Aljouf Wadi Al-Nfakh-Web

وينقل الطبري عن رواية لأبي محنف (١) أنهما أقبلا إلى الناس وهم مجتمعون فقال
عمرو بن العاص:‏ يا أبا موسى أعلمهم بأن رأينا قد اجتمع واتفق فتكلم أبو موسى
وقال:‏ إن رأيي ورأي عمرو قد اتفقا على أمر نرجو أن يصلح الله عزّ‏ وجل به أمر هذه
الأمة.‏ فقال عمرو:‏ صدق وبر.‏ يا أبا موسى تقدم فتكلّم فتقدم أبو موسى ليتكلم فقال
له ابن عباس:‏ ويحك والله لأظنه قد خدعك.‏ إن كنتما قد اتفقتما على أمر فقدمه
فليتكلم بذلك الأمر قبلك ثم تكلّم أنت بعده فإني لا آمن أن يكون قد أعطاك الرضا
فيما بينك وبينه فإذا قمت في الناس خالفك.‏ فقال له:‏ إنا قد اتفقنا.‏ فتقدم أبو
موسى فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال:‏ أيها الناس إنا قد نظرنا في أمر هذه
الأمة لم نر أصلح لأمرها ولا ألم لشعثها من أمر قد أجمع رأيي ورأي عمرو عليه.‏
وهو أن نخلع علياً‏ ومعاوية فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من رأيتموه لهذا الأمر أهلا.‏
ثم تنحى فأقبل عمرو بن العاص فقام مقامه فحمد الله عز وجل وأثنى عليه وقال:‏ إن
هذا قد قال ما سمعتم وخلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي
معاوية فإنّه وليّ‏ عثمان بن عفان والطالب بدمه وأحق الناس مقامة.‏
وهناك من اؤرخ من يشكك في أن التحكيم قد جرى في دومة الجندل إذ يقول
أكثر الرواة - كما يقول ياقوت - إن التحكيم كان بأذرح مستشهدين بأن أكثر الشعراء
قد ذكروا أذرح في ما يتعلق بحادثة التحكيم هذه (٢) .
وا ورد في الشعر اتعلق بذكر حادثة التحكيم وحصولها في دومة الجندل قول
الشاعر الأعور الشني:‏
رضينا رضينا بحكم بحكم الله الله في كل موطن موطن
وليس وليس بهادي بهادي أمة أمة من من ضلالة ضلالة
وعمرو وعمرو وعبد وعبد الله الله مختلفان مختلفان
بدومة بدومة شيخا شيخا فتنة فتنة عميان عميان
ومن الجدير بذكره هنا أن أبا موسى نقلا عن النبي[‏ ذكر أن تحكيما آخر سبق
(١) الطبري اصدر السابق ص ٣٣٥٨-٣٣٥٩ .
(٢) حمد الجاسر:‏ في شمال غرب الجزيرة ص . ١٢٠
١٠١