You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
35 Issue<br />
◄ العدد 10505<br />
الثلاثاء 22 جمادى اخرة 1438 ه 21 مارس 2017م<br />
No ١٠٥٠٥/ Tuesday ٢١ Mar ٢٠١٧<br />
حوارات<br />
د. محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان :<br />
رحيل النظام السوري بداية لحل أزمات المنطقة<br />
❏ أطراف دولية وإقليمية توظ ِّ ف الطائفية لتحقيق أهدافها<br />
❏ الأمن القومي العربي خط أحمر لا نسمح بتجاوزه تحت أي عنوان<br />
أكد الدكتور محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، أن إيران توظف الخلاف<br />
المذهبي في المنطقة توظيفاً سلبياً ، من أجل تحقيق أهدافها بتفتيت المنطقة حتى يتسنى لها التمدد<br />
فيها.. وأوضح أن الخلاف المذهبي في المنطقة بدأ مع مجيء الخميني » بحسب قوله» ووصف الربيع العربي<br />
بالواقع الذي يبعث على الحزن والأسى، خصوصا بعد التدخل في بعض الدول التي شملها الربيع العربي<br />
وتسييسه.. ودعا الحسيني وسائل الإعلام في دول المنطقة لإيصال الخطاب الإسلامي الحقيقي،<br />
باعتداله وانفتاحه، ووحدة الإسلام، على أوسع نطاق لسائر أرجاء المنطقة. ورفض سماحته سب<br />
الصحابة، معتبراً هذا الأمر يدفع إلى زرع الأحقاد والكراهية والانقسام والاختلاف في العالمين<br />
العربي والإسلامي.. وإلى نص الحوار..<br />
طموح إيران الإمبراطوري يهدف لتفتيت<br />
المنطقة تمهيداً للهيمنة عليها<br />
حالة الاضطراب لم تکن موجودة<br />
قبل مجيء النظام الإيراني<br />
◄ سماحة السيد، تمر المنطقة في الوقت<br />
الحالي بمرحلة اضطرابات حيث شكلت<br />
المسألة الطائفية جزءً ا منها.. كيف تنظر لهذا<br />
الأمر؟<br />
► الطائفية في المنطقة، هي بقناعتنا<br />
تحصيل حاصل لسياق فکري سياسي<br />
اقتصادي متداخل في بعضه، وهي<br />
عامل بات للأسف يحلو لأطراف دولية<br />
وإقليمية استغلالها وتوظيفها من أجل<br />
تحقيق أهداف وغايات مشبوهة، مع<br />
تأکيدنا على أن الدور الأکبر هو للطرف<br />
الإقليمي. وما أريد قوله والتأکيد عليه<br />
العروبي مشروعنا<br />
◄ هل لديكم مشروع سياسي<br />
يوازي مشروع حزب الله؟<br />
► نحن في المجلس الإسلامي<br />
العربي، نمثل المشروع العروبي<br />
الحاضن للشيعة المعارضين<br />
للمشروع الإيراني، والرافض<br />
لدعواته المشبوهة واستقطاب<br />
الشيعة العرب المخدوعين<br />
والمضللين بدعوات النظام<br />
الإيراني، ونحاول إعادتهم إلى<br />
أحضان أوطانهم وإرشادهم<br />
وتوجيههم وتنبيههم إلى<br />
الخطر المحدق بهم، والذي يريد<br />
استغلالهم واستعمالهم كأداة<br />
في مشروعه، حتى يستطيع<br />
من خلاله احتلال دولنا العربية<br />
والهيمنة عليها.<br />
ونحن لنا دورنا وثقلنا<br />
وحضورنا، ومنذ البداية<br />
حملنا على عاتقنا نهجاً<br />
إسلامياً عربياً وسطياً معتدلاً،<br />
يؤمن إيماناً قاطعاً بانتمائنا<br />
لواقعنا العربي الإسلامي،<br />
وبأننا جزء لا يتجزأ من الأمة<br />
العربية، و نعتبر الأمن القومي<br />
العربي خطاً أحمر لا نسمح<br />
بتجاوزه تحت أي عنوان، أو<br />
مسمى، ونحن نعمل ضمن<br />
إمكانات بسيطة متواضعة<br />
جدا، ولو لمشروعنا احتضان<br />
فعلي وجدي لاستطعنا ترتيب<br />
البيت الشيعي العربي ونظفناه<br />
ونظمناه ومنعنا دخول الدخلاء<br />
الغرباء إليه.<br />
هنا، هو أن العالمين العربي والإسلامي،<br />
لم يواجها مثل هذه الحالة الطائفية<br />
قبل ثلاثة عقود ونصف، بمعنى أن<br />
هذه الحالة بدأت بالبروز خلال العقود<br />
الثلاثة الأخيرة، وقطعاً يمکن بوضوح<br />
تحديد الطرف الإقليمي الذي نقصده،<br />
ومن دون أي عناء، وهو الجانب<br />
الإيراني الذي يسعى للعب على الوتر<br />
المذهبي خدمةً لمشروعه التمددي.<br />
إن وجود التنوع الفقهي والمذهبي لدى<br />
المسلمين ليس أمراً سلبياً بذاته، بل هو<br />
نوع من الغنى، ولطالما تشارك السنة<br />
والشيعة في العيش معا تحت سقف<br />
الدولة، ولكن استخدام هذا الاختلاف<br />
وتحويله إلى وسيلة سياسية تخفي<br />
نيات مبيتة، وخصوصا، مشاريع<br />
أمنية، هو ما يجب التصدي له بحزم.<br />
◄ مجيء الخميني<br />
◄ هل تقصد بثلاثة عقود ونصف مجيء<br />
الخميني؟<br />
► بالتأكيد، فالوضع الأمني في الدول<br />
العربية، وخصوصا في دول الخليج،<br />
قبل العام 1979 كان مستقرا، ولم نكن<br />
نشهد الاعتداءات الإرهابية، التي تبين<br />
بالأدلة والأحكام القضائية أنها من<br />
صنع النظام الإيراني .<br />
ولعل إيران نفسها لا تنكر تدخلها في<br />
شؤون الدول الأخرى، سواء عربية أو<br />
غيرها ، فدستورها ينص على نصرة<br />
«المستضعفين» في كل مكان، والمقصود<br />
طبعا بالمستضعفين الأقليات الشيعية<br />
عبر العالم .<br />
◄ هل لديكم رؤية واضحة في نقاط محددة<br />
لتجنيب المنطقة مآلات هذا الخلاف؟<br />
► أمتنا العربية والإسلامية بحاجة<br />
ماسة إلى حملة توعية وإرشاد واسعة<br />
النطاق، يتم خلالها التأکيد على أن<br />
شعوب العالمين العربي والإسلامي<br />
بمختلف مکوناتها العرقية والدينية<br />
والطائفية، کانت تعيش خلال المراحل<br />
التاريخية المختلفة بسلام وأمن، ولم<br />
يکن هناك أي حالة عداء أو بغض أو<br />
کراهية، وتكون التوعية بأن حالة<br />
الانقسام والاختلاف والتناحر المذهبي<br />
غريبة وطارئة عليها، وهي ليست من<br />
الإسلام بشئ، كما أن الصراعات القائمة<br />
في المنطقة سببها نظام ولاية الفقيه<br />
الإيراني بالدرجة الأولى، وذلك في<br />
سياق الطموح الإمبراطوري الإيراني<br />
لتفتيت المنطقة العربية تمهيدا<br />
أجرى الحوار- عبد الحميد قطب<br />
د. محمد علي الحسيني<br />
للهيمنة عليها. لذا يجب أن يکون<br />
للعلماء المسلمين دور بهذا الخصوص،<br />
ومن الضروري جدا أن تسعى وسائل<br />
الإعلام في دول المنطقة لإيصال<br />
الخطاب الإسلامي الحقيقي، باعتداله<br />
وانفتاحه، والأهم بوحدة الإسلام، على<br />
أوسع نطاق لسائر أرجاء المنطقة.<br />
◄ كيف تنظر لواقعنا العربي بعد مرور 6<br />
سنوات على الربيع العربي؟<br />
► للأسف هو واقع يبعث على الحزن<br />
والأسى، خصوصا بعد التدخل في<br />
بعض الدول التي شملها الربيع العربي<br />
وتم تسييسه، وأخذه باتجاهات<br />
تتعارض تماما مع مصالح الشعوب،<br />
وقطعا فإن هناك من کان يسعى<br />
لمصادرة الآثار والتداعيات الإيجابية<br />
للربيع العربي، ودفع شعوب دوله<br />
إلى حالة من اليأس، کما يحدث في<br />
سوريا واليمن بشکل خاص، حتى<br />
يخير الشعبان السوري واليمني بين<br />
شرين، شر التنظيمات الإرهابية، أو شر<br />
نظامي الأسد والحوثي.<br />
ولعل من أسوأ مظاهر المرحلة ، الحملة<br />
العالمية على الإسلام بحجة مكافحة<br />
الإرهاب، وبذريعة أن بعض التنظيمات<br />
الإرهابية كداعش والنصرة مسلمة،<br />
رغم أن الإسلام منهما براء.<br />
◄ تدخل سافر<br />
◄ ما موقفكم من تدخل حزب الله في<br />
سوريا ؟<br />
► ما يقوم به حزب الله في سوريا هو<br />
العكس مما ننادي به تماما، أي أنه<br />
يقاتل الشعب السوري لحساب نظام<br />
الأسد الظالم . إن هذا التدخل خطير<br />
للغاية ، ليس فقط في تأثيره على الأزمة<br />
السورية وعلى مصير ثورة الشعب،<br />
وإنما ستكون له تداعيات خطيرة في<br />
المستقبل على الوحدة الإسلامية، وعلى<br />
الوحدة الوطنية القائمة في كل دول.<br />
على العمق العربي المحافظة<br />
أطالب علماء المسلمين<br />
بالتصدي للانقسامات<br />
والاختلافات والتناحرات<br />
يجب التصدي لمن<br />
يحو ِّ ل الحالة الطائفية<br />
إلى وسيلة سياسية<br />
لتنفيذ مشاريع أمنية<br />
مشروعنا يسعى<br />
لاستقطاب الشيعة<br />
العرب المخدوعين<br />
بدعوات النظام الإيراني<br />
سب الصحابة<br />
وسيلة خبيثة تدفع<br />
لزرع الأحقاد في<br />
العالمين العربي<br />
والإسلامي<br />
◄ لو طلبت منكم رسالة إلى كل من إيران والمملكة العربية<br />
السعودية والحكومة العراقية والحوثيين...ماذا تقول لهم؟<br />
► نقول لإيران أولاً ؛ السعيد من وعظ بغيره، والشقي من<br />
أتعظ به. كما نقول للحکومة العراقية؛ لا تکرروا خطأ<br />
نوري المالکي وحافظوا على الانتماء والعمق العربي<br />
للعراق. أما للحوثيين فنقول؛ النظام الحالي في إيران<br />
أشبه ما يکون بغيمة ولن يبقى للأبد، لکن الآخرين<br />
◄ حل المعضلة السورية<br />
◄ كيف تنظر لدور إيران في المنطقة ، خاصة<br />
في سوريا ولبنان؟<br />
► دور النظام الإيراني للأسف البالغ،<br />
کان ولا يزال سلبيا، وله أضرار بالغة<br />
على معظم دول المنطقة، حيث إن<br />
التدخلات الإيرانية لم تعد خافية على<br />
أحد، ولا تنحصر تأثيراتها في الدول<br />
المعنية فقط، وإنما في الدول التي<br />
تجاورها، وحتى الأبعد منها، لأن<br />
الأمن القومي العربي حالة تجمع بين<br />
الخصوصية والعمومية، وفي ضوء<br />
ذلك، فإن ما يجري في سوريا ولبنان،<br />
يعکس ما نطرحه.<br />
لذلك نعتقد أن حل المعضلة السورية<br />
ورحيل النظام بشکل خاص، وبطريقة<br />
تصب في مصلحة الشعب السوري<br />
وشعوب المنطقة، من شأنه أن يکون<br />
بداية طيبة جدا لحل أغلب مشاکل<br />
المنطقة.<br />
◄ هل تعتقد أن هناك من يغذي النعرات<br />
الطائفية لمصالح شخصية؟<br />
► ليس هناك دخان بدون نار، فلکل<br />
شيء سبب، لذا فانتشار النعرات<br />
الطائفية وبثها هنا وهناك، تم مع<br />
مجيء النظام الحالي للحکم في إيران،<br />
وإطلاقه سياسة ما يسمى «تصدير<br />
الثورة»، وللأسف فإننا وبعد سقوط<br />
نظام الشاه کنا نأمل أن يجرى تغيير<br />
جذري في إيران لصالح الأمتين العربية<br />
والإسلامية، ولکن لم يجر الأمر کذلك،<br />
بل هو تماما کما يقول المثل الشائع<br />
(أردتك عونا فطلعت فرعونا)!.<br />
◄ نرفض سب الصحابة<br />
◄ ما موقفكم من مسألة سب الصحابة؟<br />
► نحن وطوال الأعوام الماضية،<br />
وفي مختلف المناسبات والندوات<br />
والمؤتمرات التي شارکنا فيها، أکدنا<br />
على حرمة هذا الأمر، ورفضنا الکامل<br />
والقاطع لسب الصحابة والتعرض<br />
لهم بأية إساءة، فهم يشکلون جانبا<br />
أساسيا بالغ الأهمية من تاريخنا<br />
العربي والإسلامي، ونؤكد أن لسبهم<br />
مصلحة ووسيلة خبيثة ومشبوهة<br />
تدفع إلى زرع الأحقاد والكراهية<br />
والانقسام والاختلاف في العالمين<br />
العربي والإسلامي، لذا فقد دعونا<br />
إخوتنا الشيعة في الأقطار العربية<br />
بشکل خاص، والعالم بشکل عام إلى<br />
تحريم هذا الأمر شرعا، لأنه مخالف<br />
للإسلام، وفيه أذية للحبيب المصطفى<br />
محمد صلى الله عليه وسلم، وآله<br />
وأصحابه، وضرر بوحدة الصف<br />
الإسلامي، ويضر أيضا بالأمنين<br />
القومي والاجتماعي العربيين.<br />
◄ كيف نستطيع تغيير فكرة الغرب عن<br />
الإسلام والمسلمين ؟<br />
► للأسف فان الساحة الغربية متروكة<br />
للخطاب المتطرف، ويظن الغربيون أن<br />
هذا هو الإسلام. من هنا يجب التحرك<br />
سريعا لإطلاق حملة عربية إسلامية<br />
واسعة النطاق داخل المجتمع الغربي،<br />
لشرح حقيقة ديننا الحنيف، وللرد على<br />
المزاعم القائلة بان الإسلام هو أصل<br />
الإرهاب.<br />
باقون، والخير في الرهان على الإخوة العرب وليس<br />
على الأغراب. وفي الختام، نشد على يد الشقيقة قطر،<br />
فلها دور رائد في المنطقة، وبالنسبة للمملکة العربية<br />
السعودية؛ نقول لها کان الله في عونك، وأنت تحملين<br />
هموم العرب والمسلمين کلهم، والمملكة كانت ومازالت<br />
وستبقى بلاد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي<br />
الإلهي، ومرجعية المسلمين وعمقنا العربي الأصيل.