Aljouf Wadi Al-Nfakh-Web

وقد أصاب الكثير من الهدم والتدمير الجدار الخارجي للقلعة وكذلك الأبراج عندما
هاجمها سطام بن شعلان في عام ‎١٢٦٩/١٢٧٠‎ه ‏(‏‎١٨٥٣‎م).‏ ولكن طلال بن رشيد
احتل القلعة وسيطر عليها بعد ذلك إلا أن نواف الشعلان استعادها عام
‎١٣٢٧‎ه‎١٩٠٩‎‏/م بعد حصار دام عشرة أشهر.‏ وتقول رواية محلية إن نوافاً‏ أرسل إلى
سورية لتزويده ببعض الأدوات اعدنية الخاصة التي يستعملها متسلقو الجبال وذلك
لتمك رجاله من تسلق جدران القلعة.‏ وتوجد في داخل القلعة بئر عميقة لا زالت في
حالة جيدة ولا بد أنها كانت ذات أهمية كبيرة للموجودين أو المحاصرين داخل القلعة
إذ كانت وسيلتهم الوحيدة للتزود بااء.‏
ولم يجر تحديد عمر هذه القلعة بعد ولكن الجزء الأسفل منها قد بالتأكيد.‏ وقد
يعود إلى القرن الثالث قبل ايلاد حيث أشارت إليها زنوبيا ملكة تدمر.‏ ويقال إن
القلعة أعيد بناؤها في عهد الأكيدر في صدر الإسلام.‏ وقد رأينا كيف استطاع القائد
اسلم خالد بن الوليد محاصرة القلعة واقتحامها أثناء الغزوة الإسلامية الرابعة في
عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ‏(انظر القسم الرابع:‏ دومة الجندل في عهد
الخليفة أبي بكر).‏
وقد كشفت الحفريات التي جرت في الجزء الأسفل من القلعة عام
‎١٣٩٦‎ه‎١٩٧٦‎‏/م عن بعض الخزفيات النبطية والرومانية التي ترجع إلى القرن
الأول والثاني بعد ايلاد.‏ ولا شك أن إجراء ازيد من الحفريات سيحدد الزمن الذي
تعود إليه هذه القلعة وهو موضوع لم يبت فيه بعد.‏ ولا شك أن كلمة ‏(مارد)‏ مشتقة
من القدرة والامتناع كما يُفهم من علماء اللغة.‏ فالقصر امرد:‏ هو ازين المحكم
الصنعة.‏ قال ياقوت الحموي:‏ مارد واريد:‏ كل شيء تمرد واستعصى.‏ وقد يجوز أن
يشتق من غير ذلك.‏ وقد قالت الزباء في مارد وفي الأبلق في تيماء:‏ ‏"تمرد مارد وعز
الأبلق".‏ ولم يحدد اتقدمون من مؤرخي العرب زمن بناء القصر أو انشاؤه.‏
وبالإجمال يبدو أن الهدف من بناء الحصن كان حماية دومة الجندل من الغزاة
٦٤