غاب الشيطان. حنان الهواري. .مجموعة قصصية. ابداع_فور_اول
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>حنان</strong> <strong>الهواري</strong><br />
عندما <strong>غاب</strong> <strong>الشيطان</strong>. <strong>ابداع</strong> <strong>فور</strong> <strong>اول</strong> للنشر االلكتروني<br />
طقوس الليلة<br />
األخيرة<br />
طلقات نارية شقت حاجز الصمت ,فارتعد فزعا ليستيقظ من نومه فى منتصف الليل<br />
األخير وصوت أنثوى يصرخ ويلعن : مت بخيانتك، لتختنق بها فى الجحيم ثم بكاء<br />
وعويل.<br />
لحظات... يسود الهدوء..<br />
فيال جميلة راقية، فوضى تعم المكان، حجرة نوم قد بعثرت محتوياتها وسكون ال<br />
يقطعه إال همهماتها، من حين آلخر وصوت هزيانها مابين الضحك والبكاء ,تجول<br />
بعينيها، دماء تلون الجدران وكلمات نقشت بالدم. أكرهك، خائن، كم أحببتك! لماذا<br />
ظلمتنى؟ تصرخ وتصرخ، أخذت روحى، مالى وصديقتى ,عريتنى من كل شئ، فلن<br />
أبقى على شئ ورجل ثالثينى، متوسط الطول، يرتدى قميصا زهريًا، مفتوح األزرار،<br />
ملطخ بالدماء ونصفه السفلى عار إال من شئ يستره, مسجي علي األرض والدماء<br />
تسيل من صدره ونصل سكين مغروسا فى قلبه .تقف المرأة أمامه، لحظات<br />
مشدوهة، تتطلع اليه، ثم تسقط أرضا كبنيان أصابه زلزال، يهتز, ثم يتداعى، فيسقط<br />
عينان زائغة، ال تستقران, تجوب الحجرة بنظرها وكأنها تبحث عن خالصها, وكأن روحها<br />
قد بعثرت وال تجد لها سبيال, خطوط من الكحل، قد سالت لترسم على وجنتيها البارزتين<br />
وبشرتها البيضاء أخاديد سوداء وعينان باهتتان، تغطيهما غمامة، من دموع أوشكت أن<br />
تفرغ ما فيها، ثم تلقى المقل سيالً من دموع تجرى دون توقف تتوقف عن النحيب،<br />
تمسح عينيها, تقف مرة أخرى وتنظر اليه كقطة، اصطادت فريستها دمعة حبيسة،<br />
تترقرق فى عينيها وهى تراه مضرجا فى دمائه، يغسل بدمه قتله لروحها مرات ومرات<br />
فكم بكت على روحها حسرات !تغافلها دمعة، تسقط على خدها، فتنكرها، وترفع<br />
يدها، لتزيلها بعصبية شديدة وكأنها تنهرها أو تلطمها علي وجهها، ألنها نزلت علي هذا<br />
الخائن .سرعان ما تقول :أنا ال أبكى عليك أيها الخائن, بل علي حياتى التي سرقتها.<br />
انحنت تجثم علي جثته، تحرك في كتفيه بقوة، تنظر اليه بوجهها الذى كأنما غادرته<br />
14