دليل إشباع الحقوق الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة - Social Watch
دليل إشباع الحقوق الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة - Social Watch
دليل إشباع الحقوق الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة - Social Watch
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
لتحديد الجوانب املتعلقة ب<strong>الحقوق</strong> االقتصادية<br />
واالجتامعية التي ضمنتها “االتفاقية الدولية<br />
للحقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية”،<br />
فضالً عن موجبات الدول املوقِّعة عليها. وعند<br />
اعتبار أيِّ جانبٍ من جوانب الحق االقتصادي<br />
أو االجتامعي يقارَنُ نوعان من املعلومات: 1(<br />
مستوى التحقيق الواقع عىل املؤشِّ االقتصادي-<br />
االجتامعي الذي يعكس <strong>إشباع</strong> جانب الحق<br />
االقتصادي-االجتامعي املأخوذ بعني االعتبار؛<br />
2( مستوى جدوى التحقيق الواقع عىل املؤشِّ<br />
االقتصادي-االجتامعي املأخوذ بعني االعتبار<br />
بالنظر إىل قدرة موارد البلد.<br />
املؤشات االقتصادية-االجتامعية املعيارية<br />
قياس مدى التمتُّع بالحق<br />
تُفرِدُ التعليقاتُ العامَّة عىل “االتفاقية الدولية<br />
للحقوق االقتصادية واالجتامعية والثقافية”<br />
ستة حقوق أساسية هي: الغذاء، السكن<br />
املالئم، الرعاية الصحية، التعليم، العمل الالئق<br />
واألمن االجتامعي؛ بحيث توسِّ ع الجوانب<br />
املتعلِّقة بكلِّ حق. ويشمل اختيار مؤشِّ اتِ<br />
التمتُّع ب<strong>الحقوق</strong> ل “<strong>دليل</strong> <strong>إشباع</strong> <strong>الحقوق</strong><br />
االجتامعية واالقتصادية” ترجمة مضمون<br />
الوثائق القانونية إىل جوانب محدَّ دة للحقوق،<br />
التي ميكن أن يُقاس التمتُّع بها كميًّا باستخدام<br />
املؤشِّ ات االقتصادية-االجتامعية. ومثَّة عددٌ<br />
من املعايري التي تحكم اختيار املؤشِّ ات<br />
املستخدَمة يف بناء “<strong>دليل</strong> <strong>إشباع</strong> <strong>الحقوق</strong><br />
االجتامعية واالقتصادية”، مع التأكد من أنَّ<br />
املؤشِّ ات تعكس جانب الحق املأخوذ بعني<br />
االعتبار عىل نحوٍ مالئم. أوالً، يجب أن تكون<br />
املؤشِّ ات املختارة مبنيَّة عىل بيانات موثوقة<br />
معوَّل عليها، ويتم مقياسها بطرائق موضوعية،<br />
ومتكن مقارنتها عب الزمن والبلدان كام ميكن<br />
الوصول إليها من قبل العموم. ثانيًا، لقد<br />
اختريت املؤشِّ ات لتعكس التحدِّيات الراهنة<br />
التي تواجه <strong>إشباع</strong> حقٍّ ما وفق السياق املرجو،<br />
وليس لتشمل كل جوانب حق. وإنَّ املؤشات<br />
الرئيسية الحسَّ اسة حيال جملة من التحدِّيات<br />
ذات الصلة قُدِّمت عىل املؤشِّ ات املتعدِّدة<br />
الجليَّة لكل جانب حقِّ ما ذي صلة. بعدئذٍ،<br />
شُ دِّد عىل اختيار املؤشِّ ات التي متيِّز جيِّدًا بني<br />
درجات التمتُّع يف السياق املرجو. عىل أنَّ بعض<br />
املؤشِّ ات املتصلة ببلدان منظمة “التعاون<br />
االقتصادي والتنمية” )OECD( ذات الدخل<br />
املرتفع تختلف عن تلك املتصلة بالبلدان<br />
النامية. وعىل سبيل املثال، فإنَّ مؤشِّ ًا يتعلق<br />
بجودة التعليم لهو أوثق صلة ببلدان “التعاون<br />
االقتصادي والتنمية” ذات الدخل املرتفع من<br />
مؤشِّ نسبة والدة األطفال عىل يد طاقم صحي<br />
مدرَّب أو إنهاء املدرسة األساسية. بيد أنَّ هذا<br />
األخري ال مييِّز بني مستويات التمتُّع بالحق يف<br />
التعليم يف بلدان منظمة “التعاون االقتصادي<br />
والتنمية” ذات الدخل املرتفع. ونتيجة لذلك،<br />
يظهر أنَّ “<strong>دليل</strong> <strong>إشباع</strong> <strong>الحقوق</strong> االجتامعية<br />
واالقتصادية” هو يف الحقيقة زوج من األدلة،<br />
فال<strong>دليل</strong> األسايس Core( )index يغطي<br />
معظم البلدان، فيام يختصُّ ال<strong>دليل</strong> املكمِّل<br />
supplementary( )index ببلدان منظمة<br />
“التعاون االقتصادي والتنمية” ذات الدخل<br />
املرتفع.<br />
حدود إمكانية التحقيق: تحديد مستوى<br />
موجبات الدولة<br />
تُلزِمُ “االتفاقية الدولية للحقوق االقتصادية<br />
والسياسية والثقافية” الحكومات بتحقيق<br />
<strong>الحقوق</strong> املذكورة عىل نحوٍ متتالٍ ، كام نصت<br />
املادة 1.2 منها:<br />
“عىل كل دولة طرف يف هذه االتفاقية أن<br />
تعمل عىل اتِّخاذ الخطوات، فرادى أو من<br />
خالل املساعدة والتعاون الدوليَّني، وخصوصً ا<br />
عىل الصعيدين االقتصادي والتقني، بالحدود<br />
القصوى من مواردها املتاحة، مبا يؤمِّن<br />
تحقيقًا كامالً ومتتاليًا للحقوق التي تُقرُّ بها<br />
هذه االتفاقية، وبكل الوسائل، مبا يف ذلك<br />
وعىل التحديد تبنِّي اإلجراءات القانونية ذات<br />
الصلة”.<br />
ويعرتف “التحقيق املتتايل” بأنَّ للدول نقاط<br />
انطالق مختلفة جدًّ ا من حيث قدراتها عىل<br />
تحقيق التمتُّع الكامل ب<strong>الحقوق</strong> االقتصادية<br />
واالجتامعية. وما يكمن يف فكرة “التحقيق<br />
املتتايل” أنَّ قدرات الحكومات عىل التوصُّ ل<br />
إىل إحقاق <strong>الحقوق</strong> تعتمد عىل مستوى املوارد<br />
)املالية وغريها( املتاحة يف البلد. فالتمتُّع<br />
بالحق يف الحصول عىل أعىل مستوى من<br />
معايري الصحة، مثالً، ال ميكن أن يحدث يف ليلة<br />
وضحاها، إذ يُحتاج إىل بناء املنشآت الالزمة<br />
وتدريب الكوادر وتأمني حوافز السياسة<br />
لألعامل ولألرس ووضعها يف مكانها، بحيث<br />
يتمكَّ ن الناس من الوصول إىل الرعاية الصحية.<br />
وتتطلَّب هذه التدابري موارد مالية قد تتجاوز<br />
قدرات الحكومات واألرس.<br />
وبالتايل، ال ميكن الحكم عىل أداء الدول يف<br />
مجال حقوق اإلنسان عىل أساس املُخرَجات<br />
وحدها، أي متتُّع الناس بها. فعىل سبيل<br />
املثال، ال ميكن مقارنة أداة هذه <strong>الحقوق</strong><br />
يف كل من الواليات املتحدة وماالوي عىل<br />
أساس مستويات معدل وفيَّات األمهات، نظرًا<br />
ملستويات القدرات املختلفة يف هذين البلدين.<br />
وهكذا، يعتمد أداء البلد يف تحقيق موجبات<br />
<strong>إشباع</strong> <strong>الحقوق</strong> االقتصادية واالجتامعية عىل<br />
ما ييل: أ( مُخرَجات متتُّع الناس الحقيقي<br />
ب<strong>الحقوق</strong> االقتصادية واالجتامعية، وفق ما<br />
تشري إليه اإلحصاءات االقتصادية-االجتامعية<br />
يف مجال حقوق معيَّنة؛ ب( قدرة مجتمعٍ ما<br />
عىل اإلشباع، كام تعيِّنه كمية املوارد االقتصادية<br />
املتاحة للدولة.<br />
كام يعتمد مستوى موجبات الدولة عىل<br />
قدرات مواردها، وهذا ينطوي عىل أنَّ تقويم<br />
مدى موجبات كل دولة يتطلَّب تحديد ما هو<br />
املُجدي املعقول لتحقيق استخدام السياسة<br />
واملامرسات التِّقانية الفضىل يف مواجهة<br />
معوِّقات مواردها. وهذه مهمة ليست واضحة<br />
املعامل أو مباشة. كيف يُحدِّد املرء، عىل وجه<br />
التحديد، ما إذا كان بلدٌ ما قد التزم “الحد<br />
األقىص من موارد)ه( املتاحة” إلحقاق <strong>الحقوق</strong><br />
االقتصادية واالجتامعية، ذلك أنَّ األمر يستلزم<br />
-كام يُالحظ “أودري تشامبان” Audrey(<br />
)Chapman يف هذا املجال- “تطوير عددٍ من<br />
املعايري األدائيَّة الخاصة بكلِّ حقٍّ يف ما يتعلق<br />
بسياقات البلدان... املختلفة” . 3<br />
ترسم “حدودُ إمكانيات التحقيق” مستوى<br />
موجبات كل بلد يف زمن معنيَّ لكل جانبِ<br />
حقٍّ مأخوذ بعني االعتبار. وقد حُ دِّدت حدود<br />
إمكانيات التحقيق بواسطة بناء رسم بياين<br />
بعرثي scatter( )plot لتحقيق مؤشِّ مُعطى<br />
مقابل الناتج املحيل القائم عىل الفرد GDP<br />
capita per )الذي يُقاسُ بالقوة الرشائية<br />
الثابتة بالدوالر األمرييك ،)$PPP ومؤشنا الدالُّ<br />
عىل املوارد املتاحة، وذلك باستخدام بيانات<br />
Chapman, Audrey. “The Status of Efforts to 3<br />
Monitor Economic, <strong>Social</strong> and Cultural Rights,”<br />
Chapter 7, in Economic Rights: Conceptual, Mea<br />
surement and Policy Issues Shareen Hertel and<br />
Lanse Minkler (eds.), (Cambridge: Cambridge<br />
University Press, 2007). pp. 143-164.<br />
Measuring progress 66 <strong>Social</strong> <strong>Watch</strong> SERF