30.03.2014 Views

LIRE - Founoune

LIRE - Founoune

LIRE - Founoune

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

كل لوحة هي رسالة،‏ فكرة،‏ أو تعبير عن موقف،‏ هي أداة كل فنان ليعبر فيها عما في<br />

نفسه وروءاه لواقعه ولما حوله من مواقف و أفكار.‏<br />

يوجد في إحدى لوحات الفنان أفيلال،و الموءرخة لسنة 2009، والمعروضة برواق الفن<br />

المدينة بطنجة،‏ عدد من البقع مختلفة الأحجاΩ والألوان و الأوضاع موزعة داخل فراغ<br />

اللوحة،‏ بعضها على شكل لطخات.‏ والبعض‏ الأخر يبدو عليها سيلان للأصباغ،‏ مرتبة<br />

ومصلوبة على خطوط وهمية،‏ تشكل مربعات ومشلشات وهمية أيضا،‏ كذلك يوجد بها<br />

مجموعة من الخطوط المنهنية الغامقة و النهيلة والكشيفة،‏ تنتشر كالشظايا في فضاء<br />

اللوحة،‏ مكونة شبكة من البقع و الكرات المتباينة التي تخلق علاقات المجاورة والمداخلة،‏<br />

وأحيانا تعلو فوق بعضها،‏ متناسبة في الأحجاΩ و متوافقة جماليا.‏ أما الألوان فهي ألوان<br />

أساسية ‏(احمر وازرق)‏ بالإضافة إلى الألوان المهايدة(الأسود و الأبيض).‏<br />

نلاحظ في هذه اللوحة،‏ التقاء قوتين جبارتين في اتجاهين متعاكسين يتكرران في عدة<br />

أوضاع مختلفة،‏ فالتقاء البقعة السوداء بكل ما تحملها من دلالات ومعاني القوة،‏ والغضب،‏<br />

و الهزن،‏ والشر والتشاوءΩ‏،‏ حين التقاءها مع البقعة البيضاء بما تحويه من معاني و دلالات<br />

نفسية توحي للمشاهد بالنور والهدوء،‏ والهبور،‏ و الخير و التفاوءل،‏ كل هذا التناقض‏<br />

يجمعه أفيلال بشكل متوا لف وحميم،‏ ويصوغه بكل اقتدار بشكل توافقي.‏ وقد تعمد<br />

أفيلال تكرار هذه البقع في وضعيات مختلفة،‏ لكي يبدع نوعا من الإيقاع الجميل،‏ والتناغم<br />

في الهقول المرءية.‏ كما يريد من خلال اللون الأزرق السماوي أن يهدد به الأبعاد،‏ ويمنه<br />

الشعور بالعمق،‏ أما اللون الأحمر الصافي الذي وضعه على شكل علامات يريد أن يرمز به<br />

للعواطف الشاءرة والتضهية والهب الملتهب .<br />

إن أسلوبية أفيلال هذه تجمع بين التجريدية و التعبيرية أو الرمزية أحيانا.‏ يتميز<br />

أسلوبه عن غيره من الفنانين باستخداΩ علامات أخرى من التمييز،‏ مشل خلق خطوط<br />

ملتوية و سميكة،‏ أو مساحات صغيرة على شكل خدوش‏ داخل بقع أو مساحات لونية.‏ بتقنية<br />

موفقة،و الكشط من جديد سطه اللون الموضوع على اللوحة،‏ بالاحتماء بالشمع الشفاف،‏<br />

كما انه يمتاز بتوظيفه لألوان يستخرجها من نفايات الزيتون.‏<br />

فأعمال أفيلال التجريدية تنهى في مسار روحي يبعد كل البعد عن تسجيل فكرة<br />

مسبقة،‏ أو التوثيق لمعنى محدد،‏ فهو يبدع أعماله وفقا لإلهاه داخلي،‏ و سيطرة لمشاعر<br />

فياضة تسكنه و تدفعه للعمل من اجل العشور على أجوبة صاءبة لأسئلة مستعصية تشكل<br />

وحدها هواجس‏ الفنان و عوالمه السرية الناءية التي تكفل له الاستمرار في البهش المتواصل<br />

في محاولات جادة للوصول إلى يقين ملموس‏ أو الكشف عما هو مخبوء و غير ظاهر .<br />

يرفض‏ أفيلال أن يضع للوحاته المتعددة عناوين محددة،‏ إذ يكتفي بنعتها بتكوينات.‏<br />

كأنه يريد من ذلك أن يفسه لخيال و عقل و ذوق المتلقي مجالا واسعا من الخيارات للأسماء<br />

و العناوين،‏ خصوصا و أن الفن التجريدي يجعل كل فرد منا ينظر بطريقة مختلفة إلى<br />

اللوحة،‏ و إلى ألوانها،‏ والى الأشكال التي في داخلها.‏ وتجعله يستنتج لها قصة و حدثا و<br />

عنوانا و زمانا و مكانا،‏ كل حسب تذوقه و روءيته و فهمه للوحة التي أمامه .<br />

العياشي دبون<br />

طنجة مارس‏ 2010<br />

[ 17 ]

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!