12.07.2015 Views

ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2

ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2

ﻳﻮﺭﻭﻣﻴﺪ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ 2

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

103يوروميد للهجرة 2102 يوروميد للهجرة 2هذا وتخضع النساء المهاجرات غير الشرعيات غالب ًا للإتجار،‏ كما يبقين ضعيفاتجد ًا،‏ ولا يزلن يعانين من عنف الذكور إزاءهن أكثر من الآخرين،‏ وخاصة عنف القوانينوالممارسات،‏ إذا ما أردن اللجوء للقضاء أو طالبن بمساعدات مادية أو نفسية،‏ أو إقامةدعوى.‏خاتمةيعد تطور وضع المرأة بمثابة أحد العناصر الرئيسية التي تعكس مدى ديموقراطيةالأنظمة السياسية ومستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة.‏ ففي الواقع،‏إن عملية تحديث اتمع في دول البحر الأبيض المتوسط،‏ وبصفة خاصة تحديثوضع المرأة هي أمر يتصل بشكل مباشر بتحديث بناء الدولة العصرية،‏ والإصلاحاتالسياسية والاقتصادية والاجتماعية-‏ الثقافية التي تم تنفيذها.‏وثمة تغيرات ملموسة طرأت خلال العقود الماضية في دول البحر الأبيض المتوسط,‏وغيرت من الهيكل الأسري،‏ وأخرجت المرأة من حيز الصمت،‏ وأحدثت تعبير ًا عنمطالبات بحياة أفضل ودرجة من الرفاهية.‏ إن انخفاض معدل الإنجاب،‏ والتحاقالنساء بالتعليم وبسوق العمل،‏ ومطالباتهن باحترام حقوقهن وإقامة مساواةبين الجنسين،‏ وضرورة المشاركة السياسية,‏ كل ذلك قد دفع إلى إحداث إصلاحاترئيسية تجعل المواطنات أكثر ظهور ًا على الساحة.‏ ومع ذلك،‏ لا زالت المعوقات تعرقلالطريق الذي مهدته النساء،‏ والمنظمات النسائية غير الحكومية ومنظمات حقوقالإنسان,‏ من أجل مجتمع حديث عادل ومتكافئ.‏لم يكن انخفاض معدل الإنجاب مرتبط ً ا ً بالمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.‏فتطور الأسرة الصغيرة،‏ وتأخر سن الزواج،‏ تطبيق وسائل منع الحمل،‏ كل ذلك لميحدث اضطرابات كبيرة في حياة النساء والأسر،‏ حيث اندمجت ببطء في نمط الحياةالتقليدي وتوافقت مع نظام المحافظة الثقافية والدينية.‏ ويأتي الحصول على عددأقل من الأطفال من نظام براجماتي جديد،‏ فهو بالأحرى طريقة لتخفيف الأعباءالأسرية وضمان رفاهية الأسرة أكثر من كونه طريقة لتحولات العلاقات الزوجية.‏تمتعت النساء في دول البحر الأبيض المتوسط،‏ بصفة عامة,‏ بتعليم أكبر من ذلكالذي أعطي إلى الأجيال السابقة.‏ ومع ذلك،‏ لم تستثمر النساء مجالات الأنشطةالجديدة،‏ وظللن متمسكات بالدراسات الأدبية وبمهن مرتبطة بالأمومة والعنايةبالطفولة،‏ مما يمنحهن حرية أكبر في تلبية احتياجات منزل الأسرة.‏ كذلك،‏ إذا كانتهؤلاء النساء من خلال أنشطتهن مدعوات بشكل يومي للعمل،‏ أو التفاوض،‏ أوالاختلاط بالرجال،‏ فهن يقمن بذلك تحت مراقبة دقيقة من الجنس الذكري أو تحترقابة داخلية يتحملنها بشكل كبير.‏أما ما يتعلق بقوانين الأحوال الشخصية،‏ فهي تخضع للعبة سياسية مستمرةتتذبذب بين الحق الإيجابي والأصولية الإسلامية،‏ كما تواجه الحكومات العربية،‏ التيأجرب تغييرات في قوانين الأحوال الشخصية،‏ دائما ً مأزقا ً بفعلها تلك التغييرات.‏وتعد الحكومتان الأكثر شجاعة اللتان اتخذتا منهج الاجتهاد هما حكومتي تونسوالمغرب،‏ أما الحكومات الأخرى فتظل عاقلة جدا ً في مبادراتها للإصلاح حتى تتجنبإثارة غضب الحركات الدينية وغضب الرجال بشكل عام.‏ ومن هنا،‏ فهناك قضايامثل إلغاء تعدد الزوجات ، 58 والمساواة في الميراث وكذلك في انتقال الجنسية منالأم ، 59 ليست محل نقاش.‏وعلى الصعيد السياسي،‏ هناك نسب خصصت للمرأة،‏ وتمييز ًا إيجابي ًا حاربتطويلا ً من أجله،‏ ولكن رجال الأحزاب هم الذين يعطون الضوء الأخضر للمرأة حتىتنتخب،‏ وهم الذين يوجهون مصير المناضلات باستبعادهن أحيان ًا عبر اللجوء إلىالمحاباة والمحسوبية.‏ وإذا كانت التشريعات قد خضعت إلى إعادة نظر،‏ فإن العقولقد تطورت بالتالي قليلا ً،‏ بقبولها المرأة بشكل أكبر في مساهمتها الاقتصاديةوليس في التحكم بجسدها،‏ وبدفعها لها على المشاركة العامة لتدخل حينئذ فيسياساتها الخاصة.‏وباختصار،‏ فإن التغييرات المتعددة التي طرأت في حياة نساء دول البحر الأبيضالمتوسط لا تعيد بشكل كامل النظر في التشكيل البطريركي للمجتمع.‏ إنالسلوكيات الجديدة قد فسرت من جديد للوصول إلى تكيف أفضل مع اتمعاتالتي تضرب التنشئة الاجتماعية التفاضلية والتقسيم الجنسي للعمل فيجذورها.‏وبالتأكيد،‏ فإن الزيادة الديموغرافية الكبيرة في السنوات 1980-1970، وكذلكتضاعف الاحتياجات لدى التعدادات السكانية،‏ والعجز الديمقراطي،‏ كل ذلك قدأضعف مشروع الحداثة الذي تطور بعد فترات الاستقلال،‏ كما دفع إلى إعادة بناءمشروع مجتمع متوافق وذي محتوى اجتماعي قوي كانت فيه النساء النقطةالمحورية.‏ كذلك،‏ يصبح المتدين ملجأ وحيد ًا لا غنى عنه للحماية من الحداثة ومن غزوهذه العولمة،‏ كما أنه يعمل على حفظ سلطة الرجال.‏لا يعترف القانون التونسي بتعدد الزوجات،‏ أما القانون المغربي فقد أدخل فقط بعض القيود.‏58 حق انتقال الجنسية من المرأة لزوجها ولأطفالها في حالة الزواج من أجنبي ليس ممنوح ً ا للمرأة في دول البحر الأبيض59 المتوسط باستثناء تونس والمغرب ومصر.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!