ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2
ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2
ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
99يوروميد للهجرة 298 يوروميد للهجرة 2يواكب الحداثة. وتتجه السياسة الجديدة لمبادرة الشراكة الشرق أوسطية (MEPI)بشكل كلي إلى تمكين النساء، والسعي لفرض نظام الكوتا وتمثيل أفضل للمرأةفي السلطات السياسية.في الواقع، هناك عدد من النساء في مواقع اتخاذ القرار يتم اختيارهن من بين بعضالنخب أو حسب الانتماء السياسي لحزب أو لأحزاب في الحكومة. وقد شق السعيالحثيث للنساء إلى السلطة طريقه بصعوبة في مجتمعات ذات تكوين قبليوهيمنة بطرياركية.2. قوانين الأحوال الشخصية غير المواكبة في مجتمعاتتموج بالغليانيتم الحكم على اتمع الديموقراطي من حيث المكانة التي يضع فيها النساء. ويعتبرالرهان على مكانة المرأة في مجتمعات البحر الأبيض المتوسط أمر لا ينفصل عنتحدي تعزيز الديموقراطية والاحتياج إلى إصلاحات سياسية واجتماعية وثقافية.وإذا ما كانت دول البحر الأبيض المتوسط قد نهجت منهج الليبرالية الاقتصاديةوتكاملت في مناطق تجارة حرة، وإذا كانت تسعى للارتقاء إلى مستوى الأسواقالعالمية، وتجتهد في إقامة الديموقراطية، فإن الخيارات المطروحة فيما يتعلق بالآليةالقانونية التي تنظم الأسرة ووضع المرأة في اتمع، هي محل غموض كبير.إن قوانين الأحوال الشخصية, في دول البحر الأبيض المتوسط تستمد من الكتابالمقدس (القرآن)، وهي قوانين كان يقصد تفسيرها وتقنينها من قبل نظام بطرياركيكلي ّ الوجود، وعازم على الحفاظ على هيمنة النساء. ولقد كانت هذه النصوص, فيالعقود الماضية، محل نقاش كبير بين الحركات النسائية وكانت تخضع لضغوطوطنية متعددة. وهكذا، شهدت بدايته هذا القرن إدخال العديد من الإصلاحات فيالتشريعات للقضاء على صور عدم المساواة والتمييز التي تعاني منها النساء داخلالأسرة. ومع ذلك, فحتى لو أن النص مستمد من الدين, يجب على المشرع أن يعتمدعلى التفاسير التقدمية والعصرية و كذلك اللجوء إلى الاجتهاد حتى يستطيعالتعاطي مع وضع المرأة الجديد في اتمع المعاصر.وقد كانت تونس بمثابة الدولة الأولى في العالم العربي التي تتبنى منذ العام 1957قانون أحول شخصية عادل, وذلك نتيجة لعملية العلمنة التي انتهجها الرئيس حبيببورقيبة 52 منذ استقلال بلاده. كما أدخلت المغرب أيضا ً تعديلات جريئة جدا ً مع إصلاح52 سناء بن عاشور (2007) قانون الأحوال الشخصية التونسي بعد 50 عام. » أبعاد التناقض « في مجلة:.Année du Maghreb ملف النساء والأسرة والقانون. إصدار المركز القومي للبحوث العلمية .(CNRS) باريس . كريمةديريش سليماني. الصفحات 70-55.2003 الذي تعرض لمسألة عدم المساواة القانونية بين الرجال والنساء وإعادة توازن العلاقاتداخل الأسرة. وقامت الجزائر في عام 2005 ببعض التعديلات في قانون الأسرة لعام 1984.كما قامت كل من سوريا ومصر ولبنان والأردن, وهي الدول التي تواجه عددا ً عقائديا ً منالقوانين, في السنوات الأخيرة بإجراء بعض التعديلات على هذه القوانين.ويظل الفرق بين مضمون الإصلاحات وتنفيذها والإعلان عنها كبيرا ً جدا ً. » فبعيدا ًعن خطابات الدولة التي تقدر دور المرأة وتنادي بتحررهن كواجهة للحداثة، فإنهعندما سئلت التونسيات في استطلاع للرأي أشرن،على النقيض من ذلك إلىتزايد الانتهاكات الممارسة ضدهن نظرا ُ لتواجدهن الكبير في الساحة العامة، كماأبرزن التوجهات المحافظة المسيطرة على القطاع الخاص، وصور التمييز على كلالمستويات، ونظام الذكورية « 53 . فإذا كان هناك مقاومات اجتماعية وثقافية لا تزالثابتة في تونس على الرغم من وجود القانون الأكثر تقدما ً في المنطقة والمطبق منذأكثر من خمسين عاما ً، فماذا نقول عن حالة المغرب في ظل وجود هيكل اجتماعيتقليدي نسبيا ً بها وقانون مر على وجوده 6 سنوات فقط ؟وباختصار، يبدو أن التغيرات التي طرأت على حقوق المرأة في دول البحر الأبيضالمتوسط وبصفة خاصة على قانون الأحوال الشخصية، تلبي الاهتمام العام بمراعاةتناسب القوانين التشريعية مع التغيرات الاجتماعية الحاصلة خلال العقود الماضية.غير أنها تظهر مدى تعقيد إصدار قانون الأسرة من نطاق قضائي م ُسلم وتستمرفي مواجهة مقاومات: تعبير مجتمع يخشى من رؤية أصوله تتهدم من قبل حداثةعدوانية تؤثر على النواة المركزية له وهي المرأة والأسرة.وعلى الرغم من ترسانة القوانين هذه، فمازالت حقوق النساء تنتهك، كما أنحريتهن الشخصية محل تهديد. وتعيش نساء الجنوب هذه الدراما بصورة أكبر مننساء الشمال بسبب عجز القانون وتقليد الصمت المستمر في صفوف النساء.3. العنف حيال المرأة، آلية أخرى للتمييزيعد العنف ضد المرأة بمثابة ظاهرة عامة أصبحت مصدر قلق للحكومة, واتمعالمدني، واتمع الدولي. وثمة تدابير عديدة ومتنوعة قد تم اتخاذها من أجل توعيةاتمع بأن العنف ضد المرأة هو أحد أشكال التمييز التي يجب مناهضتها.وقد تم تسجيل أنواع متعددة من العنف ضد المرأة من بينها،الفقر خاصة في حالةالأسر ذات العائل الوحيد, والتشريعات (قوانين الأحوال الشخصية وقانون العمل)53 إلهام مرزوقى (2007) » معركة الابتذال بواسطة القانون التونسي للأحوال الشخصية ». مجلة:,2007 Année du Maghreb مرجع سابق.ص .96-71