الصحة في سجون مصر

ذلك في الإمكان،‏ اتخاذ ترتيبات لجعل الأطفال يولدون في مستشفى مدني )...(”القاعدة 23 من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء“... حين يكون من المسموح به بقاء الأطفال الرضع إلى جانب أمهاتهم في السجن،‏ تتخذ التدابير اللازمة لتوفير دار حضانةمجهزة بموظفين مؤهلين،‏ يوضع فيها الرضع خلال الفترات التي لا يكونون في أثنائها في رعاية أمهاتهم”.‏القاعدة 23 من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناءاهتمت النصوص القانونية على اختلافها بالنساء السجينات خصوصًا الحواملوالأمهات منهن،‏ وأولتهن رعاية خاصة بدءًا من المعاملة للسجينة الحاملوالترتيبات اللازمة للولادة،‏ إلى بقاء الأطفال الرضع مع أمهاتهم وتوفيرالتغذية الضرورية والرعاية الصحية للأم والطفل.‏علينا أن نذكر أيضًا أن للنساء السجينات احتياجات ذات خصوصية،‏ يمكنوصفها بال ‏“معقدة”‏ خصوصًا فيما يتعلق بصحتهن الجسدية والنفسية،‏ كما أنمعظمهن يكن قد تعرضن لانتهاكات بصورة أو بأخرى،‏ قبل أو في أثناءالاحتجاز .)2007-Palmer( ولذلك فمن المفروض أن تؤخذ خصوصيةالنساء السجينات في الاعتبار.‏تبعًا لنتائج هذا البحث تبين أن سجون النساء أيضًا تعاني فقر التجهيزاتالصحية بشكل عام – مثلها مثل سجون الرجال – ويظهر ذلك جلي ّ ‏ًا في حالاتالحمل والولادة والحضانة كما اتضح من روايات السجينات السابقات.‏ كماقد يحدث أن تقع السجينات تحت وطأة ضباط أو مأموري سجون يستغلونضعفهن داخل السجن بتعريضهن للمزيد من الانتهاكات.‏عند سؤال النساء السجينات عن شروط تواجد أطباء أمراض النساء والتوليدفي سجون النساء قيل إنهم يتواجدون عند الولادة فقط.‏ وغالب ‏ًا ما تلد النساءالمسجونات في مستشفيات الولادة العامة والتي تفتقر أحيانًا إلى المستلزماتالأساسية،‏ ويكون على النساء أو عائلاتهن أن يتدبروا ما تحتاجه الولادة.‏في سجن بورسعيد نساء،‏ يتم احتجاز النساء الحوامل و الأمهات وأطفالهنوالنساء اللاتي يعانين من أمراض مزمنة في عنبر منفصل يسمى ‏“المتابعة”،‏حيث الأوضاع ليست أفضل كثيرًا خصوصًا من جهة التهوية،‏ وذلك بسببتدخين النساء في نفس المكان.‏ فقط كان عنبر ‏“المتابعة”‏ أوسع في المساحة عنالعنابر الأخرى ‏)منظمة العفو الدولية،‏ 2013(.حالة س.م.‏ – الشرقيةروت س.م.‏ وقد كانت محتجزة سابقً‏ ا بمركزشرطة الزقازيق،‏ أنها عندما احتجزت كانتحامالً‏ في شهرها التاسع تقريبً‏ ا،‏ وفوجئتبعدم وجود مكان للنوم من األساسفي الزنزانة وبعدم اهتمام بكونها حامالً‏ ،بتوفير رعاية خاصة أو طعام خاص.‏ لم يكنهناك شباك أو مروحة فكانت الزنزانة مثل‏»قبر«‏ على حد تعبيرها.‏ في ليلة شعرتبتعب شديد وانتظرت وقتً‏ ا طويال قبلوصول الطبيب الذي كشف عليها داخلالزنزانة وقال إن ميعاد ولدتها لم يزلبعد شهرين.‏ ساءت حالتها بعدها وشعرتبانقباضات شديدة فاضطرت زميالتهامن المحتجزات إلى الصراخ و«التخبيط«‏على الباب ليحضر لها الحراس اإلسعاف.‏جاءت الستجابة بعد وقت طويل،‏ وتمنقلها بالفعل إلى مستشفى األحرار حيثوضعت طفلها.‏ نصح أحد األطباء فيالمستشفى ببقائها فترة أطول ألن حالتهاكانت سيئة – إلصابتها بحمى النفاس –إل أن مدير المستشفى رفض بقاءها وتمنقلها إلى مركز الشرطة قبل أن تتحسنحالتها.‏ وفي رواية أخرى وضعت سجينةداخل عنبر السجن بعد محاولت ‏»التخبيط«‏على الباب امتدت ساعات دون جدوى‏)منظمة العفو الدولية،‏ 2013(.21