16.01.2017 Views

%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%2016

%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%2016

%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9%20%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF%2016

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

حمم مضيئة<br />

المستقبل حلم يتحقق بشروط )2-1(<br />

كلمة املستقبل تشري اإىل اخلوف والقلق والتساوؤل وذلك الن<br />

االإنسان ال يعرف الغيب،‏ فاملستقبل يثري التساوؤل عن ‏شيء غري<br />

معروف اأي العمل من اجل الزمن القادم لذلك تتداخل يف دراسته<br />

حركة التاريخ واملجتمع وتتشابك يف اإطارها معادالت املاضي<br />

واحلاضر واملستقبل،‏ على اأساس اإن البدايات تلد النهايات،‏<br />

والنهايات توؤشر البدايات،‏ وما بني البدايات والنهايات وجود متحرك<br />

قيمته بتكوناته واإبداعاته،‏ وبذلك فان املاضي يشري اإىل الزمن الذي<br />

انقضى فلم يعد له وجود اأما احلاضر زمن يتحقق وهو يف طريقه اإىل<br />

االنتهاء واالنقضاء،‏ بينما املستقبل زمن مل يتحقق بعد وما زال يفتقر<br />

اإىل الوجود،‏ وقبل الولوج يف ‏صلب املوضوع البد من توضيح بعض<br />

النقاط املهمة يف فهم املس تقبل,‏ حيث يعود تاريخ االهتمام به اإىل<br />

البدايات االأوىل للتطلع البشري اإىل املعرفة الشاملة بالكون واإستكناه<br />

غوامضه واأسراره،‏ حيث الحظ االإنسان البدائي ما حوله من مظاهر<br />

الطبيعة وغرائبها وتضاريسها وزالزلها وحركة كواكبها،‏ وعجائب<br />

احليوان والنبات،‏ ثم الحظ ذاته فوجدها فضاء مليئا بالتساوؤالت<br />

التي تتزاحم وترتاكم،‏ كلما تقدم الزمن وتوغل اأكرث يف جتاربه مع<br />

الطبيعة ومع اأخيه االإنسان،‏ ويف حلظات الوعي والتاأمل اإجته نحو<br />

ذاته ليوؤلف ويربط بني االأحداث والظواهر املتكررة ليخرج بنتائج<br />

جديدة،‏ لكنه بقي يف حرية اأمام املستقبل املجهول الذي يشعر باأنه<br />

قد يداهمه باملستجدات،‏ وعندها ال يجد ‏سبيال للخروج منها،‏ وقد<br />

‏شكل هذا التفكري واملعاناة كابوسا خياليا ال ينفك عنه،‏ وراأى انه<br />

البد من التوقف عنده ودراسته،‏ كما حتسب الحتمال تعرض جهوده<br />

واأجماده وما يوؤسسه اليوم لالنهيار غدا،‏ وبهذا استنفر قواه الداخلية<br />

وعاش حالة من الرتقب واحليطة واحلذر،‏ ثم اخذ يبحث عن وسائل<br />

وخطط لتامني مستقبله.‏<br />

وعليه فان جميع الدراسات التاريخية واالأثرية تشري اإىل اهتمام<br />

االإنسان باملستقبل منذ زمن بعيد جدا،‏ والسبب يف ذلك هو اأن<br />

االإنسان الكائن الوحيد الذي يتوافر على اإحساس ذاتي باملستقبل،‏<br />

لكن العالقات التي ربطت االإنسان باملستقبل تاأثرت بنمط التفكري<br />

الذي ‏ساد يف كل مرحلة من املراحل املختلفة خالل االأزمنة املنصرمة<br />

اأوال وتاأثر باملوجات احلضارية التي ‏شهدها االإنسان ثانيا،‏ فالتفكري<br />

كان تفكري غيبيا ثم حتول اإىل تفكريا دينيا بعد ذلك حتول اإىل تفكريا<br />

فلسفيا ثم استقر عند التفكري العلمي،‏ اأما املوجات احلضارية فالعلم<br />

يتحدث عن موجات حضارية ثالثة هي ( الزراعية والصناعية،‏ وما<br />

بعد الصناعية ‏"عصر املعلومات"(،‏ ونصنف املجتمعات وفق هذه<br />

املوجات اإىل املجتمعات املاضية واحلاضرة واملستقبلية،‏ الكالم عن<br />

اأمناط التفكري واملوجات احلضارية كثري ال نستطيع حصره يف هذه<br />

الوريقات القليلة.‏<br />

وهكذا جند االهتمام باملستقبل اأصبح يتطور تدريجيا حتى<br />

اأصبح علما قائما بذاته يف البدايات االأوىل للقرن العشرين،‏ وكان من<br />

اأهم االأمور التي دفعت بعلم املستقبل اإىل اأمام هي الرصيد املعريف<br />

الهائل واملرتاكم من الناحتني الكمية والكيفية-‏ الكمية،‏ حجم<br />

املعلومات الذي اأصبح يتضاعف بصورة مستمرة وخالل فرتات<br />

زمنية قصرية جدا،‏ اأما الناحية الكيفية،‏ يقصد بها طرق معاجلة<br />

املعلومات اأصبحت اأكرث تطورا نتيجة التطور يف املجاالت العلمية<br />

والتكنولوجية،‏ حيث دخل<br />

الكمبيوتر وشبكات االنرتنت<br />

واالأقمار الصناعية.....‏<br />

الخ،‏ التي اأصبح لها الدور<br />

البارز يف ‏سرعة معاجلة<br />

املعلومة من ناحية والقدرة<br />

على خزن املعلومات واإمكانية<br />

اسرتجاعها يف اأي وقت<br />

وبوقت قصري جدا من ناحية<br />

اأخرى،‏ وهذا خارج نطاق<br />

قدرة االإنسان اأصال.‏<br />

ولعلم املستقبل جمموعة<br />

حممد ‏أحمد ‏سمسم<br />

رئيس التحرير<br />

من السمات واخلصائص التي متيزه عن غريه من العلوم االأخرى<br />

كما ياأتي:‏<br />

• يعتمد علم املستقبل بصورة اأساسية على العقل مقرتنا<br />

باخليال والعاطفة واحلدس،‏ ومعنى ذلك اأن االأرض االأساسية<br />

للتفكري املستقبلي هي ارض الوقائع واملعطيات ال ارض االأوهام<br />

والتخيالت.‏<br />

• وعي املشتغلني يف هذا العلم وعيا تاما باأهمية الزمن،‏<br />

فهم يدركون اإن ملشكالت اليوم جذورا يف املاضي وان تلك<br />

املشكالت ال تنشا بني يوم وليلة واإمنا تتكون تدريجيا وبصورة<br />

ال يلحظها غالبا االإنسان العادي.‏<br />

• اإن املستقبل زمن مل يحدث بعد،‏ وانه حادث ال ريب باأمر<br />

اهلل تعاىل،‏ وانه ال تتوفر بشان طبيعته اإال معلومات ناقصة وال<br />

ميكن لهذه املعلومات اإال اأن تكون كذلك.‏<br />

• اإن االإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع ممارسة التاأثري<br />

يف تكوينه اأو تشكيله.‏<br />

• اإن املستقبل ال يقرتن بصورة واحدة واإمنا بصور متعددة.‏<br />

وهناك خمسة تقسيمات للمستقبل ماأخوذة حسب الفرتة<br />

الزمنية التي يتم اإشراف املستقبل بساأنها وعلى النحو االآتي:‏<br />

• املستقبل املباشر وميتد من عام اإىل عامني من اللحظة<br />

الراهنة.‏<br />

• املستقبل القريب وميتد من عام اإىل خمسة اأعوام من اللحظة<br />

الراهنة.‏<br />

• املستقبل املتوسط وميتد من خمسة اأعوام اإىل عشرين عام<br />

من اللحظة الراهنة.‏<br />

• املستقبل البعيد وميتد من عشرين عام من االآن اإىل خمسني<br />

عاما.‏<br />

• املستقبل غري املنظور وميتد من االآن اإىل ما بعد اخلمسني عام<br />

واأكرث.‏<br />

وكما هو املعهود يف ذهن املتطلع كيف نصنع املستقبل؟<br />

واالإجابة يف العدد القادم...‏<br />

50

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!