25.12.2014 Views

الأشواق إلى مصارع العشاق في فضائل الجهاد

الأشواق إلى مصارع العشاق في فضائل الجهاد

الأشواق إلى مصارع العشاق في فضائل الجهاد

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

١<br />

تقديم<br />

إن الحمد الله ، نحمده ونستعينه،‏ ونتوب إليه ونستغفره،‏ ونعوذ باالله من شرور أنفسنا،‏ ومن سيئات أعمالنا،‏ من<br />

يهد االله فلا مضل له،‏ ومن يضلل فلا هادي له،‏ وأشهد أن لا إله إلا االله،‏ وحده لا شريك له،‏ وأشهد أن محمدا َ عبده<br />

ورسوله،‏ صلوات االله وسلامه عليه،‏ وعلى آله وصحبه أجمعين.‏<br />

أما بعد:‏<br />

فإن <strong>الجهاد</strong> أصيل مكين <strong>في</strong> هذا الدين،‏ وهو روح الإسلام وخلاصته،‏ وهو سر قوته،‏ وعنوان وجوده وحيويته،‏<br />

وهو السبيل المضمون المأمون الذي يسلكه المؤمنون الصادقون،‏ ويصلون به إلى جنات النعيم،‏ وينالون رضوان رب<br />

العالمين.‏<br />

وحديث القرآن عن <strong>الجهاد</strong> <strong>في</strong> سبيل االله عميق،‏ وبيان القرآن لميادين <strong>الجهاد</strong>.‏ وأساليبه،‏ وصوره ومجالاته بيان<br />

شاف.‏ وأحاديث رسول االله صلى االله عليه وسلم التي تقرر حقيقة <strong>الجهاد</strong> وتحث عليه وترغب <strong>في</strong>ه كثيرة منوعة.‏<br />

وسيرة رسول االله صلى االله عليه وسلم سيرة جهادية،‏ وأصدق عنوان لهذه السيرة هو:‏ إا سيرة نبي مجاهد.‏ حيث<br />

كانت حياته صلى االله عليه وسلم كلها جهادا ً <strong>في</strong> سبيل االله،‏ وقتالا َ لأعداء االله،‏ ونشرا ً لدعوة االله،‏ وتبليغا ً لدين االله.‏<br />

وقد ربى رسول االله صلى االله عليه وسلم أصحابه الكرام على <strong>الجهاد</strong>،‏ فتعمق خط <strong>الجهاد</strong> <strong>في</strong> حيام،‏ وتجذر <strong>في</strong><br />

شخصيام،‏ ولون حركتهم،‏ واستغرق أعمارهم،‏ وبذلك كانوا مجاهدين مقاتلين،‏ رهبانا ً بالليل،‏ فرسانا َ بالنهار،‏<br />

أشداء على الكفار،‏ رحماء بينهم.‏<br />

واستمر خط <strong>الجهاد</strong> عميقا َ قويا َ،‏ يميز المسلمين الصادقين ااهدين،‏ على مختل ف قرون التاريخ الإسلامي،‏ وواجه<br />

هؤلاء ااهدون أعداء الأمة،‏ وجاهدوهم جهادا َ كبيرا ً،‏ وصبروا وصابروا ورابطوا،‏ وصدقوا ما عاهدوا االله عليه.‏<br />

وب<strong>الجهاد</strong> الصادق المبرور حافظت الأمة المسلمة على وجودها ودينها،‏ وحفظت أوطاا وبلداا،‏ وتصدت<br />

لأعدائها الكافرين،‏ من الصليبيين المغول وغيرهم.‏ وتحطمت على صخرة <strong>الجهاد</strong> أسلحة الأعداء،‏ وأحبط ت<br />

مكائدهم،‏ وفشلوا <strong>في</strong> تحقيق أهد افهم ومآرم.‏<br />

وغشيت الأمة المسلمة <strong>في</strong> هذا العصر غاشية سوداء عامة طامة،‏ وأصيبت هذه الأمة بقاصمة شديدة،‏ حيث نجح<br />

الأعداء <strong>في</strong> القضاء على الخلافة الإسلامية،‏ التي كان ت مظلة الحماية والأمان للأمة المسلمة،‏ وتمكن الأعداء من إزالة<br />

النظام الإسلام ي من الوجود الفعلي الواقعي <strong>في</strong> أقطار المسلمين،‏ وغيبوا الإسلام الحي المؤثر عن حياة المسلمين<br />

الفردية والجماعية،‏ <strong>في</strong> مختلف جوانبها ومجالا ا:‏ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والأدبية والثقا<strong>في</strong>ة<br />

والفنية والفكرية..‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!