ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق
ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق
ظواهر من التمرد في نماذج من شعر العصر العباسي الأول - جامعة دمشق
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
١١٢٠٠٤مجلة <strong>جامعة</strong> <strong>دمشق</strong> – المجلد ٢٠- العدد (١+٢)صالح علي سليمالشتيويأساليبها الملتوية، ولا بدع <strong>في</strong> هذا؛ "فليس الهدف <strong>من</strong> ال<strong>شعر</strong> الصور، بل معرفة العالموالعلاقات التي تربط بين الناس ومعرفة الذات وتطور الشخصية الإنسانيةقول روبرت شولز-"(٣)-على حدوواضح أن الشاعر قد كرر اسم الفعل المضارع "أف ّ" مرتين -<strong>في</strong> النص- وهيلفظة توحي بزخم التجربة والبوح بمكنوناتها، فهي <strong>من</strong> الأصوات التي تدل دلالة(١)طبيعية على التضجر، وتحمل دلالة أخرى، وهي الاستخفاف والاستقذار .ويبدو أن البناء الداخلي لكثير <strong>من</strong> الكلمات قد أسهم <strong>في</strong> تفريغ الشحنات العاط<strong>في</strong>ةالتي أقلقت الشاعر <strong>في</strong> تجربته القاسية مع الناس؛ فلجأ إلى الإكثار <strong>من</strong> أحرف المد <strong>في</strong>القا<strong>في</strong>ة، مثل: وعدا، أبدا، غدا… وكأنه يريد أن ينفث ما <strong>في</strong> قلبه <strong>من</strong> أحاسيس الضيقوالكبت؛ كي يروح عن نفسه.ويفلسف جعفر بن علبة الحارثي شربه الخمر؛ <strong>في</strong>بين أن السكر لا يفسد الحلم،فليس بعار أن يحتسي المرء ابنة الحان، ولكن العار أن يكون لئيما ً، قال،١٩٩٥(٢)______________(١)الحسين، أحمد، أدب الكدية <strong>في</strong> <strong>العصر</strong> <strong>العباسي</strong>، دار الحصاد للنشر والتوزيع، <strong>دمشق</strong>، ط٢،صابن حبيب القاسم الحسن بن محمد، عقلاء المجانين، ص والشاعر: هو جعيفران بن علي،<strong>من</strong> ساكني سر <strong>من</strong> رأى، ومولده و<strong>من</strong>شؤه ببغداد، وكان أبوه <strong>من</strong> أبناء الجند الخراسانية، وكانيتشيع. كان أديبا ً شاعرا ً مطبوعا ً، وغلبت عليه المرة السوداء (خلط <strong>من</strong> أخلاط البدن تفرزهالمرارة)، فاختلط "هذي" واضطرب عقله، وبطل "هزل" <strong>في</strong> أكثر أوقاته ومعظم أحواله، ثم كان إذاأفاق، ثاب إليه عقله وطبعه، فقال ال<strong>شعر</strong> الجيد، انظر الأصفهاني، الأغاني، ج٢٠، صالغانمي، سعيد، اللغة والخطاب الأدبي "مقالات لغوية <strong>في</strong> الأدب"، ط١،أدونيس، الصو<strong>في</strong>ة والسوريالية، ص١٩٢، وانظر ناصف، مصطفى، أحمد حجازي الشاعرالمعاصر، ص إذ يقول: إن ال<strong>شعر</strong> ينبغي له أن يفصح عن أزمة علاقتنا بالمجتمع. ينبغيلنا ألا يلهينا الجمال والفتنة والغناء والحب عن مواجع حقيقية.انظر كشاش، محمد، اللغة والحواس، صالأصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين، الأغاني، ج١٣، ص والشاعر هو: جعفر بن علبة بنربيعة الحارثي، <strong>من</strong> مخضرمي الدولتين الأموية و<strong>العباسي</strong>ة، شاعر مقل غزل فارس مذكور <strong>في</strong> قومه،وكان أبوه علبة بن ربيعة شاعرا ً أيض ًا. انظر المصدر نفسه، ج١٣، ص.٢٠٢١٩٩٣، ص ١٠٨، وانظر.٥٠.١٩٥.٥١.١٤٤.٨٩-٨٨.٢٥٨(٢)(٣)(١ )(٢)٩٣