corrige_lettre 2014
الدورة الرئيسية جوان 2014 اداب
الدورة الرئيسية جوان 2014 اداب
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الخصائص االجتماعية: حافظت النيجر على المؤشرات الديمغرافية المميّزة للبلدان األقلّ تقدّما إذ أنها<br />
ما تزال في الطور األول من االنتقال الديمغرافي وتعاني من االنفجار الديمغرافي كما بقي<br />
مؤشّر التنمية البشرية بها من المعدالت األضعف في العالم وتحتل المرتبة 025 عالميا(.<br />
يتسم المجال العالمي بتفاوت واضح في التقدم االقتصادي واالجتماعي يعود الى عوامل متعدّدة.<br />
19<br />
،)%2.1(<br />
1.212(<br />
.02<br />
-II<br />
.2<br />
.1<br />
.3<br />
عوامل التفاوت في التقدّم<br />
العامل الدّيمغرافيّ وانعكاساته االجتماعية واالقتصادية في بلدان الشمال وبلدان الجنوب:<br />
أ العوامل الديمغرافية: تزامن النمو الديمغرافي السريع )الطفرة( في العالم المتقدم خالل القرن مع<br />
النمو االقتصادي، أما في مرحلة النضج الديمغرافي فقد تجاوز مشكل الته ّرم باستقطاب المهاجرين<br />
وتطوير التكنولوجيا. في حين أن العالم النامي يمرّ بمرحلة االنتقال الديمغرافي، ولئن مكن النمو الطبيعي<br />
السريع من توفير يد عاملة ساهمت في استقطاب الشركات عبر القطرية، فإنه زاد في الترفيع في<br />
االستثمارات االجتماعية )صحة تعليم سكن ..( على حساب االستثمارات االقتصادية.<br />
ب تباين مزايا الرصيد البشري: مثلت البنية السكانية في بلدان الشمال إحدى دعائم القوة باعتبارها طاقة<br />
استهالكية عالية بفضل االرتفاع المتواصل للناتج الداخلي الخام للفرد من جهة، وباعتبارها طاقة انتاجية<br />
عالية ذات مستوى تأهيل وتكوين جيّد من جهة ثانية. وقد ت ّدعمت هذه البنية السكانية بالهجرة الوافدة<br />
وخاصة باستقطاب االدمغة من العالم النامي. في حين مثلت البنية السكانية في عديد بلدان الجنوب إحدى<br />
عوائق التنمية نظرا لمحدودية الطاقة االستهالكية بسبب ضعف الدخل الفردي وتفاوت توزيع الثروة )اقلية<br />
غنية /اغلبية فقيرة( من ناحية، وبفعل محدودية الطاقة االنتاجية بسبب ضعف مستوى التكوين مقابل هجرة<br />
اليد العاملة المؤهلة واالدمغة من ناحية أخرى، وهو ما زاد في تكريس تبعيتها التكنولوجية لبلدان الشمال.<br />
وقد فرضت هذه الوضعية ضرورة البحث عن انجع السبل لتدارك تأخرها وتحقيق التنمية.<br />
الهيمنة االقتصاديّة لبلدان الشمال وتبعية بلدان الجنوب:<br />
أ الهيمنة االقتصادية: فرض العالم المتقدم هيمنته االقتصادية منذ الفترة االستعمارية مع توسّع الرأسمالية<br />
عقب الثورة الصناعية في القرن ورغم تحقيق البلدان النامية الستقاللها السياسي فان انفتاحها على<br />
االستثمار االجنبي وسيطرة الشركات عبر القطرية منذ ثمانينات القرن العشرين زاد في تكريس الهيمنة<br />
االقتصادية لبلدان الشمال.<br />
ب التبعية االقتصادية: تعيش البلدان الجنوب تبعية متعدّدة األوجه مالية وتجارية وغذائية وتكنولوجية<br />
وسياسية، وتعدّ من معيقات التنمية بهذه البلدان التي لم توفّق العديد منها في االندماج في النظام التجاري<br />
العالمي ومجابهة متطلبات العولمة وتخطي الصعوبات والسلبيات المترتبة عنها مما يجعلها تعيش أزمات<br />
اقتصادية ومالية زادت في تعميق الفوارق بينها وبين بلدان الشمال.<br />
التقسيم العالمي الجديد للعمل في ظلّ العولمة:<br />
عملت بلدان الشمال على االستفادة من التقسيم العالمي للعمل بإعادة توطين صناعتها في بلدان الجنوب<br />
لالستفادة من مرونة ظروف االستثمار وفرة اليد العاملة وضعف تكلفتها ومن مواردها المنجمية والطاقية.<br />
ولئن مكّن ذلك من إدماج عديد بلدان الجنوب وخاصة منها األقطار الصناعية الجديدة في العولمة<br />
االقتصادية، فإن هذه االستفادة كانت محدودة ومتباينة. إذ يعتبر التقسيم العالمي للعمل الجديد غير متكافئ،<br />
فقد جعل من دول المتقدمة منتجا ومصدرا أساسيا للمنتجات الصناعية ذات التكنولوجيا العالية والقيمة<br />
المضافة المرتفعة في حين جعل من الدول النامية منتجا ومصدرا أساسيا للمواد األولية الفالحية والمنجمية<br />
والطاقية وبعض المنتجات الصناعية والخدمات ذات القيمة المضافة المتوسطة والمنخفضة، مما أدّى إلى<br />
تدهور طرفيّ التبادل لصالح العالم المتقدم وزاد في هشاشة اقتصاديات دول العالم النامي، وحتى األقطار<br />
النفطية لم تستفد من ارتفاع أسعار النفط خالل عديد فترات ارتفاعه بسبب سوء التصرف في مواردها<br />
وعدم توظيفها في االستثمارات المنتجة.<br />
4. التفّوق العلمي والتكنولوجي لبلدان الشمال: