ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2
ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2
ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
13وبالتالي، تفرض قضية النوع نفسها – في أيامنا الحالية - كمتغير أساسي فيالدراسات حول الهجرة، حتى وإن لم نتمكن من عزلها عن السياق اتمعي العام.وفي هذا الصدد، فإنه لا يمكن دراسة وتحليل هجرة النساء من دول البحر الأبيضالمتوسط نحو أوروبا خارج إطار عملية الهجرة الدولية، كما أن هذه الهجرة لا يمكنفصلها عن هجرة الذكور وعن كل تاريخ الحركات السكانية السائدة في المنطقةالمتوسطية.4. هجرة النساء من دول البحر المتوسط إلى أوروبا،موضوع الساعةإن الحديث عن حركة تنقل النساء لا يكون فقط بالاعتراف بتواجد النساء وتأثيرهنفي حركات الهجرة ولكن أيض ً ا ً بتقدير التحركات التي تتم تحت زاوية أنثوية، ما يعنيتقدير وجهة نظر النساء وخصوصياتهن وتفردهن في أمر التنقل. إن ذلك الاعترافالأولي يفرض نفسه كطلب أولي لإعادة تنشيط نماذج التفكير حول الهجرة. مريم20الشيخ وميشيل بيرالدي (2009)تظهر الهجرات بشكل قوي في سجلات تاريخ البحر الأبيض المتوسط. فهيتمثل الب ُعد الرئيسي لفهم المنطقة الأورومتوسطية وتطورها ونمائها. وهي بمثابةموضوع سياسي شائك ولد تطور ًا في السياسات الأوروبية في هذا اال وذلك منخلال وضع أسس قانونية وبناء متدرج لنظام تقنين جماعي وتعاون قوي بين الشمالوالجنوب. وهكذا، فإن إضفاء نوع من الشمول في الاستعلام حول مجال الهجرةفي منطقة البحر الأبيض المتوسط، يعني محاولة فهم وإدراك الروابط المتعددةوالتبعيات المتداخلة التي تربط بين دول المنطقة وفهم وإدراك المكانة التي تحتلهامنطقة البحر الأبيض المتوسط في العالم ونساء المنطقة في عملية الهجرة.وعلى الصعيد التاريخي، فإن منطقة البحر الأبيض المتوسط تعرف بأنها مساحةذات عمليات وتحركات وتبادلات كبيرة جد ًا؛ فقد كانت محلا ً للعديد من القبائل التيطافت بها والتجار الذين نموا فيها تجارتهم والقوى العظمى والساسة الذين طالماكانوا يبتغون إقامة علاقات واسعة أو نقضها. نتحدث عن بحر بدأت فيه هجراتالعمل منذ بزوغ فجر القرن الأخير وتضخمت حتى أصبحت في أيامنا الحالية معاييرهامة ترتبط بقضايا الأمن والتنمية والديموقراطية والنوع، ... إلخ. وتظل الحقيقةأن كل هذه العملية قد تشكلت ودفعت من ق ِبل الرجال، أما النساء فقد كن فيمنازلهن أو كن يتنقلن تحت الرقابة الحثيثة من الأسرة.20 مريم الشيخ Cheikh) ،(Meriam ميشيل بيرالدي Peraldi) .(Michel (2009). النساء على الطرق. رحلة للنساء بينإفريقيا والبحر الأبيض المتوسط. دار فنك ومركز جاك برك، ص 8.يوروميد للهجرة 212 يوروميد للهجرة 2و 1980، بنسبة %48.5، فإننا نلاحظ بين 1990 وحتى 17 2000 أن ذلك المعدل قد بلغ%51.7 و52.4 على الترتيب. توضح هذه البيانات أن النساء لم يعدن على هامشعملية الهجرة وأنهن يمثلن دائم ً ا جزء ًا أصيلا ً منها لاسيما في أوروبا التي تتصدر دولالعالم في استقبال المهاجرات.ووفق ًا لبيانات يوروستات، فان عدد المهاجرين يزداد في الرجال عنه في النساء إلا أنسن النساء يكون أقل منه في الرجال . وقد كانت النسبة حسب الجنس للمهاجريننحو أوروبا بمعدل 114 رجلا ً مقابل 100 امرأة . 18 لقد كان التفوق العددي للرجال عام ًافي جميع دول الاتحاد الأوروبي مع بعض الاستثناءات القريبة، مع ملاحظة أن النسبةحسب الجنس للمهاجرين الأوروبيين تبدو مرتفعة عن تلك الخاصة بالمهاجرين غيرالأوروبيين وهى على التوالي 125 رجلا ً مقابل 100 امرأة و 108 رجال مقابل 100 امرأة.وقد استقبلت فرنسا وبلجيكا وهولندا وايطاليا عدد ًا من المهاجرات في 2006 أكبرمن عدد المهاجرين. ويشهد هذا الوجود المؤثر للمهاجرات بالحاجة، بل بالضرورة، بلبالأهمية القصوى في إدخال ب ُعد النوع في المراحل اتلفة لعملية الهجرة.3. الب ُعد النوعى في الهجرة أصبح لا مفر منهتعد خبرة الأشخاص – بحسب انتمائهم إلى أحد الجنسين – هي جوهر عمليةالهجرة. وفي أيامنا الحالية، تتشكل الهجرة حول قضية نوع المهاجرين من ذكرأو أنثي. إن إعداد مشروع الهجرة والتعرف على الشبكات التي تدخل في عمليةالهجرة وأنماط التحرك، يحددان ماهية المهاجرين وأسباب الهجرة والوجهات التي يتماختيارها وخيارات العودة. كذلك، فإن المواقف والسلوكيات التي يتبناها المهاجرونإزاء العمل والتعليم والصحة والتحويلات المالية والقنوات المعتمدة، تتخذ توجه ً اخاص ً ا فيما يتعلق بالنوع. وباختصار، يمكن القول بأن تاريخ الهجرة، هو أيض ً ا تاريخللنوع يشهد تغير ًا.وقد بحث جورج سيمل Simmel) (Georg 19 - في كتابه «فلسفة الحداثة» – العلاقاتبين ممارسات وهويات كلا النوعين – الذكر والأنثى - وعمليات الهجرة. وقد بين أنصور الهجرة الدولية نحو الغرب (حجم وتكوين التدفقات، تسلسل حالات المغادرة،المسارات المتخذة) تتمحور حول النوع. وهكذا فإن المشاركة في عملية الهجرة تؤثرعلى توزيع المهمات والمساحات ونسب القوة وهويات النوع وهذا كله انطلاق ًا منالإطار المميز، ألا وهو المؤسسة الأسرية. كذلك يصبح النوع عنصر ًا مشكلا ً ملسياق الهجرة.هانيا زلوتنيك Zlotnik» “Hania سبق ذكره.17 يوروستات، سبق ذكره.18 جورج سيمل Simmel) .(Georg فلسفة الحداثة. باريس، دار نشر 2004. Payot19