان<br />
عينة من الرمل يف عام 1880 حيث لحظا<br />
ظاهرة غريبة، وهي اأنه عند تعريض الكوارتز<br />
)ثاين اأكسيد السيليكون( جلهد اآيل فاإنه<br />
يتولد تيار كهربائي، وبالعكس ففي حال<br />
تعرضت بلورة الكوارتز ملجال كهربائي، فاإنها<br />
تتذبذب وتهتز برتدد معني، كما وجد اأن هذا<br />
الهتزاز والتذبذب يتسم بالنتظام والدقة<br />
العالية )ظاهرة الكهرواإجهادية( .<br />
38<br />
البنية الداخلية<br />
ويتكون املرو من عنصري السليكون Si<br />
والكسجني O2 مرتبطني معاً يف اإطار مستمر<br />
من الذرات.<br />
ويتبلور املرو يف فصيلة الثالثي اإذا تكون<br />
يف درجة حرارة اأقل من 523 درجة مئوية اأما<br />
اإذا تكون يف درجة حرارة اأعلى من 573 درجة<br />
مئوية فاإنه يتبلور يف فصيلة السداسي.<br />
وقد يصل طول البلورة الواحدة للمرو<br />
اإىل 1 مرت اأو تزيد وهذا يف فصيلة السداسي<br />
)يشيع تبلور املرو يف فصيلة السداسي عن<br />
فصيلة الثالثي(.<br />
بلورات املرو)Quartz( النقى ويظهر هنا مدى شفافيته<br />
صورة توضح مدى تباين الوان العقيق)Agate(<br />
اخلواص الطبيعية للمرو<br />
• اللون: املرو يف حالته النقية عدمي اللون اأو<br />
شفاف والذي يعرف بالبلور الصخري..<br />
ولكنه قد يكون ذا لون بنفسجي لحتوائه
39<br />
الكالسيدوني والعقيق<br />
و"جاسبر".. اأشهر اأنواعه<br />
على شوائب املنجنيز ويف هذه احلالة<br />
يسمى اميثيست ..)amythest( ومن<br />
املمكن اأن يكون لونه وردياً لحتوائه على<br />
شوائب التيتانيوم ويسمى يف هذه احلالة<br />
املرو الوردي Quartz( .)pink<br />
وميكن ان يكون املرو له لون اأصفر مدخن<br />
اأو بني ويسمى يف هذه احلالة املرو املدخن<br />
.)Smoky Quartz(<br />
وقد يكون لونه لبنياً اأو اأزرق وهذا نتيجة<br />
لوجود فراغات هوائية دقيقة ويسمى باملرو<br />
الأزرق Quartz( .)Blue<br />
وقد يكون لونه اأصفر ويسمى يف هذه<br />
احلالة بالسرتين )Citrine( .<br />
وكل هذه الأنواع واضحة التبلور.<br />
• الربيق :)Luster( يتميز املرو بربيق<br />
طريقة رص الذرات داخل املعدن<br />
زجاجي واأحياناً بربيق صمغي شفاف اإىل<br />
نصف شفاف )بريق املعدن هو املظهر<br />
الذي يبديه سطح املعدن نتيجة لنعكاس<br />
الضوء عليه.<br />
• املخدش :)Streak( للمرو خمدش<br />
اأبيض )هو لون مسحوق املعدن الناعم<br />
الذي يلتصق على سطح قطعة بيضاء<br />
خشنة من اخلزف )لوحة املخدش(<br />
عندما يستخدم يف حك قطعة املعدن<br />
عليه(.<br />
• الصالدة اأو القساوة :)Hardness(<br />
يتميز املرو بصالدة عالية 7 على<br />
مقياس موهز للصالدة.. الصالدة هي<br />
مقاومة املعدن للخدش وتعترب من اأكر<br />
اخلصائص شيوعاً يف التعرف على<br />
املعادن وهي خاصية نسبية ومقياس<br />
موهز للصالدة كالتايل:<br />
1- التلك يخدش باأظفر الإصبع بسهولة.<br />
2- اجلبس يخدش باأظفر الإصبع<br />
بصعوبة.<br />
الصفائح تربط كل ذرة سليكون مع ذرتني من<br />
الأوكسجني لينتج لنا هذا الشكل<br />
3- الكالسيت يخدش بقطعة نقود<br />
معدنية.<br />
4- فلوريت يخدش بسكني بسهولة.<br />
5- الباتايت يخدش بسكني بصعوبة.
صناعة ومعادن<br />
بلورة مرو)Quartz( )متبلورة فى فصيلة السداسى(<br />
6- الرثوكليز يخدش بقطعة زجاج<br />
بصعوبة.<br />
7- الكوارتز يخدش مبربد حديدي.<br />
8- توباز يخدش بالكوارندم.<br />
9- الكوارندم يخدش بالأملاس.<br />
10- الأملاس ل توجد اأداة اختبار.<br />
• املكسر :)Fracture( للمرو مكسر<br />
حماري اأو صديف conchoidal وهو<br />
يشبه خطوط النمو على صدفة املحار<br />
)واملكسر هو شكل السطح الناجت عند<br />
كسر عينة من املعدن يف اجتاهات اأخرى<br />
غري مستويات التشقق(.<br />
• الوزن النوعي gravity( :)specific<br />
الوزن النوعي للمرو هو 2.65 )الوزن<br />
النوعي هو نسبة وزن حجم معني من مادة<br />
اإىل وزن حجم مساو له من املاء املقطر<br />
عند درجة 4مْ (.<br />
• التاأثري الكهرواإجهادي :)piezoelectric(<br />
يعترب التاأثري الكهرو اإجهادي للمرو<br />
)Quartz( من اأهم خصائصه فعندما<br />
تضغط صفيحة )شريحة( من املرو<br />
ميكانيكيًّا، فاإنها تكتسب شحنةً موجبة<br />
من جانب، وسالبة من جانب اآخر. وهذه<br />
الظاهرة هي توليد كهربائيّ اإجهادي<br />
للجهد الكهربائي عرب البلورة. وهي<br />
متكن تيّاراً كهربائيًا اأو اإشارةً كهربائيةً<br />
من املرور عرب البلورة.<br />
تواجد املرو<br />
يعترب املرو من اأكثر املعادن انتشاراً<br />
يف الطبيعة فهو يكون عنصراً اأساسياً يف<br />
املرو الأصفر السرتين)Cetrine(<br />
مرو مدخن Somky Quartz<br />
الصخور النارية احلامضية وكثري من<br />
الصخور املتحولة ويكون الرمال والصخور<br />
الرملية )املرو هو املكون الأساسي ملعظم اأنواع<br />
الرمال التي تغطى سطح الكرة الأرضية( كما<br />
يوجد اأيضاً على هيئة عروق حاملة خلامات<br />
اقتصادية مثل الذهب وتنتشر عروق املرو<br />
40
عينة من املرو الوردى Pink Quartz<br />
استخدامه اأحدث ثورة في<br />
صناعة الساعات<br />
41<br />
الصغرية رمبا بسبب النشاط الناري اأو قد<br />
يكون نتيجة ذوبان مواد سطحية اأو الصخور<br />
السطحية .<br />
ويعترب املرو مقاوماً للتاآكل ومن هنا<br />
يكر يف الرسوبيات. كما اأن اأغلب الأوبال<br />
)املرو الدقيق يعرف بالأوبال( قد ترسب من<br />
حماليل اإما الرواسب اأو الفجوات الالبة اأو<br />
حول العيون الساخنة.<br />
اأنواع املرو<br />
• الكالسيدوين :)Chalcedon( وهو<br />
عبارة عن خليط من سيليكا متبلورة وغري<br />
متبلورة لونه اأبيض رصاصي اأو بني مسود<br />
وله بريق صمغي.<br />
• اجيت اأو العقيق )Agate( يتكون يف<br />
طبقات متوازية خمتلفة الألوان.<br />
• جاسرب)Jasper( له لون اأحمر وهو غري<br />
شفاف.<br />
فوائد املرو<br />
يستخدم املرو النقي Quartz( )Pure<br />
يف صناعة الأجهزة البصرية مثل املجهر<br />
والنظارات الطبية والأجهزة الكهربائية<br />
حيث تستخدم بلورات املرو يف ناقالت<br />
املوجات اخلاصة باأجهزة املذياع والتلفاز<br />
ومعظم الرادارات. ويف مثل هذه الناقالت،<br />
تضخم الإشارة الكهربائية املولدة وتُغريرَّ<br />
اإىل موجة راديوية ذات تردد معني كما<br />
يستخدم يف صناعة الوصالت الثنائية<br />
)Diode( والرتانزستور الوصلى ثنائي<br />
القطب)Transistor( .<br />
كما يدخل يف الدوائر الكهربية ويعمل<br />
كمنظم للتيار اأيضاً كما اأن الرمل يستخرج<br />
منه مادة السليكون واملستخدمة يف صناعة<br />
اأغلب الدوائر اخلاصة باحلاسوب والأجهزة<br />
الإلكرتونية .<br />
ولأن بلورات املرو )Quartz( ل تتمدد<br />
كثرياً عند تسخينها ول تتصدع عن تربيدها<br />
بسرعة فاإنها تستخدم يف صنع احلاويات<br />
الزجاجية ويف صناعة الزجاج والطوب<br />
الزجاجي واخلزف وتستخدم الصخور<br />
الرملية للمرو )Quartz( يف البناء كما يدخل<br />
يف صناعة معجون الأسنان وورق الصنفرة.<br />
وقد اأحدث املرو )Quartz( ثورة هائلة<br />
يف صناعة الساعات حيث يبلغ نصيب املرو<br />
من صناعة الساعات ما يوازي %85 من<br />
صناعة الساعات العاملية.<br />
وسبب استخدام املرو يف صناعة الساعات<br />
املرو الأزرق Blue Quartz
صناعة ومعادن<br />
عينة مرو)Quartz( ذات بريق زجاجى<br />
يدخل في صناعة الأجهزة<br />
البصرية والحليّ والدوائر<br />
الكهربية<br />
عينة اميثيست amythest<br />
هو متيزه بخاصية التاأثري الكهراإجهادي<br />
وما ينتج عنها من اهتزاز وتذبذب يتسم<br />
بالنتظام والدقة العالية.<br />
ويعود اأول منوذج لساعة مصنوعة من<br />
املرو )Quartz( اإىل عام 1967 حيث مت<br />
اإنتاج هذه الساعة من قبل الباحثني يف مركز<br />
الساعات الإلكرتونية يف نويشتل يف سويسرا،<br />
ويف عام 1969 متت صناعة اأول ساعة مرو<br />
)Quartz( يف اليابان من قبل سيكو اليابانية<br />
حتت اسم اأسرتون.<br />
ومبداأ عمل ساعات الكوارتز يقوم على<br />
تزويد رقاقة من املرو )Quartz( بتيار<br />
كهربائي مصدره بطارية صغرية، ويتسبب<br />
هذا التيار يف اإحداث اهتزاز اأو ذبذبة لبلورة<br />
املرو )Quartz( والتي تنقل هذه احلركة اإىل<br />
عقارب الساعة، ويبلغ عدد هذه الذبذبات<br />
لرقاقة املرو )Quartz( حوايل 8192 ذبذبة<br />
يف الثانية )هريتز( للساعات القدمية، اأما<br />
املصنعة حالياً فقد متت زيادة مقدار تذبذبها<br />
يظهر بوضوح فى الصورة اختالط املرو مع الذهب كحامل له<br />
لتصل اإىل 32768 ذبذبة يف الثانية )هريتز(.<br />
ويعترب املرو )Quartz( من املواد التي<br />
تتميز بثبات اهتزازها ضمن مدى حراري<br />
يرتاوح بني الصفر و60 درجة سيلسيوس،<br />
بينما املواد الأخرى والتي متتلك خاصية<br />
البيزوكهربائية، فاإنها تتشوه كثرياً عند<br />
تعرضها لدرجات حرارة خمتلفة.<br />
وبالإضافة اإىل دقة وانتظام اهتزاز املرو<br />
42
بلورة مرو)Quartz()متبلورة فى فصية الثالثى(<br />
عينة من اجلاسرب)Jasper( يظهر فيها اللون الحمر بوضوح<br />
43<br />
)Quartz( والذي يوؤدي اإىل اأن تتميز ساعات<br />
املرو )Quartz( بدقة عالية تبلغ جمال تاأخري<br />
يبلغ دقيقة واحدة يف العام، فاإن هذه املادة<br />
تتميز برخص ثمنها وتوافرها بشكل كبري.<br />
عينة كالسيدونى)Chalcedon(<br />
ويستخدم املرو )Quartz( بشكل واسع<br />
يف احللي وذلك لتعدد األوانه وحتمله الشديد<br />
للكسر واخلدش وهذه بعض الصور حللى<br />
املرو.<br />
شكل املسكر املحارى للمرو)fracture )conchoidal<br />
وقد ساد قدمياً اعتقاد اأن ل"املرو"<br />
خواص عالجية ونسجت حوله بعض الأساطري<br />
وحتى الآن يوجد من يعتقد يف ذلك فيقال اإنه<br />
يساعد على التخلص من الأحالم املزعجة<br />
والأرق كما يساعد يف عالج بعض الأمراض<br />
النفسية، فمثالً املرو النقي الشفاف يقال اإن<br />
له قدرة على التخلص من الأمل والدوار.<br />
كما اأن املرو الوردي له قدرة على عالج<br />
اأمراض الكلى والصداع والعجز اجلنسي.<br />
وكل هذا عن طريق البلورات اخلاصة باملرو<br />
ويعرف ممارسو هذه الطريقة يف العالج باسم<br />
املعاجلون البلّوريون healers( .)Crystal
تعدين وبيئة<br />
كربونات الكالسيوم.. الوصف الجيولوجي<br />
وطرق استخراجه من الحجر الجيري<br />
احلجر اجليري هو من<br />
جمموعة الكالسيت ونادراً<br />
االرجونيت يف علم املعادن<br />
واالسم الكيمائي له كربونات<br />
الكالسيوم وصيغته الكيمائية<br />
.)Ca CO3(<br />
ونظرياً كربونات<br />
الكالسيوم حتتوي على %56<br />
من اأكسيد الكالسيوم Ca(<br />
O( و %44 من ثاين اأكسيد<br />
الكربون )CO2( والأنه<br />
معدن طبيعي فهو يحتوي<br />
على القليل من الشوائب<br />
كاملاغنسيوم واالألومنيوم<br />
والسليكا واحلديد.<br />
44<br />
املنشأ<br />
جيولوجياً هو نتيجة بقايا كائنات حية<br />
ترسبت حتت سطح البحر ونتيجة الضغوط<br />
العالية والتحوالت احلرارية الناجتة من<br />
تغيرات القشرة االأرضية حتولت اإىل<br />
صخور احلجر اجلري وهذا اأدى اإىل وجود<br />
االحفوريات )البقايا احليوانية( يف طبقات<br />
احلجر اجلري.<br />
استخالص ومعاجلة<br />
سنتطرق لطرق استخراج ومعاجلة<br />
مسحوق كربونات الكالسيوم من احلجر<br />
اجليري ابتداءً من املحجر وحتى عملية<br />
تخزين املنتوج للتسويق مروراً باستخداماته<br />
والسوق العاملي له على النحو التايل:<br />
اأوالً: التعدين.. االستخراج<br />
كما هو معروف اأن احلجر اجليري<br />
يوجد على هيئة طبقات ممتدة، وقد تغطيها<br />
طبقة صخرية اأو طينية اأو رملية فتتم<br />
اإزالتها، وعملية اإزالة طبقة الغطاء تتم<br />
بطريقتني اإما بالتفجر اأو ميكانيكياً وذلك<br />
حسب نوعها وصالبتها فاإن كانت عبارة عن<br />
طبقة طينية تسهل اإزالتها فتتم بالتفتيت<br />
امليكانيكي بواسطة معدات التفتيت وذلك<br />
خللخلة هذه الطبقة ومن مت تكشط<br />
ميكانيكياً واإن كانت طبقةً رملية تكشط<br />
مباشرة وجتمع يف ساحة تسمى ساحة<br />
النفاية وتكون بعيدة عن ساحة وواجهة<br />
العمل، واإن كانت الطبقة متماسكة وذات<br />
صالبة عالية اأو متوسطة فيتم استخدام<br />
التفجر الإزالتها وذلك النخفاض كلفة<br />
االستخراج بالتفجر عنها ميكانيكياً، وبعد<br />
ذلك تبداأ عملية تعدين احلجر اجليري<br />
وهنا يتم استخدام التفجر باعتبار احلجر<br />
اجليري ذا صالبة متوسطة )3 مبقياس<br />
موهر( ويستخدم البارود يف التفجر بعد<br />
عملية حفر اآبار التفجر والتي تكون باأعماق<br />
واأقطار وصفوف واأعداد حمسوبة وزوايا<br />
ميل معينة )للحصول على حجوم تناسب<br />
عملية التكضر( وتكون عملية التعدين<br />
بواسطة مصاطب االستخراج اعتماداً على<br />
سمك طبقة اخلام، ومن مت تدحرج كتل<br />
االأحجار اجليرية وجتمع ليتم نقلها اإىل<br />
الكسارة مبعدات الرفع والتحميل وذلك<br />
يف حالة عدم وجود اأي شوائب مصاحبة<br />
كالرمل اأو الطني اأو يتم غسلها للتخلص من<br />
هذه الشوائب عن سطح اخلام.<br />
تنقل كتل اخلام املفجرة واملغسولة اإىل<br />
الكسارة لتكضر اخلام حلجوم اأقل من<br />
75 ملم ومن ثم تنقل املكسرات احلجرية<br />
اإىل املعمل لبداية عملية معاجلة االأحجار<br />
اجلرية للحصول على مسحوق كربونات<br />
الكالسيوم .
مكون رئيس في صناعات<br />
كثيرة مثل الزجاج والورق<br />
والحديد والصلب<br />
45<br />
ثانياً: التصنيع<br />
يف املصنع تستقبل املكسرات احلجرية<br />
القادمة من املنجم السطحي )اأقل من 75<br />
ملم( ويتم جتميعها يف ساحات تخزين<br />
خمصصة لذلك استعداداً الإجراء عملية<br />
املعاجلة لهذه املكسرات على النحو التايل:<br />
)1( التكسري والتجفيف:<br />
تنقل املكسرات احلجرية من ساحة<br />
التخزين مبعدات الرفع وتوضع يف قمع<br />
استقبال املادة اخلام ليتم نقلها اإىل<br />
الكسارة عن طريق مغذي هزاز لعملية<br />
التكضر والتجفيف وميكن اأن تتم<br />
العمليتان يف نفس الوقت وذلك باإمرار<br />
الهواء الساخن على اخلام يف الكسارة<br />
اأو يتم جتفيف اخلام بعد التكضر يف<br />
جمفف خاص منفصل، ويتم احلصول<br />
من هذه العملية على حبيبات بحجوم<br />
25 ملم تنقل على مصاعد ناقلة ملرحلة<br />
التخزين.<br />
)2( التخزين:<br />
ويتم تخزين اخلام يف صوامع ضخمة<br />
خمصصة لذلك تقوم بتغذية مرحلة<br />
الطحن والتصنيف بواسطة سيور<br />
ناقلة.<br />
)3( الطحن والتصنيف:<br />
يتم يف هذه املرحلة طحن احلبيبات<br />
القادمة من مرحلة التخزين بواسطة<br />
سيور ناقلة تتوسطها مناخل للتخلص<br />
من الشوائب والرمال املصاحبة، ويتم<br />
الطحن بواسطة طواحني دوارة ووسط<br />
الطحن كرات فوالذية وتتم العملية<br />
بتساقط الكرات بفعل الدوران على<br />
اخلام فيتم طحنه اإىل مسحوق من<br />
كربونات الكالسيوم خمتلف االأحجام<br />
لذلك يتم نقل هذا املسحوق اإىل<br />
املصنفات والتي تقوم بعملية الفصل<br />
بالهواء للحجوم الناعمة جداً وتنقل<br />
اإىل صوامع التجميع املخصصة لكل<br />
حجم منفصل، اأما احلجوم االأقل<br />
نعومة تخرج ومتر على مناخل ليتم فرز<br />
احلجم املطلوب، واحلجم االأكرب يرجع<br />
للطاحونة الإعادة طحنه، وتتم عملية نقل<br />
املسحوق من الطاحونة اإىل املصنفات<br />
بواسطة انابيب نقل هوائية اأو سيور ناقلة<br />
حلزونية، مسحوق كربونات الكالسيوم<br />
ذو احلجوم املطلوبة يتم جتميعه يف
تعدين وبيئة<br />
صوامع جتميع املنتوج النهائي لكل حجم<br />
منفصل لتتم عملية التعبئة والتكييس<br />
حسب نوع التعبئة املطلوبة لالستهالك.<br />
)4( صوامع التجميع والتعبئة:<br />
بعد اأن تتم عملية تصنيف مسحوق<br />
كربونات الكالسيوم باملصنفات<br />
واملناخل، يجمع املسحوق يف صوامع<br />
حسب حجم املسحوق املستخدم بواسطة<br />
اأنابيب هوائية وينقل الآالت التعبئة،<br />
وتتم عملية التعبئة حسب نوع التعبئة<br />
املطلوب استهالك كربونات الكالسيوم<br />
لها اأو حسب رغبة املستهلك وتتم التعبئة<br />
اإما يف اأكياس ورقية اأو بالستيكية ذات<br />
وزن – 25 50 كجم اأو تعباأ يف اأكياس<br />
مطاطية ذات حمولة طن اأو تعباأ مباشرة<br />
اإىل شاحنات النقل.<br />
)5( التغليف:<br />
هذه املرحلة تتم مباشرة بعد عملية<br />
التصنيف وتكون للحجوم الناعمة جداً،<br />
وتعترب اإحدى مراحل عمليات املعاجلة<br />
ملسحوق كربونات الكالسيوم ولكنها ال<br />
تكون غالباً من ضمن مكونات املعمل،<br />
وذلك الأن تغليف مسحوق كربونات<br />
الكالسيوم يتم حسب نوع االستخدام<br />
املطلوب للمسحوق يف الصناعة، ويتم<br />
يف هذه املرحلة تغليف حبيبات كربونات<br />
الكالسيوم ذات االأحجام اأقل من 15<br />
ميكروناً اإىل االأحجام اأقل من 6 ميكرون<br />
واأكرث، وفيها االأحجام الناعمة جداً متر<br />
لصومعة جتميع ومنها لقمع االستقبال<br />
الذي يغذي طاحونة اخللط والتي<br />
يتم فيها خلط احلبيبات مع حمض<br />
السيتاريك والتي تضاف بنسب معينة<br />
وتتم اإذابتها يف خزان خاص ومن ثم<br />
ترش لداخل طاحونة اخللط والتي تدور<br />
مبعدل حمسوب لضمان جتانس كل<br />
احلبيبات ومن ثم متر لعملية التعبئة<br />
والتكييس.<br />
استخدامات كربونات الكالسيوم<br />
توجد عالقة وثيقة قدمية ما بني اجلنس<br />
البشرى واحلجر اجليري، حيث كانت<br />
كميات هائلة من احلجر اجلري تستخدم<br />
من قبل قدماء املصريني )الفراعنة( يف<br />
بناء االأهرامات وكذلك يف بناء اأضرحة<br />
القديسني من قبل االإغريق والرومان،<br />
باالإضافة اإىل ذلك العديد من التماثيل<br />
والنصب القدمية واملنحوتات كانت تعمل من<br />
الرخام والذي هو صورة متحولة من احلجر<br />
اجلري، وكان يستخدم اأيضاً يف املباين من<br />
الداخل واخلارج منذ العصور القدمية.<br />
وبعد حدوث الثورة الصناعية الهائلة<br />
اأصبح احلجر اجليري يستخدم بكميات<br />
كبيرة وبداأت هذه الزيادة نتيجة النمو<br />
الكبير احلاصل يف صناعة االأسمنت<br />
الذي يكون احلجر اجلري خاماً اأساسياً<br />
يف صناعته وكذلك يف صناعات احلديد<br />
والصلب.<br />
ونتيجة تطور الصناعات البرتوكيماوية<br />
بعد احلرب العاملية الثانية فاإن كربونات<br />
46
47<br />
الكالسيوم اأصبحت تستخدم يف اأغراض<br />
كثيرة فمثالً كمادة مالئة يف صناعة<br />
البالستيك والطالء وكعامل مساعد يف<br />
معاجلة املطاط وكمادة مضافة يف صناعة<br />
الورق وكذلك يف االأغراض الطبية ويف<br />
صناعة االأسمدة الكيماوية واملبيدات<br />
احلشرية والزجاج... اإلخ.<br />
وتتم عملية معاجلة وتصنيف حجوم<br />
كربونات الكالسيوم يف املصنع حسب<br />
استخداماته يف الصناعة، فهناك بعض<br />
الصناعات التي تستخدم كربونات<br />
الكالسيوم املغلفة واأخرى غر مغلفة ومنها<br />
من يستخدم حجوماً اأقل من 1 ميكرون<br />
والبعض حتى حجم اأكرب من 4 ملم، وغالباً<br />
ما يكون االستخدام اجليد لها كمادة خام<br />
بدون اأية اإضافات لها.<br />
وفيما يلي بعض الصناعات التي<br />
تستخدم فيها كربونات الكالسيوم بعد<br />
عمليات املعاجلة يف املعمل:<br />
)1( صناعة اللدائن:<br />
يستخدم مسحوق كربونات الكالسيوم<br />
يف العديد من املنتوجات البالستيكية<br />
الناجتة من الصناعات النفطية،<br />
فاإضافة كربونات الكالسيوم حتسن<br />
من بعض اخلواص الفيزيائية للمنتوج<br />
البالستيكي، فهي جتعله مقاوماً<br />
للتشوه حيث ترفع من درجة ثباته<br />
ومقاومته وجتعله ذا مظهر خارجي<br />
جيد وكذلك امللمس وحتافظ عليه<br />
من االنسالل باالإضافة اإىل ذلك فهي<br />
جتعله سهل املعاجلة وذلك بالرفع<br />
من انسيابيته وتشتته، اإن استخدام<br />
كربونات الكالسيوم يف صناعة اللدائن<br />
يقلل من تكاليف االإنتاج الأنها اأرخص<br />
بكثر من البرتول ومواد خام اأخرى،<br />
ومن بعض املنتوجات البالستيكية التي<br />
حتتوي على كربونات الكالسيوم اأنابيب<br />
الصرف، االأسالك الكهربية، بعض<br />
اأجزاء املعدات الكهربية، بعض اأجزاء<br />
السيارات، لعب االأطفال، االأفلالم،<br />
اأكياس القمامة البالستيكية، اأدوات<br />
املائدة، حافظات االأغذية والصحون،<br />
الكراسي، املواد الصحية والزينة،<br />
والصمغ ... وغرها.<br />
)2( صناعة املطاط:<br />
مسحوق كربونات الكالسيوم يستخدم<br />
بكرثة يف املنتوجات الناجتة من املطاط،<br />
الأنه يجعل عملية املعاجلة اأسهل وكذلك<br />
يخفض التكاليف كمادة مالئة، ومن<br />
بعض املنتوجات املطاطية الداخل فيها<br />
كربونات الكالسيوم االأسالك الكهربية،<br />
السيور واالأحزمة، االأحذية، االإطارات،<br />
اخلراطيم، الصمغ املطاطي، العجينة<br />
املطاطية، االإسفنج.<br />
)3( صناعة الطالء:<br />
يدخل مسحوق كربونات الكالسيوم<br />
يف عملية تصنيع الطالء كمادة مالئة<br />
لتحسني بعض اخلواص الطبيعية<br />
للطالء كاملقاومة احلرارية والتوصيل<br />
احلراري والكثافة وضبط اللزوجة
تعدين وبيئة<br />
املطاط<br />
طالء<br />
الورق<br />
الزجاج<br />
لدائن<br />
ومنع السيالن ومنع حدوث االمتصاص<br />
يف االأسطح اخلشبية ونظراً النخفاض<br />
سعره يقلل من التكاليف وهو مادة<br />
اأساسية يف صناعة الطالء حيث تشكل<br />
من – 30 40 % من مكونات الطالء.<br />
حيث يستخدم كمادة مالئة لرفع<br />
الصالبة وذلك باحتاده مع جزيئات<br />
املواد امللونة اأو الالصقة مكوناً مادة<br />
متماسكة وثابتة ذات انسيابية عالية<br />
ويجب اأن يكون احلجم احلبيبي<br />
ملسحوق كربونات الكالسيوم ال يتعدى<br />
20 ميكروناً.<br />
)4( صناعة الورق:<br />
يستخدم مسحوق كربونات الكالسيوم<br />
يف صناعة الورق وليس فقط يف اإعطاء<br />
البياض فقط ولكنه يغره من حمضي<br />
اإىل حمايد، وبالتايل يصبح جيداً<br />
48
49<br />
حلفظه لفترتات طويلة جداً بدون<br />
حدوث تعفن كما يف ورق الصحف<br />
والذي هو ورق حمضي، ومن اأنواع<br />
الورق املحتوي على كربونات الكالسيوم<br />
ورق الرسم، ورق التغليف، ورق النحت،<br />
ورق االإعالنات، ... وغره.<br />
)5( صناعة مواد البناء:<br />
مسحوق كربونات الكالسيوم واحلجر<br />
اجليري يستخدمان منذ القدم<br />
يف البناء، ويف الوقت احلاضر زاد<br />
استخدامهما كمواد بناء خمتلفة<br />
فعلى سبيل املثال يف صناعة الرخام<br />
الصناعي، األواح اجلدران، بالط<br />
االأرضيات، املكسرات احلجرية...<br />
وغره.<br />
)6( صناعة احلديد والصلب:<br />
تستعمل كربونات الكالسيوم يف صناعة<br />
احلديد والصلب كمادة مساعدة<br />
للصهر وتخفيض درجة حرارة انصهار<br />
احلديد واملساعدة على اختزاله اإىل<br />
جانب تفاعلها مع الشوائب املصاحبة<br />
للخام كالسليكا واالألومنيا مكوناً منها<br />
خبثاً بتفاعل اأكسيد الكالسيوم مع تلك<br />
االأكاسيد بينما يتحول ثاين اأكسيد<br />
الكربون الناجت بفعل اجلو االختزايل<br />
يف الفرن اإىل اأمل اأكسيد الكربون<br />
الذي بصفته مادة خمتزلة تساهم يف<br />
انتزاع االأوكسجني من اأكاسيد احلديد<br />
الختزالها اإىل فلز )حديد(، عليه يجب<br />
اأن تكون االأحجار اجلرية املستخدمة<br />
حتتوي على اأقل ما ميكن من اأكاسيد<br />
السليكا واالألومنيا والكربيت.<br />
)7(صناعة الزجاج:<br />
تعترب صناعة الزجاج مثاالً لكيفية<br />
استعمال االأحجار اجلرية يف صناعته،<br />
اإذ اإن معظم صناعة الزجاج تتكون من<br />
خليط من السليكا، والصودا )كربونات<br />
الصوديوم(، واجلير )اأكسيد<br />
الكالسيوم(، ودور اأكسيد الكالسيوم<br />
املحافظة على ثبات الرتكيب الكيميائي<br />
للزجاج ويعطي تلك املنتوجات القوة<br />
مما يجعلها اأقل قابلية للكسر ويجب اأن<br />
مشروع اإنتاج كربونات الكالسيوم املرسبة بالسعودية<br />
• املنتج: كربونات الكالسيوم املرسبة.<br />
• الصناعات املعتمدة عليها:<br />
- صناعة االأدوية ومستحضرات التجميل<br />
- صناعة االأحبار<br />
- صناعة السجاد واملوكيت<br />
- صناعة املواد الالصقة واملنظفات.<br />
• الطاقة االإنتاجية السنوية: 30 األف طن مرتي سنوياً.<br />
• املوقع: اأم الغربان اأو سدوس اأو خشم مزاليج اأو شمال الدرعية اأو احلائر اأو وادي حنيف<br />
اأو وادي تربة.<br />
• االستثمارات )التمويل( : 135 مليون ريال.<br />
- االإيرادات السنوية: 39 مليون ريال.<br />
- تكاليف االإنتاج السنوية : 22.5 مليون ريال.<br />
- االأرباح السنوية: 16.5 مليون.<br />
- معدل العائد على راأس املستثمر: %12.2.<br />
- فرتة اسرتداد راأس املال: 5 سنوات.<br />
- نسبة التعادل: %42.<br />
تكون االأحجار اجلرية املستخدمة نقية<br />
وحتتوي على اأقل ما ميكن من اأكاسيد<br />
احلديد.<br />
)8( يف الصناعات الدوائية والأغذية:<br />
يضاف مسحوق كربونات الكالسيوم<br />
لبعض اأنواع االأطعمة واملقويات<br />
الصحية، وبعض اأنواع االأغذية التي<br />
يضاف اإليها النقانق، اخلبز، العلكة،<br />
العصائر، احللوى، رقائق البسكويت<br />
الناشف ويضاف كذلك لالأغذية الطبية<br />
كمقويات نقص للكالسيوم يف اجلسم،<br />
اأما الصناعات الدوائية كاملسحوق<br />
املضاد للحموضة يف املعدة، يف معاجني<br />
االأسنان، وحبوب الكالسيوم، واالأدوية<br />
الالحمة للعظام... وغره .<br />
)9( صناعة العلف احليواين والأسمدة<br />
الزراعية :<br />
يف املجال الزراعي مسحوق كربونات<br />
الكالسيوم يستخدم ملعادلة )قلوية(<br />
الرتبة بالنسبة للمواشي واالأسماك<br />
فاإنه يستخدم يف االأسمدة على سبيل<br />
املثال يستخدم كعلف للدواجن والطيور<br />
لتقوية قشور البيض وكذلك يستخدم<br />
يف عملية الزراعات البحرية كعملية<br />
زراعة واستنبات القريدس ويستخدم<br />
اأيضاً كدواء للحيوانات.<br />
)10( صناعات اأخرى :<br />
مسحوق كربونات الكالسيوم عايل<br />
النقاوة يستعمل يف صناعة الزجاج<br />
البلوري والعدسات البصرية كعدسات<br />
الكامرات وفى صناعة بعض القطع<br />
الكهربية "عدسات"، وفى املدارس<br />
يستعمل يف الطباشير واالألوان<br />
والطباشير الشمعي واملساحات<br />
البالستيك.<br />
ومن خالل كل هذا نكتشف مدى اأهمية<br />
كربونات الكالسيوم فهي مادة ضرورية جداً<br />
يف العديد من الصناعات فحاول اأن تكتشف<br />
كربونات الكالسيوم من حولك.
حمم مضيئة<br />
المستقبل حلم يتحقق بشروط )2-1(<br />
كلمة املستقبل تشري اإىل اخلوف والقلق والتساوؤل وذلك الن<br />
االإنسان ال يعرف الغيب، فاملستقبل يثري التساوؤل عن شيء غري<br />
معروف اأي العمل من اجل الزمن القادم لذلك تتداخل يف دراسته<br />
حركة التاريخ واملجتمع وتتشابك يف اإطارها معادالت املاضي<br />
واحلاضر واملستقبل، على اأساس اإن البدايات تلد النهايات،<br />
والنهايات توؤشر البدايات، وما بني البدايات والنهايات وجود متحرك<br />
قيمته بتكوناته واإبداعاته، وبذلك فان املاضي يشري اإىل الزمن الذي<br />
انقضى فلم يعد له وجود اأما احلاضر زمن يتحقق وهو يف طريقه اإىل<br />
االنتهاء واالنقضاء، بينما املستقبل زمن مل يتحقق بعد وما زال يفتقر<br />
اإىل الوجود، وقبل الولوج يف صلب املوضوع البد من توضيح بعض<br />
النقاط املهمة يف فهم املس تقبل, حيث يعود تاريخ االهتمام به اإىل<br />
البدايات االأوىل للتطلع البشري اإىل املعرفة الشاملة بالكون واإستكناه<br />
غوامضه واأسراره، حيث الحظ االإنسان البدائي ما حوله من مظاهر<br />
الطبيعة وغرائبها وتضاريسها وزالزلها وحركة كواكبها، وعجائب<br />
احليوان والنبات، ثم الحظ ذاته فوجدها فضاء مليئا بالتساوؤالت<br />
التي تتزاحم وترتاكم، كلما تقدم الزمن وتوغل اأكرث يف جتاربه مع<br />
الطبيعة ومع اأخيه االإنسان، ويف حلظات الوعي والتاأمل اإجته نحو<br />
ذاته ليوؤلف ويربط بني االأحداث والظواهر املتكررة ليخرج بنتائج<br />
جديدة، لكنه بقي يف حرية اأمام املستقبل املجهول الذي يشعر باأنه<br />
قد يداهمه باملستجدات، وعندها ال يجد سبيال للخروج منها، وقد<br />
شكل هذا التفكري واملعاناة كابوسا خياليا ال ينفك عنه، وراأى انه<br />
البد من التوقف عنده ودراسته، كما حتسب الحتمال تعرض جهوده<br />
واأجماده وما يوؤسسه اليوم لالنهيار غدا، وبهذا استنفر قواه الداخلية<br />
وعاش حالة من الرتقب واحليطة واحلذر، ثم اخذ يبحث عن وسائل<br />
وخطط لتامني مستقبله.<br />
وعليه فان جميع الدراسات التاريخية واالأثرية تشري اإىل اهتمام<br />
االإنسان باملستقبل منذ زمن بعيد جدا، والسبب يف ذلك هو اأن<br />
االإنسان الكائن الوحيد الذي يتوافر على اإحساس ذاتي باملستقبل،<br />
لكن العالقات التي ربطت االإنسان باملستقبل تاأثرت بنمط التفكري<br />
الذي ساد يف كل مرحلة من املراحل املختلفة خالل االأزمنة املنصرمة<br />
اأوال وتاأثر باملوجات احلضارية التي شهدها االإنسان ثانيا، فالتفكري<br />
كان تفكري غيبيا ثم حتول اإىل تفكريا دينيا بعد ذلك حتول اإىل تفكريا<br />
فلسفيا ثم استقر عند التفكري العلمي، اأما املوجات احلضارية فالعلم<br />
يتحدث عن موجات حضارية ثالثة هي ( الزراعية والصناعية، وما<br />
بعد الصناعية "عصر املعلومات"(، ونصنف املجتمعات وفق هذه<br />
املوجات اإىل املجتمعات املاضية واحلاضرة واملستقبلية، الكالم عن<br />
اأمناط التفكري واملوجات احلضارية كثري ال نستطيع حصره يف هذه<br />
الوريقات القليلة.<br />
وهكذا جند االهتمام باملستقبل اأصبح يتطور تدريجيا حتى<br />
اأصبح علما قائما بذاته يف البدايات االأوىل للقرن العشرين، وكان من<br />
اأهم االأمور التي دفعت بعلم املستقبل اإىل اأمام هي الرصيد املعريف<br />
الهائل واملرتاكم من الناحتني الكمية والكيفية- الكمية، حجم<br />
املعلومات الذي اأصبح يتضاعف بصورة مستمرة وخالل فرتات<br />
زمنية قصرية جدا، اأما الناحية الكيفية، يقصد بها طرق معاجلة<br />
املعلومات اأصبحت اأكرث تطورا نتيجة التطور يف املجاالت العلمية<br />
والتكنولوجية، حيث دخل<br />
الكمبيوتر وشبكات االنرتنت<br />
واالأقمار الصناعية.....<br />
الخ، التي اأصبح لها الدور<br />
البارز يف سرعة معاجلة<br />
املعلومة من ناحية والقدرة<br />
على خزن املعلومات واإمكانية<br />
اسرتجاعها يف اأي وقت<br />
وبوقت قصري جدا من ناحية<br />
اأخرى، وهذا خارج نطاق<br />
قدرة االإنسان اأصال.<br />
ولعلم املستقبل جمموعة<br />
حممد أحمد سمسم<br />
رئيس التحرير<br />
من السمات واخلصائص التي متيزه عن غريه من العلوم االأخرى<br />
كما ياأتي:<br />
• يعتمد علم املستقبل بصورة اأساسية على العقل مقرتنا<br />
باخليال والعاطفة واحلدس، ومعنى ذلك اأن االأرض االأساسية<br />
للتفكري املستقبلي هي ارض الوقائع واملعطيات ال ارض االأوهام<br />
والتخيالت.<br />
• وعي املشتغلني يف هذا العلم وعيا تاما باأهمية الزمن،<br />
فهم يدركون اإن ملشكالت اليوم جذورا يف املاضي وان تلك<br />
املشكالت ال تنشا بني يوم وليلة واإمنا تتكون تدريجيا وبصورة<br />
ال يلحظها غالبا االإنسان العادي.<br />
• اإن املستقبل زمن مل يحدث بعد، وانه حادث ال ريب باأمر<br />
اهلل تعاىل، وانه ال تتوفر بشان طبيعته اإال معلومات ناقصة وال<br />
ميكن لهذه املعلومات اإال اأن تكون كذلك.<br />
• اإن االإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع ممارسة التاأثري<br />
يف تكوينه اأو تشكيله.<br />
• اإن املستقبل ال يقرتن بصورة واحدة واإمنا بصور متعددة.<br />
وهناك خمسة تقسيمات للمستقبل ماأخوذة حسب الفرتة<br />
الزمنية التي يتم اإشراف املستقبل بساأنها وعلى النحو االآتي:<br />
• املستقبل املباشر وميتد من عام اإىل عامني من اللحظة<br />
الراهنة.<br />
• املستقبل القريب وميتد من عام اإىل خمسة اأعوام من اللحظة<br />
الراهنة.<br />
• املستقبل املتوسط وميتد من خمسة اأعوام اإىل عشرين عام<br />
من اللحظة الراهنة.<br />
• املستقبل البعيد وميتد من عشرين عام من االآن اإىل خمسني<br />
عاما.<br />
• املستقبل غري املنظور وميتد من االآن اإىل ما بعد اخلمسني عام<br />
واأكرث.<br />
وكما هو املعهود يف ذهن املتطلع كيف نصنع املستقبل؟<br />
واالإجابة يف العدد القادم...<br />
50