12.07.2015 Views

اﳊﻖ ﻓﻲ اﳌﻴﺎه

اﳊﻖ ﻓﻲ اﳌﻴﺎه

اﳊﻖ ﻓﻲ اﳌﻴﺎه

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

من أجل نقطة ماءالمياه،‏ الدولة والقرى غير المعترف بها في النقبأيار 2006كتابة:‏تحقيق:‏صور:‏ترجمة:‏أورلي آلميأورلي آلميعومر نبوعلي أبو صبيح،‏ المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقبسعيد أبو سمور،‏ المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها فيالنقبطال أدلرنبيل أرمليالتصميم والانتاج:‏ غفروري دفدفت 03-5620470 dafdefet@bezeqint.netتم اصدار طبعة التقرير باللغة العربية بفضل صندوق هاينرخ بيل.‏يواصل مشروع القرى غير المعترف بها في النقب عمله بفضل الدعم المُقدم منالصناديق التالية:‏The Abraham Fund, EED, The European Commission, The Richard and Rhoda GoldmanFund, MAP-UK, OXFAM - GB.ويحصل على الدعم بشكل عام من قبل الصناديق التالية:‏Check Point Software Technologies, Christian Aid, The Naomi and Nehemiah CohenFoundation, The Ford Foundation, The Samuel Sebba Charritable Trust, and PrivateDonors.صدر هذا التقرير بمساعدة الاتحاد الأوروبي.‏ الآراء الواردة في التقرير هي لجمعية ‏"أطباء لحقوق الإنسان- إسرائيل"‏ فقط،‏ ولا يمكن رؤيتها على أنها تمثل الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي.‏


‏"ينبع الحق في المياه من الحق في الحياة،‏ ولا جدل قانونيًّ‏ ا حول هذا الحق...‏ضرورة إرساء الحق في المياه تؤكد أيضا على واجب الدولة في توفير المياهعندما يكون هناك شح فيها،‏ فالحقوق خلقت ليتم استغلالها عندالضائقة."‏‏(مشروع قانون مقدم من الوزير شالوم سمحون،‏ يعنى بحق الإنسان في المياه - تعديللقانون المياه (1959). قُ‏ دم بتاريخ 14.7.2003 في أعمال الكنيست ال‏ 16)نتقدم بالشكر لكل من:‏ علي أبو صبيح،‏ سعيد أبو سمور،‏ عطوة أبو فريح،‏حسين الرفايعة وفيصل صوالحة،‏ ‏"المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها فيالنقب"؛ سليمان القريناوي،‏ جمعية ‏"المرافعة الجماهيرية""؛ شمعون تسوك،‏ جمعية‏"إنسان،‏ طبيعة وقانون"؛ موطي فلدلايت؛ تامار كينان؛ جمعية ‏"أصدقاء الأرض"‏- الشرق الأوسط؛ د.‏ غيدي ساغي.‏أخذتالصورمنمعرض صورفوتوغرافيةأقامهُ‏ المصورالفوتوغرافيطال أدلر وكان بعنوان ‏"بدون اعتراف".‏ يمكن مشاهدة الصور في الانترنتعلى الرابط:‏http://www.itemz.org/unrecognized/index.htm


الفهرستتمهيد .......................................................... 7المقدمة........................................................‏ 9‏"الناس تمشي على القمر وأنا ما زلت أحلم بالماء"...................................‏ 10الحق في المياه ............................................... 13في المواثيق الدولية ........................................................................................ 13في إسرائيل ..................................................................................................... 15بنية منظومة المياه في إسرائيل..................................................................‏ 16العلاقة بين الماء والصحة .............................. 19الأمراض الناجمة عن النقص بالمياه.............................................................‏ 20الأمراض الناجمة عن تلوّ‏ ث المياه...................................................................‏ 22العلاقة بين المياه والفقر.................................................................................‏ 22العلاقة بين الوصيلية للمياه وبين وفيات الأطفال....................................‏ 24المياه في القرى غير المعترف بها في النقب ...... 25كميات المياه......................................................................................................‏ 25جودة المياه ......................................................................................................... 29تأثيرات على الصحة........................................................................................‏ 31المياه ووفيات الأطفال.......................................................................................‏ 34نضالات لممارسة الحق ................................... 35تقرير وزارة الزراعة بخصوص وصل القرى بالمياه ...................................... 35التماس إلى محكمة العدل العليا 3586/01 وعواقبه..........................‏ 36لجنة المياه:‏ حقيقة أسلوب عملها ............................................................... 37عودة إلى المحكمة ............................................................................................. 45خلاصة........................................................‏ 47ثمن الصمت ..................................................................................................... 47استنتاجات وتوصيات.......................................................................................‏ 48ردود ............................................................. 51بطاقة بريدية ............................................... 57


تعيش عائلة الزورغان في قرية المزرعة غير المعترف بها.‏ يقيم أفراد العائلة منذزمن بعيد في تلك المنطقة الجبلية،‏ الصخرية والجافة بين عاراد وديمونا.‏ من أجل شربرشفة ماء على العائلة الخروج برحلة طويلة تبدأ بوصل صهريج المياه الذي يعود للعائلةبالجرّار ‏(تراكتور).‏ معظم أبناء القرية لا يملكون جرّارا كهذا،‏ وصاحب الجرار يتقاضى 150شيقلاً‏ تقريبا مقابل رحلة المياه هذه.‏ يسير الجرار الهوينا عبر طريق الجبل ليصل بعدساعة من السفر إلى عرعرة النقب،‏ حيث يمكن هناك تعبئة المياه من ماسورة خاصةتعود لإحدى السكان.‏ الآن يجب الانتظار ساعة أخرى حتى يمتلئ الصهريج ‏(العتيقوالصدئ في الغالب)‏ بثلاثة كوب ماء (3000 ليتر).‏ أحيانا يجب الانتظار في الدورإلى أن يُنهي آخرون تعبئة صهاريجهم.‏ ساعة لكل صهريج وثلاثون شاقلا يتقاضاهاصاحب الماسورة عن كل تعبئة.‏ طريق العودة إلى القرية،‏ عبر طريق الجبل،‏ تستهلكساعة أخرى.‏ لا يُفصل الصهريج عن الجرّار إلاّ‏ عند وصول الجرار فتتوفر المياه.‏خليل الزورغان وأخوه يعبئان صهريجً‏ ا كهذا مرة كل يومين أو ثلاثة أيام.‏ إنهمايحتاجان المياه لبيتين يضمان 14 فردًا وما يقارب المئة رأس ماشية.‏ بدون الأخذبالحسبان ساعات العمل المطلوبة لتعبئة الصهريج ‏(ما بين ثلاث الى ست ساعات)،‏دون الأخذ بالحسبان تكاليف شراء الصهريج وصيانة الجرار،‏ دون الأخذ بالحسبان الأعطالوالمخالفات المحتملة فإن كوب المياه يكلفهما ما يزيد عن الخمسين شاقلا.‏ من يسكنفي قرية معترف بها يدفع أقل من أربعة شواقل للكوب.‏ تتكاثر داخل الصهاريجفي كثير من الأحيان طفيليات وجراثيم وأوبئة تؤدي إلى أمراض خطيرة في الجهازالهضمي،‏ وتشهد على ذلك المعطيات المتوفرة عن الأطفال البدو في قسم الأطفالفي مستشفى سوروكا.‏بعث خليل،‏ ممثل القرية،‏ رسائل وطلبات لا تُعد إلى الوزارات المختلفة والى شركةمكوروت.‏ في شهر أيار 2004 وصل مندوب عن شركة مكوروت لزيارة خيمة الضيافةعند خليل.‏ عبّر المندوب عن تضامنه مع معاناة أهل القرية ووعد بفحص الموضوع.‏بعد أسبوع اتصل المندوب بخليل وأبلغه بأن شركة مكوروت معنية وتقدر على فتحنقطة مياه في القرية.‏ بعد شهر وصل المندوب مرة أخرى إلى القرية وعلامات الخيبةتعلو وجهه وأخبر خليل أنه وبالرغم من المساعي الحثيثة التي بذلها لفتح نقطة مياهجديدة وبالرغم من رغبة مكوروت في بيع المياه لكل طالب،‏ إلا أن اعتراضات عديدةوصلت إلى مكتبه.‏ الجهات التي اعترضت على نقطة المياه شملت كلاًّ‏ من جهازالأمن العام ‏(الشاباك)،‏ الشرطة وسلطة تطوير البدو.‏ وقد أردف المندوب بأن الموضوعأُحيل الآن إلى وزارة الداخلية.‏7


كلام كثير قيل في هذا الشأن.‏ طٌ‏ حن الكلام كالماء وأضيف إلى بحر الرسائل،‏النصوص،‏ الأخبار والقصص التي تتحدث عن منع المياه عن القرى البدوية.‏ في المحصلةلا يزال هناك عطشى كثر يحلمون بماسورة معدنية في طرفها عداد ماء.‏ ‏(طال أدلر،‏من معرض ‏"بدون اعتراف")‏أطفال من عائلة الزورغان وصهريج ماء ‏(المزرعة).‏8


مقدمةبتاريخ 28.8.95، نشرت صحيفة هآرتس خبرا مفاده أنه قريبا سيتم وصل كل القرى1غير المعترف بها في النقب بشبكة المياه.‏اتخذ هذا القرار في أعقاب صدور توصيات لجنة مهنية عينها وزير الزراعة آنذاك،‏ يعكوفتسور،‏ والتي أوصت بوصل سكان القرى غير المعترف بها في النقب بشبكة المياه.‏ ضمتاللجنة أعضاء من وزارة الزراعة وشركة مكوروت بينهم موظف عربي - بدوي يشغلمنصب ‏"مُ‏ ركّ‏ ز البدو"‏ في لواء الجنوب في وزارة الزراعة.‏ الطريقة التي تم تبينها لوصلالقرى غير المعترف بها في النقب كانت من خلال إقامة ‏"جمعيات مياه مناطقية"‏ تشبهالجمعيات الفاعلة في مناطق أخرى في البلاد - في التجمعات السكانية الزراعية بالذات.‏تبنّى وزير الزراعة توصيات اللجنة بهدف تأمين وصول المياه بشكل منظم ومتواصل لكلسكان القرى.‏حتى يومنا هذا لم تٌنفذ تلك التوصيات.‏ حتى يومنا هذا لا يزال سكان القرى غير المعترفبها في النقب،‏ والذين يزيدون عن 80 ألف نسمة،‏ يعانون من مشاكل مختلفة تتعلق بالمياه– شح في الكميات،‏ جودة منخفضة،‏ مياه قائظة في الصيف وماء ثلج في الشتاء،‏ أسعارمرتفعة،‏ مضيعة وقت ثمين في الحصول على المياه وحتى خطر الغرق في الصهاريج.‏ تقعمسؤولية الحصول على الماء على كاهل السكان أنفسهم وذلك على النقيض المطلق لباقيسكان ومواطني الدولة الذين تصلهم المياه حتى حنفيات بيوتهم.‏يجري كل ذلك في دولة لطالما تباهت بمنظومة مياهها عالية الجودة والتي تكفل وصولالماء إلى السواد الأعظم من سكان دولة إسرائيل.‏ 2 يتضح من هنا أن التمييز اللاحق ب‏2% من سكان الدولة - 3 العرب - البدو المقيمين في القرى غير المعترف بها في النقبهو تمييز فاضح وحاد للغاية،‏ خصوصا والحديث هنا يدور عن حق أساسي كالحق في المياهالمرتبط بعلاقة متينة وغير قابلة للفصل بالحق في الحياة.‏1. كُ‏ تّاب هآرتس،‏ ‏"مكوروت"‏ ستزود المياه ل‏ 40،000 بدوي في القرى ‏"غير المعترف بها"‏ فيالنقب.‏ هآرتس 25.8.1994.2. Heinrich Boll Foundation & Friends of the Earth Middle East, Water Justice: Water as a HumanRight in Israel, Global Issue Papers, no. 15, March 2005.3. وفق ما جاء في التقرير المذكور في الحاشية 2 فإن النسبة هي %1. يعود سبب وجود فرق بين ما جاء فيالتقرير ومت ورد هنا إلى اعتماد معطيات التقرير على أرقام دائرة الإحصاء المركزية.‏ بما أننا نعتقد أن تلكالأرقام ناقصة فقد ارتأينا الاعتماد على مُ‏ عطيات المجلس الأقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب.‏9


مقتطفات من الصحافة من السنوات الأخيرة.‏4‏"الناس تمشي على القمر وأنا ما زلت أحلم بالماء"‏5سنة 1995 كان في النقب 142 نقطة مياه تخدم كل سكان القرى غير المعترف بها.‏حتى سنة 2004 وصل عدد تلك النقاط إلى 254 نقطة.‏ 6 نقطة المياه هي عبارة عن نقطةوصل،‏ عادة بقطر إينش واحد (2.54 سم)،‏ يٌسمح لعدد محدد من العائلات باستخدامها.‏على سكان القرى غير المعترف بها في النقب والمعنيون بالارتباط بشبكة المياه بنقطة7كهذه الحصول على تصريح للارتباط بشبكة المياه بشكل شخصي.‏الوضع كما هو عليه في يومنا هذا لا يسمح بإمداد المياه بكميات معقولة.‏ الشحالمزمن بالمياه يُجبر سكان القرى على الاقتصاد الشديد والمتواصل في استهلاك المياه.‏ إنهملا يعرفون متى ستنقطع المياه أو كم من الوقت سينتظرون عند نقطة التعبئة.‏ من هناموسى النباري،‏ من سكان قرية سووين،‏ ما ورد على لسانه في فيلم ‏"سووين"‏ الذي يطرح أزمة المياه في القرى.‏4. إخراج:‏ ياعيل كيبر-زرتسكي.‏ إسرائيل،‏ 2001.عميرام كوهين،‏ ربط أربع قرى بدوية ‏"غير قانونية"‏ بشبكة المياه هآرتس 25.8.1994.5. بريد الكتروني من حاييم غلينتة،‏ نائب مدير لواء الجنوب في شركة مكوروت لجمعية أطباء لحقوق الإنسان،‏6. .24.6.2004عن أساليب الحصول على هذه التصاريح راجع فصل لجنة المياه:‏ حقيقة أسلوب عملها.‏7. 10


يضطر العرب-البدو إلى التوفير في مياه الشرب،‏ غسيل الملابس،‏ النظافة الجسدية،‏ تنظيفالبيت،‏ الطبخ والاستحمام.‏ إنهم يعيشون جنبا إلى جنب مع الشعور بالحرمان وعدم اليقينبالنسبة لما هو مفهوم ضمنا لكل واحد منا.‏ إضافة لكل ذلك تُلقي الدولة بمهمة مدأنابيب المياه من النقطة إلى البيوت على عاتق السكان.‏ هكذا يضطر السكان إلى تحملنفقات مد المواسير التي قد تصل إلى طول بضعة كيلومترات في بعض الأحيان.‏إنها حالة غير معقولة،‏ فحتى وإن سُ‏ مح من الناحية النظرية بمد المياه لكل العائلاتالمشاركة بنقطة مياه واحدة،‏ فإن ما يحدث عمليا هو وصول المياه بشكل ضعيف وغير كافإلى البيوت.‏ تغلي المياه في الصيف وتتجمد في المواسير الممدودة على الأرض في الشتاءويحدث أن يؤدي الضغط الضعيف في شبكة المياه إلى عدم وصول المياه إطلاقا إلى بعضالبيوت.‏ لذلك تحتفظ العائلات بصهاريج لتخزين المياه وتستخدمها بين الحين والآخر.‏إن إلقاء كل المسؤولية على عاتق السكان من ناحية،‏ ومطالبتهم بتقديم طلبات فتحنقطة مياه بشرط أن يمُ‏ ثل الطلب ما يزيد عن عشر عائلات (80 شخص تقريبا)‏ من ناحيةأخرى،‏ يعني أن يصبح السكان البدو خبراء بكل ما يتعلق بمجال المياه.‏ إنهم مطالبونببناء بنية تحتية لشبكة مياه معقدة دون أن يكون لديهم أي خبرة أو تأهيل مهني فيهذا الخصوص.‏ من نافل القول بأنه لو كانت تلك القرى تجمعات سكانية مُ‏ عترف بهالقام المجلس المحلي في كل قرية،‏ بما يملكه من خبراء ومهنيين،‏ بمعالجة كل الجوانب المهنيةالخاصة بتخطيط وبناء بنية تحتية لشبكة المياه،‏ عندها كان سيكون بوسع السكان التفرغلاستخدام المياه كما يفعل باقي سكان الدولة.‏الوضع القائم حاليا،‏ حيث يوجد لبعض السكان وصلات مياه خاصة،‏ يخلق نوعا منعدم المساواة الحاد داخل المجتمع العربي - البدوي ويخلق صراعا مريرا على ثروة طبيعيةثمينة ويسمح بانتشار أعمال السمسرة غير المشروعة واستغلال السكان من قبل جيرانهم.‏أنها حالة لا تطاق إذ تضطر العائلات مرارا وتكررا إلى طلب ‏"معروفية"‏ من جيرانها الذين‏"حظوا"‏ بوصلة مياه خاصة بهم.‏أولئك الذين لم ‏"يحظوا"،‏ وبعد صراع مرير،‏ بوصلة مياه خاصة،‏ يواصلون تعبئةصهاريج المياه من نقاط الوصل الرئيسية ويواصلون الانتظار لساعات للحصول علىالسائل الثمين.‏إضافة إلى المصادقة على نقاط المياه العائلية،‏ وبعد مضي عقد من الزمان على قرارربط القرى غير المعترف بها في النقب بشبكة المياه،‏ أقيمت ست جمعيات مياه في القرى،‏في التجمعات السكانية التي أقرت الحكومة الاعتراف بها.‏في مكالمة هاتفية جرت بتاريخ 29.8.05 مع آفي مغمي من شركة مكوروت 8 قال الأخيربأنه يعتقد أن مشكلة المياه في القرى غير المعترف بها في النقب في طريقها إلى الحل8. كان آفي مغمي عضوا في لجنة عملت في منتصف التسعينات والتي أوصت بربط القرى غير المعترف بهابشبكة المياه من خلال جمعيات مياه.‏11


إذا يعمل في هذا الإطار في السنوات الأخيرة مشروع مشترك لشركة مكوروت،‏ سلطةالمياه ومديرية البدو.‏ 9 أقيمت في إطار المشروع جمعيات مياه في ست قرى وهناك خططلإقامة جمعيات في سبع قرى إضافية.‏ جمعيات المياه تضمن إمداد منتظم للمياه.‏ يعملالمشروع بالشكل التالي:‏ تعثر مديرية البدو على لجنة/منسق من داخل القرية،‏ ومن ثمتقوم شركة مكوروت بمد خط مياه رئيسي للمنطقة أو للقرية بكاملها.‏تحدد مديرية البدو بهذه الطريقة من هم ‏"الممثلين"‏ ومن هم غير ‏"الممثلين"‏ من بينسكان القرية.‏ إضافة إلى ذلك هناك العديد من الأسئلة الصعبة التي تستحق الإجابةبخصوص التسويات.‏ شركة مكوروت مسؤولة فقط عن توفير نقطة ربط مركزية كبيرة.‏تبقى مسؤولية مد خطوط المياه إلى البيوت على عاتق السكان إذا أنه وعلى عكس جمعياتالمياه في التعاونيات ‏(الموشافيم)،‏ على سبيل المثال،‏ ليس هناك سلطة محلية تُضخ إليهاالميزانيات من الدولة لكي تتم معالجة الوصلات الشخصية.‏ إضافة إلى ذلك،‏ وبشكل مشابهلسياسية الدولة تجاه العرب - البدو،‏ فإنها تترك المستضعفين في المجتمع لحل مشاكلهمداخليا بحجة ما يسمى ‏"النسبية الحضارية".‏ 10 بهذه الطريقة تبقى الصلاحيات والقراراتبشأن سعر المياه،‏ تخفيضات الأسعار للمحتاجين وما شابه ذلك بيد المنسق الذي عين منقبل مديرية البدو.‏ أما فيما يتعلق بموضوع الأراضي،‏ وهو موضوع يعني الدولة جدا ولهاصالح فيه،‏ فإنها تستعمل قبضة حديدية وتحدد أين يمكن للسكان العرب-البدو الإقامة،‏من دون الاستماع لموقفهم ودون منحهم أي صلاحية للتقرير بهذا الشأن.‏عمليا،‏ تشكل جمعيات المياه جزءا من عملية بطيئة لخصخصة قطاع المياه في إسرائيل.‏يُعرض على السكان البدو خياران لا ثالث لهما:‏ إما قبول الخصخصة وإما مواصلة التوسللرشفة الماء.‏ تمُ‏ ارس عمليات الخصخصة،‏ المعروفة بضررها الأكبر على الطبقات المستضعفةفي المجتمع،‏ في هذه الحالة على أضعف جمهور في إسرائيل بكل المقاييس وعلى الإطلاق11- الجمهور العربي - البدوي في النقب.‏9. مديرية البدو هي وحدة فرعية تتبع لمديرية أراضي إسرائيل.‏ أقيمت مديرية البدو في ثمانينات القرن الماضي وجاءتلتعالج شؤون التعويضات والتسويات المتعلقة بالأراضي.‏ مع مرور الزمن تحولت مديرية البدو إلى مركز قوةيتحكم عمليا بكل شؤون البدو ولا ينفذ شيء إلا بإمرته.‏ بالرغم من النقد الذي وجه لهذه المديرية فيتقارير مختلفة لمراقب الدولة إلا أن شيئا لم يتغير.‏ لمزيد من التفاصيل ولشرح أعمق حول المديرية راجعواتقرير ‏"المنطقة المباحة"،‏ أطباء لحقوق الإنسان،‏ تموز 2003 صفحة 17-12.10. مبدأ يدعو إلى احترام حضارة معينة كما هي وعدم الحكم عليها أخلاقيا أو قيميا بناءً‏ على مفاهيم غريبة عنهذه الثقافة ‏(ن.أ).‏11. راجعوا مثلا:‏ دائرة الإحصاء المركزية السلطات المحلية وفق وضعها الاقتصادي-‏ الاجتماعي 2003.كل مجالس البلدات التي أقيمت على يد الدولة موجودة أسفل القائمة ‏(أدنى مرتبات).‏ معطيات حول القرىغير المعترف بها لا تظهر في سجلات دائرة الإحصاء.‏12


الحق في المياهالحق في المياه في المواثيق الدوليةإن حق الإنسان في الماء يمنح كل فرد الحق في الحصول على كمية من الماء تكون كافيةومأمونة ومعقولة ويمكن الحصول عليها مادياً‏ تكون ميسورة التكلفة لاستخدامها في12الأغراض الشخصية والمنزلية."‏الحق في الماء هو حق إنساني أساسي تنبع منه حقوق كثيرة مثل الحق في الصحة.‏لقد تأصل الحق في المياه في مواثيق دولية عديدة وقعت عليها دولة إسرائيل وصادقتعليها لذلك عليها الالتزام بها.‏ فيما يلي بعض هذه المواثيق:‏£ ميثاق حقوق الطفل،‏ 1989. المادة 24 التي تبحث في حق الطفل بالصحة،‏ تُلزمالدول على مكافحة الأمراض وسؤ التغذية من خلال توفير مياه صالحة للشرب.‏£ ميثاق نبذ كل أشكال التمييز ضد النساء،‏ 1979. تقر المادة 14 بأن على الدول التأكدمن توفر ظروف حياتية مناسبة للنساء وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالمياه.‏£ الميثاق بشأن الحقوق الاقتصادية،‏ الاجتماعية والثقافية،‏ 1966. المادتان 11 12، تتعلقانبالحق في مستوى عيش كريم وبالحق في الصحة.‏ تم توسيع وتوضيح هاتان المادتانفي الملاحظة العامة 14 بشأن الحق في الصحة (2000) وفيها تتعهد الدول بتأمينالمياه الصالحة للشرب وفي الملاحظة العامة 15 بخصوص الحق في المياه (2002).معنى الحق في المياه وفق الملاحظة العامة 15بالرغم من أهمية الحق في المياه،‏ وحتى تاريخ كتابة الملاحظة العامة 15، لم يحظ هذاالحق باعتراف كامل في ميثاق الحقوق الاقتصادية،‏ الاجتماعية والثقافية.‏ كما شُ‏ رح سالفا،‏فإن التفسير بشأن الحق في المياه الوارد في الملاحظة العامة 15 هو التفسير المُلزم بما يتعلقبالمعنى الفعلي للحق في المياه لمواطني الدول الموقعة على الميثاق.‏ تلقي الملاحظة العامة15 على عاتق الدولة مسؤولية توفير مياه كافية،‏ بجودة عالية،‏ وسهلة المنال - اقتصادياوماديا وتوزيعها على أساس المساواة وعدم التمييز:‏الوفرة:‏ أن تكون كافية لأغراض الشرب،‏ النظافة الجسدية،‏ غسيل الملابس،‏ تحضيرالطعام وتنظيف البيت.‏ توصي منظمة الصحة العالمية ب‏ 100 لتر للشخص يوميا.‏بجودة حسنة:‏ تسبب المياه الملوثة أمراض عديدة مثل أمراض الأمعاء المُختلفة،‏ سَ‏ لَمُ‏ ونِي َّ ةالبطن،‏ الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي A. أظهر بحث درس معدل الاستشفاءات فيمستشفى سوروكا ما بين السنوات 1989-1991، بأن 80% من الأطفال الذين دخلوا إلى12. General comment 15, “On the Right to Water” CESCR 2002, Article 2.13


العديد منهم13المستشفى لتلقي العلاج في شهر آب كانوا من الأطفال العرب البدو،‏مُ‏ صاب بأمراض الأمعاء التي تأتي من الماء أو الغذاء.‏ أظهرت الدراسة أيضا أن احتمالدخول طفل بدوي للعلاج في المستشفى على أثر مرض في الأمعاء يصل إلى 3.7 مراتأكثر من الطفل اليهودي.‏الوصيلية الاقتصادية : 14 على المياه أن تكون بسعر مناسب للجميع.‏الوصيلية الجغرافية:‏ على المياه ومنشآت المياه أن تكون موجودة على بعد معقولمن كل السكان؛ على المياه أن تتوفر داخل البيت أو على مقربة شديدة منه.‏عدم التمييز:‏ على المياه أن توزع وفق مبدأ عدم التمييز.‏إضافة للاحتياجات المنزلية،‏ فإن المياه ضرورية أيضا لممارسة حقوق إنسانية مختلفة:‏لإنتاج الطعام،‏ للحفاظ على النظافة،‏ ممارسة حقوق دينية وما شابه.‏تذكر الملاحظة بالتفصيل المجموعات التي يجب الحرص على ممارسة الحق معها بشكلخاص،‏ مثل الأطفال،‏ النساء،‏ سكان المناطق الريفية،‏ السكان الأصلانيين والتجمعاتالسكانية غير الرسمية ‏(مادة 16). كما على الدولة أن تضمن مد المياه والمنشآت المناسبةلغير القادرين بهدف منع أي تمييز في توزيع المياه ‏(مادة 15). هناك أيضا أهمية خاصةللعلاقة بين المياه والعمل وخاصة فيما يتعلق بالحق في الحياة اعتمادا على الزراعة ‏(مادة7). كل هذه النقاط لها علاقة مباشرة بالجمهور العربي - البدوي المُقيم في القرى غيرالمعترف بها.‏ المادة 16 تتطرق بشكل خاص لحالة سكان القرى وظروفهم مع التأكيد علىعدم حرمانهم من حقهم في المياه:‏روان وخولة الرفايعة ‏(بير الحمام).‏13. Amalia Levy, Drora Fraser, Hillel Vardi, Ron Dagan, Hospitalization for Infectious Diseases inJewish and Bedouin Children in Southern Israel. European Journal of Epidemiology 14, 1998,pp. 179–186.14. أي سهولة وصول الأشخاص أو السلع للمواقع والأسواق،‏ ويتأثر ذلك بالبعد الطبيعي وفرص الاتصالالاجتماعي والاقتصادي والسياسي ‏(ن.أ).‏14


‏"يجب أن تتمتع المناطق الريفية والمناطق المدنية التي تعاني من الإجحاف بوصيليةمعقولة إلى المنشآت المائية المُصانة.‏ لا ُ يمٌ‏ نع وصول المياه إلى أي بيت بحجة وضعيةالمبنى أو الأرض."‏ ‏(تسميك الخط من الكاتبة).‏تقر الملاحظة 15 وبشكل لا يقبل التأويل بأن لا يصادر الحق في المياه بسبب وضعية المبنىأو الأرض.‏ من هنا فإن عدم اعتراف الدولة بالقرى لا يمكن أن يُشكل حجة لعدم ربطهمبشبكة المياه.‏ على النقيض من ذلك،‏ تقوم دولة إسرائيل وبشكل واعٍ‏ بمنع ربط سكانالقرى غير المعترف بها في النقب بشبكة المياه وتستخدم الحق في المياه كسلاح لممارسةسياسة تجميع العرب-البدو وكجزء من صراعها على الأرض.‏تُعر َّ ف في كل ميثاق دولي الالتزامات الأساسية للدولة.‏ هذه الالتزامات تُعرّف بدورهاالحد الأدنى الذي يتوجب على الدول أن تقوم به فوريا.‏ وردت في الملاحظة العامة 15 لميثاقالحقوق الاقتصادية،‏ الاجتماعية والثقافية الالتزامات الأساسية التي تقر بواجب الدولةعلى التأكد من أن الوصيلية للمياه تقوم على أساس غير تمييزي وبالذات بالنسبةللمجموعات الهامشية و/أو المجحف بحقها.‏ كما وعليها أن تتبنى وأن تُنفذخطة مياه وطنية تشمل التطرق لكل الفئات السكانية مع التركيز بشكل خاص علىالمجموعات الهامشية و/أو المُجحف بحقها ‏(مادة 37).يمكن القول بأن الحق في المياه غير مُ‏ طبق،‏ جزئيا أو كليا،‏ بالنسبة لسكان القرى غيرالمعترف بها في النقب.‏ سكان القرى لا يحظون بحصص مياه تعتمد على مبدأ عدمالتمييز في الثروة الأهم للحياة - الماء.‏ الدولة لا تفي بالالتزامات الأساسية تجاههم ولاتحرص بشكل خاص على حقهم كونهم مجموعة مٌ‏ ستضعفة كما هو مطلوب وقفالميثاق.‏ وفرة المياه ضعيفة والوصيلية الصعبة للمياه من الناحية الاقتصادية والمادية تجُ‏ برهمعلى مواجهة الصعاب مرارا وتكرارا من أجل البقاء على قيد الحياة.‏الحق في المياه في إسرائيلبمجرد توقيعها على المواثيق الدولية آنفة الذكر،‏ يقع على دولة إسرائيل واجب احترامالحق في المياه،‏ صونه وتطبيقه.‏ احترامه بمعنى عدم منع ممارسته،‏ صونه بمعنى حمايتهمن أي أذى قد يُلحقه به طرف ثالث وتطبيقه بمعنى قيام الدولة بالعمل الحقيقي لممارسةالحق في المياه.‏ يقر قانون المياه الصادر سنة 1959 بما يلي:‏"1) مصادر المياه وغاياتها.‏تكون مصادر المياه في الدولة ملكية عامة،‏ تخضع لسيطرة الدولة وتخصص لاحتياجاتالسكان وتطوير البلاد."‏أقرت المادة 3 في القانون حق الفرد في المياه،‏ وأقرت بحق كل إنسان في الحصول علىالمياه واستخدامها بما يتلاءم وتعليمات القانون.‏ يُعرّف القانون،‏ بما يتوافق مع روح حقوقالإنسان،‏ حق الإنسان في المياه – بغض النظر عن وضعيته القانونية كمواطن أو مُ‏ قيم.‏إضافة إلى ذلك فقد أُقّ‏ ر بان المياه هي مُ‏ لْك الشعب.‏ للدولة،‏ كهيئة تمُ‏ ثل الشعب والمواطنين15


المكونين لهذا الشعب،‏ حق السيطرة على هذه الثروة.‏ يعود ذلك لمنع أي طرف خاص منالسيطرة على ما هو ملكية عامة.‏لكن القانون من جهة أخرى لا يشرح بالتفصيل ما الذي يكفله الحق في المياه وكيفنضمن تحقيقه.‏ من أجل إرساء الحق في المياه وجعله حقا قانونيا في إسرائيل،‏ قدم سنة2003 عضو الكنيست ‏(حينها)‏ شالوم سمحون مشروع قانون لتعديل قانون المياه (1959)يعنى بحق الإنسان في المياه.‏ يطالب التعديل تبديل المادة الأولى في القانون لتصبح علىالنحو التالي:‏ ‏"لكل إنسان الحق في الحصول على الماء بسعر معقول وبالكمية والجودةاللازمة لسد حاجاتهم الأساسية ولتحقيق أي غاية لائقة؛ مصادر المياه في الدولة هي مُ‏ لكعام،‏ خاضعة لإدارة الدولة وغاياتها سد احتياجات كل إنسان يقيم داخل حدودها،‏للحفاظ على البيئة وتطوير البلاد"‏ 15 ‏(تسميك الخط من الكاتبة)‏صَ‏ و َّ ت إلى جانب القانون في القراءة الأولية 84 عضو كنيست ودون تسجيل أي اعتراض.‏في أعقاب قطع المياه عن بعض السلطات المحلية سنة 2003 بسبب عدم دفع المستحقاتلشركة مكوروت ‏(بالرغم من أن السكان الذين دفعوا ثمن قطع المياه دفعوا أيضا ثمن المياهضمن ضريبة الأرنونا)‏ طلب عضو الكنيست سمحون بأن تُضاف على اقتراح القانون مادةجديدة تُلزم السلطات المحلية بفتح حساب مصرفي خاص بموضوع المياه والمجاري لا يمكنللبنوك أن تحجز عليه.‏ في هذه اللحظة برز عدد من المعارضين،‏ بهيئة ممثلين عن البنوك،‏لمشروع تعديل القانون.‏ ادعى المعارضون بأن التعديل سيُ‏ ضر بحقهم في التَمَ‏ لُك.‏ 16 كانتالنتيجة النهائية دفن مشروع التعديل في غرف لجان الكنيست وبقاء بحق الإسرائيليينفي المياه دون اعتراف كامل في إطار القانون الإسرائيلي.‏بنية منظومة المياه في إسرائيل‎17‎المسؤولية الوزارية:‏ تَبِعت منظومة المياه في السابق لوزارة الزراعة،‏ ذلك لأن الزراعةكانت وما زالت المستهلك الرئيس للمياه في إسرائيل.‏ حاليا تقع مسؤولية المياه على كاهلوزارة البُ‏ نى التحتية الوطنية.‏ وزارة الصحة هي الجهة المسؤولة عن جودة المياه.‏المفوضون وفق قانون المياه:‏ أوكل قانون المياه الصادر 1959 الصلاحيات المتعلقةبمعظم الجوانب المرتبطة بمنظومة المياه إلى مفوضية المياه ومن يقف على رأسها– مفوض شؤون المياه.‏ المفوض،‏ وإلى جانبه مجلس شؤون المياه،‏ هو المسؤول عنإدارة شؤون المياه.‏ يتم تعيين المفوض من قبل الحكومة وهو يمُ‏ ثل الذراع التنفيذية للقوانين15. مشروع قانون 1153 ‏(تعديل لقانون المياه-‏ 1959) مقدم من عضو الكنيست شالوم سمحون،‏ قُ‏ دم للكنيستال‏ 16 بتاريخ 14.7.2003.16. شموئيل حين،‏ الحق في المياه Ynet أراء 1.8.04.http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L–2956270,00.html17. لقراءة إضافية:‏Heinrich Boll Foundation & Friends of the Earth Middle East, Water Justice: Water as a HumanRight in Israel Global Issue Papers, no. 15 March 2005, pp. 20–23.16


ذات العلاقة.‏مفوض شؤون المياه،‏ مفوضية المياه:‏ المفوضية هي المسؤولة عن تفعيل قانون المياه.‏تشمل صلاحيات مفوض شؤون المياه،‏ الذي يقف على رأس المفوضية،‏ ما يلي:‏ المحفاظة علىمصادر المياه،‏ مراقبة استخدام المياه،‏ منع تلويث المياه،‏ إقامة المنشآت المائية وتشغيلها،‏فرض العقوبات على من يخالف التعليمات القانونية وما شابه ذلك.‏ أي نشاط له علاقة18بالمياه يستوجب الحصول على ترخيص مُ‏ سبق من مفوض شؤون المياه.‏مجلس شؤون المياه:‏ أقيم إلى جانب مفوض شؤون المياه ووفق تعليمات قانون المياهما يسمى بمجلس شؤون المياه.‏ يضم المجلس ممثلون عن منتجي،‏ مزودي ومستهلكي المياهفي الدولة:‏ ممثلون عن القطاع الزراعي والصناعي وعن المستهلكين الأفراد.‏ يلزم القانون أيضاوجود ممثل عن الجمعيات والمؤسسات البيئية.‏ يعمل المجلس كهيئة استشارية للوزير ولمفوضشؤون المياه.‏ وفق موقع شركة مكوروت على شبكة الانترنت:‏ ‏"أي قرار مهم يتعلق بسياسةالمياه يتم طرحه للمناقشة الأولية في مجلس المياه،‏ التي تعمل كهيئة استشارية للوزيرالمسؤول ولمفوض المياه."‏‎19‎ لكن،‏ وبما أن مفوضية المياه لا تملك موقعا رسميا على شبكةالانترنت،‏ لا يمكن العثور على مُ‏ عطيات شفافة ومتوفرة للجميع،‏ وفق روح قانون شفافيةالمعلومات 1998، حول عمل المجلس.‏‎20‎ بالرغم من كون المجلس هيئة حكومية مؤتمنةعلى تنفيذ السياسات المتعلقة بأغلى ثروة عامة،‏ لا يملك الجمهور أي وسيلة للحصولعلى معلومات شفافة ومتوفرة بخصوص قبول مفوض شؤون المياه ووزير البنى التحتيةالوطنية لتوصيات هذا المجلس الذي يُشكل كما أسلفنا هيئة استشارية لكليهما.‏ هكذاتبقى منظومة المياه بعيدة عن أعين الجمهور الذي يجهل كيف تُتَخذ القرارات المصيريةالمتعلقة بمستقبل ثروة المياه - الثروة التي يمتلكها هو وفق القانون.‏المسؤولية القانونية:‏ على من يرغب بالاستئناف على قرارات مفوضية المياه التوجهلمحكمة شؤون المياه المتواجدة في حيفا.‏ كما سيرد لاحقا،‏ قام عدد من سكان ست قرىغير معترف بها في النقب بتقديم التماس لهذه المحكمة مُ‏ طالبين بوصلهم بالمياه.‏إنتاج المياه وتزويدها:‏ شركة مكوروت هي شركة بملكية حكومية تعمل على إنتاجالمياه وتزويدها.‏ تقوم شركة مكوروت بتزويد ما يزيد عن 60% من كمية المياه المستهلكةفي إسرائيل،‏ 21 وحوالي 90% من مياه الشرب.‏ كميات المياه المُستهلكة الباقية تزودهاجمعيات المياه،‏ التي تعمل عادة في المناطق الزراعية،‏ والسلطات المحلية التي تحصلمن الدولة على حقوق لإنتاج المياه.‏ السلطة المحلية هي المسؤولة عن تزويد السكان بالمياه.‏عادة تحصل السلطات على المياه من شركة مكوروت وتحولها للسكان عبر شبكات المياه18. موقع شركة مكوروت – مؤسسات منظومة المياهhttp://www.mekorot.co.il/Mekorot/About/WaterInst19. المصدر السابق.‏20. مثلا معلومات عن تشكيلة المجلس،‏ مداولاته،‏ أوقات انعقاده،‏ المواضيع المطروحة على بساط البحث وكيفيةاتخاذ القرارات.‏21. Heinrich Boll Foundation & Friends of the Earth Middle East, Water Justice: Water as a HumanRight in Israel Global Issue Papers, no. 15 March 2005, p. 22.17


22البلدية الواقعة تحت مسؤوليتها.‏ذكرنا في هذه العجالة الهيئات المركزية الفاعلة في منظومة المياه،‏ ولكن هناك أيضاهيئات أخرى إضافية مرتبطة بها مثل اللجان الإسرائيلية-الفلسطينية المشتركة،‏ جمعياتواتحادات مياه مختلفة وشركات خاصة للتخطيط.‏ كما ورد أعلاه - النظام الساري على كلسكان دولة إسرائيل لا يسري على سكان القرى غير المعترف بها في النقب المرتبطين،‏ كمافي كل جوانب حياتهم،‏ لا بسلطة القانون والمؤسسات الديموقراطية إنما بموظفي السلطةوعلى رأسهم مديرية البدو الذين يتصرفون وكأنهم حكام عسكريون بلباس مدني.‏سعيد النصاصرة على ماسورة ماء خارج القرية ‏(السرة).‏22. موقع شركة مكوروت – مؤسسات منظومة المياه.‏http://www.mekorot.co.il/Mekorot/About/WaterInst18


العلاقة بين الماء والصحةإن العلاقة بين الماء والصحة هي علاقة مفهومة ضمنا.‏ لا حياة من دون ماء.‏ عندماتكون جودة المياه منخفضة وكميتها شحيحة لا يمكن العيش بصورة صحية.‏ تتأثر الصحةبمقدرتنا على الحصول على المياه وهي تؤثر من جهة أخرى على مقدرتنا للحصول على المياهبكميات وجودة جيدة.‏ لا يمكن التقليل من أهمية المياه – وممارسة الحق في المياه - كشرطأساسي للحديث في موضوع الصحة والطب.‏بالرغم من ذلك فإن العلاقة متعددة الجوانب بين جودة وكمية المياه من جهة وبينالصحة من جهة أخرى تبقى في العادة خارج نطاق الجدل الطبي.‏ في المؤتمر العام لسنة2004 للاتحاد الطبي العالمي (WMA) الذي عُ‏ قد في طوكيو،‏ خرج المؤتمر،‏ ولأول مرة،‏ بإعلانيعنى بالعلاقة بين المياه والصحة.‏ ورد في مقدمة الإعلان أن وجود كمية كافية وجيدة منمياه الشرب هو أمر ضروري للإنسان ولصحة الجمهور.‏يعتمد أساس العلاقة بين المياه والصحة على الإدراك بأن:‏£ ‏"المياه هي الني تؤدي إلى وجود نسب مرتفعة من الأمراض والوفيات،‏ خاصة فيالدول النامية.‏£ تساهم البنى التحتية المستدامة لتزويد المياه الصالحة للشرب في تعزيز صحةالجمهور ورفاهيته العامة.‏ انخفاض عدد المرضى المصابين بالأمراض الوبائية المُعديةوالأمراض الأخرى التي تنجم عن شرب المياه الملوثة يخفف من تكاليف الخدمات23الطبية..."‏كما وأقر الاتحاد الطبي العالمي أنه في أوقات الحرب يتوجب على الأطباء ممارسةالضغوط على الحكومات والسلطات من أجل توفير الشروط الأولية للصحة،‏بما في ذلك المياه الصالحة للشرب،‏ الغذاء الملائم والمأوى.‏ 24 بهذه الخطوة أقر الاتحادالأعلى لأطباء العالم أن على أعضائه تقع مسؤولية واسعة فيما يخص الحق في الصحة– وبأن مسؤوليتهم لا تتلخص في منح العلاج أو التأكد من منح علاج مناسب.‏ يقععلى كاهل الطبيب التزام بشأن توفر المياه الصالحة والظروف الضرورية المختلفة اللازمةمن أجل العيش بصحة وعافية.‏ على الطبيب أن يعي أن التزامه المهني بالأخلاق الطبية23. The World Medical Association Statement on Water and Health, Tokyo 2004.http://www.wma.net/e/policy/w15.htm.24. The World Medical Association Regulations in Times of Armed Conflict, 9.10.2004.http://www.wma.net/e/policy/a20.htm.19


وبحقوق الإنسان يفرض عليه النظر بعيدا،‏ من منظور قيمه الطبية،‏ ومطالبة الدولبالعمل،‏ في زمن السلم كما في زمن الحرب،‏ بشكل يكفل ممارسة الحق في الصحة علىأوسع نطاق ممكن.‏بناءً‏ على هذا الالتزام فإننا نستغرب صمت نقابة الأطباء في إسرائيل إزاء ما يحدثمن خرق فاضح للحق في الصحة من خلال منع المياه عن سكان القرى غير المعترف بهافي النقب.‏25في القائمة أدناه تفصيل الأمراض المرتبطة بالمياه والظروف الصحية:‏من مجموعة أمراضأمراض تنتقل عبر الماءWater-borne diseases(diseases transmitted by water)أمراضالكوليرا،‏ سَ‏ لَمُ‏ ونِي َّ ة البطن،‏ اليرقانالفيروسي،‏ عَ‏ دْوَى الجيارديا،‏ ديزنطيرياجرثومية ‏(زُحار جرثومي)‏جَ‏ رَب،‏ تقيحات جلدية والتهابات حادة،‏الجُذام،زُحار،‏ قمل،‏ رمد،‏ الصفرا،‏ حُ‏ مىالتيفوئيد،‏ الفِ‏ رْصادِي َّةالبِلْهارِسْ‏ يا،‏ الفيلاريا،‏ الش َّ رْجِ‏ ي َّ ةُ‏ الد ُّ ودِي َّةُ‏(Dracunuliasis)الحُم َّ ى الص َّ فْ‏ راءُ‏ ، الحمى الد ُّ نجْ‏ ‏ِي َّ ة،‏ الملارياداءُ‏ الفيلاريا،‏ أنكوسركي َّ ةأمراض تنجم عن نقص في المياه ‏(لهاعلاقة بالنظافة)‏Water-washed diseases(caused by lack of water)أمراض موجودة في المياهWater based diseasesأمراض تنتقل عبر حشرات مرتبطةبالماءWater-related insect vectordiseasesالأمراض الناجمة عن النقص في المياه‏"وجود كمية كافية من المياه النظيفة هو أمر ضروري لتفادي الموت من الجفاف،‏ لخفضمخاطر الإصابة بالأمراض ذات العلاقة بالماء وللاستهلاك،‏ الطبخ والنظافة الشخصية26والمنزلية."‏25. WHO, Water and Public Health. WHO Seminar Pack for Drinking–Water Quality, undated.http://www.who.int/water_sanitation_health/dwq/S01. p df.26. الملاحظة العامة 15 بشأن الحق في المياه،‏ 2002، المادة 2.20


بالرغم من إدراك أهمية الحق في المياه لممارسة الحقوق الأساسية الأخرى،‏ هنالك 1.1مليار إنسان حول العالم لا يحصلون على المياه بشكل منتظم.‏ 27 السواد الأعظم منهميعيشون في دول غير غربية،‏ في أسيا،‏ أفريقيا وأمريكا اللاتينية.‏ بطبيعة الحال تصبمعظم المساعدات والخبرات في هذه المناطق.‏بين المشاكل الأساسية التي تنجم عن النقص في المياه نذكر ما يلي:‏الجفاف:‏ يفقد الإنسان وهو في حالة استرخاء ما يزيد عن لتران من السوائل يوميا.‏معظم بني البشر لا يعيشون في حالة استرخاء لذا فإنهم يفقدون كمية سوائل أكبربكثير.‏ الأمر صحيح خصوصا عند من يعمل جسديا طوال اليوم.‏الأمراض الجلدية:‏ الجَرَب (Scabies) – مرض مُ‏ عدِ‏ تسببه حشرة صغيرة تسمىالحمكة .(Mite) عوارض المرض الشائعة هي الحكة الشديدة ‏(في الليل خصوصا)،‏ هرشأحمر وأحيانا تلوث ثانوي.‏ ينتقل المرض عن طريق اللمس،‏ لذا يجب معالجة كل من يلامسالمريض.‏ الجذام (Leprosy) - مرض تسببه جرثومة تدخل إلى الجلد وتتمركز عند أطرافالأعصاب.‏ فترة الحضانة طويلة ‏(بين سنتين وأربعين سنة)‏ يظهر المرض بعدها إما بسيطاعلى شكل طفح جلدي بلون يميل إلى الاحمرار أو طفح جلدي ينتشر على رقع واسعةمن الجلد أو خطيرا فينتفخ الجلد ويصبح دهنيا ويتأثر الحس أو يُنعدم تماما ويضر بالجهازالعصبي.‏الأمراض الوبائية:‏ الرمد الحُبيبي (Trachoma) - مرض مزمن مُ‏ عدِ‏ يصيب العيوننتيجة تعرضها لجرثومة.‏ بعد الإصابة بالمرض يجب الحصول على علاج بمضادات حيوية.‏في حالة عدم تقديم العلاج المناسب يتقرح بياض العين وينقبض حتى العمى.‏ الأَسْ‏ كارْيَة(Ascariasis) - مرض ينشأ عن وجود ديدان الاسكارس في الأمعاء وغيرها.‏ تنمو تلكالديدان في المناطق الاستوائية وفي المناطق التي تعاني من مستوى نظافة صحية متدني.‏يصيب هذا المرض الأطفال على وجه الخصوص ويعرض حياتهم للخطر،‏ في بعض الأحيان28يسبب هذا المرض التهابا في الزائدة والرئتان.‏لا ترتبط العلاقة بين المياه والصحة بمسألة وجود مياه صالحة للشرب بالقرب منمسكن الإنسان فحسب،‏ إنما أيضا بالجانب المؤسساتي لصحة الجمهور ووجود مؤسساتطبية مناسبة.‏ مع شح المياه الجيدة وبالكمية المناسبة لا يمكن ضمان شروط النظافةالجسدية والبيئية الأساسية الضرورية لضمان محيط صحي وسليم.‏27. The UN World Water Development Report, Meeting Basic Needs. World Water AssessmentProgramme, 2003.http://www.unesco.org/water/wwap/facts_figures/basic_needs.shtml28. The Center for Economic and Social Rights, Right to Water Fact Sheet #1: Global Statistics, 2003.المعلومات حول الأمراض أخذت من معجم :infomedhttp://health.ynet.co.il/glosMarkers/glosLetterE12.asp21


الأمراض الناجمة عن تلوث المياه‎29‎تعتبر المياه المُلوثة وغياب النظافة العامة والشخصية السبب العاشر للموت حولالعالم.‏ 30 في الدول غير الغربية يعود سبب 80% من حالات الوفاة إلى أمراض لها علاقةبالمياه.‏ 31 المشكلة الأساسية هي التهاب الأمعاء،‏ الذي قد يبدأ بإسهال ودودة أمعاء وينتهيبالكوليرا وتفوئيد البطن:‏ ‏"قد تكون تلك الأمراض طفيفة،‏ لكنها قابلة للتفاقم وتعريضحياة المريض لخطر الموت.‏ يدور الحديث هنا عن طفيليات مثل الإيمبة وجراثيم مثل السلمونيلاوالش ِّ يْغل َّة وفيروسات مثل فيروس الروطا التي قد تلوث مياه الشرب.‏ " 32 يعود سبب موت4 ملايين إنسان سنويا حول العالم إلى تلوثات الأمعاء المُختلفة.‏ 33 مُ‏ عظم أولئك الذين لايتمكنون من التغلب على المرض فيموتون هم من الأطفال تحت سن الخامسة.‏ 34 مصادرالمياه الملوثة التي تبقى قيد الاستعمال لمدة طويلة تضر أساسا بالمستضعفين - الأطفال،‏كبار السن،‏ المرضى المزمنين وأصحاب المناعة الجسدية المُنخفضة.‏ 35 مقابل هذه الأرقامالصعبة نجد اليوم أدبيات علمية كثيرة تُثبت أنه عندما يتم تحسين تزويد المياه وشروطالنظافة العامة،‏ يطرأ انخفاض ملحوظ على معدلات الإصابة بالأمراض ذات العلاقة بالمياه.‏تنخفض مثل معدلات الإصابة بأمراض تيفوئيد البطن والكوليرا بما نسبته 80% حتى36100% وأمراض الإسهال بما نسبته 50% مع تحسين تزويد المياه.‏انه هذا لدليل على وجود أهمية قصوى لنية الدولة للعمل من أجل تطوير وتحسينتزويد المياه الصالحة للشرب كجزء من التزامها بصحة سكانها.‏العلاقة بين المياه والفقرلن نأتي بجديد إذا قُ‏ لنا بأن النقص في المياه الصالحة للشرب يضر بشكل مباشربأشد طبقات المجتمع فقراً،‏ فتلك حقيقة معروفة عالميا.‏ حددت منظمة الصحة العالمية‏(ال‏ (WHO أن 80% من المحرومين من الوصول إلى مصادر المياه هم من الفقراء القاطنين29. لمزيد من التفاصيل راجعوا تقرير ‏"المنطقة المباحة"،‏ أطباء لحقوق الإنسان،‏ تموز 2003 صفحة.24-2330. دانيت نيتسان،‏ عولمة الموت،‏ مُ‏ لحق صحيفة هآرتس 24.2.2003.31. The Center for Economic and Social Rights, Right to Water Fact Sheet #1: Global Statistics,2003. Based on: WHO, World Health Report.32. اقتباس من تقرير خبير قُ‏ دم لمحكمة العدل العليا 01/3586 بشأن صحة الجمهور،‏ تزويد المياه للقرى غيرالمعترف بها في النقب.‏ بروفسور م.‏ الكان،‏ مدير معهد الأمراض الوبائية،‏ المركز الطبي سوروكا وجامعةبن غوريون في النقب،‏ 2001.33. The Center for Economic and Social Rights, Right to Water Fact Sheet #1: Global Statistics,2003.34. The UN World Water Development Report, Meeting Basic Needs. World Water AssessmentProgramme, 2003.http://www.unesco.org/water/wwap/facts_figures/basic_needs.shtml35. WHO, Water and Public Health. WHO Seminar Pack for Drinking-Water Quality, undated.http://www.who.int/water_sanitation_health/dwq/S01.pdf.36. Ibid.22


في المناطق الريفية – ويندرج العرب البدو في القرى غير المعترف بها في النقب تحتهذا التصنيف.‏ لا تُعاني الطبقة الفقيرة من صعوبة الوصيلِي َّ ةُ‏ للمياه الصالحة للشربفحسب بل وتفتقر إلى المصادر الاقتصادية والبشرية التي تمُ‏ كن من الحصول على الماءبطرق مختلفة أيضا.‏ إنها لا تملك القوة الكافية للدفاع عن نفسها في الدوائر الحكوميةالمختلفة وتفتقر إلى المقدرة السياسية لتُ‏ حدث تغيرا في السياسات الرسمية.‏ يؤدي هذاالافتقار إلى تضييع ساعات طويلة كل يوم من أجل الحصول على المياه - ساعات كانيمكن استثمارها في نشاطات إنتاجية،‏ في العمل وتربية الأولاد.‏ 37 دائرة الفقر هي نفسهادائرة المرض - هذا ما تظهره ورقة موقف أعدتها منظمة الصحة العالمية بما يخص حقالإنسان في المياه:‏ ‏"غالبا ما تكتشف العائلات الفقيرة التي تعاني من نقص في المياهالصالحة للشرب أنها أصبحت أكثر فقرا نتيجة المشاكل الصحية التي تصيبها بسبب38نقص المياه الصالحة للشرب."‏سنة 2003 قامت منظمة الصحة العالمية بإجراء بحث شامل حول العلاقة بين جودةوكمية المياه وبين الصحة . 39 أقر البحث،‏ الذي شمل جمع معلومات من مشاريع تُشغلهاالمنظمة ومن مسح واسع لأدبيات الأبحاث التي أعدتها منظمات أخرى ومؤسسات بحثيةدرست هذا العلاقة،‏ بأن ما هو مهم هو ليس تعريف حد أدنى لكمية المياه ومستوىجودتها إنما تحسين وتعزيز الوصيلية إلى هذه المياه.‏ أظهر البحث وجود علاقة مباشرة بينالوصيلية للماء وبين الصحة من جهة وبين الاثنين وبين الفقر من جهة ثانية.‏ وقد شملتتوصيات البحث ما يلي:‏خليل القرعان في دكانه ‏(الحمرة).‏37. WHO, The Right To Water. Health and human rights publication series no. 3, 2003, p. 22.38. Ibid, p.24.39. WHO, Domestic Water Quantity; Service, Level and Health. WHO/SDE/WSH/03.02. 2003.http://www.who.int/water_sanitation_health/diseases/WSH03.02.pdf23


‏"مياه الاستهلاك المنزلي التي تٌستخدم من اجل العيش والبقاء تعتبر بالنسبة للفقراءجزءا لا يتجزأ من وسائل بقائهم...‏ لذلك فأن الوصيلية للمياه الصالحة وبكميات كافيةلضمان العمل الإنتاجي صغير الحجم،‏ تٌشكل مركبا مهما في عملية مكافحة الفقر وفي40المقدرة على إنتاج أرباح غير مباشرة مهمة لصحة السكان."‏العلاقة بين الوصيلية للماء وبين وفيات الأطفالتُظهر المعطيات الدولية المُقارنة علاقة وثيقة بين الوصيلية للمياه وبين مُ‏ عطيات وفياتالأطفال في دول العالم المختلفة.‏ القاعدة هي كالتالي:‏ كلما زادت الوصيلية للمياه الجاريةكلما انخفض معدل وفيات الأطفال.‏ يُظهر الجدول أدناه معدلات وفيات الأطفال حتى جيل 5سنوات ‏(جهة اليمين)‏ مقابل نسب السكان ذات الوصيلية للمياه الصالحة للشرب ‏(جهة41اليسار)،‏ في دول مُ‏ ختارة:‏يبدو أنه لا يمكن التقليل من أهمية تعزيز الوصيلية للمياه كوسيلة لرفع مستوىالصحة بشكل عام ومستوى الصحة المنخفض لسكان القرى غير المعترف بها في النقببشكل خاص.‏40. Ibid.41. Population Action International, Sustaining Water: Population and the Future of RenewableWater Supplies, 1993. The table was taken from: United Nations Children’s Fund, The State of theWorld’s Children 1993; Worldwatch Institute, Worldwatch Paper 64: Investing in Children, June 1985.http://www.cnie.org/pop/pai/image6.html.24


المياه في القرى غير المعترف بها فيالنقب‎42‎كمية المياهيحتاج الإنسان إلى 5-2 لترات من المياه للبقاء على قيد الحياة.‏ لكنه يحتاج 50 لتراعلى الأقل في اليوم من أجل العيش – للغسل،‏ للتنظيف،‏ للطبخ وتدبير شؤون المنزل.‏إذا أخذنا بالحسبان أيضا تنظيف كل البيت والاستهلاك العام/المشترك،‏ يصل الحد الأدنى43الضروري للحياة،‏ وفق توصيات منظمة الصحة العالمية،‏ إلى 100 لتر في اليوم للفرد.‏كيف نستهلك المياه؟يستهلك الإسرائيلي يوميا ما معدله 135 لترا من الماء : 44 يُنفَ‏ ق من هذه الكمية 38لترا على مياه المراحيض،‏ 36 لترا على الاستحمام،‏ 30 في المطبخ وتقريبا 10 لترات في45حنفية الحمام عند فرك الأسنان،‏ الحلاقة،‏ غسل الوجه واليدين وما شابه ذلك.‏حتى سنة 2003 تجنبت منظمة الصحة العالمية تحديد حد أدنى لاستهلاك المياه.‏ فيتلك السنة جرى بحث شامل غايته التوصية بكمية دنيا من المياه.‏ 46 أقر هذا البحث وجودعلاقة مباشرة بين كمية المياه المُستهلكة وبين الوصيلية للماء،‏ أي للبعد عن مصدر المياهومدة نقلها إلى البيت،‏ وعلاقة مباشرة أخرى بين جودة مصدر المياه وتكلفة استخراج المياهمنه.‏ من هنا جزم البحث أنه يجب التعامل أولا وقبل كل شيء مع قضية الوصيلية.‏مصدر المياه الذي يبتعد أكثر من 1000 متر عن البيت أو الذي يحتاج زمن الوصول إليهمدة تزيد عن 30 دقيقة يعتبر مصدر مياه غير وَصِ‏ يليّ‏ أي صعب المنال.‏ في هذه الحالة لايمكن ضمان الاستهلاك الأساسي الضروري للبقاء ولا يمكن المحافظة على مستوى مقبولمن النظافة الشخصية والمنزلية.‏ في هذه الظروف،‏ المُعاشة بالنسبة لبعض سكان القرىغير المعترف بها في النقب،‏ يُعرّف مستوى الخطر الصحي على أنه خطر مرتفع جدا.‏42. لمزيد من التفاصيل راجعوا تقرير ‏"المنطقة المباحة"،‏ أطباء لحقوق الإنسان،‏ تموز 2003 صفحة.22-1943. بيتسلم،‏ عطشى للحل،‏ أزمة المياه في المناطق ‏(المحتلة)‏ وحلها في إطار الحل النهائي،‏ ورقةموقف حزيران 2000.44. تظهر هذه الفرضية في موقع:‏ http://www.tipa.gov.il/consume.htm45. نفس المصدر.‏46. WHO. Domestic Water Quantity; Service, Level and Health. WHO/SDE/WSH/03.02. 2003.http://www.who.int/water_sanitation_health/diseases/WSH03.02.pdf.25


فيما يلي معلومات عن الاستهلاك في القرى غير المعترف بها ‏(مُ‏ حددة48ب×)‏ 47 وفي بعض مستوطنات المنطقة:‏اسم التجمعالسكانيالاستهلاكالمنزلي اليوميللمياه للفردباللترات.‏الاستهلاكالمنزليالسنويللمياه للفردبالكوب.‏الاستهلاكالبلديالإجماليالسنوي للفرد،‏بالكوب.‏346 لتر 126.3 كوب 186 كوبعومرلهافيم 295 لتر 107.8 كوب 133 كوب283 لتر 103.3 كوب 124 كوبميتار173 لتر 63.2 كوب 87.7 كوبعارادبئر السبع 171 لتر 62.7 كوب 93.3 كوباللقية 167 لتر 61.1 كوب 65.1 كوب113 لتر 41.3 كوب 61.7 كوبحورا49أم رتام×‏107 لتر 39.3 كوب لا توجد مُ‏ عطيات50أبو تلول×‏93 لتر 34 كوب لا توجد مُ‏ عطياتعتير/أم51الحرين×‏92 لتر 33.6 كوب لا توجد مُ‏ عطيات47. ظهرت هذه المعلومات من معالجة فواتير الدفع على السكان والتي جمعها علي أبو صبيح،‏ مُ‏ رّكز ميداني فيالمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب.‏ المُعلومات التي عولجت أعلى من الاستهلاك الفعليللإنسان وذلك لأن الحيوانات أيضا تشرب الماء.‏48. دائرة الإحصاء المركزية،‏ السلطات المحلية في إسرائيل،‏ 2002.49. يحصل على المياه من هذه النقطة 240 إنسان و-‏‎150‎ حيوان.‏50. يحصل على المياه من هذه النقطة 280 إنسان و-‏‎300‎ حيوان.‏51. يحصل على المياه من هذه النقطة 1100 إنسان وعدد غير معروف من الحيوانات.‏26


يظهر بوضوح من الجدول أعلاه بأن استهلاك الفرد للمياه في القرى غير المعترف بهافي النقب هو أقل منه في مستوطنات المنطقة.‏ ذلك بالرغم من أن التجمعات السكانيةالمختلفة تعيش في نفس المناخ،‏ وبالرغم من أن سكان القرى غير المعترف بها في النقبيسقون المياه لقطعانهم بشكل يصعب تقديره،‏ وبالرغم من أن استهلاك قيمة شبكةالمياه غير معروف لكنه بلا شك أعلى من بقية المناطق لأن الشبكات التي أقيمت فيالقرى على مر السنين أقيمت بشكل عشوائي وغير مهني وهي لا تخضع لفحوصاتالجودة كما يجب.‏يوجد حاليا في النقب 254 نقطة مياه 52 للسكان العرب البدو القاطنين في النقبوأيضا ست جمعيات مياه.‏ 53 إذا قسمنا السبعة آلاف عائلة المقيمة في القرى غير المعترفبها في النقب على عدد نقاط المياه القائمة لوجدنا أن على كل نقطة مياه يوجد ما54معدله 250 مستهلك الذين هم 27 عائلة،‏ على فرض أن العائلة المتوسطة تضم 9 أنفار.‏ما يحدث على أرض الواقع أصعب بكثير؛ هناك قرى،‏ مثل وادي المشاش،‏ تل عراد،‏ واديالنعم،‏ أم الحيران أو تل الملح،‏ تعيش فيها مئات العائلات دون أي وصل بالمياه.‏ تُظهر نتائجمسح قام به المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب سنة 2004 أن 47%فقط من سكان القرى موصولون بالمياه الخاصة أما الباقي فيحصلون على المياه بواسطةإبراهيم الوكيلي ‏(بير المشاش).‏52. نقطة المياه تكون في العادة بقطر إينش واحد وتلائم احتياجات عائلة واحدة حتى بضعة عائلات.‏53. المعلومات من:‏ رسالة من حاييم غلنته،‏ نائب مدير لواء الجنوب في شركة مكوروت لعومر نبو،‏ جمعية أطباءلحقوق الإنسان من تاريخ 17.6.05 ‏(رقم (176ÓÓÒ2 ومراسلة الكترونية من المذكور بتاريخ 24.6.04.54. وفق المسح الاجتماعي-‏ الاقتصادي لمركز مدى الكرمل لسنة 2004 ‏(جمعية الجليل وركاز-‏ بنك معلومات عنالأقلية الفلسطينية في إسرائيل)‏ يبلغ حجم العائلة الفلسطينية في إسرائيل 6.8 أنفار.‏ ولكن بما أنعدد الأطفال في العائلة في القرى غير المعترف بها في النقب أكبر ومعدل التكاثر الطبيعي يصل إلى60.9 لكل 1000 إنسان ‏(لسنة 1998)، اعتبرنا أن العائلة تضم في المعدل أولاد أي تسعة أنفار.‏ يتوافق هذهالعدد أيضا مع تفصيل العائلات اللواتي تقدمن بطلبات ربط بالمياه في السنوات الأخيرة.‏27


55الصهاريج 45% أو الدواب 8%.أحد الأسباب التي تقف وراء رفض طلبات الوصل بالمياه والذي ورد في رد الدولة علىالتماس قُ‏ دم لمحكمة العدل العليا 3586/01 ‏(المُفصل لاحقا)‏ 56 والمذكور أيضا في الرد علىالطلبات المُقدمة للجنة المياه في السنوات الأخيرة كان:‏ ‏"هناك العديد من نقاط المياه فيالمنطقة المطلوبة والتي تُشكل حلا كافيا لاحتياجات السكان المقيمون فيها."‏ 57 هذا الجوابيثير الحنق خصوصا لأنه من الواضح أنه في المناطق التي تعيش فيها مئات العائلات التيتعد آلاف السكان،‏ لا يمكن أن توفر بضع نقاط مياه بقطر إينش واحد فقط ما يحتاجهجميع السكان.‏ ومن الواضح أنه إذا واصلت دولة إسرائيل دفن رأسها في الرمل متجاهلةاحتياجات العرب البدو،‏ فالحقيقة القائمة هي أن الكثيرين من سكان القرى يعتاشون علىالزراعة – خصوصا تربية المواشي والجمال - والحيوانات أيضا تحتاج إلى مياه الشرب.‏الشح في المياه،‏ وخصوصا مياه سقي الحيوانات،‏ يدفع سكان عدد من القرى إلىاستخراج المياه من الآبار الارتوازية.‏ أظهرت نتائج مسح المياه الذي أجراه المجلس أن حوالي50% من مياه الآبار تُستهلك لسقي الحيوانات،‏ 10% للأغراض الزراعية وحوالي 15%كمياه للشرب.‏العلاقة بين الكيف والكم‏"سلامة الهواشلة،‏ بدوي عجوز يبلغ من العمر 72 عاما،‏ لقي حتفه خنقا الأسبوعالمنصرم،‏ داخل خزان ماء كان يدهنه.‏ العجوز،‏ وهو من سكان عشيرة الهواشلةالمقيمة شمال ديمونا ‏(في قرية قصر السر غير المعترف بها)،‏ كان يدهن خزان المياهالذي يستخدمه لمياه الشرب له ولقطعانه،‏ إذ أن أبناء العشيرة ليسوا موصولين58بشبكة المياه."‏لقى سلامة الهواشلة حتفه خنقا بسبب الحر في خزان المياه وبسبب الغازات المنبعثةمن الدهان الذي استعمله لطلاء جوف الخزان.‏ أراد سلامة المحافظة على جودة المياه منخلال منع انتشار الصدأ داخل الخزان.‏ هنا يكمن مربط الفرس.‏ مع غياب تزويد المياه بشكلمتواصل يضطر أهالي القرى،‏ الموصولة بنقاط مياه لكنها تعمل بضغط ضعيف أو تلكالتي لا تصلها المياه إطلاقا،‏ إلى تجميع المياه في خزانات وصهاريج.‏ في القرى التي فيها55. مسح المياه،‏ المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب،‏ 2004. قام بجمع المُعطيات السيد علي أبوصبيح،‏ مُ‏ رّكز ميداني،‏ وقام بمعالجة المعلومات وإعداد الرسوم البيانية السيد سعيد أبو سمور،‏ مُ‏ رّكز التخطيط.‏كلاهما في ‏"المجلس الإقليمي للقرى غير المُعترف بها".‏56. راجع فصل:‏ نضالات لممارسة الحق،‏ التماس لمحكمة العدل العليا 3586/01 وعواقبه.‏57. إعلان من طرف المجيبين 1،2،4 و-‏‎5‎ في أعقاب قرار المحكمة من تاريخ 11.9.2002. التماس لمحكمة العدلالعليا 3586/01، قُ‏ دم للمحكمة بناريخ 14.11.2002.58. ياسر عُ‏ قبي،‏ كهل يلقى حتفه خنقا داخل خزان مياه.‏ السبع 20.6.2001.28


نقاط مياه بضغط خفيف يملئ السكان الخزانات في ساعات الليل حيث يكون استهلاكالمياه ليلا ضعيفا ثم يستهلكون مياه الخزان خلال النهار.‏أولئك غير الموصولين بشبكة المياه يسافرون مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع لمسافاتطويلة بصهاريجهم الموصولة بجرارات إلى نقطة المياه حيث ينتظرون لساعات إلى أنيحين دورهم ليملئوا صهاريجهم ثم يعودوا بها إلى بيوتهم.‏ نستنتج من هنا أن مُ‏ عظمسكان القرى يشربون مياه شركة مكوروت بعد أن تمر تلك المياه في مرحلة الخزانات.‏ قدتبقى المياه في هذه الخزانات أياما عديدة،‏ فتسخن ويتغير لونها وتتكون فيها الطحالبوالصدأ كما في المواسير الممدودة على الأرض.‏ كما ذُكر سابقا،‏ يستعمل بعض سكانالقرى غير المعترف بها التي تُعاني شح في المياه،‏ مياه الآبار الجوفية للشرب.‏ قد يؤثر ذلكعلى الصحة بشكل عام إذ أن هذه الآبار لا تُفحص من قبل وزارة الصحة وجودة المياهفيها ليست معروفة.‏من جهة المستهلكين،‏ مستوى عكورة المياه هو مؤشر على جودتها.‏ تزداد عكورة المياهويتغير لونها بسبب المسار الطويل التي تمر فيها المياه من نقطة المياه،‏ إن وجدت،‏ مرورابالمواسير ثم التخزين في الصهاريج والخزانات.‏ يخشى معظم الناس المياه التي تغير لونهالأنهم لا يعرفون سبب العكورة ويخشون من كون اللون دليلا على وجود جراثيم.‏ لذلكيقلل السكان من شرب المياه حتى يتم تبديلها.‏ وهكذا تُخلق علاقة أخرى بين كمية المياهوجودتها في القرى غير المعترف بها في النقب.‏جودة المياهعُ‏ رّفت مياه الشرب في قانون صحة الشعب عام 1940 على أنها ‏"المياه المخصصةللشرب وطبخ الطعام...".‏ 59 يمكن القول بأن مياه الشرب للاستهلاك الشخصي في إسرائيلبشكل عام هي مياه بجودة معقولة.‏ مصادر المياه الرئيسية،‏ بحيرة طبريا والأحواض المائيةالجوفية في الجبل والساحل،‏ تتوافق مع معايير الجودة الإسرائيلية،‏ الأقل صرامة من معاييرالجودة في أوروبا وأمريكا الشمالية.‏ هناك أيضا من يدعي أن جودة مياه الشرب في إسرائيل60قد أخذت بالتراجع في السنوات الأخيرة.‏المسؤول الحصري عن جودة المياه في إسرائيل بموجب قانون صحة الشعب ‏(الجودة الصحيةلمياه الشرب)‏ 1974 ‏(صياغة مُ‏ وحدة 2000) هي وزارة الصحة.‏ 61 عمليا تحٌ‏ دد وزارة الصحةالأنظمة المتعلقة بجودة المياه وعليها تقع مسؤولية إجراء فحوصات جودة دورية.‏59. قانون صحة الشعب 1940، المادة 52 أ التعريفات ‏(تعديل:‏ 1970).60. Heinrich Boll Foundation & Friends of the Earth Middle East, Water Justice: Water as a HumanRight in Israel, Global Issue Papers, no. 15, March 2005, p. 11.61. وفق تعليمات صحة الشعب ‏(الجودة الصحية لمياه الشرب)‏ 1974 ‏(صياغة موحدة 2000) تقع على كاهلوزارة الصحة مسؤولية المصادقة على مصادر المياه،‏ إجراء فحوصات ومسوحات دورية،‏ الحصول على نتائجمن أطراف مختلفة تقوم بإجراء فحوصات والإقرار بأن مياه معينة ليست صالحة أو مصدر مياه غيرصالح للشرب.‏29


يتم فحص جودة المياه من قبل وزارة الصحة،‏ شركة مكوروت والسلطات المحلية.‏شركة مكوروت هي المسؤولة عن جودة المياه خلال جريانها وحتى وصولها إلى نقاط تُعرّفب"مدخل"‏ السلطة المحلية.‏تقوم الشركة بإجراء فحوصات الجودة في مختبراتها بشكل مُ‏ ستقل ‏(رقابة داخلية).‏السلطة المحلية مسؤولة عن إجراء الفحوصات في مواقع فحص مختلفة في المدينة وفينقاط الضخ الشخصية،‏ مثل الآبار،‏ التي تخضع لفحوصات المجلس المحلي فقط.‏ تجُ‏ معالعينات من قبل السلطة المحلية وتُفحص في مختبرات وزارة الصحة اللوائية.‏تجُ‏ رى الفحوصات الميكروبية والكيميائية بشكل دوري ‏(مرة كل ثلاثة أشهر)‏ وتنشرنتائج الفحوصات ‏(بالنسبة للجودة الميكروبية فقط)‏ على الجمهور في تقرير سنوي يظهرفي موقع وزارة الصحة على شبكة الانترنت.‏ 62 في السنوات الأخيرة طرأ ارتفاع على عدد63المجالس المحلية التي تتبع مبدأ الشفافية وتنشر لسكانها تقريرا سنويا عن جودة المياه.‏الفحوصات أكثر شمولية تجُ‏ رى مرة في السنة.‏ مرة كل بضعة سنوات،‏ ووفق جودة المياهووفق عدد السكان،‏ يُجرى فحص عام يشمل فحص جميع المُركبات الكيميائية الموجودةفي الماء والتي تؤثر على جودتها.‏ يشمل الفحص العثور على معادن ثقيلة،‏ مواد عضوية،‏مبيدات،‏ مُ‏ خلفات مواد مُ‏ شعة والمزيد.‏ كما وتجرى الفحوصات عند ظهور شكوك حولوجود مادة مُ‏ لوثة،‏ كما حدث في المنطقة الصناعية بالقرب من رمات هشارون.‏ تجُ‏ رى هذهالفحوصات بناءً‏ على تعليمات وزارة الصحة أو مفوضية المياه وهما المسؤولتان عن متابعةالموضوع بعد إجراء الفحوصات.‏بما أنه ليس هناك مجالس محلية في القرى غير المعترف بها في النقب،‏ فإن مسؤوليةإجراء الفحوصات كان يجب أن تقع على كاهل كل من وزارة الداخلية،‏ بصفتها المسؤولةالمباشرة عن المنطقة،‏ وزارة الصحة،‏ المسؤولة عن المراقبة وإجراء الفحوصات.‏ عمليا لا يتحملأي من الطرفين المسؤولية المُلقاة على عاتقه ولا يتم إجراء فحوصات للمياه.‏ سنة 1995قامت وزارة الصحة بإجراء مسح لجودة مياه الشرب وفحصت 74 عينة.‏ شملت الفحوصاتاختبارات محدودة فقط ‏(ميكروبية - ،Coliforms كيماوية - العكورة والكلور).‏ أفادتإحدى توصيات المسح أنه ‏"من المُفضل إجراء مسح مشابه في أشهر الصيف أيضا لأنتلك المظاهر قد تكون أشد خطورة"‏ وأيضا ‏"يجب تخصيص ميزانية للمراقبة المتواصلة،‏للأخذ عينات وللتوعية في الميدان...‏ ذلك لأن الشتات ‏(القرى غير المعترف،‏ أ.أ)‏ لا تتبع أي64سلطة بلدية وليست هناك أية مراقبة ولا فحص لعينات مياه الشرب".‏62. راجعوا تقارير وزارة الصحة – لواء الجنوب بشأن مياه الشرب للسنوات 2003: 2002،http://www.health.gov.il/download/pages/maiim_d.dochttp://www.health.gov.il/Download/pages/bs_water2003.pdf63. راجعوا مثلا:‏ تقارير المياه لبلدية تل-أبيب يافا ومدينة عراد،‏ المشورة في مواقع الانترنت التابعة للبلديات:‏http://www.tel–aviv.gov.il/Hebrew/Quality/Water/WaterQuality/Index.asphttp://www.arad.muni.il/depart1.asp64. وزارة الصحة،‏ ديوان الصحة-‏ لواء الجنوب ‏"مسح الجودة الصحية لمياه الشرب في الشتات البدويفي النقب"‏ أواخر 1995. أعد الورقة عمير يتسحاكي،‏ نائب مُ‏ هندس اللواء.‏30


تُظهر التقارير السنوية 65 التي تنشرها وزارة الصحة في لواء الجنوب حول جودة مياهالشرب أن الوضع في الجنوب ممتاز.‏ فحوص عديدة تجُ‏ رى،‏ السلطات المحلية تُلبي المعاييرالمطلوبة،‏ عينات المياه المُلوثة قليلة والمستوى الميكروبي للمياه أفضل من المعدل القطري.‏المشكلة هي أن الفحوصات المذكورة تخص السلطات المحلية المُعترف بها فقط.‏ في التقريرالسنوي لعام 2003 لم تُكتب أي كلمة عن مشاكل المياه في القرى غير المعترف بها،‏عن جودة المياه أو حتى عن المحاولات الفاشلة لأخذ عينات فحص.‏ الوضع في القرى غيرالمعترف بها،‏ التي يعيش فيها ربع سكان ناحية بئر السبع،‏ لا يزال مجهولا.‏ يبدو أن وزارةالصحة لم تقبل توصيات نائب مهندس اللواء إذ لم تُخصص أية ميزانيات لهذا الشأنولا يزال سكان القرى يستهلكون مياهاً‏ لا تخضع لأي رقابة جودة.‏يحدد قانون صحة الشعب ‏(أنظمة تجميع مياه الشرب)‏ (1) 1983 ‏(صياغة موحدة1991) الشروط المطلوبة لتجميع المياه في بِرك.‏ عُ‏ رفت البركة وفق هذا القانون بأنها‏"المبنى المُخصص لتجميع،‏ تنظيم وتزويد مياه الشرب"‏ ‏(المادة 1). يحدد القانون من هوالمؤهل لتخطيط البرك،‏ كيف تتم المصادقة على التغييرات،‏ كيفية المحُ‏ افظة على المياهوجودتها والمزيد.‏ يٌفصل القانون شروطا واضحة لغسل وتعقيم برك مياه الشرب بما فيذلك وتيرة تنفيذ هذه العمليات.‏الخزانات والصهاريج التي يتم تجميع المياه فيها في القرى غير المعترف بها في النقبهي وفق القانون برك تجميع مياه للشرب.‏ مع ذلك فإن وزارة الصحة لا تُطبق القانون ولاتجُ‏ رى أي فحوصات جودة لتلك البرك.‏ عدم وجود سلطة محلية تقوم بعمل تلك الفحوصات،‏كما هو معمول به في باقي مناطق البلاد،‏ لا يعفي وزارة الصحة من السعي إلى إجراءالفحوصات،‏ توعية السكان بشأن حقوقهم وتنظيم فحوصات دورية.‏شأن آخر يؤثر على جودة المياه ويتعدى إطار هذا التقرير،‏ هو موضوع عدم تنظيم نظامالصرف الصحي في القرى وبالأخص في القرى التي تجري فيها المجاري النابعة من مصادرأخرى غير القرية ذاتها.‏ إن مشكلة المجاري تؤثر على جودة المياه المُستهلكة في القرية إذأن مياه المجاري قد تؤدي إلى تلوث الآبار،‏ إلى استخدام غير مضبوط للمياه غير المعقمة،‏للتلويث بسبب الوصلات غير السليمة في شبكات المياه والمزيد.‏التأثير على الصحةتأثير شح المياه على الصحةالجفاف:‏ يتطلب نمط الحياة في القرية غير المُعترف بها من أي إنسان - طفل،‏ امرأة،‏كهل أو شاب - القيام بنشاط جسدي متواصل خلال اليوم – المسافات البعيدة عنالشارع،‏ المشي اليومي لباص المدرسة،‏ غياب الخدمات الأساسية داخل البيت والقرية وغياب65. راجعوا تقارير وزارة الصحة – لواء الجنوب بشأن مياه الشرب للسنوات 2003. 2002،http://www.health.gov.il/download/pages/maiim_d.dochttp://www.health.gov.il/Download/pages/bs_water2003.pdf31


المواصلات العامة - كل هذه النشاطات تجُ‏ بر الجميع على الحركة طوال اليوم وبالتالي علىفقدان السوائل التي قد لا يعرفون أحيانا كيف يعوضوها.‏أمراض جلدية:‏ بغياب البيئة الصحية،‏ النظافة الجسدية اللائقة والنظام الطبيالمناسب تصعب الوقاية من الإصابة بالأمراض الجلدية،‏ كالجرب مثلا،‏ الحفاظ على نظافةجسدية ملائمة تتيح المجال لعلاج ناجع بعد الإصابة بالمرض.‏العلاج:‏ كثيرة هي الأمراض ذات العلاقة بالمياه.‏ لكن في كثير من الأمراض،‏ بما فيذلك الحروق والجفاف،‏ تكون هناك حاجة ماسة لمياه بجودة معقولة وبكميات كافية لكييتم توفير علاج مناسب للمرضى؛ للمرضى وللمُ‏ عالجين.‏النقص في المياه يؤثر أيضا على صحة البيئة التي نعيش بها،‏ بمعنى أنه يضر بالشروطالتي تُعرّف الصحة كما وردت في الملاحظة 14 للمادة 12 فيما يخص الحق في الصحةفي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية،‏ الاجتماعية والثقافية.‏ ‏"الحق في الصحة...‏ لهعلاقة بالعوامل التي تُؤثر على الصحة،‏ مثل الغذاء...‏ توفر المياه الصالحة للشرب،‏ نظافةعامة معقولة...‏ وبيئة صحية."‏تأثير جودة المياه على الصحةأمراض الأمعاء الشائعة عند العرب البدو في النقب هي:‏ الجارديا لامبليا Giardia)،(lamblia فيروس الروطا،‏ كربتوسبوريديوم،‏ وال‏ E.coli بأنواعه المختلفة.‏ جاء في مسحالمياه المذكور سلفا،‏ الذي قامت به وزارة الصحة قبل عقد من الزمان،‏ أن ‏"المتسهلكون الذينيحصلون على مياه مشروع المياه القطري مُ‏ عرضون لمشاكل ‏(صحية)‏ تنبع في الأساس عنتكاثر متكرر للجراثيم،‏ خصوصا في الخزانات الموجودة قرب الخيم."‏ استنتاج آخر بالنسبةلمياه الآبار كان أن آبار المياه التي لا تزال تُستخدم في بعض الأحيان كمصدر لمياه الشرب66تُشكل مصدرا خطيرا لتلوث بكتيري."‏زُ‏ حار ‏(الدوسنطاريا)‏ في عبدة‎67‎في مطلع شهر كانون أول 2004 عُ‏ قدت جولة عامة في عيادة عين عبدة،‏ وهيعيادة جديدة أُقيمت في أعقاب التماس لمحكمة العدل العليا 4540/00 المتعلق بإقامةعيادات طبية في القرى غير المعترف بها في النقب.‏ أُقيمت العيادة في قرية عبدة غيرالمُعترف بها،‏ وهي قرية صغيرة يسكنها حوالي 800 شخص وتقع بين المستوطنتاناليهوديتان سدي بوكير ومتسبه رامون لكنها بعيدة عن كلتاهما.‏ افتُ‏ تحت ‏"خدماتالصحة الشاملة"‏ العيادة لخدمة الجمهور في مطلع شهر أيلول من نفس السنة،‏وبعد حل بعض المشاكل المتعلقة بعملها بدأ يعمل في العيادة طبيب عربي بدوي66. وزارة الصحة،‏ ديوان الصحة-‏ لواء الجنوب ‏"مسح الجودة الصحية لمياه الشرب في الشتات البدويفي النقب"‏ أواخر 1995. أعد الورقة عمير يتسحاكي،‏ نائب مُ‏ هندس اللواء.‏ راجع أيضا ملاحظة 62.67. إسهال خطير مصحوب عادة بخروج كميات من المخاط والدم،‏ وهو المعروف باسم الدوسنطاريا ‏(ن.أ).‏32


بنصف وظيفة.‏ أظهرت زيارة العيادة أنه ومنذ بداية عملها شُ‏ خصت فيها أكثر من20 حالة إصابة بأمراض معوية،‏ خاصة عند الأطفال.‏ اكتُ‏ شفت تلك الأمراض في أشهرالخريف لا في أشهر الصيف التي تُعتبر أكثر الفترات خطورة لانتشار الأمراض الوبائية،‏كالأمراض المعوية،‏ التي تنتقل عن طريق المياه والطعام.‏ يعود السبب في ذلك إلى الحرالشديد الذي يؤدي،‏ خصوصا بسبب غياب الكهرباء،‏ إلى تلف الطعام.‏ وفق معطياتاستشفاء الأطفال في مستشفى سوروكا،‏ يُعالج منذ التسعينيات في شهر آب كلسنة حوالي 16،000 طفل عربي بدوي مقابل 5000 طفل يهودي،‏ 68 ذلك بالرغم منأن نسبتهم العامة من عدد السكان أقل بكثير.‏ 69 لو عملت عيادة عبدة في صيف2004، فقد كان من المُرجح أن نجد أن عدد الذين شُ‏ خصوا كمصابين بأمراض معويةكان أكبر مما تم تشخيصه في فصل الخريف.‏ عدد الأطفال الذين لاقوا حتفهم بسببأمراض لها علاقة بجودة المياه المُنخفضة ليس معروفا.‏ 70 هنا أيضا يتجاهلون سكانالقرى غير المعترف بها في النقب،‏ لذا فإن مشاكلهم مجهولة وغير محلولة.‏علي أبو صبيح وابنته ‏(الباط).‏68. Amalia Levy, Drora Fraser, Hillel Vardi, Ron Dragon, Hospitalization for Infectious Diseases inJewish and Bedouin Children in Southern Israel. European Journal of Epidemiology 14, 1998,pp. 179-186.69. تدل مُ‏ عطيات دائرة الإحصاء المركزية لسنة 2004 على أن السكان العرب-‏ البدو يشكلون حوالي ربع سكانناحية بئر السبع التي تعد 540،000 نسمة.‏ بين الأولاد نسبة البدو أعلى من ذلك إذ يشكل الأطفالالبدو ما نسبته %40 من مجموع الأطفال في الناحية-‏ عدد السكان العرب البدو تحت جيل 19 سنةيصل إلى 87،000 نسمة.‏ إلا أن مستشفى سوروكا يقدم خدماته لكل سكان الجنوب،‏ حوالي مليوننسمة،‏ ‏(ما عدا سكان إيلات وجنوب العربا)‏ لذا فإن عدد الأطفال الذين يتلقون خدمات المستشفى يصلإلى 350،000.70. لمعلومات عن بحث حول مُ‏ عطيات المرض والوفاة بين الأطفال العرب البدو راجعوا:‏ نيتع زاخ،‏ سحارة:‏ العالمالثالث،‏ 50 كيلومتر عن بئر السبع في صحة نوعية ب'،‏ ملحق الصحة في صحيفة هآرتس.26.8.200233


المياه ووفيات الأطفالمُ‏ عدل وفيات الأطفال عند السكان العرب البدو في الجنوب هو الأعلى في البلاد - أعلىبثلاث أضعاف من المعدل العام لجميع السكان.‏ معدل وفيات الأطفال القطري لسنة 2004كان 4.73 لكل 1000 ولادة حية مقابل 15.8 عند العرب البدو في النقب.‏ دائما يتم عزوهذا المُعطى الغريب إلى العيوب الخلقية المنتشرة في المجتمع البدوي الناتجة عن زواج الأقارب.‏لكن العيوب الخلقية قد تُفسر 40% من الفارق الشاسع في معدلات وفيات الأطفال.‏على ضوء ما ورد في هذا التقرير حول العلاقة بين الصحة والمياه فهناك تفسير آخر وارد؛انعدام الوصيلية للمياه يؤثر على معدلات وفيات الأطفال.‏تقترح منظمة الصحة العالمية على المؤسسات المسؤولة عن الصحة في الدول،‏ العملعلى مستوى السياسات الصحية لتحسين الوصيلية للمياه كوسيلة لتحسين مستوىصحة السكان:‏‏"تحسين مستوى الوصيلية يجب أن يكون هدفا بمستوى سياسات...‏ يتحسن مستوىالصحة والمنفعة بشكل ملحوظ عندما يكون هناك إمداد متواصل للمياه الصالحةللشرب إلى البيوت."‏ 71 بخلاف موضوع زواج الأقارب،‏ الذي يحمل في طياته أسئلة ثقافيةعميقة،‏ يمكن للدولة المبادرة والعمل بسرعة وبنجاعة لخفض معدلات وفيات الأطفال فيإطار خطوة عملية لا تحتاج إلى تغيير اجتماعي - ربط سكان القرى بشبكة المياه.‏71. WHO, Domestic Water Quantity; Service, Level and Health. WHO/SDE/WSH/03.02. 2003.http://www.who.int/water_sanitation_health/diseases/WSH03.02.pdf34


نضالات لممارسة الحقتقرير وزارة الزراعة بشأن ربط القرى بشبكة المياهفي إطار النشاطات لدفع مسألة وصل القرى غير المعترف بها في النقب بشبكة المياه،‏قامت أطباء لحقوق الإنسان باقتراح قبول توصيات تقرير اللجنة التي اقترحت سنة 1995حلا لمشكلة المياه.‏ توجهنا في شهر تموز 2004 إلى السيد سعيد أبو سهام،‏ الذي كانأحد أعضاء اللجنة آنذاك،‏ الذي صرح بأنه يملك نسخة عن التقرير وطلب منا أن نتوجهبشكل رسمي إلى وزارة الزراعة وتطوير القرية.‏ في تاريخ 28.7.2004 توجهنا بشكلرسمي إلى مدير عام الوزارة طالبين منه أن يحول لنا نسخة عن التقرير.‏ في نفس الوقتتوجهنا إلى مكتبة الكنيست،‏ أرشيف الدولة والمكتبة الوطنية ‏(غفعات رام).‏ بالرغم منأن على سلطات الدولة تحويل نسخ عن التقارير والوثائق الرسمية المُختلفة إلى أرشيفالدولة،‏ لم نجد في أي من الأماكن المذكورة أي نسخه عن التقرير.‏في تاريخ 16.8.05 توجه إلينا هرتسل افيدور،‏ مستشار مدير عام وزارة الزراعة،‏ مدعيا بأنهلا يعرف شيئا عن هذا التقرير.‏ حولناه إلى عضو اللجنة الذي يمتلك نسخة عن التقرير.‏وعدنا السيد أفيدور بالرد علينا خلال نفس الأسبوع.‏ لكن الجواب لم يأت.‏ جراء ذلك توجهناإلى عضو الكنيست حاييم أورون.‏ توجه عضو الكنيست أورون بواسطة مساعدته مراتعديدة إلى جهات مُ‏ ختلفة منها أعضاء اللجنة،‏ مديرية البدو وهرتسل أفيدور نفسه.‏ ردواحد فقط وصل من كل هذه الجهات:‏ ‏"التقرير غير موجود".‏ كل ذلك على النقيض منأقوال السيد أبو سهام عضو اللجنة الذي أفاد أن التقرير بين يديه وأن كل ما يطلبه هوتصريح رسمي من وزارة الزراعة.‏ التوجهات المتكررة الأخرى التي قامت بها الجمعية قوبلتبنفس الرد:‏ التقرير غير موجود.‏في تاريخ 16.11.2004، توجهنا مرة أخرى لوزارة الزراعة،‏ هذه المرة توجهنا لإيلان يسرائلالمسؤول عن قانون حرية المعلومات في الوزارة.‏ بتوجهنا أكدنا على أن التقرير يُفترض أنيكون مع عضو اللجنة الذي ما زال يعمل حتى اليوم في وزارة الزراعة وأننا توجهنا فيالماضي لأرشيف الدولة،‏ حيث أُبلغنا أن التقرير ليس بحوزتهم.‏ بعد دفع الرسوم تلقينا ردًّامرحليًّا أُعلمنا فيه،‏ ضمن أشياء أخرى،‏ أنه ‏"توجهت لأرشيف الدولة كي أقرأ ملفات الوزيرياعكوف تسور التي أودعت في أرشيف القدس."‏ 72 في 22.12.04 وصلتنا رسالة رفضلطلبنا بالحصول على التقرير،‏ وجاء في الرسالة ما يلي:‏ ‏"بكل أسف لن نستطيع توفير72. رسالة من إيلان يسرائل،‏ المسؤول عن تطبيق قانون حرية المعلومات في وزارة الزراعة،‏ إلى أطباء لحقوق الإنسانبتاريخ 17.11.2004.35


73المعلومات للجمعية إذ أننا لم نجد أي تقرير يتعلق بالمواد المطلوبة."‏يكتنف الغموض هذا التقرير وظروف اختفائه.‏ يمكن القول بأن وزارة الزراعة كانت معنيةبمنع نشر التقرير إلى درجة ممارسة الضغط على عضو اللجنة لكي يقوم الأخير بتغييرأقواله حول وجود التقرير.‏ من ناحية أخرى يظهر بأن التقرير كان عديم الأهمية لدرجة أن لاتتكلف وزارة الزراعة بإيداع نسخه منه في أرشيف الدولة والاحتفاظ بنسخ في أرشيفالوزارة،‏ كما ينص القانون.‏ الحقيقة المؤكدة هي أن هناك حلولا للوضع القائم.‏ السؤال هوما الذي يمكن فعله لإخراج تلك الحلول إلى حيز التنفيذ.‏التماس لمحكمة العدل العليا 3586 74 01/ وعواقبهفي شهر أيار تقدم 71 مواطنا من سبع قرى غير معترف بها في النقب و-‏‎5‎ منظماتمُ‏ ختلفة عبر مركز ‏"عدالة"‏ مطالبين بربط القرى بشبكة المياه.‏ في أعقاب تقديم الالتماسلمحكمة العدل العليا،‏ دبت الروح مجددا في لجنة تخصيص مياه الشرب التي كانت قدأقيمت قبل ذلك بعقد من الزمان للبحث في موضوع ربط سكان القرى غير المعترف بهافي النقب بشبكة المياه.‏ مُ‏ نحت اللجنة صلاحية المصادقة على إقامة نقاط مياه خاصة.‏في أعقاب ذلك،‏ وبعد أن تمت المُصادقة على 58 وصلة مياه فيما كان الالتماس قيد المداولة،‏رفضت محكمة العدل العليا التماس سكان القرى غير المعترف بها في النقب من أجلربطهم بشبكة المياه.‏ ذلك بالرغم من نشر الملاحظة العامة 15 بشأن الحق في المياهأثناء مداولات المحكمة ‏(تشرين ثاني 2002)، وبالرغم من قرار سابق لهيئة القضاة الدوليةللمياه في هاغ،‏ الذي جاء فيه أن على دولة إسرائيل ربط سكان القرى غير المعترف بهافي النقب بشبكة المياه (1992) 75 . طلبات ربط القرى غير المعترف بها في النقب بشبكةالمياه القطرية والحرص على تزويد المياه إلى القرى بشكل متواصل ومتساو وبالجودة المناسبةحظيت بالقرار التالي:‏"... الطريقة المناسبة لممارسة حقوق سكان القرى غير المعترف بها في النقب بخصوصإمدادهم بالمياه هي من خلال تقديم طلبات فردية ومُ‏ حددة ‏(لمجموعات تضم عشر عائلات علىالأقل)‏ للجنة تخصيص مياه الشرب المُخولة لتقديم المشورة لمفوض شؤون المياه بالنسبةلإقامة نقاط مياه جديدة وإضافية لشبكة المياه والتي يحق الاعتراض على قراراتها أمام76المحكمة المُختصة."‏في الصفحات اللاحقة سنعرض طرق تطبيق هذا القرار وعواقب هذا القرار على أرضالواقع.‏73. رسالة من إيلان يسرائل،‏ المسؤول عن تطبيق قانون حرية المعلومات في وزارة الزراعة،‏ إلى أطباء لحقوقالإنسان بتاريخ 13.12.2004.74. لشرح مفصل عن الالتماس،‏ راجعوا المنطقة المباحة اطباء لحقوق الإنسان،‏ تموز 2003، ص 23.75. Denial of Clean Water Provision to Unrecognized Arab Villages in Israel. The InternationalWater Tribunal, 1992.76. قرار حكم التماس لمحكمة العدل العليا 3586/01- المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بهافي النقب و-‏ 75 آخرين ضد وزير البنى التحتية وآخرين بشأن ربط 7 قرى بشبكة المياه 16.2.2003.36


لجنة المياه:‏ حقيقة أسلوب عملهاأُقيمت لجنة المياه في مطلع التسعينيات بقرار من وزارة الزراعة بهدف وصل السكانالعرب البدو في القرى غير المعترف بها في النقب بشبكة المياه.‏ ضمت اللجنة ممثلين عن77وزارات مُ‏ ختلفة.‏ سنة 1997 انتقلت أعمال اللجنة لتصبح تحت مسؤولية مديرية البدو.‏بالرغم من القرارات المختلفة التي أتخذت خلال سنوات عمل اللجنة والتي أقرت أنه يقععلى مديرية البدو دفع موضوع وصل القرى غير المعترف بها في النقب بشبكة المياه،‏ إنكان ذلك عن طريق إجراء مسوحات لفحص الوضع أو عن طريق تحقيق قرارات لجان الوزراءوحكومات إسرائيل،‏ ما جرى على أرض الواقع هو إقامة نقاط مياه خاصة فقط على أساساعتباطي ودون أي معايير وشفافية في عملية اتخاذ القرارات أو نظام الاعتراض.‏أدى تقديم الالتماس المذكور إلى تجديد نشاط اللجنة وتحديد معايير عمل مُ‏ عينة.‏ مثلا،‏تقرر أن تُقدم التوجهات للجنة عن طريق استمارة طلب،‏ وأن يُقدم الطلب باسم عشر78عائلات أو أكثر وتم تقديم بعض الحجج كأمثلة لرفض الطلبات.‏بالرغم من اشتمال قرار القضاة بتاريخ 11.9.2002 على طلب من الدولة بتقديم تقريرعن أعمال لجنة المياه منذ تجديد عملها،‏ لن يتم الحصول على أي تفسير شامل حول تركيبةاللجنة المذكورة،‏ تكرار انعقادها،‏ طرق عملها ، أساليب الاعتراض على قراراتها أو معلوماتمُ‏ قارنة بشأن عملية المصادقة على الطلبات،‏ مثل عدد الطلبات التي تم تقديمها،‏ عددالطلبات التي أُوصى مفوض شؤون المياه بالمصادقة عليها،‏ عدد الطلبات التي تم المُصادقةعليها من قبل مفوض شؤون المياه والنسبة بين الطلبات التي صادقت عليها اللجنةوالطلبات التي صادق عليها مفوض شؤون المياه.‏ كما وكشفت اللجنة عن محاضر جزئيةجدا لجلساتها.‏أم الريحان تريد الماءيحاول سكان قريتي عتير وام الريحان غير المعترف بهما ومنذ سنوات الحصول علىمياه بكميات كافية.‏ توجد في المنطقة نقطة مياه واحدة تبتعد عدة كيلومترات عنالقريتين المتقابلتين.‏ أقيمت نُقطة المياه هذه سنة 1999 وتمت المصادقة على إقامتهاوفق مُ‏ خطط استهلاك بحجم 23.1 لتر للفرد في اليوم،‏ 79 مع أن الحد الأدنى الذيحددته منظمة الصحة العالمية للاستهلاك اليومي للفرد هو 100 لتر.‏ أي أن مديريةالبدو قامت ومنذ البداية بالمصادقة على نقطة مياه توفر كمية مياه غير مناسبة.‏منذ ذلك الحين طرأ ارتفاع على عدد السكان ‏(تكاثر طبيعي)‏ لكن لم تتم المصادقة77. جواب أولي من قبل المجيبين 1،2،4 و-‏‎5‎ التماس 3586/01. قُ‏ دم للمحكمة بتاريخ 2.8.2001.78. المعلومات اخذت من بلاغ من قبل المجيبين 1،2،3 و-‏‎5‎ في أعقاب قرار المحكمة بتاريخ 11.9.2002التماس 3586/01. قُ‏ دم للمحكمة بتاريخ‎14.11.2002‎‏.‏79. رسالة أيلي عتسمون،‏ رئيس لجنة المياه آنذاك في مديرية البدو،‏ لشركة مكوروت 14.12.1999.37


على إقامة نقطة مياه إضافية أو زيادة كمية المياه المصادق عليها،‏ والتي تبلغ 5 كوبللساعة بالمعدل اليومي.‏ 80 أفادت شركة مكوروت بأن ماسورة بقطر إينش ‏(قطر النقطةالقائمة)‏ تستطيع نقل مياه بحجم 50 كوب للساعة،‏ أي 10 أضعاف الكمية المصادق81عليها حاليا لاستهلاك العائلات.‏نتيجة لجغرافيا المنطقة،‏ المسافة الكبيرة بين نقطة المياه والقرى وبالأخص بسببغياب منظومة مياه أعدها مهندسي مياه،‏ وهو غياب سببه إهمال الدولة للسكان،‏يعاني أهالي أم الحيران من إمداد غير منتظم للمياه.‏ خلال السنوات المنصرمة توجهالسكان مرات عديدة بطلبات لرفع ضغط المياه،‏ لتنظيم الوضع عن طريق إقامة نقاطمياه إضافية أو أي حل أخر.‏ فمثلا،‏ توجه السيد عزات أبو القيعان بتاريخ 21.7.2001إلى السيد يعكوف كاتس،‏ رئيس مديرية البدو،‏ بطلب لرفع ضغط تيار المياه وكتبيقول " يُحرم أبناء عائلة حسين من عشيرة أبو القيعان من الحصول على المياه منذشهر حزيران 2001... خفض تيار المياه أضر كثيرا بالحياة اليومية لأكثر من 150مواطن...‏ إننا نطالبكم برفع ضغط تيار المياه للتهوين على حياتنا في أشهر الصيفالصعبة".‏وصل رد مديرية البدو بتاريخ 16.8.2001 وجاء فيه:‏ ‏"لقد خططت مديرية البدووطورت لأبناء عشيرة أبو القيعان القاطنين في عتير الحي رقم 9 في قرية حورة.‏يمكنكم الانتقال إلى الحي رقم 9 وللأراضي المُطورة هناك،‏ وطبعا في حورة ليس هناكأي نقص في المياه."‏ابتدءا من شهر آذار 2004 توقفت المياه عن الجريان في المواسير مما إضطر السكانإلى جلب المياه من مسافات بعيدة ومن مصادر مُ‏ ختلفة.‏ في أعقاب ذلك توجه مركز‏"عدالة"‏ في صيف 2004 إلى مديرية البدو بطلب إقامة نقطة مياه إضافية،‏ وتوجهت82جمعية أطباء لحقوق الإنسان بطلب لإمداد المياه بكمية كافية وعلى الفور.‏بعد القيام بجولة في المكان مع د.‏ غيدي ساغي،‏ خبير أنظمة المياه،‏ تقرر طلبتوسيع نقطة المياه على الفور لأن الأمر،‏ حسب رأيه،‏ قابل للتنفيذ الفوري.‏ الرد علىالرسائل التي بعثناها كان أن الطلبات ستناقش في جلسة لجنة المياه القريبة،‏ دون ذكرتاريخ.‏ بعد أن ألححنا على تحديد تاريخ،‏ تم تحديد جلسة للجنة المياه بتاريخ 5.9.2004وتمت دعوة ممثلة عن أطباء لحقوق الإنسان لحضور الاجتماع.‏ رُفض طلب دعوة80. محادثة هاتفية مع مهندس مياه في شركة مكوروت لواء الجنوب،‏ 3.8.2004.81. نفس المصدر.‏82. توجه أطباء لحقوق الإنسان إلى مديرية البدو،‏ إلى شركو مكوروت وإلى وزارة البنى التحتية الوطنيةبتاريخ 27.7.2004 والى مفوض شؤون المياه بتاريخ 4.8.2004.38


خبير مياه بحجة أن اللجنة ليست لجنة مِ‏ هنية وسوف يضيع وقت الخبير هباءاً.‏ كماووُ‏ ضح منعا للشك والالتباس بأنه وعلى الرغم من منح إمكانية الادعاء أمام اللجنة،‏لن يكون هناك مجالا لحضور الجلسة التي ستعقدها اللجنة.‏ يذكر أنه وبشكل عامتُعقد جلسات اللجنة دون منح حق الادعاء لمقدمي الطلب أو ممثليهم أمام اللجنة.‏شمل التقديم أمام اللجنة تطرقا للملاحظة العامة 15 بشأن الحق في المياه،‏معلومات عامة عن تزويد المياه في القرى مقارنة معلومات عن المستوطنات المحُ‏ يطة،‏تأثير شح المياه على الصحة وموجز توصيات خبير المياه الذي جال في المكان مندوباعنا بشأن توسيع نقطة المياه.‏في تاريخ 19.10.2004 وصل رد المديرية.‏ جاء فيه:‏ ‏"بعد أن سمعت اللجنةادعاءاتك وأخذت بعين الاعتبار مجمل الاعتبارات ذات العلاقة بالموضوع،‏ قررت اللجنةعدم رفع توصية لمفوض شؤون المياه بشأن إضافة نقطة مياه و/أو رفع ضغط المياهفي النقطة القائمة...".‏ من بين الحجج التي وردت في الرد جاء بأن الخط الذي تخرجمنه نقطة المياه لا يوفر كمية المياه المطلوبة ‏"بسبب الضغط الشديد عليه"‏ الأمرالذي لا يسمح فنياً‏ بتوسيع النقطة أو إقامة نقطة إضافية؛ وحجة كون البيوت غيرقانونية وحجة وجود أراض جاهزة تنتظر سكان القرية في الحي رقم 9 في حورة.‏ ‏"فيإطار قرية حورة يمكن للسكان الحصول على كافة الخدمات التي يستحقها أي مقيم83آخر في القرية بما في ذلك المياه،‏ الكهرباء،‏ خدمات الصحة والرفاه وما شابه ذلك."‏كما وجاء في الرد تأكيد على أن مديرية لبدو تعرض على السكان حلولا للسكنالثابت ومن هنا فإن ‏"الدولة لا توافق على مواصلة إقامة نقاط مياه خاصة في منطقةعيتير،‏ حيث توجد حلول إسكان مؤقتة..."‏ 84 وذلك على عكس قرار محكمة العدلالعليا القاضي بالمصادقة على نقاط مياه خاصة لكل عشر عائلات أو أكثر لممارسةحقهم الأساسي في الماء.‏أعضاء اللجنةحضر جلسة لجنة المياه بتاريخ 5.9.04 كل من:‏ إيلي بن زاكين،‏ مستشار شؤون العربلواء النقب – ممثلا عن شرطة إسرائيل؛ بيني غانون - ممثل الجيش؛ ممثل الدورية الخضراء؛يعكوف كاتس - رئيس مديرية البدو؛ مستشارة قضائية - مديرية البدو؛ موشيه موشيه83. رد موشيه موشيه،‏ مُ‏ رّ‏ كز لجنة المياه في مديرية البدو لجمعية أطباء لحقوق الإنسان بتاريخ.19.10.200484. نفس المصدر.‏39


مُ‏ ركز اللجنة – مديرية البدو؛ ممثل شركة مكوروت؛ نائب المسؤول عن اللواء آفي هيلر– ممثل وزارة الداخلية؛ السيد كهانا - ممثل مفوض شؤون المياه.‏ يمكن القول وبكل تأكيدبأن أعضاء اللجنة يمثلون مؤسسات ومنظمات هدفها تقليص المساحات التي يقيم عليهاالعرب البدو،‏ السيطرة عليهم وتركيزهم في بلدات.‏ كما ويظهر الغياب الواضح لممثليوزارة الصحة الذين من المفروض أن يكونوا جزءا من عملية صنع القرارات التي تؤثر بصورةبالغة على الصحة وغياب أي تمثيل للسكان.‏ مبدئيا،‏ لا يتم دعوة السكان أو ممثلين عنهممن أجل بسط ادعاءاتهم أمام اللجنة كما ولا يتم إعلامهم عن تواريخ النظر في طلبهم.‏كل محاولة من أجل الحصول على معلومات أساسية من هذا النوع تتحول إلى صراع مريروطويل مع ممثلي المديرية.‏في شهر أيلول 2004، تم دعوة ممثلة عن أطباء لحقوق الإنسان من أجل طرح موقفهاأمام اللجنة بخصوص توسيع نقطة المياه الموجودة في أم الحرين.‏ طلبها لدعوة خبير بشؤونالماء لطرح استخلاصاته أمام اللجنة قوبل بالرفض بحجة أن اللجنة ليست لجنة مهنيةلذا فإن أقوال الخبير لن تكون ذات صلة.‏ تركيبة اللجنة تؤكد فعلا بأن اللجنة ليست لجنةمهنية،‏ ليس في مجال المياه بالتأكيد،‏ ما يلقي بالكثير من الشكوك بشأن غاية هذهاللجنة ونواياها.‏ فمثلا،‏ كيف يساهم ممثلو الشرطة والجيش في شؤون المياه؟ إذا كانتاللجنة لجنة مهنية فمن المؤكد أنه لا مكان لهم فيها،‏ وإذا كانت قرارات اللجنة قرارتعسكرية - فعلى أي أساس تعتبر هذه اللجنة مستشارة لمفوض شؤون المياه؟ كيف تدخلالاعتبارات الأمنية في مسائل توزيع المياه؟ على ضوء الحق المؤكد في المياه لكل إنسان كماورد أعلاه فإن تركيبة اللجنة تثير أسئلة أخلاقية صعبة بخصوص تعامل دولة إسرائيلمع سكان القرى غير المعترف بها في النقب بكل ما يتعلق بحقوقهم.‏صلاحيات اللجنة:‏ هل اللجنة توصي فقط؟تمنح مديرية البدو التصاريح بخصوص الارتباط بالمياه بشكل شخصي وهي التي تدير‏"لجنة تخصيص مياه الشرب".‏ ظاهريا،‏ يتلخص عملها بتقديم توصياتها لمفوض شؤون المياهحول المصادقة أو عدم المصادقة على طلبات الوصل.‏ عمليا يطيع المفوض توصيات مديريةالبدو.‏ إضافة إلى ذلك فإن احد أعضاء اللجنة هو ممثل مفوضية المياه،‏ ما قد يؤدي إلىتماهي الحد بين لجنة ‏"استشارية"‏ ولجنه صاحبة حق تقرير.‏ في رد أولي على التماس منتاريخ 2.8.2001 حدد المحُ‏ امي ملخيئل بلاس،‏ المسؤول عن شؤون الالتماسات لمحكمة العدلالعليا آنذاك،‏ بأنه ‏"منذ سنة 1997 وحتى الآن وافقت هذه اللجنة على ما يزيد عن150 نقطة مياه..."‏ 85 لا يمكن الاستنتاج من كلامه إلا أن لجنة المياه هي اللجنة صاحبةالقرار.‏ لاحقا،‏ تراجعت النيابة عن هذا التفسير وأقرت أنه بالرغم من إعطاء اللجنة صلاحيةالمصادقة على نقاط لشبكة المياه فإن ‏"اللجنة هي لجنة استشارية لمفوض شؤون المياه،‏85. جواب أولي من قبل المجيبين 1،2،4 و-‏‎5‎ التماس 3586/01. قُ‏ دم للمحكمة بتاريخ 2.8.2001.86. بلاغ من قبل المجيبين 1،2،4 و-‏‎5‎ التماس 3586/01. بأعقاب قرار المحكمة من تاريخ 11.9.2002 قُ‏ دمتللمحكمة بتاريخ 14.11.2002.40


86وهو صاحب الصلاحية للمصادقة على النقاط."‏من جهة أخرى نذكر أنه في عدد من الحالات حاولت مديرية البدو تجنب إعطاء رد سلبيمدعية بأن صلاحية الرد هي بيد مفوض شؤون المياه فقط.‏ وفقط بعد مراجعات متكررةأجرتها جمعية ‏"المرافعة الجماهيرية"‏ بين السلطتين تراجعت المديرية عن ادعائها.‏تقديم الطلبات - طريق السعد؟منذ أن أصدرت محكمة العدل العليا حكمها في شهر شباط 2003، قُ‏ دم للجنةالمياه،‏ وفق الإجراء الجديد،‏ أكثر من 13 طلبا من قرى مختلفة بعيدة عن بعضها البعض.‏تم تقديم كل طلب من قبل 10 عائلات على الأقل،‏ وبعضها بمساعدة منظمات أخرى مثل‏"المرافعة الجماهيرية"‏ وأطباء لحقوق الإنسان.‏من بين ستة طلبات قدمها مركز ‏"عدالة"،‏ تم رفض خمسة والموافقة على طلب واحدسُ‏ جل على اسم شخص لم يكن احد الطالبين.‏ تطرقت الطلبات للقرى تل-الملح،‏ جطمات،‏وادي جوين ‏(الأطرش)،‏ أم الحيران،‏ تل عراد وتلاع رشيد.‏ قُ‏ دمت ‏"المرافعة الجماهيرية"‏ أربعةطلبات رُفضت جميعها.‏ ثلاث طلبات تطرقت لعائلات تسكن بعيدة عن بعضها البعض فيقرية وادي النعم الكبيرة وطلب واحد لقرية السر.‏ أطباء لحقوق الإنسان قدمت طلبانفي الفرعة وفي وادي المشاش،‏ لم تتلقى أي جواب نهائي بشأنها ، 87 وطلب ثالث رُفض هوالآخر لتوسيع نقطة المياه في قرية أم الحيران غير المعترف بها من إينش واحد إلى 2 اينش.‏بعض تلك الطلبات قُ‏ دم باسم قرى ليس فيها أي نقطة مياه مثل وادي المشاش.‏الردودفي الجدول أعلاه تفصيل للطلبات التي قُ‏ دمت للجنة المياه فيالسنتين الأخيرتين:‏اسمالقريةعددالعائلاتعددالسكاننقاط المياهالقائمةتاريخالتقديمتاريخالمداولةتاريخالردمصادقةتل الملح27.10.04 لا13.6.0411.9.03110015جطمات27.10.04 لا13.6.0411.9.03-3911وادي جويننعم،‏ لكنلشخصآخر27.10.0413.6.0411.9.0319410تلاع رشيدغير معروف27.10.04 لا11.9.03111518وادي النعميوجدبالمنطقة×‏27.10.04 لا13.6.0426.2.04631687. لتفاصيل قضية الفُ‏ رعة،‏ راجعوا المنطقة المباحة،‏ أطباء لحقوق الإنسان،‏ تموز 2003، صفحة 22.41


وادي النعم××‏يوجدبالمنطقة×‏لا،‏ حُ‏ ولوالنقطةشخص آخر27.10.0413.6.0429.4.0410715أم الحيران19.10.04 لا5.9.0429.7.04117234أم الحيران –نفس المجموعةطلب لتوسيعالنقطةالقائمة19.10.04 لا5.9.0427.7.04117234تل عرادغير معروف31.10.04 لا23.8.04-24740وادي النعميوجدبالمنطقة×‏31.10.04 لا5.9.048.0414220وادي النعم- نفسالمجموعةطلب ثانييوجدبالمنطقة×‏لم تُبحثثانيةجواب شفوييؤكد جوابسابقلا2.12.0414220وادي النعميوجدبالمنطقة×‏7.3.05 لا9.1.0511.11.04112201191مجموع 199× حقيقة وجود نقاط مياه في منطقة مُ‏ عينة يُستغل في كثير من الأحيان من قبلالمديرية لمنع إقامة نقاط إضافية.‏ في حالات كثيرة تَخدِ‏ م النقاط الموجودة عائلاتعديدة أصلا ولا تستطيع عائلات أخرى الوصول إلى هذه النقاط.‏×× في ردها على هذه الحالة أعلنت اللجنة أنها أوصت المفوض بالمصادقة على ربطشخص معين لم يكن من أولئك الذين قدموا هذا الطلب والذي يسكن في قريةأخرى - وادي المشاش - التي تبتعد مسافة 18 كيلومتر تقريبا عن العائلة التيقدمت هذا الطلب.‏ تمت المصادقة على هذا الطلب لأن الشخص توجه مباشرةللمحكمة عبر محام خاص و"قررت"المديرية المصادقة على هذه النقطة بعد تقديمالدعوى.‏ أضافت المديرية في ردها أن النقطة ستُ‏ قام في مكان يتم الاتفاق عليهبالتنسيق مع ممثل شركة مكوروت،‏ وبعد تنظيم مسألة مكان النقطة سيتمإيصال المياه إليها.‏ من نافل القول بأن هذا الحل لم يكن مُ‏ رضيا بالنسبة للعائلاتالتي حصلت عمليا على رد سلبي.‏الجدول يبين أيضا وبكل وضوح أن بعض الطلبات انتظرت لمدة 9 أشهر قبل البحثفيها.‏ وحتى بعد أخذ القرار تتأخر مديرية البدو في منح الجواب وكأن الموضوع لا يتعلقبحق أساسي يتعذب السكان من أجل ممارسته.‏ هكذا اضطر بعض السكان إلى الانتظارلمدة 4 أشهر بعد البت في طلبهم إلى أن وصلهم الرد ‏(السلبي).‏ في بعض الحالات لم42


يصل أي رد إلا بعد تدخل بعض المنظمات التي توجت مرات عديدة خطيا وشفويا إلىممثل المديرية.‏يمكن الملاحظة وبشكل مبدئي،‏ أن عملية تقديم الطلبات هي عملية عقيمة وأنه منذأن أزيل الالتماس المقدم لمحكمة العدل العليا لم يعد هناك أي تهديد على عمل لجنة المياهفعادت الأخيرة إلى ‏"عادتها القديمة"،‏ عقدت جلساتها بشكل اعتباطي وردت بالسلب تقريباعلى كل طلب قُ‏ دم لها.‏ كما ويظهر أن الادعاء أن اللجنة هي لجنة استشارية لمفوضشؤون المياه هو ادعاء فارغ من أي مضمون إذ أن كل المراسلات والإجراءات تكون مع مديريةالبدو،‏ المسؤولة عن اللجنة،‏ وهي التي تبلغ عن النتائج وعلى النحو التالي:‏" ارتأت اللجنة أن لا توصي مفوض شؤون المياه بالمصادقة على النقطة...‏ رفعت اللجنةتوصياتها وقرر الأخير عدم الموافقة على طلبك."‏في أسلوب عملها غير السليم تستغل مديرية البدو قوتها كقابضة على ثروة المياهمقابل ضعف السكان العالقين في ضائقة مزمنة.‏ تستغل مديرية البدو حقيقة أنضائقة العرب - البدو لا تجعلهم يهتمون ب"صغائر الأمور"‏ مثل الحصول على رد خطيفي الوقت المناسب،‏ إعلامهم بتواريخ انعقاد اللجنة أو دعوتهم لطرح ادعاءاتهم أمامها،‏فتتحاشى العمل وفق الأنظمة والأعراف المُلزمة كأي سلطة عامة.‏ بدل أن تقوم المديريةبرفع وعي العرب البدو بشأن أساليب العمل السليم في السلطات العامة،‏ كما هو متبعفي المجتمعات الديموقراطية،‏ تعمل المديرية على مواصلة قمعهم وحرمانهم من حقوقهم،‏بشكل اعتباطي وظالم.‏ يبدو ‏"مديرية تطوير البدو"‏ تعمل ‏-وعلى عكس اسمها الرسمي- على مواصلة قمع وإضعاف العرب البدو.‏سلمان أبو حميد ‏(بير هداج).‏43


44نقطة مياه لسليمان أبو عايش،‏ وادي النعميعمل عيد،‏ والد سليمان،‏ منذ سنين عديدة في الكيرن كييميت حيث قام خلالسنوات عمله بزرع الأشجار ومد شبكات المياه لسقيها.‏ إلا أن عيد فشل في تزويدعائلته التي تقيم في بيت واحد في قرية وادي النعم غير المعترف بها بالمياه الجارية.‏في شهر أيلول 2004 بُحث في طلبه الذي قُ‏ دم أصلا في شهر تموز من نفس السنةوتقرر رفض الطلب.‏في الماضي حصلت العائلة على المياه من نقطة مياء تتبع لعائلة مجاورة كانتتملك منذ سنين نقطة مياه خاصة بها.‏ إلا أن الشراكة القديمة مع الجيران لم تدُ‏ مفبقيَ‏ أبناء عائلة عيد دون إمداد مياه منتظم لبيتهم.‏ وهكذا اضطر أبناء العائلة إلىسقي قطيعهم من مياه الآبار التي تمتلئ خلال الشتاء ‏(والتي لا تُفحص ولا يُعرفمستوى جودتها).‏قبل أن يُقدم طلب رسمي،ذهب سليمان،‏ ابن عيد،‏ إلى مكاتب مديرية البدو.‏ عندهاقيل له صراحة بأنه إذا قام بعمل ضجة ‏(أي التوجه للإعلام في هذا الشأن،‏ أ.أ)‏ ‏"فسوفينال العكس تماما".‏ كما وقيل له أنه من المفضل أن يقبع في بيته بهدوء،‏ أو علىحد قول احد موظفي المديرية ‏"اذهب،‏ ولا ترجع".‏سليمان الذي يريد أكثر من أي شيء الحصول على نقطة المياه الغالية،‏ أطاعأمرهم.‏بعد الحصول على رد سلبي لطلب أبيه،‏ قدم سليمان أبو عايش طلبا جديدا فيشهر كانون الأول لإقامة نقطة مياه جديدة.‏ هذه المرة قُ‏ دم الطلب باسم مجموعةتضم 142 شخصا من 15 عائلة تعيش بالقرب من بعضها،‏ وبمساعدة جمعية‏"المرافعة الجماهيرية".‏إذا كان وجود حوالي 150 إنسان يعيشون قرب بعضهم دون نقطة مياه ليسسببا كافيا للمصادقة على وصلهم بالماء،‏ ففي حالة سليمان هناك سبب إضافي.‏وُلد أحد أبناء سلميان أبو عايش مع متلازمة داون syndrome) (Down ويحتاج الولدإلى علاج ورعاية خاصة.‏ هَ‏ مّ‏ الماء هو مسؤولية أخرى إلى جانب المسؤوليات العديدةالملقاة على كاهل عائلة يعاني أحد أبنائها من متلازمة داون.‏بعد مضي شهور طويلة دون الحصول على إجابة بشأن نقطة المياه،‏ توجه السيدسليمان القريناوي،‏ مُ‏ رّكز العرب البدو في جمعية المرافعة الجماهيرية،‏ بتاريخ 19.8.05إلى رئيس المديرية طالبا منه الإجابة على الأسئلة التالية:‏ هل تم مناقشة الطلب فيجلسة اللجنة المنعقدة في شهر كانون ثاني ‎2005‎؟ إذا كان الجواب نعم،‏ لماذا لم يتمالحصول على رد؟ كما وطلب القريناوي الحصول على جواب خطي.‏فقط في تاريخ 2.11.05 صدر رد عن مديرية البدو،‏ 11 شهر بعد تقديم الطلب.‏جاء في معرض الرد بأن طلب الأب ‏(عيد)‏ رُفض في شهر أيلول 2004 وطلب الابن


‏(سليمان)‏ وصل مع انعقاد الجلسة السابقة للجنة ‏(نستنتج بأن الطلب لم يُبحثمع أنهم لم يقولوا ذلك صراحة).‏ وأضاف أن التعامل مع كِ‏ لا الطلبين متشابه،‏ ولكنهإذا أصروا،‏ ستبحث اللجنة بالطلب في تاريخ 15.11.05. في هذا الرد أعلن موشيهموشيه،‏ مُ‏ ركز لجنة المياه في المديرية،‏ أنه قبل أن تبحث اللجنة في الطلب فقد حكمتعليه بالرفض،‏ وإن كان بسبب مجرد كون سليمان ابن عيد ودون أي تطرق موضوعيلحالته أو للطلب،‏ الذي قُ‏ دم أصلا باسم 15 عائلة.‏يتناقض هذه مع كل القواعد الأساسية للإدارة السليمة والتي تعطي الحق لأيإنسان ببسط ادعاءاته وبأن تُسمع تلك الادعاءات بشكل موضوعي قبل البت فيها.‏في تاريخ 28.11.05، بَسَ‏ ط سليمان القريناوي،‏ من جمعية ‏"المرافعة الجماهيرية"‏باسم سليمان أبو عايش و-‏‎141‎ أبناء عائلته،‏ أمام اللجنة مجمل ادعاءاته بشأن ضرورةإقامة نقطة مياه.‏مر شهران إضافيان قبل صدور رد عن مديرية البدو.‏ في تاريخ 8.1.06 أعلن موشيهموشيه لسليمان أبو عايش بأن طلبه قد رُفض.‏مراجعة سريعة للأجوبة التي وصلت إلى السكان تؤكد الادعاء الذي يفيد بأن دولةإسرائيل،‏ بواسطة مديرية البدو،‏ تقبض على ثروة الماء كسلاح وتمنع هذه الثروة عن سكانالقرى غير المعترف بها في النقب لكي تحقق سياستها المُعلنة لتجميع العرب البدو علىأصغر مساحة أرض ممكنة.‏ فيما يلي اقتباس من أحد الردود السلبية التي وصلت لأحدالسكان:‏‏"استثمرت دولة إسرائيل ما يقارب العشرة ملايين شيقل في تطوير الحي Y في القريةX. في هذا الحي هناك عدد K من البيوت السكنية المؤقتة،‏ التي ‏"تنتظر"‏ السكان ‏"طالبينقاط المياه"‏ من عشيرة S لغرض إسكانهم.‏ لا داعي للقول بأن القرية X توفر لساكنيهاكل الخدمات التي يستحقها أي ساكن بما في ذلك المياه،‏ الكهرباء،‏ خدمات الصحة والرفاهوما شابه ذلك....‏ من هنا فإن الدولة ترفض مواصلة إقامة نقاط مياه خاصة فيالمنطقة T، في حين يوجد هناك حلول سكن مؤقتة للسكان،‏ الذين يقيمون كماذكرنا على أراض دولة وفي مبان غير قانونية."‏ ‏(التسميك من الكاتبة.‏ تم تغيير الأسماء).‏88عودة إلى المحكمةفي أعقاب كل ما ورد أعلاه عاد بعض مقدمي الطلبات إلى المحكمة علّها تنصفهم.‏الدعوى التي قُ‏ دمت لمحكمة شؤون المياه في حيفا كانت باسم ست اشخاص يمثلون سوية767 رجلا،‏ امرأة وطفلا من 128 عائلة تعيش في ست قرى غير معترف بها في النقب.‏88. Ú"Â 609/05 عبدالله أبو مساعد وآخرون ضد مفوض شؤون المياه ودائرة أراضي إسرائيل.‏ قدمت الدعوىإلى المحكمة المركزية في حيفا بصفتها المحكمة ذات الاختصاص بشؤون المياه بواسطة المحامي مروان دلال منمركز ‏"عدالة"-‏ المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل.‏ بتارخ 20.4.2005.45


طُ‏ لب من المحكمة أن تأمر مفوض شؤون المياه ومديرية البدو ‏(التي تُعتبر وحدة دعم لدائرةأراضي إسرائيل)‏ بإقامة نقاط لتوفير المياه بالكمية والجودة الواجبة حسب القانون.‏اعتمد الالتماس على ادعاء عدم وجود صلاحية للجنة وعلى أن الردود على الطلبات لمتأت من قبل مفوض شؤون المياه،‏ صاحب صلاحية المصادقة على نقاط المياه،‏ إنما جاءت منلجنة المياه التي تعمل تحت إدارة مديرية البدو،‏ وعادة بدون أي شرح لسبب الرفض.‏ ادعىالملتمسون أن مفوض شؤون المياه لم يدرس طلبات إقامة نقاط المياه بشكل موضوعيكما تمُ‏ لي عليه صلاحياته وفق القانون.‏ بدل ذلك اعتمد المفوض على توصية لجنة المياهالتي فصلنا تركيبتها أعلاه والتي تبحث في شؤون المياه وفق اعتبارات غير مهنية.‏احدى الادعاءات القانونية المُهمة التي وردت في إطار الالتماس كانت دعوى التمييز.‏ أقيمتفي النقب في السنوات الأخيرة عشرات ‏"المزارع المعزولة"،‏ التي هي عبارة عن مستوطناتأفراد.‏ في إطار استيطان الأفراد تحظى العائلة بمساحات أرض واسعة تصل إلى مئات وأحياناألاف الدونمات وتتمتع بالخدمات المُختلفة،‏ بما في ذلك المياه،‏ من قبل السلطة البلدية.‏ يحدثكل ذلك قبل أن تحصل تلك المزارع على التراخيص اللازمة وفق قوانين التخطيط والبناء.‏ لاتتوافق هذه السياسة مع السياسيات التخطيطية لدولة إسرائيل كما حددتها سلطاتالتخطيط المهنية والقرار بشأن هذه المزارع صدر عن المجلس القطري للتخطيط والبناءنتيجة ضغط سياسي شديد يهدف إلى ‏"الحفاظ على الأرض"،‏ اسم الشيفرة لما معناه89إبقاء الأرض بأيدي يهودية.‏مقابل هذه المستوطنات،‏ التي ترتبط بالمياه أثناء بنائها عبر السلطة المحلية حتى وإنلم تُنظم التصاريح الرسمية،‏ عندما يدور الحديث عن القرى العربية-البدوية تفيد دائرةأراضي إسرائيل بأن:‏ ‏"الانتشار على مساحات واسعة لهذا الحد،‏ لا يسمح بتوفير الخدماتالعامة المطلوبة.‏ الخدمات التي يمُ‏ كن للدولة توفيرها بشكل قانوني وناجع هي فقط في90إطار تجمعات سكانية ثابتة ومُ‏ خطط لها."‏لم يتم التداول في الالتماس منذ أن قُ‏ دم وحتى تاريخ كتابة هذا التقرير.‏ في هذهالأثناء أنصرف فصل الصيف الذي قضاه عشرات آلاف العرب البدو وهم يحلمون بالمطريهطل على كل سكان النقب بدون أي تمييز.‏89. راجعوا مثلا:‏ تسفرير رينات،‏ لم يعد وحيدا هآرتس،‏ ملحق الأملاك ‎29.2.2004‎؛ نير حسون،‏ هيئاتالتخطيط تُ‏ عارض لكن مزارع الأفراد لا تزال تُ‏ بنى هآرتس ‎13.6.2004‎؛ أين سنسكن في أرخوفيتأم في عومريت؟ هآرتس 16.7.2004.90. الناطقة بلسان دائرة أراضي إسرائيل ميزانيات ضخمة للبدو في النقب 14.4.05. من موقع دائرة أراضيإسرائيل على شبكة الانترنت،‏ معلومات عن الدائرة،‏ بلاغات العلاقات العامة.‏http://www.mmi.gov.il/Envelope/index.asp46


خلاصةثمن الصمتفي الأعوام 2003 و-‏‎2004‎ تم قطع المياه عن سكان عدة سلطات محلية في البلادوذلك بسبب تراكم الديون على تلك السلطات لصالح شركة مكوروت.‏ في مقال حولهذا الموضوع نُشر في صحيفة هآرتس قال عضو الكنيست ‏(آنذاك)‏ شالوم سمحون:‏ ‏"تخيلواأي قيامة كانت ستقوم في إسرائيل والعالم لو قام جيش الدفاع الإسرائيلي بقطعالمياه عن سكان المناطق ‏(المحُ‏ تلة ن.أ)‏ بحجة عدم قيام السلطة الفلسطينية دفع الديونالمُستحقة عليها.‏ يعلم كل عاقل أنه لا يمكن القيام بخطوة كهذه ضد السكان الواقعينتحت مسؤوليتنا."‏ 91 في رسالته التي بعثها إلى هيئة التحرير أكد سمحون على الالتزامالإنساني والقانوني - الدولي الذي يقع على إسرائيل بشأن الحفاظ على الحق في المياهلجميع سكانها،‏ لكنه لم يذكر ولو بجملة يتيمة سكان القرى غير المعترف بها،‏ في النقبخاصة والذين ترفض إسرائيل وصلهم بالمياه.‏تدل حقيقة عدم خوض عضو الكنيست سمحون في قضية عدم وصل ما يزيد عن80،000 مواطن إسرائيلي بشبكة المياه،‏ وهي القضية التي يتمحور حولها ادعائه بشأنالحق في المياه كحق أساسي،‏ على التوجه السائد في المجتمع الإسرائيلي،‏ عند ساستهوفي وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ توجه التجاهل والصمت.‏ من يدفع الثمن الباهظ لصمتناهم سكان القرى،‏ بما فيهم المرضى،‏ المُعاقون والأطفال الذين هم في ّ أمَ‏ س الحاجة إلىمساعدة الدولة من أجل نيل وممارسة حقوقهم.‏جاء في مُ‏ قدمة مشروع تعديل قانون المياه الذي طرحه عضو الكنيست شالوم سمحون،‏والتي إقتبسنا منها في بداية التقرير،‏ أن الحق في المياه هو حق لا جدل قانونيا حوله،‏ إذأنه مرتبط بالحق في الحياة.‏ على هذا الأساس اقترح الوزير سمحون تثبيت الحق وتوسيعهبشكل صريح في القانون:‏ "... للإجابة على أسئلة هي موضع خلاف بشأن حقبعض الأشخاص بالمياه،‏ وبشأن واجب الدولة بتزويدها لهم.‏ ضرورة تثبيت الحق فيالمياه تؤكد أيضا واجب الدولة في توفير المياه عند شحها،‏ فالحقوق وُلدت ليتم استغلالهاعند الضائقة."‏ 92 بما أن مسألة استغلال الحقوق في أوقات الضائقة لم تغب عن وعيأعضاء لجنة الحقوق الاقتصادية،‏ الاجتماعية والثقافية التابعة للأمم المتحدة عندما قررواإرساء الحق في المياه،‏ تم الفصل بين عدم مقدرة الدولة على تزويد المياه الصالحة للشرب91. الماء هو حق أساسي.‏ هآرتس،‏ رسائل إلى هيئة التحرير 30.12.2003.92. مشروع قانون لعضو الكنيست شالوم سمحون بشأن حق الإنسان في المياه ‏(تعديل قانون المياه-‏ 1959)طُ‏ رح في تاريخ 14.7.2003 للكنيست السادسة عشرة.‏47


وبين عدم رغبتها في فعل ذلك:‏‏"عند تحديد أي الممارسات أو الإسقاطات تعتبر خرقا للحق في المياه،‏ من الواجبالتفريق بين عدم مقدرة الدولة الموقعة على الميثاق وبين عدم رغبتها في الالتزامبواجباتها بخصوص الحق في المياه...‏ أن الدولة التي لا ترغب في استغلال معظممواردها القائمة لتحقيق الحق في المياه،‏ تخرق التزاماتها بموجب الميثاق."‏‏(تسميك الخط من الكاتبة)‏في معرض ردها على الالتماس إلى محكمة العدل العليا من أجل ربط السكانبشبكة المياه،‏ قالت الدولة بأن أحد الأسباب المحُ‏ تملة لرفض لجنة تخصيص مياه الشربطلب إقامة نقطة مياه هو:‏ ‏"توفر حلول إسكان لمقدمي الطلب في قرى مُ‏ عترف بهاقريبة تضُ‏ م خدمات كثيرة من بينها توفير المياه من السلطة المحلية."‏ 93 يظهر من هذاالرد ان دولة إسرائيل غير مستعدة عن سابق معرفة لربط سكان القرى غير المعترف بهافي النقب بشبكة المياه،‏ وبهذا فهي تنكث بالتزاماتها بموجب المواثيق التي وقعت عليهاوبموجب القانون الدولي.‏إن موقفنا من كل ما يتعلق بالمياه،‏ كما من كل حقوق الإنسان الأساسية الأخرى مثلالحق في الصحة،‏ هو أن وجود صراع على أرض أو أي صراع آخر بين شخص أو مجموعةأشخاص وبين الدولة لا يمُ‏ كن أن يشكل حجة لسلب الحقوق.‏ يُحظر على الدولة استعمالسوط سلب الحق كأداة لإجبار سكان القرى غير المعترف بها في النقب على قبول سياستهاالمعلنة - سياسة التجميع في بلدات.‏ قيامها بهذا هو نكث للعهد بينها وبين مواطنيهاوإلغاء لقِ‏ يَمها الأخلاقية الأساسية.‏يمكننا تحسين هذا الوضع لو قررنا تحويل أعيننا عن المشاكل المعهودة والمُلحة في الدولةوالنظر نحو مشكلة المياه.‏ المشكلة خطيرة لكنها،‏ على عكس مشاكل أخرى،‏ محُ‏ ددةومحصورة،‏ لذلك فالحل ممكن.‏ بمساعدة الضغط الجماهيري والعمل المشترك يمكن الوصولإلى حل أحدى أكثر خروقات حقوق الإنسان إلحاحا في إسرائيل.‏استنتاجات وتوصياتتستخدم دولة إسرائيل أحد حقوق الإنسان الأساسية كسلاح لتنفيذ سياساتها.‏ هذاالتصرف مرفوض جملة وتفصيلا.‏معظم سكان القرى غير مرتبطين بشكل منظم بشبكة المياه ويحصلون على الماءبشكل غير مُ‏ نظم من مصادر قد لا يُعرف مستوى جودتها ولا يتم فحصها مخبريا.‏ تبقىالمياه لمدة طويلة في صهاريج لا تخضع لأي فحوصات.‏ استهلاك المياه في القرى هو أقلبمقدار النصف عن معدل الاستهلاك القطري،‏ عملية تخصيص المياه لسكان القرى غيرالمعترف بها هي عملية غير متساوية إلى أقصى حد مقارنة بباقي سكان الدولة.‏لهذا الوضع انعكاسات على الصحة - بدءا من الأمراض الوبائية المُنتقلة في المياه،‏مرورا بالعلاج المنقوص للأمراض بسبب شح المياه وجودتها المنخفضة،‏ وانتهاءً‏ بالعلاقةالمباشرة بين مستوى الوصيلية للمياه وبين وفيات الأطفال - حيث معدلها بين السكان48


العرب البدو في النقب هو الأعلى في البلاد.‏ بناءً‏ على ما تقدم توصي أطباء لحقوقالإنسان بعمل ما يلي:‏على المدى المنظور وحتى تطبيق التوصيات على المدى البعيد:‏على الدولة العمل وبشكل فوري ومكثف لربط سكان القرى غير المعترف بهابشبكة المياه.‏إقامة نقاط مياه تلائم المعايير المتعارف عليها في البلاد من ناحية تكلفة الارتباطبها بحيث يتمكن السكان من الارتباط بشبكة المياه دون تكبد مصاريف طائلةتؤدي إلى التمييز بين سكان القرى غير المعترف بها وباقي سكان الدولة بشكلعام وبين الفقراء والأغنياء من سكان تلك القرى بشكل خاص.‏تُقام نقاط المياه بشكل يمُ‏ ‏َكِ‏ ن من استخدام المياه بالكمية والجودة المتوسطة فيالبلاد.‏على وزارة الصحة أن تبادر إلى فحص مصادر المياه الثابتة والمتنقلة فحصا دورياسوية مع المسؤول المباشر عن المنطقة،‏ إن كان المسؤول المجلس الإقليمي أو لواءالجنوب في وزارة الداخلية.‏ يجب القيام بهذه الفحوصات بالتنسيق مع اللجانالمحلية في التجمعات السكانية حيث تتواجد مصادر المياه.‏ يجب عمل ذلك فيجميع الأحوال،‏ وحتى ربط جميع السكان.‏عند تخصيص حصص المياه يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن معظم السكان البدوهم من المزارعين.‏ يجب توزيع حصص المياه للزراعة وفق الأسعار والشروط الممنوحةلباقي المزارعين في دولة إسرائيل.‏إلغاء لجنة المياه في مديرية البدو على الفور ونقل صلاحيات البت في طلباتالمياه إلى الجهات المسؤولة عن توزيع المياه بشكل مباشر:‏ مفوضية المياه والوزاراتالمختلفة.‏لا علاقة على الإطلاق بين الجهات الأمنية وبين الحق في المياه لسكان القرى.‏ يجبإخراج الأعضاء الأمنيين من لجنة المياه:‏ ممثلو الجيش،‏ الشرطة والدوريات الخضراء‏(حتى يتم إلغائها).‏على وزارة الصحة المطالبة بتمثيل لها في لجنة المياه ‏(حتى يتم إلغاء الأخيرة).‏على المدى البعيد:‏على الدولة الاعتراف بالقرى غير المعترف بها في النقب والعمل على إيجاد حلشامل ومقبول بالتعاون مع الهيئات التمثيلية المنتخبة من قبل سكان القرى- اللجان المحلية في القرى والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب.‏على وزارة الصحة أن تعترف في الحق في المياه كجزء لا يتجزأ من الحق في الصحةوالمبادرة للقيام بأعمال مشتركة مع الجهات المسؤولة وفق تعليمات القانون.‏49


‏"بغض النظر عن الخلاف القائم حول شرعية القرى،‏ من واجب الحكومةتوفير المياه لمواطنيها.‏ وبناءً‏ على هذه السياسة قررت مفوضية المياهوصل القرى البدوية بالشبكة القطرية."‏‏(وزير الزراعة آنذاك،‏ يعكوف تسور،‏ أثناء حفل تدشين خط مياه أوصل أربع قرى عربية-بدوية94غير معترف بها في الشمال بشبكة المياه،‏ 1994)الردود93. بلاغ من قبل المجيبين 1،2،4 و-‏‎5‎ التماس 3586/01. بأعقاب قرار المحكمة من تاريخ 11.9.2002قُ‏ دمت للمحكمة بتاريخ 14.11.2002.51


رد مديرية البدوننشر فيما يلي الردود مختصرة.‏ للإطلاع على الردود كاملة يرجى التفضل بزيارة الموقع:‏www.phr.org.il14.2.2006مديرية تطوير البدو في النقبإلى:‏ السيدة أورلي آلميأطباء لحقوق الإنسانتحية وبعد،‏الموضوع:‏ سياسة تزويد المياه للشتات البدوي في النقبلاحقا لتوجهك إلى رئيس المديرية بتاريخ 10.1.2006، فيما يلي ردنا على التقرير المُعنوَ‏ ن ب‏ ‏"منأجل نقطة ماء"‏ - المياه،‏ الدولة والقرى غير المعترف بها في النقب"‏ من شهر 2006:1. فيما يلي خلفية موجزة حول نشاطات لجنة المياه وأيضا حول السياسة العامة الحكومة فيمايتعلق بالشتات البدوي في النقب:‏خلفية عامة:‏أ.‏ يعيش في منطقة النقب ما يزيد عن 50،000 بدوي في أماكن هم اختاروا بناء بيوتهم عليهادون أن يسبق ذلك أي تخطيط من أي جهة حكومية.‏ عمليا،‏ يدور الحديث هنا عن بناء عشوائيغير قانوني دون تحضير أي خطط بناء كما يلزم قانون التخطيط والبناء – 1965 ودون تقديمأي طلب للحصول على رخص للبناء من جهات التخطيط المُعتمدة.‏تؤدي طريقة الاستيطان العشوائي المذكورة إلى نشوء صعوبات كثيرة في مجال توفير الخدماتللسكان.‏ لقد عملت الدولة على بناء عدد من التجمعات السكنية الثابتة للجمهور البدويفي النقب،‏ إلا أن عشرات الآلاف منهم ما زالوا يفضلون البقاء في عشرات التجمعات فيالشتات،‏ وإقامة بيوتهم هناك متجاهلين خطط البناء التي تعدها هيئات التخطيط الرسميةفي دولة إسرائيل.‏‏......في التجمعات السكانية الثابتة تحرص الدولة على إقامة المدارس،‏ العيادات،‏ مراكز الخدماتوالبنية التحتية المختلفة،‏ بما في ذلك إمداد المياه حتى بيوت السكان.‏ب.‏ لا خلاف بين الوزارات المختلفة حول واجبها بشأن تزويد الجمهور البدوي بالمياه للأغراض المتنوعة.‏مع ذلك لا بد وأن تتلاءم طريقة تزويد المياه للسكان مع السياسات التخطيطية والقانونيةالتي حددتها الحكومة.‏52


ت.‏ كحل مؤقت حتى إقامة تجمعات سكانية جديدة للشتات البدوي وحتى تنظيم شبكة تزويدالمياه من خلال السلطة المحلية كما هو متبع - قررت لجنة الوزراء الخاصة بشؤون المواطنينالعرب بتاريخ 14.9.2000 إقامة مراكز مياه.‏ث.‏ لاحقا للقرار المذكور،‏ قررت الجهات المختلفة ذات العلاقة بالموضوع تحديد تعليمات تخطيطلإقامة نظام إمداد مياه لعدد من النقاط في النقب.‏ جاء في تلك التعليمات بأن تمُ‏ د خطوطمياه تتفرع عن شبكة المياه الرئيسية لشركة مكوروت وتقدر على توفير مياه للسكان بكميةمضاعفة عما يحصل عليه السكان بواسطة ‏"النقاط الخاصة"،‏ مُ‏ فترضين أن نقاط المياه هذهوباقي الخدمات التي ستوفر للشتات ستشكل في المستقبل قاعدة للتجمعات السكانيةالثابتة.‏3. جدير بالذكر أن الأماكن التي تقرر عمليا إقامة مراكز مياه فيها هي نفس الأماكن التي قررتالحكومة أن تقام عليها تجمعات سكانية إضافية للجمهور البدوي في النقب.‏ كما ونؤكدبأن تخطيط مراكز المياه جاء ليلبي احتياجات السكان للمياه وفق التوقعات السكانية لعام.20203. تَقرر أن تقوم شركة مكوروت بمد الخطوط من شبكة المياه الرئيسية حتى النقاط المُعدةلاستهلاك السكان حيث تُركب عند نهاية كل خط وصْ‏ لات مُ‏ ستهلك وبعد ذلك تُرّكب نقاطمياه تمُ‏ كن من تعبئة صهاريج مياه ونقلها من النقطة المركزية وحتى مواقع السكن المنتشرةفي المناطق الواسعة.‏ ‏(فيما يلي:‏ ‏"مراكز مياه")‏3. تقيم الدولة مراكز المياه بتكلفة مرتفعة جدا وذلك لإدراكها للاحتياجات الأساسية الجمهورالبدوي ولحرصها على تطوير وتحسين توفير تلك الاحتياجات.‏لجنة المياه:‏ج.‏ عملت لجنة توزيع مياه الشرب سابقا في إطار وزارة الزراعة.‏3. سنة 1997 تم نقل أعمال اللجنة لمديرية البدو،‏ وتمَ‏ تعيين رئيس مديرية البدو رئيسا للجنة.‏تعيين اللجنة صدر من قبل مفوض شؤون المياه.‏3. سنة 2001، وصل جواب تعيين جديد للجنة المياه،‏ يصبح بموجبه رئيس مديرية البدو رئيساللجنة المياه.‏ أعضاء اللجنة:‏ ممثل شركة مكوروت،‏ ممثل ديوان رئيس الحكومة،‏ ممثل وزارة البنىالتحتية،‏ ممثل جيش الدفاع الإسرائيلي،‏ ممثل وزارة الداخلية،‏ ممثل مفوضية شؤون المياه،‏ ممثلعن الجمهور البدوي وممثل وحدة مراقبة المناطق المفتوحة.‏3. نؤكد بأن اللجنة هي لجنة استشارية لمفوض شؤون المياه،‏ الذي يقرر ويصادق على إقامة نقاطالمياه.‏. وظيفة لجنة توزيع مياه الشرب،‏ في المحصلة،‏ هي المصادقة على فتح وصلات مستهلك منالخطوط الرئيسية لشركة مكوروت ‏(بالأخص 3 خطوط:‏ بئر السبع - ديمونا،‏ شوكيت - عراد،‏بئر السبع - رمات حوفيف).‏3. يتعين على المستهلكين،‏ بناءً‏ على الاتفاق بينهم وبين شركة مكوروت،‏ تعبئة الصهاريج ونقلهاإلى مواقع سكناهم.‏ لكن،‏ وفي معظم الحالات،‏ يقوم المستهلكون بمد مواسير بلاستيكيةبقطر صغير من نقطة المياه وحتى مواقع سكناهم،‏ أحيانا لمسافة كيلومترات بعيدة،‏ الأمرالذي يؤدي إلى انخفاض ضغط المياه في المواسير بصورة ملحوظة.‏53


ح.‏ يتم التوجه للجنة من خلال استمارة طلب يُفصل فيها الطالب لأي أغراض سيتم تخصيصنقطة المياه وأيضا تعهُ‏ د من الطالب بتزويد المياه للتك العائلات.‏ بما أن الحديث يدور حول خطوطتوزيع ذات قطر كبير جدا وليست مخصصة لعدد كبير من وصلات المستهلك ‏(على حد قولشركة مكوروت)‏ تصادق اللجنة على إقامة النقطة المطلوبة بشرط أن تخدم عشر عائلاتعلى الأقل.‏ نؤكد أن الطلبات التي تصل إلى اللجنة هي طلبات فردية ولا يمكنالتوجه باسم ‏"القرية غير معترف بها"‏ هذه أو تلك.‏خ.‏ كما ورد أعلاه،‏ قامت حكومة إسرائيل سنة 2000 بإقرار إقامة مراكز مياه.‏ في أعقاب هذاالقرار أبلغ وزير البنى التحتية ‏(آنذاك)‏ اللجنة بأن تُصادق على وصلات مستهلك في الحالاتالاستثنائية فقط ولأسباب إنسانية و/أو في الأماكن التي ليس فيها حلول إسكانيةللسكان وليس عندهم حلول مائية متوفرة.‏نؤكد أنه من الناحية المبدئية لن تتم المصادقة على إقامة وصلات مستهلك فردية إضافية فيالأماكن التي يوجد فيها مراكز مياه أو هناك خطط لإقامة مراكز،‏ وستقوم شركة مكوروتبقطع الوصلات الفردية التي تم المصادقة عليها في الماضي،‏ إذ أن مراكز المياه تُشكل حلامناسبا وشاملا لضائقة المياه.‏ قطع الوصلات الفردية هو أمر ضروري لتخفيف من الضغطعلى خط المياه الرئيسي الذي وُصلت به نقاط المياه الفردية.‏خلاصة:‏3. لا شك بأن الدولة قامت وتقوم دون كلل،‏ وفي إطار حدود القانون والسياسات الحكومية،‏ بتزويدالبدو في الشتات بالمياه بشكل معقول،‏ مع الأخذ بعين الاعتبار الضوابط والاعتبارات المذكورةسلفا،‏ وبأنه لا توجد أي حجة قانونية تجُ‏ بر الدولة على توفير المياه لكل تجمع بيوت أقيم بشكلغير قانوني وليست هناك أي خطط للاعتراف به كتجمع سكاني ثابت.‏ لا يمكن أن نتوقع منالدولة مواصلة تزويد المياه بالأسلوب ‏"المُفضل"‏ على البدو في الشتات ‏(أي من خلال وصلاتالمياه الفردية).‏3. كل ذلك في حين تقوم الدولة باستثمار الموارد المالية والأخرى في بناء تجمعاتسكانية جديدة للبدو وتوسيع تجمعات قائمة وإقامة مراكز مياه كما وردسالفا.‏4. تظهر مما ورد أعلاه ضرورة الموازنة بشكل معقول بين الدولة وحقوق الإنسان.‏ الرد الايجابي علىعددغير محدود من طلبات إقامة نقاط مياه فردية،‏ علاوة عن الأعمال المهمة التي تقوم بها الدولةفي هذا الإطار،‏ يعني أن يستطيع كل إنسان اختيار مكان بناء بيته أينما يشاء في أرجاءالدولة وبعد ذلك مطالبة الدولة بوصله فرديا بالبنى التحتية.‏ بكل تأكيد،‏ لا يمكن الموافقة علىذلك.‏تقبلوا فائق الاحترامزينا سكورتيري - فلكوفيتش،‏ محاميةالمستشار القانوني لمديرية البدوتقبلوا فائق الاحترامرامي دماري،‏ محامقسم الاستشارة القانونية في مديرية البدو54


رد مفوضية المياهننشر فيما يلي الردود مختصرة.‏ للإطلاع على الردود كاملة يرجى التفضل بزيارة الموقع:‏www.phr.org.il15.2.2006إلى:‏ السيدة أورلي آلميمُ‏ ركزة مشروع ‏“القرى غير المعترف بها في النقب”‏أطباء لحقوق الإنسانتحية وبعد؛الموضوع:‏ الرد على التقرير المتعلق بمسألة المياه في القرى غير المعترف بهافي النقبمرفق طيه رد مفوضية المياه على التقرير.‏من الناحية المبدئية،‏ تنظيم إمداد المياه للتجمعات السكانية المُنظمة الجديدة أو لتوسيعأنظمة تزويد المياه بما يتلاءم مع الزيادة السكانية هو إجراء روتيني في عمل منظومة المياه.‏ هنالكمشكلة بالنسبة للقرى غير المعترف بها وذلك لسببين رئيسيين:‏ بالرغم من إدراك الدولة للأهميةالقصوى للمياه لتلبية الاحتياجات الأساسية للإنسان،‏ فإن المياه لا تشكل موضع الخلاف الوحيدبين الدولة وبين الساكنين في تجمعات غير قانونية.‏ أما السبب الثاني فهو وجود مؤسسة إداريةفي التجمعات المُعترف بها هي المسؤولة عن تزويد المستهلكين بالمياه،‏ ولا وجود لمؤسسة كهذهفي التجمع السكاني غير المعترف به.‏مع كل ذلك تُبذل جهود كثيرة وفي إطار الضوابط القائمة لإيجاد الحلول لتوفير المياه لمعظمالسكان.‏وأضيف بأن عمل لجنة منح نقاط المياه يُنفذ على أكمل وجه.‏ أنا أفحص وبشكل دائم جملةالاعتبارات التي يأخذها أعضاء اللجنة عند قبولهم أو رفضهم لطلبات الربط بالمياه.‏تقبلوا فائق الاحترامشمعون تالمفوض شؤون المياهنسخة:‏ السيد إيلي رونين – مدير عام وزارة البنى التحتية الوطنية................... السيد يعكوف كاتس - رئيس مديرية البدو................... السيد عمرام قلعجي - رئيس المجلس الإقليمي أبو بسمة................... السيد يسرائل موشيه – لواء الجنوب،‏ شركة مكوروت................... السيدة نوغا بليتس - مديرة قسم إدارة الاستهلاك،‏ مفوضية المياه................... المحامية أورلي سيلع - نائبة المستشارة القانونية،‏ مفوضية المياه.‏55


رد وزارة الصحة06.3.2006المدير العامإلى:‏ السيدة أورلي آلميمُ‏ ركزة مشروع ‏“القرى غير المعترف بها في النقب”‏جمعية أطباء لحقوق الإنسانتحية وبعدالموضوع:‏ المياه في القرى البدوية غير المعترف بها في النقبرسالتك المؤرخة 30.1.06الحيز الزمني الضيق الذي منحتمونا إياه للرد على التقرير لا يتيح لنا المجال للرد على مجملتفاصيله.‏ مع ذلك فإننا نؤكد أن المياه التي توفرها شبكة المياه العامة حتى وصلات المستهلكللسكان البدو في النقب،‏ هي مياه ممتازة وتلائم معايير الجودة ذات العلاقة.‏أُذكّ‏ ر بأن قضايا تزويد وتخصيص المياه،‏ إقامة نقاط المياه للمستهلك،‏ كميات المياه،‏ هي قضايا تقعتحت مسؤولية وزارة البنى التحتية - مفوضية المياه.‏شركة مكوروت هي مزود المياه الرئيسي في النقب وهي التي تقوم بإنشاء نقاط المياه المختلفةوفق تعليمات مفوضية المياه.‏ مُ‏ زود المياه هو المسؤول عن جودة المياه بما في ذلك فحوص جودتهاحتى نقطة المستهلك،‏ بعد ذلك تنتقل المسؤولية إلى المستهلك.‏لا شك أن السكن خارج تجمعات سكانية ثابتة دون الاتصال بالبنى التحتية الضرورية للصحةمثل شبكة مياه ثابتة وسليمة،‏ شبكة الكهرباء،‏ وجود شبكة صرف صحي وما إلى ذلك،‏ يُصعبمن الحفاظ على صحة الجمهور وتحسينها.‏ من هنا فإننا ندعم خطط الحكومة لتوطين الجمهورالبدوي في تجمعات سكانية ثابتة تتمتع ببنى تحتية تدعم الصحة.‏تقبلوا فائق الاحترامبروفيسور آفي يسرائيلي56


مكانالطابعالبريديإلى حضرة:‏رئيس الحكومةوزير الداخليةوزير البنى التحتية الوطنيةوزير الصحةالكنيستجادة بن غوريونالقدس"No household should be denied the right to water on the grounds oftheir housing or land status.” (The Right to Water, 2002, article 16)


تحية،‏كما تعلمون،‏ يعيش في النقب ما يزيد عن 80،000 نسمة،‏ من مواطني الدولة،‏ دون حقوقأساسية.‏شح في المياه،‏ مجاري مكشوفة،‏ نفايات مُ‏ تراكمة،‏ طرق ترابية يستحيل عبورها في الشتاء - كلهذا جزء من واقع الحياة اليومية لسكان القرى غير المعترف بها في النقب.‏السياسية الرسمية الحالية لا تفسح المجال أمام للعرب-البدو مواطني دولة إسرائيل لممارسةحقهم في الصحة.‏ تؤدي هذه السياسة إلى طريق مسدود،‏ إلى خرق متواصل لحقوقهم والى مسدائم بصحتهم وحياتهم.‏لهذا،‏ وبغض النظر عن وضعيتهم القانونية كساكنين،‏ على الدولة أن توفر لهم ظروف حياتيةأساسية،‏ خدمات صحية،‏ وفرص حياتية متكافئة في هذه البلاد.‏إننا نعتبرك مسؤولا عن حياة هؤلاء المواطنين.‏يمُ‏ كنك الآن تغيير هذا الوضعتقبلوا فائق الاحترامالأسم:‏ _________________

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!