ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق

More documents

Recommendations

Info

ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأولأقولُ‏ لذي طربٍ‏ ضاحكٍ‏دع الن ُسك ويحك لا تبغِهِ‏ولا تقع الدهر في صاحبٍ‏ولا تبكين على ناسكٍ‏إذا مل َّ ذو الن ُسكِ‏ من ن ُسكِهِ‏فتكِهِ‏على أخاك وعاون زكهِ‏بل منه أكثروا وإن فابكهِ‏طربٍ‏ ذو مات وإن وصريحة.‏هذه حالة نفسية فزعة من هول ما واجهه الشاعر،‏ ولذا،‏ كانت ردة فعله عنيفةولعلنا نجد تفسير مثل هذه الحالة في علم النفس،‏ فقد جاء فيه:‏ ‏"وكثيرا ً ماتقف البيئة في سبيل إشباع دوافع الفرد،‏ فتشعر الذات بالتهديد والخطر،‏ ويتكون دافعالخوف الذي إذا زاد على مستوى قدرة الاحتمال،‏ يتحول إلى قلق يسيطر على سلوكه(٢)وشخصيته عامة"‏ .ومما يجدر ذكره أن بعض الشعراء كان يرفض مسلك اللهو،‏ ويتمرد عليه،‏ ومن(١)ذلك ما قاله سعدون المجنون:‏النبيذِ‏لأهلِ‏ النبيذ َ تركت ُ العزيزيذل ُّ النبيذ َ لأن فإن كان ذا جائزا ً للشبابِ‏وأصبحت ُ أشرب ماء قراحاويكسو الوجوه الن ّضار الصباحافما العذر فيه إذا الشيب لاحافهذا تمرد واضح على حياة المجون والخلاعة التي كانت منتشرة في المجتمعالعباسي؛ فالنبيذ يذل العزيز،‏ وإذا كان جائزا ً في مرحلة الشباب؛ فإنه لا يليق بالشيوخ.‏٩٨
١٢٠٠٤مجلة جامعة دمشق – المجلد ٢٠- العدد (١+٢)صالح علي سليمالشتيويومن الجلي أن الشاعر اعتمد في الأبيات السابقة على المنطق الصريح والمباشربقصد الإفهام،‏ فساق الدليل والبرهان،‏ بهدف الإقناع والوعظ،‏ ولعله تأثر بتيار الزهدفي العصر العباسي.‏ثالث ًا:‏ التمرد الديني:‏خرج بعض الشعراء على القيم الدينية،‏ ومن ذلك ما نجده عند بشار بن برد،‏حين يقول:‏( ٢)تقولُ‏ لي الصغرى الصلاة َ وقد دنت ْ شواكلُ‏ توديعِ‏ الإمام المؤيدِ‏فقلت ُ لها:‏ ألقي الصلاة َ وأنثني شفاعة َ من يأوي لحران مقصدِ‏تبدلَ‏ من حب الصلاةِ‏ حديثنا وكنت أراه غاية المتعبدِ‏لعمرك ما ترك الصلاةِ‏ بمنكرٍ‏ ولا الصوم إن زارتك ‏"أم محمدِ"‏ويتضح التهتك والفجور في الأبيات السابقة،‏ وربما نجم هذا التهتك عن زندقةبشار التي كان يجاهر بها.‏(١)ويبدو التمرد الديني عند عمرو بن عبد الملك الوراق،‏ حين يقول:‏.٣١١______________(١)ابن الجوزي،‏ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي،‏ صفوة الصفوة،‏ ج‎٢‎‏،‏ صسعدون المجنون:‏ يقال:‏ إن اسمه سعيد،‏ وكنيته أبو عطاء،‏ ولقبه سعدون،‏ من أهل البصرة،‏ كانمن عقلاء المجانين وحكمائهم…طوف في البلاد،‏ ودونت أخباره،‏ استقدمه المتوكل وسمع كلامه،‏وكان من المحبين الله عز وجل،‏ صام ستين سنة،‏ فجف دماغه؛ فسماه الناس مجنون ًا.‏ انظر الكتبي،‏محمد بن شاكر،‏ فوات الوفيات،‏ ج‎٢‎‏،‏ ص ٤٨، وانظر ابن حبيب،‏ عقلاء المجانين،‏ صابن برد،‏ بشار،‏ الديوان،‏ ج‎٢‎‏،‏ ص الشواكل:‏ جمع الشاكلة،‏ وهي الطريقة.‏ الإمامالمؤيد:‏ الخليفة المهدي.‏ الحران:‏ الشديد العطش.‏ المقصد:‏ المشفي على الهلاك.‏الشابشتي،‏ أو الحسن علي بن محمد،‏ الديارات،‏ ص‎١٧٣-١٧٢‎‏.‏ والشاعر:‏ مولى عنزة،‏ وهو عمروالمبارك شاعر ماجن رشيدي،‏ له شعر كثير في حرب الأمين والمأمون،‏ وأصله بصري،‏ وهو أحد.١١٤.١٩٥-١٩٤(٢)(١)٩٩
Page 1 and 2: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
Page 5 and 6: ١٢٠٠٤مجلة جامعة دم
Page 7 and 8: ١٣٢٠٠٤مجلة جامعة د
Page 9 and 10: ١١٢٠٠٤مجلة جامعة د
Page 11 and 12: ١٢٠٠٤مجلة جامعة دم
Page 13: ٢٠٠٤مجلة جامعة دمش
Page 26: ظواهر من التمرد في

ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

Delete template?

Save as template?