Aljouf Wadi Al-Nfakh-Web
Aljouf Wadi Al-Nfakh-Web
Aljouf Wadi Al-Nfakh-Web
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
محمد بن رشيد نفسه واستطاع أن يجمع ثمانية آلاف رجل على الجمال في هذه الفترة<br />
الوجيزة وطلب من الأتراك مغادرة الجوف حالاً.<br />
وبعد سبعة أيام من إقامته في الجوف عاد محمد سعيد باشا إلى السلط في شرق<br />
الأردن; وخلّف وراءه حس باشا الشركسي مع ثمان جندياً كقوة احتلال. وبقيت هذه<br />
القوة دون إزعاج حتى أن القائمقام الجديد تجرأ وذهب إلى كل من سكاكا وقارا والطوير<br />
ليطّلع عن كثب على منطقة نفوذه الجديدة. لكنه عندما بدأ يجمع أتاوات غير معقولة<br />
كضريبة الشعير والقمح والح بدأ يصادف مقاومة عنيفة.<br />
وحاول أهالي الجوف تدبير خطة للقضاء على القوة التركية; ولكن الأتراك نجوا من هذا<br />
اأزق وبقوا بعد ذلك متخوف من الخروج من مواقعهم.<br />
وبعد ذلك قدم ابن الرشيد عرضاً إلى حس بك الشركسي مقابل انسحابه الفوري<br />
من الجوف وهو أن يدفع له ألف ليرة تركية إضافة إلى تأم كل حاجيات سفره وتوفير<br />
الحماية الضرورية له حتى مدينة بصرى في حوران; ولكن حس بك رفض العرض.<br />
وجاء الوقت الذي ندم فيه حس بك الشركسي أشد الندم على رفضه عرض ابن<br />
الرشيد إذ وصل الحال به وجماعته إلى اوت جوعاً تقريباً. ولم يلبث في نهاية اطاف أن<br />
وجد نفسه مضطرا للهرب كاللص وهو في أسوأ حال مع القلة اتبقية معه والانسحاب<br />
ليلاً في حسرة وغضب من تلك القرى التي سبق أن دخلها فخوراً قبل ثمانية شهور.<br />
والرواية الثالثة التي يرويها الأستاذ فهد اارك (١) عن مجيء الأتراك إلى الجوف تقول<br />
إنه في عام ١٣٠٩ه ١٨٩١م ضاق أهل الجوف ذرعاً بحاكم بلادهم أمير حائل محمد<br />
العبد الله الرشيد; فوجدوا أن خير وسيلة يتخلصون بها منه هي حماية الحكومة التركية;<br />
مفضل حكم الأتراك على التبعية لابن الرشيد. وهكذا ذهب نخبة أهالي الجوف إلى<br />
السلطان عبدالحميد الثاني- وكان في دمشق - يطلبون منه الحماية من حاكمهم. فلبى<br />
السلطان طلبهم وبعث فيلقاً من عساكره بقيادة اللواء محمد سعيد باشا. وما أن بلغ هذا<br />
(١) فهد اارك: من شيم العرب ج٣ ص ٦٥-٧٣ .<br />
١٣٥