19.07.2016 Views

صدى الاذاعة التونسية العدد الثاني

صدى الاذاعة التونسية مجلة شهرية تصدر عن نادي مستمعي الاذاعة التونسية تحت اشراف كل من سناء محفوظي و هدى بن الحاج سالم و خولة الشعباني زايد "العدد الثاني مهدى لاذاعة تونس الثقافية بمناسبة عشريتها

صدى الاذاعة التونسية مجلة شهرية تصدر عن نادي مستمعي الاذاعة التونسية تحت اشراف كل من سناء محفوظي و هدى بن الحاج سالم و خولة الشعباني زايد "العدد الثاني مهدى لاذاعة تونس الثقافية بمناسبة عشريتها

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مساحة حرة<br />

‏ُم ئ ح ي ر<br />

لا ك<br />

اذ كُروا ف ث <br />

االعالمي عامر بوعزة<br />

في مئوية أبي القاسم الشابي،‏ زار وفد من المُتّاب واإلعجالمجيجيجن روضجة<br />

الشاعر لالطّالع على معرض وثائقي أعدّت وزارة الجثجقجافجة والجمجحجافجظجة<br />

على التراث هناك،‏ وما أن ألقى اإلعالمي الشّ‏ جهجيجر فجرج شجوشجان نجظجرة<br />

على المكان وتفرّس في وجوه المجحجيجطجيجن بجالشّ‏ جابجي مجن رمجوز الجحجيجاة<br />

الثقافية في تونس الثالثينات حتى استشاط غضبا وانبرى يجقجول:‏ هجؤالء<br />

هم الذين قتلوا الشّ‏ ابي فميف تجلبونهم إلى قبره ليالزموا روح كجظجلّجهجاأ<br />

كان واضحا أن الجوزارة لجم تجنجظجر إلجى الشجاعجر انسجانجا مجفجردا بجل رمج از<br />

لمرحلة،‏ فمرّمت في عيد ميالده الثجالثجيجنجات الجتجي هجي مجن أهجمّ‏ مجراحجل<br />

التّاري الثّقافي واالجتماعي في تونس،‏ لمنّ‏ فرج شجوشجان نجظجر يجومجهجا<br />

إلى األمور من زاوية سرياليجة تجتجعجالجى عجلجى سجلجطجان الجمجوت،‏ فجتجخجيّجل<br />

الشاعر محتفظا في مكان ما من األبدية بوعي كامال،‏ وفجججأة يجججد كجل<br />

المحافظين الذين تربّصوا ب حيّا وآلموه يحيطون ب من جديد في حفجلجة<br />

عيد ميالده!!‏<br />

لقد سعدت أيّما سجعجادة بجتجدشجيجن سجاحجة فجي مجديجنجة الجمجنجسجتجيجر بجاسجم<br />

اإلعالمية الراحلة عواطف حميدة،‏ إذ سيكون على أشخاص كجثجيجريجن أن<br />

يتذكّروا أفعالهم مع المرحومة كلّما عبروا هذه السّ‏ احة وهُم سجيجعجبجرونجهجا<br />

اإلذاعة الوطنية يوم أن كُلّفت بعدارتها تنفّسوا الصّ‏ عداء عندما بلغهم<br />

نججججججججججججججججججججججججججبججججججججججججججججججججججججججأ قججججججججججججججججججججججججججتججججججججججججججججججججججججججلججججججججججججججججججججججججججهججججججججججججججججججججججججججا.‏<br />

لم تمن حياة عواطف في اإلذاعة االّ‏ مزيجا من كثير من األلم وقليل جدا<br />

من الفرح،‏ كانت تصرّ‏ المضيّ‏ على قُدُما،‏ فجعجمجلجت بجال هجوادة،‏ ولجم ترجرمِّ‏<br />

المنديل أو ترفع الرّاية البيضاء،‏ لم يكن صعبا عليها قبل التفرّغ للجمجهجنجة<br />

التي أحبّتها أن توفّق بين عجمجلجهجا<br />

األصججلججي فججي الججتججعججلججيججم الججثججانججوي<br />

عواطف حميدة<br />

واإلذاعججة والججتججلججفججزيججون بججل كججان<br />

أصعب شيء هو المحافجظجة عجلجى<br />

الثّبات والتجوازن وسجط الجعجواصجف<br />

العاتية التي لم تهدأ يوما،‏ وأشجهجد<br />

أن عواطف لم تُمن يجومجا فجرصج رة<br />

االبججتججعججاد عججن خججطّ‏ الججمججواجججهججة<br />

األماميّ‏ كي تجرتجاح قجلجيجال وتجنجظجر<br />

إلى األشياء بجذهجن أمجثجر صجفجاء،‏<br />

لمنّ‏ العداواتِّ‏ واألحقادر الجتجي تجؤلجم<br />

مرارا في اليوم الواحد ألنها تقع قبالة اإلذاعجة وعجواطجف قضّ‏ جت حجيجاتجهجا الججنّججفججس وتُججعججذّب الججرّ‏ وح وتُججمججزّ‏ إ<br />

كلّها هناك ولم تمن لها حياة أخرى خجارج بجيجت الجعجائجلجة وأشجرطجة نجججاة الوجدان سرعان ما تصب بمجرد أن يأتي الموت كأن لم تمنْ‏ ، فيتجسجاوى<br />

الصّ‏ غيرة وعلب الموسيقجى والجبجرامجج،‏ سجتجمجون هجذه السّ‏ جاحجة إبجرة تجخجز األصدقاء واألعداء في حفلة تنكجريجة بجاذخجة تُجنجفرجق فجيجهجا مشجاعجرُ‏ الجودّ‏<br />

ضمائرهم االّ‏ أن تمون ضمائرُهم قد ماتت،‏ فالضّ‏ مائر ال تجنجطجلجي عجلجيجهجا بسخاء،‏ تلك المشاعر التي ال تظهر أبدا االّ‏ في الجنازات ما كجان أحجوج<br />

المساحيق التي يرتديها النّاس عند الموت وال تُصجدّإ أمجاذيجب عجاطجفجيجة الموتى إلى قليل منها وهم على قيد الحياة!‏<br />

يصطنعونها اصطنجاعجا ويجخجفجون تجحجتجهجا كجلّ‏ الجججرائجم الجمجعجنجويجة الجتجي<br />

ساحة عواطف حميدة قبالة إذاعة المنستير لن تعيد صديقتنا إلى الحياة<br />

ارتمبوها.‏<br />

فهي حيّة في القلب والذامرة ولم تغادر مكانها أصال،‏ كلّ‏ ما في األمر يجا<br />

عواطف حميدة حاربوها وهي فجي أوج طجمجوحجهجا،‏ وآلرجمُجوهجا وهجي تشجقّ‏ عواطف أنّ‏ كثيرا مجن األوغجاد الجذيجن تجعجرفجيجن والجذيجن كجانجوا يجنجتجظجرون<br />

طريقها كمن ينحت في الصّ‏ خر،‏ وحسدوها وهي تنتصر على الجمجصجاعجب سقوطك من على السلّم بفارغ الصّ‏ بر والشّ‏ ماتة بجل يسجعجون إلجيج سجعجيجا<br />

وتصعد السّ‏ لم درجة درجة بمحض إخجالجصجهجا لجلجمجهجنجة وتجعجبجهجا وسجهجر سيظلّ‏ شبحك يرفر فوإ رؤوسهم ينتقيهم دون غجيجرهجم فجي مسجرحجيجة<br />

الليالي،‏ لقد فعلوا كلّ‏ ما ال يخطر على بال من أجل أن تُخط أو تُعاقرب النفاإ االجتماعي العظيمة هذه،‏ سيظلّ‏ شبحك ينجظجر إلجى هجؤالء الجذيجن<br />

أو تُطرد وترشفّوا فيها عندما وبّخها مسؤول رفيع المستوى يوما مجا،‏ بجل يرتدون وجوها كثيرة بعد أن فقدت وجوههم مالمحها األصجلجيجة مجن فجرط<br />

إنّ‏ كثيرا من الذين كانت ستشملهم حملة التنظيف التي باشرتها في المذب،‏ هؤالء الذين يذرفون الدموع على الموتى ممدّديجن فجي تجوابجيجتجهجم<br />

ويمشون وراء الجنازات وال يذكرون قتالهُم االّ‏ بخير.‏<br />

<strong>صدى</strong> االذاعة <strong>التونسية</strong><br />

—————————–—————————————————————— 39<br />

<strong>العدد</strong> <strong>الثاني</strong>

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!