Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
االفتتاحية<br />
االفتتاحيةة<br />
البخور اأخطر من التدخني !<br />
حرص اإلنسان على استخدام البخور منذ<br />
الحضارات القديمة، خصوصًا الهندية<br />
والصينية، حيث كان يطلقه في دور<br />
العبادة، بعد أن توارث االعتقاد بأنّ<br />
الشياطين تكره رائحة البخور، وتبتعد<br />
عن المكان الذي تنبعث منه، لذا استخدم<br />
البخور في تطهير المكان عن طريق<br />
الدخان الناتج من حرقه. كما حرصت جميع<br />
األديان السماوية على اطالق البخور في<br />
دور العبادة، سواء المساجد أو الكنائس<br />
أو الكنس، لتطييب المكان ونشر الرائحة<br />
العطرية التي تعمل على تهدئة األعصاب<br />
وبث الطمأنينة والراحة النفسية.<br />
دول الخليج عن غيرها باالستخدام المفرط تتميز<br />
للبخور، الذي أصبح عادة يومية ال غنى عنها،<br />
فأينما كنت تستقبلك رائحة البخور، كما راجت<br />
تجارته التي مارسها العرب منذ القدم، وتحديدًا<br />
من بداية القرن الثالث عشر، وكان ال يمكن<br />
شراؤه في الماضي إال من قبل األثرياء الرتفاع<br />
ثمنه، أما اآلن فأصبح في متناول الجميع. ورغم<br />
االفراط العربي في حرق البخور تظل اليابان أكبر<br />
مستورديه في العالم إلحياء الطقوس الدينية.<br />
وبالنسبة لباقي العرب فقد زاد استخدامهم<br />
للبخور منذ سنوات طويلة بعد أن ثبت علميًا<br />
ّو تقوي عضالت<br />
الرائحة المنبعثة من حرقه بأن<br />
القلب، وتساعد على فتح الشهية كما أن الزيت<br />
المستخرج من أعواده يفيد في عالج حاالت<br />
اإلسهال المزمن وبعض أمراض الكبد واألمعاء،<br />
استخدامه في تعطير المالبس فضالً عن<br />
والمنازل.<br />
لم يتوقع أحد أن تثبت دراسة حديثة لكن<br />
أن حرق البخور يؤدي إلى اإلصابة بالسرطان،<br />
وخطورة أثره تزيد على خطر التدخين وعوادم<br />
السيارات في األماكن المزدحمة. الدراسة أجراها<br />
باحثون في تايوان ووجدوا أن الدخان الناتج<br />
عن حرق البخور يمتلئ بمواد كيميائية خطرة<br />
تسبب اإلصابة بسرطان الرئة بما يزيد أربعين<br />
مرة على البيوت العادية التي ال تحرق البخور.<br />
يقول الباحث الدكتور لين من جامعة تشن<br />
كون في تايوان: صحيح أن حرق البخور يحمل<br />
الراحة النفسية والسكينة والبهجة الناتجة<br />
عن الرائحة الطيبة، لكنه يحمل أيضًا أمورًا أكثر<br />
ضررًا لصحة اإلنسان، من بينها مخاطر مؤكدة<br />
الحتمال اإلصابة بسرطان الرئة أكثر بمراحل من<br />
التدخين.<br />
جمع الباحث لين وفريقه عينات من الهواء من<br />
داخل وخارج معبد يحرق فيه البخور في مدينة<br />
تاينان، وقارنها بعينات الهواء عند التقاطعات<br />
المرورية الرئيسية التي تعج بالسيارات، فعثر<br />
على نسبة عالية من مادة كيميائية تسبب<br />
السرطان تنبعث عند حرق بعض المواد ومنها<br />
البخور. فاألدخنة الناتجة عن الحرق عبارة عن<br />
مواد صلبة متبخرة تمامًا كبخار الماء، فلو جمع<br />
بخار الماء على سطح أملس سيتكثف ويشكل<br />
قطرات، وأيضًا األبخرة والدخان لو سقطت على<br />
سطح أملس ستتجمع عليه في صورة رماد،<br />
وبإضافة قطرات قليلة من الماء إليها تتحول إلى<br />
ما يشبه العجينة، وبالتالي تثبت صحة نظرية أن<br />
األبخرة والدخان عبارة عن أجزاء صلبة متبخرة...<br />
ولنا أن نتخيل رماد دخان البخور المحترق يدخل<br />
إلى الرئتين ويتحول إلى كتلة صلبة، يمكن أن<br />
تؤدي إلى انسداد الشعب الهوائية الصغيرة وما<br />
يتبعها من أمراض مستعصية •