. وأخيرً »بشار الكيماوي« تحت القصف
4201783155
4201783155
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
قطر 9<br />
العدد | 10527 السبت 11 رجب 1438ه | 8 أبريل 2017م<br />
أكدوا أنها من عادات الكرم وحسن الضيافة.. مواطنون ل »^«:<br />
التراث يدعم تفوق<br />
»القهوة العربية« على<br />
مشروبات »زمن العولمة«<br />
الدوحة عصام الشيخ<br />
ا تزال القهوة العربية إحدى داات الكرم والضيافة<br />
العريقة التي ا يخلو منها أي مجلس عند قدوم<br />
الضيوف، وا تزال اأجيال تتعاقب على هذا التقليد<br />
القديم رغم ظهور جيل جديد بدأ يحيد عن هذه<br />
التقاليد بما أفرزته الحضارة المعاصرة التي نعيشها<br />
اليوم، وما زال الكثير وخصوصً من كبار السن يحرصون<br />
على تناولها في كل صباح ومساء، رغم ظهور أنواع<br />
جديدة من المشروبات الساخنة والباردة تحمل أسماء<br />
غربية، مثل القهوة اأميركية، والفرنسية ذات النكهات<br />
العديدة و»النسكافيه« و»الموكا« و»الاتيه« وغيرها،<br />
والتي تقدم معها الحلويات والوجبات الخفيفة، والتي<br />
تعتبر من نتاج عصر العولمة وما أفرزته بفضل التطور<br />
العلمي ووسائل التواصل في شيوع أنواع جديدة من<br />
المشروبات سريعة التحضير.<br />
وقد اختلفت طريقة تحضير القهوة عن السابق وباتت<br />
سهلة للغاية، ولكن ا تزال طريقة التقديم محتفظة<br />
بطقوسها وآدابها التراثية الراسخة القديمة التي تعزز<br />
تواجدها في مواجهة مشروبات زمن العولمة.<br />
الهاجري: طريقة التحضير باتت<br />
في منتهى السهولة<br />
قال يوسف الهاجري كانت القهوة فيما<br />
مضى شحيحة؛ إذ كانت مقتصرة على<br />
فئة معينة من المجتمع وهي المترفة التي<br />
تستطيع أن تدفع المال الكثير من أجل<br />
الحصول عليها لندرتها في ذلك الزمان،<br />
وبما أن القهوة العربية تُعتبَر رمزً من رموز<br />
الكرم فقد حلّت عند العرب محل لبن اإبل،<br />
فباتوا يُفاخرون بشربها، وصارت مظهرً من<br />
مظاهر الكرم في نظرهم، فباتوا يعقدون لها<br />
المجالس الخاصّ ة التي تُسمّ ى ب»الشبّة، أو<br />
القهوة، أو الدّ يوانيّة« ولعناية الناس بالقهوة<br />
فقد باتوا ينتقون أجودها، فالبنّ الذي تصنع<br />
منه أنواع، ومن أطيبها وأشهرها »الخواني«<br />
ثم يأتي »البري« و«الهرري« و«لقمتي« وغيرها،<br />
كما أن الدلة التي تقدم فيها القهوة لها<br />
أنواعها أيضً وتوحي بمكانة صاحبها،<br />
فالموسرون من الناس يستخدمون أغلى<br />
الدال ك»البغدادية« التي يجلبها بعض<br />
المُ ضيفين من بلدانٍ بعيدةٍ وبأسعارٍ باهظةٍ<br />
طمعً في السّ معة الحسنة، وهي أقدمها<br />
وأثمنها وأجودها، ومنها »الحساوية«<br />
و«العمانية« و«الرسانية« التي تنسب أسرة<br />
رسان في الشام و«القرشية« التي تصنع في<br />
مكة.<br />
وأضاف أن التقدم الذي نعيشه اليوم كان له<br />
تأثير على كافة جوانب الحياة اليومية، ومنها<br />
طريقة إعداد القهوة التي كانت في اأمس<br />
القريب تتطلب وقتً وجهدً كما أسلفنا<br />
في إعدادها، فالنّجر مثاً تقابله الطاحونة<br />
أو المطحنة الكهربائية، والمحماس تقابله<br />
المحمصة الكهربائية، والدّ لة تقابلها<br />
الحافظات أو«التّرامس« ويطلق عليها اسم<br />
»الزمزمية« في بعض المناطق التي تبقي<br />
القهوة حارة لفترة طويلة بالساعات، <strong>وأخيرً</strong><br />
فقد تم تجهيز خلطة خاصة بالقهوة سريعة<br />
التحضير محفوظة في أكياس، بحيث يكفي<br />
كل كيس لطبخة واحدة من القهوة بمقدار<br />
اللتر تقريبً، وبنكهات متعددة فمنها ما هو<br />
بالهيل، ومنها ما هو بالزعفران، أو القرنفل،<br />
العويدي، وطريقة إعدادها سهلة وميسرة،<br />
فما على من أراد أن يعد القهوة إاّ أن يفرغ<br />
محتوى الكيس في دلة القهوة أو »الزمزمية«،<br />
ومن ثم يسكب الماء الحارّ المغلي عليها،<br />
وينتظر لمدة 5 دقائق، وقد ساهمت هذه<br />
القهوة السريعة في إرضاء مذاق من ا<br />
يستغني عن القهوة في اأوقات الضيقة مثل<br />
السفر، وباتت الكثير من الشركات تتفنن في<br />
صناعتها بنكهات متعددة.<br />
عبد الله: طقوس وآداب متوارثة<br />
في تقديم القهوة<br />
القحطاني: الشباب يفضل أنواعً<br />
جديدة من المشروبات<br />
أوضح عايض عبد الله أن هناك آدابً ارتبطت<br />
بتقديم القهوة منذ القدم في بادنا فمنها أنه عند<br />
تقديم القهوة فإن الذي يقوم بصبها يمسك الدلة<br />
باليد اليسرى، ويقدم الفنجان باليد اليمنى، ويتم<br />
تسليم الفنجان للذي يصب القهوة الذي يدعى<br />
القهوجي باليد اليمنى كذلك، وفي بعض المناطق<br />
يشترط لديهم أن تكون القهوة بالفنجان ليست<br />
مملوءة، وإنما تُصب القهوة في الفنجان بنص<br />
مقدار الفنجان، وإذا امتأ الفنجان وتم تقديمه<br />
للضيف فإنه يعتبر إهانة، ومن مهارة صبّ القهوة<br />
أيضً أن يحدث من يصبها صوتً خفيفً نتيجة<br />
مامسة الفناجين بعضها البعض، وكان يُقصَ د<br />
بهذه الحركة تنبيه الضّ يف إذا كان سارحً، كما<br />
تقدم في اأفراح، أما في اأحزان كالعزاء أحيانً<br />
فعلى مقدم القهوة أا يصدر صوتً ولو خفيفً،<br />
وبلغ من احترام العرب في السابق للقهوة أنه إذا<br />
كان أحدهم طلب عند شيخ العشيرة أو المُ ضيف<br />
فإنه كان يضع فنجانه وهو مليء بالقهوة على<br />
اأرض وا يشربه، فياحظ المُ ضيف، أو شيخ<br />
العشيرة ذلك، فيُبادره بالسؤال: »ما حاجتك؟«،<br />
فإذا قضاها له، أَمَره بشرب قهوته اعتزازً بنفسه،<br />
وإذا امتنع الضّ يف عن شرب القهوة، وتجاهله<br />
المُ ضيف ولم يسأله ما طلبه فإنّ ذلك يُعدّ عيبً<br />
كبيرً في حقّ ه، وينتشر أمر هذا الخبر في القبيلة،<br />
وأصحاب الحقوق عادةً يحترمون هذه العادات فا<br />
يبالغون في المطالب التعجيزية، وا يطلبون ما<br />
يستحيل تحقيقه.<br />
قال راشد القحطاني كانت القهوة العربية تقدم<br />
فقط في المقاهي الشعبية البسيطة المنتشرة في<br />
أطراف المدن أو على الطرق، ويقدم معها الشاي، وكان<br />
كل من يرغب في تناول القهوة خارج منزله لظروف<br />
السفر أو العزوبية يجتمع مع أصدقائه في تلك<br />
المقاهي؛ إذ كانت القهوة فيما مضى من المشروبات<br />
التي يحرص الناس على احتسائها في البيوت بشكل<br />
يومي متكرر ا يمكن ااستغناء عنه، وهي الكيف الذي<br />
ينشده المجتمعون سواء من أهل المنزل، أو ضيوفهم،<br />
ولكن مع تقدم الوقت، وظهور العديد من المشروبات<br />
الساخنة، وأنواع متعددة للقهوة مثل القهوة التركية،<br />
والفرنسية، واأميركية، واإيطالية، و«اأسبرسو«،<br />
و«الموكا«، و«الاتيه«، و«الكابتشينو« صار هناك مَقاهٍ<br />
خاصة تقدمها وسميت ب«الكوفي شوب« حيث<br />
باتت تجذب الشباب، وتلقى رواجً في المدن الكبرى<br />
منذ مطلع العام 2000م، وسرعان ما انتشرت في<br />
جميع المدن والمحافظات، وصارت تتبارى في جذب<br />
زبائنها بديكوراتها الفخمة، وإضاءاتها الخافتة، وبما<br />
تقدمه من حلويات ومأكوات خفيفة، ولزيادة اإقبال<br />
عليها فقد تم افتتاح العديد من المقاهي العائلية<br />
التي باتت تشهد زحامً كبيرً مما يضطر روادها إلى<br />
الحجز مسبقً لضمان وجود مكان شاغر بها، وصار<br />
العديد من الناس يستعين بها استقبال الضيوف<br />
بداً من المنازل، وبذلك قل اإقبال على القهوة العربية<br />
خاصةً من فئة الشباب، وباتت ا تقدم إاّ في اللقاءات<br />
الرسمية والمناسبات رغم تمسك جيل الكبار بها<br />
خاصةً في الطلعات البرية والسفر.