Aljouf Wadi Al-Nfakh-Web

والعودة إلى ادينة انورة مع الأكيدر أسيراً‏ ومعه الغنائم التي كسبها ولا يرافقه سوى
نفر قليل من جنده ويسير كل اسافة ب دومة الجندل وادينة انورة وسط جموع
كبيرة من القبائل اعادية للمسلم‏.‏
ويعلق موسيل أن مثل هذه الرواية تنقصها الدقة لأن خالداً‏ كان سيحتاج إلى كل
قوته لترافقه في رحلة العودة إلى ادينة انورة لضمان السلامة في طريق محفوفة
باخملاطر.‏ ويخلص أخيراً‏ إلى تأكيد الرواية التي تقول إن خالداً‏ لم يترك وراءه قوة في
دومة ولم يقم بفتحها آنذاك بل أخذ الأكيدر أسيرا عندما صادفه في رحلة من
رحلات الصيد التي كان يقوم بها الأكيدر ب وقت وآخر;‏ فعاد به القائد اسلم إلى
الرسول[‏ في تبوك.‏
ويذكر اؤرخون اسلمون في مجيء الأكيدر إلى الرسول[‏ أن الأكيدر كان على
مظهر من القوة والثراء وأنه أهدى للرسول[‏ بعض الهدايا.‏ ويذكر حمد الجاسر (١)
أن الأكيدر أخرج قباء من ديباج منسوجاً‏ بالذهب ا كان كسرى يكسوهم به فقال:‏
‏(يا رسول الله اقبل مني هذا فإني أهديته لك)‏ فقال الرسول[:‏ ‏«ارجع بقبائك
فإنه ليس أحد يلبس هذا في الدنيا إلا حُرمه في الآخرة».‏ فرجع به إلى رحله حتى
أتى منزله;‏ ثم إنه وَجدَ‏ في نفسه أن تُرد عليه هديته فرجع وقال:‏ ‏(يا رسول الله إنّا
أهل بيت ويشقُ‏ علينا أن تُرد هديتنا فاقبل مني هديتي).‏ فقال النبي[:‏ ‏«ادفعه
إلى عمر».‏
ويذكر الجاسر (٢) أيضاً‎ أن الأكيدر أرسل إلى رسول الله[‏ جبة من ديباج
منسوجاً‏ فيها الذهب فلبسها الرسول[;‏ وأنه أهدى أيضا جرة مَنّ‎ إلى رسول
الله[‏ فأعطى لكل واحد قطعة.‏
وبعد وصول الأكيدر إلى الرسول[‏ في ادينة وإشهار إسلامه كتب له
(١) حمد الجاسر في شمال غرب الجزيرة ص . ١١٧
(٢) ارجع السابق ص . ١١٧
٩١