14.02.2018 Views

Those who have no fence around their land...

...have no enemies. Land has always been more than a matter of square meters for the Sudanese and South Sudanese. The multitude of local languages spoken in the two countries include a vast array of words for land. The precise meaning of the word varies from language to language – but the core remains the same: Land is a cherished asset. This has long been recognised by international investors who lease or buy land in South Sudan and Sudan. Meanwhile the two Sudans argue over minerals and borders. But is the answer fewer fences – as the East African idiom suggests? The Niles journalists, who hail from across both countries, have tackled this highly sensitive topic and have no easy answers. But they have at least sown the seeds of fresh ideas in the third edition of The Niles. Hopefully, they will land on fertile ground.

...have no enemies. Land has always been more than a matter of square meters for the Sudanese and South Sudanese. The multitude of local languages spoken in the two countries include a vast array of words for land. The precise meaning of the word varies from language to language – but the core remains the same: Land is a cherished asset. This has long been recognised by international investors who lease or buy land in South Sudan and Sudan. Meanwhile the two Sudans argue over minerals and borders. But is the answer fewer fences – as the East African idiom suggests? The Niles journalists, who hail from across both countries, have tackled this highly sensitive topic and have no easy answers. But they have at least sown the seeds of fresh ideas in the third edition of The Niles. Hopefully, they will land on fertile ground.

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

األرض تحت<br />

أقدامهم<br />

8 النيالن | بورتريه بورتريه | النيالن 9<br />

3<br />

تهاين محمد تبيع الشاي يف الخرطوم وتريد العودة إىل ديارها،‏ بينام يعمل أليكس رميو يف<br />

مجال البحث عن األلغام يف مدينة ياي ويرغب يف الدراسة.‏ مل يسبق أن التقيا من قبل<br />

ولكل منهام طريقه املختلف،‏ إال أن القواسم املشرتكة بينهام أكرث مام تبدو للوهلة األوىل.‏<br />

إنها حكاية غريبني يتطلعان إىل الحصول عىل بداية جديدة.‏<br />

ريم شوكت وأوشان هانينغتون<br />

ها<br />

هي تهاين محمد تبيع الشاي بنكهة القرفة والكركديه الساخن<br />

والقهوة لرجال األعامل الذين يقضون أيامهم تحت الشمس<br />

الحارقة يعملون يف تجارة السيارات يف العاصمة السودانية.‏<br />

✒<br />

يف السادسة صباحاً‏ يبدأ أليكس رميو عمله اليومي ليبحث عن األلغام األرضية املزروعة<br />

يف جنوب السودان.‏<br />

✦<br />

بيع الشاي هو أحد األعامل الجديدة لتهاين،‏ فهي أيضاً‏ مسؤولة عن حراسة أحد مواقع<br />

البناء لتأمني لقمة العيش ألطفالها الستة بعيداً‏ عن زوجها.‏ قبل عامني كانت تعيش حياة<br />

مختلفة،‏ حيث كانت تدير مطعامً‏ يف أحد األسواق املزدحمة يف جنوب كردفان،‏ ولكن<br />

عندما جاءت الطائرات لتلقي قنابلها عىل املناطق السكنية املجاورة فرّت مع أطفالها<br />

لتنضم إىل آالف النازحني الذين أضحوا يعيشون عىل الكفاف يف الخرطوم.‏<br />

✒<br />

يعمل أليكس ذو الثالثني ربيعاً‏ يف مجال إزالة األلغام،‏ وهو عمل ال يُحسد عليه.‏ يرتدي<br />

املالبس الواقية الثقيلة ويضع قناعاً‏ خاصاً‏ عىل رأسه وينطلق إىل عمله من الفجر حتى<br />

مغيب الشمس،‏ مستخدماً‏ يديه ومجرفة صغرية لتحديد مواقع األلغام األرضية وإزالة<br />

ذاك اإلرث الثقيل الذي خلفته بالده عىل مدى خمسة عقود من الحرب األهلية.‏<br />

تحت أشعة الشمس الحارقة أو األمطار الغزيرة يعمل أليكس مع ستة عرش من زمالئه يف<br />

كشف األلغام ضمن إطار مبادرة التنمية،‏ حيث تقوم هذه املنظمة التي متولها األمم<br />

املتحدة بإرسال فرق إىل جميع أنحاء البالد إلزالة املتفجرات الخفية التي تفتك بحياة<br />

املئات من البرش كل عام وتسبب اإلعاقة ألعداد كبرية من األبرياء.‏ إرث قاتل ال يزال<br />

معاشاً،‏ حيث يتعذر عىل السكان املحليني زراعة محاصيلهم،‏ ويقف حائالً‏ أمام ذهاب<br />

األطفال إىل مدارسهم،‏ ويحول دون بقاء السكان يف ديارهم.‏ ‏»طاملا بقيت املتفجرات<br />

مدفونة تحت األرض،‏ سيظل بلدنا غري آمن«،‏ حسب تعبري أليكس.‏<br />

✦<br />

مل تعد تهاين تخىش عىل حياتها،‏ لكنها أصبحت تعاين من مصاعب العيش اليومية،‏ وتقول:‏<br />

‏»لقد فقدت الكثري من وزين ومل أعد كام عهدت نفيس.«‏ وتتابع:‏ ‏»يطلب مني أطفايل<br />

دامئاً‏ أن أعود بهم إىل ديارنا فنحن ال نشعر بالراحة يف الخرطوم.«‏<br />

✒<br />

يقيض أليكس وزمالؤه فرتات متتد ألربعة أشهر يف مواقع غري آمنة يف أنحاء مختلفة من<br />

البالد،‏ حيث يستحيل عىل العربات السفر خوفاً‏ من االنفجارات.‏<br />

✦<br />

ما زالت نريان الحرب تحرق وطن تهاين وتزيد من نسبة النزوح،‏ إذ يفر حوايل مائتي<br />

شخص يومياً‏ من جنوب كردفان باتجاه مخيم الالجئني يف ييدا جنوب السودان.‏<br />

ظل زوجها يف مزرعته لحامية أرضه وماشيته،‏ فهي املرياث الوحيد الذي سيرتكه ألبنائه يف<br />

املستقبل.‏ إنها قصة مألوفة،‏ فزوجته واحدة من بني أكرث من مليوين ونصف نازح يف<br />

السودان.‏<br />

4<br />

7<br />

2<br />

1<br />

5<br />

6<br />

1 تهاين محمد،‏ تبيع الشاي يف الخرطوم،‏ بعيدا عن منزلها.‏<br />

2 أليكس رومو،‏ نازع األلغام،‏ مع طفلته.‏<br />

3 شاخصة تحذّر العائدين بأن املنطقة مزروعة باأللغام.‏<br />

4 معدات ثقيلة لنزع األلغام.‏<br />

5 فريق دمناريك يعرض ألغاماً‏ قام طالب بنزعها.‏<br />

6 فريق نزع األلغام يحرضّ‏ لجولة استكشاف جديدة.‏<br />

7 الفريق الدمناريك جاهز لنزع األلغام يف بانتيو<br />

8 يتحدث عن املنطقة بعد تطهريها،‏ مزوّدا بالعديد من الرباهني.‏<br />

أليكس ينقب عن األلغام والذخائر غري املنفجرة ومخابئ الذخائر املدفونة تحت الرتبة<br />

الطرية الخصبة والتضاريس الصخرية.‏ العمل يف مجال نزع األلغام مهم وحيوي،‏ إذ تقدر<br />

املجموعة االستشارية املعنية بإزالة األلغام والتي تتخذ من اململكة املتحدة مقراً‏ لها،‏ أن<br />

هناك 704 منطقة خطرة تنترش يف أنحاء مختلفة من البالد وأكرث من مثانني باملائة منها<br />

تقع يف والية االستوائية الكربى ووالية جونقيل.‏ ‏»أحياناً‏ ال ندرك مدى خطورة مكان ما إال<br />

بعد وقوع حادث«،‏ كام يقول أليكس.‏<br />

✦<br />

‏»الحياة يف الخرطوم صعبة،‏ إذ يرتتب عىل املرء أن يكد ويتعب،‏ ونحن بالكاد نحصل عىل<br />

لقمة عيشنا«،‏ تقول تهاين التي كانت حامالً‏ عندما انتقلت مع أوالدها الخمسة وكانت<br />

أعامرهم ترتاوح بني عامني وأحد عرش عاماً.‏<br />

✒<br />

يقول أليكس إن الرتكيز والقوة هي الصفات التي يتمتع بها الشباب العاملون يف مجال<br />

إزالة األلغام،‏ فهو عمل شاق،‏ إذ يتعني عليهم حمل متفجرات يصل وزنها إىل 20<br />

كيلوغراماً‏ عرب تضاريس غري مألوفة لساعات طويلة.‏ ‏»إن نقل حمل ثقيل من<br />

املتفجرات ملسافة طويلة أمر غري محمود،‏ فقد يتعرض األفراد للتعب أو التعرث،‏ وإذا<br />

وقعت أو ارتطمت حمولتك بجسم ما سوف ينفجر اللغم فتقتل«،‏ يقول أليكس الذي<br />

يزاول هذا العمل منذ ثالثة سنوات.‏ ويزور عائلته ملدة أسبوعني بعد كل مهمة متتد<br />

ألربعة أشهر.‏<br />

✦<br />

مل<br />

تغادر تهاين ديارها خالل عقود الحرب بني الشامل والجنوب،‏<br />

وتقول ‏»مل تتأثر منطقتنا وكنا ننعم بالسلم والهدوء.‏ وكنا<br />

نسمع قصصاً‏ عن الناس الذين كانوا يعانون من أعامل العنف<br />

يف جبال النوبة،‏ ولكن هذه املرة كان األمر مختلفاً‏ حيث<br />

اقرتبت الحرب إىل مكان سكننا.«‏<br />

أدى الرصاع بني الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودانية – الشامل يف أعقاب<br />

الجدل حول التالعب باالنتخابات إىل وضع تهاين يف قلب العاصفة،‏ إذ تدفق عرشات<br />

املواطنني الخائفني الذين أضحوا بال مأوى إىل مدينتها؛ وتقول:‏ ‏»جاءوا إلينا سرياً‏ عىل<br />

األقدام ومل يكن لديهم أي يشء،‏ فقمنا مبساعدتهم للبقاء عىل قيد الحياة.‏ وكانت<br />

املعاناة صعبة للغاية«.‏<br />

✒<br />

يقول الخرباء إن النازحني هم األكرث عرضة لخطر األلغام األرضية،‏ كام أنهم يفتقرون إىل<br />

املعرفة املحلية لتحديد مكامن الخطر.‏ وهذه مشكلة خطرية يف جنوب السودان،‏ فقد<br />

نزح حوايل 240 ألف شخص ممن هربوا من العنف يف واليات الحدود أو االشتباكات<br />

العرقية أو من العائدين إىل البالد بعد التصويت عىل االستقالل عام 2011.<br />

تكمن األلغام بالقرب من اآلبار واألرايض الزراعية والقرى،‏ كام تنترش املتفجرات عىل<br />

امتداد منافذ الطرق،‏ ما يعيق انتقال النازحني إىل املناطق اآلمنة.‏<br />

تهاين شعور بالحنني عندما تتذكر مسقط رأسها بالقرب من<br />

ينتاب<br />

الدلنج،‏ تلك املدينة املتنوعة التي تضم النوبيني،‏ أي الجامعة<br />

العرقية التي تنتمي إليها،‏ إضافة إىل قبائل مثل الحوازمة<br />

والفالتة.‏ وتطوف يف ذاكرتها أرتال الزبائن يف مطعمها ونفاد<br />

الطعام لديها وقت اإلفطار.‏<br />

‏»إنهابلدة جميلة وخرضاء،‏ وتتمتع بطقس جميل«،‏ تقول تهاين.‏<br />

ولكن عىل الرغم من الخطر فهي تخطط للعودة مع أفراد عائلتها إىل الديار ليك ترى<br />

زوجها الذي اقرتنت به وهي يف سن الثالثة عرش.‏ وتقول:‏ ‏»لقد اشتقت إليه حقاً‏ وحتى<br />

لو اضطررت إىل االنتظار عرش سنوات،‏ فرؤيته تستحق االنتظار.«‏<br />

✒<br />

وعىل الرغم من رغبة عائلته بأن يرتك عمله غري أن أليكس يقول إنه ال ميلك أية خيارات<br />

أخرى،‏ فتحصيله العلمي متواضع جداً‏ ونسبة البطالة بني الشباب تفوق السبعني يف<br />

املائة.‏ وأصبح عمل إزالة األلغام األرضية طريقة للعيش.‏ يقول أليكس:‏ ‏»إن عميل يعني<br />

يل الكثري،‏ مثله مثل أية وظيفة أخرى،‏ فهو مصدر الرزق الذي ميكنني من توفري العيش<br />

الكريم لعائلتي.«‏<br />

منذ أن أصبح جنوب السودان دولة مستقلة وأليكس يجوب األرايض بحثاً‏ عن األلغام<br />

األرضية،‏ مدركاً‏ أن أي مهمة يف هذا املجال قد تكون األخرية.‏<br />

✦<br />

كبقية السكان النازحني ظل مستقبل تهاين خارج إرادتها،‏ حيث تقول:‏ ‏»ال أريد الحرب وال<br />

أدرك سبب بقاء دولتنا يف حالة الحرب هذه ملدة طويلة.«‏<br />

✒<br />

يتوجه أليكس رميو إىل منزله بعد يوم عمل طويل،‏ وغداً‏ يف السادسة صباحاً‏ سيبارش<br />

التنقيب عن مزيد من األلغام األرضية ويحفر أراضٍ‏ جديدة يخىش اآلخرون السري عليها.‏<br />

✦<br />

✦<br />

✒<br />

8

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!