12.07.2015 Views

ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2

ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2

ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

يوروميد للهجرة 2بدعم مالي من المفوضية الأوروبيةالهجرة النسائية بين دولالبحر المتوسط والاتحاد الأوروبيكونسورتيوم تقوده :


جون لوي فيلرئيس الوحدةالإدارة العامة للمعونة الأوربية للتنمية والتعاونأوربا ومنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وسياسات الجوارعمليات ممركزة لأوربا،‏ ومنطقة البحر الأبيض المتوسط،‏ والشرق الأوسط.‏تعد عملية برشلونة،‏ والتي انطلقت في عام 1995، بمثابة الإطار العام للتعاونبين الاتحاد الأوربي الدول التسع الواقعة جنوب البحر الأبيض المتوسط.‏ وقد تمإثراء هذا الإطار في عام 2002 بجناح العدل والشئون الداخلية .(JAI) وفي هذاالصدد،‏ قررت المفوضية الأوروبية،‏ عقب قرار لس وزراء الاتحاد الأوربي،‏ إطلاقبرنامج جديد للتعاون في مجالات العدل والهجرة والأمن.‏ساهم مشروع يوروميد للهجرة (2011-2008) 2 والذي يأتي في أعقاب مشروع يوروميد للهجرة(2004 1 2007)، والممول بنحو 5 مليون يورو من قبل الإدارة العامة للمعونة الأوربية للتنمية والتعاون التابعةللمفوضية الأوربية،‏ في تعزيز التعاون الأوربي-المتوسطي في مجال الهجرة ليقدم إجابة فعالة وهادفة علىظاهرة الهجرة في صورها اتلفة.‏لقد أولت المفوضية الأوربية اهتماما ً خاصا ً بهذه القضايا،‏ معتبرة إياها جزء ً لا يتجزأ من التعاون الأوربي-‏المتوسطي.‏ ويهدف هذا التعاون الإقليمي إلى تشجيع نهج شراكة حول قضايا الهجرة سواء في بعدهاالشمالي-الجنوبي أو الإقليمي الداخلي.‏وعلى مدى ثلاث سنوات من هذا المشروع،‏ تم إنجاز مجموعة كبيرة من الأنشطة التي تدور حول مواضيع الهجرةالشرعية والهجرة غير الشرعية والهجرة والتنمية.‏ ويعد تناول مشكلة الهجرة قضية معقدة ومن ثم يجبأن تقوم على منظور شامل،‏ وتحتاج إلى إدارة مشتركة للسياسات تلبي المصالح العامة.‏لقد تم وضع آليات مختلفة للتعاون والحوار وتبادل الخبرات بين موظفي الهيئات الوزارية للدول الشركاء من دولالبحر الأبيض المتوسط ودول الاتحاد الأوربي،‏ حتى يتم مناقشة القضايا اتلفة بعمق أكبر.‏وقد ساعد هذا الحوار على إنشاء آليات تهدف إلى رفع فرص الهجرة الشرعية،‏ ودعم التدابير الرامية إلىتشجيع الصلة بين الهجرة والتنمية،‏ وتقوية أنشطة مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.‏وفي إطار هذا المشروع،‏ تم إعداد الدراسة حول ‏«الهجرة النسائية بين دول البحر الأبيض المتوسط والاتحادالأوربي».‏ وتتناول هذه الدراسة الهجرة النسائية بين ضفتي المتوسط،‏ مبرزة حركات الهجرة النسائية،‏وإسهام المهاجرات في التنمية والتغيير الاجتماعي.‏لقد ارتفعت نسبة النساء المهاجرات في أوربا في السنوات الأخيرة،‏ وهي ظاهرة تبرز أن الطابع الأنثوي للهجرةقد أصبح معيارا ً جديدا ً في قضية الهجرة.‏وتتناول الدراسة هذه الظاهرة من زوايا مختلفة:‏‏«هذه الدراسة معتمدة على عمل الآنسة/‏ بيلاربي،‏ كونسورتيوم:‏« EPLO جامعة ساسكس،‏ ,GIZ, ICMPD, CIVI.POL., FIIAPP, CeSPIالهجرة الشرعية للنساء والعمل،‏ الدخول في سوق العمل،‏ قطاعات الأنشطة والاندماج في الدولالأوربية.‏الهجرة النسائية في وضع غير منتظم ‏(الهجرة غير الشرعية)‏ – الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.‏تم إعداد هذه الوثيقة بمساعدة من الاتحاد الأوربي.‏ ويأتي محتوى هذه الوثيقة تحتالمسئولية الكاملة لمشروع يوروميد للهجرة ٢، وهي لا تعكس بأي حال من الأحوالمواقف الاتحاد الأوربي.‏الهجرة النسائية كعامل للتنمية الاقتصادية لدول المنشأ.‏وتبرز الدراسة العملية المتعددة الأبعاد للهجرة النسائية.‏ وسوف يسهم هذا التشخيص في فهم أفضللهذه القضية المعقدة،‏ وفي مباحثات على الصعيدين القومي والمحلي.‏3يوروميد للهجرة 2يوروميد للهجرة 22


كامرأة،‏ ليس لدي بلدكامرأة،‏ لا أرغب في أي بلدإن بلدي أنا المرأة هو العالم أجمع1فيرجينيا وولف‏«تمثل النساء اليوم أكثر من نصف المهاجرينالدوليين في العالم أجمع حيث يصل عدد المهاجراتإلى 95 مليون مهاجرة.‏ ومع ذلك،‏ فبالرغم منإسهامهن في تقليل الفقر ومشاركتهن فيأنشطة اقتصادية صعبة للغاية إلا أن اتمعالدولي لم يع إلا مؤخر ًا ً بأهمية ما لدى هؤلاء النساءالمهاجرات ليقدمنه.‏ وكذلك،‏ لم يقر المسؤولون إلامؤخر ًا بالتحديات وااطر الخاصة التي تواجههاالنساء عندما يخاطرن بالسفر إلى بلاد جديدة».‏2صندوق الأمم المتحدة للسكان (2006) UNFPAفيرجينيا وولف (1977) Woolf) .(Virginia ‏«ثلاثة جنيهات».‏ باريس،‏ دار نشر:‏ ،Editions des femmes صفحة 196.1 صندوق الأمم المتحدة للسكان (2006). حالة سكان العالم 2006. عبور إلى الأمل.‏ النساء والهجرة الدولية.‏2 5يوروميد للهجرة 2


9المتحدة ‏(نوفمبر 2000) بتاريخ 18 ديسمبر في دورته الخامسة والخمسون بعمل‏«يوم دولي للمهاجرين».‏7إن إنشاء الأمين العام للأمم المتحدة للجنة العالمية للهجرة الدولية في 2003ومناقشات المنظمة للقاء الحوار رفيع المستوى في 2006 ‏(الذي شمل لأول مرة رؤساءالدول والحكومات)،‏ قد عمل على دفع عملية التفكير وإعداد إجراءات سياسيةمناسبة لإدارة أفضل لعمليات الهجرة الدولية.‏ وفي أثناء القمة الألفية لعام 2000والقمة العالمية لعام 2005، أقر الزعماء بأن إدارة الهجرة الدولية ستسهم فيتحقيق أهداف الألفية للتنمية .(OMD)وقد شجع هذا الحراك للمجتمع الدولي حكومات الدول النامية على مراجعةسياساتها حول الهجرة وعلى التفكير في توجهات جديدة مثل الهجرة الدائريةوإدارة الهجرة غير الشرعية والعلاقة بين الهجرة والتنمية وهجرة الكفاءاتوتشجيع هجرة النساء في الفروع الخاصة في الاقتصاد ولاسيما الخدمات والزراعة.‏وفي عام 1999، طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة - في قرارها رقم A/Res/54/210حول المرأة والتنمية - من الأمين العام أن يحدث الدراسة الميدانية العالمية حول دورالمرأة في التنمية،‏ مركز ًا على الحركة الدولية للتعدادات السكانية وخاصة النساء.‏وفي تقريره بشأن تعزيز منظومة الأمم المتحدة ‏(الدورة رقم 57)، صرح الأمين العامقائلا ً ‏«لقد حان الوقت لإلقاء الضوء على الهجرة وعلاقتها بالتنمية ». 8ومن جانبه ذهب منهاج عمل بكين عام 1955 إلى القول بأن الهجرة والتنقل يحدثانتغييرات في هياكل الأسرة ويزيدان من الأعباء الموضوعة على المرأة.‏ ويؤكد المنهاج أنالمهاجرات - كعاملات في القطاعات الرسمية أو غير الرسمية - يصبحن أقل فئةفي الحماية.‏ كما يشير إلى أن النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر بكونهملاجئين ومتنقلين.‏أنشأت اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الجريمة العابرة للدول - والتي اعت ُمدت من ق ِبلالجمعية العامة في نوفمبر عام - 2000 تعاون ًا دولي ًا ل“منع وردع ومعاقبة“‏ الإتجاربما يقرب من ثلاثة إلى أربعة ملايين امرأة وطفل سنوي ًا وإجبارهم على العمل فيالدعارة أو على العمل القسرى في أرجاء العالم . 9 ويمكن اعتبار البروتوكول الذي تمعلى هامش هذه الاتفاقية في يناير 2004 كأول صك قانوني دولي يحارب الإتجار فيالبشر،‏ ذلك الإتجار الذي كان النساء أكثر المتضررات منه.‏7 بدأت اللجنة العالمية للهجرة الدولية (CMMI) أعمالها في فبراير 2004. وكانت الأهداف التي طلب تحقيقها مناللجنة هي إدخال ملف الهجرة في الأجندة العالمية وتحليل الثغرات القائمة وفحص العلاقات بين الهجرة والتنمية.‏8 الإحصائية العالمية للأمم المتحدة عن دور المرأة في التنمية ‎2004‎‏/استشارة الخبراء:‏CM/MMW/2003/INF.1 ،14 aide-mémoire ; يناير .20049 حازت الأمم المتحدة على صك قانوني يمكنها من محاربة الإتجار بالبشر:‏ . 28 Fr.news.yahoo.com يناير 2004.يوروميد للهجرة 28 يوروميد للهجرة 2في تراجع 3 ‏«إن التحويلات التي كان يجب أن ترتفع إلى 320 مليار دولار في 2009 قدسجلت انخفاض ً ا ً بمعدل %7.3 بالنسبة لعام 2008 حيث كانت قد سجلت 328 ملياردولار ». 4 يمكن أن يتسبب تقليل الخصومات في إحداث تأثيرات سلبية على المنتفعينوعلى حكوماتهم.‏ وحسب ديليب راثا Ratha) (Dilip - الخبير الاقتصادي الأول فيمجموعة » آفاق التنمية « بالبنك الدولي – فهناك انخفاض طفيف بمعدل من 7 إلى%10 والذي من الممكن أن يشكل مصدر ًا لبعض الصعوبات التي تواجه المهاجرينوعائلاتهم ولاسيما الحكومات التي تعاني من عجز في ميزانياتها الخاصة.‏2. الهجرة والهجرة النسائية:‏ موضوع يشغل اتمعالدولي والعلوم الاجتماعيةلم تكن الهجرة يوم ًا موضوع ًا ً هاما ً يشغل المنظمات الدولية ولم تمثل أولوية فيأجنداتهم الخاصة . 5 لقد كانت فقط قضية اللاجئين هي الشغل الشاغل للجميعوكان يجب انتظار المؤتمر المنعقد حول السكان في 1994 لكي يتم تحرير فصل كاملحول هذه القضية.‏ ذلك الفصل الذي تم اعتماده من ق ِبل 160 دولة حالية في القاهرةولكنه لم يدخل في حيز التنفيذ.‏ ومن جانب آخر،‏ فإن ‏«اتفاقية حماية المهاجرينالعاملين وعائلاتهم التي تمت في 1990، قد مرت في سكون»‏ . 6 لم تكن هذه القضيةموضع نشر على نطاق واسع إلا في نهاية التسعيني ٍ ات ولم يتم تحقيق ارتقائها إلابفضل تحركات المنظمات غير الحكومية للمهاجرين وجمعيات وفيدراليات حقوقالإنسان التي تهدف إلى تصديق عدد كاف ٍ من الدول التي سمحت بإدخالها في حيزالتنفيذ في يوليو 2003.وفي عام 2000، أصحبت قضية الهجرة الدولية محل انشغال الجميع بشكلفعلي ولاسيما الأمم المتحدة.‏ في الواقع،‏ لقد أصبحت المشكلات التي أثارها هؤلاءالأشخاص الذين يعبرون البلدان والقارات ويستخدمون القنوات الشرعية وغيرالشرعية للهجرة ويعيشون الخوف والتهديد اليومي،‏ كبضائع في أيدي التجار،‏ الأمرالذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة – كوفي عنان – إلى مراجعة المكانة التي تحتلهاقضية الهجرة في المشهد الدولي وأن يعيد تقديرها وفرضها كأولوية على أجندةأنشطة الأمم المتحدة.‏ وفي إطار هذه التحركات،‏ فقد طالب الاجتماع العام للأمم3 انخفضت التحويلات المالية المتوجهة إلى أمريكا اللاتينية بشكل كبير بسبب التباطؤ في قطاع البناء في الولاياتالمتحدة الأمريكية.‏ تظهر التوقعات الجديدة انخفاض ً ا بمعدل %6.9 في التحويلات المالية الموجهة إلى أمريكا اللاتينيةوجزر الكاريبي.‏ كذلك،‏ فإن إفريقيا جنوب الصحراء تشهد هي أيض ً ا انخفاض ً ا في التحويلات المالية مقدرة بنحو%8.3. ومع ذلك،‏ فبالرغم من انخفاض التحويلات المالية الموجهة إلي آسيا الجنوبية وآسيا الشرقية تظل مرتفعة فيعام 2009. وتظل الهند والصين والمكسيك على قائمة الدول المستقبلة للتحويلات المالية من بين الدول النامية.‏4 ‏(تقرير البنك الدولي (BM) المنشور بالتزامن مع المؤتمر الدولي حول الشتات والتنمية بتاريخ 13 و‎14‎ يوليو 2009.5 كاتلين نيولاند(‏‎2004‎‏)‏ Newland) (Katleen : إدارة الهجرة الدولية:‏ الآليات والعمليات والمؤسسات،‏ دراسة تم إعدادهابناء على طلب اللجنة العالمية للهجرة الدولية .(CMMI)6 كاتلين نيولاند 2004. المرجع السابق.‏


11من الهجرة حركة حصرية على الرجال 12 ‏.وقد قام مؤرخون وعلماء اجتماع ببحثالقضية،‏ وقد أعطى تحليل نانسي جرين Green) (Nancy 13 والأعمال الرائدة لجانينبونتى Ponty) (Janine 14 لهذا الموضوع مزيد ًا من الاتساق والشرعية.‏ومما لا شك فيه أن إغفال أو إسقاط النساء من الدراسات حول الهجرة لا يقصيهنمن التاريخ وإنما يؤكد فكرة كون التاريخ معاد للمرأة،‏ لأنه غالب ًا ما كان يكتب منق ِبل الرجال.‏ كذلك،‏ ثمة تحرك لهدم المفاهيم والموروثات اتمعية يفرض نفسهدائم ً ا حتى يرجع إلى المرأة المكان المنوط بها في قضية الهجرة.‏ وينبغي أيض ً اأن يتمالاستعلام عن مناطق الظل وعن الشكوك وعن القضايا التي ما تزال غامضة حتىاليوم والتي يتم تناولها بالكاد.‏استطاع مشروع ‏«يوروميد للهجرة 2» - والممول من ق ِبل المفوضية الأوروبية - إدراجدراسة خاصة حول هجرة النساء المنحدرات من دول البحر الأبيض المتوسط إلىأوروبا وذلك لإلقاء مزيد من الضوء على الهجرة النسائية بين ضفتي البحر الأبيضالمتوسط،‏ مبرز ًا حركات الهجرة النسائية وإسهام المهاجرات في عملية التنميةوالتغيير الاجتماعي.‏وفي وقتنا الحالي،‏ يميل طلب الهجرة من جنوب إلى شمال البحر الأبيض المتوسطإلى الارتفاع وذلك لجبر النقص الديموغرافي الأوروبي في دول الشمال والتغلب علىأوجه القصور في التنمية في دول الجنوب.‏ ففي السبع والعشرين دولة أوروبية،‏ منتعداد سكاني يبلغ 500 مليون نسمة،‏ هناك 20 مليون نسمة منهم مهاجرونينحدرون من دول أخرى،‏ لديهم إقامة قانونية . 15 ووفقا لبيانات يوروستات،‏ ارتفعتعداد سكان الاتحاد الأوروبي بنسبة 2.1 مليون نسمة في عام 2008 ليصل إلى499.8 مليون نسمة في الأول من يناير 2009. وتنتج تلك الزيادة - البالغة 2.1 مليوننسمة - من نمو طبيعي بنسبة 0.6 مليون نسمة ومن رصيد من المهاجرين يبلغ1.5 مليون مهاجر في دول الاتحاد الأوروبي السبع وعشرين.‏ ويقدر تعداد السكان فيالدول ال 16 لمنطقة اليورو ب 328.7 مليون نسمة في الأول من يناير 2009 وقد كانمعدل النمو الطبيعي 0.4 مليون نسمة ورصيد المهاجرين 1.2 مليون مهاجر . 16وقد ارتفعت نسبة النساء المهاجرات في أوروبا بشكل ملحوظ خلال الخمس عقودالماضية.‏ وإذا كانت معدلات الهجرات النسائية قد ظلت مستقرة بين الأعوام 1960سبق ذكرة12 نانسي جرين Green) :(Nancy إعادة التفكير في الهجرة.‏ باريس،‏ دار نشر:‏ .PUF13 جانين بونتى .(Janine Ponty)، Polonais méconnus العمال المهاجرين في فرنسا بين الحربين العالميتين.‏ باريس،‏14 مطبوعات السوربون،‏ 1988.الهجرة،‏ طريق الفقر للمغادرة.‏ دراسة لكاريتاس أوروبا Europa) (Caritas حول الفقر وإقصاء المهاجرين في أوروبا.‏15 التقرير الثالث عن الفقر في أوروبا.‏ كاريتاس.‏ بروكسل في 11 حزيران / يونيو 2006. ص 186.رويترز:‏ ستيفن هيرد Hird) ( Stephen نشرت في ،l’Express.fr بتاريخ 2009/8/3.16 يوروميد للهجرة 210 يوروميد للهجرة 2وزاد الاهتمام بموضوع هجرة المرأة عندما قامت الأمم المتحدة ‏(قسم النهوض بالمرأة)‏في ديسمبر 2003 بتنظيم مؤتمر استشاري في السويد تناول موضوع ‏«الهجرةوالتنقل وتأثيرهما على المرأة».‏ كما أن الحوار رفيع المستوى - الذي أجرته الأمم المتحدةفي سبتمبر - 2006 يمثل فرصة سانحة لإدراج موضوع الهجرة في الأجندة الدوليةوخاصة ما يتعلق بالتمييز الجنسي.‏وفي هذا الإطار،‏ شرعت الحكومات ووكالات التنمية والمنظمات الدولية،‏ في وضعاستراتيجيات تهدف إلى إدارة تدفقات المهاجرين وتعزيز التأثير الإيجابي للهجرة على دولالمنشأ و دول الاستقبال وإسهام النساء المهاجرات في تحقيق أهداف الألفية للتنمية.‏ويعد التقرير الذي قام به صندوق الأمم المتحدة للسكان حول حالة السكان في 2006والذي خصص بشكل أساسي للهجرة النسائية ، 10 خير مثال على مدى الاهتمامالذي أبدته المنظمات اتلفة للأمم المتحدة بقضية تنقل النساء.‏ ويعكس التقريرالأخير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2009 ‏(التغلب على العقبات:‏ تنقل الإنسانوتنميته)‏ هذا الاهتمام الدولي التي تعد النساء جزء ًا أصيلا ً منه.‏ وثمة دراساتقطاعية أخرى أجراها البنك الدولي وغيره من المراكز والمعاهد حول الهجرة في بلدانالشمال أو الجنوب،‏ تولي هي الأخرى اهتمام ًا بالغ ً ا بالنساء المهاجرات.‏وعلى صعيد العلوم الاجتماعية،‏ كانت الهجرة النسائية محور اهتمام أعمالعديدة للباحثين منذ نهاية الثمانينيات كما تشهد بذلك المؤلفات المتعددة:‏ وقد تمتخصيص أعداد خاصة من الات أو المناهج التعليمية لهذا الموضوع.‏ وقد طرحتهذه الأعمال للبحث مرة أخرى قضية عدم التحيز للذكور ، 11 التي تعد حتى الآنمحور الدراسات المنصبة على ظاهرة الهجرة.‏ وتهتم الدراسات بمصاحبة المهاجراتفي تنقلاتهن ومتابعتهن في أماكن عملهن واستكشافهن في منازلهن وفيعلاقاتهن مع المؤسسات.‏ وقد أعطت هذه الدراسات كذلك صورة ما عن المهاجراتفي الأبحاث والسياسات العامة.‏ ويجب أن نلاحظ هنا أن الدراسات المقارنة والميدانيةحول المهاجرات لا تزال محدودة.‏يظهر العدد الذي نشر عام 1984 ‏”مراجعة الهجرة الدولية“‏ اصص للنساءالمهاجرات نوع ًا من القطيعة مع الدراسات السابقة وخاصة المقالة التي أحدثتضجة والتي كانت تحمل عنوان women) (Birds of passage are also أو ‏(الطيورالمهاجرة من النساء أيض ً ا)‏ للمؤلف (1984 (Morokvasic، والتي تأتى كرد على تلكالاستعارة التي استخدمها ميشيل بيور (1979) المتعلقة بالهجرة والتي تجعل10 صندوق الأمم المتحدة للسكان:‏ حالة سكان العالم 2006. ممر إلى الأمل.‏ المرأة والهجرة الدولية ص.‏ 10611 كرستين كاتارينو Catarino) ،(Christine ميرجانا موركفازيك (2005) Morokvasic) .(Mirjana النساء،‏ النوع،‏ الهجرات،‏التنقلات.‏ الة الدولية للهجرة الدولية.‏ إصدار 21 رقم 1، الصفحات 2-27..http://remi.revues.org/index2534.html


13وبالتالي،‏ تفرض قضية النوع نفسها – في أيامنا الحالية - كمتغير أساسي فيالدراسات حول الهجرة،‏ حتى وإن لم نتمكن من عزلها عن السياق اتمعي العام.‏وفي هذا الصدد،‏ فإنه لا يمكن دراسة وتحليل هجرة النساء من دول البحر الأبيضالمتوسط نحو أوروبا خارج إطار عملية الهجرة الدولية،‏ كما أن هذه الهجرة لا يمكنفصلها عن هجرة الذكور وعن كل تاريخ الحركات السكانية السائدة في المنطقةالمتوسطية.‏4. هجرة النساء من دول البحر المتوسط إلى أوروبا،‏موضوع الساعةإن الحديث عن حركة تنقل النساء لا يكون فقط بالاعتراف بتواجد النساء وتأثيرهنفي حركات الهجرة ولكن أيض ً ا ً بتقدير التحركات التي تتم تحت زاوية أنثوية،‏ ما يعنيتقدير وجهة نظر النساء وخصوصياتهن وتفردهن في أمر التنقل.‏ إن ذلك الاعترافالأولي يفرض نفسه كطلب أولي لإعادة تنشيط نماذج التفكير حول الهجرة.‏ مريم20الشيخ وميشيل بيرالدي (2009)تظهر الهجرات بشكل قوي في سجلات تاريخ البحر الأبيض المتوسط.‏ فهيتمثل الب ُعد الرئيسي لفهم المنطقة الأورومتوسطية وتطورها ونمائها.‏ وهي بمثابةموضوع سياسي شائك ولد تطور ًا في السياسات الأوروبية في هذا اال وذلك منخلال وضع أسس قانونية وبناء متدرج لنظام تقنين جماعي وتعاون قوي بين الشمالوالجنوب.‏ وهكذا،‏ فإن إضفاء نوع من الشمول في الاستعلام حول مجال الهجرةفي منطقة البحر الأبيض المتوسط،‏ يعني محاولة فهم وإدراك الروابط المتعددةوالتبعيات المتداخلة التي تربط بين دول المنطقة وفهم وإدراك المكانة التي تحتلهامنطقة البحر الأبيض المتوسط في العالم ونساء المنطقة في عملية الهجرة.‏وعلى الصعيد التاريخي،‏ فإن منطقة البحر الأبيض المتوسط تعرف بأنها مساحةذات عمليات وتحركات وتبادلات كبيرة جد ًا؛ فقد كانت محلا ً للعديد من القبائل التيطافت بها والتجار الذين نموا فيها تجارتهم والقوى العظمى والساسة الذين طالماكانوا يبتغون إقامة علاقات واسعة أو نقضها.‏ نتحدث عن بحر بدأت فيه هجراتالعمل منذ بزوغ فجر القرن الأخير وتضخمت حتى أصبحت في أيامنا الحالية معاييرهامة ترتبط بقضايا الأمن والتنمية والديموقراطية والنوع،‏ ... إلخ.‏ وتظل الحقيقةأن كل هذه العملية قد تشكلت ودفعت من ق ِبل الرجال،‏ أما النساء فقد كن فيمنازلهن أو كن يتنقلن تحت الرقابة الحثيثة من الأسرة.‏20 مريم الشيخ Cheikh) ،(Meriam ميشيل بيرالدي Peraldi) .(Michel (2009). النساء على الطرق.‏ رحلة للنساء بينإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.‏ دار فنك ومركز جاك برك،‏ ص 8.يوروميد للهجرة 212 يوروميد للهجرة 2و 1980، بنسبة %48.5، فإننا نلاحظ بين 1990 وحتى 17 2000 أن ذلك المعدل قد بلغ%51.7 و‎52.4‎ على الترتيب.‏ توضح هذه البيانات أن النساء لم يعدن على هامشعملية الهجرة وأنهن يمثلن دائم ً ا جزء ًا أصيلا ً منها لاسيما في أوروبا التي تتصدر دولالعالم في استقبال المهاجرات.‏ووفق ًا لبيانات يوروستات،‏ فان عدد المهاجرين يزداد في الرجال عنه في النساء إلا أنسن النساء يكون أقل منه في الرجال . وقد كانت النسبة حسب الجنس للمهاجريننحو أوروبا بمعدل 114 رجلا ً مقابل 100 امرأة . 18 لقد كان التفوق العددي للرجال عام ًافي جميع دول الاتحاد الأوروبي مع بعض الاستثناءات القريبة،‏ مع ملاحظة أن النسبةحسب الجنس للمهاجرين الأوروبيين تبدو مرتفعة عن تلك الخاصة بالمهاجرين غيرالأوروبيين وهى على التوالي 125 رجلا ً مقابل 100 امرأة و 108 رجال مقابل 100 امرأة.‏وقد استقبلت فرنسا وبلجيكا وهولندا وايطاليا عدد ًا من المهاجرات في 2006 أكبرمن عدد المهاجرين.‏ ويشهد هذا الوجود المؤثر للمهاجرات بالحاجة،‏ بل بالضرورة،‏ بلبالأهمية القصوى في إدخال ب ُعد النوع في المراحل اتلفة لعملية الهجرة.‏3. الب ُعد النوعى في الهجرة أصبح لا مفر منهتعد خبرة الأشخاص – بحسب انتمائهم إلى أحد الجنسين – هي جوهر عمليةالهجرة.‏ وفي أيامنا الحالية،‏ تتشكل الهجرة حول قضية نوع المهاجرين من ذكرأو أنثي.‏ إن إعداد مشروع الهجرة والتعرف على الشبكات التي تدخل في عمليةالهجرة وأنماط التحرك،‏ يحددان ماهية المهاجرين وأسباب الهجرة والوجهات التي يتماختيارها وخيارات العودة.‏ كذلك،‏ فإن المواقف والسلوكيات التي يتبناها المهاجرونإزاء العمل والتعليم والصحة والتحويلات المالية والقنوات المعتمدة،‏ تتخذ توجه ً اخاص ً ا فيما يتعلق بالنوع.‏ وباختصار،‏ يمكن القول بأن تاريخ الهجرة،‏ هو أيض ً ا تاريخللنوع يشهد تغير ًا.‏وقد بحث جورج سيمل Simmel) (Georg 19 - في كتابه ‏«فلسفة الحداثة»‏ – العلاقاتبين ممارسات وهويات كلا النوعين – الذكر والأنثى - وعمليات الهجرة.‏ وقد بين أنصور الهجرة الدولية نحو الغرب ‏(حجم وتكوين التدفقات،‏ تسلسل حالات المغادرة،‏المسارات المتخذة)‏ تتمحور حول النوع.‏ وهكذا فإن المشاركة في عملية الهجرة تؤثرعلى توزيع المهمات والمساحات ونسب القوة وهويات النوع وهذا كله انطلاق ًا منالإطار المميز،‏ ألا وهو المؤسسة الأسرية.‏ كذلك يصبح النوع عنصر ًا مشكلا ً ملسياق الهجرة.‏هانيا زلوتنيك Zlotnik» “Hania سبق ذكره.‏17 يوروستات،‏ سبق ذكره.‏18 جورج سيمل Simmel) .(Georg فلسفة الحداثة.‏ باريس،‏ دار نشر 2004. Payot19


15وفي أيامنا الحالية،‏ تغيرت صورة الهجرة المتوسطية بشكل كبير،‏ فمن جانب،‏أصحبت دول الاغتراب القديمة دولا ً مصدرة للهجرات 24 ‏(المغرب وتونس والجزائر ومصر)‏ومن جانب آخر،‏ فان هذه الدول نفسها أصبحت تواجه حركة قوية من هجرةالكفاءات والهجرة غير الشرعية والهجرة النسائية.‏وقد أكدت دراسات مختلفة أن الهجرة النسائية في منطقة المتوسط تمثل ظاهرةكانت ولا تزال موجودة.‏ إلا أن الاتساع الذي حققته هذه الهجرة في أيامنا الحالية ونوعالتعدادات التي تمسها،‏ يفرضان إجراء دراسة متعمقة في هذا الصدد.‏ وتاريخ الهجرةالنسائية متعدد،‏ حيث إنه قد شهد تدفق ًا لعدد كبير من المهاجرات بعد الحربالعالمية الثانية.‏ وقد كان نساء أوروبا الجنوبية أول الواصلات من دول أوروبا الجنوبية‏(إيطاليا واليونان وأسبانيا والبرتغال)‏ بحث ًا عن عمل وحياة أفضل.‏ في منتصفالسبعينيات،‏ فقد كانت النساء اللواتي ينحدرن من دول البحر الأبيض المتوسط‏(وخاصة المغربيات)‏ هن اللاتي هاجرن في إطار لم الشمل الأسرى.‏ وشهدت أواخرالثمانينيات تدفق ً ا لنساء ينحدرن من دول الشرق بعد انهيار الأنظمة الشيوعيةومن دول البلقان في أعقاب تفكك المنطقة ومن شمال إفريقيا بعد تلك العواقبالاجتماعية والاقتصادية السلبية لخطط التكيف الهيكلي.‏وفي وقت لاحق،‏ زادت عواقب حرب الخليج عام 1990 والأزمة الاقتصادية التي حدثتبعد 11 سبتمبر 2001 على اقتصاديات المنطقة القائمة على صناعة السياحة،‏من تعدادات الهجرات الاقتصادية للذكور والإناث وكذلك أيض ً ا تعدادات اللاجئينوطالبي اللجوء.‏وفي وقتنا الحاضر،‏ تأتى المهاجرات إلى أوروبا - اللواتي ينحدرن من دول البحر الأبيضالمتوسط – بشكل رئيسي من دول ذات مستوى معيشي منخفض أو دول فقيرة،‏أو من دول تشهد حروب ًا أو تعاني من أنظمة سياسية متسلطة أو من مجتمعاتتسلطية قمعية.‏ وقد أسهمت التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التيحولت – على درجات متفاوتة – دول البحر الأبيض المتوسط،‏ في تغيير قواعد ونظموتقاليد سانحة بذلك للنساء بالسفر والعيش بمفردهن والدخول في تحركات مهنيةوعقد الزواج والارتباط اتلط بدون موافقة الأسرة.‏وهكذا يمكننا أن نلاحظ التقدم الكبير الذي أحرزته الهجرة النسائية من دولجنوب البحر المتوسط إلى أوروبا وذلك على الرغم من كون الضوابط الاجتماعيةالثقافية تميل إلى تقيد حركة المرأة أو تسمح لها بالتحرك في مساحة متحكم24 يدفع الفقر والتوترات والنزاعات التي تعيث فساد ًا في العديد من دول إفريقيا جنوب الصحراء،‏ عدد ًا من الشبابوالفتيات إلى ترك دولهم والدخول إلى أوروبا التي تغلق حدودها ويبدو العبور بدول شمال إفريقيا أمر لا مفر منه،‏برغم مخاطر قطع الصحراء وقيود دخول تلك الدول عن طريق الجو.‏يوروميد للهجرة 214 يوروميد للهجرة 2إن الموقع الاستراتيجي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط غني عن التعريف.‏ فبالإضافةلكونها منطقة للمواجهات السياسية،‏ تعد أيض ً ا منطقة منتجة ومصدرة22للطاقة 21 وسوق ًا قوي ًا لأوروبا وظهير ًا استراتيجي ًا للولايات المتحدة الأمريكيةونقطة هجرة أساسية.‏ وعلى مر التاريخ،‏ كانت العلاقات بين شمال وجنوب البحرالأبيض المتوسط علاقات تعاون تم إضفاء الطابع المؤسسي عليها من خلال الاتفاقياتالثنائية وتم توطيدها خاصة بعملية برشلونة بأشكالها اتلفة.‏وثمة جهود متواصلة قد بذلت من ق ِبل دول الاتحاد الأوربي لتجانس سياساتهاالمتعلقة بالهجرة وذلك منذ اتفاقية أمستردام.‏ وقد زادت الحوارات الإقليمية حولالقضية وخاصية حوار 5+5. وقد أعطت المؤتمرات والمنتديات الأورومتوسطية والمؤتمراتالأوروإفريقية،‏ صدارة لقضية الهجرة حول البحر الأبيض المتوسط.‏ وباختصار،‏ فإنالهجرة تشكل العلاقات الأورومتوسطية واتفاقيات الشراكة في سياسة الجواروتفرض نفسها في تمويل برنامج ميدا،‏ ... إلخ.‏وبالنسبة لدول منطقة المتوسط المصدرة للمهاجرين،‏ تعد الهجرة وسيلة للحدمن البطالة وتوفير موارد مالية مهمة للتنمية القومية وظاهرة منتظمة ذاتي ًا،‏كما كان الحال بالنسبة لبعض دول جنوب أوربا.‏ والحالة هذه،‏ تجد دول البحر الأبيضنفسها أمام رغبة في الهجرة دائم ً ا ما تكون كبيرة جد ًا من ق ِبل الشباب والنساءلإيجاد عمل وتحسين مستويات معيشتهم.‏ على غرار ذلك،‏ تعتمد هذه الدول علىالهجرة كمصدر للدخل وكوسيلة للتنمية وكضمانة للتوازن السياسي والاقتصاديوالاجتماعي في نفس الوقت.‏ وفي هذا الصدد،‏ تم إنشاء مؤسسات في دول المنشأ‏(وزارات ولجان ومجالس)‏ لإدارة العلاقات مع جالياتهم المغتربة وإسهامهم في تنميةأوطانهم وإحياء هويتهم الثقافية . 2321 يأتي النفط الخام من حقول النفط في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومن الموانئ النفطية للبحر الأسود إلى مراكزالاستهلاك الأوروبية.ولا تتوقف واردات الاتحاد الأوروبي عن الازدياد و تتفاوت التوقعات للعام 2030 بين 11.6 مليار برميليومي ًا و ‎16.7‎مليار برميل يومي ًا وهذا مقابل 14.6 مليار برميل يومي ًا في 2005. المرجع:‏ Sohbet Karbuz و Lisa Guarrera2008)). البحر الأبيض المتوسط،‏ طريق نقل النفط.‏ مجلة أفكار (AFKAR) العدد 18، صيف ‎2008‎‏.ص‎22-24‎‏.‏بالنسبة للاقتصاد الأمريكي ، تعد لهذه المنطقة لها أهمية قصوى:‏ يوفر الشرق الأوسط لأمريكا نصف احتياجاتهامن الوقود وهكذا فان تجارة النفط في البحرالأبيض المتوسط تمثل ثلث التجارة البحرية العالمية.‏ .Attac France يونيو‎2008‎؛ البحر الأبيض المتوسط أمام غارات العولمة الليبرالية.‏ ،www.france.attac.org. Sohbet Karbuz،Lisa Guarrera سبق ذكره ص‎23‎‏.‏22 دخل الزعماء الغربيون والأمريكيون والأوربيون في علاقة تعاون وثيقة مع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط.‏ وتمتخصيص هذا التعاون ‏،من جانب،‏ عبر عملية برشلونة وسياسة الجوار والاتحاد من أجل المتوسط وتم توسيعها،‏ منجانب آخر،‏ من الاتفاقيات المتعددة للتبادل الثنائي الحر بين الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول جنوب البحر الأبيضالمتوسط والتدخل في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.‏ ويؤكد البرنامج الجديد لمبادرة الشراكة الشرق أوسطية التيأطلقها الرئيس بوش في – 2002 والتي التحقت بها دول مجموعة الثمانية – على وجود قدرات كبيرة في المنطقة.‏ومع ذلك،‏ تظل مكانة أوروبا عظيمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط،‏ أولا ً لقربها الجغرافي وكذلك للروابطالتاريخية والتبادلات الاقتصادية والثقافية.‏ إن العلاقات بين أوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط تمثل جوهر المنطقة.‏23 كان لهذه المبادرات أهداف اقتصادية - تتضمن الاستفادة من الهجرات عبر التحويلات والاستفادة من خبراتالمهاجرين ذوي الكفاءة العالية – وكذلك أهداف ثقافية تتمثل في إبقاء المهاجرين تحت وصاية دولهم الأصلية وإعادةإحياء الهوية العربية الإسلامية لدى شباب الجيلين الثاني والثالث.‏ ولهذا فقد ازداد بشكل كبير قضاء الأجازات فيدول المنشأ ، وأخذ دورات في اللغة والدين.‏


تعني هذه الدراسة بجملة من الأهداف:‏• عرض حالة البحث في هذا الموضوع والمساهمة في ارتقاء الفهم لهذا الموضوعالمعقد،‏• تطبيق منظور نوعى على مجموع حقائق الهجرة في المنطقة مع الحرصعلى تطلعات النساء وقلقهن في مجتمع المنشأ واتمع الانتقالي ومجتمعالاستقبال،‏• توضيح إسهام النساء المهاجرات في التنمية وفي البحث العلمي وفي المناقشاتالسياسية،‏• الإسهام في فتح مناقشات حول مسألة الهجرة على الصعيد القوميوالإقليمي.‏6. المنهجيةفيها.‏ وتتراوح نسبة النساء المهاجرات من دول المتوسط بين %25 و %45 حسب دولالمنشأ والاستقبال . 25إن أهمية هجرة النساء في التغيير الاجتماعي لم تعد أمر ًا يحتاج إلى برهان،‏ حيثتسهم في تحرير المرأة التي تشعر باستقلاليتها الذاتية بعد سفر الزوج إلى الخارج،‏وعندما تهاجر بمفردها أو عندما تصبح مستقلة اقتصادي ًا.‏ وهكذا تصبح المرأة –التي كانت في السابق تابعة لسلطة الزوج في بلاد نشأتها – مستقلة وهي المسيرةلحياتها،‏ مما يولد وعي ًا جديد ًا بالذات ويسهم في تنمية تقدير الذات.‏ ومع ذلك،‏ تظهربعض التناقضات من خلال التشبث – في بعض دول الاستقبال - ببعض الموروثاتالتي تحمل روح عدم المساواة،‏ والتي أتى بها أصحابها من دولهم الأصلية أو منالتعلق بإسلام قديم.‏إن فئة المهاجرات الأكثر هشاشة هي فئة النساء اللاتي يعشن في وضع غير طبيعي.‏تكون هؤلاء النساء موضع ً ا للاستغلال الاقتصادي،‏ بل الجنسي.‏ تظل هؤلاء النساء– اللاتي يتم التعامل معهن كأشياء وإنكار هويتهن وسحب جوازات سفرهن -عرضة سوء الاستغلال من ق ِبل التجار وأصحاب العمل قليلي الضمير.‏ وتهدفاتفاقيات الأمم المتحدة والبروتوكول الإضافي والاتصالات اتلفة للمفوضية الأوروبيةوتصريحات البرلمان الأوروبي،‏ إلى جذب الانتباه نحو هذه الظاهرة لمحاربة هذه الآفة.‏5. أهداف الدراسةيكشف تحليل الهجرات النسائية بين دول البحر الأبيض المتوسط وأوروبا عن ب ُعدجديد في التاريخ السياسي والاجتماعي للمنطقة.‏ وتعكس الأوجه المتعددةلظاهرة الهجرة حول البحر الأبيض المتوسط الرهانات المتفاوتة الوجوه ‏(الديموغرافيةوالاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرمزية)‏ التي تح ُ اك في المنطقة.‏ الدراسةالحالية المعنية ‏«بالهجرة النسائية بين دول البحر الأبيض المتوسط ودول الاتحادالأوروبي»‏ والتي تمولها المفوضية الأوروبية في إطار مشروع يوروميد للهجرة 2، تهدفللمساهمة في إخراج المهاجرات من الظل ومنحهن من جديد المرتبة المنوطة بهنفي تاريخ الهجرات.‏إن إعادة النظر في الهجرات في منطقة البحر الأبيض المتوسط من وجهة نظرالنساء هى مراهنة حقيقية بالقياس إلى نقص المعطيات الراهنة وحدود الإطارالنظري.‏ ويمكننا أن نضع شكلا ً إجمالي ًا للطريقة التي تصيغ بها النساء وتحول بهاالهجرة وطريقة اتمعات المعنية عن طريق تقصي القصص الفردية والجماعيةللنساء وتحليل الوثائق والأبحاث الم ُعد ّ ة بخصوص المسيرات المهنية للنساء والرجوعإلى الخطط التي تم إقرارها بشأنهن ّ في دول الاستقبال أو المنشأ.‏وتستهدف هذه الدراسة ثمان عشرة دولة أوروبية متوسطية ‏(تسع دول منالجنوب وتسع دول من الشمال)‏ وترتكز بشكل أساسي على فحص الوثائق المتاحةوالتي من ضمنها المصادر الرسمية:‏ الإحصائيات و التشريعات والتقارير الرسميةوالاستقصاءات الميدانية التي تم إعدادها من ق ِبل مراكز ومعاهد أبحاث أوروبيةومتوسطية جنوبية ... إلخ.‏ ويستكمل التحليل من خلال ملاحظة غير ملحقةبالدراسة تنصب على وقائع الحياة اليومية للمهاجرات وعلى خبرتنا الشخصيةوالمهنية.‏17يوروميد للهجرة 216 يوروميد للهجرة 225 اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية .(CARIM) تقرير 2007/2006.


7. خطة الدراسةتتكون هذه الدراسة من ستة أبواب:‏الباب الأول:‏ ‏«الإطار النظرى والب ُعد المنهجي»:‏ ويدرس من ناحية،‏ بعض النظرياتالمتعلقة بالهجرة عموم ًا ويستفهم منها حول المنزلة التي تم إعطاؤها لتنقلالنساء.‏ ومن ناحية أخرى،‏ فهذا الجزء يمثل الإطار المنهجي ويجلى المفاهيم ويبرزوضع مؤشرات الهجرة النسائية.‏الباب الثاني:‏ ‏«المحددات الرئيسية للهجرة النسائية»:‏ يقدم هذا الباب منظور ًالتنقلات نساء دول البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا في سياق الهجرات الدوليةوالعولمة ويفحص العوامل الدافعة والجاذبة للهجرة،‏ كما يقوم بمعاينة نوع التفاوتاتالاقتصادية والثقافية-الاجتماعية التي تميز ضفتي البحر الأبيض المتوسط،‏ تلكالتفاوتات التي ي ُنظر لها على أنها الأسباب الجوهرية للهجرة إلى أوروبا ولاسيماهجرة النساء.‏الباب الثالث:‏ ‏«الهجرة:‏ الإطار القانوني والمعياري»:‏ إذ يتناول الب ُعد القانوني للهجرةعلى الصعيد الدولي والأوروبي المتوسطي والثنائي.‏ ويت ّسم هذا الجزء بأهمية شديدةالخصوصية بحكم أن القانون هو الإطار المنظ ّ م للمغادرة وإقامة واندماج المهاجرينفي دول الاستقبال.‏ وهنالك مجموعة إجراءات قانونية في أغلب دول شمال و جنوبالبحر الأبيض المتوسط تتعلق بحماية المهاجرين والمهاجرات وهى متفرقة في عدةنصوص قانونية وتنظيمية وتطبقها مؤسسات مختلفة.‏الباب الرابع:‏ ‏«الهجرة النسائية الشرعية أو هجرة العمل»:‏ حيث يحدد نوع السماتالأساسية للمهاجرات الشرعيات ويحلل بعض المشاهد من حياتهن اليومية.‏ويتناول هذا الجزء كذلك مكانة المهاجرات في سوق العمل وتأثير العمل المدفوعالأجر على أدوارهن ّ المنزلية وسلطة النساء في كنف الأسرة.‏ ويكتشف هذا الجزءأنماط حياة النساء المهاجرات في بلد الاستقبال وقدرتهن ّ على الاندماج من خلالانخراطهن في التعليم وفي الخدمات الصحية وفي الثقافة وفي الشأن السياسي.‏الباب الخامس:‏ ‏«الهجرة والتنمية:‏ النساء المهاجرات وعناصر التنمية الاقتصادية »:حيث يبرز هذا الباب المساهمة الاقتصادية والاجتماعية للمهاجرات في دولالاستقبال وفي دول المنشأ بصورة خاصة.‏ وسيتم كذلك دراسة مساهمة تحويلاتالمهاجرات والقنوات المستخدمة وقدرتهن ّ كمستثمرات في بلدانهن الأصليةوالاستعانة بخبراتهن ّ وتعبئتهن ّ في جمعيات التنمية.‏الباب السادس:‏ ‏«نساء دول البحر الأبيض المتوسط والهجرة غير الشرعية»:‏ يتناولنقص المعطيات حول هذا النوع من الهجرة،‏ مما يجعل أي تقدير عددي للمهاجرينوللمهاجرات في الدول الأوروبية أمر ًا عسير ًا.‏ إن اازفة بالنفس للهجرة بطريقة غيرشرعية أو بطريقة شرعية مع الوقوع في براثن المسالك السرية،‏ تشكل معيار ًا جديد ًاللهجرة النسائية في دول البحر الأبيض المتوسط.‏ فالهجرة غير الشرعية لنساءالجنوب هي الشغل الشاغل للدول والمنظمات الدولية واتمع المدني.‏ والنساء ه ّنالأكثر تعرض ً ا لتجارة العناصر البشرية وللاستغلال الاقتصادي ولشبكات الدعارةوللمافيا وهؤلاء النسوة في ازدياد كبير نظر ًا لما يشهدن - في أغلب الأوقات - منظروف تمكن من النيل منهن.‏ونظر ًا لاتساع هذه الدراسة ومواكبتها للواقع ومع حداثة موضوعها،‏ فقد تم إعدادوثيقة مرجعية أ ُ ضفي عليها الطابع الشخصي:‏ » دراسة مرجعية حول الهجرةالنسائية في منطقة البحر الأبيض المتوسط ». وتعرض هذه الوثيقة لائحة منالمصادر والمراجع حول الهجرة النسائية،‏ مع مقدمة مفصلة ترسم الميول الكبرىللهجرة النسائية في المنطقة.‏ وتشك ّ ل هذه المذكرة عملا ً مرجعي ًا نضعه تحتتصرف الباحثين والطلاب الذين سيقدمون إسهامات أخرى وتحليلات جديدة لإثراءالموضوع.‏ولا تصبو أبد ًا هذه الدراسة الواسعة النطاق عن الهجرة النسائية من دول البحرالأبيض المتوسط إلى أوروبا في أن تكون دراسة شاملة.‏ فبالرغم من العدد المرتفعللدول التي تمت دراستها ونقص المعطيات وتنوع عمليات وسياسات الهجراتوتباين تعدادات النساء المتنقلات،‏ فقد سعى هذا العمل لإعداد ملخص للاتجاهاتالكبرى لهجرة النساء في منطقة البحر الأبيض المتوسط ولتحليل الأبعاد المتعددةللهجرة النسائية.‏ وختام ًا،‏ يصيغ هذا التقرير عدد ًا من التوصيات لتطوير الدراساتعلى المدى المتوسط والبعيد والتي - بفضل المعرفة المتعمقة للهجرة النسائية -قد تسنح بإلقاء الضوء على سياسات الهجرات المستقبلية لضفتي البحر الأبيضالمتوسط.‏19يوروميد للهجرة 218 يوروميد للهجرة 2


الباب الأولالإطار النظري والب ُعد المنهجي


الفصل الأول:‏ إ ا زء إعداد نموذج لعملية الهجرة ............................................... 24الوصف يعني بدء العمل والمساهمة في تقليلالجمود الذي تكون إثر هذه المشاعر المتناقضةمن الانبهار بالحاضر والخوف من مستقبل مظلموجعل مناطق الظل أقل خفاء ً حيث تلفظ الحداثةالمتعولمة من تخلت عنهم وتدفع عنها الباقينممن حطمتهم.‏1‏(بالاندييه جورج؛ 2003)تتطلب جميع البحوث أطر ًا نظرية،‏ أي مجموعةمن المقترحات المبرهنة والثابتة والتي تهدفإلى إثبات صحة فكر علمي ما.‏ يعتبر توضيحالمفاهيم والرجوع إلى مجموعة من البياناتالإحصائية الموثوقة بمثابة المكونات الأساسيةلهذه الدراسة.‏ تساعد هذه الأمور على توضيحإطار العمل والخطوات المستخدمة من قبلالباحث.‏ يحظى هذا الإطار بقدر من الأهميةبالنسبة لموضوع معقد كالهجرة النسائية فيالمنطقة الأورومتوسطية.‏.1 بيان بنظريات الهجرة ......................................................................................... . 251-1 هيمنة النظريات الاقتصادية ................................................................. 252-1 الاقتصاد الجديد للهج رة ........................................................................... 273-1 نظرية الشبكات أو دوام الهج رة.............................................................‏ 284-1 الهجرة والتنمية ....................................................................................... 292. النساء والهجرة:‏ نحو بعد نظري جديد ........................................................... 313. نحو نموذج جديد حول الهجرة ............................................................................ 33الفصل الثاني.‏ إطار اصطلاحي:‏ مفاهيم في التنقل ..................................... 361. ال بعد الإنساني للهجرة:‏ المهاجرون وعابرو الحدود ........................................ 362. ال بعد المكاني:‏ االات والمساحات والشبكات وتدفقات الهجرة ............... 373. ال بعد الزماني:‏ الهجرة المؤقتة أو الدائمة ...................................................... 384. ال بعد الإداري:‏ الهجرة الشرعية والهجرة غير الشرعية والهجرة عبرالدول والهجرة والتنمية.‏ ................................................................................... 385. ال بعد الثقافي:‏ تعدد الثقافات والتداخل الثقافي ....................................... 40الفصل الثالث.‏ الوضع الإحصائي الغامض:‏ مشكلة مشتركة .................. 41الفصل ال ا ربع.‏ ال بعد المنهجي ......................................................................... 461 ‏(بلاندييه جورج Georges» Balandier‏»؛‎3003‎‏)‏ النظام الكبير،‏ مطبوعات فايارد.‏23يوروميد للهجرة 222 يوروميد للهجرة 2


251. بيان بنظريات الهجرةليس الهدف هو إجراء تحليل شامل للنظريات المتعلقة بالهجرة ولا التعليق علىشرعيتها ولكننا نركز بشكل خاص على أربع نظريات رئيسية والتي سوف يتماختبارها لفترة وجيزة للتمكن من تقييم قيمتها التفسيرية وخصوصا ً عندمانشرع في تطبيقها على هجرة النساء في منطقة البحر الأبيض المتوسط.‏1-1 هيمنة النظريات الاقتصاديةإن النظريات الاقتصادية المتعلقة بالهجرة الدولية عديدة وتتطرق إلى تفسيرمسألة الهجرة بالعوامل المرتبطة بالوظائف والأجور.‏ تندرج هذه النماذج أحيان ًا فيإطار أوسع يتعلق بنمط الإنتاج أو بالتنمية المتفاوتة بين الدول.‏يقدم أرنست رافينستين Ravenstein) (Ernest – وهو صاحب النظرية الأولى للهجرة(1885) 2 وعالم الجغرافيا الإنجليزي – بعض ‏«القوانين»‏ من خلال تحليل بيانات تعدادالسكان.‏ وقد خلص إلى أن الهجرة محكومة بعوامل الدفع – والجذب،‏ حيث تدفعالظروف الاقتصادية السيئة والفقر الناس إلى ترك بلدانهم الأصلية إلى مناطقأكثر جاذبية.‏ وأضاف أن الهجرة تتزايد مع تطور التكنولوجيا.‏وضع هذا الكاتب الهجرة في بيئة أكثر عموم ًا معتبر ًا تقدم الهجرة كحركة تنطلقمن محيط الدائرة إلى مركزها والمسافة المقطوعة بالمهاجرين.‏ ويؤكد أن النساء هنالأكثر ميلا ً للانخراط في التدفقات القصيرة الأجل.‏وقد اتبع العديد من المنظرين نهج رافينستين (Ravenstein) مع بعض الاختلافاتالطفيفة.‏ وقد أعاد إفيريت لي Lee) (Everett (1966) صياغة نظرية رافينستين حتىيركز بشكل أساسي على عناصر الدفع . 3 كما وضعت النظرية النيوكلاسيكية‏(تورادو » «Torado 1969) 4 الهجرة الدولية في إطار علاقة العرض والطلب للسوقوأقامت علاقة متبادلة بين تطور هجرة العمل والتطور الاقتصادي.‏ تدفع الفوارق فيالأجور إلى انتقال المهاجرين من المناطق ذات الأجور المتدنية نحو تلك المناطق ذاتالأجور المرتفعة وذلك بهدف زيادة الدخل.‏ ويقترح على الدول التي ليس لديها قدر ٌكاف ٍ من العمالة وتسعى إلى جلب المزيد من العمالة،‏ تقديم أجور مرتفعة تجذب2 رافينستين E.G) (.Ravenstein (1885). قوانين الهجرة،‏ صحيفة جمعية الإحصاء.‏ لندن 48(2)، 227-167.3 إس لي – الديموغرافيا،‏ – 1966 .popline.org العنوان:‏ نظرية الهجرة.‏ رقم وثيقة بوبلاين:‏ 018411، المؤلفون:‏ لي إس.‏مصدر الاستشهاد:‏ الديموغرافيا،‏ 1966; 3(1):57-47.أشار ‏«لي»‏ إلى وجود أربعة عوامل أساسية تحدد الهجرة الدولية،‏ يرتبط أول عاملين بالوضع في دول المنشأ ودولالمقصد.‏ وأعطى ‏«لي»‏ أهمية كبيرة للعوامل الراهنة مثل المسافة،‏ العوائق السياسية ووجود شبكة للهجرة وأيض ً اللعوامل الشخصية المتعلقة بتعليم المهاجرين والمعرفة بالوسط في البلاد المستقبلة للهجرة والروابط العائلية فيدول المنشأ والمقصد،‏ الأمر الذي قد يسهل أو يعرقل الهجرة.‏4 تودارو،‏ ميشيل بي إي،‏ نموذج هجرة العمل والبطالة المدنية في الدول الأقل تقدم ًا ً،‏ المراجعة الاقتصادية الأمريكية،‏(1) 59 ،1969 ، ص.‏ . 148-138يوروميد للهجرة 224 يوروميد للهجرة 2الفصل الأول:‏ إزاء إعداد نموذج لعملية الهجرةازداد الاهتمام الأكاديمي بموضوع الهجرة،‏ في السنوات الأخيرة،‏ في دول البحرالمتوسط،‏ في محاولة لسد الفجوة الموجودة بين العديد من الأنظمة وسد النقصالنظري بالنسبة للهجرة النسائية.‏ تم تسجيل البحث في موضوع الهجرة فيتحليلات العولمة.‏تظل النظريات القائمة عن الهجرة نظريات جزئية بشكل كبير،‏ أو أكثر عموم ًابالأحرى.‏ تلك النظريات،‏ التي تكون غالب ًا مرتبطة بقواعد،‏ تبدو متمسكة بتلكالقواعد وتظل في الغالب متسمة بنظرة ازدواجية ،(push-pull) دفع-جذب،‏ ممايعمل على تعارض اتمعات المصدرة للهجرة لتلك المستقبلة لها.‏ وتعد النظرياتالمتكاملة التي تناولت القضية نظريات معدودة.‏مازال من الصعب الحديث عن نظرية للهجرة طالما أن آليات تنفيذها معقدة وفردية.‏تختلف الأبعاد القائمة وفق ًا للظروف التاريخية والسياسية والاقتصادية.‏ ويظلالبعد الاقتصادي هو الأكثر شيوع ًا والأكثر تأثير ًا وسيطرة.‏ لقد تركزت النظرياتالأولى بشكل حصري على المهاجر بوصفه عنصر ًا قوي ًا ً للعمل يبحث عن فرصةذات عائد أفضل.‏تميل النظريات الحديثة بصورة كبيرة إلى تفسير الهجرة بعوامل أخرى ذات صلةبالوحدة العائلية ووجود شبكات الهجرة.‏ فهي تولي أهمية خاصة للعلاقة بينالهجرة والتنمية والتنوع الثقافي.‏تعد أوجه القصور المبينة في نظريات الهجرة فيما يتعلق بموضوع نوع المهاجرينجوهرية.‏ حيث لم يبدأ النوع بفرض نفسه على أعمال الهجرة إلا في التسعينياتمن القرن الماضي.‏ إن علماء الاجتماع والمؤرخين كانوا الأكثر انفتاح ً ا لإدخالهملقضية النوع في خطواتهم،‏ أما النساء اللاتي يحملن قضية المرأة،‏ فعلى الرغم منجهودهن في محاولة رد اعتبار النوع في الأبحاث،‏ إلا أنهن لم يشاركن إلا بمساهمةضعيفة في أعمال الهجرة.‏تجدر الإشارة إلى أن الهدف من هذا الباب ذو شقين.‏ فمن جانب،‏ يقترح هذا البابإعادة النظر في بعض النظريات المعنية بعملية الهجرة بشكل عام وما تسهمبه في الأعمال النسائية وذلك لفهم هجرة النساء.‏ ومن جانب آخر،‏ فإنه يقدمنموذج ً ا لهجرة النساء،‏ مستوحي ًا بعض الكتابات التي وضعت حول هذه القضية فيمنطقة البحر الأبيض المتوسط وذلك وفق ًا للب ُعد الشامل للهجرات.‏


المهاجرين القادمين من الدول التي لديها فائض في العمالة ‏(ماسي » Massey «. 5 (1993وقد وضعت نظريات أخرى اختلاف ًا بين القطاع التقليدي والقطاع الحديث،‏ متبنيةفي ذلك التقسيم نفسه بين الدول المتقدمة والدول النامية.‏ إن القطاع التقليديالذي يمتلك فائض ً ا من الأيدي العاملة هو أصل العرض الأساسي للعمل،‏ في حين أنالقطاع الحديث يستوعب هذا الفائض بجذب تلك الأيدي العاملة من خلال تقديمأجور أعلى من التي يدفعها القطاع التقليدي.‏ تتوقع إذ ًا تلك النظرية تأثير ًا إيجابي ًاللهجرة على قطاع الرحيل وذلك لأنها تسهم في خفض نسبة البطالة التي تسودفي هذا القطاع وتسد فجوة الأجور بين القطاع التقليدي الريفي والقطاع الحديثالحضري.‏ ولا شك أن تدفقات الهجرة سوف تستمر طالما لم يتم إنهاء هذا الاختلافبين القطاعات.‏تؤكد النظرية الثنائية ‏(بيور «Piore» 1979) 6 أن هجرة القوى العاملة تعد واحدةمن عوامل التعاون الاقتصادي بين الدول.‏ كما أوضحت النظرية ذاتها أن هياكلالأنشطة الاقتصادية للدول النامية تحتاج بشكل ضروري إلى العمالة الأجنبيةوذلك لأن لديها سوقين؛ السوق الأول متطور ومربح والسوق الثاني غير مستقر وذوأجور منخفضة.‏ ويتم البحث في السوقين بصورة عامة من أجل توظيف المهاجرينلشغل الوظائف الضرورية لتطوير الاقتصاد ولكنهم مرفوضون من ق ِبل السكانالأصليين.‏تؤكد ‏«نظرية النظام العالمي»‏ theory) (world system – التي تناولتها ساسكياساسن » Sassen « Saskia (1988) 7 أن الهجرة الدولية هي نتاج للنظام الرأسماليوأن نماذج الهجرة المقدمة تميل إلى تأكيد تقسيم العالم إلى مركز ‏(الدول الغنية)‏ومحيط ) الدول الفقيرة).‏ كما يتسبب التطور الصناعي في الدول الأولى في إحداثمشكلات هيكلية في اقتصاديات الدول الثانية،‏ مما يشجع على الهجرة.‏ وفي هذاالسياق،‏ ي ُذكر أن الهجرة ليست فقط نتيجة للإنتاج القوي ولطلب العمل في الدولالصناعية ولكن بشكل أعم لهياكل السوق العالمي.‏تحلل هذه النظرية الهجرة بمنظور شامل،‏ مؤكدة ً على أهمية اقتصاد السوق.‏ وتشيرإلى أن التبادلات بين الأنشطة الاقتصادية الضعيفة والأنشطة الاقتصادية القويةالعالية المستوى،‏ سوف تؤدي حتم ً ا إلى ركود في الأنشطة الأولى وإلى تخبط الدوائرالاقتصادية والأطر الاجتماعية والثقافية.‏ ‏«إن هذه العلاقات غير المتكافئة تزيد منالتشجيع على الهجرة،‏ بشكل أكثر من الفوارق في الأجور والوظائف»‏ . 8يرى أنصار هذه النظرية أن من نتائج تأثيرات العولمة ترك اقتصاديات العالم الثالثمعتمدة على الزراعة وتصدير المواد الخام مراكمة بذلك التأخر الصناعي وغارقة فيالتأخر.‏ وهذا ما يفسر سبب تحرك تدفقات الهجرة نحو مسار واحد من المحيط إلىالمركز.‏وبالتأكيد،‏ فإن التيارات الكبيرة للهجرة المعاصرة لا يمكن فصلها عن التفاوتاتالاقتصادية،‏ فقد تمت دراستها مع قضايا التنمية والتأخر أيض ً ا،‏ فقد أظهرتالتحليلات الاقتصادية التقليدية لهجرة العمل حدودها وأظهرت أيض ً ا أنها تركزبشكل أكثر على الجانب الفردي للهجرة ووجود ضروري لكسب أعلى أو إضافي يبررالانتقال.‏ وقد كان هذان الجانبان محل تشكيك من ق ِبل الأعمال التي تشكل منالآن فصاعد ًا الاقتصاد الجديد لهجرة العمل.‏ يتناول هذا التيار من التحليل الهجرةكعملية ترتكز على اختيار جماعي ويأخذ الوحدة العائلية كإطار للتحليل.‏2-1 الاقتصاد الجديد للهجرةاقترح ستارك «Stark» (1991) 9 – المؤسس والممثل الرئيسي للاقتصاد الجديد للهجرة– إطار ًا جديد ًا ً لتحليل اقتصاد هجرة العمل،‏ يتناول الأسرة الريفية إزاء ما يواجههامن أخطار ‏(التقلبات المناخية والتفاوت في أسعار المنتجات الزراعية)‏ الذي يمكن أنيؤدي إلى هجرة أفرادها.‏ وفي هذا الصدد،‏ فإن هجرة أحد أفراد العائلة يؤمن مضاعفةمصادر دخل العائلة ويضمن دخلا ً مضمون عن طريق التحويلات.‏فنحن نشهد تحول الأبعاد الفردية للهجرة إلى استراتيجية جماعية تدفعهاوتنظمها الوحدة العائلية.‏ إنها شكل من أشكال العقد المبرم بين المهاجر وعائلتهالتي ساندته حتى يهاجر وذلك في مقابل واجبات والتزامات تجاه كل الأفراد،‏ منالرجال والنساء،‏ الذين ساهموا في سفره وإقامته في الخارج.‏وهكذا يصبح المهاجر ضمان ًا ضد الفقر وضد المحصول السيئ أو المرض.‏ وأيض ً ا » لايقتصر الاقتصاد الجديد للهجرة على وضع سوق العمل في الاعتبار فحسب،‏ بليتسع نطاق العملية ليشمل اموعة الأسرية ككل.‏ فإن الأسر لا تبحث فقط عنزيادة مصالحها ولكنها تبحث أيضا ً عن تقليل تعرضها للمخاطر عن طريق تنويع27ماسي وأشياء أخرى (1993)، مرجع سابق،‏ صفحة 448.8 ستارك أو (1991). هجرة العمل،‏ باسل بلاكويل،‏ أكسفورد،‏ ص 406.9 يوروميد للهجرة 226 يوروميد للهجرة 25 ماسي دي،‏ أرانجو جى،‏ جواتسي إيه،‏ بيليجرينو إيه و تايلور واي (1993). نظريات الهجرة الدولية:‏ مراجعة وتقييم.‏مراجعة السكان والتنمية.‏ 19/3، ص 431-4656 بيور.‏ إم جي (1979)، الطيور المهاجرة:‏ عمل المهاجرين في الجمعية الصناعية.‏ نيويورك،‏ مطابع جامعة كامبريدج.‏7 ساسن إس (1988). تنقلية العمل ورأس المال.‏ دراسة في الاستثمار الدولي وتدفق العمل.‏ كامبريدج،‏ المملكة المتحدة،‏مطابع جامعة كامبريدج.‏


29تصر كلا ً من هربيزون «Harbison» (1981) 12 وبويد «Boyd» (1989) 13 على ثلاثة عواملأساسية تعطي للوحدة الأسرية أهمية كبيرة في عملية الهجرة.‏1. الأسرة هي الداعم الأساسي للمهاجر،‏ فهي تدبر الموارد من أجل السفر والإقامة‏...إلخ في البلد المستقبل وخاصة عندما نتعامل مع تعداد المهاجرين-‏ الشباب،‏بدون وسائل مادية كافية.‏ وكذلك فإن تقسيم العمل علي أساس الجنس فيمحيط العائلة يمكن أن يشجع انتقال النساء أو يعيقه.‏ وعندما لا تعمل النساء،‏فإنهن يضطلعن بأداء الأعمال المنزلية وتكون تنقلاتهن محدودة شكلي ًا،‏ أو علىالأقل محددة من ق ِبل الرجال.‏2. الأسرة نقطة تجمع وهي التي توجه الفرد وتوجهه.‏ فأدوار الرجال والنساء راسخةومتأصلة داخل الأسرة.‏ إن الامتيازات الممنوحة للأطفال الذكور في العائلة،‏أولئك الذين يخلدون اسم العائلة ويعتبرون تأمين ًا للآباء في هرمهم،‏ تسيطرفي مجتمعات جنوب البحر الأبيض المتوسط.‏ وترى المرأة قاصرة وكائن ًا ضعيف ًايحتاج إلى الحماية.‏ كما أن سفرها لبلد آخر يلزم أخذ الموافقة عليه من العنصرالذكر في الأسرة.‏ وفي بعض الاستثناءات،‏ فإن النساء اللواتي يقررن الهجرة،‏سواء ٌ كن متعلمات أو أغنياء أو لبقات يجب أن يتفاوضن بشأن سفرهن ويبحثنعن موافقة الذكور.‏3. تمتلك الأسرة شبكتها الاقتصادية والاجتماعية ويضيق حد صلة القرابة فيالمساحة الجغرافية شديدة الاتساع.‏ وينتقل الأشخاص هناك حيث توجد لديهمعائلات تستطيع مساعدتهم وتتحمل مسؤوليتهم في حالة المشقة وتبحثلهم عن عمل وتساندهم نفسيا ً في حالة الضيق أو في حالة صدام الثقافات.‏وتتوطد الروابط بين أفراد العائلة الكبيرة لتوجد تضامن ًا متعدد القوميات والذييجعل من المهاجر ممثلا ً فعالا ً في تنمية بلده الأصلي.‏4-1 الهجرة والتنميةمنذ حوالي عشرين عام ًا،‏ ظهرت على الساحة من جديد نظرية قديمة سلطتالضوء علي الروابط الوثيقة بين الهجرات الدولية والتنمية.‏ وأظهرت،‏ من جانب،‏أن الهجرات الدولية من دول الجنوب نحو الشمال ناجمة عن تأخ ّ ر تلك الدول وتطورالهجرة.‏ ومن جانب آخر،‏ تقول إن الهجرات الدولية تساهم في تنمية دول المقصدكما تسهم تأثيراتها في تعزيز النمو والتنمية والحد من الفقر في دول المنشأ.‏12 هاربيسون إس إف (1981). هيكل الأسرة وقرار الأسرة بشأن اتخاذ قرار الهجرة.‏ في عملية صنع قرار الهجرة:‏ مناهجمتعددة الاختصاصات للدراسات على المستويات البسيطة في الدول المتقدمة والنامية،‏ إي دي،‏ دي لونج آر دبليو،‏ جاردنر،‏نيويورك.‏ مطابع بيرجامام.‏13 بويد مونيكا (1989)، الشبكات الأسرية والشخصية في الهجرة الدولية.‏ مراجعة الهجرة الدولية.‏ إس 23/2. ص638-670يوروميد للهجرة 228 يوروميد للهجرة 2مواردها».‏ ومن هذا المنظور،‏ ‏«تصبح الهجرة بالنسبة للدول النامية بمثابة ضماناتاجتماعية للدول المتقدمة»‏ . 10وهكذا،‏ تصبح اموعة الأسرية الوحدة المركزية لاتخاذ القرار.‏ كما يميل دخل المهاجرإلى التقليل من مخاطر البطالة المحلية وتلعب التحويلات دور ًا هام ًا ليس فقط فياقتصاد العائلة ولكن أيض ً ا في اقتصاد الدولة كلها.‏ وفي هذه الحالة،‏ تصبح هجرةالعمل،‏ بالنسبة لبعض الدول – بشكل خاص اقتصاد ًا تصديري ًا،‏ مما يدفع الدول إلىتسهيل السفر وذلك بهدف جني الأرباح.‏3-1 نظرية الشبكات أو دوام الهجرةإن البعد المتعلق بشبكات الهجرة مهم للغاية،‏ لأنه يفسر استمرار ظاهرة الهجرةعن طريق إقامة الروابط الاجتماعية بين المهاجرين وغير المهاجرين،‏ تلك الروابط التيتربط أكثر دول المنشأ ودول المقصد.‏ في الواقع،‏ يقدم كل مهاجر فرص ً ا للأشخاصمن محيطه،‏ ‏(فرد من أسرته أو من عشيرته أو من الجيران)‏ لحثهم ومساعدتهمعلى الهجرة.‏ وفي هذا الإطار،‏ فإن قرار السفر لا يقوم بشكل أساسي على حساباقتصادي وعقلاني صرف،‏ على النحو الذي تدعو إليه النظرية النيوكلاسيكية ولكنعلى المعلومات التي تم جمعها عن مدى توفر الأشخاص الذين يستطيعون دعمالمهاجر ماديا ً ونفسيا ً خلال جميع مراحل انتقاله.‏ أيض ً ا ً،‏ ‏«تسمح شبكات الهجرةوذلك من خلال تأثيراتها في تقليل ااطر والتكاليف عن المهاجرين والمهاجرات11المستقبليين،‏ بالاستمرار الذاتي لعملية الهجرة».‏تربط شبكات الهجرة بين الأشخاص المنتمين لنفس اتمع الأسري والعرقيواللغوي والديني.‏ وتعمل تلك الشبكات كمقدمة لخدمات تقلل من تكلفة الهجرة.‏إن الأخذ في الاعتبار بوجود مخزون من تعداد المهاجرين المشتتين في عدة مدنوبلدان هو أحد المعايير الهامة التي تتدخل في قرار الهجرة.‏ وهكذا،‏ فكلما كانتالشبكة متطورة،‏ كلما انخفضت التكاليف وزادت الهجرة تطور ًا.‏ ويلعب رأس المالالاجتماعي للمهاجر دورا ً أكثر أهمية من رأس المال النقدي.‏فيما يتعلق بنظرية الشبكات،‏ تظل المؤسسة الأسرية جوهرية في التحفيز علىالهجرة وتنمية قدرات المهاجر.‏ وقد أوضحت سارة هاربيزون Harbison) ،(Sarahتعقد البنيات العائلية التي تميز عملية الهجرة وذلك لكون العائلة الوسيط بينالفرد واتمع.‏10 مونسوتي ألكساندرو Alessandro) ). Monsutti (2004) الحروب والهجرات:‏ الشبكات والاستراتيجيات الاقتصاديةلشعب الهزارة بأفغانستان.‏ إصدارات معهد Neuchâtel للإثنولوجيا ودار نشر:‏ ،Maison des Sciences de l’Hommeباريس.‏ ص.‏ 39.11 مونسوتي ألكساندرو،‏ المرجع السابق.‏ ص 45.


31يمكننا أن نلاحظ،‏ مع ذلك،‏ أن تحديث دول الجنوب لم يحقق النتائج المرجوة.‏ وتشيركيرني «Kearney» (1986) 18 إلى حدود تلك النظرية نظر ًا لشموليتها وإهمالهاللعوامل الثقافية ومبالغتها في القضايا الاقتصادية على حساب العلاقاتالسياسية،‏ لاسيما إغفالها لاستراتيجيات المقاومة ولإعادة توزيع المحيط ومفهومهاعن المركز الوحيد في مقابل الطبيعة المتعددة المراكز للعالم.‏يعني ب ُعد ‏«الهجرة والتنمية»‏ بالتوفيق بين مصالح الشمال والجنوب لكي يحققمبدأ الكسب للجميع .(win-win)تتناول النظريات اتلفة المقدمة هنا موضوع الهجرة بطريقة جزئية لأنها تتناولهمن زاوية اقتصادية في المقام الأول وكعملية خاصة بالذكور ولكنها تظل غير كافيةلتفسير هجرة النساء.‏2. النساء والهجرة:‏ نحو ب ُعد نظري جديدلقد تم بذل جهود ضعيفة من أجل إضافة ب ُعد النوع في نظريات الهجرة نظر ًا لأن‏«نظرية الهجرة ركزت على أسباب الهجرة أكثر من تركيزها على المهاجر نفسه»‏) مونيكا بويد Boyd» «Monica 2003) 19 . الأمر الذي حال دون فهم الظروف التيشجعت النساء على أن يصبحن مهاجرات عابرات للدول بغرض العمل،‏ أو أن يطلبناللجوء أو أن يصبحن أداة ً لشبكات الاتجار.‏تدفع الحوافز الاقتصادية عدد ًا من النساء على السفر ولكنها لا يمكن أن تعتبرالعوامل الوحيدة لهذا الأمر.‏ فهناك أسباب أخرى أيض ً ا هي سبب انتقالهن الجغرافيمنها الرغبة في حياة أفضل والحاجة إلى التخلص من الضغوط العائلية والرقابةالاجتماعية أو حتى الأمل في خوض تجربة شخصية تعيد النساء في دور عناصرفاعلة مسؤولة تمام ًا عن حياتها.‏لا تستطيع النظرية النيوكلاسيكية تفسير الهجرات النسائية بشكل أكبر وذلكلأن معظم النساء اللائي سافرن في الفترة من 1970 إلى 1980 لم يسعين إلىالحصول على عمل أو تلقي أجر ًا.‏ فقد وصلن إلى دول الاستقبال في إطار عائلي.‏بالنسبة لدول جنوب البحر الأبيض المتوسط،‏ فإن غالبية النساء اللاتي رافقنأزواجهن كن ربات بيوت وأمهات لأسر كبيرة،‏ أو أقارب يعولهن المهاجر،‏ حيث لميعملن تقريب ًا في وظائف مدفوعة الأجر.‏18 كيرني إم (1986). من اليد غير المرئية إلى القدم المرئية.‏ الدراسات الأنثروبولوجية في الهجرة والتنمية.‏ المراجعةالسنوية للأنثروبولوجيا،‏ أكتوبر 1986، الجزء 15، ص 361-331. ص 338.19 بقلم مونيكا بويد،‏ إليزابيث جريكو،‏ (2003)، ‏«النساء والهجرة:‏ دمج النوع في نظرية الهجرة الدولية».‏ في مصدرمعلومات الهجرة،‏ 2003يوروميد للهجرة 230 يوروميد للهجرة 2للمهاجرين مساهمة اقتصادية بالإضافة إلى مساهمات ثلاثية أخرى تتمثل فيالمساهمة السياسة والاجتماعية والثقافية والتي تعتبر مهمة تمعاتهم الأصلية.‏وفي هذا الشأن،‏ فإن التحويلات التي يرسلونها تلعب دور ًا جوهري ًا في الحد من الفقروتخفيف مشكلات البطالة والعمالة المحدودة ولاسيما المتعلقة بالكفاءات.‏ كذلك،‏فإن الاستثمارات المالية التي تقوم بها جمعيات الشتات في مشروعات مختلفةالاتساع تمثل مساعدة أساسية لتنمية دول المنشأ . 14 ومن ناحية أخرى،‏ فإنها تعتبرأن المهاجرين ذوي المهارات العالية والعودة المؤقتة أو النهائية تمثل جميعها مستودع ًاللكفاءات والخبرات وشبكة فائقة المستوى في خدمة دول المنشأ.‏اهتمت منظمات الأمم المتحدة بهذا البعد منذ بداية العقد الأول من القرن الحالي،‏عندما قامت بوضع مبدأ:‏ ‏«إدارة أفضل للهجرات من أجل تنمية مستدامة»،‏ الذيجعلته اللجنة العالمية للهجرة الدولية أحد مبادئها الستة الأساسية.‏ومن جهته أخذ الاتحاد الأوروبي بهذا المبدأ عام 2005 وذلك لتناول قضية ‏«تناسقسياساته للهجرة في إطار التنمية».‏ 15 وتؤكد اللجنة العالمية للهجرة الدولية،CMMI تلخيص ً ا لهذا البعد،‏ أن ‏«تحدي اليوم،‏ يتمثل في صياغة سياسات تعمل علىزيادة التأثيرات الإيجابية للهجرات على صعيد دول المنشأ مع تقليل آثارها السلبية.‏كما يجب أيضا ً أن تنخرط الهجرات في استراتيجيات التنمية الوطنية والإقليمية16والعالمية».‏ونلاحظ أن هذه الأبعاد تبرز أيض ً ا الروابط بين التقليدية والحداثة وبين الزراعةوالصناعة وبين الدول المتقدمة والنامية وتسعى باستمرار إلى تحقيق التوازن.‏ إننظرية التحديث والتي هيمنت على المناقشات في عام 1970، جعلت من المهاجروكيلا ً اقتصادي ًا ً بشكل أساسي يساعد في التنمية وفي تحديث دولته.‏ ‏«كان يجبعلى تدفقات الهجرة – وذلك باعتبارها عوامل مساعدة حقيقية للتغيير الاجتماعي– أن تسمح للمجتمعات التقليدية بالدخول إلى ركاب الحداثة».‏ ) بوكو «Bocco»17.(199414 تؤكد أعمال البنك العالمي،‏ مثل تقرير للجنة العالمية للهجرة الدولية ،CMMI أن » التحويلات المالية للمهاجرين تمثلفي العام 2004 ما يقرب من ثلاثة أضعاف المساعدات العامة للتنمية؛ وأنها تمثل ثاني أكبر مصدر للتمويل الخارجيللدول النامية بعد الاستثمار المباشر الأجنبي ».15 إشعار من اللجنة إلى الس والبرلمان الأوروبي واللجنة الاقتصادية والاجتماعية في أبريل 2005 تحت عنوان » تناسقالسياسات في خدمة التنمية.‏ التعجيل بتحقيق أهداف الألفية من أجل التنمية »، إن سياسة الهجرة هي واحدةمن إحدى عشرة سياسة قد تم دراستها.‏ نصحت الوثيقة باتخاذ مجموعة من التدابير المتعلقة بإرسال التحويلاتالمالية إلى دول المنشأ ودور المشتتين المقيمين في الدول الأعضاء وتعزيز الهجرة الدائرية وتسهيل العودة أو حتىتخفيف الأضرار الناجمة عن هروب العقول . ونظر ًا لاقتناعهم بالوقائع وبأهمية هذا البعد،‏ ركز الحوار عالي المستوىفي سبتمبر 2006، كما فعل المؤتمر الأوروبي الإفريقي،‏ في الأعوام 2006 و‎2008‎‏،‏ على وسائل تنفيذ هذا النموذج الذييلبي احتياجات دول المقصد والمنشأ في نفس الوقت ويحرر نوع ًا ما انتقال بعض فئات المهاجرين.‏16 تقرير اللجنة العالمية للهجرة الدولية.‏‎2005‎‏.‏ طبع في سويسرا بواسطة 98 SPO-Kunding ص.‏‎27‎‏.‏17 بوكو ر.‏ وجليلي م.‏ ر.‏ ‏(تحت إشراف).‏ (1994). الشرق الأوسط.‏ الهجرات وإرساء الديمقراطية والوساطات.‏ باريس.‏ (PUF)فرنسا،‏ (IUHEL) جنيف.‏ 404 صفحة.‏ ص‎16/15‎‏.‏


33التنقل والإقامة والعثور على عمل.‏ إن اتساع الشبكة والوظائف التي يشغلهاأعضاء العائلة في اتمع المهاجر إليه يمكن أن تفسر سبب استئثار الهجرةالنسائية بنطاق واسع في منطقة أكثر من أخرى.‏لم تنج الهجرة النسائية تمام ًا من النظريات النسوية،‏ فبالتأكيد،‏ لمست بعضالأعمال المشكلة ولكن دون التطرق إلى تحليلها بعمق.‏ فقد مالت النظريات النسويةإلى تطبيق نفس النموذج ‏«التحديث بالهجرة»‏ والذي أدام رؤية الاستعلاء العرقيإزاء العالم الثالث.‏ ومع ذلك فقد تركزت الأبحاث النسوية المتعلقة بالهجرة،‏ خلالهذين العقدين الأخيرين،‏ على القضايا المتعلقة بالبطريركية الأسرية ‏(نظام أسرةقائم على سلطة الأب)‏ وعلى العلاقات التسلطية التي انتقلت إلى الدول المهاجرإليها.‏ لقد اعتبرت البطريركية الأسرية عاملا ً مؤثر ًا علي حركة النساء ومعيق ًالإمكانية تنقلهن ومنشئا ً لنوع من عدم مساواة القوي إزاء المرأة.‏3. نحو نموذج جديد حول الهجرةإذا كان العامل الاقتصادي يبدو جوهريا ً،‏ فإنه يظل معتبر ًا كعامل أساسي للهجرةويمكننا مع ذلك إعادة النظر فيه.‏ وانطلاق ًا من تجربتنا الشخصية ومن النصوصالأدبية التي قدمت حول هذه القضية،‏ يمكننا أن نؤكد أن هناك بعد ًا واحد ًا شاملا ًومتكاملا ً يمكن استخدامه في تحليل الهجرات بشكل عام وبشكل خاص فيمايخص قضية تنقل النساء.‏لقد تم عمل تصور – مع أخذ حدود النظريات المقدمة في الاعتبار،‏ بهدف الحصول على‏«إعداد نموذج»‏ وفق ًا لب ُعد متكامل.‏ يقوم هذا النموذج على ثلاثة عناصر أساسية:‏العامل والمؤسسات والهياكل الاجتماعية.‏1. العامل الاجتماعي وهو في هذه الحالة المهاجر أو المهاجرة ‏(الخصائص والسلوكياتوالممارسات والخطابات والكفاءات).‏2. المؤسسات ‏(العائلة والمدرسة والمؤسسة والعرق والدين).‏3. السياق الهيكلي ‏(الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والسياسية).‏تتجلى هذه العناصر والتي تتخطى ديناميكية الهجرة ككل،‏ في ثلاث مراحل:‏ مرحلةما قبل الهجرة ومرحلة التنقلات ومرحلة ما بعد الهجرة.‏ إن العناصر الثلاثة تنظموتشكل الثلاث مراحل اتلفة للهجرة 23 ويقوم مجموعها على أساس النوع.‏23 مونيكا بيود Byod) (Monica (2003)، سبق ذكره.‏ تفرق الكاتبة بين ثلاث مراحل مختلفة تؤثر فيها العلاقات والنوعوكذلك الأدوار والتسلسلات الطبقية على عملية الهجرة:‏ 1) مرحلة ما قبل الهجرة،‏ 2) مرحلة العبور عبر الحدود،‏ 3)خبرات المهاجرين في الدولة المضيفة.‏يوروميد للهجرة 232 يوروميد للهجرة 2بدت الهجرة،‏ في النماذج الاقتصادية في تلك الحقبة،‏ أنها تنبثق من قرار فردي نابع فيالأساس من الرجال؛ وقد توافق التمييز بين الخاص والعام والداخلي والخارجي مع هذهالنظرية.‏ وتفسر الأوضاع والوظائف للذكور والإناث في دول الجنوب لماذا لم تكن النساء،‏إلا نادر ًا،‏ جزء ًا من قرار الهجرة والمشاركة في سوق العمل في الدول المهاجر إليها.‏ويمكننا أيض ً ا أن نشير إلى أن ارتحال النساء ليس بسبب الفقر بالضرورة.‏ لم تستطعكثير من النساء الفقيرات مغادرة بلادهن حتى يتمكن من تلبية احتياجاتهن والعملفي مكان آخر.‏ ويمكننا أن نلاحظ،‏ في إطار دراستنا،‏ أن دولا ً مثل مصر والمغرب التيلها تقريب ًا ناتج ًا محلي ًا متساوي ًا ً ‏(وهو على الترتيب 3950 دولار ًا و‎4004‎ دولارات فيالعام 2003) لديها معدلات من الهجرة النسائية شديدة التباين:‏ فمعدل المصرياتالمهاجرات إلى أوروبا 20 يتفاوت بين %8 و‎%35‎ 21 في حين أن معدل المغربيات يقع بين%33 و‎%48‎‏.‏لم تستطع المهاجرات في السبعينيات – والآتي ينحدرن من أصول ريفية في معظمالحالات – أن يعشن هذا الانتقال بالوسط المدني قبل الوصول إلى عاصمة البلد التييستهدفنها.‏ وفي وقت ما،‏ حدث أن ظلت النساء معزولات جدا ً في مواطن الثروة22وكن يتواصلن بشكل محدود مع المواطنين ويعشن تقريب ًا على هامش اتمع.‏يمكن للنظرية الثنائية،‏ في جزء ما،‏ أن تسهم في تحليل الهجرة النسائية وذلكبسبب الجذب الذي تمارسه القطاعات الأقل تطورا ً للأنشطة الاقتصادية الصناعيةللمهاجرين على الرجال والنساء.‏ وخاصة عندما تقوم أفرع النشاطات بتوظيفالفتيات والآنسات والمتزوجات،‏ مع إعطاء الأولوية لذوات الأصول الريفية.‏ وتعتبرالهجرة الموسمية للمغربيات إلى إسبانيا خير مثال على ذلك.‏تقدر نظرية الاقتصاد الجديد للهجرة الأثر الكبير الذي يطرأ على العائلة عند قرارالهجرة.‏ وقد كان النقد الموجه إلى تلك النظرية هو استبدال الوحدة العائلية بالفرد،‏في حين أن التقارير التي تصف العائلة كانت تقارير فحواها التسلط والتبعية،‏ أيعدم المساواة بين الرجال والنساء.‏ إن العائلة هي مركز لصراع المصالح والنزاعاتالمعلنة والخفية ولهذا فإن دوافع النساء لا تتفق غالب ًا مع دوافع الرجال.‏ كما أنالدولة مقصد الهجرة ومدة الهجرة تعتبران من العوامل المؤثرة على قرار الهجرة.‏تحتوي نظرية شبكات الهجرة على قيمة تفسيرية كبيرة للهجرة عابرة الدولللنساء نحو أوروبا.‏ يبرز الأدب دور أعضاء العائلة والأصدقاء في دعم المهاجرات علىأوروبا،‏ نقصد بها هنا الدول التسعة محل دراستنا.‏ إحصائيات اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية20 ،(CARIM) تقرير – 2006 .2007استأثرت المملكة المتحدة فقط بنسبة عالية من المهاجرات المصريات:‏ %46.21 يوضح المعرض في متحف الهجرة بباريس هذا الوضع بشكل جيد.‏22


1. مرحلة ما قبل الهجرة،‏ يتدخل خلالها العديد من العوامل من أجل توجيهوتسهيل أو إعاقة قرار هجرة النساء.‏ وهن ذوات أنماط فردية ‏(السن والحالةالاجتماعية ومستوى التعليم)‏ ومؤسسية ‏(مؤسسات التنشئة الاجتماعيةوالمهنية والسياسية)‏ ومجتمعية ‏(النظام السياسي ومستوى التنمية الاقتصاديةوالهياكل الاجتماعية الثقافية).‏وبالتأكيد،‏ فإن العلاقات بين الجنسين والتسلسل الطبقي داخل العائلة يؤثران علىهجرة النساء اللاتي غالب ًا ً ما يقعن تحت سلطة الرجال.‏ إن التحكم في النساءوإعطائهن أدوار ًا يغلب عليها الطابع المنزلي وتنشئتهن كمعدل للنشاط في بلادهنالأصلية،‏ يحدد دوافعهن للهجرة.‏ كذلك،‏ فإن التحكم في الموارد والمعلومات من ق ِ بلالرجال يمكن أن يثبط ويمنع هجرة النساء.‏2. مرحلة انتقال النساء ونعني هنا أن الانتقال من بلد المنشأ إلى بلد أجنبي يظهرقدرات النساء على معرفة التحرك ومدى حريتهن في التمكن من الانتقال بمفردهنواختيار خط السير ووسائل المواصلات من أجل الوصول إلى دول المقصد التي هيمن اختيارهن.‏ إن تدخل العائلة أمر لا يمكن تجاهله،‏ فهي تضع شبكاتها في خدمةالمهاجرات اللاتي يمتلكن أحيان ًا شبكاتهن الخاصة بهن،‏ مما يشرك الأعضاء الآخرينمن الأخوة،‏ أو العائلة أو العرق في الخارج في تسهيل الهجرة النسائية.‏يمكن للسياسات القومية لدول المنشأ أو دول استقبال الهجرات أن تكون عائقا ً أمامهجرة النساء.‏ وتكون هذه السياسات عموم ًا مشروطة بالوضع الراهن المفروضعلى أوضاع المرأة في العائلة واتمع.‏ وقد سنت بعض الدول قوانين ووضعت شروط ً اخاصة في تشريعاتها لحماية النساء،‏ مظهرة حالات من التعسف والاستغلال التيمن الممكن أن تقع النساء تحت طائلتها عند انتقالهن أو إقامتهن في بلد أجنبي.‏وحالة النساء المصريات شديدة الوضوح،‏ فقد فرضت الدولة المصرية قيود ًا علىالهجرة النسائية بغرض العمل،‏ في حين أن تشريع دول الخليج حيث يكثر وجودالمصريين لا يقبل أن تلتحق النساء المتزوجات بأزواجهن في أرض المهجر.‏3. تواجه النساء في دول استقبال الهجرات العديد من التحديات المتعلقةبوضعهن الاجتماعي والتحاقهن بالوظائف وانخراطهن في اتمع.‏ الأمر الذي يؤثرعلى عائلاتهن وعلى الوظائف اللاتي يشغلنها وعلى مكانتهن في اتمع.‏فقد تم نقل صور نمطية عن النساء المهاجرات،‏ تعتبرهن كأشخاص عالة،‏ الأمر الذييميل للتأثير على سياسات دول المقصد،‏ يجعلها تنظر إليهن على أنهن ربات بيوتبدلا ً من عاملات ذوات أجور شرعية.‏ ورغم ذلك،‏ فإنهن عندما يدخلن إلى سوق العمل،‏فإنه يكون لضمان وظائف الخدمات وغالب ًا ما يكون ذلك في القطاع غير الرسمي.‏يعتبر هذا النموذج مساهمة منا في البحث في قضية الهجرة النسائية فيمنطقة البحر الأبيض المتوسط.‏ ويمكن أن يساعدنا هذا النموذج على تفسيرممارسات وأنماط هجرة الرجال والنساء في مراحل مختلفة من تلك العملية وبصفةخاصة على إظهار الثقل المحدد لمسألة النوع في تحليل عملية الهجرة.‏ ويستند هذاالنموذج على سلسلة من المفاهيم سوف نقوم الآن بتحليلها.‏نموذج تحليليالهياكلسياسية ‏-قانونية / اقتصادية:‏ اجتماعية ‏-ثقافيةالمؤسساتالعاملالمهاجرون والمهاجراتعائلية/مهنية/ثقافيةالتحرك35يوروميد للهجرة 234 يوروميد للهجرة 2


37يختلف المهاجر إذ ًا عن اللاجئ أو طالب اللجوء الذي يعبر الحدود الدولية هرب ًا مناضطهاد سياسي أو ديني والذي أجبر علي الرحيل أو أكره على التنقل بسبب الحرب،‏أو الصراعات أو الكوارث الطبيعية.‏ ولهذا فإنه وجب التمييز بين الهجرة الإجباريةوالهجرة الاختيارية.‏ فإن الأولى تشير إلى انتقال أشخاص مدفوعين بعناصر إكراه،‏أو تهديد للحياة وسبل المعيشة،‏ في حين أن الثانية تشمل جميع الحالات التي يتمفيها اتخاذ قرار الهجرة بحرية من ق ِبل الشخص المعني بتلك الهجرة.‏إن العابر للحدود هو الشخص الذي يترك بلده بشكل إجباري أو اختياري حتى يذهبإلى بلد من اختياره دون أن يدعى إليه وهذا،‏ بالمرور بدول أخرى مختلفة.‏ ‏«يتم التسللعبر الحدود في ظروف بعيدة كل البعد عن الهجرة الطبيعية،‏ حتى لو اختلطت تلك25الظروف ببعضها وحلت إحداها محل الأخرى».‏2. الب ُعد المكاني:‏ االات والمساحات والشبكات وتدفقاتالهجرةإن مفهومي مجال الهجرة وميدان الهجرة،‏ المستخدم َين من ق ِبل الديموغرافيينوالجغرافيين،‏ قد ظهرا خلال السبعينيات.‏ وقد تم استخدامهما بعد ذلك من ق ِبلمناهج أخرى ‏(علم الاجتماع والقانون والأنثروبولوجيا والعلوم السياسية)‏ ودخلاقليلا فقليلا ً في خطابات الجهات المؤسسية.‏ ويتكون مجال الهجرة أو ميدان الهجرةمن عدة مساحات للهجرة وهو يعني المساحات المقطوعة ‏(دول المنشأ ودول المقصدودول المرور)‏ والتي تكونت من مجموع تدفقات المهاجرين أي ًا كان أصلهم.‏ ويسمحهذا المفهوم بزيادة تحرير خصوصية المساحة التي يقطعها كل فرد أو جماعة،‏منطلق ًا من القرية المحلية والعائلة الكبيرة واموعة العرقية الدينية والقومية......‏الخ،‏ إلى مساحات مرور،‏ ثم أخير ًا إلى مكان الإقامة الذي تبنى حوله شبكات دولالمقصد ودعم المهاجرين.‏ وقد أدي مفهوم ‏«مجال الهجرة»‏ إلى ظهور مفهوم جديدوهو ‏«المتسلل عبر الحدود».‏ومفهوم سلسلة الهجرة هو تمام ًا مثل الهجرة » بالتسلسل»‏ فهي هجرة علىمراحل وتتكون من تنقلات متعاقبة من مساحة محيطية إلى مساحة مركزية.‏ يمرالمهاجر في طريقه بدرجات مختلفة تسبق اكتسابه لسلوكيات جديدة.‏وبالنسبة لشبكات الهجرة،‏ فإن دوجلاس ماسي Massey) (Douglas قد عرفشبكة الهجرة بأنها ‏«مجموع الصلات المتبادلة بين الأفراد التي تربط المهاجرينوالمهاجرين المستقبليين وغير المهاجرين في مساحات المنشأ والمقصد وذلك عبر25 اسكوفر.‏ كلير.‏ Claire) (Escoffer. (2004). مجتمع التجوال معرفة حركة العابرين للحدود في المغرب العربي.‏ جامعةتولوز‎2‎‏.‏ رسالة دكتوراه في علم الاجتماع.‏ ص‎281‎‏.‏يوروميد للهجرة 236 يوروميد للهجرة 2الفصل الثاني.‏ إطار اصطلاحي:‏ مفاهيم في التنقلإن تعقد ظاهرة الهجرة،‏ في أيامنا هذه،‏ يتطلب أدوات اصطلاحية جديدة من أجلفهم اتساع وتنوع التنقلات الدولية.‏ فإن مصطلحات مثل الهجرة وتدفقات الهجرةأو التعددات المهاجرة لم تدرك بشكل كاف ٍ تلك الصلات المتعلقة بميدان الهجرةوالثقافة وخاصة العلاقات التي تتشكل بين المهاجر والأنشطة والثقافات الفرعيةالمعتمدة في إطار مسيرة الهجرة والتي تكون غالب ًا معقدة.‏ إن هدفنا هو توضيحالمفاهيم المتكررة التي نستخدمها في هذه الدراسة دون أن ندعي الإلمام بذلكبشكل كامل.‏إن للهجرة،‏ التي تعرف بأنها انتقال فرد من أرض إلى أخرى مع نية الإقامة بها بصفةدائمة أو مؤقتة،‏ طابع متعدد الأبعاد يأخذ في الاعتبار،‏ في نفس الوقت،‏ الب ُعدالإنساني ‏(حالة الأشخاص المتنقلين وأحوال الشتات)،‏ الب ُعد المكاني ‏(مجال الهجرةومفهوم التنقل وشبكات الهجرة)،‏ الب ُعد الزمني ‏(طبيعة الإقامة من كونها أكثراستمرارية أو أقل)،‏ الب ُعد التنظيمي ‏(إدارة الهجرة موضح ً ا بذلك أنماط الهجرة منحيث كونها شرعية أو غير شرعية وتلك المتعلقة بالتنمية والاندماج والهجرة عبرالدول)،‏ الب ُعد الثقافي ‏(التعددية الثقافية وتداخل الثقافات).‏1. الب ُعد الإنساني للهجرة:‏ المهاجرون وعابرو الحدودويشمل التعريفات الواسعة المتعلقة بالعامل الرئيسي في الهجرة،‏ المهاجروالشتات.‏إذا كان المهاجر هو شخص يتنقل بين أرض المنشأ وأرض المقصد،‏ فإن المصطلح يأخذمعناه الكامل عندما يعود على أشخاص من الجنسين يبحثون عن فرص للعملوعن حياة أفضل،‏ أو على طلاب يكملون دراستهم في دولة أجنبية أو على نساء معأطفالهن يرافقن أزواجهن أو آبائهن المهاجرين.‏إن الهجرة لا تتلخص في حركة الأشخاص وإقامتهم في دولة أخرى غير دولتهم،‏فهي تعبر أيض ً ا عن الاضطرابات التي تتدخل في الحياة الشخصية والعائليةوالمهنية والثقافية للمهاجر وعن جهود تبذل لإعادة تنظيم حياة جديدة أكثر تلاؤم ًامع الهياكل الاقتصادية والاجتماعية للبلد المقصد؛ ‏«إن المهاجر هو الشخص الذيتوقف عن أنشطته في أرض ليعيد تنظيم حياته في أخرى.‏ ‏(وييكس «Weeks»(1999 انتهى . 2424 ذكر في موسوعة:‏ الهجرة والأسرة.‏


صلات القرابة والصداقة وأصل جماعي مشترك».‏ إن وظيفة شبكات الهجرة هيتقديم فرص ووسائل للتكيف للمهاجرين.‏ ويقوم البعد الأكثر رواج ً ا منذ عدة سنواتعلى ربط إشكالية شبكات الهجرة مع تنمية روح المبادرة العرقية ) مامونج،‏ Ma»27،«Mung (1994 26 ؛(‏ حسن بوبكري،‏ (19853. الب ُعد الزماني:‏ الهجرة المؤقتة أو الدائمةوفق ًا لتوصيات الأمم المتحدة بشأن إحصاءات الهجرة الدولية عام 1998، فإن الهجرة ٍ أو أكثر من دخول المهاجر للدولة التيالدولية طويلة الأمد يتم تسجيلها بعد عامسيبني فيها إقامته،‏ في حين أنه بالنسبة للهجرة القصيرة المدى،‏ تكون مدة الإقامةفيها محدودة بين الثلاثة أشهر والسنة.‏وهكذا،‏ فإن تدفق الهجرة يشمل حقائق شديدة الاختلاف وبناء ً على اعتبارنا للهجرةمن حيث كونها مؤقتة أو دائمة.‏ فالأولى تكون قصيرة وموسمية وبغرض العملوبشكل أساسي في مجال الزراعة أو الخدمات أو البعثات المحددة.‏ كما تتعلق أيضا ًبالطلاب،‏ الذين يعتبرون طلاب ًا طوال فترة دراستهم الجامعية.‏ ومن الجدير بالذكر أنهيمكن للهجرة المؤقتة التي يمكن مدها،‏ أن تصبح هجرة اقتصادية،‏ كما يمكن لها أنتتحول إلى هجرة غير شرعية.‏ إن الهجرة النهائية هي الهجرة الدائمة والتي تتمفي إطار لم الشمل العائلي أو لتكوين أسرة.‏ وهي تعني أيض ً ا أبناء المهاجرين الذينأصبحوا مواطنين في دول المهجر.‏4. الب ُعد الإداري:‏ الهجرة الشرعية والهجرة غير الشرعيةوالهجرة عبر الدول والهجرة والتنمية.‏تتعلق إدارة الهجرة بالقضايا المرتبطة بتنظيم هجرة العمل ‏(هجرة شرعية)‏وبإقامة الحواجز-‏ لتضع بذلك حد ًا لكل تسريبات الدخول غير الشرعي إلى أر ٍ ضأخرى-‏ وكذلك بترحيل المقيمين غير الشرعيين ‏(هجرة غير شرعية).‏ كما تتعلق أيضابإقامة واندماج المهاجرين في الدولة المستقبلة للهجرة ومشاركتهم في تنميةدولهم الأصلية ‏(الهجرة عبر الدول والهجرة والتنمية).‏الهجرة الشرعية؛ تتم وفق إجراء لطلب استخراج تصريح يتيح لرعايا دولة الإقامةوالعمل بشكل شرعي علي أرض دولة أخرى.‏ وتنظم هذه الهجرة من خلال اتفاقياتومعاهدات ثنائية بين دولتين وتقوم على قاعدة مشتركة من القوانين لحماية وضمانحقوق العاملين المنحدرين من دول أخرى.‏ ويدخل في هذه الهجرة بعض أشكالهجرة العمل وهجرة الطلاب والأشخاص ذوي المهارات العالية والهجرة في إطار لم28الشمل الأسري.‏الهجرة غير الشرعية أو غير النظامية وهي سلسلة من الظواهر اتلفة وتشملالأشخاص الذين يدخلون أو يظلون في دولة ليسوا من مواطنيها على خلاف ماتقتضيه القوانين الداخلية لتلك الدولة.‏ وتشمل،‏ المهاجرين الذين يدخلون أو يظلونفي دولة دون تصريح وضحايا التجارة غير المشروعة والإتجار بالبشر وطالبي اللجوءالمرفوض طلبهم والذين لا يمتثلون لأمر الإبعاد والأشخاص الذين يتحايلون علىضوابط الهجرة بزواج تم الاتفاق عليه ». 29الهجرة والتنمية هما عمليتان مترابطتان في عالم متعولم وقد أثرا في تطور الدولواتمعات والاقتصاديات والمؤسسات.‏ في الواقع ومنذ عدة قرون،‏ فإن القوة المهاجرةتؤثر في طبيعة نظام الإنتاج وعمليات التنمية ‏(المنظمة الدولية للهجرة وجهةنظر 2006).تعد الهجرة والتنمية مبدأ مؤكد ًا تسهم من خلاله الهجرة الدولية بشكل أساسيفي تنمية دول المنشأ والمقصد.‏ إنهما عمليتان متلازمتان ومترابطتان تنخرطان فيسياق متعولم.‏ وبحسب هذا التعريف،‏ فإن إعادة التفكير في التنمية الاقتصاديةلا يمكن أن يحدث دون إعادة التفكير في الهجرة وعلاقتها بالتنمية،‏ سواء ٌ في دولالمنشأ أو في دول المقصد.‏الهجرة عبر الدول تعني اتجاه ًا جديد ًا يقتضي الانتماء إلى اثنين أو أكثر من اتمعاتوالثقافات في آن واحد.‏ وتتم تلك الهجرة عبر تبادل المعلومات والموارد والارتباطاتوالزيارات التي تتم بين أعضاء الشتات،‏ أو مع السكان الأصليين.‏ ‏«وهي تقدم،‏ منجانب المهاجر،‏ مشاركة مستمرة في الاقتصاد والسياسة والتنظيم الاجتماعيلدولة منشأة،‏ جنب ًا إلى جنب مع الاندماج في هياكل الدولة المستقبلة له ». 303928 لم الشمل الأسري:‏ هو هجرة أحد أعضاء أسرة مهاجر تربطه به صله قرابة قبل سفره.‏ وينص الميثاق الاجتماعيالأوروبي بتاريخ 8 أكتوبر 1961 على أن الدول تلزم،‏ قدر الاستطاعة،‏ بتسهيل لم الشمل الأسري للمهاجر الذي يزاولعملا ً ويحظى بتصريح إقامة على أراضيها ‏(بند 19). ويجب التمييز بين هذا المصطلح وبين ‏«تكوين الأسرة»‏ family)(formation الذي يعني الهجرة من أجل الزواج أو العيش المشترك مع مهاجر أو أحد أبنائه.‏29 تقرير اللجنة العالمية للهجرة الدولية.‏ سبق ذكرة.‏ ص 35.30 دورية.‏ لويس جاك (2004): طرق وشبكات الهجرة:‏ بخصوص الهجرة عبر الدول،‏ نموذج الكنديين ذوي الأصولالفيتنامية.‏ الة الأوروبية للهجرة الدولية.‏ الإصدار 20 رقم 3. الصفحات 73-49.يوروميد للهجرة 238 يوروميد للهجرة 226 مامونج (1994). روح الشراكة العرقية في فرنسا.‏ مجلة:‏ .Sociologie du travail الإصدار 36، رقم 2، الصفحات.209-18327 حسن بوبكري (1985): التجارة الصغيرة لمغتربي الجنوب التونسي في باريس.‏ في:‏ إليز برنار Bernard) (Elise (2002).مدينة جربة.‏ السياحة الدولية ومنطقيات الهجرة الجديد.‏ دار نشر:‏ .REMI إصدار 18 رقم 2002. 1. الصفحات.112-103


41الفصل الثالث.‏ الوضع الإحصائي الغامض:‏مشكلة مشتركة» ثمة ثلاثة أنواع من الأكاذيب:‏ أكاذيب وأكاذيب لعينة وإحصاءات»‏بنيامين ديزرائيلي Desraeli) (Benjaminلا يمكن لخطوتنا التحليلية أن تغفل تناول قضية البيانات الإحصائية.‏يظل النظام الإحصائي حول الهجرة الدولية شديد التعقيد.‏ وهناك بيانات يتمإصدارها حول هذه القضية من ق ِبل مؤسسات دولية مختلفة مثل،‏ الأمم المتحدةومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة.‏ فعلى المستوىالأوروبي،‏ تلعب اليوروسات دور ًا مهم ً ا وكذلك اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرةالدولية .(CARIM)وعلى الصعيد القومي،‏ تقدم العديد من الإدارات إحصاءات حول الهجرة الخارجيةوتلعب وزارات الداخلية دور ًا رئيسي ًا في إجراء مسح إحصائي شامل حول تعدادالمهاجرين وتصاريح الإقامة وتهتم وزارات العمل بتقديم التصاريح وعقود العمل،‏ فيحين أن وزارات العدل تتمسك في إحصاء التعدادات انسة وتلك التي تم منحهاحق المواطنة.‏ وتساهم وزارات التخطيط من خلال إحصاءات تعداد السكان التيتقدمها،‏ في حين أن المعاهد الديموغرافية ومراكز الدراسات حول الهجرة تقدمدراسات لحالات شديدة الصلة بالقضية ومتنوعة.‏إن تعزيز التوافق الدولي حول قضية الهجرة والحاجة إلى امتلاك إحصاءات حاليةوقابلة للمقارنة حول الهجرة،‏ كل ذلك يحث العديد من المنظمات الدولية علىجمع البيانات وعلى دفع الدول لعمل مجانسة بين آليات جمعها للإحصاءات.‏ وقدأخذت توصيات الأمم المتحدة في عام 32 1998 من تحسين الإحصاءات حول الهجرةهدف ًا لها،‏ الأمر الذي دفع الدول إلى تحسين جودة البيانات.‏ تلك التوصيات التي تهدفأيض ً ا إلى تطوير تبادل البيانات بين الخدمات الإحصائية والإدارات المؤهلة.‏ومنذ عام 1998، يعمل الاتحاد الأوروبي عبر المكتب الإحصائي للمجتمعات الأوروبية،‏يوروستات ، 33 على إصدار سلسلة من البيانات حول الهجرة الدولية واللجوء.‏ وقدتم إعداد تلك البيانات الأخيرة من ق ِبل المعاهد القومية للإحصاءات ووزارات العملالأمم المتحدة 1998. توصيات بشأن إحصائيات الهجرة الدولية .ST/ESA/STAT/SER.M/58/Rev.132 يساعد اليوروستات على تجميع البيانات ونقلها ونشرها.‏33 يوروميد للهجرة 240 يوروميد للهجرة 2إن الاصطلاح ‏«عبر الدول»‏ ينم عن الب ُعد المتعلق بعبور الحدود داخل مجال الهجرة.‏ويقيم المهاجرون علاقات دائمة بين الدول المستقبلة ودول المنشأ.‏ وهكذا،‏ فإن إقامةالمهاجرين في الدول المستقبلة،‏ بعيد ًا عن أن تؤدي إلى قطع أو تمزيق الروابط معمجتمع المنشأ،‏ تأتي،‏ في أكثر الحالات،‏ مع تعزيز هذه العلاقات،‏ أو تحسينها في هذهالحالة.‏ ويتعارض هذا المفهوم مع النموذج الخطي الذي يجعل حركة الهجرة كحركةأحادية الاتجاه في مساحة ثنائية الوجهة،‏ مقتضي ًا التفرعات الثنائية مثل الرحيل–‏والوصول والإقامة – والعودة،‏ المؤقتة–‏ والدائمة،‏ إلخ.‏5. الب ُعد الثقافي:‏ تعدد الثقافات والتداخل الثقافيللثقافة مكانة جوهرية في عملية الهجرة.‏ وتعكس مشكلة هيمنة الثقافةالغربية في العالم خطر ًا حقيقي ًا من تفكك وتهميش لثقافات الأقليات.‏ ولقدأوجدت تقارير الهيمنة الثقافية مفهومين ذائعي الانتشار وغالب ًا ما يتم الخلطبينهما:‏ تعدد الثقافات والتداخل الثقافي.‏تعدد الثقافات هو التعايش المشترك المستقل لعدة ثقافات.‏ إنه حياة العديد مناموعات أو الأفراد من ذوي ثقافات مختلفة ‏(اللغة والدين والتاريخ أو ذكرياتمشتركة)‏ في نفس المكان،‏ أو في نفس البلد،‏ دون أن تدخل تلك الثقافات فيتفاعل.‏التداخل الثقافي هو خطوة تهدف إلى أخذ مسافات بين الشخص ونفسه وثقافتهمن أجل فهم الآخرين والنجاح في إقامة حوار وتواصل.‏ إن هدف التداخل الثقافي هوإذ ًا أن » العيش مع ً ا « والتعارف المتبادل،‏ في ظل احترام أنماط الحياة وقيم الجميع . 31إن التداخل الثقافي كتبادل وتواصل بين الثقافات اتلفة،‏ يميل إلى الاعترافبالتعددية والتنوع الثقافي والغيرية.‏ ويتطلب هذا التداخل طريقة أخرى لتكوينهتجبر الشخص على أن يقف دون أن يكون هناك شق بين تماسك ثقافته الخاصةوتماسك ثقافة الآخر وتحثه على تجديد رؤيته للعالم وإعادة تحديد قيمه الخاصة التييعتقد أنها غير قابلة للتغيير.‏.http://www.espace-citoyen.be/site/index.php?EsId=1&Module=mod-produit&Indice=1-55-26 31


مقارنة بين أعداد المهاجرين الذين تم إحصاؤها من ق ِبل دول المنشأ والمقصدأعداد المهاجرينالمحصاة في دولالمقصدأعداد المهاجرينالمحصاة في دولالمنشأالفرق المطلقالفرق النسبي%31%145%68251,151621,4221,165,4271,085,2021,050,8502,887,319807,051429,4281,721,892الجزائر 1995مصر 2000المغرب 2004تونس 2003اموع%91%47328,7832,909,118691,7719,006,142362,9886,157,024والعدل والداخلية.‏ إن التنسيق بين اليوروستات،‏ القسم الإحصائي للأمم المتحدةواللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة من أجل أوروبا ومنظمة العمل الدولية،‏ يقوى وذلكفي إطار التجميع المشترك للبيانات المتعلقة بالهجرة الدولية ‏(يوروستات 2009) 34 .يمكننا كذلك أن نوضح أن البيانات المتاحة تضع أمام المستخدم العديد من المشكلاتبسبب عدم التوافق بين المصادر والخلاف على المستوى الاصطلاحي وتنوع أساليبجمع البيانات والتوجه السياسي،‏ الذي يبدو غير واضح بشكل أو بآخر – الذي يديرحركة هذه البيانات.‏إن اتساع مجال الهجرة يجعل من الصعب جمع بيانات عن كل تعداد من تعداداتالهجرة.‏ وحتى لو لجأنا إلى نفس التعريفات،‏ فإن بعض التعدادات لن يتم تضمينهافي عملية الهجرة مثل الطلاب أو المهاجرين الموسميين وقطاع كبير من المهاجرينغير الشرعيين بما في ذلك النساء.‏إن البيانات الرسمية عن الهجرة في دول البحر الأبيض المتوسط في تقدم ولكنهاأيض ً ا ليست كافية لتسمح بتحرير الميول الكبرى وبناء النظريات.‏ وتظل الإحصاءاتالقائمة مبعثرة جد ًا ولا تعطي صورة واضحة عن التحركات السكانية في المنطقة،‏ناهيك عن خصائص هؤلاء الأشخاص.‏ ويعبر الجدول التالي عن تناقضات في تلكالبيانات.‏ إن الاستعانة بسنوات ذات مرجعيات مختلفة يجعل المقارنة أكثر تشويق ًا،‏كمقارنة البيانات الجزائرية لعام (1995) بالبيانات المغربية الأكثر شباب ًا الصادرة منذما يقرب من عشر سنوات (2004).المصدر:‏ تقرير الهجرة المتوسطية.‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية 2007-2006 CARIM صفحة 376.وعلى عكس إحصاءات الاتحاد الأورومتوسطي للبحوث التطبيقية حول الهجرةالدولية (CARIM) التي تركز على دول البحر الأبيض المتوسط،‏ تخص إحصاءاتاليوروستات،‏ الأكثر عموم ًا،‏ المهاجرين القادمين إلى الاتحاد الأوروبي،‏ مجرية نوع ًا منالتمييز بين ثلاثة أنواع من المهاجرين:‏ المهاجرون من داخل أوروبا،‏ الرعايا غير الأوروبيين،‏المواطنون العائدون وتمثل على الترتيب %34، %52 و‎%14‎ . 35أما بالنسبة لإحصاءات دول الجنوب،‏ فإنها تختلف في الجودة عنها في الكمية.‏وي ُعد من الصعب تحديد من يهاجر وكيف وإلى أي جهة يذهب،‏ أو تقييم ولو بشكلنسبي،‏ تدفقات الهجرة.‏ إن البيانات القومية متاحة بشكل أقل فيما يتعلق باتجاهالتدفقات وتسلسلها الزمني وتقدم بشكل عام من وزارات الداخلية والعمل،‏ أيأنها تكون موجهة ً سياسي ًا.‏ ويبقى أن نقول أنها تكون غالب ًا ناقصة ولا تكشف إلاعن جزء هزيل للهجرة النسائية وخارج نطاق الهجرة الشرعية ولا توفر أية مؤشراتتتعلق بالأنواع الأخرى للهجرة.‏ وفي تقرير حول هجرة البحر الأبيض المتوسط نجدأن » هناك خمسة دول فقط من دول البحر الأبيض المتوسط ‏(الجزائر ومصر والمغربوتونس وتركيا)‏ هي التي قامت بنشر إحصاءات بشأن مهاجريها بحسب الدول المقامفيها وقليل من الدول المستقبلة نشرت إحصاءات بشأن المهاجرين الذين تنحدر36أصولهم إلى دول البحر الأبيض المتوسط،‏ بحسب البلد».‏ولقد تم بذل جهود كبيرة من أجل تطوير إحصاءات موثوقة حول التحويلات الماليةالتي قام بها المهاجرون وذلك،‏ لتقييم تأثيرهم على الادخار والاستثمارات والتنميةالمحلية في دول المنشأ.‏ ومع ذلك،‏ فهناك مشاكل أخرى تظل قيد المعالجة؛ كالإتجارهرم أن Anne) ،( Herm يوروستات،‏ :(2008) 98/2008 .Statistics in focus ص‎3‎‏.‏35 اتحاد الأبحاث التطبيقية حول الهجرة،‏ نفس المرجع،‏ ص 376.36 34 يوروستات 2009. ص.‏‎164‎‏.‏43يوروميد للهجرة 242 يوروميد للهجرة 2


في البشر والتجارة غير الشرعية بالمهاجرين وهجرة الكفاءات.‏ أيض ً ا،‏ لقد أصبحمن الضروري جد ًا تطوير تلك القطاعات وتقديم إحصاءات موثوقة وكافية،‏ علىالصعيدين القومي والدولي،‏ تلمس النساء بشكل خاص.‏وتظل المهاجرات هن المهضوم حقهن في ظل النظام الإحصائي.‏ فحتى السبعينيات،‏ركزت الإحصاءات الرئيسية بشكل أساسي على العاملين المهاجرين.‏ وفي تلكالفترة،‏ كانت الفائدة من اشتراك المرأة في سوق العمل محدودة وكانت المهاجراتفي إطار جمع الشمل الأسري لا يتمتعن بحق الحصول على تصريح للعمل وكنيقتصرن غالب ًا على القطاع غير الرسمي وهكذا،‏ أصبحن بعيدات عن الأنظار.‏حتى وقت قريب،‏ أشارت هانيا زولتنيك Hania) (Zlotnik إلى أنه » لم تكن هناكتقديرات شاملة متاحة تسمح بتقييم اتساع الهجرة النسائية.‏ وقد صدرتالإحصاءات الأولية للفترة 1990/1965 من قسم السكان بالأمم المتحدة في عام 1998.وكانت تقوم التقديرات الموزعة حسب الدولة على عدد الأجانب الذين ولدوا في البلادطبق ًا لتعدادات السكان وكان يتم تكميلها بمعلومات حول عدد اللاجئين ». 37بالتأكيد،‏ كان قد تم تسجيل النساء المهاجرات من جميع الأعمار في الإحصاءاتالقومية وقبل ذلك في عام 1960 وكانت النساء المهاجرات يمثلن %47 من تعدادالسكان المرتحلين.‏ ومنذ ذلك الحين،‏ زادت حصة النساء المهاجرات في تعداد المهاجرينالدوليين تدريجي ًا لتصل إلى %48 عام 1990 و‎%49‎ عام 2000 و‎%50‎ عام 2005. وعلىالرغم من أن هذا الاتجاه يكشف الطابع الأنثوي للهجرة،‏ فإننا نلاحظ أن الزيادةالمسجلة ضعيفة بالمقارنة مع المستوى المرتفع لعملية التأنيث الموجودة فيالستينيات . 38تظل البيانات المتعلقة بالهجرة النسائية في طور أولي جد ًا ولاسيما عند تحليلتطور البيانات المتعلقة بالداخلين وسماتهم الديموغرافية والمهنية.‏ كما نلاحظأيض ً ا،‏ نقص البيانات المتاحة عندما يتعلق الأمر بالتحويلات المرسلة من ق ِبل النساءأو بالأشخاص المنتفعين،‏ فضلا ً عن عمليات التنظيم المتعلقة بالنساء.‏ » ونجد فيالبرنامج الايطالي للتنظيم لعام 2003، أن هناك 705.000 من الطلبات منهن %20من الرومانيين و‎%15‎ من الأوكرانيين و‎%8‎ من الألبانيين و‎%8‎ من المغاربة والإحصاءاتالمتعلقة بعملية تنظيم النساء غائبة تمام ًا ». 39وإذا كان النساء يشكلن جزء ًا أساسي ًا في عملية الهجرة،‏ فإنهن لا يزلن غائبات فيالعديد من المصادر الإحصائية.‏ فإننا نجد،‏ في البيانات الموجودة،‏ شذرات من المعلوماتفي بعض الدراسات الميدانية والمحفوظات،‏ أو تقارير المنظمات غير الحكومية عنالهجرة وهي غالب ًا ما تكون مقتضبة ونادر ًا ما تكون متقاربة،‏ مما يتطلب عملا ً علىمختلف الأصعدة لتطوير إحصاءات شاملة وموثوقة وبالتالي جعل صورة النساءالمهاجرات أكثر وضوح ً ا.‏ومع ذلك،‏ فإن جميع الإحصاءات عن الهجرة في دول البحر الأبيض المتوسط والهجرةالنسائية بصفة خاصة قد تم إعدادها غالب ًا من ق ِبل الرجال،‏ كما أن الوثائق المقدمةبشأن هذا الموضوع هي في الغالب من أعمال الرجال.‏ ومن جهة أخرى،‏ فقد ركزتالمصادر المتاحة أكثر على وضع المرأة داخل العائلة وقانون الأحوال الشخصية والصحةالإنجابية والعنف ضد المرأة والذي تطور بشكل كثيف خلال هذا العقد الماضي.‏ ولاتزال المرأة التي تهاجر بمفردها غير ظاهرة في الصورة.‏ ففي الواقع،‏ تبدو هجرة إحدىالنساء أو مجموعة من النساء بمفردهن مشبوهة،‏ طالما أن الموقع الحقيقي للمرأةهو داخل العائلة.‏ وتبدو تلك التي تسافر وحدها بأنها خطرة أو منحلة،‏ كما تظلفريسة ً سهلة بين أيدي ارمين ومافيا الاتجار بالبشر وشبكات الدعارة.‏تقدم الدراسات الميدانية – التي تمت على نطاق صغير أو متوسط – حول خصائصالمهاجرين،‏ بيانات أكثر من تلك التي توجد في السجلات والإحصاءات.‏ فالبياناتالمتاحة في البلديات والقنصليات بالرغم من كونها أكثر تطور ًا،‏ تظل صعبة وطويلةعلى المراجعة.‏ ووحدها التحقيقات الميدانية واسعة النطاق حول الهجرة هي التيتستطيع أن تواجه هذا النقص الجسيم وتفسر هذه العملية المعقدة المتغيرة وهذا،‏على الرغم من مشاكل العينات المعبرة والتكاليف الباهظة لهذه العملية.‏لابد من جعل المرأة موجودة بشكل أكبر في البيانات الإحصائية حتى نتمكن منإنشاء بيانات تعكس الواقع بشكل أفضل وعمل توقعات موثوقة تسمح بوضعاستراتيجيات سياسية وتنموية واضحة المعالم لعملية الهجرة.‏ ويتزايد التعاونالدولي حول قضايا الهجرة وتزداد معه،‏ الحاجة إلى تطوير وتحديث إحصاءات الهجرةمع أخذ الجنس في الاعتبار.‏45يوروميد للهجرة 244 يوروميد للهجرة 2الأبعاد العالمية لهجرة النساء بقلم هانيا زلوتنيك،‏ مارس 2003، مصادر معلومات الهجرة،‏ الأمم المتحدة.‏ 2002. تقرير37 الهجرة الدولية:‏ 2002.هانيا زولتنيك.‏ سبق ذكره.‏38 ‏(مارتن بالدوين إيدواردز.‏ 2004). بقلم مارتن بالدوين إيدواردز:‏ الفسيفساء المتغيرة للهجرة المتوسطية.‏39


47المنظمات غير الحكومية والمنظمات القومية،‏ قد فتح لنا آفاق ًا ً كبيرة في إعداد تلكالدراسة.‏إن الميدان الجغرافي الذي تسير فيه دراستنا واسع ومتنوع.‏ ولذا يمكننا أن نقسمهاإلى مجموعتين جزئيتين كبيرتين:‏ شمال البحر الأبيض المتوسط مع التسع دولالأوروبية المعنية بالدراسة:‏ ألمانيا والنمسا وبلجيكا وفرنسا واليونان وهولندا وإيطالياوأسبانيا والمملكة المتحدة.‏ ودول البحر الأبيض المتوسط التسع وهم،‏ الجزائر ومصروإسرائيل والأردن والمغرب وسوريا والأراضي الفلسطينية وتونس.‏إن تصنيف جيرار فرنسوا ديمون Dumont) ( 42 Gérard François يبدو لنا معقولا ًجد ًا.‏ تضم جغرافية البحر الأبيض المتوسط ثلاث مساحات متميزة للهجرة وفق ًاللمؤلف:‏ منطقة البحر الأبيض المتوسط الإفريقية ومنطقة البحر الأبيض المتوسطالآسيوية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط الأوروبية.‏ ولغرض توضيحي،‏ فإننا سوفنقوم بتنقيحها طبق ًا ً للتوجهات التي نعطيها لدراستنا.‏في منطقة البحر الأبيض المتوسط الإفريقية وتشمل أربع دول من المغرب العربيوهي دول للهجرة،‏ المغرب والجزائر وتونس ومصر.‏ يتوجه المهاجرون من المغرب والجزائروتونس بشكل عام إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط الأوروبية وخاصة ً فرنساوأسبانيا وإيطاليا والتي لم تشارك إلا منذ التسعينيات.‏ وتظل بلجيكا وهولنداوجهة مهمة وخاصة بالنسبة للمغاربة.‏ وتعد إيطالياهي الوجهة المفضلةللتونسيين بعد فرنسا.‏ في حين لا تزال التدفقات الجزائرية إلى أسبانيا وإيطاليامحدودة.‏ وبالنسبة لألمانيا،‏ فإن غالبية المهاجرين إليها يأتون من تركيا.‏ يشمل هذاالنوع من الهجرة أيض ً ا جميع الذين يمرون بالمغرب العربي لدخول أوروبا،‏ أي المهاجرينمن جنوب الصحراء الذين يعبرون الصحراء لدخول مدينة شيبا في ليبيا ومدينةتمنراست في الجزائر لينتشروا بعد ذلك في الدول الأربع لشمال إفريقيا.‏ وي ُعد هذاالنوع من هجرة الجنوب ‏-إلى الشمال ذو جانب اقتصادي بشكل أساسي،‏ سواء ُ أكانالأمر يتعلق بالمهاجرين من المغرب العربي أو بالمهاجرين من جنوب الصحراء.‏وبالنسبة إلى مصر،‏ الدولة الأكثر سكان ًا في منطقة البحر الأبيض المتوسطالإفريقية،‏ تأخذ الهجرة إلى أوروبا مركز ًا متراجع ً ا في تدفقات الهجرة،‏ باستثناءالهجرة شديدة التواضع إلى إيطاليا واليونان،‏ ملبية ً بشكل أكبر مبدأ القربالجغرافي.‏ وبوجه آخر،‏ يتم توجيه التدفقات الكبيرة للهجرة غالب ًا إلى الدول العربيةالمنتجة للبترول أو الدول الأنجلو – سكسونية ‏(اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرةالدولية .(2007-2006 CARIM42 ديمون،‏ جيرار فرانسوا Gérard-François) (Dumont (2007)، تنوع التدفقات المهاجرة في منطقة البحر الأبيضالمتوسط في الأعوام 2000. بيان مقدم إلى منتدى الوقائع.‏ تونس العاصمة.‏ مايو 2007. ص‎14‎‏.‏يوروميد للهجرة 246 يوروميد للهجرة 2الفصل الرابع.‏ الب ُعد المنهجيتهتم العلوم الطبيعية بالأشياء المادية وبسير العملية.‏ وتعالج العلوم الاجتماعية الأمورالنفسية والفكرية وبالتالي يقوم منهج العلوم الطبيعية علي التفسير ومنهج العلومالاجتماعية على الفهم.‏401982 (Alfred Schutz)تبدو الخطوة المتبعة في نموذج الباب السابق شاملة،‏ اجتماعية واقتصادية وقانونيةفي نفس الوقت وتتمحور حول جوانب الهجرة الثلاثة،‏ الهجرة الشرعية وغيرالشرعية والهجرة والتنمية.‏وتقع هذه الخطوة في طريق علم الاجتماع التفاهمي الذي تشجعه المدرسة الألمانية) ماكس فيبرWeber Max وجورج زيمل (Goerg Simmel والتي اختصت بدراسةالنشاط الاجتماعي في إطار التفاعل الاجتماعي.‏ ويبدو البعد التفاهمي هو الأكثرملائمة ً.‏ » فالفهم،‏ هو الامتناع عن تفسير حدث أو واقع اجتماعي بعامل محددواحد.‏ ومن هنا،‏ فإن علم الاجتماع التفاهمي يشجع الإجمال وبخاصة تآزر جميعسمات ظاهرة ما،‏ حتى ولو كانت مناقضة لبعضها البعض ». 41 إنها منهج يقومبدراسة كل عنصر في سياقه الشامل وفي إطار الأحداث السياسية والأنظمةالاقتصادية والاجتماعية الثقافية،‏ ساعية ً إلى إقامة تفاعل بين مختلف مكوناتالواقع.‏ وباختصار،‏ فهي تعتبر كل فعل اجتماعي كفعل إنساني ذي معنى؛ ومنجانب آخر،‏ يشير ماكس فيبير إلى أن كل عمل إنساني له معنى وعلم الاجتماعيجب أن يقوم بهذا المعنى.‏كانت أدوات العمل التي تم اعتمدها متنوعة ومتلائمة مع الفرص والقيود.‏ ففيغياب العمل الميداني،‏ نكرس أنفسنا،‏ من ناحية،‏ في تحليل الوثائق:‏ قراءة متعددةومجزئة للأعمال والمقالات والتشريع الدولي والأوروبي والنصوص المتعلقة بالمراسلاتومبادرات المفوضية الأوروبية وتقارير البرلمان الأوروبي وإحصاءات اليوروستات واتحادالبحوث التطبيقية عن الهجرة الدولية وبيانات البنك الدولي ومجلس أوروبا....‏إلخ.‏ ومن جانب آخر،‏ فقد قمنا،‏ كإسهام منا،‏ بوضع شبكتنا وخبرتنا الشخصية،‏الجامعية وخبرة وزير للتعاون وسفير لدى اتمعات الأوروبية ومفوض لدي المفوضيةالعالمية للهجرة الدولية.‏ إن إسهامنا في النقاش الدولي والإقليمي بشأن القضية،‏‏(الأمم المتحدة،‏ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،‏ صندوق الأمم المتحدة للسكان،‏المفوضية الأوروبية،‏ المعهد الأوروبي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط)‏ ومشاركتنا لدىألفريد شوتس.‏ الباحث والحياة اليومية.‏ باريس.‏ .Méridiens -Klincksieck 1982 . ص‎92‎‏.‏40 جيفري دينيس Denis) (Jeffrey ومافيزولتي ميشيل ‏(تحت إشراف)‏ (2005). علم الاجتماع التفاهمي،‏ صحافة جامعة41 لافال.‏ ص 158.


في منطقة البحر الأبيض المتوسط الآسيوية،‏ نلاحظ مجموعتين من تدفقاتالهجرة،‏ تتعلق الأولى بالصراع العربي – الإسرائيلي والثانية تتعلق بالدول التيتتوسط هذا الصراع مثل سوريا ولبنان والأردن.‏ تتسم الهجرة في هذه المنطقة أكثربالطابع السياسي.‏ ويمكن أن نتذكر في هذا الإطار،‏ حرب لبنان (1991/1974) ومنجهة أخرى،‏ فإن لبنان هي الدولة الوحيدة من دول البحر الأبيض المتوسط الآسيويةالتي يتوجه مهاجروها إلى فرنسا واليونان.‏ وقد أدت حرب الخليج الأولى،‏ كالحرب فيالعراق – إلى تدفق عدد من اللاجئين إلى أوروبا.‏في منطقة البحر الأبيض المتوسط الأوروبية،‏ تشمل البلاد المستقبلة للمهاجرينمجموعتين كبيرتين.‏ تتعلق الأولى بدول أوروبا الجنوبية على ساحل البحر الأبيضالمتوسط وهي أسبانيا وإيطاليا واليونان وفرنسا.‏ وتشمل اموعة الثانية دول شمالأوروبا والتي تستقبل عدد ًا كبير ًا من المهاجرين من دول البحر الأبيض المتوسط وهيالنمسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا والمملكة المتحدة.‏وسوف يصدر عن هذا التمييز تصنيف أكثر وضوح ً ا سوف نستعين به خلال دراستناوهو:‏ تقسيم دول البحر الأبيض المتوسط إلى 3 كتل:‏ المغرب العربي والمشرق العربيوإسرائيل والدول الأوروبية في مجموعتين،‏ الدول المطلة على ساحل البحر الأبيضالمتوسط والدول غير الساحلية.‏49يوروميد للهجرة 248 يوروميد للهجرة 2


مقدمة ......................................................................................................................... 53الباب الثانيالمحددات الرئيسية للهجرة النسائيةفي دول البحر الأبيض المتوسط والاتحاد الأوروبيالفصل الأول:‏ التفاوتات الديموغرافية،‏ والاقتصادية،‏ والسياسية،‏ والاجتماعية–‏الثقافية بين دول البحر الأبيض المتوسط والدول الأوروبية وتأثيرها علي وضع المرأة.......‏ 551. الاختلال الديموغرافي الذي يتم تعميقه بين دول البحر الأبيض المتوسطوالدول الأوروبية........................................................................................................‏ 562. اتسام الضفتين الشمالية والجنوبية بمعدلات نمو ديموغرافية متعارضة..........‏ 593. اختلاف أشكال الخطوط البيانية العمرية،‏ وتعددات عاملة فى وضع متأزم....‏ 62الفصل الثاني:‏ التفاوتات في مجال الصحة ....................................................... 65الفصل الثالث:‏ صور عدم المساواة الاقتصادية الصارخة بين دول شمالوجنوب البحر الأبيض المتوسط .............................................................................. 721. صور عدم المساواة بين الشمال والجنوب فيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالى........‏ 752. النشاط والبطالة،‏ معياران آخران للتعبير عن نمو وتنمية اقتصاديات دولشمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط.................................................................‏ 78الفصل الرابع:‏ صور عدم المساواة الاجتماعية–‏ الثقافية وتأثيرها علىالتمييز فى النوع........................................................................................................‏ 881. الأمية لا تزال ملموسة لدى نساء دول البحر الأبيض المتوسط ........................ 882. الارتياد التفاضلي للمدارس حسب المستوي ....................................................... 893. نفقات شبه متساوية فى مجال التعليم للحصول على نتائج معاكسة.........‏ 91الفصل الخامس:‏ صور عدم المساواة السياسية / التقليد الديمقراطيوالديمقراطية المتلعثمة.............................................................................................‏ 93الفصل السادس:‏ التحدي الأكبر لدول البحر الأبيض المتوسط هوحماية الحقوق الإنسانية...........................................................................................‏ 941. الحقوق السياسية للمرأة والمشاركة في اتخاذ القرار ........................................ 952. قوانين الأحوال الشخصية غير المواكبة في مجتمعات تموج بالغليان ............ 983. العنف حيال المرأة،‏ آلية أخرى للتمييز..................................................................‏ 99خاتمة...........................................................................................................................‏ 10251يوروميد للهجرة 2


53يوروميد للهجرة 252 يوروميد للهجرة 2«... غربة هنا وهجرة هناك،‏ هما وجهان لا يتجزآنمن حقيقة واحدة،‏ ولا يمكن تفسير أحدهمادون الآخر.‏ إن هذين البعدين لنفس الظاهرة لايمكن فصل أحدهما أو استقلاله ذاتي ًا ً عن الآخرإلا بشكل قطعي،‏ لأن الفصل بهذا الشكل هوعين ما يفرضه توزيع الخبرات والمنافع والرهاناتالسياسية بين الشركاء الذين يقع كل منهمبالنسبة للآخر،‏ في علاقة غير متماثلة بشكلجوهري».‏1عبد المالك صي ّاد1 عبد المالك صي ّاد (1999): الغياب المزدوج:‏ أوهام المهاجر ومعاناة المغترب.‏ دار نشر ،Seuil 15.مقدمةإن وضع الهجرة بين دول البحر الأبيض المتوسط وأوروبا مشروط إلى حد كبير بالقربالجغرافي،‏ وبروابطهم التاريخية،‏ وبالتبادلات الاقتصادية،‏ وبالاحتكاكات الثقافيةمنذ قرون،‏ ولطالما وجدت تحركات السكان في الضفتين.‏ ففي حين أن القرن التاسععشر كان يتسم جزئي ًا بحركة هجرة جماعية إلي جنوب البحر الأبيض المتوسط،‏فإن النصف الثاني من نهاية القرن العشرين قد شهد نشاط ً ا للهجرة غير مسبوقباتجاه أوروبا.‏ ومنذ ذلك الحين،‏ فقد أصبح الاتحاد الأوروبي وجهة مفضلة للهجرةالعالمية عموم ًا ً وهجرة دول البحر الأبيض المتوسط خصوص ً ا ً.‏وفي هذا الإطار،‏ فقد حظيت هجرة نساء دول البحر الأبيض المتوسط إلي دولالاتحاد الأوروبي باهتمام خاص في السنوات الأخيرة.‏ ويمكن تلخيص التطور الملحوظفي الأربعة عقود الأخيرة في ثلاث موجات متلاحقة أو متراكبة في ظل مشاركةنسائية متعددة الوجوه.‏1- الموجة الأولى - والتي كانت ما بعد الحرب العالمية الثانية - كانت تقوم على هجرةفردية،‏ تهدف بشكل أساسي إلى العمل،‏ ويسيطر عليها طابع ذكوري في إطارالاتفاقيات الثنائية للأيدي العاملة.‏ وفي الوقت ذاته،‏ ازدادت هجرة الطلاب وطالبياللجوء السياسي من الذكور للإفلات من أعمال الاضطهاد والقمع التي تمارسهبحقهم الأنظمة التسلطية في جنوب البحر الأبيض المتوسط،‏ أو للهروب منالنزاعات الداخلية أو النزاعات مع الدول ااورة.‏2- الموجة الثانية - بدء ًا من عام - 1973 أي وقت تعليق الاتفاقيات الثنائية للأيديالعاملة،‏ وتتميز بهجرة نسائية في إطار لم الشمل الأسري أو تكوين أسرجديدة.‏3- الموجة الثالثة للهجرة،‏ تلك التي حدثت في الأعوام 1990، حيث شهدت رحيلالنساء بمفردهن سعي ًا وراء العمل.‏ وفي الوقت ذاته،‏ فقد شهدنا تطور ًا ً لهجرةأشخاص أكفاء إلي حد كبير وعمال بلا أوراق عقب القيود العديدة التي فرضتهاالتشريعات الوطنية لدخول الأراضي الأوروبية.‏ وفيما يتعلق بالهجرة من أجلالدراسة،‏ فقد استمرت مع نسبة مئوية دائم ً ا ما تكون مرتفعة لصالح الفتياتمقارنة ً بالسنوات – 1960 .1970وإذا كان لا يزال من الصعب تقدير حجم الهجرة النسائية من دول البحر الأبيضالمتوسط المتأخرة إلى دول الاتحاد الأوروبي بدرجة ما من الجزم،‏ فإنه يمكننا أن نؤكد أندول البحر الأبيض المتوسط تشكل مخزون ًا كبير ًا للهجرة إلى أوروبا.‏ وقد تم تقدير


55يوروميد للهجرة 254 يوروميد للهجرة 2التعداد الفعلي الإجمالي بين 10 و 15 مليون ، 2 بحسب ما تم جمعه من إحصاءات عنالمهاجرين من ق ِبل دولهم التي نشئوا فيها أو في دول الاستقبال.‏ وهكذا فهم يمثلونمن %3,8 إلى %5,8 من التعدادات التي تم حصرها من دول البحر البيض المتوسط،‏والتي ارتفع عددها عام 2005 إلى 260 مليون ًا،‏ وتتراوح نسبة النساء المهاجرات –اللاتي يمثلن متوسط ً ا لا يمكن إغفاله – بين %9 و %45 3 .وبوجه عام،‏ فالهجرة تحددها عوامل متعددة،‏ وهى في نفس الوقت ديموغرافية،‏واقتصادية،‏ وسياسية،‏ واجتماعية – ثقافية.‏ وتهدف هذه الدراسة إلى إبراز المحدداتالخاصة التي تدفع النساء إلى الهجرة.‏إن البيئة المباشرة للمرأة المهاجرة،‏ ومستواها التعليمي،‏ ووضعها الاجتماعي،‏وإسهامها الاقتصادي،‏ وكذلك درجة دخولها الضعيفة في دوائر الإنتاج في دولتهاالتي نشأت بها،‏ كل ذلك يمكن أن يلعب دور ًا رئيسي ًا في قرار الهجرة.‏ كذلك،‏ يمكنأن تسهم التحولات الهيكلية الاقتصادية لدول البحر الأبيض المتوسط،‏ ودرجةتنميتها والتطور الذي تم في مجال حقوق المرأة،‏ في ذلك القرار.‏وعلى الرغم من الفروق التي تميز دول البحر الأبيض المتوسط،‏ فإن الوجهات اتلفةلتدفقات الهجرة تنطوي على بعض التشابهات.‏ فالصلات القديمة بدول الاستعمار،‏واستخدام لغة مشتركة،‏ وكذلك معرفة وتقدير ما يتعلق بثقافة دول الاستقبال،‏تؤثر علي تدفق الهجرات القادمة من الجنوب.‏ إن وجود شبكات قوية في دول المقصد،‏وتشريع دول الاستقبال قد يلعبا دور تسهيل أو إعاقة هجرة المرأة.‏ومع أن أسباب ضغوط الهجرات قد تم دراستها بشكل كبير،‏ يبدو أنه من المعقد إدراككيف وإلى أي درجة قد تؤثر تلك الضغوط على تدفق الهجرات النسائية.‏ فإذا سلمنابأن حركات الهجرات يتم تغذيتها وتعزيزها بفعل عوامل اقتصادية،‏ مثل الفقر وعدمالأمن الاقتصادي والاجتماعي،‏ فإنه يمكننا أن نتعرف – في حالة الهجرة النسائية -علي العوامل الاجتماعية،‏ وعلى العادات الثقافية التي تنشئ قوة كبيرة للهجرة.‏إن هدف هذا الباب هو دراسة المحددات وإبراز الآليات التي تقيد هجرة نساء دول البحرالأبيض المتوسط نحو أوروبا من منظور تاريخي مقارن،‏ وكذلك البحث عن الظروفالتي تشجع هجرة النساء.‏اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية ،(CARIM) تقرير 2008، 2007، هجرات متوسطية.‏ ملحقات.‏2 متوسط تم وضعه من ق ِبلنا.‏3 ويتألف هذا الباب من فصلين :الفصل الأول والأساسي مخصص لتحليل التفاوتات الديموغرافية،‏ والاقتصادية،‏والاجتماعية،‏ والثقافية القائمة بين دول البحر الأبيض المتوسط والاتحاد الأوروبي،‏ معتسليط الضوء على صور عدم المساواة الموجودة بين نساء أوروبا ونساء دول البحرالأبيض المتوسط.‏الفصل الثاني هو محاولة أولية للتعرف على المحددات الرئيسية لهجرة نساء دولالبحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.‏الفصل الأول:‏ التفاوتات الديموغرافية،‏والاقتصادية،‏ والسياسية،‏ والاجتماعية–‏الثقافية بين دول البحر الأبيض المتوسط ودولأوروبا وتأثيرها علي وضع المرأةيشهد الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تفاوتات،‏ بل وحتىفواصل علي كافة الأصعدة:‏ الديموغرافية،‏ والاقتصادية،‏ والاجتماعية – الثقافية،‏والتي من شأنها أن تولد الرغبة في الهجرة وتقويها.‏تضم الكتلة الشمالية دولا ً من الاتحاد الأوروبي تمتلك إمكانيات قوة اقتصاديةشاملة،‏ وتمتلك ثلاثة عناصر مؤلفة للقوة وهي » الثقل الاقتصادي،‏ والمؤسساتونظام حوكمة يقوم على التعددية،‏ والقاعدة القانونية والتنمية المستدامة « 4 .وفي يوليو عام 2007، أشار صندوق النقد الدولي إلي مستوى أداء منطقة اليورو،‏ولاحظ أن هذه المنطقة قد شهدت نمو ًا أكثر اتزان ًا ً،‏ وأنها لم تعد على هامش الحراكالعالمي « 5 . إلا أن الأزمة المالية في عام 2008 كانت عاملا ً حقيقي ًا لعملية الركود التيتواجهها الدول الأوروبية الآن بكثير من الحزم والحذر.‏وتضم الكتلة الجنوبية كل دول البحر الأبيض المتوسط والتي تدخل ضمن اموعةالكبرى المعروفة ب ،MENA أي دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،‏ بالإضافة إليإسرائيل.‏ تعد كل الدول العربية في المنطقة أعضاء في جامعة الدول العربية،‏ معتعداد يبلغ 280 مليون نسمة.وتتسم هذه الدول باختلافات كبيرة في المساحةوالسكان،‏ والموارد الطبيعية،‏ ومستوي التنمية.‏ ولكنها تظل متحدة بروابط قويةمن خلال اللغة،‏ والدين،‏ والموروث الثقافي الإسلامي.‏4 تييري دو مونتبريال Montbrial) (Thierry de و فيليب مورو ديفارج ) Defargues .(Philippe Moreauأوروبا والعالم 2007. دار نشر:‏ .Dunod ص.‏‎67‎‏.‏5 الاقتصاد العالمي 2009. مركز الدراسات المستقبلية والمعلومات الدولية .(CEPII) الاكتشاف،‏ باريس 2009، ص 23.


أحرزت دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجملها - كما يشير التقرير العربيحول التنمية البشرية لعام - 2000 تقدم ًا كبير ًا في مجال التنمية البشرية فيالعقود الأربعة الأخيرة.‏ » ومع ذلك،‏ تظل الحقيقة متسمة ً بوجود اختلالات وظيفيةهيكلية تشكل عوائق كبيرة في بناء التنمية البشرية »، لخصها التقرير في ثلاثةمواطن رئيسية للقصور في مجال احترام الحرية والحقوق الإنسانية،‏ وهي استقلاليةالنساء في التصرف،‏ ودعم نظام الاكتساب المعرفي واستخدامه الفعال . 6وتشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا توسع ً ا اقتصادي ًا قوي ًا منذ عام2003، لكنها ما تزال تواجه التحديات التي يطرحها النمو المرتفع للتعداداتالعاملة،‏ ومواطن القصور المذكورة.‏ ويمكننا أن نضيف على ذلك أن الحرب والنزاعاتبين الأعراق أو الدول – التي لم تكف منذ أكثر من نصف قرن - والتوتر بين الأيدلوجياتالمتنافسة ‏(القومية،‏ والإسلامية،‏ والعلمانية)‏ كانت عائق ًا أمام التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية للمنطقة.‏ وكان للارتفاع المفاجئ في أسعار النفط تأثير ٌ سلبي ٌ علياقتصاد الدول غير المنتجة أيض ً ا.‏ وأدي ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء إلي تدهور فيالنفقات العامة وفي ربحية الشركات،‏ ليخلق نوع ًا من السخط العام بين عمومالناس « 7 .1. الاختلال الديموغرافي الذي يتم تعميقه بين دول البحرالأبيض المتوسط والدول الأوربيةيشهد التطور الديموغرافي لدول الاتحاد الأوروبي ودول البحر الأبيض المتوسط تغيراتكبيرة في المنطقة المتوسطية.‏ ومن بين 498.5 مليون نسمة،‏ تتسم ال 27 دولة منالدول الأعضاء التي تمثلها بتباين كبير فيما يتعلق بالكثافة السكانية.‏ ومع ذلك,‏يميل تطور الصور الديموغرافية إلي إظهار سلوكيات متشابهة وتضافر نحو نموذجديموغرافي مشترك,‏ في ظل وجود نقاط تلاقي واضحة فيما يتعلق بمعدل المواليد,‏ومعدل الإنجاب,‏ ومعدل وفيات الأطفال,‏ ومتوسط العمر المأمول عند الولادة.‏تتسم دول جنوب البحر الأبيض المتوسط - شأنها شأن دول الاتحاد الأوروبي - باختلافاتكبيرة في مستوي الكثافة السكانية لشعوبها.‏ ويبقي أن الصور الديموغرافية –التي تشهد ذروة التطور - ما تزال شديدة التنوع.‏ فتحولات السلوكيات الديموغرافيةمتمايزة للغاية,‏ سواء ٌ علي مستوي معدل المواليد,‏ أو معدل الإنجاب,‏ أو نسبة تفشيالأمراض المانعة للحمل ؛ وعلى الأخص بين دول المغرب العربي ودول المشرق العربي.‏وتشكل إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة استثناءات في المنطقة . 8تتفاوت الكثافة السكانية من مجموعة لأخرى.‏ فإذا كان ال 9 دول الأوروبية -محور دراستنا – تضم 354.7 مليون نسمة في عام 2007, فإن عدد دول المغربالعربي هو فقط 75.2 مليون نسمة,‏ وعدد دول المشرق 110.7 مليون نسمة.‏ وتمتلكفلسطين تعداد ًا ذا كثافة قليلة جد ًا ً,‏ فقط 4 مليون نسمة؛ فقد تسببت حالةالحرب وأعمال الاضطهاد التي تمارس منذ 1948 في هرب الكثير من الفلسطينيينالذين لجئوا أو هاجروا إلى دول وقارات مختلفة،‏ فضلا ً عن أن جزء ًا كبير ًا من أرضهاقد تم إلحاقه بإسرائيل التي لم يتوقف سكانها عن التزايد بواقع نحو 7 مليوننسمة في عام 2007.تعدادات سكانية ذات كثافات متفاوتةمجموع السكان لكل دولة بالملايين عام 2007الشمال القطري إسرائيل فلسطين المشرق المغرب العربيالمصدر:‏ تقرير التنمية البشرية.‏ برنامج الأمم المتحدة للتنمية,‏ 2009. الصفحات - 191 19440035030025020015010050057يوروميد للهجرة 256 يوروميد للهجرة 2تقرير عربي حول التنمية البشرية.‏ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2002.6 الاقتصاد العالمي في 2009. نفس المرجع،‏ ص 55.7 8 يبدو أن التجمع بحسب المناطق ضروري لتقليل التكرارات,‏ فتم تعيين ثلاث مجموعات ودولتين:‏ فالمغرب العربي يضمالمغرب,‏ والجزائر,‏ وتونس ؛ والمشرق العربي يضم الأردن,‏ ولبنان,‏ وسوريا ومصر.‏ واموعة الثالثة تضم الدول التسعةالأوروبية محور دراستنا.‏ وتتطلب الحالات الخاصة لفلسطين ولإسرائيل تناولا ً خاص ً ا.‏


المملكة المتحدةهولندااليونانإيطلايامجموع السكان لكل دولة بالملايين عام 2007النمسابلجيكاأسبانيافرنساسوريافلسطينإسرائيلألمانياالمصدر:‏ تقرير التنمية البشرية.‏ برنامج الأمم المتحدة للتنمية,‏ 2009. الصفحات - 191 194تونسالأردنلبنانمصرالجزائرالمغرب9080706050403020100ومن بين الدول الأوروبية المعنية بدراستنا هناك الأربع دول الشمالية الأكثر كثافةسكانية وهم:‏ ألمانيا,‏ وفرنسا,‏ والمملكة المتحدة,‏ وإيطاليا,‏ بتعداد سكاني يتراوح بين60 و‎80‎ مليون نسمة.‏ هناك أربع دول أخرى ذات كثافات سكانية قليلة نسبي ًا تتراوحبين 8 و‎11‎ مليون نسمة,‏ كاليونان,‏ والنمسا,‏ وهولندا,‏ وبلجيكا.‏ وت ُصنف أسبانيابتعدادها السكاني المتوسط البالغ 44 مليون نسمة بين هذه وتلك.‏وفي عام 2007, كانت ألمانيا أكثر الدول تعداد ًا للسكان بين الدول الأعضاء للاتحادالأوروبي بواقع ما يقرب من %17 من إجمالي التعداد السكاني لدول الاتحاد الأوروبيالسبعة والعشرين.‏ وإذا أضفنا إليها فرنسا,‏ والمملكة المتحدة,‏ وإيطاليا - وهي دولمتشابهة في الكثافة السكانية - يمثل مجموع هذه الدول قرابة %54 من إجماليعدد السكان لدول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين.‏ وليس مثير ًا للدهشة أن هذهالدول تستقبل تدفقات ضخمة من الهجرات تضعها علي رأس دول الاتحاد الأوروبي.‏أما بالنسبة لدول جنوب البحر البيض المتوسط,‏ فمصر فقط هي التي تمتلك كثافةسكانية كبيرة كمثيلتها في كبري الدول الأوروبية,‏ بتعداد يبلغ 80 مليون نسمة.‏وت ُعتبر المغرب والجزائر هما الدولتان الأكثر تعداد ًا في دول المغرب العربي,‏ بتعداد 31مليون نسمة و 34 مليون نسمة،‏ ويبلغ عدد سكان تونس 10 مليون نسمة.‏ أماالدول الأربع للشرق الأوسط،‏ فهي تمتلك كثافات سكانية منخفضة تتراوح بين 4و‎7‎ مليون نسمة,‏ ويبلغ تعداد سوريا فقط 20 مليون نسمة.‏2. اتسام الضفتين الشمالية والجنوبية بمعدلات نموديموغرافية متعارضةتتيح لنا المؤشرات - المتعلقة بمعدلات الإنجاب وبالنمو الطبيعي للسكان - التعرفعلي تطوراتها المتنوعة.‏لقد انخفضت معدلات الإنجاب في كافة أرجاء العالم,‏ وقد أسهمت الجهود المبذولةفي مجال تنظيم الأسرة,‏ وتحسين مستوي الحياة للسكان,‏ وتعليم النساء,‏ بشكلكبير في تقليل عدد الأطفال الذي تلده كل امرأة,‏ وفي تحويل الأسرة الكبيرة إليأسرة صغيرة.‏ ولكننا عندما نقارن مجموعات الدول,‏ فسوف نلاحظ أن معدل الإنجابفي الدول الأوروبية لم يبلغ طفلين لكل امرأة,‏ في حين يتراوح معدل الإنجاب في دولالبحر الأبيض المتوسط بين 2.4 ‏(المغرب),‏ و 5.1 ‏(فلسطين),‏ باستثناء تونس ولبناناللتين لهما معدلات إنجاب مماثلة لمعدل فرنسا (1.9).65432102010-2005معدل الإنجاب – 2005 2010متوسط تم وضعه من ق ِبلنا انطلاق ًا من بيانات برنامج الأمم المتحدة للتنمية.‏المصدر:‏ تقرير التنمية البشرية,‏ 2009, الصفحات – 191 194.59يوروميد للهجرة 258 يوروميد للهجرة 2


وقد سجلت دول المشرق العربي معدل إنجاب مرتفع نسبي ًا:‏ من 2.9 إلى 3.3 ؛ ويبلغمعدل الإنجاب في إسرائيل 2.8, في حين يبلغ معدل الإنجاب في فلسطين قرابةالضعف (5.1) . لقد دفعت حالة الحرب مع إسرائيل,‏ وعدم وجود موارد طبيعية,‏ إلىنشر ثقافة تشجيع زيادة المواليد,‏ وإلى زيادة التوجه نحو تنمية رأس المال البشريالذي يعد المورد الوحيد المضمون للدولة.‏وتمثل دول المغرب العربي معدل الإنجاب الأقل ارتفاع ًا في المنطقة ‏(من 1.9 إلي 2.4),وذلك بسبب الجهود المبذولة في التعليم عموم ًا,‏ وفي التنظيم الأسري,‏ وفي دخولالمرأة في حياة العمل ‏(المغرب وتونس).‏ هناك ارتباط وثيق بين مستوي تعليم المرأةومعدل الإنجاب,‏ فكلما زاد مستوي التعليم كلما انخفض معدل الإنجاب ‏(صندوقالأمم المتحدة للسكان),‏ كذلك كلما زاد عدد الأطفال في الأسرة,‏ كلما د ُفعت المرأةعلي البقاء في المنزل.‏ إنه ارتباط لا يخص دول المغرب العربي بشكل أساسي،‏ ولكنهبالأحرى ذو صلة بالسياسات الاجتماعية والقومية,‏ وبالتقاليد والأعراف المعمول بهافي بعض الدول التي تميل إلى إبعاد المرأة الأم - التي لديها أولاد في سن الطفولة -عن حياة العمل.‏قد يكون لهجرة المرأة كذلك تأثير علي السلوكيات الديموغرافية لنساء دول المنشأ,‏فبشكل عام،‏ تقوم المهاجرات بنشر صورة جديدة للأسرة,‏ وتبدين انشغالا ً جدي ًا إزاءالطفل,‏ واحتياجاته,‏ وتعليمه,‏ وترقيه الاجتماعي.‏ وثمة دراسة مبتكرة تم إعدادهامن ق ِبل فيليب فارج – وتم ذكرها في تقرير البنك الدولي‎9‎ - 9 تؤكد من جديد عليالعلاقة الوثيقة بين الهجرة ومعدل الإنجاب والتي يرجع إلى نقل أفكار وسلوكياتدول الاستقبال إلي دول المنشأ عبر المهاجرين وخصوص ً ا المهاجرات.‏ كذلك يرى المؤلفأن » هجرة المغاربة والأتراك إلي أوروبا قد تسببت في انخفاض في معدل الإنجاب,‏ فيحين أن هجرة المصريين إلي مجتمعات أكثر تقليدية لدول غنية في الخليج قد اتجهتإلي إبطاء نمو معدل الإنجاب ».تظهر معدلات الإنجاب المرتفعة في الشكل البياني أدناه خط ً ا فاصلا ً بين دولشمال ودول جنوب البحر الأبيض المتوسط.‏المصدر:‏ تقرير التنمية البشرية,‏ 2009, الصفحات – 191 1943,532,521,510,50-0,5يتفاوت النمو الطبيعي بين أقل من 0.2 ‏(ألمانيا)‏ إلي 0.4 ‏(فرنسا),‏ في حين يتأرجح بين0.9 ‏(لبنان)‏ و 2.5 ‏(سوريا)‏ في دول البحر الأبيض المتوسط,‏ أو يظل دون المتوسط العالمي(%1.4) ‏(برنامج الأمم المتحدة للتنمية).‏ وينبغي كذلك الإشارة إلى السمات الخاصةبفلسطين وبإسرائيل حيث يبلغ معدل النمو الطبيعي 3.2 و 1.5 على الترتيب.‏الارتباط المتبادل بين النمو السكاني ومعدل الإنجاب654321061متوسط تم وضعه من ق ِبلنا انطلاق ًا من بيانات برنامج الأمم المتحدة للتنمية,‏ - 2007 2008يوروميد للهجرة 29 فيليب فارج Philippe) ،Ozden Gaglar :(2007) (Fargues وموريس اسشف Maurice) (Schiff :(2007)Bank World .policy and development economic ,migration international60 يوروميد للهجرة 2


وينم الاتجاه الذي نستخلصه من هذا الرسم البياني عن نمو ديموغرافي مرتفع فيدول البحر الأبيض المتوسط,‏ مع تعداد من الشباب يقابل تعداد ًا من المسنين فيأوروبا.‏ فمنذ السبعينيات،‏ تقلص عدد الأشخاص الذين هم في سن العمل في دولالاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين,‏ في حين قد ازداد عدد الأشخاص المتقاعدين . 10وقد يكون ذلك الانخفاض في معدل الإنجاب محفز ًا ً على هجرة المرأة وعلي تشجيعالتأقلم بوصفه سياسة للاندماج.‏3. اختلاف أشكال الخطوط البيانية العمرية،‏ وتعدداتعاملة فى وضع متأزمتشتمل الخطوط البيانية العمرية لدول البحر الأبيض المتوسط ولدول أوروبا عليأشكال متباينة.‏ ففي الدول الأولى،‏ تبدو هذه الخطوط ذات قاعدة كبيرة وقمة ضيقة,‏ما يشير إلي أن تعداد السكان يبدو بوضوح أكثر شباب ًا,‏ مع نسبة مرتفعة ممن همدون الخامسة عشرة.‏ في حين أن الفئات العمرية لدول أوروبا,‏ تبدو فيها الخطوطالبيانية شبه مستقيمة دالة بذلك علي ثمة تجانس بين الكثافات السكانيةللأعمار ممن هم دون الخامسة عشرة وممن تخطوا الخامسة والستين.‏تعداد السكان ممن هم دون الخامسة عشرة وممن تخطوا الخامسة والستينلدول البحر الأبيض المتوسط ولدول أوروبا في عام 2005برنامج الأمم المتحدة للتنمية,‏ التقرير العالمي حول التنمية البشرية 2008, / 2007 الصفحات – 243 245سجلت أوروبا أقل حصة من الشباب (%15.9) وأكبر حصة من المسنين (%17.1). وقدتجاوزت هذه المعدلات من بعيد المتوسط العالمي في عام 2005 بنسبة (%28.3) ممنهم دون الخامسة عشرة,‏ وبنسبة (%7.3) ممن تخطوا الخامسة والستين . 11 في حينأنه قد ارتفع متوسط من هم دون الخامسة عشرة في دول البحر الأبيض المتوسطإلي (%33.5) مع فئة من المسنين لم تبلغ إلا (%4.7).وتكشف مقارنة التشكيلات السكانية في دول البحر الأبيض المتوسط والدولالأوروبية عام 2005، وتوقعات عام 2015، عن الدينامية الديموغرافية لدول جنوبوشرق البحر الأبيض المتوسط،‏ والتي تغاير ثبات التعداد السكاني الأوروبي الذييتذبذب نموه حول درجة الصفر.‏ وبهذا،‏ هل من حقنا أيض ً ا أن نتساءل إذا كان هذاالاختلاف لن ينجم عنه ضغط يزداد يوم ًا بعد يوم على الهجرة؟توقعات عام 2015 للتعداد السكاني لمن هم دون الخامسة عشرة ولمن تخطواالخامسة والستين في دول البحر الأبيض المتوسط والدول الأوروبيةبرنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ التقرير العالمي حول التنمية البشرية،‏ – 2007 2008، الصفحات – 243 245454035302520151050وحسب التوقعات،‏ سيستمر هذا التفاوت الديموغرافي في السنوات المقبلة،‏ حتىولو كان توافد الشباب النشط في سوق عمل دول جنوب البحر الأبيض المتوسطسوف يستقر ابتداء ً من العام 2010، وذلك نتيجة لانخفاض معدل المواليد الذي بدأفي عام 1980. كذلك،‏ فإن أثر إطالة الحياة سوف يزيد بالتأكيد من نسبة الأشخاصالذين تخطوا الستين مقارنة ً بالذين هم في سن العمل.‏5045403530252015105011 يوروستات .2009 ص .13810 يوروستات:‏ أوروبا في أرقام 2009. ص 133.63يوروميد للهجرة 262 يوروميد للهجرة 2


65يوروميد للهجرة 264 يوروميد للهجرة 2ومع ذلك،‏ وكما يشير فيليب فارج،‏ فإنه » حتى عام 2030 على الأقل،‏ في دول الشرقالأوسط وشمال إفريقيا،‏ سوف يكون الجيل الذي لم يبلغ بعد ُ سن العمل أكثرعدد ًا من ذلك الجيل الذي يتوافد إلي سوق العمل،‏ حتى لو كان عدد الوافدين الجددإلى سوق العمل قد شهد ركود ًا وسوف يميل إلي الانخفاض ببطء بين عامي 2015و‎2025‎‏.‏ وسوف تستمر الكثافة السكانية لمن هم في سن العمل في الازدياد خلالالعقدين القادمين مقارنة ً بتعداد سكان الاتحاد الأوروبي ». 12بوسعنا إذ ًا في هذا الإطار الحديث عن تكاملية ديموغرافية تبدو أنها بدأت تتبلوربين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط،‏ حيث تقدم دول الجنوب تعداد ًا ً منالشباب النشط إلى جيرانها من الدول التي تسجل عجز ًا في مجال الأيدي العاملةوالكفاءات،‏ حتى يمكن دعم التنافسية العالمية واستجابة لتوجيهات ليشبونة.‏» وقد يمكن تخفيف هذا العجز الواضح الذي يؤثر علي أوروبا من خلال الهجرةالوافدة من دول الجنوب ذات التعداد السكاني الشاب،‏ والمتعلم،‏ والذي يعد ارتباطهبالمسئوليات الأسرية أقل بكثير مما كانت عليه الأجيال السابقة ». 13وبالتأكيد،‏ فثمة اختلالات كبيرة تحدث ضغوط الهجرات المتواصلة،‏ ولكن علينا معذلك ألا نعمم.‏ فقد أثبتت هانيا زولتنيك Zlotnik) (Hania في دراسة مقارنة 14 أنه لاتوجد أدنى علاقة بين معدل النمو الديموغرافي ومعدل الهجرة،‏ فالعلاقة تعد حتىسلبية قليلا ً،‏ وهو ما يتخذ اتجاه ًا معاكس ً ا لفكرة الضغط الديموغرافي .وهي كذلك الفكرة التي أيدها فيليب فارج والذي يؤكد أنه إذا كان الوضع الديموغرافيوالاقتصادي في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،‏ ومكانته الاستراتيجية يجعلانمنه مصدر ًا مميز ًا لتدفقات الهجرات إلي أوروبا،‏ فإن وجود تعداد من المسنين فيالشمال ومن الشباب في الجنوب ليس ضمان ًا للهجرة.‏ » ينبغي أن ترتبط الحقائقالديموغرافية بالأوضاع الاقتصادية،‏ والسياسية،‏ والاجتماعية »، 15 فضلا ً عن كونأوروبا ليست هي فقط المكان الوحيد الذي تقصده دول البحر الأبيض المتوسط.‏فيليب فارج Fargues» «Philippe (2008). النماذج الديموغرافية التي تظهر في منطقة البحر المتوسط وانعكاساتها12 على الهجرة حتى ،2030 واشنطن دي سي ‏،معهد سياسة الهجرة،‏ ص 5.فيليب فارج (2008)، مرجع سابق.‏13 هانيا زولتنيك،‏ ‏«الهجرة الدولية 96-19650: نظرة عامة»،‏ مراجعة السكان والتنمية 24-1998، ص.‏ 468-429.14 فيليب فارج،‏ 2008. مرجع سابق.‏15 الفصل الثاني:‏ التفاوتات في مجال الصحةلا يمكن لتعداد من السكان أن يكون عاملا ً فعالا ً في التنمية البشرية إلا إذا كانبصحة جيدة.‏ هل ستعمق المؤشرات الصحية التفاوتات الديموغرافية التي تعدبالفعل كبيرة،‏ بين دول البحر الأبيض المتوسط والدول الأوروبية؟ هذا ما سنحاولرؤيته الآن.‏يتم ضبط مؤشر الصحة انطلاق ًا من ثلاثة متغيرات وهي متوسط العمر المأمولعند الولادة،‏ ومعدل وفيات الرضع والأمهات بسبب الحمل أو الولادة،‏ ومعدل النفقاتفي مجال الصحة.‏1. يمثل متوسط العمر المأمول عند الولادة مؤشر ًا ً لصحة ورفاهية السكان828078767472706866المصدر:‏ حسابات تمت من ق ِبلنا انطلاق ًا من معلومات تتعلق بالتنمية في العالم،‏ برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ تقرير عنالتنمية في العالم عام 2009، الصفحات – 191 194يوضح التحليل بحسب الدولة التباينات الكبيرة بين دول البحر الأبيض المتوسطودول المقصد الأوروبية،‏ كما تبرز المتوسطات بحسب المنطقة تفاوتات كبيرة.‏ فيالواقع،‏ يتراوح متوسط العمر المأمول عند الولادة بين 70 و 74 عام ًا في دول البحرالأبيض المتوسط ، مع فارق طفيف بين دول المشرق العربي ودول المغرب العربي،‏ ويقعما بين 80 و 81 عام ًافي الدول الأوربية.‏ وتسجل إسرائيل معدلا ً مشابه ً ا ً لدول الشمالمع 80,7 عام ًا،‏ في حين تسجل فلسطين متوسط ً ا للعمر المأمول يقدر بنحو 73,3عام ًا،‏ وهو متوسط أعلي من متوسط دول البحر الأبيض المتوسط باستثناء تونس(73,8 عام ًا).‏ وبالرغم من حالة الحرب،‏ ما تزال الاستثمارات في مجال الصحة كبيرةفي الأراضي الفلسطينية المحتلة،‏ وذلك بفضل المساعدة الدولية ووجود المنظماتغير الحكومية الإقليمية أو الدولية التي تعمل في هذا اال.‏


ويعد متوسط العمر المأمول لدى النساء بشكل عام أكبر منه لدى الرجال،‏ الأمرالذي تؤكده الإحصائيات التي تم إعدادها من ق ِبل برنامج الأمم المتحدة للتنمية . 16وحتى لو كان هناك فرق ٌ ظاهر ٌ إلى حد ما بين دول البحر البيض المتوسط والدولالأوروبية فيما يتعلق باحتمالية البقاء على قيد الحياة لدى النساء والرجال حتىسن الخامسة والستين،‏ فيمكننا أن نلاحظ أن النساء لديهن احتمالية في العيشأعلى ب 6 إلى 10 أعوام منها لدى الرجال في دول الشمال،‏ وب 3 إلي 8 أعوام فيدول جنوب البحر الأبيض المتوسط.‏ إن هذا الفارق الذي يعد مع ذلك ضئيلا ً،‏ يمكن أنيفسر بمعدل وفيات الأمهات - بسبب الحمل أو الولادة - الذي لا يزال مرتفع ً ا في دولالبحر الأبيض المتوسط.‏وتطرح وفيات الأمهات بسبب الحمل أو الولادة تحدي ًا حقيقي ًا ً لمعظم دول البحر الأبيضالمتوسط،‏ بخلاف إسرائيل التي تتشابه معدلاتها مع معدلات الدول الأوروبية.‏ ونجدفي الشكل البياني أدناه،‏ أن ست ًا من السبع دول من دول البحر الأبيض المتوسط التيلدينا معدلاتها،‏ بها معدل وفيات للأمهات بسبب الحمل أو الولادة يتجاوز 100 امرأةلكل 100000 ولادة لطفل حي ّ ، وإن منها ثلاث دول بها أكثر من 150 حالة وفاة.‏ ومنناحية أخري،‏ فإن معدل وفيات الأمهات خلال فترة النفاس قد تم تسجيله في الأردنبنحو (62)، ويعد المعدل الأكثر ارتفاع ًا في المغرب بنحو (240).2. يكمن العجز الكبير في جنوب البحر الأبيض المتوسط في معدلات وفياتالرضع ووفيات الأمهات بسبب الحمل أو الولادة التي لا تزال مرتفعةومن جهة أخرى،‏ يتفاوت معدل وفيات الرضع بشكل كبير بين دول البحر الأبيضالمتوسط والدول الأوروبية:‏ سجلت الدول الأوربية أقل معدلات في وفيات الرضع حيثبلغ من 3 إلي 5 في الألف،‏ في حين تراوح هذا المعدل في دول البحر الأبيض المتوسطبين 12 و‎34‎ في الألف.‏ إن التفاوتات صارخة،‏ وهو ما يبرهن علي أن مستوي التنميةغير متكافئ بين الضفتين.‏ وثمة تفاوتات كبيرة بين الوسط الريفي والحضري،‏ وبينالمحيط والمركز،‏ وبين الطبقات الاجتماعية،‏ تكشف أن هناك عدم مساواة كبيرة فيتوزيع الثروات والخدمات الصحية.‏17وفيات الرضع ووفيات الأمهات بسبب الحمل أو الولادة بحسب المنطقة180160140120100806040200المصدر:‏ برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ التنمية في العالم،‏ عام 2008، / 2007 ص – 261 263المصدر:‏ حسابات تمت من ق ِبلنا من خلال معلومات تم نشرها من ق ِبل برنامج المتحدة للتنمية،‏ التنمية في العالم،‏ عام2008 / 2007نلاحظ أن منطقة المغرب العربي أكثر تأثر ًا عن منطقة المشرق العربي،‏ سواء ٌ عليمستوي وفيات الأمهات بسبب الحمل أو الولادة،‏ أو وفيات الرضع.‏ ولا تزال دول المغربالعربي م ُهم َل ًة فيما يتعلق بصحة الأمهات والرضع،‏ باستثناء تونس التي يمكنتصنيفها كثالث دولة في المنطقة بعد سوريا والأردن.‏ وفي دول المشرق،‏ سجلتهاتان الدولتان تقدم ًا ملحوظ ً ا،‏ 12 في الألف بالنسبة لمعدل وفيات الرضع في سورياو 62 وفاة لكل 100000 حالة ولادة حية في الأردن.‏ إن مركزية الدولة في سوريا،‏ووجود مجتمع مدني ذي أداء مرتفع في الأردن،‏ قد أثبتتا جدارتهما.‏ومن المؤكد أن التقدم الذي حدث في مجال الصحة يتم تحديده إلي حد كبير من خلالمستويات التنمية الاقتصادية للدولة،‏ ويتأثر بشكل مباشر بالميزانيات اصصة،‏30025020015010050016 برنامج الأمم المتحدة للتنمية.‏ احتمالية العيش عند الولادة حتى سن 65. التقرير العالمي حول التنمية البشرية.2008-2007 ص .26317 نظر ًا لغياب البيانات،‏ لا تظهر فلسطين بين دول المشرق العربي.‏67يوروميد للهجرة 266 يوروميد للهجرة 2


والاستثمارات في مجال الصحة.‏ إن انحصار المناطق،‏ ووجود بنية تحتية بسيطة فيالمستشفيات،‏ بجانب العوامل الاجتماعية المرتبطة بالإصرار على بعض التقاليدالطبية،‏ والاستعانة بخبرة القابلات اللواتي تعلمن من خلال مزاولة العمل،‏ لايمكن لكل ذلك إلا أن يكون له تأثير سلبي علي الصحة الإنجابية للمرأة.‏ كما أنأمية النساء أو ضعف مستواهن التعليمي يتسببان في تنظيم سيئ لصحة الأموالطفل.‏إن هشاشة الأوضاع الصحية في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط معلنة بشكلنسبي؛ كما أن البنى التحتية الخائرة،‏ ونقص اللوازم الطبية في المستشفيات،‏ونقص الأطباء،‏ وكذلك الظروف المعيشية البدائية وخاصة في الوسط الريفي،‏ كلذلك يقدم لنا قاعدة تفسيرية لهذا الوضع.‏وإذا كانت الدول الأوروبية تتمتع بغطاء صحي مناسب مع عدد مرتفع من الأطباء:‏من 230 إلي 450 طبيب ًا لكل 100000 نسمة،‏ كما أن المساعدة الطبية في دولالجنوب ضعيفة للغاية مقارنة ً بنظيرتها المعمول بها في دول أوروبا.‏ ففعلي ًا،‏ الوجودالطبي لكل 100000 نسمة لا يتجاوز في المتوسط 99 طبيب ًا في دول المغرب العربي،‏و‎180‎ طبيب ًا في دول المشرق العربي،‏ مقابل متوسط بأكثر من 350 طبيب ًا في دولأوروبا،‏ وأكثر من 380 طبيب ًا في إسرائيل.‏3. العجز في الأطباء والنفقات في قطاع الصحة لا تزال غير كافية في دولجنوب البحر الأبيض المتوسطوتبدو لبنان م ُعد َّة بشكل جيد فيما يتعلق بالعاملين في قطاع الصحة،‏ 325 طبيب ًالكل 100000 نسمة،‏ وهو معدل شبيه بمعدل بعض الدول الأوروبية،‏ وتليها الأردنبمعدل 203 أطباء لكل 100000. ولا تزال مصر متأخرة في مجال الصحة،‏ بمعدل 54طبيب ًا فقط،‏ في حين تبدو سوريا كدولة ذات معدل متوسط،‏ بواقع 140 طبيب ًا.‏وبالنسبة لدول المغرب العربي،‏ فإذا كانت تونس والجزائر قد أحرزتا تقدم ًا ً لا يمكنإغفاله في اال الطبي،‏ بمعدل 134 طبيب ًا لتونس،‏ و‎113‎ طبيب ًا للجزائر،‏ فإن المغربقد ظلت في المؤخرة،‏ بمعدل 51 طبيب ًا.‏ويتضح هذا الوضع بشكل أكثر عندما نقوم بتحليل النفقات الحكومية اصصةلقطاع الصحة؛ والتي بالرغم من كونها كبيرة وفي تزايد،‏ إلا أنها تظل ضعيفةنسبي ًا في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط.‏9876543210500450400350300250200150100500المصدر:‏ برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ التنمية في العالم،‏ عام 2008 / 2007المصدر:‏ برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ التنمية في العالم،‏ 2008 / 2007وتعكس النفقات في اال الصحي مستوي التنمية للدولة ومستوي الراحةالجسدية للسكان.‏ ويوضح الشكل البياني أعلاه التفاوت الكبير بين دول البحرالأبيض المتوسط والدول الأوروبية.‏ فنفقات الرعاية الصحية تتجاوز %7 من الناتجالمحلي الإجمالي لخمس دول أوروبية،‏ مثل ألمانيا وفرنسا (%8.2)، والنمسا (%7.8)،وبلجيكا والمملكة المتحدة (%7)، وسجلت اليونان أقل معدل بنسبة (%4.2). أمابالنسبة لدول البحر الأبيض المتوسط،‏ فرغم الجهود المبذولة من ق ِبل هذه الدوللزيادة فعالية الرعاية الصحية،‏ فإن النفقات العامة مقارنة ً بالناتج المحلي الإجماليلا تزال محدودة.‏ ويبلغ أعلى معدل في المنطقة نسبة %3.2 ‏(لبنان)،‏ ويبلغ أقل معدل69يوروميد للهجرة 268 يوروميد للهجرة 2


1009080706050403020100%1.7 ‏(المغرب).‏ ويتمتع الوضع في فلسطين بميزانية جيدة مخصصة للصحة،‏ولأسباب وجيهة،‏ مع %7.8، في حين أن ميزانية إسرائيل %6.1.وفي دول البحر الأبيض المتوسط،‏ يكون النظام الصحي بشكل عام أكثر تطور ًافي الوسط الحضري عنه في الوسط الريفي.‏ وقد أثبتت الدراسات أنه كلما ازدادالتحضر،‏ كلما تحسنت بسبب ذلك صحة وراحة السكان.‏معدل تحضر السكان لكل منطقة عام 2005إحصائيات تمت من ق ِبلنا انطلاق ًا ً من بيانات برنامج الأمم المتحدة للتنمية 18120100806040200المصدر:‏ برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ التنمية في العالم،‏ 2008 / 2007إن قرابة %60 من سكان المشرق العربي ومن سكان المغرب العربي هم من سكانالمدن،‏ مقابل أكثر من %80 في دول أوروبا.‏ هذا وت ُصنف مستويات التحضر في الدولالأوروبية في ثلاث درجات :1. مستوى التحضر المكثف الذي يقع بين %80 و %95 ‏(هولندا،‏ والمملكة المتحدة،‏وبلجيكا)‏2. مستوي التحضر المتقدم جد ًا ً الذي يكون أكثر من %75 ‏(ألمانيا،‏ وأسبانيا،‏ وفرنسا)‏3. مستوي التحضر التدريجي الذي يتراوح معدله بين %67 و %95 ‏(النمسا،‏ وإيطاليا،‏واليونان)‏ويمكن تقرير نفس الملاحظة بالنسبة لدول البحر الأبيض المتوسط،‏ حتى ولو كانتمعدلات التحضر أقل،‏ مقارنة ً بالدول الأوروبية.‏ فيمكننا بذلك أن نميز بين :1. دول عالية التحضر،‏ مع معدلات بين %70 و %88 ‏(الأردن،‏ ولبنان،‏ والأراضيالفلسطينية المحتلة)‏2. دول ذات تحضر مث ْبت،‏ مع معدلات بين %60 و %70 ‏(تونس،‏ والجزائر)‏3. دول في طور التحضر،‏ مع معدلات بين %43 و %57 ‏(مصر،‏ وسوريا،‏ والمغرب)‏4. إسرائيل هي أكثر دول المنطقة حضرية،‏ بمعدل %7,91وبالنسبة لدول جنوب البحر الأبيض المتوسط،‏ فإن هذه المستويات من التحضر تعدفي ذات الوقت ناتج ًا للازدياد الطبيعي للسكان وللنزوح الريفي.‏ فقد شهدت المدنالكبرى لدول جنوب البحر الأبيض المتوسط انفجار ًا حضري ًا ً حقيقي ًا ً،‏ لم يعقبه عادةزيادة في فرص العمل في المدينة.‏ ومن جهة أخري،‏ فقد أدى هذا التحضر الضخم،‏والذي حدث في فترة زمنية محدودة،‏ إلي تمركز شديد للسكان في أطراف المدن،‏ وإليتفاقم إفقار الطبقات الاجتماعية،‏ ولاسيما إفقار المهاجرين الجدد.‏ وينبغي التذكيربأن معدل الريفية الذي يبلغ قرابة %40 في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط،‏ وظروف7118 من أجل تسهيل عمليات المقارنة،‏ تم تجميع الدول بحسب المنطقة.‏ كذلك،‏ لا تشمل معدلات تحضر دول الشمالاليونان والنمسا حتى لا تتذبذب الحسابات.‏يوروميد للهجرة 270 يوروميد للهجرة 2


73يوروميد للهجرة 272 يوروميد للهجرة 2المعيشة التي لا تزال بدائية لدى شريحة كبيرة من سكان الريف،‏ قد أصبحوا دافع ً اإلى الهجرة.‏ فالشباب – شأنهم شأن النساء – يجد نفسه منجذب ًا ً يوم ًا ً بعد يومبالمراكز الحضرية حيث تكون الظروف المعيشية أفضل بكل تأكيد.‏وقد دمر النزوح إلي المدن نظام القيم لدى السكان الذين استقروا بها حديث ًا ً،‏ كماأنه قد أدخل معايير وسلوكيات،‏ بل وحتى قد أسهم في إعادة تشكيل الأسرة.‏ولوحظ أيض ً ا ذلك الاتجاه إلى زيادة تعدادات النساء ربات الأسر في مدن جنوب البحرالأبيض المتوسط،‏ إذ أن ثلث الأسر على رأسها امرأة ؛ وهذه الأسر تنتمي إلي %10من السكان مدقعي الفقر.‏ وأوضح إريك كالبا Calpas) (Eric أن النساء ربات الأسريشكلن الجزء الظاهر فقط من جبل الجليد العائم،‏ أي المنارة التي تشير في ذاتالوقت إلي مشاكل الفقراء ومشاكل المرأة . 19وتمثل المدن في دول البحر الأبيض المتوسط فرصة تمكن المرأة من العمل وسداحتياجات أطفالها،‏ كما تتيح لها أن تجبر عجز زوجها ‏(المريض،‏ أو العاطل،‏ أو الهاربمن منزل الزوجية)‏ عن أداء دوره كرب أسرة.‏ وهو وضع يدفع المرأة إلى تنقلات تدريجية،‏مرور ًا بهجرة الداخلية وانتهاء ً بهجرة خارجية.‏الفصل الثالث:‏ صور عدم المساواة الاقتصاديةالصارخة بين دول شمال وجنوب البحر الأبيضالمتوسطأثناء فترة الاستعمار,‏ كانت هناك تبعية هيكلية تتسم بها اقتصاديات دول الجنوب،‏مما كان يجعل منها اقتصاديات هشة.‏ كذلك،‏ سعت هذه الدول,‏ في بداية مرحلة مابعد الاستقلال,‏ إلى ضمان الاستقلال الذاتي لاقتصادياتها وتولي إدارتها بنفسها.‏وبالتأكيد فإن هذا المفهوم الثنائي،‏ الشيوعي والرأس مالي كان يسيطر على الجدلالسياسي والاقتصادي في بلدان الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط .أعطيت الأولوية الاقتصادية للدولة التي تبنت سياسات صناعية تحل محل الوارداتونفذت آليات مهمة للحماية التجارية من أجل أن تجنب الأسواق المحلية من أن يكونعليها مجابهة المنافسة الدولية،‏ كما شرعت في تأميم القطاعات الرئيسيةللاقتصاد.‏19 إريك كالبا Calpas) (Eric .(1996) ‏،النساء ربات الأسر ‏:خصوصيات الوسط الحضري ‏.في » نساء الجنوب ‏،ربات للأسر ».(1996). تحت إشراف جيان بيسيليا Bissiliat) .(Jeannne دار نشر:‏ 1996. khartala الصفحات‎109‎ -.118لقد سمح التدخل المكثف للدولة في الاقتصاد,‏ مدعوم ًا ببيئة دولية مواتية,‏ بأنتشهد دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معدل نمو سنوي بلغ %3,7 بينعامي 1965 و‎1985‎‏،‏ مما وضعها بين الاقتصاديات الأكثر ديناميكية في العالم . 20 وقدشهدنا هناك انخفاض ً ا ً كبير ًا ً في معدلات الفقر،‏ وانفتاح ً ا كبير ًا على التعليم،‏وتحس ُّ نات ملحوظة في المؤشرات الصحية ‏(في مجالي صحة الأمومة وصحةالطفولة)،‏ وانخفاض بعض الأمراض،‏ وهبوط معدل المواليد وارتفاع متوسط العمرالمأمول من 47 إلى 62 عام ًا ً ‏(البنك الدولي).‏ومع ذلك فإن هذا النموذج من التنمية كان يحتوي بداخله على جذور لمشاكلعديدة لا تزال موجودة حتى أيامنا هذه،‏ وبدرجات متفاوتة في دول الضفة الجنوبيةللبحر الأبيض المتوسط.‏ لقد طغت هيمنة الدولة,‏ باعتبارها قوة قمعية ومحركدفع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية,‏ على نماء القطاع الخاص،‏ وساهمت في إقصاءاتمع المدني وأطلقت العنان لانتشار الفساد.‏لقد تدهور الوضع الاقتصادي الداخلي تدريجي ًا ً.‏ وفي بداية الثمانينيات،‏ دق البنكالدولي وصندوق النقد الدولي ناقوس الخطر مطالبين الدول المتعثرة بانفتاح أكبرعلى القطاع الخاص،‏ وبالتقليل من احتكارها للاقتصاد وبمساهمة أكبر للمواطنينفي إدارة الشؤون الاقتصادية،‏ ومن ثم وضع برامج التكيف الهيكلي.‏وقد نتج عن الإصلاحات الاقتصادية الكلية في الثمانينيات,‏ في إطار برامج التكيفالهيكلي،‏ نوع من الاستقرار الاقتصادي الكلي في العديد من دول جنوب البحرالأبيض المتوسط،‏ وتحسينات في اال الضريبي،‏ ونوع من التوازن في ميزان المدفوعاتوانفتاح أكبر على القطاع الخاص.(البنك الدولي).‏ » شهد الدخل الحقيقي للفرد فيمجمله زيادة بسيطة بين عامي 1990 و‎1998‎‏،‏ تقدر بنحو %0,5 سنوي ًا ً،‏ غير أن هذهالزيادة عملت على الحد من انتشار الفقر ». 21 ولكن العجز في خلق فرص عمل جديدةمصحوب ًا بالنمو السكاني المطرد قد ساهم في زيادة معدلات البطالة والعمالةالمحدودة,‏ خاصة في صفوف الشباب الذي يتمتع بعضهم بمستوى تعليمي مرتفعجد ًا.‏ إن برنامج التكيف الهيكلي قد فاقم الصعوبات الاقتصادية وأصبحت الهجرةب ُعد ًا ً للسياسات الاقتصادية إلى درجة أنها قد أدرجت في الاتفاقات الثنائية.‏نستطيع أن نلاحظ تلك الدفعة الجديدة في معدلات النمو المسجلة بين عامي2000 و‎2007‎‏،‏ والتي جاءت نتيجة للإصلاحات الاقتصادية الكبرى المتبعة في العديدمن دول جنوب البحر الأبيض المتوسط.‏ ومع ذلك فإن تطور الوضع الاقتصادي العالمي20 البنك الدولي و البنك الدولي للإنشاء والتعمير (BIRD) . مرجع سابق.‏21 يقدر أن نحو %2.5 من سكان دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كانوا يعيشون تحت خط الفقر المدقع,‏ أيبأقل من دولار يومي ًا.‏Adams, Richard Jr. / Page John, Holding the Line: Poverty Reduction in the Middle East and North Africa, 1970


والأوروبي كان له أثر كبير على هذه الدول.‏ وقد أشار المنتدى الأورومتوسطي لمعاهدالعلوم الاقتصادية (FEMISE) إلى أن » دول البحر الأبيض المتوسط تعاني تباطؤالاقتصاد الأوروبي والذي يعد له تأثيرات كبيرة عليها حيث تعتمد اقتصادياتهابشكل كبير على مخارجها في الأسواق الأوروبية « 22 .وتمتلك دول البحر الأبيض المتوسط اقتصاديات متنوعة كثير ًا من الممكن أن تتكاملإذا ما رغبت الإرادة السياسية في ذلك.‏ ووفق ًا ً للبنك الدولي،‏ فهناك أربعة عناصررئيسية تتحكم في الأنشطة الاقتصادية والنمو الاقتصادي في دول جنوب البحرالأبيض المتوسط.‏1. المحروقات والمواد الخام وتفاوت أسعارها.‏2. الإنتاج الزراعي وااطر الناجمة عن تباعد فترات هطول الأمطار.‏3. قطاع السياحة الذي يمثل نسبة متزايدة من الناتج المحلي الإجمالي يعد أعلى من%10 في مجمل الدول المتوسطية غير الأوربية،‏ ويتأثر هذا القطاع بشكل كبيربالاستقرار السياسي والأمن . 234. تحويلات الجالية الوطنية في الخارج وإسهامها في اقتصاد البلاد.‏ وتعد لهذهالتحويلات أهمية ملحوظة في ميزان المدفوعات،‏ كما تشكل مصدر دخل كبيرللعديد من الأنشطة الاقتصادية البارزة.‏ ونلاحظ أن تدفقات تحويلات المهاجرينلدولهم الأصلية كانت قد تضاعفت بين عامي 1995 و‎2006‎ حيث زادت من 8,2بليون دولار إلى 20 بليون دولار.‏ وازداد إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي من %11,3إلى %23 في لبنان،‏ ومن 5 إلى %8 في المغرب،‏ ومن 4 إلى %5 في تونس.‏ وفي مصر،‏حيث يظل إيراد قناة السويس كبير ًا ً وكذلك احتياطياتها من البترول،‏ نلاحظأن تحويلات المهاجرين المصريين تسهم في الناتج القومي الإجمالي لمصر بنسبة24.%5وتعتبر تنمية المهارات البشرية واستخدامها ومساهمتها الفعالة بمثابة محركالدفع للنمو الدائم والحد من الفقر.‏ ويؤثر النمو الاقتصادي،‏ في الواقع،‏ على إمكانياتالارتقاء بالتنمية البشرية،‏ كذلك،‏ يعد النمو المستمر،‏ والعادل بمثابة عامل رئيسيللتنمية البشرية.‏1. صور عدم المساواة بين الشمال والجنوب فيما يتعلقبالناتج المحلي الإجماليتتضح صور عدم المساواة الاقتصادية بين دول البحر الأبيض المتوسط والدول الأوروبيةفي التفاوتات المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي ومعدلات النشاط والبطالة.‏ويظل مؤشر التنمية البشرية،الذي وضعه برنامج الأمم المتحدة للتنمية لعام 2008،عاملا ً مهم ً ا ً لقياس التنمية في بلد ما،‏ كما يساعد على التصنيف على الصعيدالعالمي.‏ ويؤكد تفاوت التصنيفات,‏ وفق ًا ً لمؤشر التنمية البشرية,‏ بين دول البحرالأبيض المتوسط والدول الأوروبية،‏ على الاختلافات الكبيرة المذكورة سابق ًا.‏ ت ُصنفدول الشمال بين المرتبتين السادسة ‏(هولندا)‏ والخامسة والعشرين ‏(اليونان)،‏ بينماتقع دول الجنوب في النطاق بين 83 و‎130‎ وتمثل هذه الفروق صورة غير متجانسةتمام ًا ً.‏ وتشذ إسرائيل بطبيعة الحال عن هذه الدول حيث إنها تأتي في المرتبة 27.ويظل الناتج المحلي الإجمالي للفرد , 25 بالرغم من عدم كفايته لقياس مستوى التنميةفي دولة ما،‏ محدد ًا أساسي ًا ً لمقارنة الأوضاع الاقتصادية فيما يتعلق بالدخل.‏ وتميلالفروق بين مستوى الناتج المحلي الإجمالي للفرد في دول الضفة الجنوبية ونظيرهفي دول الضفة الشمالية إلى الحفاظ على مستوياتها إن لم تمل إلى الارتفاع.‏ وفيعام 2006، بلغ متوسط دخل الفرد في دول جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط‏(حوالي 6000 دولار)‏ أي أقل أربع مرات ونصف من متوسط دخل الفرد في السبع دولالمتوسطية من دول الإتحاد الأوروبي ال ‎27‎؛ وتمثل دول البحر الأبيض المتوسط الداخلةفي دول الاتحاد الأوروبي ال 27 أكثر من %74 من الناتج المحلي الإجمالي المتوسطي . 2675يوروميد للهجرة 274 يوروميد للهجرة 222 هبة هندوسا ,Handoussa) (Heba / جون لويس ريفرز ) Jean،Reiffers ), Louis تقرير منتدى الأورومتوسطي لمعاهدالعلوم الاقتصادية 2003 حول الشراكة الأورومتوسطية,‏ ص 13.23 عملت أحداث،‏ مثل هجمات 11 سبتمبر وقبلها هجمات الأقصر وجربة وكزابلانكا،‏ على خفض تدفق السائحين.‏ فيالواقع،‏ إنه استقرار الاقتصاد بشكل كامل وتوازن الحسابات الخارجية،‏ هما اللذان يعدان محل تشكيك.‏ جون رافائيلشابونيير Jean-Raphael) (Chaponniere, , السياحة،‏ رهان اقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط،‏ وزارةالاقتصاد والمالية والصناعة – قسم العلاقات الاقتصادية الخارجية ) ,(MINEFI-DREE باريس 2.24 بواسطة سيرجيو أليساندريني Alessandrini) (Sergio أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة مودنا ورجيو) University (Modena and Reggio وأستاذ تمويل الشركات المشارك بجامعة بوكسيوني (Boccioni) قسمالمحاسبة:‏.2008/9/15 ،Migration and Employment Strategies in the Southern Mediterranean World Economy25 الناتج المحلي الإجمالي (PIB) هو قيمة جميع السلع والخدمات المنتجة داخل دولة على مدار عام،‏ ويمكن أن يحسبالناتج المحلي الإجمالي بإضافة جميع عناصر الدخل الأجور،‏ الفوائد،الأرباح والإيجارات أو على العكس عناصرالإنفاق الاستهلاك،‏ الاستثمار،المشتريات العامة و صافي الصادرات ‏(الصادرات ناقص ً ا منها الواردات)‏ للاقتصاد،‏البنك الدولي .26 البنك الدولي،‏ مؤشرات التنمية في العالم WDI) )، الناتج المحلي الإجمالي 2006, و متوسط معدل النمو السنوي 1985.2006


27مقارنة الناتج المحلي الإجمالي للفرد حسب المنطقة في عام 20055000045000400003500030000250002000015000100005000035000300002500020000150001000050000المصدر:‏ حسابات تم وضعها من ق ِبلنا انطلاق ًا من البيانات المنشورة بواسطة برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ التنمية فيالعالم،‏ 2008/2007.إن عرض الرسم البياني أدناه يغني عن أي تعليق عندما نقارن الناتج المحلي الإجماليللفرد في هولندا والذي يبلغ 46.750 دولار ًا بنظيره في مصر ويبلغ 1729 دولار ًا.‏ تظهرإسرائيل كحاله شاذة في منطقة البحر الأبيض المتوسط مع ناتج محلي إجمالييبلغ 22.835.المصدر:‏ تقرير التنمية البشرية،‏ برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ 2009، الصفحات 195-198.تبدو الفروق بين الناتج المحلي الإجمالي في الشمال ونظيره في الجنوب كبيرة جد ًا‏(من 7.5 إلى 20.2)، وقد سجلت الدول القديمة للهجرة أكبر تفاوتات بالمقارنة بالدولالجديدة،‏ أي أسبانيا وإيطاليا.‏التفاوت في الناتج المحلي الإجمالي للفرد بين بعض الدول الرئيسية في الاتحاد.28الأوروبي المستقبلة للمهاجرين المغاربة والمغرب الأوسطالدولةألمانيابلجيكاأسبانيافرنساإيطالياهولندا20.215.918.512.219.7المغرب 19.0013.911.012.88.416.3الجزائر 13.912.09.511.07.2511.7تونس 11.3المصدر:‏ تم وضع هذا الجدول من ق ِبلنا على ضوء بيانات عام 2002 التي نشرتها صفحة » Monde ،«Bilan du 2004 جريدةلوموند Monde) .(Le27 يعطي الرسم التوضيحي بيانات حسب المنطقة،‏ من خلال متوسطات حسابية .28 مهدي لحلو Lahlou) .(2005)،(Mehdi الهجرة ‏،أسباب وتفاعلات مع التنمية ‏،سيمينار متوسطي لمنظمة الأمن والتعاونفي أوروبا (OSCE) . الرباط 8\9 سبتمبر‎2005‎ .77يوروميد للهجرة 276 يوروميد للهجرة 2


وقد قدم المنتدى الأورومتوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية,‏ في تقريره الأخير عنالشراكة الأورومتوسطية عام 2009، تحليلا ً واضح ً ا ً حول آثار الأزمة على منطقةالبحر الأبيض المتوسط،‏ ولاسيما طرق انتشار الأزمة الاقتصادية العالمية في دولالبحر الأبيض المتوسط,‏ بالإضافة إلى تعرضها بشكل بسيط للمخاطر المالية.‏وقد حدد المنتدى تلك الطرق في 4 أشياء وهي التجارة الخارجية والسياحة وتحويلاتالعاملين المهاجرين والاستثمارات الأجنبية المباشرة.‏. 2 النشاط والبطالة،‏ معياران آخران للتعبير عن نمووتنمية اقتصاديات دول شمال وجنوب البحر الأبيضالمتوسط.‏يتفاوت معدل النشاط السكاني بنسبة كبيرة بين دول الشمال والجنوب،‏ فهو يتراوحبين %59 ‏(إيطاليا)‏ إلى %76 ‏(هولندا)‏ وبين %42.5 ‏(الجزائر)‏ و‎%53.6‎ ‏(المغرب).‏ بينما فيإسرائيل (%63.7).القطاع الخاص في استيعاب قوة العمل المتنامية ، 29 كل ذلك قد أدى بالتأكيد إلى نموملحوظ في القطاع غير الرسمي.‏ 30 ويظل القطاع غير الرسمي,‏ المكون من العديدمن الشركات الصغيرة جد ًا,‏ هو الموفر الرئيسي لفرص العمل والدخل في المناطقالحضرية،‏ حيث سيستحوذ على نسبة لا يستهان بها من التعدادات العاملة فيالقطاعات غير الزراعية،‏ بين 43 و‎%50‎ على الترتيب في كل من الجزائر ومصر والمغربوتونس،‏ بينما النسبة الأقل هي تلك في سوريا %22 31 .وتظل نساء الجنوب أقل نشاط ً ا من نساء الشمال.‏ فقط %28 من النساء التي تتراوحأعمارهن بين سن 15 عام وأكثر هن اللاتي يزاولن نشاط ً ا,‏ مقابل ما يزيد عن %48 فيدول الشمال . 32 ولكن بالرغم من معدل النشاط النسائي المنخفض إلى حد ما فيمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، 33 فقد شهدت هذه المنطقة أكبر زيادة فيالمشاركة الاقتصادية بالمقارنة بمناطق أخرى من العالم خلال الأعوام من 1990 إلى2003، حيث بلغ معدل الزيادة %19 بينما لم يبلغ سوى %3 في العالم . 3480706050403020100الإحصائيات الأورومتوسطية،‏ يوروستات،‏ إصدار 2009، ص 88.وعلى صعيد سوق العمل،‏ هناك اختلاف ضخم بين دول البحر الأبيض المتوسط والدولالأوروبية،‏ فلم تتمكن زيادة فرص العمل في دول الجنوب من التجاوب مع الضغوطالديموغرافية.‏ وفي الواقع،‏ إن الإصلاحات التي تم إدخالها في القطاع الرسمي،‏ وأزمةالعمل،‏ بالإضافة إلى أعمال الخصخصة وما نتج عنها من تسريح للعمال وبطءU. Barbak، H.Huitfeidt، J.Wahba. 2006. 2930 ‏(مجموع الأنشطة الاقتصادية التي تتم على هامش التشريع الجنائي والاجتماعي والضريبي أو التي تهرب منالحسابات القومية).‏31 التنمية البشرية العربية،‏ تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية . 2009 ص 246.32 متوسط تم وضعه من ق ِبلنا انطلاق ًا ً من بيانات برنامج الأمم المتحدة للتنمية .33 سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أقل معدل للمشاركة الاقتصادية للنساء في العالم،‏ حيث بلغت%33,3 بينما بلغ المتوسط العالمي %55,6 تقرير التنمية البشرية العربية .(RADH) برنامج الأمم المتحدة للتنمية .2005.34 برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ تقرير التنمية البشرية العربية 2005, نحو النهوض بالمرأة العربية،‏ النسخة العربيةص‎84‎‏.‏79يوروميد للهجرة 278 يوروميد للهجرة 2


908070605040302010035معدل النشاط حسب الجنس 2007الإحصائيات الأورومتوسطية،‏ يوروستات،‏ إصدار 2009، ص 88.في المغرب وسوريا ومصر وفلسطين.‏ وتتواجد المرأة بكثرة،في الدول التي يهيمن فيهاالقطاع الزراعي,‏ كعاملات زراعيات موسميات وخادمات ونسبة لا تكاد تذكر كمزارعات.‏ويظل نشاط المرأة الشمالية في قطاع الزراعة قليلا ً جد ًا،‏ حيث تسجل اليونانالنسبة الأكثر ارتفاع ًا بنحو %14 من مجمل العمالة النسائية ‏(من ‎1‎إلى %6بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي الأخرى ). يوضح الرسم البياني التالي هذه المعطيات.‏النشاط النسائي حسب القطاع100908070605040302010081يوروميد للهجرة 280 يوروميد للهجرة 2انخفض معدل الإنجاب,‏ خلال السنوات الأخيرة،‏ بشكل واضح في دول الشرقالأوسط وشمال إفريقيا,‏ حيث تغير من 7 أطفال أحياء لكل امرأة إلى 2.9 بين عامي1960 و‎2008‎ ، 36 كما ارتفع سن الزواج،‏ وزادت أيض ً ا ً نسبة التحاق المرأة بالتعليمالعالي والثانوي.‏ وكذلك،‏ فقد تطورت الطموحات نحو مزيد من الاستقلال الذاتيإلى درجة أن طلب العمل في صفوف النساء يفوق العرض.‏ ونلاحظ وجود ارتباطوثيق بين معدل نشاط النساء ومعدل الإنجاب:‏ ففي الدول التي بها نسبة إنجابمرتفعة،‏ قليلا ً ما تلتحق النساء فيها بعمل ذي أجر.‏كذلك،‏ تعد طبيعة النشاط حافز ًا ً متغير ًا.‏ ففي الواقع،‏ يظهر نشاط النساء في دولالجنوب بشكل نسبي في قطاع الزراعة.‏ وهذا هو الحال في كل من المغرب وسوريا ومصروفلسطين حيث يظل النشاط في الزراعة له أولوية بنسبة تصل إلى أكثر من %50.ويختلف الوضع تمام ًا في دول البحر الأبيض المتوسط مع نسبة تتراوح من 35 إلى %58 منالنساء اللواتي يعملن في قطاع الزراعة،‏ وهو يتجاوز في بعض الأحيان المعدلات الذكوريةيبين الرسم البياني الدول التي توافرت بياناتها.‏35 برنامج الأمم المتحدة للتنمية,‏ التوقعات السكانية في العالم : database the 2006 revision population ‏(متاحة على الإنترنت،‏36 سبتمبر ،(2007 http://esa.un.org/undp .المصدر:‏ تقرير التنمية البشرية،‏ 2008/2007.هذا ويعد نصيب النساء من الوظائف الخدمية في الدول الأوروبية كبير ًا جد ًا فهويزيد بنسبة تتراوح من 15 إلى %20 عن نصيب الرجال من تلك الوظائف،‏ ويشهدهذا القطاع تطور ًا ً كبير ًا ً في دول البحر الأبيض المتوسط،‏ وفي المغرب وفي مصرحيث يتجاوز عدد النساء اللواتي يعملن في هذا القطاع عدد الرجال،‏ وذلك بسببالأهمية المتزايدة التي توجه نحو السياحة.‏وبصفة عامة،‏ تظل حصة النساء اللواتي يتولين وظائف قيادية أقل بكثير من حصةالنساء اللواتي يزاولن وظائف في شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط على حد سواء,‏ويبقى صراع المرأة من أجل تولي المناصب القيادية مشترك ً ا بين كل النساء،‏ فيحتاج


83يوروميد للهجرة 282 يوروميد للهجرة 2التمييز ضدهن إلى وقت حتى تنخفض معدلاته،‏ نظر ًا للمقاومات اتمعية واستمراراتمع البطرياركي بنسب متفاوتة في دول منطقة البحر الأبيض المتوسط.‏نادرات هن النساء اللواتي يشغلن مناصب عليا،‏ كما يوضح الرسم البياني الموجودأدناه.‏ فهناك أقل من %10 من نساء الجنوب يشغلن مناصب قيادية،‏ حيث تتواجدنساء الجنوب العاملات في وظائف تنفيذية,‏ بينما يتواجد الرجال بصورة أفضلفي المناصب العليا ومواقع اتخاذ القرار،‏ وهو وضع ملاحظ بشدة في الإدارة العامةوفي المناصب ذات الطابع السياسي.‏ تواجه قوة العمل النسائية هذه التي تدخلإلى سوق العمل عدد ًا ً من المعوقات الهيكلية والثقافية والأسرية:‏ ضعف الأداءالاقتصادي،‏ والتمثيل القائم على أساس جنسي للأدوار داخل الأسرة واتمع ‏(الزوجهو العائل الوحيد للأسرة بينما المرأة تتكفل بالإنجاب وشؤون المنزل,وحينما تعملفإن راتبها يعتبر معزز ًا لميزانية الأسرة وليس مساهمة حقيقية فاعلة)،‏ والتكاملالاقتصادي الذي يعد على أية حال مكبلا ً،‏ ومعدل البطالة المرتفع في صفوف النساءوالشباب.‏37النشاط النسائي حسب الفئة المهنية والمنطقة.‏النساء من كبار الموظفينوالكوادرالنساء الموظفات فيالقطاعات المهنية والتقنيةالمصدر:‏ تقرير التنمية البشرية،‏ 2007/2008.مصرالمغربفلسطينإسرائيلالشمالالقطري6050403020100تبرز النسبة المرتفعة نسبي ًا ً للعمل النسائي غير ازي في دول الجنوب ضعف بعضالقطاعات وهشاشة العمل النسائي،‏ حيث تعد النسبة المئوية للنساء - اللواتييعملن في ظروف غير مستقرة وبرواتب منخفضة ودون ضمان اجتماعي - مرتفعةجد ًا ً في دول الجنوب حيث إنها تتخطى في المتوسط %34 مقابل %3 فقط في بلدانالشمال و‎%0.5‎ في إسرائيل.‏37 تم حساب البيانات من خلال المتوسطات الحسابية وفق ًا لتوافر البيانات.‏ وفيما يتعلق بدول الجنوب,لم تتوفر بيانات إلاللمغرب ومصر وفلسطين.‏العمل النسائي الضعيف،‏ وغير ازي حسب المنطقة في 2006إيطالياالمملكة المتحدةألمانياالنمسابلجيكافرنسااليونانالمصدر:‏ مؤشرات التنمية العالمية،‏ البنك الدولي،‏ 2008.سوريامصرالمغربفلسطينإسرائيلرجالنساءالجزائر6050403020100وتجدر الإشارة إلى أنه في السنوات الأخيرة،‏ نشهد تطور ًا ً في قطاع الأعمال النسائيمن شأنه أن يتيح فرص ً ا ً جديدة للنساء للحصول على دخول أكبر.‏ وكشفت الدراسةالتي أجراها البنك الدولي على خمس دول من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، 38البحرين ولبنان والأردن وتونس والإمارات العربية المتحدة،‏ والتي تتعلق إذ ًا ً بثلاث دولمن دول البحر الأبيض المتوسط،‏ أن قطاع الأعمال النسائي في شكله العصري هوقطاع جديد بمعني الكلمة,‏ %13 فقط من المشاريع تديرها نساء.‏ وتعتبر اللبنانياتهن الأقدم في عالم الأعمال وتليهن التونسيات والأردنيات.‏ وتضطلع سيداتالأعمال بنفس المسؤوليات التي يقوم بها الرجال في إدارة مشاريعهن،‏ كما تتراوحأعمارهن بين 35 و‎54‎ عام ولديهن مستوى عال ٍ من التعليم والتأهيل وفي أغلبالأحيان متزوجات؛ %72 في تونس و‎%61‎ في الأردن و‎%56‎ في لبنان.‏تقوم النساء في إدارة مشاريعهن بمثل ما يقوم به الرجال غير أن سيدات الأعماليكن أقرب إلى الموظفات من زملائهن الرجال.‏ هناك ثلاث سمات مشتركة لقطاعالأعمال النسائي في كل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي أن أغلب سيداتالعمال يعملن في إطار أسري،‏ حيث إن تأثير الأب المدير للمشروع يبدو أكبر من تأثيرالزوج,‏ واللجوء إلى الاقتراض من البنوك محدود جد ًا ً عند النساء،‏ ويأتي في المرتبةالثالثة أن هذه المشاريع تنتمي في معظم الأحيان إلى القطاع الخدمي . 39(IFC) 38 مؤسسة التمويل الدولية.‏ و(‏CAWTAR‏)‏ مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث .www.ifc.org/GEM . 2007.Women entrepreneurs in the middle East and North Africa39 عائشة بلعربي.(‏‎2008‎‏).‏ أي أدوار تلعبها سيدات الأعمال العرب في التنمية الاقتصادية.‏ مؤتمر حول دور القطاع الخاصفي التنمية والنهوض بالعمل.‏ منظمة العمل العربية،الرباط,‏ 23-21 أكتوبر . 2008 ص‎45‎‏.‏


وتؤكد الدراسات التي أجريت على الصعيد الدولي أن زيادة دخل المرأة يؤدي إلىنفقات مرتفعة في سبيل رفاهية الأسرة،‏ والتغذية وتعليم الأطفال وبصفة خاصةالفتيات.‏ كذلك،‏ تؤثر بطالة النساء في المقام الأول على نمط حياة أكثر الأفراد تبعيةفي الأسرة،‏ وهم الأطفال وكبار السن.‏ويشير الرسم البياني أدناه أن معدل البطالة لدى النساء أعلى من معدله عندالرجال في دول ضفتي المتوسط,‏ غير أن المعدلات تبقى أكثر ارتفاع ًا ً بالنسبة لنساءالجنوب:‏ أكثر من %10 من هؤلاء النساء عاطلات مقابل أقل من %6 من النساء فيدول الشمال . 40 وتعد التفاوتات بين النساء والرجال كبيرة جد ًا ً,‏ حيث يتراوح بين %0.2‏(ألمانيا)‏ إلى %7.6 ‏(اليونان)،‏ وتصل إلى %0 ‏(المغرب)‏ وإلى %15.3 في الأردن و‎%14.1‎ فيسوريا.‏معدل البطالة حسب الجنس 2007سورياتونسالمغربالسلطة الفلسطينيةالأردنلبنانإسرائيلهولنداإيطالياالنمساالمملكة المتحدةالجزائرمصرنساءأسبانيافرنسارجالألمانياالنمسابلجيكاإسرائيل في أن معدل البطالة بها قريب من مثيله في الدول الأوروبية (%6.9)، كماأن التفاوت بين الرجال والنساء محدود جد ًا ً (%1.1).تعاني السيدات بشدة في دول البحر الأبيض المتوسط من عدم القدرة على الالتحاقبسوق العمل حيث يبلغ معدل البطالة %25.6 في الأردن،‏ و‎%19.9‎ في سوريا،‏ و‎%19.4‎في الأراضي الفلسطينية المحتلة،‏ و‎%18.6‎ في مصر،‏ و‎%17.8‎ في تونس،‏ و‎%14.4‎ فيالجزائر.‏ كما أن الأسباب الكامنة وراء هذا المعدل المرتفع من البطالة ليست واحدةفي كل من المشرق والمغرب العربي.‏ففي المغرب العربي،‏ لا يزال عبء التقاليد مهيمن ًا على المنطقة،‏ على جانبالقوانين التشريعية غير الملائمة ‏(قانون الأسرة وقانون العمل).‏ أضف إلى ذلك أناالات المنظورة للعمل،‏ ووجود هياكل اقتصادية ضعيفة الأداء،‏ كل ذلك لا يزال يمنعالنساء المتزوجات اللواتي لديهن أطفالا ً حديثي السن من الالتحاق بسوق العمل.‏وفي المشرق،‏ نلاحظ أن النساء يرضخن إلى ما تمليه التقاليد بصورة أكبر من نساءالمغرب العربي،‏ كما أنهن أكثر تأثر ًا بااطر وصور التمييز اللاتي يجدنها في سوقالعمل.‏ويظل معدل البطالة بين الشباب هو الشغل الشاغل على المستوى الدولي،‏ حيثيواجه الشباب،بعد تخرجهم من الجامعات أو معاهد التأهيل,‏ صعوبات كبيرةفي إيجاد عمل،‏ والدخول في الدوائر الإنتاجية،‏ والحصول على وظيفة تتناسب معمؤهلاتهم.‏ وهذا ما يفسر الأزمة العميقة المسماة ببطالة الخريجين التي أصبحتتأخذ نسب ًا مقلقة في دول البحر الأبيض المتوسط ً . وثمة بعض التدابير البديلةالتي اتخذتها الدول الأوروبية ودول البحر الأبيض المتوسط لعلاج هذا الوضع،‏ غير أنالقضية لا تزال مطروحة بكل قوة،‏ ولاسيما في دول جنوب المتوسط.‏302520151050الإحصائيات الأورومتوسطية،‏ يوروستات،‏ إصدار 2009، ص‎90‎‏.‏وتظل المغرب حالة خاصة،‏ فعمل المرأة بها يبدو مرتفع ً ا نظر ًا ً لازدهار القطاع غيرالرسمي،‏ ولوجود المساعدات العائلية قليلة أو عديمة الأجر في الوسط الريفي،‏وكذلك بشكل خاص دوام العاملات الموسميات اللواتي يجعلن معدل البطالة بينالإناث منخفض بهذا الشكل.‏وفي الواقع،‏ تميل هذه التفاوتات,‏ غير الموجودة تقريب ًا في بلد مثل المغرب أو التيتظهر إلى حد ما في الجزائر ولبنان،‏ إلى الارتفاع في دول المشرق.‏ وتظهر خصوصيات85يوروميد للهجرة 284 يوروميد للهجرة 240 حسابات وضعت من ق ِبلنا وفق ًا ً للمتوسط الحسابي .


معدل البطالة بين الشباب من 15 إلى 24 عام ًامعدل بطالة الشباب من 15 إلى 24 عام ًا60405040303530252020151001050تونسأسبانيافرنساهولنداإيطالياالنمساالمملكة المتحدةالنمسابلجيكاألمانياالسلطةالفلسطينيةالمغربمعدل البطالة في الأحداث من 15 إلى 24 من العمرمصرإسرائيلالأردنلبنانالجزائرإيطالياالمملكة المتحدةنساءاليونانرجالأسبانيافرنساهولندابلجيكاالنمساألمانياالسلطةالفلسطينيةالمغربمصرإسرائيلالأردنلبنانالجزائرالإحصائيات الأورومتوسطية،‏ يوروستات،‏ إصدار 2009، ص‎88‎‏.‏وفي دول الشمال،‏ تقع هذه المعدلات بين %8.5 ‏(النمسا)‏ و‎%22.9‎ ‏(اليونان ). كماتتفاوت في دول البحر الأبيض المتوسط حسب الدول:‏ %17.2 في سوريا،‏ و‎%34.7‎ فيالأردن،‏ و‎%17‎ في المغرب،‏ و‎%31.4‎ في تونس،‏ و‎%24.3‎ في الجزائر.‏وفي المشرق يبدو تأثر الشباب من سن 15 إلى 24 عام ًا أشد ما يكون،‏ حيث قدتصل معدلات البطالة بينهم إلى ما يقرب من %35، كما في الأراضي الفلسطينيةوالأردن.‏ وتظل حالة الحرب في فلسطين وقرب الأردن من منطقة النزاع عقبة كبيرةفي طريق النهوض بالنشاط الاقتصادي لهاتين الدولتين.‏ إن الجهود التي تبذلها الأردنمتعددة،‏ كما أن التعاون مع الاتحاد الأوروبي من خلال اتفاقيات التعاون،‏ وتوقيع اتفاقتجارة حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية،‏ لم يتمكنا من إيقاف هذه المعدلات الكبيرةللبطالة،‏ زد على ذلك أن معدل الإنجاب المرتفع قد يعمل على دوام هذا الوضع.‏لقد وضعت زيادة عدد السكان،‏ ممن هم في سن العمل 64-15 عام ًا،‏ حكومات دولالبحر الأبيض أمام تحدي جديد،‏ حيث لم تكن تتمكن هذه الحكومات - إما لعجز فيسياستها التنموية أو عدم امتلاكها للموارد الكافية،‏ من إدارة حجم الداخلين الجددفي سوق العمل.‏ ولهذا تظل معدلات البطالة كبيرة وبصفة خاصة بين النساءالشابات.‏الإحصائيات الأورومتوسطية،‏ يوروستات،‏ إصدار 2009، ص‎90‎‏.‏هذا وتعد التفاوتات في معدلات البطالة بين الرجال والنساء في الدول الأولى كبيرةجد ًا بفروق تتراوح بين %0.7 في تونس و‎%1‎ في لبنان و‎%2.4‎ في المغرب،‏ مقابل %30.7في مصر،‏ و‎%10.4‎ في الأردن.‏ وبالنسبة لفلسطين والجزائر فهما تدوران حول %9.ويجدر مع ذلك أن نضاهي هذه الاختلافات بمثيلاتها في الدول الأوروبية مع التذكيربأن الفجوة بين الجنسين - أو ما تسمى ب - Gender gap تظل كبيرة في بعضدول الاتحاد الأوروبي كما هو الحال في اليونان حيث يبلغ التفاوت بين الرجال والنساء%%16.4. وفي إسرائيل،‏ لا تظهر التحليلات التي تتم حسب الفئة العمرية فجوةكبيرة بين الرجال والنساء فيما يتعلق بالبطالة فهي %2 فقط.‏وترجع البطالة التي تضرب بقسوة بين نساء دول البحر الأبيض المتوسط ‏،من الفئةالعمرية 24-15 عام ًا,‏ ومشاركتهن الاقتصادية الضعيفة بالمقارنة بمشاركة الرجال،‏إلى دخول الكثير من نساء هذه الفئة العمرية إلى سوق العمل بعد انتهائهن منالدراسة.‏ ولكن تقدير خبرتهن ومهاراتهن في سوق العمالة يظل ضعيف ًا أمامالمحتويات الدراسية التي تلقينها ‏(الأدب غالب ًا ً)،‏ والطلب المتزايد على العمل قبلالزواج،‏ والتمييز ضد الشابات بسبب الأمومة،‏ وصور عدم المساواة في الأجور في87يوروميد للهجرة 286 يوروميد للهجرة 2


القطاع الخاص أكثر منها في القطاع العام ، 41 وكذلك أمام البنى التحتية الخائرةاصصة لاستقبال الأطفال.‏هذا وتشكل هؤلاء الفتيات البالغات,‏ اللواتي عدمن إيجاد وسيلة لكسب العيشوالالتحاق بسوق العمل,‏ شريحة الساخطين والمعارضين والأشخاص الأكثر استعداد ًاللهجرة.‏الفصل الرابع:‏ صور عدم المساواة الاجتماعية –الثقافية وتأثيرها على التمييز في نوع الجنسإن التفاوتات الاقتصادية بين الشمال والجنوب كبيرة جد ًا إلى درجة أنها تتجلىبصورة أكبر في مجال التعليم واستخدام التكنولوجيا.‏وحتى نتناول العوامل الثقافية وتأثيرها على ظاهرة الهجرة،‏ ثمة أربعة متغيراتتبدو لنا ذات صلة بهذا الموضوع وهي:‏ نسبة محو أمية الشباب البالغين،‏ معدلاتالتعليم حسب الجنس والمستوى،‏ النفقات الحكومية في مجال التعليم،‏ استخدامالتكنولوجيا المتطورة.‏1. الأمية لا تزال ملموسة لدى نساء دول البحر الأبيضالمتوسطمعدلات محو الأمية للبالغين من سن 15 سنه وأكثر حسب الجنس.‏نساءرجالإسرائيلإيطالياالمملكةالمتحدةهولندااليونانالنمسابلجيكاأسبانيافرنساألمانياالمصدر:‏ برنامج الولايات المتحدة للتنمية،‏ التنمية في العالم،‏ 2008/2007.سورياتونسفلسطينالمغربمصرالأردنلبنانالجزائرتشهد عملية محو أمية النساء،‏ وهي التي قد قاربت على الانتهاء في الدولالأوروبية،‏ أوج تطورها في منطقة دول البحر الأبيض المتوسط.‏ ولكن على الرغممن الجهود التي تبذلها هذه الدول الأخيرة في هذا اال،‏ إلا أن التقدم لا يزال محدود ًا ًويختلف من دولة لأخرى.‏ فقد تمكنت لبنان والأردن وسوريا وتونس تدريجي ًا من الحدمن الأمية لدى الجيل الشاب من النساء،‏ بينما لا يزال هناك تأخر ٌ كبير ٌ في دول مثلالجزائر ومصر وخاصة المغرب.‏وفي الدول الأوروبية،‏ ترجع عملية محو أمية النساء إلى زمن بعيد يعود إلى القرنالتاسع عشر،‏ ومع ذلك نلاحظ وجود بعض الجيوب الصغيرة للأمية خاصة فياليونان.‏ الجيل الجديد ليس معني ًا بهذه المشكلة،‏ فهو بالأحرى في تنافس من أجلالمعرفة في مجتمع المعلومات والاتصالات،‏ ويجد نفسه في نضال ضد نوع مختلفمن محو الأمية،‏ ألا وهو محو الأمية الرقمية.‏2. الارتياد التفاضلي للمدارس حسب المستوىعلى الرغم من نجاح الدول العربية في تعليم الفتيات وذلك عن طريق تقليل الفروقبين الجنسين في مستويات التعليم الثلاثة,‏ نلاحظ أن التعليم الابتدائي للفتياتمازال ضعيف ًا في مختلف دول البحر الأبيض المتوسط كما يشهد التحاقهنبالتعليم الثانوي تقهقر ًا لا يستهان به،‏ ويشتد هذا التقهقر في التعليم العالي.‏ويوجد هذا التفاوت بين مستويات التعليم الثلاثة في دول الشمال بنسب صغيرة،‏وخاصة على مستوى التعليم العالي،‏ حيث إن ارتياد الجامعات والمدارس العليا منق ِبل الفتيات يتجاوز غالب ًا نسبة ال %60، بينما بالنسبة للتعليم الابتدائي والثانويتدور نسبة الارتياد حول ال %100.كما يبين الرسم البياني الموجود أدناه،‏ فإن نسبة الالتحاق بالدراسات العليا أو علىأقل تقدير بالدراسات الثانوية،‏ تظل قليلة نسبي ًا بين نساء الجنوب:‏ %42 من نساءمنطقة المشرق العربي و %22 من نساء منطقة المغرب العربي يلتحقن بالتعليمالعالي مقابل أكثر من %75 من نساء دول الشمال.‏12010080604020089يوروميد للهجرة 288 يوروميد للهجرة 241 تقدر دراسة قام بها البنك الدولي عام 2004 حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،‏ أنه عندما يربح الرجل‎1‎دولار،‏ فإن المرأة تحصل على 73 سنت ًا في المتوسط،‏ مما يعطي فارق يبلغ 27 سنت ًا،‏ وهو وضع لا يمكن إلا أن يرجع إلالاختلاف التأهيل أو للتمييز بسب نوع الجنس.‏ في:‏ النساء والتنمية الاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط . المنتدىالأورومتوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية.‏ أبريل ‎2006‎‏.ص‎13‎‏.‏


ارتياد المدارس والجامعات حسب المستوى وحسب الدولة43المعدل الإجمالي لتعليم النساء حسب المستوى والمنطقة120المعدل الإجمالي لإدخال النساء إلى المدارس ‏(التعليم الابتدائي)‏100806040200140120100806040200إسرائيلالمعدل الإجمالي لإدخال النساء إلى المدارس ‏(التعليم الثانوي)‏المعدل الإجمالي لإدخال النساء إلى المدارس ‏(التعليم العالي)‏هولندااليونانإيطالياالمملكة المتحدةالنمسابلجيكاأسبانيافرنساألمانياتونسمصرالأردنلبنانالمغربفلسطينسورياالجزائرالمعدل الإجمالي لإدخالالنساء إلى المدارس‏(التعليم الابتدائي)‏المعدل الإجمالي لإدخالالنساء إلى المدارس‏(التعليم الثانوي)‏المعدل الإجمالي لإدخالالنساء إلى المدارس‏(التعليم العالي)‏دول الشمال إسرائيل فلسطين المشرق الغرب العربيالمصدر:‏ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي،‏ التنمية في العالم،‏ 2008/2007.ومع ذلك وعلى الرغم من الزيادة الملحوظة في عدد الفتيات في التعليم العالي،‏تظل دراساتهن موجهة بصفة خاصة نحو الدراسات الأدبية والعلوم الاجتماعية،‏وعلى صعيد أقل نحو العلوم الطبيعية والطبية.‏ تخصصات لا تجد لها مكان ًا ً فيعالم العمل.‏ وهذه السمة ليست مقتصرة على دول البحر الأبيض المتوسط أو دولالشرق الوسط وشمال إفريقيا،‏ ولكنها تتخذ نسب ًا أكبر نظر ًا لأن المهن المفضلةلدى النساء هي الإدارة والتعليم والطب.‏ويعد أداء الفتيات في كثير من الأحيان أفضل منه عند الفتيان في معظم دولالبحر الأبيض المتوسط و على جميع المستويات . 42 كذلك فإن الآباء في الأوساطالحضرية،‏ الميسورة الحال بصفة خاصة,‏ يمولون ويدعمون بناتهم طوال فتراتدراستهن،‏ عن طريق إلحاقهن بالتعليم الخاص وتوفير دروس إضافية أصبحت لا غنىعنها للحصول على نتائج م ُرضية.‏ وبالتالي،‏ فهم يشجعوهن على اختيار مجالاتالامتياز التي كانت مقتصرة على الفتيان بصفة عامة,‏ وهكذا يصبح التعليم أداةلتعزيز الطبقية الاجتماعية،‏ بالإضافة إلى كونه يسير أيض ً ا في اتجاه القضاء علىالتمييز القائم على نوع الجنس.‏المصدر:‏ رسم بياني تم وضعه من ق ِبلنا انطلاق ًا من بيانات برنامج الأمم المتحدة للتنمية,‏ التنمية في العالم،‏ 2008/2007.هذا وتعد نسبة الطلاب الذين يدرسون المواد العلمية من هندسة أو تصنيع أو بناءضعيفة نسبي ًا في دول الشمال كما في دول الجنوب:‏ وتتراوح هذه النسبة بين %51) هولندا)‏ و %13 ‏(اليونان)‏ و بين %81 ) الأراضي الفلسطينية المحتلة ( و %42 ) لبنان).‏44بينما في إسرائيل تبلغ النسبة %82.3. نفقات شبه متساوية في مجال التعليم للحصولعلى نتائج معاكسةتتضح الجهود التي تبذلها دول البحر الأبيض المتوسط في مجال التعليم فيالنفقات التي لم تتوقف عن الزيادة منذ استقلال هذه الدول.‏ ولقد عمدت برامجالتكيف الهيكلي إلى استقرار هذه النفقات أو تقليلها حسب الدول،‏ غير أنالنفقات في مجال التربية والتعليم تمثل متوسط ً ا متماثلا ً تقريب ًا بين دول البحرالأبيض المتوسط و الدول الأوروبية،‏ حيث يمثل‎%5.3‎ 45 من الناتج المحلي الإجمالي للدولالأولى و %5.1 للدول الثانية.‏ونستنتج من تقرير البنك الدولي 46 أن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقياتستثمر في التعليم نسبة كبيرة من ناتجها المحلي الإجمالي أكبر من مثيلاتها في42 تقرير التنمية البشرية 2005, مرجع سابق ص‎78-75‎‏.‏تم حساب هذه المتوسطات وفق ًا للمتوسط الحسابي حسب المنطقة.‏43 برنامج الأمم المتحدة للتنمية.‏ التقرير الدولي للتنمية البشرية.‏‎2008-2007‎‏.‏ الصفحات .271-26944 دول البحر الأبيض المتوسط التي أرقامها متاحة هي الأردن و ولبنان والمغرب وتونس.‏45 دينا النجار.‏ البنك الدولي.‏ ملف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ‎2008‎‏,ص‎5‎‏.‏46 91يوروميد للهجرة 290 يوروميد للهجرة 2


93يوروميد للهجرة 292 يوروميد للهجرة 2المناطق الأخرى من العالم،‏ غير أنه يجب على هذه الدول أيض ً ا تبني نظام ًا تعليمي ًاعالي الجودة في كل المستويات،‏ وتعزيز نظام تعليم وتأهيل دائمين يتوافقان معمتطلبات السوق.‏النفقات الحكومية في مجال التعليم حسب الدولة بين عامي 2002 و 2005الاستهلاك العام في مجال التعليم بالنسبة المئوية من الناتج المحلي الإجمالي عام 2005-2002إيطالياالمملكةالمتحدةالنمسابلجيكاأسبانيافرنساهولندااليونانالمصدر:‏ برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ التنمية في العالم،‏ 2007/2008.تونسإسرائيلألمانياالمغربلبنانالأردن876543210ومع ذلك لا يجب أن يغيب عن ناظرنا أن التعليم،‏ أو اكتساب المعرفة في عصرالمعلومات،‏ مرتبط ارتباط ً ا وثيق ًا بالتكنولوجيا.‏ وقد يفسر الاستخدام المحدودللتكنولوجيا تعثر بعض الدول في رفع مستويات المعرفة عند السكان.‏ وتعتبرالفروق الموجودة بين دول الشمال ودول الجنوب في مجال التعليم بمثابة أحد القواعدالتي تساعد على تفسير التفاوت الظاهر فيما يتعلق بالحصول على المعلوماتوتكنولوجيا المعرفة،‏ وهي تعبر بذلك عن وجود تعليم نخبوي يلمس الرجال كمايلمس النساء.‏وتبذل دول البحر الأبيض المتوسط جهود ًا كبيرة حتى تضع نفسها في مستوىمتقدم،‏ وتبقى التكلفة المرتفعة للبنية التحتية المتعلقة بشبكات المعرفة،‏واستمرار التحكم في المعلومات والتوزيع غير العادل للمعرفة،‏ والصعوبات المرتبطةبحرية الاتصالات،‏ تعمل جميعها على تعميق الفارق بين هذه الدول والدول الأوروبية.‏ومن ثم فإن بيئة مواتية،‏ وانفتاح ً ا سياسي ًا،‏ وتحولا ً ديموقراطي ًا للمؤسسات،‏ ونظام ًاقضائي ًا عادلا ً،‏ هي بمثابة أمور أولية لإنشاء مجتمع المعلومات.‏الفصل الخامس:‏ صور عدم المساواة السياسية /التقليد الديموقراطي والديموقراطية المتلعثمة» قد تكون الحوكمة الرشيدة 47 بمثابة العامل الأهم في الصراع ضد الفقر ومن أجلالتنمية « كوفي عنان،‏ الأمين العام للأمم المتحدة.‏ما تزال دول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط تشهد تأخر ًا كبير ًا ً فيما يتعلقبالديموقراطية ونظام الحوكمة.‏من ناحية أخرى,‏ فإن استمرار الصراعات التي تجتاح المنطقة ومنها الصراع الإسرائيلي-‏الفلسطيني له تأثير حاسم على التنمية الاقتصادية لدول البحر الأبيض المتوسطوعلى تنفيذ تعاون بين دول الجنوب بعضها البعض وكذلك على مدى فاعلية التعاونالأورومتوسطي.‏ فقد قادت الحرب الأهلية في لبنان ‎1991-1975‎إلى انهيار مؤسساتالتكامل الحديثة . 48 كما فاقمت المشاكل العرقية ومشاكل الهوية وأدت إلى هبوطاقتصادي أدى بدوره إلى سقوط في مستوى الحياة,‏ خاصة في الطبقات الوسطىوالفقيرة،‏ كما أدت إلى هجرة كبيرة خلال هذه الفترة،‏ للنخبة المثقفة:‏ للرجالوللنساء و رجال الأعمال،‏ وموعات مهنية وطائفية.‏وقد بلور الصراع الدائر منذ عقود حول قضية الصحراء ‏(الجنوب مغربية)‏ التوتراتوالخلافات القائمة بين الجزائر والمغرب،‏ تلك التوترات التي تقف حجر عثرة أمام إنشاءالمغرب الكبير و تحول دون التعاون الأفقي . 49 كذلك،‏ العنف القائم في الجزائر بينعامي 1989 و 1998 ضد الرجال ‏(جرائم القتل،‏ والاغتيالات،‏ والخطف،‏ والاعتداءات)،‏وضد النساء،‏ ممن يسمين بالخارجات عن الأعراف السائدة أو عن حدود الجنس,‏ كل تلكالأمور كانت عوامل لعدم الاستقرار والهجرة.‏47 مصطلح ‏«حوكمة»:‏ تعريف المصطلح وقياسة.‏ ينحدر مصطلح الحوكمة من أصل أنجلوساكسوني,‏ وهو ليس بمثابةوصف - على النقيض من المصطلح التقليدي ‏«حكومة»‏ - لمؤسسات ذات طابع هيئوي,‏ ولكن بالأحرى ل»‏ قواعداللعبة»,‏ وآليات ووسائل تنظيم عملية صنع القرار والعمل العام.‏ ويلبي استخدامه نمط ً ا جديد ًا لممارسة السلطةفي سياق اجتماعي جديد،‏ ومؤسسي،‏ مبني على ظهور جهات جديدة تعمل على تنفيذ المصلحة العامة بجانبالدولة , وتعدد مستويات التفاوض , واستجواب الدولة القومية,‏ ويعد هذا المصطلح إطار ًا تقليدي ًا لممارسة السيادةالشعبية والسلطة السياسية.‏ وأخير ًا , فإن لهذا المصطلح نزعة معيارية , فعندما نتحدث عن الحوكمة,‏ يفهم منذلك غالب ًا ‏«الحكم الرشيد»‏ good) ), governance المستوحى من governance” :corporate فالمقصود إذ ًا تطبيق– على القطاع الخاص - مبادئ تنظيم تحدث فاعلية اقتصادية للقطاع الخاص ) التقييم,‏ الالتزام بالنتيجة وليسبالوسيلة إلخ).‏ في:‏ .Calamé ,2004 سبق ذكره.‏ ص 13.48 فاطمة شرف الدين (1991). التغيير في لبنان عقب الحرب الأخيرة واحتمالات التوصل إلى حل ‏(باللغة العربية).‏ في:‏مؤتمر عن إدارة التحولات الاجتماعية في منطقة الدول العربية.‏ تونس 28-26 فبراير 1996. اليونسكو.‏49 تعمل هذه النزاعات على تقويض أي احتمال لإنشاء منطقة اقتصادية وسياسية متكاملة.‏ لم تتمكن دول المشرقأيض ً ا من إنشاء تعاون اقتصادي فيما بينها,‏ ولقد واجهت الجهود التي تبذلها الجامعة العربية منذ عام , 1998 من أجلإنشاء منطقة عربية للتجارة الحرة , العديد من المعوقات الناتجة عن الروح الحمائية المسيطرة على الحكومات العربية.‏وقد انعقدت الآمال منذ إعلان أغادير وإنشاء منطقة تجارة حرة بين دول جنوب البحر الأبيض المتوسط , غير أنه منذتوقيعها عام 2004 حتى يومنا هذا , استمرت فقط الدول الأربع الموقعة على هذا الإعلان,‏ المغرب وتونس ومصر والأردن,‏في المفاوضات دون الانفتاح على الدول الأخرى الموقعة على اتفاق التعاون مع الاتحاد الأوروبي.‏


95يوروميد للهجرة 294 يوروميد للهجرة 2كما أن محاربة الإرهاب والاعتداءات المتفرقة وتنامي ظاهرة التشدد الإسلامي فيالعديد من دول البحر الأبيض المتوسط المغرب وتونس والأردن و مصر،‏ جميعهاصراعات يصعب على المنطقة تحملها حيث إنها قد أنهكت ميزانياتها التي خصصجزء ًا كبير ًا منها للدفاع ، 50 كما أنها أضرت بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية فيالمنطقة.‏وقد انتهت الصراعات وصور العجز في التنمية،‏ والبطء في الإصلاحات،‏ والروحالحمائية،‏ إلى نتائج رئيسية تتمثل فيما يلي:‏1. صعوبة إنشاء سوق كبير في جنوب البحر الأبيض المتوسط،‏ وهروب المستثمرين،‏وبالنسبة لحالة المغرب العربي،‏2. تطور تدفق كبير للهجرة أحدث تدفقات نحو ثلاث جهات،‏ دول الخليج و الدولالأوروبية وأمريكا الشمالية،‏3. الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان.‏الفصل السادس:‏ التحدي الأكبر لدول البحرالأبيض المتوسط:‏ حماية الحقوق الإنسانية.‏نشهد في السنوات الأخيرة تغيرات سياسية مهمة في نمط سير حكومات دولالبحر الأبيض المتوسط،‏ حيث بدأت الأنظمة السياسية في الانفتاح نحو مزيدمن الديموقراطية،‏ وس ُ ج ِّ لت تقدمات ملحوظة على مستوى المشاركة في الحياةالسياسية والتدخل المتزايد للمجتمع المدني عبر مبادرات متعددة,‏ مع توسيعالمساحة العامة و الدفاع عن الحريات الأساسية.‏إن نضال المفكرين العرب واتمع المدني،‏ وكذلك الضغوط الدولية،‏ وتنفيذ منهاجبكين،‏ كل ذلك قد آتى ثماره في تشجيع الحكومات على مراجعة,‏ بل وحتى تغيير,‏قوانين الأسرة و اتخاذ تدابير جديدة تسمح للنساء بالمشاركة في الحياة السياسيةوإدخال آليات جديدة لمواجهة العنف الذي تعاني منه النساء.‏ولم تعد المناقشة حول الحقوق الإنسانية أمر ًا محرم ًا في السنوات الأخيرة،‏ فهيتعد جزء ًا من برامج الحكومة،‏ كما أنشأت وزارات ومجالس و مؤسسات مختلفةللحقوق الإنسانية.‏50 تظل النفقات في مجال الدفاع أكبر منها في التعليم والصحة في لبنان (%9 من إجمالي النفقات)‏ , في إسرائيل(%18 من إجمالي النفقات)‏ وفي الأردن (%24 من إجمالي النفقات).‏ وتتراوح في مصر والمغرب بين 10 و‎%15‎ من إجماليالنفقات.‏ ،Calamé مرجع سابق ‏,ص‎23‎‏.‏ومع ذلك وعلى الرغم من كل هذه الإصلاحات والالتزامات الدولية،‏ تؤكد تقاريرمنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش وكذلك تقارير المؤسساتالعربية للحقوق الإنسانية على استمرار انتهاك حقوق الرجال والنساء،‏ والعاملين،‏واتمع المدني،‏ والمهاجرين،‏ خاصة مهاجري العبور الذين يقيمون على أراضي جنوبالبحر الأبيض المتوسط في انتظار العبور إلى أوروبا.‏1. الحقوق السياسية للنساء والمشاركة في اتخاذ القراربالتأكيد،‏ تبدو المساواة في الحقوق,‏ على مستوى القوانين,‏ ممنوحة لجميع المواطنينفي دول ضفتي المتوسط،‏ وتقر جميع دول المنطقة بهذه القوانين دون تمييز عرقي أوجنسي أو حتى ديني.‏وعديدة هي دساتير دول البحر الأبيض المتوسط التي تشتمل على مواد تتعلقبالمساواة بين الرجال والنساء،‏ والمساواة في العمل،‏ والتعليم،‏ والحقوق السياسية،‏والمساواة بصفة عامة في الحقوق والواجبات،‏ مع التركيز على تكافؤ الفرص،‏ ولكنيظل هناك اختلاف بين هذه القوانين والواقع الذي تعيشه النساء.‏ففي دول البحر الأبيض المتوسط،‏ تحققت المشاركة السياسية للنساء بعد فترةمن تحققها في أوروبا.‏ وبالتأكيد،‏ كان ذلك بعد استقلال هذه الدول وخاصة في ظلغليان الحركات القومية التي تغذيها وتوجهها الديناميكية التي أحدثتها النهضةالعربية،‏ والتي كانت تعتبر أن إلغاء الهيمنة الذكورية باسم الدين أو باسم التقاليد،‏شرط لا غنى عنه لنهضة كل شعب وصحوة نسائه.‏وقد كانت الحركات النسائية في دول المشرق،‏ ومنها مصر،‏ في الطليعة 51 فيمايتعلق بتحرر وظهور النساء،‏ الأمر الذي كانت لبنان وسوريا تكفلان نشره من خلالالصحافة النسائية،‏ كما أن جهود نساء المغرب العربي،‏ اللواتي دخلن في نضالالتحرير القومي،‏ قد أسفرت عن بوادر حركة نسوية عربية.‏ حركة قادها الرجال فيالبداية ثم استأنفتها النساء في نضالهن من أجل التحرير والديموقراطية وحقوقالإنسان.‏ وهكذا،‏ أجبر مشرعو العالم العربي على مراعاة المطالبات المشروعة لنصفالسكان وعلى منحه الحقوق السياسية الأولية مثل حق التصويت والترشيح.‏ وتعددول البحر الأبيض المتوسط الثلاث التي منحت هذه الحقوق للنساء هي لبنان عام1952، تتبعها مصر عام 1956، وتونس عام 1959. ومنذ بداية الستينيات التحقتالجزائر والمغرب عامي 1962 و 1963 بركب هذه الدول،‏ بينما سوريا التي كانت أول51 درية شفيق,‏ مناضلة نسائية مصرية,‏ قادت حاملة كبيرة من أجل الحصول على الحقوق السياسية للنساء,‏ ونظمتاعتصام ًا أمام البرلمان في عام 1951. وقد حصلت النساء المصريات على حق التصويت في عام 1956.


دولة عربية تشجع تصويت النساء (1945) قد أكملت مجموعة قوانينها في عام.2003وبالنسبة لدول البحر الأبيض المتوسط،‏ فإذا كانت مصر وتونس قد التزمتا بمبادئالقانون,‏ فإننا نلاحظ تباعد ًا في الفترات الزمنية بين إقرار حق التصويت و حقالمرأة في الترشح للبرلمان،‏ كما في حالة سوريا والمغرب على الترتيب،‏ حيث أقر حقالتصويت في عام 1945 و 1963 وحق المرأة في الترشح عام ‎1973‎و 1993. بالتأكيد،‏كان يتم حشد النساء من أجل انتخاب الرجال،‏ حيث إن القليل جد ًا منهن كنيترشحن في الانتخابات.‏ ومن المهم أن نشير إلى أنه،‏ في عدد من دول البحر الأبيضالمتوسط,‏ قد تم التلاعب بحق النساء في التصويت,‏ من ق ِبل الأحزاب السياسيةوالسلطات العامة من أجل انتخاب مرشحيهم الذكور.‏ لقد كانت تلك الأحزابتستغل أميتهن وفقرهن حتى تجعل منهن كتلا ً بشرية تحت خدمة رجل السياسةبصفة عامة.‏أما الجزائر،‏ فإن أول امرأة دخلت البرلمان كانت معينة،‏ فبالتأكيد،‏ بعد الخروج منالحرب في عام 1962، كان من الحكمة أن تعين السلطات العامة امرأة في البرلماناعتراف ًا ً منها بنضال النساء من أجل تحرر بلادهن,‏ بينما في الأردن ولبنان,‏ فإن الخلافاتالداخلية،‏ وهيمنة روح القبلية،‏ وإدارة الطوائف المتعددة،‏ قد جعلت الخيار منصب ًاأكثر على تعيين النساء أكثر من ترشيحهن.‏وتعتبر إسرائيل حالة استثنائية،‏ فمنذ انغراسها في المنطقة،‏ عملت إسرائيل علىإيجاد أكبر قدر من المساواة بين الرجال والنساء،‏ نظر ًا لأنها كانت تستقبل تعداداتسكانية متعددة الأعراق كانوا يعيشون في بلاد ذات أغلبية ديمقراطية.‏ومع ذلك،‏ ففي التسعينيات،‏ وخاصة بعد انعقاد المؤتمرات العالمية حول حقوقالإنسان في فيينا عام (1993) ومؤتمر بكين عام (1995) بشان النساء،‏ تعالت الأصواتالمطالبة بالمشاركة السياسية بشكل ملحوظ في الشمال كما في الجنوب.‏ يؤكدالميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان على أن المساواة بين الرجال والنساء يجب أن تكفل فيكل االات ‏(مادة 23), وفي هذه الأثناء عمدت العديد من الدول الأوروبية إلى تساويالسلطات السياسية.‏ وثمة مبادرات أخرى تم إطلاقها على صعيد دول البحر الأبيضالمتوسط مثل اللجوء لمقاعد الكوتة،‏ وتدابير أخرى محفزة للتمييز الإيجابي.‏وبالرغم من هذه الإجراءات والالتزامات،‏ مازال عدد النساء في برلمانات وحكومات دولالجنوب،‏ بل في دول الشمال،‏ ضعيف ًا نسبي ًا.‏وتدعو الرسوم البيانية أدناه إلى بعض التعليق :نسبة النساء في البرلمان عام 2007المملكةالمتحدةالمصدر:‏ مؤشرات التنمية العالمية،‏ البنك الدولي،‏ 2008.نسبة النساء اللواتي يشغلن مقاعد في الحكومة عام 2005المملكةالمتحدةإيطاليابلجيكافرنسااليونانإيطالياالنساء في البرلمانألمانياالنمساالنساء في الحكومة عام 2005إسرائيلالنمسابلجيكاهولندااليونانتونسإسرائيلالمصدر:‏ برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ تقرير التنمية البشرية،‏ 2008/2007.إسرائيلسورياسورياتونسلبنانلبنانالمغربالأردنالأردنمصرالجزائر4035302520151050الجزائرمصر6050403020106وفي أغلب الأحيان،‏ لا يعكس وجود المرأة في مواقع اتخاذ القرار,‏ سواء ٌ كان ذلك علىالصعيد التنفيذي أو التشريعي،‏ وجود سياسة قومية تشجع المساواة بين الرجالوالنساء.‏ فهناك العديد من دول البحر الأبيض المتوسط التي تخضع لمتطلباتمنهاج بكين،‏ وتعمل على إعطاء صورة إيجابية عن بلادها كمجتمع ديموقراطي97يوروميد للهجرة 296 يوروميد للهجرة 2


99يوروميد للهجرة 298 يوروميد للهجرة 2يواكب الحداثة.‏ وتتجه السياسة الجديدة لمبادرة الشراكة الشرق أوسطية (MEPI)بشكل كلي إلى تمكين النساء،‏ والسعي لفرض نظام الكوتا وتمثيل أفضل للمرأةفي السلطات السياسية.‏في الواقع،‏ هناك عدد من النساء في مواقع اتخاذ القرار يتم اختيارهن من بين بعضالنخب أو حسب الانتماء السياسي لحزب أو لأحزاب في الحكومة.‏ وقد شق السعيالحثيث للنساء إلى السلطة طريقه بصعوبة في مجتمعات ذات تكوين قبليوهيمنة بطرياركية.‏2. قوانين الأحوال الشخصية غير المواكبة في مجتمعاتتموج بالغليانيتم الحكم على اتمع الديموقراطي من حيث المكانة التي يضع فيها النساء.‏ ويعتبرالرهان على مكانة المرأة في مجتمعات البحر الأبيض المتوسط أمر لا ينفصل عنتحدي تعزيز الديموقراطية والاحتياج إلى إصلاحات سياسية واجتماعية وثقافية.‏وإذا ما كانت دول البحر الأبيض المتوسط قد نهجت منهج الليبرالية الاقتصاديةوتكاملت في مناطق تجارة حرة،‏ وإذا كانت تسعى للارتقاء إلى مستوى الأسواقالعالمية،‏ وتجتهد في إقامة الديموقراطية،‏ فإن الخيارات المطروحة فيما يتعلق بالآليةالقانونية التي تنظم الأسرة ووضع المرأة في اتمع،‏ هي محل غموض كبير.‏إن قوانين الأحوال الشخصية,‏ في دول البحر الأبيض المتوسط تستمد من الكتابالمقدس ‏(القرآن)،‏ وهي قوانين كان يقصد تفسيرها وتقنينها من قبل نظام بطرياركيكلي ّ الوجود،‏ وعازم على الحفاظ على هيمنة النساء.‏ ولقد كانت هذه النصوص,‏ فيالعقود الماضية،‏ محل نقاش كبير بين الحركات النسائية وكانت تخضع لضغوطوطنية متعددة.‏ وهكذا،‏ شهدت بدايته هذا القرن إدخال العديد من الإصلاحات فيالتشريعات للقضاء على صور عدم المساواة والتمييز التي تعاني منها النساء داخلالأسرة.‏ ومع ذلك,‏ فحتى لو أن النص مستمد من الدين,‏ يجب على المشرع أن يعتمدعلى التفاسير التقدمية والعصرية و كذلك اللجوء إلى الاجتهاد حتى يستطيعالتعاطي مع وضع المرأة الجديد في اتمع المعاصر.‏وقد كانت تونس بمثابة الدولة الأولى في العالم العربي التي تتبنى منذ العام 1957قانون أحول شخصية عادل,‏ وذلك نتيجة لعملية العلمنة التي انتهجها الرئيس حبيببورقيبة 52 منذ استقلال بلاده.‏ كما أدخلت المغرب أيضا ً تعديلات جريئة جدا ً مع إصلاح52 سناء بن عاشور (2007) قانون الأحوال الشخصية التونسي بعد 50 عام.‏ » أبعاد التناقض « في مجلة:‏.Année du Maghreb ملف النساء والأسرة والقانون.‏ إصدار المركز القومي للبحوث العلمية .(CNRS) باريس . كريمةديريش سليماني.‏ الصفحات 70-55.2003 الذي تعرض لمسألة عدم المساواة القانونية بين الرجال والنساء وإعادة توازن العلاقاتداخل الأسرة.‏ وقامت الجزائر في عام 2005 ببعض التعديلات في قانون الأسرة لعام 1984.كما قامت كل من سوريا ومصر ولبنان والأردن,‏ وهي الدول التي تواجه عددا ً عقائديا ً منالقوانين,‏ في السنوات الأخيرة بإجراء بعض التعديلات على هذه القوانين.‏ويظل الفرق بين مضمون الإصلاحات وتنفيذها والإعلان عنها كبيرا ً جدا ً.‏ » فبعيدا ًعن خطابات الدولة التي تقدر دور المرأة وتنادي بتحررهن كواجهة للحداثة،‏ فإنهعندما سئلت التونسيات في استطلاع للرأي أشرن،على النقيض من ذلك إلىتزايد الانتهاكات الممارسة ضدهن نظرا ُ لتواجدهن الكبير في الساحة العامة،‏ كماأبرزن التوجهات المحافظة المسيطرة على القطاع الخاص،‏ وصور التمييز على كلالمستويات،‏ ونظام الذكورية « 53 . فإذا كان هناك مقاومات اجتماعية وثقافية لا تزالثابتة في تونس على الرغم من وجود القانون الأكثر تقدما ً في المنطقة والمطبق منذأكثر من خمسين عاما ً،‏ فماذا نقول عن حالة المغرب في ظل وجود هيكل اجتماعيتقليدي نسبيا ً بها وقانون مر على وجوده 6 سنوات فقط ؟وباختصار،‏ يبدو أن التغيرات التي طرأت على حقوق المرأة في دول البحر الأبيضالمتوسط وبصفة خاصة على قانون الأحوال الشخصية،‏ تلبي الاهتمام العام بمراعاةتناسب القوانين التشريعية مع التغيرات الاجتماعية الحاصلة خلال العقود الماضية.‏غير أنها تظهر مدى تعقيد إصدار قانون الأسرة من نطاق قضائي م ُسلم وتستمرفي مواجهة مقاومات:‏ تعبير مجتمع يخشى من رؤية أصوله تتهدم من قبل حداثةعدوانية تؤثر على النواة المركزية له وهي المرأة والأسرة.‏وعلى الرغم من ترسانة القوانين هذه،‏ فمازالت حقوق النساء تنتهك،‏ كما أنحريتهن الشخصية محل تهديد.‏ وتعيش نساء الجنوب هذه الدراما بصورة أكبر مننساء الشمال بسبب عجز القانون وتقليد الصمت المستمر في صفوف النساء.‏3. العنف حيال المرأة،‏ آلية أخرى للتمييزيعد العنف ضد المرأة بمثابة ظاهرة عامة أصبحت مصدر قلق للحكومة,‏ واتمعالمدني،‏ واتمع الدولي.‏ وثمة تدابير عديدة ومتنوعة قد تم اتخاذها من أجل توعيةاتمع بأن العنف ضد المرأة هو أحد أشكال التمييز التي يجب مناهضتها.‏وقد تم تسجيل أنواع متعددة من العنف ضد المرأة من بينها،الفقر خاصة في حالةالأسر ذات العائل الوحيد,‏ والتشريعات ‏(قوانين الأحوال الشخصية وقانون العمل)‏53 إلهام مرزوقى (2007) » معركة الابتذال بواسطة القانون التونسي للأحوال الشخصية ». مجلة:‏,2007 Année du Maghreb مرجع سابق.ص .96-71


101يوروميد للهجرة 2100 يوروميد للهجرة 2التي تشرع التمييز ضد النساء،‏ والإتجار بالنساء،‏ والعنف الزوجي الذي لم يترك دولضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية،‏ ولا نساء الطبقات الفقيرة أو الغنية.‏وحتى هذه السنوات الأخيرة،‏ كان العنف حيال المرأة في دول البحر الأبيض المتوسطموضوع ًا لا يزال الخوض فيه أمر ًا محرم ًا،‏ كما كان يعتبر كجزء من الدائرة الخاصة.‏وتبقى الدراسات حول هذه المسألة محدودة في العديد من الدول.‏ إنهن النساءالمفكرات،‏ والمنظمات النسائية غير الحكومية،‏ مع التعاون الدولي،‏ هن اللواتي أعطينلهذا الموضوع سطوع ًا كبير ًا ً ودفعن الحكومات إلى الانخراط فيه.‏ينتشر العنف الزوجي والمنزلي في دول الشمال كما في دول الجنوب،‏ ففي أوروبا،‏هناك امرأة من كل خمس تقع ضحية للعنف المنزلي،‏ بينما في دول الجنوب فإنالإحصائيات غير متوفرة.‏ولا تزال جرائم الشرف,‏ باعتبارها تقليد قبلي,‏ تسري في بعض دول البحر الأبيضالمتوسط مثل الأردن وفلسطين ولبنان ومصر.‏ وهي قتل متعمد للمرأة،‏ يقترفه أبأو أخ أو زوج في حال اقتراف سلوكيات تعتبر غير أخلاقية,‏ بعد اغتصاب،‏ أو بشكلخاص بعد حمل خارج إطار الزواج ‏(سفاح).‏ ويكون القانون غالب ًا في صف القاتل,‏حيث إن عقابه يأتي عادة مخفف ًا لأنه ينظر إليه كبطل استرد شرف العائلة.‏ وتعدالإحصائيات المتاحة حول هذه المسألة نادرة ومشتتة،‏ كما يتم الكشف عنها غالب ًامن ق ِبل المنظمات غير الحكومية،‏ أو أثناء جلسات المحاكم النسائية.‏ ويظهر التقريرالعربي للتنمية البشرية 54 2005 إلى أنه بين شهري مايو 2004 و مارس 2005 تم قتل20 امرأة في فلسطين،‏ وحدوث أكثر من 15 محاولة أخرى تم إجهاضها،‏ بينما تسجلالأردن سنوي ًا ً 20 جريمة شرف.‏ ونوضح أيض ً ا أن هذه الجرائم تخفي أحيان ًا حالات لزناالمحارم أو مصالح ذكورية للحصول على نصيب أكبر من الميراث ‏(صندوق الأمم المتحدةالإنمائي للمرأة «UNIFEM» 2005)، وفي مصر،‏ هناك 52 جريمة تم تسجيلها في عام1995 و 15 جريمة في لبنان عام . 55 1998ويعد الختان،‏ وهو صورة أخرى من صور العنف إزاء الفتيات الصغيرات والنساء,‏ عملخطير على المستوى الجسدي والنفسي معا ً،‏ كما يعتبر أحد الممارسات الشائعة فيمصر.‏ وفي استطلاع للرأي أجري في عام 2000, فإن %80 من النساء المستطلعاتاللاتي لديهن بنات صغيرات,‏ قد أشرن إلى أنهن قد أخضعن بناتهن لإجراء عمليةالختان 56 أو يتهيأن لإجرائها.‏ والأسباب الرئيسية الكامنة وراء انتشار هذه الظاهرةهي الأمية والانتماء إلى وسط ريفي،‏ وكذلك بشكل خاص بعض المعتقداتالمعمول بها في هذا الشأن.‏ وتوضح الدراسة سالفة الذكر أن 8 من كل 10 سيداتبرنامج الأمم المتحدة للتنمية,‏ مرجع سابق,‏ ص‎110‎‏.‏54 برنامج الأمم المتحدة للتنمية,‏ تقرير التنمية البشرية العربية 2009, ص‎86‎‏.‏55 برنامج الأمم المتحدة للتنمية*,‏ تقرير التنمية البشرية العربية,‏ مرجع سابق ص‎111‎‏.‏56 ريفيات يعتقدن,‏ بل ويؤكدن,‏ أن الرجال يفضلون النساء اتونات،‏ مقابل 4 من كل10 سيدات حضريات.‏ وبالتأكيد فإن الدولة تؤكد على أن هذه الممارسة ليس لهاعلاقة بالإسلام،‏ فالنص المقدس يتحدث عن ختان الذكور,‏ الأمر الذي يمارسه اليهودوالمسلمين,‏ وليس عن ختان الإناث الذي هو بالأحرى تقليد فرعوني.‏ وفي مصر،‏ أقرمجلس الدولة بدوره خطر هذه الممارسة في عام 1997 وأوصى بعملها إذا ما لزمالأمر تحت إشراف طبي.‏ ونستطيع أن نذكر بشيء من الرضا أن قانون حظر ختانالإناث قد تبناه البرلمان المصري في عام 2008. ولكن أهم شيء قد بقي علينا فعلههو حملات توعية وإرشاد،‏ وكذلك وبشكل خاص مواجهة حازمة للرجال والنساءالذين يستمرون في ممارسة هذا الأمر على بناتهم.‏ومن المهم أن نكشف عن صور العنف التي تعاني منها النساء في مناطق الصراعات.‏فالنساء الفلسطينيات اللواتي دائم ً ا ما يعانين من نقص في خدمات الصحة والتعليم والصحة الإنجابية،‏ ويجابهن عن قرب موت أحد أقربائهن،‏ يتجرعن كل ذلكالكأس.‏ وقد شكلت الحرب في لبنان بيئة صالحة لخروج كل هذه العدوانية تجاه الآخروكانت النساء هن الأكثر تعرض ً ا لهذه العدوانية.‏وقد ترك العنف في الجزائر بين عامي 1989 و 1998 آثار ًا لا تمحى في البلاد وفيذاكرة جموع النساء.‏ فقد بدأت صور العنف الجسدي حيال المرأة بقيام شبابمسلح بالاعتداء على طالبات في المدن الجامعية،‏ وضع تابعته ناشطات جزائرياتفرنكفونيات في أغلب الأحوال،‏ وصحفيات،‏ وجامعيات،‏ وحتى عاملات وخادماتالمنازل.‏ كانت الضحايا غالب ًا ً من بين النساء المنفردات،‏ مطلقات أو أرامل أو عازبات.‏وهناك العديد من الفتيات تم اختطافهن وإيداعهن أدغال الإسلاميين المتشددين،‏ليكن فرائس للزواج المسمي بالمؤقت،‏ أو زواج المتعة . 57 رعب استمر بين عامي 1995 و1996 مع مزيد من الوحشية،‏ كانت نساء مدينة حاسي مسعود - اللواتي هوجمنبشكل جماعي وقتلن في محل عملهن - المثال الحي لبشاعتها.‏ ولقد جعلالإسلاميون المتشددون من قضية المرأة حصانا ً لمعركتهم واضعين حدودا ً فاصلة بينالجنسين:‏ عدم الاختلاط،‏ ارتداء الحجاب،‏ احتجاز واستبقاء النساء في المنازل.‏وثمة نوع آخر من العنف يكمن في تجارة الجنس البشري،‏ وهي تجارة مربحة جد ًايكون ضحاياها غالب ًا من النساء والأطفال الذين يجدون أنفسهم مساقين فيأحط أشكال الاتجار والعبودية.‏ وتستخدم تجارة النساء غالب ًا في الخدمات المنزليةوالاستغلال الجنسي والعمل الجبري.‏ فمنطقة البحر الأبيض المتوسط ‏،والتي تقعفي نقطة الالتقاء بين آسيا وإفريقيا وأوروبا،‏ هي منطقة تستقبل وتصدر وتكفلعبور هذه الأنواع من التجارة.‏57 كامي لاكوست ديجاردان Dujardin) Camille‏).العنف Lacoste ضد النساء في الجزائر . الذكور والإناث في المغربالعربي وفي المهجر.‏ الصفحات‎31-19‎‏.‏


103يوروميد للهجرة 2102 يوروميد للهجرة 2هذا وتخضع النساء المهاجرات غير الشرعيات غالب ًا للإتجار،‏ كما يبقين ضعيفاتجد ًا،‏ ولا يزلن يعانين من عنف الذكور إزاءهن أكثر من الآخرين،‏ وخاصة عنف القوانينوالممارسات،‏ إذا ما أردن اللجوء للقضاء أو طالبن بمساعدات مادية أو نفسية،‏ أو إقامةدعوى.‏خاتمةيعد تطور وضع المرأة بمثابة أحد العناصر الرئيسية التي تعكس مدى ديموقراطيةالأنظمة السياسية ومستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة.‏ ففي الواقع،‏إن عملية تحديث اتمع في دول البحر الأبيض المتوسط،‏ وبصفة خاصة تحديثوضع المرأة هي أمر يتصل بشكل مباشر بتحديث بناء الدولة العصرية،‏ والإصلاحاتالسياسية والاقتصادية والاجتماعية-‏ الثقافية التي تم تنفيذها.‏وثمة تغيرات ملموسة طرأت خلال العقود الماضية في دول البحر الأبيض المتوسط,‏وغيرت من الهيكل الأسري،‏ وأخرجت المرأة من حيز الصمت،‏ وأحدثت تعبير ًا عنمطالبات بحياة أفضل ودرجة من الرفاهية.‏ إن انخفاض معدل الإنجاب،‏ والتحاقالنساء بالتعليم وبسوق العمل،‏ ومطالباتهن باحترام حقوقهن وإقامة مساواةبين الجنسين،‏ وضرورة المشاركة السياسية,‏ كل ذلك قد دفع إلى إحداث إصلاحاترئيسية تجعل المواطنات أكثر ظهور ًا على الساحة.‏ ومع ذلك،‏ لا زالت المعوقات تعرقلالطريق الذي مهدته النساء،‏ والمنظمات النسائية غير الحكومية ومنظمات حقوقالإنسان,‏ من أجل مجتمع حديث عادل ومتكافئ.‏لم يكن انخفاض معدل الإنجاب مرتبط ً ا ً بالمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.‏فتطور الأسرة الصغيرة،‏ وتأخر سن الزواج،‏ تطبيق وسائل منع الحمل،‏ كل ذلك لميحدث اضطرابات كبيرة في حياة النساء والأسر،‏ حيث اندمجت ببطء في نمط الحياةالتقليدي وتوافقت مع نظام المحافظة الثقافية والدينية.‏ ويأتي الحصول على عددأقل من الأطفال من نظام براجماتي جديد،‏ فهو بالأحرى طريقة لتخفيف الأعباءالأسرية وضمان رفاهية الأسرة أكثر من كونه طريقة لتحولات العلاقات الزوجية.‏تمتعت النساء في دول البحر الأبيض المتوسط،‏ بصفة عامة,‏ بتعليم أكبر من ذلكالذي أعطي إلى الأجيال السابقة.‏ ومع ذلك،‏ لم تستثمر النساء مجالات الأنشطةالجديدة،‏ وظللن متمسكات بالدراسات الأدبية وبمهن مرتبطة بالأمومة والعنايةبالطفولة،‏ مما يمنحهن حرية أكبر في تلبية احتياجات منزل الأسرة.‏ كذلك،‏ إذا كانتهؤلاء النساء من خلال أنشطتهن مدعوات بشكل يومي للعمل،‏ أو التفاوض،‏ أوالاختلاط بالرجال،‏ فهن يقمن بذلك تحت مراقبة دقيقة من الجنس الذكري أو تحترقابة داخلية يتحملنها بشكل كبير.‏أما ما يتعلق بقوانين الأحوال الشخصية،‏ فهي تخضع للعبة سياسية مستمرةتتذبذب بين الحق الإيجابي والأصولية الإسلامية،‏ كما تواجه الحكومات العربية،‏ التيأجرب تغييرات في قوانين الأحوال الشخصية،‏ دائما ً مأزقا ً بفعلها تلك التغييرات.‏وتعد الحكومتان الأكثر شجاعة اللتان اتخذتا منهج الاجتهاد هما حكومتي تونسوالمغرب،‏ أما الحكومات الأخرى فتظل عاقلة جدا ً في مبادراتها للإصلاح حتى تتجنبإثارة غضب الحركات الدينية وغضب الرجال بشكل عام.‏ ومن هنا،‏ فهناك قضايامثل إلغاء تعدد الزوجات ، 58 والمساواة في الميراث وكذلك في انتقال الجنسية منالأم ، 59 ليست محل نقاش.‏وعلى الصعيد السياسي،‏ هناك نسب خصصت للمرأة،‏ وتمييز ًا إيجابي ًا حاربتطويلا ً من أجله،‏ ولكن رجال الأحزاب هم الذين يعطون الضوء الأخضر للمرأة حتىتنتخب،‏ وهم الذين يوجهون مصير المناضلات باستبعادهن أحيان ًا عبر اللجوء إلىالمحاباة والمحسوبية.‏ وإذا كانت التشريعات قد خضعت إلى إعادة نظر،‏ فإن العقولقد تطورت بالتالي قليلا ً،‏ بقبولها المرأة بشكل أكبر في مساهمتها الاقتصاديةوليس في التحكم بجسدها،‏ وبدفعها لها على المشاركة العامة لتدخل حينئذ فيسياساتها الخاصة.‏وباختصار،‏ فإن التغييرات المتعددة التي طرأت في حياة نساء دول البحر الأبيضالمتوسط لا تعيد بشكل كامل النظر في التشكيل البطريركي للمجتمع.‏ إنالسلوكيات الجديدة قد فسرت من جديد للوصول إلى تكيف أفضل مع اتمعاتالتي تضرب التنشئة الاجتماعية التفاضلية والتقسيم الجنسي للعمل فيجذورها.‏وبالتأكيد،‏ فإن الزيادة الديموغرافية الكبيرة في السنوات 1980-1970، وكذلكتضاعف الاحتياجات لدى التعدادات السكانية،‏ والعجز الديمقراطي،‏ كل ذلك قدأضعف مشروع الحداثة الذي تطور بعد فترات الاستقلال،‏ كما دفع إلى إعادة بناءمشروع مجتمع متوافق وذي محتوى اجتماعي قوي كانت فيه النساء النقطةالمحورية.‏ كذلك،‏ يصبح المتدين ملجأ وحيد ًا لا غنى عنه للحماية من الحداثة ومن غزوهذه العولمة،‏ كما أنه يعمل على حفظ سلطة الرجال.‏لا يعترف القانون التونسي بتعدد الزوجات،‏ أما القانون المغربي فقد أدخل فقط بعض القيود.‏58 حق انتقال الجنسية من المرأة لزوجها ولأطفالها في حالة الزواج من أجنبي ليس ممنوح ً ا للمرأة في دول البحر الأبيض59 المتوسط باستثناء تونس والمغرب ومصر.‏


هذا وإذا كانت التفاوتات الاقتصادية،‏ والسياسية،‏ والاجتماعية-الثقافية بين ضفتيالمتوسط أمر ًا ملموس ً ا تزداد حدته،‏ فإننا نجد أن نخبة من كلا الجنسين،‏ متعلمة،‏ومؤهلة على الطريقة الغربية،‏ تميل إلى التكاثر في مختلف دول البحر الأبيضالمتوسط.‏ نخبة ليست بحاجة إلى الهجرة،‏ لأن أبواب أوروبا – التي تنقل تلك النخبةجزء ًا كبير ًا من أعرافها وتقاليدها – مفتوحة تمام ًا لها.‏ ولكن ماذا عن الجماهير التيوجدت نفسها على هامش اتمع،‏ فقد كانت تطمح إلى اندماج اقتصادي كبير،‏وإلى تعليم عالي المستوى،‏ وإلى صحة مواتية لها ولأطفالها؟ إنهم يبحثون عنفرصة عمل لسنوات من خلال شهاداتهم،‏ ثم ينتهي بهم المطاف إلى البحث عننمط آخر للحياة والدخول في مهنة جديدة في مكان آخر.‏ إن شبح الهجرة يخيمعليهم،‏ ويستحوذ عليهم ويغريهم بأن الحياة الوحيدة لا يمكن إلا أن تكون في مكانآخر.‏ومع ذلك،‏ فهناك الكثير من النساء لسن مدفوعات إلى الهجرة من خلال رغبتهنالخاصة.‏ ففي مجتمعات تتمتع النساء فيها بحماية أكبر مما ينبغي،‏ لا يمكن لهؤلاءالنساء رفع ذلك الدرع الذي له ثقله عليهن وعلى مصائرهن،‏ وأخذ طائرتهن بمفردهن.‏مندفعات إلى الرحيل،‏ هن كذلك،‏ اكتشاف أماكن جديدة،‏ يرغبن بذلك،‏ الهروب منالقيود الأسرية،‏ يطمحن إلى ذلك.‏ ولكن البدء في التحرك،‏ يظل هو الأمر الأجمل،‏والأصعب.‏ لماذا يرحلن؟:‏ سؤال سوف نحاول الإجابة عليه في الفصل التالي.‏104 يوروميد للهجرة 2


‏«لا يتمثل العائق الرئيسي أمام حماية حقوق المهاجرينفي عدم وجود قوانين ولكن في عجز الدول على احترامالاتفاقيات والمعاهدات والتصريحات التي قبلتها بكلطواعية.»‏ اللجنة العالمية للهجرة الدولية؛ ص 59.الباب الثالثالهجرة:‏ الإطار القانوني والمعياري107يوروميد للهجرة 2


مقدمة ................................................................................................................................... 1091. الاتفاقيات الدولية الرئيسية بشأن الهجرة .................................................................. 1091-1 الترسانة القانونية للأمم المتحدة .......................................................................... 1101-1-1 اتفاقية حماية حقوق جميع العاملين المهاجرين وأفرادأسرهم لعام 1990......................................................................................... 1112-1 اتفاقيات منظمة العمل الدولية:‏ حماية قديمة للعاملين المهاجرين................‏ 1142. الترسانة القانونية الإقليمية:‏ الدول الأوروبية ودول البحر الأبيض المتوسط ............. 1161-2 السياسة الأوروبية المشتركة للهجرة ................................................................. 1172-2 دول البحر الأبيض المتوسط:‏ سياسة هجرة تتمحور حول العمل ................... 1193. الهجرة في الاتفاقات المبرمة بين الاتحاد الأوروبي ودول البحر الأبيض المتوسط .......... 1254. الاتفاقات الثنائية بشأن الهجرة ...................................................................................... 1281-4 اتفاقات الأيدي العاملة .......................................................................................... 1282-4 اتفاقات إدارة تدفقات الهجرة ................................................................................ 131مقدمةهناك بعض العوامل الاقتصادية والاجتماعية-‏ الثقافية التي تحدد الهجرة بشكلعام وهجرة النساء بشكل خاص.‏ ولكن إلى جانب هذه العوامل،‏ يلعب عدد متزايدمن المؤسسات دور ًا حاسم ً ا في دفع وتشكيل تدفقات الهجرة.‏إن تلك المؤسسات التي تسن القوانين،‏ تدخل في المفاوضات وتوقع اتفاقات للتعاونوتنشغل بتنظيم تدفقات الهجرة وتعمل على دمج المهاجرين في دوائر الإنتاجوانخراطهم في دول الاستقبال وضمان حقوقهم.‏ ومع ذلك،‏ فإن الإطار المعياري الملزموالذي يشهد تطور ًا كبير ًا،‏ نادر ًا ما يتم التمييز بين المهاجرين والمهاجرات،‏ فالجميعيواجه مشكلة الحقوق الإنسانية بشكل عام.‏وسوف نحاول في هذا الجزء،‏ والذي يتناول الجانب القانوني والمعياري،‏ أن نقدم،‏ منجهة،‏ المعاهدات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية حقوق المهاجرين التي تخضعللتصديق من ق ِبل الدول ومن جهة أخرى،‏ الإطار المعياري ‏(التصريحات والقراراتوالبيانات والتوجيهات)‏ الذي ينظم إدارة تدفقات الهجرة واستقبال المهاجرينوعودتهم المحتملة.‏ليس الهدف من هذا الباب إجراء تحليل شامل للتشريعات الدولية التي تنظمالهجرة.‏ وسوف يتم إيلاء اهتمام خاص لقضية لم الشمل الأسري،‏ نظر ًا لأهميةهذه العملية في هجرة النساء من دول البحر الأبيض المتوسط وعدد اللواتي يدخلنأوروبا في هذا إطار.‏وسيتم تناول الإطار القانوني والمعياري للهجرة على ثلاثة مستويات:‏- الاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق المهاجرين،‏- الاتفاقيات واللوائح الإقليمية التي تتناول إدارة تدفقات الهجرة،‏- الاتفاقات الثنائية التي تنظم توظيف وحركة الأيدي العمالة.‏خاتمة ........................................................................................................................................ 1331. الاتفاقيات الدولية الرئيسية بشأن الهجرةثمة أحكام هامة تتعلق بحقوق المهاجرين تظهر في ميثاق منظمة الأمم المتحدةوالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العديد من معاهدات منظمة الأمم المتحدةواتفاقيات منظمة العمل الدولية.‏109يوروميد للهجرة 2108 يوروميد للهجرة 2


111يوروميد للهجرة 2110 يوروميد للهجرة 21-1 الترسانة القانونية للأمم المتحدةوضعت منظمة الأمم المتحدة سبعة صكوك معترف ًا بها كمعاهدات أساسية لحقوقالإنسان وهي تتألف من عهدين وخمس اتفاقيات هدفها جميع ً ا حماية حقوقالإنسان على جميع المستويات وفي جميع االات.‏• العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966• العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1966• الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري لعام 1965• اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لعام 1979• اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أواللإنسانية أو المهينة لعام 1984• اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989• الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العاملين المهاجرين وأفراد أسرهم لعام1990وتكمن أهمية هذه المعاهدات والاتفاقيات،‏ 1 في المقام الأول،‏ في تغطيتها العامةللحقوق الإنسانية التي تنطبق على المهاجرين كما تنطبق على أي مواطن والتيتشكل مع ذلك أساس حقوق المهاجرين.‏ ولكن تنفيذها يشوبه بعض الالتباس،‏بسبب تشتتها في صكوك قانونية مختلفة،‏ مما يجعل الربط بينها لا يزال أكثرصعوبة.‏وتعد اتفاقية حماية العاملين المهاجرين وأفراد أسرهم لعام 1990 هي الصكالوحيد المتعلق بحقوق المهاجرين.‏ زد على ذلك،‏ أن هذه الاتفاقية لا تقدم حقوق ًاجديدة ً للعاملين المهاجرين وإنما تكرر تأكيد الحقوق الأساسية المنصوص عليها فيالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي وضعتها المعاهدات الدولية المعتمدة من ق ِبل1 في الواقع،‏ كنا قد بينا في الباب الثاني أن هذه المعاهدات قد تم توقيعها والمصادقة عليها من ق ِبل أغلب الدول الأوروبيةودول البحر الأبيض المتوسط.‏معظم الدول.‏ وتسعى الاتفاقية كثير ًا إلى جذب انتباه اتمع الدولي إزاء رقة حالالعاملين المهاجرين وعدم احترام حقوقهم.‏إن حماية حقوق العاملين المهاجرين وخاصة أفراد أسرهم هي جوهر هذه الاتفاقية.‏كما أن الحق في تأسيس أسرة هو أحد الحقوق الأساسية للإنسان،‏ المعترف به دون قيدأو شرط على الصعيدين الدولي والوطني.‏ وقد وضعت معاهدتان كبيرتان أخريان،‏تتعلقان بحقوق الإنسان – بشكل واضح الحق في لم الشمل الأسري:‏ اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل لعام 1989 واتفاقية حماية حقوق جميع العاملين المهاجرينوأفراد أسرهم.‏1-1-1 اتفاقية حماية حقوق جميع العاملين المهاجرين وأفرادأسرهم لعام 1990إذا كان هناك عدة اتفاقيات دولية تمنح حقوق ًا للمهاجرين وتحميهم من جميع أشكالالاعتداء والتمييز،‏ فإن اتفاقية حماية جميع العاملين المهاجرين وأفراد أسرهم هيالأحدث والأكمل.‏ ولقد دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ (1 يوليو 2003) بعد 13عام ًا من اعتمادها من ق ِبل الأمم المتحدة (18 ديسمبر 1990). وهي المعاهدة الدوليةالأكثر شمولية فيما يتعلق بحقوق المهاجرين وأسرهم.‏ وهي تحدد معايير دوليةبشأن معاملة وظروف معيشة وحقوق هؤلاء العاملين،‏ أي ًا كان وضعهم؛ شرعي أوغير شرعي-‏ كما تضع التزامات ومسؤوليات دول الاستقبال.‏وتكفل الاتفاقية الحقوق الأساسية لجميع العاملين المهاجرين ‏-الحقوق المدنيةوالسياسية-‏ وتحمي المهاجرين ضد التعذيب والسخرة وتعمل على ضمان حقوقهمفي معاملة عادلة،‏ والأمن الشخصي وحرية الرأي والدين.‏ كما تعطي المهاجرينحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،‏ ولاسيما ما يتعلق بالرعاية الطبيةالطارئة وتعليم أطفال المهاجرين – وتمنح العاملين المهاجرين كذلك الحق فيالتقاضي المباشر ضد صاحب العمل وضد الدولة.‏ وهي تعتبر المصادرة التعسفيةلجوازات السفر وبطاقات هوية المهاجرين بمثابة جريمة جنائية.‏ وتدعو الاتفاقيةإلى تعاون أكبر بين الدول بشأن عودة المهاجرين غير الشرعيين وتنظيم الهجراتالعائدة.‏وتطالب الاتفاقية بتطبيق الحقوق الأساسية للعاملين المهاجرين وأفراد أسرهمواحترام الحريات الأساسية ، 2 كما تدين الاسترقاق والاستعباد والإلزام بالعمل سخرةأو قسر ًا ‏(المادة 11) وتضمن مقاضاة عادلة للعاملين المهاجرين وأفراد أسرهم . 3 وتنصحرية الفكر والضمير والدين ‏(المادة 12) والحق في اعتناق الآراء والتعبير عنها ‏(المادة 13).2 ‏(المواد من 16-20) يجب احترام الحق في المساواة مع رعايا الدولة المعنية أمام المحاكم بأنواعها ويحظر الطرد التعسفي3 للعاملين المهاجرين ‏(المادة 22).


113يوروميد للهجرة 2112 يوروميد للهجرة 2الاتفاقية على وجوب احترام شرف وكرامة العامل المهاجر تمام ًا كاحترام حياتهالخاصة التي تمتد إلى بيته وأسرته وجميع اتصالاته ومراسلاته ‏(المادة 41). كما تنصعلى وجوب ضمان مبدأ المساواة بين المهاجرين ورعايا دولة العمل 4 وكذلك الحق فيتحويل الدخول والحق في أن يتم إبلاغهم بمختلف الإجراءات والحقوق . 5وفيما يتعلق بالأسرة،‏ تتوجه المادة 44 إلى الدول الأطراف وتدعو إلى الاعتراف بالمعنىالاجتماعي للأسرة وحقها في الحماية من ق ِبل اتمع والدولة.‏ ويتعين على الدولإذ ًا » اتخاذ التدابير المناسبة لضمان حماية وحدة أسر العاملين المهاجرين».‏ ولا يزاللم الشمل الأسري يم ُ نح للعمال الشرعيين وعلاوة على ذلك،‏ تذكر المادة السابقةالتزامين للدول الأطراف:‏ » اتخاذ ما تراه مناسب ًا ويدخل في نطاق اختصاصها منتدابير رامية إلى تسيير لم شمل العاملين المهاجرين»‏ و«‏ النظر بشكل إيجابيولعتبارات إنسانية،‏ في حقوق الأفراد الآخرين من أسر العاملين المهاجرين في إعادةلم الشمل الأسري».‏ومع ذلك،‏ تدعو هذه الاتفاقية الكاملة كذلك إلى ملاحظتين:‏ الأولى تتعلق بعدمالتوقيع وعدم التصديق من ق ِبل العديد من الدول.‏ والثانية تخص الاهتمام الكبيرالمعطى للأسرة كمؤسسة وليس للعناصر المكونة للأسرة،‏ والتي منها المرأة.‏1. اتفاقية عام 1990 لم يتم التصديق عليها حتى الآن إلا من ق ِبل أربعين دولة تقريب ًاليس منهم أية دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ، 6 أي دولة من الخليجالفارسي ومن أمريكا الشمالية وأستراليا.‏ وهناك أسباب مختلفة تقدمها الدولوهي في هذه الحالة تشابه الأحكام الواردة في الصكوك الدولية الأخرى ومدىتعقيد ونطاق هذه الاتفاقية والالتزامات التي تفرضها على الدول التي صدقتعليها وعدم وجود تمييز بين المهاجر الشرعي وغير الشرعي.‏ وتعتبر بعض الدول أنالأحكام المتعلقة بعدم التمييز من شأنها أن تصعب إدخال برنامج الهجرة المؤقتالذي لم يكن يمنح المشاركين نفس حقوق العاملين الآخرين . 7 وبالنسبة لدول البحرالأبيض المتوسط،‏ فقد تم التصديق على هذه الاتفاقية من ق ِبل أربع دول هي مصر4 يجب أن يتمتع العمال المهاجرون بمعاملة لا تقل مراعاة على المعاملة التي تنطبق على رعايا دولة العمل من حيثالأجور وشروط العمل الأخرى ‏(أجر العمل الإضافي ، وساعات العمل وأيام الراحة الأسبوعية وأيام العطلة المدفوعةالأجر والسلامة والصحة وشروط إنهاء العقد والسن الدنيا والتقييدات المفروضة على العمل في المنزل،‏ ‏...إلخ‏(المادة 25). وتمتد المساواة بين المهاجرين ورعايا دولة العمل لتشمل أيض ً ا مزايا الضمان الاجتماعي ‏(المادة 27) وتلقي أيعناية طبية مطلوبة بصورة عاجلة ‏(المادة 28).5 للمهاجرين الحق في أن تبلغهم الدولة المعنية بحقوقهم الناجمة عن هذه الاتفاقية وبشروط السماح لهم بالدخولوكذلك بحقوقهم والتزاماتهم في هذه الدولة.‏ ويجب أن تكون تلك المعلومات متاحة للعمال المهاجرين مجان ًا وبلغةيستطيعون فهمها.‏ ‏(المادة 33).6 صوتت الحكومة الفلمنكية البلجيكية لصالح التصديق على هذا الصك من قبل بلجيكا في مايو 2005. وصوتتلجنة الس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة أيض ً ا لصالح هذا التصديق من خلال الإشعار C302/12/2004 في الأولمن يوليو 2004.7 اللجنة العالمية للهجرة الدولية .(GCIM) ص.‏ 62.في عام 1993 وسوريا في عام 2005 والمغرب في عام 1993 والجزائر في عام 2005.وهناك دراستان مثيرتان للاهتمام تحللان رفض الدول التصديق على هذه الاتفاقية.‏الأولى هي دراسة أجرتها اليونسكو في عام 2007، وتتناول الأسباب الرئيسية التيتقف حائلا ً أمام التصديق لدى 7 من دول الاتحاد الأوروبي:‏ فرنسا وألمانيا وإيطالياوالنرويج وبولندا وأسبانيا والمملكة المتحدة.‏ فعلى الصعيد القانوني،‏ تتركزالتحفظات من ناحية في الحد من سيادة الدولة ولاسيما التحكم في دخولأراضيها والخوف من كون هذه الاتفاقية تمنح الحق في لم الشمل الأسري لجميعالعاملين المقيمين بصفة شرعية.‏ وقد أجريت الدراسة الثانية من ق ِبل مركزتكافؤ الفرص ومكافحة العنصرية في بلجيكا في 2008. وهي تبدو كمرافعةللتصديق على هذه الاتفاقية التي يمكن أن تسهم بشكل مناسب في تلبيةالحاجة إلى إطار قانوني لهجرات شرعية جديدة.‏ وهي تشير إلى أن التصديق منشأنه أن يبرهن على أن السلطات البلجيكية مهتمة بالتوافق بين التشريعاتالمتعلقة بالإقامة من جهة والتشريعات المتعلقة بتشغيل الرعايا الأجانب منجهة أخرى.‏ إن فتح ساحة الهجرة الاقتصادية سيكون فرصة ممتازة لبلجيكا لأداءعمل ريادي بين دول الاتحاد الأوروبي في طريق التصديق.‏2. يشير مصطلح ‏«أفراد الأسرة»‏ إلى الأشخاص المتزوجين من عمال مهاجرين،‏أو الذين تربطهم بهم علاقة تنشأ عنها،‏ وفق ًا للقانون الساري - آثارمكافئة للزواج وكذلك أطفالهم المعالين وغيرهم من الأشخاص المعالينالذين ي ُعترف بهم أفراد ًا في الأسرة وفق ًا للتشريع المطبق أو الاتفاقاتالمطبقة الثنائية أو المتعددة الأطراف المبرمة بين الدول المعنية ‏(المادة 4).وتطالب الاتفاقية الدول بالاعتراف بأن الأسرة هي الوحدة الجماعية الطبيعيةوالأساسية للمجتمع وبأن من حقها أن تتوفر لها الحماية من ق ِبل اتمع والدولةولذا يجب على الدولة اتخاذ التدابير اللازمة لتيسير لم شمل العاملين المهاجرينبأزواجهم أو بالأشخاص الذين تربطهم بهم علاقات زواج أو نسب وأخير ًا السماحلأفراد أسر العاملين المهاجرين بالتمتع،‏ في دولة العمل،‏ بالمساواة في المعاملة معرعايا تلك الدولة في مجالات التعليم والتأهيل والحصول على الخدمات الاجتماعيةوالمشاركة الثقافية ‏(المادتان 45-44).لم تستخدم كلمات امرأة وزوجة ومهاجرة في الاتفاقية وهي تتناول حقوق الطفلوالأمور العامة المتعلقة بأفراد الأسرة.‏


115يوروميد للهجرة 2114 يوروميد للهجرة 2وتظل اتفاقية 1990 بمثابة الصك الأقوى لحماية العاملين المهاجرين وأفراد أسرهم.‏ولكننا نلاحظ أنه حتى الدول التي صدقت عليها لا تتمكن دائم ً ا من تنفيذها،‏خصوص ً ا بعد مرورهم من دول الهجرة إلى دول العبور والهجرة.‏وهناك هيئات أخرى أكثر قدم ًا في الأمم المتحدة تمسكت بالدفاع عن حقوق العاملينبصفة عامة وحقوق المهاجرين بصفة خاصة مثل منظمة العمل الدولية .(OIT)2-1 اتفاقيات منظمة العمل الدولية:‏ حماية قديمة للعاملينالمهاجرينتعرف الاتفاقية 143 لمنظمة العمل الدولية بشأن العاملين المهاجرين لعام 1975‏(المادة 11) العامل المهاجر بأنه » شخص يهاجر أو هاجر من بلد إلى بلد آخر بغيةشغل وظيفة ما بخلاف عمل لا يكون لحسابه الخاص؛ ويشمل ذلك أي شخص ي ُقبلقانون ًا بوصفة عاملا ً مهاجر ًا ». وهي فكرة نجدها في الاتفاقية الدولية لحماية حقوقجميع العاملين المهاجرين وأفراد أسرهم.‏إن حماية العاملين الذين يشغلون وظائف في بلد آخر غير بلدهم الأصلي كان دائم ً امحل اهتمام كبير لمنظمة العمل الدولية.‏ فهم الأشخاص الأكثر عرضة للاستغلالوعدم احترام حقوقهم،‏ لاسيما عندما يكونون في وضع غير شرعي.‏ أيض ً ا ، عملتهذه المنظمة،‏ منذ نشأتها-‏ على تحديد وكفالة حقوق العاملين المهاجرين عن طريقوضع نظام للمعايير الدولية للعمل تقدم في شكل اتفاقيات وتوصيات ومصنفاتللتوجيهات العملية.‏إن الصكين الرئيسيين لمنظمة العمل الدولية اللذين يتناولان بشكل خاص قضيةالمهاجرين هما:‏ الاتفاقية ‏(رقم 97) لهجرة العمل ‏(المعد ّ لة)‏ في عام 1949 والاتفاقية‏(رقم 143) بشأن الهجرة في ظروف تعسفية وترقية المساواة في الفرص والمعاملةللعاملين المهاجرين،‏ 1975. وهناك اتفاقيات أخرى لمنظمة العمل الدولية تتناولالمساواة في المعاملة (1925، 1962) وشروط العمل (1949) والأجور (1949، 1970)والمشاورات الثلاثية (1976) وسلامة وصحة العاملين (1981) وحماية الأمومة (2000)والسلامة والصحة على الترتيب في مجالي التعدين والزراعة (1995، 2001).إن نصوص منظمة العمل الدولية واضحة عندما يتعلق الأمر بحماية أسر المهاجرين.‏وتبقى هذه النصوص نفسها غير واضحة فيما يتعلق بالهجرة النسائية وحمايةحقوق النساء.‏ ومع ذلك،‏ فإن استخدام مفردات نوع الجنس كان ملموس ً ا في وثائق1949 و‎1975‎‏.‏ وهكذا،‏ تشير المادة 6 من الاتفاقية رقم 97 إلى عدم التمييز حسبالجنس.‏وفي التوصية رقم 86، الفقرة (3)، 15 نجد أنها تتحدث أكثر عن قضية الأسرة »يشمل أفراد أسرة العامل المهاجر زوجته وأولاده القصر».‏إنها الاتفاقية ج 183 بشأن حماية الأمومة لعام 2000 8 وهي التي تتناول بوضوحالمشكلة والحقوق المتعلقة بالصحة الإنجابية للنساء العاملات بشكل عام ويجبأن تطبق في المقام الأول على جميع النساء اللواتي لديهن عمل،‏ مهاجرات أو غيرمهاجرات.‏ وهي تحرص على ضمان حمايتهن أثناء الحمل وبعد الولادة وفي فترةالرضاعة وتحظر أي عمل يضر بصحتهن أو صحة أطفالهن وأي تسريح من العملبسبب الحمل أو بسبب أمراض متعلقة.‏ويبين الجدول التالي كيف أن الكثير من دول الاتحاد الأوروبي لم تصدق بعد ُ علىالاتفاقيات 97 و‎143‎ لمنظمة العمل الدولية،‏ بعد خمسين عام ًا من اعتمادها.‏9التصديق على الاتفاقيات رقم 97 ورقم 143 من ق ِبل الدول الأوروبيةالدولةألمانياالنمسابلجيكاأسبانيافرنسااليونانإيطالياهولنداالمملكة المتحدةتاريخ التصديق علىالاتفاقية رقم 971959لم تصدق195319671954لم تصدق1952تاريخ التصديق علىالاتفاقية رقم 143لم تصدقلم تصدقلم تصدقلم تصدقلم تصدقلم تصدق198119521951لم تصدقلم تصدق8 اتفاقية معنية بتنقيح الاتفاقية ‏(المنقحة)‏ بشأن حماية الأمومة،‏ 1952 ‏(المعتمدة في 2000-06-15 ودخلت حيز النفاذفي 2002-02-7).9 تقرير الهجرة الدولية 2006. ملفات حسب الدولة أو المنطقة.‏ إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأممالمتحدة،‏ قسم السكان.‏


117يوروميد للهجرة 2116 يوروميد للهجرة 2التصديق على الاتفاقيات رقم 97 ورقم 143 من ق ِبل دول البحر الأبيض10المتوسطالدولةالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغربسورياالمقاطعات الفلسطينيةتونستاريخ التصديق علىالاتفاقية رقم 971962لم تصدق1953لم تصدقلم تصدقلم تصدقلم تصدق-لم تصدقتاريخ التصديق علىالاتفاقية رقم 143لم تصدقلم تصدقلم تصدقلم تصدقلم تصدقلم تصدقلم تصدق-لم تصدق2. الترسانة القانونية الإقليمية:‏ الدول الأوروبية ودولالبحر الأبيض المتوسطجاء إعداد تشريع حول الهجرة بصورة تدريجية،‏ حيث إنه قد ظل لفترة طويلة حكر ًاعلى الاتفاقات المبرمة بين الدول قبل أن يأخذ طابع ً ا إقليمي ًا.‏ وقد لجأت دول البحرالأبيض المتوسط إلى اتفاقيات ثنائية للأيدي العاملة،‏ سواء كان ذلك مع الدولالعربية الأخرى أو مع الدول الأوروبية.‏ وقد لعبت المنظمة العربية للعمل دور ًا هام ًافي تعزيز حقوق العاملين المهاجرين بين دول المنطقة.‏10 المرجع السابق.‏1-2 السياسة الأوروبية المشتركة للهجرةفي اتحاد تلاشت الحدود فيه،‏ أصبح التنسيق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فيإدارة تدفقات الهجرة أمر ًا ضروري ًا.‏ ولذلك يبدو من الضروري تحديد الشروط المشتركةللدخول في منطقة ال شينغن.‏لقد كان وضع الهجرة في الاعتبار على جدول أعمال سياسات الاتحاد الأوروبي،‏من معاهدة روما،‏ إلى اعتماد الوثيقة الأوربية الموحدة التي تحدد مساحة أوروبيةمشتركة بلا حدود.‏ وفي عام 1992، جعلت معاهدة ماستريخت من حرية الحركةوالإقامة والعمل أحد السمات الأساسية للمواطنة الأوروبية ‏(المادة 8)، مع التمييزبين الأوروبيين من الجماعات الأوربية ومن غيرها.‏ وفي عام 1997، أدرجت معاهدةأمستردام ‏«اكتساب ال شينغن»‏ في معاهدة الاتحاد الأوروبي ونصت على تقديماللجوء والهجرة من الركن الثالث الحكومي الدولي إلى الركن الأول المشترك.‏وقد قام زعماء الاتحاد الأوروبي،‏ أثناء انعقاد الس الأوروبي في أكتوبر 1999 فيتامبيري ‏(فنلندا)-‏ بتحديد المبادئ الأساسية لسياسة مشتركة للاتحاد الأوروبيبشأن الهجرة.‏ ومنذ تلك القمة،‏ هناك ثلاثة مبادئ متكررة تثبت عزم الس الأوروبيعلى ضمان عمل إدارة أفضل لتدفقات الهجرة،‏ لتقيم بذلك سياسة شاملة تأخذفي الاعتبار كل من دولة المقصد ودولة المنشأ ودول العبور.‏ وتركز تلك المبادئ أكثرفأكثر على إيجاد تعاون وثيق بين الشركاء من أجل :• تطوير الهجرة الشرعية من خلال اندماج رعايا الدول الأخرى في دول الاستقبال،‏• مكافحة الهجرة غير الشرعية• الربط بين الهجرة والتنميةوقد تم بناء هذا المنظور تدريجي ًا من ق ِبل الدول الأعضاء وأصبح أمر ًا ثابت ًا خلالاجتماعاتها وقممها ومجالسها؛ منظر متكامل وشامل ومتوازن يهدف إلى تعزيزوتعميق،‏ بطريقة جامعة ومتوازنة،‏ التعاون والحوار الدوليين مع دول منشأ وعبورالهجرات.‏ وقد حدد برنامج لاهاي،‏ المعتمد خلال انعقاد الس الأوروبي في نوفمبر2004- الأولويات العشر التي تركز الثلاث الأولى منها على تعزيز الحقوق الأساسيةوالمواطنة ومكافحة الإرهاب وتحديد نهج متوازن للهجرة.‏إن الس الأوروبي المنعقد في بروكسل 15 و‎16‎ ديسمبر 2005 قد أكد على ضرورةوضع مقاربة متوازنة وشاملة ومترابطة،‏ تشمل سياسات تهدف إلى مكافحةالهجرة غير الشرعية وتسمح بإقامة تعاون مع الدول الأخرى،‏ مما يم ُ كن من جني


119يوروميد للهجرة 2118 يوروميد للهجرة 2فوائد من الهجرة الشرعية.‏ ويرى الس أنه من المهم مجابهة الأسباب الجذريةللهجرة،‏ فعلى سبيل المثال إيجاد سبل للعيش والقضاء على الفقر في دول ومناطقالمنشأ وفتح الأسواق والعمل من أجل النمو الاقتصادي والحوكمة الرشيدة والدفاععن حقوق الإنسان.‏وقد أشار الس الأوروبي،‏ المنعقد في لوكسمبورج بتاريخ 16 يونيو 2008، إلى أنهيجب أن يكون من أهداف التحركات ذات الأولوية في مجال الهجرة تعزيز الصلات بينالهجرة والتنمية وذلك بتسهيل مشاركة المهاجرين في تنمية بلدانهم الأصلية.‏كما تلمس الحلول الموصى بها كذلك التحويلات المالية وتكلفة إرسالها وترقيةاستخدام التحويلات المالية من أجل أغراض تنموية ‏(تنمية القروض الصغيرة ودعمالمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتعاون مع أفراد مجتمع المغتربين من أجل تعزيزإسهامهم وتحسين الاستثمارات التي تتم لأغراض تنموية في دول المنشأ).‏ ولقدكانت مسألة هجرة الكفاءات أيض ً ا على جدول الأعمال من خلال قضية الهروبوالكسب وتبديد العقول.‏ولدعم هذه الأحكام والقرارات،‏ ثمة برامج ينبغي تنفيذها وفي هذا الإطار وضعتالمفوضية الأوروبية وأطلقت عدة مشروعات للمساعدة بالتعاون مع مختلفالمنظمات الدولية وبتمويل من برنامج إينياس (AENEAS) بشكل خاص وذلك في إطارالمبادرة الأوروبية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان.‏ كذلك،‏ بالإضافة إلى البرنامجالإطاري ‏«التضامن وإدارة تدفقات الهجرة»‏ للفترة 2013-2007 والبرنامج الموضوعيللتعاون مع الدول الأخرى فيما يتعلق بالهجرة واللجوء،‏ منحت المفوضية تمويلاتكبيرة لوكالة فرونتكس (Frontex) (285.1 مليون يورو)‏ لتنفيذ نظم المعلومات علىنطاق واسع (900 مليون يورو)‏ ولإنشاء مرصد أوروبي للهجرات (62.3 مليون يورو).‏وضع الاتحاد الأوروبي توجيهين هامين فيما يتعلق بإدارة تدفقات الهجرة.‏ وي ُعد توجيه‏«العودة»‏ ‏(التوجيه ‎115/2008‎‏/المفوضية الأوروبية،‏ الصادر من البرلمان الأوروبي والسفي 16 ديسمبر 2008 بشأن المعايير والإجراءات المشتركة المطبقة في الدول الأعضاءلعودة رعايا الدول الأخرى المقيمين بصورة غير شرعية ( 11 بمثابة صك يهدف في المقامالأول إلى عودة المهاجرين غير الشرعيين.‏ وهو بهذا يضفي الشرعية،‏ من ناحية،‏ علىاتفاقات تجديد القبول وكل الترسانة القانونية وعلى لوجستيات ومساعي فرونتكس(Frontex) لمنع وصول المهاجرين غير الشرعيين إلى الأراضي الأوروبية ومن ناحية أخرى،‏على الاستعانة بإجراءات وضوابط خارجية.‏ إن احتجاز غير الشرعيين سوف يصبحالنظام الطبيعي لإدارة الهجرة في أوروبا وسوف يصبح ظهور مخيمات وأماكنللاحتجاز في أوروبا مظهر ًا من مظاهر سياسة شاملة لإبعاد الأجانب غير الشرعيين.‏وإلى جانب هذا التوجيه الملزم بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين وتنفيذ سياسةالردع تلك،‏ يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد سبل شرعية لتشجيع هجرة الكفاءاتالتي يحتاج إليها.‏ وهكذا،‏ ثمة توجيه كانت تتم مناقشته منذ عام 2007 وصدر فيمايو 2009 بشأن » البطاقة الزرقاء « ‏(توجيه ‎50/2009‎‏/المفوضية الأوروبية الصادر عنالس في 25 مايو 2009 بشأن شروط دخول وإقامة رعايا الدول الخارجة عن الاتحادالأوروبي بغرض شغل وظائف عالية المهارة)‏ 12 وهو بمثابة المبادرة السياسية الرئيسيةللاتحاد الأوروبي في العالم لهجرة ذوي المهارات العالية.‏ وفي أواخر نوفمبر 2009،أعطى البرلمان الأوروبي الضوء الأخضر لهذا المفتاح السحري الجديد للأجانب ‏«منالعمالة الماهرة».‏وتعد هذه البطاقة الزرقاء،‏ المنشأة على غرار بطاقة ال card» « Green الأمريكية،‏بمثابة تصريح يخول لحامله الإقامة والعمل بصورة شرعية في أراضي الاتحاد الأوروبيوالذهاب إلى أحد الدول الأعضاء الأخرى ليشغل فيها وظيفة تتطلب درجة عاليةمن الكفاءة وفق ًا للأحكام المنصوص عليها في التوجيه.‏ كما تهدف تلك البطاقةإلى جذب ما يصل إلى 20 مليون ًا من العمالة الماهرة من الدول الأخرى خارج الاتحادالأوروبي.‏ ويبدو مثال المغرب العربي،‏ كما بينت ذلك النائبة الأوروبية إيوا كلامتEwa) -(Klamt معبر للغاية مع ٪50 من المهاجرين المهرة الذين يذهبون إلى كنداأو الولايات المتحدة،‏ مقابل ٪5.5 فقط إلى أوروبا.‏ وسوف تتيح هذه الباقة التنافسمع الولايات المتحدة الأمريكية التي تجذب معظم المهرة من الدول الأخرى ومكافحةالهجرة غير الشرعية . 13بيد أن المزايا التي تمنحها البطاقة الزرقاء للمرشح الحاصل على مؤهل لا تزال مزاياأولية بالمقارنة مع تلك التي تقدمها البطاقة الخضراء.‏ويعد لهذا التوجيه طابع متلون،‏ حيث إن الدول الأعضاء تحفظ بقدرتها على قبولأو عدم قبول المتقدم للحصول على البطاقة الزرقاء،‏ بحسب وضع سوق العملالقومي . 142-2 دول البحر الأبيض المتوسط:‏ سياسة هجرة تتمحور حولالعملبالنسبة لدول البحر الأبيض المتوسط،‏ كانت الهجرة لسنوات طويلة موضوع ًاللنقاش في المباحثات بين مختلف دول جنوب المتوسط.‏ وهكذا تم تطوير ترسانةhttp://eur-lex.europa.eu/JOIndex.do?ihmlang=fr 12ماري-‏ مارتين بوكينس Buckens) .(Marie-Martine ‏«بطاقة زرقاء»‏ لعقول العالم الثالث.‏ مجلة ،Le Courrier ACP13 العدد التاسع.‏هيلين زويك (16 Zwick)- Hélène أبريل 2009. البطاقة الزرقاء،‏ محاولة أوروبية لهجرة منتقاة.‏14 http://eur-lex.europa.eu/JOIndex.do?ihmlang=fr 11


121يوروميد للهجرة 2120 يوروميد للهجرة 2قانونية قوية بين دول البحر الأبيض المتوسط والدول العربية البترولية.‏ وفي هذاالإطار،‏ تسعى الاتفاقات التي تمت الموافقة عليها من ق ِبل الجامعة العربية لتنظيمالهجرة من خلال اتفاقات ثنائية حول هجرة العمل.‏ وقد اعتمدت منظمة العملالعربية ،(OAT) والتي أسسها وزراء العمل العرب في عام 1965، الميثاق العربيللعمل في عام 1968 الذي يحتوي على بنود تضمن الحقوق الأساسية للعاملينالمهاجرين.‏ ويعد هذا الميثاق بداية التعاون العربي من أجل تجانس القوانين المتعلقةبالعمل والضمان الاجتماعي.‏ولقد صدقت دول المغرب العربي الثلاث على الميثاق في عام 1974. واعتمد المؤتمرالسنوي لمنظمة العمل العربية،‏ الذي انعقد في الجزائر ‏(فبراير 2005)، بيان ًا بشأنالمهاجرين.‏ إن هذا الاهتمام ليس بجديد،‏ ففي السابق في عام 1965، اعتمد مجلسالوحدة الاقتصادية العربية قرار ًا لتسهيل تحرك المواطنين العرب بين مختلف دولالمنطقة.‏ وقد التزمت الدول حتى بتشجيع تشغيل المواطنين من مختلف الدولالعربية الأخرى المتواجدين على أراضيها وذلك بإلغاء تأشيرات الدخول بين دول السوبتجديد تصريح الإقامة عند انتهاء صلاحية رخصة العمل.‏وقد أنشأ الس أيض ً ا لجنة،‏ بالتعاون مع منظمة العمل العربية،‏ مسؤولة عنتحركات العاملين بين الدول العربية.‏ وأوصت هذه اللجنة الدول المعنية بالتصديقعلى اتفاقيات هجرة العمل،‏ مؤكدة تعهداتها بحماية العاملين المهاجرين وتشجيعهذه الحركات متيحين للأسر إمكانية لم الشمل والتعليم الأولي ّ للأطفال،‏ معضمان الحريات الأساسية للعاملين التي تتعلق بمتطلبات التنمية الاقتصادية . 15إن الاتفاقيات العربية للعمل الخاصة بمنظمة العمل العربية متعددة وتسعى إلىضمان الحقوق الأساسية للمهاجرين العرب في الدول العربية وإلى تنظيم تحركاتالأفراد بين دول المنطقة.‏ ويعد الهدف من الاتفاقية رقم 2 لعام 1967 بشأن حركةالعمالة هو تسهيل حركة العاملين من دولة إلى أخرى وذلك بأن تضمن للعاملينالمهاجرين نفس الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها مواطنو دولة العمل،‏ لاسيما فيالجوانب المتعلقة بحماية العمل ‏(ساعات العمل والتعويضات بعد التسريح عنالعمل والضمان الاجتماعي).‏وسوف تكون حرية تحركات العاملين بين الدول العربية بمثابة الوسيلة المناسبةلتعزيز الوحدة العربية.‏ وفي هذا السياق،‏ جاءت الاتفاقية رقم 4 لعام 1975 بشأنتحركات العاملين وهي تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق هذه الوحدة العربية عنطريق حث كل دولة على اعتماد سياسة،‏ قصيرة أو طويلة المدى،‏ للهجرة تتوافق15 محمد صائب موزيت Musette) (Mohamed Saïb بالتعاون مع مونيا بنجميا Benjemia) ،(Monia خديجة المدمادElmadmad) (Khadija وعزوز كردون Kerdoun) .(Azzouz تقرير عن التشريع المعني بالهجرة الدولية في المغربالأوسط.‏ تقرير منظمة العمل الدولية.‏ 2006. ص.‏ 26.مع متطلباتها الاجتماعية-‏ الاقتصادية.‏ كما تشمل الاتفاقية الحق في لم الشملالأسري وتؤمن تصاريح إقامة لأفراد أسرة المهاجر.‏ولم يلبث تنظيم هجرة الكفاءات إلا أن جذب انتباه صانعي القرار العرب.‏ فقد ذكرتالاتفاقية رقم 9 لعام 1977 والتوصية رقم 2 لعام 1977 بشأن تأهيل العاملين،‏إلى الحاجة إلى جذب العاملين وتوظيف القدرات الشابة والكفاءات العربية وذلكلمواجهة نقص العاملين المهرة في الدول العربية.‏ وثمة بيان للمجلس الاقتصاديوالاجتماعي لجامعة الدول العربية في عام 1984 يضمن للعاملين المهاجرين وأسرهمنفس الحقوق التي يتمتع بها مواطنو دولة العمل ويضمن أفضل وأنسب الظروفلعودة الكفاءات إلى بلدانها الأصلية.‏ويمكننا أن نؤكد أنه ليست النصوص والاتفاقيات والمعاهدات هي التي يفتقرهاالعالم العربي وأن صكوك حماية العاملين المهاجرين موجودة ولكن غالب ًا ما لا يتمالتصديق عليها 16 من جانب العديد من الدول العربية والتي منها الدول المستوردةللأيدي العاملة.‏ ولا يم ُ كن لهذه الاتفاقيات التي لم يتم تنفيذها أن تضمن حمايةالعاملين المهاجرين وأفراد أسرهم.‏في الواقع،‏ تنص المعاهدة المنشئة لاتحاد المغرب العربي (UMA) في عام 1989 فيمادتها الثانية على أن دول المغرب العربي يجب أن تعمل مع ً ا وأن تسعى تدريجي ًالتحقيق حرية تنقل الأشخاص والخدمات والبضائع ورؤوس الأموال ولكن هذه المادةظلت حبر ًا على ورق.‏ في الحقيقة،‏ ليس هناك بعد أية اتفاقية أو معاهدة تتناولقضية الهجرة قد رأت النور حتى الآن.‏ وتظل التصريحات الطموحة لاتحاد المغربالعربي بشأن تحقيق التكامل بين دول المغرب العربي مكبلة بقضايا ذات طابعسياسي.‏وقد سمح اتفاق أغادير المصدق عليه في فبراير 2004 من ق ِبل أربعة من دول البحرالأبيض المتوسط - وهي المغرب وتونس ومصر والأردن-‏ بإنشاء منطقة عربية للتجارةالحرة (ZALE) بشكل أفقي بين هذه الدول الأربع من دول البحر الأبيض المتوسط والتيالتحقت بها في وقت لاحق دول ٌ أخرى.‏ وتعد هذه المنطقة للتجارة الحرة بمثابة سوقل 100 مليون مستهلك.‏ ويهدف هذا الاتفاق إلى التكامل الإقليمي على الصعيدالاقتصادي دون اهتمام كبير بقضية تحركات الأفراد.‏16 إن جميع هذه الاتفاقات لم يتم التصديق عليها من ق ِبل دول المغرب العربي،‏ باستثناء الاتفاقية رقم 14 لعام 1981المتعلقة بحق العاملين العرب في الضمان الاجتماعي والتي صدقت عليها المغرب في عام 1993. محمد صائب موزيتMusette) ،(Mohamed Saïb مرجع سابق.‏


وعند النظر في استراتيجيات الدول العربية ولاسيما حكومات دول البحر الأبيضالمتوسط،‏ بشأن الهجرة،‏ نلاحظ طابعها النفعي والمنهجي،‏ الذي تعد نتائجه مفيدةجد ًا للبلاد.‏سياسات الهجرة:‏ استراتيجيات حكومات دول البحر الأبيض المتوسط فيما17يتعلق بالهجرةالجزائرمصرإسرائيلوضع اتفاقات ثنائية لإدارة أفضل لهجرة العمل؛تعزيز الروابط مع جزائري المهجر؛حشد الكفاءات والقدرات.‏حماية الجالية الجزائرية في الخارج.‏إعداد سياسات وخطط عمل لتسهيل وتشجيع خطط هجرة ناجحة؛مساعدة الجالية المصرية في الخارج وتشجيعهم على تأسيس رابطات؛توفير المادة الثقافية والإعلامية للجالية في الخارج للحفاظ علىالروابط مع بلد المنشأ؛الاستفادة من الإمكانات البشرية في الخارج في مجال التنميةوالتكنولوجيا؛تشجيع التحويلات؛إنشاء قاعدة بيانات عن المصريين في الخارج وعن سوق الهجرة وعنتشريع الهجرة في دول المقصد؛القيام بوضع اتفاقات ثنائية لإدارة هجرة العمل.‏تسهيل هجرة ناجحة؛إنشاء وتعزيز العلاقات بين إسرائيل والمهجر؛وضع اتفاقات ثنائية بشأن الهجرة الاقتصادية17 اتحاد البحوث التطبيقية للهجرة الدولية ،(CARIM) تقرير الهجرة المتوسطية 2009-2008. الصفحات 531-521.الأردنلبنانالمغربسورياتسهيل هجرة أردنية ناجحة؛وضع سياسات تهدف إلى تأمين الضمان الاجتماعي،‏ الصحة وحمايةالحقوق الإنسانية للأردنيين المهاجرين؛وضع اتفاقات ثنائية تنظم هجرة العمل؛إنشاء الروابط مع أردنيي ِّ المهجر وتشجيع التحويلات؛إعداد سياسات العودة.‏تشجيع وتعزيز الروابط مع لبناني ِّ المهجر؛توطيد الصلات السلمية بين مختلف الجماعات الطائفية اللبنانية،‏المقيمة في الخارج من خلال سياسة للوفاق؛تشجيع اللبنانيين في الخارج على تكوين رابطات؛الاستفادة من الإمكانات البشرية في الخارج في مجال التنميةوالتكنولوجيا؛تشجيع التحويلات؛تشجيع اللبنانيين على العودة بانتظام إلى البلاد.‏تطوير سياسات لهجرة ناجحة؛تعزيز العلاقات بين المغاربة والمهجر؛إقامة رابطات وإنشاء مؤسسات لتعزيز العلاقات السياسية والثقافيةمع المهجر؛النظر في خطط العمل فيما يتعلق بالاندماج الاجتماعي-‏ الاقتصادي،‏الثقافي والسياسي؛النظر في شراكات إقليمية ودولية يكون فيها المهاجرون المغربيون جز ٌءأصيل ٌ ؛توقيع اتفاقيات ثنائية بشأن الهجرة الاقتصادية.‏وضع سياسات بشأن الهجرة السورية.‏ترسيخ العلاقات مع المهجر.‏تشجيع التحويلات؛الاستفادة من إمكانات السوريين في الخارج في مجال التنميةوالتكنولوجيا.‏123يوروميد للهجرة 2122 يوروميد للهجرة 2


125يوروميد للهجرة 2124 يوروميد للهجرة 2الأراضي الفلسطينيةتونستوضيح الروابط بين فلسطينيي المهجر ووضع تصور للدولةالفلسطينية في المستقبل؛وضع سياسات الحكومة فيما يتعلق بلم الشمل الأسري؛وضع سياسات الحكومة فيما يتعلق بعودة المغتربين؛وضع سياسات بشأن التشغيل وهجرة العمل.‏تعزيز العلاقات مع تونسيي َ المهجر؛الاستفادة من الإمكانات التونسية في الخارج في مجالات التعليمالعالي والبحث العلمي والتكنولوجيا؛وضع سلسلة تحركات مع المهاجرين في اال الثقافي؛المساعدة على اندماج أفضل للمهاجرين في دول الاستقبال؛تشجيع التحويلات؛وضع اتفاقات ثنائية بشأن الهجرة الاقتصادية؛وضع خطط عمل ينظر من خلالها إلى الهجرة باعتبارها جزء لا يتجزأمن عملية التعاون مع الاتحاد الأوروبي.‏ويكمن اهتمام دول البحر الأبيض المتوسط الذي يظهر من هذا الجدول في:‏- تنفيذ اتفاقات ثنائية مع الدول المستقبلة وخطط عمل وسياسات رامية إلىتسهيل وتشجيع الهجرة في ظل ظروف مواتية.‏- تعزيز العلاقات مع مغتربيها في الخارج وتشجيعهم على التجمع في اتحاداتورابطات للدفاع عن مصالحهم في دول الاستقبال وتسهيل الاتصال مع دولالمنشأ.‏ ويكمن الاهتمام الذي يتم إعطاؤه للمغتربين في مساهمتهم في تنميةدول المنشأ عن طريق إرسال التحويلات وعن طريق تعبئة القدرات والكفاءاتلخدمتهم.‏- الاستفادة من إمكانات المهاجرين في االين التقني والعلمي.‏- اندماج المهاجرين في دول الاستقبال،‏ أو إقامة شراكات إقليمية ودولية يكون فيهاالمهاجرون جزء ٌ أصيل ٌ والتي لم يتم ذكرها إلا من ق ِبل المغرب.‏3. الهجرة في الاتفاقات المبرمة بين الاتحاد الأوروبي ودولالبحر الأبيض المتوسطإن اتفاقات الأعوام 1960 بين المفوضية الأوروبية ودول المغرب العربي من ناحيةواتفاقات التعاون مع مختلف دول البحر الأبيض المتوسط (1975 18 و‎1976‎ و‎1977‎‏)،‏في إطار المقاربة الشاملة المتوسطية-‏ كانت تهدف إلى تعزيز التبادلات التجاريةبين الجماعة الاقتصادية الأوروبية ودول جنوب البحر الأبيض المتوسط وتعزيز التنميةالزراعية والصناعية وضخ الموارد المالية في هذه الدول في صورة مساعدات أو قروض . 19وتتطرق هذه الاتفاقات أيض ً ا إلى ‏«حقوق العاملين المهاجرين،‏ مؤمنة لهم معاملة لاتقوم على التمييز فيما يتعلق بظروف العمل والأجور والرعاية الاجتماعية ». 20إن اتفاقيات التعاون لا تتناول قضية الهجرة نفسها،‏ حيث إن هذه القضية هيموضع اتفاقات خاصة ‏«اتفاقات الأيدي العاملة»‏ موقعة بين دول المغرب العربي بعداستقلالها والدول الأوروبية الكبرى التي منها فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا.‏ ولمتظهر القضايا المتعلقة بالهجرة في علاقتها بالتنمية إلا مؤخر ًا حتى بعد مؤتمربرشلونة وبعد نضوج طويل لسياسة الهجرة داخل الاتحاد الأوروبي.‏وفي اتفاقيات الشراكة الموقعة مع مختلف الشركاء،‏ تظهر الهجرة دائم ً ا فيالشق الثالث.‏ لقد تم تعيين مبادئ عدم التمييز والحقوق الاجتماعية للعاملين منرعايا الدول الأخرى وهناك حوار منتظم يجب أن يقوم بشكل أساسي على حركةالعاملين وظروف عمل الجاليات المهاجرة والهجرة غير الشرعية.‏ويعترف إعلان برشلونة بالدور الهام الذي تلعبه الهجرات في العلاقات بين شمالوجنوب البحر الأبيض المتوسط ويدعو إلى تطوير التعاون بين الضفتين للحد منضغوط الهجرة عبر برامج للتأهيل المهني والمساعدة في خلق فرص عمل.‏ كمايتناول هذا الإعلان الهجرة في أبعادها الثلاثة،‏ دون أن يتحدث بشكل خاص عن هجرةالنساء.‏ ومع ذلك،‏ فإن قضية النهوض بالمرأة في دول البحر الأبيض المتوسط تبقىجوهرية ومحلا ً للمباحثات في المؤتمرات الأورومتوسطية.‏ ويلاحظ،‏ مع ذلك،‏ أنه بعدخمسة عشر عام ًا من إطلاق عملية برشلونة (1995) شهد وضع النساء في دولالبحر الأبيض المتوسط تغييرات عميقة ناجمة عن الضغوط الداخلية ‏(دقرطة18 تم توقيع اتفاقات التعاون بين الجماعة الاقتصادية الأوروبية ودول جنوب البحر الأبيض المتوسط مع إسرائيل (1975)وتونس والجزائر والمغرب في 1976 ومصر وسوريا والأردن ولبنان في 1977.19 بشارة خضر (2001) Khader) .(Bishara الشراكة الأوروبية-‏ المتوسطية:‏ عملية برشلونة،‏ كنه الإشكالية.‏ في:‏ بشارةخضر (2001). ‏(س/‏ د).‏ الشراكة الأوروبية-‏ المتوسطية المرئية من الجنوب.‏ دار نشر:‏،Harmattan .2001 الصفحات.‏ ،39-13 ص.‏ .1520 بشير حمدوش Hamdouch) .(Bachir الهجرة في الشراكة الأوروبية-‏ المغاربية.‏ في:‏ بشارة خضر،‏ مرجع سابق،‏الصفحات 147-133، ص.‏ 134.


127يوروميد للهجرة 2126 يوروميد للهجرة 2المؤسسات وتطوير اتمع المدني والمطالبات بدعم النساء)‏ والخارجية ‏(الأمم المتحدةوالبنك الدولي والاتحاد الأوروبي والعمليات الأورومتوسطية).‏ولم يسفر التقاء الجهود لاستعادة المساواة بين الرجل والمرأة عن نتائجه المنتظرة-‏حتى في أوروبا-‏ حتى ولو فيما يتعلق بالعمل والأجور والمشاركة السياسية وتقاسمالمهام في المنزل.‏ وينص مؤتمر يوروميد المنعقد في نوفمبر 2005 حول النساء 21 فيبيانه الختامي على أن » النساء في المنطقة الأورومتوسطية تواجه صعوبات فيالتمتع بحقوقهن وأن حقوق النساء تعد هشة،‏ قابلة للتفاوض وضعيفة.‏ كما أنأحد العوامل المحددة هو النظام البطريركي الذي يمس أيض ً ا الشمال،‏ في الهياكلالاجتماعية،‏ الاقتصادية والسياسية.‏ ومع ذلك،‏ يجب علينا أن نجد قواسم مشتركةتتجاوز الجدل الوهمي بين الحقوق العالمية والثقافة.‏ إن عالمية حقوق الإنسان ليستقابلة للنقاش،‏ حتى لو كانت الاختلافات الثقافية يجب أن تؤخذ في الاعتبار وهيبذلك لا تستطيع كبح حقوق الإنسان ».وبشأن قضية الهجرة،‏ يؤكد البيان على كون » قضية الهجرة تحتل مكانة مركزيةفي الشراكة الأوروبية المتوسطية ويجب إذن كذلك دمج منظور النوع ». وبما أننانتحدث عن قضية سياسية،‏ فلم يذكر إلا أن %50 من تدفقات الهجرة هي منالنساء وأن النساء يخضعن بالفعل لعملية تهميش شديدة.‏ويعد الاهتمام بهجرة النساء أمر ًا ظرفي ًا،‏ حيث إنه يرتبط ببقاء المؤتمر الأوروبيالمتوسطي حول النساء ويظل توجه مؤتمرات الشراكة الأورومتوسطية في إدارةعملية الهجرة في مجملها.‏ زد على ذلك،‏ أن قضية الهجرة لا تزال على جدول أعمالالمؤتمرات الأورومتوسطية ويتم تناولها دائم ً ا في أبعادها الشرعية وغير الشرعيةوالهجرة والتنمية.‏واعتبار ًا من عام 2005 وفي سياق اتسم بتدفق متزايد للمهاجرين غير الشرعيينالذين ينحدرون من جنوب الصحراء إلى أوروبا،‏ أطلق الاتحاد الأوروبي خطوة جديدةفي التعرض لقضية الهجرة مع الشركاء الجنوب متوسطيين والأفارقة في آنواحد.‏ وتهدف العملية التي بدأت في الرباط،‏ في يوليو - 22 2006 إلى إقامة شراكةوثيقة بين دولة المنشأ والعبور والمقصد،‏ من أجل إيجاد حل دائم لمشكلة السيطرةعلى تدفقات الهجرة على طول طريق الهجرة الغرب إفريقي.‏ وهو حل يجب أنيستند على حوار منتظم وعلى تعاون فعال وإجرائي بين مختلف الشركاء.‏وسيكون لديه كأساس منظور متوازن يجمع بين السعى لتحقيق التضافر بينالهجرة والتنمية وتنظيم الهجرة الشرعية ومكافحة الهجرة غير الشرعية.‏برشلونة 10+ 25-24 نوفمبر .200521 بناء ً على مبادرة خاصة من أسبانيا والمغرب وفرنسا،‏ اجتمع ممثلو 58 دولة من أوروبا وإفريقيا في 10 و‎11‎ يوليو بالرباط،‏22 المغرب،‏ حول موضوع الهجرة،‏ خاصة مكافحة الهجرة غير الشرعية.‏إن التعاون فيما يتعلق بالهجرة في الإطار الأورومتوسطي قد توسع ليشملالدول الرئيسية المصد ِّرة للمهاجرين وخاصة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.‏ إنالأولوية التي يتم إعطاؤها للحوار والتشاور بين دول المنشأ والعبور والمقصد،‏ تعززالمنظور الشامل الذي اعتمده الاتحاد الأوروبي.‏ وفي الواقع،‏ ترتبط مكافحة الهجرةغير الشرعية وسياسات التنمية المشتركة بعضها البعض في سياسات الهجرةالجديدة.‏ كما أن سياسات المراقبة هي التي تتمتع بحشد للسبل الدبلوماسية‏(الضغط على دول العبور)‏ واللوجستية ‏(الدوريات)‏ والفنية ‏(المساعد على تحسينالقدرات الفنية لمراقبة دول العبور)‏ والمالية ‏(المساعدات لدول العبور).‏وفيما يتعلق بدعم التنمية في دول المنشأ،‏ تعلن السياسة الأوروبية عن رغبتها فيتعزيز سياسات المساعدة الإنمائية في محاولة لتقليل ضغوط الهجرة.‏ ومع ذلك،‏كما كنا قد بينا في الباب الثاني من الدراسة،‏ فإن المساعدة التي تأتي من الدولالأعضاء تتضاءل وتلك التي من الاتحاد الأوروبي تتقدم ببطء.‏ إن مقدار التحويلاتعلى الرغم من ارتفاعه إلا إنه لا يحل محل المساعدة الإنمائية.‏ ومن هنا يكون منالضروري وجود تمويل حقيقي لمشاريع التنمية للحد من الآثار السلبية للهجرة.‏وقد ركزت أوروبا أيض ً ا على الهجرة الدائرية وخصوص ً ا على هجرة الكفاءات،‏ فلقدنشرت المفوضية،‏ بتاريخ 16 مايو 2007، بيان ًا بشأن الهجرة الدائرية وشراكات التنقلالتي تهدف إلى تسهيل بل وحتى إلى تشجيع الهجرات المؤقتة.‏ ولكن ما يظل مقلقللغاية هو خوف دول البحر الأبيض المتوسط من عملية تسريع رحيل الكفاءات،‏ مماقد يعرض بشكل أكثر فرص التنمية في هذه الدول للخطر.‏ويعد الجانب الأكثر إيجابية للتعاون الأورومتوسطي هو خلق حوار دائم وتشاوربين مختلف أطراف المنطقة بشأن أكبر القضايا الشائكة.‏ ولا تزال إدارة تدفقاتالمهاجرين تشكل تحدي ًا مشترك ً ا ومسؤولية مشتركة بين جميع دول الاتحاد الأوروبيودول البحر الأبيض المتوسط.‏ ومع ذلك،‏ تتوقف إدارتها على السياسات التي وضعتمن ق ِبل الاتحاد الأوروبي وعلى التمويلات اصصة لكل ب ُعد من أبعادها ‏(الهجرةالشرعية للعمل ومكافحة الهجرة غير الشرعية والهجرة والتنمية)‏ . 2323 في عام 2009، تم منح صندوق مراقبة الحدود الخارجية 208 ملايين دولار،‏ في حين أن الصندوق الأوروبي لاندماج رعاياالدول الأخرى يتلقى‎11‎ مليون ًا.‏ ولأول مرة سوف تمول ميزانية الاتحاد الأوروبي المكتب الأوروبي للشرطة ‏(يوروبول)‏ لتصلإلى 80 مليون ًا.‏ في حين أن مشاريع التعاون مع الدول الأخرى في مجال إدارة الهجرة واستقبال طالبي اللجوءسيخصص لها ميزانية قدرها 53 مليون يورو في الالتزامات و‎50‎ مليون دولار في المدفوعات.‏ وسوف تهدف هذه المشاريعإلى تعزيز الإدارة الجيدة لتدفقات العاملين المهاجرين والتعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشروكذلك حماية المهاجرين ضحايا الاستغلال والاستبعاد أم الاستعباد.‏ ،Eu.logos 2009/12/20.


129يوروميد للهجرة 2128 يوروميد للهجرة 24. الاتفاقات الثنائية بشأن الهجرةمن الضروري التمييز بين نوعين من الاتفاقات الثنائية:‏ اتفاقات الجيل الأول التي تهدففي المقام الأول إلى توظيف العاملين وإقامتهم وعودتهم إلى بلد المنشأ واتفاقاتالجيل الثاني التي تركز بدلا ً من ذلك على إدارة الهجرة.‏1-4 اتفاقات الأيدي العاملةنتحدث هنا عن اتفاقات الأيدي العاملة منذ الخمسينيات بين الدول الأوروبية التيكانت تسعى إلى إعادة بناء دولها بعد الحرب العالمية الثانية وبين دول الجنوب التيتواجه نسبة بطالة مرتفعة وشريحة كبيرة من الأيدي العاملة تشغل عمالةمحدودة.‏ وكانت تهدف تلك الاتفاقات إلى تنظيم الهجرة والإعداد لوصول الدفعاتالجديدة والتعرف على متطلبات القطاعات الاقتصادية المتخصصة جد ًا ‏(الصناعيةوالزراعية والتعدين والبناء،‏ إلخ.)‏ التي تنقصها الأيدي العاملة.‏ وفي منتصفالسبعينيات،‏ كانت هجرة العمل إلى أوروبا تشهد توقف ًا حاد ًا في أعقاب الأزمةالاقتصادية والصدمة النفطية الأولى في عام 1973.لقد تم تجديد وإعادة صياغة اتفاقات الأيدي العاملة خلال ثلاثين عام ًا تقريب ًا بهدفمحاولة السيطرة على طلبات العمل وتنظيم حركات الأيدي العاملة من الجنوبإلى الشمال تحت رحمة التقلبات الاقتصادية.‏اتفاقات الأيدي العاملة الموقعة بين دول المغرب العربي والدول الأوروبيةالدولةألمانيا الغربيةالنمسابلجيكاأسبانيافرنساإيطالياهولنداالجزائر1968المغرب1963تونسوبين عامي 1963 و‎1971‎ وقعت دول المغرب العربي العديد من اتفاقات الأيدي العاملةمع الدول الأوروبية وتتقدم المغرب بفارق كبير على الدول الأخرى مع سبعة اتفاقاتوقعتها في سبتمبر في حين وقعت تونس خمسة والجزائر اثنين.‏ وهذا يؤكد مرة أخرىالموجات القوية للهجرة المغربية نحو أوروبا.‏ ومع ذلك،‏ اتخذت دول المغرب العربيالثلاث منظورات مختلفة كانت أكثر ملاءمة لخياراتها السياسية وتوجهاتها فيمايتعلق بالتنمية ومستوى النمو في اقتصادياتها.‏وفي حالة الجزائر،‏ فهناك اتفاقات ثنائية تم توقيعها مع فرنسا في اتفاقات إيفيان(Evian) عام . 24 1962 وهي تمثل أساس العلاقات جديدة بين الجزائر والمستعمر القديم.‏وتتعلق هذه الاتفاقات بحركة الأشخاص والبضائع وتم إعادة مناقشتها مرار ًا (1963،1985). 1981، 1968، 1964، وكانت ت ُعني تلك الاتفاقات بالضمان الاجتماعي والمساواةفي المعاملة مع مواطني البلد الم ُستقب ِ ل وتعليم لغة وثقافة بلد المنشأ.‏وقد وقعت اتفاقات مع بلجيكا في عام 1968 بشأن هجرة العمل واتفاق بشأنالضمان الاجتماعي وآخر في عام 1970 وفي عام 1979. ومع الدول الأوروبية الأخرى،‏حيث الجالية الجزائرية صغيرة جد ًا-‏ لم تكن هناك اتفاقات موقعة،‏ كما هو الحال فيألمانيا وبريطانيا العظمى.‏ ويخضع المقيمون الجزائريون في هذه الدول لقواعد القانون25العام المطبقة على جميع الأجانب.‏وقد أعادت الجزائر توجيه سياستها نحو بناء جسور جديدة بين المهاجرين وبلدانهمالأصلية مع إنشاء،‏ في عام 1995، مجلس للتنسيق والمتابعة يهدف إلى الدفاععن مصالح المهاجرين في الخارج ‏(قسم خاص للجالية الجزائرية في الخارج في وزارةالشؤون الخارجية).‏ ومن جانب آخر،‏ أنشئت أيض ً ا الوكالة الوطنية للتشغيل من أجلتوجيه العاملين الجزائريين نحو عروض العمل في الخارج.‏أما تونس،‏ فهي تشجع الهجرة التي تؤمن جزء ًا من الدخل الذي يتم ضخه فيالاقتصاد التونسي،‏ مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع رعاياها.‏ وثمة علاقة قويةتربط الجالية ببلدها الأصلي،‏ كما أن هناك برامج وتدابير مختلفة قد قامت بهاالحكومة في هذا الاتجاه ‏(التخفيضات الضريبية والتسهيلات المصرفية).‏ ويعتبرالقانون التونسي للاستثمارات أعضاء الجالية كمستثمرين محتملين في دولهمالأصلية.‏ وثمة تدابير أخرى كانت تتعلق بتعليم لغة وثقافة المنشأ والمشاركة فيالانتخابات الوطنية.‏ ويعد دور ديوان التونسيين بالخارج مهم ً ا في إحاطة المهاجرين24 رضا مالك Malek) ،(Rédha الجزائر في إيفيان،‏ تاريخ المفاوضات السرية،‏ 1962-1956، دار نشر:‏ ،Seuil أكتوبر 1995.25 محمد صائب موزيت Musette) (Mohamed Saïb بالتعاون مع مونيا بنجميا Benjemia) ،(Monia خديجة المادمادElmadmad) (Khadija وعزوز كردون Kerdoun) .(Azzouz تقرير عن التشريع المعني بالهجرة الدولية في المغربالأوسط حقوق الطبع محفوظة © منظمة العمل الدولية 2006. ص 8. نفس الفكرة لدى عزوز كردون Azzouz). 2008 (CARIM) الحماية القانونية للجزائريين في اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية .(Kerdoun19651970196919631971196419961963199319691970


131يوروميد للهجرة 2130 يوروميد للهجرة 2في الخارج ، 26 مع تقديم المساعدة للجالية وتوفير برامج تأهيلية للتونسيين وعائلاتهمفي الخارج.‏ كما يسهم هذا الديوان في تشجيع مشاركة الجالية في الخارج في ترقيةالاستثمارات في بلدهم الأصلي.‏ولم تبتعد خيارات المغرب عن تلك الخيارات التي اتخذتها تونس.‏ حيث كانت الهجرةتمثل بديلا ً لتلك الأزمة السياسية والعجز في التنمية التي كانت تعيشها البلادبين 1975-1959. وقد تم إبرام أول اتفاقيات للأيدي العاملة بين عامي 1963 و‎1968‎ معدول أوروبية مختلفة وهي تتعلق بتوظيف الأيدي العاملة ووضع العاملين في دولالاستقبال والضمان الاجتماعي.‏• اتفاقية الأول من يونيو 1963 مع فرنسا،‏ بشأن وضع المغربيين في فرنسا والفرنسيينفي المغرب.‏• اتفاقية بشأن العمل المؤقت للمغربيين في جمهورية ألمانيا الاتحادية في مايو.1963• اتفاقية مع بلجيكا بشأن العاملين المغربيين في بلجيكا،‏ فبراير 1964 وبند بشأنالضمان الاجتماعي في عام 1970.• اتفاقية مع هولندا بشأن توظيف العاملين المغربيين في محلهم بهولندا في مايو1969، مع بند بشأن الضمان الاجتماعي في عام 1970.وتسعى هذه الاتفاقات بشكل أساسي إلى تنظيم توظيف العاملين المغربيين وإلىالاعتراف ببعض حقوقهم كعاملين بعد أن تم قبولهم،‏ مثل المساواة في المعاملةمع مواطني دولة العمل أو الحق في لم الشمل الأسري.‏ ومن جانبها،‏ تحاول المغرب،‏عبر هذه الاتفاقات-‏ السيطرة على رحيل مواطنيها وبقائهم في وضع جيد في دولالاستقبال وتأمين التحويلات.‏تم إسناد إدارة المغربيين المقيمين في الخارج إلى مؤسسة الحسن الثاني وهي مؤسسةمستقلة تهدف إلى تعزيز الصلات مع الجالية المغربية.‏ ويعكس إنشاء العديد منالمؤسسات 27 الدرجة العالية من الاهتمام التي توليها المغرب لرعاياها المقيمين فيالخارج.‏26 دليل التونسي في الخارج،‏ 2003، نشر بواسطة ديوان التونسيين بالخارج ووزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن.‏27 إن وزارة شؤون الجالية المغربية في الخارج ووزارة حقوق الإنسان ومؤسسة محمد الخامس يوفرون حملة للعودة السنويةللبلاد خلال عطلة الصيف،‏ مجلس المغاربة في الخارج داخل الس الاستشاري لحقوق الإنسان وكذلك مجلس الجاليةالمغربية في الخارج.‏وتظل إدارة الجالية المغاربية من خلال الهياكل الدبلوماسية والقنصلية محدودةللغاية في الجوانب الإدارية ‏(تسجيل الولادات وحالات الزواج والوفيات وإصدار جوازاتسفر الوطنية والتدخل في الانتخابات).‏وبعد عام 1980، اتخذت الهجرة نطاق ًا مختلف ًا:‏ فقد ولدت هجرة فردية أكثر،‏ نابعةمن الإرادة الداخلية وغير متحكم بها من ق ِبل الدولة.‏ وتنظم الشبكات الأسرية –التي تم إقامتها بالفعل،‏ الأشكال الجديدة للهجرة.‏ وفي تلك الفترة فقط بدأت هجرةالنساء المنفردات في التطور.‏2-4 اتفاقات إدارة تدفقات الهجرةتم إبرام اتفاقات الجيل الثاني في عام 2000 وهي تعكس تطور سياسات الهجرةفي المنطقة.‏ كما تؤكد على ظهور نظام جديد للهجرة،‏ لم يعد للأيدي العاملةولكن لإدارة مدروسة لتدفقات الهجرة.‏ ومع بدء نفاذ اتفاقيات التعاون بين أوروباودول البحر الأبيض المتوسط،‏ شهدنا عملية إضفاء طابع مؤسسي لأطر تنظيميةجديدة لتعزيز إدارة أفضل للتدفقات،‏ بالتوافق مع اتفاقية شنغن-‏ وذلك في إطاراحترام حقوق العاملين المهاجرين.‏اتفاقات التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول البحر الأبيض المتوسط وتواريخ بدءنفاذهاالدولةالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغربسورياالأراضي الفلسطينيةتونسبدء نفاذ اتفاقات التعاون2005/92004/620022002/52006/42000/3أبرم في عام 2003، غير موقع وغير مصدق عليه1997/7 اتفاق أولي1998


يتناول هذا النوع من اتفاقات التعاون قضية الهجرة في أبعادها الثلاثة:‏ الهجرةالشرعية وغير الشرعية والهجرة في علاقتها بالتنمية.‏ وإلى جانب النظرة الأمنيةالتي تقلق اتفاقات القبول،‏ نجد أيض ً ا أن هناك توجه ً ا نحو تنمية هجرة شرعية دائريةوالتي تتمثل في شكل اتفاقات جديدة حول الهجرة الموسمية والمؤقتة.‏ وهناكاتفاقات من هذا النوع قد تم توقيعها بين المغرب وأسبانيا،‏ مصر وإيطاليا وتونسوفرنسا.‏وفي المغرب،‏ نجد أن برنامج الإدارة المتكاملة للهجرة الموسمية ‏(مشروع اينيس-‏كارتايا 2008-2006) CARTAYA-AENEAS من خلال الوكالة الوطنية لإنعاشالتشغيل والكفاءات (ANAPEC) قد أنشأ جهاز ًا خاص ً ا لتوظيف النساء الموسمياتفي أسبانيا وذلك بمساعدة مشروع ميدا » 2 الدعم المؤسسي لتنقل الأشخاص ».وفي عام 2005، تم توظيف ما يقرب من 1.370 امرأة،‏ 2.299 في عام 5.115 2006، فيعام 12.030 2007، في عام 2008 و‎10.500‎ في عام 2009. كما أمكن تقدير معدلعودة بما يقرب من %97.وفي نوفمبر 2005 وقعت إيطاليا اتفاق ًا مع مصر.‏ ووضعت إيطاليا هذا النظام منالحصص النسبية من أجل تعزيز التعاون مع دول المنشأ والعبور ضد الهجرة غيرالشرعية،‏ مع تلبية احتياجات الشركات الإيطالية من الأيدي العاملة.‏ وتوجه هذهالحصص على شباب مصري حتى يتسنى له العمل بشكل شرعي في إيطاليا لمدةثلاث أو أربع سنوات في قطاعات مستهدفة،‏ مثل السياحة أو البناء.‏ وفي الواقع،‏تمكنت مصر من توقيع اتفاقين آخرين في نفس السياق،‏ أحدهما مع اليونان والآخرمع قبرص.‏إن الاتفاق الإطاري بين تونس وفرنسا يشمل شقين:‏ إدارة تدفقات الهجرة والتنميةالتضامنية.‏ كما يعد للتأهيل المهني أولوية في هذا الاتفاق الذي يهدف إلى إعداداليد العاملة الماهرة.‏ ونجد أن قضية العودة واضحة:‏ تلتزم فرنسا بالمساهمة فيالعودة الفعلية وإعادة الدمج الاجتماعي والمهني للمهاجرين الذين تمتعوا ببطاقةالكفاءات والمواهب.‏خاتمةإذا كانت الاتفاقيات الدولية تحمي حقوق المهاجرين،‏ فإن الاتفاقات الإقليمية تعملفي مجال الإدارة الشاملة للهجرة،‏ كما تنظم الاتفاقات الثنائية بدورها هجرةالعمل.‏ ونلاحظ أنه من خلال هذه الترسانة القانونية،‏ تحرص الدول على ضمانالحفاظ على سيادتها والاستفادة من قوة عمل المهاجرين أو من تحويلاتهم المالية.‏وباختصار،‏ يشكل الدافع الاقتصادي للهجرة أحد سمات هذه التشريعات.‏ والسؤالالذي يطرح نفسه هو كيف يشمل هذا التشريع النساء المهاجرات ويصطحبهنفي تنقلاتهن ويساعدهن ويحميهن أثناء إقامتهن ؟ويبدو أن نفس المحددات المطبقة على الرجال قد نقلت للنساء،‏ كما لو أنه لم يكنهناك أية خصوصية يتميزن بها.‏ ويعد العامل في هذه الاتفاقيات بمثابة عديم الجنسويتم تجنب ب ُعد النوع،‏ من ذكر أو أنثى،‏ إلا في إطار لم الشمل الأسري.‏ أضف إلىذلك،‏ أنه عندما نرجع إلى اتفاقات الهجرة المؤقتة،‏ نجد أن هناك الفروق تظهر فيصياغة الاتفاق نفسها.‏ إن الاتفاق بين المغرب وأسبانيا بشأن الهجرة الموسمية هوموجه في المقام الأول للنساء والاتفاق بين مصر وإيطاليا يقوم على حصص للشبابومع ذلك،‏ فإن قطاعات الأنشطة التي يعملون فيها ‏(البناء والسياحة)‏ تدل علىأنها ليست موجهة إلا للرجال.‏ ويعد الاتفاق بين تونس وفرنسا أكثر توجه ً ا نحوالتأهيل المهني للشباب قبل هجرتهم،‏ تلك الهجرة التي تكون غالب ًا موجهة نحوقطاعات يهيمن عليها الذكور.‏ وخلاصة القول،‏ إن الجانب المتعلق بنوع الجنس فيهذه الاتفاقيات والاتفاقات لم ي ُدرج حتى الآن.‏133يوروميد للهجرة 2132 يوروميد للهجرة 2


الباب الرابعالهجرة النسائية الشرعيةأو هجرة العمل


1. الاندماج:‏ تعددية المصطلح ................................................................................ 202مقدمة ....................................................................................................................... 138الفصل الأول.‏ المراجع الرئيسية التاريخية والقانونية......................................‏ 1401. لماذا فتحت أوروبا الباب أمام هجرة العمل؟........................................................‏ 1412. أي تطور حدث للتشريع الأوروبي؟........................................................................‏ 143الفصل الثاني.‏ بيانات حول الهجرة الشرعية للنساء من دول البحرالأبيض المتوسط إلى الدول الأوروبية....................................................................‏ 1451. التعدادات النسائية المهاجرة من دول البحر الأبيض المتوسط والمقيمةفي أوروبا.................................................................................................................‏ 1452. ماذا عن هجرة النساء في الدول الأوروبية؟........................................................‏ 1523. النساء المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط:‏ البيانات الاجتماعية-‏الديموغرافية ......................................................................................................... 163بعض المعايير الديموغرافية:‏ تغيير المواقف على أساس الحركة الثقافية ... 168الفصل الثالث.‏ النساء المهاجرات في سوق العمل..........................................‏ 1741. دخول النساء المهاجرات في سوق العمل...........................................................‏ 1752. قطاعات النشاط..................................................................................................‏ 1791-2 قطاع الخدمات يوظف أكثر من ثلثي النساء المهاجرات العاملات ...... 1802-2 النساء الموسميات في قطاع الزراعة ...................................................... 1863-2 النساء المهاجرات في التجارة الدولية المتنقلة أو الهجرة المعلقة ..... 1874-2 النساء المهاجرات في المهن عالية المهارات،‏ فجوة بها سقطات لارجعة فيها ............................................................................................................... 1893. البطالة والعمالة المحدود ...................................................................................... 196.4 خاتمة.......................................................................................................................‏ 199الفصل الرابع.‏ اندماج المهاجرات في الدول الأوروبية ....................................... 1992. الاندماج،‏ عملية لا مفر منها أم أنها اختيارية؟ ............................................... 2033. من السياسة القومية للاندماج إلى السياسة المشتركة..............................‏ 2034. بعض المعايير التي تعزز الاندماج ....................................................................... 2055. بعض الصعوبات المتعلقة بالاندماج ................................................................. 208.6 الاندماج كمطلب ................................................................................................. 212خاتمة ......................................................................................................................... 213الملحقات ................................................................................................................... 215137يوروميد للهجرة 2136 يوروميد للهجرة 2


139مقدمةيوروميد للهجرة 2138 يوروميد للهجرة 2على الرغم من كون الخطاب العلمي حول ديناميكية الهجرة قد أخذ النساء فيالاعتبار بشكل قاصر نسبي ًا،‏ إلا أن هؤلاء النساء كن ّ مع ذلك أوجه ً ا فعالة.‏ إن الخفاءالنسبي لمشاركتهن يرجع إلى سيطرة النموذج الأسري الأبوي الذي يعد الرجل،‏وبالتالي المهاجر من باب أولى،‏ المصدر الرئيسي لدخل الأسرة.‏ وفي هذا النموذج،‏بدت المرأة المهاجرة،‏ المحصورة في اال الخاص،‏ محرومة من النشاط الاقتصادي خارجمنزل الأسرة.‏إن الغياب الملحوظ في دراستنا لبيانات متناسقة ومتماسكة بشأن الوضعالديموغرافي والاجتماعي-‏ الاقتصادي للمهاجرين الذين استقروا في دول أوروبيةمختلفة،‏ لا يسمح بعمل دراسة شاملة حول وضع المرأة المهاجرة،‏ ولا يتيح عقدمقارنة بين الدول الم ُستقب ِ لة للهجرات.‏ وهكذا نجد أن الاتجاهات الرئيسية لنشاطالنساء المهاجرات قد استطاعت أن تتحرر من هذا الغياب،‏ وذلك من خلال إطلاعناسواء على المعلومات المتاحة لجميع تعدادات النساء المهاجرات،‏ أو على جمهورالنساء المغاربة،‏ والذي تعد بياناته أكثر توافر ًا نسبي ًا،‏ أو حتى على الدراسات التيأجريت حول حالات محددة متعلقة ببلد أو بآخر.‏إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقدم في الوقت الراهن مستويات مرتفعة منالطلب على اليد العاملة في مختلف القطاعات الاقتصادية.‏ وثمة دراسة أجريتبناء ً على طلب من المفوضية الأوروبية في 2006، تدل على أن هناك العديد من الدولتواجه نقص ً ا خطير ًا في الع ُ مال المهرة،‏ لاسيما في مجال تكنولوجيا المعلومات،(IT) والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية،‏ والمهندسين،‏ وموظفي الخدماتالتعليمية والاجتماعية.‏ إن هذا النقص لا يمثل عائق ًا فقط أمام إنتاجية ونمو الاتحادالأوروبي،‏ ولكنه قد يؤدي أيض ً ا إلى تقويض الأهداف الوطنية والإقليمية فيما يتعلقبتوفير الخدمات الصحية،‏ والتعليمية،‏ والاجتماعية.‏ إن الطلب على العمالة غيرالماهرة مرتفع أيض ً ا،‏ فإحصائيات المفوضية الأوروبية تشير إلى أن هناك ما يقرب منثلاثة ملايين وظيفة شاغرة في مختلف أنحاء أوروبا.‏وفي التسعينيات،‏ أصبحت الطبيعة الاقتصادية لهجرة المرأة أكثر وضوح ً ا.‏ ففيدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية،‏ نجد أنه قد تم تسجيل مشاركة متزايدةللمرأة في الأيدي العاملة الأجنبية . 1 ويرجع ظهور النساء المهاجرات في سوق العملفي المقام الأول إلى زيادة الطلب على العمالة غير المؤهلة بشكل كاف ٍ في قطاعات1 منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية،‏ (1990). اتجاهات الهجرات الدولية.‏ تقرير .SOMEPI باريس.‏ منظمة التعاونالاقتصادي والتنمية.‏الخدمات للقيام بالأنشطة المنزلية وأعمال الرعاية،‏ وذلك لأن جميع أنشطة ‏«تجديدقوة العمل»‏ 2 أصبحت م ُهملة بشكل متزايد من ق ِبل الجمهور المحلي.‏وخلال الثمانينيات،‏ لوحظ في بلدان جنوب أوروبا،‏ وعلى رأسها إيطاليا وأسبانيا،‏هجرة نسائية كبيرة ذات سمة اقتصادية،‏ ليحصل بذلك عدد من نساء دول البحرالأبيض المتوسط على فرص عمل في مجالي الزراعة والفنادق.‏ وكما لاحظت لوراأوزو فإن ‏«الوجود القوي للنساء المهاجرات يمثل إحدى السمات المميزة لأسبانيا التيتعد إحدى الدول الم ُستقب ِ لة للمهاجرين،‏ حيث كن يمثلن في مطلع التسعينياتنصف مجموع المهاجرين الذين يحملون تصاريح إقامة،‏ منهم %32.2 3 ذوي أصولإفريقية»‏ . 3 كذلك،‏ فإن الطابع الذكوري للهجرة بغرض العمل أصبح محل إعادةنظر؛ حيث يحل تمثيل المرأة غير العاملة المرافقة للزوج أو التابعة له في إطار تجمعأسري،‏ محل الهجرة النسائية بغرض العمل.‏ إن الصور النمطية المتعلقة بالنساءالقادمات في إطار أسري - واللاتي تعتبرن نساء ً مقيمات طوال الوقت في المنزل –أصبحت أيض ً ا محل نقاشات.‏ ويبدو،‏ في الواقع،‏ أن العديد منهن قد اضطررن إلىممارسة نشاط ربحي لمواجهة احتياجات وتطلعات العائلة والأطفال.‏ وإذا كان اندماجالمهاجرات في الحياة العملية لا ي ُعد ظاهرة جديدة،‏ فإنه يشهد زيادة ملحوظة فيالوقت الحاضر،‏ ويتخذ أشكالا ً جديدة نتيجة لتربية النساء،‏ ورغبتهن في الاكتفاءالذاتي،‏ والتمهيد لهدم اتمع التقليدي.‏ لذا،‏ فبالرغم من أن هجرة العمل 4 كانتتتميز بالطابع الذكوري في المقام الأول،‏ إلا أنها أصبحت من الآن فصاعد ًا تخصالنساء أيض ً ا.‏ وبالإضافة إلى ذلك،‏ نجد أنه في حين تركز التحليلات الاقتصاديةالتقليدية للهجرة تركيز ًا خاص ً ا على الب ُعد الفردي للبحث عن عمل والحصول علىعائد،‏ فإن الاقتصاد الجديد للهجرة ينظر إليه كب ُعد ناتج عن خيار جماعي،‏ أو عنتدبير شؤون المنزل أو عن الأسرة.‏وتتناول دراستنا الهجرة النسائية بغرض العمل في أربعة فصول.‏• بعد التذكير بالعناصر الرئيسية التاريخية والقانونية،‏ يرسم الفصل الأول الإطارالعام الذي يدخل فيه عمل المهاجرات مميز ًا بوضوح - في ضوء التحليلات والبياناتالإحصائية المتاحة-‏ بين الدول القديمة والجديدة وجهة الهجرات.‏2 مصطلح يستخدم من ق ِبل لورا أوزو للتمييز بين جميع الأنشطة التي تتعلق بالأعمال المنزلية،و رعاية الأطفال،‏والتكفل بالمسنين.‏3 لورا أوزو (2000) Oso). .(Laura هجرة النساء ربات الأسر إلى أسبانيا.‏ دفاتر مركز تسجيل وتوثيق وأبحاث الدراساتالنسائية.‏ العدد 9/8، ص.‏ 4، والجدول رقم 2، ص 20.4 تعد هجرة العمل نوع ًا من الهجرة البشرية التي تعارض عادة هجرة السكان.‏ وهي تنشأ من خلال تنقل السكانللعثور على فرصة عمل لبضعة أيام أو أسابيع أو أشهر أو سنوات في المنطقة التي يصلون إليها،‏ وهي لا تعنيبالضرورة أن تكون هجرة دائمة.‏ ويكيبيديا.‏


141يوروميد للهجرة 2140 يوروميد للهجرة 2• أما الفصل الثاني فيتناول المسائل المتعلقة بتعدادات المهاجرات القادمات مندول البحر الأبيض المتوسط المقيمات في الدول الأوروبية،‏ ويضع بعض الحالات منالنساء المهاجرات حتى يتم تسليط الضوء على تأثير الهجرة على تطور مواقفهنوسلوكياتهن الديموغرافية،‏ والاقتصادية،‏ والاجتماعية-الثقافية.‏• ويشكل نشاط المهاجرين موضوع الفصل الثالث.‏ حيث نجد فيه وصف ًا وتحليلا ًالات وأنواع الأنشطة التي تعمل فيها النساء،‏ وكذلك معدل البطالة والعمالةالمحدودة.‏• ويقدم الفصل الرابع محاولة لتحليل اندماج النساء المهاجرات في الدول الم ُستقب ِ لةمن خلال النظر في عمل المرأة كمعيار هام لاندماج الأمهات والبنات.‏الفصل الأول.‏ المراجع الرئيسية التاريخيةوالقانونيةتفسر التحليلات اتلفة التي قام بها البنك الدولي أو منظمة التعاون الاقتصاديوالتنمية على حد سواء تدفق الكثير من حالات الهجرة بواسطة الفرص اتلفةالتي تتاح للحصول على فرص العمل التي يقدمها البلد الم ُستقب ِ ل . وبعبارة أخرى،‏يمكننا القول أن عملية الجذب تعد أكثر حسم ًا من عملية الدفع.‏ فقد كانت الهجرةمن الجنوب إلى الشمال دائم ًا ما تسعى إلى الوصول إلى العمل كهدف رئيسي.‏ وي ُعداختيار البلدان والقنوات والشبكات المستخدمة أمر ًا ضروري ًا في قرار الهجرة،‏ سواء ٌ كانذلك بشكل صريح أو مستتر.‏ ولقد كان أوائل المهاجرين من دول البحر الأبيض المتوسطإلى أوروبا هم طالبوا العمل،‏ وكان معظمهم من الرجال،‏ وكانوا يعملوا في القطاعاتالإنتاجية مثل التعدين،‏ الإنشاءات،‏ والصناعات الثقيلة.‏ ولأنهم كانوا يوظفون بموجبعقد عمل،‏ فإنهم كانوا يظلون في عملهم ما دام يمكن تجديد العقد.‏ولقد حدث تغير جذري في عام 1973 عندما فتحت الدول الأوروبية - التي أرادت تحقيقالمزيد من الاستقرار للقوة العاملة - حدودها لأسر العاملين،‏ أي لزوجاتهم وأطفالهم.‏وأدت الاحتياجات ذات الصلة بلم شمل الأسرة إلى سلسلة من المطالب،‏ ولاسيما منق ِبل النساء،‏ فيما يتعلق باندماجهن واندماج أطفالهن،‏ حيث كان هؤلاء الأطفال يعيشونحياة صعبة غير مريحة في ظل قواعد التنشئة الاجتماعية وتربية الآباء والأمهات وتلكالقواعد المقدمة من المدرسة والمعمول بها في اتمع الم ُستقب ِ ل . ولقد شهدت الشركاتالأوروبية أيض ً ا ‏«مشكلة ً»‏ مع مهاجريها العاملين،‏ حيث أصبح هؤلاء العاملون السابقونأرباب ًا لأسر يطمحون إلى حياة أفضل لأسرهم،‏ مما يعني أنهم يطمحون إلى زيادة الرواتبوبدلات الأسرة،‏ والحصول على فرص عمل لزوجاتهم.‏ ولأن الدخل الواحد لم يعد كافي ًا،‏كان ينبغي مضاعفته من خلال عمل النساء.‏ ودفعت هذه المتطلبات مختلف الدولالأوروبية إلى التفكير،‏ خلال العقد الماضي،‏ في صور جديدة لهجرة أكثر تناسب ًا مع تطورأنشطتها الاقتصادية،‏ وأقل إثارة للمشاكل تمعاتها.‏1. لماذا فتحت أوروبا الباب أمام هجرة العمل؟إلى جانب شيخوخة سكان أوروبا والحاجة الناشئة عن ذلك إلى توظيف العمالةالمهاجرة لتلبية الاحتياجات في ظل رغد العيش،‏ إنها عولمة الاقتصاد التي تفسرضرورة تجديد سياسة الهجرة المعمول بها.‏ أدى فتح التجارة وحرية حركة السلعورؤوس الأموال إلى زيادة الطلب على اليد العاملة وزيادة تنقلها،‏ وخاصة من ذويالمهارات العالية.‏ وي ُعد توسع الاتحاد الأوروبي شرق ًا هو العامل الثاني الذي أعادتقديم هجرة العمل على الساحة في أوروبا.‏ لقد فرض انضمام الدول الأعضاء الجددحرية تنقل العاملين الذين سعى بعض الدول الأعضاء - وذلك خوف ًا من ‏«الغرقالاجتماعي»‏ - إلى الحد منهم من خلال تبني إجراءات تقنين تنقلاتهم.‏ ومع ذلك،‏فمهما كانت مدة هذه التدابير،‏ فإن حرية التنقل مبدأ أساسي للاتحاد الأوروبي.‏ويكمن العامل الثالث في وجود شتات أنشأته الدول الم ُستقب ِ لة للهجرات التي تمارستأثير الجذب،‏ ولاسيما في وسط الشباب والنساء من بلدان المنشأ،‏ نظر ًا لاستمراروجود فروق شاسعة في التنمية بين الشمال والجنوب.‏ وهناك عامل رابع،‏ لا يقلأهمية عما سبق،‏ يتجسد في ضرورة الإسهام في رأس المال البشري لبناء اقتصادأوربي تنافسي،‏ مما يزيد التنافس بين الدول لجذب الأشخاص ذوي أفضل المهارات.‏ وي ُعدإنشاء ‏«البطاقة الأوروبية الزرقاء»‏ أو ‏«البطاقة الفرنسية للمهارات والمواهب»‏ هيأكثر الأمثلة الملموسة في هذا الإطار.‏ وسواء ٌ كان ذلك على المستوى المشترك أوالوطني،‏ فإن لدى هؤلاء العاملين ميزة الحصول على ‏«تصريح العمل في جميع أنحاءالاتحاد الأوروبي في حين أن المهاجر لا يملك أية تصاريح للعمل في البلد الم ُستقب ِ ل « 5 .ولقد أثبتت هذه العوامل مجتمعة أن هجرة العمل تعد واحدة من أهم معايير إدارةالهجرة،‏ تلك التي تعمل على تقوية نفسها في السنوات المقبلة،‏ في شكل الهجرةالدائرية،‏ مع الهدف المزدوج المتمثل في الحفاظ على النمو وتعزيزه في بلدان المقصد،‏والإسهام في النمو والتنمية في بلدان المنشأ.‏ وهكذا أصبح للهجرة طابع إيجابي،‏فكلا الطرفين في موقفي ‏«الرابح-‏ الرابح»،‏ ناهيك عن الطرف الثالث الذي يمثلهالمهاجر نفسه.‏ وفي الواقع،‏ يكمن الهدف من سياسة الهجرة اتارة،‏ التي تنفذهاالدول الأوروبية من خلال الميثاق الأوروبي للهجرة واللجوء (2008)، في إقامة هجرةبغرض العمل تميل إلى خفض،‏ أو حتى إنهاء،‏ تدفق المهاجرين في إطار لم شملالأسر.‏ ولكن تكمن المشكلة في أن يكون ذلك وهمي ًا،‏ وذلك لأن لم شمل الأسرة هو5 سيسيل جولي Oso) (Laura .(2007). هجرة العمل في أوروبا.‏


143يوروميد للهجرة 2142 يوروميد للهجرة 2حق معترف به دولي ًا وثمة توجيه أوروبي ي ُقره.‏ وعلاوة على ذلك،‏ ي ُعد هذا الحق في حدذاته عاملا ً من عوامل الجذب.‏ ويبقى أن يخبرنا تاريخ الهجرة بين الجنوب والشمال عنالتطور الواضح للتحركات السكانية نحو بلدان الهجرة القديمة والجديدة،‏ وخاصةفيما يتعلق بالهجرة النسائية.‏1. إن الدول الأوروبية محل الهجرة الجديدة - على غرار أسبانيا وإلى حد أقل إيطاليا- قد استفادت اقتصادي ًا خلال العقود الثلاثة الماضية،‏ بأعداد كبيرة من الأيديالعاملة،‏ لاسيما النسائية منها،‏ القادمة من دول البحر الأبيض المتوسط.‏ ولقدأسهم العاملون المهاجرون،‏ في الواقع،‏ في نمو هذه البلدان،‏ وفي تغذية تمويلالحماية الاجتماعية،‏ وخلقوا بأنفسهم تدفق ًا للنشاط،‏ ليس فقط بإنتاجهمواستهلاكهم،‏ ولكن أيض ً ا باحتياجاتهم الخاصة التي ينشطونها ‏(الشبكة،‏والهيكلة،‏ وتدابير التدريب،‏ والدعم).‏ وفي أسبانيا وإيطاليا،‏ يشهد مخزون منالمهاجرين من بلدان المغرب ازدهار ًا واسع ً ا.‏الجدول 1/ تعدادات المهاجرين الذين تنحدر أصولهم من دول جنوب وشرق البحرالمتوسط،‏ والمقيمين في أسبانيا وإيطاليا . 6الدولةالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغربسورياتونسأسبانيا/‏ تعداد السكان مندول البحر الأبيض المتوسطحتى 1 يناير 200546.278إيطاليا/‏ تعداد السكان من دولالبحر الأبيض المتوسط حتى 1يناير 200620.20258.879219526523317319.537312083.5642501181812971442511.29425791566المصدر:‏ إحصاءات البلديات 2005-19986 فيليب فارج Fargues) ،(Philippe وهيرفي لو برا Bras) .(Hervé le المهاجرين وحالات الهجرة في حوض البحرالأبيض المتوسط.‏ ملاحظات معهد الاستشراف الاقتصادي في حوض البحر الأبيض المتوسط ،(IPEMED) العدد 1،الصفحات.‏ 29-28.1. تعد كلا ً من أسبانيا وإيطاليا - بسبب القرب الجغرافي والروابط التاريخية -من بين الوجهات الأولى للمهاجرين من المغرب العربي ومصر.‏ وبالنسبة لحالةأسبانيا،‏ تأتي الجزائر في المرتبة الثانية بعد المغرب،‏ بينما تصل الأعداد القادمةمن باقي دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى إلى مستويات منخفضة ‏(بين 1500و‎2500‎ مهاجر).‏ وفي إيطاليا،‏ حدث هناك مؤخر ًا تدفق قوي من المهاجرين المغاربةيضاف إلى الهجرة التقليدية من ق ِبل التونسيين والمصريين.‏ وفي ظل هذهالتنقلات،‏ أصبح تدفق النساء ينال أهمية متزايدة في السنوات الأخيرة.‏ ونقصدهنا بشكل خاص هجرة النساء المنفردات بغرض العمل،‏ ولكن أيض ً ا النساءالمرافقات لذويهن،‏ من اللاتي تجذبهن فرص العمل الموسمية،‏ وي ُسهل هذاالشكل ‏«الجديد»‏ من الهجرة النسائية وجود شتات وأنظمة للرعاية الاجتماعيةمتساهلة قليلا ً نسبي ًا.‏2. وفي دول الهجرة القديمة،‏ حيث وصلت المرأة لسن معين في إطار لم شمل الأسرة،‏نجد أن الفائدة الاقتصادية الصافية للهجرة أصبحت محدودة بشكل أكثر،‏ وذلكنظر ًا لأن العديد من هؤلاء النساء لا يشغلن أعمالا ً أو عاطلات عن العمل،‏ وأناللاتي يعملن منهن مشغولات بالقيام بالأعمال المنزلية أو أي أنشطة فرعيةأخرى.‏ ومع ذلك،‏ فقد سمحت إقامة عائلات المهاجرين في البلدان الم ُستقب ِ لة،‏وتعليم الأطفال،‏ وخاصة الفتيات،‏ بظهور جيل جديد من النساء أكثر نشاط ً ا،‏ويتمتع بروح المغامرة في العديد من قطاعات الأنشطة.‏2. أي تطور حدث للتشريع الأوروبي؟دائم ً ا ما كانت هجرة العمل تشكل مصدر قلق كبير لدى الم ُشر ّع الأوروبي.‏ ولقدأسست معاهدة ماستريخت حرية الحركة والإقامة والعمل داخل الأراضي الأوروبية،‏في حين أن قمة تامبيري قد حددت سياسة هجرة مشتركة من خلال تقييمالاحتياجات الاقتصادية والديموغرافية للاتحاد الأوروبي،‏ ووضع دول المنشأ.‏ ولقد أكدمجلس تسالونيك تطوير سياسة أوروبية لاندماج رعايا الدول الأخرى المقيمينبصفة قانونية في أراضي الاتحاد الأوروبي.‏ وفي نوفمبر 2006، اقترحت المفوضية هذاالب ُعد العام وتضمين الهجرة الشرعية والاندماج في السياسات الأوروبية الداخليةوالخارجية.‏ وفي أعقاب ذلك،‏ بين الس الأوروبي،‏ المنعقد في ديسمبر 2006، فيتوصياته،‏ أن مسألة الهجرة،‏ لاسيما تعزيز الهجرة الشرعية،‏ تعد من الأولوياتالرئيسية للاتحاد،‏ ودعا إلى وضع سياسة أوروبية م ُدركة لهذا الأمر.‏استناد ًا إلى مفهوم ‏«الهجرة الاختيارية»،‏ يشجع ميثاق الهجرة واللجوء - منناحية-‏ تنظيم الهجرة الشرعية والمهنية على أساس أولويات،‏ واحتياجات،‏ وقدرات


145يوروميد للهجرة 2144 يوروميد للهجرة 2الاستقبال في كل دولة من الدول الأعضاء،‏ ومن ناحية أخرى،‏ تعزيز اندماج رعاياالدول الأخرى عن طريق منح حقوق مماثلة لتلك الممنوحة للأوروبيين الأصليين.‏ وهوأيض ً ا يتمسك بالاقتراح المقدم من المفوضية الأوروبية بشأن إنشاء ‏«بطاقة زرقاء»‏لتسهيل وصول وإقامة العاملين ذوي المهارات العالية.‏ يشير الميثاق كذلك إلى ضرورةتحسين تنظيم الهجرة العائلية في ظل احترام الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسانوالحريات الأساسية،‏ وبمراعاة قدرات استقبال الدول الأعضاء واندماج الأسر.‏إن السياسة العامة للهجرة تشهد على تنوع السكان المهاجرين،‏ وعلى تعدد طبائعهجرة العمل،‏ وتعدد العاملين المعنيين.‏ وهنا نجد أن النساء المهاجرات يظهرن فيجميع هذه الفئات،‏ ولكن مع الخصوصيات الخاصة بهن.‏ وهكذا يمكننا أن نميز بينأربع فئات من المهاجرات:‏• المهاجرات المقيمات،‏ والوافدات في إطار لم الشمل الأسري،‏ واللاتي يقيمن بشكلدائم في البلد الم ُستقب ِ ل ‏(ويمكننا أن نميز بين ثلاثة أجيال:‏ الجدات،و الأمهات،‏وبناتهن)،‏ والمهاجرات اللاتي وصلن بمفردهن – عند السفر لفترة محدودة – واللاتياخترن في النهاية العيش في البلد الم ُستقب ِ ل . ويختلف نوع النشاط الذي تؤديهكل مجموعة حسب اختلاف الأجيال والبلد المهاجر إليه.‏• المهاجرات الموسميات ‏(يعتبر العمل الموسمي شكلا ً خاص ً ا لهجرة العمل‎7‎‏)،‏ واللاتييشكلن أيد ٍ عاملة تشغل عدة قطاعات مثل الزراعة أو السياحة لفترة محددة‏(من ثلاثة أشهر إلى سنتين)‏ قابلة للتجديد.‏• المهاجرات المؤقتات،‏ الوافدات في إطار هجرة المهارات،‏ واللاتي تم توظيفهن بموجبعقد،‏ واللاتي من المفترض رجوعهن إلى بلادهن بعد مدة محددة.‏• المهاجرات المعلقات،‏ وهن اللاتي يعملن ذهاب ًا وإياب ًا بين بلد أجنبي وبلدهن الأصليلأسباب اقتصادية بحتة.‏إن إدارة الهجرة،‏ وخصوص ً ا هجرة العمل - التي تعد خيار ًا سياسي ًا واقتصادي ًا لا يمكنمراجعته،‏ في مكان كأوروبا العجوز،‏ والتي تشهد ذروة المنافسة الاقتصادية – تبينخطر تركيز الانتباه على إدارة مخزون الهجرة على حساب إدارة تدفقات المهاجرين.‏وقد ي ُخفي إيلاء الاهتمام بجذب أصحاب المهارات العالية الوضع العام للعاملينالمهاجرين في سوق العمل؛ ولكن تحليل الحالة الاجتماعية-الديموغرافية والاقتصاديةلتعدادات المهاجرين الذين يعيشون في أوروبا يبين أن قضايا الاندماج تعد مهم ًةكذلك – إن لم تكن أكثر أهمية - من إدارة التدفق.‏7 إن الهجرة الموسمية هي تحركات للعاملين تسببها الظروف الخاصة للعمل،‏ وتعني في المقام الأول بالتعداداتالنشطة.‏الفصل الثاني.‏ بيانات حول الهجرة الشرعيةللنساء من دول البحر الأبيض المتوسط إلىالدول الأوروبيةلقد أصبحت الهجرة من دول البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا جزء ًا أساسي ًامن المشهد المتوسطي،‏ وب ُعد ًا لا مفر منه للحياة الاقتصادية والاجتماعية التيتشهدها دول المنطقة.‏ وتتجلى هذه الظاهرة في كبر التدفقات بين الجنوب والشمال،‏ولاسيما تدفقات النساء،‏ وأيض ً ا في تأثير الهجرة على تحسين مستويات معيشةأسر المهاجرين،‏ وعلى اقتصاد بلد المنشأ.‏ وسنتناول في هذا الفصل توزيع التعداداتالنسائية المهاجرة القادمة من دول البحر الأبيض المتوسط،‏ وكذلك الخصائصالاجتماعية-الديموغرافية للمهاجرات.‏1. التعدادات النسائية المهاجرة من دول البحر الأبيضالمتوسط والمقيمة في أوروباانتهى تقرير‎2008-2007‎ بشأن حالات الهجرة في منطقة المتوسط 8 إلى استمرارتدفقات الهجرة من دول جنوب المتوسط خلال عام 2008، وهو ما أكدته سجلاتالدول الم ُستقب ِ لة وبيانات دول جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط .(MES)ففي أسبانيا،‏ على سبيل المثال،‏ تظهر السجلات البلدية زيادة في تعداد المهاجرينالمغاربة بنسبة 73.397 وحدة خلال عام (+ 2007 %13.2). وفي إيطاليا،‏ في عام 2007،ارتفع عدد تصاريح الإقامة الممنوحة للمهاجرين المغاربة بزيادة عدد 2268 ‏(أي + %6.6)،بينما بلغ هذا العدد 4700 ‏(أي بزيادة %5.3) بالنسبة للمهاجرين التونسيين،‏ ‎3905‎و‏(أي بزيادة %5.9) بالنسبة للمصريين.‏ولم تتوقف الهجرة من الأراضي المحتلة عن الازدياد خلال السنوات الخمس الماضية:‏12000 حالة رحيل في عام 2004 مقابل 25000 في عام 2006، أي بزيادة أكثر منالضعف في عامين فقط.‏ وفي لبنان،‏ خصوص ً ا بعد إعادة الإعمار ‏(بعد حرب 1990)،لم تخضع الهجرة لأي تغير،‏ حيث كانت معدلات هجرة الذكور،‏ وخاصة من الشبابالذين تتراوح أعمارهم بين 29-20 سنة،‏ مشابهة تقريب ًا لتلك التي بين 1997-1987وبين 2000-1997، والتي تتراوح ما بين ‎25.4‎و 25.7 في الألف على التوالي . 98 منشور اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية-‏ 2008-2007.9 روبير (Robert) وكوجهنج كسباريان Kasparian) .(Choghing (2006) الهجرة،‏ والعمل،‏ والظروف الاقتصادية.‏ حالةلبنان.‏ ذكر في:‏ الهجرة والمهاجرين،‏ ملاحظات معهد الاستشراف الاقتصادي في حوض البحر الأبيض المتوسط،(IPEMED) العدد ،1 ص.‏ .28


وبالنظر لحالة إسرائيل نجدها شديدة الخصوصية:‏ فهي بلد تعتمد أساس ً ا علىالهجرة.‏ لقد بلغ عدد المهاجرين اليهود الجدد الذين دخلوا إسرائيل منذ إنشاء الدولةعام 1948 إلى 3.041.338 شخص ً ا ‏(من مجموع السكان البالغ 7.350.000 نسمة)‏في عام 2008. وهنا نجد أن هذه الحالة لا تعد هجرة كمثيلاتها،‏ بل ‏«عودة إلى أرضالميعاد»‏ . 10 ومع ذلك،‏ لا تستطيع هذه الهجرة أن تخفي الواقع الملموس مؤخر ًا منضعف الطلبات المقدمة للهجرة بينما تتزايد أعداد الهجرة بشكل حاد.‏ فلقد هاجر19.700 شخص إلى إسرائيل في عام 2007 مقابل 21.000 شخص في عام 2006،وأكثر من 125.000 شخص في عام 1991. وثمة سقوط أكثر دو ّي ًا يصحبه عدد منحالات الرحيل في تزايد مستمر،‏ بمعدل حوالي 21.500 حالة في عام 2007. وبينعامي ‎1990‎و 2005، غادر نحو 230.000 إسرائيلي البلاد،‏ وهو ما يمثل %3.5 من تعدادالسكان.‏ ومن بين هؤلاء المهاجرين الإسرائيليين،‏ هناك %58 منهم لم يولدوا فيإسرائيل .« 11ترجع زيادة الهجرة من دول المشرق إلى استمرار النزاعات في المنطقة،‏ المسؤولة عنهروب الكثير من الشباب.‏ كما ترجع أيض ً ا إلى الفجوة الاقتصادية والاجتماعية التيلا تتوقف عن الازدياد بين دول الشمال والجنوب.‏ إن أوروبا لا تزال تمثل في عيون الشبابوالنساء جنة اقتصادية،‏ ومجالا ً للسلم،‏ والأمن،‏ والحرية،‏ وذلك على الرغم من آثارالأزمة أو التراجع عن نية الهجرة نظر ًا للسيطرة الموجودة على الحدود.‏ ومع ذلك،‏ تشيرالإحصاءات إلى أن الهجرة من دول جنوب المتوسط ليست موجهة بشكل حصري نحوأوروبا.‏ ففي الواقع،‏ هناك اتجاهان للهجرة من دول البحر الأبيض المتوسط:‏ الأول الهجرةمن دول المغرب العربي نحو أوروبا،‏ والثاني الهجرة من دول المشرق إلى دول الخليج وليبيا.‏الجدول 2/ النسبة المئوية للمهاجرين الذين تنحدر أصولهم إلى دول البحرالأبيض المتوسط،‏ حسب منطقة الإقامةبلد المنشأالجزائرمصرلبنانالمغربتونسالاتحاد الأوروبيإحصاءات البلدالم ُستقب ِ لالدول العربية8.089.4باقى دول العالم2.615.354.76.877.520.811.026.67.124.582.268.1المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، تعدادات 2008، ص 2.5.4لنسبة المئوية للمهاجرين من دول البحر الأبيض المتوسط،‏ حسب منطقة12الإقامةتونس المغرب لبنان مصر الجزائرباقى دولالعالمالدولالعربيةالاتحاد الأوروبي إحصاءات البلد الم ُستقب ِ ل100,090,080,070,060,050,040,030,020,010,00,0المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية(‏CARIM‏)،‏ 2009/2008، تعدادات 2008، ص.‏ 2.10 مريم آمبروسلي Ambroselli) ،(Myriam الهجرة إلى إسرائيل بالأرقام،‏ الجمعة 18 ديسمبر 2009 في صدى إسرائيل.‏www.un-echo-israel.net:David Rosenfeld News 11 إسرائيل - الهجرة إلى إسرائيل في أدنى مستوى لها منذ نحو 20 عام ًا.‏ 20 مارس 2008.www.israelvelley.com/news12 بالنسبة لبلدان البحر الأبيض المتوسط أخرى،‏ الإحصائيات غير متاحة دائم ً ا.‏147يوروميد للهجرة 2146 يوروميد للهجرة 2


149يوروميد للهجرة 2148 يوروميد للهجرة 2خلال السنوات 1970، أصبحت زيادة حركة الأيدي العاملة هي سمة الاقتصادالعالمي،‏ ليس فقط نحو الدول المتقدمة،‏ ولكن أيض ً ا نحو الدول النفطية الجديدة فيالشرق الأوسط.‏ وكانت الدول العربية المتجاورة من أوائل الدول المستخدمة لهذهالهجرة:‏ فلكونها دولا ً شقيقة،‏ تتقاسم نفس اللغة والدين،‏ استثمرت مصر وسورياولبنان والأردن بسرعة هذه المساحة العربية للهجرة.‏إن نسبة المصريين الذين توافدوا إلى دول الخليج بحث ًا عن فرصة عمل تمثل نسبةعالية جد ًا (%77.5). لقد اتخذ اللبنانيون مسار ًا آخر،‏ من خلال هجرتهم إلى مختلفالقارات والدول في جميع أنحاء العالم (%54.7)، ويليهم في ذلك المصريون (%15.3)الذين يشكلون نسبة كبيرة في الولايات المتحدة وأستراليا،‏ بينما ي ُعد وجودهم فيأوروبا أقل بنسبة (%7) من وجود اللبنانيين (%24.5). إن الإحصاءات غير متوفرة فيالأردن وسوريا،‏ ولكن هناك اتجاه ًا مماثلا ً لذلك الموجود في مصر.‏إن الهجرة من دول المغرب العربي تعد موجهة بشكل أساسي نحو أوروبا،‏ وذلكمع ما يقرب من %90 من الجزائريين،‏ %82.2 من المغاربة،‏ و‎%68.1‎ من التونسيين.‏ لاتزال نسبة الهجرة إلى الدول العربية متدنية جد ًا مع %8 بالنسبة للجزائر،‏ و‎%11‎بالنسبة للمغرب.‏ وترسل تونس أكبر حصة من المغرب العربي (%26.6). لقد تمتشجيع الهجرة بقوة من المغرب العربي إلى أوروبا - والتي بدأت في أوائل القرنالتاسع عشر وتوسع نطاقها منذ عام - 1950 من ق ِبل الدولة الفرنسية وأربابالعمل هناك.‏ ورحل منها أولا ً الجزائريون،‏ ثم تلاهم المغاربة والتونسيون . 13 بحلول عام1974، أوقفت الدول الأوروبية الهجرة،‏ واتخذت تدابير لتشجيع عودة المهاجرين إلىدولهم الأصلية.‏ وهو الموقف التي فرضته الأزمة الاقتصادية العالمية واتساع نطاقالبطالة في هذه الدول خلال هذه الفترة،‏ فضلا ً عن ‏«الارتفاع النسبي لتكلفة المزاياالاجتماعية للمهاجرين الذين أصبحوا مصدر إزعاج بالنسبة لهذه الدول « 14 .لقد دفع هذا التغيير في الموقف الأوروبي المغاربة إلى تغيير وجهتهم للهجرة،‏واللجوء إلى ليبيا ودول الخليج،‏ على الرغم من أن عدد المهاجرين إلى الوجهة الأخيرةيظل متواضع ً ا نسبي ًا بالنسبة لدول المغرب العربي،‏ وكان أكبر المستفيدين هم دولالمشرق.‏ وتجدر الإشارة إلى أن دول البحر الأبيض المتوسط،‏ التي تعتبر كدول الهجرة،‏تبدو اليوم بلدان عبور وبشكل أخص بلدان هجرة.‏ إن تحركات السكان اليوم مثل كلدولة في العالم لها نصيبها من المهاجرين ونمط الهجرة الخاص بها.‏ ونلاحظ هنا أنهناك في دول المغرب العربي هجرة عبور لأشخاص في وضع غير شرعي ينتظرونعبورهم إلى أوروبا،‏ وفي دول المشوق العربي هجرة عمل أو تدفق اللاجئين.‏فيليب برنار Bernard) .(Philippe الهجرة.‏ دار نشر:‏ 1993. Marabout ص.‏ 22.13 محمد عايد Ayed) .(Mohamed المراحل الكبرى للهجرة التونسية.‏ لويس دي كوميت ‏(تحت إشراف).‏ 1995. الهجرة14 المغاربية،‏ دار نشر ،Cacucci Editore باري 1995. الصفحات 39-31. ص.‏ 33.الجدول 3/ بيانات المهاجرين في دول البحر الأبيض المتوسط بالآلاف في 2005و‎2010‎‏،‏ والنسبة المئوية للمهاجراتالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغربسورياالأراضي الفلسطينيةتونس2010242.32005242.4% من مجموعالسكان في20050.7% من النساء45.246.755.949.149.149.948.949.149.50.339.842.117.70.26.944.10.4244.72940.52973.0758.849.12205.81923.833.6246.72661.32345.2721.2511326.41660.634.9المصدر:‏ تقرير التنمية البشرية 2009، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي،‏ ص.‏ 145-143.تونستعدادات المهاجرين من بلدان البخر الأبيض المتوسط بالمليون في عام 2005الأراضيالفلسطينيةسورياالمغربلبنانالأردنالمصدر:‏ تقرير التنمية البشرية 2009، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي،‏ ص 145-143إسرائيلمصرالجزائر3 0002 5002 0001 5001 0005000


151يوروميد للهجرة 2150 يوروميد للهجرة 2إنها دول المشرق التي تستقبل أكبر عدد من المهاجرين في عام 2.973.000 : 2010في الأردن،‏ 2.940.000 في إسرائيل،‏ 2.200.000 في سوريا،‏ 1.923.000 في فلسطين.‏وهناك دول مثل مصر والجزائر تعد موطن ًا لما يقرب من 245.000 شخص،‏ في حينتعد تونس والمغرب تقريب ًا على هامش هذه العملية مع 33.000 إلى 50.000 مهاجر،‏معظمهم من أفارقة جنوب الصحراء الكبرى العابرين نحو أوروبا.‏في الأردن،‏ تمثل نسبة المهاجرين،‏ جل ّهم من الفلسطينيين الذين استقروا فيهامنذ زمن بعيد والذي يجب أن نضيف عليهم العاملين والعاملات في مجالالخدمات المنزلية ذوي أصول آسيوية،‏ نحو %44 من مجموع السكان.‏ وفي سابقةهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط،‏ أدخلت وزارة القوى العاملة في عام 2003عقد ًا مقنن ًا 15 يضع حد ًا أدنى لعمال الخدمات المنزلية.‏ وتعد لبنان الأرض المفضلةللسوريين،‏ في حين أن السودانيين هم الأكثر عدد ًا في الأراضي المصرية.‏ أما حالةالجزائر،‏ فهي خاصة للغاية لأنها تستقبل هجرة عمل كبيرة،‏ مع حصة منالصينيين الذين يعملون بالمقام الأول في أشغال البناء.‏ي ُلاحظ أن هناك نسبة كبيرة ‏(ما بين %45 و‎%55‎‏)‏ من النساء المهاجرات في هذه الدول، وهذا يعكس،‏ من ناحية،‏ الجانب العائلي لهذه الهجرة،‏ ومن ناحية أخرى،‏ التكويناتلط لهجرة العمل.‏ إن قطاعات أنشطة المهاجرين المقيمين في دول البحر الأبيضالمتوسط تتنوع ما بين أشغال البناء،و أعمال النظافة،‏ وخدمات المطاعم،‏ وبالنسبةللنساء،‏ أعمال الخدمات المنزلية،‏ حيث يمثل ذلك قطاع ًا مزدهر ًا للمهاجرات،‏ وخاصةأولئك القادمات من آسيا.‏وثمة بحث قامت به منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 16 حول الثلاثة دول المغاربيةمصد ّ ري المهاجرين يكشف عن أن مجتمع المغرب العربي ) الجزائريون،‏ التونسيون،‏والمغاربة)‏ قد شهد زيادة،‏ في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية،‏ من %49 فيعام 1990 إلى %56 عام 2000. وإذا كان عدد الجزائريين والتونسيين لم يتغير بشكلجوهري في فرنسا وهولندا وبلجيكا وألمانيا،‏ فإن عدد المغاربة قد ارتفع في كل هذهالدول،‏ وذلك في إطار لم الشمل الأسري وتسوية الأوضاع،‏ ولاسيما تلك التي تحدثفي أسبانيا وإيطاليا بشكل خاص.‏15 هذا العقد يعترف بالعمل في الخدمات المنزلية كعمل إنتاجي،‏ وبالعاملين في الخدمات المنزلية كموظفين لهم حقوقمعترف بها ويضمنها القانون.‏ وهو يشمل التأمين للعاملين في حالة المرض والوفاة،‏ وأيام الراحة،‏ ودفع الأجور فيالموعد المحدد،‏ والحق في أن يعاملوا معاملة إنسانية،‏ في ظل احترام القواعد الدولية لحقوق الإنسان.‏ في النوع والهجرة16 أكتوبر .200516 فلور جيبير Gubert) (Flore و كريستوف ج.‏ نوردمان Nordman) (Christophe.j. .(2009-2008):.The future of International migration to OCDE countries. Regional note/ North Africa. Paris IRD, DIACالجدول 4/ الوجهات الرئيسية من دول المغرب العربي إلى دول منظمة التعاونالاقتصادي والتنمية ‏(وحدات؟)‏الوجهاتفرنساأسبانياهولنداإيطاليابلجيكاألمانياالولايات المتحدةالأمريكيةاموعنصيب الجزائريين84.2نصيب المغاربة38.9نصيبالتونسيين69.9--12.22.24.92.11893.319.813.59.96.33.92.794.93.3--1.8-173.993.2المصدر:‏ دوكييه ومرفوق (2005)، الحسابات تم وضعها من ق ِ بل المؤلفين.‏ 17بشكل عام،‏ تبقى وجهة المنتمين لدول المغرب العربي إلى أوروبا متنوعة مع تركيزأكبر نحو فرنسا.‏ ولا يزال التوزيع بحسب البلد شديد التباين.‏ وي ُلاحظ هيمنةالمغاربة - بالترتيب التنازلي-‏ في فرنسا وأسبانيا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا وأخير ًا،‏في ألمانيا،‏ في حين أن الجزائريين يتركزون أساس ً ا في فرنسا (%84.2). أما الهجرةالتونسية،‏ فهي موجهة بشكل أساسي نحو فرنسا،‏ وثم في المرتبة الثانية نحوإيطاليا،‏ البلد القديمة للهجرة التونسية،‏ حتى إذا كانت تونس تجد نفسها محل18منافسة من ق ِبل المغرب منذ أواخر الثمانينيات.‏منذ النصف الثاني من التسعينيات،‏ كان هناك انتعاش قوي في حركات الهجرة مندول المشرق إلى الغرب:‏ بشكل أساسي من الأردن ولبنان - واعتبار ًا من عام 2000-من الأراضي الفلسطينية.‏ ويهاجر السوريون محدودو المهارات إلى دول المنطقة فيالمقام الأول،‏ في حين يتوجه معظم المؤهلين نحو دول منظمة التعاون الاقتصاديقمنا بحساب نسبة المهاجرين في الولايات المتحدة فوجدناها %6.1، وفي كندا تصل هذه النسبة إلى %3.2.17 اموع لا يشمل %2.1 من المهاجرين التونسيين في سويسرا.‏18


153يوروميد للهجرة 2152 يوروميد للهجرة 2والتنمية.‏ ويتجلى حجم هذه التدفقات في التحويلات المالية من العاملين المغتربينإلى دولهم التي غادروها . 192. ماذا عن هجرة النساء في الدول الأوروبية؟تطلعنا الإحصاءات الموجودة - لاسيما تلك التي من اتحاد البحوث التطبيقية حولالهجرة الدولية -(CARIM) على نصيب هذه الهجرة في تحركات السكان من دولالبحر الأبيض المتوسط،‏ وكذلك على توزيعهم من ق ِبل الدول مصدر الهجرات.‏ فيالواقع،‏ تختلف هجرة النساء عن هجرة الذكور من ناحية الكمية.‏ إن النظام الأبويفي الدول العربية-الإسلامية يمنع أو يكبل المشاركة الكاملة للنساء في الحياةالعامة ويتحكم في تحركاتهن،‏ وخاصة غير المتزوجات منهن.‏ إن الهجرة تضفي -بالنسبة إلى المرأة - معن ًا فريد ًا جد ًا:‏ يجب خرق عدد من الممنوعات حتى تتمكن منالسفر وحدها دون إشراف ذكوري.‏ ومع ذلك،‏ فمن الملاحظ تاما ً أنه على الرغم منهذه المعوقات الثقافية،‏ إن هجرة المرأة في أوجه ّ ا.‏الجدول 5/ نصيب المهاجرات في إجمالي المهاجرين من دول البحر الأبيض المتوسط20إلى 9 دول أوروبيةالبلدالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغربسورياالأراضي الفلسطينيةتونسمجموعالمهاجرين805.809مجموعالمهاجرات355.880% من المهاجرات44.228.136.734.338.142.434.911.639.047.27416.0036.31840.338886.42522.697521141.107168.13843.55818.422105.6762.088.94265.0214.505362.071تم عمل هذه الحسابات من ق ِبلنا في ضوء بيانات اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008. ص.‏ 477-473.19 فرانسواز دو بل-إير Bel-Air) .(Françoise De الهجرة والسياسة في الشرق الأوسط:‏ تعدادات،‏ وأقاليم،‏ وجنسيات فيفجر القرن الواحد والعشرين.‏20 بيانات فرنسا حول النساء المهاجرات ليست متاحة بالنسبة لمصر،‏ وإسرائيل،‏ والأردن،‏ وسوريا،‏ والأراضي الفلسطينية.‏بالنسبة لجميع دول البحر الأبيض المتوسط،‏ يقع نصيب المهاجرات بالمقارنة بإجماليعدد المهاجرين ما بين %28 و‎%44‎‏،‏ باستثناء الأراضي الفلسطينية حيث إنها ليستسوى %11.6. إن نصيب الجزائريات هو الأعلى (%44.2)، نتيجة لهجرة قديمة جد ًا،‏تليها المغربيات (%42.4). إن الأرقام المطلقة تكشف عن وجود قوي للنساء المغربياتاللاتي يمثلن أكثر من ضعف عدد النساء الجزائريات وأكثر من أربعة أخماس النساءالتونسيات.‏ إن عدد النساء اللاتي يغادرن دول المشرق نحو أوروبا هو بدوره منخفضنسبي ًا.‏ينبغي أن يفسر بحذر الانفتاح على تحركات النساء،‏ لأن الكثير منهن يهاجرن فيإطار لم شمل الأسرة أو ضمن مجموعة من الأقرباء أو الانتماء القبلي،‏ الأمر الذييؤدي إلى تحكم دائم في حريتهن في الحركة.‏ إن قلة الأرقام المعدة في البيانات حولالنساء اللاتي يهاجرن بمفردهن،‏ لا تمكن من عمل تحليل شامل لهذه المسألة.‏ثمة تحليل مستعرض للرسم البياني المبين أعلاه يظهر أن النساء المغربيات يمثلنأكثر من نصف المهاجرات (%58.4)، تليهن الجزائريات (%23.7)، في حين أن التونسياتلا يمثلن سوى %9.3.النسبة المئوية للمهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في أوروبا حسبدولة المنشأالجزائرمصر إسرائيل الأردنلبنان المغرب سورياالأراضي الفلسطينيةتونس المصدر:‏ الرسم وضع من ق ِبلنا في ضوء بيانات اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية،‏ 2009/2008. ص.‏ 477-473.وخلاصة القول،‏ فإنه في إطار التسع دول الأوربية محل دراستنا،‏ تمثل المهاجراتمن دول المغرب العربي %91.4 من مهاجرات دول البحر الأبيض المتوسط،‏ ونجد أن


أوروبا ليست الوجهة المفضلة لنساء المشرق.‏ فبالنسبة للدول الست من دولالبحر الأبيض المتوسط،‏ لا يوجد سوى %8.6 مهاجرات من المشرق،‏ منهن غالبيةمن المصريات (%3.1) واللبنانيات (%2.6). إن النسب المئوية للمهاجرات من الدولالأخرى لا تمثل سوى %1.5 لسوريا و‎%0.03‎ للأراضي الفلسطينية.‏ إن إضفاء صفةالتأنيث المدعومة من الهجرة المغاربية إلى أوروبا يرجع إلى أهمية لم شمل الأسرةلدى المهاجرات الأوائل،‏ وإلى خروج تعدادات من المهاجرات عبر التطبع بالنسبةللأخريات . 21إن نساء المشرق المعنيات بالهجرة يملن إلى الهجرة إلى الدول العربية.‏ فنجد فيهنزوجات لمهاجرين،‏ ومرافقات،‏ وأولئك اللواتي يرحلن بمفردهن للدراسة أو العمل.‏ »عددي ًا،‏ يشكل هؤلاء النساء جزء ًا هام ًا من حركة الهجرة.‏ ففي مصر - على سبيلالمثال-‏ يمثلن %30 من مجموع المهاجرين.‏ ولسنا نتحدث هنا فقط عن الجامعيات أوالنساء المنتميات إلى طبقات اجتماعية ثرية،‏ ولكن أيض ً ا عن النساء الأميات اللواتيلا يحملن مؤهلات واللواتي ينتمين إلى فئات اجتماعية محرومة ». 22إن تحليل تعدادات الهجرة النسائية من دول البحر الأبيض المتوسط إلى الدولالأوروبية يعد مؤشر ًا مهم ً ا لحرية الحركة الممنوحة للنساء في الجنوب.‏ ويسمحفحص البيانات المتاحة حول وجود مهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط فيالبلدان الأوروبية،‏ بتحليل وضعهن الاقتصادي والاجتماعي،‏ ودرجة اندماجهن،‏ وتأثيرالهجرة على تطور طبائعهن وسلوكياتهن.‏توزيع المهاجرات الجزائريات في أوروبا حسب دولة المقصدالمملكة المتحدةهولنداالنسبة المئوية للمهاجرات الجزائريات في أوروباإيطاليااليونانفرنساإسبانياالمصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية،‏ 2009/2008، ص.‏ 473.بلجيكاالنمساألمانيا50,045,040,035,030,025,020,015,010,05,00,0تتجه هجرة الجزائريات نحو اثنين من الدول الأوروبية - فرنسا وبلجيكا-‏ مع معدلاتقريبة من %50 (%46.4 و‎%44.2‎‏).‏ وإذا كان هناك تقليد للهجرة إلى كلا البلدين،‏ فإنهيمكننا كذلك أن نبرز وجهات مهمة مثل هولندا،‏ والمملكة المتحدة،‏ وإيطاليا التيتستضيف وحدها أكثر من %30 من المهاجرات.‏وبالنسبة للهجرة المصرية،‏ فهي موجهة بشكل خاص نحو الدول الأنجلوساكسونية- أكثر من 30-% ولاسيما نحو المملكة المتحدة وألمانيا والنمسا.‏ إن انتشار اللغةالإنجليزية في مصر يسهل التواصل ويشجع الشباب على الهجرة للعمل أوالدراسة.‏ وتظل إيطاليا الوجهة التقليدية المفضلة بسبب قربها،‏ وخاصة ً لانتمائهاإلى ثقافة البحر الأبيض المتوسط.‏155يوروميد للهجرة 2154 يوروميد للهجرة 221 عبد االله برادة.‏ آفاق عودة المهاجرين في سياق التعاون الأورو-‏ مغاربي.‏ في لوجي دو كوميت،‏ المرجع السابق،‏ ص.‏ 74-55،ص.‏ 60.22 عائشة بنت دياب.‏ (1991). النساء والهجرة إلى دول الخليج.‏ في ج.‏ بوج وف.‏ بوتنيه ‏(تحت إشراف)‏ 1991. الهجرات فيالعالم العربي.‏ إصدارات المركز الوطني للبحوث العلمية.‏ باريس.‏ ص.‏ 122-110. ص.‏ 112.


50,045,040,035,030,025,020,015,010,05,00,0المملكةالمتحدةهولنداالنسبة المئوية للمهاجرات الجزائريات في أوروباإيطاليااليونانإسبانيابلجيكاالنمساألمانياالمصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية،‏ 2009/2008، ص.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ في العام 2008،باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006).50,045,040,035,030,025,020,015,010,05,00,0تعود الهجرة المصرية إلى أوروبا إلى بداية القرن - 19 بعد حملة نابليون (1801-1798)- عندما أرسل محمد علي البعثات الأولى من الطلاب المصريين إلى إيطاليا في1813 لدراسة الطباعة والفنون،‏ وإلى فرنسا في 1818 للتأهيل العسكري والبحري.‏وخلال الستينيات،‏ دفع التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر الشبابإلى الهجرة إلى الولايات المتحدة وأوروبا.‏ وفق ًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامةوالإحصاء (2001)، فقد هاجر 824.000 مصري إلى وجهات أخرى غير الدول العربية،‏ما يقرب من %80 منهم يوجد في الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا وأستراليا واليونان.‏وتتوزع ال %20 المتبقية في 7 دول أوروبية في أوروبا الغربية . 23 إن المصريين المقيمينفي دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية هم عموم ًا أكثر تعليم ً ا وتأهيلا ً منأولئك الذين هاجروا إلى الدول العربية.‏ وهم يشكلون جالية علمية كبيرة،‏ حيثتضم الجمعية الطبية المصرية في لندن أكثر من 120 أستاذ ًا وباحث ًا . 24المملكة المتحدةهولنداالنسبة المئوية للإسرائيليات في أوروباإيطاليااليونانإسبانيابلجيكاالنمساألمانياالمصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية،‏ 2009/2008، ص.‏ 473-477. البيانات الأخيرة،‏ في العام 2008،باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006).كشفت البيانات المتعلقة بالمهاجرات الإسرائيليات في أوروبا عن أرقام محدودةومتباينة:‏ أقل من 25 مهاجرة في اليونان،‏ نحو 4000 في ألمانيا،‏ و‎6000‎ في المملكةالمتحدة.‏ أما فيما يتعلق بالمهاجرات الأردنيات،‏ فإنهم يوجدن بصفة خاصة مقيماتفي ألمانيا،‏ ما يقرب من 3000 مهاجرة،‏ في إيطاليا والمملكة المتحدة،‏ مع ما يزيد قليلا ًعلى 1000 مهاجرة.‏ وهذه الهجرة كونها إما للدراسة أو لمرافقة زوج عالي التأهيل.‏23 أيمن زهري.‏ :(2006) despair Egyptian youth and the European Eldorado: Journeys of hope andالمعهد الدنماركي للدراسات الدولية،‏ .DIIS ورقة العمل رقم 18. 2006/ كوبنهاجن.‏24 أيمن زهري.‏ (2006). نفس المرجع.‏157يوروميد للهجرة 2156 يوروميد للهجرة 2


النسبة المئوية للأردنيات في أوروباالنسبة المئوية للبنانيات في أوروبا70,060,050,040,030,04 5 ,04 0 ,03 5 ,03 0 ,02 5 ,020,02 0 ,010,01 5 ,00,01 0 ,05 ,00 ,0المملكةالمتحدةهولنداإيطاليااليونانإسبانيابلجيكاالنمساألمانياالمملكة المتحدةهولنداإيطاليااليونانفرنساإسبانيابلجيكاالنمساألمانياالمصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية،‏ 2009/2008، ص.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ في العام 2008.المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية،‏ 2009/2008، ص.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ في العام 2008،باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006).إن الهجرة اللبنانية النسائية في أوروبا مهمة.‏ فآثار الحرب،‏ ووجود شتات لبناني غنيوجذاب،‏ يدفع العديد من النساء إلى الهجرة والإقامة في الخارج.‏ إن أكبر عدد منالمهاجرات يوجد في ألمانيا (15.769) وفرنسا (14.000).إن حالة المغرب خاصة.‏ فقديم ًا،‏ كانت الهجرة إلى أوروبا في البداية هجرة للأيديالعاملة من الذكور،‏ ثم هجرة نسائية،‏ عززتها إقامة دائمة،‏ وحالات رحيل دائمةللدراسات التي زادت في السنوات الأخيرة.‏ وبالأرقام المطلقة،‏ إن المغاربة الذينيعيشون في التسع دول الأوروبية محل دراستنا يمثلون أكثر من مليوني شخص،‏ أكبرجالية من جاليات دول البحر الأبيض المتوسط في أوروبا.‏ إن النساء لسن مهمشات،‏فقد بلغ نصيبهن %42.4. ومع ذلك،‏ ينبغي أن نميز بين الهجرة إلى البلدان الم ُستقب ِ لةالتقليدية مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا،‏ وتلك التي تطورت على مدى العقدينالماضيين إلى إيطاليا وأسبانيا.‏ إن عدد المغربيات في أسبانيا البالغ (253.662) يقتربعلى نحو متزايد من نسبة أولئك اللاتي يقمن في فرنسا (293.000).159يوروميد للهجرة 2158 يوروميد للهجرة 2


50,045,040,035,030,025,020,015,010,05,00,050,045,040,035,030,025,020,015,010,05,00,0المملكة المتحدةهولنداالنسبة المئوية للمغربيات في أوروبااليونانإيطالياإسبانيافرنسابلجيكاالنمساألمانياالمملكةالمتحدةإيطالياالنسبة المئوية للسوريات في أوروبااليونانإسبانيابلجيكاالنمساألمانياالمصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية،‏ 2009/2008، ص.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ في العام 2008،باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006).المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية،‏ 2009/2008، ص.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ في العام 2008،باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006).يبدو أن دولة الهجرة المفضلة بالنسبة للمرأة المغربية قد أصبحت أسبانيا.‏ فالقربالجغرافي والثقافي،‏ وتقارب الأفكار،‏ والصورة المنقولة إلى المغرب عن الأسبانيبأنه ودود وأقل غطرسة من الفرنسي تغذي خيالا ً جماعي ًا يجعل المغربي يعتقدأن الأسباني أقرب وأكثر قدرة على قبول وفهم المهاجرين،‏ وهذا بالإضافة إلى كونأسبانيا بلد ًا عريق ًا للهجرة.‏ ثمة تعليل مشابه يمكن تطبيقه بالنسبة لإيطالياحيث يوجد 150.000 من النساء المهاجرات من المغرب.‏أما بالنسبة للسوريات،‏ فيوجد %44 منهن في ألمانيا (12.471)، في حين أن وجودهنفي الدول الأوروبية الأخرى منخفض للغاية،‏ ما بين 3000 مهاجرة في هولندا وحتى387 في النمسا.‏ وهي على وجه الخصوص هجرة للنخبة،‏ من الطالبات أو ذواتالمهارات العالية.‏اموعوتبدو أعداد الهجرة الفلسطينية في أوروبا ضئيلة،‏ خصوص ً ا أن العديد من الدولالأوروبية لا تفصح عن بيانات تتحدث عن هذا الأمر.‏ اتجاه الهجرة يبدو واضح ً ا،‏ معبلجيكا كوجهة أولى،‏ تليها النمسا وإيطاليا.‏المملكةالمتحدةالنسبة المئوية للفلسطينيات في أوروباإيطاليااليونانبلجيكاألمانيا40,035,030,025,020,015,010,05,00,0المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية،‏ 2009/2008، ص.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ في العام 2008،باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006).161يوروميد للهجرة 2160 يوروميد للهجرة 2


إن توزيع المهاجرات التونسيات في التسع دول الأوروبية محل الدراسة ي ُعد غيرمتوازن،‏ بين 30 و‎35‎ %، وتوجد أعلى نسبة في فرنسا (%42). ثمة عوامل تاريخيةتتدخل لتفسير توجه الهجرة إلى فرنسا،‏ في حين أن تقاليد ثقافية أخرى تبررارتفاع معدلات الهجرة من تونس إلى إيطاليا،‏ تلك الدولة التي يعتبرها العديد منالتونسيين والتونسيات أكثر عذوبة،‏ ومعايشة،‏ وسلاسة.‏المملكة المتحدةهولنداإيطالياالنسبة المئوية للتونسيات في أوروبااليونانفرنساإسبانيابلجيكاالنمساألمانياالمصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية،‏ 2009/2008، ص.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ في العام 2008،باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006).45,040,035,030,025,020,015,010,05,00,0في الختام،‏ لقد رحل النساء من دول البحر الأبيض المتوسط وهن يحملن عمليةالهجرة إلى أوروبا.‏ إن تعدادات هجرة المهاجرات من دول المغرب العربي هي أكبر بكثير- بالأرقام المطلقة-‏ من مهاجرات المشرق،‏ مما يدل على اتجاه ثنائي الرأس للهجرة مندول البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا،‏ حيث إن الهجرة إلى الخليج تتجاوز بكثيرتلك الهجرة نحو الدول الأوروبية.‏ إن اتجاه الهجرة لأسباب لغوية بات واضح ً ا:‏ إننانقابل المهاجرات المتحدثات بالفرنسية في فرنسا وبلجيكا،‏ والمتحدات بالإنجليزيةفي المملكة المتحدة وألمانيا والنمسا.‏ وتحظى وجهة هولندا بتقدير من الكثيريننظر ًا لمرونة التشريعات المتعلقة بالهجرة.‏إن النوع ‏(الذكر/الأنثى)‏ لا يعبر فقط مسرح الهجرة،‏ ولكنه معيار مهم يشكلويعدل ذلك المسرح.‏ و دراسة العوامل الاجتماعية-الديموغرافية ‏(العمر،‏ والحالةالاجتماعية،‏ ومعدل الإنجاب،‏ وعدد الأطفال المعالين)‏ للمهاجرات في أوروبا تساعدفي تحديد تطور عملية الهجرة والتغيرات التي طرأت على حياة المهاجرات.‏3. النساء المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط:‏البيانات الاجتماعية-الديموغرافيةتعد أعمار النساء المهاجرات في أوروبا معيار ًا هام ًا.‏ واستناد ًا إلى البيانات الموجودة،‏ تمتقسيم تعداد المهاجرات إلى ثلاثة أجيال :• الجيل الثالث،‏ جيل الأطفال من - 0 18 سنة،‏ حسب تعريف اتفاقية حقوقالطفل؛• الجيل الثاني يشمل التعدادات النشطة من المهاجرات التي تتراوح أعمارهن بين30 حتى 64 عام ًا؛• الجيل الأول،‏ جيل المهاجرات اللاتي لا يزاولن أعمالا ً والمتقاعدات اللاتي تتراوحأعمارهن من 65 عام ًا فأعلى.‏إن دراسة بيانات اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية 2007-2006 -المتعلقة بالتوزيع حسب عمر وجنس المهاجرين من دول البحر الأبيض المتوسط إلىأوروبا-‏ تقودنا إلى اختيار الدول الم ُستقب ِ لة حيث تكون الأرقام متوفرة وذات دلالة.‏ لقدتم أخذ ثلاث من دول الهجرة القديمة وهم فرنسا وألمانيا وبريطانيا العظمى - حيثالأرقام حسب العمر تعد مهمة نسبي ًا - وكذلك الدولتين الجديدتين للهجرة وهماإيطاليا وأسبانيا،‏ ويجدر التأكيد – في هذه الحالة الأخيرة - على وجود المغربياتوالمصريات في إيطاليا.‏في فرنسا،‏ تتعلق الأرقام المتاحة بالمهاجرات القادمات من الجزائر والمغرب.‏ ويظهرالتوزيع حسب العمر للمهاجرات في كلا البلدين،‏ من ناحية،‏ عن قدم الهجرةالجزائرية في فرنسا،‏ ومن ناحية أخرى،‏ عن التدفقات المستمرة للمغربيات نحو هذاالبلد.‏163يوروميد للهجرة 2162 يوروميد للهجرة 2


الجدول 6/ نسبة المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في فرنساحسب الفئة العمرية19-0الجزائر9.60المغرب28.0428.4538.6924.9748.7239-2064-4065 سنة فأعلى4.8016.69المصدر:‏ هجرات دول البحر الأبيض المتوسط،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 385.نسبة المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في فرنسا حسب الفئةالعمريةفعلى الجانب الجزائري،‏ نلاحظ أن هناك تعداد ًا من النساء المهاجرات في سنالشيخوخة،‏ مع %17 من النساء فوق سن 65 في حين أن الأطفال من 0 حتى 19سنة لا يمثلون سوى %9.6. وعلى الجانب المغربي،‏ نجد أن هناك تعداد ًا من النساء أصغرسن ًا:‏ يمثل الأطفال %28.04 في حين أن تعداد النساء الكبيرات في السن ليس إلا%4.8. ويعد تعداد النساء الجزائريات في سن العمل أكبر في الفئة العمرية 40-64 أي(%48.7) مقابل %38.7 بالنسبة للنساء المغربيات في نفس الفئة العمرية.‏إن الجيل الأول من المهاجرات اللاتي ينحدرن من الجزائر ي ُعد أكبر عدد ًا بكثير منالجيل الأول من المهاجرات اللاتي ينحدرن من المغرب،‏ وهو ما يعكس أقدمية الهجرةالنسائية الجزائرية.‏ وبالنسبة للمغربيات،‏ إنه فقط الجيل الثالث الذي شهد توسع ً اكبير ًا - وذلك بسبب الوصول الدائم للمهاجرات في فرنسا،‏ ولم شمل الأسر المتأخر،‏الذي وقع في السنوات 1970 و‎1980‎‏.‏الجدول 7/ نسب المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في ألمانيا حسبالفئة العمرية5 04 54 03 53 02 52 01 51 050المصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 385.الجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغرب19.4456.9418.305.3238.2347.7812.051.9421.7161.1013.503.7019.6350.9822.8611.3623.1462.6411.862.3724.8059.1414.062.0019-039-2064-4065 فأكثرالجزائرالمغرب65 سنة فأعلىالمصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 389.إن حالة ألمانيا مفيدة جد ًا.‏ فالنساء اللاتي يقمن فيها من دول البحر الأبيض المتوسط- في‎%50‎ إلى %60 من الحالات - تتراوح أعمارهن بين 20 و‎39‎ سنة،‏ وهذا يعني أنهنفي ذروة سن العمل،‏ وهو تعداد يميل إلى الانخفاض عندما نتقدم نحو الفئة العمرية64-40 سنة.‏ لكن الجانب الأكثر واقعية هو،‏ من ناحية،‏ النسبة الضعيفة جد ًا للنساءاللواتي تتراوح أعمارهن بين 65 وأكثر ‏(تتراوح بين %2 إلى %5)، باستثناء المهاجرات منإسرائيل،‏ ومن ناحية أخرى،‏ النسبة العالية لفئة الأطفال.‏ إن الهجرة النسائية منهذه الدول الخمس من دول البحر الأبيض المتوسط إلى ألمانيا هي إذ ًا حديثة،‏ حيث إنوجود الجيل الأول زهيد نسبي ًا في حين أن الجيل الثاني والثالث في نمو كبير.‏ ويبدو أنالنساء اللاتي تنحدرن من أصول إسرائيلية مقيمات منذ زمن بعيد في ألمانيا - مع0 - 1 9 2 0 - 3 9 4 0 - 6 4165يوروميد للهجرة 2164 يوروميد للهجرة 2


أكثر من %11 من الذين تزيد أعمارهن عن 65 سنة - في حين أن النساء ذوات الأصولاللبنانية - هن بالأحرى وافدات جديدات-‏ مع تعداد من الأطفال يبلغ %38.إن الجل الأكبر من النساء - اللواتي ينحدرن من دول البحر الأبيض المتوسط -المقيمات في المملكة المتحدة،‏ في سن العمل:‏ تتراوح أعمارهن ما بين 20 و‎64‎ سنة،‏ولكن هناك تباينات كبيرة يجب الإشارة إليها حسب كل بلد.‏ فبالنسبة للمغربولبنان والأردن - في بعض الأرقام القريبة – تبلغ نسبة النساء في الفئة العمرية39-20 أعلى من الفئة 64-40 سنة،‏ الاتجاه الذي يتزايد بالنسبة للجزائريات،‏ ويتعادلبالنسبة للإسرائيليات،‏ وينقلب تمام ًا في حالة المصريات.‏ وهو ما يعكس هجرةحديثة إلى المملكة المتحدة بالنسبة للمغرب – التي تحولت نحو فرنسا - وقديمةجد ًا بالنسبة لمصر،‏ ومتوازنة نسبي ًا بالنسبة لإسرائيل.‏الجدول 8/ نسبة المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط إلى المملكة المتحدةحسب الفئة العمريةالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغرب7.1549.3339.4911.8949.6631.1428.8745.3624.4020.0835.7436.548.5416.4745.7329.2616.1153.5024.745.6519-039-2064-4065 فأكثرالمصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 387.4.047.311.377.63يشهد المثال المصري على صلات قديمة ووثيقة نسجت على مر التاريخ مع المملكةالمتحدة.‏ في الحقيقة،‏ يعد الجيل الأول من النساء اللاتي ينحدرن من الأصول المصريةويقمن في المملكة المتحدة،‏ هو الأكبر عدد ًا (%75 تتراوح أعمارهن بين 40 حتى65 سنة فأكثر)،‏ في حين أن عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 حتى 19سنة لم يصل إلا إلى %8.5. في المقابل،‏ فالدول التي يظهر فيها تجدد للشباب فيالتعداد النسائي هي الأردن حيث %29 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 19-0سنة،‏ وإسرائيل (%20) والجزائر (%16). تفسر تعدادات الشابات في الهجرة النسائيةبالهجرة من أجل الدراسة،‏ وبوصول شب كوادر عليا شابة تقيم مع عائلاتها.‏يطبق النموذج المتوسطي الجديد للهجرة - الذي يتميز بإقامة النساء،‏ والعاملات،‏والشابات،‏ مع ارتفاع نسبي في المستوى التعليمي - في الدول الأوروبية ذات الهجرةالحديثة،‏ كما يبين ذلك بوضوح المثالان الإيطالي والأسباني.‏الجدول 9/ نسبة المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا حسبالفئة العمريةالفئة العمرية/‏ البلدالجزائرمصرالمغرب37.845.740.443.026.354.319-0 سنة39-20 سنة64-40 سنة65 سنة فأكثراموع14.52.013.13.516.03.4100.0المصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 387.100.0100.0إن هجرة النساء من دول البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا هي ذات غلبة مغربية.‏فبالأرقام المطلقة،‏ كان هناك 71.595 مهاجرة مغربية مقابل 9.151 مصرية و‎2.735‎جزائرية،‏ بينما يكون العدد غير مهم على الإطلاق ‏(أقل من 1000 مهاجرة)‏ بالنسبةلدول مثل لبنان (977)، إسرائيل (654) والأردن (569).وعلى الرغم من تباين الأرقام،‏ فثمة تجانس يتضح من هذا الجدول يشير إلى الطبيعةالخاصة للهجرة إلى إيطاليا.‏ تخص هذه الهجرة نسبة من النساء الشابات ‏(أكثرمن %80 ما بين 0 و‎39‎ سنة)،‏ سواء من أسر أحادية الأبوين أو من نساء وحيدات.‏ وتعدالفئة العمرية 60-40 سنة قليلة التمثيل (%13 إلى %16 من التعداد العام)‏ وأما منهن أكثر من 65 سنة،‏ فهن لا يمثلن سوى نسبة ضئيلة.‏ويكشف التوزيع حسب الجنس داخل كل جنسية عن حداثة هجرة الإناث إلىإيطاليا،‏ وخاصة بالنسبة للجزائر - مع %27.5 من النساء مقابل %72.5 من الرجال- في حين أن هذه المعدلات ترتفع إلى %33.5 مقابل %66.5 بالنسبة لمصر،‏ و‎%39.5‎مقابل %66.5 بالنسبة للمغرب.‏167يوروميد للهجرة 2166 يوروميد للهجرة 2


169يوروميد للهجرة 2168 يوروميد للهجرة 2الجدول /10 نسبة المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في أسبانيا حسبالفئة العمريةالفئة العمرية/‏ البلدالجزائر32.519-0 سنةالمغرب33.447.517.147.316.239-20 سنة64-40 سنة65 سنة فأكثراموعالمصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 387.2.0100.04.0100.0ثمة اتجاه مماثل بين الجزائر والمغرب يبين - مع تفاوت بسيط كذلك - أن نسبة المهاجراتالمغاربة في أسبانيا تبلغ 170.498 مهاجرة مقابل فقط 11.145 مهاجرة من المهاجراتالجزائريات.‏ لقد جاء الانفتاح على الهجرة من الجزائر إلى أسبانيا حديث ًا جد ًا،‏ وذلك بسببعوائق اللغة والعلاقات السياسية الممتدة نسبي ًا بين البلدين خلال 1970 و‎1980‎‏.‏هناك ثلاث فئات من الهجرة النسائية في الدول الم ُستقب ِ لة يمكن تمييزها كالآتي :1. فرنسا لديها تعداد من مهاجرات كبيرات في السن،‏ يغلب عليهن الجيل الأول؛2. ألمانيا والمملكة المتحدة تستقبل على أرضها عدد ًا كبير ًا من المهاجرات في سنالعمل (20-64 سنة)،‏ الأمر الذي يشهد على ق ِدم الهجرة النسائية؛3. إيطاليا وأسبانيا - دول م ُستقبلة حديثة - تتلقيان هجرة نسائية شابة جد ًا:‏النسبة من 19-0 عام ًا كبيرة بشكل خاص،‏ وكذلك نسبة النساء اللاتي فيبداية طريق العمل (39-20 سنة)،‏ الأمر الذي يدل على وجود طاقة تغيير.‏بعض المعايير الديموغرافية:‏ تغيير المواقف على أساس الحركةالثقافيةنسبة المواليدإنه معيار هام للكشف عن تغيرات السلوك الديموغرافي للمهاجرين الذين ينحدرونمن دول البحر الأبيض المتوسط.‏ إن الدخول الضخم للنساء في أوروبا في إطار لمشمل الأسرة - لاسيما الشابات اللاتي في سن الإنجاب-‏ قد أخل بالنماذج المرجعيةللمهاجرات اللاتي تواجهن مجتمع ً ا ذا مرجعيات مختلفة.‏ وهكذا فهن يواجهن- للمرة الأولى وبشكل مباشر-‏ الحداثة المتمثلة في العادات المتعلقة بالملابسوالسلوكيات الخاصة بالمرأة الأوروبية،‏ وبنية الأسرة،‏ وعمل المرأة.‏ وخلال العقد 1980،اتجه معدل المواليد إلى انخفاض بين المهاجرات،‏ بسبب الانخفاض الحاد في معدلاتالإنجاب لمن هن في سن الإنجاب . 25 وثمة مقارنة بين عدد المواليد في ثلاثة مجتمعاتخلال العقد 1990-1980 تكشف عن انخفاض مبكر في معدل الإنجاب لدى نساءالمغرب العربي المهاجرات.‏الجدول 11/ عدد المواليد حسب جنسية الأم بين 1980 و‎1990‎الجنسيةجزائريةمغربيةتونسيةالمغرب العربي كلهاموعالنسبة المئوية السنويةلمتوسط عدد المواليد1982-19812.63النسبة المئوية السنويةلمتوسط عدد المواليد1990-19891.961.960.734.65100.02.100.925.65100.0المصدر:‏ المعهد الوطني للإحصاءات ،(INSEE) دسبلانك غي Guy) ،(Desplanques وايسمار ميشال Michel) ،(Ismard بياناتاجتماعية ‏(آلان نرفز).‏وجد الانخفاض الأكبر لمعدل المواليد لدى الجزائريات والمغربيات.‏ وقد كان لدى التونسياتمعدل مواليد منخفض بالمقارنة مع نساء دول المغرب العربي الأخرى ، اختلاف ازداد فيالانخفاض مع الهجرة.‏ وقد حدث هذا الانخفاض وفي نفس الوقت الذي س ُ جل فيهانخفاض ٌ في دول المنشأ.‏ في ذلك الوقت،‏ كان مستوى معدل الإنجاب لنساء المغربالعربي - اللاتي يعشن في فرنسا – يقع بين المستوى الفرنسي ومستوى دول المنشأ.‏إنهن عادة بنات المهاجرين - لاسيما تلك اللاتي قدمن في سن صغير أو اللاتي ولدن فيفرنسا-‏ اللاتي يملن أكثر إلى تقليل معدل إنجابهن ‏(آلان نيفز).‏25 آلان نرفز.‏ نساء شمال إفريقيا في فرنسا.‏ في (Khemais Taamallah (2005) (sld ‏(الجوانب الاجتماعية-الثقافيةللمهاجرين من المغرب العربي إلى أوروبا.‏ مطبوعات جامعة تونس.‏ ص.‏ 82-67.


171يوروميد للهجرة 2170 يوروميد للهجرة 2وتميل بنات المهاجرين إلى اعتماد عادات وسلوكيات ديموغرافية مشابهة لتلك التيتتبناها النساء في الدول الم ُستقب ِ لة .وفقا ً لدراسة أجراها المعهد الوطني للإحصاءات يرجع تاريخها إلى عام 1990،انخفض عدد الأطفال لكل امرأة من 5.2 إلى 3.5 بالنسبة للمغربيات،‏ ومن 5.3إلى 3.9 بالنسبة للتونسيات،‏ ومن 4.2 إلى 3.2 بالنسبة للجزائريات.‏ » منذ الهجرةالقديمة،‏ تعتمد الجزائريات أكثر وأكثر على القالب السداسي - مع 3.2 أطفال-‏ فهن لايزلن بعيدات عن 7 أطفال لكل امرأة مسجلين في بلد المنشأ ». 26 ويبدو أن الانخفاضفي معدل الإنجاب بين المهاجرات هو أحد العوامل المحددة لحجم الأسرة المهاجرة.‏وفيما يتعلق بالإجهاض – المسموح في فرنسا منذ عام 1975- فإن عدده لكل امرأةيبلغ أعلى درجاته بين الأجنبيات أكثر منه بين،‏ على التوالي %0.68 و‎%0.44‎ . 27 وبهذاينال الإجهاض مكانة خاصة كوسيلة لتحديد النسل في إطار الزواج،‏ وهي ظاهرةتبدو أكثر وضوح ً ا لدى الأسبانيات والإيطاليات أكثر منه لدى نساء المغرب العربي.‏معدل وفيات الأطفالإن انهيار معدل الإنجاب – منذ التسعينيات - لدى نساء المغرب العربي اللاتي يعشنفي فرنسا هو حدث كبير سوف يسيطر على التطور المستقبلي للأسرة المهاجرةويسهم في توجيه السلوكيات الديموغرافية في دول المنشأ.‏ ويعد معدل وفياتأطفال المغربيات - قبل سن ال 20 عام ًا – قريب ًا من معدل الوفيات الذي في دولالاستقبال . 28 وتحسن الهجرة إلى فرنسا بقاء الطفل المغربي على قيد الحياة،‏ حيثيلعب تكيف الأمهات مع الظروف الجديدة الصحية والغذائية والرعاية الطبيةالممنوحة للأطفال،‏ والتي تلعب دور ًا هام ًا في الحفاظ على صحة الطفل.‏وتعد مدة إقامة الوالدين معيار ًا أساسي ًا للتكيف يسهم في تعديل مستوياتالوفيات،‏ والتباطؤ الاقتصادي،و الاجتماعي والثقافي بخضوعه أمام العنايات الوقائيةأو العلاجية المقدمة مجان ًا تقريب ًا في الدولة الم ُستضيفة ‏(ي.‏ كورباج،‏ ص.‏ 116). ومعذلك،‏ فإن البصمة التي تضعها دولة المنشأ لا تزال مستمرة - لاسيما من خلال اتخاذبعض المواقف إزاء المرض:‏ تتغير المعدلات السارية لتمثيل الطفل ببطء شديد،‏ مظهرةعن آثار المعاملة التفضيلية حسب نوع الجنس،‏ لصالح الجنس الذكري ‏(ي.‏ كورباج).‏26 سعاد باكالتي،‏ نساء بلدان البحر الأبيض المتوسط في الهجرات الدولية،‏ حالة فرنسا.‏ في شارف محمد (2002)، .(sld)الهجرات إلى المؤنث.‏ إصدارات سود كونتكت.‏ ص.‏ 46-33، ص.‏ 39.27 ‏(أ.‏ برادة)،‏ مرجع سابق.‏28 يوسف كورباج.‏ استخدام بيانات الإحصاءات والأحوال المدنية لقياس معدلات وفيات وهجرة المغاربة في فرنسا.‏ فيلوجي دو كوميت،‏ مرجع سابق،‏ ص.‏ 130-113، ص.‏ 115.الحالة الاجتماعيةشهدت سلوكيات زواج المهاجرات تغييرات كبيرة.‏ فقد تأخر سن الزواج وظهر أزواجالشباب الذين يعيشون في إطار أكثر منه غير رسمي،‏ في ارتباط خارج إطار الزواج.‏وفي فرنسا،‏ كشف إحصاء 1990 الاتجاهات الجديدة للزواج في مجتمعات المغربالعربي.‏ وقد بدت الجزائريات أكثر اتسام ًا بالسمات الأوربية نظر ًا لاتصالهن القديمكثير ًا بفرنسا وبالثقافة الفرنسية.‏ ويمكن التمييز بين فئتين من المغربيات:‏ المغربياتالأصغر سن ًا اللاتي يسعين إلى اعتماد سلوكيات قريبة من سلوكيات الجزائريات،‏والمغربيات الأكبر سن ًا اللاتي لا يزلن متعلقات بموروثات مجتمعهن الأصلي.‏ أمابالنسبة للتونسيات،‏ فهن ينخرطن في سلوكيات ليست بعيدة عن تلك الموجودةبمجتمعهن الأصلي،‏ ولكنها أكثر ملاءمة للمجتمع الم ُستقب ِ ل . ومن الصحيح أناتمع التونسي قد اعتمد - بعد استقلاله عام 1956- قانون ًا للأسرة يعد الأكثرتقدم ًا في المنطقة وفي العالم الإسلامي،‏ والذي يعد تأثيره كبير ًا على الأمهاتوالبنات اللاتي يعشن في تونس أو في أماكن أخرى.‏وفي التسعينيات،‏ لوحظ مع ذلك أن تأثير تقاليد دول المنشأ لا يزال قوي ًا لدى المهاجراتاللاتي يعشن في أوروبا.‏ وعلى الرغم من أن الزيجات المبكرة في انخفاض حاد -لاسيما عند الجزائريات - وأن معدلات الإنجاب آخذة في الانخفاض،‏ نجد أن الفتياتغير المتزوجات لا يزلن مستمرات – فيما يقرب من %60 من الحالات - في العيش معوالديهن.‏ وبعد سن ال 35، تعيش معظم نساء المغرب العربي في أزواج،‏ بشكل عاممع رجال من نفس جنسيتهن ‏(آلان نيفز).‏ وتظل الحاجة ماسة إلى حماية الفتيات،‏ويظل الزواج هو المؤسسة الوحيدة للإنجاب وللتعبير عن الجنس.‏ إن الارتباط خارجنطاق الزواج - أو مع فرنسي - يعبر عن درجة تحرر نساء المغرب العربي.‏ ويظل التذكيربأن هذا النوع من الارتباط ليس نادر ًا،‏ فنحن كثير ًا بين الجزائريات.‏وبالنسبة لدول الهجرة الجديدة - وخاصة أسبانيا حيث يكثر وجود النساء المهاجرات- هناك عدد كبير من النساء غير المتزوجات،‏ والأرامل،‏ والمطلقات.‏ إن الجدول الذيأعدته لورا أوزو على النساء العاملات الأجنبيات حسب الحالة الاجتماعية ومبادئدول المنشأ (1995) يشير إلى أنه من بين إجمالي 7850 امرأة مغربية تعمل بشكلقانوني،‏ هناك %53.2 غير متزوجات،‏ %36.7 متزوجات،‏ %4.5 مطلقات،‏ و‎%5.5‎ أرامل.‏وتؤكد هذه البيانات هيمنة النساء العاملات – في إطار الهجرة الاقتصادية فيأسبانيا-‏ القادمات بمفردهن بشكل مستقل عن الرجال.‏وثمة أبحاث أخرى ‏(قام بها م.‏ كاشني)‏ تؤكد هذه النتيجة،‏ وتبين أن الجالية المغربيةفي أسبانيا تتكون في غالبتها من العزاب (%59 مقابل %39 متزوج)،‏ وهي حالةتطورت قليلا ً لدى النساء ‏(على التوالي %62 من غير المتزوجات مقابل %26 من


المتزوجات مع حصة من المطلقات (%7) والأرامل (%5). » تبين هذه البيانات أن الصورةالنمطية للنساء المغربيات المهاجرات في أسبانيا هي صورة امرأة لم تؤسس بعدأسرتها،‏ أو قطعت رباط الزوجية واختارت الهجرة للعمل وإعادة بناء حياتها.‏ وفيامل،‏ فهناك ثلاث من أصل أربع نساء،‏ لم يهاجرن في ‏«مقطورة الزوج»‏ . 29ولعل هذا يفسر كون نساء المغرب العربي اللواتي يهاجرن بمفردهن - على عكسالنساء الآسيويات-‏ لا يتركن خلفهن حالات زوجية:‏ فهن في الغالب غير متزوجات،‏أو أرامل،‏ أو مطلقات،‏ أو منفصلات.‏ وي ُنظر الآن للهجرة كوسيلة للبدء على أسسجديدة،‏ لبناء مشروع حياة جديدة في البلد الم ُستقب ِ ل ‏(راميريه » ،«Ramirez 1999).عدد الأطفال والأشخاص المعالينإن هجرة العاملين الذين ينحدرون من الجنوب غالب ًا ما تكون جزء ًا من الاستراتيجياتالعائلية.‏ فعدد الأشخاص المعالين هو مؤشر مهم لتطور الأسرة.‏ وهو يتطور وفق ًالمستوى التعليم،‏ والوضع الوظيفي،‏ والأقدمية في الهجرة.‏ إن الأشخاص المعالينهم،‏ من ناحية،‏ الزوج أو الزوجة،‏ والأطفال،‏ والآباء والأجداد أو أقارب يقطنون معالمهاجر،‏ ومن ناحية أخرى،‏ الأفراد الآخرين من العائلة الذين ظلوا في بلد المنشأ.‏وأظهرت دراسة لورا أوزو أن هناك نسبة عالية من المهاجرين من المعالين:‏ %67بالنسبة للأفارقة،‏ %56 للاتينيين-الأمريكيين،‏ و %60 للآسيويين.‏ وتتفاوت المعدلاتبشكل كبير عندما يتعلق الأمر بالأشخاص المعالين في بلد المنشأ:‏ %56 بالنسبةللأفارقة،‏ %33 للاتينيين-الأمريكيين،‏ و %36 للآسيويين.‏ إن وجود أشخاص معالين فيبلد المنشأ يشير،‏ من ناحية،‏ إلى أن الهجرة لا تكون بالضرورة بشكل عائلي،‏ وتؤكد،‏من ناحية أخرى،‏ على الغرس القوي لنظام التضامن،‏ ولمفهوم الواجب نحو الآباءوالأمهات والأسرة في مجتمعات جنوب المتوسط،‏ لاسيما عند النساء.‏إن نسبة الأشخاص المعالين كانت مهمة جد ًا في التسعينيات لدى المهاجرينمن دول المغرب العربي.‏ ففي بلجيكا - على سبيل المثال - كل عامل مهاجريتحمل عبء 5.25 أشخاص دون حساب العامل نفسه.‏ ويعد هذا العبء أكبربالنسبة للمغربي الذي يتحمل 5.7 أشخاص.‏ ويبدو هذا العبء أقل في فرنسا(1.8 شخص).‏ وهو في أسبانيا 0.7 شخص،‏ بسبب موجة الهجرة الحديثة فيهذه الدولة.‏ وفي اموع،‏ كل مهاجر من المغرب العربي مقيم في أوروبا يدعم2.2 شخص،‏ في حين أنه كان يحمل تقريب ًا عبء نفسه فقط في السبعينيات‏(أ.‏ برادة » Berrada ،« A. ص.‏ .(61وفيما يتعلق بتوزيع الأشخاص المعالين حسب الجنس،‏ يلاحظ أن المسؤوليةالاقتصادية تقع بشكل عام على كاهل الرجال،‏ على الرغم من نمو وتزايد عددربات الأسر (%63 للذكور مقابل %57 للنساء).‏ إن غالبية هؤلاء النساء اللواتي كنيحملن في عاتقهن أشخاص ً ا معالين في بلد المنشأ،‏ أصبحن مصادر رئيسية للدعمالاقتصادية.‏ ويجدر الإشارة إلى عدد المهاجرات المغربيات غير المتزوجات في أسبانياومسؤولياتهن المزدوجة إزاء الأسرة التي لا تزال في المغرب،‏ والأسرة التي يؤسسنهافي وقت لاحق في بلد الهجرة.‏إن النساء المطلقات أو الأرامل هن اللواتي يصرحن بأن لديهن أكبر عدد من الأشخاصالمعالين،‏ وهو أكبر بكثير من نظرائهن الذكور ‏(لورا أوزو)،‏ مما يعكس حقيقة أن النساءالمهاجرات – أمام التمزق الأسري – هن اللاتي يتم استنزافهن اقتصادي ًا بشكل أكبرفي المنزل،‏ وهكذا تزيد مسؤوليتهن الاقتصادية.‏وباختصار،‏ يظهر التحليل الاجتماعي-‏ الديموغرافي أن نساء المغرب العربي المقيماتفي أوروبا يعشن في ديناميكية تغيير اجتماعي أكبر جعلتهن يعتمدن سلوكياتأسرية وإنجابية جديدة.‏ وقد حركت هذه الديناميكية علاقات الجيل بين المهاجراتالشابات - الأكثر استجابة واندماج ً ا في النظام -، والمهاجرات ذوات الأقدمية اللاتيأسهمن في وضع أشكال أخرى من التعايش الاجتماعي.‏ ونلاحظ أن هناك اتجاه ًانحو مزيد من التقارب والتكامل بين الأمهات والبنات،‏ أكثر منه نحو الخلافات.‏ وسوفيتم تعزيز وتسريع التغيرات في مجال الإنجاب عن طريق دخول النساء المهاجراتفي سوق العمل وفي النشاط الذي من شأنه أن يجعل منهن نساء ً قادرات علىالاستقلال الذاتي بأنفسهن،‏ ولسن كما في السابق تحت مسؤولية الأزواج،‏ يسهمنفي النفقات المنزلية وزيادة ميزانية الأسرة.‏173يوروميد للهجرة 2172 يوروميد للهجرة 229 محمد خاشاني ومحمد مغاري.‏ (2006). الهجرة المغربية في أسبانيا.‏ تقرير اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرةالدولية 2006.


175يوروميد للهجرة 2174 يوروميد للهجرة 2الفصل الثالث.‏ النساء المهاجرات في سوقالعمليتخذ العمل مدفوع الأجر طابع ً ا نسائي ًا في جميع أنحاء العالم وحتى عند النساءالمهاجرات (%34 في عام 1993 إلى %40 في عام ). 30 2003 وتشير البيانات المتاحة أنالمرأة المهاجرة تسعى بشكل متزايد إلى الدخول في عالم العمل،‏ كما تبين أن نسبةمشاركة الإناث أعلى في دول الهجرة الحديثة - كأسبانيا أو إيطاليا-‏ حيث إن المرأةالتي تدخل تلك الدول تكون في ريعان شبابها،‏ وتعتمد على ذاتها،‏ ولديها مشروعهجرة مستقل تعد الوظيفة نقطته المحورية.‏إن دراسة وضع النساء المهاجرات في عالم العمل - في ال 9 دول الواقعة شمالأوروبا - يشكل تحدي ًا بسبب نقص البيانات الإحصائية والسوسيولوجية.‏ والواقعأن قليلا ً من تلك الدراسات متاحة عن النساء المهاجرات في الميدان الاقتصادي،‏ وإذاوجدت،‏ فهي غالب ًا ما تكون ناقصة،‏ وجزئية،‏ ومجتزأة.‏ إن عدم وجود مسح واسعالنطاق وشامل عن النساء المهاجرات في عالم العمل لا يم ُ كن من إجراء تحليل مقارنويفرض الاقتصار على ملاحظة اتجاهات كبيرة.‏ويمكن تفسير النقص في البيانات الكمية والنوعية؛ أولا ً،‏ من خلال حقيقة أندخول المرأة إلى اال الاقتصادي في البلد الم ُستقب ِ ل قد جاء متأخر ًا،‏ وثاني ًا،‏ من خلالحقيقة أن المهاجرات كن يعملن في كثير من الأحيان في القطاع غير الرسمي.‏ولذلك،‏ كان وجودهن في اال الاقتصادي منعدم تقريب ًا.‏ ومع دخول بنات المهاجرين –في الثمانينيات - في اال الاقتصادي ‏(عمل مدفوع الأجر أو عمل لحسابهن الخاص)،‏تم إعطاء مزيد من الاهتمام بأنشطة النساء المهاجرات،‏ ولم يعد ي ُنظر للمرأة فقط– تحت المنظور الثقافي – بأنها وصية على التماسك الاجتماعي في الأسرة،‏ ولكنأيض ً ا بكونها عنصر ًا اقتصادي ًا فعالا ً.‏وعلى الرغم من الثغرات في المعلومات،‏ نحاول أن نقدم لمحة عامة عن حالة النساءالمهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في سوق عمل الاتحاد الأوروبي،‏ مسلطينالضوء على الملامح الرئيسية لمشاركة المرأة في القوى العاملة المهاجرة ‏(المستوىوقطاع النشاط،‏ والبطالة،‏ والعمالة المحدودة)،‏ مع التمييز بين دول الهجرة القديمةوالجديدة.‏30 كلودين بلاسكو Blasco) .(Claudine المنتدى الاجتماعي المتوسطي med» .«Forum social مرجع سابق.‏1- دخول النساء المهاجرات في سوق العمللهجرة النساء ب ُعد ٌ متعدد ٌ:‏ فهناك مهاجرات شابات وكبيرات في السن،‏ وعازباتومتزوجات،‏ وعائلات لأسر وربات منازل،‏ ومهاجرات من السبعينيات ومهاجرات منالأعوام 2000. وثمة نقطة مشتركة تجمع بينهن:‏ البحث عن عمل ومزاولته،‏ أو -عند الاقتضاء-‏ أن يسقطن على بناتهن اندماج ً ا أفضل في الدوائر الاقتصادية للدولالم ُستقب ِ لة .لقد جاءت أوائل المهاجرات في أوروبا - المنحدرات من دول البحر الأبيض المتوسط -لمرافقة أزواجهن والاعتناء بأطفالهن.‏ إن النقاش التبريري للم شمل الأسرة يتذرعبالقضايا المتعلقة بتحقيق توازن الأسرة،‏ وراحة المهاجر العامل لزيادة الربحية فيالإنتاج،‏ وكذلك - وبشكل خاص - زيادة الاندماج في اتمع الم ُستقب ِ ل،‏ ولم يكننشاط المهاجرات على جدول الأعمال.‏ ومع ذلك،‏ فالمسؤوليات الأسرية،‏ والاحتياجاتالجديدة التي أحدثها تغيير محل الإقامة،‏ وتعليم الأطفال ودعم الأسر التي ظلتباقية في دولة المنشأ،‏ كل ذلك قد جعل الأجر الذي يدفعه الزوج غير كاف ٍ . إن الحاجةإلى العمل خارج المنزل قد فرضت نفسها يوم ًا بعد يوم على النساء المعتادات حتىالآن على العيش في شرنقة الأسرة والعمل لأسرهن فقط.‏وحتى الأعوام 1980، كانت نساء المغرب العربي مهمشات جد ًا في عملية الإنتاج،‏فقد كن يسجلن أضعف معدلات للنشاط من بين التعدادات النسائية النشطةالمنحدرة من أصل أجنبي.‏ إن إضفاء طابع التأنيث على التعدادات النسائية النشطةمن المغرب العربي لم يكن إلا منذ الأعوام 1990 بعد الدخول والتكيف المتزايدللمهاجرات في النظام الإنتاجي لدول الاستقبال وكذلك دخول فتيات شاباتمتعلمات في سوق العمل،‏ يتمتعن بالتأهيل اللازم لشغل مناصب عليا.‏ ويجبأن نضيف أيض ً ا أن تطور وضع المرأة في دول المنشأ،‏ والتحضر،‏ والتعليم،‏ وتقدممشاركة المرأة في عالم العمل،‏ كل ذلك قد ساعد على تدمير هذا الأمر المح ُ رم،‏ ألاوهو الخزي من عمل المرأة – لاسيما المتزوجات-‏ والذي يفسر على أنه علامة على عدمقدرة الزوج على تحمل مسؤولياته بوصفه رب الأسرة.‏ وهكذا،‏ أصبح النشاط المهنيللنساء المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط هو القاعدة،‏ وأصبح الاستثناء هوترك ذلك النشاط المهني،‏ والبقاء في المنزل،‏ يشمل ذلك النساء المتزوجات واللاتيلديهن أطفال.‏ وبالنسبة لغير المتزوجات،‏ والأرامل،‏ والمطلقات،‏ فالنشاط المهني يعدأمر ًا ثابت ًا.‏إن غالبية المهاجرات اللواتي ينحدرن من دول البحر الأبيض المتوسط يكشفن عنهذه الرغبة،‏ وهذه الحاجة إلى أن يعملن،‏ وأن يتلقين أجر ًا،‏ وأن يكن معتمدات على


ذاتهن ومستقلات عن أزواجهن.‏ فقط،‏ الدخول في سوق العمل ليس أمرا ً سهلا ً:‏ فإذاكان أكثر النساء تعليم ً ا يواجهن مشاكل أقل،‏ فإن الأميات منهن أو أولئك اللاتيحصلن على مستوى تعليمي ضعيف للغاية يواجهن ظروف عمل قاسية جد ًا،‏وأجور ًا متدنية،‏ ولاسيما عدم الاستقرار في العمل.‏إن الحالات اتلفة للمهاجرات في دول الهجرة القديمة والجديدة تحدد على نحو مامستوى الدخول والاندماج في عالم العمل.‏ وبالتأكيد،‏ فإن الدافع إلى العمل هوالباعث - الظاهر أو الخفي-‏ على الهجرة،‏ أو نتيجة عنها.‏ ويبقى أن نؤكد على أنالنساء المهاجرات يواجهن نمط ً ا وعالم ًا جديد ًا للعمل يحاولن التعامل معه من خلالقدراتهن الثقافية والتعليمية.‏في دول الهجرة القديمة ‏(فرنسا،‏ بلجيكا،‏ هولندا،‏ المملكة المتحدة - وبدرجة أقل-‏النمسا)،‏ تعد معدلات مشاركة الإناث في القوى العاملة منخفضة جد ًا،‏ بالمقارنةمع دول الهجرة الجديدة،‏ وخاصة بالنسبة للأجيال الأولى.‏ زد على ذلك،‏ أنه في الدولالم ُستقب ِ لة القديمة،‏ كانت معدلات مشاركة المهاجرات في النشاط الاقتصاديمنخفضة جد ًا خلال الخمس إلى العشر سنوات الأولى التي تعقب الإقامة.‏ ولقد قلذلك العجز كثير ًا،‏ بل واختفى مع مرور الزمن في البلد الم ُستقب ِ ل . وتظل مع ذلكمعدلات مشاركة المهاجرات في سوق العمل في دول مثل هولندا وبلجيكا وفرنساوالمملكة المتحدة بنسبة %15 أقل من معدلات النساء الأصليات اللاتي يتمتعنبصفات اجتماعية وديموغرافية مشابهة.‏ وفي الأعوام 1990، كانت نساء المغربالعربي اللاتي يقمن في فرنسا قد سجلن معدلات نشاط منخفضة نسبي ًا:‏ فقدكن يعشن في وضع من الانتقال مع وجود اختلافات كبيرة بين الجيلين الأول والثاني.‏الجدول 12/ معدلات نشاط نساء المغرب العربي في فرنسا حسب العمروالجنسية في عام 1990الجنسية العمرجزائريةمغربيةتونسيةمجموعالمغربالعربيمجموعفرنسا9.059.880.076.275.575.67.349.049.238.632.729.66.541.544.733.033.432.635.77.349.441.828.928.028.926.57.551.057.250.336.329.326.319-15 سنة24-20 سنة29-25 سنة34-30 سنة39-34 سنة44-40 سنة49-45 سنةالمصدر:‏ المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية .(INSEE) إحصاء 199071.627.3هناك أمران هامان يم ُ كن استخلاصهما من الجدول:‏ الأول يتعلق باختلاف معدلاتالمشاركة حسب الجنسية لنساء المغرب العربي،‏ والثاني يكشف عن فجوة قائمةبين دخول الفرنسيات والنساء المغتربات في سوق العمل.‏ والواقع أنه من دول المغربالعربي الثلاث،‏ تبدو الجزائريات هن الأكثر اندماج ً ا،‏ لاسيما بالنسبة لتعداد الشريحةالعمرية بين 24 إلى 39 سنة.‏ لقد أصبح النشاط المهني ب ُعد ًا هام ًا في حياة النساءمن الجيل الجديد،‏ فعمل المرأة لم يعد أمرا ً محرما ً،‏ بل أصبح ضرورة للحياة الحديثة،‏ولاسيما أن الغرض من تعليم وتأهيل الفتيات لم يعد مصاهرة أسرة جيدة عنطريق الزواج،‏ بل أن يصبحن مستقلات اقتصاديا ً عن الوالدين وعن الزوج.‏وتأتي التونسيات في المرتبة الثانية مع توزيع متطابق تقريب ًا حسب الفئات العمرية،‏فبالنسبة للنساء اللواتي يندرجن في الشريحة العمرية من سن 30 إلى 49 سنة،‏يقع معدل نشاطهن المهني بين 33 إلى %36. وتلاحظ أعلى المعدلات لدى النساءالأكثر شباب ًا من 20 إلى 29. وبالنسبة للمغربيات،‏ فهن يمثلن أدنى مستوى لمعدلالنشاط المهني بالنسبة للشريحة العمرية 49-30 عام ًا،‏ (29-26%)، في حين أننسبة الشابات اللاتي تتراوح أعمارهن من 20 إلى 29 سنة مطابقة تقريب ًا لتلك177يوروميد للهجرة 2176 يوروميد للهجرة 2


179يوروميد للهجرة 2178 يوروميد للهجرة 2التي في دول المغرب العربي الأخرى.‏ وفي الواقع،‏ لم يتمكن الجيل الأول من المهاجرات– الذي يعد غالب ًا أمي ًا ومنحدر ًا من أصول ريفية - من الاندماج في عالم العملالأوروبي.‏ ويعد أكبر تقارب ملحوظ بين نساء المغرب العربي هو نسبة المشاركةالأعلى بين النساء الشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 24-20 عام ًا،‏ مما يرجع إلىالتعليم شبه الإلزامي للفتيات،‏ وتأهيلهن،‏ ورغبتهن في الاندماج . وقبل 20 عام ًا،‏أصبحت معدلات النشاط متبقية بسبب التردد على المدارس.‏إن الأسباب الرئيسية التي تفسر انخفاض معدل النشاط المهني للنساء المهاجراتمن الجيل الأول كثيرة،‏ وهي تكمن في وجود أطفال حديثي السن ، 31 والجهل بالسيرالمؤسسي للدول الم ُستقب ِ لة ، والتخوف من العالم الخارجي الأجنبي،‏ ووصول موجاتمتعاقبة من المهاجرات،‏ وخصوص ً ا أن عقلية الأزواج لم تكن بعد مستعدة لقبولعمل الزوجة خارج المنزل ورؤيتها تخرج كل يوم،‏ تاركة وراءها الأعمال المنزليةوالأطفال.‏وثمة اختلافات جلية تمام ًا بين معدل النشاط المهني للنساء المغرب العربيوالفرنسيات تظهر خطوط السير ومشاريع الحياة اتلفة،‏ مما يجعل ذلك التأخر الذيسجلته نساء المغرب العربي – خصوص ً ا المغربيات-‏ في الدخول إلى عالم العمل أكثروضوح ً ا.‏ وعلاوة على ذلك،‏ بالنسبة لفرنسا،‏ إنهن أجيال ال – baby boom المولوداتأثناء طفرة المواليد بعد الحرب – هن اللاتي استثمرن في سوق العمل.‏ وفي عام 1990،بلغ معدل النشاط المهني للنساء البالغات من العمر نحو 50 سنة،‏ نسبة %71.6.وفي دول الهجرة الجديدة،‏ ظهر ‏«نموذج جديد من الهجرة»‏ في أوربا الجنوبية،‏ وهومختلف تمام ًا عن ذلك النموذج الذي ساد أوروبا الشمالية.‏ إنه نموذج متوسطي،‏ غيرمنظم،‏ حيث تتم الهجرة بشكل تلقائي تلبية لطلب - صريح أو ضمني - للعملفي قطاعات النشاط المزدهرة،‏ لاسيما في الاقتصاد غير الرسمي.‏في هذه الدول من أوروبا الجنوبية ‏(اليونان،‏ إيطاليا،‏ وأسبانيا)،‏ تعد معدلات مشاركةالمهاجرات في القوى العاملة عالية بشكل كبير،‏ حيث إن النساء المهاجرات فيالمتوسط أصغر سن ًا ولديهن خبرة عمل اكتسبنها في بلادهن.‏ إنهن أميات في كثيرمن الأحيان - مع مستويات تعليمية متفاوتة-‏ وبشكل أخص مشبعات بثقافةالعمل والاستقلال بالذات الناتج عن ذلك.‏ إن الشابات،‏ والعازبات،‏ والأرامل،‏ والمطلقات،‏لا يهاجرن - في الواقع - إلا من أجل العمل.‏31 النساء المهاجرات من الدول الأخرى هن أكثر ميلا ً لأن يكون لديهن أطفالا ً صغار ًا في أسرهن،‏ الأمر الذي لا نجده لدىالنساء الأصليات.‏ جينيفر روبن Rubin) ،(Jennifer مايكل س.‏ روندال Rendall) ،(Michael .S ليلى رابينوفيتشRabinovich) ،(Lila فلافيا تسانج Tsang) ،(Flavia باربرا جانتا كونستيجين فان أورانجي-‏ ناسوOranje-Nassau) .(Barbara Janta Constantijn van (2008). سوق العمل الأوروبي للنساء المهاجرات.‏ ملخصأبحاث.‏ أعد للمفوضية الأوروبية،‏ الإدارة العامة للعمل والشؤون الاجتماعية وتكافؤ الفرص.‏ 2008.إن الدافع الوحيد للنساء المنفردات اللواتي ينحدرن من دول البحر الأبيض المتوسط– وخاصة من المغرب – واللاتي يعشن في إيطاليا وبشكل خاص في أسبانيا،‏ هوالعمل.‏ ويعد طلب السوق للعمالة الأجنبية في تزايد مستمر،‏ مما عمل على خلقديناميكية هجرة تشمل ليس فقط المهاجرات،‏ ولكن أيض ً ا العديد من الممثلينالاجتماعيين من الأسر،‏ والشبكات،‏ والوكالات،‏ والدولة.‏ إن الاندماج الاقتصاديللقادمات الجدد قد حدث في القطاعات الرئيسية للنشاط مثل قطاع الخدمات،‏والقطاع الزراعي،‏ والقطاع الفندقي.‏2- قطاعات النشاطيتوزع المهاجرون الذكور في قطاعات نشاط مختلفة ومتعددة في حين أن النساءالمهاجرات - أي ًا كانت جنسيتهن - أكثر عدد ًا في قطاع الخدمات.‏ ويعمل في هذاالقطاع ما يقرب من ثلاثة أرباع النساء الأجنبيات.‏ وقد برزت قطاعات أخرى فيالسنوات الأخيرة كقطاع التجارة وقطاع الشركات.‏ وفي بلدان الهجرة القديمة،‏كانت المهاجرات في الماضي موجودات بكثرة في قطاع الصناعة.‏ ولكن أدت التحولاتالتي طرأت على القطاع الثانوي - خاصة المنسوجات-‏ إلى الحد من ما يقرب من %20من التعدادات العاملة . 32 وهناك عدد قليل جد ًا من المهاجرين كان يعمل في قطاعالزراعة.‏ إن البحث عن عاملين ذوي أسعار منخفضة،‏ مطيعين وخاضعين للسخرة-‏قد شجع توظيف النساء محل الرجال في المهام الزراعية.‏ وفي قطاعي التعدينوالبناء،‏ لا يزال وجود المهاجرات ضئيلا ً.‏ ويعد العمل المنزلي هو القطاع الذي يزيد فيهالطلب على القوى العاملة النسائية المهاجرة ، لاسيما في دول أوروبا الجنوبية،‏ وهوعمل يعد مستقر ًا بالمقارنة مع حالة عدم الثبات السائدة في بعض المهن.‏وتظهر الدراسات أن النساء المهاجرات اللاتي قمن بإنشاء شركات لا تزال نادرة،‏ولكن هذا القطاع آخذ في التطور.‏ وفي حالة فرنسا،‏ تضاعف عدد المهاجرات منأصحاب المشاريع تقريب ًا بين عامي 1982 و‎1990‎‏،‏ من 6.532 إلى . 33 14.109 إن المشاريعالمنشأة تتعلق بشكل أساسي بخدمات البضائع والتجارة:‏ المطاعم،‏ والفنادق،‏وتصفيف الشعر،‏ والغذاء،‏ ومحلات الملابس،‏ وتجارة التجزئة،‏ لاسيما في القطاع غيرالرسمي.‏ وقد أدى تعليم الفتيات،‏ ونجاحهن الدراسي،‏ وطول مدة الهجرة،‏ إلى انزلاقفي الاتجاه نحو أنواع أخرى من الأنشطة،‏ مثل الخدمات التجارية،‏ والإدارة،‏ والتدريس،‏وإدارة المشاريع،‏ أو الخدمات اتمعية والأنشطة الثقافية.‏ حتى أن العمل فيالخدمة المنزلية ‏(الخادمات)‏ تميل إلى الانخفاض لصالح خدمات جديدة داخل شركات32 سعاد باكالتي Bakalti) ،(Souad نساء متوسطيات في الهجرات الدولية،‏ حالة فرنسا.‏ في:‏ الهجرات النسائية.‏ جمعوتنسيق محمد شارف (2002). دار نشر:‏ .2002. Sud Contact الصفحات 46-3. ص 33 42. سعاد باكالتي.‏ نفس المرجعص.‏‎42‎‏.‏33 سعاد باكالتي،‏ مرجع سابق،‏ ص.‏ 42.


النظافة أو خدمات الصيانة والحفظ (S .(Bakalti. ومما سبق،‏ يمكن أن نستنتج أنقطاعات النشاط التي تمارسها المهاجرات عديدة ومتنوعة،‏ وهي تختلف باختلافدولة الإقامة والتشريع الساري بها.‏ ومع ذلك،‏ يصعب القيام بتحليل مفصل للمهنالمتعددة التي تشغلها المهاجرات،‏ نظر ًا لعدم وجود بيانات متجانسة.‏ ونحن نقتصرعلى التركيز على قطاعات النشاط التي تدخلها المهاجرات بأعداد كبيرة ‏(الخدمات -بما في ذلك الأعمال المنزلية-‏ والمشاريع الصغيرة)،‏ وتلك القطاعات التي فتحت فيهاالمهاجرات بالكاد ثغرة للدخول ‏(قطاع التجارة،و المهن الحرة،‏ وعالم الأعمال).‏1-2. قطاع الخدمات يوظف أكثر من ثلثي النساء المهاجراتالعاملاتتؤكد عملية التوثيق المتعلقة بأنشطة النساء المهاجرات على وجودهن على نطاقواسع في قطاع الخدمات.‏ وتتقلب النسب المئوية بين 60 و‎%70‎ من المهاجرات اللاتييعملن كموظفات في خدمة المطاعم،‏ والخدمة الفندقية،‏ والخدمة المنزلية،‏ ورعايةالأشخاص.‏إن التركيز المهني للنساء المهاجرات في قطاعات معينة من النشاط يكشف الكثيرعن مدة إقامة هؤلاء المهاجرات في البلد الم ُستقب ِ ل ، ومستوى تعليمهن،‏ وإدراجهنالجزئي أو الكلي في اقتصاد الدول الم ُستقب ِ لة . إن المقارنة بين المهن التي تمارسهاالمهاجرات الأصليات من الاتحاد الأوربي وأولئك اللواتي ينحدرن من الدول الأخرى تكادلا تكون ملحوظة،‏ مما يوحي بأن وضع المهاجرة يعد أكثر قوة من وضع الأقدمية فيدولة الاستقبال،‏ بل ومن اكتساب الجنسية.‏الجدول 13/ التركيز المهني بين النساء الأصليات واللواتي ينحدرن من الدول34الأخرى في بعض أفرع النشاط،‏ 2005أنواع المهاجرات وقطاعاتالأنشطةمهن المبيعات والخدماتالأساسيةمساعدات للأشخاص/‏مقدمات للرعايةموظفات المكاتبمهنيات ملتحقات بمهن أخرىالعاملات بقطاع التعليمعارضات،‏ بائعات،‏ ومروجاتبضائعالنساء المهاجراتالأصليات من الاتحادالأوروبي.‏ إجمالي %57%16النساء المهاجرات منالدول الأخرى إجمالي%65%25%18%9%6%6%5%14%13%8%6%6المصدر:‏ بيانات مسح للقوى العاملة بالاتحاد الأوروبي ‏(الدراسات الاستقصائية للقوى العاملة بالاتحاد الأوروبي – LFS (EU. 35 2005في الواقع،‏ بالنسبة لجميع المهن التي تتطلب مستوى معين ًا من التعليم والتأهيل،‏كمهنة التدريس،‏ والتدريس الجامعي،‏ والبائعات،‏ تبقى المعدلات متشابهة تقريب ًابالنسبة لفئتي المهاجرات.‏ ويظهر الفرق الرئيسي الوحيد من خلال شغل مهنالبيع،‏ والخدمات الأساسية،‏ والمساعدات الصحية التي يتم التخلي عنها بشكلمتزايد من ق ِبل المهاجرات الأوروبيات ‏(حيث يتركز ميلهن نحو العمل المكتبي).‏ ويبقيالتذكير بأنه في قطاع الخدمات بصفة عامة،‏ تحتل الأعمال المنزلية المركز الأولبالنسبة لألئك القادمات من دول أخرى.‏18134 ملاحظات:‏ البيانات عن النمسا،‏ بلجيكا،‏ الجمهورية التشيكية،‏ الدنمارك،‏ فرنسا،‏ اليونان،‏ هنغاريا،‏ لوكسمبورغ،‏هولندا،‏ البرتغال،‏ أسبانيا،‏ السويد والمملكة المتحدة.‏35 جينيفر روبن Rubin) ،(Jennifer مايكل س.‏ روندال Rendall) ،(Michael .S ليلى رابينوفيتش Rabinovich) ،(Lila فلافياتسانج Tsang) ،(Flavia باربرا جانتا كونستيجين فان أورانجي-‏ ناسوOranje-Nassau) (Barbara Janta Constantijn van .(2008). سوق العمل الأوروبي للنساء المهاجرات.‏ مرجع سابق.‏ ص 7.يوروميد للهجرة 2180 يوروميد للهجرة 2


183يوروميد للهجرة 2182 يوروميد للهجرة 2القطاع المنزلي:‏ الأشكال المتعددة للأعمال المنزليةتجمع الخدمات المنزلية أكبر نسبة من الأجنبيات اللواتي ينحدرن من الدول الأخرى.‏وقد كانت نساء الجيل الأول،‏ في الدول القديمة للهجرة،‏ يقمن بهذا النوع من العمللعدم وجود استعداد للخوض في أنشطة أخرى.‏ لقد كن يرين عملهن بمثابة مساعدةيقدمنها لنساء الدول الم ُستقب ِ لة في بعض المهام المنزلية،‏ وكان ذلك العمل يتمبدوام غير كامل حتى يتسنى للمهاجرة إيجاد الوقت لرعاية أسرتها.‏ وفي أيامناالحالية،‏ نجد أن النساء اللواتي يزاولن هذه المهنة متعلمات نسبي ًا،‏ فقد تلقين تأهيلا ًفي دولهن الأصلية.‏ ويبقى أن النساء يعملن في هذا القطاع لأنه الوحيد المتاحوالأكثر جذب ًا من الناحية المالية بالنسبة للقادمات الجديدات،‏ كما أنه يسهل ضبطشؤونهن.‏وتشير البيانات للعام 1995 بشأن النساء المهاجرات اللاتي يعملن في أسبانيا -بصرف النظر عن جنسيتهن-‏ إلى أن معظمهن يوظفن في الأعمال المنزلية (%64).وهكذا،‏ يبدو الجنس بمثابة المتغير الرئيسي الذي يحدد الدخول في سوق العمل،‏ أكثربكثير من معيار الأصل،‏ في حين أن عمل المهاجرين الذكور أكثر تنوع ًا مع سيطرةللتخصص حسب الجنسية الأصلية ‏(لورا أوزو).‏كشفت المقابلات التي أجرتها لورا أوزو مع مجموعات من النساء العاملات وربات بيوتمن الطبقات العليا من اللاتي يوظفن خدم ًا للعمل في المنزل،‏ عن عملية تصنيفللمهاجرات على أساس الاتصاف بالخصائص الفريدة.‏ وهكذا،‏ تكون البولنديات هنالأقرب إلى موظ ِّ فاتهن،‏ نظر ًا لارتفاع مستوى تعليمهن،‏ وتكون الفلبينيات مقدراتجد ًا نظر ًا لطبيعتهن المطيعة وجودتهن الكبيرة في العمل،‏ في حين أن نساء أمريكااللاتينية يعيدن تمثيل حالة الخضوع التي كن يعشنها في بلادهن،‏ ويعد تقاسماللغة هو ما يقربهن أكثر من اللاتي يوظفنهن.‏ وتعد الإفريقيات محل الإشكاليةالأكبر،‏ حيث إنهن غالب ًا يتسمن بعدم الاستمرار في العمل،‏ نظر ًا لاختلاف العرقوالدين اللذين يجعلان من التواصل معهن أمر ًا صعب ًا،‏ ومن ثم اندماجهن.‏ وبصرفالنظر عن هذا التمثيل الشامل النمطي،‏ يبدو أن الموظ ِّ فات راضيات عن عاملاتهناللواتي ينحدرن من الجنوب،‏ كما يعتبرن أنهن يقمن بعملهن بشكل جيد جد ًا وأنلديهن صلات شخصية تعايشية.‏تم تشجيع العمل في قطاع الخدمات من ق ِبل الإدارة،‏ من خلال سياسة الحصصوالتسوية.‏ وهكذا،‏ فإن الدولة تشارك في ديناميكية الهجرة النسائية هذه.‏ وفيتسوية 2005 في أسبانيا،‏ كان خمسي ال 700.000 متقدم للتسوية من النساء،‏واللاتي كان معظمهن يعملن في القطاع المنزلي.‏ وقد كان التأثير الأولي للبرنامجإذن في جزء كبير هو تسوية النساء المهاجرات في العمالة المنزلية،‏ وإن كانت هناكبعض المؤشرات تقول إنه كان يمكن للتسوية أن تتيح لبعض النساء المهاجراتالحصول على وظائف أفضل أجر ًا.‏في إيطاليا،‏ تعد التسميات التي يتم إعطائها للنساء المهاجرات اللاتي يعملن فيالقطاع المنزلي بليغة للغاية.‏ إنهن لا ي ُدعين فقط «Colf» 36 بمعنى مساعدات للأسريعتنين بالمطبخ والأطفال،‏ ولكن أيض ً ا «Badanti» 37 ، وتعني ممرضات للأشخاصالمسنين.‏ ونجد نفس الظاهرة في اليونان وأسبانيا.‏ » زد على ذلك أن تدفقات الهجرةالنسائية الكبيرة الآتية من أوروبا الشرقية ودول البلقان كانت مخصصة - بعد1989 وسقوط جدار برلين-‏ لهذه المهمة الخدمية.‏ وقد بدأت نساء دول المغرب العربيفي الحل محلهن بدخولهن بشكل كبير هذا القطاع ». 38إن هذه الظاهرة الجديدة قد أثارت اهتمام الباحثين،‏ الذين قاموا بمضاعفة الأعمالحول الموضوع بغرض استيعاب وفهم أسباب زيادة الطلب في العمل المنزلي فياتمعات الصناعية.‏ وقد مالت عالمات اجتماع ينحدرن من دول أوروبا الجنوبية إلىالمقولة المتناقضة ‏«تحرير إحدى النساء لاستعباد أخرى».‏ وهناك مؤلفات أمثال عالمةالاجتماع الإيطالية لورا بالبو Balbo» «Laura (1994) أو الأسبانيتان سونيا بارلاروبيو Rubio» «Sonia Parella (2000) وآنجليس راميريه Ramirez» «Angeles 39 ،وأيض ً ا من الدول الأنجلوسكسونية مثل جاكلين آندال Andall» «Jacqueline(2000 ،2002)، قد حاولن تحليل وفهم هذا التشابك من العوامل الديموغرافية،‏والسياسية،‏ والاقتصادية،‏ والاجتماعية،‏ وراء هذه الظاهرة اتمعية التي أصبحتاللجوء إلى خدم المنزل.‏ومن الضروري أن نذكر بأنه إذا كانت قد طرأت تغييرات كبيرة في اتمع الأوروبي وقامتبقلب حياة النساء بشكل كامل - مثل الدخول في سوق العمل،‏ التوسع في التعليم،‏انخفاض معدلات الإنجاب،‏ وتأثير حركات التحرر-‏ فإن تطور تقسيم المهام وتوزيع الأدوارداخل الأسرة كان قليلا ً جد ًا.‏ وكما ذكرت تمام ًا لورا بالبو (1994) 40 ، أن الرجل برغم كلشيء ما زال مستمر ًا في الحفاظ على مشاركته الحصرية في سوق العمل،‏ في حين أنالمرأة تجد نفسها مجبرة على القيام بيوم مزدوج،‏ مع منهجيات تنظيم غير متوافقةبينهن،‏ وعلى المعاناة من الضغوط النفسية الذي يولدها هذا الوضع،‏ المعروف باسم» الوجود المزدوج ». وحتى إذا كانت الأجيال الجديدة من الرجال أقل إدراك ً ا لحقيقة أنهيجب عليها أن تشارك في العمل المنزلي،‏ فإن موقف هذه الأجيال يقتصر على تقديمكلمة «Colf» تعني:‏ معاونة للأسرة،‏ بالإيطالية .Collaboratrice familiare36 ،Badanti من فعل ،badare ويعني يعتني أي المعتنيات بالمرضى.‏37 جيوفانا كامباني Campani) .(Giovanna النوع والهجرة.‏ جامعة فلورنسا.‏ pdfwww.unive.it.38 المهاجرون الدوليون والصلات المتعلقة بالجنس:‏ النساء المغربيات في أسبانيا.‏ في (S/D) محمد شارف.‏ الهجرات39 النسائية.‏ دار نشر:‏ .Sud Contact 2002 الصفحات.‏ 100-85.بالبو،‏ ل.‏ of» Balbo, L.» (1981)، « Women’s Access to Intellectual Work. The case of Italy. » Signs, Journal40 society، 6 Women in Culture and العدد ،4 ص.‏ .769-763


185يوروميد للهجرة 2184 يوروميد للهجرة 2مساعدة محددة،‏ حيث لا تزال المرأة مطالبة بتحديد طبيعة الأعمال المطلوبة وكيفيةإتمامها.‏ . » يمكننا إذن أن نستنتج أن المشاركة الكبيرة للغاية للمرأة في اال الإنتاجيتفترض تقليل وجودها الزمني في المنزل،‏ دون أن يكون هناك تقليل مماثل في الأعمالالمنزلية ». 41 تعد تحمل مسؤولية الأطفال ورعاية المسنين بمثابة أثقل المهام المنزلية التيتقع عادة على عاتق النساء،‏ وذلك بسبب شيخوخة التعدادات وعجز نظام Welfare»« أو ‏«الرعاية»‏ في بعض الدول الأوروبية.‏وتبين جاكلين آندال (1998 ،2000) 42 أن حكومات أوروبا الجنوبية،‏ لم تكن قادرة علىالتكيف مع خدمات Welfare» « في الوضع الجديد.‏ كما تلاحظ أيض ً ا أن الحركاتالنسائية لم تنجح في تغيير التقسيم التقليدي بحسب النوع في العملالمنزلي.‏ والنتيجة:‏ تفضل النساء العاملات أن يدفعن بأنفسهن ثمن رعاية الأطفالوالأشخاص المسنين،‏ حيث إن هذه المهام لا تزال تعتبر حصرية على النساء.‏ وعلاوةعلى ذلك،‏ ‏«في هذا السياق البطريركي،‏ تعتبر العديد من الأسر الأوروبية أن العملذا الأجر المتدني وغير المعلن للنساء المهاجرات يعد بمثابة حل للحصول على حياةمهنية وحياة أسرية في آن واحد ». 43 إن الطلب على النساء المهاجرات في العملالمنزلي هو نتيجة،‏ من ناحية،‏ للصعوبة التي تعانيها النساء الأوروبيات في التوفيقبين الحياة المهنية والحياة الأسرية،‏ ومن ناحية أخرى،‏ لتنفيذ الدول لتدابير متصلةبالمساواة بين الجنسين تطبق بشكل أساسي على النساء الأصليات.‏إن المهاجرات اللاتي يتم توظيفهن في هذا القطاع لا يزلن عرضة للخطر.‏ وينبغي معذلك أن نذكر أنه في التشريع الأسباني،‏ يكون منح تصاريح العمل للأجانب مشروطبوضع عمل الأسبان.‏ فلا يتم إصدار تصاريح للعمل إلا لوظائف في أنشطة تكونفيها هناك حاجة لقوى عاملة أو في أنشطة ترفضها اليد العاملة الأسبانية ، 44إضافة إلى عدم شمول النظام الخاص بالعمالة المنزلية لإعانات البطالة،‏ والعقودالكتابية الإجبارية،‏ والإقرار بالأمراض وحوادث العمل.‏ ويمكن تمديد المثال الأسبانيفي العديد من الدول الأوروبية.‏ إن الحكومات عادة ما تستبعد العاملات المنزلياتمن صور الحماية الممنوحة للفئات المهنية الأخرى،‏ ولا تتمكن من تسوية أعمالالتوظيف الخاصة بهن،‏ كما أنها غالب ًا ما تكون مضللة فيما يتعلق بظروف العمل.‏وتبقى للأعمال المنزلية قيمة اجتماعية منخفضة في العديد من الدول الأوروبية.‏ففي كثير من الأحيان،‏ لا يتم النظر إليها كعمل حقيقي يستحق الحصول علىتصريح عمل وبدل إقامة،‏ أي كإثبات للتسوية.‏ وعندما تتم التسوية - كما هوالحال في اليونان،‏ وإيطاليا،‏ وأسبانيا - تعتبر عاملات المنازل كعاملات مؤقتات وغيرمسموح لهن بالتالي طلب لم شمل الأسرة.‏ تواجه عاملات المنازل أيض ً ا مجموعةواسعة من الانتهاكات الخطيرة جد ًا ويتم استغلالهن بشكل نظامي في العمل.‏وقد صرحت Human Rights Watch ‏(منظمة رصد حقوق الإنسان)‏ - والتي ضمتفي تحليلها المغرب كدولة من دول البحر الأبيض المتوسط - في تقرير جديد أصدرتهبتاريخ 27 يوليو 45 2006 أن الانتهاكات الرئيسية التي تقع ضحيتها النساء تشملالاعتداء الجسدي والجنسي،‏ والحبس دون وجه حق،‏ وعدم دفع أجورهن،‏ والحرمان العاممن الرعاية الطبية،‏ والعمل لساعات طويلة بشكل مفرط وعدم وجود أيام للراحة.‏وفي عام 2004، طالبت المقررة الخاصة المعنية بحقوق المهاجرين جابرييلا رودريجيزبيزارو Pizarro) (Gabriela Rodriguez - أثناء فحص لجنة الأمم المتحدة للتقرير الذيأعد حول الحقوق الإنسانية للمهاجرين – بتسوية قطاع النساء المهاجرات العاملاتفي الخدمة المنزلية.‏ ووصفت جابرييلا في تقريرها الظروف المأساوية التي تعيشهاالنساء العاملات في قطاع الخدمة المنزلية،‏ والظروف التعسفية للعمل،‏ والعنفمن ق ِبل من يقومون بتوظيفهن.‏ وقامت توصيتها الرئيسية على قضية عدم توقفالوضع الإداري لهؤلاء النساء على العلاقة التعاقدية مع من يقوم بتوظيفهن،‏وذلك للحد من التبعية والخضوع التي تمنع النساء المهاجرات من تقديم شكوىإلى السلطات.‏ كما أوصت أن تقوم جميع الدول بالتصديق على اتفاقية العاملينالمهاجرين وعائلاتهم.‏ومن جانبها،‏ حثت Human Rights Watch الحكومات على مد أنواع الحماية الرئيسيةلتشمل عاملات المنازل،‏ ووضع قواعد إقليمية دنيا حول العمل لمنع أي منافسة غيرصحية،‏ وضمان كون الموظ َ يفين لهؤلاء النسوة وكذلك وكلاء العمالة،‏ مسؤولين عنالانتهاكات التي ترتكب ضدهن.‏تقوم المهاجرات بتحمل الأدوار التي تعطى بشكل تقليدي لربات البيوت.‏ كذلك،‏أصبحت الصلة بين الجنس،‏ والعرق،‏ والطبقة هي الصورة الأكثر ملاءمة لتحليلالهجرة النسائية ودراسة المساواة بين الجنسين وتوزيع الأدوار الذكورية والنسائيةفي اتمعات الغربية.‏ هناك بالتأكيد تطور كبير،‏ ولكن من العدل أن نبين أن النساءآخذات في التطور بشكل أسرع من الرجال،‏ وأن نهوضهن الثقافي والمهني قدساقهن إلى شغل المقاعد اصصة بشكل عام للرجال،‏45 التقرير من 93 صفحة بعنوان World» «Swept Under the Rug: Abuses Against Domestic Workers Around theيلخص الأبحاث التي أجرتها منظمة رصد حقوق الإنسان منذ عام 2001 عن الانتهاكات المرتكبة ضد النساء والأطفالالعاملين في المنازل والذين ينحدرون من السلفادور وجواتيمالا وإندونيسيا وماليزيا والمغرب والفلبين والسعوديةوسنغافورة وسريلانكا وتوجو والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة أو الذين يعملون في هذه الدول.‏بارلا روبيو trabachadora» ،Parella Rubio, S». (2003)، Mujer, immigrante y التمييز الثلاثي.‏ برشلونة،‏ جريدة41 .Anthropos ذكر من ق ِبل جيوفانا كامباني Giovanna» .«Campani ص.‏ 282.آندال،‏ ج J.» Gender, Migration and Domestic Service: The Politics of Black Women in Italy. .(2000) «Andall,42 هامبشاير،‏ دار نشر .Ashgateأتاك «Attac» (2003) ، عندما تتصادم النساء مع العولمة.‏ باريس،‏ دار نشر ألف ليلة وليلة » nuit «. les milles et une43 محمد خاشاني ومحمد مغاري.‏ (2006). الهجرة المغربية في أسبانيا.‏ مرجع سابق44


187يوروميد للهجرة 2186 يوروميد للهجرة 2ولكن دون أن يكون قد أعيد بحث قضية توزيع المهام في الأسرة بشكل عميق.‏وباختصار،‏ فإذا كانت النساء العاملات في المنازل قد قمن بتحرير نساء البلاد الأصليات،‏فإن العاملات الموسميات قد حررن الرجال سواء ٌ أكانوا سكان ًا أصلين أو مهاجرين.‏2-2. النساء الموسميات في قطاع الزراعةلطالما وجدت الهجرة الموسمية،‏ وهي تعني بشكل أساسي الرجال الذين يعملونفي الزراعة،‏ ونذكر على سبيل المثال مهاجري بوش دي رون Rhône) (Bouches du أوأولئك الذين كانوا يسافرون إلى أسبانيا للعمل في الصوبات الزجاجية.‏ وابتداء ً منالأعوام 2000، أصبحت قضية الهجرة الدائرية أمر ًا متجدد ًا،‏ وهي تعني هجرة للأيديالعاملة يتم توظيفها لموسم واحد تعود بانتهائه إلى بلد المنشأ.‏ وتعد نساء المغربالعربي هن المعنيات بشكل أكبر بهذه الهجرة،‏ مع هيمنة للأصل المغربي.‏إن النموذج الملموس بقوة - والذي تمتع بتغطية إعلامية كبيرة-‏ هو نموذج أولئكالمهاجرات الموسمي ّات المغربيات.‏ وثمة حركة دخلت في حيز التنفيذ منذ عام 2005،خصصت بموجب اتفاق بين المغرب ‏(من خلال الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيلوالكفاءات،‏ أنابيك (ANAPEC وأسبانيا،‏ وخصوص ً ا مقاطعة هويلفا في الأندلس.‏يوصف هذا المشروع - والذي تم تمويله من برنامج ميدا » 2 الدعم المؤسسي لحركةالأفراد « - بكونه أول تجربة لوضع برنامج تعاوني لإدارة تدفقات الهجرة الشرعية بينالمغرب وأوروبا.‏ ويعني هذا البرنامج بشكل أساسي النساء اللواتي يتم توظيفهنلمدة ثلاثة أشهر في عمل جمع الفراولة.‏ وفي هذا الحراك،‏ يعود جزء من المهاجرات كلعام إلى أسبانيا،‏ في إطار منظم،‏ يتم إدارته من ق ِبل الشركاء.‏ ويتم دفع 3.33 يوروللمهاجرات في اليوم ، كما يتم التكفل بهن أثناء مدة الإقامة إلا ما يتعلق بالعام.‏يتم اختيار النساء في المغرب وفق ًا للمعايير التي وضعها كلا الطرفين،‏ فيتمانتقاؤهن وفق ًا للمنطقة،‏ والحالة الاجتماعية،‏ وعدد الأطفال.‏ إنهن في العادة نساءفقيرات،‏ متزوجات،أو أرامل،‏ أو مطلقات مسؤولات عن أسرة.‏ إن تأثير هذه الهجراتعلى تعزيز الأسرة ورفاهية الأطفال لا يمكن تجاهله،‏ كما تساعد التحويلات بالتأكيدعلى مكافحة الفقر في الحي،‏ أو حتى في المنطقة.‏ وهناك نوع من الارتياح الكبيرنجده في خطابات الشركاء:‏ فهم يعلنون في كل الأصعدة نجاح هذا البرنامجونتائجه المفيدة،‏ التي منها الد ُّخول المدخرة من ق ِبل العاملات والحقوق الاجتماعيةالتي يتمتعن بها في أسبانيا.‏ كما أن عودة المهاجرات بنسبة %95 تشهد بجودةالخدمة التي يتم تقديمها لهن . 4646 آينيس،‏ يفسر غياب الشرود لدى المغربيات من حقيقة أن بعض المزارعين يحتفظون بجوازات سفر عمالهم خلال فترة `إقامتهم،‏ ومن تعلم القشتالية والوعي بمخاطر الاختباء.‏بيد أن هذه التقييمات الإيجابية تخفي محنة النساء،‏ اللاتي يعشن بعيد ًا عنأسرهن وأطفالهن الصغار،‏ واللاتي يكون هدفهن الأساسي هو تلبية احتياجاتالأسر وتحسين أوضاعهن.‏ ويجب على النساء أن يتعاملن بمرونة مع ظروف العملالصعبة للغاية تحت عناء فقدان وظيفتهن،‏ وألا يعدن أبد ًا خاضعات لعملية انتقاء.‏وتظل رئيسة هويلفا أكوجي ‏(جمعية حقوق المهاجرين)‏ يقظة جد ًا إزاء ظروف إيواءالعاملات مشيرة ً - مع ذلك-‏ إلى أن ‏«الفتيات اللاتي يأتين في ظل هذا النوع منالعقود يسكن في بعض الأحيان في مساكن غير ملائمة أو يتقاضين أجور ًا أقل منالأسبانيات».‏ إن ظروف العمل هي أيض ً ا قاسية للغاية - حيث إن قضاء يوم كاملفي قطف الفراولة تحديد ًا ووضعها برفق في سلة يتطلب أوضاع ًا بدنية مضنيةوبذل طاقة قصوى-‏ تؤثر سلب ًا على صحة هؤلاء النساء،‏ حيث تعاني أغلبهن عندالرجوع إلى بلادهن من آلام مستمرة في الظهر ومشاكل أخرى في المفاصل . 47وإلى جانب هذه الهجرة الموسمية،‏ نرى تطور ًا في السنوات الأخيرة لنوع جديد منالهجرة المعلقة:‏ نساء مقيمات في إحدى دول البحر الأبيض المتوسط - ولاسيماالمغرب العربي-‏ يتنقلن في مختلف الدول الأوروبية للتجارة،‏ وهو نشاط يمكن وصفهبالتجارة الدولية المتنقلة.‏3-2. النساء المهاجرات في التجارة الدولية المتنقلة أو الهجرةالمعلقةهناك شكل آخر من تنقل النساء العاملات - حديث نسبي ًا - يرتبط بتسهيل وسائلالنقل والقضاء التدريجي على الرسوم الجمركية بين دول البحر الأبيض المتوسطوالدول الأوروبية،‏ وهو يزداد يوم ًا بعد يوم في وقتنا الحاضر.‏ إنها حركة ذهاب وإيابتقوم بها نساء شابات – غالب ًا متزوجات ولديهن أطفال-‏ يزاولن نشاط ً ا ربحي ًا منخلال تنقل دولي.‏ إنهن مهاجرات المغرب العربي اللاتي كن يمارسن التجارة في البدايةعندما كن يعدن إلى البلاد لقضاء عطلة أو لأسباب أخرى.‏ لقد كن ي ُعتبرن ك‏«ناشطات مستوردات»،‏ يحتجن إلى دعم مالي من الزوج لبدء النشاط وإلى ضمانهللتنقل.‏ إنه نشاط تكميلي أحدث صداه ميشيل بيرالدي عندما تحدث عن أفواجالنساء – خاصة المقيمات في المغرب العربي - اللاتي كن يقمن برحلات منتظمةللشراء في الخارج ». 48 وكانت تتوجه الجزائريات نحو تركيا ‏(بيرالدي)،‏ والتونسياتنحو جنوب إيطاليا ‏(نابولي)،‏ والمغربيات نحو جنوب أسبانيا ‏(الجزيرة الخضراء،‏ وسبتة،‏ومليلية).‏47 أيد ٍ مغربية صغيرة للفراولة الأسبانية.‏ www.algerie-dz.cm/forums/archive. .2008/05/1048 بيرالدي،‏ ميشيل (2005). ‏(تحت الطبع)‏ طرق جزائرية.‏ في أنتيبي ليزا Lisa) ،(Anteby بيرتوميير ويليامWilliam) ،(Berthomière شيفر غابرييل Sheffer Gabriel محررون،‏ 2000 عام من الشتات،‏ مدينة رن،‏ الصحافةالجامعية لرن.‏


189يوروميد للهجرة 2188 يوروميد للهجرة 2لم تعد الحركة قاصرة على المهاجرات المقيمات بشكل دائم في أوروبا،‏ فقد تطورتهجرة لنساء منفردات،‏ تكسر الصورة التقليدية للزوجة وأم الأسرة التي تتبع زوجهافي إطار لم شمل الأسري ‏(كامباني،‏ ‎1995‎؛ راميريه،‏ 1999). ومن المؤكد أن الطابعالأنثوي للحركات التجارية في نطاق البحر الأبيض المتوسط لا يزال ظاهرة غيرمعروفة إلى حد ما.‏ وتلفت دراسة كميل شمول Schmoll) (Camille الانتباه إلىهذا الجانب من الهجرة النسائية . 49 وعلى الرغم من كونها شبكة متناهية الصغر،‏ليست موجهة دائم ً ا نحو أوروبا:‏ معظم المتحركات التونسيات يتزودن من ليبيا،‏والمغرب،‏ وتركيا،‏ وسوريا،‏ في حين أن الجزائريات يتزودن من تركيا.‏وعلى عكس المهاجرات النشطات المقيمات في أوروبا،‏ فهؤلاء النساء لا تستجبنلطلب عمل يأتي من ق ِبل الشركات الأوروبية،‏ ولكنهن يدخلن بشكل أكبرفي تطورات سوق العمل في المغرب العربي،‏ والتي تتميز بإضفاء الطابع الأنثويعلى بعض الأنشطة اصصة عادة للرجال،‏ مثل التجارة.‏ إنهن يقعن في قلبالتحولات الحالية في مجتمعات المغرب العربي.‏ وبالنسبة للنساء،‏ فإن الحركة لاتخدم فقط استراتيجيات التنقل الاجتماعية-‏ الاقتصادية ولكن أيض ً ا الاستقلالالذاتي والسلطة.‏ في الواقع - على عكس إفريقيا جنوب الصحراء - لا نجد مطلق ًافي دول المغرب العربي عادة التجارة النسائية في الأماكن العامة.‏ وفي المناطقالريفية،‏ تبيع النساء منتجاتهن في الأسواق.‏ وفي المغرب - في منطقة الريف-‏ كانهناك أسواق نسائية في الأصل حيث لم يكن ي ُسمح بدخول الرجال.‏ وتعد ‏«تجارةالحقيبة»‏ مع ذلك نشاط ً ا لا يتمتع بمشروعية كبيرة على الرغم من كونه مسموح ً ا‏(بيرالدي،‏ 2001)، لاسيما عندما يتعلق الأمر بربات الأسر.‏ ومع ذلك،‏ فإن هذا النوعمن التنقل لا يؤدي أبد ًا إلى قطيعة في الحياة الأسرية والزوجية،‏ حيث إن ‏«جزء كبيرمن الاستثمارات والقرارات المرتبطة بالهجرة هي محل مفاوضات وترتيبات داخلالمنزل ». 50 تقوم المرأة بأعمال التجارة بالخارج،‏ وتترك المنزل لبضعة أيام،‏ ثم تعود إليهللقيام بأعمالها المنزلية.‏ إن تنقلات النساء المغربيات بشكل شبه يومي إلى سبتةومليلية لا تجعلهن أبد ًا بعيدات عن الأسرة،‏ كما أن الهاتف المحمول يربطهن دائم ً ابأعمالهن التقليدية في المنزل.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يستند نجاح هذا المشروع التجاريالنسائي على توازن الزوجين والأسرة.‏ وإذا كانت الهجرة من شأنها أن توجد إعادةتحديد للأدوار في اال الإنتاجي،‏ فإننا نجد في المقابل أن التغييرات تبدو أقل وضوح ً افي اال التكاثري حيث لا تزال المرأة تعلب دور أم الأسرة والزوجة المثالية،‏ أو الفتاةالشابة بالمنزل،‏ بالنسبة لأولئك اللاتي ما زلن يعشن لدى آبائهن.‏49 كميل اشمولب Schmollp» «Camille (2005). الممارسات المكانية عبر الوطنية واستراتيجيات تنقل التاجراتالتونسيات.‏ الة الأوروبية للهجرات الدولية.‏ الد.‏ -21 العدد 2005، 1/ الصفحات.‏ 154-131. وتستند الدراسة علىبحث أجري بين مجموعة من النساء التونسيات - من مدينة سوسة-‏ يقمن برحلات متكررة إلى نابولي للشراء.‏50 كميل شمولب Schmollp» «Camille (2005). الممارسات المكانية عبر الوطنية واستراتيجيات تنقل التاجراتالتونسيات،‏ مرجع سابق.‏إن اختيار التنقل ذهاب ًا وإياب ًا لا يهدف فقط لتلبية حاجة اقتصادية،‏ فالنساء اللاتييشاركن في ذلك ينتمين إلى أوساط اجتماعية-‏ اقتصادية مختلفة،‏ كما تشكلممارسة التجارة الدولية المتنقلة في كثير من الأحيان جزء ًا من مشروع الأسرة للتقدمالاجتماعي والترقية المدرسية للأطفال.‏ إن المنتجات التي يتم المتاجرة فيها تتعلقبشكل رئيسي بقطاع الملابس،‏ واوهرات،‏ والأدوات المنزلية،‏ وكسوة الأطفال،‏ وجهازالعروس.‏ وتعرف التاجرات أذواق العملاء وولعهم بالموضة الغربية ‏(يعد استهلاكالمنتجات الأجنبية علامة للتمييز لشباب الطبقة المتوسطة أو المهضومة)،‏وخصوص ً ا أن الأسعار المعروضة تعد نسبي ًا أكثر جذب ًا من تلك المعروضة في المتاجر.‏ويعد التحرك في وسط مختلط محل اختبار ل ‏«خبرة التحرك»‏ النسائية علىوجه الخصوص،‏ وذلك عبر اللجوء إلى شبكة من ‏«الصديقات»،‏ وتجميع الموارد،‏وتعلم مهارات التفاوض.‏ إن شبكات التاجرات قد أعادت جزئي ًا تمثيل صور المعايشةالتقليدية للمدينة المغاربية،‏ حيث تكون في المقام الأول الصلات العائلية،‏ والصلاتبأهل الحي،‏ وكذلك فكرة الأصل الإقليمي المشترك،‏ هي التي توجه الأقاليم النسائية‏(بيري-‏ شيخاوي،‏ 2000). لقد أصبحت الأنوثة خطة يؤخذ بها عند عبور الأراضيالأجنبية أو مع وحدات التفتيش في الجمارك.‏ في سبتة،‏ أومليلية،‏ أوالجزيرة الخضراء،‏أو في نابولي أو روما،‏ أو باريس أو مرسيليا،‏ تتحرك النساء التاجرات بشكل شرعي،‏ويتزودن بالبضائع،‏ كما يعرفن المناطق المثالية لإبرام صفقات،‏ ونوعيات البضائع،‏وفترات التصفية،‏ ولديهن شبكاتهن في تلك الأماكن التي تعمل على إرشادهنوتوجيههن إلى الصفقات الجيدة.‏ ويبقى أن هذا التحرك،‏ حتى ولو كان هو الآخرمحل تفاوض،‏ يمنح هؤلاء النساء استقلالية أكبر بالذات،‏ ووسائل لإعادة صياغةوضعهن،‏ وعلاقات واسعة تسمح لهن بجني فوائد متعددة من هذا التنقل.‏4-2. النساء المهاجرات في المهن عالية المهارات،‏ فجوة بهاسقطات لا رجعة فيهاعند تناول قضية الكفاءات،‏ من الضروري التمييز بين أبناء المهاجرين من الجيل الثانيوالثالث الذين تمكنوا - من خلال التعليم والتأهيل-‏ من الوصول إلى مهن لها وضعهاوقيمتها الخاصة،‏ وبين هؤلاء الرجال والنساء الذين رحلوا في إطار الهجرة الدائريةبين الجنوب والشمال لتلبية طلب سوق عمل خال ٍ من الكفاءات.‏وتمثل المهاجرات اللواتي يمتلكن مستوى عال ٍ من المهارات أقلية بين المهاجرات،‏ حتىلو كانت أعدادهن لا تتوقف عن الازدياد في العقود الأخيرة.‏ إن عدد العاملات فيالشركات عبر الوطنية أو المؤسسات الدولية،‏ واللاتي يعملن في المهن الحرة،‏ والكوادرالعليا من النساء،‏ وأساتذة الجامعات،‏ وسيدات الأعمال،‏ ما يزال محدود ًا.‏ وترجع


191يوروميد للهجرة 2190 يوروميد للهجرة 2أسباب هذه النسب المئوية الزهيدة إلى مستوى تعليم المهاجرات،‏ وتأهيلهن ذيالغلبة الأدبية،‏ وعدم الاعتراف بالشهادات بين دول المنشأ والمقصد،‏ وحواجز التمييزالعنصري التي لا تسمح لهن بالوصول إلى وظائف تتناسب مع مؤهلاتهن.‏وتعد الوظائف ذات المهارات العالية التي تشغلها المهاجرات ليست كثيرة فيأسبانيا (%1.9)، ولكن تم تسجيل تطور كيفي كبير عندما تبين أن %12.7 منهنينتمين إلى فئة العمالة الماهرة مقابل %3.7 في 1993. ومع ذلك،‏ في 1999، كان%78.5 من المغربيين يشغلون وظائف العمالة غير الماهرة منها %41.6 في الزراعةو‎%14.7‎ في الخدمات المنزلية . 51وبالنسبة الهجرة الدائرية للعاملين من ذوي المهارات العالية،‏ فقد أصبحت فيالسنوات الأخيرة عنصر ًا هام ًا في التنمية الاقتصادية وفي سياسات الابتكار فيالأمم المتقدمة.‏ ثمة تقرير تم نشره في 2009 من إدارة السياسات السكانية والهجرةفي جامعة الدول العربية ، 52 يؤكد أنه يوجد نحو 100.000 عالم،‏ وطبيب،‏ ومهندسيغادرون تونس،‏ ولبنان،‏ وسوريا،‏ والعراق،‏ والأردن،‏ ومصر،‏ والمغرب،‏ والجزائر كل عام . 53وهكذا،‏ يهاجر ما يقرب من 70٫000 من خريجي الجامعات العربية في كل عامللبحث عن عمل في الخارج.‏ وهناك حوالي %54 من الطلاب العرب الذين يتابعوندراستهم في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم الأصلية،‏ كما أن‎%70‎ من العلماء لايعودون إلى ديارهم.‏ وهناك ما يقرب من %50 من الأطباء،و %23 من المهندسين،‏و‎%15‎ من العلماء يهاجرون إلى أوروبا،‏ الولايات المتحدة،‏ وكندا.‏ وحسب التقرير،‏ فإنوقف الهجرة واسعة النطاق لهذه الكفاءات من شأنه أن يمكن البلدان العربية‏«المصدرة للكفاءات»‏ من اقتصاد ما يقرب من 157 بليون دولار سنوي ًا.‏ ويدعو التقريردولا ً مثل مصر،‏ ولينان،‏ وسوريا،‏ والأردن لوقف هذا التدفق،‏ وذلك بإعداد تدابيرمناسبة من خلال خلق وظائف جديدة ذات أجر جيد وفرص للاستثمار لتجنبالرحيل الضخم للمواهب الشابة وتمكينهم من تعزيز التنمية الاجتماعيةوالاقتصادية لبلدانهم الأصلية.‏وعلى الصعيد العالمي،‏ يتزايد تنقل العاملين المهرة منذ عقدين.‏ ويرجع هذا التطورإلى نمو الطلب الأوروبي الذي يعد في هذه الحالة طلب ًا عالمي ًا للكفاءات،‏ نتيجةللتقدم في العولمة وللتطور المتزايد في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.‏ وقدأحدثت هجرة النخبة المدربة من دول الجنوب العديد من المشكلات التي لا تزالحتى الآن بلا حل.‏ ويعد هروب الكفاءات أمر ًا متناقض ً ا جد ًا:‏ فهناك رسائل علميةتخلص تارة إلي كبح وتارة إلى تسريع التنمية في دول المنشأ،‏ حيث إنها ترى معمحمد خاشاني ومحمد مغاري.‏ (2006)، مرجع سابق.‏51 انظر:‏ ، Business News بتاريخ .2009/9/752 يرجع التقرير إلى إحصاءات تم الحصول عليها من الجامعة العربية ومنظمة العمل الدولية (OIT) واليونسكو وغيرها53 من المنظمات العربية والدولية.‏ذلك أنه في إطار التشاور والتفاوض بين الدول الأصلية والدول المستقب ِ لة ، يمكنلهذه الحالات من الرحيل أن تكون مفيدة لجميع الأطراف.‏ ونظر ًا للأهمية المتزايدةلهذا النوع من الهجرة اليوم،‏ يحق لنا التساؤل عن مدى مشاركة النساء،‏ وكذلكعن االات التي يمثلنها بشكل أكبر.‏وإذا كانت البيانات حول هذه القضية قليلة ومتباينة،‏ فهناك بعض الأبحاث التيترسم الطريق أمام الباحثين اللاحقين.‏ وهكذا،‏ فإن هجرة الطلاب هي خطوة تمهيديةلهجرة الكفاءات.‏ وقد أشارت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2000إلى أن نحو 1.5 مليون طالب أجنبي يتابعون دراسات عليا في دولها الأعضاء،كماينحدر أكثر من نصفهم من دول خارج منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.‏فهناك منهم 223.000 في المملكة المتحدة،‏ و‎187.000‎ في ألمانيا . 54 وبالتأكيد فإننصيب الطالبات ليس قليلا ً بين تعداد الطلاب الذين يقيمون بصفة دائمة في الدولالغربية.‏ وتؤكد الدراسات الحديثة لدوكييه،‏ ولويل،‏ ومرفوق (2007) 55 ، من ناحية،‏على بروز الطابع الأنثوي على هجرة الكفاءات وتظهر،‏ من ناحية أخرى،‏ أن النساءذوات المهارات العالية يمثلن معدلات هجرة مرتفعة كتلك التي في الرجال.‏ وفي عام2000، كان تعداد المهاجرين المهرة القادمين من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا -مقارنة مع تعداد المهاجرين الذين يقيمون في مناطق أخرى من العالم - عالية جد ًالكلا الجنسين،‏ مع %28.3 للنساء و‎%33.5‎ للرجال على الترتيب . 56 وفي هذا اال،‏ يعدالتأهيل والخبرة،‏ وليس النوع،‏ هما اللذان يؤخذان في الاعتبار عند اختيار الكفاءات.‏وبالنسبة لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نفسها،‏ أعطى المؤلفون أرقام ًاتعيد النظر تمام ًا في الصور النمطية المتخذة بشأن النساء المؤهلات تأهيلا ً عالي ًافي المنطقة،‏ حيث إنها تشير إلى أنه في عام 2000، ارتفع معدل هجرة الكفاءاتالنسائية - بالمقارنة بإجمالي الهجرة - إلى %9.7 مقابل %8.7 للرجال.‏ إن التعليموالتأهيل الذي منح للنخبة النسائية في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقياقد أعطى تلك النخبة وسائل كسر التقليد المتبع،‏ والتحرر من القيود اتمعيةوالبطريركية،‏ دفع ً ا إلى مزيد من الثقة بالنفس وتقدير الذات،‏ ومن ثم إلى مزيدمن الاستقلالية.‏ ويبين المؤلفون مع ذلك أن المحددات الاقتصادية التقليدية للهجرةتختلف حسب النوع ، حيث تميل النساء أكثر إلى اتباع أزواجهن وليس العكس.‏وفيما يتعلق ببلدان المقصد،‏ نجد أن النساء من ذوات التأهيل العالي القادمات من دولالمشرق يتوجهن بشكل أساسي نحو الدول الأنجلوسكسونية،‏ لاسيما المصريات.‏54 المكتب الدولي للعمل.‏ منظور عادل للعاملين المهاجرين في ظل اقتصاد معولم.‏ المؤتمر الدولي للعمل،‏ الدورة 92،.2004 ص.‏ .2355 فريدريك دوكيية Docquier» ،(FNRS,UCL) «Frederic عبد السلام مرفوق ،(ULB) سارة سالومونUniversity») (Sara Salomone»(UCL, Tor Vergata ، وخالد سيكاتmen?) ،(ULB Are skilled women more migratory than skilled أكتوبر .2008 على الإنترنت.‏56 جدول أعده دوكييه،‏ ولوويل،‏ ومرفوق (2007). المرجع نفسه.‏ ص.‏ 5.


193يوروميد للهجرة 2192 يوروميد للهجرة 2وبالنسبة لدول المغرب العربي،‏ إذا كانت نسبة التركيز الأعلى تعد في أوروبا،‏ فإننانلاحظ أيضا ًا وجود شتات من الكفاءات في الولايات المتحدة،‏ كندا،‏ ودول الخليج،‏وخاصة بالنسبة لتونس.‏ ويقدم لنا التصنيف حسب الجنس وفق تخصصات قائمةالكفاءات التونسيات المهاجرة،‏ والذي تم وضعه من ق ِبل مكتب التونسيين بالخارج،(OTE) معلومات عن مدى اتساع هذه الحركة،‏ وخاصة بالنسبة للمرأة.‏الجدول 14/ توزيع الكفاءات التونسية في الخارج حسب التخصص ‏(عام 2007)التخصصاتالمعلمون والباحثونالمهندسونوالمعماريونالأطباء والصيادلةمهندسو الكمبيوترالمحامونالكوادر الأخرىرجال الأعمالاموعذكر1563أنثى299اموع1862180986533172177210787789141166321913749843166869929953163510296946المصدر:‏ مكتب التونسيين بالخارج،‏ ملف الكفاءات التونسية في الخارج،‏ يناير 2007.ويتعلق ما يقرب من 8.000 من الكفاءات التونسية - الموزعات في جميع أنحاءالعالم - بشكل أساسي بقطاعات التعليم والبحث،‏ والهندسة،‏ والأعمال،‏والوظائف العليا في القطاع العام.‏ وتعد حصة الكفاءات النسائية منخفضة(%10.8) مع وجود ملحوظ في مجالات التعليم والبحث،‏ حوالي %35.5. » يرجعوجود الكفاءات النسائية إلى اندماج ودخول المرأة التونسية في الخارج في النظامالمدرسي للدول الأوروبية الم ُستقب ِ لة ، فضلا ً عن زيادة معدلات النجاح النسائي فيالجامعات التونسية ». 5757 عبد الرازق بك حاج ذكري.‏ الكفاءات التونسية في الخارج.‏ اتحاد البحوث التطبيقية حول الهجرة الدولية .(CARIM)تقرير 2009.وتشغل النساء من ذوات الكفاءات العالية مناصب تسند بشكل تقليدي إلىالنساء كالصحة،‏ والتعليم أو البحث.‏ كما نجدهن أيض ً ا في المهن القائمة علىالخبرة في قطاعات الصناعة أو تكنولوجيا المعلومات.‏ ويأتي ظهور الطابع الأنثويللهجرة - وخاصة هجرة الكفاءات-‏ من مشكلات اقتصادية متخصصة.‏ في الواقع،‏عديدة هي الدراسات التي تصر على دور تعليم النساء في التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية،‏ مؤكدة على أن التفاوتات بين الرجال والنساء في التعليم يشكلعقبة أمام التنمية المستدامة.‏ إن هذه الدول في طريقها إذ ًا لفقد حصة من قوتهاالكبيرة في النمو تمثلها النساء.‏التأهيل والتعليمبشكل عام،‏ يتم توظيف النساء المهاجرات - اللاتي يحملن مستوى عال ٍ من التعليموالمهارات - في االات المهنية التي تلائم مستوى مهاراتهن.‏ ويظهر فحص العلاقةبين التأهيل-التوظيف،‏ مع ذلك،‏ أن هناك أقلية كبيرة من النساء المهاجرات المتعلماتتعليم ً ا عالي ًا تشغل وظائف لا تعتمد بشكل كبير على المهارة . 58 وبالمقارنة مع نساءالبلد الأصليات اللواتي يتمتعن بنفس المستوى التأهيلي،‏ نجد أن النساء المهاجراتذوات التعليم العالي يواجهن ‏«خطر ًا متزايد ًا»‏ متمثلا ً في فقد الاختصاص فيالعمل،‏ أي شغل وظيفة تتطلب مستوى أدنى من التعليم الذي يمتلكنه . 59الجدول 15/ توزيع النساء الأصليات ذوات المهارات العالية،‏ والنساء المهاجرات اللواتيينحدرن من الاتحاد الأوروبي و من الدول الأخرى حسب المهن التي يشغلنها.‏فئة النساء منمستوى التخصص 1العمل في مهن ذاتمهارات عاليةالعمل في مهن ذاتمهارات متوسطةالعمل في مهن ذاتمهارات محدودةالنساء الأصليات%52النساءالمهاجراتالأصليات منالاتحاد الأوروبي%54النساءالمهاجرات منالدول الأخرى%41.5%32%27%33%13%38%10المصدر:‏ الاتحاد الأوروبي،‏ الدراسات الاستقصائية للقوى العاملة ، 2005.تحليل بيانات » الاتحاد الأوروبي،‏ الدراسات الاستقصائية للقوى العاملة 2005»58 جنيفر .(Jennifer)59


195يوروميد للهجرة 2194 يوروميد للهجرة 2وتعد النساء المهاجرات من الدول الأخرى - اللاتي يتمتعن بمستوى تعليمي مرتفع- معرضات بشكل أكبر مرتين من النساء الأصليات أو النساء المهاجرات اللاتيينحدرن من دول الاتحاد الأوروبي،‏ للعمل في القطاعات التي تتطلب مهارات متدنية.‏هناك العديد من المهاجرين - لاسيما النساء – الذين يضحون بأنفسهم في شغلوظائف لا تتطابق مع مؤهلاتهم،‏ مثل وظائف الخدمات.‏ وتعد المهاجرات في وضع غيرمنتظم ‏(هجرة غير شرعية)‏ هن الأكثر تعرض ً ا لهذا النوع من الاستغلال ويواجهنصعوبات كثيرة في تغيير عملهن أو في طلب ترقيتهن.‏ ولا يعكس توزيع المهاجراتحسب مستوى التعليم في كثير من الأحيان توزيعهن حسب المهنة،‏ وخاصة عندمانعقد مقارنة بين دول الهجرة القديمة والجديدة.‏الجدول 16/ توزيع التعدادات المهاجرة المنحدرة من دول جنوب وشرق البحرالأبيض المتوسط حسب دولة الاستقبال ومستوى التعليم.‏ ‏(تعداد من تتراوحأعمارهم بين 15 سنة وأكثر)‏الدولة/‏ مستوىالتعليمالنمسافرنساأسبانياألمانياالولايات المتحدةالأمريكيةابتدائي أو أقل80.3ثانوي17.1عالي2.621.60.82.761.332.570.073.021.046.029.224.317.7المصدر:‏ ملاحظات معهد الاستشراف الاقتصادي في حوض البحر الأبيض المتوسط ،(IPEMED) العدد 1، ص.‏ 26.إذا كانت حصة النساء في قطاع الخدمات مرتفعة بشكل عام،‏ فهي لا تعبر عن تغيرمستوى تعليم الإناث.‏ ومن بين تعداد المهاجرين الذين ينحدرون من دول جنوب وشرقالبحر الأبيض المتوسط،‏ فإن حصة الأميين وحاملي شهادة التعليم الابتدائي هيالسائدة في دول الاستقبال القديمة ‏(النمسا،‏ وفرنسا)،‏ وتميل النسبة إلى الانخفاضبالنسبة لدول مثل ألمانيا ‏(بدون تركيا)‏ وأسبانيا،‏ حيث يبدو تعداد المهاجرين أكثرإلمام ًا بالقراءة والكتابة.‏ وهذا يعني أن التعدادات النسائية المهاجرة الطاعنة فيالسن التي تعيش في فرنسا لديها مستوى منخفض نسبي ًا من التعليم مقارنةمع تعدادات الأصغر سن ًا - حاصلات على الثانوية - يقمن في أسبانيا.‏ ومع ذلك،‏ كماذكر أعلاه،‏ نجد في أسبانيا الكثير من المهاجرات اللاتي يعملن في الخدمات ‏(وخاصةالأعمال المنزلية)،‏ والزراعة،‏ والوظائف التي لا تتطلب مؤهلات،‏ في حين أن أكثر منثلثي عددهن لديهن مستوى التعليم الثانوي.‏ وثمة مقارنة بين المهاجرات من المغربالعربي والأجنبيات والفرنسيات،‏ تكشف الأمية السائدة في الصفوف المغاربيةوالدخول التدريجي لبناتهن في منظومة التعليم.‏الجدول 17/ النسبة المئوية للتعدادات النسائية التي تتراوح أعمارها بين 15سنة وأكثر حسب الجنسية والمؤهل الأعلى في عام 1990.الجنسيةالدبلوماتبدون مؤهلالشهادة الابتدائية (CEP)الشهادة الإعدادية/المتوسطة(BEPC)شهادة الكفاءة المهنية (CAP)أو شهادة الدراسات المهنية(BEP)البكالوريا ‏(الثانوية)‏ أو أعلىاموعالمصدر:‏ حصر المعهد الوطني للإحصاءات،‏ 1990.الفرنسيات29.1الأجنبيات61.4المغاربيات70.98.35.78.46.7100.011.65.77.214.1100.021.311.915.921.8100.0وفي دول الهجرة القديمة،‏ كانت تتركز نساء المغرب العربي في قطاع الخدمات بسببافتقارهن للإعداد اللازم لشغل مهن أخرى،‏ وافتقارهن إلى التأهيل وعدم إتقاناللغة،‏ مما لم يساعدهن بأية حال على الدخول في أنشطة جديدة ذات أجور أفضل.‏وفي عام 2003، وفق ًا لبيانات الصندوق الوطني للتأمين على الشيخوخة ،(CNAV)نجد أن هناك %23.5 من النساء المغربيات يتحدثن الفرنسية بطريقة سيئة جد ًا أولا يتحدثن بها على الإطلاق،‏ وذلك مقابل %7 من الرجال.‏ إن ترقية الأجيال الجديدة


197يوروميد للهجرة 2196 يوروميد للهجرة 2بفضل المدرسة قد أتاحت العمل في قطاعات أخرى من النشاط والحصول علىوظائف رفيعة المكانة.‏ ووفق ًا لنفس المسح الميداني للصندوق الوطني للتأمين علىالشيخوخة،‏ فإن %37.7 من النساء يتحدثن بطلاقة لغة موليير مقابل %51 منالرجال.‏ويعد البغاء أيض ً ا نشاط ً ا تمارسه بعض النساء المهاجرات.‏ في الواقع،‏ ليس لديناأرقام،‏ ولكن يبدو أن عدد العاهرات من دول جنوب البحر الأبيض المتوسط في أوروباقد ازداد،‏ أو على الأقل،‏ برزت تلك العاهرات في اتمع بصورة أكبر.‏ فالكثير منهن -منحدرات من الضفتين الشمالية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط - قد خدعنبوعود الزواج أو العمل فيما يطلق عليه ‏«ال دورادو»‏ ‏(مناطق كسب الثروات)‏ بأوروباالغربية،‏ أو وقعن في شباك شبكات مافيا التهريب.‏ وفي إيطاليا،‏ فإن نصف ال50.000 عاهرة من الأجنبيات،‏ وتقدر الشرطة أنهن يجلبن 50 مليون يورو سنوي ًا.‏وفي فرنسا،‏ فإن نصف العاهرات أجنبيات،‏ وربما يجلبن مجموع مكاسب سنوي ًا يقدربنحو 1.5 مليار يورو . 60واليوم،‏ هناك أكثر من نصف مهاجرات دول البحر الأبيض المتوسط يعملن،‏ كمايساهمن بشكل لا يمكن تجاهله في التنمية الاقتصادية لبلدانهن الأصلية منخلال التحويلات المالية وفي تنمية دول الاستقبال من خلال عملهن واستهلاكهن.‏ومع ذلك،‏ فإن تركز هؤلاء المهاجرات في قطاعات تتطلب مؤهلات ضعيفة،‏ يحدمن حقوقهن وقدرتهن على التحرك في سوق العمل،‏ كما يعيق فرص تقدمهنالوظيفي وفرصهن في تنمية رأس مالهن البشري.‏ وهذا يعني أن اندماجهن فيالقوى العاملة في الاتحاد الأوروبي هو في أحسن الأحوال اندماج جزئي،‏ فهن قدحصلن على وظائف،‏ ولكنهن يفتقرن إلى العديد من الحقوق والفرص اللازمةللاندماج الكامل.‏ إن الوضع يبرز هشاشة وضع المرأة المهاجرة العاملة.‏ » وحتىعندما يتم توظيفهن بشكل حقيقي،‏ تميل جودة عملهن إلى الضعف،‏ مما يعرضهنإلى ضعف اجتماعي واقتصادي ». 61 ويظهر هذا الوضع من الضعف بصورة جلية فيمعدلات البطالة والعمالة المحدودة التي يتعرضن لها.‏3- البطالة والعمالة المحدودتعد البطالة،‏ والعمل بنصف دوام،‏ والعمل بعقد مؤقت بمثابة إحدى السماتالتي تمس بشكل أكبر الأشخاص قليلي أو عديمي التأهيل في اتمعات المتقدمة.‏60 كلودين بلاسكو Blasco) .(Claudine هجوم فرنسا.‏ لجنة المرأة،‏ والنوع،‏ والعولمة.‏ ديسمبر 2003.61 جينيفر روبن Rubin) ،(Jennifer مايكل س.‏ روندال Rendall) ،(Michael .S ليلا رابينوفيتش Rabinovich) ،(Lila فلافياتسانغ Tsang) ،(Flavia باربرا جنتا كونتستيجين فان أورانجي-‏ ناسو ).(Barbara Janta Constantijn van Oranje-Nassau (2008). سوق العمل الأوروبي بالنسبة للنساء المهاجرات.‏ملخص أبحاث.‏ أعد للمفوضية الأوروبية،‏ الإدارة العامة للعمل والشؤون الاجتماعية وتكافؤ الفرص.‏ 2008.وتشكل المهاجرات جزء ًا من هذه القسمة.‏ وهكذا يتسم الطابع النسائي للقوىالعاملة أيض ً ا بالتطوير الذي حدث في أوروبا،‏ خلال الأعوام 1980، للبطالة التي كانتتمس المهاجرين 62 بصفة عامة،‏ ومنهم تعدادات المغرب العربي.‏الجدول 18/ معدلات البطالة حسب الجنسية بالنسبة المئويةرجالنساءإجماليأشخاصحاملونللجنسيةالفرنسية7.0مجموعالأجانب14.8رعايا الاتحادالأوروبي7.3الأجانب منخارج الاتحادالأوروبي19.626.122.28.98.118.316.38.07.5المصدر:‏ المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية ،(INSEE) مسوح ميدانية؛ العمالة من الربع الأول حتى الربع الرابعللعام 2007. الاتحاد الأوروبي في 27 دولة.‏ فرنسا المتروبوليتانية،‏ الأفراد النشطة الذين يتراوح أعمارهم بين 15 عام ًا فأكثر‏(السن عند المسح الميداني).‏يثير هذا الجدول نقطتين،‏ الأولى هي أن نسبة البطالة بين الأجنبيات أعلى من تلكالتي بين الفرنسيات،‏ مع تفاوت من البسيط إلى المضاعف.‏ والثانية تتعلق ببطالةرعايا الاتحاد الأوروبي وغير الاتحاد الأوروبي،‏ حيث يسير التفاوت من البسيط إلىالمضاعف ثلاث مرات،‏ مما يظهر بالتالي الفجوة الكبيرة بين هاتين اموعتين.‏ ويعدالرعايا الأوروبيون الذين يعملون في دولة أوروبية أخرى أقل تأثر ًا بالبطالة من رعاياالدول الأخرى،‏ وخصوص ً ا أن الأجانب الذين ليسوا من رعايا دولة من دول الاتحاد الأوروبيلا يمكنهم المطالبة بعدد من الوظائف العامة التي تخضع لشروط قومية أو أوروبية.‏إن الحصول على الجنسية الأوروبية يمكن أن يجنب العاملين مواجهة خيبات البطالةوالبحث المستمر عن عمل آخر.‏لا يزال رسم الحدود المتصل بالهجرة أكبر بالنسبة للمرأة.‏ فليس فقط أن معدلبطالة النساء المهاجرات يعد أعلى بوضوح من معدل الذكور المهاجرين (26.1 مقابل%19.6) ولكن،‏ بمقارنته بمعدل النساء الفرنسيات ورعايا الاتحاد الأوروبي من النساء،‏نجد أن بطالة المهاجرات من الدول الأخرى هي الأعلى،‏ مع %26.1 مقابل %8 و.‏‎%8.9‎ويم ُ كن القول أن العقبتين الرئيستين لنشاط النساء المهاجرات هما الجنس ووضعالمهاجرة.‏ إن النساء يتعرضن للضرر بشكل مضاعف بالمقارنة مع الذكور المهاجرينوبالمقارنة مع النساء الأصليات ‏(المهاجرات من دول أخرى من الاتحاد الأوروبي).‏ وهناك62 عبد االله برادة،‏ مرجع سابق.‏


199يوروميد للهجرة 2198 يوروميد للهجرة 2ضرر ثالث يتعلق بالإقامة في الاتحاد الأوروبي - الذي يضع المهاجرين من كلا الجنسينفي وضع أسوأ تمام ًا - مع معدل بطالة بنسبة %22.2 منها %8 فقط لرعايا الاتحادالأوروبي.‏ويجب علينا أيض ً ا أن نأخذ في الاعتبار العمالة المحدودة ‏(العمل بدوام جزئي)،‏ والعمالةعلى المدى القصير(عقد مؤقت)‏ التي تمس بشكل أكبر النساء المهاجرات.‏ وتوجد هذهالظاهرة بشكل أكبر في دول الهجرة الجديدة حيث كانت فرص العمل - قبل الأزمةالمالية في عام 2008- متوفرة إلى درجة أن كان التغيير بين الأعمال أمر ًا متكرر ًا جد ًا،‏لاسيما بالنسبة للأيدي العاملة ضعيفة التأهيل أو غير المؤهلة.‏ كذلك،‏ يعد هذانالنوعان من العمل شائعان في هذه الدول.‏ كما أنهما أكثر انتشار ًا بنفس النمط بينمهاجرات الدول الأخرى منهما بين النساء الأصليات.‏ إن أكثر من مهاجرة من بين ثلاثتعمل بدوام جزئي.‏ وبغض النظر عن فئتهن الاجتماعية-المهنية،‏ فإنه يكثر توظيفالنساء المهاجرات بدوام جزئي أكثر منه بالنسبة للنساء الأخريات العاملات (%34مقابل %28). وتعد النساء اللاتي يعملن كعاملات هن المعنيات بشكل خاص:‏ %37من المهاجرات يعملن بدوام جزئي مقابل %27 للأخريات.‏ وبالنسبة للمهاجرات اللاتيينحدرن من جنوب شرق آسيا،‏ لم يتجاوز هذا المعدل %23 ‏(المعهد الوطني للإحصاءوالدراسات الاقتصادية (INSEE) 2007). إن العمل بعقد مؤقت هو مصدر آخر منمصادر الضرر الذي يمس المهاجر بشكل عام والنساء المهاجرات بشكل خاص.‏ إنالنسب الأعلى لعقود العمالة المؤقتة تبرم مع المهاجرات النشطات،‏ وخاصة في دولالهجرة الجديدة.‏ ففي أسبانيا،‏ أكثر من نصف النساء المهاجرات اللاتي تم توظيفهنلديهن عقود مؤقتة.‏أما بالنسبة للعمل غير المصرح،‏ فإنه - إذا كان لا يزال موجود ًا حتى الآن - يتعلقبالرجل والمرأة على حد سواء،‏ كما نجد أن بعض الأعمال تصلح له أكثر من غيرها،‏لاسيما الأعمال المنزلية،‏ التي عادة ما تكون حكر ًا على النساء.‏ وبالتأكيد،‏ فأن القيودالمفروضة على العمل لم تترك النساء غير العاملات،‏ ولكنها قامت بتشجيعهنعلى العمل بشكل غير مصرح ، في وظائف يبدو الدخول فيها أسهل.‏ وإضافة إلىالخدمات المنزلية،‏ نجد مطاعم الوجبات السريعة،‏ وخدمات النظافة المقدمة في إطارالتعهد من الباطن الذي ينفلت من التسوية.‏إن القيام بتنمية اقتصاد خفي يشكل عقبة في طريق دخول النساء في سوقالعمل وانتهاك ً ا لحقوقهن،‏ فهو يسهم في تركيز النساء في أفرع تتطلب مؤهلاتضعيفة،‏ دون حماية اجتماعية.‏ ويخلق وضع الهجرة العديد من العيوب - لاسيماالبطالة والعمالة المحدودة-‏ ناهيك عن الفرق في الأجر.‏ كما نجد أن مبدأ ‏«لكل عملمماثل أجر مماثل»‏ قد هدم من الأساس لأن وضع المهاجرة لا يمنحها نفس الحقوقالممنوحة للنساء الأصليات.‏ إن كونها امرأة ومهاجرة من بلد آخر يجعل من الصعبأمامها أن تحصل على عمل،‏ خاصة بدوام كامل . 634- خاتمةيجب تحليل وضع النساء المنحدرات من دول البحر الأبيض المتوسط المهاجرات فيأوروبا في إطار متعدد الأبعاد؛ الب ُعد الوطني،‏ وب ُعد الأجيال،‏ وب ُعد الانتماء الطبقي.‏فقد اندمجت بنات المهاجرات اللواتي ينتمين إلى عائلات ثرية بشكل سريع مع قواعدوقيم اتمع الم ُستقب ِ ل ، وذلك من خلال عملية الأقلمة مع الثقافة التي تقوم بهاالمدرسة،‏ ووسائل الإعلام،‏ والوظيفة.‏ تشغل هذه البنات وظائف تتطلب مستوىعال ٍ من التعليم بخلاف أولئك اللواتي ينتمين إلى شرائح اجتماعية محرومة،‏واللاتي لم يتم رفضهن من ق ِبل النظام الدراسي حتى يعملن في قطاع الخدمات أوالرعاية.‏ أما بالنسبة للموجات الجديدة من المهاجرات - اللواتي سافرن بمفردهن منأجل العمل-‏ فقد دخلن في الأعمال المنزلية أو في رعاية المسنين.‏ إن هدفهن وأملهنالوحيد هو التمكن من الإقامة في دولة الاستقبال والعمل فيها حتى يتسنى لهنكسب عيشهن بشكل أفضل،‏ وإذا لزم الأمر،‏ العودة إلى بلدانهن الأصلية.‏ويبرز تحليل وضع النساء المهاجرات في سوق العمل الحاجة المتزايدة لسياساتالاندماج التي - بأخذها في الاعتبار خصوصية وضع هؤلاء المهاجرات-‏ تهدف إلىدخولهن الكامل في االين الاقتصادي والاجتماعي في دولة الاستقبال.‏ وهذايتطلب إعادة تقييم مساهمتهن في اقتصاديات دول الاستقبال وإعادة النظر فيقدراتهن التي تتزايد أهميتها يوم ًا بعد يوم.‏الفصل الرابع.‏ اندماج المهاجرات في الدول الأوروبية» عندما يتمكن أول قادم-‏ مولود في الخارج من أبوين أجنبيين،‏ وصل إلى البلاد دونأن يتحدث كلمة فرنسية واحدة - من أن يصبح نائب ًا لرئيس الجمعية الوطنية،‏ومستشار ًا عام ًا،‏ وعمدة لمدينة كبرى،‏ فإنه ربما يمكننا أن نتصور أنه يوجد أخير ًا نموذج65فعال للاندماج على الطريقة الفرنسية ». 64 Paecht Arthur63 جينيفر روبن Rubin) ،(Jennifer ميكائيل س.‏ روندال Rendall) ،(Michael S. ليلى رابينوفيتش Rabinovich) ،(Lilaفلافيا تسانغ Tsang) ،(Flavia باربرا جنتا كونتستيجين فان أورانجي-‏ ناسوOranje-Nassau) (Barbara Janta Constantijn van (2008). . سوق العمل الأوروبي بالنسبة للنساء المهاجرات.‏ملخص أبحاث.‏ أعد للمفوضية الأوروبية،‏ الإدارة العامة للعمل والشؤون الاجتماعية وتكافؤ الفرص.‏ 2008.64 آرثر Paecht) .(Arthur إعادة تقييم الاستيعاب.‏ في ‏«بليسييه.‏ م.‏ وباشيت.‏ أ.‏ ‏«نماذج الاندماج».‏ إصدارات معهد العلاقاتالدولية والاستراتجية/‏ مطبوعات فرنسا الجامعية (IRIS/PUF) .2004.65 آرثر Paecht) .(Arthur كان رئيس مجلس إدارة معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية،‏ وكان سابق ًا نائب رئيس الجمعيةالوطنية.‏


201يوروميد للهجرة 2200 يوروميد للهجرة 2يعد الاندماج عنصر ًا أساسي ًا في العملية التي تولدها الهجرة الشرعية.‏ ومعذلك،‏ فإن القضية التي تطرح نفسها منذ الأعوام 1980 هي قضية آليات اندماجالمهاجرين المستقرين مع عائلاتهم التي لم تعد تفكر في العودة.‏ وبالتأكيد،‏ فإنالمهاجرين يزاولون مهن ًا مختلفة،‏ ولكنهم يندمجون بشكل ضعيف في اتمعالم ُستقب ِ ل . إن النساء القادمات في إطار لم الشمل الأسري لم يندمجن إلا ببطءوبشكل تدريجي في الهياكل الاقتصادية والاجتماعية لدول المقصد،‏ في حين أنأطفالهن يميلون للاندماج بسهولة أكبر،‏ حيث إنهم قد ولدوا في هذه الدول أووصلوا إليها في سن مبكر،‏ وخصوص ً ا أن المدرسة تلعب دور ًا هام ًا في التنشئةالاجتماعية الثقافية.‏ كما يتم اندماج النساء القادمات بمفردهن لأسباب اقتصاديةبصورة مغايرة،‏ حيث يتوقف على مستوى تعليمهن،‏ والمهنة التي يمارسنها،‏ ودرجةالدخول في عالم العمل.‏إن الرجوع إلى حالة اندماج ناجح لأسرة مغربية في فرنسا يتيح لنا كشف العواملاتلفة التي تلعب من أجل الاندماج الحقيقي للمهاجر.‏ وتقدم المقالة التي كتبهالايتيتيا فان إيكهوت Eeckhout) (Laetitia van تحت عنوان » لقاء مع عائلة عمري،‏مغربيون من فرنسا،‏ وأوروبا والمغرب »، 66 شهادة محمد عمري - عامل فني سابقفي مجموعة رينو،‏ وصل لسن التقاعد - الذي قرر البقاء في فرنسا،‏ مع الاحتفاظبعلاقات وثيقة مع المغرب-‏ بلد المنشأ-‏ حيث يقضي العطلات في شقته الخاصة.‏فمحمد الذي وصل إلى فرنسا عام 1964 وهو في سن الرابعة والعشرين من عمره،‏يحمل في جيبيه شهادة بالدراسة التي حصل عليها،‏ حتى ‏«يجرب حظه»،‏ لم يلبثإلا أن رسخ قدمه بها.‏ تزوج محمد في المغرب وقام بإحضار زوجته إلى فرنسا،‏ ورزقبثلاث بنات،‏ كما أن الأسرة بالكامل قد حصلت على الجنسية الفرنسية.‏ أما بناتهالثلاثة - اللاتي قمن بعمل دراسات عليا في فرنسا - فلا يجب أبد ًا أن نتحدث إليهنعن اندماج.‏ فهن يؤكدن على » أنهن فرنسيات ومغربيات في آن واحد»،‏ ليرفضنبذلك التسمية ‏«شاب جاء من الهجرة».‏ فثريا،‏ البالغة من العمر 28 عام ًا،‏ تصففي سيرتها الذاتية خبرتها البارزة في شركات ‏«في فرنسا،‏ وفي ألمانيا،‏ وفي الولاياتالمتحدة».‏ وهي تعمل الآن لاستكمال دراستها حتى تحصل على إجازة في التسويقالدولي من خلال تحضير رسالة ماجستير.‏ أما الشقيقة الكبرى،‏ ياسمينا،‏ البالغةمن العمر 30 عام ًا،‏ فهي تعمل ك Business Unit Manager لشركة كبرى لتطبيقالمعلوماتية في الأعمال المكتبية،‏ وتزوجت من فرنسي منحدر من أصل برتغالي.‏يحترم الأب اختيار بناته.‏ وبطبيعة الحال،‏ فقد نقل إليهن ثقافته الدينية،‏ ولكنهاثقافة ‏«إسلام التسامح والانفتاح».‏ كذلك،‏ فهو ليس مع فكرة ياسمينا في تقديركونها تصوم رمضان،‏ ولا تأكل لحم الخنزير ولا تشرب الكحول.‏ ‏«الدين – بالنسبةلها-‏ مسألة شخصية بحتة»،‏ » وهي تأسف لتلك النقاشات حول الإسلام،‏ منالحجاب إلى النقاب،‏ الذي تعتبره ‏”يتجاوز الواقع“‏ ».لم يفرض الأب أبد ًا على بناته عادة السفر سنوي ًا للمغرب،‏ مفضلا ً ‏«شد الحزام»‏حتى يمكنهن من اكتشاف فرنسا خلال العطلات.‏ ومثل كثير من مغربيي الجيلالثاني المقيمين في فرنسا،‏ فإن بنات السيد عمري لا يستبعدن أن يتمكن في يومما الإقامة في المغرب.‏ ‏«إذا كانت هناك فرصة مهنية معروضة،‏ ولكن ليس عودةإلى المنابع».‏ ولكونهن فرنسيات،‏ ولكن متمسكات بالتقاليد المغربية التي تتوارثهاالأجيال،‏ وحاملات لجنسية مزدوجة،‏ فهن لا يتطورن إلا في بيئة أكثر عالمية من البيئةالمغربية أو حتى الفرنسية.‏إن هذه الحالة - ذات الدروس القيمة للغاية-‏ تبين أنه بمجرد استيفاء ظروف الاندماج،‏تكون العملية سهلة إلى درجة أنها تبدو واضحة بالنسبة لأولئك الذين يعيشونهامن الرجال والنساء.‏ إن الأب الذي جاء بنفسه ليجرب حظه،‏ أي ليبحث عن ترقيةمادية واجتماعية،‏ قد استعد ذهني ًا للاندماج.‏ ونظر ًا لمستواه التعليمي الذي ساعدهعلى تحقيق ذلك،‏ فإنه لم تعد لديه مشكلة في التواصل مع أهل البلد الأصليين.‏وقد مكنته مشاركته النقابية من الدخول في مواجهة أكبر مع عالم العملوالسياسة.‏ فعند وجود أب مندمج بشكل جيد،‏ يسعى للحداثة،‏ فإنه يصبح المحركوالميسر لاندماج الأسرة.‏ وتلعب المدرسة أيض ً ا دور ًا كبير ًا في الاندماج مع مجتمعالاستقبال:‏ إنها تسمح بذلك التراجع الذي يقوم به المراقب والباحث لتحديد أهمالجوانب المناسبة التي تدخل في مشروع حياة المهاجر من أجل خلق مساحة منالتعاون والتآلف بين الأفراد والثقافات.‏ ويعد العمل بمثابة عامل آخر للاندماج.‏ كماأن الاندماج المهني،‏ وخاصة شغل المناصب العليا،‏ والرغبة في العمل،‏ كلها عواملتوفر فرص ً ا لاندماج ناجح.‏أما الجانب الثقافي،‏ فهناك استنتاج عام يستند على حالة ع َمري،‏ يسلط الضوءعلى الميول الثقافي للاندماج وإسقاطاته على ثقافة المهاجرين.‏ وفي الواقع،‏ كلمازاد اندماج المهاجرين في مجتمع الاستقبال،‏ كلما أصبح للدين طابع ً ا فردي ًا.‏ فهميعيشون دينهم بشكل يتجانس مع أنفسهم ومبادئ اتمع الذي يوجدون فيه دونتجاوز أو أثر لبرهنة،‏ ودون دوغماتية.‏ إن الآخر مقبول مع اختلافه،‏ مما يسمح للمهاجر(ة)‏من عيش ثقافته ‏(ا)‏ المزدوجة - وبشكل خاص من إعادة تكييف ثقافة المنشأمع ثقافة دولة الاستقبال،‏ مع المحافظة على الارتباط القوي للصلات الاجتماعيةوالثقافية مع أصوله ‏(ها).‏ويمكن مما سبق أن نخلص إلى أن اندماج المهاجرين يتطلب سياسة شاملة تستهدففي نفس الوقت كلا ً من المهاجر والأصلي،‏ وتسمح،‏ من جهة،‏ بترسيخ قوانين وثقافة66 صحيفة لوموند،‏ 2009/07/18.


203يوروميد للهجرة 2202 يوروميد للهجرة 2دولة الاستقبال لدى المهاجر،‏ كما تميل،‏ من جهة أخرى،‏ إلى قبول السكان الأصليينللمهاجر وثقافته.‏ ويفترض الاندماج في هذا الحالة إعادة التنشئة الاجتماعية لكلا ًمن المهاجر والأصلي أيض ً ا،‏ من أجل تعاون متبادل وقبول للآخر مع اختلافه وتفرده.‏1. الاندماج:‏ تعددية المصطلحينتمي مفهوم الاندماج إلى العديد من ميادين المعرفة.‏ ومع ذلك،‏ فاستخدامه المفرطوتناقضاته العديدة يظهران أهمية وجود تعريف موطد من شأنه إزالة غموض كبيرووضع القضية في إطار السياسات القومية الأوروبية،‏ حيث من المعروف أنه ليسهناك سياسة أوروبية مشتركة للاندماج.‏ومنذ منتصف السبعينيات،‏ أصبح مفهوم الاندماج - في الدول الأوروبية-‏ بمثابةالمصطلح السائد في النقاش حول الرهانات المتعلقة بوجود التعدادات المهاجرة.‏وتظهر معظم الدراسات العلمية - التي تقارن بين منطق القرارات والتدابيروالسياسات تلف الدول التي تهدف إلى » اندماج المهاجرين « – مدى الجهدالمضاعف الذي يجب أن يبذل من ق ِبل السلطات العامة والمهاجرين أنفسهم،‏ كماتعتبر تلك الدراسات التقاليد والثقافات كمتغيرات أساسية تفسيرية.‏ويجب أولا ً إزالة أي التباس بين مفاهيم الاستيعاب،‏ والدمج والاندماج.‏ فإذا كان الأولقد رفض،‏ فقد ساد الثاني لبعض الوقت قبل أن يسلب منه الثالث المركز.‏ الاستيعاب،‏والدمج،‏ والاندماج،‏ ليست هذه الثلاثة المفاهيم متعادلة،‏ فهي تقوم على فلسفاتمختلفة جد ًا وتعود إلى مرجعيات متنوعة:‏ علم الإنسان وعلم الاجتماع،‏ وعلمالنفس،‏ والاقتصاد.‏ إن التخوف الفطري من هذه الآليات الثلاث لاستقبال المهاجرينفي مجتمع المقصد يجعلها على نحو س ُ ل َّم يتحرك من الموقف الأكثر ‏«هيمنة»‏ في68اتمع الم ُستقب ِ ل ، مثال الاستيعاب ، 67 إلى الموقف الأكثر احترام ًا،‏ مثالي الدمجوالاندماج . 6967 يتم تعريف الاستيعاب على أنه القبول الكامل من ق ِبل المهاجرين لمعايير اتمع الم ُستقب ِ ل ، والتعبير عن هويتهموخصوصياتهم الاجتماعية-‏ الثقافية المهجورة،‏ أو تقتصر فقط على اال الخاص الوحيد.‏68 الدمج (Insertion) وفق قاموس لاروس الصغير Larousse) ،(le petit وضع شيء بين أشياء أخرى،‏ أو إيجاد مكان فيمجموع.‏ إن الإدماج هو هدف أدنى،‏ يعني باستقبال الأفراد الذين يعزمون العودة مرة أخرى إلى ديارهم،‏ ومن هنا يتمالتركيز على الحفاظ على الهوية والحفاظ على علاقات المهاجر مع ثقافته الأصلية - وحتى إمكانية العودة-،‏ كما أنهيعد أحد المنظورات الطبيعية للهجرة.‏ دانييلي لوشاك Lochak) .(Danièle (2006) ‏«الاندماج كأمر.‏ الرهاناتالأيديولوجية والسياسية المتعلقة بالهجرة»‏ الثقافات والصراعات،‏ العدد 64، شتاء 2006، ص.‏ 147-131. ‏[علىالإنترنت]،‏ 6 مارس 2007. عنوان الموقع:‏ .http://www.conflits.org/index2136.html69 في مقدمة تقرير اللجنة ‏«مؤشرات وتدابير الاندماج»،‏ 1998، يؤكد الك ُ تاب على رؤية الاندماج ‏«على الطريقةالفرنسية،‏ حيث إن ترجمتها الإنجليزية أو الهولندية تعد قريبة جد ًا من الاستيعاب»‏ كوضع لأفراد يستقرون فياتمع،‏ حتى لو كان بإمكانهم الحفاظ على تقاليدهم ونمط الحياة الخاص ببلدهم الأصلي.‏ ويتوقع بالتأكيد أنه فيغضون بضعة أجيال،‏ سوف يمتزج أبناء وأحفاد هؤلاء الأفراد تمام ًا مع السكان،‏ وهذا ما نطلق عليه بالاندماج الناجح،‏‏«مما يتطلب تعايش ً ا سلمي ًا ومتناغم ً ا للمجتمعات اتلفة في ظل احترام اختلافاتها والاعتراف العلني بهذهالاختلافات»‏ جون كلود مونو Monod) .(Jean Claude ما هي سياسية الاندماج داخل الاتحاد الأوروبي.‏ في:‏ قضايا أوروبا.‏العدد 5 ،53 مارس .2007 ص .1الاندماج هو دائما ً وفي كل مكان في الأحداث،‏ خليط من الاستيعاب والتأقلم مع التنوع الثقافي.‏ ‏(مونو،‏ 2007).استطاع مصطلح الاندماج توليد مفهوم آخر،‏ وهو مفهوم التمييز،‏ والذي ظهر فيالقاموس العادي للعمل العام في فرنسا 70 في أواخر التسعينيات.‏ وتعد مكافحةالتمييز بمثابة أحد المحاور المهمة لسياسة الاندماج.‏ إن » التمييز « الذي ي ُفهم علىكونه » معاملة سيئة بسبب الأصل الحقيقي أو المفترض « للأشخاص،‏ قد أصبحمنذ ذلك الحين موضع النقاش في الأوساط الفكرية والسياسية والجمعوية،‏ مماأوجد التحقيقات الصحفية والأعمال العلمية.‏ وهكذا تم اقتراح مكافحة التمييزفي السياسات العامة،‏ وأصبحت وهي الكلمة المرفوعة التي يلتف حولها أكبر عددمن الناس في مقابل الشعارات المتكررة ‏«المواطنة»‏ و»الاندماج ». 71 وتصبح مكافحةالاستبعاد الاجتماعي ملحق ًا للتمييز،‏ لاسيما مع أجندة خاصة تجد صعوبات فيالتنفيذ على أرض الواقع.‏2. الاندماج،‏ عملية لا مفر منها أم أنها اختيارية؟منذ منتصف السبعينيات،‏ انعقدت رهانات سياسية،‏ وأيديولوجية،‏ وقانونية حولفكرة الاندماج.‏ إن الوعي بتطور هجرة العاملين - التي كان ينظر إليها على كونهامؤقتة - إلى هجرة إقامة دائمة،‏ جعل قضية الاندماج واحدة من القضايا التيتشغل السلطات العامة وموضوع ًا للنقاش السياسي.‏وبالتأكيد،‏ فقد طرحت سياسة لم الشمل الأسري بشدة مشكلة اندماجالمهاجرين في اتمعات الاستقبال،‏ وخاصة بالنسبة لدول الهجرة القديمة.‏ ومعذلك،‏ فإن تنفيذها لا يزال يعتمد على ‏«التحكم في تدفقات الهجرة،‏ وتنظيمالإقامة،‏ والترحيل إلى الوطن».‏ ومع ذلك،‏ فإن جهود الاندماج هي مسؤوليةمشتركة تقع بدرجات متفاوتة على عاتق السلطات العامة لدول الاستقبالوالمنشأ وكذلك على عاتق المنظمات غير الحكومية والمهاجرين أنفسهم.‏3. من السياسة القومية للاندماج إلى السياسةالمشتركةيعد دائم ًا إضفاء الطابع الأوروبي على قضية اندماج المهاجرين محل اهتمام الأجندةالأوروبية،‏ وذلك حتى قبل اعتماد معاهدة ماستريخت .(Maastricht) 72 ومنذ عام70 ديديه فاسان Fassin) (Didier ‏(مرجع سابق،‏ ص.‏ 404) يؤكد في عنوان دليلي - لكنه معبر-‏ تحليل الجدول العام لموادنحو 15 عام ًا من وجود الة الأوروبية للهجرة الدولية،‏ الذي يكشف ليس فقط عن أن مصطلح ‏«التمييز»‏ لم يظهرفي عنوان مقال واحد ‏(في حين أن ألفاظ ‏«عنصرية(‏racisme‏)»‏ أو ‏«فصل عنصري «(ségrégation) كانت تتكرر مرار ًا فيالعناوين).‏71 ناصيرا جينيف-‏ سويلاماس Guénif-Souilamas) (Nacira (2001). ‏«الاندماج،‏ فكرة مستنفذة»،‏ نشر في جريدة،Libération بتاريخ 12 يوليو 2001: وميشيل ويويوركا Wiewiorka) ،(Michel ‏«هل يجب التخلص من الاندماج؟»‏ دفاترالأمن الداخلي،‏ 2001، 45، الصفحات 20-9.72 المؤتمر الحكومي الدولي عام 1991.


205يوروميد للهجرة 2204 يوروميد للهجرة 21985، اتخذت المفوضية الأوروبية 73 بعض الإجراءات التي تدعو بشكل أو بآخر إلىتحسين الوصول إلى الحقوق بالنسبة للمقيمين الأجانب.‏ وقد اعتمدت المفوضيةأيض ً ا في عام 1987 قرار القيام بعملية تشاور سابق لأية سياسة جديدة بشأن رعاياالدول الأخرى . 74 ومنذ مجلس تامبيري ،(Tempéré) المنعقد في عام 1999، نشهدظهور سياسة أوربية للاندماج تأخذ في اعتبارها التقاليد القومية المتباينة،‏ وتدخلآليات جديدة لتسهيل تنفيذ سياسة اندماج مشتركة.‏ كذلك،‏ منذ الأعوام 2000،ثمة تدابير أوروبية - تهدف إلى مكافحة صور التمييز - قد اعتمدت من ق ِبل مجلسوزراء الاتحاد الأوروبي،‏ مثل :• التوجيه » المتعلق بتنفيذ مبدأ المساواة في المعاملة بين الأشخاص دون تمييز يقومعلى الجنس أو الأصل العرقي « الذي صدر في يونيو ، 75 2000 والذي استند على المادة13 من المعاهدة المعتمدة في أمستردام عام 1997. وكان يجب نقل هذا التوجيهالمسمى » directive « Race ، من جانب الدول الأعضاء قبل يوليو ‎2003‎؛• التوجيه ‎78/2000‎‏/المفوضية الأوربية،‏ الصادر عن الس بتاريخ 27 نوفمبر 2000بشأن إنشاء إطار عام للمساواة في المعاملة في مجال الوظائف والعمل – والقائمفقط على قضيتي الوظائف والعمل - 76 الذي يضع حماية من صور التمييز التيتقوم على أساس الدين والمعتقدات،‏ والإعاقة،‏ والعمر،‏ والميل الجنسي؛• تشمل الآلية المشتركة جانب ًا محفز ًا تم تنفيذه على أرض الواقع - في نوفمبر-2000 من خلال نشر برنامج مكافحة التمييز للفترة ‎2006-2001‎؛• يعد التوجيه الذي يحظر التمييز على أساس الجنس والأصل العرقي مهم ً ا ٍ ؛ فهو يقيم نظام ًا واسع ً ا للحماية ضد صور التمييز المباشرجد ًا في عدة نواحوغير المباشر،‏ كما يسمح حتى ب » صور التمييز الإيجابية « المعروفة بaction) (affirmative 77 . ويطبق التوجيه على االات التي لا توجد فيها اختصاصاتمشتركة كالمسكن.‏ وأخير ًا،‏ يتطلب نقل التوجيه تعديلات كثيرة تتماشى في دولكان نظام الحماية ضد التمييز فيها غير كاف ٍ أو غير موجود أصلا ً.‏73 المفوضية الأوروبية.‏ 1985. التوجهات من أجل سياسة مجتمعية للهجرة.‏ لجنة (85) 48 الدفاع.‏ بروكسل:‏ .CEC، 198574 قامت خمس دول أعضاء بالطعن فور ًا في القرار،‏ وأعطتهم محكمة العدل للمجتمعات الأوروبية (CJCE) الحق في1987 عندما قامت بإلغاء القرار:‏ ليس هناك اختصاص مشترك فيما يتعلق بسياسة اندماج رعايا الدول الأخرى.‏75 التوجيه 43/2000/ المفوضية الأوروبية بتاريخ 28 يونيو 2000 ‏(الجريدة الرسمية المفوضية الأوروبية ل 180 بتاريخ 19يوليو 2000).76 التوجيه 78/2000/ المفوضية الأوروبية بتاريخ 27 نوفمبر 2000 ‏(الجريدة الرسمية المفوضية الأوروبية ل 303 بتاريخ 2ديسمبر 2000) وقرار الس الصادر في 27 نوفمبر 2000 ‏((الجريدة الرسمية المفوضية الأوروبية ل 23 303/ بتاريخ 2ديسمبر 2000).77 في الواقع،‏ اشترط التوجيه أنه ‏«ينبغي حظر التمييز دون الإخلال بحفظ أو اعتماد تدابير تهدف إلى منع أو تعويضالأضرار لدى مجموعة من الأشخاص ينتمون إلى جنس أو أصل عرقي واحد».‏• اعتماد الميثاق الأوروبي 78 بشأن الهجرة واللجوء من ق ِبل الس في 15 و‎16‎أكتوبر 2008، وتبعه مؤتمر وزاري بشأن الاندماج عقد في فيشي (Vichy) بتاريخ3 و‎4‎ نوفمبر.‏ وفي هذا اللقاء رفيع المستوى،‏ وافقت الدول السبع والعشرونالأعضاء بالإجماع على الأهداف المحددة،‏ وعلى جدول أعمال مشترك.‏ وتقوم الأهدافعلى ثلاث أولويات،‏ وهي إتقان لغة دولة الاستقبال،‏ ومعرفة وممارسة قيم الدولة،‏والحصول على فرصة عمل.‏ وثمة تعهدات أخرى تم أخذها،‏ مثل تعزيز التنوع فيعالم العمل،‏ ومكافحة التمييز،‏ والإسهام في تعزيز دور النساء المهاجرات،‏ لاسيماعن طريق محاربة سوء المعاملة التي يخضعن لها.‏4. بعض المعايير التي تعزز الاندماجلقد طرحت الهجرة الأسرية بوضوح قضية الاندماج،‏ مسلطة الضوء بشكل أساسيعلى مشكلات الإقامة،‏ والصحة الإنجابية،‏ وقيد الأطفال بالمدارس،‏ وعمل النساء.‏ وفيالثمانينيات فقط تم التعرف على هذه المشكلات في مكوناتها اتلفة بغرض مواجهةحقائق وتجارب المهاجرين بشكل مباشر أو غير مباشر.‏ وقد تم إنشاء مؤسسات مثلالمفوضية السامية لشؤون الهجرة في فرنسا،‏ ومركز تكافؤ الفرص في بلجيكا،‏ إلخ.‏فضلا ً عن المنظمات غير الحكومية لدعم اندماج المهاجرين.‏ لقد كانت المرأة موضعاهتمام خاص نظر ًا لأنها تمثل الدعامة الأساسية للعائلة،‏ والراعية للثقافة،‏ والعاملالرئيسي في التنشئة الاجتماعية للأطفال،‏ والأكثر تأثر ًا بالحداثة.‏إن تسهيل منح الجنسية هو وسيلة هامة لاندماج المهاجرين.‏ وتختلف معايير منحالجنسية - مع ذلك - من بلد أوروبي إلى آخر:‏ فبالنسبة للبعض،‏ حق الأرض هو الذييسود،‏ وبالنسبة للبعض الآخر،‏ حق الدم.‏ ويبقى أن نذكر أن الجنسية تمنح المهاجرينوالمهاجرات،‏ بغض النظر عن أصولهم،‏ نفس الحقوق التي تعطي للسكان الأصليين.‏ويعد المسكن اتلط عاملا ً آخر لا يقل أهمية.‏ فطالما اعتبر اختلاط المهاجرين معالسكان الأصليين في الأحياء والعقارات معيار ًا أساسي ًا لاندماج التعدادات الأجنبية.‏ويشمل التعليم قيد الأطفال بالمدارس،‏ وتعليم الكبار،‏ ولاسيما تعلم اللغة.‏ إنالمدرسة هي القناة الرئيسية التي يتشرب فيها الشباب تقاليد وقيم اتمع الجديدويستوعب الثقافة السائدة.‏ وهي أيض ً ا نقطة انطلاق للدخول في حياة العمل،‏ووسيلة للحراك الاجتماعي.‏78 فيما يتعلق بالاندماج،‏ أبرز أكد هذا الميثاق على:‏1/ ضرورة معاملة المهاجرين بشكل عادل،‏ وتسهيل اندماجهم في اتمع ‏(التركيز على تعلم اللغة والحصول علىفرصة عمل).‏2/ دعوة الدول الأعضاء إلى مكافحة جميع أشكال التمييز التي يمكن أن يتعرض لها المهاجرون.‏


207يوروميد للهجرة 2206 يوروميد للهجرة 2وثمة جهود هائلة قد بذلت من ق ِبل دول الاستقبال لتقييد أطفال المهاجرين فيالمدارس،‏ وتسهيل دمجهم المدرسي،‏ والحد من تسربهم من المدرسة.‏ ولأن الدولالأوروبية تعلم بأنه لا يمكن تحقيق اندماج أفضل للطفل عن طريق إقصاء ثقافتهالأصلية،‏ فقد تم إدخال لغة وثقافة دولة المنشأ إما في المحتوى الدراسي،‏ وإما ملحقة79به حيث يتم تلقيها في أوقات خاصة.‏إن الطفل بشكل عام،‏ وخاصة الطفلة التي تنحدر من أصل مهاجر،‏ يجب أن يكونكل منهما أفضل تعليم ً ا من والديه حتى يتمكن من الاندماج بشكل أفضل فياتمع الاستقبال.‏ وهكذا يعتمد الوالدان،‏ وخاصة الأمهات،‏ كثيرا ً على بناتهناللاتي تبدين الأكثر قدرة – عبر الدراسة - على تحقيق الحلم الجديد للأمهات،‏ وهوفي هذه الحالة القدرة على تحدث لغة البلد،‏ والدخول في عالم العمل عبر مزاولةأنشطة أكثر أهمية وأعلى أجر ًا.‏ ويصل الأمر لدى بعض الأمهات إلى حد السماحبالزواج اتلط مع شخص أجنبي،‏ شريطة أن يكون هذا الأخير قد تحول إلى الإسلام،‏كما أن هناك أمهات أخرى تقبل حتى بالارتباطات الحرة ‏(خارج إطار الزواج).‏ويعد تعليم الكبار بمثابة صوت الاندماج الأكثر فعالية،‏ خاصة المهاجرات.‏ وفيهذا الصدد،‏ تعمل الدولة،‏ والخدمات الاجتماعية في بعض المدن،‏ والعديد منالمنظمات غير الحكومية ، منطلقون من مبدأ أن تعلم لغة الخطاب والكتابةلدولة الاستقبال هو فقط ما سيسمح باندماج للمهاجرين.‏ ويحتوي تأهيلالمهاجرات التي تقوم به بعض المنظمات غير الحكومية مثل مؤسسة كاريتاس(Caritas) على جناح يتعلق بالتعليم الأساسي وآخر يتعلق بالتأهيل المهنيالبسيط ‏(الخياطة،‏ والطبخ،‏ ورعاية الأطفال).‏ كما تكون هذه الميادين أيض ً ا مكان ًاللتعايش الاجتماعي،‏ والمقابلات بين النساء،‏ والتبادلات،‏ مما يسمح ببناء العلاقاتوكسر العزلة التي كن يستسلمن لها.‏ ففي أسبانيا - على سبيل المثال-‏ظهرت في عام 1993 خطط رسمية للعمل الاجتماعي مخصصة للمهاجرين،‏» كان للمنظمات غير الحكومية السبق في أخذ زمام المبادرة مع دعم مالي يقل أويكثر من جانب الهيئات العامة.‏ وقد التزمت العديد من البلديات بالعمل في هذاالإطار .« 80ويقتضي الاندماج في العمل أن يكون هناك دمج مهني أفضل،‏ وذلك عبر محاربةالتمييز في العمل وتطوير دورات تكميلية ودورات تدريبية تستهدف في المقام الأولالشباب.‏ وقد وضعت دول أوروبية مختلفة نظام ًا للتدريب والتأهيل المهني للشباب79 في فرنسا،‏ تدريس اللغة الأصلية في المدارس العامة غير موجود،‏ بينما في ألمانيا تعطي بعض المدن الأولوية للاندماجالمدرسي السريع حيث يتم التركيز على النجاح،‏ ويتعلق البعض الآخر،‏ في المقابل،‏ بالحفاظ على الهوية الثقافيةللشباب المهاجر من خلال تطوير فصول ثنائية اللغة.‏80 اليزابيث ماليوكييه Maluquier) .(Elisabeth المرأة المهاجرة من المغرب العربي كموضوع للتدخل الاجتماعي في إقليمبرشلونة.‏ في عام 1996، أعمال ندوة المرأة والهجرة،‏ مرجع سابق،‏ ص.‏ 138.وذلك من أجل مكافحة التمييز في العمل وتطوير،‏ التمييز الإيجابي إزاء الشبابالمغترب،‏ والذي استفادت منه الفتيات بشكل كبير.‏وفي المملكة المتحدة وهولندا،‏ يتم إدراج الشباب من الأقليات العرقية في برامجتأهيل مهني،‏ مع دورات تدريبية محددة،‏ تنظم في العادة من ق ِبل السلطات المحليةالتي تحاول الربط بين القطاع الاقتصادي وهيئات التأهيل.‏ وقد وضعت هذه الدولأيض ً ا تدابير للتمييز الإيجابي ‏(على أساس حصص نسبية)‏ في مجال العمل،‏وحتى ولو بدت تلك التدابير في الواقع غير قادرة على حل صور التمييز غير المباشروتحفظات القطاع الخاص.‏ولا تعد الفتيات مهمشات،‏ حيث إنهن يدخلن تدريجي ًا في سوق العمل،‏ ويعملن فيقطاعات التأهيل المهني عالي المهارة،‏ ويشاركن في الحركة النقابية.‏ وفي الواقع،‏ نرىأن زواج المهاجرات من أجنبي،‏ بل وحتى الارتباط الحر خارج إطار الزواج،‏ قد أصبح أمر ًاشائع ً ا جد ًا.‏ إن التحاق الفتيات بالمدارس،‏ واكتساب لغة وثقافة البلد الم ُستقب ِ ل ،يدفعهن إلى الدخول في أنماط المرأة الأصلية،‏ لدرجة خلق صدمة لوالديهن والمحيطينبهن من المهاجرين.‏ لقد أصبحت معاشرة المرأة لشخص خارج إطار الزواج – التيتعد محرمة تمام ًا في الدين الإسلامي-‏ معيار ًا جديد ًا لاكتساب الجنسية،‏ وكذلكأيض ً ا لتحدي المحيطين بها،‏ أو للقيام بتجربتها الشخصية الخاصة.‏ ويعد معدلالزواج اتلط للجزائريات - المهاجرات القديمات - أعلى نسبي ًا عن غيرهن من نساءدول المغرب العربي الأخرى،‏ على الرغم من كون رغبة هؤلاء الفتيات المتعلمات تتجهنحو الزواج من مسلم ولد في بلد الاستقبال،‏ مما يجعله يبدو أقرب لرجل أصلي منبلد المنشأ.‏وتشهد الجمعيات المحلية والوطنية للمهاجرين تطور ًا كبير ًا في جميع الدول الأوروبية.‏وتشكل هذه الجمعيات - من خلال وسائل التأهيل،‏ والتعليم،‏ والنقل الثقافي -طوق النقل الثقافي بين السياسات الحكومية والتعدادات المهاجرة.‏ وتنظم هذهالجمعيات على أساس مجتمعي أو داخلي،‏ مع الأخذ في الاعتبار للفئات الخاصةجد ًا وهي الشاب،‏ والنساء،‏ وكبار السن.‏ وبالإضافة إلى العديد من الخدمات المقدمةللمهاجرين،‏ تشكل هذه الجمعيات في جماعات ضغط للدفاع عن مصالح وحقوقهؤلاء المهاجرين.‏تقوم نساء المغرب العربي - أي ًا كان عمرهن ومستواهن الاجتماعي أو التعليمي-‏بتنظيم أنفسهن على نحو متزايد في إطار جمعوي على جميع المستويات وبشأنجميع المواضيع ‏(حقوق النساء،‏ والاستشارة القانونية،‏ ودروس اللغة،‏ والخياطة،‏والتطريز،‏ والطبخ،‏ والفنون التقليدية،‏ والموسيقى والرقص،‏ ...). كما يتدخلن -خصوص ً ا الأمهات - في مواقف طارئة،‏ كعند احتراق المدن،‏ ليجلبن الهدوء والسكينة


209يوروميد للهجرة 2208 يوروميد للهجرة 2في الأحياء المضطربة،‏ لتجنب حركات العنف أو العنصرية.‏ كذلك،‏ تقوم هؤلاء النساءبدخول اال السياسي عن طريق خوض الانتخابات المحلية،‏ والوطنية،‏ والأوروبية‏(فرنسا،‏ أسبانيا،‏ بلجيكا،‏ هولندا).‏ وهكذا نرى في بلجيكا - منذ الانتخابات الماضية-‏عشرات النساء اللواتي ينحدرن من دول المغرب العربي قد أصبحن مستشارات فيمجالس البلدية،‏ وقاضيات بلديات،‏ أو نائبات إقليميات.‏ وفي فرنسا - منذ عشراتالسنوات-‏ كن مسؤولات سياسيات في حركات مختلفة وكان يتم انتخابهن.‏ ومنخلال مشاركتهن في الحياة المحلية والسياسة،‏ قامت هؤلاء المهاجرات بإحياء مواطنةجديدة وإعادة تحريك الديمقراطية القائمة على روح المشاركة.‏ إن دخولهن في العملالسياسي والجمعوي قد مكن من إخراج النساء المهاجرات من الظل ليجعلهن علىمرأى ومسمع من المؤسسات القومية والأوربية،‏ كما شجع على الاعتراف بوصفهنممثلا ً حقيقي ًا،‏ وقوة كامنة للتنمية ووسيط ً ا ثقافي ًا يمكن الاعتماد عليه.‏وعلى الرغم من كل هذا التقدم وهذه الخبرات،‏ فإن اندماج المهاجرات لا يزال بطيئ ًاومليئ ًا بالعقبات.‏ وإذا كانت السياسات الأوربية للاندماج آخذة في التزايد،‏ فإنتنفيذها لا يزال من الصعب بمكان،‏ كما أن قبولها من جانب المهاجرات أنفسهناللواتي يواجه مقاومات عديدة.‏5. بعض الصعوبات المتعلقة بالاندماجيعطي اكتساب الجنسية حقوق ًا وامتيازات مختلفة للنساء المهاجرات.‏ فكثيراتهن نساء المغرب العربي اللواتي يتمتعن بالجنسية المزدوجة بسبب النسب،‏ أو الولادةفي الأراضي المغاربية،‏ أو الاكتساب التلقائي أو الاختياري لها.‏ إنهن في بعض الأحيانيجدن أنفسهن في مواقف متناقضة:‏ فبصفتهن رعايا في دولة الإقامة،‏ تتبعهؤلاء النساء تشريع دولة الاستقبال،‏ وبصفتهن مواطنات في الاتحاد الأوروبي،‏ فهنيخضعن للحقوق والالتزامات المشتركة؛ وبصفتهن مهاجرات،‏ يخضعن للأحوالالشخصية في دولة الأصلية التي يمكن أن تتداخل مع غيرها من التشريعات،‏ وفيبعض الحالات،‏ تتعارض معها.‏ إن الأسرة المهاجرة التي تخضع لوضع قانوني مختلفعن ذلك القائم في بلدها الأصلي،‏ تستغرق وقت ًا لاستيعاب ذلك الوضع،‏ ودمجه،‏والتكيف معه.‏ وتعد النساء أكثر تقبلا ً لذلك بسبب احترام حقوقهن السياسية،‏والمدنية،‏ والاقتصادية.‏ إن تطبيق هذا الحق على الأسر المهاجرة يخلق اضطرابات داخلالأسرة،‏ وذلك بسبب التعارض بين الأحوال الشخصية - التي لا تزال خاضعة لتشريعدولة المنشأ ولأحكام الشريعة الإسلامية – وقيم المساواة والحرية المنصوص عليهافي التشريع الأوروبي والقانون الدولي.‏وبشكل عام،‏ لا تتمتع نساء المغرب العربي اللاتي قدمن في إطار لم الشمل الأسري– الذي يعد الشكل الوحيد الشرعي للهجرة - إلا بحقوق مشتقة،‏ كما يتوقفنعلى أزواجهن فيما يتعلق بالحقوق الأسرية والشخصية،‏ بالرغم من اكتسابالاستقلال الإداري ‏(في فرنسا منذ عام 1986) بفضل تعبئة وعمل النساء المهاجراتوالمنظمات غير الحكومية.‏ وقد عملت العديد من المؤسسات في تسهيل اندماجالأسرة المغاربية المهاجرة،‏ بمساعدتها النساء والفتيات على التحرر من القيود التيتفرضها الحياة في ظل الأسرة.‏ ولكن هذه المؤسسات كثير ًا ما كانت توصم بالعارمن ق ِبل المهاجرين،‏ لاسيما مراكز الاستقبال للنساء اللواتي غادرن المنزل بسببالتعرض لعنف وحدوث سوء تفاهم شديد مع الأب،‏ أو الزوج،‏ أو الأخ.‏ وتعد مراكزالاستقبال هذه – التي أنشئت في أواخر الثمانينيات في هولندا حيث أطلق عليهااسم » دارنا « ‏(أي منزلنا)،‏ والتي تؤمن حماية النساء والأطفال – بمثابة عار أو تهديدحيث إنها مؤسسات خارجة عن الأسرة،‏ وغريبة عن مشاكلها،‏ ولا يجب عليها أنتتدخل في شؤون الأسرة أو في العلاقات بين الآباء والأبناء.‏ ويشعر المهاجرون في كثيرمن الأحيان بالصدمة عند رؤية النساء والأطفال يعيشون في أوساط أجنبية منالناحية الثقافية.‏ ويتم قدح الأزواج أو الآباء بأنهم يعدون كوحوش تضرب نسائها،‏وتحبسهن في المنازل،‏ وتحرم عليهن حتى تناول الطعام.‏ ويقول الأزواج والآباء بأنهذه ليست سوى أكاذيب مستخدمة من ق ِبل الصحافة الهولندية لإخراج النساءوالفتيات من قبضتهم . 81 وفي الواقع،‏ فإن النساء اللواتي يتركن المنزل ويتوجهنلمركز الاستقبال،‏ لا يعدن إلا نادر ًا،‏ إن لم يكن أبد ًا-‏ لاستئناف حياتهن الزوجية.‏ إنالنموذج الغربي السائد للأسرة - الذي ي ُقترح دخول الأسرة المهاجرة فيه - لا يغريجميع النساء.‏ فهناك اللواتي يقبلنه بشكل كامل،‏ وهناك من يرينه ضروري ًا ولكنهمتجاوز للحد،‏ وهناك أيض ً ا من يرفضنه.‏ ويرى بعض النساء في هذه المراكز نموذج ً اتحرري ًا،‏ وينظر إليه البعض الآخر بعين الريبة لأنها تسمح بارتباطات ضد الطبيعة‏(ارتباطات حرة خارج إطار الزواج)،‏ كما أنها تتسامح إزاء الزنا،‏ وتسمح بالتحررالجنسي المبكر للفتيات . 82إنها حالة معبرة من التناقض بين تشريع تحرري ومدافع عن للنساء والأطفال،‏ ونموذجأسري تقليدي يميل إلى أن يحيا من جديد عبر الهجرة.‏ ويكفي أن نتذكر أن التعدادالمغربي المهاجر في هولندا ينحدر بأغلبية ساحقة من منطقة الريف.‏ وتعرف هذهالمنطقة في شمال المغرب بمحافظتها التي تترجم في صورة حماية مفرطة للمرأة،‏81 عائشة بلعربي،‏ (1994)، مرجع سابق.‏82 عائشة بلعربي.‏ تقرير بعثة حول النساء المغربيات في هولندا،‏ الهجرة النسائية والعودة إلى التقاليد.‏ دورة تأهيليةللمساعدات الاجتماعيات.‏ دار بلدية أمستردام،‏ مايو 1994.عائشة بلعربي.‏ (1998) مشروع حول تعليم الفتيات في خمس محافظات مغربية،‏ حالة منطقة الحوسيمية.‏ الوكالةالأمريكية للتنمية .(USAID)


211يوروميد للهجرة 2210 يوروميد للهجرة 2وإبقائها في المنزل بعيد ًا عن أنظار الرجال،‏ ومنع الفتيات من ارتياد المدارس،‏ ورفضوجود المعلمات خوف ًا من أن تدخل النساء في اتصال معهن،‏ والإقتداء بهن . 83فضلا ً عن ذلك،‏ إذا كان المسكن والاختلاط الإقليمي بين التعدادات المهاجرة والأصليةهو عامل من عوامل الاندماج،‏ فإنه يجب أن نلاحظ أن الديناميكية الحالية للسكنىلا تسير في هذا الاتجاه.‏ ففي بعض الدول،‏ ساهم إنشاء الضواحي في التركيزالمكاني للتعدادات المهاجرة،‏ ولقد أصبحت حتى كلمة ضاحية رمز ًا لوجود مهاجرينلا يزالون على هامش مجتمع الاستقبال . 84وفي فرنسا - على سبيل المثال - أقام المهاجرون الأوائل،‏ الذين يعملون غالب ًا في الصناعةأو التعدين،‏ بالقرب من أماكن العمل حول المدن أو قرب أماكن العمالة.‏ وبعد وصولأسرهم،‏ سكن معظمهم في مساكن مؤقتة لعدة سنوات،‏ يعانون من ليالي الشتاءالقاسية بدون تدفئة،‏ ومن أيام الصيف الملتهبة والمتربة،‏ ومنتظرون أن تلبى طلباتهمفي الحصول على مسكن لائق.‏ إن تطوير متنزه (HLM) لم يكن يستطيع تلبية مطالبالمهاجرين،‏ وكان العديد من المؤجرين الاجتماعين يترددون في تسكين العائلات الكبيرة . 85وقد خلقت مشكلة السكن هذه اتجاه إنشاء الضواحي.‏ فمنذ الأعوام 1990، أصبحلهذه المشكلة حمل حقيقي كبير جد ًا،‏ فهي ترمز للخوف الذي يثيره المهاجر،‏ وتركيزالاستبعاد الاجتماعي،‏ والانحراف،‏ وأعمال العنف،‏ و»حالات الاغتصاب الجماعي».‏ كماتصف وسائل الإعلام هذه الضواحي بالمناطق الساخنة.‏ وفي فوضى الضواحي،‏ تبدوالفتيات والنساء بمثابة الأكثر انعزالا ً،‏ والأكثر هدوء ًا،‏ والأقل مغامرة.‏ إن المعتدين هم منجنس الذكور في الغالب،‏ شباب أثمره التسرب المدرسي والبطالة،‏ يقوم بأعمال عنفإزاء أوساطهم المحيطة - التي منها الفتيات - والسكان الأصليين على حد سواء.‏ وفيهذه الاضطرابات،‏ تشكل النساء » مجموعة استراتيجية بداخلها ممثلات تعمل علىتوازن العلاقات وتحارب الانحراف ، 86 ومناوبات،‏ ووسيطات لتحقيق مزيد من الاستقرار فيالضواحي،‏ ووكيلات للتهدئة ». 87ومن المسلم به أن الأجيال التي ولدت وترعرعت في هذه الضواحي هي أكثر الأجيالتعرض ً ا للفشل الدراسي،‏ والبطالة،‏ والعمالة المحدودة.‏ كذلك،‏ لم تتمكن هذه الأجيالمن صياغة مشروع للتنقل السكني،‏ وأصبح السكن الاجتماعي بالنسبة لهمبمثابة الأفق الوحيد الذي يمكن مواجهته،‏ وساحة المدن – التي ظلت بالكاد الإطارعائشة بلعربي Belarbi) .(Aicha (1998) مشروع تعليم الفتيات في خمس محافظات مغربية،‏ حالة منطقة83 الحسيمة.‏ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية .(USAID)جاك بارو Barou) .(Jacques مسارات سكنية:‏ من سكن الصفائح إلى السكن الاجتماعي.‏ في العلم رسالة دكتوراه84 فيليب دويت .Philippe Dewitte (1999) الهجرة والاندماج.‏ دار نشرdécouverte .la الصفحات.‏ 195-185. ص.‏ 193.لتيتيا فان أوخو Eeckhout) .(Laetitia Van (2007). نقاش العام حول الهجرة.‏ دار نشر:‏ ،Odile Jacob ص.‏ 146.85 فرانسوا غاسبار Gaspard) .(Françoise ظهور المهاجرات وبناتهن في الساحة الفرنسية.‏ في عام 1996، أعمال ندوة86 المرأة والهجرة،‏ مرجع سابق،‏ ص.‏ 34-17. ص.‏ 28.جريدة لاكسبرس (L’express) 7-1 فبراير .199687 الوحيد الممكن للحياة-‏ قد انتهي بها الأمر بأن يتم المطالبة بها ك ‏«أرض الهوية ». 88إن العزل والتهميش المكاني للمهاجرين يزيد الانتماء المشترك ويقوي الهويات.‏وتتحول الضاحية من ساحة لانسلاخ الرابط الاجتماعي إلى ساحة فوضوية يتزايدفيها دور ‏«الأخوة الكبار»‏ أو ‏«القواد»‏ ‏(الشباب الذين يشكلون القانون في الضواحي،‏معرضون الفتيات لتحكم زائد،‏ وصور حادة من الإكراه والعنف ). 89والمدرسة كالعمل لا تلعب دورها في الاندماج إلا إزاء أقلية من المهاجرين الرجالوالنساء.‏ فالاندماج عبر التعليم يعد محل إشكالية:‏ حيث يتم اعتبار أطفالالمهاجرين كجمهور صعب ذي معدلات تسرب مرتفعة،‏ وأولئك الذين ينجحونيتم توجيه أغلبهم نحو التأهيل المهني أكثر بكثير من الاتجاه نحو التعليم العامالطويل.‏ ولقد خلصت دراسة فاليه (Vallet) وكاي (Caille) 90 إلى أن هناك ميزةبسيطة - لصالح الأطفال من الجنسين الذين أتوا من الهجرة – قد تم ملاحظتهاعند التوجيه في السنة الثالثة الثانوية،‏ وهي ميزة لا تتعلق بتسامح المعلمين أوبكفاءة الطلاب،‏ بل بالتعبئة الكبيرة للأسر التي تبدوا تطلعاتها أكثر تفاؤلا ً فيمايتعلق بالنجاح الدراسي لأبنائهم.‏وإذا كانت المنظمات غير الحكومية تساهم في اندماج النساء المهاجرات،‏ فإن خيبةالأمل الناجمة عن التجارب والحياة اليومية للمهاجرين قد أدت إلى تطور جمعياتذات طابع ديني لا يقتصر هدفها على الدعم الاقتصادي والروحي للمهاجرين ولكنأيض ً ا العمل على منع المسلمات من ‏«الوقوع في الموجة الغربية بلا رجعة».‏ لقد أصبحالانتماء الديني عائقا ً لتحقيق الاندماج،‏ ليس لأن المهاجرين هم أكثر تدينا ً وطائفية،‏ولكن بسبب الرؤية الجديدة في الغرب عن الإسلام كدين لعدم التسامح والعنف.‏ومنذ أواخر الثمانينيات،‏ ظهرت المهاجرات ذوات الثقافة الإسلامية،‏ المنحدرات من دولالبحر الأبيض المتوسط،‏ في المشهد العام ليكن في مقدمة نشرات الأخبار والخطبالسياسية،‏ لا لشيء إلا لانتمائهن الديني.‏ وقد أسهم الجدل الذي أثير حول تعددالزوجات،‏ وكذلك وبشكل خاص الجدل حول ارتداء الحجاب في المدارس،‏ في تسليطالضوء عليهن بشكل أكبر،‏ وجعلهن متواجدات يوم ًا بعد يوم في المشهد العام.‏وفي هذا الجدل فقط بدت صعوبة الاندماج الثقافي لأهل المغرب العربي،‏ إنه جدلاتخذ طابع ً ا سياسي ًا،‏ وارتبط بالهوية الوطنية وبالعلمانية في فرنسا.‏ وفي عامي1989 و‎1994‎‏،‏ إحياء الحجاب في الوسط المدرسي خيالا ً كامن ًا لدى مهاجرين.‏ فهؤلاءالفتيات - اللواتي كان ينظر إليهن قبل قضية الحجاب بكونهن أملا ً في الاندماج،‏88 جاك بارو Barou) ،territoires résidentielles (1999) ،(Jacques ص.‏ ،194 مرجع سابق.‏89 انظر رواية سميرة بليل Bellil) .(Samira (2003). في جحيم حالات الاغتصاب الجماعي.‏ دار نشر .Denoel90 ل.‏ أ.‏ فاليه Vallet) .L) .A وج.‏ ب.‏ كي (J.P.Caille) (1996).Les élèves étrangers ou issus de l’immigration dans l’école et le collège français. ملف التعليم والتأهيلات،‏ العدد 67، أبريل 1997. ،Men باريس.‏حورية عالمي مشيشي MCHICHI) .(Houria Alami نساء المغرب العربي المهاجرات في فرنسا:‏ قضايا الأدوار.‏ في:‏ 1996،أعمال ندوة النساء والهجرة،‏ مرجع ذكره،‏ الصفحات.‏ 42-35، ص.‏ 3.


213يوروميد للهجرة 2212 يوروميد للهجرة 2ووسيط ً ا ثقافي ًا له وزنه لنقل ثقافة وقيم دولة الاستقبال بين الأسر ومجتمعاتهاالصغيرة – قد اعتبرن الآن حجر عثرة أمام الاندماج.‏ في الواقع،‏ لقد أعطى صعودالتيارات الإسلامية الراديكالية معنا ً آخر للحجاب وللمراة التي ترتديه.‏ فحجابالأمهات والجدات - الذي ما يزال موجودا ً في الضواحي – لم يضايق يوما ً أي شخصعلى الإطلاق،‏ في حين أن حجاب فتيات المدارس قد أصبح علامة للتشدد الإسلاميوالأصولية.‏ وبسبب وجود فهم قاصر أو تفسير مغلوط،‏ تعتبر الفتيات اللواتييرتدين الحجاب ضحايا ً لثقافة اتمع،‏ وينظر للحجاب على كونه رمزا ً لاضطهادالنساء واعتداء ً على كرامتهن.‏ وردا ً على ذلك،‏ يؤكد اتمع المغاربي المهاجر على أنارتداء الحجاب يضمن كرامة المرأة،‏ وهو رمز لحرية الرأي الديني . 91 وثمة ازدواجية هنا،‏تمثل النساء رهانا ً سياسيا ً كبيرا ً فيها:‏ فبالنسبة للبعض،‏ النساء هن الأقدر علىالتغيير،‏ وبالنسبة للبعض الآخر،‏ النساء هن الأقدر على حفاظ ثقافة المنشأ،‏ فيمظهرها الديني.‏إن الدين يمكن أن يتم التذرع به لتبرير انتهاك للحقوق الإنسانية للنساء،‏ حيثيعطى تفسير ديني على ممارسات وتقاليد ثقافية تشكل انتهاكا ً للحقوقالإنسانية.‏ وهكذا يمكننا أن نرى عودة المتدين الذي يستطيع أحيانا ً أن يكون له تأثيرعلى السياسات الأوروبية،‏ مما يهدم مبدأ مساواة النوع ‏(الذكر والأنثى).‏ وفي أوروبا،‏» لا تقبل أن تكون حرية الدين بمثابة ذريعة لتبرير انتهاكات حقوق النساء،‏ سواءأكانت صارخة أم دقيقة،‏ مشروعة أو غير مشروعة،‏ تمارس مع أو بدون موافقة نظريةمن قبل الضحايا:‏ النساء ». 926. الاندماج كمطلببحلول منتصف الثمانينيات،‏ ثمة وعي عام تمل َّك المهاجرين أنفسهم:‏ من نحن؟ماذا نفعل هنا،‏ في الدول الأوروبية في حين أننا نرتبط ارتباط ً ا وثيق ًا عقلي ًا وعاطفي ًاببلدنا الأصلية؟ كيف نضمن أن نندمج اندماج ً ا حقيقي ًا،‏ وأن نكون جزء ًا أصيلا ً،‏وليس أشخاص ً ا يعانون من سياسات الدول؟إن الدخول في مشهد الشباب المهاجرين والمهاجرات من الجيل الثاني أو حتى منالجيل الثالث،‏ الذين يتمتعون بتصور جديد للهجرة،‏ ولأدوارهم كمواطنين ينحدرونمن دول جنوب البحر الأبيض المتوسط – ولاسيما الدول الإسلامية ذات التقاليداتلفة - قد شكك في روح التشاؤم والانهزامية السائدة،‏ كما أظهر - في نفسالوقت – وجود دافع أكبر على الاندماج،‏ واهتمام أكبر باحترام الحقوق الأساسية.‏91 حورية عالمي مشيشي MCHICHI) .(Houria Alami نساء المغرب العربي المهاجرات في فرنسا:‏ قضايا الأدوار.‏ في:‏ 1996،أعمال ندوة النساء والهجرة،‏ مرجع سابق،‏ الصفحات.‏ 42-35، ص.‏ 3.92 تقرير عن قرار الس الأوروبي.‏ النساء والأديان في أوروبا.‏ 2005/09/15.خاتمةإذا كانت هجرة الذكور قد تسببت في وجود صدع في الأسر التي ظلت محلها،‏ فإنالهجرة التي قامت وما زالت في إطار لم الشمل الأسري،‏ تحمل في طياتها خطرإتمام القطيعة التي بدأتها هجرة الذكور،‏ وتعميقها.‏ وبوضعه بين الاثنين،‏ يحاولالمهاجر الاندماج في اتمع الم ُستقب ِ ل مع الحفاظ على العلاقات مع دولة المنشأ؛وضع غامض يجب حسمه بإعطاء الأولوية لجنسية على حساب الأخرى.‏ تقولياسمينا عمري » أنا فرنسية من أصل مغربي،‏ وكوني فرنسية لا يقتضي فقط نجاحعملية الاندماج،‏ ولكن أيض ً ا تحقيق الاستيعاب الكامل لنظم وقيم بلد الاستقبال». إن مثل هذا الترسيخ لم يكتسب من الجنسية ولكن من الرغبة والجهد في أنيصبح المهاجر عضو ًا كامل العضوية،‏ من خلال غياب التمييز بين الأصلي والمهاجر،‏حيث إن الرجوع إلى الأصول يعد رباط ً ا وجداني ًا ينحل عبر تعاقب الأجيال.‏وكما يقول عبد المالك صياد باقتدار،‏ أنه » مع هجرة الأسر،‏ يكون هناك حق ًا عمليةاستيعاب،‏ أي ًا كانت المصطلحات والمتغيرات التعريضية « 93 التي نقصد بها هذهالحقيقة الاجتماعية ‏(التكيف،‏ والاندماج،‏ والدمج).‏ ومن خلال عملية انفصال عنمجتمع واندماج في آخر،‏ تنهار الأطر المرجعية تمع المنشأ لإفساح الطريق لاعتمادأطر جديدة - أكثر تكيف ًا مع اتمع الم ُستقب ِ ل - في توقعاته،‏ ليتم بذلك نمذجةسلوك المهاجر الذي يضيع بين الزحام،‏ ولا ي ُعترف له سوى بلقبه أو لون بشرته.‏وتعد حالة رشيدة داتي مثالية؛ فهي امرأة من أصل مغربي-‏ جزائري عملت كثير ًالبناء نفسها كامرأة فرنسية تعترف بأصولها ولكنها ترفض تمام ًا المرجعيةالمغاربية الأساسية.‏ وحيث إنها حارسة أختام،‏ فهي تعترف بأصولها،‏ وتحيطها فيوعي كامل.‏ لقد كانت التغطية الإعلامية التي دارت حول حملها،‏ وولادتها،‏ واسمرفيقها واسعة بشكل كبير.‏ وقد صار وضعها غير مقبول كامرأة من الشخصياتالعامة المغاربية تعيش في بلد مسلم،‏ حيث لا يعترف دينه وقواعده السارية مطلق ًابأي علاقات خارج إطار الزواج.‏ وإذا أصبحت بعض الطبقات الاجتماعية متساهلةفيما يتعلق بالعلاقات خارج إطار الزواج،‏ فإن وصول طفل يجب أن يبقى حبيسالخفاء حتى يتم العثور على م َخرج قانوني.‏ إن اختيار السيدة داتي واضح تمام ًا:‏ فهيفرنسية،‏ تعيش في ظل التشريع الفرنسي حيث تعد المعاشرة ‏(بين الرجل والمرأةبدون عقد زواج)‏ أحد الأطر الزواجية ، ويعد الأطفال المولودون خارج نطاق الزوجيةشرعيون تمام ًا كأطفال زوجين يعيشان تحت مظلة زواج طبيعي.‏ إن الاندماج هوعملية من شأنها أن تتعزز مع طول البقاء في البلد الم ُستقب ِ ل : فالعيش في مسكنلائق بين السكان الأصليين،‏ والحصول على التعليم والتأهيل،‏ والعمل في الجمعيات،‏93 عبد الملك صياد (1999) Sayad) .(Abdelmalek الغياب المزدوج.‏ باريس،‏ دار نشر:‏ ،Seuil ص.‏ 111.


والحصول على وظيفة،‏ والتمكن من الترقية والحصول على إطار وظيفي،‏ والمشاركةفي إدارة الشؤون العامة،‏ هي جميع ً ا أوراق رابحة تشجع على اندماج المهاجرين -رجالا ً ونساء ً-‏ في دول الاستقبال.‏ تريد النساء تعلم القراءة والكتابة،‏ وتعلم اللغة،‏والعمل،‏ ويتم اندماجهن عن طريق اكتساب وسائل التواصل والدخول في سوقالعمل،‏ المعياران الرئيسيان لتألقهن الشخصي.‏ويبقى أن نذكر أن هناك العديد من العقبات التي تعيق اندماج المهاجرين،‏ وخاصةالمهاجرات،‏ الذي يتجلى فيهن،‏ بشكل أو بآخر،‏ الحكم المسبق بالتبعية المزدوجة:‏حيث إنهن فقيرات،‏ وعديمات أو قليلات التعليم،‏ وحبيسات الخدمات المنزلية،‏ ممايجعلهن خاضعات لأزواجهن.‏إن ارتفاع معدل البطالة بين المهاجرات،‏ والعمل بدوام جزئي أو بشكل غير مصرح،‏مما تعانيه المهاجرات في القطاعات التي تظل غير مرئية،‏ لا يمكن أن تساعد فياندماجهن في اتمعات الأوروبية.‏ وإذا ما أضفنا التهميش السكني،‏ فإننا نضع فيالاعتبار أن المهاجرات يعشن فيما بينهن،‏ ويحتفظن بعاداتهن وتقاليدهن،‏ ويتكلمنلغتهن،‏ ويشاهدن القنوات التلفزيونية الخاصة بدولهن الأصلية،‏ وعلى اتصال قليلمع السكان الأصليين.‏ » إنهن لا يعشن فقط في محيط الدائرة،‏ ولكنهن مهمشاتفي كل شيء ».الملحقاتتوزيع المهاجرين المنحدرين من دول البحر الأبيض المتوسط،‏ حسب منطقةالإقامة،‏ تعدادات 2008.دولة المنشأالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغربسورياالأراضيالفلسطينيةالاتحاد الأوروبي/‏إحصائيات دولالاستقبال811826الدولالعربية72 887باقي دولالعالم23491اموع90820424872343814001 928 16017767447750غير محددغير محدد4775020531غير محددغير محدد2053159537725574773256041733121239662816311458072102534100137غير محددغير محدد1001374195غير محددغير محدد4195536373تونس28715 142655 365 003المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، ص.‏ 2.215يوروميد للهجرة 2214 يوروميد للهجرة 2


النسبة المئوية للمهاجرين المنحدرين من دول البحر الأبيض المتوسط،‏ حسب94منطقة الإقامةدولة المنشأالجزائرمصرلبنانالمغربتونسالاتحاد الأوروبي/‏إحصائيات دولالاستقبال89.4الدول العربية8.0باقي دول العالم2.615.354.76.85.477.520.811.026.67.124.582.268.1المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، تعدادات 2008، ص.‏ 2.نسبة المهاجرين من دول البحر الأبيض المتوسط في الاتحاد الأوروبيالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغربسورياالأراضي الفلسطينيةتونساموع21.54.71.30.53.955.72.70.19.7100المصدر:‏ تم حساب النسب المئوية من ق ِبلنا في ضوء بيانات اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية،(CARIM) ،2009/2008 ص.‏ .2النسبة المئوية للمهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في أوروبا حسبدولة المنشأالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغربسورياالأراضي الفلسطينيةتونسالإجماليمجموع المهاجرات% للمهاجرات23.473.121.060.422.6658.451.500.039.301003558804727416003631840339886425226975211411071516564المصدر:‏ الجدول وضع من ق ِبلنا في ضوء بيانات اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008.الصفحات.‏ 477-473.217يوروميد للهجرة 2216 يوروميد للهجرة 294 بالنسبة لدول البحر الأبيض المتوسط الأخرى،‏ لم تكن الإحصاءات دائم ً ا متوفرة.‏


توزيع المهاجرات الجزائريات في أوروبا حسب إحصائيات دول المقصدألمانياالنمسابلجيكاأسبانيافرنسااليونانإيطالياهولنداالمملكة المتحدةاموعإجمالي المهاجرين13184إجماليالمهاجرات3635النسبة المئويةللجزائرياتالمهاجرات27.623.044.229.746.424.530.535.831.544.222889751656531500046692213563153355880990202955572667900018822672379010000805809المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، ص.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ في العام2008، باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006)،توزيع المهاجرات المصريات في أوروبا حسب إحصائيات دول المقصدألمانياالنمسابلجيكاأسبانيافرنسااليونانإيطالياهولنداالمملكة المتحدةاموعإجمالي المهاجرين11623إجمالي المهاجرات3771النسبة المئويةللمصرياتالمهاجرات في أوروبا32.436.531.826.746958739821287827463680200009461غير محدد1168غير محددة12.329.529.544.428.12049232931200047274695721117827000168138المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، الصفحات.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ فيالعام 2008، باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006)،219يوروميد للهجرة 2218 يوروميد للهجرة 2


توزيع المهاجرات الإسرائيليات في أوروبا حسب إحصائيات دول المقصدتوزيع المهاجرات الأردنيات في أوروبا حسب إحصائيات دول المقصدإجمالي المهاجرينإجمالي المهاجراتالنسبة المئويةللإسرائيلياتالمهاجرات في أوروباإجمالي المهاجرينإجماليالمهاجراتالنسبة المئويةللأردنيات المهاجراتفي أوروبا37.032.533.423.3# القيمة !25.038.538.338.534.328572092284887716644682209768639.344.543.136.9# القيمة !23.538.043.241.036.738541015143398297982280332526604281102233247801400043558ألمانياالنمسابلجيكاأسبانيافرنسااليونانإيطالياهولنداالمملكة المتحدةاموعغير محددألمانياالنمسابلجيكاأسبانيافرنسااليونانغير محدد210323081194631882680804310518422إيطالياهولنداالمملكة المتحدةاموع248872067574116003المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، الصفحات.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ فيالعام 2008، باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006)،221يوروميد للهجرة 2220 يوروميد للهجرة 2


توزيع المهاجرات اللبنانيات في أوروبا حسب إحصائيات دول المقصدألمانياالنمسابلجيكاأسبانيافرنسااليونانإيطالياهولنداالمملكة المتحدةاموعإجماليالمهاجرين38028إجماليالمهاجرات15769النسبة المئويةللبنانيات المهاجراتفي أوروبا41.560.338.331.642.442.935.441.423.738.164017809691400023612301216449940339106246523065330005503471293919000105767المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، الصفحات.‏ 473-477. البيانات الأخيرة،‏ فيالعام 2008، باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006)،توزيع المهاجرات المغربيات في أوروبا حسب إحصائيات دول المقصدألمانياالنمسابلجيكاأسبانيافرنسااليونانإيطالياهولنداالمملكة المتحدةاموعإجمالي المهاجرين66189إجمالي المهاجرات28722النسبة المئويةللمغربياتالمهاجرات فيأوروبا43.444.746.937.146.922.640.847.035.342.4699766762536622930001111493917852456408864251563163626683102625000491365908167063160002088942المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، الصفحات.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ فيالعام 2008، باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006)،223يوروميد للهجرة 2222 يوروميد للهجرة 2


توزيع المهاجرات السوريات في أوروبا حسب إحصائيات دول المقصدتوزيع المهاجرات الفلسطينيات في أوروبا حسب إحصائيات دول المقصدإجمالي المهاجرينإجمالي المهاجراتالنسبة المئويةللسورياتالمهاجرات في أوروباإجمالي المهاجرينإجمالي المهاجراتالنسبة المئويةللفلسطينياتالمهاجرات في أوروباألمانياالنمسابلجيكاأسبانيافرنسااليونانإيطالياهولنداالمملكة المتحدةاموع43.815.039.928.112471387148513462845925873726479612000غير محدد# القيمة !17.237.8988133657473539غير محدد# القيمة !40.534.92997168722697416765021المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، الصفحات.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ فيالعام 2008، باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006)،ألمانياالنمسابلجيكاأسبانيافرنسااليونانإيطالياهولنداالمملكة المتحدةاموعغير محدد188غير محدد57غير محددة30.333.646137غير محدد620غير محددغير محدد229754غير محددةغير محددة30.427.888316غير محددغير محددغير محددة4.111.610152124904505المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، الصفحات.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ فيالعام 2008، باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006).225يوروميد للهجرة 2224 يوروميد للهجرة 2


توزيع المهاجرات التونسيات في أوروبا حسب إحصائيات دول المقصدألمانياالنمسابلجيكاأسبانيافرنسااليونانإيطالياهولنداالمملكة المتحدةاموعإجمالي المهاجرين23142إجمالي المهاجرات7467النسبة المئويةللتونسياتالمهاجرات في أوروبا32.330.034.831.041.99.735.134.335.639.092336497399300021328121404109214110730791048023842220002179360140983070362071المصدر:‏ اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008، الصفحات.‏ 477-473. البيانات الأخيرة،‏ فيالعام 2008، باستثناء فرنسا (2005) واليونان (2006).النسبة المئوية للمهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في أوروبا حسبدولة المنشأالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغربسورياالأراضي الفلسطينيةتونسالإجماليإجمالي المهاجرات% للمهاجرات23.473.121.060.422.6658.451.500.039.301003558804727416003631840339886425226975211411071516564المصدر:‏ الجدول وضع من ق ِبلنا في ضوء بيانات اتحاد البحوث التطبيقية بشأن الهجرة الدولية ،(CARIM) 2009/2008،الصفحات.‏ 477-473.النساء المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في فرنسا حسب الفئةالعمريةالجزائرالمغرب7733678467106685132542757422609619-06789039-2013243964-4065 سنة فأكثرالإجمالي45387271812المصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 385.227يوروميد للهجرة 2226 يوروميد للهجرة 2


نسبة النساء المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في فرنسا حسبالفئة العمريةنسبة النساء المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في ألمانيا حسب الفئةالعمريةالجزائرالمغربالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغرب19.4456.9438.2347.7821.7161.1019.6350.9823.1462.6424.8059.1419-039-2028.0428.4538.699.6024.9748.7219-039-2064-4018.305.3212.051.9413.503.7022.8611.3611.862.3714.062.0064-404.8016.6965 سنة فأكثرالمصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 385.النساء المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في ألمانيا حسب الفئةالعمرية65 سنةفأكثرالمصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 389.الجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغرب57011669553641559293196291786319833191645661617343831052838557192086142837667141933366733086866206549170349219-039-2064-4065 سنةفأكثرالإجماليالمصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 389.النساء المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في المملكة المتحدة حسبالفئة العمريةالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغرب403278222272285352234140132933652828416115320522098438972187552063331508168778017819-039-2064-4065 سنةفأكثرالمصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 387.229يوروميد للهجرة 2228 يوروميد للهجرة 2


النساء المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط في المملكة المتحدة حسبالفئة العمريةالجزائرمصرإسرائيلالأردنلبنانالمغرب7.1511.8928.8720.088.5416.1119-049.3349.6645.3635.7416.4753.5039-2039.4931.1424.4036.5445.7324.7464-404.047.311.377.6329.265.6565 سنةفأكثرالمصدر:‏ الهجرات المتوسطية،‏ تقرير 2007-2006، ص.‏ 387.231يوروميد للهجرة 2230 يوروميد للهجرة 2


الفصل الأول:‏ إطار عام – الهجرة و التنمية:‏ الجانب الإيجابيللهجرة في المنطقة الأورومتوسطية ................................................................. 2391-1 التنمية مفهوم في ذروة التغيير.....................................................................‏ 2402-1 الهجرة والتنمية:‏ ب ُعد شامل وإيجابي للهجرة ............................................. 2423-1 اندماج نساء دول البحر المتوسط في التنمية:‏ إسهام عمليةبرشلونة.............................................................................................................‏ 249الباب الخامسالهجرة والتنمية.‏ النساءا لمهاجرات،‏ عناصر للتنمية الاقتصاديةلبلدانهم الأصليةالفصل الثاني:‏ إرسال الأموال إلى بلاد المنشأ:‏ أية إسهاماتقدمتها النساء المهاجرات؟ ............................................................................ 2571-2 التحويلات الفردية لتحسين مستوى معيشة الأسرة.................................‏ 2602-2 التحويلات المستثمرة في اال العقاري وأنشطة الشركات.......................‏ 2613-2 التحويلات والاستثمارات..................................................................................‏ 2634-2 قنوات التحويل..................................................................................................‏ 263الفصل الثالث:‏ دور الشتات في تنمية دولة المنشأ ......................................... 2661-3 حركة الجمعيات:‏ النشأة والتطور...................................................................‏ 2681. السبعينيات:‏ زمن الرواد والجمعيات المناضلة ........................................... 2692. الثمانينيات:‏ الجيل الصاعد من المهاجرات على المحك:‏ ديناميكيةجديدة أنشأتها شابات العائلات المهاجرة ................................................ 2723. التسعينيات:‏ عملية الاندماج تعطي دفعة أكبر لجمعياتالمهجر حتى تتمكن من تنظيم نفسها،‏ والدفاع عنحقوقها في دول المنشأ ودول المقصد ...................................................... 2754. نساء المهجر المنحدرات من دول البحر الأبيض المتوسط في أوروبا:‏ إسهام جديد في تطوير دول المنشأ ............................................ 2775. الشراكة والتعاون بين جمعيات المهاجرات و السكان الأصليين.............‏ 279233يوروميد للهجرة 2


الفصل الرابع:‏ تأثير الهجرة على » الاستقلال الذاتي « للنساءوتطوير الأسرة .......................................................................................................... 2811-4 هجرة النساء من دول البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا:‏ تحرير ونضال ...... 2851-1 الهجرة النسائية كعامل للتحولات الاجتماعية ................................. 2861-2 مناطق مقاومة التغييرات.......................................................................‏ 2892-4 بنات المهاجرات،‏ والشابات التي أتي بفضلهن التغيير ................................. 2922-1 العلاقات بين الوالدين والأبناء .................................................................. 2923-4 النساء المهاجرات والممارسات الدينية:‏ الشخص المتدينيستغيث بهوية مفقودة ............................................................................ 2964-4 النساء المهاجرات ونساء البلاد الأصليات،‏ علاقة مترددة .............................. 301مقدمةأصبحت الهجرة و التنمية تمثلان مع ً ا النقطة المركزية في سياسة الهجرةالأوروبية والأورومتوسطية و العالمية.‏ إن دول المقصد والمنشأ تستفيد من العديدمن الإسهامات التي يقدمها المهاجرون في إطار تطورها الاقتصادي و الاجتماعي.‏وهكذا فإن الهجرة تحوي قوة كبيرة كامنة في مجال التنمية،‏ و أصبح المهاجر عاملا ًفعالا ً في ارتقاء التنمية و مكافحة الفقر.‏ كذلك فإن » الهجرات من الجنوب إلىالشمال لم تعد تلاحظ في مظهرها الفردي،‏ وإنما كاستراتيجيات للنمو الاقتصاديو القومي و الإقليمي في الدول المتقدمة كما في الدول النامية ». 1 ومن ناحية أخري،‏فقد تبنت العديد من الاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية باب ًا خاص ً ا متعلق ًابالهجرة و التنمية م ُركزة علي الجوانب الإيجابية للهجرة.‏ ولم يخرج التشريعالأوروبي عن هذا السياق،‏ خاصة بعد انعقاد الس الأوروبي في تمبيري حيث أخذتقضية التنمية المشتركة شأن ًا هام ًا،‏ لتصبح بذلك جزء ًا لا يتجزأ من السياسيةالعامة للهجرة،‏ وهو خيار أيدته مجموعة كاملة من التشريعات والتوصيات عليالصعيد الأورومتوسطي.‏وبالتأكيد فإن الهجرة تفتح فرص ً ا للعمل يمكنها تحسين الاندماج في الدوائرالاقتصادية.‏ وتعد هجرة العمل في حقيقة الأمر وسيلة لموازنة الاحتياجات الاقتصاديةفي كل من أماكن المنشأ والهجرة،‏ وتقديم وظائف للعاملين على مختلف مستوياتالتأهيل،‏ وتحسين الامتيازات في بلد المنشأ بفضل إرسال التحويلات المالية،‏ وعودةالكفاءات،‏ وإتاحة الخبرات القومية المهاجرة.‏تشير النقاشات الأخيرة علي الصعيد العالمي – في منظمات الأمم المتحدة – وعليالصعيد الإقليمي – خاصة في إطار الاتحاد الأوروبي ‏–من الآن فصاعد ًا إلى العلاقةالايجابية بين الهجرة و تنمية الدول المهاجر منها.‏ وتشهد هذه العلاقات و الدراساتإسهامات ‏(سياسية و اجتماعية و ثقافية)‏ لا ت ُقدر بثمن من ق ِبل المهاجرين إليبلدانهم الأصلية.‏ فالأموال التي يرسلونها إلي أوطانهم تلعب دور ًا هام ًا في الحد منالفقر و تعزيز عملية التنمية.‏ فهم يعملون اليوم – أكثر من السابق - عملا ً فرديا ً،‏وجماعيا ً،‏ ومن خلال حركة الجمعيات،‏ في تحقيق استثمارات مالية وإقامة مشاريعاقتصادية واجتماعية مختلفة النطاقات.‏ وكذلك،‏ فهم يمثلون شبكة من الكفاءاتوالخبرات التي من شأنها أن تدعم تطوير البلاد،‏ إضافة إلى كون عودتهم المؤقتة أوالدائمة سبب ًا لتطوير كفاءات جديدة،‏ وتحركات جديدة،‏ وشبكات ترابطية تمثل أوراق ًافريدة لتنمية البلاد وبناء مجتمع المعرفة والتكنولوجيا.‏خاتمة..........................................................................................................................‏ 3041 تقرير اللجنة العالمية للهجرة الدولية (2005)، ص‎25‎‏.‏235يوروميد للهجرة 2234 يوروميد للهجرة 2


237يوروميد للهجرة 2236 يوروميد للهجرة 2حتى هذه السنوات الأخيرة،‏ اتجهت الاستراتيجيات القومية للتنمية والحد منالفقر في الدول النامية إلي التهرب من القوة الاقتصادية للتنقل وعدم وضعهافي الاعتبار إلا بشكل جزئي عند التخطيط.‏ لقد أصبحت العلاقة اليوم بين التنقلو التنمية أمر ًا أكثر وضوح ً ا،‏ كما أصبحت أساسية في التقارير القومية و الدوليةالأخيرة للتنمية البشرية.‏ وهكذا أصبح إسهام المهاجرين مدرج ً ا في الاستراتيجياتالقومية للتنمية في دول الاستقبال تمام ًا كما في دول المنشأ.‏يجلب مهاجرو البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا ما ينقصها:‏ فهم يسدون فجوةالانخفاض في عدد السكان ويشكلون مصدر ًا للأيدي العاملة الرخيصة التي تحفظالقدرة التنافسية للشركات،‏ وتمثل مصدر ًا للكفاءات القادرة علي إدارة وارتقاء ودعمحدة نشاط اقتصادي قائم علي التبادل الحر.‏ أصبح أخذ إسهام المهاجرين في الاعتبارفي تنمية الدول المستقبلة للهجرات أمر ًا ملموس ً ا يزداد يوم ًا بعد يوم،‏ وهو من جهةأخرى أمر يعيه المهاجرون جيد ًا.‏ ففي فرنسا،‏ رسمت مظاهرة الأول من مارس 2010: »يوم بلا مهاجرين،‏ 24 ساعة بدوننا « - أي ًا كان ما ترمز إليه – خط ً ا فاصلا ً بين مهاجريالأمس واليوم.‏ وقد نادى المتظاهرون إلى تعبئة للجماهير من أجل إظهار الإسهامالضروري للهجرة في فرنسا.‏ وهناك مبادرة ‏،تم اتباعها كذلك في إيطاليا و اليونان،‏تهدف إلي تسليط ضوء آخر علي ظاهرة الهجرة – التي كان ينظر إليها بشكلعام كتهديد – لتحث بذلك على أن تظهر أكثر فأكثر المشاركة والإسهام الفعالللمهاجرين في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية لدول المقصد.‏وكما أوضحنا في الفصل السابق،‏ فإن السبب الرئيسي لرحيل المهاجرين ينبع منمشكاة اقتصادية.‏ ويكمن ذلك السبب في أمل الحصول علي عمل لائق،‏ وظروفمعيشة أفضل لهم و لأفراد أسرهم الذين يصحبونهم أو الذين ظلوا في بلدهم،‏والذين يدعمونهم مادي ًا بشكل مستمر.‏ وقد كانت هذه المشاركات موضع اهتماممتزايد 2 خلال السنوات الأخيرة الماضية،‏ حيث إن تقييمات دراسات الحالة تظهرأهمية التحويلات المالية للأسر ولدول المغادرة.‏وفي أيامنا هذه،‏ أصبح لإسهام المهاجر بعد ومعني جديد بعد أن كان ينظر له فيمامضي على أنه يقتصر على تحويل مالي بسيط،‏ مع إشراك اتمع المدني ومواطنيالمهجر لدول البحر الأبيض المتوسط في أوروبا.‏ في الواقع،‏ لا يمكن أن يقتصر الدورالاقتصادي للمهاجرين على إسهامهم الاقتصادي:‏ فهم يقدمون تنمية مستدامة،‏وتأهيلا ً،‏ ونقلا ً للتكنولوجيا،‏ وتأسيس مشروعات اقتصادية،‏ واجتماعية-تربوية،‏وصحية،‏ و يهدفون من وراء ذلك كله في المقام الأول إلي تحسين ظروف معيشة2 دراسات وتقارير الأمم المتحدة،‏ والبنك الدولي،‏ منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية،‏ والمفوضية الأوروبية،‏ والبرلمانالأوربي،‏ والبنك الإفريقي للتنمية،‏ والمؤتمرات الأورو-إفريقية،‏ إلخ.‏السكان المحليين،‏ وإحداث تحولات اقتصادية واجتماعية كبيرة في مجتمعهمالأصلي.‏إن العلاقات بين الهجرة و التنمية قد تمت دراستها بطريقة شاملة ودون التطرقإلي ب ُعد نوع الجنس.‏ وقد كانت للنساء مع ذلك عاملات فاعلات في التنمية،‏ سوا ٌءكان تحركهن واضح ً ا أم غير واضح،‏ وكن دائم ً ا جزء ًا أصيلا ً في التغيرات الاقتصاديةوالاجتماعية.‏ فالأعمال المنزلية التي يقمن بها،‏ والتكاليف المتعددة التي يتقلدنهاعادة بلا مقابل أو بمقابل زهيد،‏ والأعمال المهنية التي يدخلن فيها،‏ والقطاع غيرالرسمي الذي ينشطنه،‏ كل ذلك يعبر عن إسهامهن الكبير في سوق العمل وفيراحة السكان.‏ومنذ عدة عقود،‏ أصبحت القضايا المتعلقة باندماج النساء في التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية حديث الساعة في أرجاء العالم،‏ محددة مجدد ًا وبشكل مستمر عنسعيهن للوصول إلى مشاركة واسعة النطاق اقتصادي ًا،‏ وسياسي ًا،‏ واجتماعي ًا-‏ثقافي ًا.‏ وتحمل النساء في المهجر ذلك الطموح العالمي من خلال العمل،‏ بأسلوبهنالخاص،‏ من أجل دخول أفضل في دولة الاستقبال،‏ وتعزيز الروابط مع اتمعالأصلي.‏وبالتأكيد،‏ فقد بذلت دول البحر الأبيض المتوسط جهود ًا كبيرة للنهوض بالمرأة.‏ كماأعطى التعاون الدولي،‏ وبشكل خاص عملية برشلونة في الحالة الأورومتوسطية،‏دفعة قوية لدمج المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.‏ ومن جانب أخر،‏تعد هجرة المرأة،‏ وإسهامات المهاجرات،‏ وخاصة الأجيال الجديدة،‏ أمور ًا قد عززتمشاركتهن في التنمية.‏وتساهم النساء المهاجرات بفاعلية في جميع أنحاء أوروبا،‏ وفي الدول التي قدمنمنها،‏ في الحياة الاقتصادية والاجتماعية الثقافية لدول المنشأ والمقصد.‏ كما يعددخولهن في اتمع المدني من الآن فصاعد ًا ب ُعد ًا لا مفر منه للحركة الجمعويةفي المهجر،‏ سواء ٌ على مستوى وضع آليات تسهل إدماجهن في دولة الاستقبال أوعلى مستوى مشروعات التضامن الدولي والتنمية المحلية.‏ ومع ذلك،‏ لا توجد أيةإحصائية رسمية تعكس الإسهام الكبير لتلك الأعمال التنموية،‏ بالإضافة إلى أنعمل النساء لا يزال ضئيلا ً وغير مأخوذ في الحسبان،‏ حيث إن نتائجه لن تلمس إلاعلى المدى البعيد.‏ويظهر تأثير الهجرة في تنمية دول المنشأ بشكل مباشر على الأسر التي ظلتمكانها،‏ وعلى اتمع الأصلي،‏ وعلى منطقة المغادرة،‏ وعلى الدولة المصدرة لتلكالهجرات.‏ وقد اتخذ صدى هجرة النساء طابع ً ا خاص ً ا،‏ بالرغم من طابعه المنتشر،‏


وغير المباشر،‏ وغير الرسمي في أغلب الأحيان،‏ حيث إن آثاره ملموسة علي الأسر،‏والعلاقات بين الجنسين،‏ وعلي الرفقاء الذين لم يتركوا البلاد.‏ كما تم نقل النماذجالمتعلقة بالملبس،‏ والمطبخ،‏ والعلاقات،‏ في المناطق الأكثر تقليدية.‏ تلك النماذجالتي تم استيرادها من ق ِبل المهاجرات أو بناتهن،‏ والتي يدعمها المهاجرون أنفسهم،‏يستلهم منها اتمع الأصلي ويتبنى بعض السمات عند الرحيل حتى يقوموابإعادة تشكيلها ومواءمتها مع وضع البلاد.‏ وفي هذه الحالة،‏ يمكننا القول بأن النساءيعتبرن بمثابة محركات وناقلات للتغييرات الاجتماعية.‏ وعندما نعيد إعطاء المرأةالثقة في قدراتها،‏ فإننا بذلك نمس غالب ًا مجموعة أسرية واجتماعية كاملة سوفتتمكن من تطوير قدراتها الخاصة عبر العديد من الأجيال.‏ويعمل اتساع وقدم حركات الهجرة النسائية على تعديل العلاقات بين الجنسينداخل الأسرة،‏ وفي مؤسسات دولة المنشأ.‏ فعندما تهاجر النساء،‏ تتخبط الأدوارالتقليدية،‏ لاسيما تلك الأدوار التي تتصل بمفهوم رب الأسرة،‏ وفي حالة هجرةالرجال،‏ تكون النساء اللواتي بقين في مكانهن هن الرابحات باستقلالهن الذاتيوبمشاركتهن في اتخاذ القرار داخل اتمع.‏ بالإضافة إلى ذلك،‏ يتم تبني القيمالاجتماعية المعمول بها في البلد الاستقبال في البلد المنشأ،‏ كما يشهد بذلكحالات الزواج المتأخرة،‏ واستخدام وسائل منع الحمل،‏ وانخفاض معدلات الإنجاب.‏ونلاحظ أيض ً ا أن هناك آمالا ً كبيرة تعقد على تعليم الفتيات،‏ ودخولهن في سوقالعمل.‏ ولكن بعيد ًا عن التأثيرات المباشرة التي تقع علي الأسرة،‏ يمكن للهجرة أنيكون لها آثار أكبر علي التطور الاجتماعي والثقافي وهذا من خلال إحداث تغييراتسياسية مختلفة النطاقات.‏وإذا كنا قد تناولنا – في الباب الذي يتحدث عن الهجرة الشرعية – موضوع مشاركةالمهاجرات في تنمية دول الاستقبال،‏ فسوف نحاول في هذا الباب أن نوضح كيفتشكل النساء المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط مخزون ًا مالي ًا،‏ ومنطقةنفوذ للكفاءات،‏ في خدمة أوطانهم الأصلية.‏ ولأن حكومات دول البحر الأبيضالمتوسط علي دراية كاملة برهانات وإسهامات المهاجرين،‏ فقد اعتمدت سياساتمن شأنها أن تعزز العلاقات بينها وبين جاليتها في أوروبا،‏ ودفع الرجال والنساءالمهاجرين للاستثمار في تنمية دولة المنشأ،‏ وحفظ الأواصر الثقافية والوجدانية معالأجيال الجديدة.‏وتعد دراسة كيف شاركت النساء المهاجرات في تنمية بلدانهن الأصلية بمثابةمخاطرة حقيقية،‏ نظر ًا لقلة البيانات الإحصائية،‏ والنقص فيما يتعلق بالدراساتالشاملة،‏ وندرة دراسات الحالات،‏ مما لا يتيح السيطرة بشكل جيد على هذه القضية،‏ولا يساعد على وضع تحليل مقارن بين دول الاستقبال أو المنشأ.‏ وقد شرعنا معذلك في عملية جمع دقيقة للبيانات،‏ ولدراسات الحالات المتوفرة حول المنطقة،‏ مععمل بعض التعديلات مع أوضاع خارج المنطقة،‏ وذلك بالاستناد إلي خبراتنا الخاصةوملاحظاتنا الميدانية فيما يتعلق بالهجرة.‏ويتشكل هذا الجزء من أربعة فصول.‏يرسم الفصل الأول الإشكالية العامة للصلة بين الهجرة والتنمية،‏ مسلط ً ا الضوءعلى الجوانب النظرية والقانونية والسياسية التي يعود لها هذا التفاعل.‏ويستعرض الفصل الثاني قضية التحويلات المالية،‏ وما يثار حولها من جدل،‏محاولا ً إبراز صورة أكثر وضوح ً ا حول التحويلات تتم بواسطة المهاجرين وطرقاستخدامها.‏ويتناول الفصل الثالث أمر المغتربين من البحر الأبيض المتوسط الذين يعيشون فيأوروبا و الدور المزدوج للجمعيات النسائية وهو النضال من أجل الديمقراطية وحقوقالإنسان والارتقاء بالنساء في دولة المنشأ،‏ واصطحاب النساء في الهجرة لإدخالهنفي الأقطاب الاقتصادية واندماجهن في دول الاستقبال.‏أما الفصل الرابع،‏ فيسلط الضوء علي تأثير الهجرة علي المهاجرات،‏ والتحولات التيأحدثتها في حياتهن الأسرية،‏ والمهنية،‏ وتمثيلاتهن الاجتماعية.‏ إن الهجرة ليستفقط عملية للتغيير الثقافي،‏ وإنما تقوم على إعادة تفسير الثقافات وإعادة تنظيمالحياة في إطار توافق بين القيم التي تبدو للوهلة الأولى متضاربة.‏الفصل الأول:‏ إطار شامل – الهجرة والتنمية:‏الوجه الإيجابي للهجرة في المنطقةالأورومتوسطيةيعد موضوع » الهجرة و التنمية « في جدول الأعمال على الصعيد الدولي،‏ والإقليمي،‏والقومي.‏ ويهدف هذا المنظور الجديد إلى مواجهة الهجرة الفوضوية وإلى إعادة نوعمن التوازن بين التطور المفرط للهجرة غير الشرعية،‏ وحالات العودة غير المؤكدة،‏وهجرة إقامة في قمة التقدم.‏ كذلك،‏ يبدو منظور » الهجرة و التنمية « منظور ًافعالا ً فيما يتعلق بالتعاون مع الدول المصدرة للهجرات،‏ كما يتيح تعاون ًا متبادلا ً فيرقابة الحدود،‏ مع وجود تعويضات مؤكدة،‏ ويعمل على وضع برامج للتنمية المشتركةتسعى،‏ من جهة،‏ إلى تشجيع مساعدة المهاجرين في وضع غير شرعي على العودة،‏239يوروميد للهجرة 2238 يوروميد للهجرة 2


241يوروميد للهجرة 2240 يوروميد للهجرة 2ومن جانب آخر،‏ إلى تسهيل إجراءات مشاركة تجمعات المهاجرين الذين يرغبون فيإقامة مشاريع تنموية في أوطانهم الأصلية،‏ وتنظيم إرسال التحويلات المالية.‏وقد احتفظت الهجرة والتنمية طوال الوقت بعلاقات جدلية:‏ الهجرة في خدمةالتنمية والتنمية تعتبر وسيلة للحد من تحركات الأفراد.‏ وعندما أدخلنا مفهومالنوع أدركنا مع ذلك أن قضية التنمية هي التي تسود.‏ وتعد النساء،‏ شأنهن فيذلك شأن الرجال،‏ فاعلات في التنمية والهجرة،‏ عملية تساهم في تحقيق التنميةتلف الأطراف.‏وثمة ثلاثة أسئلة أساسية تفرض نفسها،‏ والتي سوف نحاول الإجابة عليها خلالهذا الباب:‏1. كيف تشارك نساء دول البحر الأبيض المتوسط في تنمية بلادهن،‏ وكيفاستطاعت عملية برشلونة أن تراهن على إدخال نساء المنطقة في التنميةبشكل أكبر؟ بالتأكيد،‏ كما أوضحنا في الفصل السابق،‏ فإن التحركات التي تمتفي هذا اال من ق ِبل حكومات دول الجنوب،‏ والمؤسسات الدولية قد أعطت دفعةكبيرة لاندماج النساء في التنمية.‏2. ما مدي المشاركة الحقيقية للنساء المهاجرات اللاتي يعمل معظمهن في قطاعاتقليلة الربح وبأجور زهيدة،‏ في تنمية بلادهن الأصلية بالنظر إلي تحويلاتهنالمنخفضة؟ في الواقع،‏ كان يشهد الجيل الأول المكون من نساء ذوات مستوىتعليمي ضعيف أو متوسط،‏ دخولا ً محدود ًا في مشاريع التنمية والاستثمار.‏ أماالجيلين الثاني والثالث،‏ فإنهما غالب ًا أفضل حالا ً وأكثر اندماج ً ا في دول الاستقبال،‏كما يسعيان إلى تطوير علاقات تزداد أواصرها قوة يوم ًا بعد يوم مع دول المنشأ.‏3. هل تعد النساء المهاجرات بحق عناصر تغيير اجتماعي؟ هل تغير الهجرةبشكل عميق أو سطحي العلاقات بين الجنسين داخل الجالية المهاجرة؟وقبل الدخول في صلب الموضوع،‏ لابد من تقديم تعريف موجز للتنمية في سياقالهجرة.‏1-1 التنمية مفهوم في ذروة التغييرتقوم المعايير التي تهدف إلى قياس معدل تنمية بلد ما علي مؤشرات مختلفة،‏معدة لقياس مستوى راحة السكان.‏ وإذا كان النهج التقليدي يستخدم دخل الفردكمؤشر علي التنمية الاقتصادية،‏ فإننا نلاحظ أن مؤشر التنمية البشرية (IDH) الذيتستخدمه منظمات الأمم المتحدة منذ سنوات 1990 يميل إلى الارتكاز على ثلاثة أبعادرئيسية:‏ الصحة وطول العمر،‏ والحصول علي التعليم،‏ ومستوي المعيشة الكريمة . 3وبعيد ًا عن هذه المعايير الثلاثة،‏ فإن مفهوم التنمية كما يعرفه آخر تقارير لبرنامجالأمم المتحدة للتنمية (PNUD) لعام 2009، يعطي معنى أكبر لهذا المفهوم وذلكبإدخال » حرية الأفراد في أن يعيشوا حياتهم كما يريدونها ». إن هذا المفهوممستوحى من أعمال أمارتيا سن ومن منظورها القائم علي » القدرات والفرص »،والذي يركز،‏ في الواقع،‏ على حرية تمكين الفرد من أن يكون ويتصرف كما يريد.‏ وفيسياق الهجرة،‏ تكون إمكانية تغيير مكان الإقامة قضية حرية إنسانية،‏ كانت قائمةقبل ذلك في الفلسفة الكلاسيكية،‏ كما كان يصفها كونفوشيوس (Confucius)عندما قال:‏ » نعترف بأن الحكومة جيدة عندما يكون القريبون سعداء،‏ ويرجع من همبعيدون من تلقاء أنفسهم ». 4في الواقع،‏ تلجأ المنظورات اتلفة التي تهدف إلى قياس التنمية،‏ في معظمالأحيان إلي الب ُعد الاقتصادي،‏ متهربة من جانب راحة ورفاهية السكان،‏ القضيةالتي تمت إثارتها في التقرير الأخير للتنمية البشرية 5 الذي يفرق بين التنمية البشريةللشعوب وبين التنمية البشرية للدول.‏ فعليى سبيل المثال،‏ بدلا ً من قياس متوسطمستوى التنمية البشرية للسكان الذين يعيشون في المغرب،‏ نعمل على قياسمتوسط مستوى التنمية البشرية لكل الأشخاص الذين ولدوا في المغرب بغضالنظر عن المكان الجديد لإقامتهم.‏ ويعد لهذا المقياس الجديد أثر قوي علي إدراكالرفاهية الإنسانية.‏ وتبين الدراسة التي أعدها برنامج الأمم المتحدة للتنمية أن »13 من أصل 100 شعب تم تطبيق هذا المؤشر عليه،‏ كان مؤشر التنمية البشريةللسكان أعلى على الأقل بنسبة %10 من مؤشر التنمية البشرية للدولة،‏ و في9 شعوب أخرى كان الفرق من 5 إلي %10. وقد كان ارتفاع مؤشر التنمية البشريةللأوغنديين علي سيبل المثال أعلى ثلاثة أضعاف من مؤشر التنمية البشرية لدولةأوغادنا .« 6وبالرغم من تعدد هذه التعريفات و تعدد أهميتها النظرية،‏ فقد قمنا على منظورمتعدد الأبعاد يسعى إلى قياس التنمية من خلال المستوى الاقتصادي والاجتماعيوالثقافي للسكان الذين يعيشون في أرض معينة،‏ ووفق ًا لقدراتهم على المشاركةفي التنمية والفرص التي تقدم لهم أو الفرص التي يخلقونها للمشاركة فيالتنمية.‏ وهكذا فأن المعايير التي تحدد اندماج المرأة في التنمية هي:‏ الحصول علىتقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية 2009، ص‎16‎‏.‏3 برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ تقرير التنمية البشرية 2009، ص 26.4 برنامج الأمم المتحدة للتنمية،‏ تقرير التنمية البشرية 2009، ص 14.5 نفس المرجع،‏ ص 14.6


243يوروميد للهجرة 2242 يوروميد للهجرة 2الرعاية الصحية،‏ وعلى التعليم وعمل لائق،‏ وكذلك المشاركة السياسية ومدىالمساواة بين الرجال والنساء في اتمع.‏2-1 الهجرة والتنمية:‏ ب ُعد شامل و إيجابي للهجرةلا يتوقف الاهتمام بقضية الهجرة والتنمية عن التزايد،‏ في جميع أنحاء العالم,‏على مستوى الدولة,‏ ومجتمعات المنشأ,‏ والمنظمات الدولية,‏ والمنظمات غيرالحكومية و الباحثين.‏ وكذلك,‏ الربط الشبكي بين أنشطتهم,‏ وصياغة خطط عملواستراتيجيات تتلاءم مع خصائص الهجرة في دول المنشأ كما في دول الاستقبال,‏والسماح بدعم القيمة المضافة،‏ التي هي الهجرة من أجل التنمية،‏ إلى أقصى حد,‏وإقامة مواقف إيجابية تجاه تحركات الأفراد.‏ ومع ذلك فإن القليل من الأعمال تتناولقضية مشاركة النساء المهاجرات في تنمية دول منشأهم.‏ أيض ً ا,‏ فإننا نكثفجهودنا في تحليل مشاركة الهجرة في التنمية بشكل عام,‏ مركزين على الطريقةالتي تشارك بها النساء في ذلك.‏1-2-1 آثار الهجرة علي تنمية دول المنشأترتبط الهجرة ارتباط ً ا وثيق ًا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المنشأ.‏ فيالواقع,‏ يعد الهدف الأول للهجرة هو الحد من البطالة التي تعيث في الدول النامية.‏كما أنها وسيلة لدخول العملات الأجنبية و تعزيز ميزان المدفوعات.‏ كما تقوم,‏ فيالمقام الثالث,‏ على دعم البلاد المصدرة من خلال مشاريع للتنمية و إمدادهم بالخبراترخيصة الثمن,‏ إن لم تكن مجانية,‏ من خلال حشد المهارات والخبرات من دول الجنوبالذين يعملون في أوروبا.‏ هذا لأنها مصدر للثروة والتنمية والتي تمنحها دول البحرالأبيض المتوسط تمعاتها بالخارج.‏إن سياسة الهجرة الأوروبية,‏ وسياسة دول الأعضاء تركزان بشدة على هذا المعيارالجديد للهجرة والتنمية.‏ منذ اتفاقية تمبيري,‏ تميل السياسة الشاملة للهجرة إلىإقامة شراكة جديدة مع دول المنشأ لمكافحة الفقر,‏ وتحسين مستويات المعيشة,‏وفرص العمل,‏ وتفادي الصراعات,‏ وتدعيم الدول الديمقراطية,‏ وتشجيع التنميةالمشتركة.‏ يعد إسهام المهاجرين بعد ًا مركزي ًا.‏ تصر جميع القمم الأوروبية علىالتعاون مع الدول الأخرى,‏ وإدماج قضايا الهجرة في علاقات الاتحاد الأوروبي مع تلكالدول,‏ كما تشدد على إقامة شراكة مع دول المنشأ ودول العبور,‏ الأمر الذي يشجعالتضافر بين الهجرة والتنمية.‏يؤكد الاتحاد الأوروبي,‏ في هذا الالتزام,‏ تعلقه بالب ُعد الشامل للهجرة,‏ هادف ًا بذلكإظهار الب ُعد المزدوج للهجرة:‏ يهدف الأول,‏ من خلال التنمية,‏ إلى شراكة بين دولالاستقبال ودول المنشأ ودول العبور,‏ وتنفيذ ب ُعد أوروبي مشترك بشأن التنميةالمشتركة والمساعدة على التنمية.‏ ويهدف الثاني إلى تشجيع أنشطة التنميةالتضامنية,‏ والتي تسمح للمهاجرين بالمشاركة في تنمية دول نشأتهم.‏ وتؤكدالمؤتمرات الوزارية الأورو-إفريقية عن الهجرة والتنمية ‏(الرباط,‏ يوليو 2006 وباريس,‏أكتوبر 2007) هذا التوجه.‏يظهر هذا التقارب حول أهداف التنمية المشتركة في قسم كامل من تقرير مؤتمر5+5 والذي عقد في 2002 في تونس.‏ فهو يميل إلى » الاعتراف بالمساهمة الاقتصاديةالاجتماعية,‏ والثقافية للهجرة في دول البحر الأبيض المتوسط الغربية و بتحسينالظروف التي تسمح للمهاجرين بلعب دورهم الشرعي بطريقة مرضية في تنمية7دولهم الأصلية خاصة ً من خلال المدخرات والاستثمارات ».إن الحوار رفيع المستوى عن الهجرة والتنمية,‏ الذي بدأته الأمم المتحدة في 2006,والمنتديات العالمية للهجرة المنظمة في وقت لاحق قد أكدوا جميع ً ا على » الإسهامالذي يقدمه المهاجرون الدوليون في دول الاستقبال,‏ حيث قاموا بسد العجز فيالأيدي العاملة وإثراء الثقافات المحلية ». وهكذا,‏ فإن الهجرة الدولية ترتبط ارتباطا ًوثيقا ً بالتنمية,‏ وحقوق الإنسان.‏ إن احترام الحقوق الأساسية للمهاجرين هو شيءجوهري لكي يستفيد مختلف أبطال هذه العملية بشكل كامل من الهجرة.‏إن المبادرة المشتركة بشأن الهجرة والتنمية,‏ والمنسقة من جانب الأمم المتحدةوالمفوضية الأوروبية,‏ تعكس الاعتراف والاهتمام المتزايد بالأنشطة المتعلقة بالهجرةوالتنمية.‏ إن أهداف ال JMDI ‏(المبادرة المشتركة للهجرة والتنمية)‏ هي دعم منظماتاتمع المدني والسلطات المحلية من أجل المساهمة وتعزيز الروابط بين الهجرةوالتنمية.‏ مما يعني في الواقع,‏ تشجيع المغتربين في المهجر على المشاركة فيالتنمية الاجتماعية – الاقتصادية لدولهم الأصلية,‏ والتخفيف من هجرة العقول,‏وتسهيل تحويل الأموال وعودة المهاجرين الذين قرروا العودة لدولهم.‏تشكل التحويلات المالية واستغلالها في دول المنشأ أمر ًا يشغل بشكل كبيرالدول المرسلة والمستقبلة في آن واحد,‏ وقد تم اتخاذ ترتيبات مختلفة على الصعيدالقومي أو المؤسسي لإدارة أفضل لتلك التحويلات.‏ إن عملية بنككة أموال المهاجرينيمكنها بشكل ما أن تحول تلك الأموال إلى استثمار منتج لدول المنشأ.‏ و تستهلكتلك التدفقات بشكل عام محلي ًا,‏ في االات الغذائية والصحية,‏ مما أضر بتمويلالأنشطة المدرة للدخل.‏7 النقاط 13 و‎14‎ من إعلان.‏www.iom.int/en/know/dialogue5+5/index.shtml‏.‏


وقد أثار استخدام الأموال للتنمية تفكير ًا عميق ًا بشأن القضية من ق ِبل المنظماتالدولية والمؤسسات القومية والتي التزمت بإيجاد الصيغ الأكثر ملائمة ً وعملي ًةلحث المهاجرين على وضع أموالهم في مشروعات للتنمية والتي سيكون لهافوائد شديدة الإيجابية للسكان المحليين لدول المنشأ.‏ وهكذا,‏ فقد تم إنشاء حسابتوفير التنمية المشتركة (CEC) بفرنسا في عام 2008 لصالح العاملين المهاجرين,‏يعطيهم الحق في إعفاء ضريبي بقيمة %25 من المبالغ المدخرة وذلك في حدود20000 يورو.‏ ويرمي هذا الإجراء إلى استثمار في مشروع للتنمية في دول المنشأ ». 8وقد عكف الس الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي على دراسة وسائل استغلالذلك المال الوفير بروية من أجل التنمية المشتركة,‏ باحث ًاعن الوسائل الأنسب لتحريكذلك الادخار.‏ وقد اعتبرت,‏ مونيك بورفين Monique) ,(Bourven عضو القسم الماليللمجلس الاقتصادي والاجتماعي ,(CES) في دراسة بشأن القضية أن » التحويلاتالمالية من المهاجرين إلى دول نشأتهم تمثل في فرنسا والعالم كميات هامة منرؤوس الأموال والتي تتجاوز بكثير جبال المساعدات الرسمية للتنمية ». 9 وتقدرالدراسة أن عملية البنككة هي رهان حاسم لتنمية دول المنشأ.‏ إن تعبئة مدخراتالمهاجرين,‏ والمقدرة بالمنتجات المناسبة,‏ والمحولة عبر قنوات موثوق فيها في أفضلالظروف التسعيرية,‏ هو رهان اقتصادي,‏ واجتماعي وسياسي حاسم.‏ وسوف يعودبالتأكيد هذا الادخار بالفائدة في المقام الأول على الأنشطة الاقتصادية المحلية,‏ وعلىرفاهية السكان,‏ وفي مجالات الصحة والتعليم,‏ والتدريب,‏ وبعد ذلك على نمو تلكالأنشطة الاقتصادية عبر الاستثمار المنتج ». 10وقد قامت فرنسا,‏ وأسبانيا و إيطاليا بعمل عدد من ممارسات التنمية المشتركة.‏تتميز فرنسا,‏ مع ذلك,‏ بخبرة مختلفة وسياق متقدم في هذا اال,‏ بمبادرة منالحكومة المركزية,‏ في حين أنه في إيطاليا,‏ وأسبانيا,‏ خبرة التنمية المشتركة فييد الأقاليم.‏ يعترف تشريع مجتمعات الاستقلال الذاتي وممارسات الهيئات المحليةبالصلة الواضحة بين الهجرة والتنمية.‏ ويبقى أن نذكر أنه في وأسبانيا وفي إيطالياأيض ً ا,‏ يتم تنفيذ بعض الممارسات من ق ِبل الحكومة المركزية,‏ لاسيما في مجالالهجرة المؤقتة.‏ وكذلك,‏ التوقيع على » اتفاقية العمل الجماعي « بين أسبانياوالمغرب لإدارة الهجرة الموسمية في 2001 و » مشروع النظام المتكامل لمعلوماتالهجرة « بين مصر وإيطاليا والذي بدأ في يونيو . 11 2001ونظر ًا للدور المهم الذي تلعبه التحويلات المالية في تنمية دول المنشأ,‏ سواء ٌ علىصعيد الاقتصاد الكلي أو لتلبية احتياجات الأسرة,‏ أطلقت مجموعة دول الثماني في2004 المبادرة العالمية بشأن التحويلات العالمية تهدف هذه الاتفاقية إلى » تحسين جمعالبيانات,‏ وجعل الإطار التنظيمي أكثر ملائمة ً,‏ خفض تكاليف التحويلات ووزن القطاعغير الرسمي,‏ وزيادة التأثير فيما يتعلق بالتنمية من هذه التحويلات ». 12 ومن الجديربالذكر أن ب ُعد التنمية المشتركة بدأ في التأثير على المنتديات العالمية,‏ مثل مجموعةالدول الثماني.‏ في منتدى جزر البحر(‏Sea ( Island يونيو 2004 تم إصدار , في الواقع,‏ولأول مرة وثيقة تتناول على وجه الخصوص تحويلات الأموال والتي تم فيها ذكر بعضالمشاريع الرائدة الفرنسة والإيطالية بالمغرب كخبرات متوسطية بشكل خاص . 13إن مجموعة لوكسمبورج,‏ التي أنشئت عام 2006, تهدف إلى قيادة الأنشطةالدولية في جمع البيانات,‏ ومساعدة الدول على تحسين التقديرات المتعلقة بتحويلالأموال.‏ كما تشارك فيها مؤسسات بريتون وود ,Woods Bretton ويوروستات.Eurostat وقد تحسن,بفضل تلك المبادرة,‏ جمع البيانات بشأن تحويلات الأموال,‏وأصبح الدور الاقتصادي للمهاجرين والمغتربين مرئي ومعترف به على نحو متزايد.‏وبالنسبة لسياسات دول الجنوب إزاء الهجرة,‏ فإنها تظهر من خلال أجنداتاقتصادية واجتماعية.‏ وتعترف تلك الدول بأن سفر فائض الأيدي العاملة للخارجلا يسعه إلا أن يخفف الضغط على سوق العمل الداخلي,‏ وبشكل غير مباشرعلى الدولة.‏ ويتأرجح وضعهم إزاء الهجرة بين الدعم والإباحة.‏ ويتنوع موقفها أيض ً ابشأن مستوى تأهيل المهاجرين,‏ فالحكومة أكثر ميلا ً إلى تشجيع هجرة العمالةغير الماهرة وينتابها القلق بشأن هجرة حاملي المؤهلات.‏ ولكن أمام أهمية بطالةالخريجين في مصر والمغرب والجزائر,‏ إلخ,‏ ثمة حركة تبدو ذات اتجاه مضاد.‏وقد سهلت الحكومات,‏ منذ الستينيات ‏(المغرب,‏ وتونس,‏ والمغرب)‏ وفي العام‎1970‎‏(مصر,‏ والأردن),‏ هجرة مواطنيها,‏ وجعل البعض منها جزء لا يتجزأ مناستراتيجيات النمو المذكورة في خطتها للتنمية.‏ حددت المغرب,‏ منذ الخطةالخمسية لعام 1968, كهدف أكبر عدد ًا ممكن ًا من المهاجرين حتى لا يظل في الدولةإلا أقل عدد ممكن من العاطلين,‏ وأن يجذبوا بمدخراتهم أكبر الحد الأقصى منة مواردالتمويل في الاقتصاد القومي.‏ وقد تواصلت نفس السياسة من ق ِبل تونس والدولالأخرى المتوسطية.‏ تعتبر الهجرة هكذا,‏ كنوع من الصادرات التي يجب تنميتهالمصلحة الدول المصدرة.‏245يوروميد للهجرة 2244 يوروميد للهجرة 2الخيال convoitée) ،Al-khiyal: (Une cagnotte très يناير .2006 .www.Algeria.com/forum/al-khiyal/html8 قدر البنك الدولي هذه التحويلات ب‎240‎ مليار دولار في 2007, في حين لم تمثل المساعدات الإنمائية الرسمية إلا 1039 مليارات دولار في نفس العام.‏تقرير مؤتمر خبراء الإحصاء الأوروبي فرنسا 16 مايو 2008 ‏.أموال المهاجرين في خدمة التنمية المشتركة.‏10 ميد ‎2005‎‏.ص‎227‎‏.‏11 12 البنك الإفريقي للتنمية ‏(‏BAD‏).مارس 2009. مساهمة البنك بشأن تحويلات أموال المهاجرين.‏ مبادرة الهجرة والتنمية.‏ص 4.13 ميد 2005. العام 2004 في الفضاء الأورو متوسطي.‏ مؤسسة مركز برشلونة للدراسات الدولية .CIDOB برشلونة.‏ ص.226


247يوروميد للهجرة 2246 يوروميد للهجرة 2أما بخصوص الجزائر,‏ والتي قامت بتعليق هجرتها من طرف واحد 1973, فإنها لا تزالتشترك لوقت طويل في وضعين.‏ نظر ًا لأنها قوية بثروتها من البترول والغاز والتيبالمقارنة بها فإن ادخارات المهاجرين كمية مهملة,‏ ونظر ًا لاهتمامها في أن تكون فيمقدمة معاداة الإمبريالية,‏ فإن حكومتها شجبت لأكثر من مرة الهجرة كشكلمن أشكال تبعية ما بعد الاستعمار.‏ ولكن في نفس الوقت,‏ كانت غير قادرة علىتوفير التوظيف الكامل في سوق عمل ملغم بشكل كامل بمعدل من البطالةيتأرجح مابين %20 و‎%30‎ منذ الاستقلال وحتى الآن,‏ وقد كانت شديدة الحرص علىتنظيم عودة مهاجريها . 14أما لبنان فمن جانبها,‏ أظهرت بعض القلق أمام النزيف الذي يمثل تدفقات الهجرة,‏والذي لم تستطع الحرب الأهلية (1975 – 1989) إيقافه,‏ والذي ضخمته حرب صيف2006. بين الأعوام 1987 و 1996, فإنه قد هاجر ما يقرب من خمس البالغين (٪21.5من الرجال و‎%14.6‎ من النساء بين الخمسة والعشرين والأربعين عام ًا),‏ وقد سجلتأيض ً ا في السنوات الخمس التالية حالة مغادرة واحدة لكل عشرة بالغين . 15 وأمامهذا الرحيل الضخم,‏ فإن لبنان مازالت أكثر قبولا ً لمساهمة المهاجرين في البناءالقومي. ًكانت عواقب الهجرة على دول المنشأ متعددة.‏ بعد التحويلات التي بدت أساسيةلتحسين التوازن بين المدفوعات والحد من الفقر,‏ نلاحظ أن مشاركة المهاجرين تنوعتمع تنفيذ مشروعات التنمية على الصعيد المحلي وإسهام في الاستثمار المباشرالذي بدأ في التطور.‏ تدرك دول الجنوب بشدة إسهام هذه الكمية المالية في مشاريعالتنمية.‏ إنها تدرك إذ ًا اهودات الهائلة لحماية وتعزيز الروابط مع مجتمعاتهم التيتعيش في الخارج.‏التحويلات:‏ الإسهام الأول في التنمية.‏إن تنقل العمل وتحويلات المهاجرين تولد جميعها ديناميكية والتي يمكن أن يكونلها بعض التأثير على تنمية دول المنشأ.‏ تسهم التحويلات لأجور العمال المهاجرينبشكل جوهري في عائدات العملات الأجنبية و تشكل إضافة كبيرة في الناتج المحليالاجمالي.‏ تشهد بيانات البنك الدولي (BM) على أنه » على الصعيد العالمي,‏ تمثلالتحويلات المالية أكثر من ضعف مجموع مساعدات التنمية,‏ وبالنسبة لدول كثيرةتمثل مصدرها الأساسي للعملات الأجنبية ».14 فيليب فارج fargues) .(Philippe ملاحظات معهد دراسة الآفاق الاقتصادية لعالم البحر الأبيض المتوسط .(IPEMED)مرجع سابق.‏15 روبرت كاسباريان Kasparian) ( Robert وشوهيج كاسباريان ) Kasparian .(Choghig الهجرة,‏ والعمالة والظروفالاقتصادية,‏ حالة لبنان.‏ بيان مقدم في حلقة النقاش.‏ Forecasting Economic International Migration in theEuro-Mediterranean.(www.carim.org على ‏,‏Area‏.(يظهر 2005-2025, Istanbul, 2006تقليدي ًا,‏ في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط,‏ يعوض العجز التجاري بنسبة النصفبالخدمات وتحويلات العمال المهاجرين.‏ تعتمد في الواقع دول الضفة الجنوبية للبحرالأبيض المتوسط اعتمادا كبير ًا على الهجرة,‏ وذلك بسبب الوفرة المعتبرة للتحويلاتالمالية للمهاجرين.‏ قبل ذلك في 1994-1993, كانت كمية تحويلات دخل المهاجرينالمصريين ‏(‏‎6‎مليارات دولار)‏ أكثر ب 12 مرة من عائدات الاستثمار الأجنبي المباشر(‏IDE‏)‏ . 16في حالة المغرب العربي,‏ تميل المغرب وتونس لتصبح معتمدة أكثر فأكثر على تحويلاتالمهاجرين,‏ في حين أن الجزائر قد تبنت موقف ًا أكثر تحفظ ً ا إزاء مجتمعها,‏ والذيأعداده آخذة في الانخفاض بسبب التجنيس,‏ ولكن ثمة ب ُعد جديد اتضح مع عودةالمهاجرين و لوحظ نمو ملحوظ في التحويلات تلك السنوات الأخيرة . 17 وهكذا,‏ اتضحدور المهاجر بشكل أساسي لتنمية دول المنشأ عبر التحويلات المالية,‏ والاقتصادية,‏والتكنولوجية,‏ والاجتماعية.‏المهاجر:‏ ممثل فعال في تنمية دول المنشأ.‏يساهم المهاجر بشكل كبير اليوم في تنمية دول المنشأ.‏ إنه لا يساهم فقطبالتحويلات ولكن أيضا ً بالخبرة والبدء في مشاريع التنمية،‏ مما لا يقتضي,‏ مع ذلك,‏عودة المهاجر،‏ ويصبح هذا الأخير جسر ًا بين دول الاستقبال ودول المنشأ,‏ وخصوص ً اعقب السياسة الجديدة للاتحاد الأوروبي لتعزيز الهجرة الدائرية.‏وثمة إجماع عام ظهر من السياسات,‏ اتفاقات ومؤتمرات كبيرة أورومتوسطية بيندول البحر الأبيض المتوسط والاتحاد الأوروبي بشأن الحاجة إلى تعزيز تحرك المهاجر,‏ منأجل أن يستطيع هذا المهاجر المشاركة في تنمية دول المنشأ.‏ تأخذ فكرة التنميةالمشتركة طريقها على مهل.‏ ومع ذلك,‏ فإن ثمة تساؤل يفرض نفسه,‏ أموالالمهاجرين,‏ ومشاريع التنمية التي أسسوها,‏ والخبرات التي قدموها لدول المنشأ,‏ هليمكنها وحدها حل مشكلات التنمية,‏ أو هل تشكل معايير يمكن الوثوق فيها,‏ إلىجانب الاستثمار الأجنبي المباشر والمساعدة الإنمائية الرسمية , وحوكمة رشيدة،‏وديمقراطية تشاركية في دول المنشأ؟المساهمة في التنمية من خلال حفظ وتعزيز الروابط مع اتمع المهاجر من ق ِبلدول المنشأ.‏أقامت جميع دول البحر الأبيض المتوسط ذات الهجرات الكبيرة إلى أورزبا,‏ مؤسساتوالتي غالب ًا ما تكون وزارات,‏ ومراكز,‏ ومجالس,‏ ومكاتب لتنظيم علاقاتها معتقرير المنتدى الأورومتوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية (2002) .Femise16 محمد صائب موزيت Musette) (13).(Mohamed Saib مارس 2008. تحويلات العملة الصعبة أكثر أهمية من17 الاستثمارات.‏ الاستثمار الأجنبي المباشر(‏www.Algeria.com/forum/al-khiyal/html .IDE).


249يوروميد للهجرة 2248 يوروميد للهجرة 2مغتربيها.‏ تتبع هذه المؤسسات تو َج ُ ه َين كبيرين,‏ أحدهما اقتصادي والأخر ثقافي . 18يقوم الخط الاقتصادي على تعظيم الفائدة التي يمكن أن تأخذها الدول من المهاجر.‏وهذا يعني حث المهاجرين على تحويل جزء كبير من مدخراتهم إلى دول نشأتهم,‏وأن يحققوا بها أعلي استثمارات ممكنة.‏ الأمر الذي دفع جميع دول الهجرة إلى تبنيإصلاحات مصرفية وضريبية,‏ محررة بذلك عملية تحريك وتوظيف المال.‏ويلبي الخط الثقافي اهتمام دول المنشأ والمهاجرين أنفسهم بالحفاظ على روابطقوية بينهم.‏ إذا بقي الجيل الأول متعلق ًا بمعايير وقيم بلده الأصلي,‏ سيترافق وصولالجيل الثاني والثالث مع انتقال ثقافي مهم في نطاق العائلة,‏ وهذا من خلال تدخلالمدرسة,‏ والإعلام,‏ والمؤسسات الأخرى.‏ وقد طورت الوزارات والمؤسسات العامةالمسؤولة عن الهجرة سلسلة من الأنشطة سامحة ً لهذا الجيل بإحياء هويتهالقومية والعربية ‏(دورات في اللغة,‏ وعطلات في دول المنشأ,‏ ومركز ثقافي في دولالاستقبال,‏ وتعيين مدرسين للغة العربية في دول الاستقبال),‏ والإسلامية ‏(إحاطةدينية,‏ ةإرسال للأئمة خلال شهر رمضان والأعياد الدينية والتعليم الديني فيالمساجد).‏وتفيدنا هذه النظرة العامة علي الهجرة والتنمية للعمل من أجل تحديد وتحليلأفضل لمشاركة النساء المهاجرات في تنمية دولهن الأصلية.‏ أيض ً ا,‏ يجدر بنا التذكيربثلاث حقائق في الوقت الحاضر:‏ النساء,‏ و المنطقة الأورومتوسطية,‏ والشراكة بينجنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط.‏1. الوضع الاقتصادي,‏ والاجتماعي والثقافي لنساء دول البحر الأبيض المتوسط آخذفي التحول.‏ أعطت الجهود التي التزمت بها الدول والمنظمات الدولية للنساءمكان ًا جديد ًا على المشهد السياسي,‏ والاقتصادي والاجتماعي لدولهن.‏ ومع ذلك,‏في 2002, قام التقرير الأول لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي PNUD عن العالم العربيبتعريف الوضع الصعب للمرأة بأنها واحدة من العقبات الكبيرة لتنمية المنطقةالجغرافية . 19 كيف تمكنت الهجرة من منح النساء وضع ً ا جديد ًا كمساهمات فيتنمية دولهن الأصلية؟2. تجمع المنطقة الأورومتوسطية بين ضفتين ذاتي مظهر شديد التناقض.‏ الاتحاد الأوروبيمن جانب,‏ وهو كيان جغرافي,‏ وسياسي,‏ واقتصادي شديد التطور,‏ ومن جانب آخرجنوب البحر الأبيض المتوسط والذي يجمع بين مجموعة من الدول المستقلة,‏ دون18 فيليب فارج Fargues) (Philippe اتحاد البحوث التطبيقية عن الهجرة الدولية ,(CARIM) المعهد الجامعي الأوروبي) ,(IUE وهارفي لوبرا(‏Bras ( Hervé Le كلية الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية (EHESS) والمعهد الوطني للدراساتالديموغرافية .(INED) ملاحظات معهد دراسة الآفاق الاقتصادية لعالم البحر الأبيض المتوسط (IPEMED) رقم 1,سبتمير‎2009‎‏.‏19 انظر برنامج الأمم المتحدة الانمائي (Undp) Arab Human Development Report 2002: Creating Opportunities for,.Future Generations, New York, Oxford University Press, 2002تعاون أفقي,‏ والتي تصنف غالب ًا بين الدول النامية أو الدول الناشئة.‏ عدد المهاجرينفي نمو متصاعد:‏ كيف تعبر هذه التحركات الضخمة عن رغبة النساء من دول البحرالأبيض المتوسط وقدرتهن أن يكن عاملات من عوامل التنمية؟3. وقد بدأت الشراكة الأورومتوسطية في 1995 مع طموحات كبيرة,‏ ولكنها تناولتبخجل وتناقض رفعة شأن وحقوق النساء.‏ في الواقع كان عليه الانتظار بضعسنين,‏ ما يقرب من عقد من السنين , 20 من أجل أن يعد تعزيز حقوق النساء بمثابةأداة أساسية في تنمية المنطقة.‏ كيف تمكنت الشراكة الأورومتوسطية إلى وضعحد لهذا التأخير لتدخل في استثمار مباشر في استراتيجية النوع من أجل تعزيزاندماج نساء دول البحر الأبيض المتوسط في التنمية,‏ الأمر الذي يعد الخيار الوحيدلضمان النهوض بالمرأة في دول الجوار,‏ وبالتالي الحد من الهجرة غير الشرعية للنساء؟التزمت بعض المؤسسات أمام الدول المتوسطية بتقديم إسهاماتهم في الدعم,‏والمهارة والخبرة ‏(الأمم المتحدة,‏ والبنك الدولي,‏ إلخ).‏ إن إعلان برشلونة لم يكن إلاواحد ًا من عناصر عدة للشراكة الشمالية – الجنوبية والتي تهدف إلى تعزيز وضعالنساء,‏ وتطبيق حقوقهن الأساسية واندماجهن في التنمية.‏ وتكمن أهمية تلكالشراكة في أنها تشكل منهاج التعاون الأكبر,‏ والأكثر فاعلية,‏ والأكثر صلابة.‏1-3 اندماج نساء دول البحر المتوسط في التنمية:‏ إسهام عمليةبرشلونةتهدف عملية برشلونة إلى جعل البحر الأبيض المتوسط منطقة للسلام,‏ والأمنوالرخاء المشترك.‏ إن بناء هذه المساحة بهذا التحديد,‏ لا يمكن أن يتم بدون مساهمةفعالة من نساء المنطقة,‏ ومن دون دعم متبادل ومستمر من مختلف الممثلين,‏ودون استثمار من دول المنطقة من أجل تعزيز فعال للوضع السياسي,‏ والاقتصاديوالقانوني والاجتماعي للنساء.‏ إن إسهام عملية برشلونة,‏ والتي يتركز فيها تفكيرنابمزيد من التفصيل,‏ يتجلى برغبة واضحة,‏ وإن كانت خجولة,‏ لإدراج قضية المرأةفي الإعلان نفسه.‏ إن دمج اتمع المدني وب ُعد موضوع النوع في برامج ومشاريعالتنمية,‏ في أولويات هذه العملية,‏ أعطى دافع ً ا كبير ًا لدمج النساء.‏وقد اعترف إعلان برشلونة بدور المرأة في التنمية،‏ وتعهد بتعزيز المشاركة الفعالةللنساء في الحياة الاجتماعية – الاقتصادية و في تشجيع التوظيف.‏ إن هذه النقطةالمحددة في إعلان برشلونة,‏ والمستوحاة من بعض الأجزاء من خاتمة مؤتمر الأمم المتحدةعن المرأة المنعقد في بكين في يونيو 1995, تتسم باستقرار اقتصادي قوي.‏ وتصرمن جانب آخر,‏ على » دور المرأة في التنمية والحاجة إلى تشجيع مشاركتها الفعالة20 أنظر مؤتمر النساء الأورومتوسطيات في 2005.


251يوروميد للهجرة 2250 يوروميد للهجرة 2في الحياة الاقتصادية والاجتماعية عن طريق خلق وظائف ». في الواقع,‏ لا يمكنتصور تحقيق أهداف الشراكة الأورومتوسطية بدون مشاركة كاملة وتامة للنساءفي منطقة البحر الأبيض المتوسط في الحياة الاقتصادية,‏ والاجتماعية,‏ والثقافية,‏والسياسة تمعاتهن المعنية.‏إن هذا الاستقرار كان قد ظهر قبل ذلك في الاتحاد الأوروبي حيث بذلت جهود كبيرة من أجلتكافؤ الفرص بين النساء والرجال في الحياة الاقتصادية,‏ والاجتماعية,‏ المدنية.‏ المشاركة فياتخاذ القرار,‏ الأخذ في الاعتبار ب ُعد النوع باعتبارها عناصر أساسية للبناء الأوروبي.‏وفي إطار الشراكة الأورومتوسطية,‏ فإن النهوض بالمرأة كان دائم ً ا يثار كعامل مهم فيعملية التنمية الاجتماعية وفي النهوض الشامل لدول الشراكة المتوسطية.‏ ويتنوعهذا التأكيد سواء على مستوى استراتيجيات التعاون التي يتم تنفيذها,‏ أو علىمستوى البرامج الإرشادية القومية لدول الشراكة حيث تم دمج قضية النوع.‏ ويعتبرالأخذ في الاعتبار لحقوق الإنسان نقطة أساسية للشراكة.‏ وقد أكدت الحكوماتالممثلة في مؤتمر عام 1995 أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تعزيز الديمقراطية واحترامحقوق الإنسان كما هو معترف بها عالمي ًا,‏ ويبرز من بينها بالتأكيد حقوق المرأة.‏وتسمح الشراكة الأورومتوسطية أيض ً ا بتعاون كبير بين نساء الشمال والجنوب,‏كما توفر لهم وسائل,‏ وإن كانت محدودة,‏ للتحرك من أجل الدفاع عن حقوقهنالسياسية,‏ والاقتصادية,‏ والاجتماعية,‏ ومكافحة التمييز والعنف,‏ ووضعاستراتيجيات قصيرة,‏ ومتوسطة,‏ وطويلة الأمد للتخفيف من حدة الفقر,‏ومكافحة الأمية,‏ وتحقيق المساواة بين النساء والرجال في دولهم.‏ ومع ذلك,‏ تظلالمساواة قضية حساسة،‏ حيث إن فاعليتها,‏ والتي تعتمد أكثر علي الحق القائم فيهذا اال,‏ أكثر من تطبيقه في الواقع,‏ أيض ً ا بعيدة المنال في الجنوب,‏ بل في أوروبانفسها,‏ ولم تكن إلا فيما يتعلق بالوظائف والأجور . 21لقد تحققت تدريجي ًا النية التي عبر عنها إعلان برشلونة,‏ في إسهام وإدراج نساءالجنوب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية,‏ من خلال سلسلة من المؤتمراتوالاجتماعات تهدف إلى تطوير علاقات التضامن بين النساء اللاتي ينتمين إلىثقافات وحضارات مختلفة,‏ وبشكل خاص إقامة علاقات اقتصادية,‏ والتي تعد بمثابةحجر الزاوية لجميع استراتيجيات التنمية.‏1. تم تنظيم أول مؤتمر عن مشاركة النساء في الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيالبرتغال(مؤتمر إريسيرا (Ericeira في نوفمبر 1998. وقد أعطى دفعة جديدةللشراكة الاجتماعية والثقافية والتي يعد الب ُعد النسوي جزء ًا منها.‏ وقد دعا21 عائشة بالعربي,‏ مارس 2002. مساهمة النساء في الشراكة الأورومتوسطية.‏ مادة أساسية في وسائل الإعلام.‏بروكسل.‏إعلان إريسيرا Ericeira إلى التزام سياسي قوي من جانب الحكومات,‏ من أجل دخولالنساء في مجالات التأهيل والتعليم,‏ كخطوة حاسمة لتحسين تأهيلهن.‏2. تعد الاجتماعات الوزارية التي نظمت في إطار الشراكة الأورومتوسطية ‏(برشلونةفي 1996, وشتوتجارت وفالينسيا في 1999, ومارسيليا في 2000) كمرجع للدفاععن حقوق النساء.‏ وهكذا,‏ فإن خاتمة مجلس مرسيليا تذكر توصيات الوزراءلتنفيذها » برنامج إقليمي لتعزيز دور النساء في التنمية الاقتصادية».‏ كان يجبأن ينطلق هذا البرنامج المحدد في 2002, جنب ًا إلى جنب مع موازنة من 8 إلى10 ملايين يورو في إطار التعاون الدولي للأعوام – 2000 2006, من أجل السماحللنساء ببلوغ الشراكة ومن أجل » مساعدتهن وتشجيعهن على إقامة مشاريع,‏والتي سيتم تمويلها من ق ِبل أوروبا».‏3. إن المؤتمر الأورومتوسطي حول تعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية,‏والذي عقد في بروكسل في يومي – 24 25 من مارس 2000, يدخل في نفس إطارالمنتدى الدولي للمرأة الذي تم تنظيمه في نوفمبر 2000 في الدار البيضاء,‏ وكذلكمؤتمر إريسيرا,‏ من التركيز بشكل أساسي على الشراكة النسائية,‏ وإنشاءالمشاريع من ق ِبل النساء وكذلك دخول النساء لسوق العمل.‏ وتعهد المشاركونبإقامة شبكة أورومتوسطية للتنمية المستدامة وإدماج المرأة في الحياةالاقتصادية والاجتماعية.‏ وضح مؤتمر مرسيليا الوزاري في نوفمبر 2000 ضرورةتنفيذ مشروع إقليمي ‏(نسوي)‏ يدخل في الركن الاجتماعي لعملية برشلونة.‏4. إن مؤتمر يوليو 2001 والذي يدخل في إطار استمرار مبادرة المنظمات البلجيكيةغير الحكومية ,belge/AIM كان يقوم على ثلاثة محاور أساسية:‏ دخول ومشاركةالمرأة في سوق العمل,‏ وإقامة المشاريع,‏ والتعليم والتدريب المهني.‏ ترتبط الأهدافالتي اتبعها هذا المنتدى بمنطق تشاركي متزايد للمرأة الأورومتوسطية في عمليةصنع القرار,‏ والاعتراف بعمل المرأة,‏ وخصوص ً ا في القطاع غير الرسمي والتعرف علىب ُعد جديد مستهدف وأكثر فاعلية في موضوع التعليم والتدريب.‏ علاوة على ذلك,‏فإنه ولأول مرة تثار القضية الشائكة لتكافؤ الفرص في المؤتمر الأورومتوسطي.‏وقد تم عرض استنتاجات المنتدى من ق ِبل الرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبيفي اجتماع وزراء الخارجية ال‎27‎ في بروكسل في نوفمبر 2001. ويكمنالشيء الجديد بشكل أساسي في إعداد برنامج أورومتوسطي ‏«نسوي «مستقل,‏ بأقل تمويل,‏ وأيض ً ا برامج إقليمية في إطار عملية برشلونة.‏الدرس الكبير اللافت للانتباه من هذه السلسلة من المؤتمرات الأورومتوسطية عن


253يوروميد للهجرة 2252 يوروميد للهجرة 2دور النساء هو تركيز تلك المؤتمرات على الإشكاليات الاقتصادية ‏(إدارة الشركات,‏والعمل النسائي,‏ والتدريب).‏ ومع ذلك فإنه من اللازم تناول إدماج المرأة والأخذ فيالاعتبار الب ُعد السياسي للتنمية الشاملة لدول الجنوب المتوسطية.‏ إن الديمقراطيةالمتخبطة,‏ والأزمة الاقتصادية,‏ وحجم الديون أو أيض ً ا الضغط الديموغرافي تعدكذلك من العوامل التي تعيق تعزيز حقوق المرأة في الدول المتوسطية,‏ وكذلكالإبقاء على قصور التأهيل النسائي,‏ ودعم عدم المساواة في النوع و تأنيث الفقر.‏5. إن خطوة هامة قد تم اتخاذها مع المؤتمر الأورومتوسطي للنساء,‏ والذي عقد فيبرشلونة ال‎24‎ وال‎25‎ من نوفمبر 2005. فللمرة الأولى,‏ يتم وضع قضايا النوعفي مركز التعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.‏ وتم أخير ًا الاعتراف,‏ بعد 10سنوات من الشراكة,‏ بأهمية النساء في بناء هذا الفضاء الجغرافي السياسي.‏وذلك على الأقل من حيث المبادئ,‏ فقد تم التأكيد على أنه لا يمكن التحدث عنالتنمية الاقتصادية والسياسية ولا حتى الديمقراطية دون مشاركة النساء . 226. وتعقيب ًا على توصية مؤتمر برشلونة +10 بتنظيم مؤتمر وزاري أورومتوسطيحول حقوق المرأة,‏ فقد اجتمع ممثلو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبيوالشركاء المتوسطيون في اسطنبول في 2006 لمناقشة » تعزيز دور المرأة فياتمع ». واتفقوا على إنشاء منصة إقليمية مشتركة,‏ والمعروفة باسمخطة عمل اسطنبول,‏ من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة فيالإقليم الأورومتوسطي.‏ وتشمل هذه الخطة الخمسية للفترة – 2006 2010,تقديم تقرير سنوي,‏ مع موازنة تتزامن مع انعقاد الاجتماع الوزاري في 2009.إن هذه التوصيات التي تقوم على تنفيذ الاستنتاجات الوزارية عن تعزيز دورالمرأة في اتمع,‏ يشار إليها عموم ًا باسم خطة عمل اسطنبول .(PAI) وقداستقبل تبني الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لخطة عمل اسطنبول,‏ في2006, والشراكات المتوسطية,‏ بالترحاب من اتمع المدني الأورومتوسطي,‏ كأداةإقليمية فعالة لتحقيق تقدم في المساواة بين الجنسين,‏ وهذا على الرغم منبعض نقاط الضعف.‏7. وقد جمع مؤتمر اسطنبول يومي‎24‎ – 25 أكتوبر 2009 منظمات اتمع المدنيوالمدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة المنحدرين من دول البحر الأبيض المتوسطوالدول الأوروبية وذلك لإعداد توصيات للاجتماع الوزاري الأورومتوسطي عن تعزيز دورالنساء في اتمع,‏ والذي عقد في مراكش يومي – 11 12 نوفمبر 2009.22 نتائج مؤتمر النساء:‏ يوروميد.‏8. كرر وزراء خارجية 43 دولة من الاتحاد من أجل المتوسط ,(UPM) واتمع فيمراكش,‏ التزامهم بتعزيز دور النساء في اتمع,‏ داعين إلى تحقيق المساواة فيالنوع في المشاريع ذات الأولوية للاتحاد من أجل المتوسط ,(UPM) وتعزيز تمويلاتكبيرة,‏ وتنسيق المشاريع.‏ كما اقترحوا أيض ً ا إنشاء مؤسسة للنساء لمنطقةالبحر الأبيض المتوسط,‏ المشروع الذي دعمته فرنسا,‏ والأردن,‏ ولبنان.‏ وتدخل هذهالمؤسسة في المشروعات الملموسة المقترحة من ق ِبل الاتحاد من أجل المتوسط.‏وتمثل مكان التقاء للمبادرات,‏ والتبادلات,‏ وتشارك الخبرات المحلية,‏ من أجل تأكيددور النساء بوصفهن عناصر أساسية للتنمية الاجتماعية.‏إن التعاون بين الضفتين لتعزيز المرأة وإدماجها في التنمية,‏ على الرغم من طريقةتسجيله المقتضبة في إعلان برشلونة بسبب التحفظ من جانب دول الجنوب,‏ فإنه قدشق طريقه ببطء,‏ مدعوم ًا في خطوته من ق ِبل اتمع المدني.‏ وهكذا,‏ تم إدراج قضيةالنوع في برامج ومشاريع التنمية وكانت محل تمويل كبير في غضون تلك السنواتالأخيرة.‏ أعطت برامج ميدا 1 وميدا 2 مكان ًا محدو ًا ولكنه ليس مهملا ً للنساء,‏ جاعل ًةمن مبدأ المساواة بين الرجال – والنساء القاعدة لمشاريعهم.‏ تركزت أنشطة محددة,‏في إطار ميدا 1, على التعليم وبشكل خاص على دخول الفتيات التعليم الأساسي,‏ودمج وحفظ الفتيات في النظام المدرسي , 23 دخول النساء إلى مجال الصحة بما فيذلك صحة الأم والطفل , 24 تكملها بعض أنشطة تعزيز تنظيم الأسرة . 25 بالنسبةللأنشطة المدرة للدخل للمرأة,‏ قدم الجيل الأول من الصناديق الاجتماعية للتنميةقروض ً ا صغيرة تسمح بتشجيع الدخول غلى التمويل وتعزيز سعة الإدارة . 26تمثل الوسائل المالية المكرسة من ق ِبل الاتحاد للمشاريع المحددة » النسوية « مؤشر ًاشديد الأهمية.‏ إن ال‎5‎ مشاريع أو البرامج المحددة » النسوية « والتي أطلقت فيإطار ميدا 2 تمثل,‏ بحسب تأشير المفوضية الأوروبية,‏ 25 24, مليون يورو,‏ كانت زائدةعن ميدا 1. يظل هذا الجهد مع ذلك ضعيف ًا جد ًا إذا اعتبرنا أن ميدا 2 تحشد للفترة– 2000 2006 نحو 5.3 مليارات يورو . 27 ينصب التركيز في ميدا 2 على إدماج النساءفي الحياة الاقتصادية وعلى حقوق المرأة,‏ خاصة منذ عام 2004. توضح الأمثلة منالمشروعات التي تلت ذلك مصلحة الاتحاد من أجل النهوض بالمرأة في دول الجنوب.‏23 برنامج التعليم الأساسي في المغرب(تم تخصيص 40 مليون يورو بشكل خاص لبناء البنية التحتية المدرسية للأولادوالبنات).‏24 البرنامج الصحي للأم والطفل في المغرب(‏‎6.5‎ ملايين يورو).‏25 برنامج تنظيم الأسرة في مصر(‏‎9.2‎ مليون يورو)‏ لإنشاء مراكز لتنظيم الأسرة,‏ وتدريب الفتيات على المهن الصحية.‏26 الصندوق الاجتماعي في مصر,‏ برنامج يجمع 155 مليون يورو,‏ منها 88 مليون ًا لعنصر دعم المشروعات الصغيرة,‏و‎%30‎ من المستفيدين كن نساء(على مجموع أنشطة دعم الأنشطة المدرة للدخل,‏ وخصصت 20 مليون ًا للقروضالصغيرة,‏ وأفادت بقدر كبير النساء)؛‏-صندوق التنمية الاقتصادية في الأردن,‏ (4.6 مليون يورو)‏ والذي خصص جزء منه للنساء.‏المصدر,‏ ربيعة الناصري Naciri) (Rabéa ونصير إيزيس Isis) (Nusair » إدماج حقوق النساء في الشرق الأوسط وشمالإفريقيا في الشراكة الأورومتوسطية », الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان,‏ مايو 2003.27 ربيعة الناصري(‏ (Rabéa Naciri ونصير إيزيس(‏‎2003‎‏.‏ Isis) .Nusair مرجع سابق.‏


حالة المغرب:‏مشروع » دعم التنمية البشرية والدمج الاجتماعي « ‏(المغرب,‏ 5 مليارات يورو),‏لأمانة الدولة للأسرة والتضامن والعمل الاجتماعي .(SEFSAS)مشروع » أركان « ‏(المغرب,‏ 6 ملايين يورو)‏ للتنمية الريفية والذي يهدف على تشجيعاستغلال شجر الأركان,‏ وتحسين ظروف العمل وحياة النساء مستغلية أركان,‏ منأجل أن يشاركن بطريقة فعالة في التنمية الاقتصادية المحلية وأن يساهمن فيالحماية والإدارة المستدامة لهذا المورد.‏حالة مصر :مشروع » تعليم الفتيات « (6.5 ملايين يورو)‏ ضمن المشروع.‏مشروع » دعم الفتيات الم ُعر َّضات لأن يكن ضحايا للختان »,البرنامج الإقليمي » دور النساء في الحياة الاقتصادية « (5 ملايين يورو),حالة تونسمشروع » نساء المغرب العربي:‏ مواطنات كاملات المواطنة « (2004 – 2007) والذييهدف إلى تعزيز آليات وإجراءات الدفاع عن النساء ضحايا العنف.‏ وهو يدعم المنظماتغير الحكومية النسائية المستقلة التي تواجه صعوبات في ممارسة أنشطتها فيتونس.‏ وقد تم إنشاء مركز الاستماع للنساء ضحايا العنف في الجمعية التونسيةللنساء الديمقراطيات.‏حالة إسرائيلحالة خاصة جد ًا بالنظر إلى مستوى التنمية السياسية الاقتصادية المسجلةمن ق ِبل إسرائيل.‏ لا تزال هذه الدولة مؤهلة تلف المشاريع الأورومتوسطية,‏ وإنلم تكن في تخصصها موجهة إلى المرأة,‏ فإنها تعزز إدماجها.‏ وهكذا,‏ فإن برنامج» شراكة من أجل السلام », والذي يهدف إلى تحسين العلاقات بين السكان العربواليهود في المنطقة,‏ كان تطبيقه في إسرائيل بشكل خاص يدور حول النساءالعرب الإسرائيليات . 28وقد دعمت الأنشطة المتوسطية الثنائية الجانب بحق المرأة من ق ِبل البرلمان الأوروبي ,في إطار المبادرة الأوروبية للديمقراطية وحقوق الإنسان.‏ وقد منحت ميزانيات متفاوتةمن 50.000 إلى 1 مليون يورو لكل دولة في شكل مشروعات صغيرة,‏ والتي تداربواسطة مبعوثين أوروبيين متواجدين في البلاد المعنية بذلك.‏ وقد استفادت من ذلكالعديد من المنظمات غير الحكومية من المغرب العربي وكذلك من المشرق من خلالالمساهمة في تعزيز حقوق النساء في دولهم.‏وبالرغم من كل هذا الاستثمار من جانب الاتحاد الأوروبي و الجهود من أجل التعاونالذي يأخذ في الاعتبار ب ُعد النوع,‏ نلاحظ أن عملية برشلونة لم تتمكن من تحقيقالنتائج المرجوة,‏ ونعني بذلك إدماج النساء في التنمية.‏ ويكشف تقرير اتمعالمدني عن تنفيذ شديد التواضع لخطة عمل اسطنبول وتأثير محدود لدعم التكافؤوحقوق النساء في المنطقة.‏ إن إمكانية خطة عمل اسطنبول في تطوير فعاللسياسة إدماج لب ُعد النوع متوقفة بشكل ملحوظ بسبب غياب تدابير ملموسةوإجراءات ملزمة.‏ في الوقت الحالي,‏ لا تزال خطة عمل اسطنبول مثبتة للغاية.‏والدليل على ذلك,‏ أنه أثناء الإعلان المشترك لقمة باريس,‏ 13 يوليو 2008, والتيأوضحت إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط,‏ تم الإغفال التام لتعزيز مساواة الرجال– بالنساء,‏ وحقوق النساء من بين الأولويات.‏ وبالمثل,‏ فإنه لم يتم إدراج الحقوقالسياسية,‏ والمدنية,‏ والاجتماعية,‏ والاقتصادية,‏ والثقافية في اتفاقيات الشراكةبين الاتحاد الأوروبي وشركائه,‏ كما أنها لم تدرج علاوة على ذلك في خطط عملسياسة الجوار الأوروبية.‏وهناك عدة عوامل قد فاقمت العقبات أمام تكامل التكافؤ في المنطقة.‏ الأزمةالاقتصادية وآثارها على أمن الأشخاص,‏ والاحتلال الإسرائيلي,‏ والصراعات المسلحة,‏والقصور فيما يتعلق بالديمقراطية والحريات الأساسية,‏ السياسيات التقييديةللهجرة,‏ تصاعد الأصولية الدينية,‏ وترسيخ النظام البطريركي,‏ وجميع العواملالتي زادت بشكل ملحوظ من ضعف النساء.‏ إن نقص الإرادة السياسية في الجنوبوغياب الاهتمام الحقيقي في الشمال يؤثران بشدة في تقدم المساواة بين الرجال –والنساء في المنطقة وعلى تنفيذ خطة عمل اسطنبول.‏وي ُل ًخ ِّ ص ُ التقرير النهائي لمؤتمر يوروميد للمرأة (2005) هذا الوضع في بعض السطور,‏مؤكد ًا » أن طريق العبور إلى تحسين وضع النساء في المنطقة لا يزال طويلا ً ومليئ ًابالعقبات.‏ يوجد في الواقع اختلاف كبير بين الرجال والنساء في القطاعات الأساسيةمن التعليم,‏ والعمل,‏ والصحة,‏ وأحيان ًا حتى في أساليب الحياة « 29 . إن العنف,‏ سواءأكان جسدي ًا أو معنوي ًا,‏ هو موضع اهتمام وعناية التمييزات المستمرة وذلك بالرجوعإلى قانون الأحوال الشخصية,‏ والعقوبات,‏ والجنسية,‏ دون إغفال تردي حقوق المرأةفي كل المنطقة,‏ وخاصة في أعقاب الحروب.‏255يوروميد للهجرة 2254 يوروميد للهجرة 228 ربيعة الناصري(‏ (Rabéa Naciri ونصير إيزيس(‏Isis (Nusair . مرجع سابق.‏29 نتائج مؤتمر النساء:‏ يوروميد.‏ مرجع سابق.‏


257يوروميد للهجرة 2256 يوروميد للهجرة 2وقد ذكر التقرير النهائي لمؤتمر مراكش (2009) أنه » تواجه النساء حدود ًا بشأنالاعتراف الكامل بحقوقهن بطريقة فعالة,‏ ويبدو أن تحقيق نفس الفرص بينالرجال والنساء مازال أيض ً ا بعيد ًا على أن يتحقق ». وأكد المؤتمر أن الأدوات الأساسيةلتغيير هذه الحالة من الأمور هي الدخول للعمل,‏ وأجر عادل,‏ ومكافحة الأميةوارتفاع المستوى التعليمي للنساء.‏ واقترح,‏ بالإضافة على ذلك,‏ إدراج بند واضحلتعزيز حقوق النساء في اتفاقيات الشراكة وكذلك سياسة الجوار الأوروبي وجميعالاتفاقيات الأخرى المعنية بالعلاقات بين الضفتين.‏وعلى الرغم من إعلان , العملية الأورومتوسطية,‏ لعزمها على حماية الحقوق المدنيةوالسياسية,‏ فقد أبدت اهتمام ًا بكل ما يتعلق بالنساء,‏ كمهاجرات.‏ لم تتم الإشارةفي إعلان برشلونة إلا مرة واحدة فقط إلى أهمية دور النساء،‏ كما تلتزم اتفاقياتالتعاون الصمت بشأن حقوق المرأة.‏ إن الاعتمادات اصصة لقضية النوع في برامجميدا هي اعتمادات محدودة.‏ لم يتم إدراج وضع النساء بطريقة مترابطة,‏ وذلكفي الوثائق التي تعيد رسم الاستراتيجيات القومية الأورومتوسطية,‏ والبرامجالإرشادية القومية,‏ وخطط العمل للجوار.‏ في الواقع,‏ » إن المقترحات السياسيةوالاقتصادية لنمو المنطقة تأخذ بقليل من الاعتبار حقيقة أن التمييز ضد النساءيقلل بعمق نموها الاقتصادي والسياسي في المنطقة « 30 .إن نقص تمثيل النساء في عملية اتخاذ القرار الأوروبية المتوسطية,‏ خلال المفاوضات,‏وتهميشهن في حل النزاعات,‏ يضر بالحقوق الأساسية للإنسان,‏ وتتعارض مع تنفيذالاتفاقيات الدولية والميثاق الأوروبي للحقوق الأساسية.‏ويدعونا هذا الوضع للتساؤل عن درجة ومستوى مشاركة النساء المنحدرات مندول البحر الأبيض المتوسط والمقيمات في أوروبا في تنمية دولهن الأصلية.‏ هلهي مشاركة فعالة أو جزئية,‏ أو مشاركة تأخذ في الاعتبار مهارتهن وقدراتهن أوأنها تلك التي تقصيهن في أماكن خاصة محفوظة للأشخاص من ذوي جنسهن؟كيف تصبح المهاجرات الآتي غادرن دولهن الأصلية في إطار لم الشمل العائلي أوالهجرة الاقتصادية,‏ أطراف ًا في تنمية دولهن الأصلية في المقام الأول؟ أو هل يمثلنقوة حقيقية أو هل يقدمن أنفسهن باعتبارهن التدريب القادم,‏ والذي لا يمكن أنتظهر فاعليته إلا في السنوات المقبلة؟30 ريناتا بيبيسيلي(‏Pepicelli .(Renata النساء والشراكة الأورومتوسطية.‏ الملتقيات,‏ رقم‎60‎‏,‏ شتاء – 2006 2007.الفصل الثاني.‏ إرسال الأموال إلى بلادالمنشأ:‏ أية إسهامات قدمتها النساءالمهاجرات؟قبل الشروع في معالجة تحويلات أموال 31 المهاجرين والمهاجرات,‏ من الضروري أن نضعهذه القضية في السياق العالمي.‏ تطورت في الواقع تحويلات المهاجرين خلال هذا العقدالأخير.‏ فقد تضاعفت حجمها,‏ التي وصلت 99 مليار دولار أمريكي في 2002, ثلاث مراتلتصل 308 مليارات دولار في 2008. الأمر الذي جذب اهتمام العديد من الجهات الفاعلة‏(مالية,‏ وسياسية,‏ واقتصادية),‏ وبدأت مؤسساتهم المالية الدولية بوضع حلول تهدفإلى توجيه تلك التحويلات المالية لتمويل الاقتصاد وللاستثمار في دول المنشأ.‏لقد زادت بشكل كبير,‏ في هذه العقود الأخيرة,‏ تحويلات الأموال إلى دول المنشأ,‏وخصوص ً ا إلى مدينة أو إقليم المولد.‏ فبحسب مجموعة إحصاءات البنك الدوليلعام 2008, تم إرسال 28.5 مليار دولار من الأموال عبر القنوات الرسمية من ق ِبلالمهاجرين إلى دولهم الأصلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقابل12.9 مليار دولار عام 2000. الدول العشر من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقياوالتي استفادت من تحويل الأموال في عام 2007 هي مصر (5.9 مليارات دولار),‏ والمغرب(5.7 مليارات دولار),‏ ولبنان (5.5 مليارات دولار),‏ والأردن (2.9 مليار دولار),‏ والجزائر (2.9مليار دولار),‏ وتونس (1.7 مليار دولار),‏ واليمن(‏‎1.3‎ مليار دولار),‏ وإيران (1.1 مليار دولار),‏وسوريا (0.8 مليار دولار),‏ والضفة الغربية وقطاع غزة (0.6 مليار دولار).‏وتمثل التحويلات المالية,‏ في العديد من الدول المتوسطية,‏ المصدر الرئيسي والأكثراستقرار ًا لتدفقات رأس المال.‏ تتجاوز الموارد المالية,‏ في بعض الحالات,‏ الاستثمار الأجنبيالمباشر والمساعدات الرسمية.‏ أمثلة المغرب ومصر شديدة الأهمية.‏ فبالنسبةللمغرب في عام 2007, تمثل التحويلات %637 من الاستثمار الأجنبي المباشر و %452من المساعدات الإنمائية الرسمية.‏ وفي مصر,‏ تمثل %467 من الاستثمار الأجنبيالمباشر و %225 من المساعدات الإنمائية الرسمية . 32وعلاوة على ذلك,‏ فإن الدول العشر المنتفعة من التحويلات المالية في 2006‏(بالنسبة المئوية % من الناتج المحلي الإجمالي)‏ هي لبنان (%22.8), والأردن (%20.3),والضفة الغربية وقطاع غزة (%14.7), والمغرب (%9.5) واليمن (%6.7), وتونس (%5),ومصر (%5), وجيبوتي (%3.8), وسوريا(‏‎%2.3‎‏),‏ والجزائر(‏‎%2.2‎‏).‏31 نعني بالتحويلات المالية,‏ التحويلات عبر الحدود بصفة متكررة لمبالغ متواضعة من الأموال يحملها العمال المهاجرونلصالح عائلاتهم في دولهم الأصلية.‏32 مجموعة البنك الإفريقي للتنمية(‏BAD‏),‏ مارس 2009. مرجع سابق ص‎7‎‏.‏


259يوروميد للهجرة 2258 يوروميد للهجرة 2قدر البنك الدولي,‏ في عام 2004, أن 126 مليار دولار أمريكي هي التحويلاتالرسمية إلى الدول الفقيرة من ق ِبل المهاجرين العاملين في الدول الغنية ‏(تقريرالبنك الدولي,‏‎2005‎‏).‏ هذه التحويلات آخذة في التزايد منذ أن كانت 116 مليار ًا في2003 و‎99‎ مليار ًا في 2002. فنحن نتحدث عن ثاني مصدر للتمويل بالنسبة للدولالنامية,‏ بعد الاستثمار المالي المباشر.‏ لم تصل المساعدات الرسمية للتنمية (79مليار دولار)‏ إلا إلى المرتبة الثالثة.‏وكما لاحظنا سابق ًا,‏ في العديد من دول البحر الأبيض المتوسط,‏ فإن الهجرة هياستراتيجية للدولة وللعائلة قبل أن تكون للفرد.‏ تهدف في المقام الأول إلى الحدمن البطالة,‏ وتحسين مستوى المعيشة وآفاق المستقبل,‏ ليس فقط للشخصالمهاجر,‏ ولكن أيض ً ا للعائلة بأكملها.‏ أيض ً ا,‏ فإن للتحويلات المالية عدة وظائف:‏فهي تستخدم لتلبية احتياجات الاستهلاك الفوري وللحماية الاجتماعية للعائلاتالباقية في دول المنشأ,‏ وتستثمر في العقارات,‏ وتكون موضع ً ا لمشاريع تنمية علىالصعيد المحلي أو الإقليمي,‏ بل والقومي.‏إن مفهوم التحويلات المالية كما أشير إليه في دراسة للبنك الإفريقي للتنمية لا يعودفقط على عمليات فردية بسيطة,‏ ولكنه يقابل نظام ًا متكاملا و ديناميكي ًا حيث إنكل عامل في هذا المقام من المهاجر,‏ والمنتفع,‏ والحكومة,‏ والوسطاء الماليين الرسميينوالعاملين غير الرسميين,‏ كل له دافعه واستراتيجياته الخاصة.‏ يشجع الإسهام فيإرسال التحويلات واستخدامها الميل إلى الهجرة.‏ نلاحظ,‏ في إطار العولمة,‏ أن الطابعالأنثوي للهجرة غالب ًا ما يتم تشجيعه وتسهيله من ق ِبل العائلات وحكومات الدولالمصدرة للهجرات,‏ حيث يعرف عن المهاجرات ميلهن لإرسال الأموال . 33 حتى ولو أندخلهن أقل من أجور الرجال,‏ فإن نسبة جيدة من هذا الدخل تخصص كذلك ليسفقط لآبائهن,‏ وأزواجهن,‏ وأطفالهن,‏ ولكن أيض ً ا تلف أعضاء العائلة,‏ في حين أنتحويلات الرجال توجه بشكل عام إلى آبائهم أو لزواجهم.‏هذا وتوضح دراسات عديدة أن هجرة النساء أصبحت استراتيجية عائلية للخروجمن الفقر.‏ وتظهر دراسة Poverty» «Moving out والتي أعدها البنك الدولي في2007, أنه في اتمعات التي تقبل بهجرة النساء,‏ تستفيد العديد من البيوت منالتحويلات,‏ مما يبرهن على أن إدماج النساء في سوق العمل هو أمر جوهري للخروجمن فقر المعيشة.‏ وتؤكد أيض ً ا أنه حتى الأسر الأكثر تقليدية تريد إرسال النساءالشابات للعمل بالخارج,‏ تلك الشابات الآتي كن من المفروض أن يرسلن أموالا ً إلىآبائهن أكثر من الشباب الرجال.‏ولم تكن مبالغ التحويلات التي تقوم بها المهاجرات في منطقة البحر الأبيضالمتوسط متاحة في الغالب,‏ ولم تأخذ إحصاءات التحويلات الموجودة في الاعتبارالتقسيم بحسب الجنس,‏ كما أن البيانات عن الاختلافات في سلوك الذكور والإناثبشأن التحويلات تقريب ًا غير موجودة.‏ وقد أعدت دراسات في آسيا وأمريكا اللاتينيةترسم مع ذلك بعض الطرق للتحليل.‏ وهكذا,‏ تكشف تلك الدراسات التي أجريتفي عام 2000 من ق ِبل معهد الأمم المتحدة الدولي للبحث والتدريب لترقية المرأة‏(انسترو)‏ والمنظمة الدولية للهجرة,‏ على سبيل المثال,‏ أن نساء بنجلادش اللاتييعملن في الشرق الأوسط ترسلن لدولهن أكثر من %72 من ربحهن.‏ تبين دراسة,‏ فيأمريكا اللاتينية,‏ بتاريخ 2001, أن %87 من نساء نيكاراجوا المهاجرات إلى كوستاريكا,‏يرسلن الأموال إلى عائلاتهن مقابل %57 من الرجال.‏وإذا كانت التحويلات المالية مهمة,‏ فإنه يظل من الصعب تحديدها.‏ لا يزال الحجمالفعلي وانتظام تلك التحويلات من ق ِبل المهاجرات إلى دولهن الأصلية معروف ًا كمي ًابشكل بسيط,‏ وذلك بسبب تعدد القنوات التي يرسلن من خلالها,‏ سواء أن كان ذلكعبر دوائر رسمية,‏ أو إعادتها من ق ِبل المهاجرات أنفسهن,‏ أو عبر قنوات غير رسمية.‏تعبر التحويلات المالية عن النجاح الاجتماعي والاقتصادي للمهاجرين والمهاجرات.‏إن امرأة مهاجرة ترسل المال بشكل منتظم أو غير منتظم لعائلتها فإنها تشهدبذلك على نجاح رحيلها وإقامتها في دولة أجنبية.‏ تساعد الصورة الإيجابية عنالهجرة التي تنقلها تلك المرأة غالب ًا على تطوير ثقافة الهجرة لدى النساء الأصغرفي العائلة أو في نفس المنطقة.‏ إن دراسة سعدية الحريري عن المهاجرات المغربياتفي المنطقة الباريسية,‏ وإن كانت على عينة محدودة,‏ تظهر الحرص على تواجدهاهنا وفي أماكن أخرى.‏ الملاحظة الأولى هي أن جميع المهاجرات يقمن بإرسال تحويلاتلدولهن الأصلية.‏ تعتبر التحويلات متواضعة نسبي ًا,‏ فتتفاوت بين 75 و 90 يورو,‏وقد اعترفت بعض النساء أنهن كن يرسلن منها القليل.‏ وهن في الأساس منالنساء اللاتي قدمن في إطار لم الشمل العائلي,‏ واللاتي لا تعملن أو يمارسن عملا ًبدوام جزئي.‏ يبرر كل من غلاء المعيشة,‏ والأسعار المرتفعة للنقل والمسكن,‏ ووجودأطفال في عمر صغير,‏ في بعض الحالات,‏ وبطالة الأزواج,‏ هذه التدفقات الضئيلة.‏ »تقول هذه النساء أنهن يقللن من نفقاتهن لتوفير قدر بسيط من المال.‏ وتأخذ هذهالتحويلات الضئيلة شكل مساعدة للعائلة التي ما زالت في الوطن ». 34 إن هذهالممارسة,‏ الشائعة عند المغربيات,‏ هي ممارسة مشتركة للنساء من المغرب العربيوإفريقيا . 3534 سعدية الحريري,‏ التحويلات المالية والتجارية للنساء المغربيات والتنمية المحلية بالمغرب.‏ في:‏ محمد شارف .M Charefو باتريك جونين 2005) Gonin (Patrick ‏(تحت إشراف):‏ مهاجرون,‏ ومغتربون في التنمية المحلية,‏ دار نشر .sud contactالصفحات – 117 .131 ص .11835 فيرموند ,Vermande, 1994 ص .7433 كارلوتا رامينيز(‏Raminez ,(Carlota مار جارسيا دومينجوز(‏Dominguez (Mar Garcia و جوليا ميجوز ماوريس Julia)Miguez Maorais ).(2005). Crossing borders: remittances, gender and development. INSTRAW. United.Nations international research and training Institute for the advancement of women. 2005


261يوروميد للهجرة 2260 يوروميد للهجرة 21-2 التحويلات الفردية لتحسين مستوى معيشة الأسرةإن أول مساهمة لهذه الأموال التي يحولها المهاجرون هي إذ ًا المشاركة في تحسينمستويات المعيشة للعائلة التي ما زالت في الوطن.‏ ويرى العديد من الكتاب,‏ فيهذا الصدد,‏ أن هذه التحويلات تحد من الفقر وتسمح بالعمل بشكل أفضل فيمواجهة خطر تقلبات الأوضاع الاقتصادية.‏ » تعد الأموال إحدى العناصر المنظمةللأزمة وأيض ً ا إحدى عوامل الحد من الفقر.‏ وبالرغم من إثارة التساؤلات حول قدرة هذاالنظام على الصمود,‏ إلا أن إسهامه في بقاء السكان هو أمر حقيقي.»‏ وقد اتفقتدراسات مختلفة على الاعتراف بأن زيادة بنسبة %10 من التحويلات المالية من ق ِبلالمهاجرين ساهمت في تخفيض نسبة %1.5 من معدل الفقر ‏(البنك الدولي).‏تستخدم نسبة كبيرة من الرواتب التي يحولها المهاجرون في النفقات الجاريةللحياة اليومية.‏ تمثل التحويلات,‏ لبعض مجتمعات دول البحر الأبيض المتوسط,‏المصدر الوحيد للدخل للعائلة.‏ يستخدم المال إذ ًا للاحتياجات الأساسية مثلالطعام,‏ والملبس,‏ والرعاية الصحية والتعليم,‏ وأيض ً ا للسلع الاستهلاكية‏(الغسالة,‏ والتلفزيون,‏ إلخ.)‏ ومختلف المناسبات ‏(حفلات الخطبة,‏ والزواج,‏ وحفلاتالتعميد,‏ والجنازات,‏ والأعياد الدينية,‏ إلخ.).‏ أجرى البنك الإفريقي للتنمية,‏ في عام2007, دراسة عن التحويلات المالية في أربع دول إفريقية,‏ ومنها المغرب.‏ ويتضح أنمعظم هذه المصادر تعود بالنفع على عائلات فقيرة,‏ وبشكل أساسي في المناطقالأكثر بعد ًا,‏ وتسمح لهم بالحصول على السلع والخدمات الهامة.‏ تعود التحويلات,‏في الدول التي شملتها دراسة البنك الأفريقي للتنمية,‏ بالنفع على عائلاتفقيرة والتي تمثل %80 من المنتفعين بتلك التحويلات,‏ وتوجه بشكل أساسي نحوالاستهلاك:‏ الغذاء,‏ والتعليم والرعاية الصحية.‏ تدفع التحويلات المالية من ق ِبلالمهاجرين,‏ على خلاف المساعدات الأجنبية,‏ مباشرة إلى عائلات في المنطق التيغالب ًا ما يصعب الوصول إليها في إطار مساعدات التنمية . 36 ثمة فكرة أوضحها فال(Fall (2003, ص‎13‎‏)‏ والتي تنص على » إن أموال المهاجرين لها أحقية الوصول إلىغايتها,‏ الأمر الذي لا ينطبق غالب ًا على المساعدات الرسمية للتنمية ».وقد أكدت العديد من الدراسات التجريبية 37 على التأثيرات الإيجابية للتحويلاتالمالية على رفاهية الشؤون المنزلية في دول المنشأ,‏ وعلى تنوع مصادر الدخل,‏ وحمايةالعائلات في حالات المحن ‏(المرض,‏ والصدمات الناجمة عن التباطؤ الاقتصادي,‏ أوعنااطر المناخية).‏ لدى المهاجرين والمهاجرات تفضيلات متميزة بشأن نوع النفقاتالتي سيضعون فيها تحويلاتهم.‏ تفضل النساء أن تنفق الأموال اللاتي يحولنها فيمجموعة البنك الإفريقي للتنمية .Groupe, Bad مرجع سابق,‏ ص – 8 9.36 تقرير برنامح الأمم المتحدة الإنمائي PNUD عن التنمية البشرية 2009, تقارير البنك الدولي ‎2005,2007‎؛ تقرير صندوق37 الأمم المتحدة للسكان .FNUAP 2006مجالي صحة وتعليم الأطفال,‏ في حين يميل الرجال إلى أن توجه نحو الاستثمار فيبناء منزل أو في مشاريع أكثر ربح ً ا . 38 تشعر النساء,‏ وذلك طبق ًا للتكوين الاجتماعيللنوع,‏ بأنها أكثر مسؤولية عن تحسين الظروف المعيشية للعائلة في حين يتوجهالرجال أكثر نحو الادخار والاستثمار ‏(رامينيز Raminez وأخرون,‏ 2005) 39 .ومن المسلم به أننا لا نستطيع أن نقلل من اعتبار إسهام التحويلات في تمويلالإنفاقات للاستهلاك,‏ وذلك بسبب أن للاستهلاك قيمة ذاتية جوهرية وآثار ًا طويلةالأمد متماثلة مع الاستثمار,‏ وخاصة ً في اتمعات الفقيرة.‏ يعمل تحسين التغذيةومواقع الاستهلاك الأخرى على زيادة رأس المال البشري بشكل ملحوظ,‏ وبالتاليالإيرادات المستقبلية.‏كذلك,‏ فإن النفقات التعليمية تمثل غالب ًا أولوية للعائلات المستقبلة للتحويلات,‏وذلك لأنها تزيد من آفاق المستقبل لجيل الشباب.‏ نأخذ أكثر أشكال الإنفاق,‏ وخصوص ً االسلع والخدمات كثافة من الأيدي العاملة كإنشاء المساكن,‏ وستستفيد أيض ً ا منالاقتصاد المحلي ويمكن أن يكون لها تأثيرات مضاعفة.‏ ويبدو أن للعائلات التي هاجرمنها أحد أفرادها فرص ً ا أكثر لإرسال أطفالهم إلى المدرسة,‏ وخصوص ً ا الفتيات,‏مستخدمين أموال التحويلات في دفع المصاريف و التكاليف الأخرى.‏ وينتج عن ذلكالحد من عمل الأطفال وحظر إرسال الفتيات الصغيرات للعمل ك«‏ خادمات فيالمنازل».‏ وتؤكد المهاجرات بغرض اقتصادي أن رحيلهن غالب ًا ما كان بدافع تأمين حياةأفضل لأطفالهن,‏ وخصوص ً ا الفتيات منهن,‏ من الحياة اللاتي كن يعشنها,‏ تلكالحياة الفضلى التي لا يمكنهن ضمانها إلا عبر ارتياد أطفالهن للمدارس وتعمقهمفي التعليم.‏ يمتلك أطفال المهاجرين فرص ً ا أكثر لإنهاء تعليمهم,‏ نظر ًا لأن الآفاقالأفضل المرتبطة بالهجرة لها تأثير على المعايير والحوافز الاجتماعية.‏ ومع ذلك,‏فإن ثمن غياب الأمهات يمكن أن يكون فادح ً ا وله تأثير سلبي على التطور النفسيللطفل,‏ كذلك تعليم الفتيات الصغيرات اللاتي يجبرن أحيان ًا على القيام بالأعمالالمنزلية.‏ لا يمكننا,‏ نظر ًا لغياب البيانات,‏ أن نقيم تأثير غياب الأمهات على الحصيلةالتعليمية للطفل ولا على تطوره النفسي والوجداني.‏2-2 التحويلات المستثمرة في اال العقاري وأنشطة الشركاتتخصص أيض ً ا نسبة من أموال المهاجرين في الاستثمارات العقارية ‏(تشييد,‏ وشراءأو تحديث مسكن).‏ وهذا يعني في الواقع للمهاجر قطاع ًا مهم ً ا للاستثمار.‏38 كاتالينا هيريرا ,Catalina Herrera نورا دودويك ,Nora Dudwick ادموندو موريجارا .Edmundo Murrigarra (2008)التحويلات على أساس النوع ورفاهية الأطفال نتائج في المغرب.‏ بتمويل من المفوضية الأوروبية برنامج البنك الدوليللهجرات الدولية من البحر الأبيض المتوسط,‏ واستراتيجيات الحد من الفقر.‏ سبتمبر.‏39 كاتالينا هيريرا ,Catalina Herrera نورا دودويك ,Nora Dudwick ادموندو موريجارا .Edmundo Murrigarra .(2008)مرجع سابق ص 6.


263يوروميد للهجرة 2262 يوروميد للهجرة 2إن ترتيب موضع في حياة المنشأ,‏ يسمح للمهاجر بالمرور دون تصادم من مسافة إلىأخرى ومن حالة إلى أخرى.‏ أصبح المهاجر,‏ في الريف,‏ المستثمر العقاري الرئيسيلأنه واحد من الأشخاص النادرين القادر على امتلاك أرض أو منزل,‏ مع الأخذ فيالاعتبار المستوى المرتفع لأسعار العقار.‏ ويساهم المهاجر,‏ في هذا الإطار,‏ في تحسينوتحديث المسكن,‏ الأمر الذي يولد رغم ذلك ارتفاع ًا في سوق العقار والذي يمكن أنيصبح صعب الدخول للسكان المحليين.‏ العقارات مفيدة بشكل مضاعف:‏ فهيتمثل توظيف ًا آمن ًا,‏ كما تتيح للمال أن ينمو,‏ وخصوص ً ا أن إدارتها تظل سهلة,‏ وغيرمكلفة.‏ تهيئ تلك الاستثمارات,‏ بالنسبة لبعض المهاجرين,‏ عودتهم المرتقبة وتعززتعلقهم بمجتمع نشأتهم.‏تظهر دراسة البنك الإفريقي للتنمية أهمية الموارد اصصة للاستثمار في العقاراتأو في القطاع الإنتاجي.‏ تتفاوت نسبتهم بين 25 و %60 من مجموع التحويلات,‏وذلك حسب اللمحات الاجتماعية الاقتصادية للمرسلين لتلك التحويلات.‏ يخصصالمهاجرون الأكثر تأهيلا ً والأفضل دفع ً ا موارد أكثر في الاستثمار في العقارات أوالأنشطة الإنتاجية الأخرى.‏ وقد بدأت النساء تستثمر في العقارات,‏ على الرغممن أنه لا يمكن حالي ًا ذكر رقم.‏ فمن المحتمل أنه كلما زاد الدخل,‏ كلما شيدت أواشترت النساء مسكن ًا في دول نشأتهن.‏ إن الوضع أسهل بالنسبة للنساءالعازبات عن النساء المتزوجات ولديهن أطفال.‏ ويعد مثال المغرب شديد الأهمية،‏حيث يحث صالون العقارات ‏,سماب ,SMAP والذي ينشط هذا الأمر في بعض دولالاستقبال,‏ عدد ًا من النساء والرجال,‏ والأزواج المهاجرين على الحصول على أملاك فيدولهم الأصلية.‏ يأتي أفراد اتمع من جميع دول الجوار لزيارة سوق شديد الازدهارفي وقت الأزمة.‏ على الرغم من أهميته,‏ فإنه غالب ًا ما تنتقد سمة عدم الإنتاج فيالاستثمارات العقارية,‏ ولم يبق من هذا القطاع أقل من كونه معترف بدوره المحركفي الاقتصاد والمولد للوظائف.‏ يختار المهاجرون أيض ً ا أن يستثمروا جزء ًا بسيط ً ا منأنشطتهم الاقتصادية في مبادرات صغيرة والتي يعهدون بإدارتها إلى العائلة.‏ منهذه النشاطات(المواصلات:‏ سيارات الأجرة,‏ والسيارات,‏ واستيراد الحافلات وقطعالغيار المستعملة,‏ أو أنشطة تجارية)‏ يكون لهم الميزة لإخراج أحد الأقارب أو أحدأفراد العشيرة من البطالة.‏ لا تزال مشاركة المرأة في هذا النوع من الأنشطة غيرمعدودة,‏ وهناك حالات أمكن تحديدها,‏ ولكن لا يمكن تعميمها.‏إن هذا النوع من التحقيق,‏ بالنسبة للمهاجر والمهاجرة,‏ هو وسيلة للرضا الشخصيوللتعبير حتى عن نجاحه الذي يعطيه اسم ًا على أرض نشأته,‏ وصيت ًا في الخارج.‏ يقدمنفسه,‏ على المستوى المالي,‏ كشكل لتوظيف المدخرات,‏ ولكن في امل,‏ يبدو بشكلخاص وسيلة لهيكلة حياة المهاجر فيما بين دول المنشأ ودول الاستقبال . 402-3 التحويلات والاستثماراتوتستخدم الأموال أيض ً ا في مشاريع البنية التحتية الأساسية,‏ كإنشاء قطع منالطرق,‏ والجسور,‏ إنشاء أنظمة المياه الصالحة للشرب,‏ وحفر الآبار,‏ إقامة الخطوطالكهربائية أو التليفونية والأعمال العامة الأخرى,‏ كإنشاء أو ترميم مسجد أومقبرة,‏ أو أيض ً ا إصلاح ملعب لكرة القدم.‏ وفي بعض الأحيان,‏ تكون هذه المشاريعممولة بشكل مشترك في إطار تعاون بين اتمع المدني والمنظمات الدولية . 41 وفيغياب أبحاث تظهر هذه المساهمة المالية,‏ فإنه من المحتمل بشدة أن تكون مساهمةالنساء في هذا النمط من الاستثمار في مرحلة أولية,‏ وذلك بسبب أيض ً ا السمةالجديدة للهجرة الاقتصادية للنساء,‏ وضعف تأهيل النساء ورواتبهن التي بالكادتكفي لتلبية احتياجاتهن واحتياجات عائلاتهن.‏2-4 قنوات التحويلولا نعني هنا إلا الأرقام الرسمية , 42 وهي بلا أدنى شك بعيدة عن الأرقام الحقيقية,‏فمنذ ذلك الحين الذي أصبحت فيه التحويلات في العديد من الدول تتم عبر قنواتغير رسمية , 43 فإنه أصبح من الصعب تقديرها.‏ إلا أن الخبراء يقولون أن قيمتهاسوف تكون بين %40 و %100 من حجم التحويلات الرسمية . 44 وفي بعض الدول,‏وخاصة في إفريقيا جنوب الصحراء,‏ فإن أكثر من نصف التحويلات تتم عبر طرقغير رسمية.‏ وفي الدول المتوسطية,‏ والتي يقدر مغتربيها ب 3.6 مليون شخص فيتسع دول أوروبية من دراستنا,‏ فإن هذه التدفقات هي رأس مال مهم وتمثل أحيان ًا,‏ فيبعض المناطق,‏ المصدر الأساسي للتمويل.‏40 توماس لاكروا Lacroix) ). Thomas منظمات التضامن الدولي النابعة من الهجرة المغربية:‏ الدوافع الدولية للتنميةالمحلية.‏ في محمد شارف Charef) ( .M و باتريك جونين (sld) (Patrick Gonin) .(2005) مغتربون,‏ ومهاجرون في التنميةالمحلية.‏ دار نشر sud contact الصفحات – 191 .205 ص .1941 برنامج الأمم المتحدة الانمائي ,PNUD 2009 ص‎90‎‏.‏42 ويتم إدراج التحويلات الرسمية في الحساب مع بيانات الشركات الكبرى المتخصصة في تحويل الأموال مثل ويسترنيونيون(‏Union (Western أو (MoneyGram) مونيجرام.‏ وتأخذ أيض ً ا في الاعتبار التحويلات التي يتم إجراؤها في البنوكالتجارية,‏ والوكالات البريدية,‏ ومكاتب الصرافة,‏ وشركات تبادل الائتمان,‏ وأحيان ًا حتى عبر الإنترنت.‏43 تتم التحويلات غير الرسمية من ق ِبل الأصدقاء أو المهاجرين أنفسهم أو عن طريق القنوات التقليدية,‏ النظام غيرالرسمي غالب ًا ما يكون الملجأ الوحيد المستخدم.‏44 شانتيل دوسيه Chantale Doucet و لويس فافرو Louis Favreau المغتربون من غرب إفريقيا,‏http://www.uqo.ca/observer وكلاء للتنمية سبتمبر 2006.


265يوروميد للهجرة 2264 يوروميد للهجرة 2مجموع الأموال المحولة في الدول المتوسطية مقدرة بالمليون دولار أمريكي في 2007الدولةمصرالمغربلبنانالأردنالجزائرتونسإسرائيلسورياالأراضي الفلسطينيةالتحويلات7.6566.7305.7693.4342.1201.7161.041824598المصدر.‏ تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي PNUD عن التنمية البشرية 2009. الصفحات – 177 180وقد احتكرت,‏ منذ التسعينيات,‏ تحويلات المهاجرين شركات مثل ويسترن يونيون وموني اكسبرس لسوق مربح منذ أن كانت العمولات المقتطعة ترتفع من 5 و %20.وهكذا تخضع أموال المهاجرين لعملية تمحيص لأنها غالب ًا ما تسلك الطريق غيرالرسمي.‏ فلا يثق عدد من المهاجرين في البنوك,‏ بسبب الأمية,‏ ونقص المعلومات عنالنظام المصرفي,‏ والكميات المتواضعة المدخرة,‏ أو فقط بسبب عادات الاكتناز التي لاتزال حيوية لدى النساء.‏ لا تزال,‏ بحسب البنك الدولي,‏ القناة غير الرسمية مفضلةلدى العديد من الدول الإفريقية,‏ والتي منها المغرب,‏ وأظهرت دراسات مختلفة أنالتحويلات عبر القنوات غير الرسمية يمكن أن تمثل على الأقل نصف المبلغ المقدر ب320 مليون دولار في 2007.ويستخدم عدد كبير من النساء المهاجرات القنوات غير الرسمية لإرسال الأموالإلى دولهن الأصلية بسبب الصعوبات التي يواجهنها في الحصول على خدماتمتوافقة مع احتياجاتهن ‏(عوائق لغوية,‏ وثقافية واجتماعية – ثقافية).‏ وفي إطارالانشغال بتجنب هذه القنوات غير الرسمية والتي لديها سمعة من عدم التوفيرالجيد للخدمات,‏ ومن التعامل بسعر مكلفة للغاية على تلك النساء ذوات الدخولالمتواضعة,‏ فإن هؤلاء النساء يفضلن اللجوء لأحد أفراد العائلة,‏ أو للأصدقاء أوالعودة للوطن,‏ وخاصة المهاجرات الشرعيات في أسبانيا.‏وفي دراسة لسعدية الحريري,‏ ما يقرب من %40 من عينة المغربيات ترسلن أموالهنعبر القنوات الرسمية.‏ وينحدرن جميع ً ا من وسط متحضر وتحويلاتهن غير منتظمة,‏على الرغم من أن %60 منهن لم يلجأن إلى القنوات الرسمية,‏ وأعدن معهن جزء ًاكبير ًا من مدخراتهن.‏ هذا النوع من الادخار يأتي من نشاط مهني في القطاعاتالرسمية وغير الرسمية,‏ ومن جزء من أجر الأطفال الذين يمارسون نشاط ً ا مهني ًاأو من الاقتطاع من ميزانية الأسرة دون علم الزوج.‏ ويبقى,‏ أن جميعهن يعلن َّ أنأزواجهن لم يعلمن بالمبالغ اللاتي قدمنها عند العودة إلى المغرب . 45 ولكن حتىعندما تحول النساء أموالهن عبر طرق رسمية,‏ فإنهن يستعدن جزء ًا من مدخراتهنعندما يعدن إلى دولهن.‏ فلا يستطعن أن يشعرن بأنفسهن مفلسات,‏ أو لا يمكنهنالاستجابة لمساعدة أخ أو لقريب,‏ فيجب أن يظهرن أنفسهن في سعة من المال وكريمات تجاه اتمع.‏وبالتأكيد,‏ مع الأزمة الاقتصادية الجديدة,‏ وارتفاع معدل البطالة والعمالة المحدودةللمهاجرات,‏ فإن المرتبات أصبحت غير كافية أو بالكاد تكفي لتلبية احتياجاتعائلة صغيرة.‏ لا يجرؤ عدد من النساء المهاجرات على العودة لدولهن,‏ وعندما يقررنالبقاء,‏ يظللن لمدة طويلة في انتظار أن يجد الزوج عملا ً أو أن يتعدل الوضع لهن‏(حالات المغربيات المهاجرات في أسبانيا).‏ وهكذا فإنه يجب أن تنخفض تحويلاتالأموال إلى الدول النامية,‏ لتتخطى من 308 مليارات دولار في 2008 إلى 293 ملياردولار في . 46 2009ويمكن لتأثير التحويلات أن يكون له أثر ضار على التنمية الاقتصادية والاجتماعيةللدول,‏ ويمكن لتحويلات الأموال من الخارج,‏ والتي تعتبر كإيراد,‏ أن تثبط الجهد الإنتاجي,‏وتحث أفراد العائلة على عدم العمل وعلى العيش باستقلالية تامة بالمقارنة بالمهاجر.‏إن استمرارية أنشطة اقتصادية أكثر استقلالية عن هذه التحويلات المالية هو أمرغير مؤكد . 47 ومن المعروف أن الأموال التي يرسلها المهاجر تتم بصفة دورية,‏ حيثتبلغ ذروتها بعد عدة سنوات من وصول المهاجر لتقل تدريجي ًا مع إقامته في الدولةالم ُستقب ِ لة له.‏ وتظهر التحويلات,‏ للجيل الثاني والثالث,‏ محدودة أكثر . 48 ومع ذلك,‏وعلى الرغم من جميع ااطر,‏ فقد أعطت أهمية هذه التحويلات مكانة ً متميزةللمغتربين على الساحة الاقتصادية في دول المنشأ,‏ وأصبحت الدعامة التي تستندعليها آمال دول المنشأ.‏ ويعتبر هؤلاء المواطنون هنا وهناك عناصر للتنمية أشعةتوجيه للحداثة.‏سعدية الحريري,‏ 2002, مرجع سابق.‏ الصفحات – 120 121.45 تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي PNUD عن التنمية البشرية 2009, ص 8.46 فيليب فارج ) Fargues ( Philippe اتحاد البحوث التطبيقية عن الهجرة الدولية ,CARIM المعهد الجامعي الأوروبي IUE47 وهارفي لوبرا(‏Bras .(Hervé Leفيليب فارج Fargues) ( Philippe اتحاد البحوث التطبيقية عن الهجرة الدولية CARIM) ), المعهد الجامعي الأوروبي48 (IUE) وهارفي لوبرا(‏Bras ,(Hervé Le مرجع سابق.‏


267يوروميد للهجرة 2266 يوروميد للهجرة 2الفصل الثالث.‏ دور المهجر في تنمية دولةالمنشأالمغتربون هم مجموعات تتقاسم تاريخ ً ا,‏ وثقافة,‏ ودين ًا مشترك ً ا,‏ ولها مجموعةمن المعايير,‏ والقيم والسلوكيات في االات الاقتصادية,‏ والاجتماعية والثقافية.‏ إنالب ُعد التقليدي للمغتربين يتمسك كمعيار أساسي؛ بوجود وجدان مجتمعي قوي.‏وأصبح مفهوم المغتربين,‏ في هذه الأيام,‏ مرادف ل » السكان ذوي الأصول الوطنيةبالخارج ». والمغتربون مع ذلك بعيدون عن أن يكونوا مجتمع ً ا متجانسا ً ومتماسك ً الأنهم ينقسمون إلى مجموعات اجتماعية مختلفة,‏ بحسب المستوى الاجتماعي–‏الاقتصادي,‏ والاجتماعي،‏ والثقافي وحسب الانتماء الإقليمي.‏إن دور الجاليات أو المغتربين في تنمية دول المغادرة في تزايد مستمر,‏ فهم يعدون اليوممحرك ً ا رئيسي ًا في عملية بناء الاقتصاد القومي,‏ والتنمية المستدامة.‏ وقد أثار هذاالب ُعد اهتمام ًا أكثر شمولا ً منذ بداية التسعينيات,‏ الفترة التي اتسمت في الواقعببداية تحول اقتصادي وسياسي,‏ مع محاولات للسيطرة,‏ وإن لم تكن منظمة,‏ علىالصراعات,‏ وخاصة القضية الإسرائيلية – الفلسطينية التي قلبت الأوضاع فيالمنطقة منذ عقود,‏ محدثة تحركات هائلة من هجرة اللاجئين.‏ ويوطد الاهتمامالذي يتم إعطاؤه لتوسع ومشاركة المغتربين عمليات التداخل المتزايدة بين الأرضوالسكان الوطنيين,‏ وأيض ً ا كسر الحدود الجغرافية Basch) وأخرون 1994), دون أنينتج مع ذلك بالضرورة اختفاء الدول كممثلات للسياسة,‏ ولا اختفاء مؤسساتهاكقوى موجهة لمشاركة/لإقصاء المغتربين الذين يحملون مشاريع قومية بديلة . 49وتعد مشاركة النساء في التنمية مشروطة بشكل عام بدخولهن في حيز التنقلاتالمكانية،‏ حيث إن النساء المهاجرات,‏ أو غير المهاجرات,‏ كن محلا ً لرقابة وسيطرة علىمحيط نشاطاتهن,‏ جاءت وفق معايير وقيم مهيمنة على مجتمعات دول جنوبالبحر الأبيض المتوسط.‏ ومع ذلك,‏ فقد سمح كل من,‏ هجرة النساء,‏ وإنشاء وتعددجمعيات النهوض بالمرأة في دول المنشأ,‏ ودول المقصد,‏ على استفادة تلك الأخيرةمن أطر جديدة للنشاط,‏ ومن نشر مبادراتها,‏ والاستثمار في مساحات كانت بالكادقبل ذلك مفتوحة بشكل جزئي بل مغلقة.‏ وتظهر النساء المغتربات منذ ذلك الحينبوجه جديد:‏ أكثر ذكاء ً,‏ وأكثر ديناميكية,‏ يعملن بالقليل من الأدوات ولكن باقتناعوثقة كبيرين.‏49 فرنسواز دو بل-‏ إير(‏Bel-Air .(Françoise De السكان,‏ والأراضي,‏ والمواطنة في مطلع القرن الحادي والعشرين.‏ فيالهجرة والسياسة في الشرق الأوسط.‏ونظر ًا لوقوف تحركات نساء المهجر على مفترق الطرق بين تحركات الهجرة وتحركاتالنساء,‏ ولكونهن فاعلات وشاهدات على التحولات الكبيرة في اتمعات الأوربيةوإشراك نساء دول الاستقبال في الحياة السياسية والمدنية،‏ فقد أعطت هذهالتحركات في المهجر رؤية أكثر وضوح ً ا للنساء الأجنبيات,‏ وصدى أكبر لأنشطتهن.‏كما غيرن أيض ً االتصورات تجاههن,‏ فقد أصبحن من عناصر سلبية,‏ إلى ممثلات فاعلاتفي التنمية.‏ ومع ذلك,‏ تظل أنشطة تلك التحركات خفية غالب ًا ويميل تاريخها إلىالتلاشي,‏ وذلك بسبب تشتت المبادرات المقدمة,‏ والحصول الضعيف على الموارد وقلةالوثائق.‏ إن وجود عمل تاريخي من شأنه أن يعمل على حماية الذكريات,‏ وعلى حفظوتقدير المحفوظات،‏ وعلى إعادة القراءة لتاريخ حركات النساء في الهجرة أصبح أمر ًالا غنى عنه.‏وتكشف دراسة نشأة وتطور هذه التحركات عن مدى انشغال النساء المهاجراتومطالباتهن وتحركاتهن في سبيل تأكيد مكانتهن في دول الاستقبال وتعزيزالروابط مع دول المنشأ,‏ خالقة كذلك ديناميكية تتغير طبق ًا للرهانات,‏ والسياقات,‏وسياسات الهجرة.‏ ويمكن أيض ً ا اعتبار هذه التحركات بأنها ليست فقط تحركاتاجتماعية ولكنها أيض ً ا تحركات سياسية تدفع جيلا ً من المناضلات,‏ وتتيح االللمطالبات بحقوق النساء المهاجرات وإدماجهن في التنمية.‏ وهناك مساراتشخصية,‏ وتعهدات جماعية تؤكد حفظ وصيانة الروابط بين أجيال المهاجرين وبينالمهاجرين وإخوانهم في الوطن في دول المنشأ.‏ وقد أظهرت هذه التحركات,‏ بوقوفهاعلى مفترق المعارك النسائية والنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان,‏ قوة,‏وقدرة المهاجرين والمهاجرات على العمل والابتكار.‏ويعد مثال فرنسا وثيق الصلة بالموضوع,‏ وهو مثال من الممكن أن يعمم في الدولالأوروبية الأخرى،‏ أنشأت المهاجرات من الدول المتوسطية,‏ وبشكل أساسي منالمغرب العربي,‏ فيها عدة أنواع من الجمعيات 50 التي تناضل من أجل حقوق النساء,‏ومن أجل الأشخاص الذين لا يحملون أوراق ًا رسمية،‏ ومن أجل الحق في الحصولعلى عمل,‏ والحق في حرية التنقل.‏ وقد تضاعفت هذه المنظمات من أجل بناء روابطتضامنية بين دول المنشأ ودول الاستقبال,‏ وبين جمعيات المهاجرين والجمعيات المحلية.‏وقد أدى تعدد وتنوع المنظمات النسائية غير الحكومية إلى خلق شبكات نسائيةأو شبكات أورومتوسطية للنساء تساهم فيها المهاجرات بشدة.‏ وقد ركز منتدىنساء البحر الأبيض المتوسط على الإبداع النسائي الأدبي والحرفي,‏ وسمح بتطويرالنسيج الاقتصادي للنساء في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط,‏ وبشكل خاصمن خلال تقدير عمل وإبداع المهاجرات.‏50 ‏«مجموعة النساء الجزائريات algériennes) ,(Groupe femmes تجمع النساء المهاجراتimmigrées) ,(collectif femmes تجمع نساء المغرب العربي Maghreb) ,(collectif des femmes du العيون المفتوحةOuverts) ,(les Yeux والفتيات الخائفات beurs) ,(les nanas إلخ «


269يوروميد للهجرة 2268 يوروميد للهجرة 2ويتيح إنشاء تلك الجمعيات تجميع التحركات والأنشطة,‏ وحشد مختلف المهاراتالضرورية لانطلاق المشاريع الجماعية واسعة المدى بشكل أكبر في اتمع،‏ كماتغرس ديناميكية جديدة في دول الاستقبال.‏ وقد أحصت دراسة ل Daum ‏(عام 2000)720 جمعية للمهاجرين في فرنسا والتي تتعاون مع 32 دولة مختلفة،‏ وهذا فقطتقدير أولي وربما تكون هذه الجمعيات أكبر من ذلك.‏ وقد أقامت النساء المهاجرات,‏في هذه السنوات الأخيرة,‏ أو شاركت في مشاريع جماعية للتنمية كانت لها أثارشديدة الإيجابية على دول المنشأ.‏ إن المغتربين ليسوا فقط مقدمي خدمات بسطاءللعائلات التي خلفوها وراءهم,‏ لقد بدءوا في التحول إلى مؤسسات حقيقيةللتنمية الاقتصادية,‏ وهيئات للنضال من أجل حقوق النساء في الهجرة وللنضالمن أجل المساواة,‏ والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في دول المنشأ.‏إن هدفنا في هذا الفصل هو إلقاء بعض الضوء على تاريخ تحركات النساء المهاجراتفي أوروبا اللاتي ينحدرن من أصول متوسطية,‏ عبر الإجابة عن الأسئلة التالية:‏كيف شاركت النساء المهاجرات في حركة الجمعيات؟ ماذا كان إسهامهن في تنميةدول نشأتهن و ماذا كان إسهامهن لتحسين ظروف المعيشة لأعضاء عائلاتهن,‏ أومناطقهن أو أقاليمهن؟ ماذا كان إسهامهن في التغيير الاجتماعي وبشكل خاصفي » الاستقلال الذاتي»‏ للنساء المهاجرات أو اللواتي ظللن في أوطانهن؟1-3 حركة الجمعيات:‏ النشأة والتطورلا يمكن تحليل نشأة وتطور تحركات النساء المهجرات وكذلك مسيرات النساءاللواتي قدن تلك التحركات،‏ خارج سياقها الاجتماعي والسياسي,‏ وتفاعلاتها معالتحركات الاجتماعية الأخرى . 51ونفرق هنا بين أربعة مراحل كبرى 52 خلال هذه العقود الأخيرة.‏1. فترة السبعينيات,‏ مولد الجمعيات النسائية في الهجرة:‏ تحركات المفكراتالمناضلات.‏2. فترة الثمانييات,‏ ديناميكية جديدة أدخلها الجيل الثاني,‏ المتمثل في الفتياتاللاتي تنحدر أصولهن من الهجرة،‏ في العمل.‏51 كلوديا ليسيليه Lesselier) :(Claudie ” في أصول تحركات النساء للهجرة“.‏ تاريخ ندوة,‏ النوع والهجرات ‏(مارس 2006).http://www.femmes-histoire-immigration.org/claudie52 حددت كلوديا ليسيليه Lesselier) ( Claude في المادة أعلاه ثلاث فترات كبيرة,‏ والتي أعدنا النظر فيها وتفسيرها,‏ وقدأضفنا أيض ً ا فترة رابعة,‏ بداية من عام 2000.3. فترة التسعينيات,‏ تحرك النساء المهاجرات من أجل الدفاع عن حقوقهن في دولالمنشأ والاستقبال.‏4. بداية الألفية الثانية,‏ انطلاق جمعيات من أجل التنمية.‏1. السبعينيات:‏ زمن الرائدات,‏ الجمعيات المناضلةتشكلت في السبعينيات أولى جمعيات النساء الأجانب من أصل متوسطيوخاصة من المغرب.‏ وكانت هذه الجمعيات تضم بشكل أساسي طالبات ومفكراتشابات ومنفيات سياسيات وناشطات يساريات.‏ هذه الحركات,‏ التي تأثرت بالمناخالوطني والدولي وانتشرت في أوروبا وخاصة في فرنسا في إطار معارض ‏(تدعيمحركات التحرر الوطني والاحتجاجات الطلابية وازدهار الحركة النسائية)‏ ومساندةالنضالات السياسية والاجتماعية الحاصلة في بلادهن,‏ هي حركات مناضلة ينصباهتمامها أولا ً على السياسة ثم يأتي بعد ذلك اهتمامها بالنساء المهاجرات.‏ وفي أعقاب أحداث مايو 68, التي كان لها أثر واضح على كل أوروبا,‏ ظهرت أطرافسياسية جديدة وفاعلة على المشهد السياسي وفرضت نفسها في إطار حركي منالاستقلال الذاتي والإداري البعيد عن الإطار السياسي المؤسسي.‏ وبرزت الموضوعات,‏المتعلقة بوضع المهاجرين وصور العنف العنصري وتأنيث الهجرة,‏ في بؤرة الاهتمامالسياسي.‏ كما نظمت اموعات السياسية اليسارية والعديد من الجمعياتالأخرى أنشطة كثيرة للتضامن مع تلك الأطراف.‏كان هذا هو المناخ الذي نشأت في ظله جمعيات العمال المهاجرين و فيه انضمالمهاجرون إلى التنظيمات النقابية كما نشأت أيض ً ا الحركات المعارضة للنظمالسياسية و لنظام الحكم في بلاد المنشأ.‏ وقد كان النضال من أجل الاستقلال,‏ الذيلم يزل حاضر ًا في الأذهان,‏ هو مصدر الإلهام والتحفيز للنساء في نضالهن من أجلالمشاركة الكاملة في الحياة العامة,‏ والتصدي للقوى السياسية التي تنادى بعودةالناشطات إلى بيوتهن وإعطائهن دور ًا ثانوي ًا بعد انتهاء حرب التحرر.ويعد النموذجالأبرز في هذا الشأن هو جمعية النساء الجزائريات(‏‎1981-1977‎‏).‏و من ثم فإننا نلاحظ التسييس الحقيقي للحياة اتمعية اليومية للنساء مندول المغرب العربي حيث أصبحن أكثر استقلالا ً وتعبير ًا عن النفس وبدأن في القيامبأبحاث حول القضايا النسائية كما أصبحن أكثر ارتباط ً ا بقضية تحرير المرأة.‏تؤدى هذه الحركات إلى ظهور النساء كطرف سياسي رافض لهذا اتمع الذكورىوالرأسمالي والمستبد كما أنها تعمل على خلق مجالات جديدة للنضال,‏ وإزالةالفجوة بين حياة المرأة الخاصة والعامة , والتأكيد على أن المرأة هي من تمتلك


271يوروميد للهجرة 2270 يوروميد للهجرة 2جسدها.‏ وكذلك فإن هذه الحركات ترفض أن تكون قضايا التحرر وحقوق النساءمبنية على خلفية كونها نوع من أنواع الصراع الثانوي بين الطبقات.كلود ليسيلييهLesselier) (Claudie (2006). لم يكن الاهتمام بوضع النساء المهاجرات غائب ًا عنبرامج هذه الجمعيات غير أنه أيض ً ا لم يكن له الأولوية.‏ فقد كان اهتمام المسؤولينعن هذه المؤسسات منصب ًا أكثر على قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية وعلى وضعالنساء في بلاد المنشأ وتدور المناقشات والحوارات غالب ًا حول المشاكل التنظيميةواستقلال الحركات وأصوات النساء المستقلة عن الأحزاب وحقوق النساء في البلادوإنهاء وضعهن كأقليات والتلاعب بهن.‏في السبعينيات قامت الأحزاب السياسية اليسارية في بلاد المغرب العربي وخاصةفي دولة المغرب,‏ التي تبنت التعددية الحزبية منذ السنوات الأولى بعد استقلالها,‏بإنشاء أفرع نسائية بداخلها تقوم الناشطات فيها,‏ للمرة الأولى , خاصة من خلالقطاع l’USFP» « 53 , بمناقشة التناقضات الأساسية والثانوية (Althusser) , منتقداتبشدة الهبوط بالنساء إلى درجة أدنى , كما يناضلن من أجل الديمقراطية وكانتالمشاركة في السلطة وتوزيع الثروات هي أولوياتهن,‏ فتنحى القضية النسائيةجانب ًا ولا تطرح إلا بعد حل المشاكل السياسية القومية.‏قام المؤتمر الدولي حول المرأة ‏(المكسيك , يوليو 1975) والمؤتمر العالمي للنساء ‏(برلينالشرقية,‏ أكتوبر 1975) برسم الحدود بين نشاط جمعيات النساء الحكوميةوجمعيات النساء التقدمية.‏ فبينما تعنى الأولى بالصحة الإنجابية وتعليم المرأةوالأنشطة المدرة للدخل فإن الثانية تتجه نحو الاهتمام بالنشاط السياسي والنضالمن أجل التحرر وإرساء دعائم الديمقراطية وأيض ً ا النضال من أجل تحقيق المساواةوالتصدي للنظام الذكورى بشتى أشكاله.‏ وكانت الناشطات من دول المغرب العربي‏,مهاجرات كن أو مقيمات في بلادهن,‏ يستنكرن بشدة تجنيد نساء في بلادهن منق ِبل المنظمات النسائية للحزب الواحد أو الحكومية التي أنشئت في عام 1970 مثلl’UNFAفي 54 الجزائر و l’UNFM في المغرب و l’UNFT في تونس.‏وقد كان لهذه الحركة النسائية دور بارز على النطاق العالمي كما لم ينقصهاالتأثير الدولي مما خلق نوع ًا من التضامن بين النساء في كل أنحاء العالم وأعطىدفعة كبيرة للعديد من المبادرات 55 التي شاركت فيها النساء الأجنبيات المقيماتفي أوروبا وخاصة في فرنسا,‏ ومن هنا جاء إنشاء الشبكات والحركات غير الرسميةالتي تدعم وضع النساء المهاجرات اللاتي يعشن في ‏«حالة من التأرجح بين عالمين53 الاتحاد الاشتراكى للقوات الشعبية (USFP)UNFA 54 ‏=الاتحاد الوطني للمرأة الجزائرية.‏ = UNFM الاتحاد الوطني للمرأة المغربية.‏ = UNFT الاتحاد الوطني للمرأةالتونسية.‏55 ‏.اجتماعات التضامن مع النساء المغربيات,‏ عقب موت سعيدة منبيهى إثر إضرابها عن الطعام في السجن,‏ بالتعاونمع دور النشر التابعة للنساء في عام 1978.والبحث لنفسها عن مكان « كما عبرت عن ذلك ليلى سيبار .Leila Sebbar ويمكنأن تصبح هذه النساء المهاجرات,‏ والأجنبيات,‏ ليس فقط مجرد داعيات للتضامنوإنما أيض ً ا موجهات للرأي وممثلات في الحلقات النقاشية.‏ وتتأثر,‏ بشكل قوى,‏ الحركةالتي تقودها نساء المغرب العربي بالتوجهات السياسية والنسائية في أوروبا وخاصةفي فرنسا حيث ً ن قضية التحرير هي المسيطرة,‏ تحرير الأرض والفرد والثقافة.‏وتعمل اموعات السياسية المهتمة بهذا الشأن مثل جمعية النساء المغربيات(1978-1972) أو مجموعة النساء المغربيات ,GFM) 1982-1979), والتي تتكون منطالبات ‏,وأعضاء في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و من أعضاء أحزاب المعارضة المغربية,,USFP, PPS على مواجهة القمع في المغرب ومن أجل تغيير قانون الأحوال الشخصيةو المطالبة بحقوق النساء كما تشارك في كل أنواع النضال الوطني في العالم العربي.‏وتشارك نساء المغرب العربي بصورة كبيرة في جمعيات العمالة المغربية في فرنسا,‏وتقوم بالنضال المزدوج من أجل حقوق المهاجرين بشكل عام ومن أجل الدفاع عنحقوق المرأة بشكل خاص وتقوم مجموعات النساء المغاربة بنشر الكتيبات والنشراتكما أنها تشارك في التظاهرات بشعارات نسائية مثل تظاهرة 8 مارس و‎1‎ مايو وكماهو الحال في المظاهرة التي قام بتنظيمها مجموعة النساء الجزائريات,‏ محتجين علىاختطاف دليلة ماشينو في الخارج بواسطة أخيها ‏,في 1 يوليو 1978, وكان المطلبالأساسي لهذه المظاهرة هو ‏”احترام الحقوق الأساسية للمرأة الجزائرية“.‏وقد كانت ضرورة تحرر النساء الناشطات,‏ في مناخ من الديمقراطية والمساواة,‏ هيالمطلب الرئيسي لهذه اموعات,‏ فهؤلاء النساء يناضلن خارج بلادهن من أجل تغييروضع المرأة,‏ وبصورة أعم من أجل تغيير الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعيفي بلاد منشأهن والتي يرغبن في العيش بها حيث تعتبر إقامتهن في أوروبا إقامةمؤقتة.‏ ولهذا تواصلت جمعية النساء الجزائريات مع أولى اموعات النسائية التيتشكلت في الجزائر,‏ في هذا الوقت,‏ حتى توحد أنشطتها النضالية,‏ وقامت المغربياتبدراسة وضع النساء في بلادهن والاعتراض على قانون الأحوال الشخصية,والمدونة,‏ومشروع قانون الأسرة . 56 ووفق ًا للقيادات النسائية فإن مسألة الدين أو المرجعيةالدينية لهذه لقوانين لم تطرح بشكل قوى,‏ ومع ذلك فإن بعض النصوص الصادرةعن الجمعيات تنتقد بشدة ظهور وانتشار ظاهرة التشدد الإسلامي.‏ويجدر الإشارة إلى أن النساء اللاتي هاجرن من أجل لم شمل الأسر والمهاجراتلسبب اقتصادي,‏ على الرغم من قلتهن,‏ لم يكن قادرات,‏ في تلك الفترة,‏ على فرضأنفسهن كأطراف سياسية فاعلة وظللن يعملن على هامش نضالات المهجر:‏إضرابات عمالية وحركات في المنازل.‏Le GFM et le GFA constituent une coordination des femmes maghrébines (octobre 1980) puis l’Association 56.des femmes maghrébines « Les Yeux ouverts » début 83


273يوروميد للهجرة 2272 يوروميد للهجرة 2غير أن عدد ًا قليلا ً من النساء يلعبن دور ًا هام ًا في تنظيمات الهجرة وعموم ًا فإن صورة” العامل المهاجر“‏ تميل غالب ًا نحو الذكر أما النساء فكن في أفضل الحالات ‏”زوجات“‏لهؤلاء العمال.‏ فالفروق القانونية والإحصائية بين ‏”عمال“‏ و ‏”أفراد الأسرة“‏ والتي تميلإلى حصر المرأة بالبيت بينما الرجال يخرجون إلى النطاق العام . 57 ومع ذلك فقد كانتالنساء المهاجرات حاضرات بنسبة %40 من السكان الأجانب,‏ وفق ًا للإحصاء الرسميفي عام 1975, أكثرهن من الأسبانيات والإيطاليات أما المهاجرات من دول المغرب العربيفقد جئن في المرتبة الثالثة.‏ وكان التفاوت في نسبة النساء إلى الرجال ملاحظ ً ا فيبعض الجاليات وخاصة جاليات المغرب العربي وتحديد ًا من المغرب وتونس حيث كانت58نسبة الرجال هي ضعف نسبة النساء على مدار أكثر من 25 سنةوإذا كان اهتمام جمعيات النساء في دول المغرب العربي قد انصب,‏ في بداية الأمر,‏ علىالعمل السياسي,‏ والنضال من أجل التنمية والديمقراطية والدفاع عن حقوق المواطنينفي بلاد منشأهن,‏ فإن تلك التي أنشئت عام 1980 يقودها جيل آخر من النساء , بناتالمهاجرات الأوائل,‏ قد كن أكثر جرأة ووعي ًا بوضع النساء المهاجرات بالنظر إلى وضعالسكان الأصليين وطالبن بحقوق أساسية في الصحة والتعليم والعمل2. الثمانينيات:‏ الجيل الصاعد من المهاجرات على المحك:‏ديناميكية جديدة أنشأتها شابات العائلات المهاجرةوقد أظهرت فتيات المهاجرين , المتعلمات في مدارس وكليات دول المهجر,‏ قدرة كبيرةعلى المثابرة من أجل تحقيق النجاح على خلاف آبائهن وعلى الرغم من الضعفالاقتصادي للعائلة فقد أدركن بسرعة قدراتهن والعمل الذي يتوجب عليهن القيامبه وهو,‏ الدفاع عن مصالح وحقوق شباب المهجر وخاصة النساء منهم وبذلك فقداستطاع جيل جديد أن يفرض نفسه,‏ هذا الجيل الواعد الذي يتوق إلى المساواة ويرفضالعنصرية والتمييز ويحارب الإقصاء ويدين الجرائم العنصرية واستخدام العنف منق ِبل الشرطة.‏ وقد دفعهن الإقصاء,‏ في منظمات سكن محدودي الدخل (HLM) وفيالأحياء الشعبية,‏ إلى مضاعفة الجهود والقيام بالمبادرات من أجل الخروج بأسرهنمن العزلة والإقصاء.‏ و في إطار تمثيل متصاعد للمرأة تضاعف عدد الجمعيات المحليةوالجمعيات الفئوية ‏(الفنية والرياضية)‏ والجمعيات الاجتماعية المهنية.‏ وانضمتالشابات إلى الجمعيات العرقية و متعددة الثقافات و الجمعيات المحلية مما سمح لهنبتقديم أنفسهن كصوت حر وجرئ وبإيجاد حالة من التعايش والتضامن بين النساء‏,هذه الحالة التي كانت تشكل جزء ًا من التراث الثقافي للعائلات التي ينتمون إليها,‏57 حول التشريع في تلك الفترة انظر GISTI ‏:الكتاب القانوني الصغير للعمالة المهاجرة , ماسبيرو,‏‎1975‎‏,‏ ,GISTI الهجرةالأسرية,‏‎1)1979‎و‎2‎‏).‏ النساء المهاجرات تتحدث,‏ باريس,هارماتان L’Hrmattan”,1978”58 عام 1975، حيث بلغت نسبة الأنشطة العامة للمرأة في فرنسا %، 30 بواقع % 7.6 بالنسبة للجزائريين،‏ %13.8بالنسبة للمغاربة،‏ %30.8 بالنسبة للبرتغاليين و %21 للماليين..‏ Lesselier.2006. ..Claudieودعم النساء المهاجرات حتى تكون لديهن القدرة على مواكبة المناخ الاجتماعيالعام,‏ أي باختصار النضال من أجل حقوق المرأة وضد عدم الاستقرار بما يسمح للمرأةبأن يكون لها هويتها الثقافية الخاصة وبذلك فقد استطاعت المرأة في الثمانينياتأن يكون لها مكان في الجماعات والحركات النسائية والحركات المناهضة للعنصريةحتى تدافع من خلالها عن حقوق المهاجرات وعلى الرغم من أن هذا الانخراط يضمالصفوة من النساء فإنه يجمع,‏ ولأول مرة,‏ العديد من النساء المهاجرات حولموضوعات جديدة مرتبطة أكثر بالهجرة النسائية.‏وفيما يتعلق بالمناخ السياسي الذي تولدت فيه هذه الديناميكية , فتجدر الإشارةإلى أن حقبة الثمانينيات قد شهدت تغير ًا جذري ًا في السياسة الفرنسية.‏ حيثوصل اليساريون إلى السلطة في عام 1981 مما بعث الأمل وفتح آفاق ًا كبري للعملالسياسي.‏ وألغيت الإجراءات التعسفية ضد الجمعيات الأجنبية وتم توفير المواردالأزمة لهذه الجمعيات من خلال FAS ‏(صندوق العمل الاجتماعي)‏ وأيض ً ا من خلالوزارة حقوق المرأة التي ترأسها ييفت روديRoudy .Yvetteونمت حركة جمعيات نساء المهجر,‏ في إطار هذه المستجدات,‏ من خلال العمل على نشرالأفكار النسائية وضم حركات الشباب من أبناء المهاجرين إلى الحركات الاحتجاجية‏(خطوات نحو المساواة والمعروفة بخطوات بير «Beurs» ناهيك عن إعادة الهيكلةالصناعية الكبرى,‏ والتي أدت إلى إلغاء مئات الآلاف من الوظائف الذكورية التقليدية‏(السيارات,الصلب....),‏ قد قادت المرأة إلى شغل أنواع مختلفة من الأنشطة.‏ و أدتهذه العوامل مجتمعة إلى وضوح الرؤية بشأن تأنيث الهجرة من بلاد المغرب العربي,‏هجرة الإقامة,‏ أصبحت الآن دائمة بل وحتى تامة.‏ واستطاع جيل أبناء المهاجرين ,الشباب والفتيات,‏ أن يفرض نفسه كعنصر سياسي فاعل يحمل إشكاليات جديدةتتعلق بالمواطنة والمساواة والتعددية الثقافية , فهو يريد أن يحصل على مكانه فياتمع الفرنسي.‏ وتأتى في مقدمة الأولويات الموضوعات المتعلقة بالتدريب والتأهيلالمهني والوضع القانوني والإداري والبحث عن مكان في اتمع.و بالإضافة إلى ذلك فقدأسفرت التغيرات الاقتصادية،‏ والتي تتمثل في عدد من اازفات التي تنتقل من أماكنالعمل نحو المدن والحضر،‏ مما يعزز من مشاركة المرأة حيث يعتبر العمل في هذا الإطارهو امتداد لعمل المرأة داخل بيتها ويعكس اهتمامات المرأة الفعلية واليومية.‏في عام 1983, ظهرت حركة ‏”ضد العنصرية ونحو المساواة“‏ وبعض المبادرات الجماعيةالأخرى وقامت الفتيات,‏ مفعمات بالنشاط,‏ بتنظيم هذه الحركات 59 وإدارتها كما في‏”منتدى العدالة“,‏ الذي يعمل على التنديد بالجرائم العنصرية.‏ واستطاعت ليلىصبار Sebar) (Leila ‏,والتي نشرت العديد من الروايات,‏59 جمعية شباب باريس(‏‎1983‎‏)‏ وائتلاف اتحادات شباب جزيرة فرنسا(‏‎1985‎‏)‏


275يوروميد للهجرة 2274 يوروميد للهجرة 2أن ترسم صورة للفتيات الهاربات اللاتي يتعرضن للعنف داخل البيت وفي الشارع,‏صورة لفتيات يتحدثن ويعبرن عن أنفسهن وعن علاقتهن بآبائهن وإخوانهن وعنأمالهن في الحرية ‏”يركز هؤلاء الفتيات على الأبعاد الاجتماعية والأسرية وعنالصعوبات والتطلعات الخاصة وعن صور مقاومتهن ” 60 ‏.وقد قامت فرقة كاهيناالمسرحية,‏ التي تأسست عام 1976 وتضم عدد ًا كبير ًا من النساء,‏ بالعديد منالمسرحيات التي تصور الحياة اليومية للأسر المهاجرة وشكل العلاقة بين الآباء والأبناءوبين الإخوة والأخوات , وحتى يصورن الواقع الذي يعيشنه فقد قامت مجموعاتأخرى من الفتيات بعمل مسرحي يصور المشاكل التي تتعرض لها الفتيات داخلالأسرة واتمع.‏ وكان لأعمال نوال السعداوى في مصر حول التمييز ضد المرأة,‏وأعمال فاطمة ميرنيسي في المغرب حول ‏(الإسلام و الديمقراطية والحداثة)‏ والتيينددن فيها بالصور اتلفة للذكورية في البلاد الإسلامية,‏ عظيم الأثر في تحفيزالفتيات على مواصلة النضال.‏ومنذ هذا الحين بدأ العمل يتضح ويتسع من أجل حصول النساء المهاجرات علىحقوقهن.‏ واستمرت مشاركة النساء في النضال الجماعي من أجل المطالبة بحقوقالمهاجرين من جهة وحقوق المرأة من جهة أخرى كما أدركت الجمعيات النسائيةطبيعة الدور المتنامي للمرأة والمشاكل النوعية التي تنتظرها والتطلعات التيلم تصل إليها بعد . أدى كل هذا إلى ظهور لجان وشبكات نسائية مثل داميس«Cimade» التي قامت بتنظيم لقاء وطني في ‏(يناير 1983) حول النساء المهاجراتفي ستراسبورج.‏ أصبحت هناك إشكاليات جديدة لها أولوية الطرح مثل وضعالنساء المهاجرات في اتمع والمساواة بين المواطنين الفرنسيين والمهاجرين وأيض ً اإشكاليات العنصرية وحقوق المرأة وسبل استقلالها وظهرت أيض ً ا موضوعات لهاعلاقة بشخصية المرأة وطبيعة علاقتها بالأسرة ووضع المرأة في المدينة.‏ وعملتالمرأة على مواجهة جميع أشكال العنف ‏(جمعية الأمهات والأطفال ضحايا الجرائمالعنصرية وجمعية Beurs) (Nanas وجمعية نساء بلا حدود وجمعية النهضة....)‏وظهرت جمعيات أخرى مثل جمعية دعم النساء...والتي تحولت في عام 1983إلى جمعية النساء المهاجرات وتضم هذه الجمعيات النساء المهاجرات من فرنساوأمريكا اللاتينية وإفريقيا.‏ تعاني النساء,‏ اللاتي تسافر بعيد ًا عن إجراءات لم شملالأسرة أو بدون عقد والنساء المطلقات وضحايا البغاء أو النساء التي تضطر إلىمرافقة الأب أو الزوج الذي يتعرض للقمع أو النفي,‏ من صعوبات في الحصول علىصيغة قانونية لإقامتهن.‏ وتقوم الجماعات بحث جمعيات التكافل على الاهتمامبالمشاكل النوعية للمرأة كما تطالب بتسوية أوضاع النساء ووضع قانون يكفلاستقلالهن ‏”الاستقلال عن الأب والزوج“.‏60 ليلى صبار,‏ فاطمة أو الجزائريات في الساحة .1981, ليلى صبار,‏ شهر زاد,‏ 19823. التسعينيات:‏ عملية الاندماج تعطي دفعة أكبر لجمعياتالمهجر حتى تتمكن من تنظيم نفسها والدفاع عن حقوقهافي دول المنشأ ودول المقصد.‏لقد تنوعت أهداف و نطاقات عمل مجموعات وجمعيات النساء,‏ في التسعينيات،‏حيث تركزت على ثلاثة مجالات هي:‏ حقوق النساء المهاجرات المرتبطة باندماجهنفي بلاد المهجر.‏ ومتابعة نضال النساء في دول المنشأ,‏ وتوطيد العلاقات بينالحركات النسائية.‏ ويأخذ مبدأ التضامن قوته وصلابته بشكل خاص مع ‏«الرحيل-‏المنفى « المكثف للجزائريات نحو دول أوروبية أخرى،‏ فارين من أشكال اضطهاداتالإسلاميين المتشددين،‏ ومع حشد نساء المغرب العربي,‏ خاصة المغربيات والجزائريات,‏من أجل قانون للأسرة أكثر إنصاف ًا وغير تمييزي.‏ تتطور هذه الجمعيات وفق ًا لآلياتمختلفة،حيث استقرت في المناطق الحضرية وقامت بالعمل بها عن قرب واغتنمت,‏بقدرة كبيرة,‏ المشاكل الحقيقية واليومية التي تواجهها النساء موضحة الأبعادالاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية.‏ وهناك توجه اجتماعي قوي نحوإنشاء المراكز الاجتماعية،وفصول محو الأمية ومشاريع التوظيف,بواسطة نساءناشطات مهني ًا أو تطوعي ًا في هذه القطاعات.‏ أدي هذا التوجه إلى مبادرات ومشاريعحددتها النساء وتكفلت بها بطريقة،إلى حد ما,‏ ذاتيه.‏ كذلك،بدأت جمعيةالنهضة (Renaissance) 61 في مدينة نانتير (Nanterre) أنشأت الشبكات وجمعتإيفيت رودي Roudy) (Yvette النساء الإفريقيات,‏ خاصة الطبيبات والمحاميات,‏ وذلكمن أجل إنشاء ‏«مجموعة محاربة ختان الإناث ». ‏(.‏GAMS‏)وقد تعددت الأشكالوالنشاطات الاجتماعية حيال النساء المهاجرات وقليلا ً ما تعرضت هذه الأنشطةلإدارة الأسرة التي عملت على إبقاء النساء في أدوار تقليدية.‏ وتبحث هذه اموعاتعن زيادة النشاط في صور متعددة،‏ دون فصل العمل الاجتماعي ‏«تقديم المعلومة،‏المساعدة الإدارية،‏ الاستشارات القانونية « عن العمل الثقافي ‏«ورش عمل،‏ حلقاتنقاش,‏ كتابة،‏ مسرح،‏ سينما،‏ نوادي،‏ رقص « وعن العمل المهني ‏«خلق فرص عمل \مطاعم،‏ صالون حلاقة,‏ خياطة\,‏ تدريب,‏ محو أمية » وعن العمل التشاركي ‏«أعياد،‏وجبات جماعية،‏ أنشطة للأطفال »، انبثقت عن هذه الأنشطة رغبة في أن تكونلديهن قدرة التعبير عن أنفسهن كنساء و تحديد مطالب خاصة واشتراط تنفيذالمؤسسات المعنية لها.‏61 جمعية النهضة(‏Nhda‏)‏ في نانتير(‏Nanterre‏)‏ . تعني كلمة نهضة باللغة الفرنسية ” جهد“‏ , ‏”تجدد“‏ , أنشئت فيعام 1982-1981 , وتميل إلى تأكيد أن الإسلام ليس مرادفا ً للظلامية ‏.وأن الإسلام دين حوار وتعايش وتسامح , وتقدمنفسها كجسر بين اتمع المغربي ومؤسسات دول المهجر , توجهت جمعية النهضة أيض ً ا نحو خلق فرص عمل ,نادية شعبان , ثورة حركات النساء في المهجر في الثمانينيات.‏ مائدة مستديرة 11 مارسhttp://femmes-histoire-immigration.org/liste.2004


277يوروميد للهجرة 2276 يوروميد للهجرة 2تقول نجمة بلحاج Belhaj) 62 (Nedjma إن ناشطات هذه الحركات والجمعيات يعتبرن‏«جسور ًا « تربط الفرد والجماعة وتعمل على التفاعل بين آليات تحرر النساء والتطلعاتالأخرى للتغيير الاجتماعي.‏ وتلقى أبعاد ‏«التضامن،‏ التبادل بين الأشخاص،‏ التدعيمالمتبادل،‏ الإدارة الذاتية « تقدير ًا كبير ًا داخل اموعات النسائية مما سمح بكسرعزلتهن وعمل على إخراجهن من حيز المنزل إلى وسط عام أكثر رحابة ساعدهنعلى إدراك أن المشاكل التي تدعى بالخاصة لكل واحدة منهن هي أجزاء متكاملة منالمشاكل الاجتماعية الجماعية،‏ وبالتالي فإن الجمعية تقدم للمشاركات انفتاح ً ا علىالعالم وعلى ثقافات أخرى،‏ واكتساب مهارات جديدة,‏ فهي أماكن لإضفاء القيمةوالإدراك.‏ فكما تقول,‏ أليما بومادين (Boumadene) Alima ‏«الربط بين التأكيد علىكونهن نساء وكونهن مغربيات،‏ هو رفض لتقاليد مجتمع المنشأ واتمع المحيط63وإدراك للثروة الثقافية الناشئة عن هذه الهوية المتعددة»‏في بداية التسعينيات كانت أولويات هذه اموعات والمبادرات تتركز حول قضايااتمع والحصول على الحقوق والاندماج في دول المهجر و لم يختف ِ كذلك الانشغالبدولة المنشأ أو دولة منشأ الوالدين.‏ ثم تظهر صور جديدة مثل مطالبات الجزائرياتوالمغربيات بقانون أحوال شخصية يكفل مساواة فعلية بين الرجال والنساء.‏ ويظهرتلاقي خطوات هذه النساء المهاجرات قدر ًا من التشابه في اهتماماتهن ونضالهن.‏وتظل هذه النساء والتي تعيش في أوروبا تحت حكم قانون الأحوال الشخصيةلدولة منشأهن.‏ ونجد أن المدونة (Moudawana) ‏،التي تحكم العلاقات في الأسرة,‏تتعارض غالب ًا مع قوانين دول المقصد.‏ الوضع الذي ينتهي بمآس ٍ بشرية تكون النساءضحيتها الأولى.‏ ومع هذا التعارض فلا تستطيع النساء المهاجرات أن تبقى غيرمباليات بوضع المواطنات المقيمات في المغرب,‏ غير أنه لن يتحقق النضال من أجلالمساواة في الحقوق في أوروبا دون أن يكون مرتبط ً ا مع النضال من أجل حقوق النساءفي بلاد المنشأ.‏ ولقد لاقت الأنشطة التي قامت بها جمعيات النساء الجزائرياتوالمغربيات صدى كبير ًا.حيث دفع الإصلاح الجزئي في قانون الأحوال الشخصية،الذيتم في المغرب في عام 1993، كل المحظورات التي كانت قائمة حول مراجعة هذا النص.‏وخضع هذا النص المستمد من وحي ديني لقراءة جديدة بهدف التحديث و ملائمةوضع الأسرة المعاصرة.‏ وقد شرعن الجزائريات الرافضات للقانون الذي يحكم الأسرةفي بلادهن,‏ منذ الثمانينات,‏ في التفكير/المطالبة.‏ ازدادت هذه المطالبة مع وصولالإسلاميين،المعارضين للحداثة,‏ فارضين العودة إلى التقاليد الإسلامية.‏62 نادية شعبان , ظهور حركات النساء في المهجر في الثمانينيات.‏ مائدة مستديرة ‎11‎مارس.2004http://femmes-histoire-immigration.org/liste63 مقابلة صحفية لعليمة تييري بومدين Thiery-Boumedienne.1991)) .Alima الرجال والهجرة , عدد رقم 1141,مارس‎1991‎‏.‏وفي هذا السياق نظمت القافلة المطالبة بالمساواة في الحقوق بين النساء والرجالقبل تعديلات المدونة الأخيرة في الغرب عام 2003. ولقد بدأت هذه القافلة بواسطةالنساء المهاجرات والجمعيات النسائية في المغرب ثم تحركت تدريجي ًا نحو هولنداوبلجيكا وفرنسا وأسبانيا حتى وصلت في النهاية إلى المغرب.‏ أخذت الجزائريات,‏ فيبلادهن,‏ مبادرات مختلفة من أجل المطالبة بقانون للأسرة أكثر مساواة.‏ وفي مارس2003، تأسست ‏«جماعة 20 سنة بركات « «20 سنة تكفي « بمناسبة الاحتفالبمرور 20 عام ًا على قانون الأسرة الجزائري،‏ ونظمت هذه الجماعة حملة استنكار لهذاالقانون التمييزي مطالبة بإلغائه.‏ وكانت هذه المبادرة وصمة عار،‏ وفي يوليو‎2003‎أنشئت جماعة تضامنية في باريس كان هدفها التضامن مع الحملة في الجزائروتدعيمها بأنشطة ضغط،‏ وراهنت هذه الحملة على بلورة قضية النساء الجزائرياتحول مطلبين:‏ إلغاء قانون الأسرة الجزائري و إصدار قانون أكثر إنصاف ًا ; نقض الاتفاقاتالثنائية بين الجزائر وفرنسا والتي تسمح بتطبيق قانون الأسرة في فرنسا.‏ واتخذتالحملة شكل التوعية من أجل حشد أكبر عدد ممكن من اموعات المعنية و إشغالالفضاء الإعلامي . 64استمرت الجمعيات النسائية في الإنشاء والتنوع بمجرد أن تطرأ مشاكل جديدةوتتعدد القضايا.‏ اتخذت النساء والشابات,‏ من الضواحي ومهاجرات,‏ يومي ًا مبادراتضد الإقصاء وصور العنف وكذلك من أجل الحصول على الحقوق.‏ كذلك مالت هذهالنساء إلى إنشاء جمعيات تضامنية تقليدية وضمت معها كل القوى المناضلة فيبلاد المصدر.‏ وتحتفظ هذه الحركات النسائية بنشاط مستمد من علاقتها القويةبواقع الحياة الملموس وبسير النساء على تنوعها،‏ ويظهر هذا النشاط قدرة هذهالحركات على مجابهة الصعوبات وصور عدم المساواة وكذلك صور العنف التيتواجهها النساء.‏ وسوف تستمر أنشطة المهجر في الألفية الثالثة في تعزيز هذاالتوجه مع ظهور وتطور أنشطة جديدة تدور بصفة خاصة حول التنمية في دولالمنشأ.‏4. نساء المهجر المنحدرات من دول البحر الأبيض المتوسط فيأوروبا:‏ إسهام جديد في تطوير دول المنشأ.‏تأخذ مساهمة المهجر في تطوير دول المنشأ أشكالا ً مختلفة ليس أقلها المساهمةفي مشاريع التنمية في دول المنشأ.‏ ولقد لعبت النساء دور ًا هام ًا عن المهاجرينالذكور فهن المحرضات والمعدات والمنفذات.‏ ولا يسمح غياب البيانات حول هذاالموضوع لنا تمييز المشاريع النسائية عن الذكورية أو تحديد المناطق التي فيها المرأةأكثر نشاط ً ا ، تشهد بعض الكتابات بتواجد النساء خاصة النساء اللاتي لديهنMujresمائدة mediterraneas. http//www.mediterraneas.org 64 مستديرة:‏ سبتمبر ) 2005 قرطبة.‏ الأسبانية الأخرى).‏


خبرة ما أو اللاتي لديهن سلطة سياسية ‏(أعضاء الأحزاب سياسية و الوجوه الأكثرشهرة من المهاجرين).‏ غالب ًا أعمال التنمية تكون مختلطة أو تبدأها نساء متوجهةبها إلى أخريات،‏ ومن الممكن أن تضم هذه الأعمال رجالا ً أو أن تكون في شراكة معالمنظمات الذكورية غير الحكومية.‏ فالهدف الرئيسي هو إنجاح مشروع كبير لصالحالعديد من المنتفعين.‏ ويعتبر الوضع السيئ للمرأة،‏ بصفة خاصة في المناطقالريفية والقريبة من الحضر في منطقة دول البحر الأبيض المتوسط,‏ ظاهر ًا جد ًابحيث لا يستطيع أي عمل أن ينحي جانب ًا الب ُعد الهام للنهوض بالمرأة والفتاة.‏كانت تشكل الجمعيات,‏ في أغلب الوقت,‏ بمبادرة من بعض المهاجرين أو المهاجراتالذين جاءوا من مجتمعات راسخة في بلاد المهجر ومرتبطة فيما بينها بشبكاتاجتماعية قوية.‏ وتقوم هذه الجمعيات,‏ بصفة عامة,‏ بأنشطة جماعية تنموية فيأماكن المنشأ،‏ على النطاق المحلي عادة,‏ وانبثقت أيض ً ا اتحادات الجمعيات المهاجرات,‏والتي كان بعضها متعدد القوميات,‏ والجمعيات الأوروبية ‏(كما في حالة فرنساوبلجيكا وهولندا)‏ المشاركة في اتمع نفسه.‏ وتجد جمعيات المهجر نفسهامشتركة في التنمية على مستويات مختلفة.‏ وتتعاون بعض هذه الجمعيات فيحالات الطوارئ عند الكوارث الطبيعية,‏ وبعضها يشارك تحت مسمى الوقايةبإرسال لقاحات أو أدوية أو شراء عربات إسعاف,‏ بينما البعض الآخر يشارك بمنطقطويل الأمد بتنفيذ مشاريع تنموية في االات المدرة للدخل.‏ وتلقي المشاريعذات الطابع الاجتماعي,‏ بصفة خاصة,‏ بترحيب لدى المهجر وخاصة عند النساءمثل المشاريع المرتبطة بالتعليم ومحو الأمية،خاصة للفتيات,وكذلك المتعلقةبالصحة و التجهيزات وإدارة المؤسسات التعليمية وبيوت التعليم الاجتماعيةودور الأيتام.‏ وساهمت المهاجرات كما ساهم المهاجرون،فيما يتعلق بالمشاريع ذاتالطابع الاقتصادي،‏ بدرجات متفاوتة في أنشطة المشاريع المحلية،‏ الخاصة والجماعية،‏والبنوك والأنشطة الحرفية والتعاونيات الإنتاجية وهياكل التمويل الصغير إلخ.‏ هذهالأنشطة المتعددة,‏ التي شرع فيها المهجر في قرى ومدن المنشأ,‏ كانت حافز ًا قاد إلىإنشاء جمعيات جديدة,‏ بواسطة اتمع المحلي,‏ تكفلت بإدارة التنفيذ على الأرض.‏وأقامت هذه الجمعيات مجالات جديدة للقرار وساهمت في ظهور فاعلين اجتماعيينجدد,‏ كما هو حال الشابات والنساء,‏ أصبحوا أعضاء في مجلس القرية الذي فيه لميكن لهم الحق إلا نادر ًا في أخذ المبادرة وقليلا ً جد ًا يصلوا لمواقع مسؤولة.‏نلاحظ,‏ بجانب هذه الجماعات,‏ تعددت جمعيات النساء المغربيات منذ عام 2000غير أن كلا منهما يميل إلى حشد النساء في مجتمعه الخاص،‏ على الرغم من أنالأنشطة المشتركة وبعض المطالب المتشابهة قادرة على توحيد هذه الجمعيات.‏ نمىالوعي القومي في صفوف النساء والحكومات تدعم أنشطتهن من خلال التمويل أوالاندماج في مؤسسات.‏ نشأت جمعيات النساء المغربيات والجزائريات والتونسياتفي كل مكان في أوروبا،‏ وقامت بأنشطة متنوعة تتناسب مع الوضع ومع احتياجاتالمهاجرات في دول المهجر.‏ تميل جمعيات النساء في أسبانيا وإيطاليا إلى تقديمالدعم في مساعدة المهاجرات الأميات،‏ وفي الوضع غير المستقر والنساء بدون وثائق. بينما في فرنسا وبلجيكا بدأت جمعيات التونسيات منذ عام 2001 العمل فيمشروع يهدف إلى التعريف بحركات نساء المهجر وتثمين مساهماتهن وكذلكمكافحة الأحكام المسبقة والمقارنات التي غالب ًا ما تكون هذه المنظمات ضحايا لها.‏فالهدف هو الإسهام في استعادة تاريخ حركات نساء المهجر كعاملات في الحقلالسياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي،‏ كما أنه يتعلق بتثمين عمل يبقى فيالذاكرة والحفاظ على التراث،‏ وفوق ذلك شبكة جيدة للسكان المهاجرين.‏لا تندرج المشاريع التي أنشئت في هذا السياق في منطق السوق،‏ بل هي تعتمدبالأحرى على قيم التعاون والتكافل.‏ ولقد بدأ يظهر منطق جديد وهو منطقالتحول الاجتماعي الذي لا يهدف إلى الربح بل إلى تنمية اتمعات المحلية مثلالحفاظ على تراث مهدد و خلق موارد جديدة وسبل لإعادة التوزيع.‏ ويمتلك المهجربصفة عامة والمهجر النسائي بصفة خاصة ورقة رابحة وهو معرفتهم بواقع بلادالمنشأ ‏(الظروف المحلية,‏ والتحديات,‏ واللغات المحلية,‏ والثقافة,‏ والمؤسسات,‏ والناس،‏إلخ.)‏ وكذلك بواقع بلد المقصد,‏ إذ ًا فهي تستطيع بقوة أن توفق بين المشاريع والواقعوخصوصية الوسط،‏ وتسهل قبولها من ق ِبل الشعب المحلي وإيجاد آلية حقيقيةللتغير الاجتماعي.‏5. الشراكة والتعاون بين جمعيات المهاجرات والسكان الأصلييننستطيع أن نستخلص من هذا العرض السريع بعض المظاهر الهامة لنشاط النساءالمهاجرات واللاتي،‏ على الرغم من الصعوبات المتعددة والمتنوعة ومن مساهمتهنالتي غالب ًا ما يتم تجاهلها ، بقيت موجودة وظلت نضالية تقود من داخل الجمعياتأو الجماعات،‏ المعركة من أجل المساواة في الحقوق و الكرامة والاستقلال.‏ ويجسدالسياق القومي والدولي حياة المهاجرات ويضعها في مواجهة أولويات جديدة.‏وفي هذا الإطار،‏ قررت بعض الهياكل أن تتجمع في جماعة واحدة من أجل توفيرالوسائل اللازمة لتفعيل أنشطة النضال و التضامن مع النساء ضحايا العنفوالمنفيات والنساء ذات وضع غير مستقر واللاتي ليس لديهن وثائق.‏ تعمل هذهالجماعات ومنتديات النساء جميع ً ا,‏ على الصعيد القومي أو المتوسطي،‏ جامعينالنساء من كل مكان،‏ من أجل نفس القضية وهي:‏ إعادة تأهيل قوانين النساء،‏استعادة حق البقاء،‏ الصراع ضد العنف المزدوج.‏ وتناقش هذه الجماعات بانفتاحقضايا الاندماج.‏ كما تمكنت هذه اموعات من تنفيذ آليات جماعية وتوسيع قاعدة279يوروميد للهجرة 2278 يوروميد للهجرة 2


281يوروميد للهجرة 2280 يوروميد للهجرة 2الحوار بين مختلف اتمعات والنضال ضد الأصولية و التفاسير الخاطئة للإسلاموالسلوكيات النمطية ضد النساء المسلمات.‏المشروع،‏ الذي ينسقه المعهد الإسلامي للتعليم عن ب ُعد (IMED) هو مثال واضح،‏يتحقق من خلال تنفيذ شراكة حية(فاعلة)‏ بين الجمعيات النسائية و النقابات والمنظمات غير الحكومية (ONG) للمغرب العربي ‏(الجزائر والمغرب وتونس).‏ فهي تهدفإلى ترقي ‏(تطور)‏ حقوق النساء والتطور الديمقراطي للمجتمع المغربي،‏ من خلال ‏(عنطريق)‏ تعزيز القدرة على العمل(قوة العمل)‏ والنشاط ‏(العمل)‏ وتواصل منظماتاتمع المدني العاملة في هذه االات.‏ ينفذ هذا المشروع أنشطة مختلفة في قلبالنطاقات النسوية في الجزائر والمغرب وتونس،‏ مع مكاتب الاستعلامات،‏ الاستشارات والمساعدات القضائية والنفسية،‏ دروس ً ا وتدريبات حول مواضيع خاصة وأنشطة توعيةحول حقوق النساء.‏ ويهدف المشروع إلى المساهمة في التعرف على النساء كمواطناتكاملات،‏ في إنشاء مجتمع ديمقراطي،‏ معاصر،‏ الذي يكفل الحقوق الرئيسية للنساء،‏تصلب ‏(صعوبة)‏ التشريعات حول الهجرة،‏ في فرنسا كما في أوروبا،‏ تأثر بشدة علىالنساء اللاتي يزداد عددهن أكثر فأكثر في الهروب من بلادهن ‏(ضغط أصولي،‏ حالةالجزائر،‏ نزاعات مسلحة،‏ حالة الدول ااورة لإسرائيل،‏ القوانين غير المنصفة ‏(متكافئة)‏والجنسية،‏ الأسر المتمسكة بالتقاليد،‏ الفقر في العديد من دول البحر الأبيضالمتوسط).‏ كذلك تم إنشاء لجان عمل بين جمعيات ‏(حقوق النساء،‏ حقوق البقاء،‏ ضدالعنف المزدوج)،‏ هاجمة جماعة أخرى القضايا المرتبطة الزواج الإجباري وأنواع أخرى منأنواع العنف 65 ‏(تعدد الزوجات،‏ الختان،‏ الاغتصاب,......)‏ تميل هذه الظاهرة القديمة إلىأخذ أبعاد مقلقة.‏ الضحايا الأول كانوا من النساء من أصل مغربي وتركي وصحراوي .وهناك تجارب أخرى تم تسجيلها في عملية تبادل مع دول الجنوب،‏ تتعلق بتجاربتقودها (FCI)| ‏(نساء ضد الأصولية*)‏ في ليون والتي استوحت من خبرة قافلة الحقفي المساواة l’égalité) (Caravane de المنظمة بمبادرة من المغربيات ‏(مغربيات)،‏والتي تتنقل،‏ كل عام منذ 2001 و مناطق مختلفة من المغرب،‏ تحت رعاية الرابطةالديمقراطية لحقوق النساء ،(LDDF) وقد تجددت هذه التجربة في عام 2006، معجمعيات أخرى،‏ و في مناطق عديدة من فرنسا.‏ جمعية نساء ضد الأصولية تناضلمن أجل احترام مبدأ المساواة في الحقوق والمعاملة بين النساء والرجال،‏ في فرنساوفي المغرب،‏ فهي تستنكر بصفة خاصة تطبيق،‏ من جانبي البحر الأبيض المتوسط،‏قوانين الأحوال الشخصية التمييزية.‏GAMSمجموعة 65 لأجل إلغاء ختان الإناث.‏ اختارت هذه الجماعة أن تتواجد بين تلاميذ المدارس والحكومات من أجل القيامبحملات توعية وقائية وكذلك دعم الضحايا.‏‏*لفظ الأصولية يختلف من ثقافة لأخرى فهناك أصولية مسيحية ‏”التمامية“،‏ وهناك أصولية إسلامية لها أبعادمختلفة.‏ ‏(المترجم).‏إن تطور الحركة الجمعوية النسائية المتوسطية،‏ ولاسيما من خلال الشبكةالأورومتوسطية لحقوق الإنسان ،(REMDH) منهاج اتمع المدني الأورومتوسطي،‏الشبكات الأورومتوسطية الأخرى،‏ ،MEDA-Démocratie يسمح بإعطاء دفعةجديدة لتنمية الوعي النسائي في المنطقة ووضوح ً ا أكبر لصورة تحرك النساء فيالمنطقة.‏ وتحاول هذه الجمعيات التي تم حشدها لتلبية مطالب النساء،‏ وإيجاد حلولعملية لبعض مشاكلهن،‏ أن تتحد حتى تشكل كتلة نقد قادرة على الدفاع عنمصالح وحقوق النساء في المنتديات الإقليمية والدولية.‏هذا وتعد النساء البرلمانيات كذلك نشيطات جد ًا،‏ حيث تكررت بصورة متزايدةاللقاءات بين عضوات البرلمان الأوروبيات وعضوات برلمانات دول الجنوب,‏ مساهماتبذلك في فهم أفضل،‏ ومساعدات في الإعداد لتنفيذ استراتيجية مشتركة تعملعلى إقصاء كل أشكال التمييز حيال النساء.‏ ولقد أنشئت آلية بين جمعيات الجنوبوجمعيات الشمال بغرض تجميع الكفاءات النسائية في المهجر وحثهن على إدراكأهمية التسجيل في حركة مستمرة من أجل النهوض سوي ًا ضد كل موانع المساواةوخاصة ضد الأصولية المتشددة.‏أصبحت جمعيات المهجر,‏ في يومنا هذا,‏ وسطاء لا يمكن تجنبهم في تنميةمجتمعات منشأهم.‏ حيث أظهرت أنها كانت ذات أداء متميز وفعالة ومستمرة،‏ويجب التذكير بأن تمويل المشروعات يأتي من ادخار المهاجرين ودعم الحكوماتوالمنظمات غير الحكومية المحلية.‏ ولقد حددت ورش العمل،‏ التي نظمها مجلسالاتحاد الأوروبي عام 2005-2004 ، 66 أن استمرار تنفيذ المشاريع المتعلقة بجعلالمستفيدين أكثر اعتماد ًا على النفس وقدرة المشاريع على التضاعف,‏ كان أحدعوامل نجاح مبادرات المهاجرين.‏الفصل الرابع تأثير الهجرة على ‏«تمكين»‏ النساءوالتحول الأسرييرتبط تاريخ النساء المهاجرات بالتحرك من المكان واستثمار الحيز الخارجي.‏ وهذهالانتقالات،‏ مهما كانت ظروفها أو مدتها،‏ فإن لها تأثير ًا قوي ًا جد ًا على حياتها الأسريةواتمعية.‏ لاسيما وأن الأماكن المتنوعة والمتعددة،‏ بل والمتناقضة،‏ التي تتحرك فيهالا تلبث أن تتسع بقدر ما تشغل النساء من مكانة في دول الاستقبال.‏66 نظم مجلس الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع المركز الأوروبي للترابط والتضامن العالميين , في عام 2004 و 2005, سلسلةمن ورش العمل كان موضوعها الرئيسي ‏”الهجرات والتنمية المشتركة“.‏ كان الهدف منها تقديم دعم للنموذجالسياسي لس الاتحاد الأوروبي حول الهجرة وخصوص ً ا اشتراط التعاون مع الحكومات , البرلمانيين و السلطات المحليةوالمنظمات غير الحكومية للعديد من دول إفريقيا والتي لديها علاقات وطيدة فيما يتعلق بالهجرة مع أوروبا.‏ سمحتورش العمل هذه بفحص قضايا التعاون وتبادل نماذج التنفيذ المثلى ‏,خاصة في مجال المشروعات الصغيرة ‏,وبصياغةتوصيات ومقترحات.‏


والنساء التي تترك دول جنوب البحر المتوسط النامية اقتصادي ًا،‏ حيث تأثير العاداتمازال راسخ ً ا بشدة وقوي ًا جد ًا،‏ وحيث تسير نهضة النساء بشكل بطيء وتلاقيالعديد من العقبات،‏ تبلغ النساء أوروبا متطورة وحديثة وديمقراطية،‏ حيث لميعد تحرر المرأة من المحظورات أو شعار ًا لكنه حقيقة ملموسة.‏ فالنساء المهاجرات،‏اللاتي يشعرن بالتأكيد بالحيرة،‏ يدخلن إلى عالم جديد وغريب ومعرض للعديد منالتوجسات.‏ومما لا شك فيه أنه عندما تهاجر النساء في إطار جمع شمل الأسرة،‏ فإنهن يواجهناهول،‏ مجهولا ً تدفعه كل يوم لكي تتقدم تدريجي ًا لكنها تهز بالتأكيد أثناء تلكالأنظمة الاجتماعية المفروضة والعلاقات السارية بين الجنسين.‏ فهن يخرجن منحيز المنزل،‏ الذي يظللن مرتبطات به بشكل مباشر،‏ لكي يدخلن إلى اال العامالجذاب جد ًا والمرغوب فيه.‏ وبعيد ًا عن سطوة الأسرة الكبيرة،‏ ليس عليهن أن يقدمنكشف حساب لأحد عن خروجهن أو تنقلاتهن.‏ وبما أن الزوج موجود في عمله طولاليوم،‏ فإنهن لديهن اال لاكتشاف هذا العالم الجديد والذي يبدو لهن عند وصولهنكأنه قاس ٍ وغير م ُرح ِ ب بهن،‏ لكنهن يستوعبنه تدريجي ًا ويفكرن فيه كي يتوافقنمعه بطريقتهن.‏ويتم الاتصال بين المهاجرات من نفس الأسرة أو القبيلة،‏ ليمتد ليشمل الجاراتوالسيدات اللاتي يتحدثن نفس اللغة،‏ حتى ينتهي الأمر بإقامة شبكة بين النساءاللواتي ينضممن للحركة للترابط.‏ وتتطور العلاقات بين النساء المهاجرات بطريقةتدريجية من نواة الأسرة المركزية إلى تكوين مجموعة من الأصدقاء من جنسياتمختلفة،‏ لكنهن يتشاركن في نفس تأثير الب ُعد عن الوطن والغربة في المكان.‏ وتتمإقامة العلاقات مع النساء من سكان البلد الأصليين بعد ذلك.‏وهكذا،‏ تنسج العلاقات القوية بين النساء اللواتي يقمن في نفس العقار أو نفسالحي،‏ ويتأسس نظام من التضامن مما يولد شعور ًا قوي ًا من تملك الحيز.‏ وبعد الحي،‏أول حيز يقمن فيه،‏ تشرع النساء في ارتياد المحلات الكبيرة ودور العبادة والأسواقوالمستشفيات.‏ وتتعدد النزهات وتصبح أماكن الترفيه أماكن لإعادة الاندماج فياتمع.‏ وإجمالا،‏ فإن ارتياد هذه الأماكن لا يقوم إلا بتوسيع نطاق الاتصال حتى وإنكانت هذه الانتقالات تتم لأسباب أسرية واقتصادية.‏ وتكتسب النساء نوع ًا منالاستقلالية 67 سواء ٌ بسبب اتصالاتهن اليومية مع اتمع الم ُستقب ِ ل ‏(إجراءات إدارية،‏أمور إدارية،‏ المدرسة،‏ القيام بالمشتريات،‏ بل والعمل).‏ وبعد فترة من العزلة،‏ يصلنإلى الدخول في شبكات عديدة وتزداد اتساع ًا.‏وفي هذا التحرك تجد النساء أنفسهن في دوامة الحداثة.‏ تقل خشية النساء منسلطة الأزواج الذين يصبحون أكثر تساهلا ً:‏ ولأن الأزواج مشغولون بعملهم فلايستطيعون القيام بعدد كبير من المهام المرتبطة بالرعاية وتعليم الأطفال وإدارةالأسرة بشكل يومي.‏ وبالنسبة لبعض النساء،‏ يصبح دخول مجال العمل ضرورة،‏وهن يشتغلن بالتأكيد في أعمال ثانوية،‏ لكنهن يساهمن في ميزانية الأسرة وفيالحاجات الناشئة وتطلعات الأبناء المتزايدة.‏ المهام المنزلية التي يقمن بها تجعلهنيدخلن بيوت النساء من أهل البلد وهناك يدركن الهوة بينهن وبيننا.‏ فتنظيم المكانونوع الطعام والعلاقات الأسرية تكون كلها على المحك.‏ ويحدث تساؤل داخلي عنالنظام الأسري ويظهر نوع من المرارة:‏ فالسيدات من أهل البلد يتمتعن بمزايا أكثر منالمهاجرات ويلاقين احتراما ً أكثر من أزواجهن وأقل تعرضا لسخرة الأعمال المنزلية . 68وهكذا تنفتح السبل أمام السيدات المهاجرات لكنهن لا يسلكنها مباشرة بسببعدم وجود وسيلة للتواصل.‏ ولأنهن لا يعرفن لغة البلد الذي يستقبلهن،‏ فإننهنينظرن ويفسرن الأمور بطريقتهن.‏ وسعيهن لاكتساب هذه اللغة يكون شاق ًاوصعب ًا،‏ فالبعض منهن يتعلمن في مكان العمل،‏ والبعض الآخر يلجأن لأطفالهنالطلبة والفئة الثالثة يقمن بالتعلم الأولي في الجمعيات.‏واستطاعت جهود المهاجرات الأوليات في تخطي كل التحديات.‏ فلقد كن الأولياتوفخورات بذلك،‏ لقد هاجرن وكن واثقات في البلد الم ُستقب ِ ل لهن،‏ لقد كن مدركاتللاختلاف الثقافي لكنهن بقين واعيات بدورهن ومهامهن في اتمع الجديد.‏ والكثيرمن شباب وشابات المهاجرين من الجيلين الثاني والثالث يدينون بالفضل لأمهاتهم،‏واللاتي في ظل الأمية والتقليدية،‏ خضن معركة صامتة من أجل العيش والتطورفي مكان الإقامة.‏ لقد عانين في بداية تعلم اللغة واعتمدن بشكل خاص على تربيةأبنائهن وكان النهوض ببناتهن هو أكبر أملهن ونجاحهن الخاص.‏وهكذا وبسبب تعقد المواقف التي يقابلها الباحثون في السياق الأوروبي يتحطمالنموذج التقليدي للهجرة المرتكز على صورة المرأة المغربية المسلمة المهاجرة إلى أوروباوتعيش خاضعة ‏«كزوجة للمهاجر»‏ محصورة في ضواحي المدينة وخاضعة وسلبية.‏الجيلان الثاني والثالث للمهاجرات اللاتي يتعلمن في مدارس الدول الم ُستقب ِ لة يدخلنسوق العمل في وظائف راقية بشكل قانوني ويتحركن في البلدان التي يقيمن فيهابكل حرية وثقة.‏ فاللغة تقربهن وتربطهن بأهل البلد ولم يعدن يتسللن في اتمعبل يدخلن فيه بخطى ثابتة.‏ وهكذا فإنهن يشعرن في أول الأمر بمقاومة من اتمعالم ُستقب ِ ل،‏ الذي يتقبلهن بحذر،‏ ويدمجهن على خجل في هياكله بدون أن يستمعإلى شكواهن.‏283يوروميد للهجرة 2282 يوروميد للهجرة 267 بوماما س وسعد سعود (1996)، أسر مغربية من فرنسا،‏ باريس،‏ دار نشر ديسكليه دي برور،‏ ص 82-74.68 عائشة بلعربي،‏ سيرة السيدات المغربيات المهاجرات في بلجيكا،‏ ديسمبر 2004، غير منشور.‏


285يوروميد للهجرة 2284 يوروميد للهجرة 2ويبدو أن الوعي بهذه الحقائق شاق.‏ والوسط الذي قبل آباءهم العاملين بشكلمؤقت لا يبدو أنه مستعد لاستقبالهن بشكل نهائي.‏ ويتم تنظيم حركات اعتراضومطالبة،‏ يطلب شباب وشابات المهاجرين احترام حقوقهم كأبناء المهاجرينويطلبون وضع ً ا ومكانة مهنية واجتماعية ومريحة في الدولة الم ُستقب ِ لة.‏ وبسببمساندة حركات اجتماعية تقدمية أخرى فإنهم يدخلون في تساؤل حول سياساتالاندماج ويرفضون كل أشكال العنصرية والعداء للأجانب الموجه لهم.‏ وتجتهد الدولالأصلية في توجيه هذه الطاقات الصاعدة لصالحها وذلك بتقوية العلاقات مع الجيلالجديد،‏ ويصبح مدخل الهجرة والتنمية دافع ً ا مختلف الأطراف.‏ والمهاجرات الفاعلاتمن هنا وهناك يبدين على أنهن نشيطات في ديناميكية التغير الاجتماعي.‏وبالتأكيد تؤثر الهجرات وتشكل حياة المهاجرات كما أظهرنا في الأجزاء السابقة.‏ويحدد النوع من يهاجر ولماذا وكيف يتم اتخاذ القرار.‏ فالنوع له تأثير قوي علىالعلاقات بين الجنسين سواء بزيادة التباين والأدوار التقليدية أو بوضعها موضعالتساؤل وتحويلها.‏ ولا تنصرف تأثيرات الهجرة على المهاجرين أنفسهم فقط ولكنعلى أسرهم أيضا والمناطق التي أتوا منها وتلك التي يقصدونها.‏وللهجرة تأثيرات متناقضة على النساء المهاجرات،‏ فيمكن أن يكون لها تأثيراتإيجابية جد ًا على معظم النساء لأن مجرد الانتقال من بلد لأخر ومن ثقافة لأخرىيخلق موقف ًا من التثاقف ليست النساء بمنأى منه.‏ وبالإضافة لذلك تعطي الهجرةخبرة في العمل واستقلالا ً اقتصادي ًا يتيح للنساء المزيد من الإمكانات لمحو الأميةوالتدريب،‏ مما من شأنه تحريرهن من الأدوار التقليدية الموكلة لهن.‏ وكنتيجة لذلكيمكن للهجرة أن تمنحهن قدرة أكبر للسيطرة على جسدهن وعلى حياتهن وتنميالمزيد من الثقة في النفس والتقدير مما يشجع تمكينهن . 69 وهي آثار يمكن ملاحظتهاأيض ً ا لدى السيدات اللاتي ييبقين في بلدانهن،‏ وقد هاجر أزواجهن أو أقاربهن أوأعضاء من العشيرة ويجلبون معهم ليس فقط الهدايا والأموال لكن نماذج جديدةوسلوكيات أخرى وتوجهات.‏يمكن أن تحض الهجرة أيض ً ا على الانطواء عند بعض المهاجرات.‏ فيمكن بسبب اندماجغير مكتمل ومستوى تعليم بسيط وحياة مهنية هزيلة أن يشجع المهاجرات علىالانكفاء على ثقافتهن الأصلية أو على ثقافة دينية متمسكة بالتقاليد.‏ ولا نتهمهيكلية جنس المهاجر بشكل تلقائي في عملية الهجرة.‏ بيئات الأنشطة القاصرةبشكل خاص على النساء ‏(الخدمة في المنزل،‏ العمل في المحال الصغيرة،‏ رعايةالمسنين أو الخدمات الجنسية)‏ تجعل النساء تبقى أحيان ًا لفترة طويلة في موقفالخضوع.‏ ومع ذلك،‏ يمكن أن تكون الهجرة فرصة أمام هذه النساء لاكتشاف أماكنجغرافية واجتماعية أخرى وأنظمة قيم أخرى.‏ أيض ً ا يمكن أن تكون هجرة النساءمحررة للبعض وتزيد من تبعية البعض الأخر،‏ وهكذا يمكن أن تغير بدرجات متفاوتةمن العلاقات بين الجنسين في محيط العلاقة بين الزوجين وفي الأسرة واتمع.‏1-4 هجرة النساء من دول البحر الأبيض المتوسط إلىأوروبا:‏ تحرير ونضاللا يمكن العيش في وسط دون أن نتشرب بثقافته،‏ ولا أن نتشارك الحياة مع زوجمهاجر دون أن نتأثر بسلوكياته الجديدة ومواقفه.‏ الكائن البشري الذي يتحرك يجلبالتغير الاجتماعي العميق أو السطحي ويكون أول من يستفيد منه ويكون تأثيرهكبير ًا أيض ً ا على المحيطين به بل وعلى المستوى الوطني.‏ إذا كانت إقامة المهاجرينمن الجنسين،‏ المنحدرين من دول البحر المتوسط،‏ في دول أوروبية تتيح لهم التجديدوالتفكير من جديد في هيئتهم والتصرف في بنية الأسرة،‏ إلا أنهم يبقون وبدرجاتمتفاوتة حسب النوع والمستويات الاجتماعية الاقتصادية الضامنين لتقاليد بلدانهمالأصلية.‏ هم يقفون بين الاثنين،‏ يقبلون الحداثة والتغير عندما يتعلق الأمر بالنموذجالأسري ويلجئون للتقاليد وقيم بلدانهم فيما يخص العلاقات الزوجية وأدوار ومهاممختلف أعضاء الأسرة.‏ ويضع هذا الموقف المتناقض النساء بشكل خاص في وسطالصراعات.‏ فالنساء تربي الأبناء وترعى المنزل ومسؤولات عن الخلل في المنزل وتصرفاتالأطفال خاصة البنات بينما يلومونهن الأبناء على التقليدية وقبولهن وخضوعهنلسلطة الزوج.‏ وفي الهجرة تجد النساء تحررهن ويكتشفن مجموعة من القدراتاهولة ويستخدمن استعداداتهن الكامنة.‏ ولقد كانت السيدات المهاجرات اللاتيبقين في القرية من الاهتمامات الأولى لمن يقومون بأبحاث عن النساء المهاجرات،‏نساء كان يطلق عليهن في إيطاليا في القرن التاسع عشر ‏»«الأرامل البيضاوات ».وفي أعوام السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي،‏ كانت النساء المغربياتوالتونسيات والجزائريات والمصريات في الصدارة.‏ وهذه النساء اللاتي يعشن حياةقلقة،‏ لا يعشن فقط خبرات سلبية لتفكك الأسرة لكن أيض ً ا،‏ نوع ًا ما التأثير المح ُ ر ّرللهجرة من خلال الأزواج.‏ بالتأكيد تستفيد الزوجات وأعضاء أسرة المهاجر من المالالذي يرسله لهم.‏ وتمثل هذه الأموال دخلا ً إضافي ًا،‏ يساهم بشكل كبير في دخلورفاهية الأسرة،‏ وكنتيجة لذلك،‏ إعلاء مكانة المرأة التي أصبحت رب الأسرة الفعليفي غياب الزوج.‏ يمكن للهجرة،‏ خاصة هجرة النساء،‏ أن تقلب معايير وقيم الثقافةالمحلية.‏ وأكثر النتائج المقبولة هي انخفاض نسبة المواليد،‏ تبني مفهوم جديد عنالطفل،‏ طلب دخول سوق العمل واحترام الحقوق الأساسية للنساء وتبني مظاهرخارجية للحداثة.‏69 المنظمة الدولية للهجرات ” “[http://www.iom.int/DOCUMENTS/PUBLICATION/EN/GIC_Factsheetscreen.pdf]5) أغسطس .“2003


287يوروميد للهجرة 2286 يوروميد للهجرة 21-1 الهجرة النسائية كعامل للتحولات الاجتماعيةتميل الهجرة إلى تغيير بنية الأسرة:‏ ننتقل من الأسرة الكبيرة التي ينتمي إليهاالمهاجر والتي كانت تضم الأسلاف والحواشي مع نسبة خصوبة مرتفعة لدى النساءإلى الأسرة الصغيرة التي ليس للأسلاف والحواشي مكان فيها أو لهم مكانصغير.‏يتطور مفهوم جديد للطفل لدى الجاليات المهاجرة،‏ فهو لم يعد هبة من االله يجلبمعه الخيرات لكنه أصبح تكلفة يجب دفعها للعناية به ورعايته ولتعليمه ونزهاته.‏أصبح خروج المرأة للعمل ضرورة ويصبح الراتب الإضافي ضرورة حتى للأسر كبيرةالعدد.‏ تعبر هذه التحولات الكبيرة في بنية الأسرة عن عملية ترسخ السكانالمنحدرين من الهجرة.‏ وتوطيد المرأة المهاجرة في اتمع الرأسمالي يميل إلى تقليلالترابط الأسري والقبلي ويجعل أن أية خدمة تتم يكون لها تكلفة.‏ وهكذا يتم علىسبيل المثال انتقال الأسر المغربية ‏«في « فرنسا إلى أسر مغربية ‏«من»‏ فرنسا 70 معظهور بنية أسرية جديدة تتميز في آن واحد عن النموذج الأسري التقليدي للدولةالأصلية وعن نموذج الدولة المستقبلة.‏ إلا أن ازدياد الفردية والطموحات القوية للنساءفي التغيير والمزيد من الحرية تميل بهذه الأسرة النووية الصغيرة المهاجرة إلى إحداثبعض الخلل في توزيع الأدوار في الأسرة،‏ مما يؤدي لإضعاف الدور التقليدي للرجل،‏ الذييفقد امتيازاته كرب الأسرة الأوحد.‏ فالسيدات في المقابل،‏ خاصة العاملات منهن،‏يكتسبن المزيد من السلطة والقدرة في البيوت.‏ وفي إطار ديناميكية التغيير هذه،‏فإن النساء والأبناء يظلون تحت سلطة الآباء مما يسبب بعض الصدامات ويتطلببعض التفاوض والحلول الوسط وتعديل المواقف في العلاقات بين الزوجين وبينالأجيال.‏ويمثل دخول المهاجرات إلى عالم العمل عاملا ً مهم ً ا في التحول الاجتماعي ووضعالمرأة.‏ فهي تحولت من شخص يعمل في البيت إلى شخص اقتصادي.‏ كان لدخولالنساء المهاجرات في اال الاقتصادي آثار إيجابية على وضعهن ووضع أسرهن.‏وساهم أيض ً ا في تحررهن من الروابط والقيود التي تفرضها الأسرة التقليديةلينضممن إلى نماذج من الحداثة والمساواة.‏ ويعد الراتب هو الوسيلة الأساسيةلاكتساب هذه الاستقلالية.‏ أظهرت الدراسات التي تمت في البلدان الأصلية نفستأثيرات العمل مقابل راتب على تحرر واستقلالية النساء.‏ ولأنهن لم يعدن يعتمدنعلى الزوج ويشاركن بأنفسهن في ميزانية الأسرة وإدارة المنزل واختيار سبل الادخارفإن سلطتهن في اتخاذ القرار تزداد ويتسع حيز تحركهن.‏وبالنسبة لبعض الجاليات مثل المغاربة القادمين من الريف ويعيشون في هولنداوألمانيا،‏ كان عمل النساء المهاجرات بمثابة ثورة حقيقية.‏ ولأنهم كانوا معروفينبتحفظهم وحفاظهم على التقاليد فقد كانوا يرفضون أن تخرج زوجاتهم منالمنزل،‏ لكن عندما يواجه المنزل نقص ً ا كبير ًا في الموارد،‏ كان على الأزواج القيام ببعض70 بوماما س وسعد سعود (1996)، أسر مغربية من فرنسا،‏ باريس،‏ دار نشر ديسكليه دي برور.‏التنازلات ليسمحوا لزوجاتهم بالخروج للعمل . 71 ويزداد هذا الشعور بالاستقلاللدى النساء اللاتي لم تتزوج بعد ويتأكد لدى النساء اللواتي يعملن في المهن الحرةوالمشاريع.‏تعتبر الدراسة التي أجريت على النساء المغربيات المقيمات في فينيتو ذات دلالةكبيرة فإذا كانت معظم النساء اللاتي هاجرن كان في إطار جمع شمل الأسرةفإنها لا تنطبق على أنماط النساء المغربيات اللاتي هاجرن لأوروبا،‏ ويعشن هجرتهنبشكل سلبي ويتعرضن للانقطاع عن الثقافة . 72 ومع ذلك،‏ إذا كان هذا الانقطاعموجود ًا،‏ فإن النساء يسعين لإيجاد أرضية تفاهم ولتفاوض بشأن مكانتهن الجديدةعلى الساحة الاجتماعية للدول الم ُستقبلة والتأقلم على المواقف التي تعرض لهنوالاستفادة منها لصالح أسرهن ويظهرن شجاعة وجلد ًا ومهارة.‏ وتمثل المدرسةلمعظم هذه الزوجات حيز ًا من الحرية.‏ فلم يتح لهن كلهن الدراسة التي تمتد لفتراتطويلة،‏ لاسيما وأن الآباء لم يكونوا يرون فائدة من تعليم الفتيات ويتوقفون عنتعليم الفتيات أول ما يسمح تشريع الدولة الم ُستقبلة بذلك.‏ وعلى العكس منذلك يدفع البعض الآخر من الآباء فتياتهم على القيام بدراسات ويجدون أنفسهمفي نجاح بناتهم.‏يمثل الاندماج في اتمع الم ُستقب ِ ل مزايا ورضاء من الصعب التخلي عنها.‏ ولقداستطاعت فرانسواز جاسبار Françoise Gaspard من خلال استقصاءاتهاأن تلاحظ الحنين للبلد الأصلي والذي يظهر أكثر لدى الرجال عن النساء،‏ ونفسالموقف اتلف يوجد لدى الأطفال.‏ ‏«يؤكد الأولاد الذكور أن بلدهم هو بلد آبائهموأنهم ينوون العودة إليه،‏ بينما الفتيات تؤكد إخلاصهن لأسرهن وثقافة بلدهن إلاأنهن يستبعدن العودة.‏ ربما يعتبر الزواج من الأجانب هو وسيلة النساء المهاجراتللتحرر.‏ في الجاليات المهاجرة من بلدان البحر المتوسط،‏ يحدث الزواج غالب ًا من داخلالقبيلة خاصة بالنسبة للفتيات.‏ الاختيار الأول يكون هو الزواج من شخص قريبمن العائلة أو من القبيلة والاختيار الثاني هو الارتباط من شخص من أهل البلدالأصلية.‏ ويأتي الارتباط بشخص مسلم في المرتبة الثالثة،‏ مع تفضيل الشخصالمغربي قبل العربي.‏ وهناك تسامح أقل مع المسلم الآسيوي بسبب عائق اللغة.‏وحسب الدين ممنوع الزواج من مسيحي ما لم يعتنق الإسلام.‏ 73 تتجه بعض الفتياتللزواج من أجانب،‏ وخاصة زواج الفتيات المغربيات من أجانب وبشكل خاص من غير71 محمد كاشاني Khachani) ،(Mohamed المرأة المغربية المهاجرة في الحيز الاقتصادي للدول المستقبلة،‏ بعض المعالم،‏مرجع النساء والهجرات.‏ مجلة قانونية وسياسية واقتصادية من تصدر من المغرب،‏ عدد خاص.‏ ص 183-161 و‎178‎‏.‏72 شانتال سان-بلانكا Saint-Blancat) (Chantal ‏”المغربيات في إقليم فينيتو“،‏ الهجرات – اتمع،‏ عدد رقم 55، جزء10، ص 115-107، يناير فبراير.‏ تقدم هذه المقالة نتائج بحثين تم إجراؤهما مع السكان المهاجرين في إقليم فينيتو‏(إيطاليا).‏ أحدهما،‏ دراسة كيفية،‏ تتعلق ‏”الاستراتيجيات النسائية في عملية الهجرة“‏ على أساس إجراء مقابلاتمتعمقة مع المغربيات (30 تقريبا).‏ والدراسة الأخرى،‏ كمية،‏ تقوم بتحليل ‏”الأبعاد الدينية والثقافية للإسلام فيفينيتو“‏ عن طريق استبيان آراء 400 مغارية وسنغاليين ‏(منهم % 21.5 سيدات،‏ وخاصة المغربيات).‏73 عائشة بالعربي Belarbi) (Aicha (2004)، سيرة السيدات المهاجرات،‏ مرجع سابق.‏


289يوروميد للهجرة 2288 يوروميد للهجرة 2المسلمين،‏ مما يعد مؤشر ًا يؤكد درجة الاندماج.‏ هذا النوع من الارتباط مرتفع لدىالجزائريات (+113 %) والتونسيات (+88 %) وينخفض لدى المغربيات (+22 %) 74 وهو اتجاهيعبر عن تجديد العادات لدى الجزائريات المنحدرات من الهجرة بينما تبدو المغربياتأكثر تحفظ ً ا ولا يجترئن على مخالفة قانون الآباء.‏ظاهرة أخرى هي المساكنة الحرة لرجل وامرأة خارج إطار الزواج،‏ وهو وضع مازال محدود ًافي الدول الأصلية،‏ لكنه ينتشر في وضع الهجرة سواء لبنات المهاجرين أو المهاجراتلأسباب اقتصادية.‏ وتجد هذه الأخيرات أنفسهن معرضات لعدة مخاطر فيلجئنللم ُساكنة حتى يستطعن اقتسام إيجار السكن،‏ والحياة مع شخص يعرف البلدجيد ًا وللوصول لشبكات جديدة وبصفة خاصة حتى يجدن شخص ً ا للتحدث معهويستمع لهن في الأوقات الصعبة.‏ بعض المهاجرات يتشاركن السكن مع رجال منبلدانهن الأصلية أو مع أجانب وهي ظاهرة تسبب مشاكل كبيرة خاصة على المدىالبعيد،‏ وبشكل خاص عند إنجاب طفل.‏ يعتبر إنجاب طفل في إطار الم ُساكنة غيرشرعي في الدول الإسلامية ومشروع تمام في دول الاتحاد الأوروبي.‏ ووقوع مثل هذا الحدثيمكن أن يسبب رفض للسيدات المهاجرات من ق ِبل جالية البلد الأصلية ومن الأسرة.‏وبالتأكيد في دول الاتحاد الأوروبي،‏ يعتبر العيش مع رفيق أمر طبيعي تمام ًا،‏ فهو أحدأشكال الزواج من بين أشكال أخرى،‏ لا يلزم الشريكين برباط الزواج ويمثل بديلا ً عنمؤسسة الزواج.‏ وحالات الم ُساررة التي تبدو عملية هي محددة في الواقع في حالةالمهاجرات بالمدة اصصة للعمل أو للسكن أو لتسوية الأوضاع.‏ بينما تمثل العزوبيةالطويلة لبعض الفتيات استراتيجية للعزوف عن الزواج التقليدي وللتحرر،‏ بينماتختار بعض الفتيات على العكس خيار الزواج المرتب الذي تقطعه بعد ذلك بالطلاق.‏هذه السيدات لديها انتقاد شديد بخصوص شباب المغرب الذي يحكمن عليه بأنه‏«متحفظ تجاه التغيرات في العلاقات بين الرجال والنساء»ن فهم يتخذون،‏ حسبهذه النساء،‏ مواقف منفصلة تجاه الفرنسيات » فهم يغوونهم على الطريقةالغربية « ومع المغربيات الذين يعاملونهم حسب الطريقة التقليدية،‏ تمثل هذهالسيدات،‏ على العكس من الأجنبيات،‏ زوجات يمكن الزواج بهن حسب مبدأ الزواجمن داخل القبيلة.‏ وبصفة عامة،‏ تحاول هذه النساء التوفيق بين الشرف الجماعيوالسعادة الفردية بأن يبقين مائلات للتوافق مع الآباء مع رفضهن لغياب خيار اختيارالزوج والزواج المبكر.‏ تمثل الدراسة الممتدة لفترة طويلة حجة لرفض الزواج.‏ فهنيطمحن لعلاقة زوجية فعلية مؤسسة على الحب والتفاهم والدعم المتبادل.‏ إلاأنهن يتصورن أن إنجازهن سواء على المستوى الأمومة عنه أكثر منه على مستوىالمهنة وينضممن لطموحات مجمل الفتيات الفرنسيات،‏ حتى وإن كان ‏«نشاطهن74 أندريه ليبان Leban) (André (1993) الهجرة والوجود الأجنبي في فرنسا.‏ بيان عام 1993-1992. ،DPM وزارة الشؤونالاجتماعية والصحة والمدينة.‏ باريس،‏ نوفمبر 44، 1993، مذكور بمعرفة فرانسوا جاسبار،‏ مرجع سابق،‏ ص 32.الإنجابي يزداد تعرضه للضرر لأن الصعوبات الحقيقة والمتعددة التي يلاقينها عندالزواج تعرقل بالمثل فرصهن في الاستقرار الأسري . 75بالنسبة للمهاجرات لأسباب اقتصادية،‏ تختلف الاستراتيجيات حسب حالةالزواج،‏ حتى وإن كان الهدف مشترك.‏ الحصول على عمل وجني المزيد من المال،‏تسعى النساء المتزوجات كثير ًا إلى توفير الحياة والرفاهية ورقي أبنائهن.‏ بالنسبةلمن لم تتزوج،‏ تتطلب الهجرة فيما بعد مشروع الأسرة درجة معينة من التمرنعلى الاستقلالية.‏ تعتبر الهجرة هي الخروج عن شبكات الاعتماد على الوالدينوالمحيط الأسري والحصول على حيز عام أوسع سواء على المستوى المهني أو الترفيهي‏(المقاهي،‏ الحانات،‏ صالت الرقص).‏ ولا تمثل العودة للبلد،‏ بخلاف الرغبة في مقابلةالعائلة،‏ إلا عرقلة لحرية الشخص.‏ بعض الفتيات العزباوات،‏ خاصة تلك التي تمارسأنشطة تدر عائد ًا منخفض ً ا أو متوسط ً ا،‏ قد تتزوج من أجنبي أو تبقى في العزوبية.‏يعتبر الرجال المغاربة متسلطين جد ًا ومتحفظين.‏ الفتيات التي تفكر في الزواجمن أحد أبناء وطنها تجد نفسها أمام مأزق عدم الاستقرار المادي للمهاجر ودورهكرب للأسرة.‏ فالزوج من أبناء وطنها لا يكون إلا عبئ ًا إضافي ًا لأنه لا يستطيع رعايةالمنزل بالإضافة لعبء الأطفال بدون أن ننسى قيود العمل وأن تعتني بمفردها بالمنزلوكذلك المعاملة السيئة التي تلاقيها من الزوج.‏ ‏»«بالنسبة للفتاة المهاجرة العزباء،‏يقتضي الزواج من رجل مغربي تدهور وضعها الاجتماعي والاقتصادي.‏ الخادمة التيتعمل في الداخل تعمل حينئذ ٍ في الخارج،‏ فهي ستعيش في منزل متواضع ولنيكفيها راتبها لإعالة بيت مستقل.‏ فالمال المكتسب لن يمكن اقتصاده أو إرسالهبل سينفق على كيانها.‏ يتبقى في نهاية الأمر أن العزوف عن الزواج هو شيء،‏ لكنالعزوف عن الإنجاب هو شيء أكثر حساسية،‏ خاصة بالنسبة للمرأة التي تعيش فيمجتمع يفضل الأمومة والمرأة الأم ‏(لورا اوزو .(Laura Oso2-1 مناطق مقاومة التغييراتمرجعية العلاقات بين الرجال والنساء المهاجرين أو في دول البحر المتوسط هيالمفهوم الإسلامي عن الزوجين الذي تم ترجمته قانوني ًا في قانون الأحوال الشخصية.‏تنتظم العلاقات الأسرية في إطارات وحيز يضم مناطق اعتماد واستقلال،‏ وتنشأفواصل بين الذكر والأنثى تعتمد على التقسيم الأنثروبولوجي والديني،‏ يمكن أني ُدخل في الواقع تعددية . 7675 كامي لاكوست (1992) Lacoste)، (Camille ياسمينا والأخرون،‏ من نانتير وغيرها،‏ مرجع سابق،‏ ص 211.76 باربارا اوجستن Augustin) (Barbara (1998)، ‏”التمييز بين الرجال والنساء في الجاليات المهاجرة“‏ منشورة فيLacoste،du jardin كامي وفيرول ماري،‏ نساء ورجال من المغرب.‏ حدود الأنواع موضع تساؤل.‏ دراسات اجتماعية وأنثروبولوجية،‏باريس،‏ دار نشر .Publisud


291يوروميد للهجرة 2290 يوروميد للهجرة 2المهاجرون من الرجال والنساء الذين أتوا ليعملو في أوروبا يجدون أنفسهم فيمواجهة نماذج أخرى وفئات أخرى من التمييز،‏ تحددها معايير أخرى.‏ وداخل هذا الإطاريبدأ كل سوء الفهم بين معايير وقيم الدول الأصلية والدول الم ُستقب ِ لة.‏ هيئاتالاستقبال والاندماج في أوروبا التي تنظر لهذه التمييزات على أنها مميزة للنساءالمغربيات.‏ ولمعالجة هذا فإنهم يقومون بأعمال اندماج وتكيف أكثر عدالة وديمقراطيةبشأن النساء.‏ لكن هذه الأعمال تقلب النظام التقليدي وتعرقل تثقيف يميل إلىإجراء تسويات في انتظام وفق النماذج الأوروبية الأصلية،‏ أن ينشأ هناك خلل جديدبين المغاربة من النساء والرجال.‏فمثلا ً التناقض بين قانون إسلامي خاص بالأسرة حيث المرأة لها وضع تابع لوضع الرجلوممارسة قانونية أوروبية،‏ حيث تعد المساواة بين الرجل والمرأة مبدأ أساسي في القانون.‏الاتفاقيات الفرنسية المغربية أو الفرنسية الجزائرية تخضع المهاجرين من البلدين الذينيعيشون في فرنسا إلى القانون الأسري الساري في بلدانهم الأصلية،‏ مما يتعارض مع عمليةالاندماج.‏ في الواقع،‏ تلعب الأسرة مع مختلف مكوناتها دور ًا مرجح ً ا،‏ بينما توجد هوة بينالقانون المغربي والواقع الاجتماعي الفرنسي 77 مما يعرقل هذه العملية من الجذور.‏من جهة أخرى،‏ عمل المرأة الذي يصبح ضرورة للبقاء وتطور الأسرة المهاجرة وعاملتحرر للمرأة لا يجب أن يقلب النظام والتسلسل الهرمي الأسري.‏ تظهر الاستقصاءاتأنه إذا كان النشاط المهني للنساء المهاجرات يمثل ضرورة اقتصادية فهي لا تعيشهذا النشاط المهني دائم ًا على أنه وسيلة للتحرر.‏ العمل،‏ الذي يعتبر كحصول علىالاستقلال مقارنة بمعيار اموعة يصيب البنية والعلاقات الاجتماعية بالاضطراب،‏مما يؤدي إلى إعادة تفسير القيم التقليدية للبلد الأصلي،‏ لكن بدون انقطاع وخاصةبدون أن يضعوا الأسس ذات الطابع الديني موضع تساؤل.‏ فضلا ً عن ذلك فإنهفي العلاقات بين الجنسين،‏ الربط بين العنصر الديني والعنصر الثقافي والعنصرالاجتماعي يظهر تعقده خاصة أن المرأة تلعب دور ًا هام ًا فيه.‏ عند الربط بين العملالأبوي والمعايير الدينية،‏ فإنها تميل إلى إرساء مكانة مركزية في تخليد اموعةالأبوية كما في مجموعة الممارسات والعقائد الدينية.‏لابد أن نقر أن الصورة الجامدة للمعايير والقيم لدول البحر المتوسط تحدث من جديدبشكل عام في الدول الم ُستقبلة،‏ لاسيما وأن الب ُعد والانفصال يخلقان نوع ًا منالحنين لكل ما يتعلق بالأصول.‏ تمثل الشعائر التي تميز المواسم والمناسك العابرةإحدى العلامات الظاهرة لعودة الحياة لتقاليد الدول الأصلية،‏ طريقة لصون وتقويةالأواصر أيض ً ا،‏ لإظهار انتمائه واختلافه مقارنة باتمع الم ُستقبل.‏77 أبواني أ (1995) (.A ،(Abouani المرأة المغربية في فرنسا:‏ العدالة المدنية وعملية الاندماج،‏ رسالة دكتوراه،‏ باريس -8فينسن-سان دنيس.‏تخليد بعض القيم التقليدية المغربية يتم إعادة تفسيره غالب ًا في إطار الهجرة،‏الأعياد المرتبطة بالطقوس العابرة والتي منها الختان والزواج هو أرضية مفضلةلتحليل بقاء الأنظمة التقليدية التي تشد من الأزر خاصة النساء المهاجرات.‏التحليل الخاص بوصف الأجناس البشرية الخاص بالزواج،‏ الذي لاحظ الجانب النسائيبواسطة نوريا بوخوبزا Noria Boukhobza من خلال استبيان آراء تم في مدينة تولوزعلى عدد من المغربيات والجزائريات،‏ يشهد ببقاء القيمة الموجودة للزواج بين مختلفالأجيال من النساء وآليات انتقالها . 78الوصف الخاص بالأجناس البشرية لطقوس الزواج في المهجر يذكر إعادة تنشيطعادات الزواج التي تتجه نحو الاختفاء في المغرب ) على سبيل المثال طقس فضغشاء البكارة)،‏ وأهمية دور السيدات خلال الع ُ رس:‏ البهجة النسائية ‏(دنيويةومبنية على دعابات متعلقة بالفحولة وعلى رقصات ذات دلالة جنسية،‏ تتعارضبشدة مع سلبية العروس)‏ تسود خلال الطقس الديني ‏(قراءة الفاتحة في المسجد)‏الذي يقوم به الرجال وي ُعد من الناحية التقليدية شرعي قبل التقاء الزوجين.‏ فيسياق الهجرة،‏ تعد النساء في قلب العرس حسب تسلسل نسائي خاص:‏ تأكدالسيدات المتزوجات سلطتهن على السيدات الأخريات،‏ خاصة الفتيات،‏ والتي لابدمن أن يحفظن عذريتهن بأي ثمن فهي من شرف الأمهات.‏وبالرغم من كل هذه القيود،‏ وقوى المعارضة هذه التي تديم السيطرة الذكورية،‏ فإنعدد من المهاجرات تشق ببطء لنفسها طريق ًا كي تهرب منها.‏ وضع المهاجرات فياتمع الجديد،‏ والثقافة،‏ وتأثير صورة المرأة الأوروبية ووسائل الإعلام تميل إلى كسرأو إدخال تغييرات على هذه البنية الأسرية لمساعدة المهاجرة على القيام بعملتغييرات جذرية في حياتها اليومية.‏ يرتسم في الأفق تحرر نسائي موزون،‏ ويترجم فيطموح لمزيد من العدالة في الأسرة،‏ تقسيم أكثر عدالة للأدوار وللمسؤوليات،‏ رفضتعدد الزوجات وتهميش أهمية العذرية.‏ وبالرغم من ذلك،‏ فإن الزواج والسلوكياتالنسائية المتوافقة مع وضع الزواج يمثل بالنسبة لمعظم السيدات المهاجرات مكان ًالاكتساب الهوية وإعادة تأكيد لوظيفتهن الاجتماعية ».تعد الهجرة استراتيجية أسرية حقيقة لتحرر النساء،‏ لمن تهاجر وحدها أو في إطارجمع شمل الأسرة.‏ تظل التحويلات المالية 79 أساسية لتغطية مختلف المشروعاتالمرتبطة بالمعيشة وتعليم الأطفال وتحسين المستوى الاجتماعي الاقتصادي للأسرة.‏تصبح السيدات بالفعل رب الأسرة وتقوم بالتحويلات وتقوم بتنفيذ مشروعات78 بوخوبزا نوريا (1997)، ‏”العرس النسائي:‏ انتقال القيم الثقافية النسائية في إطار الهجرة المغربية“،‏ ص 61-53، منشورفي الهجرات اتمعية،‏ جزء 9، رقم 52.79 الاندماج في سوق العمل،‏ حتى لأنشطة ثانوية في حالة العمل في خدمة البيوت يتيح للمهاجرة إمكانيات للادخار،‏بحيث يستطعن الاستفادة من كل المبلغ ‏(الخادمات اللواتي يعشن عند المستخدم)‏ أو من جزء كبير من رواتبهن.‏


293يوروميد للهجرة 2292 يوروميد للهجرة 2التنمية.‏ تعتبر موافقة الزوج مطلوبة لكنها غير ضرورية في حالة ما إذا كان يعرقلمشروعات جماعية.‏في بعض الحالات،‏ يمكن لهجرة الزوج أن تدعم القيم التقليدية الأسرية.‏ وهكذافإن الدخول الإضافية المتوفرة بفضل إرسال أموال تقلل من اضطرار الزوجة للعملخارج المنزل.‏ يمكن أن تعمل هجرة الرجال كقوة محافظة،‏ تدعم ثقافة السلطةالأبوية والأدوار التقليدية التي تؤول للشخص حسب النوع.‏ ينزع هذا الموقف إلىتقوية سلطة الزوج والأب في الأسرة.‏2-4 بنات المهاجرات،‏ الشابات التي أتي بفضلهن التغييربنات المهاجرين المغاربة يجسدن،‏ من بين أمور أخرى،‏ أوجه التنوع الاجتماعي،‏ فهنغير عدوانيات غير مهمشات غير منظمات ولا معتمدات على الغير.‏ يتعرج سبيلهنبين إمكانيتين:‏ الاندماج كتعبير عن الحداثة،‏ الطائفية كتوهم نتج في الغربة.‏ بينالوضوح والغموض،‏ يرسمن الفروق بطرق جديدة،‏ مكونة من الاعتدال والتقييدالطوعي . 80تمثل الاستقصاءات الحديثة التي قام بها كلا من كاميل لاكوست-‏ ديجاردن و نصيرةجنيف سوليماس أول المؤلفات العامة اصصة فقط لبنات المهاجرين المغاربة فيفرنسا.‏ يقوم استيطان المهاجرين من الرجال والنساء بتعديل العلاقات بين الآباءوالأبناء وبشكل أكثر دقة الانتقال بين الأجيال.‏1-2 العلاقات بين الآباء والأبناءلقد وجد أبناء المهاجرين من شمال إفريقيا أنفسهم في وضع خاص.‏ بالرغم منأن العديد قد ولدوا في دول أوروبية أو قضوا فيها الجزء الأكبر من حياتهم،‏ فإنهؤلاء الشباب،‏ حسب ما تظهره السياسية ، Wihtol de Wenden كانوا يلقونمعاملة كمهاجرين عنهم كمواطنين فرنسيين.‏ ‏«مع صدور قانون Bonnet عام1980، كان شبح الإبعاد جزء ًا من الحياة اليومية للسباب،‏ المهددين بإرجاعهم إلىبلد لم يعيشوا فيه ». كان يأس المهاجرين يتزايد،‏ وكانوا يشعرون بأنهم منبوذونوأن هويتهم غير معترف بها.‏ وظهرت بشدة المشاكل المتعلقة بالاندماج.‏ بالتأكيدوصول المغاربة بالتأكيد إلى فرنسا جلب شعب ًا متدين ًا وي ُعلي من سلطة الأب فيأمة ت ُعلي من العلمانية والمساواة.‏ وأيض ً ا كان يجب على أبناء المهاجرين المغاربة أنيحددوا بأنفسهم مكانهم في فرنسا.‏80 نصيرة جنيف سوليماس (2000)، المغاربة المولودون في فرنسا،‏ دار نشر ،Grasset et Fasquelle ص 151.كانت الفتيات المنحدرات من الهجرة يطمحن في المزيد من الحداثة والتحرر منقبضة الأسرة والجماعة فيما بعد،‏ وذلك لأنهن ينتمين إلى ثقافتين مختلفتين،‏ بلمتناقضتين،‏ ثقافة الآباء المتأثرين بطريقة التفكير والناقلة لسلوكيات مستلهمةمن الدين والتقاليد وثقافة البلاد الم ُستقبلة الحديثة والعادلة.‏ تندرج الصراعات بينالآباء والأبناء،‏ سواء ظاهرة أو كامنة،‏ تحت هذا الإطار من العلاقات.‏فيما يخص العلاقات بين الآباء والأبناء،‏ يظهر من خلال استبيان آراء فتيات مغربياتفي فرنسا 81 أن علاقاتهن مع آبائهن يشوبها التوترات،‏ بل والصراعات،‏ مع الأخذ فيالاعتبار للمسافة المضاعفة،‏ مسافة بين الأجيال والتي تفرض الاحترام كما هومنصوص عليه في التقاليد،‏ ومسافة بسبب اختلاف التعليم بين الآباء والأبناء،‏ ممايوجد صعوبات اتصال وتواصل مع الآباء.‏ يمكن أن نضيف أيض ً ا أن العلاقات بين الزوجينوالتي تتسم بفجوة ما،‏ بدون أي أثر لمظاهر عاطفية؛ تبدو على شكل الهيمنة –الخضوع،‏ حتى وإن كان وضع الهجرة يحث على تبني نموذج الحياة الزوجية.‏يمكن لبعض الآباء أن يتمسكوا بالمواقف التقليدية و ‏»مقاومة التجديد « يؤدي بهمإلى مزيد من الابتعاد عن بناتهم،‏ بينما الأمهات تتبنى،‏ حسب ما إذا كن يساندنسلطة الأب أو يعترضن عليها،‏ موقف ًا شديد التحفظ أو متساهلا ً.‏تم أيض ً ا ملاحظة،‏ في معظم المواقف،‏ أن قسوة الآباء على بناتهم تزداد مع بلوغهنسن المراهقة،‏ بسبب الخطر الذي يمكن أن يهدد شرف الأسرة،‏ سواء بفقدان العذريةوالعلاقة الجنسية خارج إطار الزواج وخاصة مع ‏«غير المسلم ». من جهة أخرى،‏ي ُضاف لضغط الأب،‏ ضغط العشيرة،‏ عندما تعيش الشابات في أحياء يتركز فيهاسكان مغاربة؛أيضا يظهر آباؤهن تشدد ًا على خروج الفتيات والأنشطة الخارجية وعلاقات بناتهممع أصدقائهن.‏ وهذه الفتيات يمكنهن بسهولة الحصول على وسائل تسلية مثلالقراءة والتي يمكنهن ممارستها في المنزل،‏ لكنهن نادر ًا ما يحصلن على الإذن بالذهابإلى السينما أو الخروج في المساء.‏ من المستبعد لمعظم الفتيات الذهاب للمقاهيأو الذهاب لحفلات تقيمها صديقات من أهل البلد أو منحدرة من الهجرة،‏ وفضلا ً عنذلك،‏ يجب عليهن الانصياع لما هو ممنوع من مصادقة الذكور.‏كل هذه الأوامر تسبب عدم فهم بين الوالدين خاصة بين الآباء والفتيات وبين الفتياتالمنحدرة من الهجرة وسكان البلد الأصليين؛ فالقسم الأول من الفتيات يكررن كلامآبائهن التي تنقل صورة نمطية للبنت الغربية السهلة وبلا أخلاق.‏ والفتيات المغربيات81 كاميل لاكوست – ديجاردان (1992)، ياسمينة وأخرون،‏ من نانتيير وخارجها،‏ بنات آباء مغاربة في فرنسا،‏ بايس،‏ دار نشرلاديكوفرت،‏ نتائج استبيان تم من عام 1987 إلى 1990، مع 21 امراة شابة،‏ بنات مهاجرين مغاربة في فرنسا،‏ تتراوحأعمارهن ما بين 18 و‎28‎ سنة.‏


295يوروميد للهجرة 2294 يوروميد للهجرة 2التي تفلت من هذا النموذج للفتيات المستند لمعايير وقيم مجموعتهن الاجتماعيةالأصلية يعتبرن كفتيات غربيات قليلات الحياء،‏ بل زنديقات.‏ بينما القسم الثاني منالفتيات ينظرن للمهاجرات على أنهن فتيات تقليديات خائفات.‏وتظل العلاقة مع الجنس الأخر معقدة بالنسبة لهذه الفتيات التي تم تلقينهنالانفصال التام بين الجنسين على مستوى العلاقات وكذلك المكان.‏ بيد أنه إذا كانتهذه الفتيات تضع الزواج التقليدي موضع تساؤل،‏ والذي يتميز بعدم وجود اختيارللزوج،‏ فإنهن يبدين أكثر تعلق ًا في الواقع،‏ بالنسبة لغالبيتهن وبشكل رمزيللبعض منهن،‏ بالحفاظ على العذرية،‏ وهو مبدأ لا يمكنهن مخالفته إلا بصعوبة.‏نشير إلى أن مبدأ الزواج من شخص من نفس الديانة،‏ أي أن المرأة المسلمة لا يمكنهاالزواج من غير المسلم ‏(لم يسلم حسب القرآن)‏ هو تقريب ًا المعيار.‏هذه الوضع الجبري الذي تعيشه الفتيات المنحدرات من الجيل الأول من المهاجرات لميكن من الممكن أن يستمر هكذا.‏ وأثناء حياة الأب،‏ فإن التمرد ضد سطوة الأب تبدوبالتأكيد صعبة بالنسبة لهذه الفتيات،‏ ويوجهن مطالبتهن نحو بلدهن الأصليمطالبات بمزيد من الحرية ومراعاة حقوقهن الأساسية مما دفعهن على المشاركةبشكل كبير في حركة أبناء المغاربة المولودين في فرنسا.‏في عام 1983، بدأت مسيرة في مارسيليا بهدف ‏«المساواة في الحقوق وضدالعنصرية ». من يوم 15 أكتوبر حتى 3 ديسمبر انضم ل ‏«مسيرة أبناء المغاربةالمولودون في الجزائر « مائة ألف من الشباب المنحدرين من المهاجرين المغاربة.‏ وانتهتفي باريس باجتماع مع الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت وهو الرئيس فرانسوا ميتران،‏الذي منحهم بطاقة إقامة مدة عشرة سنوات.‏ وتم النظر لهذه التظاهرة على أنهابداية حركة أبناء المغاربة المولودين في فرنسا في الثمانينيات من القرن الماضي.‏. 83 France-Plus و 82 SOS-Racismeفي ذلك العهد،‏ كانت هناك فئة من السكان منحدرة من الهجرة،‏ تشكلالبورجوازية 84 الناشئة،‏ وهي مجموعة من المهاجرين التي أنهت عملية مسيرة82 تم تأسيس SOS Racisme عام 1984 ورأسها Harlem Désir وكانت تهدف إلى ممناهدة العنصرية وأولى نجاحاتها هيالشعار ‏«لا تلمس صديقي»‏ ومسيرة نحو المساواة باسم » تقاربات 1984».83 تم تأسيس France-Plus عام 1985 ورأسها في ذلك الوقت ،Arezki Dahmani وكانت تهدف إلى إشراك الشبابالمنحدرين في الهجرة في الحياة المدنية،‏ وخاصة الانتخابات.‏84 البورجوازية هي كلمة جديدة تشير إلى النخبة الفرنسية المنحدرة من المهاجرين المغاربة.‏ وتتكون من ‏”مهاجرينوأبنائهم الذين نجحوا في حياتهم المهنية“‏ [1] وبرز المصطلح بفضل الباحثة .Catherine Wihtol de Wendenوالمصطلح هو كلمة جامعة مكونة من كلمة beur وهي منطوقة معكوسة وتشير إلى كلمة arabe” عربي“‏المنطوقة بالعامية وتشير إلى أبناء المهاجرين من شمال إفريقيا المولودين في فرنسا وكلمة .bourgeois المصدرموسوعة .Wikipédiaالاندماج بالانفصال عن الجزء البروليتارية الجديد الجانح،‏ حتى وإن ثارت بسبب اليأسمن عدم استطاعتها الدخول في مثل هذه العملية . 85فضلا ً عن ذلك،‏ أظهرت حركة المغاربة المولودين في فرنسا انضمامها لثقافة البلدالم ُستقبل،‏ وفي هذه الغبطة،‏ عبرت الحركة عن نفسها بمسيرات ومظاهرات ولقاءات... إلخ.‏ تقول السيدات الشابات من هذه اموعة إنها ليست ضحية للعنصرية أوتعرضن لها بشكل محدود جد ًا.‏ يبدوا أنهن قد اكتشفن حل التناقض الذي ينتجعن الإزدواجية الثقافية الموقرة،‏ فالثقافة الفرنسية تعلو غالب ًا على الثقافة المغربية.‏اتفاق بين الآباء وبناتهم على نصف الحقيقة،‏ بالتغاضي عن ‏«نفعل كما لو كان »،الذي يتيح إنقاذ المظاهر،‏ لأن المعنى العميق،‏ اتلف في الحقيقة لكل طرف،‏ يمكن أن86يظل بحسب هذا الاتفاق ظاهر وخفي.‏كانت السيدات المغربيات نشيطة جد ًا في قيادة حركة الشباب هذه.‏ على سبيلالمثال،‏ الجزائريات مثل Djida Tazdït قامت بتأسيس ‏«الشباب العربي من ليونوالضواحي « وTitous kaïssa بدأت إذاعة المهاجرين المولودين بفرنسا.‏ استخدمتسيدات أخريات الحركة لإدخال مبادئ الحركة النسائية في الجمعيات المعنية بحقوقالمرأة المنحدرة من أصل مغربي.‏ البعض الآخر حاول المساندة والدفاع عن النساءالمعرضات للعنف،‏ جمعية تحمل اسم Les Nanas beurs ‏(وتشير إلى الفتيات منأصل مغربي المولدات في فرنسا)‏ تأسست عام 1985 وحددت لنفسها هدف مساعدةالفتيات على حل المشاكل الأسرية،‏ حالات الزواج القهري،‏ التوقف عن الدراسة أوالهرب بعد التعرض لعنف من الأب أو الأخ.‏ قامت مجموعات أخرى بدعم ومعاونةالنساء في الضواحي بتقديم نصائح قانونية،‏ دروس لتعليم القراءة،‏ مساعدة فيعمل الواجبات المدرسية موجهة للشباب الصغير ونزهات ثقافية.‏إن معظم أنشطة هذه الحركة منحدرة من أسر لديها بالفعل دراية دراسية أو ماليةأو نضالية،‏ وأحيان ًا تأتي من أسرة مختلطة،‏ على وعي بمسألة الهجرة والعنصرية،‏وبعض الأسر الأخرى لديها ماض ٍ نضالي في بلادها الأصلية،‏ التي أتت لأوروبا وخاصةفرنسا لمباشرة أو لمواصلة دراستها 87 وبعض الأسر تنحدر من وسط عمالي ساهمتحركة الشباب المهاجرين المولودين في فرنسا في تحسن موقفهم.‏ قام هؤلاء الشبابالفرنسي من أصل مغربي بتعبئة جهوده من خلال المظاهرات وإنشاء جمعياتللمطالبة بحقوقه،‏ وأظهروا رفضهم العلني للظلم الذي عانى منه آباءهم وأرادواأن يكونوا متساويين مع المواطنين الفرنسيين.‏LeveauوWihtol de Wenden، Catherine ،Rémy البورجوازية:‏ العصور الثلاثة للحياة الترابطية المنحدرة من الهجرة.‏85 فرنسا:‏ منشورات المركز الوطني للبحث العلمي،‏ 2001.نفس المرجع،‏ ص 247.86 Wihtol de Wenden وكاترين وريمي لفو،‏ مرجع سابق،‏ ص 138.87


297يوروميد للهجرة 2296 يوروميد للهجرة 2وبعد مرور ربع قرن على ‏«مسيرة الفرنسيين من أصل مغربي ومولودين في فرنسا »،فقد استطاع جيل من أبناء المهاجرين المغاربة الصعود الاجتماعي وأحيانا الصعودالخاطف.‏ بزغت نخبة من الرجال والنساء،‏ بعيد ًا عن الأضواء الإعلامية ومعارضينللعنف العنصري.‏ ويشغل أبناء وأحفاد المهاجرين هؤلاء مكانة مؤثرة في الدولالم ُستقبلة.‏ بالمنافسة أو بالتواطؤ مع النخبة من أبناء الوطن،‏ يتكون شكل أخرمن«الثورة الثقافية « للاعتراف وإدارة الهويات لدى مجتمع متعدد الثقافات.‏وسواء أكانت هذه الطبقة من أصل جزائري أو مغربي أو تونسي فإنها تنطلق.‏وبالرغم من التمييز والعداء المحيط بالإسلام،‏ فلابد أن نلاحظ أن ‏«النموذج الجمهوريللاندماج يعمل ». ومما يلفت النظر:‏في خلال جيل أو جيلين،‏ وصل أبناء العمال إلى الطبقات العليا وشغلوا وظائفهامة في اتمع الفرنسي.‏وسواء أكانوا أطباء،‏ رجال أعمال،‏ معلمين،‏ محامين،‏ مبرمجين،‏ صحفيين أو فنانين،‏كان لابد لهم من مواجهة اتمع للخروج والرقي في السلم الاجتماعي.‏ هذهالطبقة الجديدة لها وزنها وشرعت في التأثير اقتصادي ًا.‏وفي هذا الإطار،‏ فإن الدول المستقبلة تراهن بشدة على الفتيات المنحدرات منالهجرة،‏ فهم يعلقون أملا كبير ًا على قدرتهن على التكيف وجهدهن على الاندماجوتعبئة جهودهن لإدماج آبائهن.‏ فلأنهن في المدارس ومتأثرات بالثقافة الغربية،‏فإنهن ي ُعتبرن ناقل التغير الاجتماعي والوسيط الثقافي القريب.‏ ولأنهن يعشنبين ثقافتين مع طموح متنامي نحو الحداثة،‏ فإنهن يمثلن مجموعة استراتيجيةفي الصراعات ضد الانحراف واستعادة توازن العلاقات بين الأسرة المهاجرة واتمعالم ُستقبل.‏على الجانب أو في الظل بعيد ًا عن صورة الأخ،‏ تظهر الفتاة الأقل تعرض ً ا للإغواءاتومدفوعة برغبتها في الخلاص وبلوغ سبل الاندماج غير المؤكدة أحيان ًا،‏ ومؤيدةبوجهة نظر بديهية ناتجة عن الاعتقاد أنها تحمل أملا ً لا يمكن إنكاره في التحرر . 88فهن أكثر اجتهاد ًا من إخوتهن الذكور ويحققن نتائج دراسية جيدة،‏ ويحملن الرغبةفي النجاح الذي يعشنه كرمز للحصول على الحرية . 89في الواقع،‏ الفتيات المهاجرات،‏ في بحثهن عن الهوية التي تعلي من قيمتهن،‏استطعن إيجاد استراتيجيات التفاوض لكي يتميزن عن أمهاتهن،‏ بدون أن ينكرن88 نصيرة جنيف – سوليماس،‏ الفتيات المولدات من مهاجرين في فرنسا،‏ مرجع سابق،‏ ص 23.89 ندوة عن اندماج الفتيات المنحدرات من الهجرة المغربية.‏ في مجلس النواب في شهر نوفمبر 1988. مذكورة بمعرفةHouria ALAMI Machichi في ‏”النساء المغربيات المهاجرات في فرنسا“‏ (1996) في الة القانونية ‏”النساء والهجرة“‏ص - 35 42 و ص .37ثقافتهن الأصلية بالجملة ويحاولن التغلغل في الحداثة،‏ بدون أن يحطمن النظامالأسري،‏ وأن يصنعن نظام حياة هجينية تشهد من جهة بانتمائهن في أوروباوتبرهن من جهة أخرى على ‏»«اندماجهن بدون تمثلهن « 90 .تقر العديد من الدراسات أن النساء في الهجرة يخضعن لتمييز عرقي أقل منالرجال،‏ فهن يظهرن أقل على الساحة العامة كي يعكرن صفو النظام القائموي ُنظر إليهن على أنهن قائمات باندماج هادئ ‏(نصيرة جنيف سولمياس،‏ ص 87).ولأنهن يعشن تحت رقابة الآباء ورقابة اتمع الذكوري،‏ فهن يحاولن بإرادة وقوةالتأقلم مع اتمع الجديد بدون إرباك النظام القائم،‏ فهن يبدين أكثر هدوء ًا ويسعينأكثر للنجاح في دراستهن والحصول على نهضة اجتماعية عن ‏«الخوض في معاركفي الحي كما يفعل إخوتهن ».وهكذا يحدث تمييز يكون أحيان ًا واضح ً ا بين صورة الإخوة والأخوات في الأسرة،‏ وبينالشباب والشابات في اتمع.‏ فالشباب يبدو في دور مثير القلق،‏ فموضوعات الجنوحوالعنف في الضواحي تعمل على تصنيفهم في خانة الأشخاص المضرين فيالضواحي،‏ بينما تبدو الفتيات كعوامل تحفيز بعيد ًا عن أي شك.‏ بيد أن هذه الصورةالثنائية للعلاقات بين الجنسين من المهاجرين المغاربة هي قاصرة جد ًا،‏ فهي تعكسعلاقات صراعات،‏ الإخوة الذين يتحكمون في الشقيقات،‏ والشقيقات اللواتي يهدئنويدافعن عن إخوتهن بينما المواقف متعددة وأكثر تعقيد ًا.‏لكن هذه الفتيات اتهدة والموصوفة بالهدوء هي التي سوف تظهر على الساحةالعامة خاصة الفرنسية لكي تتصدر الصحف وتغزو الخطاب السياسي وتثريالنقاشات في الشارع هناك في الثمانينيات من القرن العشرين.‏ وبمطالبتهنبحقوقهن في الاختلاف واحترام الاختلاف قمن هكذا بتعكير صفو النظام الجمهوريحتى على مستوى المؤسسة المدرسية،‏ والتي تعد ضامنة للجمهورية . 91 الجدلالكبير الذي أحاط بمسألة الحجاب في المدرسة في فرنسا وبعد ذلك في دول أوروبيةأخرى ساهم في جعل هذه الفتيات المسلمات أكثر ظهورا.‏ وهكذا كانت مسألةالاندماج عن طريق المدرسة موضع تساؤل.‏ وفضلا ً عن ذلك،‏ في عامي 1989 و 1994،مطالبة الفتيات المغربيات في مدارس المرحلة الإعدادية والثانوية بارتداء الحجابتسبب في نقاش عام وسياسي حاد جد ًا في فرنسا والذي وصل حتى إلى مجلسالدولة.‏تعبير استخدمته فرانسواز جاسبار وأنيت جولدبرج ساليناس في مرجع النساء والهجرة،‏ مرجع سابق،‏ ص 60-43.90 ،Rabah Aït-Hamadouche ‏”البورجوازية“‏ من أصل مغربي،‏ أو بدايات اندماج بخطوة قهرية،‏ مجلة الرجال والهجرة،‏91 العدد – 1244 يوليو – أغسطس ،2003 ص .53-47


299يوروميد للهجرة 2298 يوروميد للهجرة 23-4 النساء المهاجرات والممارسات الدينية:‏ الجانب الدينيفي إنقاذ هوية مفقودةسببت مسألة الحجاب جدل قومي فرنسي،‏ وبعد ذلك جدل أوروبي،‏ وأتاح طرح سؤالهام تم تجنبه لوقت طويل وهو دور الإسلام والهوية الإسلامية في أوروبا.‏ في الواقع،‏تعتبر الأعمال المتعلقة بالحياة الدينية للنساء المغربيات المهاجرات نادرة جد ًا بالرغممن انتشار المؤلفات الاجتماعية عن الإسلام في فرنسا وفي أوروبا.‏ الإسلام كما كانيمارسه الجيل الأول من المهاجرين هو إسلام من الداخل،‏ غير واضح غالب ًا ومن الصعبعلى الباحث الوصول إليه.‏ الممارسة الدينية للرجال كانت معروفة بشكل أفضلبسبب ممارسته في مؤسسات ‏(المساجد،‏ الجمعيات،‏ ... إلخ).‏ فضلا ً عن ذلك،‏ فإنتناول وسائل الإعلام لمسألة الحجاب قد شغل بشكل خاص الباحثين الذين حاولوادراسة الظاهرة بالعكوف،‏ ليس فقط على ارتداء الحجاب في سياق علماني،‏ لكنأيض ً ا على رد فعل الرأي العام المتعنت،‏ الذي يحيل إلى وضع خاص مقارنة بالإسلاموبالمهاجر المسلم.‏في بلاد المهجر،‏ كانت الممارسة الدينية النسائية الجماعية ظاهرة قلما تعرضتللدراسة حتى الوقت الراهن.‏ وعندما تكون هذه الممارسات موضع بحث فإنها تتمغالب ًا خارج أماكن العبادة ولا ترتكز إلا مقابلات مع نساء بخصوص تصورهن عنالإسلام وعن ممارستهن الدينية.‏ بيد أن الممارسة الدينية تتجاوز أماكن العبادة أوالتعلم،‏ فهي منتشرة كثير ًا في حياة الجماعة،‏ هي فرصة لخلق شعور بالهويةالجماعية وتنمية أشكال جديدة من الارتباط بالجماعة.‏يشهد تاريخ الهجرة النسائية بتطور فريد في الممارسة الدينية التي تمت حسبالأجيال الثلاثة من المهاجرات.‏كان للسيدات من الجيل الأول علاقة خاصة بالإسلام.‏ ولكون معظمهن أميات فهنيملن لممارسة إسلام شعبي مقارنة بالإسلام الحنيف.‏ تذكر 92 Andezian Sossie عام1981 أن ممارسة السيدات الجزائريات للإسلام في فرنسا يبرز نشاط ديني مكثف بينالنساء ويظهر أشكال من الممارسات الخاصة مثل زيارة الأولياء أو إجلال الشيوخ.‏والعديد من النساء منضمات للجمعية الدينية .Issâwa يمكن للنساء وللرجالدخولها،‏ لكنهم يجتمعون منفصلين لممارسة الشعائر الدينية.‏في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي،‏ كونت النساء المهاجرات مجموعةللعبادة والصلاة جماعة،‏ وهذه اموعة مفتوحة أمام النساء المسلمات،‏Sossie) 1981 92 ،(Andezian ‏”الانتماء الديني والانتماء للجماعة،‏ مثال موعة من المهاجرين الجزائريين في فرنسا“‏ ص266-259، منشور في ‏(دليل شمال إفريقيا)‏ المركز القومي للبحث العلمي،‏ باريسحتى النسوة اللواتي لا ينتمين للجماعة.‏ وخارج الجلسات العادية،‏ كانت النساءتجتمع للشعائر الوقتية ‏(مثل الختان،‏ الزواج،‏ الوفاة...)،‏ الاحتفالات الدينية ‏(لياليرمضان)،‏ بمناسبة تقديم النذور للمشايخ لشكرهم على الأمنيات التي تحققت،‏وخلال الزيارة السنوية للشيخ.‏ كانت النساء تود أن تجد لدى المسلم الولي ّ أو منيمثلوه علاج ً ا لكل الآلام الجسدية أو النفسية التي تحدث بسبب الغربة.‏تضم هذه الاجتماعات الروحانية أيض ً ا ممارسات اجتماعية مرتبطة بالعلاج والتبادلاتالاقتصادية وحياة ثرية جد ًا في العلاقات.‏ ولهذه الاجتماعات وظيفة مهدئة حيث إنهعن طريق التحرر،‏ تتحرر النساء من التوترات الداخلية الخاصة بموقفهن كمهاجرات،‏ويتحدثن عن مشاكلهن الزوجية ومن يقابلن أبناءهم وخاصة البنات.‏ وتبدو هذهالاجتماعات كتمرين على الرقابة الاجتماعية للجالية بمعرفة النساء.‏ ‏«كل شيءيبدو وكأن الدين يقدس ويعطي شرعية هكذا لجوانب الحياة الاجتماعية « 93تدين هذه النساء،‏ اللاتي وصفن بممارسة الشعائر الدينية،‏ يبدو في الإطار المحدود،‏الأسري أو في الجوار.‏ ويشهدن تحرر مقارنة بالجالية:‏ تباشر النساء علاقة داخلية معالدين ويبقين بعيد ًا عن المظاهر الدينية للجالية والتي تقوم بها المؤسسات،‏ معمراعاتهن لما هو ممنوع ديني ًا تناوله وبصفة عامة تعاليم الإسلام.‏ يشاركن بفاعليةفي نقل القيم الدينية التي يشوبها تقاليد داخل الأسرة،‏ ويركزن أكثر على البناتأما الأولاد فيهربون منهن في معظم الأحيان.‏الممارسات الدينية للنساء المهاجرات من الجيل الأول تعطيهن فرصة لتقوية مكانتهنالاجتماعية لدى الأسرة واتمع وأن يكتسبن حيز ًا جديد ًا للتعبير والتواصل.‏وفيما يخص الجيل الثاني،‏ على المستوى الديني،‏ فإن معظم الفتيات تقول إنهنمسلمات بالوراثة أو الانتساب.‏ لكن يبقى أنهن لا يستطعن ممارسة الدين بطريقةعميقة،‏ بسبب جهلهن بالقرآن وجهلهن التام أو الجزئي بالممارسات الدينية وخاصةمعرفتهن القاصرة باللغة العربية.‏ بالرغم من ذلك فهن يحترمن العديد منالشعائر مثل صوم رمضان أو الأعياد الدينية الأخرى.‏ ورؤيتهن للدين غير واضحةفهن يخلطن بين التقاليد والدين.‏وبالرغم من النقص في المعرفة بالعقيدة،‏ فإن الشابات المغربيات المهاجرات،‏المتعلمة في ثقافة المساواة والديمقراطية لا ينطوين أبد ًا تحت الهيمنة الذكوريةالتي تبررها أسرهن عن طريق التعاليم الدينية.‏ فهن يرفضن ارتداء الحجاب وماهو ممنوع بخصوص الملابس والسلوكيات التي يقال عنها أنها دينية ويلقيها الآباءللحفاظ على بناتهم تحت وصايتهم.‏ ونتيجة لذلك،‏ فإن اهتمامهم بالإسلام ليسSossie) 1981 93 ،(Andezian مرجع سابق.‏


301يوروميد للهجرة 2300 يوروميد للهجرة 2مثل الآباء،‏ الذين يمارسون إسلام ًا عام ًا،‏ فهم غير قادرون على إشباع رغبات بناتهمفي المعرفة الدينية الخاصة بالجوانب الفلسفية . 94يفرض التعليم الديني،‏ وتخصص أركان من المسجد للنساء من كل الأعمار،‏ ويتمإعطاء دروس في اللغة العربية والدين للشباب،‏ والفصل بين الجنسين الممنوعفي المدرسة يوجد بقوة في أماكن العبادة.‏ غالب ًا ما يشتكي الأولاد الصبيان فيالمدن الأوروبية الصغيرة من عدم القدرة على التحدث أو مخالطة الفتيات منجالياتهم،‏ وتثقل رقابة الوالدين وخاصة الذكورية على الشباب وذلك باسمالتقاليد والدين . 95 ويصبح المسجد مكان ًا للتبادل وبناء التضامن.‏ وكما تشير(2003-2001) Ruba Salih 96 فإن السيدات المغربيات اللاتي يجتمعن في المساجديستطعن إقامة شبكات تضامن مع جنسيات مختلفة مع التركيز على الهويةالإسلامية.‏إن الجيل الثالث،‏ خاصة اللواتي عشن عملية الاندماج بشكل سيء،‏ يجدن أنفسهنمفتقرات لوسائل مقاومة العنصرية والعداء الموجة للأجانب،‏ يلجئن إلى إسلامحنيف والذي يساعدهن على استعادة هويتهن اسدة بارتداء الحجاب.‏ فضلا عنذلك ‏«في معظم الأحوال،‏ يعبر الحجاب عن إرادة اندماج الفتيات التي لا تجد وسائلأخرى للتفاوض وتطويع المسافة بين جالية آبائهم واتمع الفرنسي.‏ إنها إرادةالاندماج بدون الاستغراق،‏ تطلع لأن تكون فرنسية ومسلمة.‏ وفي نهاية الأمر،‏ هوتعبير عن استعادة كرامتهن كرد فعل لعداء الفرنسيين الموجه للأجانب . 9798يرمز رد الفعل ضد الحجاب في آن واحد لحضور غير مدرك للإسلام في اتمع الوطنيوازدياد التيار الإسلامي الراديكالي.‏ بالتأكيد،‏ لم يسبب الحجاب الذي تضعه الأمهاتوالجدات وموجود بكثرة في الضواحي أي مضايقة.‏ لقد كان حجاب المهاجرة.‏ كانيشير أن السيدات يواصلن العيش حسب عادات بلادهن،‏ التي كن يواجهن دائماإمكانية العودة لها.‏ الحجاب الذي ترتديه الفتيات،‏ المولودات ويقمن غالب ًا في فرنساأو في دول أوروبية أخرى يطرح سؤالا ً هام ًا في هذه الدول حول الاندماج والوجود فيالحيز العام لدين أو ثقافة مختلفة . 99 وكنتيجة لذلك،‏ كانت قضية الحجاب فرصةلخوض جدال كبير عن مكانة الإسلام في فرنسا.‏كامي لاكوست – دي جاردان (1992)، ياسمينه والآخرون،‏ من نانتيير وخارجها،‏ بنات لآباء مغاربة في فرنسا،‏ باريس،‏ دار94 نشر لاديكوفرت.‏ظاهرة لوحظت في العديد من أحياء بروكسل حيث تعيش جالية إسلامية كبيرة.‏95 ،Ruba Salih فلسطينية كبرت في إيطاليا وأعدت رسالة دكتوراه في انجلترا،‏ عن السيدات المغربيات في إيطاليا.‏96 Gaspardو .(F 1995 ،(Khosrokhavar الحجاب والجمهورية،‏ باريس،‏ لاديكوفرت.‏97 فرانسواز جاسبار (1996)، بزوغ مهاجرات وبناتهن في الحيز العام الفرنسي،‏ في مجلة السيدات والهجرة،‏ ص 34-1798 وص 24.فرانسواز جاسبار (1996)، مرجع سابق،‏ ص 25.99 يختلف الموقف تجاه الطالبات اللاتي يرتدين الحجاب في الإعدادي والثانوي من دولةأوروبية لأخرى.‏ تبدو فرنسا الأمة الأكثر تشدد ًا التي تناضل بصرامة ضد الرموزالدينية في المؤسسات المدرسية العلمانية.‏ وسب ّب منع ارتداء النقاب في فرنساوبلجيكا زيادة الجدل حول الإسلام الحنيف وإضفاء السمة الأوروبية على الإسلام.‏بالنسبة لهذه السيدات المتدينات،‏ يتأسس التحرر على قيم الإسلام الحنيف،‏ فيعهد كانت السيدات محجبات ولهن أيض ً ا دور في شؤون المدينة،‏ هن يرفضن التحررعلى النمط الأوروبي الذي يؤدي،‏ حسب قولهن،‏ إلى ‏«تحويل « المرأة لرجل وقصر دورهاعلى أن تصبح موضوع ًا للجنس.‏ ويعد ارتداء الحجاب،‏ في هذا السياق،‏ هو الوسيلةلاتخاذ مكان في الحيز الاجتماعي المنحرف . 1004-4 النساء المهاجرات ونساء البلاد الأصليات،‏ علاقةمترددةانطلاق ًا من هذا الوصف الذي يقوم به صحفي من جريدة لوفيجارو 101 الفرنسية عنمركز يعيش فيه أفارقة وأتراك،‏ ندرك أن هذه الصور والأنماط المتكررة المنقولة عنالمهاجرين يمكن أن تولد مواقف سلبية وخطيرة تجاههم.‏‏«إنها مدينة عربية،‏ مدينة صغيرة،‏ ولها سحر غريب،‏ وشمس ساطعة،‏ ومدينة ممتدةبطول الترعة.‏ اليوم هو يوم التسوق.‏ يقام السوق على الرصيف.‏ الجو حميم،‏ سيداتفي ملابس من الصوف المغربي،‏ بوجوه عليها وشم والذراعين مشغولين بالأطفال،‏يتعاركن حول بائعي الخضروات؛ العجائز المرتدين الغندورة يتناقشون في ركنهموهم يحضرون للعبة الرهان،‏ والشباب يبدو على أنهم أوغاد من مدينة القصبة،‏فالقبعات موضوعة بالعكس،‏ والسترات مرقعة ويحدثون جلبة بسبب صوتدراجاتهم النارية بشكل عشوائي ».نتحدث عن المهاجرين عبر اللجوء إلى اكلشيهات،‏ لوحة رائعة ترسم لنا نساء بهنوشم،‏ ويحملن أطفالا على أذرعهن ولا يتوقفن عن الصخب،‏ عجائز بلا هدف مازالوا يبحثون عن الحظ بأن يلعبون أوراق الحظ،‏ وصغار متشردين يثيرون الفزع فيالضواحي.‏ بالتأكيد مع مثل هذا الوصف،‏ فإن الجالية المهاجرة يقل اعتبارها،‏ فقراءمن الناحية المادية والثقافية في مجتمع يشع بالحداثة.‏ هذه القوالب لها تأثير كبيرعلى السكان الأصليين وعلى تهميش الجالية المهاجرة.‏(.B 1995 100 WEIBEL‏)،الإسلام Nadine – العمل على الطريقة النسائية أو إعادة تعريف لهوية النوع“،‏ ص – 312 491،في مرجع ،Studia Religiosa Helvetica عدد .1101 جريدة لوفيجارو بتاريخ 4 أبريل 1996.


303يوروميد للهجرة 2302 يوروميد للهجرة 2فضلا عن ذلك،‏ يتم النظر للمهاجرات ووصف على أنهن فقيرات وأميات،‏ لا يفقهنشيئا في الحياة الحديثة وينظرن دائما للأخريات بفزع من جرأتهن في ارتداء الملابس،‏وخاصة السهولة التي تتحرك بها أجسادهن في الأماكن العامة.‏ النساء من أهلالبلد ينظرون إليهن على أنهن ضحايا عادات وتقاليد بلادهن الأصلية التي تفرضعليهن قواعد ومعايير تقيد إظهار أجسادهن وأي إظهار للمتعة.‏ الرقابة الزائدةالذكورية على جسم المرأة لا يعبر إلا عن تحكم الرجال وخضوع النساء.‏ أيضا تتمنىهذه الأخريات الاندماج الناجح في الدولة الم ُستقبلة،‏ ويهتممن بشكل خاصبالتعليم والرقي الاجتماعي لأبنائهن وخاصة بناتهن.‏هذه الرؤية التخطيطية تخفي تنوع المواقف التي تعيشها النساء المغربيات فيالهجرة،‏ فهي تمثل خطرا مزدوجا،‏ فمن جهة يمكن أن نرى لدى النساء اللواتييمثلن بعض سمات المرأة التقليدية ‏(الزوجة ربة المنزل،‏ أم الأسرة كثيرة العدد و / أوالتي ترتدي الملابس التقليدية ...) تزايد عدم المقدرة على التصرف خارج الأدوار التيفرضتها التقاليد عليهن،‏ ومن جهة أخرى،‏ أن تتسأل عن قدرات النساء في أن تكونم ُشاركات في التغيير الاجتماعي.‏المرأة المهاجرة تخضع لوضع يميزها بشكل واضح،‏ من بين كل الطبقات،‏ عن النساءمن البلد الم ُستقبل.‏ الهجرة ترسم هكذا ترتيب هرمي بين النساء أنفسهن.‏ السيداتالقادمات حديثا يحاولن أن يوفقن سلوكهن،‏ مما يمكن أن يكون له تأثيرا على العلاقاتمع المحيطين من البلد الأصلي.‏ ينظر لبعض الهجرات على أنها استراتيجيات ‏«ابتعادتضع السيدات في دورهن كمشاركات مسئولات بشكل كامل عن حياتهن.‏لم يبدو قدوم المهاجرات في السبعينيات من القرن الماضي على أنه يربك النظام العام،‏لقد لوحظ قلتهن في الحياة اليومية وفي الإحصائيات.‏ كان يمكن رؤيتهن بالكاد،‏ لميكن لديهن أي علاقة مع النساء من سكان البلد الأصلي،‏ ويعشن في أحياء منفصلة،‏ويرتادون أماكن مختلفة،‏ ويصلون لأماكن وقطاعات أنشطة وترفيه منفصلة،‏ معوجود فجوة لغوية تمنع أي اتصال.‏ مما ساهم في تشكيل أنماط تقليدية من جانب كمامن جانب أخر.‏ أصحاب البلد الأصليين يعتبرون المهاجرات كنساء ينتمين إلى عاداتالأسلاف وسلبيات ومطيعات لأوامر الأزواج،‏ ومن الجانب الأخر،‏ يرى المهاجرون النساء منسكان البلد الأصليين كسيدات ماجنات،‏ يسلكن سلوك الرجال ‏(التدخين،‏ احتساءالخمر أو الجلوس على المقاهي)،‏ وهي فكرة يتناقلها بقوة الرجال.‏وفي السنوات الأخيرة بدأ طرح موضوع العلاقة بين النساء المهاجرات والنساء منسكان البلد الأصليين.‏ ومن الصعب تكوين وجهة نظر مشتركة نظرا لأن اموعتينتعيشان حالة من انقطاع التواصل.‏ حتى الحركة النسائية لدول البحر المتوسط فيبداية الثمانينيات من القرن الماضي التزمت الصمت حيال الهجرات النسائية . 102فضلا عن ذلك،‏ النساء في جنوب أوروبا في نضال ضد البقايا المترسخة عن اتمعالأبوي،‏ وعملية التحرر تأخذ طريقها التدريجي.‏ ومن ناحية الجنوب،‏ وجود النساءالمهاجرات في أنشطة متدنية،‏ خاصة الخدمة في المنازل،‏ عمل على التدقيق فيأسس اتمع الأوروبي وضعف مشاركة الأوروبيات في الحياة العامة.‏في الواقع،‏ المشكلة تتجاوز المقابلة بين السيدات من الغرب وغير الغربيات حولموضوع معنى التحرر،‏ السؤال الذي يطرح هو الإمكانية نفسها للتحرر فيما يخصالهجرة.‏ وبسبب هذا،‏ فإنه تحدث فجوة بين النساء المهاجرات والأوروبيات من جنوبأوروبا،‏ توضح تناقض تجاه المنظور النسائي لصراع مشترك لكل النساء من أجلالمساواة وضد عدم التمييز.‏العلاقات بين النساء ‏«الغربيات « والنساء المهاجرات لا تدور فقط حول الاختلاف بينأنماط التحرر الممكنة،‏ هناك أيضا تفكير حول تقسيم العمل بين الجنسين ومستقبلالعمل المنزلي في أوروبا.‏ يمثل العمل الكفء تحرر بالنسبة للنساء الأوروبيات بينماالأعمال المنزلية موكلة للنساء المهاجرات.‏ وعلى نحو ما فإن النساء المهاجراتيجلبن حلا حسب التقلبات الاقتصادية لموضوع التناقض الهيكلي المرتبط بالنوعوبالعلاقات بين الرجال والنساء في الأسر المهاجرة والأوروبية.‏ وكما تكتب جيوفانافيكارلي Giovanna Vicarelli في عام 1994: ‏«يبدو أن عمل المهاجرات قادر علىتخفيف أو حل التناقضات والخلل الاجتماعي الذي يميز مجتمعاتنا الغربية ». 103وتعد النساء الأوروبيات والنساء المهاجرات متشابكات في أشكال من الاعتماد المتبادل،‏تحرر بعضهن يعني إبقاء الأخريات في أنشطة تؤول تقليديا للمرأة.‏ بيد أنه حسب رؤيةمتفائلة،‏ يمكن أن يكون العمل المنزلي استراتيجيه السيدات لنجاح مشروع الهجرةبأن تراهن على الادخار،‏ التحويلات إلى الدول الأصلية،‏ بسبب الفروق الكبيرة في الرواتب،‏أكثر من أن تراهن على إمكانات التنمية الثقافية في البلد الم ُستقبل.‏شرعت المؤسسات باسم الثقافة الحديثة في التدخل في الحياة الأسرية لإرادتهاحماية المرأة والأطفال،‏ وتكشف هكذا عن ميل لإدانتها باسم مبادئ الحقوق الإنسانيةوتخفي ببساطة الثقافة الأساسية للمهاجر.‏ ‏«أي حديث واعظ ويعطي معايير حولالأسر ‏«المستقيلات « لا يؤكد إلا النظرة الجانبية والتعسفية التي تتم بشكل غريبتجاه الأسر من الوسط الشعبي،‏ وبينهن تجاه أسرة المهاجرين.‏ فهي تجنب الطبقاتالمتوسطة،‏ المؤيدة بحس طبيعي للتوازن بين التجديد والرقابة الذاتية . 104102 النوع والهجرة،‏ جيوفانا كامباني جامعة فلورنس 20 صفحة.‏ الهجرة.‏pdf103 جيوفانا فيكارلي،‏ 1994، ص 9.104 نصيرة جنيف – سوليماس (2000)، بنات المهاجرين والمولودات في فرنسا،‏ مرجع سابق،‏ ص 72.


إنه بالقيام بتمييز بين المهاجرين والمهاجرات،‏ بأن نصفهم بالجلادين والضحايا،‏ بأنندعم هذه الأخريات بالجمعيات وهيئات الدعم والتدريب،‏ تميل الهيئات الاجتماعيةللمجتمع الم ُستقبل للقيام بالاختيار حسب النوع بتهميش الرجال والتحيز نحوالنساء.‏ تصبح أهمية الرجل المهاجر في المرتبة الثانية عندما نقارنه بالمرأة.‏ إلا أنهذا الانتخاب الم ُغالي للنساء وهذا الاختيار البخس للرجال يمكن أن يسبب عدماستقرار للحدود القائمة بين الرجل والمرأة،‏ مما قد يسبب تثبيت للهويات الذكوريةوالأنثوية البالية،‏ ويمكن أن يعرقل أي مسيرة للتغير الاجتماعي المتعلق بالهجرة.‏إن هجرة النساء التي يتم اعتبارها كوسيلة للتغير الاجتماعي والحصول علىالحداثة،‏ يجب تحليلها في شكلها العام،‏ بأن نأخذ في الاعتبار لتحولات المواقفوالسلوكيات لدى المهاجرين من الرجال أيضا.‏ بدأ أثر اتمع الأصلي،‏ القوي بالنسبةللمهاجرين من الجيل الأول،‏ في الانحصار والتحول وأن يأخذ أشكال أكثر تأقلمامع اتمع الم ُستقبل.‏ مقاومة الهوية التي أثارتها وسائل الإعلام لا تتطور إلا علىمستوى محدود بالنسبة للرجال والنساء الذين يطمحون للمزيد من الاندماجوالتكامل في اتمع الم ُستقبل.‏الخاتمةتعتبر الهجرة في أيامنا الحالية كعامل أساسي للتنمية وناقل للتغير الاجتماعي.‏تعتبر الدولة الأصلية هي من أول المستفيدين.‏ تشهد الخطب والبيانات الإحصائيةبالرغم من محدوديتها أن مساهمة المهاجرات في تنمية بلادهن الأصلية يتزايدوأن أعمال الجاليات المتفرقة في العالم متعددة وتظهر بوضوح أكثر.‏ يجب أن نذكرمع ذلك أن التحويلات التي تقوم بها المهاجرات محدودة نسبيا،‏ وتعبر عن وضعهنكعاملات يعانين من سوء الاندماج في الدول المستقبلة.‏ ومع ذلك،‏ فالبرغم من هذهالتحويلات المالية المحدودة مقارنة بتحويلات الرجال،‏ فإن النساء تساهم بشكل كبيرفي تحسين ظروف حياة الأسر التي بقيت في مكانها.‏ ويظهرن أيضا كل كرمهنمن خلال الهبات والهدايا التي تثبت نجاحهن الاقتصادي والاجتماعي في الدولالم ُستقبلة.‏وتعد التحويلات التي زادت خلال السنوات الأخيرة مع بزوغ ونمو الجمعيات التي جعلتمن مساهمة الشتات من المهاجرين في تنمية بلدانهم الأصلية م ُعترف بها بشكلمتزايد من ق ِبل مختلف القائمين بالتنمية وتثير اهتماما متناميا.‏ بعد أن قدمتجمعيات المهاجرين حلولا مبتكرة في نموذج تنمية بلدانهم الأصلية،‏ فقد أصبحتفي قلب النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.‏ ولأنشتات المهاجرين أصبحوا مشاركين أساسيين في التنمية والتعاون بين دول الجنوب،‏فإن شتات المهاجرات قد اكتسبت خبرة كبيرة في هذا اال.‏وبالتأكيد،‏ فإن المهاجرين يلعبون عدة ادوار:‏ فهم في نفس الوقت عمال،‏ مدخرين،‏محفزين،‏ مستثمرين،‏ مقاولين،‏ إجمالا،‏ هم القائمين بالتنمية.‏ ولقد أصبحوا شبهضروريين لتنمية بلدانهم،‏ لتأكيد بقاء ورفاهية أسرهم،‏ ولبدء مشروعات التنمية،‏وجمع رؤوس الأموال وللوصول إلى خبرة متميزة.‏ تساهم النساء فيها بشدة حسبمستوى التعليم ونوع النشاط الذي يمارسنه.‏ وتحدد الهجرة تغير للدور التقليديللمرأة والمؤسس على الأمومة والإنجاب.‏ تترك المرأة المهاجرة النطاق الخاص لكيتلعب دورا كمنتجة وداعمة ماديا للبيت.‏ يتطلب هذا الموقف الجديد اعترافا بالمرأةوبمساهمتها وحقوقها الأساسية وسلطتها.‏ تفرض الشابات المهاجرات أنفسهنشيئا فشيئا كناشطات اجتماعيات من الدرجة الأولى في التغيرات الحاصلة فيالأسرة وفي اتمع.«عندما كن مراهقات،‏ كن يتصرفن مثل أخوتهن لكن بطرقمختلفة حيال التمييز الذي يتعرضن له،‏ ومع ارتداء الحجاب كن أكثر ظهورا في الحيزالعام،‏ خاصة في المؤسسة المدرسية،‏ ويفرضن وجودهن في سوق المهارات المهنيةويساهمن في التقدم الاجتماعي للأسرة،‏ وفي تنمية البلد الم ُستقبل،‏ وسواء كنخليلات أو زوجات،‏ فهن يساهمن في إدخال أنواع جديدة من العلاقات بين الزوجين.‏وكمسلمات لم يعدن يخشين إظهار الممارسات الدينية،‏ وكمهاجرات أو منحدراتمن الهجرة،‏ هن يعلن ذلك بفخر،‏ وكزوجات،‏ هن يطالبن بالمساواة في الحقوق،‏ ويرفضنالزواج المرتب ويرفضن تعدد الزوجات.‏ ويظهرن هكذا تفردهن الثقافي ويرفضن اندماجمفروض وغير منسق وعادات يمكن أن تبقيهن تحت السيطرة الذكورية.‏وتتخذ هذه النساء موقف إزاء ثقافة،‏ إزاء دين،‏ لصالح حداثة تأخذ في الاعتبار مختلفالمعايير الثقافية،‏ ويطالبن بالحصول على التعليم والعمل ويستبعدن كل السماتغير المح ُ ررة من التراث.‏ هذه النساء متدينات لكن لهن مطالب أيضا،‏ ينوين استعادةكرامتهن برفض أيديولوجية السلطة الأبوية.‏ ولكي يستفيد الرجال والنساء منالهجرة،‏ فإن التوجه نحو الهدف من جديد يفرض نفسه للاتجاه نحو حقوق الإنسانالمهتمة بالمساواة بين الرجل والمرأة وتضمن أن السياسات وممارسات التنمية لا تكونقاصرة على الجوانب الاقتصادية للهجرات ‏(إرسال المال للدول الأصلية أو استثماراتالمهاجرين المتفرقين،‏ على سبيل المثال)،‏ لكنها تتبنى رؤية أوسع للتنمية وتشملالثقافة وحقوق الإنسان والمساواة.‏ وهذا يستلزم إبداء انتباه شديد لبعض العواملمثل عدم الرؤية ونقص الحماية،‏ الظلم،‏ ظروف العمل القاسية،‏ العنف والتنديد.‏هذه العوامل تخص الجنسين بشكل كبير بخصوص مختلف احتياجات الرجالوالنساء فيما يخص الصحة والعمل والموارد والإعلام وتبدو واضحة في حالاتالمهاجرات الموجودات في موقف غير قانوني.‏305يوروميد للهجرة 2304 يوروميد للهجرة 2


الباب السادسنساء دول البحر الأبيض المتوسطوالهجرة غير الشرعية


مقدمة.......................................................................................................................‏ 3101. الهجرة غير الشرعية:‏ الإطار العام....................................................................‏ 3151-1 الهجرة غير الشرعية:‏ تعددية المسميات..............................................‏ 3152-5 العنف الزوجي إزاء الزوجات المهاجرات بصورة غير شرعية ................. 3463-5 الحالة الصحية للنساء المهاجرات بصورة غير شرعية ........................ 348خاتمة وتوصيات........................................................................................................‏ 3512-1 الهجرة غير الشرعية:‏ بعض المحددات.....................................................‏ 3193-1 الهجرة غير الشرعية بين المنطق النفعي والمنطق الأمني..................‏ 3202. الهجرة غير الشرعية:‏ الجوانب القانونية..........................................................‏ 3211-2 الاتفاقيات الدولية لحماية المهاجرين بصورة غير شرعية .................... 3212-2 إدارة الهجرة غير الشرعية:‏ التشريع الأوروبي محل الاستفهام.........‏ 3241-2-2 مراقبة وحراسة الحدود:‏ قطع الطريق أمام جميع صورالهجرة التسللية ........................................................................... 3262-2-2 الإتجار في البشر وتهريبهم............................................................‏ 3283-2-2 العودة الاختيارية أو الإجبارية،‏ آليتان مطروحتان:‏ تجديدالقبول والعودة ................................................................................ 3314-2-2 الأعمال التنظيمية والفرق الأمنية...............................................‏ 3343. الجوانب الاقتصادية للهجرة غير الشرعية للنساء ......................................... 3361-3 قطاعات الأنشطة....................................................................................‏ 3384. الجوانب الاجتماعية للهجرة غير الشرعية للنساء ........................................ 3411-4 المهاجرات بصفة غير شرعية يتعرضن للعنف وسوء المعاملة..........‏ 3412-4 المهاجرات بصفة غير شرعية:‏ ضحايا البغاء........................................‏ 3425. الهجرة غير الشرعية للنساء وعنف الأزواج .................................................... 3451-5 العنف من خلال الزيجات المنظمة أو عن طريق الإنترنت ..................... 345309يوروميد للهجرة 2308 يوروميد للهجرة 2


311مقدمةيوروميد للهجرة 2310 يوروميد للهجرة 2تتأثر جميع بلاد العالم بالهجرة غير الشرعية،‏ حيث يتراوح عدد المهاجرين بصورةغير شرعية ما بين 10 إلى %15 من تعدادات المهاجرين في العالم . 1 ولقد أصبحتقضية الهجرة غير الشرعية أو التسللية أو غير القانونية قضية دولية خلالالعقدين الماضيين.‏ وفي مطلع هذا القرن،‏ استحوذت هذه القضية على أهميةخاصة نظر ًا للتوجهات الجديدة لسياسات الهجرة التي تهدف في بادئ الأمر إلىهجرة منظمة وفق تخطيط يجعل منها ‏«هجرة انتقائية»‏ تحقق مصلحة البلادالتي يهاجر المواطنون منها والتي يهاجرون إليها بالإضافة إلى مصلحة المهاجرينأنفسهم.‏ ونجد أن هذه الظاهرة ذات الأهمية الخاصة في منطقة حوض البحرالأبيض المتوسط تمثل محور ًا مركزي ًا في العلاقات بين الجانبين.‏ إن الهجرة غيرالشرعية في هذه المنطقة لا تعد ظاهرة حديثة،‏ إنما كانت موجودة في الفترة ما بين1970-1960 وذلك بالتوازي مع الهجرة الشرعية بسبب غياب مراقبة الهجرة منجانب،‏ وكذلك بسبب الحاجة المستمرة إلى أيدي عاملة ضخمة لاقتصاد أوروبي فيعنفوان بنائه.‏ ولقد تأكدت هذه الحركة على وجه الخصوص بعد عام 1974, تاريخالتغيير في سياسة الهجرة إلى أوروبا,‏ بزيادة التركيز على التجمعات الأسرية بصورةأكبر من التركيز على الأيدي العاملة المهاجرة.‏ ولم تستطع عملية إغلاق الحدود معأوروبا إنهاء هذه الهجرة المتنامية نظر ًا للتفاوت في مستوى التنمية بين دول البحرالأبيض المتوسط،‏ والنزاعات السياسية أو المسلحة التي تعوق التقدم الاقتصاديفي الجنوب وكذلك الأزمة المالية والاقتصادية خلال السنوات الثلاث الماضية التيأحدثت اضطراب ًا كاملا ً في المنطقة.‏إن حرية الانتقال تعد واحدة من بين الحريات الأربع الرئيسة والعامة لضمان تحقيقالسوق الأوروبي الموحد.‏ وكان ي ُنظر في الأصل إلى حرية الانتقال من منظور حريةانتقال الأفراد باعتبارهم عوامل اقتصادية وكانت هذه الحرية مكفولة للمواطنينالأوروبيين لكنها مقيدة بمجموعة من القوانين بالنسبة لغير الأوروبيين.‏ وهكذا نجدأن اتفاقية شنجن (14 يونيو 1985) لإزالة الحدود البينية لدول أوروبا والاتفاق علىتطبيقها (19 يونيو 1990) قد فرضت رقابة صارمة على الحدود الخارجية الأوروبيةمن خلال فرض القيود للحماية من توافد المهاجرين,‏ ولقد أصبح التعاون مع دولجنوب البحر الأبيض المتوسط حينئذ ٍ مطلب ًا أوروبي ًا من شأنه أن يؤدي إلى وضعبعض الشروط التي تربط المساعدة التنموية،‏ على سبيل المثال،‏ بالرقابة على توافدالمهاجرين ‏(مجلس سيفي 2002).1 المنظمة الدولية للهجرة،‏ تقرير 2008، وضع الهجرة الدولية في العالم.‏إن سياسات التقييد ورقابة الحدود التي تضيق شروط دخول دول أوروبا والمدعومةبترسانة من التشريعات التي تضاعف قوانين الحظر قد ول ّدت ارتفاعا في معدلالهجرة غير الشرعية وزيادة في شبكات تمرير الهجرة التابعة لأولئك الذين يحققونالثروات على حساب آمال المهاجرين وذلك ببيع الخدمة لهم بأثمان باهظة.‏ إن التعرفعلى كيفية وقف الهجرة غير الشرعية مع المراعاة الكاملة لحقوق الإنسان يمثلأحد التحديات الكبرى وكذلك أيضا إيقاف الأعمال الإجرامية التي تتمثل في الإتجاربالبشر بمختلف أبعادها بما في ذلك الجريمة المنظمة وأعمال البغاء وهجرة العملالتي تؤثر بصورة متزايدة على الهجرة غير الشرعية.‏وفي أيامنا هذه لم تعد دول جنوب البحر الأبيض المتوسط بمنأى عن الهجرة غيرالشرعية والمتاجرة بالبشر.‏ فهناك أفواج من البشر تتوافد على المنطقة الرابطة بينإفريقا والدول الأوروبية،‏ وتقوم دول المشرق والمغرب خلال الأعوام الماضية بمواجهة هذهالأفواج الجديدة التي لا يستطيعون السيطرة عليها.‏ وبما أن مستوى التنمية لديهملا يزال ضعيف ًا فإنهم لا يستطيعون توفير عمل للمهاجرين الذين ينتظرون الرحيلإلى أوروبا.‏ إنهم يواجهون عدة صعوبات منها على وجه الخصوص الصعوبات الماليةلإعادة المهاجرين إلى أوطانهم وتنفيذ الآليات القانونية المناسبة لحمايتهم.‏وإذا كانت مصر تضم واحدة من بين أكبر التجمعات الخمسة للاجئين في العالم ، 2وإذا كانت الأردن ولبنان يستقبلان العديد من اللاجئين ويقومان بتشغيل أيد ٍ عاملةوفيرة من الآسيويين في أعمال البناء والترميم والأعمال الخدمية،‏ وإذا كانت بلادالمغرب قد أصبحت مجرد مقر مؤقت ومحل جديد للهجرة فإن الميل إلى التحركغير المقنن والمتزايد من دول جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا سوف يتحولإلى مأساة إنسانية.‏ فالأحداث الطارئة خلال هذا العقد والنتائج المأساوية علىوجه الخصوص للسنوات 2005، 2003، 2002، عند مناطق دخول الاتحاد الأوروبي ‏(ممرجيبرالتار،‏ جزر الكناريا ‏(فييرتيفينتورا ولانزاروت)،‏ جزيرةلامبديزا)،‏ قد أظهرت العددالمتزايد للوفيات واعتقال المهاجرين وحبسهم في معسكرات الاعتقال.‏ولقد بات من الضروري إزاء هذا الموقف أن يتم التنسيق بين حكومات دول الشمالوالجنوب والذي تمثلت نتيجته الملموسة في عقد المؤتمرات الأوروإفريقية.‏ وتتمثلالأهداف الرئيسة لهذه المؤتمرات في وقف أفواج الهجرة التسللية وتطوير سبلالتعاون بين الأجهزة الأمنية لدول الشمال والجنوب وتوقيع اتفاقيات إعادة قبولالمهاجرين من جانب دولهم الأصلية مع إيجاد صورة تنسيقية بين الهجرةوالتنمية.‏2 يوجد في مصر أعداد غفيرة من السودانيين والصوماليين والإثيوبيين والإريتريين واللاجئين من مناطق البحيراتالإفريقية الكبرى.‏ جان فريدمان وبهيجة جمال.‏ (2008). العنف تجاه النساء المهاجرات واللاجئات في منطقة الدولالأورومتوسطية.‏ دراسات حالة:‏ فرنسا وإيطاليا ومصر والمغرب،‏ حقوق الطبع محفوظة بتاريخ 2008، الشبكةالأورومتوسطية لحقوق الإنسان،‏ ص.‏ 63.


313يوروميد للهجرة 2312 يوروميد للهجرة 2إن قضية أمن الدول المضيفة تبرز أحيان ًا في عملية الهجرة الدولية عند وضعالنزاعات المسلحة التي تشهدها المنطقة في الاعتبار لاسيما النزاعات المرتبطةبالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وحرب الخليج بالإضافة إلى تفعيل سياساتمكافحة الإرهاب.‏ ولقد اتخذت دول الجنوب آليات قانونية في صورة قوانين لدخولالأجانب وإقامتهم ومغادرتهم وذلك لمواجهة تزايد الهجرة غير الشرعية،‏ كماهو الحال بالنسبة للمغرب في عام ، 3 2003 وتونس في عام ، 4 2004 والجزائر في عام2008، لكن هذه القوانين،‏ التي تفرض عقوبات صارمة يتم تطبيقها على القائمينبالمتاجرة كما يتم تطبيقها على المهاجرين أنفسهم على حد سواء،‏ لا تعقبهاأية تشريعات لحماية المهاجرين من سوء استغلال الإدارة أو سوء معاملة العاملين.‏هذا بالإضافة إلى أن هذه النصوص قد أثارت انتقادات منظمات الدفاع عن حقوقالإنسان حيث وجدوا فيها ما يدعو من جهة إلى تصعيد المأساة الإنسانية الخطيرةبالفعل،‏ ومن جهة أخرى إلى الخضوع أمام الضغوط الأوروبية على حساب العلاقاتالجيدة مع الجيران لاسيما الأفارقة.‏ وفي هذا السياق،‏ قامت حكومات دول الشمالوالجنوب بالدعوة إلى رؤية شاملة للهجرة ذات وجهين لا ينفصلان بحال وهما التنبؤبالهجرة غير الشرعية وإعادة فتح القنوات الشرعية للهجرة الاقتصادية . 5وأثناء مناقشات دول الشمال والجنوب يتم تحليل الهجرة غير الشرعية من منظورذكوري بالأحرى.‏ إن المهاجرات المتسللات لا يمثلن وفق ًا لوسائل الإعلام وبعض تقاريرالشرطة في الدولة المضيفة أو الموطن الأصلي،‏ إلا نسبة ضعيفة من المهاجرين غيرالقانونيين.‏ فالهجرة دون أوراق رسمية أو التواجد في وضع غير قانوني يعتبر من أكبرااطر بالنسبة للنساء على وجه العموم ولنساء دول البحر الأبيض المتوسط علىوجه الخصوص،‏ فهن لسن مسلحات مطلق ًا بما يعينهن على مواجهة المهالك التيلا حدود لها،‏ أو المناورة مع الشرطة،‏ ومع ذلك وبالرغم من كونهن غير مستعداتللمغامرة فإن بعضهن يغامرن إما لصحبة أزواجهن أو من يرتبطن بهم وإما سعي ًاوراء العمل،‏ والبعض الآخر يقعن ضحية للمتاجرة.‏ وفي غالب الأمر ما يختار النساءطريق الهجرة الشرعية بالحصول على تأشيرة رسمية لدخول الدول الأوروبية ثميقعن بعد ذلك في االفة القانونية بتجاوز مدة الإقامة وحينئذ ٍ ينتظرن احتمالتسوية قانونية تسمح لهن بالتمتع بالحقوق والإقامة والعمل في الدول المضيفة.‏وبوجه ٍ عام،‏ يتعرض النساء المهاجرات بصورة غير قانونية إلى مختلف أنواع العنف:‏داخل إطار الأسرة واتمع ومحل العمل وداخل البنية الاجتماعية على اتساعها.‏3 خديجة عمدمد،‏ 2005، القانون المغربي الجديد بتاريخ 11 نوفمبر 2003 والخاص بدخول وإقامة الأجانب بالمغرب والهجرةغير الشرعية من وإلى المغرب،‏ ملاحظات تحليلية واستنتاجية.‏ كريم آس،‏ . 01/2004.www.carim.org/publications/carim-AS04_01-Elmadmad.pdf4 حفيظة شاكر وفرح بن شيك (2005)، تونس:‏ الب ُعد القانوني للهجرة الدولية،‏ مجلة فارج،‏ 2005.5 المهاجرون والهجرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط،‏ ملاحظات مجلة معهد التنمية الاقتصادية لدول البحرالأبيض المتوسط IPEMED العدد الأول.‏ونذكر من بين المسؤولين عن هذا العنف:‏ الأقارب وأرباب العمل وفي بعض الأحوالالأشخاص غير المعروفين بالنسبة لهن.‏ وتواجه النساء المهاجرات أيض ً ا مشكلةعدم الأمان الاقتصادي الذي يمكن أن يجلب إليهن بعض أعمال العنف.‏ والأعمال التيتعرض عليهن تكون في غالب الأحيان غير مناسبة وبأجور زهيدة توفر لهن حمايةاجتماعية وقانونية محدودة.‏ إن عمل هؤلاء النساء بصورة غير قانونية حيث إنهن لايمتلكن تصاريح العمل اللازمة تجعل عملهن أقل أمان ًا ويعرضهن إلى مخاطر العنفالإضافية من جانب أرباب عملهن.‏ ويعد التواجد في وضع غير قانوني ليس أمر ًاطبيعي ًا إنما هو ثمرة العديد من العوامل المتداخلة.‏ لقد بينا في الباب الثاني من هذهالدراسة حول دوافع الهجرة العديد من العوامل التي تدفع المواطن إليها،‏ ووجدنا فيالغالب أن هذه العوامل ذات طابع اقتصادي أو اجتماعي حيث التفاوت في مستوىالتنمية بين الجانبين وسريان ثقافة الهجرة التي تميل إلى التأصل بشكل متزايد عندالشباب وعند نساء دول جنوب البحر الأبيض المتوسط.‏ إن نساء دول البحر الأبيضالمتوسط المهاجرات واللاتي يتواجدن بصفة غير قانونية إنما هاجرن عموم ًا في إطاراللحاق بالأسرة أو من أجل الحصول على عمل بتأشيرة محددة المدة.‏ترتبط المتاجرة في النساء ‏–وهي صورة من صور الاسترقاق الحديث-‏ بالعولمة منخلال فتح الأسواق والطلب المتزايد للأيدي العاملة الرخيصة وتنمية مجتمع وسائلالترفيه وامتداد وسائل الاتصالات التي تزيد من ااطر التي تتعرض لها النساءوالفتيات بأن تجعل منهن محلا ً للتجارة الدولية واستخدامهن في ممارسات البغاء.‏ومن الصعب الحصول على بيانات موثقة عن ضحايا هذه المتاجرة،‏ وتوضح التقديراتأن ما يتراوح بين 500000 إلى مليون شخص في السنة يمارسون أعمال المتاجرة التيتدر ما بين 7 إلى 12 مليار دولار في السنة وجميع دول العالم معنية بذلك . 6 أما مايتعلق بدول البحر الأبيض المتوسط فإننا نفقد وثائق هذه القضية هذا بالإضافةإلى غياب الأرقام،‏ ومع ذلك وفي ضوء المعطيات المتوفرة وقصاصات المعلومات التياستطعنا الحصول عليها فإنه يمكن القول إن تجارة النساء في المنطقة يعد ضعيف ًابدرجة كبيرة.‏إن حركة التسلل والتواجد غير القانوني على الأراضي الأوروبية يعد،‏ نظر ًا لطبيعته،‏أمر ًا يصعب تقديره،‏ فإذا كانت الإحصائيات الخاصة بالأشخاص التي تم إلقاء القبضعليهم لتواجدهم بصفة غير قانونية متوفرة أحيان ًا في الدول المضيفة فإن الحصولعلى معلومات موثقة ومتجانسة بما يمكن مقارنتها،‏ لاسيما بالنسبة للنساء،‏ يظلعملا ً مرهق ًا للغاية.‏ إننا نظل دائم ً ا قيد التقديرات الكمية المتناقضة غير المتجانسةوالجزئية إن لم تكن غير موضوعية عندما يتعلق الأمر بالتقسيم النوعي.‏ ولتعويضالنقص في المعطيات حول قضية النساء المهاجرات اتفقنا مع المسؤولين عن برنامج6 مجلة ،people on the move العدد الثالث،‏ .2008


الهجرة من دول جنوب البحر المتوسط إلى أوروبا الثاني لإضافة باب عن الهجرة غيرالشرعية لنساء دول البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.‏ ونحاول في هذا الباب ‏–وهومن أصعب الأبواب دراسة في هذا البحث-‏ حل الإشكالية بصورة واضحة ورسمخطوات جديدة على طريق البحث ودعوة أصحاب القرار إلى ضرورة القيام بالأبحاثالعلمية والدراسات لفتح آفاق المعرفة ومنها إلى المساعدة في اتخاذ القرار.‏إن إشكالية الهجرة غير الشرعية للنساء تعد أمر ًا متعدد الأبعاد إذ تتطلب أكثرمن فرع من فروع العلم ‏(العلوم الاجتماعية والقانونية والسياسية)‏ وتدخل العديدمن الأطراف لاسيما تدخل الدول والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية.‏ إنهموضوع حساس ومعقد في دراسته،‏ فهو غير ظاهر بوضوح وإذا ظهر يكون فيحكم ما بين السطور،‏ فانتقال المرأة يكون دائم ً ا تحت المراقبة،‏ فإذا ما هاجرت متسللةأو أصبح وضعها بعد الهجرة غير قانوني وتم ترحيلها،‏ فإن ذلك يعد عيب ًا وعار ًا علىأسرتها.‏تختص الهجرة غير الشرعية بالعديد من صور المهاجرين واللاجئين وطالبي حقاللجوء بالإضافة إلى عدد الأشخاص الذين يهاجرون عقب اندلاع النزاعات الكبيرة.‏في بداية عام 2008 كان هناك ما يقرب من 14 مليون لاجئ وفق ًا لما أوردته الجنة العلياللأمم المتحدة ومكتب الإغاثة للاجئي فلسطين وهو ما يقرب من %7 من المهاجرينعلى المستوى الدولي . 7 وحيث إن دول البحر الأبيض المتوسط لم تكن من بين البلادالتي شهدت صراعات كبرى أدت إلى انتقالات جماعية للشعوب فيما عدا منطقةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الواقع على الحدود،‏ فإننا نقتصر على دراسة الوضعغير القانوني للنساء المهاجرات من دول حوض البحر الأبيض المتوسط مع العلم بأنعدد المهاجرات بحث ًا عن حق اللجوء في أوروبا يعد قليلا ً إلي حد كبير لاسيما بعدنهاية الصراع الداخلي في الجزائر.‏إننا نتناول في هذا الباب الأبعاد الثلاثة الرئيسة ‏(القانونية والاقتصادية والاجتماعية)‏للهجرة غير الشرعية بعد بيان الإطار العام الذي تدور هذه الهجرة غير الشرعيةفيه لاسيما هجرة النساء.‏ ِ‎1‎‏.‏ الب ُعد القانوني:‏ نبحث في هذا الصدد مجموعة القوانين الدولية لاسيماالاتفاقيات الدولية والتشريع الأوروبي لحماية المهاجرين غير القانونيين لتوضيحالتوجهات الحديثة للسياسة الأوروبية وكذلك الاتجاهات الأمنية المعمول بها فيأوروبا وآلية تنفيذها لحماية المهاجرين غير القانونيين ومنع المتاجرة بالنساء.‏2. الب ُعد الاقتصادي:‏ ندرس في هذا الصدد العوامل الحقيقية المؤثرة في سوق العملالأوروبية لاسيما سعي أرباب العمل إلى جلب الأيدي العاملة الرخيصة في بعضقطاعات الأنشطة مع بيان وضع العمل للنساء المهاجرات بصورة غير قانونية.‏3. الب ُعد الاجتماعي:‏ نبين في هذا الصدد الصور اتلفة لاستغلال المهاجرين غيرالقانونيين والعنف الذي تتم ممارسته تجاههم والعزلة التي يعانون منها وعدمالأمان الذي يعيشون فيه كم نتساءل حول المبادئ الأساسية للديموقراطيةوحقوق الإنسان التي تقوم عليها اتمعات الدولية.‏1. الهجرة غير الشرعية:‏ الإطار العامترتبط الهجرة غير الشرعية بقضايا التنمية.‏ وتؤثر عدم المساواة المتزايدة بينالشمال والجنوب على الأشخاص في طرق تنقلاتهم.‏ وطالما أن عدم الاتزان فيالعرض والطلب للأعمال يتزايد بين دول شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه فإنالأشخاص سوف يستمرون في تنقلاتهم بحث ًا عن فرص جديدة للعمل وظروفأفضل للحياة.‏ ويدور الحديث عن الهجرة غير الشرعية من خلال مفهومين:‏ يتناولالمفهوم الأول الهجرة غير الشرعية باعتبارها دليلا ً على سلوك منحرف يبرر بصورةأو بأخرى سقوط الحقوق والطرد واتخاذ إجراءات رادعة ضد الهجرة غير الشرعية.‏ويتناول المفهوم الثاني الهجرة غير الشرعية باعتبارها نتيجة الظروف المتنوعة التييعد بعضها خارج إرادة المهاجر وتتطلب تدخلا ً من جانب الدولة ويمكن وفق ًا لهذاالمفهوم أن يتم إدارة الهجرة غير الشرعية من خلال إجراءات التقنين وتحمل الدولةمسؤوليتها تجاه المهاجر.‏1-1 الهجرة ‏«غير الشرعية»:‏ تعددية المسمياتيستخدم مصطلح الهجرة غير الشرعية لتعيين مجموعة من الظواهر للأشخاصالذين يعيشون في دولة ليسوا من مواطنيها لخرقهم قوانينها . 8 ويشمل هذاالمصطلح:‏• المتسللون الذين يدخلون إلى البلاد ويقيمون فيها بغير تصريح.‏• الأشخاص ضحايا الإتجار بالبشر والتهريب.‏• الأشخاص الذين دخلوا إلى البلاد بصورة قانونية وأقاموا فيها بعد انتهاء مدةإقامتهم القانونية.‏• طالبو حق اللجوء الذين لا يلتزمون بقرار الرفض.‏• الأشخاص الذين يتحايلون على نظام الرقابة من خلال زواج منظم.‏315يوروميد للهجرة 2314 يوروميد للهجرة 27 تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية 2009.8 اللجنة الدولية للهجرة ،GCIM ص 35.


317يوروميد للهجرة 2316 يوروميد للهجرة 2تتضمن الهجرة التسللية أن يقرر المهاجر الرحيل مستخدم ًا الوسائل التي تجعلهيفلت من رقابة الدولة ومخالفة السلطات بما يمثل اعتداء ً على سيادة الدولةالتي تقوم بمسؤولية مراقبة حدودها وتنقلات مواطنيها بموجب مبدأ الحفاظ علىسيادتها . 9يأتي مفهوم المصطلح الحديث ‏«متسلل»‏ على رأس النقاشات الدائرة هذه الأيامحول سياسات الهجرة إلى أوروبا.‏ فعندما كان الدخول إلى أوروبا لا يخضع لأي صورةمن صور الرقابة فإنه لم يكن هناك مجال للتسلل لكنه عند وضع نظام التأشيراتباعتباره إجراء ً تقييدي ًا نشأت ظاهرة التسلل.‏ والمتسلل هو من يخالف القانونبدخوله أو بقائه في بلد أجنبي.‏أثناء التواجد بصفة غير قانونية وفي انتظار الحصول على صفة قانونية للإقامةفإن المهاجر المتسلل يعيش في ظروف غير آمنة تمام ًا.‏ ومع ذلك يمكنه الخروج من هذاالوضع بالعمل في الأنشطة الصغيرة التي يوفرها اتمع المضيف من خلال البحثعن أيد ٍ عاملة رخيصة دون متطلبات.‏ وتعتبر إيطاليا وأسبانيا من الحالات الرائدة فيإيجاد قطاع غير رسمي مزدهر لاسيما قطاع الزراعة الذي يشهد كثافة عالية فيالأيدي العاملة مما يتطلب العديد من إجراءات التقنين.‏وتعد الهجرة التسللية في هذه الأيام تهديد ًا حيث إن المتسلل يعتبر مجرم ًا مما يزيدشعوره بعدم الأمان ويزداد هذا الشعور بما تبثه وسائل الإعلام . 10 ويكون التعامل فيهذه القضية من اختصاص وزارات الداخلية في إطار حماية أراضيها.‏ويحمل مفهوم الهجرة التسللية معنى خاص ً ا في بلاد المغرب،‏ ففي العامية المغربيةيقال للهجرة التسللية ‏«حرقة»‏ وهي كلمة مشتقة من ‏«الحرق»‏ بمعنى ‏«حرق الحدود»‏أو ‏«حرق الوثائق»‏ بحيث لا يستدل على أصله،‏ ولقد ظهرت هذه الكلمة مؤخر ًافي بلاد المغرب في التسعينيات للإشارة إلى أولئك الذين يهاجرون من بلاد المغربإلى أوروبا عن طريق البحر على متن السفن أو في مخزن أمتعة السفينة أو فيالشاحنات.‏ فالحرقة صورة من صور مخالفات القانون وهي غير مشروعة ولا يمكن أنتتم إلا بعيد ًا عن أعين الأمن وبعيد ًا عن مواطن المراقبة المستمرة . 11وتعد قضية ‏«الحرقة»‏ ميدان ًا غير مدروس بصورة كافية وبالتالي لا يمكن تقديره.‏ إنهظاهرة ذكورية في الأساس وفق ًا لما يتداوله الإعلام ونصيب النساء منه ضعيف،‏فالسفر من خلال طرق محفوفة بااطر يعتبر أمر ًا غير شائع بين النساء لاسيماأن أهلهن وذويهن يقومون بإقناعهن بعدم السفر من خلال طرق غير مشروعة.‏بادي . ب.‏ توافد المهاجرين وعلاقات الانتقال بين الدول،‏ مجلة الدراسات الدولية،‏ مارس 1993، العدد الأول،‏ ص 16.9 دي مونيكا لوريو،‏ 2000، مرجع سابق،‏ ص 121-120.10 حسين عبد القوي،‏ 2009، الحرقة أو الصورة الحالية للهجرة غير الشرعية للجزائريين،‏ كريم،‏ تقرير 2009، ص 24-1.11 فالنساء يهاجرن عموم ًا بتأشيرة قانونية لدخول البلاد الأجنبية ثم يصبحن فيوضع غير قانوني بمجرد انتهاء مدة الإقامة.‏ولقد أظهرت التحقيقات التي أجرتها أجهزة البحث التابعة للشرطة في الجزائروكذلك أجهزة الشرطة ووزارة التضامن في 2007-2006 أن ‏«الحرقة»‏ في %91 منالقضايا هم من الشباب الأقل من 35 سنة.‏ وهم على وجه العموم من الشبابالعزب (%90) ولا يمثل المتزوجون منهم غير %8.5 والباقون قد ماتت زوجاتهم أومن المطلقين.‏ ويعتبر معظم ‏«الحرقة»‏ من ذوي التعليم المتوسط وتصل نسبتهمإلى %50 في مقابل %16 من ذوي التعليم الابتدائي و‎%6‎ فقط من الحاصلين علىشهادات تعليمية عالية.‏ وتوضح التحقيقات أن أسباب الهجرة غير الشرعية ترجعبصفة خاصة إلى البطالة (%28.5) والرغبة في تحسين أوضاع الحياة (%17.5) 12 ‏.وتجدرالإشارة إلى أن هذه الدراسات قد سكتت عن مشاركة نساء الجزائر في هذا النوع منالهجرة،‏ فنساء جنوب البحر الأبيض المتوسط،‏ كغيرهن من النساء،‏ غير متأهباتلأن يلقين بأنفسهن في التهلكة.‏ وتعد ااطر،‏ التي تحف بالشباب المهاجرين هجرةغير شرعية،‏ متعددة مما أدي إلى إنشاء جمعيات لأسر ضحايا الهجرة غير الشرعيةفي بلاد المغرب.‏ ويتركز عمل هذه الجمعيات حول ثلاثة محاور:‏ المحور الوقائي ومحورالإعادة للوطن ومحور التواصل مع الأسر.‏ وهناك نموذج ملئ بالمعاني وهو نموذجاستثنائي.‏ ويشتمل هذا النموذج على إنشاء جمعية في السنغال من أمهاتوزوجات ضحايا الهجرة غير الشرعية.‏ وهكذا تجمعن في صورة جمعيات تعاونيةلتصنيع ‏«الكسكسى»‏ من أجل المساهمة في تقديم المساعدة الضرورية للأسروإنقاذ الأزواج والأبناء من الموت في البحار أو الصحراء.‏ويستخدم تعبير ‏«الهجرة غير الشرعية»‏ لتعيين عدة ظواهر لاسيما ظاهرة الدخولغير القانوني لأحد مواطني دول العالم الثالث إلى دولة غير دولته الأصلية،‏ أو الدخولبصورة قانونية لكن الإقامة تصبح غير قانونية بعد انتهاء تصريح الإقامة برفضتجديده لفقدان العمل أو لأي سبب آخر،‏ ولا تستطيع السلطات في الدولة المضيفةأن تمنح المهاجر الذي لا تعلم بإقامته أية وثائق طالما أنه يخالف الشروط المطلوبة.‏والتجاوز القانوني يقدم على ما هو هامشي،‏ وحيث إن المهاجرين قد خالفوا قوانينالبلد فإنه لا يمكنهم الاستفادة من أدنى درجات الحماية من جانب الدولة المضيفة.‏إن معظم النساء اللاتي هاجرن بصورة غير قانونية من دول البحر الأبيض المتوسطإلى أوروبا إنما هاجرن للحاق بأزواجهن أو أهلهن.‏ ونظر ًا للتشريعات المقيدة للهجرةفإنها تتم بالنسبة للنساء في إطار الأسرة سعي ًا لقبولها في صورة قانونية.‏12 حسين عبد القوي،‏ 2009، مرجع سابق،‏ ص 8-5.


إننا نجد في فرنسا على سبيل المثال أن %70 من الوفود إلى الأراضي الفرنسية قد تملأسباب الزواج واللحاق بالأسرة . 13ومن المناسب أن نفرق بين الإتجار بالبشر وتهريبهم:‏ وفقا للمادة الثالثة من اتفاقيةباليرمو Palerme 14 حيث تنص على ما يلي:‏ » يعرف الإتجار بالبشر بأنه تجنيد ونقلوإيواء أو استقبال الأشخاص من خلال وسائل التهديد أو استخدام القوة أو غيرهامن أساليب الإكراه والاختطاف والتزوير والخداع وسوء استخدام السلطة أو موقفضعف أو إعطاء أو استلام دفعات مالية أو خدمات للحصول على موافقة الشخصعلى أن يسيطر عليه شخص آخر من أجل استغلاله،‏ ويتضمن الاستغلال في حدهالأدنى،‏ استغلال الأشخاص للعمل في البغاء أو أية أشكال أخرى من الاستغلالالجنسي أو الإكراه على العمل أو الخدمات أو العبودية أو ممارسات مشابهة للعبوديةوالأشغال الشاقة الإجبارية أو إزالة الأعضاء.»‏ وفي حالة الإتجار بالبشر يتم استغلالالضحايا بصورة حادة تصل إلى درجة الاستعباد وفيها يتم اللجوء إلى جميعالوسائل غير المشروعة من جانب أصحاب هذه التجارة مثل الخداع والفساد والعنفوالإكراه والحبس والنهب والتهديد وسلب الحرية ومصادرة الأوراق الرسمية،‏ إلخ.‏ويمكن ممارسة الإتجار بالبشر في الداخل لكنه في غالب الأحيان يتم نقل الضحاياإلى بلد أجنبي.‏ ولا يمكن فصل الإتجار بالبشر عن عصابات الهجرة الدولية وأحيان ًاما تسلك نفس المسلك،‏ ويكون معظم الضحايا من النساء والأطفال ولكن ليسبصورة حصرية.‏ ويكون اتجاه هذا النوع من التجارة عموم ًا من الدول الفقيرة إلىالدول الغنية وتكون طرق الاستغلال متباينة كما ورد في التعريف الذي ذكرناه آنف ًا.‏وتقوم هذه العصابات بإنشاء علاقة تبعية دائمة بينهم وبين هؤلاء الضحايا لضمانبقائهم تحت سيطرتهم مما يعد صورة من صور مصادرة الحرية والاستعباد.‏أما عملية التهريب فإنها تختص بالأحرى بنقل المهاجرين بطريقة غير قانونية،‏وتقوم هذه العملية على مساعدة الأشخاص لتجاوز الحدود بين الدول حتى يصلواإلى محل هجرتهم في مقابل مبلغ تم الاتفاق عليه مسبق ًا.‏ وبمجرد أن تتم عمليةالانتقال لا يسعى الطرفان إلى الالتقاء مرة أخرى.‏ إن عملية التهريب تعتبر عمليةإجرامية مرتبطة بالهجرة غير الشرعية كما تعتبر جريمة أخلاقية من ناحيةارتباطها بأعمال البغاء.‏ ونذكر أن الاتفاق المبرم بين الضحية جهة التهريب لا يعفيمن جريمة التهريب مما يعني أن أي شخص يقوم بالدفع للوسيط من أجل عبور الحدوديمكن اعتباره ضحية لعملية التهريب.‏2-1 الهجرة غير الشرعية:‏ بعض الدوافعإن الهجرة غير الشرعية تحركها بعض القوي القادرة والمتعددة،‏ فالعلاقات بينالتنمية والفقر وحركة انتقال اتمعات معقدة جدا،‏ وغالبا ما يكون عامل الفقرعلي رأ س أسباب الهجرة غير الشرعية،‏ كما يمكن أن نقول إنه كلما قل مستوىالفقر كلما خفت حدة الضغوط علي الهجرة،‏ ألا يمكن أن نضيف أيض ً ا أن انخفاضمعدل الفقر يؤدي إلي تحركات سكانية علي المدى الطويل أو القصير؟ يمكن فيالحقيقة أن نقول إن الأشخاص الذين يعيشون حياة ميسورة يحصلون علي كثيرمن المعلومات وتتعدد شبكاتهم مما يسهم في زيادة انتشار تنقلاتهم من دولة إليأخري . 15إن الهجرة غير الشرعية ترتبط أيضا بالقيود اتلفة المفروضة علي الهجرةالشرعية حيث يتم تسهيلها أيض ً ا من خلال وجود وتطوير الشبكات العصابيةالتي تستفيد من المتاجرة بالمهاجرين وتهريبهم.‏ويجب في النهاية أن نأخذ في الاعتبار بعض العوامل في تسهيل الانتقال ووسائلالاتصالات بالإضافة إلى وجود الجماعات المشتتة التي تسمح للأشخاص لاسيماالنساء بالانتقال الآمن.‏وتمثل حركة الهجرة غير الشرعية من دول البحر الأبيض المتوسط نسبة منالمهاجرين لا يمكن تجاهلها حيث تصل تقريب ًا إلى %20 ولقد تزايدت الهجرة غيرالشرعية من بلاد المغرب ‏(الجزائر – تونس – المغرب)‏ بالتوازي مع الهجرة الشرعية ومعذلك فإن التعاون بين دول شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط ومستوى اصصاتالممنوحة لمراقبة الحدود قد ساهمت في تقليل الهجرة غير الشرعية وردع المحتملهجرتهم.‏ أما بلاد المشرق ولاسيما مصر فإن هجرة المواطنين المصريين إلى أوروباتعتبر ظاهرة حديثة منذ مطلع العقد الماضي فقد قام العديد من المصريين بعبورالبحر الأبيض المتوسط في قوارب تحقيق الثروة وهم عرضة اطر جسيمة بعد دفعالمبالغ الباهظة لعصابات التهريب . 16والدوافع الرئيسية لهذا النوع الجديد من هجرة المصريين لا يختلف عن دوافعالهجرة من بلاد المغرب وهى البطالة التي يتعرض لها الشباب وصعوبة وجود فرصالعمل في دول الخليج بسبب المنافسة على الأيدي العاملة الآسيوية وقرب أوروباولأن الانتقال يتم عموم ًا عن طريق ليبيا حيث لا يتطلب ذلك حصول المصريين علىتأشيرة لدخولها ويعتبر عدد الذين يصلون إلى أوروبا بتأشيرة قانونية عدد ًا كبير ًا.‏319يوروميد للهجرة 2318 يوروميد للهجرة 2الوكالة القومية لاستقبال الأجانب والمهاجرين (2007)، تقرير عن النشاط 2006-2005، باريس:‏ . ANAEM13 البروتوكول الملحق14 ماسي وآخرون 1998، ص 277.15 هويدا رومان 2008، المهاجرون المصريون غير القانونيين.‏16


321يوروميد للهجرة 2320 يوروميد للهجرة 2وتؤكد الدراسة التي أعدتها وزارة الداخلية المصرية عام 2006 تحت عنوان » مواقفالمصريين من الهجرة إلى أوروبا»‏ أن المصريين المهاجرين إلى أوروبا يفضلون إيطاليابنسبة %54 ثم يأتي بعد ذلك فرنسا وبريطانيا وهولندا واليونان ولقد أظهرتهذه الدراسة أيض ً ا أن الأفواج الأخيرة من المهاجرين تضم الكثير من الشبابمن ذوي التعليم الأساسي مقارنة بهجرة الأشخاص إلى أوروبا في الفترة ما بين+1970-1960 من ذوي المؤهلات العليا وتتزايد هجرة الفقراء ويتضاعف خروج الشبابفي صورة غير قانونية . 17 ولم يذكر هذا التقرير نصيب النساء المهاجرات بصورة غيرقانونية.‏3-1 الهجرة غير الشرعية بين منطقة النفعية و المنطق الأمنيفي إطار المنافسة الاقتصادية المحلية والدولية تسعى كل دولة إلى تحقيق نوع منالتوازن بين منطق المنافسة الاقتصادية الذي يسعى إلى تنمية وتقييم المهاراتالمكتسبة وتحسين رفاهية المواطنين وبين المنطق الأمني الذي يسعى إلى الحفاظعلى سيادة الدولة لتقنين نظام الهجرة وتوفير الأيدي العاملة الضرورية والمؤهلةلتنمية بلاد الشمال مع سد الطريق أمام أي دخيل يسعى إلى انتهاك هذه القوانينوفي هذه الحالة تكون إمكانية الإقامة داخل دول الاتحاد الأوروبي مرتبطة بالحاجةالشديد للعمل وما دون ذلك يجب طرده خارج البلاد . 18أما المنطق الأمني الذي تلجأ إليه الدولة فإنه لا يمكن أن يخفي وجه الحقيقة المتعلقبالهجرة النوعية التي تسد الحاجة من خلال تقديم الخدمات في بعض القطاعات مثلالقطاعات الخدمية الرسمية وغير الرسمية وحينئذ ٍ يأتي المهاجرون غير القانونينلسد فجوة اقتصادية من خلال القيام بالأعمال التي يهجرها المواطنون الأصليونحيث إنها تعد أعمالا ً محفوفة بااطر ومهينة وغير مجزية.‏ والطرق الأمنية التيتتبعها دول الشمال ‏(مراقبة الحدود والطرد والتقنين)‏ قد جعلت هذه الدول في مأزق،‏كما انشغلت دول جنوب البحر المتوسط بالهجرة غير الشرعية على أراضيهاوكذلك بمواطنيهم الذين قاموا بالهجرة إلى أوروبا.‏ وإذا كانت الدولة المضيفة تعتبرالهجرة انتهاك ً ا لأراضيها وقوانينها وسيادتها فإن الدول التي تخرج الهجرة منهاتتجه نحو تغميض أعينها عن ذلك باعتباره ضرورة اقتصادية كبيرة وملحة لمواجهةالبطالة التي يعجز الاقتصاد القومي عن مواجهتها،‏ ولقد أكد وزير القوى العاملةوالتأهيل المهني المغربي – 1998 2002 السيد/‏ عليوة 19 أنه قد حان الوقت أن يعترفالأوربيون أننا لا نستطيع أن نتحمل العبء وحدنا كما أنه يجب التصرف بطريقة17 هويدا رومان 2008، مرجع سابق.‏18 دي مونيكا لوريو،‏ آنا ليون،‏ فابيولا بودا،‏ الهجرة المغربية إلى إيطاليا بين الشرعية وغير الشرعية.‏ نظرة على سارديني،‏مجلة الهجرة غير الشرعية،‏ المحركات والرؤى،‏ أعمال ندوة نظمتها ،MERM الرباط،‏ أبريل 1999، طبعة الكرامة 2000،صفحات 121-113، ص 117.19 جريدة لوموند،‏ 1999-16-06، أدار الحديث فيليب برنار.‏وقائية بدلا ً من رد الفعل حيث إن الهجرة تعتبر أحد مشاكل التنمية أكثر منكونها مشكلة أمنية.‏2. الهجرة غير الشرعية:‏ الجوانب القانونيةيجب على الدول التي تمارس حقوقها السيادية أن تحدد من يمكنهم الدخول والإقامةعلى أراضيها كما يجب عليها أن تقوم بمسؤوليتها وأداء ما عليها في حماية حقوقالمهاجرين واستعادة مواطنيهم ممن يرغبون أو يضطرون إلى العودة إلى بلادهم الأصلية،‏وفي حالة السعي إلى استبعاد المهاجرين غير القانونين يجب على الدول أن تتعاونبصورة ايجابية فيما بينها حتى لا تعود جهودهم بالسلب على حقوق الإنسان لاسيماحق طالبي اللجوء ويجب على الحكومات أن تتحاور مع العمال والنقابات واتمع المدنيحول قضية الهجرة غير الشرعية ‏(اللجنة الدولية للهجرة ص‎35‎‏)‏إن هذا النص الشامل لا يتركز فقط على سيادة الدول إنما يمتد لبيان واجب الدولالتي يهاجر منها الأشخاص والدول التي يهاجرون إليها في حماية حقوق المهاجرينوضرورة التعاون من أجل تنظيم ايجابي لعملية الهجرة غير الشرعية،‏ ويجب علىالدولة أيض ً ا أن تقوم بحماية أمن الأشخاص المهاجرين بصفة غير قانونية في إطارالتزاماتها الدولية.‏ فبموجب القانون الدولي يتم تطبيق الحق في الحياة وفي الحريةوفي الأمن وخطورة المتاجرة بالزواج والاسترقاق والتعذيب والمعاملات غير الشرعيةوغير الإنسانية والمهينة والعمل بالإكراه وعمل الأطفال على جميع الأفراد الذينيعيشون على أراضي الدولة أي ًا كان وضعهم القانوني أو بلدهم الأصلي . 201-2 الاتفاقيات الدولية لحماية المهاجرين بصورة غير شرعيةينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته الثالثة على ما يلي.‏1. يحق لأي شخص أن ينتقل بحرية وأن يختار دولة إقامته2. يحق لأي شخص أن يغادر أي دولة بما فيها موطنه الأصلي وأن يعود إليه.‏إذا كان حق التنقل مكفولا ً فإن حق العودة بحرية إلى أي دولة لم تتم الإشارة إليهفلم يخصص القانون الدولي أي اتفاقية متعلقة بحقوق الإنسان وحرية الانتقالعبر الحدود باعتبارها حق ًا رئيس ً ا يتمتع به الأفراد أمام الدول حيث إن كل دولة بموجبممارسة سيادتها تتمتع بحق مراقبة دخول الأجانب أراضيها وتخصيص حق الدخوللمن تتوافر فيهم الشروط التي تضعها الدولة . 21 ولقد أولت الدول عند ممارسة حقالسيادة أهمية كبرى وخصصت موارد ضخمة للتحصن ضد أي دخيل يمكن أن،2006، FNUPA وضع السكان 2006، النساء والهجرة الدولية:‏ نحو شعور بالأمل،‏ ص 47.20 دانييل لوشاك،‏ كارين فوتو،‏ المهاجرون تحت المراقبة،‏ طبعة كافالييه بلو،‏ ص 41.21


323يوروميد للهجرة 2322 يوروميد للهجرة 2يصل إلى أراضيها مع الاهتمام بحماية حقوق التميز في الإذن بالدخول والإقامةعلى أراضيها،‏ هذا وقد تم اتخاذ بعض الإجراءات لتطوير الجانب القانوني الملزم.‏ والتيتنظم حركة الأشخاص بين الدول مع حماية حقوق المهاجرين.‏ إن اتفاقية جنيف1951 بشأن اللاجئين هي التي تتجه وحدها للحد من حقوق تميز الدول بموجب مبدأعدم الكبت،‏ وتعد حماية المهاجرين غير القانونيين من بين واجبات الدول المضيفةإن حقوق الأجانب لا يمكن أن تصبح ملموسة إلا عند نجاحهم في دخول البلاد التيينتقلون إليها مما يعد في السياق الأوروبي قضية حساسة خلال السنوات الماضيةوتبقى الجهود الملموسة لحماية المهاجرين غير القانونين متركزة في الاتفاقية الخاصةبحماية العمالة المهاجرة وأفراد أسرتهم التي تم توقيعها عام 1990 ودخلت خيرالتنفيذ بعد اثنتي عشرة سنة وتؤكد هذه الاتفاقية أن المشاكل الإنسانية الناتجةعن الهجرة تكون أكثر وضوح ً ا في حالة الهجرة غير الشرعية وتشير إلى ضرورةاتخاذ التدابير اللازمة للوقاية والحد من الهجرة غير الشرعية والإتجار في العمالةالمهاجرة مع ضمان حماية حقوقهم الرئيسة.‏ويتم تطبيق هذه الاتفاقية على العمالة المهاجرة بصورة قانونية أو غير قانونية معضمان حقوقهم الرئيسة وحرياتهم.‏ ويسعى الباب الثالث من هذه الاتفاقية إلىحماية حقوق الإنسان للجميع بما يشمل أصحاب الهجرة الشرعية وأيض ً ا أولئكالذين يطلق عليهم بصورة غير لائقة أصحاب الهجرة ‏«غير القانونيين»‏ أو ‏«بدونأوراق»‏ 22 ويدعو هذا الباب أيض ً ا في البداية إلى الحقوق التي لا يمكن المساس بها مثلالحق في الحياة ‏(مادة 9) ومنع اللجوء إلى التعذيب أو العقوبات والمعاملات القاسيةوغير الإنسانية أو المهينة ‏(مادة 10) ومنع الاسترقاق والس ُ خرة ‏(مادة 11 فقرة 1)والعمل بالإكراه ‏(مادة 11 فقرة 2) وتؤكد الاتفاقية أيض ً ا على الحريات الرئيسةللعمالة مثل حرية الرأي والتعبير والسعي وراء الحصول على المعلومات ونشرهاوالأفكار في شتى الميادين دون مراعاة الحدود في صورة شفهية أو تحريرية مطبوعةأو فنية أو بأية وسيلة أخرى ‏(مادة 13) كما تؤكد أيض ً ا على حرية الفكر والاعتقادوالدين ‏(مادة 12) وحرية الالتقاء والاجتماع وتكوين النقابات ‏(مادة 26) فجميع هذهالحريات مكفولة عالمي ًا وتمثل مصفوفة الحريات والحقوق الرئيسية التي يتم تطبيقهاعلى العمالة المهاجرة.‏مع ذلك فإن ضمان حقوق المهاجرين غير القانونين يمثل إنذار ًا بثورة في القانونالدولي 23 والطموحات التي تسعى إليها الاتفاقية تتعارض بشدة مع المبدأ الراسخفي قانون العلاقات الدولية فالحقوق التي تكفلها الدول تعتبر ذات طابع قومي،‏والحكومات مسؤولة عن حماية رعاياها وأراضيها,‏ وتأتى اتفاقية 1990 في إطار إغاثة22 ياو أجبيست 2004، اتفاقية حماية العاملين المهاجرين،‏ أية اداة جديدة؟ من أجل أية حماية؟ الحقوق الأساسية،‏ العددالرابع،‏ يناير-ديسمبر 2004، WWW.DROITS-FONDAMENTAUX.ORG صفحات 66-47، صفحة 53.23 ياو أجبست 2004، اتفاقية حماية العاملين المهاجرين،‏ مرجع سابق،‏ ص 55.ومساعدة الدول لأنها تمد الدول بالوسائل القادرة على القضاء على الهجرة غيرالشرعية مع الاعتراف بحقوق المهاجرين غير القانونيين 24 وتتعلق هذه الاتفاقيةبحماية العمالة المهاجرة وأسرهم أي ًا كان موقفهم.‏ ومع ذلك فهي تختص أيض ً اوبصورة أساسية بالعمالة المهاجرة بصورة قانونية وليس فقط المهاجر بصورة غيرقانونية الذي يعمل سر ًا من قطاع إلى آخر من القطاعات الخدمية وذلك بسبب وضعهمن الناحية الإدارية،‏ وهناك اتفاقيات أخرى سابقة مثل المنظمة الدولية المتعلقةبالهجرة للعمل عام 1949 وعام 1975 ويتم تطبيقها على العمالة المهاجرة غير أنهلم يتم المصادقة عليها إلا من جانب دول معدودة.‏وهنالك العديد من التنظيمات التي تم وضعها في مجال مكافحة المتاجرة في البشروتهريبهم مما يعد خرق ًا لحقوق الإنسان،‏ فمنذ نهاية التسعينيات تم وضع نظام جديدلمكافحة المتاجرة بالبشر وتهريبهم مما أدى إلى وفرة في الاتفاقات والتوصيات والندواتوالبرامج التي تتم بالشراكة مع مؤسسات الأمم المتحدة والأوروبية والدول والمنظماتغير الحكومية.‏ وتمثل النصوص المنظمة لمكافحة التهريب نظام ًا تدريجي ًا يعمل فيجميع المستويات:‏ الدولية ‏(برتوكول باليرمو والمنظمة الدولية للهجرة)‏ والأوروبية‏(البرلمان الأوروبي واللجان الأوروبية ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ( والمحلية،‏ وتجدرالإشارة إلى أن الإطار القانوني الأكثر أهمية والأكثر إلزام ًا يختص بالمتاجرة في البشروتهريبهم ولقد جعلت بعض الدول لاسيما دول الاتحاد الأوروبي من ذلك أولوية.‏ ولقدالتزمت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 نوفمبر 2000 باتفاقية الأمم المتحدةلمناهضة الجرائم المنظمة بين الدول وكذلك بالاتفاقين الملحقين لتوقيع الدول عليهاعن انعقاد مؤتمر باليرمو وتتفق بنود الاتفاقية وبرتوكولاتها ومبادئ حماية حقوقالأشخاص.‏أما بروتوكول باليرمو الذي يهدف إلى الوقاية ومنع ومعاقبة المتاجرة بالأشخاصلاسيما النساء والأطفال فإنه لا يتعلق فقط بالمتاجرة لأعمال البناء إنما يتخذ أيض ً االصورة الجديدة للمتاجرة في الاعتبار وهى الأعمال الخدمية بالإكراه والزواج المنظملغاية ما،‏ ويعرض هذا البروتوكول على الدول الموقعة طرق حماية ضحايا التهريب,‏فإذا ما أنكرت النساء معرفتهن بالقوادين والمهربين فإنهن يمكنهن المطالبة بحقهنفي الإقامة المؤقتة خلال مدة التحقيق مع المتهمين.‏وحيث إن هذا البروتوكول ي ٌعد ثمرة ما يزيد على قرنين من التباحث الدولي الصعبفي غالب الأحيان فإن له طابع ً ا خاص ً ا حيث إنه يمثل النص الأول الذي يشمل جميعجوانب المتاجرة بالبشر ‏(الاسترقاق على وجه الخصوص).‏ إن برتوكول الأمم المتحدة24 تلتزم الدول الأطراف سواء ٌ أكانت دولة المهاجر أم دولة معبر أم دولة استقبال بالقضاء على تهريب الأيدي العاملةومكافحة التضليل ‏(مادة 68، فقرة ‎1‎أ)‏ كما يجب معاقبة الأشخاص واموعات والوحدات التي تنظم الهجرة غيرالشرعية ‏(مادة 8، فقرة ‏!ب)‏ أو تلجأ إلى العنف والتهديد للمهاجرين ‏(مادة 68، فقرة ‎1‎ج)‏ كما يجب فرض عقوباتعلى أرباب العمل الذين يقومون بتوظيف عمالة مهاجرة هجرة غير قانونية ‏(مادة 68، فقرة 2).


325يوروميد للهجرة 2324 يوروميد للهجرة 2لمناهضة المتاجرة بالبشر يوصي الحكومات بالسماح للضحايا في البقاء داخلالبلاد التي انتقلوا إليها بصفة مؤقتة أو دائمة،‏ كما يطالب الدول الأطراف بتوفيرالأمن للضحايا وحماية حقهم في الحياة الخاصة وهويتهم وتقديم المسكن لهموالمعلومة والنصائح القانونية بلغة يفهمونها وكذلك الخدمات الطبية والمساعدةفي مجال التعليم والعمل والتأهيل كما يوصي باتخاذ الإجراءات القانونية لتعويضالضحايا . 25ولقد تم تفعيل هذه اهودات لدعم حقوق المهاجرين وذلك من خلال مختلف الوسائلالقانونية للأمم المتحدة وأصبحت القضية متداولة في المؤتمرات اتلفة التي تعقدهامنظمة الأمم المتحدة خلال العقدين الماضيين ‏(بدء ًا من المؤتمر الدولي لحقوق الإنسانفي فيينا عام 1993 وحتى مؤتمر السكان عام 1994 بالقاهرة ومؤتمر المرأة ببكين عام1995 والمؤتمر الدولي بدربان لمناهضة العنصرية عام 2001) وتم الاتفاق بين الدول خلالهذه المؤتمرات لوضع حماية لحقوق الإنسان على وجه العموم مع خطة عمل لحسنإدارة قضية الهجرة.‏ولقد تقدم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في عام 2002 من خلال تقريره عنتفعيل دور الأمم المتحدة بشكوى من أجل دراسة شاملة للأبعاد اتلفة للهجرةوبالأخص قضايا تحركات الأشخاص وتأثيرها على التنمية , 26 وأوضح تقرير أكتوبرلعام 2005 الصادر عن اللجنة الدولية للهجرة تحت مظلة الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة التوجيهات الجديدة الواجب اتخاذها لحماية حقوق المهاجرين وضمان نجاحالهجرة بحيث لا يخسر فيها أحد ٌ من الأطراف،‏ ولقد تم تناول هذه القضية خلالجلسة رفيعة المستوى أثناء اجتماع سبتمبر لعام 2006. وتم أيض ً ا بذل مجهوداتمماثلة من جانب الاتحاد الأوروبي حيث لا تزال الدول الأعضاء تواجه بصورة دائمةالقضايا المعقدة المتعلقة بإدارة عملية الهجرة,‏ ولا زالت هذه الدول تواجه وصولالمهاجرين غير القانونين بإجراءات أقل نسبة خلال السنوات الماضية وتحاول بقدرالإمكان إدارة هذا النوع من الهجرة على أراضيها.‏2-2 إدارة قضية الهجرة غير الشرعية:‏ التشريع الأوروبي محلالاستفهامعندما نتحدث عن الهجرة غير الشرعية نجد أنفسنا أمام المعضلة الآتية:‏ كيفنصل إلى حد التوازن النسبي بين المحافظة على سيادة الدول والتنمية الاقتصاديةمن جهة وبين حماية حقوق الأشخاص المهاجرين غير القانونيين من جهة أخرى؟منظمة الأمم المتحدة،‏ قرار الجمعية العامة،‏ تقرير ،2006، FNUAP ص 47.25 الأمم المتحدة،‏ الجمعية العامة،‏ 2002 ب،‏26 إن السياسة الشاملة للاتحاد الأوروبي في قضية الهجرة،‏ تتركز حول إدارة الهجرةالشرعية وأثر الهجرة على التنمية وخفض الهجرة غير الشرعية،‏ وتشغل هذهالنقطة الأخيرة أولوية عند وضع الإجراءات المبالغ فيها في مجال إغلاق الحدودواللجوء إلى إجراءات أمنية ملزمة تهدف إلى الوقاية من الدخول أو الإقامة غيرالشرعية على الأراضي الأوروبية.‏ولقد كانت الخيارات الأوروبية في مجال الهجرة دائم ً ا واضحة،‏ حيث ترغب أوروبافي هجرة منظمة وقانونية لتلبية حاجاتها الاقتصادية والاجتماعية,‏ وكان ينظرإلى الهجرة غير الشرعية باعتبارها حركة مخالفة للقوانين وإقامة غير مرغوبةلأنها ليست جزء ًا من التخطيط أو التنظيم . لقد فرضت هذه الهجرة على أوروبا،‏فوجدت نفسها ملتزمة بإيجاد وتطوير آليات جديدة لإدارة شؤون المهاجرين غيرالمرتقب وصولهم.‏ فالنسبة للمقيمة بصورة غير قانونية منذ وقت طويل في بلدأوروبية ممن يحسبون على سوق العمل فإننا نجد أن تقنية وجودهم ضرورة وأمر ًا واجب ًابالنسبة لأوروبا.‏ فالهدف الرئيس لأوروبا هو السيطرة على عصابات التهريب معالعزم على إيجاد قنوات شرعية للهجرة بالصورة التي يمكن ترجمتها في سياساتالدول الأعضاء وكذلك في أولويات السياسات الأوروبية للهجرة التي يتم التأكيدعليها في االس الأوروبية اتلفة بدء ًا من مجلس تامبرية ‏(أكتوبر 1999) وحتىميثاق الهجرة واللجوء (2008) .إننا نجد على المستوى الأورومتوسطى بالتحديد أن القمة الوسيطة التي انعقدتفي كريت وضمت دول الشراكة الأورومتوسطية في مايو 2003 قد أكدت على أهميةخطة عمل فالونس لاسيما المتعلقة بالجانب الأمني . 27 وفي ديسمبر 2003 أكد مؤتمرالأورومتوسطية من جديد على ضرورة تناول قضايا الهجرة والحركات الإنسانية منزاوية التوازن بين الإجراءات الأمنية والإجراءات المتبعة لإدارة توافد المهاجرين . 28 وتتمتتويج هذه الخطوة بتنظيم مؤتمرات وزارية أوروإفريقية حول الهجرة والتنمية‏(الرباط يوليو 2006, تريبولى نوفمبر 2006, باريس 2008).ولقد لجأت أوروبا فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية إلى ثلاث اختيارات مشتركةتتطلب تعاون ًا قوي ًا بين دول شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط وتعاون ًا دائم ً ا معالمنظمات الدولية وتستمل على ما يلي:‏27 ضع خطة عمل فالونس إطار ًا للتدخل الإقليمي في مجال العدالة ومكافحة تهريب ادرات والجريمة والإرهاب وكذلكفي مجال تحقيق الاندماج الاجتماعي للمهاجرين والهجرة وتنقلات الأشخاص.‏ المفوضية الأوروبية 2002،، خطة عملفالونس،‏ ختام أعمال اجتماع الدول الأورومتوسطية،‏ 23-22 أبريل 2002، بروكسيل،‏ المفوضية الأوروبية.‏28 النتائج الأربع عشر للرئاسة،‏ مؤتمر الأورومتوسطي لوزراء الخارجية،‏ نابلس،‏ 3-2 ديسمبر 2003، ‏(دول حوض البحرالأبيض المتوسط 2003 بيان عام للمعهد الأوروبي لدول البحر الأبيض المتوسط ومعهد فينداسيو ،209-208، CIDOBموازنة 2003، عام البحر الأبيض المتوسط.‏


327يوروميد للهجرة 2326 يوروميد للهجرة 21. منع المهاجرين غير القانونيين من دخول الأراضي الأوروبية مما يمثل مراقبة مشددةعلى الحدود.‏2. إعادة جميع الأشخاص الذين دخلوا بصورة غير قانونية إلى أوطانهم وكذلكالأشخاص المتسليين ومن انتهت مدة إقامتهم.‏3. تقنين بعض الطوائف المهاجرة الذي تتفق أوضاعهم مع المعايير والقواعد التييتطلبها الاتحاد الأوروبي والذين تسد أعمالهم حاجة أرباب العمل.‏1-2-2 مراقبة وحراسة الحدود:‏ قطع الطريق أمام جميع صور الهجرةالتسلليةتعمل المراقبة الأوروبية على أكثر من مستوى حيث يتم العمل على أربعةمستويات:‏• مراقبة الحدود لمنع أية عملية دخول غير قانونية وفرض تأشيرة دخول لأي عمليةدخول لمنطقة شنجن.‏• مكافحة المتاجرة بالبشر وتهريبهم.‏• مراقبة أعمال النقل التي تقوم بتنقلات غير قانونية• مراقبة أرباب العمل الذين يقومون بتشغيل أيد ٍ عاملة غير قانونية.‏ومراقبة الحدود على نوعين:‏ يشتمل النوع الأول على المراقبة الشديدة للحدودووسائل النقل البرية والبحرية وإقامة المراقبة الجوية والجدارات الشائكة واللجوءإلى تقنيات أخرى مستحدثة.‏ ويشتمل النوع الثاني على استخراج تأشيرات لمنعدخول الأشخاص غير المرغوب فيهم.‏ وأدى الانضمام المتزايد إلى نظام شنجن إلىوجود دول جديدة مثل أسبانيا وإيطاليا واليونان ويأتون في المرتبة الأولى لحماية الحدودالخارجية والحذر الشديد تجاه وسائل النقل غير القانونية والعقوبات المفروضة علىأرباب العمل الذين يقومون بتشغيلهم,‏ على مدى تضامن الدول الأوروبية والخطواتالمتزايدة نحو سياسة الجنوب لا سميا تزايد الهجرة من إفريقيا السوداء إلى أوروبامرور ًا بدول شمال إفريقيا قد دفع دول الشمال إلى اتباع نظام أمنى جديد ووضعاستراتيجية أخرى لمواجهة هذا التوافد.‏إن عقد اتفاقية اوروداك في ديسمبر 2000 بشأن اللجوء يسمح بمضاهاة بصمةطالبي اللجوء ببصمة الأشخاص الذين عبروا الحدود بصفة غير قانونية وذلك منخلال قاعدة بيانات إلكترونية.‏ وأصبح الوصول إلى المعلومة متاح ً ا لجميع الدولالأعضاء في الاتحاد الأوروبي.‏ وتم تحديد صور التعاون الأوروبي لإعداد طريق لإدارة مراقبةالحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في لاهاي عام 2004 وفي هذا الإطار تم تشكيل وكالةلإدارة الحدود الخارجية مع الاتحاد الأوروبي يطلق عليها .FROTEX وأشار الس الأوروبيالمنعقد في بروكسيل عام 2004 إلى أهمية السعي في إلغاء الرقابة على الحدودالداخلية ومتابعة تفعيل نظام إدارة الحدود الخارجية وتشديد الحراسة ومراقبة هذهالحدود وذلك عقب انضمام دول جديدة أصبحت بالتالي حدود ًا شرقية برية مع الاتحادالأوروبي وهذه الدول هي هنغاريا وبولندا وسلوفاكيا ودول بحر البلطيق وقد تمتدعوتهم لتفعيل المراقبة المشددة ووضع برنامج للمساعدة المالية.‏ويعد وجوب استخراج تأشيرة دخول لرعايا الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبيصورة من صور حماية أوروبا من الهجرة غير المرغوبة.‏ فالسياسة المتبعة في مجالاستخراج التأشيرة ترتبط ارتباط ً ا وثيق ًا بسياسة مراقبة الفلول المهاجرة.‏وهنالك عاملان أساسيان يحددان هذا الميدان وهما القانون الذي يحدد قائمة الدولالأطراف التي يخضع رعاياها لوجوب استخراج تأشيرة وكذلك القانون الذي يضعنظام ًا مشترك ً ا لاستخراج التأشيرة.‏ ولقد عاد الس الأوروبي المنعقد في بروكسيلعام 2004 إلى أهمية متابعة وضع السياسة العامة للتأشيرات والتي تساعدعلى مكافحة الهجرة غير الشرعية بموجب التجانس بين التشريعات المحلية وطرقتسليمها من خلال القنصلية المحلية.‏ وأما طريقة اتباع نظام معلوماتي للمراقبةوكذلك نظام شنجن المعلوماتي لوضع المعلومات المحلية عن غير المرغوب فيهموالمتسللين وأصحاب طلبات اللجوء المرفوضة على شبكة المعلومات،‏ فإنها تلزمالدول الأوروبية برفض حقهم في الإقامة وبطردهم.‏ويكرر ميثاق الهجرة واللجوء (2008) رغبة أوروبا في غلق الأبواب أمام جميع المهاجرينغير القانونيين ‏(حيث يفضلون حماية أوروبا من خلال مراقبة حدودها الخارجية)‏ويتعلق اثنان من البنود الخمسة للميثاق بمكافحة هذا النوع من الهجرة وهما:‏البند الثاني:‏ مكافحة الهجرة غير الشرعية لاسيما من خلال العودة إلى البلدالأصلي أو البلد التي حل بها الأجانب من ذوي الوضع غير القانوني البند الثالث:‏تشديد فاعلية مراقبة الحدود . 29ومن البديهي أن مكافحة الهجرة غير الشرعية كانت محلا ً للتعاون الثنائي المدعممن دول حوض البحر الأبيض المتوسط لاسيما بلاد المغرب ودول أوروبا ولقد أدي إطلاققذائف المهاجرين من إفريقيا السوداء ضد الحواجز المعدنية لمدينتي سوتا ومليلا(2002 – 2003 وأكتوبر 2005) بصورة تم تغطيتها إعلامي ًا تغطية شاملة29 الإجراءات المتخذة هي:‏ 1- إيجاد شرطة حقيقية أوروبية على الحدود.‏ 2- اتخاذ إجراءات حية بشأن التأشيرات.‏ 3- تفعيلدور وكالة فرونتكس المكلفة بتنسيق مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.‏ وسوف يتم تزويد وكالة فرونتكس لمراقبةالحدود بمهمة مزدوجة وهي مراقبة منطقتي جنوب وشمال الاتحاد الأوروبي وذلك لإكساب هذه الوكالة مزيد ًا منالفاعلية.‏


329يوروميد للهجرة 2328 يوروميد للهجرة 2على المستوى الدولي وكذلك المآسي الإنسانية عبر البحار إلى إيجاد صدى عاملمناهضة الهجرة غير الشرعية.‏ وكانت الردود الأولية من جانب السلطات الأسبانيةوالمغربية ذات طبيعة أمنية حيث قامت بإنشاء حواجز إضافية حول مدينتي سبتاومليلا وتشديد إجراءات مراقبة الحدود لاحتواء فلول المهاجرين مع زيادة إجراءات إعادةالمتسللين إلى الحدود.‏ وفي نفس الوقت قامت الحكومة الفرنسية بتقديم مفهومالهجرة المنتقاة التي تسمح لها بمراقبة إجراءات الدخول من جانب وتأكيد التضامنمع المهاجرين من جانب آخر.‏ إن مشروع قانون ‏«للهجرة المنتقاة»‏ جاءت فكرته منالأزمة العنيفة التي تعرضت لها الضواحي عام 2005 وتزايد فلول المهاجرين وتبنتهفرنسا في مايو 2006. وكان هذا المشروع أساس الاتفاقات الثنائية بين فرنسا وبعضالدول التي يهاجر المواطنون منها 30 ويمثل بؤرة ميثاق الهجرة واللجوء.‏2-2-2 الاتجار في البشر وتهريبهمإن تهريب البشر والمتاجرة بهم تمثل النقطة المظلمة في الهجرة ومن ثم في العولمة،‏فعملية فتح الحدود بين الدول والأسواق الدولية لم تؤد ِ فقط إلى زيادة عملية التوافدالدولية لرؤوس الأموال والنصائح والأيدي العاملة وإنما أدت أيض ً ا إلى زيادة عولمةالجريمة المنظمة 31 ونجد فيما يختص بأوروبا أن الهجرة المرتبطة بالمتاجرة في الفسادوالبقاء بالنسبة للمهاجرين الأوروبيين من الشرق إلى الغرب قد اتخذت بعد سقوطحائط برلين وبعد الظاهرتين اللتين أدتا إلى نتائج مباشرة لوضع النساء في هذهالبلاد وهما فتح الحدود في دول أوروبا الشرقية وإفقار الدول الشيوعية السابقة.‏إن المتاجرة بالبشر تعد مرادف ًا لمصادرة الحرية وفرق حقوق الإنسان فالأشخاص التيتقوم عصابات التهريب بجلبهم يجدون أنفسهم في الغالب مجردين من أوراقالسفر وتستغل هذه العصابات غياب سياسات الهجرة متعددة الأطراف وغيابالتعاون بين الدول.‏ فيجبر أفراد هذه العصابات النساء والفتيات على البقاء ويزدادعدد الصغار من الذكور والإناث المتواجدين في غير صحبة أحد.‏ وتشير الإحصاءات إنما يقرب من %80 من ضحايا التهريب هم من النساء.‏إن عدم التجانس بين التشريعات المحلية في بلاد المهجر مثل ألمانيا والمملكة المتحدةوبلجيكا والدانمارك وأسبانيا وإيطاليا وهولندا والسويد تمثل إحدى عقبات مكافحةالهجرة المرتبطة بالمتاجرة في النساء وبالبقاء حيث إن التشريعات في هذه الدولتنطلق من منع شراء الخدمات الجنسية حتى تشريع القوادة عندما يكون البقاءبمحض الإرادة . 32رسائل كازا آراب،‏ WWW.CASQQRABE.IEAM.ES النساء والهجرة غير الشرعية:‏ نحو شعور بالأمل30 ،FNUAB وضع السكان 2006، النساء والهجرة الدولية:‏ نحو شعور بالأمل،‏ ص 44.31 الس البرلماني 2003.32 ولقد أصبحت القضية المتعلقة بالمتاجرة بالمهاجرين وأعمال البغاء موضع الأحاديثالملتهبة إعلامي ًا وسياسي ًا خلال السنوات الماضية وتهدف هذه القضية إلى جذباهتمام المؤسسات اتلفة التي تصف ذلك بأنه تهريب وليس بحركة تتبع تقسيم ً اطبقي ًا وجنسي ًا وعرقي ًا , 33 فضحايا المتاجرة بالبشر من النساء يجبرن على البقاءوتنشيط السياحة الجنسية وعقد الزيجات المرتبة من خلال المكاتب قبل تسلمهنللعمل في أنشطة أخرى مثل القطاع الخدمي والعمل في مجال الزراعة والأعمالالشاقة . 34وتم تسليم هؤلاء النساء تصاريح إقامة قصيرة المدة لحمايتهن بعد أن وقعوا ضحيةللهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالبشر الذين يتعاونون مع السلطات اتصةوهناك مبادرة تم إطلاقها عام 2002 35 تقترح منح مهلة تصل إلى 30 يوم ًا لضحاياهذا النوع من الهجرة ليتمكن من اتخاذ القرار في التعاون مع السلطات اتصةالمعنية ويتم خلال هذه الفترة تسليم المرأة إلى إحدى المنظمات الحكومية المعتبرةأو إحدى المنظمات غير الحكومية المعترف بها.‏وتغطي اتفاقية الس الأوروبي لمناهضة المتاجرة في البشر (2005) جميع صورالمتاجرة بما فيها المتاجرة داخل الدولة الواحدة كما أنها تضع نظام ًا للمتابعةيشترك فيه ممثلوا الوزارات والخبراء المستقلون الذين يتم تكليفهم بتقييم تفعيلالاتفاقية والتوصية بالتحسينات . 36إن الاقتصاد غير الرسمي والعمل غير القانوني يمثلان عامل جذب للهجرة غيرالشرعية والمتاجرة بالبشر وتهريبهم كما يؤديان إلى استغلال الأشخاص لاسيماالنساء.‏وبدأت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تكثيف المراقبات المشددة على عصاباتالنقل التي تقوم بنقل المتسللين،‏ كما بدأت في فرض عقوبات رادعة على أرباب العملالدين يقومون بتوظيف أيد ٍ عاملة تسللت بصورة غير قانونية إلى البلاد أو يغمضونأعينهم عن الرعايا الذين يقعون ضحية للمتاجرة.‏ ويعتبر مشروع مبادرة 16 مايو2007 والذي ينص على فرض عقوبات على أرباب العمل الذين يقومون بتوظيف رعاياالدول غير الأطراف والمقيمين بصورة غير قانونية خير دليل على ذلك . 37نسيمه موجود،‏ ماريا تيكسيرا،‏ 2010، هجرة وتهريب النساء وأعمال البغاء،‏ لوموند،‏ الاثنين 3 مايو 2010,33 تقرير ،2006، FNU AP ص .4434 اقتراح مبادرة الس بشأن تصريح الإقامة قصيرة المدة مساعدة لضحايا الهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالبشر وذلك35 بالتعاون مع السلطات اتصة 0043/2002.اتفاقية الس الأوروبي لمناهضة المتاجرة بالبشر.‏36 تقرير لجنة المفوضية الأوروبية COD/0094/2007 249، 2007،37


331يوروميد للهجرة 2330 يوروميد للهجرة 2ولقد قام الإتحاد الأوروبي أيض ً ا بوضع برامج مختلفة لإيقاف الفلول المتوافدة بنسبةكبيرة من الدول الشرقية،‏ ويهدف برنامج تهريب الأشخاص بغية الاستغلالالجنسي المعروف باسم (Stop) إلى مساعدة الأشخاص العاملين في قطاع العدالةوالشؤون الداخلية لجمع المعلومات والدراسات في إطار مكافحة العصابات،‏ وقامالبرنامج الذي بلغت ميزانيته 6.5 مليون يورو لمدة خمس سنوات ‏(اللجنة الأوروبية1996) بجمع ونشر المعلومات والعمل على تأهيل الموظفين المسؤولين عن الهجرةوالمتواجدين على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.‏وهناك برامج أخرى لمناهضة العنف ضد المرأة في الدول الأعضاء تضع في اعتبارهاأيض ً ا العنف ضد النساء المهاجرات.‏ ونذكر على سبيل المثال برنامج دافنيه وهو عبارةعن مبادرة أطلقتها المفوضية الأوروبية عام 1997 لحث البرلمان الأوروبي على تمويلمشروعات لمناهضة العنف ضد الأطفال والشباب والنساء،‏ وساعد هذا البرنامجالذي تديره الإدارة العامة للعدالة والحرية والأمن في تمويل العديد من المشروعاتاصصة لمناهضة العنف ضد المهاجرات.‏ ولا يتم تطبيق برنامج دافنيه إلا علىالمشروعات التي تديرها المنظمات غير الحكومية والجمعيات والمراكز المحلية في إحدىدول أعضاء الاتحاد الأوروبي أو إحدى الدول المرشحة للانضمام إليه والنموذج الذييقترحه هذا البرنامج يمكن تطبيقه على مشروعات جديدة لمناهضة العنف الذيتتم ممارسته ضد النساء في جميع أنحاء المنطقة الأوروبية والأورومتوسطية.‏ويولي الاتحاد الأوروبي أهمية كبرى لتهريب النساء المهاجرات من أوروبا الشرقيةلاسيما جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.‏ ويقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل البرامجالتي تشجع الاعتراف بحقوق الإنسان.‏ ولقد ساعد على وجه الخصوص المشروعالذي يهدف إلى » الوقاية من عمليات تهريب النساء » بالتعاون مع ألمانيا وبولنداوجمهورية التشيك.‏ كما قام أيض ً ا بتمويل برامج تهدف إلى إيجاد وتوفير عملللنساء اللاتي يقمن بهذه البلاد المعنية.‏ونذكر من بين المشروعات التي قام برنامج دافنيه بتمويلها والتي نجحت في مواجهةالعنف الذي تتم ممارسته ضد المهاجرات مشروع 38 RESPECT ومشروع . 39 WAVEوقام هذا المشروع بتأسيس مركز أوروبي للتحذير من العنف ويقوم بنشر رسالةإخبارية دورية ‏(فيمبور)‏ ثم تخصيص العديد من إصداراتها لتناول قضية العنفضد المرأة . 4038 شوينكن 2005 ‏«التحديات التي تواجه حقوق المرأة المهاجرة إلى الاتحاد الأوروبي»‏ الة الأوروبية للهجرة الدولية،‏.1 ،2139 موقع الشبكة:‏ WWW.WAVE-NETWORK.ORG40 جان فريدمان،‏ بهيجه جمال،‏ ‎2008‎ن العنف ضد المرأة المهاجرة واللاجئة في منطقة الأورومتوسطية،‏ دراسات حالة:‏فرنسا،‏ إيطاليا،‏ مصر،‏ المغرب،‏ طبعة 2008، شبكة الأورومتوسطية،‏ لحقوق الإنسان.‏ صفحات 27-28.ويمكن القول أن الفلول المهاجرة قد تم السيطرة عليها بصورة أكبر بموجب هذهالإجراءات كما تم أيض ً ا ردع المتاجرة بالبشر.‏ ومع ذلك لازال هنالك بعض العقبات وهينقص المعلومات حول هذه القضية والقصور في بعض المشروعات المطروحة والفسادومهارة العصابات الإجرامية التي تميل إلى التغيير المستمر في الاستراتيجياتوالخطط مما يعوق الجهود المبذولة وبالتالي يكون هناك تجاوز للقوانين الموضوعة منخلال التخفي وراء آليات مشروعة وهذا يعد خرق ًا كاملا ً للتشريعات التي تسعىإلى حماية هؤلاء الأشخاص ضد التعرض لمثل هذا النوع من الاستغلال.‏ هذا وقد تماتخاذ بعض الإجراءات المتعلقة بقبول وترحيل المهاجرين غير القانونيين للتحصنضد أفواج الهجرة غير الشرعية التي تصل إلى أوروبا وإخلائها منهم منذ مطلعالتسعينيات.‏3.2.2 العودة الاختيارية أو الإجبارية،‏ آليتان مطروحتان:‏ تجديد القبولوالعودةيشتمل العامل الأساسي للسياسة الأوروبية في الهجرة على الإبعاد الفعليللأشخاص المقيمين بصورة غير قانونية على أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.‏وبالتالي فإنه يجب إعادة المهاجرين الذين لا يحق لهم أو لم يعد يحق لهم الإقامةالقانونية في الاتحاد الأوروبي إلى بلادهم طوع ًا أو كره ًا عند الضرورة وتكمن العقباتالرئيسة عند الترحيل في إثبات الصفة غير الشرعية للإقامة وجنسية المهاجروكذلك الحصول على موافقة البلد الأصلي للمهاجر بتقديم تصريح الدخول.‏ولطالما دعت االس الأوروبية إلى وضع سياسة للإقصاء والترحيل مبنية علىمعايير مشتركة حتى يتسنى للأشخاص المعنية العودة إلى أوطانهم بصورةإنسانية واحترام لحقوق الإنسان وكرامته،‏ ولقد نوقش منذ عام 2000 الحد الأدنىللمعايير التي يتم تطبيقها على سياسات الترحيل.‏ ولقد نشرت المفوضية الأوروبيةفي إبريل 2002 كتاب ًا أخضر حول هذه القضية 41 لمناقشتها بين الأوساط المهتمةبضرورة وضع سياسة مشتركة في مجال الترحيل.‏ وتعتبر العودة الاختيارية أفضلمن العودة بالإكراه وذلك لأسباب ذات طابع إنساني وهي الفكرة التي أوصى بهاميثاق الهجرة واللجوء (2008).إن السيطرة على الحدود وسياسة اللجوء تمثل جزء ًا من القرارات التي يتم اتخاذهابين الحكومات ‏(العدل والشؤون الداخلية)‏ منذ اتفاقية ماستريخت عام 1992. ولقدقامت معاهدة أمستردام باتخاذ بعض الإجراءات لمكافحة الهجرة غير الشرعيةوترحيل الأشخاص المقيمين بصفة غير قانونية.‏ ولقد تم عقد اتفاقيات ثنائية طويلة41 الكتاب الأخضر للسياسة العامة لعودة المقيمين بصفة غير قانونية،‏ تقرير المفوضية الأوروبية،‏ 175، 2002،ابريل 2002.


333يوروميد للهجرة 2332 يوروميد للهجرة 2المدى لإتاحة العودة بين الدول الأوروبية والدول ااورة للاتحاد الأوروبي أو الدول الواقعةعلى الشواطئ المقابلة لدول الاتحاد الأوروبي.‏وبالنسبة للاتفاقيات الثنائية لإتاحة حق العودة فإنه يمكننا أن نلاحظ مراحل هذاالتطور:‏ اتفاقيات إتاحة حق العودة » المرحلة الأولى » والتي تم عقدها بين فرنسا والدولالواقعة على الحدود مثل ألمانيا عام 1960 وبنليكس عام 1964. وفي التسعينياتجاءت » المرحلة الثانية » من اتفاقيات إتاحة حق العودة والتي تهدف إلى تحميل دولالمعبر مسؤولية القصور في مراقبة الحدود مع الالتزام بإتاحة العودة لرعايا الدولغير الأطراف الذين تمكنوا من دخول أوروبا عبر تلك الدول.‏ وتأتي » المرحلة الثالثة »لاتفاقيات إتاحة حق العودة مصاحبة لمعاهدة أمستردام حيث تم إلحاق قضية ترحيلالأشخاص المقيمين بصورة غير قانونية بالميدان اتمعي،‏ واليوم تم دمج اتفاقياتإتاحة حق العودة والبنود الأساسية مع اتفاقيات الشراكة والتعاون مع دول جنوبالبحر الأبيض المتوسط.‏ ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن السياسة الوحيدة المشتركةللاتحاد الأوروبي هي سياسة إتاحة حق العودة . 42ولقد أصبحت الضغوط الدافعة إلى الهجرة إلى أوروبا موضع جدل كبير،‏ ولقددفع هذا الجدل البرلمان الأوروبي عام 2008 إلى تبني رؤية الترحيل وهي رؤية أمنيةتمثل امتداد ًا لاتفاقيات شنجن ونظام التأشيرات حيث تؤكد من جهة على نقلالحدود إذ أن الحدود الداخلية قد ذابت بالنسبة للأوروبيين أما الحدود الخارجية فقدتم التشديد عليها بالنسبة لغير الأوروبيين كما أنها تؤكد من جهة أخرى علىالآليات التي تم وضعها لدعم الحواجز المفروضة حول أوروبا من خلال إنشاء بنوكالمعلومات الإلكترونية ونظام شنجن المعلوماتي وتوقيع الاتفاقيات المتعلقة بإتاحةحق العودة مع الدول غير الأطراف الواقعة على البحر المتوسط بما يجعل منهمحرس ً ا للحدود في نظام شنجن.‏ وتسعى هذه الاستراتيجية إلى إيجاد هجرة ثابتةفي دول الاتحاد الأوروبي وتخفيض معدل الدخول إليه.‏ ولكن لا يمنع ذلك من أن نرىلون ًا من ألوان الانحياز في أوروبا،‏ فالمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية وجمهوريةأيرلندا لا يشاركون في السياسة المشتركة للهجرة منذ توقيعهم اتفاقية ديبلانبشأن فحص طلبات اللجوء.‏أما بالنسبة للعودة الاختيارية فإنه بالرغم من الأهمية التي توليها إياها الدولالأورومتوسطية والدول الأوروبية واصصات القيمة الممنوحة لا يزال هذا الأمرضعيف ًا من الناحية الكمية.‏ ولقد اقترح الس الأوروبي المنعقد في تامبير عام 1999زيادة المساعدة الممنوحة للدول الأصلية ودول المعبر لتسهيل العودة الاختيارية.‏ وفيعام 2002 حدث تغير طفيف في الخطاب فلم يعد الحديث يدور حول » المساعدة42 فالونتين جريف،‏ اتفاقيات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول غير الأطراف والدول التي يهاجر المواطنون منهاوالتي تهدف إلى تقليل توافد المهاجرين،‏ رسالة تخصص،‏ إدارة السياسة،‏ جيروم فالوي،‏ 2005-2004.في العودة » وإنما » المساعدة في إعادة الاندماج » وتهدف هذه السياسة إلى دعمالتنمية في المناطق التي تشهد حركة كبرى في الهجرة عن طريق رعاياها وذلكلكبح الهجرة غير الشرعية . ويبدو أن سياسة التنمية المشتركة التي دعا إليهاوزير الداخلية الفرنسي جان بيير سوفانمان وقام بإدارتها سامي نير لم تسفر عنعودة اختيارية شاملة.‏إن برامج العودة الاختيارية لا تخص أوروبا فحسب وإنما تخص أيض ً ا دول المعبرلاسيما بلاد المغرب.‏ ويأتي مشروع العودة الاختيارية للمهاجرين والمهاجرات بصفةغير قانونية إلى المغرب وإعادة اندماجهم في أوطانهم الأصلية في إطار البرنامجالشامل للعودة الاختيارية الذي تدعمه منظمة الهجرة الدولية . 43 ويدور هذاالمشروع حول تطوير محاور الهجرة في منطقة بلاد المغرب والتي أصبحت بمثابةمعبر أو مقصد للمهاجرين والمهاجرات القادمين من دول إفريقيا عبر الصحراء،‏ إلاأنه لا يصل إلى أوروبا إلا عدد ٌ منهم أما الآخرين فإنهم يظلون في المغرب بصفة غيرقانونية ربما تمتد عدة سنوات.‏ويقترح هذا المشروع حلا ً بديلا ً لهذا الوضع الإنساني الحرج من خلال تفعيل آلية للعودةالاختيارية،‏ ويلبي أيض ً ا حاجة متزايدة من جانب المهاجرين والمهاجرات.‏ وخلال الفترةمن مارس 2007 إلى يوليو 2008 قام هذا المشروع بمساعدة 171 من بين المهاجرينغير القانونيين وكانت عودتهم في الأساس إلى دول إفريقيا الوسطى والغربية.‏ومعظم الذين استفادوا من هذه المساعدات كانوا من بين الشباب والأشخاص ذويالحاجات ‏(النساء بصحبة أطفالهن والصغار في غير صحبة أحد وأصحاب الأمراض)‏وتم تحقيق 112 مشروع ًا متخصص ً ا.‏ وتعتبر معظم مشروعات إعادة الاندماج منالمشروعات الصغيرة المرتبطة بقطاع التجارة والخدمات.‏ وفي الفترة من يوليو 2008إلى نوفمبر 2009 وبفضل التمويل المشترك من جانب سويسرا والنرويج وإيطالياوبلجيكا وهولندا تمكن ما يقرب من 570 شخص ً ا من العودة إلى بلادهم الأصليةومساعدتهم في اندماجهم من جديد.‏ويؤكد ميثاق 2008 عزم الدول الأعضاء على مكافحة الهجرة غير الشرعية ودعمالتعاون لمواجهة العصابات الإجرامية لتهريب البشر والمتاجرة بهم وكذلك لتنظيمعملية إقصاء المهاجرين غير القانونيين.‏ ويدعو الميثاق إلى تنظيم رحلات جوية لإعادةالمهاجرين غير القانونيين إلى أوطانهم تحت رعاية فرونتكس والتقدم في التوقيع مع43 قامت الحكومة السويسرية بتمويل هذا البرنامج الذي وضعته المنظمة الدولية للهجرة بالشراكة مع السلطاتالمغربية وبعض الشركاء المحليين.‏ وبدأ هذا المشروع في مارس 2007، وتم توسيع نشاطه بموجب التمويل المشترك منجانب سويسرا وبعض الدول الأوروبية بناء ً على خبرة مكاتب الهجرة ودعم إدارة التنمية والتعاون حيث تمت الموافقةعلى ضم بلجيكا إلى الجهات الممولة في المرحلة الأولى وذلك في أبريل 2010. وقام بتمويل المشروع الثاني سويسراوالنرويج وبعض الدول الأوروبية.‏ ويقوم بتمويل المرحلة القادمة من المشروع ‏(حتى أبريل 2010) المفوضية الأوروبية.‏ أماالمرحلة الحالية ‏(حتى نهاية يونيو 2011) فيقوم بتمويلها مكتب الهجرة والدعم الإنساني من جانب إدارة التنميةوالتعاون وبلجيكا،‏ وتهدف هذه المرحلة إلى مساعدة أكثر من 500 مهاجر.‏


335يوروميد للهجرة 2334 يوروميد للهجرة 2الأوطان الأصلية على اتفاقيات لإتاحة حق العودة للمتسللين وتكثيف مكافحةالمتاجرة بالبشر وتهريبهم وذلك استناد ًا لمبادرة العودة التي تبناها البرلمان الأوروبيفي الثامن عشر من يونيو لعام ‎2008‎م.‏وبالرغم من وجود ترسانة تشريعات قانونية ولائحة تأسيسية وإجراءات مشددةلمناهضة الهجرة غير الشرعية فإن حركة الأشخاص من دول جنوب البحر المتوسطإلى شماله لا تزال مستمرة بدرجات متفاوتة كما يدل على ذلك طلبات توفيقالأوضاع القانونية.‏4.2.2 الأعمال التنظيمية والفرق الأمنية» إن ما يميز وضع الأجنبي عن المواطن هو ضرورة البقاء في وضع قانونيوالقدرة على إثباته وليس فقط مجرد الحصول على ذلك الوضع.‏ ومن هناتأتي السمة السائدة في قضية الأوراق الرسمية ». 44وتعتبر عمليات توفيق الأوضاع الأمنية مجرد أدوات تنظيم لسياسة الهجرة وذلكمنذ توقف هجرة العمل عام 1974. وتؤكد هذه العمليات مدى صعوبة التطبيقالحازم للشروط المقيدة التي وضعها القانون.‏ فالمهاجرون الذين كانوا في معظمالأحيان من العمل أصبحوا هم الرجال والنساء الذين يفرون من الفقر والدكتاتوريةالتي تمارس ضدهم في أوطانهم.‏ ولم تعد أوروبا توفر لهم أعمالا ً وبالتالي أصبحتظروف الحياة صعبة مع تزايد التشديد على إغلاق الحدود.‏ ولقد أدى ذلك بالطبعإلى تزايد أعداد الهجرة غير الشرعية ‏(بدون أوراق)‏ بنسبة غير معروفة حتى الآن.‏وأصبحت الدعوة إلى توفيق الأوضاع أمر ًا مطلوب ًا من جانب المهاجرين غير القانونيينبالاستناد إلى المنظمات غير الحكومية.‏ ويعتمد اتخاذ القرار بشأن توفيق الأوضاعبصورة كبيرة على استراتيجيات الدول الأعضاء وكذلك سياسة الهجرة الأوروبية.‏وأدى غياب المباحثات بين الدول الأوروبية إلى توجيه بعض الانتقادات إلى الدول التيتتخذ قرار توفيق الأوضاع من جانب واحد وبصورة شائعة للمقيمين على أراضيهمبغير أوراق رسمية.‏ عندما قامت أسبانيا عام 2003 باستقبال أكثر من ثلث إجماليالمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي وبالتالي أصبحت خلال السنوات الأخيرة الدولةالأولى في تقرير السنوات لمعدل حالات الدخول.‏ قام وزير الداخلية الفرنسي نيكولاساركوزي بتوجيه اللوم لها باعتبارها بوابة للهجرة الإفريقية وذلك بعد أن قررتأسبانيا القيام بعمليتين لتوفيق الأوضاع القانونية وتبعتها إيطاليا في ذلك.‏ وهناأجابت حكومة ثابا تيرو بأن أكثر من نصف الحالات التي تم توفيق أوضاعها كانواقادمين من أمريكا اللاتينية.‏44 دانييل لوشاك،‏ كارين فوتو،‏ 2008، مهاجرون تحت المراقبة،‏ مرجع سابق،‏ ص 57.ويدعو ميثاق الهجرة واللجوء 45 إلى الاقتصار على عمليات توفيق الأوضاع القانونيةحسب الحالة ولدوافع إنسانية أو اقتصادية ‏(الميثاق البند الثاني)‏ واحترام النقاشبين باريس ومدريد حيث تريد فرنسا وقف موجات توفيق الأوضاع الشاملة التيقامت بها مدريد وروما،‏ ومع ذلك اضطرت للتراجع عن هذه النقطة حتى لا تؤذيمشاعر شركائها أو تراهن على مستقبل مشروع هذا الميثاق حيث إن الإجماع أمرضروري لاعتماده . 46ولقد دلت عمليات توفيق الأوضاع القانونية التي قامت بها فرنسا وأسبانيا وإيطالياعلى عدم إمكانية تجاهل نسبة النساء اللاتي هاجرن بصفة غير قانونية.‏ ودخلمعظم هؤلاء النساء إلى أوروبا بتأشيرة سياحية ومع ذلك فإنه عند القيام بحملاتتوفيق الأوضاع القانونية كان من الصعب الالتزام بالمعايير الخاصة بالنساء اللاتيهاجرن بصفة غير قانونية ويمارسن عملا ً غير آمن . 47 والعمل الذي قامت به شبكة» RESPECT « بمساندة إحدى النقابات الهامة ‏(اتحاد عمال النقل العام)‏ قد أدىإلى القيام بعملية توفيق للأوضاع لجميع العاملين بالقطاعات الخدمية وضحاياالفساد 48 ‏.ولقد استفاد القطاع الخدمي في إيطاليا من عملية توفيق لأوضاعاستثنائية بعد الالتزام في يوليو 2009 بالقانون الذي يجعل من التسلل جريمةيعاقب عليها القانون . 49 وقامت الحكومة بتنظيم عملية خاصة لتوفيق أوضاعالمهاجرين غير القانونيين بلغت حسب التقديرات الرسمية ما لا يقل عن 300000شخص وكان الشرط الوحيد للعمال هو عائد يبرر الحاجة إلى مساعدة في الأعمالالمنزلية أو شهادة طبية للشخص المسن تبرر احتياجه إلى رعاية.‏ ويجب على أربابالعمل القيام بدفع 500 يورو لكل طلب لتوفيق الأوضاع . 50 ولقد أثارت عمليات توفيقالأوضاع التي قوبلت بالترحيب من جانب أصحابها العديد من التساؤلات من جانبالمنظمات غير الحكومية والنقابات التي لا تعرف لماذا تختص فقط بالأعمال المنزليةوالرعاية الصحية في حين أن هناك العديد من المقيمين بغير أوراق رسمية يعملونفي قطاعات إنتاجية مثل البناء والتجارة والزراعة فأجاب القائم على توفيق هذهالأوضاع كارلوجيو فاناردي،‏ وزير الدولة لشؤون الأسرة،‏ بما يلي:‏ » إنني مسؤول في45 مجلس الاتحاد الأوروبي،‏ 24 سبتمبر 08/13440. 2008، ويمثل هذا الميثاق وثيقة سياسية وليست لها أية قوة قانونيةملزمة.‏ وتمثل هذه الوثيقة المبادئ المحددة لسياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة واللجوء وإدارة الحدود.‏ ويأتي هذا فيإطار مجهودات الاتحاد الأوروبي لتطوير سياسة مشتركة في مجال الهجرة وتكامل اهودات.‏46 عائشة بلاربي،‏ 2009، ميثاق الهجرة واللجوء،‏ قانون جديد لادارة توافد المهاجرين،‏ برنامج المكتب الدولي للعمل بشأنالهجرة الدولية،‏ ورشة تأهيل،‏ تونس 29-28 يوليو 2009.47 أندرسون،‏ الكارثة تكمن في التفاصيل:‏ دروس مستفادة من التجربة الحديثة للمملكة المتحدة،‏ لتوفيق الأوضاعالقانونية للعاملين بغير أوراق رسمية،‏ لوفوا،‏ فيبريججين،‏ ويتس،‏ ‏(تحت إشراف ( العاملون المهاجرون إلى أوروبا بغيروثائق،‏ بروكسيل،‏ جامعة لوفين الكاثوليكية،‏ استشهاد أورده فريدمان وبهيجه جمال،‏ 2008، العنف ضد النساءالمهاجرات واللاجئات في منطقة الأورومتوسطية،‏ مرجع سابق،‏ ص 29،48 أريادسا،‏ 1998، كالايان،‏ العدالة للعاملة المهاجرة القادمة من وراء البحار،‏ لندن،‏ كالايان،‏49 توقيع غرامة على كل شخص لا يمتلك وثائق عند أية نقطة للشرطة تصل إلى 10000 يورو،‏ والعرض الفوري علىالقضاء ويعفى من ذلك عمال الخدمة في المنازل50 سالفاتور الويز،‏ اكتشاف إيطاليا فائدة العمالة التي ليس لها أوراق رسمية،‏ لوموند،‏ 2009-8-2.


337يوروميد للهجرة 2336 يوروميد للهجرة 2الحكومة عن شؤون الأسرة ولقد أخذت بعين الاعتبار هذا الوضع الذي يخص ملايينالأسر ويمكن للوزراء الآخرين القيام بعمليات توفيق الأوضاع لفئات أخرى ».لقد بدأ الاهتمام بإدارة الهجرة منذ مطلع هذا القرن من خلال مبادرات مشتركةبين بلاد جنوب حوض البحر المتوسط وشماله.‏ وهكذا تم إطلاق مبادرة بين الحكوماتالمعنية وتمثلت في المؤتمر الوزاري الأول بشأن الهجرة إلى غرب البحر الأبيض المتوسطوتم عقده في تونس – أكتوبر 2002 ‏(حوار + 5 5 ( 51 ويهدف هذا المؤتمر إلى أقامة إطارللحوار والتعاون الإقليمي بين المغرب وجنوب أوروبا وتم استئناف المناقشات في أكتوبرعام 2003 بالرباط حيث تم التأكيد على المبادرة متعددة الأطراف لتحديد النقاطالأساسية المتفق عليها بشأن الهجرة 52 عن طريق البحر الأبيض المتوسط وتم القيامبدعوة 18 دولة أوروبية وخمس دول لحوض البحر المتوسط بالإضافة إلى المفوضيةالأوروبية والجامعة العربية ودول 53 UNHCR وعقد الاجتماع الأول في يونيو 2003.وجاءت الهجرة الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط دائم ً ا على جدول الأعمالعلى المستوى الأوروبي.‏ ونذكر من ذلك على سبيل المثال الاتفاقية الثنائية لوزيريالداخلية الفرنسية والأسبانية عام 2003 حيث تم الاتفاق على المواجهة المشتركةللطلبات المقدمة إلى الاتحاد الأوروبي بشأن المتطلبات المالية لمراقبة الحدود.‏ وعلىمستوى آخر قامت المؤتمرات الأوروإفريقية الأطراف المسؤولة بالتركيز المتزايد علىالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول الجنوب.‏إن التعاون بين الدول الأعضاء أصبح أمر ًا بديهي ًا لإدارة الهجرة غير الشرعية،‏ وتدعوالنتائج التي توصل إليها الس المنعقد في يوليو 2007 إلى تفعيل التعاون فيمجال المؤسسات الدولية اتلفة.‏3. الجوانب الاقتصادية للهجرة غير الشرعية للنساء:‏إن ظهور مفهوم الهجرة غير الشرعية والتهريب يتزامن مع تزايد انتشار الفقرفي الدول الإفريقية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والقانونية للمرأة في دول الاتحادالسوفيتي السابق بعد عام 1989 وكذلك سياسات تقييد الدخول إلى أوروباالغربية وتزايد الرغبة في الحرية التي جاءت العولمة بها،‏ بل ويأتي أيض ً ا نتيجة للعجزفي مساعدات التنمية.‏ » إن مساعدات التنمية منذ 30 عام ًا قد سلبت من المرأةعدد ًا من المميزات الاقتصادية والتجارية والإنتاجية وذلك لأن القائمين على المنظمات51 الجزائر المغرب،‏ ليبيا،‏ موريتانيا،‏ تونس،‏ أسبانيا،‏ البرتغال،‏ إيطاليا،‏ فرنسا،‏ مالطا،‏ أوباريل،‏ 2003، انطلق الحوار الخمسةمقابل الخمسة،‏ من أجل خطة جديدة،‏ مجلة أفكار،‏ العدد الأول.‏52 ‏-مؤتمر تونس:‏ http://www.iom.int/en/know/dialogue5-5/ tunis.shtml‏-مؤتمر الرباط:‏ http://www.iom.int/en/know/dialogue5-5/ rabat_fr.shtml- مؤتمر وزراء خارجية دول حوض البحر الأبيض المتوسط ‏(كريت،‏ 2003)53 الاجتماع الثاني عشر المنعقد في الإسكندرية في يونيو 2003، بالتعاون مع المركز الدولي لتنمية سياسات الهجرة.‏الدولية يفضلون قيام الرجال على الموارد والتعامل معهم بما في ذلك االات التيتقوم المرأة عليها في الأصل «. 54إن أرباب العمل هم المنتفعون الأصليون من وراء الهجرة غير الشرعية حيث إنهاتغذي النظم الاقتصادية بصورة كبيرة حيث انخفاض عدد السكان والحاجة المتزايدةإلى الأيدي العاملة في جميع القطاعات والمستويات لاسيما في ظل إحجام المواطنينعن بعض الأعمال التي يرونها مهينة وغير لائقة مما يزيد اشتعال طلب الهجرة.‏والدولة تأخذ بشمالها ما قدمته بيمينها،‏ فهو نفاق استنكرته منظمات الدفاع عنحقوق الإنسان.‏ ويذهب بعض المحللين برأيهم إلى ما هو أبعد من ذلك عندما يجعلونمن المهاجرين حتى ولو كانت هجرتهم غير قانونية لبعض الاعتبارات في الحقيقةأعضاء للمجتمع الوطني بموجب إسهاماتهم الاقتصادية والثقافية وبالتالي يحقلهم التمتع ببعض الحقوق الأساسية . 55وعندما نقوم بتطبيق الرؤية الكلاسيكية الحديثة على ظاهرة الهجرة غير الشرعيةفإنها تأتي بين منطق التكلفة والمنفعة التي تجعل من العامل بصفة غير قانونيةسلعة يمكن ترويجها وفق ًا لقواعد السوق وفي إطار حرية التداول 56 في النظامالاقتصادي.‏ وعلى الرغم من القرارات المتتابعة بشأن الهجرة فإن اقتصاد الدولالمتقدمة لا يزال يتطلب أيد ٍ عاملة غير قانونية ورخيصة.‏» ويرى بعض المؤلفين وجود بنية ‏(مركزية/‏ هامشية)‏ في المؤسسات الاقتصاديةويقوم المركز على العمال ذوي الكفاءات العالية والهامش على القوى العاملةالمؤقتة وعلى أدنى مستوى يقوم العمل في الظلام على تغذية القطاع الذي يبحثعن المهاجرين غير القانونيين وهذا ما يسمى بتهميش العمل . 57 ويمثل الاقتصاد غيرالرسمي والعمل غير القانوني عوامل الجذب للهجرة غير الشرعية ويؤدي بالتاليإلى استغلال المهاجرين .وإذا كانت الهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالبشر تصل هذه الأيام إلى تلك النسبفإن هذا يرجع إلى اتساع الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة ونقص فرص العملالمناسبة وتطلعات الشباب والفقر الذي طال النساء في العديد من الدول مماجعلهم عرضة للاستغلال.‏ إن الوضع الاقتصادي الصعب في الأوطان يدفع الشبابوالأشخاص إلى الرحيل الجماعي الذي يجعلهم فريسة لعصابات الجريمة المنظمةسواء في أوطانهم أو في الدول التي يهاجرون إليها.‏ ويؤدي العجز في الأيدي العاملةفراسواز جيمو،‏ ‏(جامعة تولوز)‏ ‏(التحركات النسائية)‏ لقاءات دولية،‏ طنجة،‏ 19-16 نوفمبر 2005. مختبر البحر الأبيض54 المتوسط لعلم الاجتماع ‏(مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للعلوم الإنسانية.‏ إكس أون برفانس،‏ فرنسا.‏ياو أجبتس،‏ 2004، اتفاقية حقوق العمالة المهاجرة،‏ مرجع سابق،‏ ص 26.55 المرجع السابق ص 50.56 حورية الامي ماشيشي،‏ الهجرة غير الشرعية وسياسات الدول،‏ مجلة الهجرة غير الشرعية:‏ العوامل والرؤى،‏ الرباط،‏57 الكرم،‏ 2000، صفحات 76-46، ص 51.


339يوروميد للهجرة 2338 يوروميد للهجرة 2في بعض دول المهجر إلى طلب العمالة المهاجرة وعندما لا تسد الهجرة الشرعيةهذا العجز فإن الحاجة تدعو إلى الهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالأشخاص.‏ » ولقدأدت السياسات الرادعة للهجرة ووضع النساء غير القانوني الذي نشأ عن تلكالسياسات في بلاد المهجر إلى زيادة تبعية وضعت المهاجرين أمام الصور اتلفةللاستغلال وسوء المعاملة . 58ولا يمثل المهاجرون غير القانونيين في هذا الإطار تهديد ًا لسوق العمل ولا للمواطنينحيث يعترف بهم أرباب العمل والسلطات ‏(الغرف التجارية).‏ إننا أمام نوع من أنواعالمنافسة حيث يعتبر الأكثر فقر ًا أقل تكلفة وعندما يطلب المهاجر أجر ًا مرتفع ً ايتم استبداله تحت سيف التهديد الذي يتمثل في الوعد وانتظار توفيق أوضاعهالقانونية.‏ وتقوم العديد من النساء المهاجرات بصورة غير قانونية بتلبية الطلباتالمستمرة من خلال أعمال مثل مربية أطفال أو راعية صحية لمسن أو عارضة أزياء أومصففة شعر أو راقصة أو خادمة في مطعم أو منزل.‏1-3 قطاعات الأنشطة:‏تمثل النساء نسبة غير مهملة بين المهاجرين غير القانونيين وبسبب مواجهتهنللمناهضة النوعية فإنهن يجدن أنفسهن في ضرورة ملحة لقبول أعمال مهينةفي قطاع غير رسمي للخدمة المنزلية والصناعة الجنسية . 59 ويتعرضن في الغالبللاستغلال وسوء المعاملة وجميع صور الفساد،‏ كما يتعرضن أيض ً ا إلى ااطرالصحية بما في ذلك فيروس نقص المناعة المؤدي إلى الإصابة بالإيدز.‏ولا تزال ظاهرة العمل الشاق 60 للعاملين غير القانونيين في العديد من المدن الأوروبيةتتزايد بشدة وإذا كان الرجال يشغلون في الغالب أعمالا ً في قطاع البناء والزراعة فإنالنساء يجدن أنفسهن يعملن في قطاعات غير رسمية لاسيما الخدمات والزراعةالموسمية وبعض الصناعات ويخضعن إلى كثير من ممارسات خرق حقوق الإنسانالأساسية،‏ وحيث إنهن يتعرضن للحرمان من المساعدات الاجتماعية فإنهن يلجأنإلى قبول أعمال غير خاضعة للحماية القانونية وأمن العمل والرعاية الصحيةوالمزايا الاجتماعية ويأتي من بينهن النساء المهاجرات من دول البحر الأبيضالمتوسط.‏ إنهن يقبلن أعمالا ً بأجور زهيدة وأعباء غير آدمية والنساء اللاتي يعملنفي وظيفة غير رسمية في قطاعات الإنشاء والصيانة والخدمات يجدن أنفسهنفي عزلة عن الفئات الموظفة الأخرى بل ويجدن أنفسهن بغير عقود ويخضعن لإرادةصاحب العمل.‏58 الس البرلماني،‏ 2005.59 مركز اعتماد تفويضات الهجرة،‏ 2005، ص 37.60 استخدم روس و تراخت هذا التعبير عام 1990، الرأسمالية الشاملة،‏ صحافة نيويورك للتعبير عن التحولات الدوليةفي العمل مؤكد ًا أن هؤلاء العمال هم النتيجة الطبيعية لعولمة الإنتاج في قطاع الملابس وبالأخص المنافسة فيالعمل حيث يتم تسليط الضوء على هذه القوة العاملة من بين المهاجرين غير القانونيين.‏ويزداد الوضع سوء ًا بالنسبة للنساء اللاتي يتم استغلالهن في الأنشطة الجنسيةعن طريق شبكات الجريمة المنظمة.‏ ولا تستطيع النساء اللاتي وقعن ضحية المتاجرةوالتهريب أن يعتبرن من فئة العاملين غير القانونيين أو القانونيين وإنما يعتبرن ضحية61للاستغلال النوعي والطبقي والعرقي.‏ وفي عام 1991 أثبت تقرير المفوضية الأوروبيةوجود الأجانب المهاجرين بصفة قانونية أو غير قانونية مم ِ َن يقبلون العمل في أوضاعأقل من الأوضاع المعترف بها في بلاد المهجر.‏ ويؤكد التقرير أيض ً ا وجود اقتصاد فيالظل في جنوب أوروبا ويمثل عاملا ً كبير ًا من عوامل الجذب الكبرى للمهاجرين مندول غير أوروبية.‏ ففي أسبانيا على سبيل المثال يشعل %70 من النساء المهاجراتأعمالا ً في مجال الرعاية والخدمة المنزلية.‏ وهناك أعمال تتميز بعدم ثبات أوضاعهاوالوصول إليها يعد مقتصر ًا على المساندة وشبكات المعلومات.‏ والنساء المهاجراتاللاتي يعملن في قطاع الخدمات المنزلية يعشن على هامش اتمع ولا يجدن منيساعدهن إذا ما تعرضن للعنف والاستغلال من جانب أصحاب العمل . 62 وهناك مقالمنشور في جريدة لوموند عن الأيدي العاملة المقيمة بغير أوراق رسمية 63 يوضحضرورة المساعدات الأسرية التي لا يمكن لإيطاليا أن تتجاوزها.‏ إنها أعمال الاهتماموالرعاية والمساعدات الشخصية للنساء المهاجرات من دول الشرق،‏ وفي الغالب بدونأوراق رسمية.‏ ففي الدول التي يكون معظم مواطنيها من كبار السن والتي يكونفيها قصور في التأمين الاجتماعي ومساعدة المسنين يكون دور هؤلاء النساء ضروري ًالمعيشة الأسر والمساعدة في الأعمال المنزلية.‏ إذا كانت نساء جنوب البحر المتوسطيمارسن بصفة عامة مهنة الخدمة المنزلية،‏ فإن النساء اللاتي يهاجرن من الشرقلينشغلن برعاية المسنين بموجب التقارب الثقافي والديني واكتساب وإتقان اللغةالإيطالية ومستوى التعليم المرتفع.‏ ويعرف كبار السن بصعوبة التعامل معهم،‏ ممايتطلب شخصي ًا بتحمل المسؤولية ومن يمكنه التواصل معهم.‏ وتم إجراء مقابلةمع أحد المحامين الذي يعمل في أحد مراكز الاستضافة وأكدت هذه المقابلة أن مهنةالجليس هي الأكثر وفرة لارتباطها التام بصاحب العمل حيث يعيش في الأسرة ومنأجل الأسرة ويشارك الشخص الذي يقوم على رعاية غرفته فينشأ بينهما علاقةترابطية،‏ فليس له أي سند ولا مخرج،‏ إنه وضع التبعية التامة . 64والنساء المهاجرات بصفة غير قانونية من دول حوض البحر الأبيض المتوسط واللاتييعملن في القطاعات الخدمية يتم استغلالهن ويخضعن لممارسات العنف.‏ وتؤكدمنظمة OIT أن المهاجرين غير القانونيين من النساء اللاتي يعملن بالمنازل يتعرضالمفوضية الأوروبية،‏ 1991، هجرة المواطنين من دول العالم الثالث إلى دول اموعة الاقتصادية الأوروبية،‏ بروكسيل،‏ 1991.61 جان فريدمان وبهيجة جمال،‏ 2008، العنف ضد النساء المهاجرات واللاجئات في منطقة الأورومتوسطية:‏ دراسة62 حالات:‏ فرنسا وإيطاليا،‏ ومصر،‏ والمغرب،‏ طبعة 2008، الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان،‏ ص 19.سالفاتور ألويز،‏ إيطاليا تكتشف الفائدة الاجتماعية للمقيمين بغير أوراق رسمية،‏ جريدة لوموند،‏ عدد 2009-8-2.63 جان فريدمان وبهيجة جمال،‏ 2008، العنف ضد النساء المهاجرات واللاجئات في منطقة الأورومتوسطية،‏ مرجع64 سابق،‏ ص 49.


341يوروميد للهجرة 2340 يوروميد للهجرة 2لتهميش لا نظير له بالنسبة لغيرهن . 65 وحيث إنهن يعملن في مجالات خاصة فإنأعمال العنف والفساد الذي يمارس ضدهن يظل غير معروف.‏ وتؤكد UNIFEM فيإحدى الدراسات التي تم إجراؤها على بعض العاملات في المنازل الأجنبية أن واحدةمن بين كل اثنتين قد أكدت أنها وقعت ضحية للعنف الجسدي واللفظي . 66 وتوضحهذه الأعمال اتلفة أن ردود فعل الحكومة على أعمال العنف والاعتداءات المرتكبةضد المهاجرات اللاتي يعملن بالمنازل مقتصرة وفي الغالب ما يتم حفظها بسببرفض السماح لهؤلاء الأشخاص الاستفادة من القوانين العامة للعمل . 67وفي بحث حول اندماج المهاجرات العاملات في المنازل في الاتحاد الأوروبي قام معهدالبحر الأبيض لدراسات النوع بدراسة حالة إيطاليا.‏ وأظهرت التحقيقات الميدانيةأن أصحاب القرار السياسي الإيطالي يولون اهتمام ًا بحاجات الأسر التي تحتاج إلىعمالة للقيام بالأعمال المنزلية من بين المهاجرين وكذلك بالعاملين أنفسهم.‏ وتقومدورات التأهيل للمهاجرات اللاتي يعملن في قطاع الخدمات المنزلية على تحسينكفاءة العاملات في مجال الرعاية والمعلومات الخاصة بحقوقهن أو بإمكانية اللجوءعند العنف أو سوء الاستغلال من جانب أرباب العمل،‏ ويختتم التقرير بأن العاملينفي قطاع رعاية الأشخاص يظلون بمنأى عن الدولة الإيطالية وأن أوضاع العمل لاتزال هامشية وأنهم ضحايا الاستغلال المستمر في حين تزايد الطلب بسبب نظامالحصة غير المناسب وزيادة عدد المسنين . 68وتواجه النساء المهاجرات بصور غير قانونية العديد من العقبات في سبيل أيةمحاولة لتنظيم وضعهن أو التحرك ضد صور العنف التي تمارس ضدهن.‏ وتتمثلأكبر هذه العقبات في » عدم القانونية « التي أدت بهن إلى العيش في دوامةالخوف والفزع من التواجد في الأماكن العامة هذا بالإضافة إلى أن أنواع الأعمالالتي يقمن بمزاولتها تجعلهن في عزلة وصمت وتمنعهن من الوصول إلى وسيلة منوسائل الدعم من جانب المؤسسات الموجودة والنقابات والمنظمات غير الحكوميةلاسترداد حقوقهن.‏ وينعكس هذا الوضع الاقتصادي غير المستقر بصورة مباشرةعلى وضعهن الاجتماعي خاصا ً ضعفهن وتهميشهن.‏65 المنظمة الدولية للهجرة،‏ 2003، دليل المعلومات،‏ الوقاية من التمييز،‏ استغلال النساء المهاجرات في العمل وسوءمعاملتهن.‏ جينيف ص 30.66 صندوق التنمية من أجل المرأة التابع للأمم المتحدة،‏ 2003، حماية حقوق الإنسان التي يتم تطبيقها على النساءالعاملات المهاجرات،‏ نيويورك.‏67 منظمة هيومان رايتس واتش للدفاع عن حقوق الإنسان،‏ اضطهاد العاملات في المنازل حول العالم،‏ نيويورك.‏68 معهد البحر الأبيض المتوسط للدراسات النوعية،‏ زيارة دراسية في إيطاليا،‏ نوفمبر 2007، تقرير متوفر علىWWW.MEDINSTGENDRSTUDIES.ORG4. الجوانب الاجتماعية للهجرة غير الشرعية للنساءإن ّ الهجرة غير الشرعية للنساء وكذلك المرتبطة بالمتاجرة والبناء تعتبر أحد الأوجهالمظلمة لعدم المساواة بين الرجال والنساء حيث يتزايد فيها أعمال التمييز والعنفالذي يمارس في حقهن ولقد سبق للبرلمان في عام 2003 أن عب ّر عن قلقه الشديد منتنامي هذا النوع من الهجرة والتي أصبحت عصابة تهريب دولية ضخمة ومنظمةبصورة كبيرة ترتبط بأعمال استغلال النساء . 69ومع ذلك فإن المعلومات المؤكدة حول هذه الظاهرة في مختلف مناطق العالم بمافيها أوروبا الغربية تعتبر ضعيفة جد ًا وتبين المعلومات المتوفرة بالرغم من عدماكتمالها عمق هذه الحركات واتجاهاتها الحديثة وتوض ّ ح الجوانب الاجتماعية للهجرةالنسائية غير الشرعية ثلاث صور أساسية لصور الفساد تجاه النساء:‏ الاستغلالالجنسي والزواج المنظم والقصور في الرعاية الصحية ويؤثر هذا لفساد عليهنبدني ًا ونفسي ًا وعلى مستوى الحياة الاجتماعية .1-4 المهاجرات بصفة غير شرعية يتعرضن للعنف وسوء المعاملةإن ّ العنف ضد النساء هو ضريبة الهجرة غير الشرعية وهذا العنف يتم ممارسته فيأوطانهن وأثناء عملية انتقالهن وعند وصولهن إلى أبواب أوروبا . ويم ُ ارس هذا العنفمن جانب الم ُهر ّبين والأزواج وأرباب العمل وسوف نقتصر على هذه الأمثلة الثلاثة .إن ّ معظم النساء اللاتي ي ُهاجرن بصورة غير قانونية أو يصبحن في وضع غير قانونيقد حاولن في غالب الأحيان الإفلات من البطالة أو العمل من الباطل والحبس داخلاتمع الذي يعشن فيه في أوطانهن الأصلية . إن ّ معظم هؤلاء النساء قد هاجرنباختيارهن كما تشير تلك الدراسة التي قامت بها فرانسواز جيمو . بما أنهن لسنجزء ًا من الطبقات الاجتماعية ولا يحق لهن أن يؤثرن في عملية التنظيم الاجتماعيأو التغيرات الاجتماعية وحتى ولو كن ّ من بين المؤهلات أو ذوات الكفاءات فإنهن ي ُفض ّ لنالرحيل ويريد الكثير منهن أن ي ُثبتن على اكتساب الموارد وأنهن لسن مجرد مستهلكاتمما يعطيهن نوع ًا من الاعتبار بل ولون ًا من ألوان السلطة . ويؤكد الآخرون أنه ليسلديهن وسيلة أخرى للإفلات من المشروعات الأسرية بالزواج المرتب وهناك طائفة ثالثةتقوم بالهرب من البلاد وتسعى للمغامرة في أي دولة أخرى رغبة ً في السفر وليسشق ًا لطريق المستقبل وعلى كل ٍ فإن هؤلاء الفتيات يعجزن عن رضائهن بالتواجد فيأوروبا مقارنة ً بظروف الحياة التي فارقنها في أوطانهن الأصلية . 7069 الس البرلماني،‏ 2003، الهجرة المرتبطة بالمتاجرة بالنساء وأعمال البغاء،‏ تقرير المفوضية عن تكافؤ الفرص للنساءوالرجال.‏ 25 أبريل 2003، المقرر،‏ السيدة / زويرفر،‏ هولندا.‏70 فراسواز جيمو،‏ ‏(جامعة تولوز)‏ ‏(التحركات النسائية)‏ لقاءات دولية،‏ طنجه،‏ 19-16 نوفمبر 2005. مختبر البحر الأبيضالمتوسط لعلم الاجتماع ‏(مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للعلوم الإنسانية.‏ إكس أون برفانس،‏ فرنسا.‏


343يوروميد للهجرة 2342 يوروميد للهجرة 2ومن خلال مقارنة العنف في الموطن الأصلي يتبين أن العنف الذي تواجهه النساءخلال تنقلاتهن ي ُعد كبير ًا إن لم يكن أكثر قسوة . فعند الهجرة بصورة غير قانونيةتخضع النساء لجميع صور الفساد وسوء المعاملة والاغتصاب والحمل والتجويعوالمرض وحينئذ ٍ يكون العناء مضاعف ًا:‏ أولا ً من جانب أزواجهن أو الرجال الذين همفي صحبتهن ثم من جانب شرطة الحدود التي تمارس ضدهن نفس المعاملة ما عداالحوامل واللاتي يصطحبن أطفالهن الصغار . وعند الوصول إلى أوروبا تأتى محن ّةمراكز الحجز والمساءلة من جانب الشرطة . وعندما يبدأن في العمل يكون الأمر أشدسوء ًا . ويوض ّ ح تقرير المكتب الدولي للعمل ) 2004 ( أن ّ استغلال العمالة المهاجرةلاسيما المقيمين بغير أوراق رسمية وضحايا المتاجرة لا تزال موجودة في جميعميادين العمل غير الرسمي في جميع أنحاء العالم . والعمال تحت وطأة الاستغلالمثقلون بالديون . وفي معظم الأحوال يؤدى إنكار الفساد إلى ترحيل صاحبه إلى حدما بالإكراه.‏ ويتضح من ذلك أن ّ الإنكار في مثل تلك الظروف ي ُعد أمر ًا نادر ًا حتى ولوكان الشخص في وضع استغلال فإنه ي ُفضل في الغالب تحمله ولا يخاطر خوف ًا منالترحيل إلى وطنه .2-4 المهاجرات بصفة غير شرعية:‏ ضحايا البغاءفي أواخر التسعينيات طرق وجود الأشخاص المهاجرين إلى المدن الأوروبية أبوابوسائل الإعلام والرأي العام وأصحاب القرار السياسي . وأصبحت الظاهرة معروفةفي جميع أوروبا . وتضاعفت نسبة النساء المهاجرات اللاتي يم ُ ارسن البغاء فارتفعتمن %30 إلى ما يتراوح بين – 60 70 % حسب المدينة . وأصبحت قضية المتاجرة قضيةمحورية . 71 وانتقلت صورة المرأة المهاجرة في الرأي العام من صورة الخادمة إلى صورةالبغي وتم اتهام النساء المهاجرات بزيادة العرض في سوق البغاء وأصبح الاستغلالالجنسي هو الصورة الرائجة في تهريب البشر حتى وصلت النسبة إلى % 80 منالحالات المسجلة في قاعدة البيانات لمنظمة ONUDC وأصبح النشاط الاقتصادييمثل النسبة المتبقية وهى % 20 وصارت الأعمال المهينة والخدمة المنزلية والزواجبالإكراه وقطع الأعضاء والتسول والتبني غير الشرعي والتجنيد غير الشرعي مننصيب النساء والرجال والأطفال ضحايا التهريب . 72ولقد أشارت الدراسات الآسيوية منذ الثمانينيات إلى طلب النساء المهاجرات العملفي مجال ‏«المتاجرة الجنسية»‏ (1989 (Lim, Lin, Lean في حين أنه كان يوجد في أوروباعلاقة متبادلة بين الهجرة النسائية والبغاء ويرجع تاريخها إلى التسعينيات.‏ فبعدسقوط حائط برلين ظهرت في أوروبا الغربية صورة خاصة من صور الهجرة غير71 فراسواز جيمو،‏ ‏(جامعة تولوز)‏ ‏(التحركات النسائية)‏ لقاءات دولية،‏ طنجه،‏ 19-16 نوفمبر 2005. مختبر البحر الأبيضالمتوسط لعلم الاجتماع ‏(مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للعلوم الإنسانية.‏ إكس أون برفانس،‏ فرنسا.‏72 تقرير برنامج الأمم المتحدة للتنمية 2009، ص 72.الشرعية لاسيما صورة تهريب النساء لأغراض جنسية يأتي ضحاياها من دول أوروباالشرقية وأسفرت الأعمال التي تم تخصيصها لهذه الظاهرة عن المؤتمرات الدوليةلمكافحة التهريب مثل المنظمة الدولية للهجرة ،OIM ولقد جعلت المفوضية الأوربيةمن هذا النوع من الهجرة أحد اهتماماتها الكبرى وإحدى أولوياتها عن طريق برنامجدافنيه لمكافحة العنف واستغلال النساء والأطفال.‏ وتؤكد الدراسات العلميةالمتعددة التي تم إجراؤها على أهمية ظاهرة البغاء.‏ ولقد أشارت عالمة الاجتماعالفرنسية فرانسواز جيمو 73 في تقريرها لبحث 74 حول ‏«النساء المهاجرات:‏ التهريبوالبغاء»‏ والذي تم إعداده في إطار برنامج دافنيه إلى العلاقات الوثيقة بين الهجرةوالعمل الجنسي وتصر على الوضع المضطرب الذي تعيشه هؤلاء النساء من عنفوتأثيره على حياتهن بما يسمح لهن باكتساب الخبرة والمهارة وتحمل المسؤولية وقوةالشخصية ويفضل الباحث الحديث عن ‏«النساء»‏ بدلا ً من ‏«الضحايا»‏ أو ‏«المهاجرات»‏ولا يفضل اللجوء إلى صفة ‏«البغاء»‏ حتى يبين أن هذا المصطلح لا يقصد به شخصوإنما نشاط بالإضافة إلى أنه في غالب الأحيان لا يتحدث هؤلاء النساء عن أنفسهنباعتبارهن ‏«بغايا»‏ فممارسة هذا النشاط إنما هو بالنسبة لهن في الغالب وسيلةمؤقتة للخروج من حياة البؤس واكتساب العيش،‏ إنهن لا يشعرن بأنهن مهاجراتوإنما ألبانيات وإكوادوريات وغانيات إلخ . 75أما في السبعينيات في فرنسا فإن الهجرة من أجل العمل الجنسي كانت في الأصلعمل المتنكرين القادمين من أمريكا اللاتينية فلقد وصلت النساء القادمات منأمريكا اللاتينية وجمهورية الدومينيكان بعد ذلك إلى أسبانيا والنمسا وسويسراوكن يعتمدن على أنفسهن في الهجرة مثل الرجال ووصلت الجزائريات في بدايةالتسعينيات لاسيما بعد عام 1992 عقب الإضطرابات السياسية التي شهدتهاالجزائر.‏ إنهن مجرد نساء معزولات في فرنسا بعد تعرضهن للبطالة وفقد العمل فياال الإداري والتجاري بسبب العنف الذي كان يمارس عليهن،‏ ففي مرسيليا لم يجدبعضهن بديلا ً عن البغاء في الشارع،‏ وهو نفس الوضع بالنسبة للمغربيات اللاتيوصلن إلى أسبانيا وأصبحن عرضة للبطالة.‏ وجاءت نساء إفريقيا على مرحلتين:‏وصلت المرحلة القديمة(القادمة من الكاميرون وغانا عام 1995 إلى إيطاليا أو فرنساأو أسبانيا وقمن باتخاذ بعض التدابير السريعة لتوفيق أوضاعهن،‏ ووصلت المرحلةالحديثة القادمة من نيجيريا وسيراليون وليبيريا واضطررن لمغادرة بلادهن عن طريقشبكات التهريب بسبب تشديد الإجراءات على الحدود الأوروبية ويتراوح أعمارهن ما73 برنامج دافنيه،‏ من 2004-2002، دراسات أجريت في النمسا وأسبانيا وإيطاليا وفرنسا،‏ وتدور الدراسة حول ظاهرةالحراك والبغاء وتهريب البشر من وجه خبرة النساء ابتداء ً من الدراسات الميدانية وتطلعات السياسة الأوروبية العامةفي هذه القضايا.‏74 فراسواز جيمو،‏ ‏(جامعة تولوز)‏ ‏(التحركات النسائية)‏ لقاءات دولية،‏ طنجه،‏ 19-16 نوفمبر 2005. مختبر البحر الأبيضالمتوسط لعلم الاجتماع ‏(مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للعلوم الإنسانية.‏ إكس أون برفانس،‏ فرنسا.‏75 فراسواز جيمو،‏ ‏(جامعة تولوز)‏ ‏(التحركات النسائية)‏ لقاءات دولية،‏ طنجه،‏ 19-16 نوفمبر 2005. مختبر البحر الأبيضالمتوسط لعلم الاجتماع ‏(مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للعلوم الإنسانية.‏ إكس أون برفانس،‏ فرنسا.‏


345يوروميد للهجرة 2344 يوروميد للهجرة 2بين 20 إلى 35 سنة ثم بدأت نساء أوروبا الشرقية والبلقان وأوروبا الوسطى ودولالاتحاد السوفييتي السابق في التوافد على أوروبا في التسعينيات . 76ولقد استفادت شبكات البغاء التي تديرها عصابات دولية من التحولات السياسيةوالاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها أوروبا الشرقية ودول البلقان من جانبوالضغوط المتلاحقة على الهجرة من إفريقيا السوداء إلى أوروبا من جانب آخر،‏فالنساء الآتي وصلن إلى أوروبا عليهن دين واجب سداده،‏ وتختلف هذه الديونحسب البلاد التي هاجرن منها والخدمات التي تم شراؤها من تأشيرة دخول وعقدعمل وجواز سفر وانتقال ومرور غير قانوني عبر الحدود إلخ.‏ وكذلك حسب نوعالصفقة.‏ إن قضية بغاء النساء الأجنبيات تجعلنا نرجع إلى الدول المنوطة بالنساءالمهاجرات في اتمعات الأوروبية وهو سد الفجوة الناشئة عن التحولات الاجتماعيةالتي أصبحت المرأة رائدة فيها . 77 ويشير إلى ذلك عالم الاجتماع الإيطالي موريزيوأمبروسيني:‏ » هناك ثمة تشابه بين ما حدث في وضح النهار بالنسبة للمشتغلينبالأعمال المنزلية وبين ما حدث في جنح الظلام للمهاجرات من خلال تقديم الخدماتالجنسية مدفوعة الأجر،‏ ونجد في هذه الحالة أن الطلب المتزايد في الغرب يحتاجإلى البحث في أماكن أخرى لتقديم عروض تختفي وراء العلاقات الاجتماعية ولاتستطيع المواطنات الأصليات تقديمها . 78 إن عالم الاجتماع الإيطالي أمبروزنى يقولإن المشابهة بين الأعمال المنزلية وأعمال البغاء ليست صريحة تمام ًا.‏ إن التخصيصالعرقي في سوق البغاء يوضح أنه لا مجال للمقارنة بين النساء في الغرب وغيرهنلأن المشتغلات بالبغاء يأتين بعدد كبير من أوروبا الشرقية وأن النساء المسلمات غيرمعنيات بذلك وهذا يحتاج إلى تحليل أكثر عمق ًا في هذه الدراسة.‏وينظر العاملون في القطاعات الاجتماعية والطبية وكذلك المسؤولون التشريعيونإلى النساء المهاجرات للعمل في الأنشطة الجنسية باعتبارهن ضحايا لا قدرة لهنعلى اتخاذ القرار.‏ وتعترض فراسواز جيمو على هذه التسمية وتدعو إلى إعادة تحديدمفهوم التهريب:‏ إننا نستطيع أن نستخلص من التجارب التي عايشتها النساءتفاوت ًا بين مقاصد التشريعات المحلية والنصوص الدولية والواقع الذي تعيشه النساءالمهاجرات اللاتي يمارسن البغاء.‏ فهؤلاء النساء يتدبرن أمورهن ويقمن بالهجرةالشخصية ومع ذلك فإنهن يواجهن صور ًا متعددة للعنف الذي يمارس ضدهن منذالهجرة وهذه الصور تدعمها الظروف المحيطة بهن في دول المهجر ويبدو أن القوانينليست في مصلحتهن.‏ وأشارت في تحقيقها إلى أن معظم النساء التي قامتبلقائهن قد قررن مغادرة البلاد وأنهن تعرضن خلال الهجرة لأعمال العنف والإكراهوعدم إمكانية ممارسة أي نشاط غير أنشطة الخدمة المنزلية غير الرسمية في ظروف76 فراسواز جيمو،‏ ‏(جامعة تولوز)‏ ‏(التحركات النسائية)‏ لقاءات دولية،‏ طنجه،‏ 19-16 نوفمبر 2005. مختبر البحر الأبيضالمتوسط لعلم الاجتماع ‏(مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للعلوم الإنسانية.‏ إكس أون برفانس،‏ فرنسا.‏77 النوع والهجرة،‏ جيوفانا كامباني،‏ جامعة فلورانس،‏ ص 20، PDF78 امبروزوني،‏ ،2005 ص .8صعبة وكذلك اللجوء إلى البغاء ‏(جيمو 2002) ومع ذلك فإنه إذا كان معظم هؤلاءالنساء لا يرغبن في ممارسة البغاء فإنهن لا يردن العودة إلى بلادهن أي ًا كان ثمن ذلكالبقاء وهذا هو أحد أسباب تماسكهن في مثل هذه الأوضاع غير القانونية والقهريةحيث إنه لا خيار أمامهن.‏ولقد ترك بعضهن هذه المهنة تمام ًا وتزوجن وأصبح لهن أسرة بينما ظل البعضالآخر يمارس البغاء ويعملن لحسابهن الشخصي ويرسلن بالمال إلى أهلهن في بلادهنواستطاع بعضهن شراء بعض الممتلكات وممارسة التجارة في أوطانهن بعد عدةسنوات من العمل في أوروبا.‏ ولقد ساعدهن هذا النوع من النشاط على الإنفاق علىدراسة أطفالهن بل وضمان تحركاتهن الاجتماعية وتحركات أسرهن،‏ وفي هذا الصدديمكن النظر إلى العمل الجنسي باعتباره استراتيجية أو تخطيط ً ا للهجرة لكسبالعيش بل والخروج عن نمط نظام كن فيه أسيرات دائم ً ا.‏5. الهجرة غير الشرعية للنساء وعنف الأزواجإن العنف تجاه النساء المهاجرات بصورة غير قانونية ظل مؤثر ًا جد ًا ليس فقطبالنسبة للمرأة التي تعمل في البغاء ولكن أيض ً ا بالنسبة للمتزوجات،‏ فالعنف فيالحياة الخاصة يظهر في صورتين إما أثناء الزواج المرتب من جانب الآباء أو عبر الإنترنتوإما من خلال تهديدات الزوج المهاجر.‏1-5 العنف من خلال الزيجات المنظمة أو عن طريق الإنترنتتنص المادة 23، الفقرة الثانية من الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسيةعلى أن » الزواج لا يتم بين الطرفين إلا بالإيجاب والقبول»‏ وعند فقد القبول يمكن أننقول إن الزواج يعتبر في هذه الحالة زواج ً ا بالإكراه وبالتالي يمثل خرق ًا لحقوق الإنسانلأحد الطرفين وفي غالب الأحيان ما يكون زواج المرأة بالإكراه مما يقتضي لجوء ًا للعنفمن جانب الزوج أو أحد أفراد الأسرة.‏ ومن الصعب تحديد عدد النساء ضحايا الزواجبالإكراه لأن هذه الظاهرة غير معلنة نسبي ًا ولا يمكن أن تؤدي إلى نزاع إلا إذا وقع ظلمعلى أحد الأطراف.‏ ولقد تم خداع الكثيرات من النساء من جانب عصابات التهريب غيرالشرعية إما بوعود الزواج وإما بالصحبة للعمل في أوروبا.‏ ويأتي بعضهن مهاجراتمن أوطانهن لمرافقة أزواج لم يرونهن أبد ًا ومن هنا يأتي الشقاق والنزاع بين الأزواج.‏ولقد لاحظت جمعيات مكافحة الزواج بالإكراه زيادة عدد الضحايا ، 79 ويتم عقد هذاالنوع من الزواج لمساعدة النساء في الهجرة أو الزواج التجاري حيث يقوم الطرفغير القانوني بالزواج من شخص أجنبي ثم يهاجر إليه في إطار مرافقة الأسرة في79 جان فريدمان وبهيجة جمال،‏ 2008، العنف ضد النساء المهاجرات واللاجئات في المنطقة الأورومتوسطية،‏ مرجعسابق،‏ ص 36.


347يوروميد للهجرة 2346 يوروميد للهجرة 2مقابل مبلغ من المال أو بعض الخدمات الأخرى،‏ وخلاف ًا للزواج الذي يتم فقط علىالأوراق بحيث يتفق الطرفان على التخلي عن واجبات الزواج،‏ فإن هناك زواج ً ا آخريسمى ‏«زواج الغبن»‏ بحيث يكون أحد الطرفين مخلص ً ا مع الآخر لكن الآخر ليسكذلك.‏ وهذه الصور من الزواج لا يعتريها أي صفة قانونية خاصة ولكنه منذ عام2003 بشأن الهجرة إلى فرنسا وتأكيده بقانون 2006 بشأن تشديد الرقابة علىصحة الزواج فإن الإخلال بواجبات الزواج تعد مخالفة يعاقب عليها القانون بالحبسخمس سنوات وتغريم االف 15000 يورو.‏ وينظم القانون الفرنسي الحديث قضيةالتحقق من صحة وسلامة الزواج وحقيقة التعايش بين الطرفين قبل تسجيل عقدالزواج مع الأجنبي وقبل تسليم تأشيرة الدخول إلى فرنسا وقبل تسليم أول تصريحللإقامة هذا بالإضافة إلى التحري السنوي عند تجديد الإقامة المؤقتة قبل الحصولعلى بطاقة الإقامة لمدة عشر سنوات وقبل الحصول على الجنسية الفرنسية وعنداكتشاف االفة فإن ذلك يؤدي إلى سحب الحقوق المكتسبة وبالتالي تتضاعفسبل التحري والتضييق ووضع العقبات أمام الزواج بين الجنسيات اتلفة والحملةضد هذه الصور من الزواج تمثل خطوة إضافية في تراجع الحريات . 802-5 العنف الزوجي إزاء الزوجات المهاجرات بصورة غير شرعيةفي الغالب ما يقوم الأزواج بممارسة العنف ضد زوجاتهم المهاجرات لاسيما اللاتيهاجرن بصفة غير قانونية،‏ ويتمثل العنف بين الأزواج في صورة العنف الجسدي والجنسيوالملاحقة والضغوط العاطفية والنفسية وهذا العنف ما هو إلا محصلة عدم المساواةبين الرجال والنساء مبناها المعايير الاجتماعية والخطاب السياسي والديني . 81 وتعانيالنساء المهاجرات لاسيما اللاتي هاجرن بصفة غير قانونية من العنف الذي يمارسضدهن في بيوتهن من جانب الأزواج شأنهن في ذلك شأن غيرهن مع بعض التفاوتحيث إنهن يصبحن فريسة لهذا العنف ولا يستطعن اتخاذ أي إجراء أو إبلاغ للشرطة.‏ويمارس هذا العنف ضد المهاجرات المتزوجات برجال من أوطانهن أو بأزواج أوروبيين.‏ويشير المسؤولون عن جمعيات المرأة ومراكز الاستقبال في أسبانيا وفرنسا وإيطالياإلى الزيادة الواضحة في المهاجرات اللاتي يتزوجن من أبناء البلاد التي هاجرن إليها،‏ وإذاما أردن التمتع بالأمان الاقتصادي والقانوني وشيء من الرفاهية فإنهن يتعرضن للعنفالجسدي والنفسي من جانب أزواجهن الأجانب.‏ ويفسر بعض الأخصائيين الاجتماعيينالعنف ضد المهاجرات بأنه ثمرة ثقافات مختلفة حيث لا يستطيع الأوروبيون فهمالشخصية القوية للمهاجرات فهم يتزوجون بهن للقيام بخدمتهم ورعايتهم فيالمنزل حيث إنهن مدينات لهم بمساعدتهن في الهجرة وتوفيق أوضاعهن وهو ما يزيدمن ضعف موقف المهاجرات بصفة غير قانونية مما يجعلهن عرضة للعنف.‏ إن تجردزواج رمادي وأيام سود،‏ لوموند80 جاء في برنامج أعمال مؤتمر بكين 1995: إن العنف تجاه النساء يفسر العوامل التاريخية التي أدت إلى فرض الرجال81 السيطرة على النساء والتمييز بينهما.‏هؤلاء المهاجرات من الوضع القانوني والتبعية للأزواج أو الرفقاء الذين قاموا باستغلالهذا الوضع غير القانوني قد جعل منهن عرضة لاستغلال أجسادهن وقدرتهن علىالعمل والموارد المالية التي يتمتعن بها.‏إن المهاجرات بصفة غير قانونية لا يتمتعن بأية حقوق قانونية لمواجهة العنف والفسادفلا يجدن وسيلة للمساعدة إلا بصعوبة بالغة إذا ما تعرضن للعنف في المنزل حيثيترددن كثير ًا في الاتصال بالجهات اتصة ويضيق عليهن أيض ً ا في الوصول إلى دوررعاية المرأة وغيرها التي تعمل لدفع العنف عن المرأة.‏ ويشير تقرير PICUM إلى دراسةتم إجراؤها في أسبانيا إلى ما يلي:‏ وفق ًا لتقدير معهد كاتان للإحصاء فإن ثلث ضحاياالعنف الجنسي ضد المرأة من المهاجرات.‏ وتؤكد جمعية كاتالان للمرأة المنفصلة أوالمطلقة.‏ إن النساء اللاتي يتمتعن بتصريح إقامة يرفضن العنف وإن هناك عدد ًا منهنيعشن في الجحيم حيث لا يستطيعن إثبات أعمال العنف لدى الشرطة . 82ويخشى النساء اللاتي لا يتمتعن بإقامة قانونية من إلقاء القبض عليهن إذا ماقمن برفع دعوى ضد عنف الأزواج،‏ فتقديم الحق الإداري على الحق الإنساني في الحمايةمن العنف يمثل انتهاك ً ا واضح ً ا لحقوق المرأة ومع ذلك نجد من الشائع جد ًا أن النساءاللاتي يتعرضن للعنف لا يجرأن على رفع شكوى للشرطة أو إحدى الجهات الإدارية،‏بل يحدث أحيان ًا أن يقوم الزوج برفع دعوى ضد زوجته بصورة مخالفة للأخلاقوالأعراف في محاولة لابتزازها لتكون أكثر طاعة وإيجابية بل وخضوع ًا وذلك حيثإنها في وضع غير قانوني.‏ولقد لاحظ الاتحاد القومي للتضامن مع المرأة FNSF في فرنسا من وجود ظاهرةمصادرة الأزواج لجواز السفر الخاص بزوجاتهم اللاتي يقمن بصفة غير قانونية حتى لايجدن وسيلة للهروب وأكد التقرير السنوي لهذا الاتحاد على تزايد عدد النساء ضحاياالعنف واللاتي لا يجدن طريق ًا إلى الوضع القانوني ولا أية مساعدة للحصول عليهوهن في الغالب قد تزوجن في أوطانهن ثم أصبحن عرضة للعنف من جانب الأزواج بعدوصولهن إلى فرنسا بعدة شهور ولا يرغبن في اتخاذ إجراءات للحصول على تصريحإقامة وتتضاعف هذه الحالات بالنسبة للمتزوجات المحتجزات بعد وصولهن إلى فرنساوالفتيات اللاتي وقعن ضحية للنصب من خلال وعود الزواج على شبكة المعلوماتبهدف الاستغلال ، 83 ويؤثر العنف تأثير ًا سلبي ًا على صحة المرأة ويضعفها.‏82 جان فريدمان وبهيجة جمال،‏ 2008، العنف ضد النساء المهاجرات واللاجئات في المنطقة الأورومتوسطية،‏ مرجعسابق،‏ صفحات 35-34.83 المؤسسة القومية لتضامن النساء،‏ 2007، نساء الهجرة،‏ 2006، باريس،‏ FNSF


349يوروميد للهجرة 2348 يوروميد للهجرة 23-5 الحالة الصحية للنساء المهاجرات بصورة غير شرعيةعند الحديث عن الصحبة يجب التمييز بين أصحاب الهجرة الشرعية إلى دولأوروبا والنساء اللاتي هاجرن هجرة غير قانونية.‏ وإذا ما كانت الفئتان تتمتعان بحقالرعاية الصحية وفق ًا للاتفاقيات الدولية والتشريعات الأوروبية فإن النساء اللاتيلا يقمن بصفة قانونية لا يستطعن المطالبة بهذا الحق لعدم وجود التشريعاتالتي تحميهن ولوجودهن في وضع غير قانوني حتى ولو علمن بذلك الحق.‏ وتعتبرالمعلومات المتعلقة بالقضايا الصحية لنساء دول البحر الأبيض المتوسط اللاتييتواجدن في أوروبا في وضع غير قانوني غير متوافرة،‏ فلا نجد سوى بعض التحقيقاتالتي أجريت على عينة محدودة وسوى بعض قصص الحياة التي يمكن أن نسترشدبها في دراسة هذه القضية.‏تتمتع النساء المهاجرات بصفة غير قانونية عموم ًا بظروف صحية جيدة نظر ًا لحداثةأعمارهن.‏ وحيث إنهن واجهن مصاعب التنقلات والخوف والعجز خلال إقامتهنوسوء معاملة عصابات التهريب لهن فإن هؤلاء النساء يتمتعن بحصانة بدينةوعقلية.‏ ولقد أوضحت الدراسة التي أجريت في فرنسا عام 2006 تحت عنوان ‏”صحةالمهاجرات حديث ًا “ 84 على عينة تتكون من 120000 شخص حصلوا على إقامة لاتقل عن سنة أن % 54 ممن قاموا بتوفيق أوضاعهن القانونية كانوا من النساء ويقلعمر نصفهن عن 30 عام ًا ويعيش معظمهن حياة زوجية بنسبة %75. ولقد هاجرمعظم هؤلاء النساء لمرافقة أزواجهن أو بعض أفراد أسرهن.‏ وكان يقيم %50 منهنفي إفريقيا بين بلاد المغرب ‏(الجزائر والمغرب وتونس)‏ وصحراء إفريقيا ويقيم %17 فيآسيا و‎%11‎ في أوروبا ‏(الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول المستقلة)،‏ ولقد جئن بعدالرجال المهاجرين وبالتالي يتحدثن الفرنسية بصورة أضعف منهم وثلاثة أرباعهن لامهنة لهن وتؤكد هذه الدراسة أيض ً ا أن النساء اللاتي قمن بتوفيق الأوضاع القانونيةعام 2006 يتمتعن بكامل قواهن البدنية حيث يشير %87 منهن أن صحتهن ممتازة أوجيدة أو جيدة جد ًا وأن %11 صحتهن ليست جيدة ولا سيئة.‏وتتقارب إجابة هؤلاء النساء من إجابة أقرانهن اللآتي يقمن في المدن الفرنسيةالرئيسية حيث تصل نسبة اللاتى يتمتعن بصحة جيدة أو جيدة جد ًا أو ممتازة إلى%85 مقارنة ب‎%82‎ من إجمالي السكان من النساء الآتي يتمتعن بنفس المستوىالصحي.‏ أما بالنسبة للمهاجرين حديث ًا من الرجال فإنهم يقومون بالاهتمامبصحتهم أكثر من النساء مثل أقرانهم من المواطنين الأصليين،‏ وبالتالي فإن القولبتوسط مستوى الصحة أو سوء الصحة للمرأة المهاجرة حديث ًا يتزايد بتقدم العمرأو ظهور العديد من الأمراض مثل السمنة والسكر والأورام.‏84 تحقيق شامل وملفات النساء اللتي وصلن مؤخر ًا إلى فرنسا:‏ الصحة والضعف،‏ 2006، مجلة صحة المهاجرات حديث ًا،‏إدارة الأبحاث والدراسات والتقييم والإحصاء.‏وتشير النساء القادمات خلال السنة التي تم إجراء التحقيق فيها إلى أنهن في أتمصحة،‏ ولقد تم إجراء مثل هذه الدراسة في كندا.‏ ويعتبر الأصل الجغرافي أيض ً ا أحدالعناصر التي يترتب عليها تحديد مستوى صحة النساء المهاجرات،‏ فالنساء القادماتمن المغرب يعترفن بأنهن في صحة جيدة وأفضل من غيرهن من المهاجرات.‏ ونجد علىالعكس أن النساء القادمات من آسيا هن الأكثر سوء ًا على المستوى الصحي حيثيعبر %33 منهن عن توسط أو سوء حالتهن الصحية.‏ والشعور بالعزلة التي يعيشفيها هؤلاء النساء يمكن أن يعطي انطباع ًا سيئ ًا عن حالتهن الصحية ويعلن %90منهن عن استفادتهن من سداد الرسوم الصحية وهؤلاء النساء قد جئن لمرافقةأزواجهن من المهاجرين بنسبة %95 و‎%80‎ بالتوالي.‏ وبعد مرور سنة وثلاثة أشهر منوصولهن إلى فرنسا %2 فقط من النساء ليس لديهن تأمين صحي بينما رفض %5 هذهالرعاية . 85 وبالرغم من هذا الجانب الإيجابي فإنه يمكن القول إن النساء اللاتي هاجرنبصفة غير قانونية ويعملن في قطاعات غير مناسبة وفي أنشطة تخضع لضغوطالعمل وأضراره أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض،‏ وإذا لم يعملن فإنهن يتعرضنلسوء التغذية ونقص العناصر التي تؤثر سلبيا على الصحة ولكن الموقف يزداد ضعف ًاعندما يتعلق الأمر بمستوى المحافظة على الصحة التناسلية حيث لا يلقين أية رعايةأثناء الحمل لمتابعته وإذا كان هناك رعاية فإنها تكون ضعيفة مقارنة بالنساء المقيماتبصفة قانونية أو المواطنات.‏ إن التفاوت في المعاملة عند الولادة حاد جد ًا،‏ فالعقباتالإدارية والمالية وصعوبة التواصل تجعل الوصول إلى الرعاية أمر ًا ضعيف ًا جد ًا لهذهالشريحة من الأشخاص فالخوف الذي يسيطر عليهن يمنعهن من مواجهة الإدارة أوالاستفادة من الخدمات الصحية المماثلة،‏ ويبقى دور المنظمات غير الحكومية حيث إنهاهي التي تبادر إلى رفع البؤس عن هؤلاء النساء ومعالجة المرض ومتابعة الحوامل.‏ويمثل وباء الإيدز العلاقة بين تنقلات الأشخاص وصحتهم،‏ فالمهاجرون والمهاجرات علىوجه الخصوص حيث إنهن الأكثر تعرض ً ا لهذا المرض ممن لا ينتقلون ويعتبر النساء أكثرعرضة للإصابة بسبب أعمال العنف المتعددة التي تمارس ضدهن والاستغلال الجنسيالذي يتعرضن له وكذلك في جميع الحالات التي يكون فيها الجنس وسيلة للتعامل أوالبقاء . 86 إن المعلومات المتوفرة تحت أيدينا عن الإيدز لا تتعلق فقط بالنساء المهاجراتفي وضع غير قانوني وإنما ترتبط بالتأكيد على الب ُعد لهذا المرض عند المهاجرات عموم ًا.‏ويمثل الأجانب في فرنسا %6 من السكان و‎%18‎ من الأشخاص الذين يتمتعون بالمناعةحيث إن ثلث النساء اللاتي يتمتعن بالمناعة من الأجانب.‏إن ّ تقسيم الإصابة بالإيدز عن طريق يختلف ما بين الفرنسيين والمهاجرين حيثتمثل النساء % 23 من حالات الإصابة بالإيدز بين الأشخاص المولودين في بلاد المغربالصحة والضعف،‏ صحة المهاجرات حديث ًا،‏ الهيئة المسؤولة عن إدارة الأبحاث والدراسات والتقييم والإحصاء.‏85 جينيفير كلو،‏ نقص المناعة والإيدز:‏ النوع والأمن الاجتماعي.‏ رسالة المركز الإقليمي للتوعية والوقاية من الإيدز،‏ عدد86 ،74 مارس .2005


351يوروميد للهجرة 2350 يوروميد للهجرة 2و % 60 بين الأشخاص المولودين في صحراء إفريقيا . هذا بالإضافة إلى أن المعطياتالاجتماعية والاقتصادية المحددة حسب الجنسيات تبين أن النساء الأجنبيات يقمنبغير عمل ويعشن في ظروف اجتماعية غير آمنة . 87ولقد تم تنظيم مائدتين مستديرتين عام 2003 و 88 2005 حول موضوع النساءمنذ بداية الوباء حتى وصلت النسبة إلى نصف الأشخاص الذين يعيشون بهذاالمرض وصلت النسبة في صحراء إفريقيا إلى % 57 وهذه النسبة أكثر ارتفاع ًا بينالنساء في مقتبل أعمارهن ولقد تداخلت عوامل الضعف الحيوية والاقتصاديةوالاجتماعية والثقافية لتفسير ااطر المتفاقمة والناجمة عن هذا الوباء . ولاتزال النساء المهاجرات عرضة للإصابة بهذا الوباء بسبب الأوضاع الاجتماعية التييعيشن فيها إضافة إلى الصعوبات المرتبطة بهن باعتبارهن نساء فهن يعيشنحياة جديدة وممارسات جنسية غير مألوفة وعلاقات مشبوهة بين الرجال والنساء . 89ويوض ّ ح التقرير الخاص بطرق الإصابة بالعدوى والصادر عن فرنسا أن الإصابة خلالالعلاقة الجنسية مع النوع الآخر تسود عند نساء شمال إفريقيا ) 83 % ( من حالاتالتشخيص عام 1997 في حين أن تعاطى ادرات يصل فقط إلى % 17 وهذا يؤكدنظرية العدوى من الزوج لاسيما عند المقاربة حيث يسود عندهم خضوع المرأةللرجل رغم الحرية التي يحصلون عليها عن طريق الهجرة .أما بالنسبة للإصابة بسبب تعاطى ادرات فإنه لا نصيب للمهاجرات لاسيماالمغاربة منهن.‏ ولقد وصل تعاطي الهيروين إلى شباب الأحياء غير الراقية فيالثمانينيات حيث تزامن ذلك مع الفشل الدراسي لهؤلاء الشباب والتمييز المهنيبينهم...‏ إلخ.‏ ويظهر الوباء بوضوح في المدن حيث الضواحي البعيدة التي يتزايدفيها المهاجرون من بلاد المغرب.‏ ولسد هذا العجز تم إنشاء جمعية الأمهات المغربيةفي مرسيليا لكسر حاجز الكلام عن حقن ادرات . 90 وبموجب وضعهن الاجتماعيكأمهات استطعن الحديث عن الإيدز وااطر التي يمكن أن تلحق بأطفالهن لاسيماالذكور منهم،‏ وهناك القليل من النساء المدمنات والنساء اللاتي تعاني من نقصالمناعة بين المهاجرين من دول حوض البحر الأبيض المتوسط.‏87 النساء المهاجرات والإصابة بنقص المناعة أو الإيدز في العالم،‏ دراسة إنسانية،‏ أعمال المائدة المستديرة المنعقدة في20 نوفمبر 2004 باليونسكو،‏ باريس.‏ دراسات وعلاقات،‏ عدد خاص،‏ العدد 22، الانقسام السياسي الثقافي والحوار بينالثقافات.‏ اليونسكو،‏ 2005، .unesdoc.unesco.org ص 48.88 النساء المهاجرات والإصابة بنقص المناعة أو الإيدز في العالم،‏ دراسة إنسانية،‏ أعمال المائدة المستديرة المنعقدة في20 نوفمبر 2004 باليونسكو،‏ باريس.‏ دراسات وعلاقات،‏ عدد خاص،‏ العدد 22، الانقسام السياسي الثقافي والحوار بينالثقافات.‏ اليونسكو،‏ 2005، .unesdoc.unesco.org89 كاترينا ستونو،‏ رسالة المركز الإقليمي للتوعية والوقاية من الإيدز،‏ عدد 74، مارسwww.lecrips-idf.net/letter-info/lettre74.pdf.200590 النساء المهاجرات والإصابة بنقص المناعة أو الإيدز في العالم،‏ دراسة إنسانية،‏ أعمال المائدة المستديرة المنعقدة في20 نوفمبر 2004 باليونسكو،‏ باريس.‏ دراسات وعلاقات،‏ عدد خاص،‏ العدد 22، الانقسام السياسي الثقافي والحوار بينالثقافات.‏ اليونسكو،‏ 2005، .unesdoc.unesco.org ص 51.ويؤكد العاملون في هذا الميدان ‏(الأطباء والممرضون والأخصائيون الاجتماعيون وأقاربالأشخاص الذين يعانون نقص المناعة)‏ على الظروف الاجتماعية الخاصة للمدمناتبسبب إجابتها على غياب إرادة النساء المدمنات واللاتي يعانين نقص المناعة حيثينظر إليها في الأسرة على أنها قد ماتت،‏ فلا يتحدثون عنها،‏ وفي الغالب يتبرؤونمنها.‏ وفي النهاية لا يجب أن نقول إن هناك عدد ًا كبير ًا من الفتيات كذلك ففيالأحياء ااورة يمكن أن تجد واحدة في أحد ممرات المدينة أو لا تجد أحد ًا وليس هناك أحدتم علاجه في هذه الجمعية.‏إن تحليل هذا الوضع يؤكد مدى تعقيد العملية التي ينبغي القيام بها لحمايةالنساء المهاجرات والتحدي الذي يظهر من خلال تغيير السلوك يمكن أن يكون لهتأثير حقيقي لتقليل العنف الذي يمارس ضد النساء المهاجرات.‏خاتمة وتوصياتتعتبر الهجرة غير الشرعية ظاهرة اجتماعية خالصة مع بعض التشعباتالاجتماعية والاقتصادية والسياسية.‏ إنها تمثل مأساة إنسانية،‏ فعلى مدار جميعمراحلها(التجنيد والسفر والقبض والاحتجاز والترحيل والإقامة غير الشرعية)‏ يكونهناك انتهاك عام لحقوق الإنسان،‏ والمرأة التي تتورط في مثل هذه الهجرة تخضعلاعتداءات متعددة حيث تتعرض للتعذيب وسوء المعاملة قبل توفيق أوضاعها فيالبلد التي هاجرت إليها.‏ويأتي التشريع الأوروبي في إطار القانون الدولي لحماية حقوق الإنسان.‏ إن ميثاق الأممالمتحدة يشجع حق ًا على الاحترام العالمي والحقيقي لحقوق الإنسان والحريات الرئيسةللبشر دون تمييز بين جنس أو نوع أو لغة أو دين.‏ ويؤكد الميثاق العالمي لحقوق الإنسانأن جميع الناس ولدوا أحرار ًا وهم سواسية في الكرامة والحقوق.‏ ويؤكد أيض ً ا أن كلإنسان يتمتع بحق الاعتراف بشخصه القانوني،‏ وأن الناس جميع ً ا سواسية أمامالقانون ولهم كامل الحق دون أدنى تمييز في الحماية تحت مظلة القانون.‏وتأتي أيض ً ا قضية مكافحة التسلل وتهريب الأشخاص بين أولويات جدول أعمالالاتحاد الأوروبي والهيئات الأوروبية الأخرى مثل الس الأوروبي،‏ ومنظمة الأمنوالتعاون الأوروبي،‏ والمنظمة الدولية للهجرة،‏ واتحاد البرلمانات،‏ والعديد من المؤسساتالمتخصصة.‏ وتسعى هذه المؤسسات إلى حماية حقوق الإنسان للمهاجرين بصفةقانونية أو غير قانونية.‏وبالرغم من هذه التشريعات،‏ يظل موقف المهاجرين بصفة قانونية عموم ًا وبصفةغير قانونية على وجه الخصوص ضعيف ًا وهامشي ًا.‏ فالسياسة العالمية لقمع


الهجرة،‏ لاسيما غير الشرعية،‏ قد زادت من عدم المساواة بما يخدم مصالح الليبراليةالجديدة من خلال تقديم أيد ٍ عاملة لا تستطيع الدفاع عن نفسها،‏ مسالمة،‏ رخيصةيمكن التخلص منها بسهولة،‏ كما أدت أيض ً ا إلى عدم التجانس بين طبقات النساءالمهاجرات بل وبين المهاجرات والمواطنات الأصليات وأحدث ذلك انقسام ًا دولي ًا فيعمل المرأة أعاق التضامن بين النساء وأدي إلى ارتفاع صوت المبادئ النسوية التيتدعو إلى مناهضة هيمنة اتمع الأبوي.‏ولقد وصلت النساء المهاجرات بصفة غير قانونية من دول البحر الأبيض المتوسط إلىأوروبا عن طريق قنوات شرعية منها على وجه الخصوص مرافقة الأسرة.‏ وهن يعتقدنإمكانية توفيق أوضاعهن القانونية حيث يساعدهن على ذلك إقامة رفقائهن.‏ لكنإقامتهن غير الشرعية يمكن أن تجعلهن عرضة لكثير من صور الاعتداء والتعدي منجانب رفقائهن أو أرباب عملهن،‏ وبالتالي يعشن تحت وطأة الخوف من القبض عليهنأو ترحيلهن.‏ ويعتبر عمل هؤلاء النساء المهاجرات بصفة غير قانونية واللآتي جئنوحدهن لأسباب اقتصادية غير مستقرة بل ومحفوف بااطر وغير مجزي على وجهالإطلاق كالأعمال المنزلية وحرفة الجنس والبغاء.‏وحيث إن أعمال المتاجرة في البشر وتهريبهم ترتبط ارتباط ً ا وثيق ًا بفلول الهجرة،‏فإنها تتركز على النساء بشكل كبير لاسيما القادمات من بلاد شرق أوروبا ونسبةضئيلة من بين المهاجرات من دول البحر الأبيض المتوسط فلا يزال تعداد ضحاياالمتاجرة والتهريب وكذلك عدد المهاجرات بصفة غير قانونية ضعيف ًا.‏ إنهن يناضلنمن أجل الحصول على تأشيرة ويستدن في الغالب من أجل سداد ثمن تذكرة الطائرةأو السفينة ويتأهبن للبحث عن استقبال آمن في الدولة اللاتي يهاجرن إليها.‏إن ضعف النساء المهاجرات أم العنف والاعتداء والتمييز يمثل إحدى المشكلاتالرئيسة التي تواجه دول شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط بقدر ما تتجهسياسات الهجرة في البلاد التي يهاجرن إليها إلى منح حقوق أكثر وفرص أكبرلتوفيق أوضاع العاملين في قطاع الخدمات المناسبة للرجال وكذلك الحال في قطاعالخدمات المناسبة للنساء.‏ ونظر ًا لتواجد النساء المهاجرات بصفة غير قانونية فيوضع يتسم بالضعف وعدم الاستقرار،‏ فإنهن يظللن عرضة للاستغلال الاقتصاديوالتعدي الجسدي والجنسي.‏ ويتعرض ضحايا المتاجرة على وجه الخصوص لهذاالنوع من العنف وذلك لتبعيتهن التامة للمهربين الذين يقدمون لهن أوراق ًا مزورةويجبرونهن على العمل في حرفة الجنس.‏ ويتعرضن أيض ً ا إلى مخاطر الإصابةبالأمراض المعدية حيث لا تتم توعيتهن بصورة كافية ضد هذه الأمراض لاسيماالأمراض الجنسية التي تنتقل بالعدوى والإيدز وهي أمراض يمكن أن تصيب النساءأيض ً ا في إطار العلاقات الزوجية.‏وتتأثر النساء في الغالب،‏ بصورة أكبر من الرجال،‏ بالآثار السيئة للهجرة لاسيما فيأوطانهن عند هجرة أزواجهن أو عند هجرتهن هجرة غير قانونية كما يتأثرن أيض ً افي البلاد اللاتي يهاجرن إليها عندما يجدن صعوبات بالغة في توفيق أوضاعهنالقانونية أو عند الاندماج في سوق العمل.‏ وهناك إجراءات يجب اتخاذها للمحافظةعلى حياة النساء من خلال توصيل التوعية إليهن ضد ااطر الخاصة بالهجرة غيرالشرعية والمشاكل اللاتي يواجهنها عندما يصبحن في وضع غير قانوني وكذلكيجب توعيتهن بالحقوق المكفولة لهن.‏إن صور الهجرة تختلف بالنسبة للرجال عن النساء لكن المهم هو إدراك الانطباعالذي يكون في الغالب مختلف ٌ تمام ًا وذلك لأن النساء في مجملهن أكثر ضعف ًا.‏ومع ذلك فإن النساء يستطعن المساهمة في تغيير صورة الهجرة الحديثة بشكلإيجابي.‏ لذلك يجب على جميع الدول سواء التي يهاجر الشخص منها أو يمر بهاأي يهاجر إليها أن يضع النوع في الاعتبار عند وضع سياسات الهجرة بحيث يتمضمان تحليل آثار هذه السياسات على الرجال والنساء قبل اتخاذ أي قرار حتى تتمالاستفادة من المهارات الخاصة للنساء وحمايتهن من التعدي على حقوقهن.‏353يوروميد للهجرة 2352 يوروميد للهجرة 2


خاتمة وتوصيات


مقدمة ...................................................................................................................... 357.1 خاتمة .................................................................................................................... 3581-1 الانشغال المتزايد بهجرة المرأة ................................................................ 3582-1 عملية الهجرة النسائية المتعددة الأبعاد نحو أوروبا...........................‏ 3593-1 ضرورة وجود منظور النوع في السياسات الأوروبية.............................‏ 3624-1 تأثير الهجرة على المساواة بين الرجل والمرأة ......................................... 362.2 توصيات ................................................................................................................. 3631-2 إدراك العوامل التي تدفع المرأة إلى الهجرة والعمل عليها.................‏ 3632-2 إعادة تنشيط أوجه التضافر بين هجرة المرأة والتنمية ....................... 3643-2 احترام حقوق المساواة بين النساء والرجال في الهجرة.......................‏ 3654-2 تطوير الدراسات والإحصاءات.................................................................‏ 3655-2 إرساء حوار دائم بين دول المغادرة ودول المقصد......................................‏ 365مقدمةإن الوقوف على تاريخ المرأة بوجه عام في المنطقة الأورومتوسطية وتاريخ المهاجراتيعني فتح مجال واسع والدخول في نقاش جوهري حول ظروف النساء في المنطقة،‏فضلا ً عن مكانتهن في اتمع ودورهن في عملية التحولات الاجتماعية في دولالمنطقة.‏يبرز وضع المهاجرات،‏ كما سبق الإشارة إليه سابق ًا خلال هذه الدراسة،‏ بعضالخصائص وبالتحديد تلك التي تقوم فيها الممارسات البطريركية،‏ والتي تتجلىبصفة خاصة في التشريعات المتعلقة بالأسرة،‏ بتدعيم أشكال من عدم المساواةبين الجنسين بشكل كبير،‏ وتلك التي تحت مسمى العرف،‏ يتم ارتكاب أشكالمختلفة من العنف إزاء المرأة ‏(الختان،‏ وجرائم الشرف،‏ إلخ).‏ وعلى الرغم من ذلكالثقل الواضح الذي تمثله البطريركية على ظروف المرأة،‏ إلا أن معظم القواعدوالسياسات المتعلقة بالهجرة لا تزال تغفل ب ُعد النوع.‏وفي السنوات الأخيرة،‏ أولت هذه السياسات،‏ في جميع أنحاء العالم وفي أوروبا،‏اهتمام ًا متزايد ًا بإدارة تدفقات الهجرة والسيطرة على الحدود في إطار أمنيومكافحة الإرهاب أكثر منه بوضع النساء المهاجرات.‏ وتظهر الإحصاءات مع ذلكأنه من الآن فصاعد ًا تمثل النساء ما يقرب من ٪50 من تعداد المهاجرين في الاتحادالأوروبي.‏ بالإضافة إلى ذلك،‏ كشفت الدراسات العلمية التي تزداد يوم ًا بعد يومعن تأثير البطريركية على مسيرات هؤلاء النساء وإسهامهن الجوهري في التنميةالاجتماعية والاقتصادية للدول الأعضاء ودول المنشأ،‏ وكذلك عن بقائهن في وضعاجتماعي اقتصادي يغلب عليه التهميش في هذه اتمعات.‏ كل هذه العواملتدعو إذ ًا إلى ضرورة دمج الب ُعد الخاص بالنوع في منظور سياسات الهجرة وتحليلاتالهجرة الدولية.‏وقد تم إعداد هذه الدراسة حول هجرة النساء من دول البحر الأبيض المتوسط إلىأوروبا من خلال مجموعة من المراجع الذاخرة الموجودة.‏ ودون أي ادعاء للكمال،‏ فقدسعت هذه الدراسة إلى بيان الظروف الاقتصادية،‏ والاجتماعية،‏ والسياسية،‏والثقافية التي تدفع المرأة بشكل متزايد إلى الهجرة إلى أوروبا،‏ وتلك التي يعشنهافي بلاد المهجر.‏ وعلى الرغم من تنوع الحقائق التي تم تناولها خلال هذه الدراسة فيدول البحر الأبيض المتوسط ودول الاتحاد الأوروبي،‏ فقد قمنا ببيان بعض السماتالمشتركة وعدد ًا من نقاط الالتقاء فيما يتعلق بأسباب الهجرة النسائية واتجاهات357يوروميد للهجرة 2356 يوروميد للهجرة 2


359يوروميد للهجرة 2358 يوروميد للهجرة 2سياسات الهجرة إزاء النساء.‏ وختام ًا لهذه الدراسة،‏ قمنا ببيان أربعة منها،‏ ألا وهي:‏الاهتمام المتزايد بهجرة النساء،‏ طابعه المتعدد الأبعاد،‏ منظور النوع في السياساتالأوروبية وفي دول البحر الأبيض المتوسط،‏ وتأثير الهجرة على المساواة بين الرجالوالنساء.‏ثم بعد ذلك،‏ نضع بعض التوصيات السياسية التي تهدف،‏ من جانب،‏ إلى جذبانتباه صانعي القرار السياسي نحو ضرورة الاهتمام بوضع المرأة وإدخال ب ُعد النوعفي منظور الهجرة الدولية وفي التدابير الموصى باتخاذها.‏ ومن جانب آخر،‏ تهدفهذه التوصيات إلى تحسين وضع المرأة في إطار الشراكة الأوروبية المتوسطية.‏1. خاتمة1-1 الانشغال المتزايد بهجرة المرأةلا يمكن إدراك الهجرة من دول البحر الأبيض المتوسط إلى دول الاتحاد الأوروبي دونفهم للسياق التاريخي للمنطقة والعلاقات التي تتسم بها الدول،‏ أو دون فهملسياسات إدارة تدفقات الهجرة التي توالت خلال العقود الماضية.‏إن السمة المميزة للمنطقة هي ذلك الانشغال الدائم،‏ بل التخوف الذي تظهرهدول ضفتي التوسط إزاء التدفقات الخارجة عن السيطرة لحركات السكان.‏ فمنجانب،‏ تسعى الدول الأوروبية إلى مواجهة تدفقات الهجرة من خلال إعداد نهجشامل ومشترك للهجرة.‏ كما تتمثل الهجرة الدائرية والمؤقتة كبديل قد يتمكن،‏من ناحية،‏ من سد العجز الحالي في الأيدي العاملة حسب المتطلبات في الكفاءات،‏ومن ناحية أخرى،‏ من وضع حد لهجرة الاستيطان التي تدخل الدول في سياساتاندماج يصعب تنفيذها.‏ ومن الجانب الآخر،‏ فدول البحر الأبيض المتوسط والتيأصبحت منذ الآن دول عبور وهجرة،‏ حيث تعنى الدول بالحفاظ على التحويلات الماليةالضخمة للعمال المهاجرين وتعزيز الروابط مع مواطنيها في المهجر.‏ كما تسعىسياساتها لإعداد إطار تشريعي بشأن الدخول والإقامة ودخولهم في سوق عملالأجانب،‏ ومكافحة الهجرة غير الشرعية.‏وتعد هجرة النساء اللواتي ينحدرن من دول البحر الأبيض المتوسط والتي تعدأوروبا بمثابة مقصد مفضل لديهن،‏ لاسيما بسبب القرب الجغرافي،‏ عملية لا رجعةفيها.‏ فنظر ًا لكونهن أكثر إحاطة وعلم ً ا بالوضع الاقتصادي لبلادهن وبالمزايا التيمن شأنهن أن يحظين بها في أوروبا،‏ لاسيما فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين،‏يؤثر هؤلاء النساء الانتقال دون قطع الصلة بدول المنشأ.‏ وتميل هذه الهجرات إلىالاستمرار ما دامت الفروق بين الثروات والتنمية موجودة بين دول الضفتين،‏ وما دامتأشكال عدم المساواة بين الجنسين في دول البحر الأبيض المتوسط مستمرة،‏ ومادام تطبيق الديمقراطية في اتمعات يتم بصورة متلعثمة،‏ وما دامت تسود نظمحوكمة هشة.‏ومن ناحية أخرى،‏ يعد التطور العالمي في العرض والطلب في سوق العملوالطموحات المتزايدة بقوة فيما يتعلق بالاستهلاك بمثابة العوامل التي تسهم فيزيادة أهمية وجود العمل المدفوع الأجر للنساء حيث إن الأسر لم تعد تكتفي بمصدردخل واحد.‏ الأمر الذي دفع الأزواج والآباء والإخوة إلى تنبي نظرة جديدة حول عملالمرأة كوسيلة شريفة لانتشال عائلاتهم من الفقر،‏ حتى وصل إلى الموافقة بل1وتشجيع تنقل النساء الإقرار بتحرك حر لهن.‏وفي هذه الأيام،‏ تبدو النساء كعناصر ضرورية لتخفيف حدة التخلف والأزمةالاقتصادية التي تجتاح العديد من الدول.‏ فضلا ً عن كونهن يشكلن دعم ً ا حقيقي ًالاقتصاد الأسرة،‏ كما يجدن أنفسهن مجبرات على التركيز بشكل كبير في سوقالعمل،‏ والدخول إلى مختلف قطاعات الأنشطة،‏ والاغتراب خارج الوطن لإيجادوظيفة مجزية بشكل أكبر.‏وفي المستقبل،‏ ربما تتزايد هذه الهجرات لاسيما بسبب التغيرات المناخية التيسيكون لها تأثير مباشر على الهجرة من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ومنالمغرب العربي.‏ وفي الواقع،‏ طبق ًا لما جاء في تقرير » الهيئة الحكومية الدولية المعنيةبتغير المناخ (IPCC) »، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لن تستثنى منذلك،‏ وسيكون المغرب العربي عرضة لجفاف شديد وارتفاع في منسوب البحر.‏ أماعن السيناريوهات الأكثر تشاؤم ًا ً،‏ فتتوقع حدوث الفيضانات متكررة سوف تؤديبدورها إلى تدهور في البنى التحتية المطلة على السواحل،‏ وفقدان أراض صالحة2للزراعة،‏ وفقر،‏ وبالتالي تنقل متزايد للتعدادات السكانية.‏2-1 عملية الهجرة النسائية المتعددة الأبعاد نحو أوروباكانت المرأة ولا تزال متواجدة بشكل كبير في عملية الهجرة في منطقة البحرالأبيض المتوسط،‏ غير أن الدراسات المتعلقة بهذا الأمر كانت قد أغفلتها نظر ًالغلبة الرجل على هجرة العمل والقطاعات المعنية.‏وقد عملت الإقامة الدائمة للأسر المهاجرة على تحريك النساء في المقام الأول وعلىطرح قضايا اجتماعية جديدة مثل تعليم الأطفال،‏ والحصول على مسكن،‏ والنجاح1 هذه الملحوظة قابلة للتعميم على مجمل دول جنوب البحر الأبيض المتوسط ،(PTM) يتفق » التقرير العربي حول التنمية البشرية‎2002‎ «على هذه النقطة بشكل قاطع.‏2 بيان الس الاقتصادي و الاجتماعي الذي قامت بتقديمه السيدة حرم الأستاذ كلود أزيما،‏ باسم وفد حقوق النساء و المساواة في الفرصللرجال والنساء.‏ جلسة المكتب المؤرخة ‎20‎سبتمبر 2005


الدراسي،‏ ودمج المهاجرات في سوق العمل.‏ وبدء ًا من التسعينات،‏ برزت بشدة هجرةالنساء من أصحاب الكفاءات،‏ والعاملات الموسميات،‏ والمهاجرات غير الشرعيات.‏وتأتي النساء المهاجرات اللواتي ينحدرن من دول البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا- وفق ًا لنسب متباينة - من جميع دول المنطقة،‏ كما اتبعن طرق ًا شبه متماثلةللهجرة،‏ وتشترك قصصهن نظر ًا لكونهن ينتمين إلى دول عربية تغلب عليهاالثقافة الإسلامية.‏ وتختلف خبراتهن وفق ًا لوضعهن القانوني ‏(مهاجرات أتينليلتحقن بشركائهن في إطار برامج لم ّ الشمل الأسري،‏ أو مهاجرات للدراسة،‏أو مهاجرات اقتصاديات مستقلات،‏ أو مهاجرات بلا أوراق رسمية).‏ وتمثل المهاجراتاللواتي ينحدرن من المغرب العربي إلى أوروبا أكبر وأقدم نسبة.‏ وتعد فرنسا دولةمقصد مفضلة،‏ إلى جانب أسبانيا وإيطاليا حيث يشكل المغاربة الجالية الأولىبها.‏ أما الهجرة النسائية التي تأتي من دول المشرق،‏ فتبدو أكثر حداثة وأقل حجم ً ابالمقارنة بأعداد المغربيات.‏ ولا تزال الهجرة الاقتصادية للنساء المنفردات محدودة جد ًابالنسبة لهذه المنطقة.‏وتواجه المهاجرات بصفة عامة - عند قدومهن إلى الاتحاد الأوروبي - صعوبات مختلفةمن أهمها اللغة والجهل بقوانين ومؤسسات دول الاستقبال.‏ كما يلاقين سلسلةمن أشكال التمييز لاسيما فيما يتعلق بالأجور وظروف العمل ‏(أعمال شاقة وذاتأجور زهيدة)،‏ معادلة الشهادات،‏ وانخفاض المستوى الاجتماعي،‏ من خلال شغلالوظائف غير الماهرة والقليلة الأجر في قطاع الخدمات ‏(العمل بالمطاعم،‏ تنظيفالمصانع،‏ رعاية الأشخاص،‏ إلخ.).‏ومن جانبهن،‏ تواجه النساء القادمات في الأصل من الهجرة واللاتي غالب ًا ما يكنمواطنات أوروبيات أشكال التمييز والعديد من الصور النمطية التي تسند علىأصلهن العربي والمسلم.‏ وقد تؤدي كل من العنصرية وكره الأجانب إلى أشكالتمييز متعددة.‏ وعلى الرغم من هذه الأوضاع اتلفة والمعقدة،‏ فإن النساء المهاجراتاللواتي ينحدرن من دول البحر الأبيض المتوسط يمثلن موارد غالية سواء ُ لدولالمقصد أو لدول المنشأ.‏ وهكذا يمكننا بيان العديد من الأوجه الإيجابية الناتجة عنهجرة النساء والتي يمكن تلخيصها في أربعة أشكال من رؤوس الأموال:‏ رأس المالالاجتماعي،‏ الاقتصادي،‏ والسياسي،‏ والاجتماعي،‏ والرمزي.‏رأس المال الاقتصاديإن العولمة الليبرالية الجديدة قد صاحبها تحول شامل لسوق العمل،‏ إذ بات عملالنساء في دول الجنوب مرتبط ً ا ارتباط ً ا وثيق ًا بما يحدث في دول الشمال وبالمتطلباتالجديدة لسوق العمل.‏وتشكل المهاجرات قوة عمل حقيقية تعمل من أجل التنمية الاقتصاديةوالاجتماعية لدول الإقامة وكذلك لدول المنشأ عبر التحويلات المالية،‏ والعطايا،‏والمساعدات اللاتي يرسلنها إلى عائلاتهن.‏ وقد كانت التحويلات التي قام بها الجيلالأول من المهاجرات محدودة بسبب غياب أو ضعف عوائدهن.‏ وتستمر الأجيالالشابة بإرسال الأموال إلى العائلات:‏ يشهد الاستطلاع الأخير الذي قام به مجلسالجالية المغربية في الخارج(‏CCME‏)‏ ، أنه على الرغم من حداثة سنهم،‏ صرح 43٪ منالذين تم استجوابهم بأنهم يقومون بدعم أحد أفراد عائلاتهم مادي ًا في المغرب.‏ومن ناحية أخرى،‏ تعمل المهاجرات - شأنهن في ذلك شأن الرجال - في المشروعاتالخاصة وشراء المنازل والأراضي،‏ كما يشاركن في بعض المشروعات الاقتصادية.‏رأس المال الاجتماعيتشارك النساء المهاجرات النشطات،‏ وخاصة من حملة المؤهلات العليا،‏ في نقلالتقنيات التكنولوجية إلى بلادهن الأصلية.‏ فعلى سبيل المثال،‏ تعمل هؤلاء النساءفي تأهيل الشباب وخاصة الفتيات والنساء،‏ كما يشاركن في شبكات للبحثوالاستشارة والمساعدة الفنية.‏كما يقمن بتدعيم شبكات المتعهدين والمستثمرين بين دول المنشأ والمقصد.‏ ويتمتعزيز رأس المال الاجتماعي هذا عبر إنشاء جمعيات عابرة للحدود الوطنية،‏ وإقليميةتعمل على تنمية تعاونيات للإنتاج تشرك نساء بعض القرى وتعلم إدارة الأعمال.‏رأس المال السياسيإن انخراط النساء المهاجرات في الأحزاب السياسية في دول الإقامة،‏ والوصول إلىمسؤوليات سياسية على المستوى المحلي،‏ أو القومي،‏ أو الحكومي،‏ يتأكد يوم ًا بعديوم،‏ أضف على ذلك أن طموحهن في دعم الديمقراطية واحترام الحقوق الإنسانية361يوروميد للهجرة 2360 يوروميد للهجرة 2


363يوروميد للهجرة 2362 يوروميد للهجرة 2في دولهن الأصلية لا يتوقف عن الازدياد.‏ نساء تسعى سياسي ًا إلى إخراج دولهنالأصلية من المركزية السياسية والسلطة الأوليغارية ‏«الأغنياء»‏ التي لا تزالمتفشية فيها،‏ وإلى دعم النساء للوصول إلى مراكز صناعة القرار،‏ وإلى إعطاءدفعة لتنفيذ الاتفاقيات الدولية ولاسيما الاتفاقية المتعلقة بالقضاء على كافةأشكال التمييز إزاء النساء.‏رأس المال الرمزيكان لإضفاء الصبغة النسائية على الهجرة تأثيرات هامة على حياة المهاجراتفيما يتعلق بالتحولات الاجتماعية والثقافية،‏ سواء ٌ كان ذلك في الدول الأصليةللمهاجرات أو في دول الإقامة.‏ كما تسهم الهجرة في العديد من التحولاتالعميقة ولاسيما في الحياة المهنية والعلاقات الأسرية الداخلية للنساء المهاجراتمن خلال الاندماج وإعادة صياغة المعايير،‏ والقيم،‏ والسلوكيات الاجتماعية.‏3-1 ضرورة وجود منظور النوع في السياسات الأوروبيةيعد الاتحاد الأوروبي عاملا ً مهم ً ا في إرساء سياسات الهجرة التي لا تقتصر فيتركيزها على فتح الحدود الداخلية وحماية الحدود الخارجية.‏ ويشترك الاتحاد الأوروبيمع دول البحر الأبيض المتوسط في الاهتمام بإدارة أفضل لتدفقات الهجرةوالاستفادة بأكبر قدر ممكن من آثار الهجرة على مجتمعاتهم.‏كما ويؤكد المنظور الشامل للهجرات الذي تم اعتماده منذ عشرات الأعوام،‏ منجديد على الاعتقاد بأهمية الإدارة المتناغمة والفعالة للهجرة،‏ إذ يقوم هذا المنظورعلى تنظيم الهجرة الشرعية ومكافحة الهجرة غير الشرعية في الوقت ذاته،‏كما يحرص على إنشاء أوجه تضافر تهدف إلى الربط بين الهجرة والتنمية.‏ منظورلا يمكن تحقيقه إلا في ظل شراكة وثيقة بين دول المنشأ والعبور والمقصد،‏ واندماجفعال لب ُعد النوع في سياسات الهجرة الأوروبية،‏ واحترام القانون الدولي.‏4-1 تأثير الهجرة على المساواة بين الرجل والمرأةتمتاز أوروبا اليوم في العالم باهتمامها وتحركاتها لصالح المساواة بين الجنسينوانشغالها الدائم بإقامة التكافؤ بين الرجال والنساء في جميع قطاعات الأنشطةوفي اال السياسي.‏ وقد جاء هذا الوضع نتيجة لمعركة طويلة خاضتها النساءالأوروبيات،‏ تاريخ غالب ًا ما اتسم بالتحرك ضد البطريركية التي لا تزال حية فيالممارسات الاجتماعية،‏ والسياسات،‏ والمؤسسات.‏وبالنسبة للنساء المهاجرات،‏ غالب ًا ما تمثل أوروبا لهن عالم الحرية،‏ والاستقلالالذاتي،‏ والمساواة،‏ وحقوق الفرد.‏ غير أن هذا الطموح إلى الحرية والمساواة يعارضهذلك الوضع الذي خصص لهن في مجتمعات المهجر.‏ وكما أشرنا سابق ًا في هذهالدراسة،‏ فإن معظم النساء المهاجرات يتركزن في قاع السلم الوظيفي للقطاعالثالث أو يشغلن وظائف غير مستقرة،‏ أو بدوام جزئي أو مؤقت،‏ في ظل ظروف عملغالب ًا ً ما تكون قاسية وبأجور أدنى من المتوسط.‏ومن ناحية أخرى،‏ غالب ًاما يكون إسناد المسؤوليات المنزلية والعائلية - في شمال أوجنوب البحر الأبيض المتوسط - واقع ً ا على عاتق النساء،‏ فعلى سبيل المثال مازالثلثا الرجال الأوروبيين يعتمدون بصفة كلية على النساء سواء ٌ أكن َّ أمهاتهم أوأخواتهم أو زوجاتهم أو رفيقاتهم من أجل إنجاز جميع مهام الحياة اليومية.‏ وبالطبعكان لهذا التوزيع غير العادل للعمل المنزلي آثار على وجود كل من الرجال والنساءفي دائرة العمل.‏ وهكذا،‏ فإن » الرجل الجديد « الذي ظهر في وسائل الإعلام خلال3الأعوام الأخيرة لم يكن إلا خيالا ً.‏2. توصياتتمثل النساء المهاجرات اللواتي ينحدرن من دول البحر الأبيض المتوسط بالنسبةلأوروبا مخزونا من الأيدي العاملة والكفاءات غير المستغلة غالب ًا.‏ وللسماح للمكنونالاقتصادي والاجتماعي للنساء المهاجرات بالخروج من أجل خدمة تنمية دول الإقامةوالمنشأ،‏ فقد بات ضروري ًا بل ملح ً ا وضع عدد من القواعد لمساندة النساء المهاجراتفي هذه المهمة.‏1-2 إدراك العوامل التي تدفع المرأة إلى الهجرة والعمل عليهايهاجر الأفراد إلى الاتحاد الأوروبي تلف الأسباب الاقتصادية،‏ والاجتماعية،‏والسياسية،‏ غير أن الدوافع الاقتصادية غالب ًا ما تكون هي الغالبة،‏ وتكون تحركاتالتعدادات السكانية ناجمة عن الدائرة المفرغة الناتجة عن الفقر والقمع السياسي.‏وتتوجه الهجرة نحو المنطقة الأقرب التي هي أوروبا،‏ وخصوص ً ا أن دول الخليج تغلقأبوابها أمام الشعوب العربية،‏ وذلك لأنها تفضل العمالة سهلة الانقياد وغيرالمكلفة والتي تتمثل في اموعات الآسيوية ) تايلاند،‏ الفلبين،‏ إلخ).‏3 تقوم الخصائص المميزة لمشاركة الرجل في العمل المنزلي في أوروبا على تجنب المهام الأكثر إلزامية وتفضيل الأعمال التي تقع خارج حدودالساحة المنزلية والأسرية.‏ لذا فإن نحو %60 من الرجال الأوروبيين الذين يشاركون من وقت إلى آخر في الأعمال المنزلية يأخذون علىعاتقهم أمر المشتريات ‏(وهو نشاط يتيح لهم من ناحية أخرى،‏ تقلد ‏«زمام البورصة العائلية»‏ بشكل مباشر)،‏ بينما هناك بالكاد %30منهم يشاركون بين الحين و الآخر في الأعمال المنزلية أو الطبخ . 3 إن مشاركة الرجال بالعمل المنزلي يقتصر على » المساعدة المحددة «المقدمة للنساء اللاتي يظللن مسؤولات عن سير المنظمة المنزلية على خير وجه و منسقات ل » المساعدات « التي يمكن أن تقدم منق ِبل مختلف أفراد الأسرة والطاقم المنزلي من وقت إلى آخر.‏ كيمبينير م و ليلييفر ي ,LelièvreE) .(.Kempeneers M ‏«الأسرة والعملفي أوروبا الاثنى عشر»‏ أوروبارومتر 34: نمط حياة في اتمع الأوروبي.‏


وكما بينا في هذه الدراسة،‏ فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي السائد في دولضفتي البحر الأبيض المتوسط يتسم بأشكال كبيرة من عدم المساواة الاقتصاديةوالاجتماعية والثقافية.‏ الأمر الذي يؤدي إلى تولد الرغبة الشديدة في الهجرة منالدول ذات الدخول المنخفضة إلى دول أوروبا الغنية.‏ وتسلك هجرة النساء من دولالبحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا نفس المسلك.‏لذا كانت أفضل طريقة للتحكم في تدفقات الهجرة بالمنطقة هي دعم التنميةالاقتصادية للدول المصدرة للهجرات.‏ إذ أن الأمر لا يتعلق فحسب بتشجيع هجرةدائرية وتسهيل التحويلات المالية للمهاجرين إلى بلادهم الأصلية،‏ بل أيض ً ا بزيادةبرامج التنمية الملائمة ‏(السويد والنرويج فقط هما اللذان خصصا للتنمية مايعادل ما قررته الأمم المتحدة للتنمية،‏ وهو‎%0.7‎ من الناتج المحلي الإجمالي).‏ويتعين على دول البحر الأبيض المتوسط،‏ من جانبها،‏ تنمية اقتصادها،‏ ومضاعفةالوظائف اللائقة،‏ وتوفير المناخ السياسي والديمقراطي الذي يشجع على بقاءالتعدادات السكانية في أوطانهم.‏ كما يتعين على الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبيمساندة هذه الدول في الجهود التي تبذلها من أجل التنمية.‏هذا ويشكل التعليم وتأهيل المرأة في دول البحر الأبيض المتوسط عاملان أساسيانللاندماج في مشروعات التنمية والمساعدة على التحرر من العبودية الأسرية.‏وسيكون تدعيم تلك التدابير من شأنه أن يساعدهن على تقرير مصيرهن واختيارالشبكات الاجتماعية الخاصة بهن والتي يرغبن الاعتماد عليها ) عائلية أم لا)‏ فيمشروعات الحياة الخاصة بهن.‏2-2 إعادة تنشيط أوجه التضافر بين هجرة المرأة والتنميةيكبر الدور الذي تلعبه النساء المهاجرات يوم ًا بعد يوم في عملية تنمية أوطانهنالأصلية ومكافحة الفقر.‏تحتل التحويلات المالية التي تقوم بها المهاجرات الاقتصاديات بشكل خاص مكانةتتزايد يوم ًابعد يوم في ميزانية العائلة والدولة،‏ كما تسهم بشكل قوي في تدعيموتحسين ظروف المعيشة لعائلاتهن اللاتي لم يبرحن أماكنهن.‏ وفي بعض الحالات،‏تشكل هذه التحويلات دعامة لتعليم الفتيات،‏ الأمر الذي يشهد على مشاركةمكثفة لنساء المهجر في تنمية دول المنشأ.‏ويجب تشجيع نساء المهجر على المشاركة وعلى دفع عجلة التنمية لدول المنشأعن طريق إرسال الأموال والاستثمار في مشروعات التنمية.‏ الأمر الذي يتطلب مندول المنشأ إعداد استراتيجيات تنمية مناسبة وملائمة،‏ كما يتطلب من دول الإقامةوضع تدابير تهدف إلى تيسير التحويلات النقدية وتقليل تكاليفها.‏3-2 احترام حقوق المساواة بين النساء والرجال في الهجرةلقد آن الأوان للنساء المهاجرات أن يتمتعن بالسياسات والتشريعات الأوروبيةالمتعلقة بالمساواة بين النساء والرجال.‏ ففي السياسة الأورومتوسطية،‏ على الاتحادالأوروبي أن يقوم بفرض بنود تتعلق بالمساواة بين الجنسين كمعيار للحصول عليتمويل المشروعات،‏ إذ أن مفهوم ال gender mainstreaming أو مراعاة منظور النوع،‏يجب تعميمه.‏كما يجب أن تكون محاربة العنف الممارس ضد المهاجرات جزء ًا لا يتجزأ من السياسةالأوروبية.‏ فمما لا شك فيه أن العنف إزاء النساء يعد بمثابة ظاهرة هيكلية،‏ ولكنالتساهل والسكوت عن جميع أشكال العنف الذي يمارسه الرجال إزاء النساءالمهاجرات لا بد أن يفضح.‏4-2 تطوير الدراسات والإحصاءاتلقد لوحظ بشدة غياب أو نقص البيانات التي يمكن الوثوق بها حول النساءالمهاجرات.‏ لذا فإن سد هذا النقص قد بات أمر ًا ضروري ًا في دول ضفتي البحر الأبيضالمتوسط.‏ كما يتعين إعداد أدوات إحصائية من أجل عمل حساب دقيق لتعداداتوتدفقات الهجرة الحقيقية وذلك للإسهام في وضع سياسة لإدارة تدفقات الهجرةمع الأخذ في الاعتبار للخصوصيات القومية والإقليمية.‏5-2 إرساء حوار دائم بين دول المغادرة ودول المقصدتعد إدارة هجرة النساء عملية معقدة يتعين إدراجها في منظور إقليمي شامل يأخذفي الاعتبار مصالح المهاجرين ودول المنشأ،‏ ودول العبور،‏ ودول الاستقبال،‏ وقد أظهرالمنظور الثنائي حدوده.‏ ويتعين على صانعي القرار السياسي تقدير كون تنقل البشرإنما هو بمثابة جزء أصيل من عملية التنمية الاقتصادية،‏ والثقافية،‏ والسياسية،‏وكون الهجرة تسهم في عملية التنمية،‏ مما يتطلب المزيد من الانفتاح،‏ والتبادل،‏والشفافية في تناول القضايا المتعلقة بالهجرة.‏لقد تم الاعتراف في كل مكان بأن تحركات الشعوب عبر الحدود تعمل على تعزيزالتآزر المتبادل بين الدول واتمعات وتسهم في التنوع العرقي والثقافي.‏ ومن خلالعمليات نقل الكفاءات والمهارات والمعارف،‏ تحفز هذه التحركات النمو،‏ والتنميةالاقتصادية،‏ وتخلق منظورات جديدة ومشروعات مستقبلية للسكان.‏365يوروميد للهجرة 2364 يوروميد للهجرة 2


إن إنشاء منطقة أورومتوسطية من شأنه أن يعمل على تعزيز التفاعل بين الضفتين.‏لذا لا يمكن تصور تحقيق التنمية لهذه المنطقة دون توفير ديمقراطية قائمة علىالمشاركة ودون مواطنة متوسطية حقيقية تتيح المشاركة والمساءلة والحوار بينالشعوب.‏ كما يتعلق الأمر أيض ً ا بمصداقية الأسس حتى المتعلقة بالاتحاد الأوروبيوبالشراكة الأوروبية المتوسطية التي يتعين أن تتم لصالح الشعوب مثل:‏ النهوضبالتنمية،‏ حماية الحقوق والحريات الأساسية للفرد،‏ وإرساء المساواة الفعالة بينالرجال والنساء كشرط لا غنى عنه لتحقيق الديمقراطية القائمة على المشاركة.‏وحتى نجعل من منطقة البحر الأبيض المتوسط منطقة سلام واستقرار،‏ ذاك أمرلا يمكن تحقيقه من خلال الرجال فحسب أو من خلال إحدى الضفتين دون الأخرى.‏إن منطقة البحر الأبيض المتوسط في حاجة إلى جميع قواها الحية لسد الثغرةبين الشمال والجنوب والقضاء على أشكال عدم المساواة الاجتماعية،‏ لذا يتعينعلى الرجال والنساء أن يتعاونوا للتقدم مع ً ا،‏ وأن يتضامنوا من أجل إرساء كرامةالجنسين في المنطقة،‏ بهذا يتم الحفاظ على العدالة والسلام والأمان.‏إن بناء منطقة البحر الأبيض المتوسط للغد،‏ يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المهاجرينمن الرجال والنساء كعامل لتحقيق التقدم،‏ والتنمية،‏ والحرية وذلك من خلال العملعلي التنفيذ الفعال لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز إزاء النساء والتيتم توقيعها والتصديق عليها من ق ِبل جميع دول البحر الأبيض المتوسط،‏ ومن خلالتوقيع اتفاقية حماية العاملين المهاجرين وأفراد أسرهم.‏366 يوروميد للهجرة 2


يوروميد للهجرة 2

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!