الأشواق إلى مصارع العشاق في فضائل الجهاد

١٧
الواحد عن جماعةِ‏ من الصحابة،‏ وذكر أبواب الأليق ا كتب الأحكام،‏ وأحادي ث ليس لطالب الآخرة ا كبير
اهتمام.‏
فنظرت بعين تحقيق الاعتبار أنه يرجع إلى نحو خمسه عند الاختصار،‏ مع أنه رحمه االله أهمل كثيرا ً مما في هذا
الكتاب،‏ ولم يبين صحيح أحاديثه من عليلها،‏ وهو لب الل ُّباب،‏ ولم يشرح ألفاظه الغريبة ليزول لارتياب،‏ ولم يزد
على الإسناد والمتن شيئا،‏ إلا نادرا َ في ضمن باب!‏
فاخترت منه ما
ولم آل
٢
١
لم أره في الكتب المذكورة مما ينبغي أن يختار،‏ وأضربت عما هو مذكور فيها إيثارا َ للاختصار.‏
جهدا ً في ذيب هذا الكتاب،‏ وتبويبه،‏ ونظم كل ّ حديثٍ‏ في سلك مماثله وقريبه،‏ وشرح ما في كل
حديث من مشكله وغريبه،‏ وتمييز صحيح الحديث غالبا ً من ضعيفه وغريبه،‏ وذكر حكمٍ‏ ، يجب على ا اهد أن
يفهمه ويعتني به،‏ واكتفيت بتعليق الأسانيد عن نقلها،‏ وربما اغتنيت بيسير طل ِّها
٣
مع أن ّ فهمي قاصر،‏ وباعي قصير،‏ وعزمي متقاصر وجنا حي كسير،‏ وهم ّي متكاثر
ظاهر،‏ ومالي ظهير
٥
.
عن غزير وبلها.‏
٤
، وشغلي كثير،‏ وعجزي
لكن الرب سبحانه عند القلوب المنكسرة،‏ وإذا رجاه المقصر ستر وصمه وجبره،‏ وهو حسبي وكفى.‏
وسميته:‏ ‏"مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق،‏ ومثير الغرام إلى دار السلام
ورتبته على ثلاثة وثلاثين بابا ً وخاتمة.‏
."
وإلى ذي الغنى المطلق أمد كفت الفقر المحق ّق،‏ أن يجعلني فيه من المخلصين،‏ وبأذيال كرمه العام،‏ أعل ّق يد الفاقة
والإعدام،‏ أن يجعله ذخيرة ً لي يوم الدين،‏ وبباب عفوه الغزير أقف وقفة المعترف بالعجز والتقصير،‏ سائلا ً ستر عيوبي
جمعا ً،‏ وإليه أضرع أن لا يجعلني من:‏
‏(الكهف
"
.(١٠٤ :
ومن فيضه الجم‏،‏ أسأله المعونة،‏ على حزن
حسبي ونعم الوكيل.‏
٦
ال َّذِين ضل َّ سعيهم فِي ال ْحياةِ‏ الدنيا وهم يحسبون َ أ َنهم يحسِنون َ صنعا ً "
الأمر وسهله،‏ وفيما خص وعم‏،‏ أتوكل عليه،‏ وأعتصم بحبله،‏ وهو
:
٢
٣
٤
٥
٦
١ أضربت عن الشيء:‏ أعرضت عنه.‏
لم آلُ‏ جھداَ:‏ لم أقصّر.‏
الطلّ:‏ الندى.‏ والوَبل:‏ المطر الغزير.‏
ھمّي متكاثر:‏ ھمّي متزايد.‏
مالي ظھیر مالي مُعین ولا مساعد.‏
الحزن:‏ الغلیظ الشديد الصعب.‏ والسھل:‏ الھیّن الیسیر.‏