الأشواق إلى مصارع العشاق في فضائل الجهاد

ا"‏
٥٨
ويحتمل أن ّ النبي صلى االله عليه وسلم شبه الجهاد بذروة السنام،‏ لأن من وصل ذروة السنام فقد تمكن من جميع
أجزاء البعير،‏ وتحكم فيها.‏ وكذلك من رزقه االله الجهاد،‏ فقد أناله االله جميع ما في الإسلام من أجزاء الفضل.‏
إن للمجاهد أجرا ً في نومِه،‏ وأجرا ً في سفره،‏ وأجرا ً في نفقته،‏ وأجرا ً في نصبه،‏ وأجرا ً في تعبه،‏ وأجرا ً في عطشه
وجوعه،‏ وأجرا ً في كل حركاته.‏
فصل
في أن ااهد في ضمان االله وكفالته وعونه وهدايته
من حين خروجه حتى عودته أو استشهاده قال تعالى:‏ ‏"وال َّذِين جاهدوا فِينا ل َنهدِينهم سبل َنا وإِن َّ الل َّه ل َمع
" ال ْمحسِنِين
‏"العنكبوت:‏‎٦٩‎‏".‏
قال سفيان بن عيينة رضي االله عنه:‏ إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بااهدين وأهل الثغور،‏ فإن ّ االله يقول:"‏
ل َنهدِينهم سبل َنا".‏
٤٢- روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي االله عنه قال:‏ قال رسول االله صلى االله عليه وسلم:‏ تكفل االلهُ‏
لم َن جاهد في سبيله،‏ لا يخرجه من بيته إلآَ‏ الجهاد في سبيله،‏ وتصديق كلماته،‏ أن يدخل َه الجنة،‏ أو يرذ َه إلى مسكنه
بما نال َ من أجر أو غنيمة"‏‎١‎‏.‏
- ٤٣ وروى النسائي عن أبي هريرة رضي االله عنه قال : سمعت رسول االله صلى االله عليه وسلم يقول:‏
نتدب
االلهُ‏ لمن يخرج في سبيله،‏ لا يخرجه إلا الإيمان ُ بي،‏ والجهاد في سبيلي،‏ أنه عل َي ضامن حتى أ ُدخل َه الجنة،‏ بأ َيهما كان،‏
إِما بقتلِ‏ أو بوفاة،‏ أو أرده إلى مسكنه الذي خرج منه،‏ نال َ ما نال،‏ من أجرِ‏ أو غنيمة‎٢‎ قال الإمام النووي في شرح
الحديث:‏ معنى:‏ تكف َّل االله:‏ أوجب االله لهذا ااهد الجنة،‏ بفضله وكرمه‎٣‎‏.‏
١
أخرجه البخاري برقم:‏‎٣١٢٣‎ ومسلم برقم:‏
أخرجه النسائي:‏ والحديث صحیح
شرح النووي على صحیح مسلم:‏
.١٨٧٦
٢٠ /١٣
.١٦ /٦
٢
٣