الأشواق إلى مصارع العشاق في فضائل الجهاد

١٩٣
الباب السادس والعشرون
في بيان أن أجر الجهاد لا يحصل إلا بالنية الصالحة
قال االله تعالى:‏ ) أ َل َا لِل َّهِ‏ الدين ال ْخالِ‏ ص ( ]
الدين
الزمر:‏‎٣‎‏]‏ وقال االله تعالى:‏ ) وما أ ُمِروا إِل َّا لِيعبدوا الل َّه مخلِصِين ل َه
( ] البينة:‏ .[٥
يقول:‏ "
١٧٢- روى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي االله عنه قال:‏ سمعت رسول االله صلى االله عليه وسلم
إنما الأعمال ُ بالنيات،‏ وإنما لكل امرىء ما نوى،‏ فمن كانت هجرت ه إلى االله ورسوله،‏ فهجرته إلى االله
ورسوله،‏ ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها،‏ أو امرأةٍ‏ ينكحها،‏ فهجرته إلى ما هاجر إليه
١
.
"
"
١٧٣- وروى مسلم عن جابر بن عبد االله رضي االله عنهما:‏ كنا مع النبي صلى االله عليه وسلم في غزوة،‏ فقال:‏
إن بالمدينة لرجالا ً،‏ ما سرتم مسيرا ً،‏ ولا قطعتم واديا ً إلا كانوا معكم،‏ حبسهم المرض
٢
.
"
١٧٤- وروى البخاري عن أنسٍ‏ رضي االله عنه قال:‏ لما رجع رسول االله صلى االله عليه وسلم من غزوة تب و ك ،
ودنا من المدينة قال
" :
رسول االله؟ قال:‏ وهم بالمدينة،‏ حبسهم العذر"‏
٣
.
إن َّ بالمدينة أقواما ً ما سرتم مسيرا ً ولا قطعتم واديا ً إلا كانوا معكم!‏ قالوا:‏ وهم بالمدين ة ي ا
قال القرطبي:‏ يدل ُّ هذا الحديث على أن صاحب العذر يعطى أجر الغازي،‏ ويكون أجره مساويا ً لأجر الغازي ،
وفي فضل االله متسع،‏ وثوابه فض ل ٌ منه وليس استحقاقا ً،‏ ويثيب االله على النية مالا يثيب على الفعل.‏
-١٧٥
وروى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي االله عنه،‏ أن ّ أعرابيا ً أتى النبي صلى االله علي ه
وسلم،‏ فقال:‏ يا رسول االله:‏ الرجل يقاتل للمغنم،‏ والرجل يقاتل ليذكر،‏ والرجل يقاتل ليرى مكانه،‏ فمن في سبي ل
االله؟
١
أخرجه البخاري في بدء الوحي:‏
أخرجه مسلم في الإمارة:‏
أخرجه البخاري في المغازي
.٢ /١
.١٥١٨ /٣
.١٣٦ /٥ :
ومسلم في الإمارة:‏
.١٥١٥ /٣
٢
٣