23.07.2017 Views

غاب الشيطان. حنان الهواري. .مجموعة قصصية. ابداع_فور_اول

  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>حنان</strong> <strong>الهواري</strong><br />

عندما <strong>غاب</strong> <strong>الشيطان</strong>.‏ <strong>ابداع</strong> <strong>فور</strong> <strong>اول</strong> للنشر االلكتروني<br />

مناخوليا العشق<br />

تترنح كسكران قد أفرط فى الشراب,‏ تجر جسدها النحيل،‏ كجبل تحمله على كتف<br />

روحها،‏ تتشبث باألرض كى ال تسقط ودموع ترسم طريقًا على وجنتيها اللتين يقطران<br />

شحوبا"،‏ تنزف معها روحها قطرة قطرة,‏ كان يعرف أن فراقه عنها سيقتلها فلم تكن<br />

تتصور أنه يمكن أن يفارقها إلى األبد بعد أن تالقت روحاهما,‏ تتذكر كيف فصل روحه<br />

عن روحها عندما غادرها بمشرط حاد.....‏<br />

لم تدر اال بنزيف روحها،‏ تمنت أن تموت،‏ ولكن هذا لم يحدث كانت روحها تتلوى<br />

وتصرخ داخلها حتى تشقق وعاء الجسد وانسلت من خالله تجرى فى طرقات الحياة<br />

بحثًا عنه يقتلها الحنين ويعصف بها الشوق،‏ تناديه كالمهووسة:‏<br />

'' تعالى الى أنا زهرتك العاشقة،‏ أنت شمسى،‏ بك أتفتح وبك أزهر وأخرج عطرى أنت<br />

الماء،‏ الذى يروي عطشى،‏ أنا لك،‏ فهال رويتنى يا كل كلى"‏<br />

ثم تعود أدراجها الى الجسد البالى الذى أنهكه الحزن,‏ صار قبرًا متحركًا يترنح أحيانًا<br />

ويسقط طريح المرض أحيانًا ولوال عودة الروح اليه إلنتهى وصارت الروح شريدة بال<br />

مأوى.‏ وما أن يشعر الجسد بعودتها ويطمئن حتي يعاودها الحنين ويناديها نداء الشوق<br />

فتخرج من فتحات الجسد التى اتسعت ولم تعد له طاقة علي منعها.‏ تهيم فى صحراء<br />

الحياة القاحلة بدونه،‏ علها تقابل طيفه أو تلتقى بروحه لتكمل روحها المشطورة منذ أن<br />

قرر أن يسافرويتركها بعد أن يئس من أن يجتمع بها نظرًا لظروفه وأراد لها أن تعيش<br />

حياتها,‏ لم يدر أنه قد أنهى حياتها وأن روحها ستجن وتعيس فى األرض بحثًا عنه.‏ لم<br />

يعلمها مكانه كى ال تلحق به،‏ فقد كان يعلم أنها وجدت فيه كلها وأنها جزء منه قد وجد<br />

فيه اإلحتواء والوطن ولكنه اراد أن يكون واقعيا فأوقعها فى الجنون.‏ انصرف عنها<br />

وهو ال يعلم أن أثره باق فيها وأن جرحها لن يندمل اال اذا عادت روحه اليها تلملم<br />

بعثرتها.‏<br />

25

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!