الصحة في سجون مصر

ه(‏ اإلضاءة والتهويةالإضاءة داخل عنابر وغرف السجون ضعيفة جدّ‏ ً ا وأقرب إلى المنعدمة.‏ تنوع وصف السجناء السابقين لنوافذهم ولحجمها.‏ بعضها كانمرتفعًا جدّ‏ ً ا وصغيرًا مثل ‏“شراعة”.‏ بعض السجون الأخرى نوافذها كبيرة جدًا،‏ مترين × متر على حد وصف إحدى السجيناتالسابقات بسجن بورسعيد نساء.‏ نافذة أخرى كانت صغيرة جدّ‏ ً ا وبعرض الغرفة،‏ ثلاثين سنتيمتر × ٢ متر.‏اشتركت جميع النوافذ في كونها مغطاة بطبقات من الشبك السللكي ذي‏»الشباك عالي أوي..‏ و)عليه(‏ شبكفتحات ضيقة ‏)بغرض التأمين(‏ امتلأت بالأتربة المتراكمة و”العنكبوت”‏ حتىلم يعد الهواء أو الضوء ينفذان منها.‏قال معظم السجناء السابقين إن الإضاءة لم تكن تكفيهم للقراءة،‏ بينما القليلمنهم كانوا يتمكنون من القراءة لأنهم كانت لهم نوافذ كبيرة.‏وبالرغم من ذلك فإن النوافذ اللكبيرة كانت سبب ‏ًا في برودة الغرف شتاءً.‏انعدام التهوية داخل السجون خصوصًا صيفًا – ومع اكتظاظها بأعداد أكبرمن طاقتها الاستيعابية – كان من المشاكل التي ركز عليها عدد كبير منكذا راقة ومفيهوش تنفيس.«‏أ.غ.‏ متحدثً‏ ا عن سجن برج العرب‏»تيجي تشمي الهوا تالقي الهواسخن مش هوا بارد زي دة«‏ج.س.‏ متحدثً‏ ا عن سجن وادي النطرون‏»)الضوء(‏ ما يتقريش عليه.«‏أ.غ.‏ متحدثً‏ ا عن سجن برج العربالمحتجزين السابقين،‏ خصوصًا في وجود أعداد كبيرة من المدخنين داخلالعنابر.‏ جدران السجون الخرسانية – خصوصًا تلك التي تم بناؤها في تسعينيات القرن الماضي – تحتفظ بالحرارة صيفًا على نحوٍ‏ لا يطيقهالسجناء.‏يستعيض السجناء عن الهواء الخارجي بالمراوح،‏ ولذا فأهمية هذا الجهاز في السجون كبيرة،‏ خصوصًا في فصل الصيف،‏ غير أنها لاتحقق الهدف المرجو في ظل عدم تجديد الهواء وازدياد رطوبة المكان مع أعداد السجناء اللكبيرة وارتفاع نسبة المدخنين منهم.‏في سجن وادي النطرون 440 كان لشدة الرطوبة في الصيف يتساقط من السقف قطرات مياه،‏ العنبر لا يسع سوى 10 وكانوايحجزون فيه حوالي 40 شخصًا.‏ ولا يتحمل كبار السن من المحتجزين تلك الظروف وقد يفقدون حياتهم اختناق ‏ًا كما روى ج.س.‏و(‏ السامة واألمان داخل مكان االحتجازخلت السجون من تجهيزات الأمن والسلامة للتصدي وقت وقوع الحوادث،‏ مثل الحرائق مثل ‏ًا.‏ كما أدى الازدحام الشديد إلى ارتفاعمستوى الخطورة التي يتعرض لها السجناء.‏السلامة في العنابر أو الزنازين مرتبطة بوجود أجهزةكهربائية من عدمه،‏ ويختلف ذلك من سجن إلى آخر.‏ هناك سجون لا تسمح إدارتهابتواجد أجهزة كهربائية مع السجناء،‏ مثل سجن الاستئناف،‏ وأخرى تسمح بها بشروط.‏ ذكر من ساهموا في هذ البحث أجهزة مثلسخان المياه اللكهربائي،‏ والسخان اللكهربائي الذي يستخدم لطهي الطعام،‏ والمراوح والراديو.‏ يكمن جزء من الخطورة في توصيل التياراللكهربائي للأجهزة لأن السجناء يعبثون بأسلاك الإضاءة لمد ‏“وصلة”‏ لتشغيل تلك الأجهزة.‏من أشهر حوادث السجون حريق سجن 440 بوادي النطرون في أبريل عام 2007، الذي راح ضحيته سبعة سجناء وأصيب ثمانية عشرآخرون.‏ المقابلات مع من عاصروا هذا الحادث أو من دخلوا السجن بعد حدوثه مباشرة – ومنهم ج.س.‏ وش.ح.‏ – أجمعت على أن31