الأشواق إلى مصارع العشاق في فضائل الجهاد
الأشواق إلى مصارع العشاق في فضائل الجهاد
الأشواق إلى مصارع العشاق في فضائل الجهاد
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
٢٨٦<br />
فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول االله صلى االله عليه وسلم يتخل َّلون الشجر. وكان أولهم الأخرم<br />
الأسدي، وعلى أثره أبو قتادة الأنصاري، وعلى أثره المقداد بن الأسود الكندي. وولوا مدبرين.<br />
فأخذت بعنان فرس الأخرم الأسدي، وقلت: يا أخرم احذرهم لا يقتطعوك، وانتظر حتى يلحق بك رسول االله<br />
صلى االله عليه وسلم وأصحابه.<br />
فقال لي: يا سلمة إن كنت تؤمن باالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق والنار حق، فلا تخل ّ بيني وبين الشهاد ة!!<br />
فتركته!<br />
فالتقى هو وعبد الرحمن الفزاري زعيم القوم، فعقر بعبد الرحمن فرسه، وطعنه عبد الرحمن فقتله، ولقي الأخرم<br />
وجه االله شهيدا ً. وأخذ الفزاري فرسه.<br />
ولحق أبو قتادة الأنصارفارس رسول االله صلى االله عليه وسلم بعبد الرحمن الفزاري، فطعنه وقتله! وهرب القوم ،<br />
وتبعتهم أعدو على رجلي، وابتعدنا عن رسول االله ، وما رأيت ورائي من أصحاب رسول االله صلى االله عليه وسلم<br />
ولا غبارهم شيئا ً! وقبيل غروب الشمس عدلوا إلى شعب، <strong>في</strong>ه ماء يقال له: ذو قرد. وأرادوا أن يشربوا<br />
منه وهم عطاش. ولكني لح ق ت م. فنظروا إلي َّ أعدو وراءهم، فخافوا وهربوا، وجليتهم عنه، وما ذاقوا من ه<br />
قطرة!!<br />
وخرجوا يشتدون ويركضون حتى دخلوا ثنية، وعدوت خلفهم، ولحقت رجلا ً منهم، وضربته بسهم فأصاب<br />
كتفه، وقلت: خذها وأنا ابن الاكوع، اليوم يوم الرضع!<br />
قال: واثكل أ ُمي. أكوع بكرة! الذي ما زال يلاحقنا منذ الصباح؟<br />
قلت نعم يا عدؤَنفسك أكوع بكرة!<br />
وخل َّفوا وراءهم فرسين، واستمروا هاربين.