20.11.2016 Views

AlHadaf Magazine - November 2016

AlHadaf Magazine - November 2016

AlHadaf Magazine - November 2016

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

َ<br />

ُ<br />

َ<br />

َ<br />

َّ<br />

َّ<br />

تواصل<br />

األخت م.‏ ظ:‏ نعم عزيزيت مؤمل كل هذا القتل<br />

والتهجري لألرس واألطفال.‏ كتبت اليوم عن صورة<br />

أبكتني لطفلة يحاول األطباء إسعافها وهي سارحة<br />

يف دنيا ثانية.‏ رمبا تتذكر أهلها وبيتها،‏ رمبا ألعابها<br />

ورسيرها،‏ رمبا حضن أمها...‏ تأثرت بها كثرياً.‏<br />

األخ أبو نورة:‏ من أصعب املواقف التي تواجه<br />

البنت دخول امرأة جديدة بحياة أبيها واحتاللها<br />

الهتاممه وقلبه ألنها بالتأكيد تفكر أن هذه املرأة<br />

ستأخذ مكان أمها،‏ وهذا صعب جداً...‏ فالبنت<br />

متعلقة بأمها،‏ فكيف تسمح ألخرى بأخذ مكانها؟!‏<br />

لذلك حاورها بهدوء حتى تطمنئ إليها وتتخذها<br />

كصديقة لها تشاركها اهتامماتها وتتقرب منها<br />

لتتفهم شخصيتها ثم االنتقال ملرحلة مصارحتها<br />

بالخطوبة أو الزواج.‏<br />

األخت ف.‏ و:‏ إذا كان األمر كام تقولني،‏ أنه بعد<br />

17 سنة حب تركك ليتزوج بأخرى واآلن عاد<br />

ليذكرك بحبه،‏ فهو ال يستحق وقتك أو اهتاممك<br />

ومشاعرك...‏ احتقريه كام احتقرك وغدر بك بعد<br />

كل هذا العمر والعرشة وال تضيعي وقتك معه،‏<br />

فمن غدر مرة سيغدر ألف مرة<br />

بعدها.‏ انتبهي لنفسك<br />

وحياتك،‏ وطوري<br />

نفسك وابدعي يف<br />

عملك.‏ كوين مع من<br />

يحبك ويخلص لك،‏ واغلقي<br />

الباب بوجهه متاماً‏ وال تضعفي •<br />

سأقول<br />

لك أحبك<br />

لك أحبّك..‏ سَ‏ أقولُ‏ لكِ‏ ‏"أُحِ‏ بُّكِ‏ ".. حنيَ‏ تنتهي كلُّ‏ لُغَاتِ‏ العشق القدميَه فال سأقول<br />

يبقى للعُ‏ شَّ‏ اقِ‏ يشءٌ‏ يقولونَهُ..‏ أو يفعلونَهْ..‏ عندئذ ستبدأ مُهِمَّ‏ تي يف تغيري حجارة هذا<br />

العاملْ،‏ ويف تغيري هَ‏ نْدَسَ‏ تِهْ‏ شجرةً‏ بعد شَ‏ جَ‏ رَة وكوكباً‏ بعد كوكبْ‏ وقصيدةً‏ بعد قصيدَة.‏<br />

سأقولُ‏ لكِ‏ ‏"أُحِ‏ بُّكِ‏ ".. وتضيقُ‏ املسافةُ‏ بني عينيكِ‏ وبني دفاتري،‏ ويصبحُ‏ الهواءُ‏ الذي<br />

تتنفَّسينه ميرُّ‏ برئتيَّ‏ أنا،‏ وتصبحُ‏ اليدُ‏ التي تضعينَها عىل مقعد السيّارة هي يدي<br />

أنا..‏ سأقولها،‏ عندما أصبح قادراً‏ عىل استحضار طفولتي وخُ‏ يُويل وعَسَ‏ اكري ومراكبي<br />

الورقيَّهْ..‏ واستعادةِ‏ الزّمَن األزرق معكِ‏ عىل شواطئ بريوتْ‏ .. حني كنتِ‏ ترتعشني<br />

بني أصابعي..‏ فأغطّ‏ يكِ‏ عندما تَنْعَسنيْ‏ بشَ‏ بشْشَ‏ فٍ‏ من نُجُ‏ وم الصّ‏ يفْ‏ .. كسمَكةٍ‏<br />

سأقولُ‏ لكِ‏ ‏"أُحِ‏ بُّكِ‏ ".. وسنابلَ‏ القمح حتى تنضجَ‏ بحاجةٍ‏ إليكِ‏ .. والينابيعَ‏ حتى تتفجَّ‏ رْ..‏<br />

حتى تتحضَّ‏ تتحضْ‏ .. والعصافريَ‏ حتى تتعلَّمَ‏ الطريانْ‏ .. والفراشات حتى تتعلَّ‏ تتعلَّمَ‏ ‏َم والحضارةَ‏<br />

الرَسْ‏ م..‏<br />

سأقولُ‏ لكِ‏ ‏"أُحِ‏ بُّكِ‏ ".. عندما تسقط الحدودُ‏ نهائياً‏ بينكِ‏ وبني القصيدَهْ..‏ ويصبح النّومُ‏<br />

عىل وَرَقة الكتابَهْ..‏ ليسَ‏ األمرُ‏ سَ‏ هْالً‏ كام تتصوَّرينْ‏ .. خارجَ‏ إيقاعاتِ‏ الشِّ‏ عرْ..‏ وال أن<br />

أدخلَ‏ يف حوارٍ‏ مع جسدٍ‏ ال أعرفُ‏ أن أتهجَّ‏ اهْ‏ كَلِمَةً‏ كَلِمَهْ‏ ومقطعاً‏ مقطعاً...‏ إنني ال<br />

أعاين من عُ‏ قْدَة املثقّفنيْ،‏ لكنَّ‏ طبيعتي ترفضُ‏ األجسادَ‏ التي ال تتكلَّمُ‏ بذكاءْ،‏ والعيونَ‏<br />

الشّ‏ هوَة عندي مرتبطٌ‏ بشَ‏ بشْط الشِّ‏ عر،‏ فاملرأةُ‏ قصيدةٌ‏ ال تطرحُ‏ األسئلَهْ..‏ إن شَ‏ شْطَ‏<br />

التي<br />

أموتُ‏ عندما أكتُبُها..‏ وأموتُ‏ عندما أنساها..‏<br />

لكِ‏ ‏"أُحِ‏ بُّكِ‏ ".. عندما أبرأُ‏ من حالة الفصَ‏ ام التي تُ‏ تزِّقُني،‏ وأعودُ‏ شخصاً‏ واحداً..‏ سأقولُ‏<br />

سأقُولُها،‏ عندما تتصالحُ‏ املدينةُ‏ والصّ‏ حراءُ‏ يف داخيل،‏ وترحلُ‏ كلُّ‏ القبائل عن شواطئ<br />

دمي الذي حفرهُ‏ حكامءُ‏ العامل الثّالث فوق جَ‏ سَ‏ دي،‏ التي جرّبتُها عىل مدى ثالثني<br />

عاماً...‏ فشوَّهتُ‏ ذُكُوريت،‏<br />

وأصدَرَتْ‏ حكامً‏ بِجَ‏ لْدِكِ‏ مثاننيَ‏ جَ‏ لْدَهْ‏ بِتُهْمةِ‏ األُنوثهْ...‏ لذلك لن أقولَ‏ لكِ‏ أُحِ‏ بّكِ‏ اليومْ..‏<br />

بَّ‏ با لن أَقولَها غداً..‏ فاألرضُ‏ تأخذ تسعةَ‏ شُ‏ هُورٍ‏ لتُطْ‏ لِعَ‏ زهْ‏ رَهْ،‏ والليل يتعذَّ‏ بُ‏ كثرياً‏ ورُ‏<br />

والبشيّةُ‏ تنتظرُ‏ ألوفَ‏ السّ‏ نواتِ‏ لتُطْ‏ لِعَ‏ نبيَّاً..‏ فلامذا ال تنتظرينَ‏ بعضَ‏<br />

نَجْ‏ مَهْ..‏ لِيَلِدَ‏<br />

الوقتْ‏ لِتُصبِحي حبيبتي؟<br />

شعر/‏ نزار قباين<br />

نوڤمبر • <strong>2016</strong> العدد 2118<br />

173

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!