الصحة في سجون مصر
bdZCKJ
bdZCKJ
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
صعوبات البحثمَث ّ َلَ قلة المنشور من أدبيات تتعلق بأحوال ال<strong>سجون</strong> <strong>في</strong> <strong>مصر</strong> صعوبة أساسية بالرغم من اللكم الهائل الموجود عن <strong>الصحة</strong> <strong>في</strong> ال<strong>سجون</strong>وأماكن الاحتجاز بشكل عام، خصوصًا <strong>في</strong> <strong>سجون</strong> الدول المتقدمة التي لا تتشابه مع <strong>مصر</strong> بالضرورة ثقا<strong>في</strong> ّ ًا أو اجتماعي ّ ًا أو ً اقتصاديّا. إلاأنه على الرغم من ذلك كان لمطالعة أدبيات ال<strong>سجون</strong> فائدة كبيرة <strong>في</strong> تطوير أساس نظري لهذا البحث. حتى البحث <strong>في</strong> قواعد بياناتالدراسات العُليا بجامعة القاهرة وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ومكتبة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لم يسفرعن الوصول إلى أبحاث ميدانية عن <strong>الصحة</strong> داخل أماكن الاحتجاز أو ال<strong>سجون</strong> <strong>في</strong> <strong>مصر</strong>. ولم تتعدَ الأبحاث المتعلقة بالرعاية الصحيةبالمؤسسات العقابية أن تكون تجميعًا للتشريعات ذات الصلة – الوطنية والدولية – الخاصة ب<strong>الصحة</strong> <strong>في</strong> ال<strong>سجون</strong>، أو تقارير دوريةتصدرها جهات متخصصة عن ال<strong>سجون</strong> بشكل عام ويتم تغطية <strong>الصحة</strong> بها.أيضًا، تبين أن الاستبيان، والذي كان أحد الأدوات التي أَثْرَتْ البحث بالمعلومات، كان أطول من اللازم وأكثر تفصيل ًا مما يجببحسب رأي المشاركين <strong>في</strong> البحث. كما رأى البعض أنه بعيد عن واقع ال<strong>سجون</strong> <strong>في</strong> <strong>مصر</strong>. ولذلك كان الاعتماد الأكبر على نتائجالمقابلات إذ أَثبتت <strong>في</strong> مراحل لاحقة من الدراسة أنها كانت الوسيلة الأفضل <strong>في</strong> الحصول على المعلومات لأن بعض ممن شاركوا <strong>في</strong>البحث لا يجيدون القراءة أو الكتابة ولم يكونوا ليملئوا الاستبيانات على أي حال.رفض البعض المشاركة <strong>في</strong> البحث خوف ًا من الإفصاح عن معلومات تتسم <strong>في</strong> نظرهم بالسرية، وذلك بسبب حساسية الموضوع المطروحلعلاقته بعالم ال<strong>سجون</strong> المغلق. كما تخوّ َ فَ آخرون من تأثير المشاركة <strong>في</strong> مثل هذا البحث بالسلب على عملهم أو على الدعم الذي يقدمونهللسجناء أو لأسرهم. وتم احترام رغبتهم <strong>في</strong> الامتناع عن المشاركة والتحدث إلى الباحثين. من ضمن هؤلاء أطباء <strong>سجون</strong> سابقون وآخرونيعملون بجهات غير حكومية على اتصال بالسجناء وعائلاتهم.ركز هذا البحث على النظر <strong>في</strong> أوضاع ال<strong>سجون</strong> ومراكز الشرطة كأمثلة لأهم أماكن الاحتجاز وأكثرها عددًا <strong>في</strong> <strong>مصر</strong>. ذلك مع العلمأن أماكن الاحتجاز تتسع لتشمل أيضًا دور رعاية الأحداث، وال<strong>سجون</strong> العسكرية )التي شمل البحث واحدًا منها وهو سجن العزوليبالإسماعيلية(، ومستش<strong>في</strong>ات <strong>الصحة</strong> النفسية، بالإضافة إلى أي مكان آخر قد يستخدم كمكان احتجاز. تلك القاعدة العريضة المتنوعةمن أماكن الاحتجاز كانت أكبر من أن يتم تغطيتها <strong>في</strong> هذا البحث نظر ًا لقصر الوقت المتاح ولصعوبة الوصول إلى عدد كاف منالأشخاص ممن سبق احتجازهم أو كانوا بالفعل محتجزين أو على صلات بالمحتجزين <strong>في</strong> كل تلك الأماكن.الخل<strong>في</strong>ة القانونية: االحتجاز والحق <strong>في</strong> <strong>الصحة</strong>ي ُقيّ ِم هذا البحث الأوضاع الصحية <strong>في</strong> ضوء التزامات الدولة ال<strong>مصر</strong>ية بموجب نص الدستور ال<strong>مصر</strong>ي وقانون تنظيم ال<strong>سجون</strong> واللائحةالداخلية لل<strong>سجون</strong>، وهي النصوص المنظِّمة لأدوار وواجبات القائمين على العمل الصحي – خصوصًا الأطباء – داخل ال<strong>سجون</strong> <strong>في</strong><strong>مصر</strong>. هذا إلى جانب الاتفاقيات الدولية التي صدّ َ قت عليها <strong>مصر</strong>، بالإضافة إلى المعايير الدولية الخاصة بأماكن الاحتجاز.من ضمن تلك النصوص على الأخص العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية 6 )الجريدة الرسمية، 1982(، والعهد الدولي للحقوق6 وقعت <strong>مصر</strong> على العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية بتاريخ 1967/8/4وصدقت بتاريخ 14 يناير 1982 وأصدرت عند انضمامها الإعلان التالي: ”مع الأخذ<strong>في</strong> الاعتبار أحكام الشر يعة الإسلامية وعدم تعارضها معها«.8