26.07.2017 Views

Arabic + English

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مقاالت<br />

التخطيط االستراتيجي .. المفاهيم والغايات<br />

احمد السمان/االتصال المؤسسي<br />

تتفق أغلب تعريفات مفهوم التخطيط االستراتيجي على<br />

أنه خارطة طريق تعمل خاللها الشركة أو المنظمة من<br />

أجل الوصول إلى أفضل اإلنجازات المادية والبشرية في<br />

المستقبل مع األخذ في االعتبار بالتغيرات اآلنية ومعدالت<br />

المنافسة على المدى البعيد.‏ بينما يرى آخرون أن التخطيط<br />

االستراتيجي في مجمله هو عملية متكاملة يتم<br />

فيها تحديد األهداف المستقبلية بدقة متناهية و وضع<br />

التصورات العلمية الالزمة لتحقيق هذه األهداف وفق رؤية<br />

يراعى فيها اتخاذ القرارات المناسبة لكل مرحلة من مراحل<br />

تنفيذ الخطة االستراتيجية المحددة.‏<br />

يذهب البعض إلى أن التخطيط اإلستراتيجي مصطلح<br />

مستمد من العمليات العسكرية،‏ ومستمد من نظام<br />

تكوين التشكيالت الحربية لنجاح مهامها القتالية أو<br />

الخروج من مأزق ما أو من أجل تحسين المواقع على أرض<br />

الميدان،ويصور أصحاب هذا الرأي المنافسين بالعدو في<br />

مجال بيئة األعمال وهذا يعني ضرورة التحرك بأسلوب<br />

معين لمواجهة كل المتغيرات مع األخذ في الحسبان<br />

بنقاط الضعف والقوة داخل الشركة أو المنظمة.‏<br />

‏.يؤكد عدد كبير من الدارسين والمهتمين في هذا المجال أن<br />

أهمية التخطيط االستراتيجي في جميع مستوياته تكمن<br />

في أنه يوفر ضمانات مهمة الستمرار وجود الشركة أو<br />

المنظمة وتطورها وفق احداثيات ثابتة،‏ ومواقيت محددة،‏<br />

ورؤية شاملة تضع في االعتبار كيفية توفير المتطلبات<br />

لتحقيق الغايات البعيدة المدى مصحوبة بتصورات<br />

مرنة إلدارة األزمات وتخطي الصعوبات دون اإلخالل<br />

بالتسلسل بالموازنات المتوفرة وتحقيق روح المبادرة<br />

داخل المؤسسة أو المنظمة أو الشركة المعنية.‏ كما أن<br />

التخطيط اإلستراتيجي وسيلة لتشكيل األهداف طويلة<br />

األجل بوضوح،‏ وتحديد البرامج الالزمة لتحقيق هذه األهداف،‏<br />

إضافة إلى أنه وسيلة ناجعة للتعرف على المنافسين في<br />

المجال ذاته من أجل تحقيق الميزة التنافسية للمنظمة،‏<br />

ومراعاة المهددات في هذا الخصوص،‏ زيادة على ذلك<br />

فإن أهمية التخطيط االستراتيجي تتجاوز حدود االهتمام<br />

الشركة أو المنظمة والعاملين فيها والمساهمين بها<br />

إلى آفاق أوسع ويمتد إلى أطراف أخرى مثل الموردين،‏<br />

والعمالء،‏ المجتمع،‏ والدولة.‏<br />

هناك عدة مستويات من أنماط التخطيط االستراتيجي الناجح<br />

أولها يأتي على مستوى اإلدارة العليا حيث يجب العمل<br />

وفق منظومة متوازنة تضمن التنفيذ المثالي للخطة تحت<br />

كل الظروف واألحوال،‏ ومن ثم يأتي دور اإلدارة التنفيذية التي<br />

يقع عليها عب وضع التصورات الخاصة باألنشطة المختلفة<br />

وتخصيص الموارد البشرية والمالية الالزمة لنجاح الخطة<br />

وفق الجداول الزمنية المحددة لها وذلك بالتنسيق مع وحدة<br />

األنشطة والمشاريع من أجل وضع المعالجات الالزم لسد<br />

الفجوات التي تظهر على خارطة الخطة االستراتيجية خالل<br />

فترة التنفيذ .<br />

وفي الغالب تمر الخطة االستراتيجية بعدد من المراحل<br />

لضمان نجاحها من بينها تعيين فريق عمل في إدارة وتنفيذ<br />

التخطيط االستراتيجي وإن تطلب ذلك االستعانة بمستشارين<br />

من خارج المنظمة المعنية،‏ ويسبق ذلك الموافقة على<br />

برنامج الخطة من حيث المواعيد،‏ والمسؤوليات،‏ وتأمين<br />

اإلمكانات التي تتطلبها عملية للتنفيذ،‏ وتوفير المعلومات<br />

والبيانات الالزمة لنجاح هذا العمل وذلك من خالل تصميم<br />

خطة أولية قابلة للتعديل في أي مرحلة من المراحل.‏<br />

تعلموا فن القيادة من الصقور !!<br />

قاسم الدلكي<br />

حقاً‏ إن الصقور هي مثاالً‏ للجمال والشجاعة والفخر<br />

والعظمة والعزيمة ، وما يجعل هذه الطيور ذات رمزية<br />

خاصة لدى اإلنسان هي مميزاتها العجيبة والمختلفة<br />

فهي الوحيدة بين كل الحيوانات والطيور التي تمتلك<br />

مواصفات وصفات تؤهلها لدور القيادة والريادة في<br />

عالمها.‏<br />

نعم .. إذا نظرت إلى صقر يقف على حافة صخرة في أعلى<br />

جبل عليك مالحظة هذا الطائر الفريد وهو ينتصب مرفوع<br />

الرأس وجسمه يتأرجح من جهة إلى أخرى يراقب ما يجري<br />

أسفله وفوقه وما حوله،‏ حتى لو كان الصقر يحلق على<br />

أرتفاع منخفض فإنه يواصل مراقبة فريسته.‏ إن الصقور<br />

لديها نظرة حادة وعيونها مصممة للتركيز عبر المسافات<br />

البعيدة ويمكنها تحديد موقع صقر آخر على بعد 50<br />

ميل...‏ هل تدق هذه المعلومات ناقوساً‏ في عقلك.‏<br />

إذا ألقينا نظرة سريعة على القادة العظماء في هذا<br />

العالم نجد أن القاسم المشترك األكبر بينهم هو وضوح<br />

الرؤية،‏ الن الرؤية هي الميزة األساسية في القيادة.‏ مثالً‏<br />

الرئيس األمريكي السادس عشر ابراهام لنكولن قاد أمته<br />

عبر تجربة عصيبة في تاريخها وكان لديه رؤية ثاقبة إلنقاذ<br />

اإلتحاد االمريكي وتحرير العبيد لذا أعتبره كثير من المؤرخين<br />

أعظم رئيس في تاريخ الواليات المتحدة األمريكية،‏ ومن هنا<br />

تبدأ أهمية هذه الرؤية لديك حتى تستطيع توجيه وقيادة<br />

مجموعتك نحو األهداف االجتماعية وتحقيق األهداف<br />

الكبرى.‏<br />

ومن مميزات الصقور أيضاً‏ - انها ال تستسلم أبداً‏ مهما<br />

كان قوة وحجم الفريسة فهي تخوض معركتها لتكسبها<br />

أو تستعيد مناطقها،‏ لذلك ال يهمك حجم شخص ما أو<br />

األسلحة التي بحوزته عليك فقط مهاجمته دون إعتبار لما<br />

أنت عليه ألن هدفك يجب أن يكون حماية ما تحب وتعتز به<br />

و القادة الناجحون ال يخافون ويواجهون المصاعب برؤوس<br />

مرفوعة،‏ ولتعلم أن جميع الطيور تحاول أن تجد مكاناً‏<br />

تحتمي به إال الصقور فهي تبقي أجنحتها مفردة وتطير<br />

عالياً‏ لتعلمنا هذا الدرس البليغ في مواجهة التحديات<br />

وليس الهروب منها.‏<br />

ومن صفات الصقور الفريدة أنها تستطيع التحليق على<br />

إرتفاع 10 آالف قدم ثم الهبوط بسهولة إلى األرض ولن<br />

يستطيع طائر آخر أن يقوم بهذا العمل إال الصقر نفسه ،<br />

كما أنها عكس ماتفعل الحمائم وبقية الطيور األخرى<br />

التي تأكل مما في األرض نجد الصقور كما يقول دكتور<br />

ميلز مونرو تحلق في الفضاء وتنتظر فريستها أو تذهب<br />

مع العاصفة وال تأكل إال من لحم فريستها الطازجة وال<br />

تقترب من الجيف وهكذا يجب أن يكون القادة العظماء في<br />

مواجهتهم التحديات وترفعهم عن الصغائر.‏<br />

... نعم إن القادة الحقيقين يقضون أوقات كثيرة مع أشخاص<br />

يفكرون وقادرون على أتخاذ قرارات فعلية وهؤالء هم<br />

الناس الذين يحدثون التغير في مجتمعاتهم،‏ إنهم مترعون<br />

بالحياة والنشاط ، فإذهب وابحث عن أمثال هؤالء وكما<br />

يقول ( توني بوزان(‏ إن مثل هؤالء الناس هم المفكرون و<br />

صانعو التغيير.‏<br />

واألكثر غرابة أن الصقر رغم حيويته فإنه تعمل دائماً‏ على<br />

تجديد نشاطه وزيادة طاقته فهي حين يبلغ عمر الثالثين و<br />

تبدأ قواه الجسمانية في التراجع ال ييأس أبداً‏ من الحياة<br />

لذلك يعتلي قمة جبل لفترة خمسة أشهر ويدخل في<br />

عملية تحول متكاملة تبدأ بخلع منقاره عن طريق ضربه<br />

إلى الصخر ويتخلص من مخالبه وريشه وكل مرحلة في<br />

هذا التحول تعيد نمو األجزاء المخلوعة وهذا يمكن الصقر<br />

من العيش لمد 30 أو 40 سنة أخرى وهكذا يجب أن يكون<br />

القائد كلما مضى عليه الزمن عليه أن يعيد قراءة تجارب<br />

حياته ويجدد من تفكيره ليواكب المعرفة المتطورة.‏<br />

مرة أخرى صدق أو ال تصدق أن الصقور رغم قسوتها فإنها<br />

تراعي صغارها أكثر من أي طائر آخر،‏ والبحوث أثبتت أن الصقور<br />

أكثر الطيور رعاية لصغارها والشاهد على ذلك أن األم حين<br />

تحس باقتراب موعد طيران فرخها الصغير تقوم بحمله على<br />

ظهرها و تفرد جناحيها وتحلق به عالياً‏ وفجأة تنسحب من<br />

تحته فيبدأ في السقوط وفي هذه اللحظة يتعلم الغرض<br />

من األجنحة ومن ثم تبدأ األم في تلقيه بجناحيها مرة بعد<br />

أخرى حتى يتعلم الطيران وهي تحميه من خطر السقوط.‏<br />

وعطفاً‏ على ماسبق فإن القادة الحقيقيون عادة تتم<br />

مقارنتهم بالصقور ألنهم فوق الجماهير ويعرفون إلى أين<br />

يذهبون ولما يفعلون ذلك وال شيئ يقف حائالً‏ دون تحقيق<br />

أهدافهم لذلك كن كالصقر وحلق كالقائد.‏<br />

15

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!