You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
الغرية واملسؤولية من الثوابت يف كل العصور<br />
هدف النساء احلب<br />
اختلفت وسائل التعبري مهما<br />
ليس الوطن العريب فقط يعاين فيه الرجال والنساء من فتور مشاعر الحب<br />
وسيطرة التكنولوجيا وتدخلها يف العالقات اإلنسانية، بل هي ظاهرة عاملية،<br />
حيث مل يعد لدى أحد وقت للحب، وإن حدث فإنه يحب يف عجلة بعد أن<br />
طغت املادة عىل العالقات.<br />
لكن دامئاً من وسط العتمة يظهر نور خفيف يؤكد أن القلب مازال ينبض<br />
ومل يتأثر بسلبيات العرص فالتزال بعض النساء يف انتظار عشق حار يزلزل<br />
كيانهن وخطاب حب ملتهب أو باقة ورد حمراء تعرب عن حرارة الشوق،<br />
بينام يرفض الرجال هذه الطريقة وبعربون عن حبهم بطريقة أكرث عملية...<br />
تذكرت ذلك وأنا أشاهد فيلامً أملانياً بعنوان "بالنيتا سينغل" عن مدرسة<br />
املوسيقى التي تنتظر الحبيب الرومانيس املثايل الذي يحارب من أجلها<br />
ويخوض املصاعب ليخطفها عىل الحصان األبيض، بينام تتغري الدنيا من<br />
حولها وال يقبل أحد عىل الدخول معها يف عالقة، وقد تجاوزت ال37 من<br />
عمرها، فالكل يلهث وراء عالقة رسيعة خاطفة مشبعة، بينام هي تتأثر<br />
بحكاية عشق والدها ووالدتها وتعتربها تجربة فريدة يف زمن مختلف<br />
صعب أن يتكرر... ويستمر الفيلم يف رسد املواقف التي توقعها مع مناذج<br />
من البرش مختلفة تثبت لها أن "الحب األفالطوين" مل يعد له وجود، بينام<br />
تحاول بطلة الفيلم البحث عن حبيب من خالل شبكة اإلنرتنت لتتحول<br />
لقاءاتها بالرجال مادة لربنامج كوميدي ساخر.<br />
أثارت مشاهدة الفيلم يف مخيلتي سؤاالً عن وسائل التعبري العرصية عن<br />
الحب، وبادرت بسؤال عدد من املتزوجات والعازبات عن أفضل الطرق<br />
التي يتبعنها للتعبري عن حب الرجل، وهل لدى النساء يف وطننا العريب<br />
شغف للكلمة الحلوة؟ أم أن الواقع املادي فرض شكالً جديداً من التعبري<br />
مختلفاً عن املايض؟ وما أشكال التعبري العرصية عن الحب؟<br />
وسألت أيضاً الرجال عن طريقة تعبريهم عن مشاعرهم وكيف ينظرون<br />
للمرأة الرومانسية، هل ينظرون لها كامرأة حمقاء تضيع الكثري من الفرص؟<br />
أم امرأة مختلفة تستحق العناء للوصول لقلبها؟<br />
حماقة أم اختالف؟<br />
كلنا سمع وقرأ رسائل جربان خليل جربان إىل مي<br />
زيادة، وهي الرسائل التي شكلت وجدان كثري من<br />
نساء العرب، حيث جمعت عالقة قوية بني مي<br />
وجربان دامت مدة طويلة من الزمن مل يلتقيا فيها<br />
أبداً. ورغم املسافات الشاسعة التي تفصل بينهام،<br />
حيث كان يقيم جربان يف الواليات املتحدة ومي<br />
يف مرص، كان بينهام الكثري من التفاهم والحب<br />
والصداقة، واستمرت املراسالت بينهام عرشين عاماً<br />
حتى وفاة جربان يف نيويورك.<br />
قصة تفوق اخليال<br />
جربان ومي قصة تفوق الخيال، وتبقى كلامتها<br />
شاهدة شامخة تعرب عن مشاعرهام. رسائل الحب<br />
بني العشاق، الكلامت الرقيقة الحلوة، كانت<br />
وسائل تعبري يف عصور مضت ولكن مع اختالف<br />
العرص والطبائع وأحوال الناس ودخول التكنولوجيا<br />
تحولت رسائل الحب الطويلة لرسائل مقتضبة<br />
يتقاذفها املحبون يف عجالة عىل "الواتس أب" أو<br />
برامج "الشات" األخرى.<br />
رمبا توصف قصتهام بالحامقة والسخافة، وقد<br />
تتفق أو تعرتض عليها، لكن كلامت الرسائل<br />
126<br />
Reportage